الثلاثاء، 20 مايو 2008

Home – Accueil

 

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2919  du 20.05.2008
 archives : www.tunisnews.net  


حــرية و إنـصاف:لا لترحيل توفيق ميزان

حــرية و إنـصاف:توظيف الجباية ضد النشطاء الحقوقيين

اللّجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي : تقرير حول زيارة

حركة النهضة تهنئ أختها الموريطانية

الحزب الديمقراطي التقدمي: قيادات شابة في جامعة تونس

أمّ زيادأضواء على الأنباء (1)

أمّ زيادأضواء على الأنباء (2)

العرب : تونس: رئيس شورى «النهضة» الأسبق يدعو لفك الاشتباك مع السلطة

كلمة:خيبة الأمل بنتائج التسجيل بصندوق التأمين على المرض

كلمة : بوحجلة – القيروان: أعوان الأمن يعتدون بالعنف الشديد على ثلاثة شبّان

اللجنة العربية لحقوق الإنسان : اعتقال الدكتور متروك الفالح في الرياض

الصباح:تنصيب الهرماسي

وكالة تونس إفريقيا للأنباء:الرئيس زين العابدين بن علي يستقبل رئيس مجلس الوزراءالسورى

العرب :تونس وسورية تؤكدان دعمهما لأي توافق لبناني

يو بي أي: مباحثات تونسية-سورية لتعزيز علاقات التعاون الثنائي

قدس برس  :إحصائية: التونسي ينفق على التدخين أكثر من التعليم أو الثقافة

جريدة الصباح :ملامح

جريدة الصباح :ملكات جمال؟؟

ميدل إيست :تونس تستضيف البينالي المتوسطي الخامس للفنون

موقع ميدل إيست أون لاين :عشتار تحط رحالها في تونس بعد القاهرة

موقع أخبار تونس :بيت الحكمة تثري المكتبة الثقافية بإصدارات جديدة

موقع أخبار تونس:ثلاثة أشرطة تونسية ضمن القائمة النهائية لمسابقة الأفلام الوثائقية

المختار اليحياوي : تونس: تورط أقارب رئيس الجمهورية في قضية إجرام دولية للمرة الثانية

مصطفى عبدالله ونيسي:   خطابنا هو رسولنا أينما توجهنّا.  محمد الجلالي: دولة القانون : شعر الامجد الباجي :وجاء برهان بسيس ليعلن في الخلق سقوط لبنان.” مراد رقية: نكبة التراث في شهر التراثبرعاية جامعة التجمع الدستوري الديمقراطي بقصرهلال محمد مومني : ضجيج المدونات الشيخ الهادي بريك الإسلام والمسلمون في ألمانيا  بين تثبيت الوجود الإيجابي ومعالجة آثار كارثة سبتمبر2001 عبد الباقي خليفة:في الذكرى الستين لنكبة فلسطين: كم نكبة تعيشها الأمة ؟ عبد السّلام بو شدّاخ، كيف الاحتفال بيوم الشغل والعمل بين ثقافة الانبطاح و ثقافة الاصلاح على مرّ السنين (الجزء 5/5)  فهمي هويدي: محاولة لفهم ما جرى في بيروت الشرق:طرابلس تلغي الرسوم والقيود على دخول الرعايا الجزائريين قدس برس :سياسي جزائري لـ”قدس برس”: الحجاب ليس عائقا أمام المرأة لكي تنضم لجهاز الشرطة  قدس برس :استطلاع: الشعب الجزائري الأكثر اهتماماً بقضية الأسرى الفلسطينيين والعرب فى السجون الإسرائيلية  ميدل إيست  :الجزائر تغرق في اموال النفط وشعبها يغرق في الفقر الحياة :وزير سابق يتهم أردوغان بابتزاز رئيس الأركان لإيصال غل الى الرئاسة … رويترز: باريس تعلن ان مبعوثا فرنسيا أجرى محادثات مع حماس

 

Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- الصادق العكاري

22- هشام بنور

23- منير غيث

24- بشير رمضان

25 – فتحي العلج  

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 20/05/2008 الموافق ل 15 جمادى الأولى 1429 لا لترحيل توفيق ميزان  

 
و صلتنا رسالة من السجين السياسي السابق السيد توفيق ميزان المولود في 27/9/1971 من ولاية قبلي يشرح فيها وضعيته و عزم السلطات الهولندية ترحيله بعد رفض مصلحة الهجرة و الجنسية بوزارة العدل الهولندية منحه اللجوء السياسي منذ 11 ماي 2006 و إمهاله للمرة الأخيرة ليوم 20 ماي 2008 لترحيله بتعلة أنه لم يعد ملاحقا و لا مضطهدا من طرف السلطات التونسية و أنه تسلم جواز سفر في جوان 2004 و أن إعادته إلى تونس لا يترتب عليها أي خطر عليه. و قد أكد لنا السيد توفيق ميزان أنه خرج من تونس بجواز سفر مزيف بعد أن رفضت السلطات المختصة منحه جواز سفر و أنه تعرض لمضايقات عديدة إثر خروجه من السجن اضطرته لمغادرة البلاد خلسة. و حرية و إنصاف: 1)    تؤكد أن ترحيل السيد توفيق ميزان و إرجاعه لتونس فيه خطر عليه ، إذ أن السلطات التونسية ستقوم بملاحقته و حرمانه من حقه في العمل و الدراسة و التضييق على عائلته مثلما هو الحال بالنسبة لآلاف قدماء المساجين السياسيين الذين حرموا من حقهم في العلاج أو الحصول على جواز سفر أو في اكتساب لقمة العيش. 2)    تطالب السلطات الهولندية بوقف إجراءات الترحيل الصادرة ضد السيد توفيق ميزان لأنها تعرضه للخطر في حال تسليمه للسلطات التونسية كما تطالبها بمنحه اللجوء السياسي. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 20/05/2008 الموافق ل 15 جمادى الأولى 1429 توظيف الجباية ضد النشطاء الحقوقيين
 
في إطار المضايقات المسلطة على الناشطين الحقوقيين أجرت الإدارة العامة للأداءات عقلة توقيفية على مكاسب الأستاذ عبد الرؤوف العيادي تحت يد جميع المؤسسات البنكية علما بأن الأستاذ عبد الرؤوف العيادي عضو بالمكتب التنفيذي لمنظمة حرية و إنصاف و هو ناشط حقوقي معروف ساهم في تأسيس عديد الجمعيات الحقوقية بتونس و معروف بدفاعه في القضايا السياسية و أحد قياديي حزب المؤتمر من أجل الجمهورية ، و قد طالت العقلة الحساب البنكي المهني المفتوح الذي تودع به أموال الحرفاء و هو ما يشكل اعتداء على الغير الذين يتعاملون مع مكاتب المحامين و يضر بمصلحة المحاماة و استقلالها. و حرية و إنصاف: 1)    تعبر عن تضامنها مع الأستاذ عبد الرؤوف العيادي الذي يعتبر مثالا يقتدى به في نضاله من أجل عزة بلاده و هو المعروف بشظف العيش و إيمانه بالمبادئ السامية التي يدعو إليها و تعتبر أن الغرض من توظيف مبالغ هامة هو إثناؤه عن مواصلة نضاله الحقوقي و الدفاع عن المقهورين و المظلومين . 2)    ترى في طريقة توظيف الأداء على المواطنين حيف و تمييز يأخذ بعين الاعتبار الموالاة أو المعارضة للسلطة و قد جعلت جميع القرائن التي تعتمدها الإدارة ضد الأشخاص المسلط عليهم التوظيف الإجباري لحرمانهم من إبطال قرار التوظيف الصادر ضدهم. 3)    و تدعو الإدارة الجبائية لمعاملة المواطنين على حد سواء دون حيف أو ميز أو محاباة أو خضوع للأوامر الصادرة لها و توخي سبيل العدل و الإنصاف. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


اللّجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي تقرير حول زيارة

 
سعيًا للوقوف على آخر التطوّرات بالحوض المنجمي، تحوّل كلّ من عبد الرحمان الهذيلي ومسعود الرمضاني إلى الرديف وتبديت والمتلوي في واقع تواتر إشارات متناقضة تُرواح بين الانفراج والتصعيد: من بداية المفاوضات مع لجنة التفاوض بالرديف، إلى وفاة الشاب هشام بن جدو العلايمي بالصعقة الكهربائية واتهام مسؤولين بالتسبّب في وفاته، فالمواجهات في أم العرايس والاعتصامات في الرديف وأم العرائس والمتلوي. وإذا كنّا نعتذر لأصدقائنا في أم العرائس لعدم تمكّننا من زيارتهم لضيق الوقت، فإنّنا نعتقد أنّ في المعطيات التي وقفنا عليها -وهي المعطيات التي سبّبت ولا تزال تسبّب الاحتجاجات المتواصلة بالجهة – ما يلخّص الوضع العام بالحوض المنجمي، وأهمّها: – لاحتقان الاجتماعي في المؤسسات المشغّلة، على نُدرتها، ومنها شركات المناولة. –  غياب جلّ المرافق الأساسية في قرى مثل تبديت التي يعيش فيها حوالي 2500 ساكن أغلبهم من الشباب. –  تردّي الوضع البيئي الناتج عن استخراج الفسفاط  وتأثيراته السلبية على صحة المتساكنين وعلى سلامة المياه والنشاط الفلاحي المتواضع – أصلا- في المنطقة. –  غياب المشاريع الاقتصادية القادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من الشباب، وخاصة منهم أصحاب الشهائد ممّا كثّف من النّزوح والهجرة. –  مراوحة السلطة في مواجهة المحتجّين بين الاستعداد  للتفاوض (مثلما حصل في الرديف) والعنف ( مثلما حصل في الرديف وأم العرائس وتبديت يومي 06 و07 ماي 2008). في الرديف: كان لنا لقاء مع عمال شركة الحراسة والخدمات “صوقاس” المعتصمين بالاتحاد المحلي منذ ما يزيد عن أسبوعين. و تعود أسباب التجائهم إلى الاعتصام  – كما ذكروا لنا – إلى ظروف عملهم السيئة التي تفتقر لأبسط تراتيب العمل الطبيعيّة ولأدنى احترام لقوانين الشغل. وهم يطالبون خاصة بـ: ·  تخفيض ساعات العمل من 12 ساعة إلى 8 ساعات، مع مراعاة جوانب حياتهم الأسرية حيث يبقى العامل منهم لمدة تزيد عن أسبوع بعيدا عن عائلته. · مراجعة التدرّج والترقيات، إذ منهم من  قضّى 13 سنة ولا يزال في نفس الدرجة. · الزيادة في الأجور، حيث يتقاضى العامل حوالي 240 دينارا ، بينما تدفع شركة فسفاط قفصة 900 دينار عن كل عامل لصاحب شركة المناولة. · احترام الحق النقابي، والقبول بنقابة مُمثّلة للعمال تُدافع عن مصالحهم. فالنقابة الحالية يختارها صاحبيٍِ شركة المناولة. ·  الترسيم حسب قوانين الشغل، إذ أنّ عقود عمل العمّال في شركة “صوقاس” تُجدّد كلّ 3 أشهر منذ ما يزيد عن 10 سنوات حتّى لا يتمّ  ترسيمهم. ونحن إذ نحيّي صمود هؤلاء العمال رغم وضعهم المادي الصّعب، فإنّنا ندعو السلطة وقيادة الاتحاد العام التونسي للشغل للتدخل من أجل إيجاد حلّ  يحفظ كرامتهم ويرتقي بالعلاقات الشغلية  بما يحفظ  مصلحة العمال والمؤسسات. في تبديت : تقع تبديت على بُعد حوالي 12 كم من معتمدية الرديف. وقد كانت أرضا زراعيّة تُزوّد الرديف وأم العرائس بالمنتوجات الفلاحيّة، إلاّ أنّ مياهها جفّت  وأشجارها ذبلت بسبب التلوث الناتج عن استخراج الفسفاط.  وللوصول إلى تبديت، عليك أن تسلك طريقا غير معبّدة، ترشّها يوميا شركة فسفاط قفصة بالمياه لتسهيل تنقّل الشاحنات بينما تبقى المنازل المتانثرة والأراضي التي كانت – يوما ما- فلاحيّة عرضة للغبار. أمّا المنازل التي مررنا بها فقد بدت من جدرانها شقوق عميقة: هي من آثار استعمال الديناميت في مقاطع الفسفاط القريبة. قدّمنا التّعزية باسم اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي واستمعنا لأختيْ هشام تتحدّثان عن ظروف وفاته، وتلخّصان معاناة الأحياء: ·فقد كانت هذه العائلة المتكوّنة من 10 أفراد تعيش من عمل الأب الفلاحي قبل أن يُصاب بسقوط دائم وتموت الأرض جرّاء التلوث فينزح هشام إلى سوسة بحثا عن عمل. ·تعتبر أُختا الفقيد أنّ اعتصام البعض من الشباب كان سلميّا، ولم يكن له من هدف غير لفت الانتباه لواقع البطالة المستشري، وهو لذلك لا يستوجب الردّ بمثل ذلك العنف  ناهيك عن القتل. · تصرّ عائلة الفقيد على تتبّع من يثبت تورطه في موت هشام، وتستغرب من بقاء جثته تحت الشمس حوالي التّسع ساعات(من 9 صباحا تقريبا إلى حدود 7 مساء، حيث قدم حاكم التحقيق). وأنت تخرج من تبديت، تُراودك العديد من الأسئلة  المحيّرة حول مصير قرية شبه ميتة لا تملك حتى  حقّ الاحتجاج على ما أصاب حيطان منازلها المتواضعة من تشقّق. في المتلوي : زرنا الاتحاد المحلي بالمتلوي حيث يُضرب عن الطعام عمال مطرودون  من 3 قطاعات هي: الكهرباء والغاز والصحّة وشركة فسفاط  قفصة. وما يمكن استخلاصه: · أنّ المعدل العمريّ لهؤلاء العمال هو 50 سنة، يُعيلون عائلات وأبناء يتطلّبون مصاريف باهضة لا يقدر على تلبيتها العامل فضلا عن العاطل( حتّى أنّ أحدهم تساءل باكيا كيف له أن يدفع مصاريف ابنتيه في الكلية ؟ وكيف له  أن يرعاهما؟). · أنّ أغلبهم في حالة صحية خطيرة لكونهم يعانون من أمراض مزمنة ( السكّري والقلب.. )، ويقتضي استعمال الأدوية المناسبة الأكل. · أنّ أسباب طرد البعض منهم – حسب روايتهم – مُجحفة، من ذلك أنّ السيد محمد ساسي غومة المتّهم في قضية اختلاس أموال قد برّأته المحكمة في كلّ مراحل الحكم، لكنّ الشركة رفضت إرجاعه. إننا ندعو السلط الجهوية لدراسة وضعياتهم الشغلية والعائلية والاجتماعية والبحث عن حلول تنقذ عائلاتهم من التشرّد والفقر.   خلاصة: إننا نرى أنّ الوضع الاجتماعي والاقتصادي والبيئي في منطقة الحوض المنجمي لا يستوجب حلولا عاجلة فقط، بل خطّة إستراتيجية بعيدة المدى لتنمية تضع في الاعتبار إمكانيات الجهة وحاجياتها. ولتحقيق ذلك  لا بدّ من تشريك كلّ أطراف المجتمع المدني في حوار جدّي يضع مصلحة الجهة والبلاد فوق كلّ اعتبار.  17 ماي 2008 عن اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي مسعود الرمضاني  عبد الرحمان الهذيلي

بسم الله الرحمن الرحيم       حركة النهضة تهنئ أختها الموريطانية

 

 
 تأتي الحالة الموريطانية أيضا شاهدة لسنة الله في تداول الايام على الخلق، بين محنة ومنحة، ومنع وعطاء، والم وامل، وعسر ويسر، فلم تمر غير سنتين ونيف على هلاك الدكتاتورية ، حتى انتقلت الحركة الاسلامية من كرب السجون والمنافي والملاحقة الى سعة الانفراج وبدايات التمكين ، فجمع الله شملها بعد تفرق، وتم اعتراف الحكم الجديد بحقها على قدم المساواة مع غيرها،  فشاركت في الانتخابات النيابية، فحصلت على عدد من المقاعد انضمت بها في عهد الحكومة الديمقراطية الاولى الى صف المعارضة . وجاءت الحكومة الديمقراطية الثانية  ففاوضتها على الاشتراك فيها ، بما أفضى الى تقليدها وزارتين مهمتين: وزارة التعليم العالي ووزارة الدمج والتكوين المسؤولة عن  المفاوضة مع القطاعات العمالية، والحركة موعودة بمواقع أخرى . وإزاء هذا التطور المهم في الشقيقة موريطانيا الذي جاء معززا استقرارها  ووضعها على طريق الديمقراطية الصحيحة والتصالح بين السلطة والشعب، بين الاسلام والحداثة، وقيام الحكم فيها على أساس التراضي والارادة الشعبية بدل الاقصاء والاستئصال والغش والغلبة ، كما جاء   معززا لنهج  الخيار الديمقراطي الاستيعابي للحركة الاسلامية في المنتظم القانوني وهو الخيار الذي قطع أشواطا في المغرب وفي الجزائر ، مع بدايات انفراج واعدة في ليبيا ، بما يمثل عزلا وحصارا للنهج الاستئصالي الاقصائي الذي لاتزال وحدها تمعن في طريقه المسدود السلطة التونسية. إزاء هذا التطور المهم فإن حركة النهضة: * تبارك للحركة الاسلامية الموريطانية انجازاتها الهامة، بقيادة حزبها: “الحزب  الوطني للاصلاح والتنمية”، تبارك لها  صفّا وقيادة ، وبالخصوص للاخ الامين العام للحركة الاستاذ محمد جميل ولد منصور، وللاخوين الوزيرين  ولفضيلة الشيخ محمد الحسن ولد الددو.وأن يوفقهم الله الى اجتراح خيرات أعظم *  تبتهل الى العزيز الرحيم أن يحفظ لشعب موريطانيا الاصيل اجتماع كل قواه على تبادل الاعتراف والتعاون على هذا الخير بدل التنافي والتحارب، حتى يحقق المزيد من النماء والعطاء، نموذجا يحتذى في منطقة لم يسلم قطر منها من ضرب من الاقصاء، على تفاوت، أغلظه ما نكبت به تونس. قال تعالى مبشرا عباده المستمسكين بدعوته عاضين عليها بالنواجذ”إن مع العسر يسرا. إن مع العسر يسرا”سورة الانشراح  . رئيس حركة النهضة: راشد الغنوشي   13ربيع الثاني1429   18مايو 2008

الحزب الديمقراطي التقدمي قيادات شابة في جامعة تونس

 
حسم مناضلو الحزب الديمقراطي التقدمي بجهة تونس حيثيات مؤتمرهم الذي أفرز قيادة شابة ومقتدرة . وكان المؤتمرون الذي قد أنهوا أشغال مؤتمرهم صباح الأحد 18 ماي الجاري ,الذي  أدى إلى انتخاب الباحث الشاب محمود البارودي (27سنة)  كاتبا عاما . ويعتبر محمود البارودي أحد الوجوه البارزة للحزب الديمقراطي التقدمي بالخارج حيث أسهم بمجهود فعال في تأسيس جامعة باريس للحزب الديمقراطي التقدمي وأدت نتائج المؤتمر إلى انتخاب: -نزار الرزقي  كاتب عام مساعد -جلال بدر أمين مال مساعد – كمال التوكابري أمين مال -زهير العرفاوي مكلف بالإعلام والاتصال – مراد اليعقوبي مكلف بالحقوق والحريات – بلقاسم بوترعة مكلف بالعمل الاجتماعي والشباب وتبدو توجهات الحزب الديمقراطي في تشبيب عناصره خصوصا القيادية منها خيارا استراتيجيا لتوسيع قاعدة الحزب . وكان السيد أحمد نجيب الشابي عضو المكتب السياسي ومؤسس الحزب قد أشار في عديد المرات إلى أن المستقبل السياسي للحزب  بأيدي  الشباب . وتبدو تطلعات التقدمي سائرة في توجه ايجابي نحو افتكاك مساحة نضالية حقيقية في المشهد السياسي للبلاد لفرض تعددية حقيقية على خلاف ما تعيشه البلاد من تهرم في أحزابها ,مما أفقد الساحة بريقها وجعل المشاركة الفعلية للشباب مجرد شكليات . خولة الفرشيشي

أضواء على الأنباء (1)

 
إضاءة أمّ زياد موتانا وموتاهم في وقت واحد فجعت تونس في شابين من أبنائها قتلا في ظروف مأسوية، الأوّل هو الشاب هشام العلايمي الذي قتله مسؤول جهوي في الحوض المنجمي إذ حرقه بصعقة كهربائية بينما كان معتصما مع رفاقه المحرومين من العمل والمحرومة جهتهم من التنمية. والثاني هو الشاب عبد الحكيم العجيمي المهاجر الذي قتل بيد شرطة ساركوزي العنصرية. في جانب المعارضة تم الإخبار على مقتل الشابين والتنديد بقاتليهما أمّا في “جرائم” السلطة فقد ظهر قتيل فرنسا وغيّب قتيل الحوض المنجمي. ولكن هذا لم يمنع قلة حياء بعض الأقلام الدنيئة من الصراخ والاستصراخ والتشهير بسكوت المعارضة عن قتيل فرنسا. لو كان لنا مثل قلة حيائهم لقلنا اهتمّوا أنتم بمن قتلته عنصرية فرنسا وسنهتمّ نحن بمن قتلهم نظامكم وتواطؤكم معه. ولكنّنا نقول إنّ مصابنا بالشابين القتيلين واحد وإنّ لمأساتهما سببا واحدا وهو قلة قيمة الإنسان التونسي وهوان منزلته التي تجعله عاريا من كل حصانة سواء أكان داخل بلاده أو خارجها. في مرمى نيران 2009 في نطاق الاستعداد “للعرس الانتخابي” وحرصا على مرور هذا العرس بسلام شنّ “الجهاز” حملة تطهير للبلاد من كل المعكّرات الواقعة والمتوقعة. المستهدفون بهذه الحملة هم خاصة الإعلاميون والكتاب والناشطون من الصفّ الأوّل. أمّا شعار الحملة فهو “نعملولهم فاش يتلهاو” أي نرميهم بمصائب تشغلهم عن كل تحرك من شأنه أن يعكّر صفو عرس 2009. القائمة الأولى للمعنيين بالحملة بدأت في الظهور: – توفيق بن بريك وعائلته تلقوا تهديدا مباشرا من مصادر بوليسية من العيار الثقيل تنذرهم بحملة ضد العائلة والأطفال، إذا لم “يقعد توفيق رايض” حتى 2009 وبعدها “عليه أمان الله” كما يقول المهدد. وقد ظهرت بعد تباشير الاعتناء بتوفيق وعائلته ممثلة في تدخل بوليسي غريب في مسألة عائلية تخصّه وزوجته دون غيرهما، وفي تعرض سيارة عزة زرّاد زوجته إلى الكسر والتخريب عقابا على رفضها التعامل مع الجهاز ضد زوجها. – عبد الرؤوف العيادي محامي الحريات الذي يحاصر مكتبه بصفة مستمرة بهدف تجويعه وقطع رزقه تحرّك ضده قضية جبائية تلزمه بدفع مبلغ خيالي ضريبة على دخل منع من تحقيقه. وقد وقع في الأيام الأخيرة تنفيذ هذه الجريمة الجبائية ضده بفرض عقلة على حسابه البنكي في انتظار المرور إلى إجراءات أخرى تعطيه “فاش يتلهى”. – نزيهة رجيبة التي لم تكف عن الكتابة حتى لمّا هدّدت سلامة عائلتها بفضيحة أخلاقية بل زادت كتابتها جرأة. يقع اليوم ابتزازها بمحاصرة مكتب زوجها لقطع رزقه ورزق ابنيها المحاميين العاملين في مكتب والدها. وأحد هذين الابنين (محمد أمين) يخضع منذ سنين إلى إجراء (06) الخاص بالمشبوهين ويقع التحرش به ومحاولة إذلاله في كل مرة يغادر فيها الوطن أو يعود إليه. فيستقبله البوليس السياسي في المطار ويسلّط عليه الديوانة لتفتشه تفتيشا مبالغا فيه… ويبدو أنّ ابتزاز أم زياد بتهديد أولادها قد يتخذ شكلا آخر أكثر خطورة. – جريدة الموقف والقائمين عليها تحاصر بمختلف الطرق وأخبثها رغم أنّها جريدة قانونية وقد رأينا خدم النظام يفاخرون بوجودها في مختلف المحافل التي جمعت بيننا وبينهم. ولكن يبدو الآن أنّ النظام في غمرة خوفه على عرس 2009 لم يعد يبالي حتى بورقات التوت القليلة التي تستر عورته المفضوحة أصلا. سألني توفيق بن بريك في براءة فاجأتني منه: “هم أقوياء ونحن ضعفاء فلماذا يخافوننا ؟” فأجبته جوابا أعجبه: “إنّ اللص الذي يدخل المحل الموثوق تماما من فراغه يصيبه الفزع الأكبر لأقلّ صوت يسمعه ولو كان حفيف شجرة”. اللص مؤذ وهو قادر على التهديد متى فزع وعلى تنفيذ تهديده متى شعر بالخطر… ولكن ليس من حق أي إنسان يحترم نفسه أن يخضع للتهديد وأن يدع اللص يسرق في أمان، وقديما قال أجدادنا “إذا كان المهبول ياكل ويبة، العاقل ما يعطيهالوش”. لا تخافوا من اختفاء الخبز يا معشر التونسيين كميات الخبز في المتاجر بدأت تنقص بصفة ملحوظة. فالمصالح المختصة شرعت في تقنين بيع “الفرينة” للمخابز وقد يتواصل ذلك ويتفاقم ويؤول بنا إلى الوقوف في الصفوف للحصول على خبزنا اليومي. الناس مختلفون في تفسير الظاهرة فمنهم من يقول إنّه ارتفاع أثمان الحبوب في العالم ومنهم من يقول إنّ الإجراء مقصود لكبح جشع أصحاب المخابز الذين يتربحون من بيع الدقيق المدعوم. وطائفة ثالثة تقول إنّ الدولة تعاقب أصحاب المخابز مكان أصحاب المطاحن المضاربين الحقيقيين بالدقيق والمعصومين من المساءلة والتتبع. في الجانب الآخر من المشهد يعكف رجل الأعمال المُنجّح بلحس الطرابلسي على إقامة مصنع للسكر في بنزرت تقدير تكلفته 180 مليون أورو أي ما يعادي 350 مليار بالعملة الوطنية. التزامن بين أزمة الخبز وحلاوة السكر لا يعني أبدا أنّ رجل الأعمال أخذ ثمن الخبز ليشتري به سكرا. بل يعني أنّ هؤلاء البايات الجدد الذين منّ الله بهم علينا ليعالجوا أزماتنا عاكفون على إعداد لوازم البقلاوة حتى نأكل “حروفها” يوم يصير الخبز عزيزا. ثمة ما هو أحسن… يمكننا أن نعوّض الخبز بأكل “لحم العلوش” ثمّ نحلّي بحروف البقلاوة. ذلك أنّ أثمان الأغنام قد تدنّت إلى أدنى مستوياتها حيث انخفض ثمن النعجة المتبوعة بخروفها إلأى 160 دينارا (وثمنها في الظرف العادي لا يقلّ عن 300 د) والفلاح الصغير مجبر على بيعها نظرا للجفاف وأزمة العلف، فترى الواحد منهم الذي يملك 20 رأسا يبيع منها عشرا ليستطيع أن يعول بثمنها عياله والعشر نعاج الباقيات. أليست هذه تونس بلد الفرح الدائم والقضاء على جيوب الفقر ؟ ما على الرسول إلاّ البلاغ بعض المواطنين الصالحين والفلاحين من سيدي بوزيد يعرفون أنّ الكلمة تصل النظام إذا نشرت في “كلمة” ولا تصله إذا نشرت في جرائد النظام. طلبوا منّي أن أبلغ رسالتهم إلى بن علي وهم يقولون فيها إنّ الرئيس يكره قفصة ويخاف منها لأنّها قابلة للالتهاب دوما. ويكره سيدي بوزيد ويحتقرها لأنّها أسلمت له قيادها (وقد نعتوا جهتهم بعبارة قبيحة ولكنّي صنصرتها احتراما لهم ولجريدتي).. ها قد بلّغت ! (المصدر: مجلة “كلمة” (أليكترونية شهرية – محجوبة في تونس)، العدد 63 لشهر ماي 2008)

أضواء على الأنباء (2)

 

 
إضاءة أمّ زياد بن علي ومنافسوه أخيرا باح “تحوير الدستور” الموسمي بأسراره وقال من سيمنح حق الترشح ومن سيحرم منه. المحرومون هم جميع التونسيين الذين يرون أنفسهم أهلا لممارسة هذا الحق ولكن بصفة خاصة أحمد نجيب الشابي الذي أعلن ترشحه والذي يعاقب على هذا الإعلان الذي “لم يستشر” فيه السلطة وأيضا وخاصة على تناوله ثمرة المعارضة المحرّمة وخروجه من جنة المعارضة الوفاقية. أما المحروم الثاني فهو مصطفى بن جعفر الذي لم يعبّر يوما عن رغبته في الترشح ولم يستحق بذلك غضب النظام ولكنه رئيس لحزب لم يصل إلى تلك الرئاسة بالانتخاب مثل رئيس التجمع الدستوري الديمقراطي فحق عليه العقاب لأنّه “يفسد” المشهد السياسي الديمقراطي. أمّا الممنوحون فهم مرشحو الأحزاب الكرتونية يضاف إليهم مية الجريبي لإغاظة نجيب الشابي و”امتحان” ديمقراطيته في حزبه. وأحمد إبراهيم وقد كاد التحوير يذكره باسمه. ولمنحه هذا الحق عدة أسباب ممكنة منها أنّ حركته لم تعد راغبة في تقديم مرشح بعد تجربة 2004 ومنها أيضا أنّ حملات الترشح في هذا الشق من المعارضة لا تمثل خطرا كبيرا على العرس الانتخابي بما أنّ الجماعة ستستهدف الإسلاميين في حملاتها أكثر مما تستهدف النظام. ليس المنح والحرمان هما اللذان يسترعيان الانتباه بقدر ما هي الطرق المتوخاة في التحويرات الموسمية التي تجري على دستورنا المنكوب. هذه الطرق تزداد غرائبية ومجانية ولا معقولية من تحوير إلى آخر الشيء الذي يجعلنا نقول إنّه لو كتب لبن علي طول العمر ومعه طبعا المزيد من الرغبة في البقاء في الحكم فإنّنا سنرى تونس في 2024 تدخل كتاب “غينيس” للعجائب والأرقام القياسية وذلك بالمقاييس المعتمدة في تنقيح دستورنا كاعتماد لون البشرة والفصيلة الدموية والأبراج الفلكية ونوع القابلة التي بشّرت بالمترشح ونوع الطهار الذي ختنه. ابن خلدون وقرّاؤه هذا عنوان لكتاب ألّفه أحد جهابذة الجامعة التونسية أحمد عبد السلام وكان يعني بالقراء قراء ابن خلدون القدامى. ولكنّ قراء ابن خلدون لا ينقطع حبلهم في بلدان العالم وفي تونس بلد ابن خلدون على وجه التخصيص. ومن ضمن هؤلاء القراء اكتشفنا حاكم تونس الذي أقام مؤخرا مأدبة رسمية وألقى فيها كلمة تطرّق خلالها إلى فكر العلامة التونسي ابن خلدون فشرح لضيفه ساركوزي ولزوجته عارضة الأزياء سابقا طرفا من عقلانية ابن خلدون وشجبها للتطرف ! جيّد… ولكن ثمة أفكار خلدونية كثيرة يجدر بكل حاكم أن يعرفها، خاصة إذا كان مستبدا مثل حاكم تونس… وهذه طائفة من هذه الأفكار أعرضها على كل مستبد يحسب أنّ استبداده أبدي وكل مستبد به يتوهم أن الاستبداد لا برء منه. 1- “إنّ الملك إذا كان قاهرا باطشا بالعقوبات منقبا عن عورات الناس وتعديد ذنوبهم، شملهم الخوف والذل ولاذوا منه بالكذب والمكر والخديعة فتخلقوا بها وفسدت بصائرهم وأخلاقهم وربما خذلوه في مواطن الحروب والمدافعات ففسدت الحماية بفساد النيات”. (وهذه أعرضها بصفة خاصة على القرود الذين يعضدون الاستبداد في إضعافه للروح الوطنية ويرمون المناضلين الوطنيين بالخيانة). 2- “إنّ الظلم مؤذن بخراب العمران” وهذه واضحة لا تحتاج إلى تعليق. 3- “وربما يحدث عند آخر الدولة قوة توهم أنّ الهرم قد ارتفع عنها ويومض ذبالها إيماضة الخمود كما يقع في الذبال المشتعل فإنّه عند مقاربة انطفائه يومض إيماضة توهم أنّها اشتعال وهي انطفاء، فاعتبر ذلك ولا تغفل”… آمين ! (المصدر: مجلة “كلمة” (أليكترونية شهرية – محجوبة في تونس)، العدد 63 لشهر ماي 2008)

تونس: رئيس شورى «النهضة» الأسبق يدعو لفك الاشتباك مع السلطة

 

 
تونس – محمد الحمروني  دعا رئيس مجلس الشورى الأسبق لـ «حركة النهضة» الإسلامية المحظورة في تونس إلى ما سمّاه بـ «فك الاشتباك» بين الإسلاميين المنتمين للحركة والنظام. وعبّر الفاضل البلدي في مقال نشر أمس الاثنين على أحد مواقع الإنترنت عن انزعاجه من تواصل هذا الصراع وما ترتب عنه من «إهدار للوقت والمال والجهد والطاقات». وقال القيادي السابق بالحركة «رغم مرور حوالي العقدين من الزمن منذ بداية الحملة، لا يزال منطق التشابك هو السائد رغم ما أصاب جسم الحركة الإسلامية من إنهاك وإجهاد». وطلب البلدي من الإسلاميين القيام بجهد عظيم يبدأ بتحميل أنفسهم جزءا من المسؤولية فيما جرى وما ترتب عنه من محنة. وأضاف «يجدر بالإسلاميين أن يقوموا بمراجعات جريئة يقومون فيها بتقييم الماضي حلوه ومرّه ويكون ذلك بأقدار من العلنية توفّر للدارسين وللأجيال خلاصات تعين على التجاوز والتطوير والترشيد» معتبرا أن التكتم قد يحرم الحركة الإسلامية “من الاهتداء للعورات والتفاعل مع الواقع تأثرا وتأثيرا”. (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 20 ماي 2008)

خيبة الأمل بنتائج التسجيل بصندوق التأمين على المرض

 
لطفي حيدوري عندما فتحت الدولة أمام المضمونين اجتماعيا تقسيما جديا لنظام التأمين الصحّي وضعته أمام ثلاثة اختيارات ليسجل في واحد منها: المنظومة العمومية والمنظومة الخاصّة ومنظومة استرجاع المصاريف. وسمي النظام الجديد النظام القاعدي الإجباري، ووجه الإجبار فيه هو الالتزام بالعلاج في النظام المسجل فيه وتحمل المسؤولية المالية الذاتية فيما عداه. وقد حدد موعد 31 مارس 2008 لغلق التسجيل وتوجيه من لم يقم به إلى النظام العمومي آليا. كان الإقبال على التسجيل ضعيفا إضافة إلى الخلاف مع نقابة أطباء الاختصاص للممارسة الحرة (حول تحديد الأجر وحرية اختيار الطبيب واستثناء بعض الأمراض والكشوفات والتحاليل وانتهاك نظام المهنة الداخلي) فتم التمديد إلى موفى شهر أفريل 2008 وفي الأسبوع الأخير أشارت بعض الأرقام إلى أنّ عدد الذين أقبلوا على التسجيل لم يتجاوز 15 بالمائة من المضمونين اجتماعيا، وهو ما حدا بإدارة صندوق التأمين على المرض إلى اللجوء في عدة مناسبات إلى الإرساليات القصيرة sms لحث الناس على الاختيار وزادت ففتحت أبواب العمل أيام العطل وساعات إضافية بعد توقيت العمل الإداري دون جدوى. وكانت النتيجة الرسمية المعلن عنها أنّه تم تسجيل 75 بالمائة من المضمونين اجتماعيا في النظام العلاجي العمومي. وهي نتيجة غير متوقعة خاصة وقد حثت الدولة على التوجه نحو القطاع الخاص وتم من أجل ذلك زيادة نسبة الاقتطاع للتغطية الصحية فأصبحت 6.75 بالمائة بدل 4 بالمائة. والحاصل أنّ 2.75 بالمائة من الأجر ذهبت سدى، خسرت الدولة لأنّها توقعت أن توفر للمواطن مبلغا أكبر قادر على مجابهة تكاليف القطاع الخاص خاصة وقد تم في المقابل تخفيض تعريفة العيادة الخاصة إجباريا من 30 دينار إلى 25 د، وخسر المواطن لأنّ العلاج بقي على حاله. وفي النهاية توفر “صندوق مالي صغير” انتفت الحاجة إليه. ومع الإعلان بانتهاء أجل الانخراط في المنظومات العلاجية الجديدة عن تسجيل 75 بالمائة من المنخرطين بالتأمين الاجتماعي في المنظومة العلاجية العمومية، أما النسبة الباقية فيتقاسمها نظاما المنظومة الخاصة واسترجاع المصاريف. وهذا ما يمثل خسارة للأطباء الخواص بأكثر من خمسة بالمائة وخيبة أمل لهم خاصة بالنسبة إلى الأطباء الذين تعاقدوا مع الصندوق. كما برزت خسارة أخرى بالنسبة إلى المواطن لأنّ المعلوم المقتطع لفائدة التأمين على المرض تم رفعه بنسبة 2,75 ليصبح 6,75 بالمائة ولم يستفد منها بل أجبر على أن يكون نزيل القطاع الصحي العمومي الذي هو في حاجة إلى ضرورة تأهيله لغياب الحد الأدنى في بعض المستشفيات وضعف الخدمات الصحية من حيث الإطارات الطبية والشبه طبية والبنية الأساسية ووسائل العمل وتقنياته… إذن نشأت “حصّالة” جديدة جنت فائدتها الصناديق العمومية فحسب. وتبيّن الحملة الدعائية لصندوق التأمين على المرض أنّ الدولة كانت تتوقع أن ينفتح المواطن على القطاع الطبي الخاص وشجّعته بضخّ أموال جديدة من مرتّبه لكنّه ظل متوجّسا من المشروع الجديد ودفعته تلك الريبة إلى أن يتجاهل أمر التسجيل في الآجال المحددة رغم تمديدها وفسح المجال لبقاء “دار الصحة” على حالها. من جهة أخرى تقدّر مصادر من نقابة أطباء الاختصاص للممارسة الحرية أن نسبة العلاج في القطاع الخاص كانت تقدر بثلاثين بالمائة أمّا اليوم فقد أصبحت إجباريا أقل من 25 بالمائة. فقد كانت نسبة 30 بالمائة سابقا قابلة للزيادة نظرا لحرية المريض في ما مضى في اختيار وجهة العلاج طالما كان يسترجع مصاريف العلاج بأي طريق، أمّا النسبة الجديدة فمن الصعب أن تزيد إلاّ عند الضرورة القصوى. والخسارة عامة فإضافة إلى المواطن والقطاع الخاص تجد اليوم الدولة نفسها أمام عبء كبير لأكثر من مليوني منخرط بالقطاع العمومية تضاف إليهم عائلاتهم ومن هم في كفالتهم وهي مضطرة لمجابهة نفقات تأهيل المنظومة الصحية العمومية. ومن جديد سنعود إلى سياسة الترقيع، حيث علمنا أنّه سيفتح الباب في شهر سبتمبر القادم لمراجعة التسجيل. وقد لعب الاتحاد العام التونسي للشغل دورا أساسيا في توجيه منظوريه إلى اختيار المسلك العمومي كما شجّع المنخرطين بالأنظمة التكميلية كالتعاونيات والتأمينات الجماعية وطب المؤسسة على الإبقاء عليها. وفي هذا الصدد علمنا أنّ 500 ألف من 600 ألف من المنخرطين بالتعاونيات لم يختاروا منظومة العلاج وبالتالي فهم مسجلون آليا بالنظام العمومي. وقد تم تحديد 31 ديسمبر 2008 آخر أجل لحل التأمينات الجماعية أي أنه أعطيت مهلة بخمسة أشهر بعد انطلاق العمل بالنظام القاعدي الجديد في 1 جويلية 2008 وخلال تلك الفترة سيقع التفاوض مع الاتحاد الوطني للتعاونيات أو التعاونيات على حدة. وتتمسك الأنظمة التكميلية بأن يبقى عملها تكميليا للنظام القاعدي الإجباري الجديد، إضافة إلى أنّ الاتحاد العام التونسي للشغل يرفض تغيير هذا النظام. فهل أنّ نظام صندوق التأمين على المرض لا يزال مفتوحا على جميع الاحتمالات ما دام التفاوض عليه مستمرا ؟ من المرجح حسب مصدر من نقابة أطباء الاختصاص للممارسة الحرة أنّ الدولة مضطرة بفعل الوضعية التي خلقتها نتائج التسجيل إلى خلق نظام أكثر مرونة يتيح للمواطن حرية أكبر في اختيار منظومة العلاج قد تؤول إلى الازدواجية بقيود داخل النظام القاعدي نفسه والإبقاء على الأنظمة التكميلية وزيادة نسبة تغطية المصاريف في القطاع الخاص دون قيود على نوعية المرض… وفي هذا الإطار سيعلن يوم 1 جوان المقبل عن قرارات جديدة اتخذت في اجتماع عام لنقابة أطباء الاختصاص للممارسة الحرة بأحد النزل وسط العاصمة على ضوء المقترحات المقدمة إلى وزارة الشؤون الاجتماعية. تبقى مسألة عامة على غاية من الأهمية تتعلق بعدم الثقة في الدولة وعدم الإقبال على ممارسة الحق في الاختيار. فالمواطنون لم يقبلوا على الانخراط في الصندوق وفسحوا المجال لتسجيلهم آليا بالمنظومة العمومية، صحيح أنّ معظم الناس بما فيهم مشرفون على الدعاية للصندوق لا يفهمون إلى حد الآن هذا النظام الجديد. ولكن المشهد العام هو أنّ الأغلبية الساحقة تركوا الأمور تسير تلقائيا دون تكفّل عناء السؤال والبحث والتمييز وفسحوا المجال لغيرهم أن يحدد وجهة جانبا أساسيا من حياتهم اليومية، تقودهم في ذلك اللامبالاة وعدم تحمّل المسؤولية. ألا تكون تلك، ربّما، هي نفس عقليتهم في التصرف خلال مناسبات اختيار أخرى… كالانتخابات ؟ (المصدر: مجلة “كلمة” (أليكترونية شهرية – محجوبة في تونس)، العدد 63 لشهر ماي 2008)

بوحجلة – القيروان: أعوان الأمن يعتدون بالعنف الشديد على ثلاثة شبّان

 

 
الصحبي صمارة تعرّض يوم السبت 10 ماي الجاري ثلاثة شبّان من معتمدية سيدي عمر بوحجلة إلى اعتداء بالعنف الشديد من قبل أعوان مركز شرطة المكان. وتعود أطوار الحادث إلى خلاف بسيط بين أحد أصحاب المقاهي والشاب محمد رؤوف السفسافي (25 سنة) وقد استدعى صاحب المقهى أعوان الشرطة الذين قدموا خلال دقائق إلى المقهى حيث تولّوا الاعتداء بالعنف الشديد على محمد رؤوف مخلّفين له أضرارا بليغة إذ كان الاعتداء عليه بالهراوات سببا في كسر إحدى أسنانه وإصابته بجرح بالغ في شفته استوجب 8 “غرزات” وجرح آخر في رقبته بثلاث “غرزات”. كما تولّى أحد الأعوان رشّه مباشرة على مستوى عينه اليمنى بغاز حارق خلّف له ضررا بالغا. هذا وقام الأعوان بسحب هذا الشاب في الشارع وجرّه وهو في حالة إغماء إلى أن وصلوا إلى مركز الشرطة حيث تجدّدت الاعتداءات. إذ بمجرّد لحاق شقيقه الأصغر محمد توفيق وابن عمّه سامي ووالدته قام الأعوان بأمر من رئيسهم المباشر بإيقاف الشابين وإهانة الأمّ التي حضرت لتطمئنّ على ابنها ودفعها بقوّة خارج المركز. وتمّ تقييد محمّد رؤوف وهو ينزف في الكرسي الذي أجلس عليه كما قيّد قبالته ابن عمّه سامي فيما قام عون آخر يدعى “نبيل” وأمام رئيسه المسمّى “معزّ” بالاعتداء على محمّد توفيق بالعنف الشديد مخلّفا له آثارا واضحة وفي حركة غريبة قام بقصّ شعره بالسكّين فيما كان رئيس المركز يقشّر اللّوز ويلقي بالقشور على وجوه الموقوفين وكان العون يبصق على وجوههم مستمرّا في توجيه الإهانات والسبّ لهم ولذويهم. وقال محمّد رؤوف أنّ رئيس المركز لم يسمح له بالذهاب إلى المستشفى للعلاج إلاّ بعد ساعة ونصف فيما كان فمه ينزف بشدّة وقد تمّت دعوة أحد المواطنين لاصطحابه إلى المستشفى حيث حصل على شهادة طبية تتضمّن تشخيصا لحالته وأمرا باستراحة لمدّة 25 يوما غير أنّ رئيس المركز “معز” قد استحوذ على الشهادة كما رفض قبول الشكوى. واستغلّ هذا الأخير ملفّ الخدمة العسكرية للشابين سامي ورؤوف ليبعث بهما إلى منطقة القيروان ومن هناك إلى سوسة واستمرّت وضعية الشابين خمسة أيام كاملة وهما بين منطقة وأخرى إلى أن أفرج عنها يوم الأربعاء ليلا من الكاف بعد تسوية ملفّهم. وقد سعى، حسب المتضرّر، رئيس المركز إلى استغلال هذه المدّة لكي تزول آثار الاعتداء في الوقت الذي لا تزال آثاره مستمرّة بعد عشرة أيام كما أنّ الوضع الصحّي للمعتدى عليه الرئيسي محمد رؤوف غير مستقرّ إذ أنّه يعاني من آلام حادّة على مستوى العين والفم. هذا وقد حاول رئيس المركز إكراه الشابين على إمضاء ورقة يعترفان فيها بأنّهما تبادلا العنف فيما بينهما وهو ما رفضه الشابان متمسّكان بحقّهم في تتبّع هذا المسؤول الأمني الصغير الذي تصوّر أنّه يحكم الجهة حسب مزاجه وحسب مصالحه. وفسّر الشبان المعتدى عليهم هذه المعاملة الوحشيّة من قبل الأعوان ومن قبل رئيسهم بأنّهم على علاقة شخصيّة بصاحب المقهى الذي شبّ معه الخلاف الأوّل. ولا تعدّ هذه الحادثة الأولى من نوعها بمعتمدية سيدي عمر بوحجلة فالتجاوزات والانتهاكات التي يمارسها عناصر الشرطة في هذه المنطقة تكرّرت مرّات عديدة. إذ يعتبر هؤلاء أنّهم أصحاب القانون ومشرّعوه ومنفّذوه وهم بمثابة الحاكم المطلق في منطقة تعدّ قرابة 125 ألف ساكن. ويرى بعض متساكني الجهة أنّ الشخصيات المتنفّذة في المنطقة تحاول أن تصنع تحالفا منذ البداية مع أي مسؤول أمني يفد على المنطقة ليصبح حاميا خاصّا لها ولمصالحها ويستفيد ببعض العطايا والهدايا فيما يتعامل مع بقية المتساكنين بعنجهية وتسلّط متعدّيا على القوانين وعلى حدود وظيفته وعلى حقوق النّاس. (المصدر: مجلة “كلمة” (أليكترونية شهرية – محجوبة في تونس)، العدد 63 لشهر ماي 2008)

اللجنة العربية لحقوق الإنساناعتقال International NGO in special Consultative Status with the Economic and Social Council of the United Nations اعتقال الدكتور متروك الفالح في الرياض

 

 
وردنا هذا المساء أن المباحث السعودية اعتقلت اليوم الإثنين، الدكتور متروك الفالح، وهو من قيادة اللجنة العربية لحقوق الإنسان ودعاة الدستور والمجتمع المدني في المملكة العربية السعودية. كان الدكتور الفالح قد خرج صباح اليوم لعمله كالمعتاد، ثم فقدت وسائل الاتصال به. وقد حاولت عائلته واللجنة العربية لحقوق الإنسان مهاتفته على جواله لكن دون جدوى. وعندما توجهت عائلته إلى مكتبه لم تجده، بل وجدت سيارته في مواقف الجامعة. إلى أن توصلنا لنبأ اعتقال الدكتور الفالح والتحقيق معه من قبل هيئة التحقيق والادعاء العام. كان الدكتور متروك الفالح قد أصدر بيانا مشتركا عن أوضاع سجن بريدة العام، بعد زيارته الأخيرة له لالتقاء زميله المعتقل الدكتور عبد الله الحامد، باعتباره أيضا وكيله. معروف أن محكمة سعودية قد حكمت على الفالح في 15/5/2005 بالسجن ست سنوات من تاريخ توقيفه، قبل أن يصدر عنه وعن زملائه علي الدميني وعبد الله الحامد وعبد الرحمن اللاحم عفوا ملكيا عشية اعتلاء الملك عبد الله العرش. للدكتور متروك الفالح عدة مؤلفات في المجتمع المدني والإصلاح الدستوري في المملكة العربية السعودية. وهو في مجلس إدارة اللجنة العربية لحقوق الإنسان ومجلس أمناء مركز دراسات الوحدة العربية ومدافع عنيد عن ضحايا التعسف في العالم العربي عموما والجزيرة العربية بشكل خاص. وكان فريق العمل الخاص بالاعتقال التعسفي قد تبنى حالة الدكتور الفالح، كذلك فعلت أكثر من 120 منظمة غير حكومية في العالم. وستتقدم اللجنة العربية الثلاثاء بطلب تدخّل ضمن إجراءات الضرورة القصوى عند المفوضية السامية لحقوق الإنسان أن اللجنة العربية لحقوق الإنسان تطالب السلطات السعودية بالإفراج الفوري عن الدكتور عبد الله الحامد والدكتور متروك الفالح والأستاذ عيسى الحامد، وتعتبر اعتقال مناضليها مؤشرا في غاية السلبية على التعامل مع المدافعين عن الكرامة الإنسانية والمواطنة والإصلاح الدستوري. الاثنين 19 مايو/أيار 2008

تنصيب الهرماسي  
 
لا يستبعد أن تتم خلال هذا الأسبوع، عملية تنصيب الرئيس الجديد للمجلس الأعلى للاتصال، السيد عبد الباقي الهرماسي، الذي عيّن مؤخرا خلفا للمرحوم يوسف علوان.. ويأمل المراقبون، أن يكرّس تعيين الهرماسي، الذي شغل وزيرا للثقافة ووزيرا للخارجية، وممثلا لتونس في اليونسكو، مزيدا من استقلالية المجلس وتمكنه من هامش إضافي من اتخاذ القرار.. يذكر أن الهرماسي، أستاذ جامعي متخصص في علم الاجتماع وله مساهمات فكرية وثقافية عديدة على الصعيدين العربي والدولي..  كتاب جديد توجت أعمال الدورة السابعة لمنتدى الراحل نور الدين سريب للتاريخ الاجتماعي والثقافي بجرجيس بإصدار كتاب جديد عنوانه التعليم والإصلاح أشرف عليه الدكتور سالم لبيض وشارك فيه ثلة من الأساتذة الجامعيين والباحثين والمفكرين. الترفيع مجددا في منحة التسخير لفائدة المحامين المتمرنين تجسيما لما اذن به رئيس الجمهورية، صدر مؤخرا الأمر المتعلق بالترفيع مجددا في منحة التسخير المخوّلة للمحامين المتمرنين المسخرين في القضايا الجنائية من 100 دينار حاليا الى 130 دينارا عن كل قضية لحوم الضأن والتباين في الأسعار يجري منذ قرابة الشهر أو اكثر تداول لحوم الضأن بأسعار محترمة وفي متناول الجميع، حيث نجدها في ضواحي العاصمة تباع بـ10 فاصل 5 دنانير للكلغ الواحد. ولعلنا لو اتجهنا الى بعض المناطق الأخرى مثل برج العامري ومرناق والمرناقية وغيرها من الجهات لوجدنا هذه الاسعار أكثر أنخفاضا حيث تبلغ مستوى 8 و8 فاصل 5 دنانير للكلغ الواحد. أما الأغرب من كل هذا فإن بعض الجزارين بالعاصمة يصرون على بيع هذه اللحوم بـ 12 دينارا للكلغ الواحد. فما هو السر في هذا الامر؟ من يسمح لهم بهذه الأسعار؟ رغم تراجع أسعار الغلال والخضر على وجه الخصوص، فان الباعة بحي الغزالة بولاية أريانة يحافظون على الترفيع فيها بشكل يعتقد من يقبل على الشراء منهم بأنه في سوق خارج الوطن. فهل يعقل على سبيل المثال لا الحصر أن يعرض هؤلاء غلال المشمش بسعر يبلغ 1380 مليما، في حين نراها تباع في السوق المركزية بسعر لا يتجاوز 750 الى 800 مليم، وفي أريانة بهذه الاسعار أيضا. فمن اين جاء هؤلاء بهذه الأسعار وكيف حددوها؟ نتمنى أن تمر المراقبة الاقتصادية من هناك لتقف على حقيقة هذه الممارسات. (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 20 ماي 2008)


 

الرئيس زين العابدين بن علي يستقبل رئيس مجلس الوزراءالسورى: التاكيد على متابعة الجهود لتعزيز افاق العلاقات الثنائية

 
قرطاج 20 ماي 2008 (وات ) – كانت العلاقات التونسية السورية وافاق مزيد دعمها ابرز محاور استقبال الرئيس زين العابدين بن علي صباح يوم الثلاثاء السيد محمد ناجي عطرى رئيس مجلس الوزراء السورى الذى صرح عقب المقابلة انه نقل الى سيادة الرئيس مشاعر المودة من اخيه الرئيس بشار الاسد مبرزا الروابط التاريخية التي تجمع الشعبين الشقيقين التونسي والسورى. وافاد ان اللقاء كان مناسبة لاطلاع رئيس الدولة على نتائج اجتماعات اللجنة العليا المشتركة التونسية السورية مبينا ان سيادة الرئيس اوصى بمتابعة الجهود لتعزيز افاق العلاقات الثنائية في جميع المجالات. وقال في هذا الصدد //سنقوم ببذل كل الجهود لدفع مسيرة هذه العلاقات وتطويرها في مختلف المجالات التنموية والثقافية والاجتماعية والتوفق الى ذلك من خلال الاتفاقيات والمقررات التي سيتم متابعتها من قبل لجنة التفكير والمتابعة// . وجرى اللقاء بحضور الوزير الاول وسفيرى البلدين.   (المصدر: وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات) بتاريخ 20 ماي 2008)

تونس وسورية تؤكدان دعمهما لأي توافق لبناني

 
تونس – العرب – وكالات: شددت تونس وسورية على دعمهما لكافة الجهود الرامية إلى دفع الفرقاء اللبنانيين إلى تحقيق التوافق من أجل تجاوز الأزمة الحالية التى تعصف بلبنان،وذلك فى إشارة إلى الحوار اللبناني-اللبنانى الجارى حاليا فى العاصمة القطرية. جاء ذلك خلال الجلسة الإفتتاحية لأعمال الدورة التاسعة للجنة العليا المشتركة التونسية-السورية التى تواصلت أعمالها الثلاثاء بتونس برئاسة رئيس الوزراء التونسى محمد الغنوشى ونظيره السورى محمد ناجى عطري. وأعرب رئيس الوزراء التونسى خلال هذه الجلسة عن أمل تونس فى أن “تتوفق الأطراف السياسية فى لبنان الشقيق إلى تجاوز الأزمة الحالية والتوصل إلى مصالحة وطنية شاملة تمكن من تفادى مخاطر الإنقسام وضمان الإستقرار”. واعتبر أن “الظروف الدقيقة التى تمر بها الأمة العربية تستدعى تكاتف الجهود لرفع التحديات الجسام المطروحة،كما تتطلب تعزيز أواصر التعاون والتضامن وتعبئة الجهود والطاقات لتعزيز مقومات المناعة والتقدم وخدمة القضايا المصيرية لبلدان المنطقة. وجدد بالمقابل وقوف تونس الثابت إلى جانب الشعب الفلسطينى والدعوة إلى استئناف مفاوضات السلام على أساس قرارات الشرعية الدولية من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وإحلال السلام العادل والشامل والدائم فى منطقة الشرق الأوسط . ومن جهته،رأى رئيس مجلس الوزراء السورى محمد ناجى عطرى أن الأزمة الحالية فى لبنان هي”شأن لبنانى داخلى وبالتالى فإن حل هذه الأزمة مرهون بالحوار والتوافق بين جميع اللبنانيين”. وأكد العطرى فى هذا السياق دعم بلاده للجهود التى تبذلها اللجنة الوزارية العربية بهدف التوصل إلى إتفاق بين الأطراف اللبنانية،وذلك فى إشارة إلى الحوار الجارى حاليا فى العاصمة القطرية. وشدد من جهة أخرى على أن تحديات المرحلة الراهنة على الصعيد العربى تحتم على العرب تعزيز التضامن والعمل المشترك “وتغليب المصالح العليا للأمة العربية على ما عداها”. يشار إلى أن رئيس مجلس الوزراء السورى محمد ناجى عطرى كان قد وصل الإثنين إلى تونس فى زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام،يجرى خلالها محادثات ومشاورات مع كبار المسؤولين التونسيين،كما يرأس خلالها وفد بلاده إلى إجتماعات الدورة التاسعة للجنة العليا المشتركة التونسية-السورية.   (المصدر: جريدة العرب (يومية – بريطانيا) بتاريخ 20 ماي 2008)
 

مباحثات تونسية-سورية لتعزيز علاقات التعاون الثنائي

 

 
تونس / 20 مايو-أيار / يو بي أي: بحث الرئيس التونسي زين العابدين بن علي علاقات بلاده مع سوريا وآفاق دعمها، مع رئيس مجلس الوزراء السوري محمد ناجي عطري، الموجود حاليا في تونس في زيارة رسمية. وقال العطري السوري عقب الاجتماع إنه نقل إلى بن علي مشاعر المودة من الرئيس بشار الأسد، مبرزا الروابط التاريخية التي تجمع الشعبين التونسي والسوري. وأضاف إن الإجتماع كان مناسبة لإطلاع الرئيس بن على نتائج إجتماعات اللجنة العليا المشتركة التونسية-السورية في دورتها التاسعة التي عقدت بتونس. وكان محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء السوري وصل مساء أمس إلى تونس على رأس وفد حكومي هام، وذلك في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام، ترأس خلالها وفد بلاده إلى إجتماعات اللجنة العليا المشتركة التونسية-السورية في دورتها التاسعة. المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 19 ماي 2008


إحصائية: التونسي ينفق على التدخين أكثر من التعليم أو الثقافة

 
تونس – خدمة قدس برس   كشفت إحصائية صادرة عن المركز التونسي للإحصاء، أنّ المواطن التونسي ينفق على التدخين أكثر من إنفاقه على التعليم أو نشاطه في المجتمع المدني أو الوسائل الثقافية والإعلامية. وقال المركز، وهو هيئة رسمية، إنّه حسب آخر مسح سكاني؛ فإنّ التونسي ينفق سنوياً 56 ديناراً على التدخين، أي 3,1 في المائة من جملة إنفاقه العام، مقابل 2,4 في المائة ينفقها على التعليم بما يعادل 44,8 ديناراً. كما يخصِّص الفرد التونسي سنوياً 3,6 ديناراً لاقتناء الجرائد والمجلات، و1,5 ديناراً مقابل انخراطه في منظمات المجتمع المدني. وكشف التقرير أنّ معدل إنفاق الفرد التونسي السنوي يبلغ 1820 ديناراً سنوياً (1 دينار يساوي 0.880 دولار). وأظهرت دراسة إحصائية رسمية نشرت سابقاً، أنّ نسبة المدخّنين في تونس بلغت 50 في المائة لدى الذكور و10 في المائة لدى الإناث، وأنّ 65 في المائة من التونسيين ممّن هم في عمر 25 سنة وما فوق هم من المدخنين، من بينهم سبعة في المائة من الإناث. ويبلغ معدل الاستهلاك الفردي للتبغ بالنسبة إلى المواطن التونسي 17 سيجارة يومياً. وذكرت الدراسة أنّ نسبة كبيرة من الوفيات لدى الفئة العمرية بين 35 و69 سنة في تونس يتسبّب فيها التدخين، بما يؤدي إلى وفاة أكثر من 5580 رجل و850 امرأة سنوياً. وقالت الدراسة إنّ هذه الآفة تنتشر بشكل مخيف بين فئات الشباب، مشيرة إلى أنّ 81 في المائة من تلاميذ الأقسام النهائية في مراحل الدراسة الثانوية والجامعية، هم من المدخنين، فيما سجّلت الدراسة نسبة متقاربة للتدخين بين الذكور والإناث من شبان المعاهد. يذكر أنّه منذ بضع سنوات وقع سنّ قانون يمنع التدخين في كافة الفضاءات العمومية، لكنّ هذا القانون بقي وفق الناقدين حبراً على ورق، دون ردع للمخالفين الذين يتجاهلونه ولا يشعرون بأثره الردعي. وبحسب منظمة الصحة العالمية؛ فإنّ 40 في المائة من الدول تسمح بالتدخين داخل المستشفيات والمدارس منها تونس، رغم صدور نص قانوني يمنع ذلك، كما يسجل وجود أطباء مدخنين داخل المستشفيات. وقد صادقت تونس على اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ سنة 2003، التي دخلت حيز النفاذ في شهر شباط (فبراير) 2005، ولكن دون أن توقّع عليها.   (المصدر: وكالة قدس برس انترناشيونال بتاريخ 19 ماي 2008)

ملامح
 
تنصيب الهرماسي لا يستبعد أن تتم خلال هذا الأسبوع، عملية تنصيب الرئيس الجديد للمجلس الأعلى للاتصال، السيد عبد الباقي الهرماسي، الذي عيّن مؤخرا خلفا للمرحوم يوسف علوان.. ويأمل المراقبون، أن يكرّس تعيين الهرماسي، الذي شغل وزيرا للثقافة ووزيرا للخارجية، وممثلا لتونس في اليونسكو، مزيدا من استقلالية المجلس وتمكنه من هامش إضافي من اتخاذ القرار.. يذكر أن الهرماسي، أستاذ جامعي متخصص في علم الاجتماع وله مساهمات فكرية وثقافية عديدة على الصعيدين العربي والدولي..    الترفيع مجددا في منحة التسخير لفائدة المحامين المتمرنين تجسيما لما اذن به رئيس الجمهورية، صدر مؤخرا الأمر المتعلق بالترفيع مجددا في منحة التسخير المخوّلة للمحامين المتمرنين المسخرين في القضايا الجنائية من 100 دينار حاليا الى 130 دينارا عن كل قضية   لحوم الضأن والتباين في الأسعار يجري منذ قرابة الشهر أو اكثر تداول لحوم الضأن بأسعار محترمة وفي متناول الجميع، حيث نجدها في ضواحي العاصمة تباع بـ10 فاصل 5 دنانير للكلغ الواحد. ولعلنا لو اتجهنا الى بعض المناطق الأخرى مثل برج العامري ومرناق والمرناقية وغيرها من الجهات لوجدنا هذه الاسعار أكثر أنخفاضا حيث تبلغ مستوى 8 و8 فاصل 5 دنانير للكلغ الواحد. أما الأغرب من كل هذا فإن بعض الجزارين بالعاصمة يصرون على بيع هذه اللحوم بـ 12 دينارا للكلغ الواحد. فما هو السر في هذا الامر؟   سجل للتعازي فتحت السفارة الصينية منذ يوم امس سجلا للتعازي وذلك على اثر الزلزال المروع الذي هز شمال غرب الصين وادى الى مقتل وتهجير الاف الصينيين ويكون التسجيل يوميا انطلاقا من الساعة التاسعة والنصف وذلك بالتزامن مع اعلان الصين الحداد على ارواح الضحايا لمدة ثلاثة ايام   من يسمح لهم بهذه الأسعار؟ رغم تراجع أسعار الغلال والخضر على وجه الخصوص، فان الباعة بحي الغزالة بولاية أريانة يحافظون على الترفيع فيها بشكل يعتقد من يقبل على الشراء منهم بأنه في سوق خارج الوطن. فهل يعقل على سبيل المثال لا الحصر أن يعرض هؤلاء غلال المشمش بسعر يبلغ 1380 مليما، في حين نراها تباع في السوق المركزية بسعر لا يتجاوز 750 الى 800 مليم، وفي أريانة بهذه الاسعار أيضا. فمن اين جاء هؤلاء بهذه الأسعار وكيف حددوها؟ نتمنى أن تمر المراقبة الاقتصادية من هناك لتقف على حقيقة هذه الممارسات.   غريب أمر دائرة بلدية الغزالة نعتقد جازمين أن الدائرة البلدية بالغزالة مقتنعة كل الإقتناع بأن الطرقات والشوارع والانهج ما عادت صالحة للمرور من كثرة الحفر.. وأن ما أقدمت عليه من أشغال بمدخل الحي من جهة النخيلات لوضع قناة لصرف مياه الامطار الحق  ضررا بهذه الطريق مما يتطلب اعادة تبليطها بالكامل. لكن وعلى الرغم من تشكيات المواطنين وتذمراتهم عمدت الدائرة البلدية الى ترميم هذه الطريق بشكل يفتقر الى الجدية!   كتاب جديد توجت أعمال الدورة السابعة لمنتدى نور الدين سريب للتاريخ الاجتماعي والثقافي بجرجيس بإصدار كتاب جديد عنوانه التعليم والإصلاح أشرف عليه الدكتور سالم لبيض وشارك فيه ثلة من الأساتذة الجامعيين والباحثين والمفكرين.   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 20 ماي 2008)

 
ملكات جمال؟؟
 
يكتبه: كمال بن يونس   أوردت وسائل إعلام بريطانية وأمريكية (والعهدة على من روى) أن حكومة إسرائيل قررت اللجوء إلى نشر صور مجنداتها السابقات شبه عاريات في مجلة الرجال الامريكيين “ماكسيم”..  قصد “تحسين صورة إسرائيل في الولايات المتحدة” وفي العالم..   إنه حقا هدف نبيل..  والغاية تبرر الوسيلة.. وقد أوردت المجلة الامريكية انها تتعاون مع القنصلية الاسرائيلية في نيويورك (صاحبة الفكرة) بعد أن تبين أن أغنيات بوش الابن وزعماء وسائل الاعلام الصهيونية والحليفة عن اسرائيل لم تعد قادرة على تجميل صورة اسرائيل القبيحة عند الشباب الامريكي والاوروبي والدولي.. .؟؟ ومن بين المشاركات في هذا المشروع الاعلامي الديبلوماسي “الذكي” عارضة الازياء الاسرائيلية نفيت باش التي خدمت في الاستخبارات الاسرائيلية وملكة جمال إسرائيل السابقة جال جادوت.. وقد دافعت القنصلية الاسرائيلية عن خطورتها قائلة إنها اتخذته بناء على بحث توصل إلى أن إسرائيل لا تكاد تعني شيئا للشباب الامريكي صغير السن..  ومن المفيد “اقناعه” بالصور المثيرة جنسيا”.. هذا الاقتراح “الذكي جدا” اعجبني.. وتساءلت: لماذا لا ينحو كثير من الديبلوماسيين والساسة في العالم العربي نفس المنحى ماداموا متأكدين بدورهم من قبح صورتهم؟ لمَ لا يعتمدون في ديبلوماسيتهم على نشر صور عارية لفاتنات من بلدانهم عوض ترويج مطبوعات تجاوزها الزمن.. فيها عجائز وأميون قبيحو الصورة؟ وما دام بعض القادة العرب لا يتورعون عن تهنئة حكومة الاحتلال الاسرائيلي بذكرى النكبة.. (نكبة 1948).. وعن مساندة تصريحات بوش الابن التي زعمت ان عدد الاسرائيليين اصبح 307 ملايين وليس 7 ملايين (متهما الشعب الامريكي كله بكونه من المستوطنين والاستعماريين؟؟).. فلم لا يفكروا في توظيف أفواج من الحسناوات.. وترويج صورهن في وسائل الاعلام.. بالتعاون مع قنصلية اسرائيل في نيويورك وقنصلياتهم في العالم أجمع؟؟ تحيا قنصليات ملكات الجمال.. واعلام “روتانا” وما شابهه..   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 20 ماي 2008)

تونس تستضيف البينالي المتوسطي الخامس للفنون

 
ميدل ايست اونلاين تونس ـ تجري الاستعدادات حثيثة لإقامة الدورة الخامسة للبينالي المتوسطي للفنون بتونس، حول موضوع “الرياح بُشرى” وذلك للفترة من 6 يونيه/حزيران القادم ويستمر إلى 5 يوليو/تموز 2008. ويأتي هذا الموضوع تكملة للعناصر التي تناولها البينالي في الدورات السابقة وهي التراب والنار والماء. وتشارك في هذه الدورة المدن التالية: تونس – جربة – صفاقس – الحمامات – سوسة – الإسكندرية – لشبونة – تيرانا – بوردو – كولونيا – جنوة – إشبيلية – اسطنبول – بيروت – الجزائر العاصمة – دمشق – بغداد – أثينا – طنجة. وتشرف على هذه الدورة مدينة تونس. وتأتي هذه التظاهرة في إطار فلسفة “جمعية التبادل الثقافي بين مدن البحر الأبيض المتوسط ECUME” لاستمرار التبادل الثقافي وتطويره بين مدن ضفتي المتوسط، في مختلف أشكال التعبير الإبداعي. وهي تقترح بمناسبة هذه الدورة، إضافة إلى تقديم أعمال الفنانين، تقديم صورة عن الإنتاج التشكيلي لمختلف المدن المتوسطية، وتفعيل التواصل بين التشكيليين واكتشاف مواهب جديدة، وجذب الجمهور العريض. وقد تقرر أن تقدم معلومات ضافية عن هذه الدورة في الندوة الصحفية التي ستلتئم يوم 2 يونيو/حزيران على الساعة الخامسة مساء (بتوقيت تونس) بقصر خير الدين “متحف مدينة تونس” بالعاصمة، حيث يقام المعرض “البينالي”.   (المصدر: موقع ميدل إيست أون لاين بتاريخ 20 ماي 2008)

عشتار تحط رحالها في تونس بعد القاهرة

 
ميدل ايست اونلاين   تونس ـ من بين الإصدارات الجديدة التي قدّمها معرض تونس الدولي للكتاب في دورته السادسة والعشرين وضمن أنشطته الثقافية، مسرحية الكاتبة حياة الرايس “سيّدة الأسرار عشتار”. وصدرت هذه المسرحية بالقاهرة عن دار شمس للنشر في طبعتها الرابعة بمناسبة معرض القاهرة الدولي للكتاب، وأقام المعرض لها حينها ندوة أدبية كبيرة في سرايا الكتّاب العرب، شارك فيها مجموعة من النقاد منهم: خضير ميري من العراق، وصلاح السروي، وهويدا صالح، وسيّد الوكيل من مصر، وموزة المالكي من قطر. واحتفى معرض تونس الدولي للكتاب بالطبعة الرابعة (المصرية) بعد صدور الطبعات الثلاث الأولى التي صدرت في تونس، وكانت واحدة منها ضمن سلسلة المطالعة المسيّرة الموجهة للطلبة. وفي لقاء أدبي بمعرض تونس حضرته الكاتبة، قدم الناقد الروائي كمال الرياحي مداخلة تحت عنوان “من تبكيت الفحولة وتسريد المسرح ‘سيدة الأسرار عشتار’ لحياة الرايس”، وقال الرياحي “أثبتت الكاتبة العربية اليوم, وبعد أن امتلكت ناصية القلم, أنها قادرة على أن تكون أكثر جرأة من الكاتب العربي /الرجل في معالجتها لقضايا الهامش وعوالم العتمة والصمت, فظهرت في مشهدنا الأدبي العربي أسماء و تجارب نسائية أصبحت تمثّل علامات فارقة في كتابة المقموع والمسكوت عنه مثل غادة السمان وحنان الشيخ وسلوى بكر وسميحة خريس ورجاء العالم وعروسية النالوتي وآمال مختار وأحلام مستغانمي وفضيلة الفاروق ونعمة خالد وميرال طحاوي وليلى الأطرش وحياة الرايس التي تقدّم لنا كتابها القديم الجديد “سيدة الأسرار عشتار”. وأوضح الناقد كمال الرياحي أن هذا الكتاب الذي نشر وطبع مرات آخرها هذه الطبعة المصرية لسنة 2008 ما يؤكّد جودة هذا المؤلّف وحداثة لغته وأسلوبه وقد كان متنا لعدد من البحوث والمقالات النقدية بالمشرق و المغرب. وأضاف الرياحي أن هذا الكتاب إشكالي في نسيجه، وهذا ما دفع بعزالدين المدني إلى وصفه بـ “النص الذي يجدّف بقاربه ضد تيار النهر الهادر، تيار السائدّ”. واختار الناقد في هذا اللقاء أن يثير بعض الأسئلة من خلال عتبات الكتاب الذي نتمنّى له أن يشهد النجاح نفسه في نسخته المصرية. وقال “إذا كان مدخل العتبات واحدا من المداخل الممكنة لقراءة أي نصّ أدبي فإنه في هذا العمل الأدبي تحديدا يعتبر مدخلا ضروريا ورئيسا لقراءته وفك شفراته المتعددة. ويوضح الرياحي أن عتبات هذا النص تمثّل جزءا من لحمه الحي الذي لا يمكن القفز عليه أو تجاوزه. وقال إن أهم هذه العتبات على الإطلاق هو العنوان والعلامة الأجناسية والإهداءات. وأضاف أن العنوان يحمل إشارة إلى إحدى الأساطير السومرية الكبرى “عشتار” التي تحيلنا مباشرة إلى مناخ خاصّ ومرجعية فكرية متمثلة في تراث أسطوري إنساني معلوم، غير أن نعت الشخصية الأسطورية بـ “سيدة الأسرار” يجعلنا نخرج من دائرة المعلوم إلى فضاءات المسكوت عنه فتطرح هذه العتبة النصية أسئلة كبرى تدور حول سؤال مركز هو: ما الذي سيكشفه هذا العمل الأدبي من أسرار جديدة في أسطورة مفضوحة في المتون والمدونات القديمة والحديثة؟ وأوضح أنه يمكن للمتأمل في العنوان أيضا أن يرصد كلمة “السيدة” والتي تشي بأمرين: أنسنة الأسطورة ونزع تاج الربوبية عن “عشتار” ربة الحب والخصب عند البابليين من ناحية، وخلع بردة السيادة عليها ومن ثم فقد خرجنا من إطار شخصية معلومة نحو شخصية أخرى بهوية جديدة وأصبح لكلمة الأسرار في العنوان معنى. وعن عتبة النصية الثانية رأى الناقد أنها تتمثل في العلامة الأجناسية “مسرحية”، وهي علامة تكرّس الصورة البشرية للشخصية الرئيسة للعمل وهي عشتار إذ المسرح كما كان دائما “مدرسة الشعب”، والعالم دائما كما يقول شكسبير “كله مسرح والرجال والنساء جميعا ممثلون لا غير، ولكل دوره في الدخول والخروج”، ويربط جبرا إبراهيم جبرا إقبال الناس على المسرح برغبتهم في رؤية أنفسهم مجسّدة أمامهم، إذ الفن كما يقول هاملت “أشبه بإقامة المرآة أمام الطبيعة لكي تعكس للفضيلة محياها وللرذيلة صورتها ولجسد العصر والمجتمع شكله وأثره.” يذكّرنا هذا الرأي بالطابع التعليمي للمسرح بصفته مدرسة الشعب، ومن ثم فالعتبة النصية تعدُنا بهذا البعد التعليمي. وعن العتبة النصية الثالثة والمتمثلة في الاهداءات أشار الناقد إلى أنها تشي بطبيعة وشكل هذا المسرح الذي تكتبه حياة الرايس . ثم أوضح أن لإهداء الأول يلح على الطابع الحكائي للعمل باعتبار أن الكاتبة تعدنا بمواصلة حكاية جدتها التي نامت أو ماتت في عز الحكاية. إن أول إحالة ممكنة لهذه الجدة التي كانت تروي قبل رحيلها تتمثل في شهرزاد سيدة الحكاءات على الإطلاق.   تقول حياة الرايس في الإهداء: “إلى جدتي التي بدأت لي حكاية وهي تهدهدني لأنام فأخذها النوم وهي في عز الحكاية ولكنها لم تُفقد بعدها. إليها أواصل بقية الحكاية التي لن تنتهي لأنني سأنام مثلها في عز الحكاية.” ثم أشار الرياحي إلى أن شهرزاد أورثت فن الحكي للنساء جميعا ليكون سلاحهن وهن يطلبن الحياة، إلا أن حياة الرايس قد كشفت من خلال هذا الإهداء عن أمر هام يعطي مشروعية لوجود نصها أصلا وهو عدم اكتمال الحكاية وانفتاحها الدائم وكأننا أمام حكاية واحدة مستحيلة تتناوب على روايتها النساء عبر العصور. وتحدث الناقد عن خطورة الحكي بصفته صائد أرواح، وقال نحن نموت دون أن تكتمل الحكاية، وكأن بالكاتبة تعارض بذلك حديث المسعدي “نحن لا نموت إلاّ في آخر القصة.” ورغم ما يشي به الوجه الخارجي للإهداء الثاني من حميمية متمثلا في إهداء إلى الابن فإن هذا الإهداء يكشف عن صفة جديدة للمرأة التي تبشّر بها حياة الرايس في نصوصها وفي نضالها العمل الجمعياتي باعتبارها مصنّفة ضمن مناضلات الحركة النسائية في الدول العربية. وأوضح أن المرأة التي يبشّر بها الإهداء هي امرأة “ولاّدة كتب” ولادة فن بدل أن تكون “ولاّدة أطفال”. تقول الكاتبة في نبرة اعتذار مخاتل “عله يغفر لي أنني أنجبت له كتبا بدل أن أنجب له إخوة.” ويشير كمال الرياحي إلى أن حياة الرايس تلتفت في كتابها هذا “سيدة الأسرار عشتار” إلى أسطورة سومرية شهيرة هي عشتار، والتي لها نظيرات في مجمع الأساطير اليونانية والإغريقية لتكتب نصّا أدبيا متميّزا وضعته تحت علامة أجناسية معينة هي “المسرحية” لكنه في الحقيقة منفلت من التجنيس إذ هو يتعالق مع الشعر في تشكيله البصري ومع الرواية في نسيجها السردي، ومع الملحمة في حبكتها الدرامية والتراجيدية. ويوضح الناقد أن التفات حياة الرايس إلى الأسطورة يندرج ضمن مبحث توظيف التراث عند أدباء العرب والغرب، وهذا حقل شاسع حرثه عدد غير قليل من الكتّاب ويكفي أن نذكّر بأعمال “عوليس” لجويس، و”الذباب” لسارتر، و”الملك أوديب” لتوفيق الحكيم، و”كفاح طيبة” لنجيب محفوظ دون أن نغفل عن أهم معالجة تاريخية للأساطير وهي “مسخ الكائنات” أو “التحوّلات” التي أقدم عليها الشاعر أوفيد وقد نقلها إلى العربية نثرا د. ثروت عكاشة وشعرا أدونيس. ويكشف الناقد أن حياة الرايس أعادت خلق الأسطورة من جديد في نفس سردي مثير يَشعُر فيه القارئ أنه يتابع أحداث هذه الأسطورة لأول مرة فقد أمكن للكاتبة من خلال تجميع الأحداث وتركيبها واختيار الشخصيات الحافة بالأسطورة وإعطائها أدوارا جديدة أن تدفع بدماء معاصرة للأسطورة الأم وتعطيها رموزا أخرى تتماشى مع معالجتها البشرية وإحالاتها على عوالم الأنثى اليوم. ثم يذكر أن نص “سيدة الأسرار” نص في مديح الأنوثة، وهو نص آسر يعبر الأزمنة والعصور ليجعلك في مأمن من نفسك، تتابع الحكاية مثل طفل عبر فتائل السرد المشوق الذي أجادت حياكته الحكّاءة حياة الرايس في لغة شعرية راقية يفوح منها عبق الخطيئة الأولى: الحكاية الأولى. حكاية الرجل الذي يؤسر بالحكي. ويضيف أنّ حياة الرايس في هذا العمل من خلال استدعائها لفن التشويق القصصي تجيد اللعب بأنفاس المتلقّي الذي يبقى يلهث عبر كامل النص خلف متعة التلصص على تفاصيل البوح الذي تمارسه “سيدة الأسرار” وهي تعلن عن شبقها الكبير. ثم يؤكد الناقد كمال الرياحي أننا في هذا النص مع كتابة ايروسية متحررة غاية في الشفافية تروي قصة حب عظيم عاشته ربة الحب والخصب ولكنه في النهاية الحب العظيم الذي تحلم به كل امرأة وكل أنثى. نص كتب بحب في مديح الحب. نص في مديح الجسد الحرّ، الجسد العاشق والجسد المنفلت من القيود والأسيجة. وكما الشهوة المتجددة هاهو الكتاب يتجدد في نسخه وطبعاته ليبحث عن عاشق جديد يروي ظمأ الكلمات.   (المصدر: موقع ميدل إيست أون لاين بتاريخ 20 ماي 2008)


 

بيت الحكمة تثري المكتبة الثقافية بإصدارات جديدة

 
تولى المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون « بيت الحكمة» مؤخرا إصدار ثلاثة كتب جديدة دفعة واحدة بما يساهم في إثراء المكتبة الثقافية الوطنية في مجالات متنوعة مثل تاريخ الفلسفة و الموسيقى التونسية وسيرة الإعلام وأثارهم . الكتاب الأول وقد وضع باللغة الفرنسية يحمل عنوان «رهانات العقلانية الحديثة – ديكارت ولوك ولايبنتز» وهو حصيلة أعمال الملتقى العالمي الذي نظمته « بيت الحكمة» بالتعاون مع مخبر الفلسفة « فيلاب» سنة 2004 وقد أدار أعمال هذا الملتقى الأستاذ الطاهر بن قيزة وهو ثمرة تعاون بين مؤسسات علمية عالمية مثل اللايبنتز غيزنشافت ومركز الدراسات الديكارتية وجمعيات مختصة في اسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية . وقد كانت إسهامات المختصين في فلسفة ديكارت وفلسفة لوك ولايبنتز تكريسا لحوار حول رهانات العقلانية الحديثة بدأ في كندا وانتقل إلى باريس وهو يتواصل في تونس بين أهم المختصين في فلسفات القرن السابع عشر بحثا عن أصول العقلانية ودورها وارتباطها العضوي بقضايا الدين والعلم . وتكمن أهمية هذا الكتاب في قيمة المداخلات التي يتضمنها بما يجعل منه مرجعا من أهم المراجع الجديدة التي تتناول قضايا الحداثة والتحديث الكتاب الثاني يحمل عنوان « الموسيقى التونسية وتحديات القرن الجديد» وضعه باللغة العربية الدكتور مراد الصقلي. ينطلق المؤلف من معطى يتمثل في أن الموسيقى التونسية تعيش مرحلة هامة وحساسة من مسيرتها في ظل تحولات جذرية وسريعة تطرأ على المجتمع ككل وتنعكس على الميولات الذوقية والسلوكيات العامة المتعلقة بالممارسة الموسيقية إنتاجا واستهلاكا . يقوم المؤلف بتشخيص لواقع الموسيقى التونسية على الميدان مركزا على أهم الإشكاليات التي تعوق مسيرتها قبل محاولة اقتراح حلول تعتمد على رؤية مضاعفة للمشهد الموسيقي في تونس تستند في جانب إلى الموسيقى في حد ذاتها أي إلى النواحي الفنية البحته وفي جانب آخر إلى العوامل المحيطة بها . أما الكتاب الثالث والصادر باللغة العربية أيضا فهو» الاسطول في اللغة والأدب والتاريخ» للشيخ محمد الشاذلي النيفر» جمع وتحقيق الطاهر بن محمد الشاذلي النيفر وآمال بن حمزة. وكان أول عهد الناس بهذا الأثر منذ الأربعينات في حلة غير هذه فهو في الأصل حلقات متفرقة نشرها الشيخ محمد الشاذلي النيفر على صفحات مجلة « الثريا» الأدبية . الكتاب يهتم بتاريخ لفظ « الأسطول»وأصوله العربية والأعجمية كما يبحث في الامتداد الحضاري لتاريخ الأسطول بدءا من فجر الإسلام إلى دول الإسلام مثل الدولة الأموية والأغلبية والفاطمية والصنهاجية والموحدية وغيرها من تاريخ المغرب العربي . وتوقف الشيخ كثيرا عند البحث في تاريخ الأسطول التونسي فأفاض القول ملما بالظروف التي نشطت فيها حركة الأساطيل البحرية في عهد الدول التي حكمت البلاد محاولا استيعاب تاريخ البحرية في الإسلام سواء من حيث النشاط البحري أو من حيث إنشاء دار الصناعة وتطورها ونضجها واشتراك العرب والعجم والغزاة والتجار في الاستفادة منها . ولم يفت الشيخ وهو الولوع بالترجمة أن يخلد سيرة قادة هذه الأساطيل من خلال الوقوف على إسهامهم في تنشيط حركة البحرية.   (المصدر: موقع أخبار تونس بتاريخ 20 ماي 2008)

ثلاثة أشرطة تونسية ضمن القائمة النهائية لمسابقة الأفلام الوثائقية التي تنظمها مؤسسة أناسي للإنتاج الإعلامي بالتعاون مع قناة سما دبي

 
“عرائس السكر” لأنيس الأسود و”تذكرة ذهاب الى الجنة” لهند المؤدب و”امراة من كيرانيس ” لهاجر بن نصر هي الأشرطة التونسية التي تم اختيارها ضمن القائمة النهائية لمسابقة الأفلام الوثائقية التي تنظمها مؤسسة اناسي للإنتاج الإعلامي بالتعاون مع قناة سما دبي تحت شعار «وثق إبداعك …الوطن إلهامك» والتي انطلقت فعالياتها النهائية اليوم بقصر الإمارات بابوظبي حيث تتولى لجنة التحكيم على امتداد يومين اختيار الأفلام التي سيتم تتويجها . وتعتبر هذه المسابقة الأولى من نوعها والأعلى قيمة مادية في العالم بالنسبة للأشرطة الوثائقية ولا سيما المتوسطة والطويلة والتي تتراوح مدتها بين 30 و 90 دقيقة فقد تم رصد مليون و 50 ألف درهم أي حوالي 350 ألف دولار لمجمل جوائز المسابقة التي تنتظم في دورتها الأولى وسيتم في هذا الإطار تخصيص 500 ألف درهم للجائزة الأولى . وتتميز هذه المسابقة بمشاركة 78 فيلما تم اختيارها في مرحلة أولى من مجموع 120 فيلما تقدمت للمسابقة من الإمارات والعراق وفلسطين وتونس ومصر والهند والباكستان بالإضافة الى السويد وفرنسا وغيرها من البلدان . وتنقسم هذه المسابقة الى مسابقتين الأولى “الاختيار الحر “. وتهم الأشرطة الوثائقية ذات المواضيع المختلفة من بينها العلمية المختصة بالطبيعة والاجتماعية والتاريخية والسياسية والثانية لفيلم عن المرحوم «الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان» رصدت له جائزة بقيمة 100 الف درهم . ويأتي تنظيم هذه المسابقة في إطار العمل على إثراء الحركة الثقافية والفنية التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة ولتعزيز مكانة إمارة ابوظبي كعاصمة للثقافة العربية والإسلامية . وتهدف هذه التظاهرة التي ستلتئم كل سنتين الى إتاحة الفرصة أمام اكبر عدد من المشاركين ودعم الشباب وتشجيعهم على صناعة الأفلام الوثائقية التي تمثل مرجعا للأجيال إذ هي تسجل بأساليب فنية متنوعة الأحداث الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية . وتتضمن هذه المسابقة كذلك مجموعة من الجوائز الأخرى التي ستمنح لأفضل إخراج ولأفضل شخصية ولأفضل فكرة ورسالة ولأفضل مونتاج .   (المصدر: موقع أخبار تونس بتاريخ 20 ماي 2008)


 

تونس: تورط أقارب رئيس الجمهورية في قضية إجرام دولية للمرة الثانية

 

تناقلت وسائل الأنباء الدولية بشكل واسع في مقدمة أخبارها العالمية الخبر الذي نشرته وكالة الأنباء الفرنسية مساء 18 ماي حول تحول قاضي تحقيق فرنسي إلى تونس لحضور عمليات الاستنطاق و التفتيش وسماع الشهود الحاصلة تنفيذا للإنابة العدلية الدولية الصادرة عنه في حق صهري رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي على خلفية التحقيق الجاري في فرنسا حول العصابة الدولية لسرقة القوارب السياحية “يخوت” في المواني الأوروبية و تحويلها إلى تونس حيث يتم تزوير أوراقها و التصرف فيها أو بيعها. و هذه ثاني قضية إجرامية ذات طابع دولي منظم يتورط فيها أفراد من عائلة الرئيس بن علي منذ توليه السلطة سنة 1987. فقد سبق أن أدين شقيقه المدعو المنصف بن على في التسعينات من أجل الضلوع في نشاط عصابة لتهريب المخدرات للبلاد الفرنسية و حكم عليه بالسجن مدة عشر سنوات. و انطلقت القضية الأخيرة بعد العثور على اليخت المسروق و الذي تقدر قيمته بمليوني دينار و التابع لرجل الأعمال الفرنسي برينو روجي راسيا بالمبناء الترفيهي بسيدي بو سعيد و في تصرف ابن شقيق زوجة الرئيس بن على المدعو عماد الطرابلسي الذي قام بتغيير طلائه و كان بصدد إستغلال نفوذه في تغيير أوراقه. وقد حلت في ذلك الوقت وزيرة الدفاع الفرنسية لدى الرئيس الفرنسي السابق شيراك للتدخل لتسليم اليخت لصاحبه الذي تربطه علاقة وثيقة بالرئيس الفرنسي المذكور. بينما ألقي القبض في فرنسا على الأطراف الذين قاموا بجلب المركب من ميناء كورسيكا، ونشرت الصحافة الفرنسية جانبا من إعترافاتهم التي أظهرت أن القضية لا تتعلق بعملية منفردة بل بعصابة منظمة بين تونس و فرنسا استهدفت عديد المراكب المفقودة. و بدا جليا في حينها أن القضية على درجة كبيرة من الخطورة تتجاوز المتهمين للمس مباشرة من رئيس الجمهورية التونسية خاصة بعد تكرر مثلها بين أفراد عائلته. وقد جاء تعامل القضاء التونسي معها منسجما مع الخط الذي اتبعه القائمون عليه منذ تولي الرئيس بن علي للحكم و القائم على تكريس حصانة قضائية لحاشية الرئيس و أقاربه رغم كل التجاوزات الخطيرة التي ضجت لها كامل البلاد أكثر من مرة و المتاجرة بالنفوذ التي جعل منها بعضهم مهنة علنية. و بدا كأن القضية وقع تجاوزها. و قد جاء بعدها مباشرة  المأساة التي حصلت في صفاقس منذ سنة بمناسبة تنظيم حفل نجوم ستار أكادمي من طرف مؤسسة “فرحة شباب تونس” التابعة لعماد الطرابلسي و التي أستغلت الإقبال على الحفل لبيع أضعاف ما تستوعبه القاعة المعدة لاحتضانه مما نتج عنه موت العديد من الشبان و الشابات دوسا تحت الأقدام بسبب الزحام و لا تزال عائلاتهم تنتظر إنصافهم. هذا عدي ما يتم تداوله بصورة منتظمة من ممارسات استغلال النفوذ واختراق الإدارة و تسخير الجمارك و القوة العامة لتنفيذ أغراضهم أو للإنتقام ممن لا يستسلمون بسهولة لتهديداتهم دون أن يحرك ذلك ساكنا أو يفتح مجالا لتحقيق في هذه الإدعاءات حتى ساد الإعتقاد بأنها تتم بعلم و مباركة ممن يمسكون بالسلطة أنفسهم بعد أن ضمن الرئيس لنفسه حصانة قضائية مطلقة أثناء وبعد انتهاء مدة رآسته بموجب الدستور بعد تعديله سنة 2002. كما جاءت زيارة الرئيس الفرنسي الجديد نيكولا ساركوزي و زوجته إلى تونس في موفي أفريل و ما صاحبها من مبالغة في الحفاوة به من الجانب التونسي و ما صدر عنه هو نفسه من عبارة الإطراء التي امتدح بها الرئيس بن على و نظامه إلى درجة امتعاض وزير خارجيته رغم حالة الإنغلاق و الحصار المسلطة على البلاد كمؤشر على التوصل إلى تفاهم حول التتبعات الجارية في فرنسا ضد أقاربه و تجديدا للثقة في نظامه و مساندة لعزمه التمديد للمرة الخامسة في رئاسته. و بالرغم من ملاحظة الغياب الكلي لزوجته عن مختلف مراسم استقبال الرئيس الفرنسي و زوجته خلال كامل مدة الزيارة فقد عزى الملاحظون ذلك لحدادها عن وفات والدتها و الحال أن الزيارة لم تتم إلا بعد انقضاء “الفرق” وهو الأجل التقليدي للحداد في العادات الإسلامية المحلية. و لكن الرأي العام فوجئ في الأيام الأخيرة مباشرة بعد عودة الرئيس الفرنسي بحدثين لا يخلوان من دلالة و على اتصال بالعلاقات التونسية الفرنسية. الأول تمثل في عملية السطو المنضمة التي استهدفت السيطرة على إدارة البنك التونسي تمهيدا للسيطرة على رأسماله و الذي يملك فرنسيون فيه حوالي الربع مما جعله يبقى محصنا لحد ذلك الوقت مما تعرضت له بقية البنوك. و قد تجلت نتائج العملية جزئيا بدخول شقيق زوجة الرئيس بلحسن الطرابلسي إلى هيئة إدارته و إبطال محضر مجلس الإدارة السابق المتخذ بشأن الترتيبات المعتمدة للزيادة في رأسماله للحفاظ على توازن حصص مالكيه ومنع السيطرة عليه. أما الحدث الثاني فتمثل في الحملة الإعلامية غير المألوفة التي شنتها وسائل الإعلام الرسمية خلال الأسبوع الماضي على القضاء الشرطة الفرنسية بالتنديد بتجاوزاتهما على خلفية وفاة شاب تونسي عند إيقافه بمقاطعة “نيس” جنوب فرنسا. و قد بادرة القضاء التونسي في سابقة غير معهودة بفتح تحقيق في الموضوع. و بدا واضحا أن الأمر غير عادي خاصة و أن الحملة تزامنت مع مقتل شاب تونسي آخر بمنطقة قفصة أثناء عملية احتجاج سلمية عن البطالة بعد أن تم الإذن بحضور جميع السلط المحلية بإعادة التيار الكهربائي للمحطة التي كانوا يعتصمون بها لصعقه مع من معه دون أن يتم مجرد الإشارة إلى ما حصل له في جرائد السلطة و مختلف أجهزة إعلامها. و يتبين اليوم أن تلك الحملة لم تكن سوى رد فعل وقع تحريكه بعد تمسك القضاء الفرنسي باستكمال الأبحاث في قضية العصابة الدولية لسرقة اليخوت السياسية و عزم قاضي التحقيق الفرنسي القدوم إلى تونس لمراقبة تنفيذ الإنابة العدلية الواقع تبليغها للسلطات التونسية. و  تجلى بذلك السبب الحقيقي للتشهير بالقضاء و الشرطة و السلط الفرنسية بعد كل ما قاله رئيسها من مديح في رئيس تونس و نظامها منذ أيام.  .و قد لازمت مختلف وسائل الإعلام التونسية  التعتيم الكامل حول هذه القضية و عن عمليات الإستنطاق و التفتيش و سماع الشهود المجرات التي كشفتها وكالة الأنباء الفرنسية و لا يعرف لحد الآن إذا كان قد تم اتخاذ قرار بإيقاف المتهمين الرئيسيين في القضية و هل سيتم تسليمهما للسلطات الفرنسية عملا بالمذكرة الصادرة بشأنهما إلى الشرطة الدولية “أنتربول”.  

المختار اليحياوي _ تونس 19 ماي 2009

(المصدر: مدونة tunisiawatch ل بتاريخ تونس 19 ماي2008)        الرابط:  
    

 

بسم الله الرحمن الرحيم

   خطابنا هو رسولنا أينما توجهنّا.

 

مصطفى عبدالله ونيسي:

بعد غياب طال بعض الشيء، قرأت هذا الأسبوع مجموعة من المقالات المنشورة على بعض المجلات الالكترونية التي تُعنى بالشأن المغاربي   وأعجبني منها  مقالين ، الأول : (معاناة طالت…… وآن لها أن تنتهي) لعبدالمجيد الميلي، و الثاني  : (دعوة لفك الاشتباك ) لفاضل البلدي حفظه الله . الأول مقيم بالمهجر، والثاني مقيم بالداخل. و اطلعت أيضا على الحوار القيم الذي أجراه الشيخ الهادي  بريك مع الأستاذ بن عيسى الدّمني ، وهو أيضا مقيم بالدّاخل.

أمّا المقال الأول ، فطابعه العام كان  حقوقيا مطلبيا ، طالب الإدارة التونسية بتمتيع كل التونسيين  المحرومين من جوازات سفرهم  ، بجوازات سفر حتى يتمكنوا من العودة إلى بلادهم و الاجتماع بأهلهم و ذويهم أو السفر  إلى الخارج متى شاءوا، فهذا حق كفله الدستور و ليس مِنّة تمن به الدولة عن من تشاء و تمنعه عن من تشاء ، فدولة القانون عليها أن تحترم الدستور و تعطي المثال الحسن في ذلك.

كان المقال   يطفح صدقا و غيرة على شريحة واسعة من التونسيين الذّين عاشوا الحرمان و التهميش و طالت محنتهم أكثر من اللزوم ، و هو أمر لا يليق بالتونسيين أن يغفلوا عنه فـ(هؤلاء الواقفين على باب الوطن هُجّروا على خلفية ما حصل من محاكمات سنة 81و87 ثم محاكمات بداية التسعينات، و منذ ذاك الحين و حقائبهم مربوطة في انتظار العودة. هؤلاء مأساتهم نسيها الجميع في تونس ــ حسب تعبيره ــ و لم تعد تذكرها إلاّ أمهاتهم ) إن كُنّ من الأحياء وبعض  الرجال القلائل و الصادقين   من أمثالك.   

كان المقال مقنعا أكثر من بيانات الكثير من الجمعيات الحقوقية و المنظمات الانسانية ، وسبب ذلك أنّه كان صادرا عن معاناة حقيقية ، كان عبدالمجيد جزء لا يتجزأ منها و لا يزال. وهذا دليل على أن أفضل  من يدافع عن  حق الإسلاميين في استرجاع حقوقهم،ورفع المظلمة التي سُلطت عليهم هم الإسلاميون أنفسهم. فكم عولنا على غيرنا في الدفاع عنّا و التعريف بقضيتنا ، فضيعنا أوقاتا ثمينة و اموالا كثيرة بدون كبير فائدة. و هؤلاء الذين وكلناهم في الدفاع عنّا بالنيابة كان فيهم الكثير من النزهاء والجديرين بالإحترام و نحن نعترف لهم بذلك و لا شك ولكن لا ينبغي  أن ننسى أنّ من  هؤلاء  أيضا من اتخذ من هذا المجال موردا للارتزاق على حساب الضعفاء و المعذبين، و بالتالي ما كان يناسب هؤلاء أن تنتهي هذه المحنة حتى يستمر سخاء المنظمات الحقوقية و يتواصل. كم طالبنا قيادتنا أن تتحمل مسئولتيها في الدفاع عن أبنائها بشكل مباشر لا يعتمد الوسائط إلاّ كتعزيز و تدعيم ثانوي للفعل النضالي الذاتي الذي هو الأصل، ونصحنا بالوسائل والطرق التي يمكن أن توصلنا إلى ذلك منذ زمن بعيد، و لكن ضيق الأفق أعمى البصر و البصائر. وهاهو المناضل عبدالمجيد الذي عرفناه جريئا في قول الحق ، يعطينا درسا عمليا في كيفية الدفاع عن الضحايا وهو المناضل المستقل الذي لم يعد يربطه بمساجين حركة النهضة إلاّ الأخوة الإسلامية الجامعة و المشروع الإسلامي العام الذي يجمع حركة النهضة و غيرها من الحركات و المثقفين والمستقلين الذين ينتمون إلى المدرسة الإسلامية الجامعة. فخطابه كان خطابا معتدلا، بعيدا كل البعد عن التوظيف السياسي و الحزبي الضيق الذي يختزل مأساة أجيال كاملة من التونسيين في مصالح تنظيمية هي في أغلب الأحيان ما تكون وهمية ، و يجعلها مرهونة بأجندة هذا الحزب أو ذاك. إننا في أشد الحاجة إلى مثل هذا الأسلوب الهادي و المقنع في الدفاع عن حقوقنا و القادر على تجاوز ضغط اللحظة الراهنة ليستحضر الأهداف الجامعة و الإستراتيجية، و هذا هو الفرق بين الإصلاح و التهريج السياسي. وبناء على ما تقدم ، فإني بدوري أناشد السّلط التونسية أن تعامل هؤلاء التونسيين كمواطنين كاملي الحقوق   و أطالب  الإدارة التونسية أن تُعجل بمعالجة هذه الملفات في أقرب الآجال بما يخدم مصلحة التونسيين ويلَُّمُ شملهم و يُحسن صورة بلادنا في العالم، و خاصة في مجالي الحقوق و الحريّات الفردية و الجماعيّة.

 أنّنا كإسلاميين تونسيين  نراهن على  رئيس الدولة المسئول الأول في البلاد  و الذّي أكدّ في مناسبات عديدة بأنّ تونس لكل التونسيين ، أن يضع حدّا لهؤلاء الذين يتلاعبون بمعاناة عائلات تونسية و بدموع أمهّات وآلام ضحايا لا يعلم مداها  إلاّ الله، و ما نريده لبلادنا تونس و نتمنّاه هو دولة عادلة تقف إلى جانب الضعيف حتى تأخذ له حقه، و إدارة قوية تكون في خدمة كل المواطنين على قدم المساواة.   

 أمّا المقال الثاني فهو ( دعوة إلى فك الاشتباك)  لصاحبه المناضل و القيادي السابق في حركة النهضة السيد فاضل البلدي حفظه الله تعالى. و هي دعوة ملحة لفك الاشتباك  النكد بين النظّام و الإسلاميين من ناحية ، ثم هي دعوة لكل الأطراف الوطنية للتوافق و الاجتماع و التشاور على أساس خدمة المصلحة العليا للبلاد ، كلا حسب موقعه ووسائله واجتهاده بشرط أن يكون دستور البلاد هو الإطار الجامع لكل هذه الأطراف من ناحية أخرى.

فتونس العريقة في الحضارة و المعروفة بإشعاعها العلمي و الديني تسع الجميع و تحتاج إلى الجميع ، و لا يجوز بأي حال من الأحوال ، لا عقلا و لا شرعا و لا مصلحة و لا خُلقا أن يُهيمن طرف سياسي نافذ مهما كانت شرعية هذا الطرف ، فالشرعية هي دائما نسبية و تزيد و تنقص ،أن يُهيمن و يحرم طرفا سياسيا آخر من حق المُواطنة و  المشاركة في البناء و خدمة البلاد مهما كانت المبررات   ما دام الجميع ملتزما بالحوار السلمي و بقوانين البلاد و أعرافها الحسنة.

كما أنّ الأخ الفاضل لم يغفل من أن يحمل النظّام جزءا غير يسير من المسئولية عن هذا الانسداد   السياسي ، و هذا الاشتباك المستمر. فالنظام هو الطرف الأكفأ  و الأقدر على  تجاوز هذا الواقع المرير لو توفرت الإرادة السياسية . و الغريب عندنا في تونس ، أنّنا في كل مرة نستبشر خيرا، ونبدأ نُصدّق بأن بشائر الإنفتاح السياسي قادمة ، إلاّ و تنتكس الأمور من جديد و لأسباب واهية في أحيان كثيرة ، و كأن هنالك أشباح شريرة خفية وراء كل الإنتكاسات لا تكاد تسمع لها ركزا نافذة تعمل بالليل و النهار لتفسد على التونسيين و خاصة منهم المتدينين كل  إمكانية للفرحة والتواصل مع دولتهم على أساس  عقد اجتماعي يضمن لهم حق المواطنة الكاملة كغيرهم من المواطنين.

كما أن كاتب المقال لم ينس أيضا الإسلاميين  عندما طالبهم ببذل جُهد مضاعف لتجاوز مُخلفات مرحلة المواجهة ، داعيا إياهم أن يُحملوا أنفسهم جزءا كبيرا من المسؤولية فيما جرى من تشابك و ما ترتب عليه من مآسي دفع ثمنها عدد غير يسير من الضحايا الذين ظُلموا مرتين، مرة من طرف النظام، و مرة من طرف من استدرجهم إلى مواجهة محكوم عليها بالفشل مسبقا. ويقترح علينا صاحب المقال بديلا عن سنوات الجمر هذه ،( مرحلة جديدة تقتضي منّا قدرا كبيرا من المسؤولية السياسية تقوم على احترام السلطة و احترام الفرقاء و الإقتناع بمنطق التدافع السلمي القائم على الحوار و التواصل)  . و حتى أكون صريحا ، فبقدر ما أعجبني مقال الأخ الفاضل بقدر ما أزعجتني ردود بعض الإخوة عليه، سامحهم الله .

وإلى حلقة قادمة أحاول أن أعلق فيها على جزء من الحوار الذي أجراه الشيخ الهادي مع الأستاذ بن عيسى الدّمني.  

مصطفى عبدالله ونيسي

 باريس20 ماي 2008


دولة القانون
 شعر: محمد الجلالي في دولة القانون والمؤسسة في دولة الحرية المقدّسة سيكتب التاريخ في فصوله بالصرخة المجنونة… بالهلوسة عن أمّة معصوبة مغلوبة وظلمة تلفّها مُعسعسة عن حاكم مخلّد في حكمه شرعيّة الدبّابة… مفترسة وحوله عصابة تفنّنت في نهبكم أموالكم… مُختلسة والأمّة العظيمة قد طبّست : “خذوا البلاد.. نظّفوا.. بالمكنسة” قد زلزلت زلزالها… وضيّعت أموالها… فما لحظّ البائسة ! ومَن ترى أوحى لها فباركت أوحالها كشيخة معنّسة ومن تُرى أوصى لها فمزّقت أوصالها بالطعنة المقوّسة دستوركم يا سادتي مُفصّلٌ كما يريد الحاكم ملابسة يزيد في أكمامه.. في طوله يُفصّل فصوله مقايسة حتى الضرير لم يضلّ طريقه مجاهدا وبالعصا تحسّسه “زمبابويْ”، “بركينةٌ” و”كينيةْ” قد عانقت أحلامها المحتبسة إنْ حاكمُ لم يأت باختياركم لم يرتحل إن ساورته الوسوسةْ وظلّ في مكانه لم يسْتح فإنّه سيحكم بالعسعسَةْ سيخدم أسياده ويتركُ بلاده كالخرقة المنجّسةْ يسفّه أحلامها… يُحاكم أقلامها وينتشي بالبزْنَسةْ والانتخابُ يا صديقي مهزلةْ أترتجي الإرادة المدلّسة !؟ أأمّةٌ تزوّر أقدارها وتطفئُ أنوارها المقدّسة ؟ واللغة السمحاء قد تشوّهت ودينكم يقرر القساوسه إعلامكم تخلّفٌ ومسخة مزّق تعتيمكم ملابسه سوءاته تكشفت للغافل والتوتة أوراقها ميبّسه يحاكم الصغير في بلادكم يُحاكم السلام والمُجالسه قد حدّثت أخبارها وجاوزت أطوارها… فما لحظّ الناعسة والأمّة العظيمة قد ناشدت ترشّحوا يا سيّدي ! للخامسهْ فصرخوا وكبّروا “أَشُومِيهْ” ! “أجوحِيَهْ !” أتونِسه ! أتونِسَهْ !  
 
(المصدر: مجلة “كلمة” (أليكترونية شهرية – محجوبة في تونس)، العدد 63 لشهر ماي 2008)


وجاء برهان بسيس ليعلن في الخلق سقوط لبنان.”

 
 
الامجد الباجي

وعلينا ان نصدق  نبؤته فهو دائما في صف المنتصرين.فهذا امر  من الصعوبة بمكان ان تكون دائما مع المنتصرين.خصوصا اذا ركبت  القطار والمنتصرين  هم انتصروا بعد. عليك ان تواجه اكتضاظ الجحافل التي تاتي  لنصرة المنتصرين وهذا امر صعب  وخطير. ان تكون لك سرعة الجري  من سرعة قطار المنتصرين وان تكون لك تلك القدرة على الجري دون الاصطدام بمن هم  يسارعون الخطى مثلك  يريدون تهنئة المنتصرين وتقديم الخدمات اللازمة  لمضاعفة رصيد المنتصرين  واعانتهم علىايقاف اؤلائك الذين يقفون في واجهة القطار.ويعطلون مسيرة المجد التي تحمل قطار التقدم والديمقراطية الى الاعالي. وبرهان بسيس يمتلك كل تلك الكفاءة.وكفاءات اخرى  لم  يات الوقت للحديث عنها وفيها ما لاتزال مخفية عن جماهير امتنا العربية .وقيل ان برهان  يمتلك اربعة امخاخ وانه يحتفظ  بثلاثة منها في ثلاجات وزارة الداخلية  تحت حراسة فرق خاصة وانه بعضا من تلك الامخاخ يستعملها لحل مشاكل  يصعب على اضخم واعقد كمبيوتر انجازها.من ذلك  
حل مشاكل  معقدة تتعلق بتوزيع كماين البلديات المختلفة والمتعددة الاختصاصات وغيرها من المشاكل التي تعترض تسيير شؤون البلاد.وهناك مخ استعمله عندما كان في الجامعة وقيل انه فهم مسالة اليسار في الجامعة  بصورة لا تدع مجال للشك وانه طور قدرات عالية في فك  رموز كل اشكال الخطب والمقولات وتجميع الاسماء وترصيفها ووضعها على ذمة  فرق التدخل التي تقوم بتحويل تلك الاسماء على مخابر البحث وتقوم بعصرها لاخراج نوع من النبيذ  صار يستعمله البوليس لتقوية قدراته العضلية.وكل ذلك كان بفضل العمل الدؤوب من لدن وتحت رعاية  سيف الدولة المسلول برهان بسيس. لهذا فهوالوحيد من يعرف ان  لبنان ستتفكك  وستاتي الى طاولة المعاهدات  الكامبدافيدية  وعلينا ان نهدا وننام طالما نحن نمتلك هذه العبقرية وهذا المفكر الفذ. فمن  تفطن مثلا  الى ان الاسرائيليين  على مدى ستين سنة من الوجود لم يستعملوا السكين ضد بعضهم  رغم انهم من جنسيات  وشعوب متعددة.اليست هذه عبقرية العبقرية ان تتفطن الى ذلك.السنا  شعب  محضوظ ان نمتلك هذا  المفكر الكبير الذي تفطن الى ذلك.الا يستحق هذا المفكر  جائزة نوبل لعلم العلوم. برهان بسيس يمتلك اسلوبا متميزا.اسلوبه واعترف له بذلك  ميزته التكذيب. برهان بسيس وعلى مدى الاربعمائة سنة من الكتابة  يكتب باسلوب التكذيب. كل ما كتبه بسيس   يعتني بالتكذيب.اعيدوا قراءة كل ما كتب وستقراون رجلا يكتب دائما ليكذب هذا ويكذب ذاك ويكذب الادعاءات ويسفه  انه اسلوب نباحي تكشيري فيه رغوة وكشكشة لا تقدر عليها الا فرق مدربة بطرق عصرية وبرهان يمتلك  قدرات فائقة على  فضح البنية المنطقية لافكار الاخرين وتعرية  ضعفها .وتعويضها باسلوب لست ادري اين تمكن من نحته وهو اسلوب الصفعات  المنطقية .كمن يقف امامك وكلما نطقت بكلمة كذبك  موجها لك فكرة تشبه الصفعة.لست ادري من اين تعلم ذلك.على برهان ان يقدم لنا ذات يوم لمحة عن  سيرته الذاتية وعن مدارس التدريب التي نشط فيها. اخر ما كتب برهان بسيس  هو جملة من الصفعات للذين يدعون ان  اسرائيل ستزول. وكانت الصفعة التي وجهها  للذين يدعون جهلا ان اسرائيل ستزول  ان ارداهم  خلف مؤخراتهم بهزة  بلهوانية  معلنا ان لبنان هي التي ستزول.فلبنان تعج بالطوائف  وهذه الطوائف تتقاتل.وهذا سيحملها الى حتفها. لدي احساس ان برهان بسيس سيكون اخر مفكر اسرائيلي يكتب بالعربية .هذا الاحساس ماتاه ان برهان لا يقرا في اقتتال الاسرائيليين على مقاعد السلطة في السنوات الاخيرة وانها لا تؤشر  كل الخير لاسرائيل. كاساف صنع له بيريز فضيحة لا تليق بيهودي  ولا حتى بصهيوني  ولفق له تهمة التحرش بامراة وازاحوه  رغم كل بكاء ذلك الرجل امام كاميرات العالم.شارون وما ادراك ما شارون اخذوه  الى المحكمة.اولمرت مهدد بالسجن وكل هذا يفهم كتقاتل على مواقع القرار.هناك انهيار اخلاقي كبير يهز اسرائيل. على مدى ستين سنة  يعمل الاسرائيليين السكين في  قلوب الفلسطينيين والعرب فمتى  سيجدون الوقت للتقاتل فيما بينهم  وهذا الوقت اقترب  فلربما  سيصيبنا نحن الحياء من قدرة اليهود في استعمال السكين فيما بينهم. برهان بسيس يكتب  على طريقة التفكير عند جورج بوش.واعتقد ان هذا سيسعده واعرف انه يسعد دائما كلما تعلق الامر  بتشبيهه بعظماء الاسلوب في هذا القرن. ان هذا يرفع من اسهمه ويرفع من مبيعات نصوصه . وربما سانتظر يوما  يساق فيه بوش امام محكمة  ليحاسب على جرائمه  وساكتب نصا مشوقا  اقارن فيه افكار جورج بوش العميقة  والتي هي نداء للدم واسلوب بسيس الذي هو تكذيبي توراتي من فصول اناشيد داوود.سيفهم الجميع كم كنا في حضرة  ملائكة   اختصاصها العض. وكالة الاتصال الخارجي الموجه للداخل استخدمت برهان بسيس في مرحلة اولي ليحسن لها من صورتها .ورغم ان وجوده لم يغير شيئا بل ربما اعطى لهذه المؤسسة طابعا كشفيا  ومصائف جولاتي وباتت صورته التي  توحي بحضور مكثف للصور المتحركة وخصوصا شخصية بيكسو عم دونالد واننا تحولنا مع وكالة الاتصال الخارجي الى دونالد فيل.ولكن باتت الامور معقدة عندما حولته ليحسن من صورة البلاد عموما. فماذا اصابنا حتى  يشغلوا برهان على هذا العمل.؟هل كبت سعودنا  الى هذه الدرجة؟ لا اعتقد ان البلاد ساء حالها الى درجة تستدعي  ان يعمل برهان على تحسين مظهرها؟ لا وبل خرج برهان  ليحسن من صورة اسرائيل وهنا بدات الماسات. برهان لم يتفطن ان هذا الكلام كاد يكون مقنعا لو انه جاء خلال الحرب الاهلية البنانية. او على الاقل قبل ان يقوم حزب الله بتنظيف لبنان من لجان يقظة  سعد الحريري. ولو قال مثلا يستحيل اسرائيل لن تزول واكتفى بذلك.فاننا سنقتنع بما يقول هذا اذا ما اضاف اليها شيئا من التوسل او ما يشبه الدعاء او حتى كلمة  حرام عليمكم مثلا. ولكنه  ارتكب  حماقة   توجيه النذير الى لبنان.وهدد لبنان بالزوال. على وكالة الاتصال التونسية ان تراجع  قيمة ما تدفعه لهذا المفكر.فهو اصلا لا يفكر. واعتقد انه يرصف افكاره كمن يخدش على بطاقة بروموسبور. وهذا نوع من الميسر الفكري. اسرائيل لم تكن مهددة وبهذه الصورة التي  هي عليها اليوم  وهذا على مدى الستين سنة من تواجدها.ولبنان لم يكن  بهذه الوحدة وهذا التراص خلف المقاومة . ولو كان  للامريكان خيار لاستعملوا القوة النووية  لاجبار حزب الله على التراجع.ولكن اصدقاء برهان واصدقاء سعد الحريري واصدقاء جنبلاط لم تعد لهم حول ولا قوة في المنطقة تلك.لقد انتهينا منذ صيف 2006 من الحديث عن هزائمنا.لم يعد بيننا مهزومين الا الذين باتوا يحتمون باسرائيل.انتهى الحديث عن الهزائم.من يريد التحدث عن الهزائم فليحزم امتعته ويرحل. لقد تغيرت الواقعية من مواقعها القديمة. وصار الحديث عن هزيمة مسبقة هو اشارة عمل فاشل يقوم به اعداءنا من الداخل لافشال استنهاض روح المقاومة. من يريد كتابة نص فليكتب عن قيام امل حقيقي يستنهض قوانا الداخلية او ان !  يصمت. ان يذكرنا بواقعية مشؤومة تحتل العراق وتسئ للشعب الفلسطيني وتمنع عنا قيام انظمة ديمقراطية وترمي ابناءنا في البحر غرقا بحثا عن العمل والكرامة في الوقت الذي تعبا صحافتها القذرة بكل الخطب عن الانجازات والمعجزات الاقتصادية.لم يعد هناك حديث عن واقعنا العربي المشبع بالهزائم.ان وجود تلك الاقلام البائسة هو وحده مظهر هذه الهزائم.وسنكون بخير لو انكسرت تلك الاقلام او اندثر اصحابها.هم وحدهم مهزمون لانهم قبلوا واقع اذلال القلم واذلال الفكر واذلال العقل لحفنة المال التي تدفع لتبرير واقع الظلم الذي ارادونا ان نعيش فيه. لا يوجد فكر الا وهو حر.اما العبيد الذين احترفوا بيع الافكار في شكل علب خشبية  ميتة هؤلاء لا علاقة لهم بالفكر.هم خدامة حزام يشهرون الرقص كالافاعي علهم بذلك يوهموننا باننا سنموت مختنقين.  لقد استعملت القوة في اقصى طاقتها.ولقد استعمتلها اسرائيل ضد لبنان وضد حزب الله في ميقاتها.ولكنها فشلت.ودولة اسرائيل ستدخل الى مرحلة الورطة التاريخية مثل كل الدول التي تتاسس على مبدا القوة.فاما ان  تعمل على مضاعفة قوتها وتواصل الطريق في فرض هيمنتها  على لبنان الذي استعملته كورقة ضغط على سوريا لتتهرب من اعادة الجولان.واما ان تدخل الى ما يسمى بالواقعية .ولكن اسرائيل دولة اسطورية ولا تتاقلم مع الواقعية.وستكون اولى نتائج قبولها بالامر الواقع ان تتفكك من الداخل وان تتاكل.  لا يوجد  احد اليوم ليقوم بتقييم  تاثير اسلو عليها من الداخل.اسلو  هذه  الاتفاقية الكذبة التي  استعملوها  لاغراق حركة التحرير ودفنها   دمرت  جزءا كبيرا من رصيد اسرائيل العقائدي.ودفعت بجزء من شبابها  لقطيعة مع الصهيونية.بعض سنوات من سلام مشبوه كاد يشوه كيان هذه الدولة القائمة على العنف والقتل. فما بالك واسرائيل قادمة على مرحلة من الانكفاء والتقوقع داخل حيطانها. قيام اسرائيل كدولة  يتاسس على فرضية   فعل حضاري غير موزون. فمن واقع الهيمنة الاستعمارية للدول المساندة لاسرائيل   الى محاولة تغريب المنطقة  حافظت اسرائيل على  هذا التشوه الغير منطقي. وبدل ان تكون كما يراها برهان بسيس دولة ديمقراطية  حاضنة للديمقراطية في المنطقة  مساعدة على  رفع شعوبها الى التقدم الحضاري.نراها تعمل وهذا منذ نشاتها لشل وكبح الديمقراطية ومعطل للنمو الحضاري في المنطقة العربية. اذا كانت فعلا دولة ديمقراطية  فاول نتائج وجودها الايجابي كانت  دفع المنطقة كي تكون اكثر ديمقراطية. ولكن عطب النمو في البلدان العربية ماتاه هذا الضغط المباشر والغير مباشر  من هذه الدولة كي لا تترك  الدول المجاورة تنمو حذوها  بنفس درجة نموها. ثم ان ديمقراطية اسرائيل لا تغفر لها  جرائمها واهانتها لشعوب المنطقة.ولن تمنع عنها انهيارها وتفككها. اذا ماذا نربح نحن من هذه الدولة ومن ديمقراطيتها ان لم نكن مجبرين على الجلوس في معبدها والصلاة لها صباحا مساء  دون ثمن سياسي ولا اخلاقي ذا قيمة.ديمقراطية اسرائيل وتقدمها التكنولوجي لا يعفيها من فسادها الاخلاقي ومن تدميرها للحياة. وحتى لو كانت صالحة مع شعبها .فهذا ليس مقياسا لتبرئتها.افريقيا الجنوبية العنصرية كانت ديمقراطية فيما بين  شعب البيض  وصالحة للبيض العنصريين ولكنها لم تكن صالحة لمعظم سكان افريقيا الاصليين من السود لذلك استوجب ازاحتها من الوجود.المانيا النازية لم تكن ديمقراطية ولكنها كانت صالحة  للالمان من اصول ارية كما يقولون بينما داست على الشعوب الاخرى لذلك استوجب مقاومتها وازاحتها.كذلك الشان لاسرائيل.هي ديمقراطية فيما بين اليهود  صالحة لهم ولكنها ليست صالحة للفلسطنيين وللعرب الذين يعيشون تحت سقفها .لهذا استوجب مقاومتها وازالتها من الوجود. كل المشاريع المغلقة الشعوبية العنصرية اذا لم تصلح  امرها مع شعوب الارض فان الانسانية ملزمة بمقاومتها. اذا كنا بالفعل نؤمن بالانفتاح والتحرر فلا نستطيع  قبول مشروع دولة مثل دولة اسرائيل. ولقد كان ياسر عرفات مسيحهم ومنقذهم ولكنهم لم يكونوا يعلمون فقتلوه كما في كل اساطيرهم  يقتلون الانبياء.كان وحده بكل ما يمتلكه من مصداقية تاريخية يمد لهم اليد للسلام.ولكنهم سفهوه واعدموه سياسيا قبل ان يعدموه جسديا. كان قتلهم لياسر عرفات رسالة الى كل العرب والمسلمين انهم لا يريدون سلاما وانما استسلاما. وهذا يعني ان دولتهم ستواصل القيام على مبدا القوة.وهذا  ما فعلته مع لبنان. وهذا ما تفعله مع حماس التي اعلن قائدها استعداده لقبول تسوية 67. العقلاء في امريكيا  قبلوا  ما قدمته لهم حماس وقائدها .ولكن الاسرائيليين لن يقبلوا. انهم يواصلون بصلف  وكبرياء البحث عن الحلول العنيفة. فماذا بقي لهم؟ انهم يحاصرون غزة ويجوعون اهلها ويقتلون اطفالها .ويعملون على  فتح قنوات التطبيع مع بلدان عربية   تحتفظ بشاهية   تقبيل  سفراءها .فماذا سيعطيهم التطبيع. وفتح السفارات.ماذا  نفعتهم معاهدة  فتح سفارات مع مصر؟؟ مشاكلهم مع المنطقة لم تتغير قيد انملة  منذ 1948. انهم يقفون على نفس خط النار.ودخول المسلمين العجم على الخط مثل ايران بدا يزيد من عذابهم.وربما سياتي الدور على تركيا لتستعيد موقعا الحيوستراتيحي داخل المنطقة وهو موقع لا وجود فيه لضمانات لاسرائيل.التاريخ اثبت ذلك وسيعود لاثباته. لن تقوم دولة اسرائيل  على محور اسمه القدس  حتى وان استعملت اسلحة الدمار الشامل. انها ليست مسالة عقائدية فقط. من وضع هذا اللغم في قلب تاريخ المنطقة يعرف ما معنى ان تكون القدس مركزا  جيوستراتيجي على غاية من الخطورة. لماذا لا يسالوا نبوخ النصر  لماذا اطردهم ؟ لم يكن نبوخ النصر اسلاميا. ثم لماذا لا يسالوا الرومان لماذا اطردوهم مرة اخرى.؟ الرومان كانوا غرباء عن المنطقة اصلا. اضن ان وكالة الاتصال الخارجي التونسية تخسر اموالا كبير عند استثمارها في مفكرها  البسيط الاداء  برهان يشيش حتى لا نقول انه من مستعملي الغليون. اذا كانت وكالة الاتصال الخارجي التونسية تريد ان تلمع  شيئا من صورة اسرائيل فانصحهم الا يستمعوا الى برهان انه يضللهم بمديح ديمقراطية دولة اسرائيل وتقدمها التكنولوجي واحترامها لحقوق الانسان.فهذه سلعة بائدة ومستهلكة ولم يعد حتى الاسرائيليين يقتنعون بها.ولقد سوقت قبل دخول الامريكان للعراق ولم تعد صالحة للاستعمال. واذا كان لي من مقترح حتى تبقى الوكالة تعمل  على الاقل  بعد ان حرمت من عبقرية برهان عليهم ان  يستعملوا ستراتيجية اخرى  كاعلان قيام دين جديد في تونس  يمكنهم ان  يوظفوا  برهان بسيس  كنبي لهذا الدين  على ان يقوم تحت حراسة امنية مشددة كي لا يضطهده الشعب بدق الطبول  وان يتجول حافيا عاريا مقيدا بالسلاسل على كل الارض التونسية المباركة  وان يعلن قيام هذا الدين الجديد.واعدكم ان برهان سيكون رائعا في هذا المشهد. ومن هذا المنطلق يمكن ان يفعل ما يريد.مثلا كان يقول ادخلوا تحت الارض  اسرائيل اتية او ان يقول  الشعوب العربية لم تعد تصلح الا كسماد للارض  جاء عهد الا!  سرائيليين.وان يحشد الناس للانتحار الجماعي والكف على ان يكونوا عربا مسلمين. انا متاكد ان له كاريزما مشعة وبشئ من الماكياج والاضاءة وحراسة بوليسية جيدة يمكنه ان يخضع البلاد الى رؤية جديدة تقوم على تاليه اليهود. ما دمنا في الكاراكوز فلماذا لا يتواصل على بزو ومعناه.


 
 

نكبة التراث في شهر التراث برعاية جامعة التجمع الدستوري الديمقراطي بقصرهلال

 
 نداء استغاثة الى منظمة اليونسكو -الى منظمة الألكسو ومديرها العام محمد العزيز بن عاشور -الى الرابطة التونسية لحقوق الانسان -أحزاب ومجموعات المعارضة داخل وخارج مجلس النواب -الى قوى المعارضة الأصيلة داخل وخارج البلاد التونسية ان لمن المفارقات العجيبة الغريبة التي أصبح يعايشها المواطن التونسي المضحوك على ذقنه بامتياز وتميز ،والمواطن الهلالي خصوصا الدافعين للضرائب بأنواعها العامة والمحلية،القارة والاستثنائية ،وكنتيجة مباشرة لانفراد التجمع الدستوري الديمقراطي   بسلطة القرار دون محاسبة،وقبول أحزاب المعارضة المعتمدة لنظام المحاصصة مثل حركة التجديد والوحدة الشعبية والاتحاد الوحدوي والديمقراطيين الاشتراكيين والحزب التحرري وحزب الخضر للتقدم،دون التعرض الى التجمعات والتنظيمات المعارضة الموجودة خارج مجلس النواب،أو تلك الموجودة خارج الحدود منتظرة حدوث المعجزة بأن تكون شاهدة زور على نكبة التونسيين من خلال تشرذمها  وتعدد دكاكينها وحرصها على ألوانها المميزة وشعاراتها الجوفاء  أكثر من حرصها على خدمة المواطن المنكوب؟؟؟ وبرغم أن الجميع يحمل لواء وشعار خدمة المواطن والتعبير عن شواغله وطموحاته التي تتحول يوما بعد يوم الى سراب ،بدءا بالتجمع الدستوري المكتسح للساحة بسلطة الأمر الواقع وصولا الىنسيج المعارضات المقيمة والمهاجرة التي تهتم بتوصيف النكبة وبكشف أعراضها تماما مثل الطبيب الفاشل ،ولا تحرّك ساكنا لمعالجتها  علاجا جذريا  في ماعدا بعض المقالات الصادرة عبر صحفها الأسبوعية الموظفة لمعاناة المواطن لتبرير شرعيتها المتهاوية،واضرابات الجوع الاعلامية ،أو اللمّات السياسية النخبوية الحميمية التي تنتظم من حينا الى آخر احتفالا أو استنكارا أو تكريما لضمان حصتها أو بطاقتها التموينية المشحونة الكترونيا  بمقاعد في مجلس النواب المنبثق عن الانتخابات التشريعية لسنة2009؟؟؟ لقد كشف احتفال هياكل قصرهلال المنصّبة وغير المنتخبة بشهر التراث والمخترقة تدجينا من جامعة التجمع  بقصرهلال بدءا بالشعبة الثقافية وصولا الى باقي منظمات المجتمع المدني المفرغة التي تؤجرها الجامعة لبعض الموثوق بهم من الذين يدينون لها بالولاء المطلق لقاء وعدها اياهم ببعض الخطط والمهام الرقابية والادارية  على اعتبار مراقبة التجمع لكل الهياكل القائمة،كشف حرص جامعة التجمع وملحقتيها أي معتمدية قصرهلال وبلديتها على تكريس الجمود واغتيال المبادرة وتكريس التصحر الثقافي والجفاء التراثي عبر تنظيم تلك التظاهرة المهزلة الهزيلة والرديئة من قبل جمعية أحباء دار الشباب التي دشنت موقعا الكترونيا يقتصر زواره على أربعة التزموا باشارة من أولي الأمر على امتداح المشرفين على معصرة الزيتون المزودة بلافتة ضوئية رقمية ،هذه المعصرة التي تستبيحها الجرذان التي يطلق عليها اصطلاحا وتكريسا للرداءة المطلوبة بقصرهلالدار شباب قصرهلال؟؟؟ لقد أثبت التجمع الدستوري الديمقراطي عبر جامعة قصرهلال المتألقة تكريسا للرداءة المفروضة،ومن حسن حظ مواطني قصرهلال قبل حلول موعد الانتخابات التشريعية لسنة2009 والبلدية لسنة2010 بأنه الكفيل وصاحب الامتياز والراعي الأول لتجميد المدينة بكل مكوناتها الجمعياتية،الحاجر عليها بحرمانها من كل الامكانيات والفرص والمرافق،المغتال الأول للنشاط الثقافي ولرعاية التراث والذاكرة على مدار السنة وخصوصا في شهر التراث الذي يتميز عن كل الاحتفالات بهذا الشهر عبر كامل تراب الجمهورية بأنه القياسي رداءة وتآمرا على التراث الحقيقي للمدينة مما زاد وشجع احتقار وزارة الثقافة وحماية التراث لهذه الوحدة ذات التراث الألفي التي ينتسب  اليها العالم الأثري الدكتور محمد حسين فنطر،متولي كرسي بن علي لحوار الحضارات،رئيس لجنة الثقافة والتربية والشباب والاعلام بمجلس المستشارين،عضو لجنة التراث العالمي لليونسكو الصامتة بامتياز عن اغتيال التراث من قرطاج الى قصرهلال فأغلقت في وجهها كل الأبواب وأمعنت في تطبيق الحجر الصحي على مدينة 2 مارس1934،مدينة الحاج علي صوة الرائد العصامي للتغيير الاجتماعي؟؟؟
يتصادف شهر التراث في السنة القادمة مع استحقاق مميز برعاية ووصاية التجمع الدستوري الديمقراطي هو الانتخابات التشريعية لسنة2009 وطالما أن التجمع الدستوري كان عبر جامعة قصرهلال الحاجر على مدينة يصل تعدادها الى أربعين ألف ساكن ،والمحبط الأوحد لآمالهم وطموحاتهم في العيش الكريم،المقصي لكل ذوي الضمائر الحيّة من المبدعين والمثقفين الغيورين على مدينة 2 مارس1934 التي قرّر التجمع الدستوري الديمقراطي وبقرار غير معلن تجسيد نكبتها الخالصة الأجر عبر الصندوق الأسود للأيام التجارية غير المحاسب على مداخيلها،وبتحويل أوراقها الى المفتي عبر جامعة التجمع الدستوري الديمقراطي بقصرهلال؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ مراد رقية
 


 
ضجيج المدونات  
 
أثارت دعوة للمشاركة في مؤتمر تعقده مبادرة- الشراكة للشرق الأوسط-  وهي هيئة حكومية أمريكية أسستها الإدارة الحالية ردود فعل متباينة بين المدونين التونسيين، بين رافض لمجرد الحضور و الدعوة للمقاطعة و بين رأي يري أن الحضور لا يشكل أي نوع من تغير ميزان القوى لصاح الإدارة الأمريكية أو خصومها. لهذا أريد أن أسوق جملة من الملاحظات – مجرد ملاحظات- و ليسا حجة على احد كي يشارك أو يمتنع. 1- إن التدوين في تونس يمثل ظاهرة  ناشئة ويشد الأنظار إليه كل يوم أمام الانغلاق و التكلس الذي تعانيها وسائل الإعلام في بلادنا فهي إما تسبح ليلا نهار و تهلل للنظام و تحذر من أعداء لاوجود لهم بحيث أصبحت دون كيتشوتية سيأتي اليوم الذي تجهز فيه على نفسها، أو النوع الثاني الذي يحلق في فضاء المعارضة دون أن يستطيع الوصول إلى الجماهير العريضة الكادحة في المزارع و الحضائر،و إن كانت السلطة تحد من انتشار الإعلام المعارض و تعرقله فلا أرى أن ذلك هو العائق الوحيد بل ثمة أيضا عوائق داخلية تمنع المعارضة من ان تكون صحفها جماهيرية. 2- هذا الانغلاق هو ما جعل الإبحار على الانترنت و إنشاء المدونات أمرا حيويا فما لا تستطيع قوله علنا و ما لا تسمع به الصحف سلطة و معارضة بالامكان كتابته و نشره و توزيعه من بيتك و إن أردت الاختفاء وراء أسماء مستعارة فلك ذلك. بحيث أصبحت المدونات فضاء ا حقيقيا لحرية التعبير التي حرمنا منها في المجتمع. 3- غير أن حرية التعبير و ان كانت في فضاء لا متناهي مثل الانترنت فهذا لا يمكنه أن يحجب علينا حقيقة ما يحدث حولنا في العالم، اذ الحرية ليست كلمة تقال او موقف يدوّن على الانترنت، ليست الحرية حجة لنجلس مع الصهاينة الذين يغتصبون أرضنا،و ليست الحرية حجة كي نجلس مع منظمة أمريكية حكومية مرتبطة رأسا بالبيت الأبيض، فهذا الأمر لا علاقة له بالحوار بين الحضارات و الثقافات، اذ مثل هذه المنضمات الأمريكية لا تبالي و لا تعترف بالحوار بل نراه تحشد كل قواها و توظف كل أصدقائها للإجهاز على الشعوب، و لنا العراق خير دليل. انه لمن الغباء حقا أن نتصور أو يتصور أحد أن الإدارات الأمريكية وقفت أو ستقف يوما مع الشعوب ضد الديكتاتورية فهي التي تدرب مخابرات الدول الأقزام و تزودها بمعلومات استخبارية للإجهاز على أي نفس إصلاحي أو ثوري. و بالإضافة إلى سهر المخابرات الأمريكية على العروش العربية كي يستمر بطشها بالشعوب تراها بين الحين و الأخر تلتجئ إلى الطابور الخامس عله ينجز ما لا تقدر عليه هي نفسها و زبانيتها من الأنظمة الحاكمة. و الطابور الخامس يتم تكوينه و تفريخه في مثل المبادرة الأخيرة التي دعت اليها مبادرة الشراكة للشرق الأوسط. يقول البعض اننا لا نستطيع مقاطعة الولايات المتحدة الأمريكية فكل شيء متأمرك بداية من الحاسوب الذي ندير بواسطته هذا الحوار، فلكأن التقدم الأمريكي أصبح حجة لدى البعض نحو الهرولة إلى أحضان العم السام، و ينسون ان البشرية شركاء في الحضارة الإنسانية فكما اخذ منا الغرب ذات يوم ها نحن نأخذ منهم اليوم أما أن يتحول التفوق العلمي و التكنولوجي الى حجة للمشاركة مع منظمات مشبوهة فهذا هو العجب العجاب.  ختاما لا احد يستطيع منع أحد من المشاركة في أي نشاط ثقافي و سياسي في الداخل أو الخارج و لكن لينتبه المدونون التونسيون من الفخاخ و ليحافظوا على هذه التجربة الرائدة التي من شانها ان تكسر الحواجز التي دأبت عليها الصحافة الرسمية فتكون بديلا حقيقيا لها ضد تكميم الأفواه و تزييف الحقائق. محمد مومني  

بسم الله الرحمن الرحيم الإسلام والمسلمون في ألمانيا  بين تثبيت الوجود الإيجابي ومعالجة آثار كارثة سبتمبر2001.

 

 
يسعدنا في الحوار نت أن نقدّم لكلّ المهتمين بالشأن الإسلامي في أوروبا دراسة حديثة معمّقة عن المسلمين في ألمانيا ، قام بها فضيلة الشيخ الهادي بريك. ونظرا لطول الدراسة وشموليتها رأينا تقسيمها إلى أجزاء متتالية. ونحن إذ ننشر هذا الجهد المتميز نتوجه بالشكر الجزيل للشيخ الهادي بريك على أن خصّنا بهذه الدراسة الفريدة سائلين المولى عز وجل أن يجزيه عنّا وعن كلّ المسلمين خير الجزاء. عن إدارة الحوار نت  

مخطط البحث :

1 ـ مقدمات تأطيرية عامة. 2 ـ أروبا مظلة ألمانيا. 3 ـ ألمانيا : صحوة عملاق. 4 ـ الإسلام والمسلمون في ألمانيا : خارطة المعطيات الضرورية. 5 ـ الميزان الإسلامي في ألمانيا بين كسب الماضي وعوائق الحاضر وأمل المستقبل.

مقدمات تأطيريــــة عامـــــــــــــــة

المقدمة الأولى : الوجود الإسلامي في أروبا حقيقة لا تقبل التهميش فضلا عن الإلغاء. ليس للإسلام من حيث هو دين للناس كافة أرض مخصوصة به ولا شعب ولا أمة ولا يحده زمان ولا مكان بسبب كونه دين الزمن كله والمكان كله والإنسان كله والحياة كلها : ” قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ” و ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين “. ومن ذا سرعان ما إنداحت الدعوة الإسلامية هادية للقلوب ناشرة للعدل صوب الشرق والغرب في كل قارات الأرض ولئن تعثرت أحيانا فإن الخيط الناظم للأمة كلها حتى سقوط الخلافة العثمانية عام 1924 هو خيط الدعوة إلى الإسلام وكان نصيب أروبا من ذلك سريعا وكبيرا في إثر فتح الشمال الإفريقي مباشرة سيما من خلال نافذتين كبيرتين : نافذة صقلية التي إليها ينسب جوهر الصقلي ( جنوب إيطاليا ) ونافذة جبل طارق إبن زياد وتم كل ذلك في أثناء الخلافة الأموية أول خلافة بعد الخلافة الراشدة ولن يزال التاريخ يذكر المرحوم عبد الرحمان الداخل الذي عمر بسببه الإسلام في الأندلس ثمانية قرون كاملة حتى سقطت غرناطة عام 1492 ميلادية وبالخلاصة فإن كامل شمال حوض المتوسط ( أي جنوب أروبا كله ) دخله الإسلام هاديا بل تسللت أشعة هدايته إلى أواسط وشمال أروبا خلال الخلافتين العباسية والتركية فضلا عن الإندياحات التي طوحت بعيدا في الشرق عابرة إلى حدود موسكو ولو تأملت خارطة الكرة الأرضية اليوم لرأيت عجبا حين تقع عينك على أندونيسيا والفلبين شرقا وعلى أروبا وإفريقيا غربا ثم على جزر القمور وجنوب إفريقيا جنوبا. كان الإسلام يوما يمسك بميزان النظام الدولي. يقطن أروبا اليوم ( أوروبا الكبرى الجديدة المتوسعة شرقا عاما بعد عام في إثر سقوط الدب الروسي الشيوعي بسقوط جدار برلين في 3 أكتوبر ( تشرين الأول ) 1990 وهي تضم 27 دولة) حوالي 450 مليون نسمة منهم حوالي 25 مليون مسلم ( أغلبهم طبعا من السكان الأصليين للجمهوريات المستقلة عن السوفييت ) أي أن نسبة المسلمين في أروبا الكبرى : أكثر من جزء من عشرين جزء ( 5 بالمائة ونيف ). وفي أروبا التقليدية وحدها ( الغربية ) ما لا يقل عن 15 مليون مسلم ( أغلبهم من المهاجرين في حركات الهجرة الدائمة قبل حوالي خمسة عقود ). فبالخلاصة إذن فإن الوجود الإسلامي في أوربا معطى حقيقي ثابت من الناحية التاريخية التي لم ينقطع بها النسل الإسلامي بسقوط غرناطة ومن الناحية الواقعية المعاصرة ومما يغذي ذلك الوجود بعناصر الثبات والتجدد ما يلي : 1 ـ حركة إقبال على إعتناق الإسلام من لدن الغربيين وهي حركة حثيثة دائبة سيما في قلب أروبا التقليدية ( ألمانيا وفرنسا والدويلات الصغيرة التي بينهما من مثل بلجيكا وهولندا ) وخاصة في السنوات الأخيرة التي أعقبت كارثة سبتمبر 2001 ( إرتفع في ألمانيا مثلا عدد المعتنقين للإسلام بين نيسان أبريل 05 ـ نيسان أبريل 06 لأول مرة إلى 4000 بعد ما كان المعدل السنوي هو ألف ـ ومما يدعم ثبات الوجود الإسلامي في أوروبا ضمن هذا المعطى هو أن أغلب أولئك المعتنقين من النساء وأغلب أولئك النساء من المتحصلات على شهادات جامعية عليا ـ الأمر ذاته في بلجيكا رغم صغر حجمها مساحة وسكانا مقارنة مع ألمانيا ). من أقوى أسباب إسلام الألمانيات : التزوج بمسلمين والغريب أن كثيرا من أولئك المسلمين الذين تسلم زوجاتهم من غير الملتزمين سلوكيا وأحيانا بالحد الأدنى ومن غير ذوي الوعي الإسلامي فكريا. 2 ـ تواصل حركات الهجرة المتدفقة بكل الطرق من العالم الإسلامي إلى أوربا سيما من البلدان المتوسطية وأكبر دليل على ذلك أن كل ملتقيات الإتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة تتخذ لها نقطة محورية في جدول أعمالها : مواجهة الهجرة. ولا شك أن الأسباب التي من أجلها تتواصل حركات الهجرة العربية في نماء ( تدهور الحالة الإجتماعية إقتصاديا وتدني فرص الحريات سياسيا والتمييز العنصري والجهوي في أغلب تلك البلدان مما يحول دون طلبة التعليم العالي ودون مواصلة دراساتهم الجامعية ). 3 ـ إرتفاع معدلات الإنجاب لدى الوجود الإسلامي المستقر في أوروبا لأسباب ثقافية ومادية كذلك في مقابل إنخفاض حاد في تلك المعدلات لدى الأوربيين حتى أضحى ذلك في السنوات الأخيرة موضوعا مهما من مواضيع الحملات الإنتخابية فضلا عن كونه موضوع صيحات فزع من كثير من الساسة والمثقفين ولعل أشهر ما ورد في ذلك طرد أشهر مقدمة برامج تلفزية ألمانية وهي السيدة ( إيفا هرمان ) على الهواء مباشرة في فضيحة غير مسبوقة بسبب تصريحها بآرائها الخاصة في السياسة العمرانية الألمانية. الغريب أنه بقدر ما تتقدم الحكومة الألمانية في إسداء التشجيعات المالية المغرية للحض على الإنجاب تزداد معدلات الخصوبة عند المرأة الألمانية إنخفاضا بسبب تجاهل أم القضية من حيث أنها قضية ثقافية وليست قضية مادية. 4 ـ نجاح الوجود الإسلامي عموما في التوفيق بين الحفاظ على الهوية الإسلامية وبين متطلبات الإندماج المسؤول وهو نجاح لئن عكرت صفوه كوارث سبتمبر وما تلاها ( مدريد ولندن ) فإنه ما فتئ يسجل نقاط قوة كبيرة لصالحه وتترجم ذلك في إنتقال ذلك الوجود من الإرتزاق في العمالة العادية غير المختصة إلى الإرتباط بالمهن الإدارية والمؤسسات الحرة والتخصصات العلمية من مثل الطب والهندسة وذلك بمعدل 5 بالمائة من مجموع ما كان يسمى سابقا الجالية المسلمة العاملة بأوربا وهو معدل مرتفع إذا وضع ضمن سياقاته التاريخية والحضارية والثقافية وهو في إرتفاع مطرد رغم العراقيل المنتصبة. ومن مؤشرات ذلك النجاح كذلك أن معدل إنخراط المسلمين في جريمة العنف الفردية العادية والمنظمة لا يتجاوز كذلك 5 بالمائة وهي نسبة منخفضة جدا رغم الحوافز الكبيرة المقدمة لأولئك الشباب من أجل الإنخراط في الجريمة. ولاشك أن الوعي بضرورة العمل الجماعي المؤسس من لدن كل طائفة إسلامية في أروبا يعد العامل الحاضن لذلك النجاح وهو وعي حركته كارثة سبتمبر وما تلاها وغذته بما يلزمه من الحد الأدنى من العناية بالطفولة والشباب والإهتمام بالواقع المحيط. ومعلوم أن الوجود الإسلامي في أروبا مر بمراحل مختلفة من أبرزها : 1 ـ مرحلة الشعور بالهوية والإستيقاظ. 2 ـ مرحلة التحرك والتجمع. 3 ـ مرحلة البناء والتوطين. 4 ـ مرحلة التفاعل الإيجابي مع المحيط. غير أن كارثة سبتمبر 01 كانت دكا عنيفا كادت تأتي على مكتسبات عقود طويلة من تلك المراحل آنفة الذكر ليخر سقف منيع من الإنجازات الكبيرة على أهله ولكن الله سبحانه سلم بل ربما تتحول آثار تلك الكارثة المروعة من محنة قاسية إلى منحة فيها من اليسر ما فيها ومما فيها أن سؤال الهوية المزدوجة لم يطرح في الجيلين الثاني والثالث من قبل وأن صحوة تدين إسلامية تشق أروبا في حواضرها وبواديها على ما فيها من غث وسمين وبالخلاصة فإنه يمكن لنا أن نقول بإطمئنان كبير إلى أن مرحلة التفاعل الإيجابي مع المحيط تستأنف الآن نشاطها بتؤدة وتأن بعد إستفاقة مبكرة من الصدمة العاتية ولكن لا بد لعامل الزمن من أن يأخذ حظه كاملا. لعل أكبر مكسب هو شعور المسلمين الوافدين ( الجيل الأول ) بأن أوربا هي موطنهم كسبا للعيش وطلبا للعلم وللأمن بل الأهم من ذلك هو أنها : وطن للدعوة إلى الإسلام أما الجيلان الثاني والثالث فإن ذلك مكسب بالضرورة وليس هو محل جدال ولا يطرح للمساءلة أصلا. ولو حاولنا تلخيص أهداف المسلمين الوافدين لما تجاوزت بنا التالي : 1 ـ الحياة وفق الإسلام بقدر المستطاع. 2 ـ التأهل لحسن البلاغ الدعوي المبين. 3 ـ التأهل للمشاركة الإيجابية في المجتمعات الأوروبية. 4 ـ حل المشاكل الفقهية العالقة بتجدد على قاعدة الإجتهاد الجماعي الجامع بين الأصالة والمعاصرة والواقعية. معنى ذلك أن أقوى عنصر ثبات في الوجود الإسلامي هنا بعد كل الذي ذكر هو عنصر : وضوح إستراتيجية ذلك الوجود وقيامه على توطين الدعوة وهو ما يستوجب إستجماع شروط ذلك وهما شرطان كبيران : الحفاظ على الهوية الإسلامية في معاقدها العظمى محل الإجماع والإندماج الإيجابي المسؤول أو المشاركة الفاعلة. وبالخلاصة فإن الوجود الإسلامي في أوربا : 1 ـ معطى حقيقي ثابت تاريخيا وواقعيا لم تنجح نكبة سبتمبر في شطبه حتى لو أخرته سنوات. 2 ـ حاجة حضارية ثقافية للدعوة الإسلامية المعاصرة وحاجة أوربية كذلك فهي حاجة مزدوجة. المقدمة الثانية : الوجود الإسلامي الأروبي في حاجة إلى إجتهاد جديد ومرحلة جديدة. كل كائن مطلقا لا بد له من مرحلة وجود تفضي إلى مرحلة تجدد. علة ذلك الإجتهاد الجديد هي : تزايد حاجات ذلك الوجود وتعقد العلاقات السياسية والإقتصادية والإجتماعية وتحول العالم كله بسبب الثورات الإعلامية الهادرة إلى قرية صغيرة ومن ذلك أن الوجود الإسلامي في أروبا يحتاج إلى إجتهاد فقهي أصولي معاصر يكسبه القوة والمناعة للدفاع عن نفسه وعن حقه في العبادة والتفكير والتأثير من صلب المؤسسات الأروبية الرسمية والأهلية إذ هو في مرحلة تفاعله الإيجابي مع محيطه يتعرض إلى هجمات قاسية حادة وضارية تنتهك حقه بإسم الحفاظ على مسيحية النادي الأوربي تارة وبإسم محاربة الإرهاب والتطرف الإسلامي تارة أخرى وبعبارة أدق وأجمل ( نسبة إلى الإجمال لا إلى الجمال ) : الوجود الإسلامي في أوروبا بحاجة إلى التزود بثقافة شرعية فقهية أصولية معاصرة تمكنه من التأثير المالي والسياسي والإجتماعي ( الأسرة وما يتعلق بها ) لحماية نفسه ولحماية حقه في الحياة الكريمة وجودا أروبيا شريكا أصيلا لا وافدا ولا طارئا ولا دخيلا ولبناء المجتمع الأوربي على قاعدة التعدد والتنوع الدياني والمذهبي والفكري وللمساهمة في قيم الإستقرار والتعايش والسلام والأمن. أما علة المرحلة الجديدة فهي : طروء صحوة إسلامية أوربية واسعة متعددة الألوان يغلب عليها الغلو الشديد والإحتقان المفضي إلى التكفير ثم إلى التفجير ولم تكن أحداث سبتمبر 01 وما تلاها في مدريد ولندن سوى إشارات إنطلاق لذلك المارد المدمر بغض النظر عن الأحداث الدولية التي تغذية في فلسطين والعراق وأفغانستان وغير ذلك. وذلك على معنى أن الوجود الإسلامي في أوربا فرضت عليه المرحلة الجديدة أن تكون رسالته مزدوجة : رسالة إلى المجتمع الأروبي الأصلي ( وهي الرسالة القديمة ) ورسالة أخرى جديدة : رسالة إلى صحوة التدين الإسلامي الجديدة التي تغشى الشباب ذكرانا وإناثا حيث أن الجيل الثالث هو الأكثر إحتضانا لها ثم يليه الجيل الثاني فضلا عما يفد إليهما من البلدان العربية والإسلامية. لا بد للعلماء والفقهاء والمصلحين أن يفقهوا حق الفقه بأن تلك الصحوة في أوربا مزدوجة الحظ فهي أمل لدعوة الإسلام ولكنها بمثابة قنبلة موقوتة جاهزة للتفجر بين الفينة والأخرى وهو أمر تسعى إليه لوبيات أوربية معروفة أمسكت بدفوف السياسة في أكثر من دولة أروبية ضمن رد فعل مرقوب على ميلاد تلك الصحوة وحماقات بعض أطرافها محتمية باليمين المحافظ حينا وبنزعات عنصرية متطرفة حينا آخر من مثل يمين فرنسا المشهور أو يمين النازية الأشهر وكل ذلك في قلب أروبا جغرافيا وإقتصاديا وسياسيا وإستراتيجيا. الحصيلة من ذلك هي أن الوجود الإسلامي الأروبي لا بد له من : 1 ـ فقه أصولي جديد هو ” فقه الأقليات ” قائما على أساس ” فقه الجماعة ” و” فقه توطين الدعوة ” إنتقالا بذلك الوجود إلى مرحلة حماية الوجود وضمان تجدده من صلب المؤسسات الأوربية القائمة رسميا وشعبيا وحسن إستيعاب لحركة إعتناق الإسلام. 2 ـ فقه الوسطية الإسلامية لحسن أداء الرسالتين معا : رسالة المشاركة الإيجابية في المجتمع الأوروبي ورسالة تشذيب زوائد صحوة التدين الإسلامي الأروبي الواسعة حماية للدعوة الإسلامية المعاصرة وللوجود الإسلامي الأوربي وللمجتمعات الأوروبية. خلاصة مركزة للمقدمتين آنفتي الذكر : الوجود الإسلامي الأوروبي معطى ثابت قار ويتطلب حماية لتفعيل تأثيره الأيجابي : أ ـ حماية بقيمة الجماعة ومؤسسة التضامن ولو بتدرج ورعاية لخصوصيات طوائفه. ب ـ حماية بفقه أصولي معاصر يلبي حاجاته الجديدة في التأثير.  ج ـ حماية بمشاركته في دوائر التوجيه في كل مستوى سياسيا وماليا وفدراليا ومحليا.   د ـ حماية بتأهيله لحسن إستيعاب صحوة التدين الإسلامي الأروبي الواسعة.  ه ـ حماية بتأهيله لحسن إستيعاب حركة إعتناق للإسلام دائبة حثيثة.              أروبا مظلــــــــــــــــة ألمانيا. لا بد أن يتقدم التعرف على واقع المسلمين في ألمانيا أمران : 1 ـ التعرف على أروبا حاضنة ألمانيا ومظلتها من جميع الجوانب. 2 ـ التعرف على ألمانيا حاضنة الوجود الإسلامي فيها. أوربـــــــــــــــــــــا : 1 ـ يترجح أن إسم القارة الأروبية مشتق من إسم الأميرة الفينيقية ( يوروبا ـ 500 قبل الميلاد ). 2 ـأهم الأصول الأروبية هي : أ ـ الحضارتان اليونانية والرومانية ثقافيا وهما من أبرز الثقافات البشرية العريقة.  ب ـ المسيحية دينيا.   ج ـ الفتح الإسلامي الذي عمر في الإندلس ثمانية قرون وفي جنوب القارة ووسطها عقودا. د ـ الحضارة المعاصرة وليدة الثورات العلمية والصناعية والديمقراطية المعروفة أي : … الصراع العنيف المدمر بين الكنيسة والإقطاع من جانب والعلوم الكونية من جانب آخر وهو الصراع الذي أثمر العلمانية أو اللائكية سواء كانت جزئية أو كلية وآثارها الكبيرة على العالم كله بعد ذلك وخاصة العالم العربي والإسلامي. … المخاضات الفكرية والحربية الدائرة في رحم تلك الحضارة ذاتها مما أثمر أبرز معسكرين : الشيوعية والرأسمالية وفي قلب كل ذلك : الحربان العالميتان الأولى والثانية ثم الحرب الباردة ثم سقوط الدب الروسي ثم تهيؤ العالم لقيادة منخرمة لحساب رأس واحد ( حرب الخليج 91 حتى اليوم ). 3 ـ الإتحاد الأروبي فكرة ومؤسسة : ـ عام 1951 : أسست ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا إتحاد الفحم والفولاذ. ـ عام 1957 : قامت فرنسا وإيطاليا بتأسيس السوق الأروبية المشتركة ( إتفاقية روما ). ـ عام 1967 : إندمج الإتحادان (  الفحم والسوق ) في مجموعة أروبية في بروكسل. ـ عام 1968 : تأسست الوحدة القمرقية الأوروبية. ـ عام 1979 : أول إنتخابات عامة لنواب البرلمان الأروبي. ـ عام 1993 : دخول إتفاقية مستريخت حيز التنفيذ : وحدة السياسة الخارجية. ـ عام 1994 : تأسيس بيت العملة الأوربي نواة البنك المركزي الأروبي بفرانكفورت. ـ عام 1995 : بدء العمل بإتفاقية ” شنقان “. ـ عام 1998 : بدء مفاوضات توسيع الإتحاد الأروبي شرقا. ـ عام 2002 : في الفاتح من يناير دخول منطقة اليورو وحدة نقدية أروبية رسمية. ـ عام 2007 : يضم الإتحاد الأروبي : 27 بلدا أروبيا. 4 ـ أربع مؤسسات للإتحاد الأروبي : ـ المجلس الأروبي : يضم رؤساء الدول وأعضاء المفوضية وهو ليس جهازا إداريا للإتحاد. ـ مجلس الإتحاد الأوروبي : يضم ممثلي الدول الأعضاء برئاسة دورية لمدة ستة أشهر. ـ المفوضية الأروبية. ـ البرلمان الأروبي : أهم مؤسسة أروبية تشريعية تتكون من 732 مقعدا موزعة على قاعدة الإنتخاب الحر المباشر وبحسب عدد السكان لكل بلد عضو ( حصة ألمانيا 99 مقعد ـ 87 مقعد لكل من فرنسا وبريطانيا وإيطاليا : أكبر حصة لأكبر عدد سكان ). مدة الدورة النيابية : 5 سنوات. يمثل حوالي 100 حزب سياسي ومقره بروكسل وأبرز تكتلاته الفكرية والسياسية هي : الديمقراطية الإشتراكية والديمقراطية المسيحية المحافظة والليبرالية الديمقراطية ( تلك هي أكبر القوى الثلاث ) ثم اليسار ثم الخضر. 5 ـ أروبا : الأرض والسكان والأديان واللغات : ـ أكثر من 10 ملايين كيلومتر مربع ( أكثر من 7 بالمائة من مساحة اليابسة ). ـ أكثر من 700 مليون ساكن ( حوالي 11 بالمائة من سكان الأرض ). ـ تضم أروبا الشرقية أكثر من عشرة بلدان ( روسيا أكبرهم مساحة وأكثرهم سكانا ). ـ تضم أروبا الشمالية أكثر من 15 بلدا ( السويد أكبرهم مساحة وبريطانيا أكثرهم سكانا ). ـ تضم أروبا الجنوبية حوالي 16 بلدا ( إيطاليا أكثرهم سكانا وإسبانيا أكبرهم مساحة ). ـ تضم أروبا الغربية حوالي 9 بلدا ( فرنسا أكثرهم مساحة وألمانيا أكثرهم سكانا ). دون إعتبار تركيا. ـ المذهب الكاتوليكي هو الأكثر إنتشارا ( حوالي نصف السكان والنصف الآخر يتقاسمه المذهبان : الأورتودوكسي والبروتستانت ). ـ يدين حوالي 5 بالمائة من سكان أروبا الكبرى بالإسلام وبعض البلدان إسلامية بالكامل ( ألبانيا والبوسنة وقبرص وكازاخستان ) ومقدونيا وبلغاريا وأذربيجان إلخ .. ـ في أروبا الغربية ( مركز الثقل من كل جانب ) : حوالي 8 بالمائة في فرنسا و 4 بالمائة في ألمانيا و3 بالمائة في بريطانيا أي نسبة المسلمين من العدد الإجمالي للسكان. ـ اليهودية : ثالث ديانة بعد المسيحية بطوائفها الثلاث وبعد الإسلام ( روسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا ). ـ الهندوسية : ( بريطانيا وهولندا ). ـ السيخية ( نسبة إلى السيخ ). ـ أبرز اللغات : الأنجليزية ـ الألمانية ـ الإسبانية ـ الإيطالية ـ التركية ـ الفرنسية … 6 ـ متفرقات أخرى : ـ عرفت أروبا بتاريخها الإستعماري لبلدان عربية وإسلامية وغير إسلامية إلا ألمانيا تقريبا دون إعتبار محاولات هتلر الجنونية شرقا وغربا. ـ أوربا اليوم هي أقوى إتحاد إقتصادي ينافس الولايات المتحدة واليابان وخاصة في أكبر مكوناتها : فرنسا وألمانيا وإنجلترا واليورو في تنافس شديد مع الدولار والين وغيرهما. ـ هولندا مثلا : مساحتها أقل من مساحة محافظة الجيزة المصرية إحتلت أندونيسا المتكونة من ألاف من الجزر البحرية وتربو على مائتي مليون نسمة وتبعد عنها آلاف الأميال كما تربو صادرات هولندا ( وهي دولة غير بترولية ) عن مجموع صادرات الدول العربية مجتمعة بما فيها الدول الخليجية. ـ مازالت تركيا تطرق باب الإتحاد الأوربي ولسان حال أوربا يردد مع الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جسكار دستان ومع المستشار الألماني الأسبق هلموت كول ” أروبا نادي مسيحي “. وهي مشغولة بالتوسع شرقا لإبتلاع بقايا الدب الروسي. ـ تشهد أوربا في السنوات الأخيرة في إثر كوارث سبتمبر ومدريد ولندن وتهديدات جدية في ألمانيا .. صعودا كبيرا لليمين المحافظ على حساب الإشتراكيين والليبراليين والخضر. ـ سن الحلفاء المنتصرون في أعقاب الحرب العالمية الثانية قانون حماية اللاجئين المعروف بقانون جنيف عام 1952 بقصد دك الإتحاد السوفييتي تحريضا لسكانه على الهجرة وإستيعابا لمقدراته البشرية ضمن ما بشرت به الحضارة الرأسمالية من ” نهاية التاريخ ” عند عتبتها فكان ذلك سببا لإستيعاب آلافا مؤلفة من اللاجئين المسلمين بإختلاف أسباب لجوئهم. إلى اللقاء مع الجزء الثاني بحول الله (المصدر: موقع “الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 19 ماي2008)

 
 

في الذكرى الستين لنكبة فلسطين: كم نكبة تعيشها الأمة ؟

 

 
عبد الباقي خليفة (*) يشعر المسلمون في مختلف أرجاء العالم بالألم الشديد لما يجري في فلسطين ، ولا سيما في هذه الأيام التي يحيي فيها الصهاينة ذكرى استيلائهم على الأرض المقدسة وإقامة كيانهم الغاصب على أشلاء الشعب الفلسطيني وممتلكاته وأوقافه . في نفس الوقت الذي يحيي فيه الفلسطينيون والمسلمون جميعا ذكرى النكبة ، وهي ذكرى حزينة ومؤلمة قل نظيرها ومثيلها في تاريخ البشرية قديما وحديثا ، حيث تمت بمؤامرة صاغتها عصبة الأمم وشارك فيها سماسرة من الحكام تواطئوا مع إرادات الغرب في تقسيم المسلمين إلى مناطق نفوذ فيما بينه وبالاخص بريطانيا وفرنسا في أعقاب سقوط الخلافة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى . ونتيجة للتنسيق الوثيق بين بريطانيا والمنظمات الصهيونية الدولية تم إصدار وعد بلفور القاضي بجعل فلسطين وطنا قوميا لليهود . وقدمت بريطانيا كل أشكال المساعدة والدعم للمنظمات اليهودية والصهيونية وسهلت لهم موجات الهجرة البشرية وقدمت الدعم للمنظمات اليهودية ،والتعويضات عن ممتلكاتهم في المناطق التي يهاجرون منها إلى فلسطين ، وذلك لخلق واقع ديمغرافي يفضي إلى نهب ممتلكات الفلسطينيين واقتلاعهم من أرضهم بكل الأساليب البربرية والوحشية مثل المذابح والتهجير القسري والارهاب ، وفي 15 مايو 1948 م أعلن عن قيام الدولة الصهيونية تحت رعاية الامم المتحدة . تاريخ مضرج بالدم (*) : إن تاريخ فلسطين منذ الاحتلال البريطاني ، الذي يسميه السذج والبسطاء والمغفلون والمتواطئون ، انتدابا ، تاريخ مثخن بالنكبات الدامية المتتالية ، كانت فيها أيدي الصهاينة والقوى الغربية الداعمة لها مطلقتين في القتل والترويع في ظل تواطئ دولي وتراخي عربي إلى حد التغاضي وإلهاء الأمة بالشجب والاستنكار، بينما العدو أول من يعلم أن ذلك للاستهلاك المحلي وأن أصحاب تلك التصريحات من أصدقائهم الخلص . ومع ذلك كانت إرادة الحياة لدى الشعب الفلسطيني والأمة أقوى من إرادة الموت وأمضى من الفناء . حيث استطاع الشعب الفلسطيني النهوض وتفجير ثورته في بداية يناير 1965 م وخاض حرب تحررية ضد الاحتلال وفي ظروف عربية واسلامية ودولية غاية في التعقيد . وكان بامكانها أن تحقق الكثير لولا أخطاء قاتلة ارتكبها الفلسطينيون ،وجرائم ارتكبها بعض الحكام بحقهم . ومن تلك الأخطاء ابتعاد حركات التحرر الوطني الفلسطيني في سياقها العام عن الحل الاسلامي لتحرير فلسطين أي الجهاد واعتماد الاسلام مرجعية فكرية وتعبوية ، وهو ما مثلته حماس والجهاد الاسلامي في وقت لاحق ،ومن ثم تغيير بعض الحركات الاخرى لايديولجيتها القتالية ، بعد تجارب النجاح الاولى في افغانستان وغيرها . ومن تلك الأخطاء الصدام مع حركات وأنظمة كانت تتربص بها وتبحث عن فرصة للانقضاض عليها خدمة للمشروع الصهيوني في فلسطين . ومن الأخطاء القاتلة توقيع اتفاقية أوسلو في 13 سبتمبر 1993 م برعاية أميركية وحضور دولي . وكان من أكبر أخطاء اتفاقية أوسلو أن كان الاعتراف غير متكافئ ، اعتراف ( فلسطيني ) ب ( اسرائيل ) مقابل اعتراف بمنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني ، فقد تم مقايضة الاعتراف بوجود دولة صهيونية باعتراف بوجود منظمة فلسطينية . وهو ما جعل الصهاينة يدركون أن أؤلئك الساسة يبحثون عن تثبيت وضعهم أكثر من تثبيت الدولة الفلسطينية . ولذلك لم يتحقق مشروع الدولة الفلسطينية وفق اتفاقية أوسلو ، والذي كان يفترض أنه أقيم منذ 5 سنوات أي في عام 1998 م . ومن الأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبتها بعض الفصائل الفلسطينية ، وحتى الأنظمة العربية القائمة هو اعتبارها السلام خيارها الاستراتيجي الوحيد ، بينما لم تعلن دولة الكيان الصهيوني عن موقف مماثل ولا تزال تكدس الاسلحة وتجلب المزيد منها من أميركا وغيرها ، بما في ذلك السلاح النووي .   وفي الوقت الذي يتحدث فيه العرب عن السلام كخيار استراتيجي ، ويعلنون موافقتهم على حدود خزيران يونيو 1967 م لاقامة الدولة الفلسطينية والبحث عن حل عادل للمهجرين ( وليس عودتهم لديارهم التي أخرجوا منها ) وفقا للقرارات الدولية وخاصة القرار 194 لعام 1948 م ، والقدس والمياه والمستوطنات والاسرى والمعتقلين ، في ذات الوقت تعلن دولة الكيان الصهيوني عن رفضها لتقسيم القدس ورفضها لوقف بناء المستوطنات فضلا عن إزالتها ورفضها اطلاق سراح جميع المعتقلين والاسرى . ولماذا تفعل ذلك طالما أن السلام خيار استراتيجي وحيد لبعض الفصائل الفلسطينية التي تعلن السلام خيارا استراتيجيا في تعاملها مع حركات التحرر الوطني الاخرى ولا سيما حماس والجهاد الاسلامي وهو موقف تلتقي فيه مع الانظمة العربية التي لا ترى السلام مع الحركات الاسلامية في اقطارها خيارا استراتيجيا كما هو حالها مع العدو الصهيوني . النكبة حاضر نعيشه : لم تكن النكبة حدثا تاريخيا وإنما هي واقع معاش في فلسطين وخارج حدود فلسطين فبعد أن استطاع المشروع الصهيوني معتمدا على السلاح والأساطير الصهيونية المؤسسة وبدعم من القوى الكبرى والصمت العربي من اقتلاع أغلبية الشعب الفلسطيني والدفع بها إلى المنافي والشتات ، تمكن عبر القوى الدولية الأخرى أن يكسب بعض الحكام الذين كانوا راضين عن وجود الغدة السرطانية في قلب العالم العربي الاسلامي ، فلم يحاربوها سوى لاقناع الامة بالهزيمة ، فهم لم يعدوا للحرب عدتها ،وعندما رفضوا قرار التقسيم كانوا يدركون أن ذلك ما تريده شعوبهم وليس لاعتقادهم بأن ذلك عطاء من لا يملك لمن لا يستحق ، وهي مقولة مهزوزة على كل حال ، فالمسألة ليست من يملك ومن يستحق ،وإنما إغتصاب واحتلال استيطاني يقاوم بكافة الوسائل المتاحة حتى دحره مهما بلغت التضحيات وتوالت الأجيال .  لقد تكررت النكبة عدة مرات فهي مأساة متجددة ومتكررة وأبرز محطاتها سنة 1967 م حيث احتلت اسرائيل ما بقي من أراضي فلسطين التاريخية ،وغيرت ملامحها ، وهكذا النكبة ،فهي ليست ماضيا وإنما حاضر نعيشه ولا تزال مستمرة حتى الآن. بأشكال مختلفة غيب وحدة الامة نكبة ، واستبدال الشريعة بالقوانين الوضعية نكبة ، وتسلط حكام ظلمة يحكمون بغير بما أنزل الله ويولون أعداء الامة نكبة ، وانتشار الامية والفساد على كافة المستويات السياسية والاقتصدية والثقافية و الاعلامية والاجتماعية نكبة . أوضاعنا السياسية وانقسام المجتمعات والدول والمؤسسات وغير ذلك نكبة . وانتشار الفتن الطائفية والاقتتال في بلاد المسلمين نكبة واحتلال دول أخرى نكبة . وأكبر النكبات ،إن لم يتغمد الله هذه الأمة برحمته فيوحدها بعد فرقة ويجمعها بعد شتات وينصرها بعد خذلان .  في سياق عملية السلام : وللأسف فإن الكثير من الساسة لا يزال يخدع الأمة حيث أنه  من المفارقات الجارحة أن القتل والقمع اليومي يجري في سياق ما يمسى عملية السلام التي ،والتي وجد فيها الاحتلال فرصة لتوسيع الاستيطان وتشديد الخناق على الشعب الفلسطيني وحرمانه من أبسط مقومات الحياة . لقد أفرغت عملية السلام من مضمونها لتدور في حلقة مفرغة وكأنها عملية للتسلية السياسية  .بينما توصف المقاومة  ب “الارهاب ” وهي محاولة من أعداء الأمة للتهرب من مسؤولياتهم في حل الصراع الذي طال أمده .فالأبوين الشرعيين للاستقرار والسلام هما العدل والحرية ،والأبوين الشرعيين للفوضى والعنف هما الظلم والاحتلال ،وبالتالي فإن الاحتلال هو الارهاب. إذ أن المقاومة ليست حقا فحسب بل واجب اسلامي ووطني . فعندما يستمر الاحتلال يستمر الصراع وتستمر المقاومة . وقد بات وضحا للكثيرين أن العدو لا يريد سلاما حتى بالمفهوم المتداول المعبر عن الاستسلام ، فقد قدم فريق أوسلو كل شئ من أجل إنهاء الصراع الدموي مع الصهاينة وميزوا بين الدولة التاريخية والوطن بعد أن أصبح هناك – على حد قولهم – وقعا اسرائليا وواقعا فلسطينيا ،وقبلو بحل دولتين متجاورتين وقبلوا بإقامة دولتهم على حدود 67 أي على مساحة 22 في المائة فقط من مساحة فلسطين التاريخية ، لكن اسرائيل التي تجد نفسها فوق القانون الدولي ، وتتلقى الدعم الاميركي ،لم تقبل بهذ الحل وما زالت تتهرب من هذا الحل وتعمل على جعل قيام الدولة الفلسطينية أمرا مستحيلا .وما تريده ( اسرائيل ) يتلخص في مقولة “ما حصلت عليه بالقوة فهو لي وما بقي في أيديكم فهو لكم ولي “ومما يثير السخرية المرة أن اسرئيل المدججة بالسلاح النووي ما زالت تحتكر صورة الضحية بينما الضحية هو الشعب الفلسطيني . لقد قدم العرب مجتمعين مشروع الملك عبد الله للسلام وهو يقوم على أساس اعتراف متبادل وإقامة علاقات بين مختلف الاطراف ولكن اسرائيل تهربت من ذلك ،مفضلة الاحتلال على السلام . ولا يزال الغرب ينظر للكيان الصهيوني بأنه جلاد مقدس ، وأنه مهدد بينما الوجود المهدد هو الوجود الفلسطيني وليس غيره . وليس هناك من حل سوى امتلاك ناصية التكنولوجيا، وتوحيد الامة بعد احيائها بما يحييها ، وعودة شريعة الله لتحكمها ، وتولي المسؤولية فيها خيارها وليس شرارها ،وإقامة علاقات دولية على أساس الندية ومصالح الامة ،وليس التبعية والمصالح الشخصية أو الحزبية ،وما إلى ذلك .. يومها يفرح المؤمنون بنصر الله ، وموعدنا الصبح،أليس الصبح بقريب . (*) كاتب تونسي مقيم في البلقان ( نشر هذا المقال أيضا في موقع المسلم يوم 19 ماي 2008 م ) ·        بين 1947 و1948 م ارتكبت العصابات الصهيونية 35 مذبحة كبرى ضد الفلسطينيين ·        في 31- 12 – 1947 م عصبة لهجانا الصهيونية تقتل 600 نسمة ·        مجزرة دير ياسين في 9 و10 أبريل 1948 م قتل فيها 254 شخصا ·        مجزرة أبو شوشة في 21 – 5 – 1948 م قتل فيها 51 شخصا ·        مجزرة اللد في 11- 7 – 1948 م قتل فيها 426 شخصا ومن 1953 وحتى 1994 م ارتكب الكيان الصهيوني عدة مجازر منها: ·        مجزرة القبة في 14 – 10 – 1955 م ·        مجزرة قلقيلية في 10 – 10 – 1956 م قتل فيها 70 شخصا ·        مجزرة كفر قاسم في 29 – 10 – 1956 م قتل فيه 52 شخصا ·        مجزرة خان يونس في 3 – 11 – 1956 م قتل فيها 250 شخصا ·        مجزرة خان يونس في 12 – 11 – 1956 م قتل فيها 275 شخصا ·        مجزرة صبر وشتيلا في 18 – 9 – 1982 م قتل فيه 3500 نسمة ·        مجزرة عين قرة في 20 – 5 – 1990 قتل فيه 7 أشخاص ·        مجزرة المسجد الأقصى في 8 – 10 1990 قتل فيها 21 شخصا ·        مجزرة المسجد الابراهيمي في 25 – 2 – 1994 م قتل فيها 50 شخصا ·        قتل في العدوان الصهيوني الأخير على غزة أكثر من 150 ضحية ·        هناك 4،7 مليون مهجر فلسطيني خرج وطنه . وهذا جزء قليل من النكبات التي تعرض لها الشعب الفلسطيني منذ 60 سنة على نكبة 1948 م ويمكن أن نتناول القضية بشكل أوسع في فرصة قادمة. (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 19 ماي 2008

بسم الله الرحمان الرّحيم كيف الاحتفال بيوم الشغل والعمل بين ثقافة الانبطاح و ثقافة الاصلاح على مرّ السنين

الحياة في ضلّ الهوية العربية الاسلامية والحريات الشخصية نعمة و المحافظة عليها واجبة وضرورة الحقّ في العمل و الشغل واجب و احترام الحقوق المنزوعة و المهدورة ضرورة من وحي معاناة البطالة و الفقر و الخصاصة والحرمان و عجزالقطاع الفلاحي والنزوح وزحف العمران لا تقدم  بدون ضمان حرية التفكير والتعبير.. ولا تنمية اقتصادية واجتماعية وثقافية دون حد ادني من التنمية السياسية.. (الجزء 5/5) “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم أعداءا فألّف بين قلوبكم” (آل عمران 103) “قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله” (سورة يوسف 108)  

 
بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس ظاهرة موت السياسة :  وظاهرة موت السياسة وغياب السياسيين ليست قاصرة علي تونس فقط، فأغلب حكام العرب يسيرون علي خطي حكامهم يؤازرونه ويؤازرهم، واقرب المشاهد إلينا هو مشهد اتحاد الإرادتين المصرية والسعودية، لفرض الحل الأمريكي علي لبنان، كشرط لحضورهما قمة د مشق العربية. أما أن يسعي أحد إلي حل متوازن، أو توافق وطني حقيقي، يقره اللبنانيون أولا، فهذا مرفوض، لأنه ليس علي هوي الأمريكان ، ولا يحظي بالرضي الصهيوني. وشعار الحكام العرب الأقرب إلي النكتة وهو ارفعوا أيديكم عن لبنان ، يعني أن يرفع اللبنانيون أيديهم عن بلدهم، ويتركوه للأمريكيين والأوروبيين والصهاينة، وحتي للاستراليين والكنديين، وكل من هب ودب ! توطين الفلسطينيين في سيناء :  والمراقب يلاحظ أن الحكام العرب تخصصوا في فتح الطرق أمام أي هجوم أو غزو، وفي التحريض علي الحرب تلو الحرب، مع علم مسبق باستهدافها إعادة احتلال المنطقة وبشعاره هذا يتهيأ المسرح السياسي والعسكري لحرب جديدة ضد سورية وقد تمتد إلي حروب أخري. خطة توطين الفلسطينيين في سيناء. حيث نصت اتفاقية الشراكة المصرية ـ الاوروبية، في الفصل الثاني منها وعنوانه: التعاون حول منع الهجرة غير المشروعة والسيطرة عليها والمسائل القنصلية الأخري. مادة 69، نصت علي: بعد دخول الاتفاقية حيز النفاذ يتفاوض الأطراف بناء علي طلب أي منهم لإبرام اتفاقات ثنائية فيما بينهم، تنظم الالتزامات المحددة لإعادة توطين مواطنيهم، وتشمل هذه الاتفاقات أيضا، إذا ما اعتبر أي من الأطراف ذلك ضروريا، إعادة توطين مواطني دولة ثالثة، وتضع هذه الاتفاقات تفاصيل فئات الأشخاص الذين تشملهم، وكذلك أشكال إعادة توطينهم، ويتم توفير مساعدات مالية وفنية كافية لمصر لتنفيذ هذه الاتفاقات . هذا نص ورد في طلب الإحاطة، ومنقول عن اتفاقية وقعتها حكومة مصر مع الاتحاد الأوروبي في 2003، وظلت طي الكتمان، ومعني هذا أنها أقرت خلسة في جلسة من جلسات مجلس الشعب، عادة لا يحضرها إلا نفر من المتواطئين. والنص يكشف ضلوع الاتحاد الأوربي في فك ارتباط الدولة الصهيونية بغزة، فهذا أمر طبيعي، حين تسيطر السياسات والاستعمارية والعنصرية علي حكومات الغرب، أما أن تتواطأ السياسة الرسمية المصرية معه لتنفيذ التوطين فهذه فضيحة تعري ما تبقي من سِتْر لعوراتها، والسياسة الرسمية المصرية ليست وحدها، يشاركها عرب، يتخندقون معها لتصفية القضية الفلسطينية، وكلهم يعلم أن رفض التوطين كان وما زال أحد مرتكزات استمرار القضية الفلسطينية حية ومتجددة. ويحمل معني التمسك بحق العودة والتحرير، وما جاء في اتفاقية الشراكة يعيد تأكيد الدور المثير للجدل الذي تلعبه مصر. فهناك ما يشبه الاجماع الداخلي علي اعتباره طرفا أصيلا في مخططات الصهينة والتوطين، والغريب هو اتهام الفلسطينيين بالتآمر والسعي للتوطين، وادعاء البراءة من المتواطئين، وتركيز الاتهام علي حكومة حماس وعلي الجماعات التي مازالت تأخذ بخيار المقاومة، الفاعل لمن يرغب في العودة والتحرير. ومصر الرسمية وهي تقف في صف التوطين ساعدت في إحياء مشروعات معدة له سلفا، وكانت مؤجلة بحثا عن غطاء عربي يساعد في القبول بها. ويري أن الحكومة المصرية تمنح الفلسطينيين منطقة واقعة جنوبي قطاع غزة، ما بين رفح المصرية حتي العريش، وتحصل مقابلها علي أرض في النقب، بمنطقة هار ساجي ووادي فيران، تسمح بالعبور الحر بين مصر والأردن، وهو مشروع تحمس له شارون قبل غيبوبته، فقد كان من المقرر أن يسهل عليه خطة فك الارتباط الصهيوني بالفلسطينيين. والمشروع الآخر اقترحه وزير سابق من حزب العمل ويبدأ بشق طريق بري سريع، يربط مصر والأردن، مرورا بغزة، وبأراضي فلسطين التاريخية في النقب، ويتجه جنوب البحر الميت وصولا للأردن. واستهدف تعزيز خطة شارون لمقايضة الأراضي المأهولة بالسكان العرب بمناطق أخري مرشحة للتوطين، بدعوي مواجهة خطر النمو السكاني (الديمغرافي) الفلسطيني، وقد برزت مع المشروع فكرة منح العرب داخل الخط الأخضر (فلسطين 1948) جنسية مزدوجة، فلسطينية صهيونية، لتشجيعهم علي قبول التوطين . التوطين في سيناء أضحي أحد مداخل التسوية وإقرار السلام بصيغته ونهجه الصهيو غربي، وهو مغري للسياسة الرسمية المصرية، بسبب ما يدره من مال من الاتحاد الأوروبي. فحكام مصر ، لا يمانعون من توقيع الاتفاقات وإبرام الصفقات، والتنازل عن محور رفح العريش لضمه لقطاع غزة، من الممكن أن يأتي في شكل صفقة تدر عليهم المال وتبقيهم في الحكم، وتريح الدولة الصهيونية من وجع المقاومة وضغوط حق العودة وأعباء التحرير والتعويضات، وكل هذه مؤشرات تعني أن الدولة الفلسطينية المفترضة، لن تري النور وموت السياسة في الدول العربية أمات كل شيء، وغياب السياسيين جعل التطورات الداخلية تتخذ منحي معاكسا تماما، فما كادت العائلة ترتب لخطف الفرحة بكأس الأمم الإفريقية من العرب، الذين يتشوقون لأي نصر، حتي لو كان فيما هو أقل من الكرة، ما إن بدأت تتهيأ لركوب موجة النصر الكروي، حتي جاءها الاجهاض من حيث لا تعلم. بيروت على أبواب الحرب الأهلية :  بيروت تستعيد ذاكرة الرعب الطائفي فقد تحول الإضراب العمالي الذي بدأ في لبنان الأربعاء 7-5-2008 إلى مواجهة مسلحة بين أهل السنة و شيعة لبنان، ما بين تيار المستقبل من جهة وحركتي أمل وحزب الله من جهة أخرى، ما تزال تدور رحاها وسط مخاوف من “انفجار وشيك”. لقد قالت مجموعة قوى 14 آذار ذات الغالبية النيابية اللبنانية، إن ما قام به حزب الله في بيروت هو “انقلاب عسكري” وأن شرعية سلاحه “سقطت” بعدما وجهّه سلاحه نحو الداخل اللبناني، ودعت الدول العربية وقوى الاعتدال إلى الضغط “بكافة الأشكال” على المعارضة لوقف التحركات المسلحة من اي جهة كانت.  وقالت إن سيطرة حزب الله على بيروت تهدف الى  “إعادة سوريا إلى لبنان وإيصال إيران إلى المتوسط” وأضاف ، سمير جعجع، الرئيس التنفيذي للقوات اللبنانية في بيان لهذه المجموعة أن حزب الله “سيكتشف سريعاًً فداحة الخطأ الذي ارتكبه.” أما إيران فقد حمّلت كلاً من الولايات المتحدة وإسرائيل مسؤولية الوضع الأمني المتدهور في لبنان، بينما حذر رئيس الجمهورية السابق، أمين الجميل، من احتمال تحرك مجموعات من القاعدة في لبنان بسبب الأوضاع. وفي الوقت الذي أحكم حزب الله سيطرته على شوارع وأحياء بيروت الغربية، باستثناء جيوب متمثلة في المناطق التي تقطنها غالبية سنيّة ساحقة أو زعماء كبار في التحالف الحاكم، تداعى أطراف هذا التحالف إلى اجتماع يجري حالياً لأخذ موقف موحد من الأوضاع. أما وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، فقد اتهمت حزب الله الذي قالته إنه “مدعوم” من سوريا وإيران بـ”قتل الأبرياء في لبنان، وانه يقوم بذلك “لحماية الدولة التي أقامها ضمن الدولة،” وأن ممارساته تظهر “استخفافه” بسائر اللبنانيين وقالت بإن حزب الله “يقتل ويخرج المدنيين الأبرياء في لبنان كي يحمي دولته. في تصريح للرئيس اللبناني السابق، أمين الجميل،حذّر من وجود خلايا تابعة لتنظيم القاعدة في لبنان التي قد تتحرك في هذه الظروف الأمنية اللااهنة. وقال من مكان وجوده حالياً في العاصمة الفرنسية باريس: “ما حدث سوف يفتح الأوضاع على كل الاحتمالات ولا ننسى أن هناك (تنظيم) القاعدة.. لدينا معلومات بقدوم عناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي للبنان وتمركزها في المخيمات.” وأبدى الجميل أمله بألا يدخل المسيحيون في الأحداث الجارية، وأن تعود طاولة الحوار للانعقاد، على أن يكون سلاح حزب الله في مقدمة جدول الأعمال.” من جهته، قال وليد جنبلاط  رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ، وهو أحد أقطاب الأكثرية النيابية اللبنانية “اعتقد أنه انقلاب، الجيش اللبناني يعاني شللاً تاماً.” أما النائب مصباح الأحدب، وهو أحد نواب مدينة طرابلس الشمالية، وثاني أكبر المدن السنية بعد بيروت قائلا: “طرابلس لن تستباح وعلى الجيش أن يأخذ في الاعتبار حماية هذه المدينة”. وتابع قائلا: “ما كان يحكى عن ميليشيا سنية تريد أن تضع يدها على لبنان تبين عدم وجودها، إذ أن الميلشيا الفعلية هي التي تهيمن على مقدرات الدولة عنوة بعيدا عن كل المنطق الذي من المفترض أن يكون سائداً.” ولقد سبق ان قال محمد علي حسيني الناطق باسم الخارجية الإيرانية، إن على الجميع منح الأوضاع في لبنان اهتماماً كبيرا، وأن على اللبنانيين التنبه للمخططات التي تحاط لهم في الخارج. واتهم إسرائيل والولايات المتحدة بالوقوف خلف تفجّر الأوضاع في بيروت، معتبراً أن القوى التي “فشلت في حرب الـ33 يوماً تسعى إلى الانتقام،” في إشارة إلى مواجهات صيف 2006 بين حزب الله وإسرائيل. وقد وزعت سفارة دولة الإمارات المتحدة في بيروت بيانا أعلنت عن نيتها ترحيل الرعايا الإماراتيين الموجودين في لبنان، وذلك براً عبر سوريا، وكانت كل من السعودية والكويت قد قامت بخطوات مماثلة. وكانت معظم أحياء بيروت الغربية قد سقطت بأيدي مليشيات حزب الله المسلحة الجمعة، بعد انسحاب عناصر مسلحة من أنصار الحكومة من مواقعها، فيما تبادلت عناصر من الجانبين إغلاق الطرق المؤدية إلى مناطق كل منهما الآخر، في عملية فرز طائفي شرسة، كرد على إغلاق الطريق إلى المطار، بينما تم تعليق العمل في ميناء بيروت. فقد قالت مصادر أمنية لبنانية ومراقبون عسكريون غربيون إن عناصر حزب الله تمكنوا من فرض سيطرتهم على بيروت الغربية بعد انسحاب عناصر مسلحة من تيار المستقبل، الذي يتبع سعد الحريري، من مواقعهم، إثر معارك غير متكافئة. إن “التطورات الدراماتيكية” تعد صفعة قوية في وجه  الحكومة اللبنانية التي تحظى بدعم الدول الغربية.  وتوجه جنود لبنانيون إلى العديد من المكاتب التابعة للأحزاب السياسية المؤيدة للحكومة في بيروت الغربية، وحثوا المسلحين المؤيدين للحكومة على إخلائها مع اقتراب وتقدم عناصر حزب الله، وكذلك من حركة أمل، الشيعية التي يرأسها رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري. وتأتي سيطرة حزب الله على بيروت الغربية إثر اشتباكات مستمرة منذ ثلاثة أيام، ذهب ضحيتها 11 قتيلاً، فيما أصيب نحو 44 جريحاً، وفقاً لقوات الأمن اللبنانية. ولقد تجدد القتال إثر توقف قناتي المستقبل والإخبارية عن البث، وكذلك كافة وسائل الإعلام التابعة لتيار المستقبل، وذلك لأسباب أمنية، فيما قالت مصادر أخرى إن إغلاق القناة جاء بعد تهديدات من عناصر حزب الله، وقد أُحرق لاحقاً مبنى قناة المستقبل القديم في منطقة الروشة. وفي خبر لقناة “العربية” إن مسلحي حزب الله يحاصرون مقري رئاسة الحكومة وسعد الحريري في بيروت. وقال النائب اللبناني عن تيار المستقبل، مصطفى علوش، في تصريح لقناة الجزيرة الفضائية، إن اشتباكات شديدة تدور في بيروت وقرب قريطم. وقال إن “جحافل حزب الله المظفرة” اجتاحت المناطق، وبخاصة أنه لا توجد قوات منظمة لتيار المستقبل أو الأحزاب الأخرى في لبنان، موضحاً أن هناك سكاناً يدافعون عن أملاكهم وأن عناصر حزب الله “تصرفوا كقطاع طرق واعتدوا على الآمنين.” وكانت الأنباء الواردة الخميس قد أفادت بسقوط أربعة أشخاص قتلوا في الاشتباكات بين الجانبين. ويبدو أن الأمور آخذة في الاتجاه نحو مزيد من التأزم والتوتر، بحيث باتت بوادر الحرب الأهلية أقرب إلى الاندلاع من أي وقت مضي. كذلك استولى مسلحون على مقر صحيفة المستقبل التابعة للحريري أيضاً، حيث أشعل مسلحون معارضون لها النيران فيها. وذكرت التقارير أن إذاعة الشرق هي الأخرى أوقفت بثها. ونقلت قناة العربية أن مسلحي حركة أمل وحزب الله سيطروا على منطقتي الحمرا والفردان في بيروت، أما قناة الجزيرة الفضائية فذكرت أن قوات الجيش اللبناني انتشرت بكثافة في محيط إقامة وليد جنبلاط في بيروت. وكانت الأزمة اللبنانية قد دخلت منعطفاً خطيراً، إثر اندلاع اشتباكات عنيفة بين أنصار المعارضة وفريق الأكثرية في عدة مناطق بالعاصمة بيروت، وذلك بعد تهديد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بـ”قطع كل يد” تحاول المساس بسلاح المقاومة، معتبراً أن “الحكومة غير الشرعية” بدأت “حرباً” ضد المقاومة، فيما طرح سعد الحريري زعيم تيار “المستقبل”، مبادرة جديدة لتجنب “الفتنة.” وأكدت مصادر أمنية طبية لبنانية مقتل شخصين على الأقل وإصابة أكثر من ثمانية آخرين، في المواجهات التي اندلعت في أنحاء متفرقة من بيروت، كما شوهدت قوات الجيش وقد انتشرت في مختلف شوارع العاصمة اللبنانية. واندلعت الاشتباكات عند ساحة “سوديكو”، وأخرى في مناطق “كورنيش المزرعة”، و”بشارة الخوري”، و”رأس النبع” غربي بيروت، بين أنصار المعارضة، التي يقودها حزب الله، وفريق الأكثرية الحاكمة. الشباب و الاستحقاقات المقبلة : أنّ شبابنا اليوم يعيش حالة قلق وفزع وتخوّف من المستقبل في ظلّ تفاقم حدّة الوضع الإجتماعيّ والإقتصادي وغلاء المعيشة جرّاء التقلّبات والأزمات الإقتصاديّة والماليّة العالميّة الذي قد يؤدّي إلى إنتشار حالة من الإحباط والإستياء ويبقى السعي إلى لقمة العيش هو الأساس دون التفكير في الإنخراط في المساهمة والتأثير على صناعة القرار السياسيّ. وأمام الرهانات والإستحقاقات والإنتظارات المطروحة تجدر الإشارة إلى ضرورة تحفيز الشباب من كلّ الجهات والفئات والأوساط الإجتماعيّة إلى المشاركة في الحراك السياسيّ و تعزيز قيمة الإنتماء لديه عبر إدماجه في الحياة العامّة والمراهنة عليه وتحميله المسؤوليّة وغرس ثقافة المبادرة لديه وفهم مشاغله وتطلّعاته وتأطيره ومساعدته على إبلاغ صوته. وإنّ القرار القاضي بالتخفيض في سنّ الانتخاب إلى 18 سنة والّذي سيُمكّن أكثر من 400 ألف شاب من حق المُشاركة في المواعيد الانتخابات المُقبلة والتي قد تقيم الدليل على الحرص على تمكين الشباب من المشاركة في الحياة السياسية وصنع القرار. تعيش بلادنا اليوم العديد من المشاكل البيئية الخطيرة  باعتراف مسؤولي الدولة  ونحن نعتقد أن الاستحواذ بالقرار السياسي في هذا المجال وفي المجالات الأخرى، لا يخدم مثال التنمية المستدامة الذي أقرّته الأمم المتحدة. وإن هذا التمشي يكرّس سياسة بيئية في قطيعة مع مثال التنمية المستدامة وهي التي تؤمن حاجات الجيل الحالي ابتداء من الأكثر فقرا بدون حرمان الأجيال القادمة . إن أحداث الحوض المنجمي شهادة أخرى على فشل سياسة الدولة في حماية الأجيال الحالية وإعطائها حقها في الشغل والحياة الكريمة . وأنها سوف تتكرّر وتتوسع إلى كل المناطق الفقيرة والمحرومة. إنها صرخة جوع ضد الحيف والاستبداد السياسي ولن تتوقف. على المعارضة الديمقراطية أن توحّد صفوفها لتساند هذه النضالات الشعبية إلى جانب المجتمع المدني. لقد كرس النطام سياسة نمو هذه الفوارق الجهوية إن ” إهمال تونس الأعماق لفائدة الشريط الساحلي أصبح خطأ كبيرا” إن هذه السياسة تهدّد استقرار البلاد باستمرار وتغذي التطرّف . نحن لا نؤمن بالصراع الطبقي ولكن بالتكامل و التضامن و أنّ أمتنا تربّت على قيم العزّة و الكرامة والعمل الصالح والانتاج والابداع والدقّة والأمانة والحبّ والأخوة وعلى التسامح وكضم الغيض وعلى الكلام والجود والمساواة والعدل والحرية والشورى والتشاورو لكن اين نحن من هذه القيم؟ ان حالنا تحوّل بكلّ حسرة و أسى الى عكس ما ترّبينا عليه ومن المؤكّد أنّ ما ينتظرنا في الفترة المقبلة أكبر وأهمّ، ونحن في حاجة إلى مُصارحة وطنيّة شاملة لتقييم الوضعيّة الحالية عموما وللشباب بصفة أخصّ على أسس واقعيّة تخدم المستقبل بجدّ وعزيمة.  يقر النظام نفسه وجود 70 في المائة من الشباب غير منخرطين في الاحزاب السياسية و الجمعيات المختلفة بالبلاد ، وهي نسبة كبيرة جدا . التهميش لحقوق المواطنة :  بمناسبة ” ذكرى تونسة الأمن الوطني” نعتنمها لمخاطبة ذوي الضمائر الحية والشعور الوطني من رجال الامن وهم جزء من هذا الشعب هؤلاء الذين جعلوا لخدمته ومن ثم فإنّ الشعور الوطني يجب أن يمنعهم من المشاركة في الحرب المعلنة على المجتمع من أجل احتفاظ فئات مستأسدة بمراكزها وامتيازاتها. و كذلك نذكّر رجال الأمن ونسائه بأنّهم ينتمون إلى مؤسسة تحكمها قوانين، ومن ثم فإنّه عليهم صون أنفسهم من التورط في ارتكاب جرائم ضد مواطنيهم باسم تعليمات لا وجه شرعي لها ولا تحميهم عاجلا أو آجلا من المساءلة والعقاب و التشهير. وأننا نهيب برجال الأمن ونسائه أن يبقى ولاؤهم للوطن دون سواه وخضوعهم لقوانين الدولة دون سواها وغايتهم هي توفير الأمن للمواطن والدفاع عن الوطن. أخبار الجامعة : لقد تم تأجيل المؤتمر الخامس و العشرين للإتحاد العام لطلبة تونس الذي كان من المقرر انعقاده أيام 25 و 26 و 27 أفريل 2008 بكلية العلوم ببنزرت اذ ان كل المؤشرات ترجح عدم انعقاده حيث لم يتم توزيع الإستدعاءات على نواب المؤتمر كما لم يصدر تأكيد قطعي لانعقاد المؤتمر بل إن الجو العام المتسم بالبرودة في مختلف المؤسسات الجامعية لم يعط أي انطباع عن وقوع هذا الحدث الذي يكون مسبوقا – عادة – بتحركات مكثفة و أجواء إحتفالية وهو ما لم نرصده في أي جزء جامعي و يبدوأن الخلافات العميقة التي تشق أعضاء المكتب التنفيدي و ربما الرغبة في إنجاح المؤتمر هي التي حسمت الأمر لصالح تأجيل انعقاده حتى تتوفر الظروف المناسبة لإنجازه و بأقل الأضرار الممكنة … فلننتظر تطورات الأحداث خلال الأيام القادمة العلاقات الفرنسية التونسية :  قام الرئيس الفرنسي ساكوزي  بزيارة دولة تستغرق ثلاثة أيام  بدعوة من نظيره التونسي  ويرافقه في هذه الزيارة زوجته كارلا بروني، ووفد حكومي كبير يضم 7 وزراء، منهم ميشال اليوت ماري وزيرة الداخلية، وكريستين لاجارد وزيرالإقتصاد، ورشيدة داتي وزيرة العدل،وهرفي نوفللي وزير التجارة،وراما يادي وزيرة حقوق الإنسان ويلاحظ غياب وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير. كما رافقه عدد كبير من الشخصيات السياسية الفرنسية منهم رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق جان بيار رفران ، وكبير حاخامات فرنسا جوزيف سيتريك ،وأكثر من 120 رجل أعمال .هذه الزيارة الثانية من نوعها منذ وصول الرئيس الفرنسي ساركوزي إلى الحكم إثرانتخابات 16 من ماي من العام 2007. وأجري الرئيس الفرنسي خلال هذه الزيارة محادثات مع الرئيس التونسي لإستعراض آخر التطورات والمستجدات على الصعيدين الإقليمي والدولي، إلى جانب مناقشة مسألة الإتحاد من أجل المتوسط. كما هيمنت المسائل المرتبطة بالإرهاب والهجرة غير الشرعية على المحادثات بين الجانبين التونسي والفرنسي، إلى جانب بقية القضايا المرتبطة بتعزيز العلاقات الثنائية. بالتوقيع على عدد من الإتفاقيات لتعزيز علاقات التعاون الثنائي بين البلدين،منها اتفاقية شراكة في مجال الطاقة النووية المدنية،تكون شبيهة للاتفاقيات التي وقعتها فرنسا سابقا مع ليبيا والجزائر والمغرب.  التوقيع على سبع اتفاقيات تمويل بقيمة إجمالية في حدود 140 مليون يورو،بالإضافة إلى اتفاقية لمواجهة الهجرة غير الشرعية وتسهيل الهجرة المنظمة. وتعتبر هذه الإتفاقية الأولى من نوعها التي توقعها فرنسا مع دولة مغاربية وقد دعت وزيرة الدولة لشؤون المدن في الحكومة الفرنسية، العربية الأصل،  فاضلة عمارة في حديث لإذاعة (ار ام سي) الفرنسية دعت الرئيس نيكولا ساركوزي إلى دعم النظام التونسي ضد ما اعتبرته “صعود التطرف الإسلامي” في تونس . واعتبرت الوزيرة أنه على فرنسا دعم النظام التونسي في محاربة التطرف، وقالت “في دول المغرب هناك صعود للإسلاميين، ولا يجب إشعال الحرائق في كل مكان”. وأضافت فاضلة عمارة “يجب مساعدة بعض الأنظمة التي تشكل سورا ضد صعود الفاشية، وأننا سنربح عبر تضامننا مع هذه الأنظمة”، وفق تعبيرها قبيل مغادرة ساركوزي في زيارة دولة إلى تونس. وأوضحت في الوقت نفسه أنها لا تتفق دائما مع الرئيس الفرنسي، وصرحت “لا نتفق على كل شيء”، وخاصة فيما يتعلق بمسائل حقوق الإنسان. وتتركز زيارة ساركوزي إلى تونس على مشروع “الاتحاد من أجل المتوسط”، الذي يعمل على إطلاقه في قمة لقادة الدول المتوسطية والأوروبية في الثالث عشر من تموز/يوليو المقبل. وقد توقعت مصادر فرنسية قريبة من الملف أن يتم اختيار تونس لتكون مقرا للأمانة العامة لهذا الاتحاد، ولكنها أكدت أن قرارا نهائيا لم يتخذ بعد بهذا الشأن. فلسطين 60  سنة من التشريد : وإن الذكرى الستون لتشيرد الشعب الفلسطيني من أدق المحطات التي نشهدها نظرا للضغوط التي تمارس على السلطة الفلسطينية للقبول بمبدأ الدولة اليهودية والتوصل لحل ممسوخ يرتكز على إزالة بضعة حواجز من الضفة أو بعض التصاريح لشخصيات فلسطينية ودويلة فلسطينية تسيطر على التجمعات السكنية الفلسطينية. إن المرحلة دقيقة بسبب انقسام الشعب الفلسطيني هذا الانقسام الذي شكل وقودا ل للاستيطان الإسرائيلي، وشرع أبواب العواصم العربية للتطبيع العلني مع دولة الاحتلال. فالمطلوب إعادة الحياة والاعتبار للإنسان اللاجئ وقضيته، واعتبار الذكرى الستين لنكبة الشعب الفلسطيني وتشرده محطة ووقفة لقراءة ما يدور في محيطنا من تفاعلات هدفها وأد قضيته ودفن حقوقه المشروعة التي لا يحق لأي كان المساومة عليها والتفريط بها لأنه لا يحق للذي لا يملك أن يعطي من لا يملك. القراءة المسؤولة لأوضاعنا الاجتماعية : يكاد أن يحصل إجماع وطني حول الصعوبات الاقتصادية وانعكاسها المباشر على الأوضاع المادية والاجتماعية للمجتمع التونسي باكمله، غير أن الاعتراف الشعبي بالواقع الصعب لا يترافق مع اتفاق مماثل على صعيد تشخيص المظاهر المؤسفة للتفاوت التنموي بين الجهات والتدحرج المحير للطبقة الوسطى بفئاتها المختلفة في مستوى العيش والقدرة الشرائية، فضلا عن العجز المزمن أمام معضلة البطالة في صفوف أصحاب الشهائد العليا أو في أوساط الشرائح الشبابية المنقطعة عن التعليم. من الصعب التوصل إلى قراءة متجانسة لحقيقة الأوضاع الاجتماعية، خاصة وأن كل قراءة في الواقع الاجتماعي لا تخلو من خلفيات إيديولوجية ورهانات سياسية، سواء كانت تلك القراءة صادرة عن السلطة أو عن المعارضة، وسواء كانت غايتها التخفيف من قتامة الصورة وتزيين المشهد أو كان مرماها التضخيم من حجم السلبيات والنقائص والتعتيم على ما يتراءى من ايجابيات ومكاسب. إن المسؤولية الوطنية تقتضي الكف من الجميع عن التوظيف السياسي لواقع اجتماعي يستدعي التفكير بشكل جماعي من أجل معالجة أكثر نجاعة وأسرع استجابة للمطالب الاجتماعية الملحة والعادلة. ولا يمكن أن نصغي لمن يستهين بحجم المعاناة البادية للعيان في الجهات المحرومة والفئات الأقل حظا في اقتسام ثمرات التنمية أو في التمتع بالفرص المتكافئة للاندماج في الدورة الاقتصادية أو في تحقيق أسباب الاستقرار والحياة الكريمة، من هؤلاء من يمتطون الخطاب الرسمي دون أن يفقهوا معانيه وفي أحسن الأحوال يحتكرون تفسيره ومن ثم تطبيقه ضمن أضيق حدوده خشية على مصالحهم وتأبيدا لمواقعهم داخل الإدارة وفي مواضع نافذة من السلطة بمعناها الواسع، وفي موازاة ذلك لا يجب الانسياق وراء القراءات المغرضة للأوضاع الاجتماعية مهما تفاقمت صعوباتها واحتدت تناقضاتها. اذ ليس من المقبول أخلاقيا استغلال الظروف الاقتصادية الطارئة والمحن الاجتماعية العابرة كفرص للاستثمار السياسي والشحن الإيديولوجي والاستقطاب الخطي والحزبي، تماما مثلما ليس من المقبول أن يصعد البعض على جماجم الموتى مع التباكي على مصيرهم المشؤوم! إن القضايا الوطنية لمعاش الناس وقوتهم اليومي ليست مجالا للتلاعب السياسي أو ساحة لتسجيل النقاط في الرصيد الحزبوي. حرية الصحافة :  أن ممارسة حرية الصحافة ليست عملية معزولة عن المناخ السياسي العام وعن سائر الحريات مثل حرية التنظم وحرية التظاهر وحرية الرأي والتعبير بشكل عام , في إطار يحترم التعددية السياسية والثقافية وحق الاختلاف وحق الجميع في التعبير عن أرائهم من خلال وسائل الإعلام المختلفة. إن دور الصحافة أساسي وحيوي في ترسيخ بناء الديمقراطية من خلال توفير الفضاءات الإعلامية التي تضمن ممارسة الاختلاف وتطوير حرية التفكير والعقل النقدي, وإثراء التعددية الفكرية والسياسية. كما أن من أهم أدوار الصحافة توفير فضاءات ذات مصداقية لممارسة الاختلاف ومقارعة الحجة بالحجة وإثراء النقاش والحوار الفكري والسياسي, وتطوير حرية الفكر. لذلك لا يمكن تصور مجتمع ديمقراطي دون وسائل إعلام وصحافة متطورة وتعددية قادرة على أن تعكس مختلف الآراء والمواقف وتبلغ للرأي العام مختلف الأخبار حول القضايا التي تهمه في إطار من الموضوعية واحترام أخلاقيات المهنة و شرفها. تحت عنوان “مقاومة الإرهاب” أصبحت مهنة الصحافة محل تضييق في مناطق عديدة من العالم وقد أتخذ هذا النموذج بالسيطرة الأمنية على المجتمعات والحد من مساحات الحريات بها. وعربيا أصدر مجلس وزراء الإعلام العرب بتاريخ 14 فيفري 2008 ما سمي ب”وثيقة مبادئ البث الفضائي الإذاعي والتلفزيوني في المنطقة العربية” بعد توصية رفعها مجلس وزراء الداخلية العرب. وتضمنت هذه الوثيقة ترسانة من الضوابط والإلزام والموانع غير المحددة بدقة مثل الإرهاب والسلم الاجتماعي والنظام العام والآداب العامة والمصلحة العليا والتضامن العربي… وهي مفاهيم فضفاضة تهدف إلى تضييق الخناق على وسائل الإعلام وتوسيع دائرة القمع والمنع والمحاصرة على حساب هوامش الحرية. لم تتمكن الصحافة التونسية المكتوبة و المسموعة والمرئية إلى تجاوز الخطاب التبريري والدعائي الأحادي الرؤية رغم تعدد العناوين الصحفية، ولم ترتق إلى تعددية فعلية. فإعلامنا مازال يرزح تحت وطأة سلسلة من الممنوعات التي تتسع حينا وتتقلص أحيانا، حسب الظروف السياسية ، الأمر الذي انعكس سلبا على المشهد الإعلامي شكلا ومضمونا، فأصبحت مضامينه في جلها متخلفة رغم وجود أعمال راقية وجريئة من حين لآخر، ولكنها تظل استثناء في مشهد سيطرت عليه اللغة التقريرية والتأكيدية، وسيطرت عليه المضامين الربحية التي تجد تجلى في الإشهار على حساب المضمون الصحفي. إن هذه الصورة دفعت بالقارئ و المستمع أو المشاهد إلى بعض الفضائيات ذات الاستقطابات المشوهة.فاستطاعت تلك الفضائيات التؤثير على نسبة من المتلقين وخاصة الشباب منهم وكان تأثيرها في الاتجاهين، إما الميوعة أو التطرف الذي بلغ أحيانا مداه في اختيار النهج العدمي برفع السلاح ومحاولة استهداف مؤسسات البلاد ومكاسب المواطن… إن إعلامنا الرسمي يقدم المعلومة الموجهة وغير الدقيقة, ولعل ما تقدمه وكالة تونس إفريقيا للأنباء خير دليل على ذلك إذ مازالت المعلومة تقدم قطرة قطرة خاصة في الأحداث الهامة، وتكون في غالب الأحيان دون دقة بل وتجانب الواقع في العديد من المناسبات مع إقصاء ممنهج للرأي الآخر. وإضافة فقدان الثقة في المعلومة التي تقدمها صحافتنا، تم خلق حالة من الفراغ في مجتمعنا عبأتها مظاهر خطيرة مثل الجريمة واللامبالاة والتطرف لذلك فإنه من الأكيد أن يتم تحصين مجتمعنا عبر بوابة الإعلام بقيم العلم الشرعي والتقدم والحداثة. بين التهميش إلى الموت البطيء : منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاعثلّة من المساجين السياسيين يقبعون في السجون ويعانون الذل والهوان وهم السادة الصادق شورو و اخوانه ابراهيم الدريدي و رضا البوكادي و نورالدين العرباوي و عبدالكريم بعلوش و منذر البجاوي و الياس بن رمضان و عبد النبي بن رابح و الهادي الغالي و حسين الغضبان و كمال الغضبان و منير الحناشي و بشير اللواتي و  محمد نجيب اللواتي و الشاذلي النقاش و وحيد السرايري و بوراوي مخلوف و وصفي الزغلامي و عبدالباسط الصليعي و الصادق العكاري و هشام بنور و منير غيث و بشير رمضان و فتحي العلج  و غيرهم كثير . نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات الإيقاف و الترويع لهم منذ أكثر عامين فرجا قريبا عاجلا إن المطلوب اليوم تجاوز الخلافات السياسية في طابعها العدائي من أجل تفعيل قيمة التضامن الوطني باتجاه الاستيعاب الناجع للمشاكل والتحكم الأكثر نجاعة وسيطرة على القضايا والمعضلات المزمنة والمستفحلة المطلوب، الكف عن مصادرة حق الفئات الاجتماعية المتضررة من ديناميكيات التجويع العالمية بتعزيز السياسة الاجتماعية وتطوير آلياتها التضامنية وتوسيع مظلتها الحمائية وتنويع أشكالها بالقطع مع الخطاب الحزبوي لأنه لا يليق بشعب يحب الحياة ولنفتح المجال لخطاب تضامني يصالح بين المجتمع والدولة ويجمع الطاقات في مواجهة التحديات. و صدق الله العظيم اذ قال في سورة آل عمران: “ولتكن منكم أمّة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون” (آل عمران 104) و قال تعالى “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” (النحل:97).  و الله هو الهادي إلى سواء السبيل لا رب غيره و لا معبود سواه باريس في 20 ماي  2008

محاولة لفهم ما جرى في بيروت

 

 
فهمي هويدي (*) ما حدث على الأرض في بيروت أمر سيئ لا ريب، لكن الأسوأ منه هو المعالجة العربية له، على الصعيدين السياسي والإعلامي. (1) قبل خمسة أشهر كنت في بيروت، ووجدت أن خبر الصدام المسلح على كل لسان وشواهده بادية لكل ذي عينين. إذ لم يكن سرا أن بعض المليشيات المسلحة التي خاضت حرب الثمانينيات مازالت تحتفظ بسلاحها (القوات اللبنانية مثلا بقيادة سمير جعجع). كما لم يكن سرا أن بعض القوى المستجدة حشدت ما استطاعت أن تجمعه من عناصر موالية، وأوفدتهم إلى اثنتين من الدول “العربية المعتدلة” (ذكرتا بالاسم)، حيث تم تدريبهم على السلاح، وعاد هؤلاء إلى بيروت لكي يشكلوا ميليشيا جديدة، تم تزويدها بما تحتاجه من عتاد وذخيرة (كما حدث مع تيار المستقبل الذي يقوده سعد الحريري). وكان ذلك جزءا يسيرا من عملية التعبئة التي شهدتها العاصمة اللبنانية، والتي كانت لها مظاهر أخرى تمثلت في تعزيز كل طرف لمواقعه، وتشديد إجراءات حماية الأبنية التابعة له، وانتشار شركات الحراسة الخاصة، وارتفاع أسعار السيارات المصفحة الواقية من الرصاص..الخ. بالتالي فإن السؤال الذي كان يشغل الجميع لم يكن هل ينفجر الصدام المسلح أم لا، ولكنه كان منصبا على موعد ذلك الانفجار وتوقيته. وحين صرح مساعد وزير الخارجية الأمريكية ديفيد ولش بأن لبنان ينتظره صيف ساخن، فإن كثيرين توجسوا شرا وتوقعوا أن تكون الإشارة منذرة بوقوع الأسوأ مع حلول الصيف. لم يكن الانقسام جديدا على الحالة اللبنانية، التي هي نموذج لبلد الطوائف بامتياز. إذ الطائفة هي الأصل وليس المواطن. وحظوظ كل طائفة وحدودها واضحة في الدستور والقانون. وهي صيغة توافق عليها الجميع وارتضوها، بعدما تم تثبيتها في اتفاق الطائف الذي تم توقيعه عام 1989، حين تم إسدال الستار على مشهد الحرب الأهلية التي استمرت أربعة عشر عاما. لكن الانقسام هذه المرة كان أكثر تعقيدا وأشد عمقا. لان شكل الصراع اختلف، أما موضوعه فقد غدا أشد اختلافا وأخطر. (2) لا أحبذ استخدام مصطلحي الأكثرية النيابية والأقلية في توصيف طرفي الصراع، لأن التعبير غير دقيق ويكاد يكون مضللا. وأفضل عناوين من قبيل قوى الموالاة والمعارضة، أو 14 آذار والثامن منه. ذلك أن الأكثرية المفترضة في مجلس النواب والتي يقودها النائب سعد الحريري، لم تحقق أغلبيتها في انتخابات عام 2005 إلا بأصوات “التحالف الرباعي” الذي ضم حينذاك حزب الله وأمل والحزب التقدمي (جنبلاط) وتيار المستقبل (الحريري)، وبفضل أصوات حزب الله وأمل حصل الآخرون على 11 مقعدا في دائرة بعبدا- عاليه ثم انقلبوا على حلفائهم بعد ذلك، مما عزز من موقف “الاكثرية” في البرلمان. في الوقت الراهن فإن قوى الموالاة المساندة للحكومة تضم الأطراف التالية: تيار المستقبل (سنة – الحريري)، الحزب التقدمي الاشتراكي (دروز – جنبلاط)، القوات اللبنانية (موارنة – جعجع)، حزب الكتائب (موارنة – أمين الجميل)، أما قوى المعارضة فتضم كلا من حزب الله (شيعة – نصرالله)، تكتل التغيير والإصلاح (موارنة – عون)، حركة أمل (شيعة – بري)، فريق درزي آخر يقوده طلال أرسلان ووئام وهاب، جبهة العمل الإسلامي (سنة – فتحي يكن)، اللقاء الوطني (سنة – عمر كرامي)، الحزبان القومي السوري والشيوعي وهما يضمان خليطا من السنة والشيعة والمسيحيين. كما رأيت فإن الصراع ليس بين مسلمين ومسيحيين ولا بين سنة وشيعة، ولكن كل معسكر يضم مختلف ألوان الطيف اللبناني، من شيعة وسنة ودروز وموارنة، إلا أن ذلك ليس كل ما في الأمر، لأن الصورة لا تكتمل إلا إذا وقفنا على طبيعة القوى الخارجية التي تدعم كل جانب، لأن لبنان كان ولا يزال ساحة تتداخل فيها العوامل الداخلية والخارجية، الإقليمية والدولية، وهو أمر ليس فيه سر، لأنك حين تقرأ صحف الصباح تستطيع أن تعرف على الفور من يساند من في لبنان. ومن الأخبار والتصريحات المعلنة ستعرف أن فريق الموالاة وحكومة السنيورة التي تمثله مؤيدة من قبل الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل وبعض الدول العربية، أما فريق المعارضة فلا يؤيده من الناحية الرسمية سوى سوريا وإيران والمقاومة الفلسطينية ممثلة في حماس والجهاد والجبهة الشعبية. هذه التحالفات تسلط ضوءا قويا على موضوع الصراع وجوهره الذي محوره سلاح حزب الله، الذي استطاع أن يصد الاجتياح الإسرائيلي للبنان في سنة 2006، وأن يلحق بها هزيمة لا يزال القادة الإسرائيليون يلعقون جراحها حتى الآن. صحيح أن مطلب نزع سلاح الحزب ظل مثارا في لبنان، منذ أثبت حضوره في عام 2000، حين نجح في تحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنه أصبح أشد إلحاحا في أعقاب الهزيمة الإسرائيلية التي تحققت في صيف عام 2006. إذ كان مطلوبا أمريكيا وإسرائيليا التخلص من ذلك السلاح لتحقيق أهداف عدة، من بينها تطويع لبنان وإلحاقه بقطار التطبيع ومربع الاعتدال، وإضعاف الموقف السوري الممانع وإحكام الحصار حوله. بل إن نزع ذلك السلاح أصبح شرطا لتوجيه الضربة العسكرية الأمريكية المفترضة لإيران، لأن هذه المغامرة تبدو خطرة ومكلفة طالما ظل حزب الله يمتلك صواريخ قادرة على الوصول إلى العمق الإسرائيلي. وكان السيد حسن نصرالله قد تحدث علنا عن تلك الصواريخ في إحدى خطبه. ثمة لغط كثير وذرائع عدة تستدعى في سياق التجاذب بين الفريقين، ولكن يظل سلاح حزب الله هو المحرك الكامن وراء كل المماحكات والتجاذبات، التي تتحدث عن قانون الانتخابات وتوزيع الدوائر والحصص في الحكومة، وعدم انتخاب رئيس الجمهورية. وللعلم فإن رئيس الجمهورية السابق إميل لحود تمت مقاطعته من جانب قوى الموالاة لمدة سنتين، ولم يثر ذلك حفيظة أحد من الذين ما برحوا يصرخون ويندبون حظ لبنان مؤخرا بسبب خلو مقعد رئيس الجمهورية. (3) طال أمد الشقاق بين فريقي الموالاة والمعارضة لأن النظام اللبناني قائم على قاعدة التوافق أو التراضي بين الجماعات السياسية والطوائف المختلفة، بصرف النظر عن حجم تلك الطوائف وما إذا كانت أغلبية أم أقلية. بالتالي فإن خروج أي طائفة من اللعبة يؤدي مباشرة إلى إيقاف حركتها وتعطيل القرار السياسي. وخلال العام الأخير الذي كان الشحن السياسي فيه مستمرا، حرص الجميع على تسكين الوضع وتجنب تفجيره بما يعيد إلى الأذهان سنوات الحرب الأهلية البائسة. ليست معروفة على وجه الدقة ملابسات التصعيد المفاجئ من جانب فريق الموالاة، الذي مهد له السيد وليد جنبلاط حين تحدث فجأة عن شبكة اتصالات لحزب الله أمرها معروف للدولة اللبنانية منذ عشرين عاما، وقال إن الشبكة تعد اعتداء على سيادة لبنان، وبعد كلامه قرر مجلس الوزراء فتح تحقيق في الموضوع، وإقالة مدير أمن المطار العميد وفيق شقير، لأن الشبكة كان لها امتدادها في المطار، وهو ما اعتبرته المعارضة افتعالا لأزمة ومحاولة لكسر العظم تمهيدا لحسم الموقف المعلق، خصوصا أن الاتفاق كان منعقدا على ألا تجري الحكومة تغييرا في الوظائف الرئيسية في هيكل النظام إلا بعد تسوية الملفات العالقة بين الطرفين، وقد وصف السيد حسن نصرالله القرارين بأنهما بمثابة إعلان حرب على المعارضة وليس حزب الله فقط. وهو ذات المعنى الذي عبر عنه النائب نبيل نقولا عضو تكتل التغيير والإصلاح الذي يتزعمه العماد ميشال عون. لان التصعيد كان مفاجئا، وفي الوقت ذاته اقترن بتحركات عسكرية امريكية مريبة ليست بعيدة عن الساحل اللبنانى، فان ذلك اثار شكوك قوى المعارضة، مما دفع حزب الله الى توجيه ضربة استباقية تجهض احتمال استدراج المعارضة الى مواجهة تمهد للانقضاض عليه تحقيقا للهدف الذى تسعى اليه مختلف الدوائر المتربصة فى المعسكر الآخر. فجاء الرد على مستويين، فمن ناحية طالبت المعارضة الحكومة بالعدول عن قراريها، وفى الوقت ذاته قامت قوات الحزب بالاستيلاء على مقار تيار المستقبل الذي يقوده سعد الحريري والحزب التقدمي الاشتراكي بقيادة وليد جنبلاط، وتم تسليم هذه المقار إلى الجيش. وبطبيعة الحال فقد تخللت العملية مواجهات مؤسفة واشتباكات أدت إلى سقوط أعداد من القتلى والجرحى، وكان لهذه الاشتباكات صداها في بعض المدن اللبنانية، التي استنفرت فيها مجموعات أخرى مثل الحزب القومي السوري، واتخذت الاشتباكات منحى طائفيا في بعض الأحيان، على النحو الذي تناقلته التقارير الصحفية ووسائل الإعلام المختلفة. (4) كان مثيرا للانتباه أن الصراع الدائر على الأرض كان له صداه المباشر والقوي في وسائل الإعلام العربية. ورغم أن الجميع اقر بخطأ التصعيد الذي تورطت فيه الحكومة، حتى طالبتها قيادة الجيش بإلغاء قراريها اللذين تعلقا بشبكة الاتصالات وعزل قائد أمن المطار، وهو ما تمت الاستجابة له في نهاية المطاف، الأمر الذي من شأنه تسكين الموقف، إلا أن الحرب الإعلامية استمرت بغير هوادة. تجلى ذلك في ثلاثة أمور أولها وأخطرها أن الصراع أريد له أن يتحول إلى اشتباك بين الشيعة والسنة، بحيث يصبح الصراع السياسي في بدئه ومنتهاه صراعا طائفيا، يصرف الانتباه عن القضية الأساسية المتمثلة في نزع سلاح حزب الله وتصفية المقاومة. الأمر الثاني أن بعض الأبواق الإعلامية تحدثت عن “انقلاب” قام به حزب الله. وكان ذلك أمرا مدهشا لأن تحرك الحزب لم يكن ضد السلطة التي احتفظت بشرعيتها كما هي، وإنما كل ما قام به أنه اضطر بعد التصعيد إلى اجهاض ما يدبر ضده من خلال الاستيلاء على مقار حزبي الحريري وجنبلاط. ولا بد ان نلاحظ انه لم يبق في تلك المقار، وإنما سلمها إلى قيادة الجيش. الأمر الثالث أن الأبواق ذاتها تحدثت عن تمدد إيراني في لبنان، غمزا في دعم إيران لحزب الله الذي هو معلن وليس فيه سر. كما أن أهدافه واضحة للعيان، في حين لم تشر تلك الأبواق إلى القوى التي تساند الطرف الآخر وتدفعه إلى تحدي حزب الله ومحاولة تصفيته، وسكتت تماما على مقاصد تلك القوى والمخططات التي ترمي إليها. ولكن التصريحات المتتالية المؤيدة للحكومة التي صدرت من واشنطن وباريس وتل أبيب محاولة إقناعنا بأنها واقفة مع السنة ضد الشيعة في لبنان، كشفت المستور وأزالت الالتباس في الموضوع. ربما استطاع لقاء الدوحة الذى دعي اليه الفرقاء اللبنانيون ان يحل بعض المشاكل العالقة، لكنني ازعم ان ملف الصراع سيظل مفتوحا طالما بقى حزب الله محتفظا بسلاحه وظل ذلك السلاح شوكة في خاصرة اسرائيل. ولا استبعد والامر كذلك ان يطول امد الصيف الساخن بحيث يعقبه شتاء ساخن ايضا. وذلك ظن ارجو ان تكذبه الاسابيع القادمة. (*) كاتب ومفكر من مصر (المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر) الصادرة يوم 20 ماي 2008)

طرابلس تلغي الرسوم والقيود على دخول الرعايا الجزائريين

 

 
الجزائر- (وكالة الأنباء الألمانية د ب أ- وكالة الأنباء الإسبانية إفي) – أعلن رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي أن بلاده قررت إلغاء الرسوم المقررة على دخول الجزائريين إلى ليبيا والتي تقدر بنحو ألف يورو وأصبح للجزائريين الحق في العبور إلى ليبيا دون “قيود”. وأعلن رئيس الوزراء الليبي في تصريحات صحفية في أعقاب لقائه أمس الأول الأحد مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أن الحكومة الليبية سوف ترفع كافة القيود على دخول الجزائريين والتبادل التجاري بين البلدين المجاورين. وفي الوقت نفسه، صرح البغدادي بأنه سوف “يتم تسهيل الإجراءات بهدف تيسير مرور المواطنين الجزائريين والليبيين دون أي قيود”. وكانت ليبيا قد قررت حديثاً فرض رسوم تقدر بنحو ألف يورو على المواطنين الجزائريين الراغبين في الدخول إلى ليبيا مما اعتبر غلقاً للحدود حيث ليس لدى أي مواطن جزائري استعداد لدفع مثل هذا المبلغ. وكانت العلاقات بين الجزائر وليبيا قد شهدت توتراً العام الماضي بعد قرار الحكومة الليبية في يناير 2007 طلب تأشيرة دخول لكافة مواطني بلاد المغرب بمن فيهم الجزائريين. ثم قررت ليبيا فرض الرسوم لتحل محل شرط الحصول على تأشيرة. وكان رئيس الوزراء الليبي قد بحث مع نظيره الجزائري عبدالعزيز بلخادم مسألة اتحاد المغرب العربي وفي هذا السياق شدد رئيس الوزراء الجزائري أنه على الجانبين “مضاعفة الجهود من أجل مشروع تأسيس الاتحاد المغربي الذي يجب ألا يتأثر بالتقلبات أو الخلافات بين الدول”. ويلمح بلخادم إلى النزاع حول إقليم الصحراء الغربية بين المغرب والجزائر مما أعاق المضي قدماً في تأسيس اتحاد المغرب العربي منذ عام 1994. (المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر) الصادرة يوم 20 ماي 2008)  

سياسي جزائري لـ”قدس برس”: الحجاب ليس عائقا أمام المرأة لكي تنضم لجهاز الشرطة

 
لندن ـ خدمة قدس برس   انتقد سياسي جزائري تصريحات المدير العام للأمن الوطني في الجزائر علي تونسي التي طالب فيها الفتيات اللاتي يردن الالتحاق بالعمل ضمن أجهزة الشرطة بنزع الحجاب أولا، واعتبر ذلك مطلبا غير مبرر من شأنه تعطيل نصف المجتمع ويخالف دعوة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لتشجيع المرأة على القيام بدورها في بناء المجتمع. ودعا رئيس اللجنة التنسيقية الدولية لترشيح بوتفليقة لنوبل للسلام 2008 الدكتور بالطيب عبد اللطيف في تصريحات خاصة لـ “قدس برس” المدير العام للأمن الوطني علي تونسي إلى عدم حرمان المرأة الجزائرية المسلمة من المشاركة في الدفاع عن وطنها فالجزائر حررها الجميع ويبنيها الجميع، كما طالب الأحزاب وجمعيات المجتمع المدني والنواب لطرح هذا الموضوع وإيصاله لمن يهمه الأمر، وقال “فوجئت وأنا أقرأ الخبر بتصريح السيد المدير العام للأمن الوطني أن الحجاب لا يتلاءم مع عمل الشرطة المتعب، وهو في الحقيقة كلام غير صحيح من عدة اوجه: أولا لأنه يخالف شرعنا الحنيف الذي اختار الحجاب كلباس شرعي للمرأة وحثها على العمل والبحث عن الرزق الحلال مثل الرجل، ولان هذا التصريح سيؤدي إلى تعطيل نصف المجتمع وهذا يخالف مناداة السيد رئيس الجمهورية بتشجيع المرأة على المساهمة في عملية وبناء المجتمع، ثم إن هذا التصريح يؤدي إلى انزواء المرأة وربما إلى أن تستغل استغلالا غير شريف من عصابات الإجرام والجماعات الإرهابية وخاصة إذا كان لها أولاد أو عائلة تعولهم، فإذا لم تجد الرزق الحلال فستبحث عن الرذيلة أو الإرهاب”. وأشار بالطيب إلى أن الغرب وخصوصا بريطانيا لا تمنع النساء بحجابهن الشرعي الكامل من العمل في جهاز الشرطة والدوائر الحكومية، وقال: “لم يذكر أحد أن هذا يعيقها من أداء دورها. ونفس الشيء يقال عن الرياضة بالنسبة للمحجبات والتي تفوقن فيها وهن يلبسن الحجاب”. وأوضح بالطيب أن الالتزام بالحجاب تفترض إيجاد صيغة معينة للباس المرأة في مثل هذه الحالات بحيث يتناسب مع طبيعة عملها بشرط أن لا يتضارب ذلك مع شروط الحجاب الشرعي، وقال: “من تاريخنا العربي والإسلامي وجدنا المرأة تحارب وتجاهد مثل الرجل ولم يعقها الحجاب عن أداء دورها فعرفنا الخنساء وأم عمارة نسيبة بنت كعب التي كانت تدافع عن رسول الله يوم أحد، وعرفنا خولة بنت الازور التي كانت من قيادات خالد بن الوليد وعرفنا في تاريخنا المجيد بنت الزاوية الرحمانية المحافظة لالا فاطمة نسومر تقود الجحافل وتنتصر على العدو وهي ترتدي اللباس الجزائري المحافط. وحتى في الجيوش المعاصرة نجد بعض الدول الإسلامية يقاتل فيها المحجبات بتفوق ونجاح، ورحم الله أمام النهضة العلامة ابن باديس إذ قال: “وإذا أردتم إصلاحها الحقيقي فارفعوا حجاب الجهل عن عقلها قبل أن ترفعوا حجاب الستر عن وجهها، فان حجاب الجهل هو الذي أخرها، وأما حجاب الستر فانه ما ضرها في زمان تقدمها، فقد بلغت بنات بغداد وبنات قرطبة وبنات بجاية مكانة عالية ما ضرها في العلم وهن متحجبات”. وكان المدير العام للأمن الوطني العقيد علي تونسي قد أكد خلال إشرافه على اختتام فعاليات الأسبوع الإعلامي للشرطة بسكيكدة يوم السبت الماضي (17/5)، أن مصالحه تعمل لتوظيف وتكوين 16 ألف شرطي سنويا في مختلف التخصصات، وشدد على أن انضمام المرأة لجهاز الشرطة  منها أن ”الفتيات اللائي يردن الالتحاق بسلك الشرطة عليهن نزع الحجاب، لأن هذا من الضوابط التي تحكم سير هذا الجهاز”.   (المصدر: وكالة قدس برس انترناشيونال بتاريخ 20 ماي 2008)

استطلاع: الشعب الجزائري الأكثر اهتماماً بقضية الأسرى الفلسطينيين والعرب فى السجون الإسرائيلية

 
غزة (فلسطين) ـ خدمة قدس برس   ثمن مركز الأسرى للدراسات اهتمام الجزائريين والمصريين والأردنيين والإماراتيين والمغاربة بقضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية. وأشار استطلاع لعدد زوار موقع “مركز الأسرى للدراسات” الفلسطيني بأن شعب الجزائر كان فى المرتبة الأولى من زوار الموقع، وكانت نسبة زواره لموقع المركز بنسبة 12.1 في المائة، ويأتي في المرتبة الثانية الشعب المصري وكانت نسبة زواره للموقع بنسبة 10.6 في المائة، وفى المرتبة الثالثة يأتي الأردنيون، ويأتي في المرتبة الرابعة الامارتيون، وفى المرتبة الخامسة الشعب المغربي. وأكد مدير مركز الأسرى للدراسات الأسير المحرر رأفت حمدونة الذي أمضى 15 عاما في السجون الإسرائيلية بأن هذا الاستبيان الذي استقاه المركز من موقع alexa لقياس نسبة الزوار هو أمر “نسبي”، وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني قدم ما يقارب من 800.000 معتقل فلسطيني بقى منهم 11.000 أسيرا وأسيرة في السجون الإسرائيلية، ونوه إلى أن الفلسطينيين هم الأكثر اهتماماً بقضية أبنائهم الأسرى حيث بلغت نسبة زوارهم للموقع بنسبة 17.4 في المائة منها 10.6 في المائة من الضفة والقطاع، ونسبة 6.8 في المائة من فلسطينيي 48. بالإضافة إلى مشاركات من السعودية وسورية وليبيا وكذلك الجاليات العربية فى أوروبا وأمريكا إذ بلغ مجموع الزوار من كل دول العالم 46.2 في المائة من مجموع الزوار.   (المصدر: وكالة قدس برس انترناشيونال بتاريخ 20 ماي 2008)

الجزائر تغرق في اموال النفط وشعبها يغرق في الفقر

81 مليار دولار ايرادات الجزائر من النفط هذا العام، والفقر يفتك باكثر من 40 بالمئة من الجزائريين

 
ميدل ايست اونلاين الجزائر – قال شكيب خليل وزير الطاقة والمعادن الجزائري الاثنين ان شركة الطاقة الوطنية سوناطراك تتوقع أن تحقق ايرادات قدرها نحو 81 مليار دولار في العام 2008 اذا ظلت أسعار النفط مرتفعة وذلك بعدما حققت 59 مليار دولار في 2007. وقال خليل للصحفيين ان ايرادات الشركة بلغت 27.2 مليار دولار في الفترة من يناير/كانون الثاني الى ابريل/نيسان. وأضاف أن الجزائر تتوقع جني ملياري دولار في 2008 من ضريبة على الارباح الاستثنائية لشركات النفط الاجنبية العاملة في البلاد. وكانت الجزائر سنت قانونا في 2006 يفرض ضريبة في حدود خمسة الى 50 في المئة على الارباح الفائضة كلما تجاوز سعر خام برنت 30 دولارا للبرميل. كما يمنح القانون سوناطراك أكبر شركة افريقية من حيث الايرادات حصة لا تقل عن 51 بالمئة في كل عقد للتنقيب عن النفط والغاز يمنح للشركات الاجنبية. ولم يذكر خليل حصة الشركات الاجنبية العاملة في الجزائر من ايرادات النفط والغاز. وفي 2007 حقق الشركاء الاجانب نحو 3.9 مليار دولار من عملياتهم في قطاع النفط والغاز. ومن بين كبرى الشركات الاجنبية العاملة في التنقيب وانتاج النفط والغاز في الجزائر بي.بي وأرمادا هيس وشتات أويل وأناداركو وريبسول وتوتال. وتحتل الجزائر المرتبة الخامسة عشرة عالميا من حيث احتياطيات النفط وهي مورد كبير للغاز الى أوروبا وتنتج نحو 1.4 مليون برميل من النفط الخام يوميا. ويقدر انتاجها من الغاز بنحو 62 مليار متر مكعب سنويا ويقول مسؤولون جزائريون انهم يطمحون لزيادته الى 85 مليار متر مكعب بحلول عام 2010. وتعتمد الجزائر بنسبة شبه كلية على ايرادات النفط التي ارتفعت في السنوات الاخيرة لكنها لم تنعكس على مستوى معيشة الجزائريين. وذكر تقرير حول واقع الفقر في الجزائر ونشرته الصحافة الجزائرية مؤخرا ان نسبة الفقر بالجزائر لا تقل عن 40 بالمئة، في غياب دراسات جادة تصدر من جهات حكومية. وقد اكدت بعض الدراسات والأبحاث التي كشفت أن أكثر من 45 بالمئة من الأجراء يعيشون تحت الخط الأدنى للفقر بالجزائر، فيما توصلت دراسات أخرى إلي تأكيد أن نصف المجتمع الجزائري فقير باعتبار أن ملف الخوصصة وغلق أكثر من 40 ألف مؤسسة ترتب عنه تسريح حوالي 500 ألف عامل، انضمت عائلاتهم إلي دائرة الفقر. لكن السلطات الجزائرية تنفي بشدة تقارير الفقر وتقول انها مضخمة ويقول آخر تصريح لوزير التضامن الجزائري أن نسبة الفقر لا تتعدى 8 بالمئة منافيا بذلك الواقع بكثير. وصرح الدكتور فارس مسدور احد رجال الاعمال بالجزائر في نفس التقرير أن الخبراء الدوليون لايزالون يرفضون المعيار العالمي للفقر، الذي يحدد الدخل اليومي لغير الفقراء بما يتجاوز 2 دولار، أي ما قيمته 140 دينار جزائري، التي يبدو جليا أنها لا تغطي الاحتياجات اليومية الأساسية من غذاء وكذا الحد الأدنى من الاحتياجات الأخرى للعائلة، وهنا يذهب الدكتور إلي التمسك بالتعريف الإسلامي للفقير وهو الشخص الذي لا يملك قوت يومه وفي حالة ترجمة هذا التعريف بالأرقام، حسب الدكتور مسدور، فينبغي علي رب العائلة أن يتقاضى مالا يقل عن 500 دينار في اليوم، فإذا تم تطبيق هذا المعيار علي الأجراء في الجزائر نجد أن أغلب العائلات في الجزائر فقيرة.   (المصدر: موقع ميدل إيست أون لاين بتاريخ 20 ماي 2008)

وزير سابق يتهم أردوغان بابتزاز رئيس الأركان لإيصال غل الى الرئاسة …

القضاء التركي يستعد لرد طلب العلمانيين إلغاء قانون يسمح بالحجاب في الجامعات

 
أنقرة     الحياة     – 20/05/08//   يبدأ قضاة المحكمة الدستورية العليا في تركيا اليوم مطالعة التقرير التمهيدي للقضية التي رفعتها المعارضة الاتاتوركية، للمطالبة بإلغاء التعديل الدستوري الذي يسمح بارتداء الحجاب في الجامعات. وتقدم مقرر المحكمة عثمان جان بتقريره التمهيدي بعد تأخير، واعتبر ان المحكمة الدستورية لا تملك صلاحية إلغاء التعديل، وان البرلمان هو المرجع الوحيد للتشريع وتعديل الدستور. كما أشار التقرير ضمناً الى أن السماح بالحجاب في الجامعات لا يهدد العلمانية في تركيا. واعتبرت أوساط سياسية وإعلامية تركية التقرير ضربة قوية لمحاولة حظر حزب العدالة والتنمية الحاكم، ذلك أن المدعي العام بنى دعوى الحظر أساساً على إقرار الحكومة عودة الحجاب الى الجامعات، واعتبر ذلك اكبر دليل على ممارسات الحزب «المعادية للنظام العلماني». وعلمت «الحياة» ان المدعي العام عبدالرحمن يالتشن قايا يعمل لتقديم أدلة إضافية للمحكمة لدعم موقفه الذي بات ضعيفاً. ورغم أن قضاة المحكمة الدستورية غير ملزمين بالتقرير التمهيدي الذي قدمه مقرر المحكمة، وفي إمكانهم الحكم بعكس ما توصل إليه، فإن المستشارين القانونيين لـ «العدالة والتنمية» يعتبرون التقرير مهماً جداً، وأنه سيزيد الضغوط على قضاة المحكمة، ويرجح التكهنات بأنه في حال صدر حكم مخالف لما جاء في التقرير سيكون حكماً سياسياً و ليس نزيهاً، خصوصاً أن مقرر المحكمة هو المقرر ذاته الذي اعد التقرير التمهيدي لدعوى حظر الحزب. ورغم أن المحكمة الدستورية تنظر في قضيتي الحجاب وحظر الحزب الحاكم، كلاً على حدة، فإن القضيتين مرتبطتان لأن نتيجة قضية الحجاب من شأنها ان تقوي حجج المطالبة بحظر الحزب الحاكم أو تنسفها. وإضافة الى هذا الخبر السار للحزب، جاء نبأ آخر لا يقل عنه أهمية من جانب الهيئة العليا للانتخابات. إذ أكد رئيس الهيئة معمر أيد لصحيفة «ستار» التركية أنه سيكون من حق رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الترشح للانتخابات المقبلة كمستقل، في حال حظر حزبه وحرمانه من حقوقه السياسية. كما أكد ان الرئيس عبدالله غل يستطيع البقاء في منصبه او الترشح للرئاسة مجدداً إذا دين في هذه القضية، باعتبار أن العقاب الذي قد يطبق عليهما سيكون محدوداً في حرمانهما من الانضمام الى أي حزب. وهذا يعني ان الطريق ستبقى مفتوحة أمامهما للبقاء في منصبيهما، لكن كمستقلين. وشكل هذا التصريح ضربة ثانية قوية للأوساط التي تسعى الى حظر «العدالة والتنمية». في غضون ذلك، أثار الوزير السابق فكري صاغلار أزمة سياسية عندما ادعى ان اردوغان «ابتز» رئيس الأركان الجنرال يشار بيوك انيط العام الماضي. وقال صاغلار انه، بعدما أعلن الجيش رفضه ترشيح غل للرئاسة من خلال بيانه على الإنترنت في 27 نيسان (ابريل) العام الماضي، التقى اردوغان بيوك انيط في اسطنبول وسلمه ملفاً فيه مخالفات مالية كبيرة «ارتكبتها» زوجته، ما يعرض رئيس الأركان للملاحقة، فتراجع الأخير عن موقفه الحازم ضد غل بعد هذا التهديد. ورغم نفي رئاستي الوزراء والأركان هذه الرواية، وتهديدهما باللجوء الى القضاء، أصرّ صاغلار على ادعائه.   (المصدر: جريدة الحياة (يومية – لندن) بتاريخ 20 ماي 2008)  

باريس تعلن ان مبعوثا فرنسيا أجرى محادثات مع حماس

 

 
باريس (رويترز) – قالت فرنسا يوم الاثنين انها اجرت محادثات مع حركة المقاومة الاسلامية (حماس) مما اثار انتقاد واشنطن التي تقود حملة غربية لعزل الاسلاميين الذين استولوا على قطاع غزة العام الماضي.  وأكد وزير الخارجية برنار كوشنر تقريرا نشرته صحيفة لو فيجارو الفرنسية نقل عن سفير متقاعد قوله انه التقى بمسؤولين بارزين في حماس قبل ما يقرب من شهر.  وقال كوشنر لراديو اوروبا 1 “من الصعب انكار ذلك بما ان من أجرى الاتصالات معهم تحدث.” وأضاف “من الضرورى اجراء اتصالات. كانت هناك بعض (الاتصالات) قبل اجتياح (سيطرة حماس على) غزة.” ورفضت الولايات المتحدة التي تصنف هي والاتحاد الاوروبي حماس على انها منظمة ارهابية ذلك الاجراء. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية شون مكورماك للصحفيين في واشنطن “لا نعتقد انه صائب او ملائم.” وسيطرت حماس التي فازت بانتخابات في 2006 وشكلت حكومة وحدة وطنية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على غزة في قتال ضد حركته فتح في يونيو حزيران الماضي. وفرضت اسرائيل منذ ذلك الحين حصارا على غزة وضغطت الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة من اجل توصل السلطة الفلسطينية بقيادة عباس والحكومة الاسرائيلية الى اتفاق سلام دون اشراك حماس التي ترفض عملية السلام. لكن المحادثات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة لم تحرز تقدما ملموسا يذكر ولا يتوقع الا قلة من المراقبين ان يتوصل الجانبان الى اتفاق بنهاية العام الحالي كما هو مأمول. وقالت اسرائيل ان موقف فرنسا لم يطرأ عليه اي تغيير. وقال اريي ميكل المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية “نحن على اتصال مع اعلى مستويات الحكومة الفرنسية وتلقينا تأكيدات بانه لا يوجد اي تغيير في موقف فرنسا فيما يتعلق بحماس.” وقال “فرنسا تواصل الالتزام بالشروط الثلاثة للرباعية” مضيفا ان محادثات فرنسا مع حماس سيجري بحثها عندما يزور كوشنر اسرائيل هذا الاسبوع. ويطالب الرباعي الدولي للوساطة في الشرق الاوسط حماس بنبذ العنف والاعتراف باسرائيل والالتزام بالاتفاقيات السابقة. وقال كوشنر لاحقا في مؤتمر صحفي ان الاتصالات بين السفير الفرنسي السابق ايف اوبين دو لا مسوزيير ومسؤولي حماس كانت لجمع المعلومات فقط. واضاف “لسنا الوحيدين خاصة في الاتحاد الاوروبي الذين قمنا باتصالات من هذا النوع دون ان نخطر احدا.” وقال كوشنر لراديو اوروبا 1 في وقت سابق “يتعين ان يكون بوسعنا التحدث الى بعضنا البعض اذا اردنا ان نلعب دورا.. اذا اردنا ان يذهب مبعوثونا الى غزة اولا.” وأكد سامي ابو زهري المسؤول في حماس ان زعماء الجماعة اجتمعوا مع موفد فرنسي ومع مبعوثين اخرين من دول اوروبية وقال ان هذا يبين ان اوروبا تدرك ان من السياسات الخاطئة “عزل حماس ومقاطعتها.” وذكرت لو فيجارو ان من بين من التقى بهم السفير الفرنسي السابق من قادة حماس اسماعيل هنية ومحمود الزهار. ونقلت عنه الصحيفة قوله “قالوا نحن مستعدون لوقف الهجمات الانتحارية وما ادهشني ان الزعماء الاسلاميين يعترفون بشرعية محمود عباس.” وعرضت حماس على المسؤولين الاسرائيليين الاسبوع الماضي هدنة لمدة ستة اشهر في قطاع غزة اذا رفعت اسرائيل الحصار المفروض على القطاع واعادت فتح المعابر. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 19 ماي 2008)

 

Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.