الثلاثاء، 20 مارس 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2493 du 20.03.2007

 archives : www.tunisnews.net


الحوار نت :ملف حول تونس بمناسبة الذكرى 51 للإستقلال:20 مارس 1956 ــ 20 مارس 2007 ميدل إيست أونلاين:الرئيس التونسي: لا معنى للاستقلال إذا لم تكن البلاد سيدة قرارها رويترز:الرئيس التونسي يدعو للاهتمام بمشاغل الشباب لدرء التطرف وكالة تونس افريقيا للأنباء:النص الكامل لخطاب الرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة عيدي الاستقلال والشباب إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل: بلاغ إعلامي الهادي بريك:  ألم يأن لفرسان الحرية وراء القضبان في تونس أن تترجل ؟ الحلقة الثالثــة معتز الواقف: رسالة إلى قاض بارك صابر التونسي:ســـواك 22 الموقف: الاحتجاجية الشبابية: دلالات وأبعاد الموقف: لماذا لاتسحب الدولة التونسية تحفظاتها على اتفاقية المرأة؟ الموقف: نصف قرن على الاستقلال تونس والنتيجة نصف إنسان الموقف: شبان يركبون الموت… من أجل الحياة الموقف: صحيفة “الموقف”: مناظرة التأهيل الجامعي مناظرة لتأهيل الكفاءات”العلمية؟ ” أم لتكريس وتأهيل الصداقات والمحسوبيات”العلمية”؟ الصباح: رغم مرور 9 سنوات على صدوره: لماذا ظلّ قانون منع التدخين في الأماكن العموميــــة محــدود التطبيــق؟ الصباح:8   أعوام سجنا لكهل اعتدى على طفلة الصباح: أخبارالصباح مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات:سيمينار الذاكرة الوطنية:مع سي عبد العزيز بوراوي, أحد الرواد النقابيين الأوائل (الحلقة الثالثة) يحي ابو زكريا  :القاعدة في المغرب العربي رضوان السيد  :مستقبل الإسلام السياسي ومتغيرات السياسة الأميركية


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


بسم الله الرحمان الرحيم
القيادى الإسلامى الأستاذ علي العريض على شاشة الحوار التونسى ج2 الأستاذ على العريض القيادى الإسلامى والسجين السياسى السابق والناطق السابق بإسم حركة النهضة التونسية على قناة الحوار التونسى فى جزء ثان من حوار مطول , هذه المقابلة ليست الأولى له مع الإعلام ولكن هي الأهم بعد خروجه من السجن      

وقع بث الجزء الثانى من الحوار فى العدد الأخير من قناة الحوار التونسى عــ45 دد ليوم الأحد 18/03/2007 
قام بعملية القص والتسكين : صابـر

ملاحظة : وقع تقسيم الحوار إلى 3 أجزاء لتسهيل وضعه على الأنترنت
1
2
3
 
صـــــابر : سويســــرا


 

ملف حول تونس بمناسبة الذكرى 51 للإستقلال

20 مارس 1956 ــ 20 مارس 2007

 
جمع وإعداد : الحوار. نت ( الهادي بريك ـ ألمانيا ). محتويات الملف : 1 ـ حوار مع الدكتور أحمد القديدي ( قيادي سابق بالحزب الإشتراكي الدستوري). 2 ـ تأشيرة دخول إلى تونس العتيقة ودعوة إلى السياحة في تونس الحديثة. 3 ـ تونس في عيون الشعراء.

الدكتور أحمد القديدي في حديث شامل صريح بمناسبة ذكرى 20 مارس 1956 بتونس ( خاص بالحوار نت ).

حاوره : الهادي بريك ـ ألمانيا ـ الحوار.نت المناسبة : كانت تعرف تونس قبل بورقيبة بجامع الزيتونة تلك المثابة العالمية التي تشد إليها رحال العلم والدعوة من كل فج عميق تنشر الهدي الإسلامي شرقا وغربا مربط فرسان الفتح الإسلامي نحو الضفاف الشمالية للمتوسط وموئلها. فلما جاء بورقيبة عرفت تونس به : يختلف الناس معه سواءا كانوا رفاق درب أيام الإحتلال الفرنسي من مثل بن يوسف أو كانوا زعماء طبق ذكرهم الآفاق من مثل عبد الناصر ولكن لا يختلف الناس حول شخصية بورقيبة المثيرة للجدل الذي لا ينضب مداده حيا وميتا. يصدق عليه كثيرا ما قاله الناس في أتاتورك : يحكم تركيا من قبره. البورقيبية مشروع ثقافي فعل فعله في أديم تونس وليس ذلك سوى لنزر قليل من الزعماء والحكام الذين تربعوا على عروش دول عربية أو إسلامية فيما عرف بدولة الحداثة أو دولة ما بعد الإستقلال. إذا ذكرت مناسبة 20 مارس من كل عام ( عيد الإستقلال) في تونس فإن الذهن ينصرف إلى بورقيبة عند من يواليه وعند من يخالفه سواءا بسواء. من هو ضيفنا ؟ ـ الدكتور أحمد القديدي من مواليد : (  1946 ) بالقيروان بتونس. ـ متزوج وأب لــعدد من الأبناء. ـ أستاذ جامعي بكلية الإنسانيات والعلوم الإجتماعية بالدوحة ( قطر). ـ دكتور من جامعة السربون ( باريس ) سنة 1990 . عنوان البحث ” الصحوة السياسية للإسلام وكيف حللها الإعلام الفرنسي من 1980 حتى 1990″. ـ شهادة الدراسات المعمقة من ذات الجامعة عام 1987. ـ شهادة الأستاذية من معهد الصحافة وعلوم الأخبار من تونس عام 1977. ـ تحمل مسؤوليات إعلامية عديدة في الجامعة العربية ومنظمة الألكسو ومنظمة اليونسكو. ـ كاتب صحفي باللغتين العربية والفرنسية في كثير من الجرائد والمجلات الدولية. ـ مؤلف لعدد من الكتب منها : نحو مشروع حضاري للإسلام 1996 و الإسلام وصراع الحضارات 1995 . ـ باحث في شؤون المغرب العربي وشمال إفريقيا. ـ مترجم لعدد من الكتب والأعمال من الروسية إلى العربية. ـ محاضر من فوق منابر دولية عديدة. ـ مستشار ومحلل سياسي بقناة الجزيرة القطرية. ـ تحمل مسؤوليات حزبية قيادية في عهد بورقيبة من مثل عضوية البرلمان ورئاسة تحرير جريدة العمل لسان الحزب الحاكم وعضوية اللجنة المركزية للحزب. ـ نال أوسمة وشهائد وجوائز محلية وعربية ودولية كثيرة. ** ماذا يعني الحوار مع الدكتور أحمد القديدي؟ كتب الدكتور أحمد في صحيفة الشرق في السادس من سبتمبر أيلول 2006 بمناسبة الذكرى الأربعين لأستشهاد سيد قطب : ” منذ أربعين عاما بالضبط وفجر يوم 28 أغسطس 1966 تم تنفيذ حكم الإعدام في الشيخ الإمام المفكر سيد قطب صاحب في ظلال القرآن وفي الثالث من سبتمبر في نفس ذلك الأسبوع الرهيب كتبت مقالة في صحيفة العمل التونسية مازلت أحتفظ بها إلى اليوم لإعلان القطيعة مع الناصرية ورثاء ذلك العالم الجليل الشهيد وكنت في العشرين من عمري كأغلب أبناء جيلي نعيش على إحترام الزعيم الكبير جمال عبد الناصر ونتفاعل مع حماسه القومي ونرى فيه عودة الكبرياء للشعب العربي ونعترف له بالجرأة في تأميم القنال وتحدي الإمبريالية الفرنسية في الجزائر ومقارعة الهيمنة الأمريكية والبريطانية بل كنا نردد في الخفاء وفي غفلة من خصمه الزعيم التونسي بورقيبة نشيد الشاعر القومي سليمان العيسى : من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر لبيك عبد الناصر ونستمع خفية كذلك إلى إذاعة صوت العرب..”. لعل الحوار التالي يقر عين القارئ بأن الدكتور القديدي أنسب من يتحدث اليوم ضمن المتاح والممكن عن ذكرى 20 مارس 1956 التي كان لها إلى يوم الناس هذا في تونس بأسرها ما بعدها بما لا يجحده إلا مكابر يستوي في ذلك من يعتبر ذلك اليوم محطة خيانية أليمة ضد المقاومة مع من يرى فيه عيد الأعياد لتونس المستقلة. نص الحوار: الحوار.نت : دكتور أحمد مرحبا بك ضيفا كريما على موقعنا الحوار.نت شاكرين لك قبولك إجراء حديث معنا آملين في سعة صدرك لبعض أسئلتنا التي تلامس شغاف حوار حضاري راق يظهر بأدبه على خلاف هنا أو هناك لابد منه لسير الحياة. الدكتور أحمد القديدي: السلام عليكم و رحمة الله و الاختلاف رحمة بل ناموس الحياة و الحضارة ،  وشرط بقائها فتفضل بطرح الأسئلة و أنا شاكر لك و للحوار نت عنايتك بالاستماع الى أخيكم.  الحوار.نت : ألفت يا دكتور أحمد كتابا في مذكراتك تحت عنوان ” من السلطة إلى المنفى “. هل أنت الآن منفي ؟ ما أسباب نفيك ؟ وهل هو نفي إجباري أم إختياري؟ هل أنت بصدد دفع تكاليف الإنتماء البورقيبي المتقدم جدا قياديا بعد أحداث 7 نوفمبر 1987؟ هل من توضيحات شافية لقرائنا الأكارم؟ الدكتور أحمد القديدي: أنا لا أعتبر نفسي منفيا من المنظور القضائي لأنه لا مشكلة لي مع سلطات بلادي من هذه الناحية الاجرائية فقد عدت الى تونس عام 1999 بعد سنوات طويلة من المنفى الحقيقي،  أنا و عدد من المسؤولين السابقين المنفيين بعد ما رفعت بعض المظالم عنا بفضل مبادرة من السيد رئيس الجمهورية ، حيث عاد بنفس هذا الاجراء كل من أحمد بن صالح و الطاهر بلخوجة و ادريس قيقة و غيرهم. و نحن جميعا غادرنا بلادنا قبل السابع من نوفمبر 1987 لأسباب تتعلق كلها تقريبا بالصراع المرير على خلافة بورقيبة، ثم طويت هذه الصفحة. أما اليوم فأنا أواصل حياتي في باريس مع أسرتي مثل أغلب المغاربيين الذين حكمت عليهم الظروف القاسية أن يولد عيالهم هنا و يكبرون و يدرسون، فاذا نحن مع مفعول الزمن الذي لا يرحم تنقطع الأواصر تدريجيا مع تونس على مستوى الحياة اليومية و مستقبل الاولاد، لكن الوطن يظل في القلب و في العقل مشروعا للحريات و الوفاق. الحوار.نت : كيف تجمع بين حبك العميق لسيد قطب وبورقيبة أو بين حبك لشيخك الذي تثني عليه دوما المرحوم عبد الرحمان خليف وحبك لبورقيبة؟ لا أظن أن الشباب المعاصر ـ سيما الملتزم إسلاميا ـ يفهم ذلك حق فهمه. هل تتفضل بتوضيح لذلك؟ الدكتور أحمد القديدي: أنا ولدت في القيروان في نفس البيت الذي بناه جدودي القادمون من قبيلة قديد والتي ما تزال الى اليوم بين مكة و المدينة في الحجاز و جاء جدي الأول مع الفاتح موسى بن نصيرفي سنة 711م  حسب ما كتبه المؤرخ المرحوم حسن حسني عبد الوهاب، و كان جدي الذي تلاه اسمه أحمد القديدي و كان وزيرا عند ابراهيم بن الأغلب الذي لقب بالسفاح و ثار عليه جدي هذا و قتله الحاكم الجائر شر قتلة كما ورد ذلك في صفحات 108 و ما بعدها في الجزء الأول من كتاب اتحاف أهل الزمان للعلامة المؤرخ المصلح ابن أبي الضياف، ثم جاء جدي الثالث وهو القائد العسكري سالم القديدي و مقامه يزار الى اليوم في القيروان وهو الذي توفاه الله  شهيدا حين جهز جيشا قيروانيا للتصدي لملك فرنسا لويس التاسع في قرطاجة لأن هذا الملك الملقب بالقديس لويس كان قائد جيش الحملة الصليبية و كان سيمر الى بيت المقدس من تونس، واستشهد هذا الجد في معركة عام 1270م مع مجموعة شهداء هبوا لصد الصليبيين لأن الاسلام كان جنسيتهم و الجهاد كان واجبهم. و عندما ولدت و نشأت في ظلال هذا التاريخ على بعد أمتار من جامع عقبة كانت الصورتان اللتان فتحت عليهما عيني في غرفة المجلس في بيتنا هما صورة الملك الشهيد المنصف باشا باي وصورة الزعيم بورقيبة باللحية الكثة في منفاه بالمشرق العربي. لأن والدي رحمه الله كان كجل أبناء جيله وطنيا يحلم بالاستقلال و يساند الزعيم المجاهد من أجل ذلك الاستقلال و تربى جيلي على تلك القيم في مدرسة الفتح القرانية ثم في الفصول الأولى من التعليم الزيتوني, بل و كان الاستقلال في تقديرنا قطعا مع الانغيار والذوبان في الاستعمار اي في الواقع عشنا نحلم بالاستقلال  كاستعادة الهوية الى جانب اقتحام الحداثة. ثم ان أحد أقاربي كان من المقاومين و اسمه رحمه الله عثمان سعيد، الذي أصبح بعد الاستقلال ضابطا في الحرس الوطني كان كثيرا ما يختبأ في بيتنا على السطوح و كنت ألأمس بندقيته الرشاشة باعجاب طفولي و كانت والدتي تخفيها خوفا من عصابة اليد الحمراء. هذا هو نموذج المقاوم الدستوري الذي عرفته الى جانب المعلمين الذين كانوا يدرسون لنا في المدرسة القرانية الفتح و كانوا من مؤسسي الحزب الدستوري بقصر هلال عام 1934 و منهم رحمهم الله محمد بودخان و الطاهر عطاء الله و الشاذلي عطاء الله و هم ممن عرفناهم مسلمون ملتزمون ودستوريون وطنيون. هذا هو المناخ الذي نشأنا فيه فلا فرق بين الدين و اللغة العربية و الهوية و الاستقلال. و بورقيبة نفسه كان بالنسبة لجيلي مثالا للمقاومة ويلقب بالمجاهد و حين كنا نزور جزيرة جالطة  بعد الاستقلال و التي نفي فيها الزعيم كنا نقول كيف ظل هذا الرجل صامدا على هذه الصخرة في البحر لا يلين ولا يخضع، و كذلك كنا نقرأ في صحافة الاستعمار بأنه متهم بالارهاب الاسلامي، ففي عدد من مجلة باري ماتش في جانفي 1952 كتب مدير المجلة رايمون كارتييه حرفيا يقول : انظروا الى عينيه الزرقاوين انهما يخفيان ارهابيا اسلاميا. هذا هو بورقيبة الذي أحببناه. ثم حين تحقق الاستقلال كنا نرى في بورقيبة زعيما مسلما مثيرا للجدل الا أنه حقق كثيرا من مقاصد الشريعة و منها أنه سوى بين المواطنين بالغاء القبلية والعروشية و الاقطاع ثم أعطى الأولوية المطلقة للتربية و التعليم فنشأ في بلادنا رجال و نساء متعلمون و واعون و يمكن لهم تحمل المسؤوليات، و بورقيبة مثير للجدل الا أننا يمكن أن نفهم عدم انحيازه لقراءة نصية للاسلام لأن تاريخه يؤكد بأن الذين قاوموا معه الاستعمار هم من ذوي الثقافة الغربية و بورقيبة متأثر بالحركات الاصلاحية الفرنسية القاطعة مع الكنيسة و بحركة كمال أتاترك لكن وطنيته واسلامه كانا من هذا الصنف الخاص، ثم ان العبرة بنتائج عمله حيث نجد اليوم نخبا تونسية قادرة على التفكير و التغيير وهو ايجابي حتى و لو رفض البعض تراث بورقيبة فسنة الحياة هي التغيير و الحياة تتقدم بالقطيعة كما تتقدم بالوفاء. و عندما فتحنا عيوننا على الحياة السياسية لم تكن هناك لا أحزاب معارضة و لا منظمات لحقوق الانسان و حاولنا التغيير من داخل الحزب، بل و شكلنا تيارا تأصيليا نما و ترعرع في مجلة الفكر و أول المصادمات مع التيارات التغريبية القوية كانت لنا حين نشرت صحيفة لوموند مقالة للقس المستشرق جون لا فونتين عام 1970 ينفي فيها مبدأ الأصالة العربية الاسلامية عن تونس فتصدينا له بعريضة كنت أنا أحد محرريها ووقع عليها بشجاعة محمد مزالي و كان مقالا من وزارة التربية و وقع  عليها بجرأة الشيخ محمد الحبيب بلخوجة و كان عميدا لكلية الشريعة و أصول الدين و رفض كثيرون اخرون خوفا او انحيازا ايديولوجيا لمن يعتقدون أن الحداثة هي الاندماج في فرنسا و استعمال لغتها و التشبه بعاداتها. و لوحقت شخصيا و حجز جواز سفري وحرمت من اتمام دراستي في الخارج الى سنة 1973 حين استرجعت جوازي. وظللت كما أنا دستوريا تأصيليا وفيا لما تربيت عليه من ربط الحزب الدستوري باستعادة هوية الأمة، بالطبع بالحوار و الاقناع و العمل طويل النفس. فكيف أجد تناقضا بين الحركة الوطنية و الحركة القومية و الحركة التأصيلية حين أقرأ كل عمل بشري كاجتهاد يخطأ و يصيب و أتمسك بضوروة الحوار و احترام الرأي المختلف و حتى المخالف. هذه مبادئي و لا أتحول عنها، اليوم و غدا، فأنا لي احترام عميق لنخبة من الدستوريين الذين خدموا و ما زال منهم الكثير يعملون في مختلف هياكل الدولة كما لدي احترام عميق لمن اختار سبيل المعارضة مهما كان انتماؤها بشرط نبذ العنف و عدم ارهاب الفكر المختلف. ان الوطنية ليست حكرا على هؤلاء أو أولئك بل هي حق الجميع في العمل من أجل الوطن، و هنا أجد مكاني مهما قدمت من تضحيات أي بين الذين يريدون التقدم بالبلاد لا يهمني ان كانوا دستوريين أو اسلاميين أو شيوعيين أو بعثيين فالديمقراطية الحق هي ادارة التنوع و التوفيق بين التعدد. و أحسب و الله أعلم بأن شيخي و أستاذي عبد الرحمن خليف، حين حل محلي في مجلس النواب نائبا عن الحزب الدستوري أيضا كان له نفس التصور و الاعتدال  و الرغبة في الاصلاح من داخل المؤسسة لا من خارجها، رحمه الله. الحوار.نت : بورقيبة عند الصحفي التونسي المعروف لطفي الحجي في كتابه ” بورقيبه والإسلام” مصلح إسلامي ومجتهد تندرج أخطاؤه ضمن الإجتهاد الإسلامي حتى فيما يخص عمله المعروف في قضية صوم رمضان التي عارضها المرحوم خليف ولكن بورقيبة عند صديقك وزميلك القرضاوي نموذج آخر مخالف تماما لذلك. أين هو موقع الدكتور القديدي بين ذاك وذلك سيما أنك خير من يعرف الرجل؟ الدكتور أحمد القديدي: لدي قناعة أكدها لي كل من عاشر بورقيبة عن قرب وخاصة سكرتيره و صديقه لمدة 40  سنة السيد محمود بلحسين  وهي أن بورقيبة مسلم و مؤمن لكنه كما قلته لكم ينتمي الى جيله الذي تغذى من الفكر العلماني الغربي و رأى في بعض مظاهر التدين المغلوط تعطيلا للعقل، و أعتقد أن التاريخ سيكتب هذه المراحل بعد أن تهدأ العواصف العاطفية و الايديولوجية المتشنجة اليوم لأسباب أخرى. ثم ان لبورقيبة فضائل لا يمكن نكرانها موضوعيا مهما اختلف معه الناس فهو في حياته مثل للاستقامة و لم يملك حجرا و لا شجرا، وهو رجل مبادىء و رجل دولة، و رفض الخضوع للقوى المهيمنة مرات عديدة أولها حين قاوم المؤتمر الأفخارستي عام 1931 و قاوم التجنيس و رفض ذوبان الشعب في الأمة الفرنسية و حين فتح حدود تونس و مدنها للمقاومة الجزائرية البطلة و دفع الثمن ثم عندما أمم الأراضي الزراعية التونسية و أغلق في وجوهنا الجنرال ديجول أبواب التعاون ففضل بورقيبة منذ مايو 1964 الكرامة و الاستقلال على الانحناء للاستعمار، ثم عندما أطرد من مكتبه بيتر سيبستيان سفير أمريكا في أكتوبر 1985 مهددا بقطع علاقاتنا مع واشنطن لو استعملت الولايات المتحدة حق الفيتو بعد قصف مقر منظمة التحرير و هذا حكاه لي شخصيا بيتر سيبستيا نفسه و أكده لي شخصيا وزيرنا للخارجية الباجي قايد السبسي، و مواقف أخرى للزعيم عديدة جعلت محبتي له مبررة مع أني و رفاقي بمجلة الفكر اختلفنا معه حول الفرنكوفونية لكن بورقيبة مع ما يعرف عنه من محبة للغرب لم يمنعنا من الكتابة ضد الفرنكوفونية و لم يمنعنا من تعريب التعليم ولم يضطهدنا، و أنا أضع هذه الأعمال الصالحة في فقه المقاصد أي أن بورقيبة رغم الأخطاء اجتهد و أصاب عديد المرات في درأ المفاسد و جلب المصالح و بالطبع فليس معصوما من بعض الانحرافات أو الأخطاء شأن كل من يحكم. و الله أعلم. الحوار.نت : ماهو تقويم الدكتور القديدي للحركة الإسلامية التونسية ـ حركة النهضة تحديدا ـ بصفة إجمالية وبما يسمح به المقام وهل يؤيد حقها السياسي في تأشيرة عمل قانونية على أساس أنها حركة إسلامية سياسية؟ كيف تبرر ذلك ؟ الدكتور أحمد القديدي: أنا مواطن عربي مسلم و لكن تقييمي للحركات الاسلامية يتأثر بالتجارب على الواقع لا بالمبادىء و الشعارات، و قد اكتشفت من قراءتي للتاريخ قديمه و حديثه بأنه كلما دخل المقدس للواقع البشري الا و تحولت الصراعات السياسية و الدنيوية الى صراع بين الحق و الباطل و الى صراع بين الايمان و الكفر، بينما الشأن السياسي هو شأن بشري يجب أن يكون فيه الخلاف بين الصحيح و الخطأ  و التنافس بين  الصالح و الأصلح. و رأينا كيف ألبس عدد من حكام المسلمين طموحاتهم منذ الفتنة الكبرى الى اليوم لباس الاسلام و أبادوا مخالفيهم باسم الدين،عبر كل العصور وصولا  الى الرئيس السوداني محدود المدارك جعفر النميري الذي أعدم معارضه محمود محمد طه متهما اياه بالهرطقة و قبله نظام الخميني في المرحلة الأولى من عمر الثورة الاسلامية  والذي أعدم بدون وجه حق عباس هويدا رئيس الحكومة الأخيرة في نظام الشاه في مهزلة قضائية في  1979واغتال  في باريس شابور بختيار في أغسطس 1991 و لم يكن الرجل مجرما بل حاول انقاذ ما يمكن انقاذه وقد عرفته عن كثب و فهمت أسرارا لا يعرفها الرأي العام في تلك المرحلة المجهولة من تاريخ ايران. و أعدم ذات النظام رجلا مثقفا عرفته شخصيا وهو وزير الخارجية صادق قطب زادة بتهم الخيانة و الكفر و فر من الاعدام الرئيس أبو الحسن بني صدر عام 1982 و التقيته في منفاه الباريسي عدة مرات، الى اخر هذه المهازل التي تحول الاختلاف البشري الضروري الى صراع مزيف بين الايمان و الكفر أي ان المنطق السياسي ينتفي ليترك المجال واسعا للتأويلات والتفسيرات و يلغى العقل وتوئد الحرية و يقضى على الديمقراطية ضحية هذا الانحراف. هذا من قراءة التاريخ و من تطبيق المقدس على البشري أي تطبيق المطلق على النسبي وتطبيق الثابت على المتحول. من هذا المنظور أعارض اقحام الدين، أي دين من الأديان  في العلاقات الانسانية لكن مع انزال الدين كمنهج حياة و كدستور الدساتير كما يقول الشيخ الطاهر بن عاشور و الشيخ عبد الرحمن خليف  لا باعتبار الدين مجرد  دولة بلا قوانين و بلا حريات، بل برفعه الى مكانته الحقيقية كدين وحضارة ومنهج فكر وثقافة و تربية و تنظيم حكم الناس على عقد سياسي مكتوب كما طالب بذلك العلامة ابن خلدون منذ ستة قرون أي عقد مختوم بين الحاكم والمحكوم كما سماه وهو الدستور المدني بالمعنى المتعارف اليوم.. أما اذا فتحنا باب تقديس شريحة من الناس على أنها محتكرة للحقيقة المقدسة فنحن نفتح أبواب  الانحراف لمغتالي نجيب محفوظ و ملاحقي المفكر نصر حامد أبو زيد و مطلقيه من زوجته، و نطلق أيدي الجهلاء و بسطاء المدارك  في رقاب المثقفين  وهي عملية اخصاء العقل المسلم برفع راية النص الحرفي بدون روية او اجتهاد. فباسم أية شريعة نمنع الحريات الفكرية بعد أن كان أبو العلاء المعري و الجاحظ و ابن المقفع و ابن رشد والفارابي و ابن خلدون و طه حسين و أبو القاسم الشابي  يكتبون بحريات أكبر وأرقى و لم ترجمهم مجتمعاتهم المسلمة كما يرجم اليوم بعض المتخلفين نخبة من  المفكرين قد لا أوافقهم  شخصيا و قد أختلف مع طروحاتهم  ولكني أناضل من أجل أن يتمتعوا بحرياتهم كاملة في التعبير و مخاطبة الرأي العام. فالتقدم مسار بشري لا يكون ممكنا الا بالاختلاف، و أنا ضد تقديس أي رأي بشري وأعارض على سبيل المثال  وضع بعض القوانين البشرية أو الأنظمة السياسية في منزلة النص المقدس مثلما يقع اليوم في بعض أرجاء وطننا العربي و أمتنا الاسلامية، حين يقول بعض غلاة الاستبداد أنه لا يجوز النقاش حول السياسة فيعلنون موت السياسة وهو خطر محدق و يحيط بهم المنافقون الذين يخافونهم و لا يحترمونهم ، و يقصون عنهم الوطنيين الذين يحترمونهم حتى و لو خالفوهم. فالشأن السياسي لا يتقدم بدون العقد الديمقراطي الذي هو لا يقبل لا قمع المختلف و لا أيضا  يقبل نشر الفتنة باسم ممارسة الحرية. هذا هو الخيط الرفيع الذي أدركته بعض الحركات ذات المراجع الاسلامية في تركيا وماليزيا و المملكة المغربية و الكويت والأردن و ربما لم تدركه حركات أخرى، تزامن ظهورها مع انحرافات لمتطرفين جهلة شرعوا في تخطيط انقلابات و الاعتداء على الناس بتشويه وجوههم و التهديد بقتل مخالفيهم، وأنا ذاتي كنت من بين قائمة الملاحقين من طرف عصابات ترفع شعارات الدين مطلع الثمانينات، وهذا ما جر الى الصدام بين بورقيبة و حركة  الاتجاه الاسلامي التي كان خطؤها الأول هو اختزال العمل الدعوي و الواقع الاجتماعي التونسي المعقد في مجرد السعي الى ضرورة الاستيلاء على السلطة باستعمال الشارع  و من ثم تم حشر جمع كبير من الشباب دون تمييز في زمرة التطرف بينما يوجد رجال و نساء من ذوي المراجع الاسلامية في بلادنا لا ينادون بالعنف و لا يدعون الى الانقلاب. و دفع المجتمع ثمنا لهذه الأخطاء و أملي أن يراجع الجميع مواقفهم على ضوء النتائج و على ضوء الواقعية و على حسب مصلحة الوطن العليا في ظل قوى أجنبية متربصة بنا و تنتظر تفاقم أخطائنا ليعود الاحتلال ويرجع الاستعمار كما وقع في العراق و أفغانستان وكما يتواصل في فلسطين، و يجب التخلي عن منطق خاطىء هو منطق فرعون و موسى الذي جاء به القران كمثال لا يتكرر لأنه يتعلق بنبي الله موسى عليه السلام و بطاغية من صنف خاص هو فرعون ، أما النخب التي تحكم بلادنا و سائر البلاد العربية، فهي في أغلبها وطنية و مجتهدة و ندعوها للحوار و الاستماع الى المجتمعات المدنية، و أنا شخصيا بطبيعة مساهمتي السابقة في جزء من السلطة و طبعي كمعتدل أدعو للتطوير لا للتثوير بل أعتبر التثوير فتنة أشد من القتل و أتعامل مع من يخالفني بالكلمة الطيبة و الحجة و تقديم مصلحة الناس على مصالح الأحزاب. الحوار.نت : هل يخشى الدكتور القديدي على تونس من فتنة طائفية أو مذهبية بسبب ما تشهده البلاد من صحوة إسلامية لم تشهدها في تاريخها الغابر من حيث التنوع الفكري والتوسع الأفقي سيما في ظل ما شهدته ضاحية سليمان في أواخر ديسمبر المنصرم من أحداث عنف وما يتردد من بوادر عدوى مشرقية تصيب منطقة المغرب العربي وشمال إفريقيا؟ ج : أعتقد أن ما وقع من تسلل بعض الجماعات السلفية الى تونس متوقع بسبب عولمة الارهاب و أنا دعوت مرات الى تفعيل اتحاد المغرب العربي و المزيد من اشراك المجتمعات المدنية في الحوار الوطني حتى نكون في منأى عن الهزات التي عرفتها بلدان عديدة غيرنا و عدم الاكتفاء بالحل الأمني. الحوار.نت : هل للدكتور القديدي من رؤية سياسية تساهم في وضع حد للحريق الذي يلتهم تونس على إمتداد الحكم الجديد من جراء خنق الحريات الخاصة والعامة بحسب ما تؤكده كل المصادر الحقوقية الدولية والعربية ذات المصداقية سيما أن الدكتور القديدي عضو بارز في اللجنة الدولية للدفاع عن الدكتور الأستاذ المنصف بن سالم عالم الرياضيات والفيزياء الدولي المعروف؟ ملاحظة من المحاور : بقي هذا السؤال دون إجابة من لدن الدكتور أحمد القديدي. الحوار.نت : يلاحظ المتابع لكتابات الدكتور القديدي أن إهتمامه بالحالة التونسية ضئيل بالمقارنة مع سيولة قلمه حيال قضايا عربية وإسلامية ودولية أخرى. هل من تفسير لذلك؟ الدكتور أحمد القديدي: أنا تونسي و لكني عربي و مسلم و مواطن في هذا العالم ، و بحكم كتابتي في صحف خليجية و عربية و دولية و مشاركاتي في قنوات فضائية فان اهتمامي كان بالشأن العربي و الاسلامي و الدولي لا الاقتصار على الشأن التونسي.  الحوار.نت : هل يؤيد الدكتور القديدي إعادة كتابة تاريخ الحركة الوطنية التونسية في زمن الكفاح التحريري ضد المحتل بما يبوئ المقاومة الزيتونية واليوسفية والقومية والإسلامية والشعبية العامة مكانها الحقيقي إلى جانب ما إحتكرته الكتابة التاريخية الرسمية لصالح بورقيبه؟  ملاحظة من المحاور : بقي هذا السؤال دون جواب من لدن الدكتور أحمد القديدي.  الحوار.نت : لو طلب من الدكتور القديدي كتابة نقد موضوعي منصف للبورقيبية هل يقدم على تلك الخطوة وفي صورة الحال ما هي أبرز مناقب بورقيبة وما هي أبرز مثالبه؟  ملاحظة من المحاور : بقي هذا السؤال دون جواب من لدن الدكتور أحمد القديدي. معلوم أن الدكتور كتب إلي بمناسبة تذكيره بإرسال أجوبته قبل موعد ذكرى الإستقلال بأنه مضطر إلى دمج بعض الأسئلة بسبب ما بينها من مشتركات.  الحوار.نت : يلاحظ المتابع لكتابات الدكتور القديدي بين مدير لتحرير لسان الحزب الحاكم في تونس أيام بورقيبة وبين اليوم بونا شاسعا حتى يعسر على هواة التصنيف الفكري قول كلمة فصل في رجل من مثل الدكتور القديدي هل هو إسلامي مستقل أم إسلامي ديمقراطي مستنير أم بورقيبي ناقد مراجع. إذا كان ذلك أو بعضا منه صحيحا فهل من تفسير؟  الدكتور أحمد القديدي: الحمد لله تعالى على أني أستعصي عن التصنيف، فأنا أحرص طول حياتي على أن أكون رجلا أمينا  فقط و حسبي أن أكون أمينا لديني و لأمتي و لوطني و لمبادئي و لأصدقائي. فالأمانة هي وسيلتي و غايتي مهما دفعت ثمنها غاليا، و لو أردت تعريف هذه الصفة الانسانية لقلت بأنها محاولة التوفيق بين ما أعتقده و بين سلوكي، أي أني أسلك الطريق التي يمليها علي ضميري باجتهاد بشري قابل للصواب والخطأ، راجيا من الله تعالى أن يوفقني و يهديني سواء السبيل و يغفر لي ذنوبي ويعصمني من النفاق و يبوأني منزلة المؤمنين الأمناء، فأنا أحمده تعالى على المحنة و المنحة و على السراء و الضراء.  الحوار.نت : هل في نية الدكتور القديدي العودة إلى عاصمة الأغالبة والإستقرار بها لعله يزور ضريح شيخه المرحوم خليف أو غيره ممن تربى على يديه أو تعلم منه يوما حكمة أم أن دون ذلك ما لا يباح به الآن؟  الدكتور أحمد القديدي: ان مدينة القيروان في القلب و الضمير و الذاكرة ما أ زال في مخيلتي أمشي في حواريها و أزقتها في ظلال عقبة بن نافع وابن شرف و ابن رشيق و الحصري والامام سحنون بن سعيد التنوخي و الامام عبد الله ابن أبي زيد و النساء الطاهرات من عائلة الفهري اللواتي أسسن جامعة القرويين في فاس الى جموع الأدباء الذين تتلمذت عليهم أمثال الشيخ الشاذلي عطاء الله و الشيخ الناصر صدام و الشيخ محمد مزهود و الأستاذ محمد الحليوي رحمهم الله تعالى و كذلك الكتاب المتميزون الذين عرفتهم من أبناء جيلي أمثال جعفر ماجد و منصف الوهايبي و محمد الغزي و أحمد الهرقام و عامر سحنون و جميلة الماجري  و غير هؤلاء كثيرون ممن تعتز بهم تونس الثقافة و الفكر. الحوار.نت : شكرا جزيلا للدكتور أحمد القديدي على ما أولانا به من حوار صريح شامل وعلى كرم صدره الذي إتسع لكل أسئلتنا التي قد يكون بعضها غير مناسب أو ينقصه الأدب اللازم. ————————————————————-

تأشيرة دخول إلى تونس العتيقة ودعوة إلى السياحة في تونس الحديثة

تاريخ وحضارات وثقافات : ـ تونس : ذلك الرأس الصغير في أقصى نقطة في شمال إفريقيا يطل على حوض المتوسط. ـ مساحتها : 163610 كلم مربع. يعمرها 9,9 مليون نسمة بحسب إحصاء 2004. ـ تمتد شواطؤها الجميلة على طول : 1298 كلم. ـ الإسلام هو دين التونسيين والعربية لغتهم والمالكية مذهبهم إلا نزرا يسيرا جدا من أصحاب اللغة البربرية في جزيرة جربة وتطاوين ومطماطة ومن أصحاب المذهب الأباضي في جربة والأحناف في تونس العاصمة. ـ السكان الأصليون المعروفون لتونس هم : البربر. ـ 814 قبل الميلاد : أسس الفينيقيون قرطاج بقيادة الملكة ديدون ( عليسة) مما أفزع الرومان. ـ 146 ـ 246 : قاد حنبعل القائد القرطاجني ثلاثة حروب ضد روما يشق جبال الآلب بفيله. ـ 439 : تأسس أول مستعمرة رومانية على أنقاض قرطاج التي غزاها الوندال هي : إفريقية. ـ 533 : البيزنطيون يسترجعون قرطاج. ـ 647 ـ 698 : بداية المرحلة العربية الإسلامية وتأسيس القيروان من لدن عقبة إبن نافع عليه الرضوان ( أحد أصحاب النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام ) عام 670 وفتح قرطاج 698. ـ 800 ـ 909 : إندياح الإسلام بإنتصار الأغالبة وبناء الزيتونة. القيروان : العاصمة السياسية والفكرية للمغرب الإسلامي. ـ 909 ـ 1159 : الفاطميون يؤسسون المهدية 921 عاصمة للبلاد. ـ 1159 ـ 1230 : الموحدون يوحدون البلاد المغاربية والأندلسية إسلاميا. ـ 1236 :  الحفصيون يستقلون عنهم ويؤسسون حكما جديدا حتى 1574. ـ 1574 : تونس ولاية عثمانية. ـ 1705 : تأسيس الحكم الحسيني الذي ظل ساريا شكليا حتى إعلان الجمهورية في 25 يوليو1957. ـ 1881 ـ 1956 : الإحتلال الفرنسي ( 12 ماي ). نشوء الحزب الحر الدستوري بزعامة المرحوم الثعالبي 1920 وإنقلاب بورقيبة عليه في 2 مارس 1934. ـ 20 مارس 1956 : إعلان الإستقلال التام.( 1 يونيو 59 : إعلان أول دستور). ـ 7 نوفمبر 1987 : إنقلاب بن علي على بورقيبه. مجتمع وإقتصاد : ـ نسبة النمو الديمغرافي : 1,08 بالمائة وهي أضعف نسبة إفريقيا وعربيا وإسلاميا بسبب تبني بورقيبة ومن بعده لسياسة صارمة في تحديد النسل أفضت بعد خمسة عقود إلى إغلاق مدارس إبتدائية ( أساسية ) لأول مرة وإلى إنقلاب الهرمي السكاني وبروز حاد لظاهرة شيخوخة المجتمع ( بعد أقل من عقد ونصف يكون كل عامل مسؤولا عن إعالة خمسة من المتقاعدين). ـ 64,9 بالمائة من السكان يقطنون الريف (POPULATION URBAINE). ـ يسكن العاصمة التونسية : 2247,8 من جملة 9,9 ملايين نسمة. ـ ظواهر حديثة في المجتمع التونسي : الأمهات العزباوات : ظاهرة إجتماعية تحظى بشبه إعتراف رسمي وتخصص لها البرامج والحلقات التلفزيونية للحوار حول حقوقها وحمايتها. ـ تونس أول بلد من حوض المتوسط تربطه علاقة شراكة وتعاون مع الأتحاد الأروبي لفرض مساحة للتبادل الحر وفق إتفاقيات منظمة التجارة العامة التي عوضت منظمة ” القات “. ـ معدل التداين الخارجي : 50 بالمائة. ـ معدل العجز : 2,3 بالمائة من الناتج القومي الخام ( PNB). ـ معدل الإستثمار : 13,5 بالمائة سنويا. ـ نسبة التضخم : 2,7 بالمائة. ـ السياحة هي عماد القطاع الخدماتي الذي هو بدوره عماد الميزان الإقتصادي : أكثر من خمسة ملايين سائح يقصدون تونس سنويا. عدد النزل : 775 تضم 200 ألف سرير. ـ ترتبط تونس خارجيا بـ : 7 مطارات دولية و8 موانئ بحرية. ـ مرت البلاد بتجربة تعاضد إشتراكية في عقد الستينيات على يد الوزير أحمد بن صالح ثم بتجربة رأسمالية ليبرالية مقيدة موجهة من الدولة بقيادة المرحوم الهادي نويرة ثم بمحاولة من لدن مزالي لفتح البلاد أمام الإستمثار العربي والخليجي ومع سقوط الدب الروسي فتحت الأبواب أمام البنك الدولي لفرض شروطه المجحفة وآخر مظاهرها منظمة التجارة الحرة التي أسماها بعض الإقتصاديين المختصين : الإحتلال الإقتصادي المباشر. سياسة وحقوق وفكر وثقافة : ـ أول حزب معاصر هو : الحزب الحر الدستوري بزعامة المرحوم الثعالبي لمقاومة المحتل. ـ إنقلب عليه بورقيبة في مؤتمر قصر هلال في الثاني من مارس 1934 وسمي الحزب الإشتراكي الدستوري. ـ حصل خلاف بين بورقيبة وبن يوسف وإنقسم الحزب إلى : الأمانة العامة بزعامة صالح بن يوسف مطالبا بمواصلة الكفاح المسلح ضد فرنسا المحتلة وعدم الرضى بالإستقلال الداخلي عام 1955 والديوان السياسي بزعامة بورقيبة ثم آل الأمر إلى إغتيال بورقيبة بواسطة البشير زرق لعيون لبن يوسف في مدينة فرانكفورت الألمانية في أوت أغسطس من عام 1961. ـ نشأ الحزب الشيوعي التونسي في عام 1920 ثم حظره بورقيبه في بداية الإستقلال وأعاد له التأشيرة في بداية ثمانينيات القرن الميلادي المنصرم. ـ في مؤتمر الحزب لعام 1975 إختير بورقيبة رئيسا مدى الحياة لتونس مما مهد لخروج ثلة من الحزبيين المتقدمين القدامى وتأسيس ما يشبه الجبهة الليبرالية على رأسهم وزير الداخلية الأسبق أحمد المستيري الذي أسس حركة الإشتراكيين الديمقراطيين بعد ذلك ومنهم حسيب بن عمار الذي أسس جريدة الرأي وغير ذلك من مظاهر الخروج عن الحزب الواحد والزعيم الواحد. ـ تضم تونس أكبر وأعرق منظمة عمالية إفريقية وعربية وإسلامية وهي الإتحاد العام التونسي للشغل الذي أسسه محمد علي الحامي وفرحات حشاد والحبيب عاشور في 20 جانفي يناير كانون الثاني 1946 والذي صمد أمام أكبر إمتحان تمثل في إنشاء منظمة عمالية ضرار في عهد مزالي. ـ كما تضم تونس أكبر وأعرق منظمة حقوقية أفريقية وعربية وإسلامية وهي الرابطة التونسية لحقوق الإنسان التي تأسست في السابع من مايو آيار من عام 1977 في إثر خروج قياديين بارزين من الحزب الحاكم بعيد مؤتمر 1975 الذي أسند بورقيبه الحكم مدى الحياة. ـ ظهرت تنظيمات شيوعية كثيرة في تونس في عهد بورقيبة منها مجموعة آفاق والشعلة وما يطلق عليه إختصارا ” م ود ” وغير ذلك ثم إنتظم بعضها في الحزب الشيوعي التونسي بزعامة محمد حرمل وبعضها الآخر في حزب العمال الشيوعي التونسي بزعامة حمه الهمامي وظل بعضها إما سريا أو في الجامعة التونسية أو ضمن تيار عام غير متحزب ولقي بعض أولئك إضطهادا كبيرا من لدن بورقيبة شأنهم شأن اليوسفيين ( نسبة إلى صالح بن يوسف ) أو القوميين بمختلف أصنافهم أو النقابيين الذين إنتصبت لمقاضاتهم محكمة أمن الدولة بعيد أحداث ما سمي بالخميس الأسود في 26 جانفي 1978. ـ ظلت العلاقة مع ليبيا هي المثيرة دوما : وصلت حد توقيع وحدة إندماجية في جربة عام 1974 بقيادة وزير الخارجية الأسبق محمد المصمودي ثم تدهورت حتى وصلت حد التدخل العسكري لما سمي بمجموعة المرغني برعاية ليبية عام 1979 ثم إلى حد طرد العمالة التونسية من ليبيا في 1985 وهي بمئات الآلاف. ـ إشتهر بورقيبة عربيا بخلافه الشديد مع جمال عبد الناصر سيما في إثر خطاب بورقيبه في أريحا في 1965 الذي خرق فيه الإجماع العربي شعبيا ورسميا. ـ سمح بورقيبة لأول مرة بشبه تعددية سياسية في خطابه الشهير في أفريل نيسان 1981 فأعلنت الحركة الإسلامية عن نفسها لأول مرة وتوالت مطالب الإعتراف الحزبي ثم زج بالفصيل الإسلامي في السجن في العام ذاته وحصدت حركة الإشتراكيين الديمقراطيين أغلب أصوات الناخبين في أول إنتخابات تعددية في البلاد ثم آلت الأوضاع إلى تنحية بورقيبة. ـ دشن الجنرال بن علي عهده الجديد بتزييف واسع لإنتخابات الثاني من أفريل نيسان 1989 ثم بتبني خطة تجفيف منابع التدين الماسونية المعروفة ومنها التطبيق الصارم للمنشور اللادستوري 108 المناهض لحق المرأة في لباسها بصلف وعنف ثم شن حملة ضارية غير مسبوقة على كل الحريات الخاصة والعامة ضد كل العائلات الفكرية والسياسية وقضى ما يزيد عن خمسين سجينا نحبهم تحت التعذيب أو الإهمال والموت البطيء وعرفت تونس آنذاك بالأزمة الصامتة قبل أن تنداح الثورة الإعلامية ( فضائيات ثم أنترنت وهاتف نقال ) لتكشف الجريمة المتستر عليها. ————————————————————- تونس في عيون الشعـراء لك أن تقول بحق وعدل بأن أمير شعراء تونس وحامل لوائهم هو المرحوم أبي القاسم الشابي وأكتفي هنا بنقل بيتين من أشعاره الجميلة التي سفحتها قريحته مهراقة على قارعة الشوق إلى وطن سجنته آلامه فيه وآماله : سأعيش رغم الداء والأعداء ـ كالنسر فوق القمة الشماء وهو صاحب أشهر بيتين سارت بهما ركبان العرب شرقا وغربا : إذا الشعب يوما أراد الحياة ـ فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد للظلم أن ينجلـي ـ ولا بد للقيد أن ينكسر

قال الشاعر أحمد اللغماني رحمه الله :   لو لم تكن بغداد دارا للعلــو ـ م لظل فكر الغرب ضحلا خاويا لولا وجود القيروان لما أشـع ـ شعاع أندلس على إسبانيـــا عودوا إلى تاريخكم وتتبعــوا ـ فوق الخريطة ملككم متراميـــــا يمتد من أقصى المشارق مدركـا ـ أقصى المغارب زاحفا متناميــــا وقال الشاعر التونسي المعروف بحري العرفاوي :   حتى السنابل تشهد في كل عام تعترف حشاد نبعك لم يجف مازلنا نسمع صوتك في سكة المحراث في وقع الفؤوس الدامية في دمدمات الصخرة بين المطارق والأيادي الهاوية مازلنا نسمع صوتك في صيحة الفلاح خلف الماشية وفي صدى الأنات تحت المنجم وفي أزيز الألة المطلية في عرق العمال من دمع اليتامى والأرامل والبطون الخاوية كل السواعد تعترف حشاد نبعك لم يجف وقال الشاعر الدكتور حسن الأمراني : في شهر يونيو من عام 1998 زرت جامع الزيتونة بتونس فهالني ما آل إليه فكانت هذه الأبيات على لسان الزيتونة :   سار شجوي مخبأ ونواحي   ـ في سكوتي وفي سكون جراحي ورياحي خبيئة تحت صمتي ـ يا لصمت غدا يثير رياحـــي ألجموني وما نطقت بهجـر ـ ورموني وأطفؤوا مصباحــي طال ليلي واحسرتي غير أني ـ من وراء الظلام شمت صباحي صنعوا مني متحفا ويح قومي ـ من لهم بالضياء لولا كفاحــي … كل ليل إلى نفــــاذ ـ ولا بد لهذا السكوت من إفصاح وإذا ما الظلام صال بجيـش ـ ركبت خيل فالق الإصبــاح وقال الشاعر التونسي محمد زقروبة : يا تونس الخضراء كم من شاعــر ــ قد بات يشدوك وكم يتحرق فهواك قد غشى القلوب فأغدقــت ــ ولها جميلا مطربا متدفـــق قسما بسحر عيونك الخضر التـي ــ فتنت بألوان الجمال الفائــق ما كان لي إلاك أمنية تـــرى  ــ في الكون ولهي مثل فجر رائق … إنا لك ثأر ونور وفديـــة ـ وسيوف نصر بالفداء بوارق والموعد الصبح وإنا من سنــاه ـ والله قد وعد الغريب فصدقي حتى نلقاكم في عيد جديد لإستقلال جديد هيا نزف ملء تونس تحيات ورحمات وبركات إلى شهداء الإستقلال الأول ومثلها إلى شهداء الإستقلال الثاني وإن غدا لناظره قريب. الحوار نت / الهادي بريك


 

 

الرئيس التونسي: لا معنى للاستقلال إذا لم تكن البلاد سيدة قرارها

  تونس- أ ف ب – أكد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي على أن الإصلاحات السياسية التي تم اعتمادها في تونس خلال العقدين الماضيين والتي عززت الحريات والديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان رسخت دعائم الاستقرار وتحصين المناعة وتكريس السيادة مبرزا أن مراهنته على الديمقراطية تنبع من حرصه على أن تكون إرادة الشعب دائما هي العليا. وأضاف بن علي في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى 51 لاستقلال تونس إن التنمية الشاملة والمستديمة هي المفتاح للحفاظ على الاستقلال بكل أبعاده في زمن تفاقمت فيه مؤثرات المحيط الخارجي بمفعول العولمة وما تحمله من مخاطر مبرزا انه لا معنى للاستقلال إذا لم تكن البلاد سيدة قرارها. وشدد الرئيس التونسي على ضرورة الإصغاء الدائم إلى الشباب والانتباه إلى آرائه وتصوراته والتفاعل مع تطلعاته وآماله داعيا إلى ضرورة أن يكون الخطاب الموجه إلى الشباب متجددا متفاعلا مع مقتضيات التطور، مستجيبا لتطلعاته، مواكبا لطموحاته ولتساؤلاته. وابرز ان محور السياسات التي اعتمدتها تونس منذ عام 1987 هو بناء الشخصية المتوازنة المعتدلة والمتفتحة، المتمسكة بالهوية الوطنية، الراسخة في الولاء لتونس. كما دعا المرأة إلى أن تكون في مقدمة القوى الدافعة إلى المستقبل والى تأسيس نموذج للحداثة القائمة على مواكبة العصر والرسوخ في مقومات الهوية التونسية العربية الإسلامية وعلى ما يميز الشعب التونسي من وسطية واعتدال وتفتح. وجدد التأكيد على أن سياسة تونس الخارجية تقوم على الاعتدال والتمسك بالشرعية الدولية والتعلق بقيم الحق والعدل وخدمة قضايا الأمن والسلم والاستقرار في العالم ونبذ العنف والتطرف والإرهاب والدعوة إلى التسامح وإرساء أسس التنمية العالمية المتضامنة وترسيخ الحوار بين الثقافات والحضارات والأديان. وأعرب بن علي عن أمله في أن تتضافر الجهود وتتكثف من أجل وضع حد لتردي الأوضاع في العراق وإيجاد حل للازمة القائمة في لبنان. كما جدد تضامن تونس الدائم مع الشعب الفلسطيني في كفاحه المشروع من اجل الحرية والسيادة وإقامة دولته المستقلة. (المصدر:  موقع ميدل إيست أونلاين بتاريخ 20 مارس 2007 نقلا عن وكالة الصحافة الفرنسية، أ ف ب )


الرئيس التونسي يدعو للاهتمام بمشاغل الشباب لدرء التطرف

 

تونس (رويترز) – دعا الرئيس التونسي زين العابدين بن علي يوم الثلاثاء للاهتمام بمشاغل الشبان بصورة أكبر وزيادة فرص العمل أمامهم لمواجهة كل تيارات التطرف التي باتت تهددهم. وجاءت دعوة الرئيس التونسي في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى الحادية والخمسين لاستقلال البلاد عن مستعمرتها السابقة فرنسا. وقال بن علي “مثلما نحرص على تحصين شخصية ناشئتنا من مخاطر الاستلاب والتغريب فاننا نحرص في ذات الوقت على تأمينها ضد تيارات التطرف.” وأضاف “لذلك فنحن نؤكد مجددا ضرورة الاصغاء الدائم الى الشباب والانتباه الى ارائه وتصوراته والتفاعل مع تطلعاته وآماله لاسيما في اطار الاستشارات الشبابية.” وتأتي هذه الدعوة في وقت أصبحت فيه أغلب التنظيمات الاسلامية المتشددة تلجأ لاستقطاب الشبان الى صفوفهم وتجنيدهم لقتال الولايات المتحدة واسرائيل وبعض الحكومات العربية الاخرى. وتحاكم السلطات في تونس -التي شهدت مطلع العام الماضي مواجهات مسلحة بين الامن وجماعات سلفية قتل فيها 14 شخصا- عشرات الشبان بتهمة الانضمام لمجموعات ارهابية في الداخل والخارج. واعتبر بن علي أن قضية “تشغيل الشباب وحاملي الشهادات العليا بالخصوص ستظل اولوية دائمة تدفعنا الى البحث عن المزيد من الوسائل والسبل لتكثيف فرص التشغيل والمبادرة الخاصة.” وقال “هذه المسؤولية تتقاسمها الدولة مع القطاع الخاص على حد السواء.” ويمثل تشغيل الشبان وخصوصا الحاصلين منهم على شهادات أهم التحديات أمام الحكومة التونسية. ويشكل الخريجون شريحة كبرى من 80 الف شاب يدخلون سوق العمل كل عام. وشدد الرئيس التونسي على ضرورة ان يكون “الخطاب الموجه للشباب خطابا متفاعلا مع مقتضيات التطور والتحولات الاجتماعية مستجيبا لتطلعاته مواكبا لطموحاته ولتساؤلاته.” ويقول مراقبون أن الشبان يشكلون نواة أساسية لاغلب التنظيمات الاسلامية المتشددة عبر العالم.

(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 20 مارس 2007)


النص الكامل لخطاب الرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة عيدي الاستقلال والشباب

 
قرطاج 20 مارس 2007 (وات) القى الرئيس زين العابدين بن علي لدى اشرافه يوم الثلاثاء على موكب بمناسبة الاحتفال بالذكرى الحادية والخمسين للاستقلال وبعيد الشباب خطابا في ما يلي نصه: “بسم الله الرحمان الرحيم ايها المواطنون ايتها المواطنات نحيي اليوم بكل اعتزاز الذكرى الحادية والخمسين للاستقلال الوطني مستحضرين المعاني والدلالات الخالدة لهذا الحدث التاريخي العظيم مؤكدين حرصنا علي صيانة الذاكرة الوطنية وعلي ابراز ماثر شعبنا وامجاده حتي تكون علي الدوام مصدر فخر وعبرة لاجياله المتعاقبة. لقد كان الكفاح من اجل التحرير صورة رائعة لصمود التونسيين والتونسيات من كل الفئات والجهات ولعمق شعورهم الوطني وتعلقهم بالحرية والكرامة ووقوفهم صفا واحدا للدفاع عن حرمة الوطن والذود عن حماه. واذ نذكر بكامل الخشوع والاجلال ما قدمه ابناء شعبنا علي امتداد ثلاثة ارباع قرن من تضحيات جسام في مقاومة الاستعمار شاركت فيها كل القوى الوطنية بقيادة الحزب الحر الدستورى فاننا نجدد وفاءنا لارواح الشهداء ونضالات القادة والزعماء وفي طليعتهم الزعيم الحبيب بورقيبة رائد تلك الملحمة وباني الدولة الحديثة. كما نحيي كل الذين مازالوا يرافقوننا علي درب النضال من جيل المقاومة والكفاح مقدرين ما بذلوه من تضحيات ومؤكدين احاطتنا بهم ورعايتنا الدائمة لهم. ان وفاءنا لهذا الارث النضالي المجيد وتقديرنا لانجازاته ولمكاسبه يحفزنا اليوم الي الارتقاء بتونس الي اعلي مراتب الازدهار والمناعة وما تحول السابع من نوفمبر الا تاكيد لهذا الوفاء وقد اقدمنا عليه لصون مكاسب الاستقلال وانقاذ مؤسسات البلاد ونظامنا الجمهورى من الاخطار التي كانت تتهددها و اردناه عهدا جديدا قوامه مشروع اصلاحي شامل يؤمن لتونس مقومات الصمود والمناعة والاستقلال. انه مشروع اسسناه علي مرجعياتنا التاريخية والحضارية وعلي ثوابتنا الوطنية وخيارات شعبنا وطموحاته. وقد اخذنا دائما في الاعتبار ما يشهده العالم من حولنا من تطورات سريعة وما تعرفه الحضارة البشرية والاوضاع الدولية من تحولات عميقة في كل المجالات. وهي تحولات تغيرت في ضوئها ابعاد استقلال البلدان وسيادة الشعوب مثلما تبدلت بفعلها شروط تحصين الذات والحفاظ علي مناعتها وتثبيت موقعها في العالم. ايها المواطنون ايتها المواطنات ان مراهنتنا علي الديمقراطية واعتبارها من الخيارات الاساسية الراسخة في مشروعنا الاصلاحي انما ينبعان من حرصنا علي ان تكون ارادة الشعب دائما هي العليا وعلي تمكين كل افراده رجالا ونساء من مقومات الكرامة والمواطنة الكاملة في كنف العدل والمساواة مما اتاح للجميع فرص المساهمة في دفع مسيرة بلادنا نحو المستقبل. ولما كانت الحريات والديمقراطية والتعددية وحقوق الانسان من دعائم الاستقرار وتحصين المناعة وتكريس السيادة فان الاصلاحات السياسية المتلاحقة التي اعتمدناها خلال العقدين الماضيين وتوجناها باصلاح جوهرى للدستور كانت كلها تكريسا لهذه المعادلة من خلال تمش عملي يتقدم ويتطور في كل مرحلة بمناى عن عوامل الانتكاس والتراجع التي عرفتها عديد التجارب في العالم. كما اعتبرنا دائما ان التنمية الشاملة والمستديمة هي المفتاح للحفاظ علي الاستقلال بكل ابعاده في زمن تفاقمت فيه مؤثرات المحيط الخارجي بمفعول العولمة وما تحمله من مخاطر رغم الفرص العديدة التي تتيحها للتطور والرفاه. ولا معني عندنا للاستقلال اذا لم تكن البلاد سيدة قرارها مقدرة لامكانياتها الذاتية ومعولة عل طاقات شعبها للنماء والتطور قبل اى مصدر اخر لذلك اعتمدنا دائما علي انفسنا في المقام الاول مستشرفين المستقبل بكل تبصر فنسجنا علاقات تعاون متينة مع محيطنا الدولي وربطنا صلات تضامن قوية مع الاشقاء والاصدقاء في كنف الاحترام المتبادل وتكافؤ المصالح المشتركة مما بوا بلادنا منزلة مشرفة في المحافل الدولية واكسبها ثقة واحترام المنظمات والمؤسسات الاممية المختصة. وان ما توفقت اليه تونس من نتائج ايجابية في مختلف مجالات التنمية لا يزيدنا الا عزما علي المضي في هذا النهج في ضوء اولوياتنا وفي اطار مارسمنا من توجهات واهداف في برنامجنا لتونس الغد من اجل الارتقاء بالبلاد الي درجة ارفع من التقدم والرقي ان تكريس التضامن بين مكونات المجتمع ومختلف فئاته واجياله ركن اساسي في مشروعنا الاصلاحي.وقد حققنا في هذا المجال افضل النتائج. ويمكن اليوم ان نؤكد ان منظومتنا الاجتماعية مثال مكتمل لمجتمع التضامن والتازر ثقافة وانجازا تتوفر فيه مختلف شروط التماسك والتوازن والاستقرار ويشكل وجها من وجوه وفائنا لارثنا النضالي والحضارى وخير امتداد لما عرفه شعبنا عبر تاريخه من توافق ووحدة. فالاستقلال في نظرنا عنوان الكرامة. واننا لا ندخر جهدا من اجل تعزيز امكانيات شعبنا وتثمين قدراته في زمن اصبح فيه التنافس بين الشعوب قائما علي الذكاء والمعرفة وغدا فيه الرهان بين البلدان هو الاسبقية في امتلاك ناصية العلوم والتكنولوجيات والريادة في التجديد والابتكار لذلك كانت عنايتنا فائقة بتنمية مواردنا البشرية من خلال تطوير برامج التربية والتكوين والتعليم العالي والبحث العلمي والاستثمار في الذكاء وبناء مجتمع المعرفة لايماننا بان مكانة الشعوب ومستقبلها يتحددان اليوم بمدى نجاحها في هذه الميادين واندراجها ضمن انساق الثورة الاتصالية وسيطرتها علي التكنولوجيات الحديثة. واذ قطعنا اشواطا كبيرة علي هذا الصعيد وحققنا من النتائج الباهرة ما جلب لبلادنا التقدير والاحترام واهلها لاحتضان اول قمة عالمية حول مجتمع المعلومات سنة 2005 فاننا سنظل سائرين علي هذا الدرب تكريسا لايماننا بان سبيل العلم والمعرفة والتحكم في التكنولوجيات الحديثة هو الافضل لمواجهة التحديات وتحقيق التنمية والتقدم. ايها المواطنون ايتها المواطنات نحتفل غدا بعيد الشباب وهي مناسبة متجددة نؤكد فيها مراهنتنا علي شباب تونس الذى نرى فيه مستقبلنا الواعد لذلك لا ننفك نحيطه بالعناية والرعاية ونفتح امامه افاق اكتساب العلوم والمعارف والمهارات والتالق في ميادين الرياضة والثقافة والابداع والتجديد. ولابد من التذكير بان محور هذه السياسات لدينا هو بناء الشخصية المتوازنة المعتدلة والمتفتحة الشخصية المتمسكة بالهوية الوطنية الراسخة في الولاء لتونس والقادرة علي المنافسة والمغالبة في جميع المجالات. ومثلما نحرص علي تحصين شخصية ناشئتنا ضد مخاطر الاستيلاب والتغريب فاننا نحرص في ذات الوقت علي تامينها ضد تيارات التطرف والتعصب والارهاب. لذلك فاننا نؤكد مجددا ضرورة الاصغاء الدائم الي الشباب والانتباه الي ارائه وتصوراته والتفاعل مع تطلعاته واماله لاسيما في اطار الاستشارات الشبابية التي اصبحت الية دورية قائمة الذات يتزامن تنظيمها مع اعداد مخططات التنمية حتي يتمكن شبابنا من المساهمة في المسيرة الوطنية ومن تحمل مسؤولياته في تعزيزها واثرائها. واريد بهذه المناسبة ان اشير مجددا الي ضرورة ان يكون الخطاب الموجه الي الشباب خطابا متجددا متفاعلا مع مقتضيات التطور والتحولات الاجتماعية مستجيبا لتطلعاته مواكبا لطموحاته ولتساؤلاته. وسيظل موضوع تشغيل الشباب وحاملي الشهادات العليا بالخصوص اولوية دائمة لدينا تدفعنا الي البحث عن المزيد من الوسائل والسبل لتكثيف فرص التشغيل والمبادرة الخاصة بما يدعم النتائج التي تحققت بفضل الاليات والبرامج الموضوعة لهذه الغاية. واني ادعو جميع الاطراف وخصوصا الاقتصادية منها الي مزيد ايلاء موضوع تشغيل الشباب المكانة الاولي في اهتماماتها باعتباره مسالة وطنية بالاساس نتقاسم جميعا مسؤوليتها وهي مسؤولية تتحملها الدولة والمجتمع مثلما يضطلع بها القطاع العام والقطاع الخاص علي حد سواء. كما اهيب بالشباب ان يكون سباقا في هذا المضمار متحليا بروح المبادرة حتي يحسن استثمار ما وضعنا علي ذمته من امكانيات لبعث المشاريع والمساهمة بدوره في دفع التشغيل. ان شبابنا امانة بين ايدينا نرعاه اليوم ليكون غدا في مستوى المسؤولية المنوطة به ساهرا علي حماية المكاسب والامجاد حريصا علي دعم مناعة البلاد وتقدمها شعاره دائما الولاء لتونس دون سواها. وان مكانة المراة التونسية في مجتمعنا وفي محيطنا الحضارى مكانة متميزة وهي مصدر فخر واعتزاز. وقد جعلنا من الارتقاء باوضاعها شرطا للاصلاح وخيارا لا تنمية ولا تقدم بدونه وقد كسبنا الرهان بفضل انخراط المراة في هذا المشروع التاريخي الذى يثبت اقدام بلادنا في الحداثة ويعزز هويتنا الثقافية وامجادنا التاريخية ويجسم الوفاء لحركات الاصلاح والتنوير والتحرير التي كانت دائما سباقة الي النهوض باوضاعها. ولما كانت المراة التونسية اليوم شريكة فاعلة في الاسرة والمجتمع ومساواتها مع الرجل في كل الميادين امرا محسوما لا جدال حوله ولا تراجع فيه فانها مدعوة لان تكون في مقدمة القوى الدافعة الي المستقبل والي تاسيس نموذج تونسي للحداثة الحقيقية القائمة علي مواكبة العصر والرسوخ في مقومات هويتنا التونسية العربية الاسلامية وعلي ما ميز شعبنا طوال تاريخه المجيد من وسطية واعتدال وتفتح شعبنا الذى كان دوما جسر تواصل وحوار وتفاهم مع غيره من الشعوب والحضارات والثقافات. واننا اليوم واثقون اكثر من اى وقت مضي بكفاءة المراة التونسية وبقدرتها علي النهوض بهذا الدور التاريخي والحضارى. ايها المواطنون ايتها المواطنات لقد اعتبرنا الثقافة سندا للتغيير ووفرنا لها ولاهلها كل التشجيع والتقدير والدعم والتحفيز علي الخلق والابتكار حرصا دائما منا علي اشاعة المناخ الملائم لحرية التفكير والتعبير والابداع. ان اهل الفكر والفن والثقافة هم طليعة مجتمعنا يعمقون الوعي بالقيم والثوابت والخيارات الوطنية ويرتقون بالذوق العام وينتجون الوان الابداع و كل ما به نبني مجتمع الحداثة والثقافة والحضارة. واذ اعرب عن عميق تقديرى لاهل الفكر والابداع لما يبذلونه من جهود وما ينجزونه من اعمال تدعم مكانة ثقافتنا الوطنية وتزيد في اشعاعها فاني ادعوهم الي مزيد المثابرة علي هذا المنهج والي تكثيف انتاجهم نهوضا بالادوار الموكولة اليهم اخذين في الاعتبار ما تفرضه العولمة وتقنيات الاتصال الحديثة من تحديات. فقد راهنا دائما علي نخبنا ونحن ثابتون علي هذا الخيار والافاق مفتوحة امام الجميع لخدمة الوطن. فقدر الثقافة اليوم ان تكون من دعائم الاستقلال وان تنهض بمهمة الحفاظ علي مقومات الهوية وتحصين المجتمع من الذوبان في الظواهر الدخيلة والانماط المنحرفة مع العمل في الوقت ذاته علي التعريف بالخصوصيات الثقافية التونسية وابراز الشخصية الوطنية وتكريسها علي اوسع نطاق. انها مهمة دقيقة موكولة الي مثقفينا ومبدعينا لانهم الاقدر علي ادائها بفضل ما يتحلون به من حب لتونس واخلاص لقيمها وغيرة علي سيادتها واستقلالها وحرص علي خدمتها والرفع من شانها وتوسيع دائرة اشعاعها. ايها المواطنون ايتها المواطنات اننا نبذل كل ما في وسعنا من اجل دعم مكانة تونس واعلاء كلمتها في العالم بما نتخذه من مبادرات دولية تحظي بالتقدير والتاييد مثل دعوتنا الي انشاء صندوق عالمي للتضامن والقضاء علي الفقر ومن خلال ما تتسم به سياستنا الخارجية من اعتدال وتمسك بالشرعية الدولية وتعلق بقيم الحق والعدل وخدمة قضايا الامن والسلم والاستقرار في العالم ونبذ العنف والتطرف والارهاب والدعوة الي التسامح وارساء اسس التنمية العالمية المتضامنة وترسيخ الحوار بين الثقافات والحضارات والاديان. ومن هذه المنطلقات نحرص علي دفع مسار البناء المغاربي باعتباره خيارا استراتيجيا لا محيد عنه. كما نحرص علي دعم العمل العربي المشترك واستحثاث نسق التطوير والتحديث الذى رسمته توصيات قمة تونس في سنة 2004 . وفي هذا الاطار ذاته نامل ان تتظافر الجهود وتتكثف من اجل وضع حد لتردى الاوضاع في العراق وايجاد حل للازمة القائمة في لبنان. كما نؤكد تضامننا الدائم مع الشعب الفلسطيني الشقيق في كفاحه المشروع من اجل الحرية والسيادة واقامة دولته المستقلة وندعو مجددا القوى الفاعلة في العالم الي تكثيف مساعيها لايجاد حل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية يوفر الامن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة. ومن منطلق الالتزام بالتضامن الافريقي نحرص ايضا علي دفع العمل الافريقي المشترك علي الصعيدين الثنائي والقارى ونسهم في اشاعة الامن والسلم في القارة والمشاركة في قوات حفظ السلام الدولية. واعتبارا للعلاقات الاستراتيجية التي تربطنا بالاتحاد الاوروبي فاننا نعمل دوما علي دفع هذه العلاقات الي الافضل وترسيخ الشراكة المتضامنة مع دول الاتحاد علي اساس الحوار والتعاون والاحترام المتبادل. ونحن نواصل كذلك تمتين علاقات التعاون والشراكة مع دول القارتين الامريكية والاسيوية خدمة للمصالح المشتركة وحرصا علي دعمها وتوسيعها في كل المجالات وعلي جميع المستويات. ايها المواطنون ايتها المواطنات ان تونس وامجادها امانة بين ايدينا. وهي امانة مقدسة تتوارثها الاجيال جيلا بعد جيل ويتقاسم مسؤولية تحملها جميع ابنائها وبناتها لا فرق بينهم الا بقدر ما يقدمونه من تضحيات في سبيلها وما ينجزونه من جليل الاعمال لاجلها ولقد نذرنا انفسنا لخدمة تونس والذود عن حماها. وسنظل علي هذا الدرب سائرين وفاء للشهداء الابرار وحرصا علي ان تبقي بلادنا علي الدوام راسخة الاركان شامخة البنيان عزيزة الجانب حرة مستقلة ابد الدهر. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته” (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 20 مارس 2007)


 

الرئيس التونسي: لا معنى للاستقلال إذا لم تكن البلاد سيدة قرارها

 
تونس- أ ف ب – أكد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي على أن الإصلاحات السياسية التي تم اعتمادها في تونس خلال العقدين الماضيين والتي عززت الحريات والديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان رسخت دعائم الاستقرار وتحصين المناعة وتكريس السيادة مبرزا أن مراهنته على الديمقراطية تنبع من حرصه على أن تكون إرادة الشعب دائما هي العليا. وأضاف بن علي في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى 51 لاستقلال تونس إن التنمية الشاملة والمستديمة هي المفتاح للحفاظ على الاستقلال بكل أبعاده في زمن تفاقمت فيه مؤثرات المحيط الخارجي بمفعول العولمة وما تحمله من مخاطر مبرزا انه لا معنى للاستقلال إذا لم تكن البلاد سيدة قرارها. وشدد الرئيس التونسي على ضرورة الإصغاء الدائم إلى الشباب والانتباه إلى آرائه وتصوراته والتفاعل مع تطلعاته وآماله داعيا إلى ضرورة أن يكون الخطاب الموجه إلى الشباب متجددا متفاعلا مع مقتضيات التطور، مستجيبا لتطلعاته، مواكبا لطموحاته ولتساؤلاته. وابرز ان محور السياسات التي اعتمدتها تونس منذ عام 1987 هو بناء الشخصية المتوازنة المعتدلة والمتفتحة، المتمسكة بالهوية الوطنية، الراسخة في الولاء لتونس. كما دعا المرأة إلى أن تكون في مقدمة القوى الدافعة إلى المستقبل والى تأسيس نموذج للحداثة القائمة على مواكبة العصر والرسوخ في مقومات الهوية التونسية العربية الإسلامية وعلى ما يميز الشعب التونسي من وسطية واعتدال وتفتح. وجدد التأكيد على أن سياسة تونس الخارجية تقوم على الاعتدال والتمسك بالشرعية الدولية والتعلق بقيم الحق والعدل وخدمة قضايا الأمن والسلم والاستقرار في العالم ونبذ العنف والتطرف والإرهاب والدعوة إلى التسامح وإرساء أسس التنمية العالمية المتضامنة وترسيخ الحوار بين الثقافات والحضارات والأديان. وأعرب بن علي عن أمله في أن تتضافر الجهود وتتكثف من أجل وضع حد لتردي الأوضاع في العراق وإيجاد حل للازمة القائمة في لبنان. كما جدد تضامن تونس الدائم مع الشعب الفلسطيني في كفاحه المشروع من اجل الحرية والسيادة وإقامة دولته المستقلة. (المصدر:  موقع ميدل إيست أونلاين بتاريخ 20 مارس 2007 نقلا عن وكالة الصحافة الفرنسية، أ ف ب )


الرئيس التونسي يدعو للاهتمام بمشاغل الشباب لدرء التطرف

 
تونس (رويترز) – دعا الرئيس التونسي زين العابدين بن علي يوم الثلاثاء للاهتمام بمشاغل الشبان بصورة أكبر وزيادة فرص العمل أمامهم لمواجهة كل تيارات التطرف التي باتت تهددهم. وجاءت دعوة الرئيس التونسي في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى الحادية والخمسين لاستقلال البلاد عن مستعمرتها السابقة فرنسا. وقال بن علي “مثلما نحرص على تحصين شخصية ناشئتنا من مخاطر الاستلاب والتغريب فاننا نحرص في ذات الوقت على تأمينها ضد تيارات التطرف.” وأضاف “لذلك فنحن نؤكد مجددا ضرورة الاصغاء الدائم الى الشباب والانتباه الى ارائه وتصوراته والتفاعل مع تطلعاته وآماله لاسيما في اطار الاستشارات الشبابية.” وتأتي هذه الدعوة في وقت أصبحت فيه أغلب التنظيمات الاسلامية المتشددة تلجأ لاستقطاب الشبان الى صفوفهم وتجنيدهم لقتال الولايات المتحدة واسرائيل وبعض الحكومات العربية الاخرى. وتحاكم السلطات في تونس -التي شهدت مطلع العام الماضي مواجهات مسلحة بين الامن وجماعات سلفية قتل فيها 14 شخصا- عشرات الشبان بتهمة الانضمام لمجموعات ارهابية في الداخل والخارج. واعتبر بن علي أن قضية “تشغيل الشباب وحاملي الشهادات العليا بالخصوص ستظل اولوية دائمة تدفعنا الى البحث عن المزيد من الوسائل والسبل لتكثيف فرص التشغيل والمبادرة الخاصة.” وقال “هذه المسؤولية تتقاسمها الدولة مع القطاع الخاص على حد السواء.” ويمثل تشغيل الشبان وخصوصا الحاصلين منهم على شهادات أهم التحديات أمام الحكومة التونسية. ويشكل الخريجون شريحة كبرى من 80 الف شاب يدخلون سوق العمل كل عام. وشدد الرئيس التونسي على ضرورة ان يكون “الخطاب الموجه للشباب خطابا متفاعلا مع مقتضيات التطور والتحولات الاجتماعية مستجيبا لتطلعاته مواكبا لطموحاته ولتساؤلاته.” ويقول مراقبون أن الشبان يشكلون نواة أساسية لاغلب التنظيمات الاسلامية المتشددة عبر العالم. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 20 مارس 2007)


النص الكامل لخطاب الرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة عيدي الاستقلال والشباب

 
قرطاج 20 مارس 2007 (وات) القى الرئيس زين العابدين بن علي لدى اشرافه يوم الثلاثاء على موكب بمناسبة الاحتفال بالذكرى الحادية والخمسين للاستقلال وبعيد الشباب خطابا في ما يلي نصه: “بسم الله الرحمان الرحيم ايها المواطنون ايتها المواطنات نحيي اليوم بكل اعتزاز الذكرى الحادية والخمسين للاستقلال الوطني مستحضرين المعاني والدلالات الخالدة لهذا الحدث التاريخي العظيم مؤكدين حرصنا علي صيانة الذاكرة الوطنية وعلي ابراز ماثر شعبنا وامجاده حتي تكون علي الدوام مصدر فخر وعبرة لاجياله المتعاقبة. لقد كان الكفاح من اجل التحرير صورة رائعة لصمود التونسيين والتونسيات من كل الفئات والجهات ولعمق شعورهم الوطني وتعلقهم بالحرية والكرامة ووقوفهم صفا واحدا للدفاع عن حرمة الوطن والذود عن حماه. واذ نذكر بكامل الخشوع والاجلال ما قدمه ابناء شعبنا علي امتداد ثلاثة ارباع قرن من تضحيات جسام في مقاومة الاستعمار شاركت فيها كل القوى الوطنية بقيادة الحزب الحر الدستورى فاننا نجدد وفاءنا لارواح الشهداء ونضالات القادة والزعماء وفي طليعتهم الزعيم الحبيب بورقيبة رائد تلك الملحمة وباني الدولة الحديثة. كما نحيي كل الذين مازالوا يرافقوننا علي درب النضال من جيل المقاومة والكفاح مقدرين ما بذلوه من تضحيات ومؤكدين احاطتنا بهم ورعايتنا الدائمة لهم. ان وفاءنا لهذا الارث النضالي المجيد وتقديرنا لانجازاته ولمكاسبه يحفزنا اليوم الي الارتقاء بتونس الي اعلي مراتب الازدهار والمناعة وما تحول السابع من نوفمبر الا تاكيد لهذا الوفاء وقد اقدمنا عليه لصون مكاسب الاستقلال وانقاذ مؤسسات البلاد ونظامنا الجمهورى من الاخطار التي كانت تتهددها و اردناه عهدا جديدا قوامه مشروع اصلاحي شامل يؤمن لتونس مقومات الصمود والمناعة والاستقلال. انه مشروع اسسناه علي مرجعياتنا التاريخية والحضارية وعلي ثوابتنا الوطنية وخيارات شعبنا وطموحاته. وقد اخذنا دائما في الاعتبار ما يشهده العالم من حولنا من تطورات سريعة وما تعرفه الحضارة البشرية والاوضاع الدولية من تحولات عميقة في كل المجالات. وهي تحولات تغيرت في ضوئها ابعاد استقلال البلدان وسيادة الشعوب مثلما تبدلت بفعلها شروط تحصين الذات والحفاظ علي مناعتها وتثبيت موقعها في العالم. ايها المواطنون ايتها المواطنات ان مراهنتنا علي الديمقراطية واعتبارها من الخيارات الاساسية الراسخة في مشروعنا الاصلاحي انما ينبعان من حرصنا علي ان تكون ارادة الشعب دائما هي العليا وعلي تمكين كل افراده رجالا ونساء من مقومات الكرامة والمواطنة الكاملة في كنف العدل والمساواة مما اتاح للجميع فرص المساهمة في دفع مسيرة بلادنا نحو المستقبل. ولما كانت الحريات والديمقراطية والتعددية وحقوق الانسان من دعائم الاستقرار وتحصين المناعة وتكريس السيادة فان الاصلاحات السياسية المتلاحقة التي اعتمدناها خلال العقدين الماضيين وتوجناها باصلاح جوهرى للدستور كانت كلها تكريسا لهذه المعادلة من خلال تمش عملي يتقدم ويتطور في كل مرحلة بمناى عن عوامل الانتكاس والتراجع التي عرفتها عديد التجارب في العالم. كما اعتبرنا دائما ان التنمية الشاملة والمستديمة هي المفتاح للحفاظ علي الاستقلال بكل ابعاده في زمن تفاقمت فيه مؤثرات المحيط الخارجي بمفعول العولمة وما تحمله من مخاطر رغم الفرص العديدة التي تتيحها للتطور والرفاه. ولا معني عندنا للاستقلال اذا لم تكن البلاد سيدة قرارها مقدرة لامكانياتها الذاتية ومعولة عل طاقات شعبها للنماء والتطور قبل اى مصدر اخر لذلك اعتمدنا دائما علي انفسنا في المقام الاول مستشرفين المستقبل بكل تبصر فنسجنا علاقات تعاون متينة مع محيطنا الدولي وربطنا صلات تضامن قوية مع الاشقاء والاصدقاء في كنف الاحترام المتبادل وتكافؤ المصالح المشتركة مما بوا بلادنا منزلة مشرفة في المحافل الدولية واكسبها ثقة واحترام المنظمات والمؤسسات الاممية المختصة. وان ما توفقت اليه تونس من نتائج ايجابية في مختلف مجالات التنمية لا يزيدنا الا عزما علي المضي في هذا النهج في ضوء اولوياتنا وفي اطار مارسمنا من توجهات واهداف في برنامجنا لتونس الغد من اجل الارتقاء بالبلاد الي درجة ارفع من التقدم والرقي ان تكريس التضامن بين مكونات المجتمع ومختلف فئاته واجياله ركن اساسي في مشروعنا الاصلاحي.وقد حققنا في هذا المجال افضل النتائج. ويمكن اليوم ان نؤكد ان منظومتنا الاجتماعية مثال مكتمل لمجتمع التضامن والتازر ثقافة وانجازا تتوفر فيه مختلف شروط التماسك والتوازن والاستقرار ويشكل وجها من وجوه وفائنا لارثنا النضالي والحضارى وخير امتداد لما عرفه شعبنا عبر تاريخه من توافق ووحدة. فالاستقلال في نظرنا عنوان الكرامة. واننا لا ندخر جهدا من اجل تعزيز امكانيات شعبنا وتثمين قدراته في زمن اصبح فيه التنافس بين الشعوب قائما علي الذكاء والمعرفة وغدا فيه الرهان بين البلدان هو الاسبقية في امتلاك ناصية العلوم والتكنولوجيات والريادة في التجديد والابتكار لذلك كانت عنايتنا فائقة بتنمية مواردنا البشرية من خلال تطوير برامج التربية والتكوين والتعليم العالي والبحث العلمي والاستثمار في الذكاء وبناء مجتمع المعرفة لايماننا بان مكانة الشعوب ومستقبلها يتحددان اليوم بمدى نجاحها في هذه الميادين واندراجها ضمن انساق الثورة الاتصالية وسيطرتها علي التكنولوجيات الحديثة. واذ قطعنا اشواطا كبيرة علي هذا الصعيد وحققنا من النتائج الباهرة ما جلب لبلادنا التقدير والاحترام واهلها لاحتضان اول قمة عالمية حول مجتمع المعلومات سنة 2005 فاننا سنظل سائرين علي هذا الدرب تكريسا لايماننا بان سبيل العلم والمعرفة والتحكم في التكنولوجيات الحديثة هو الافضل لمواجهة التحديات وتحقيق التنمية والتقدم. ايها المواطنون ايتها المواطنات نحتفل غدا بعيد الشباب وهي مناسبة متجددة نؤكد فيها مراهنتنا علي شباب تونس الذى نرى فيه مستقبلنا الواعد لذلك لا ننفك نحيطه بالعناية والرعاية ونفتح امامه افاق اكتساب العلوم والمعارف والمهارات والتالق في ميادين الرياضة والثقافة والابداع والتجديد. ولابد من التذكير بان محور هذه السياسات لدينا هو بناء الشخصية المتوازنة المعتدلة والمتفتحة الشخصية المتمسكة بالهوية الوطنية الراسخة في الولاء لتونس والقادرة علي المنافسة والمغالبة في جميع المجالات. ومثلما نحرص علي تحصين شخصية ناشئتنا ضد مخاطر الاستيلاب والتغريب فاننا نحرص في ذات الوقت علي تامينها ضد تيارات التطرف والتعصب والارهاب. لذلك فاننا نؤكد مجددا ضرورة الاصغاء الدائم الي الشباب والانتباه الي ارائه وتصوراته والتفاعل مع تطلعاته واماله لاسيما في اطار الاستشارات الشبابية التي اصبحت الية دورية قائمة الذات يتزامن تنظيمها مع اعداد مخططات التنمية حتي يتمكن شبابنا من المساهمة في المسيرة الوطنية ومن تحمل مسؤولياته في تعزيزها واثرائها. واريد بهذه المناسبة ان اشير مجددا الي ضرورة ان يكون الخطاب الموجه الي الشباب خطابا متجددا متفاعلا مع مقتضيات التطور والتحولات الاجتماعية مستجيبا لتطلعاته مواكبا لطموحاته ولتساؤلاته. وسيظل موضوع تشغيل الشباب وحاملي الشهادات العليا بالخصوص اولوية دائمة لدينا تدفعنا الي البحث عن المزيد من الوسائل والسبل لتكثيف فرص التشغيل والمبادرة الخاصة بما يدعم النتائج التي تحققت بفضل الاليات والبرامج الموضوعة لهذه الغاية. واني ادعو جميع الاطراف وخصوصا الاقتصادية منها الي مزيد ايلاء موضوع تشغيل الشباب المكانة الاولي في اهتماماتها باعتباره مسالة وطنية بالاساس نتقاسم جميعا مسؤوليتها وهي مسؤولية تتحملها الدولة والمجتمع مثلما يضطلع بها القطاع العام والقطاع الخاص علي حد سواء. كما اهيب بالشباب ان يكون سباقا في هذا المضمار متحليا بروح المبادرة حتي يحسن استثمار ما وضعنا علي ذمته من امكانيات لبعث المشاريع والمساهمة بدوره في دفع التشغيل. ان شبابنا امانة بين ايدينا نرعاه اليوم ليكون غدا في مستوى المسؤولية المنوطة به ساهرا علي حماية المكاسب والامجاد حريصا علي دعم مناعة البلاد وتقدمها شعاره دائما الولاء لتونس دون سواها. وان مكانة المراة التونسية في مجتمعنا وفي محيطنا الحضارى مكانة متميزة وهي مصدر فخر واعتزاز. وقد جعلنا من الارتقاء باوضاعها شرطا للاصلاح وخيارا لا تنمية ولا تقدم بدونه وقد كسبنا الرهان بفضل انخراط المراة في هذا المشروع التاريخي الذى يثبت اقدام بلادنا في الحداثة ويعزز هويتنا الثقافية وامجادنا التاريخية ويجسم الوفاء لحركات الاصلاح والتنوير والتحرير التي كانت دائما سباقة الي النهوض باوضاعها. ولما كانت المراة التونسية اليوم شريكة فاعلة في الاسرة والمجتمع ومساواتها مع الرجل في كل الميادين امرا محسوما لا جدال حوله ولا تراجع فيه فانها مدعوة لان تكون في مقدمة القوى الدافعة الي المستقبل والي تاسيس نموذج تونسي للحداثة الحقيقية القائمة علي مواكبة العصر والرسوخ في مقومات هويتنا التونسية العربية الاسلامية وعلي ما ميز شعبنا طوال تاريخه المجيد من وسطية واعتدال وتفتح شعبنا الذى كان دوما جسر تواصل وحوار وتفاهم مع غيره من الشعوب والحضارات والثقافات. واننا اليوم واثقون اكثر من اى وقت مضي بكفاءة المراة التونسية وبقدرتها علي النهوض بهذا الدور التاريخي والحضارى. ايها المواطنون ايتها المواطنات لقد اعتبرنا الثقافة سندا للتغيير ووفرنا لها ولاهلها كل التشجيع والتقدير والدعم والتحفيز علي الخلق والابتكار حرصا دائما منا علي اشاعة المناخ الملائم لحرية التفكير والتعبير والابداع. ان اهل الفكر والفن والثقافة هم طليعة مجتمعنا يعمقون الوعي بالقيم والثوابت والخيارات الوطنية ويرتقون بالذوق العام وينتجون الوان الابداع و كل ما به نبني مجتمع الحداثة والثقافة والحضارة. واذ اعرب عن عميق تقديرى لاهل الفكر والابداع لما يبذلونه من جهود وما ينجزونه من اعمال تدعم مكانة ثقافتنا الوطنية وتزيد في اشعاعها فاني ادعوهم الي مزيد المثابرة علي هذا المنهج والي تكثيف انتاجهم نهوضا بالادوار الموكولة اليهم اخذين في الاعتبار ما تفرضه العولمة وتقنيات الاتصال الحديثة من تحديات. فقد راهنا دائما علي نخبنا ونحن ثابتون علي هذا الخيار والافاق مفتوحة امام الجميع لخدمة الوطن. فقدر الثقافة اليوم ان تكون من دعائم الاستقلال وان تنهض بمهمة الحفاظ علي مقومات الهوية وتحصين المجتمع من الذوبان في الظواهر الدخيلة والانماط المنحرفة مع العمل في الوقت ذاته علي التعريف بالخصوصيات الثقافية التونسية وابراز الشخصية الوطنية وتكريسها علي اوسع نطاق. انها مهمة دقيقة موكولة الي مثقفينا ومبدعينا لانهم الاقدر علي ادائها بفضل ما يتحلون به من حب لتونس واخلاص لقيمها وغيرة علي سيادتها واستقلالها وحرص علي خدمتها والرفع من شانها وتوسيع دائرة اشعاعها. ايها المواطنون ايتها المواطنات اننا نبذل كل ما في وسعنا من اجل دعم مكانة تونس واعلاء كلمتها في العالم بما نتخذه من مبادرات دولية تحظي بالتقدير والتاييد مثل دعوتنا الي انشاء صندوق عالمي للتضامن والقضاء علي الفقر ومن خلال ما تتسم به سياستنا الخارجية من اعتدال وتمسك بالشرعية الدولية وتعلق بقيم الحق والعدل وخدمة قضايا الامن والسلم والاستقرار في العالم ونبذ العنف والتطرف والارهاب والدعوة الي التسامح وارساء اسس التنمية العالمية المتضامنة وترسيخ الحوار بين الثقافات والحضارات والاديان. ومن هذه المنطلقات نحرص علي دفع مسار البناء المغاربي باعتباره خيارا استراتيجيا لا محيد عنه. كما نحرص علي دعم العمل العربي المشترك واستحثاث نسق التطوير والتحديث الذى رسمته توصيات قمة تونس في سنة 2004 . وفي هذا الاطار ذاته نامل ان تتظافر الجهود وتتكثف من اجل وضع حد لتردى الاوضاع في العراق وايجاد حل للازمة القائمة في لبنان. كما نؤكد تضامننا الدائم مع الشعب الفلسطيني الشقيق في كفاحه المشروع من اجل الحرية والسيادة واقامة دولته المستقلة وندعو مجددا القوى الفاعلة في العالم الي تكثيف مساعيها لايجاد حل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية يوفر الامن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة. ومن منطلق الالتزام بالتضامن الافريقي نحرص ايضا علي دفع العمل الافريقي المشترك علي الصعيدين الثنائي والقارى ونسهم في اشاعة الامن والسلم في القارة والمشاركة في قوات حفظ السلام الدولية. واعتبارا للعلاقات الاستراتيجية التي تربطنا بالاتحاد الاوروبي فاننا نعمل دوما علي دفع هذه العلاقات الي الافضل وترسيخ الشراكة المتضامنة مع دول الاتحاد علي اساس الحوار والتعاون والاحترام المتبادل. ونحن نواصل كذلك تمتين علاقات التعاون والشراكة مع دول القارتين الامريكية والاسيوية خدمة للمصالح المشتركة وحرصا علي دعمها وتوسيعها في كل المجالات وعلي جميع المستويات. ايها المواطنون ايتها المواطنات ان تونس وامجادها امانة بين ايدينا. وهي امانة مقدسة تتوارثها الاجيال جيلا بعد جيل ويتقاسم مسؤولية تحملها جميع ابنائها وبناتها لا فرق بينهم الا بقدر ما يقدمونه من تضحيات في سبيلها وما ينجزونه من جليل الاعمال لاجلها ولقد نذرنا انفسنا لخدمة تونس والذود عن حماها. وسنظل علي هذا الدرب سائرين وفاء للشهداء الابرار وحرصا علي ان تبقي بلادنا علي الدوام راسخة الاركان شامخة البنيان عزيزة الجانب حرة مستقلة ابد الدهر. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته” (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 20 مارس 2007)

 

إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل

 

بلاغ إعلامي

 

نتساءل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  تونس في   20 مارس 2007

 

في إطار مواصلة سلسة التحركات الاحتجاجية المنددة بعدم التعامل الجدي مع ملفات المعطلين توجه الرفاق أعضاء الإتحاد  إلى وزارة الشؤون الاجتماعية لمقابلة المسئولين  وذلك بعد سلسلة من المراسلات قدمت في مواعيد سابقة ولم تجد آذان صاغية من  قبل هذه الوزارة ،المعنية أساسا بالنظر في الحالة الاجتماعية للمواطن التونسي وطرح الحلول لبعض ما يعانيه.

 

وكالعادة تجمع البوليس أمام الوزارة وحاول منع الرفاق من الدخول، ولكنهم تمكنوا من الدخول وأعلنوا اعتصاما إلى حين مقابلة مدير ديوان الوزير الذي وعد في مناسبة سابقة بفتح تحقيق اجتماعي حول الملفات التي قدمت إلى الوزارة.

 

و يتزامن هذا التحرك الاحتجاجي وفي هذه الوزارة بالتحديد مع ذكرى احتفال تونس”بعيد الاستقلال” و”عيد الشباب” وهو ما يثير الكثير من الأسئلة حول طبيعة هذه الإحتقالات وطبيعة هتين الذكرتين ،ماالذي تحقق لشباب تونس منذ ما يسمى تغيير إلى الآن ؟لماذا يعيش آلاف من شباب تونس المعطلين من حاملي الشهادات الفقر والتهميش ؟في بلد يحتفل بعيد الشباب كل يوم 21 مارس.كل هذه التساءلات أجاب عنها وزير الشؤون الاجتماعية بالأمس وهو يأمر قوات الداخلية المرابطة بالوزارة بطرد شباب تونس من الوزارة وإعادتهم ومطالبهم إلى الشوارع التي قدموا منها.وقد تسبب التدخل الهمجي للبوليس في بعض الإصابات الجسدية لأغلب الرفاق ،وقد تعامل البعض منهم مع أعضاء الإتحاد بكل وحشية تحت شعار الثأر من تحركات كلية 9 أفريل التي أصيبوا فيها حسب زعمهم.

 

ومع انسحاب الرفاق من أمام الوزارة ألقت قوات منطقة باب سويقة القبض على الرفاق أعضاء التنسيقية الوطنية للإتحاد سالم العياري والحسن رحيمي أين اقتادوهم إلى المنطقة.
هذا وقد تجمع بقية الرفاق أمام المنطقة مطالبين بإطلاق سراح المعتقلين ،كما انضم بعض المناضلين من الحساسيات السياسية المساندة لمطلب التشغيل ولإتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل وحق منخرطيه ومناضليه في العمل.وقد تواصل اعتقال الرفاق بالمنطقة، أين طلب منهم الإمضاء على التزام بعدم مواصلة التحركات الجماعية وخاصة التحركات الأخيرة بكلية 9 أفريل وكلية منوبة للآداب،هذا وقد رفض الرفاق الإمضاء على أي التزام مؤكدين على تمسكهم بممارسة حقهم الدستوري في الاحتجاج والتظاهر وعلى حق المنظمة في العمل القانوني والنشاط والدفاع عن أبناء الشعب المهمشين والمعرضين لكل الآفات التي تنخر هذا المجتمع بفعل البطالة المتواصلة وعجزهم عن عيش حياة طبيعية .

 

وبعد ستة ساعات تم إطلاق سراح الرفيقين المعتقلين من منطقة باب سويقة .ومع  هذه الاعتداءات المادية والمعنوية المتواصلة ضد عناصر الإتحاد ومناضليه يهم التنسيقية الوطنية التأكيد على:

 

ü      مواصلة الإتحاد التحرك في كل الأماكن والتظاهر كحق يضمنه الدستور التونسي.
ü      أن شباب تونس بعيد كل البعد عن فعاليات هذه الأعياد طالما لا يزال يعيش التهميش وسياسة الإقصاء والقمع والفقر.
ü      دعوة الوطنيين بالبلاد إلى القيام بدورهم تجاه هذه الأزمة وتجاه إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل في وقت بدأت كل القوى والفعاليات الانتهازية تسعى لاستثمار جهود المعطلين لإعلان الولاء والطاعة.
ü      دعوة المعطلين عن العمل لتكثيف الجهد لحماية منظمتهم الوليدة ودعم نشاطاتها ونضالاتها عبر الإنخراط فيها واستكمال شروط تأسيسها.  

إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل

التنسيقية الوطنية

المكلف بالإعلام

الحسن رحيمي

21918197


 

   ألم يأن لفرسان الحرية وراء القضبان في تونس أن تترجل ؟  الحلقة الثالثـــــــــــة

 
السجين السياسي : العجمي الوريمي. ـ العجمي الوريمي ( شهر هيثم ) من مواليد : 1962 بشط مريم ( سوسة ). ـ أعزب .. ـ متحصل على شهادة الإجازة في الفلسفة. ( الجامعة التونسية ). ـ مسجل بالمرحلة الثالثة ( الإختصاص ذاته : الفلسفة ). ـ منعته السجون المتلاحقة ( 1987 حتى 2007 ) من متابعة دراسته الجامعية العليا. ـ متحصل على الإجازة في الأداب والعلوم الإنسانية من جامعة محمد الخامس بالرباط ( المملكة المغربية ). ـ قيادي معروف وزعيم مشهور بالجامعة التونسية في عقد الثمانينيات. ـ ” شاب نشأ في عبادة الله سبحانه ” منذ نعومة أظافره نسأل الرحمان له ظله يوم لا ظل إلا ظله لما إستظل برضى الإبتلاء في جحيم سجون العهدين ” القديم ” و ” الجديد ” في تونس راغبا عن ظل شراهة السلطان. ـ حكم عليه حضوريا بعشر سنوات سجنا نافذا مع الأشغال الشاقة في صائفة 1987 من قبل محكمة أمن الدولة ( محكمة غير دستورية ) بسبب نشاطه السياسي والنقابي وإلتزامه الإسلامي. ـ حكم عليه حضوريا بالسجن المؤبد النافذ في خريف 1992 من قبل المحكمة العسكرية ( محكمة غير دستورية ) ضمن تصفية وجود حركة النهضة الإسلامية. ـ مازال يقضي عقوبة السجن المؤبد متنقلا بصور تعسفية ضده وضد أهله بين أغلب السجون التونسية. ـ تعرض للتعذيب الشديد مرات كثيرة في مخافر وزارة الداخلية ثم في السجن مما سبب له في جو الإهمال الصحي وتطبيق سياسة الموت البطيء أمراضا مزمنة. ـ عرف بين الناس بالخلق الكريم وخفض الجناح كأنه خزان أمل في الله لا ينضب وقوده. وإلى ضيافة جديدة على أعتاب زنزانة جديدة لسجين سياسي جديد أستوصيكم بالسجناء خيرا. الهادي بريك ـ ألمانيا


 

رسالة إلى قاض بارك

 
بقلم معتز الواقف في كل بلاد الدنيا يدخل القاضي قاعة الجلسة فيقف له الجميع غير أنه لكل قاعدة استثناء . …                                                                        برك البعير بروكا وتبراكا وقع على بركه وأناخ في موضعه فلزمه  وفلان ثبت وأقام  وعلى الأمر واظب .  .استذكرت هذه المعاني الجليلة وأنا أراك . لست ممن يخا لطون البدو ولست ممن يحبون الصحراء وان  كنت رأيت في أحايين قليلة نياقا باركة فلا أخفي عليك يا جلالة القاضي أن منظرها أزعجني كثيرا لسبب لم أتبين كنهه حينها حتى لقيتك يا ليتني ما كنت ألقاك. بركا ( بضم الباء وفتح الراء) رأيتك . فهلا علمت سيدي الرئيس ما البرك . انه من الرجال البارك على الشي ء و- الجبان- و- الكابوس- ليس بي حاجة إلى ابتراكك في عرضك أو إلى  تنقصك والاجتهاد في ذمك فقد فعلت كل  ذلك بنفسك فجعلت مقعدك وليس ظفرك يحك جلدك لكثرة بروكك وتبراكك أعرف جيدا أنك تفهمني جيدا ..  ولكني أخشى على غيري وغيرك أن تستعصي عليه طلاسمك وأنت تنيخ . ولذلك فسأكلمك وكأني أعرض عنك لأكلم سواك .. يا سيدي عادة القوم ممن يلبسون عباءتك السوداء- لقد زدتها سوادا وأنت تتمرغ في التراب- أن يقف لهم الجالس وأن لا يجلس الواقف إلا بإذنهم… صوت آت من بعيد , من بلاد القانون والهيبة يصيح في الجالسين قبالتك مباشرة وفي من هم وراء متهميك  
مـحـكـمـة

يصمت الصمت وتشخص الابصاراليك وأنت تدخل من مقصورتك لتأخذ مكانك وراء الميزان فتعتدل في جلستك ليرى الناس عدلك و لتكون أوزن البشر.  لكنك شئت اليوم أن تكون بلا وزن ولاميزان  . ماذا فعل القاضي بنفسه   من قررمكانه  من بدل هيبة الدخول  من أخرس صوت المحكمة . كيف يا سيدي الرئيس ترضى لنفسك أن يدخل عليك متهموك فيجدونك جالسا عفوا باركا .. لماذا لم يطلبوا منك أن تقف أنت لمتهميك ما دمت يا سيدي عبدا لهم أذا أجلسوك جلست و إن أقعدوك قلت لبيك كفى . أعرف ما ستقوله لي أعرف أن متهميك صاروا يرفضون الوقوف لك وأنت تدخل قاعة الجلسة استهزاء بك وإنكارا لقضائك واستنقاصا لهبتك التي صارت مهزلة كيف يتطاول عليك” الارهابيون” وأنت المسالم الخانع الجالس البارك .. لماذا يا سيدي الرئيس تفعل بنفسك ما لايفعله” الارهابي” بنفسه هو يرفض الاعتراف بك انتصارا لشرفه و أنت تهدر شرفك استرضاء لأسيادك .. أما كنت يا سيدي الرئيس قادرا أن تجلس دون أن تكون باركا و أن تقضي بين الناس دون أن تقضي على آخر ما تبقى لك من هيبة في بلاد رحمة الله فيها على كل هيبة             الآن فهمت سبب كرهي للناقة الباركة  ….جسم ضخم قد طوى أرجله تحته لا يرى منه غير ركبتين حك جلدهما أو دبرتين شنيعتين وعنق طويلة  يعلوها رأس أبله لا يدري احد إلى أي شيء تنظر عيناه …كائن ضخم أحمق مائل بعض الشيء في بروكه لا يستجيب لداعي الوقوف الا ابعد أن  تلهب السياط ظهره …   ..فهلا فهمت أنت ..   وللجناب سديد النظر.  


ســـواك 22

 
* كشفت صحيفة ليبية أن السلطات الأمنية التونسية، رفضت دخول خبير وأكاديمي اقتصادي ليبي وأعادته إلى بلاده في نفس الطائرة التي وصل على متنها. وهدد الدكتور عبدالله شامية، الذي يعد أحد أبرز قيادات جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، خلال حضوره مؤتمرا اقتصاديا الثلاثاء (6/3)، في مدينة بنغازي، باللجوء إلى القضاء إذا لم تقدم السلطات التونسية توضيحات حول أسباب ترحيله ومنعه من دخول تونس، رغم أنه كان ضمن وفد ليبي شبه رسمي. (قدس برس) أرجو أن تكون الرسالة قد وصلت إلى الجهة المقصودة … فأنى للزعيم الليبي أن يعطينا دروسا في التسامح … ألا يكفيه أنه عفا عن “الخوانجية” ورد لهم حقوقهم وجوازات سفرهم وأعمالهم؟! ثم يسخر “منا” ويرسلهم إلينا في وفود رسمية!! … “إننا لا نقبل دروسا في التسامح من أحد”!! * أخي محمد، مكتبك بقي مفتوحا لزيارة ذوي ضحايا الدكتاتور ممّن ابتلوا بقمعه وأُذِلّوا بلسعه، ونفوسهم تلهج لك بالدعاء عسى أن يفرّج الله كربك ويسرّع عودتك إلى أهلك وذويك، فالنفوس الكريمة تجازى من جنس عملها لا يُغبن ولا يُضزى فعلها. … غدا نلقاك بإذن الله … وللباطل جولة ثمّ يضمحلّ.  أخوك عبد الرؤوف العيادي (كلمة) يؤسفني يا أستاذ عبد الرؤوف أن أذكرك بأن “غـد” الدكتاتور لناظره بعيد!! * فبأي منطق يسجن العياشي الهمامي أو نجيب الشابي أو مصطفي بن جعفر نتيجة تحركاتهم للمطالبة بحرية عمل النهضة وباطلاق سراح مساجينها بدون أن يتواجد مناضلو النهضة في نفس التحركات وبدون أن يتعرضوا لنفس المخاطر؟ (الطاهر بن حسين: تونس نيوز) ها يكذبون، يكذبون، يكذبون  
من يصدق ذا الدجل!!    (بحري العرفاوي) * ولا يخفى بالطبع أن في هذا العمل المشترك خطورة زرع الالتباس في أذهان الراي العام بأن التيار التقدمي يشترك مع حركة النهضة في مشروع سياسي ومجتمعي كامل وليس فقط في اكتساب حقوق المواطنة. وعليه كان مشروع تنظيم منتدى 18 أكتوبر بادرة خير لتوضيح المواقف ولنشر الوعي بتمايز المشاريع بين التيار التقدمي والتيار النهضوي الاخواني. (الطاهر بن حسين: تونس نيوز) يقولون من يخطب الحسناء  لم يغله المهر !! وأقول مثل ذلك لمن “يخطب” التقدمية شريطة أن لا تكون “إبنة” مشوهة أو غير “شرعية” لسي الطاهر بن حسين!! فعندها “العزوبية” أرحم!! * لقد اعتقل محمد عبّو بسبب تخطيه الممنوعات في التعبير وكتابته عن رأس النظام التونسي ولكن أجهزة النظام أرادت إبعاد الأضواء الكاشفة عن رئيسها و”اقترحت” مقالا آخر كان محمد قد كتبه منذ عدة شهور عن حالة القضاء والسجون التونسية اللاإنسانية وأعلنت أنّ هذا المقال هو سبب محاكمة عبّو  (أم زياد:كلمة) لو كان “النظام” يعتقل من يتخطى الممنوعات لكنتِ أنتِ أولى بالاعتقال منه!! … أم تراك تتهمين سلطتنا “التقدمية” بعدم المساواة بين الرجال والنساء أمام القانون وكذا في الحقوق والواجبات؟؟!!  * تأتي الدعوة إلى مقرّات يحاصرها البوليس المراقب فتتنقّل المعارضة إلى مقرات أخرى للتناقش مع البوليس الحاكم ثم تعود فرحة مسرورة إلى مقراتها التي يحرسها البوليس المراقب. ومن الغد يكتب عنها في الجرائد البوليس الكاتب ليبارك عودة الوعي إليها. (أم زياد: كلمة) مبروك “لتونس” بوليسها المنتشر في كل المواقع!! ولتنعم أم زياد وأصحابها وصويحباتها “بنومة هنية” ما دام البوليس يحرص كل المواقع ولا يحق له أن ينعم “بنومة هنية” !! * لقد عثرت بالصدفة عندما كنت أقرأ القانون المتعلّق بنظام السجون وتحديدا في الفصل 35 أنّ بإمكان أي صديق له تأثير معنوي على السجين أن يتمتّع بزيارته، فقدمت مطلبي للإدارة العامة للسجون والإصلاح، فمنحوني هذا الحق القانوني. ( من الحوار الإفتراضي مع محمد عبو) (سامي نصر: كلمة) “إلّي يحسب وحدو يفضلو” يمنعون زوجته وطفلته من مقابلته ويسمحون لصديق له من المواصفات ما يمكن أن يلحقه به ليحاوره حوارا مطولا من غير استعجال!! * ومع ولادة الطفل الرابع، (الأب أخُ الأم) ثار جدل حاد بالمجتمع الألماني حول جريمة “زنا المحارم”، حيث تعالت دعوات لإلغاء عقوبته من قانون العقوبات باعتباره من “بقايا فكر العصور الوسطى”. فيما دافع آخرون عن العقوبة؛ لأن إلغاءها سيؤدي إلى كارثة اجتماعية خطيرة . (إسلام أون لاين) الشيء من مأتاه لا يستغرب إنما الستغرب أن أقواما يتسمون بأسمائنا ويكتبون بأحرفنا وعلى صفحاتنا!! قد رضوا بأن يقتحموا على الضب جحره (النتن) ويسعون لجرنا معهم!!  * تخطط السلطات التونسية لخصخصة أكثر من 20 مؤسسة ومنشأة اقتصادية خلال العام الجاري، وذلك ضمن إطار برنامج تنموي يستهدف تفعيل الاقتصاد التونسي وإعادة هيكلته لتحسين قدرته التنافسية. وبحسب تقرير اقتصادي تونسي فإن المؤسسات والمنشآت المعنية بهذا البرنامج تنشط في مجالات متنوعة منها الطاقة والبنوك والسياحة والتجارة والصناعات المعملية. ( الجزيرة نت)    ومن يأنس في نفسه القدرة فليتقدم دون لمز وحديث في الزوايا بأن الأمر مجرد تحايل لتحويل الأملاك العامة إلى أملاك خاصة للعائلتين الشهيرتين!! … فالمجال مفتوح والفرص “متكافئة”!! ومن له غير ذلك فلينشره “فنحن” قوم لا نستحي وليس لدينا ما نخفيه!!  * يبدو ذلك جليا في بعض المؤشرات (سبق أن ألمحنا إليها في مقال سابق وتفاعل معه سلبا أو إيجابا صحفيون وسياسيون)، ثم جاء خطاب الرئيس بن علي في اختتام أعمال اللجنة المركزية للحزب الحاكم ليُـضيف تلميحات ذات دلالة، تمحورت بالخصوص حول إقراره بحاجة البلاد إلى “معارضة قوية”. (صلاح الدين الجورشي :سويس إنفو) معارضة قوية !! قرار وجودها وعدمه بيد من تُعارِضْ!! … إني معكم من المنتظرين!    أعــــدّه: صابر التونسي


أخبار من سوسة و المنستير

 
** المنستير: أستاذ جامعي في إضراب عن الطعام بدأ السيد رشيد الشملي الأستاذ الجامعي بكلية الصيدلة بالمنستير والمختص بالنباتات الطبية إضرابا عن الطعام بمقر عمله بكلية الصيدلة منذ يوم 1 مارس 2007 و ذلك احتجاجا على العراقيل المتواصله التي يجدها من لدن عميد الكلية للقيام بنشاطه الجامعي و الأكاديمي. و كان عميد كلية الصيدلة استدعى يوم 25 فيفري أعوان الأمن لمنع اجتماع تمهيدي بالكلية دعا إليه الأستاذ رشيد الشملي بعض المختصين في إطار الأشغال التحضيرية لمؤتمر علمي حول النباتات الطبية. و في اتصال هاتفي مع جريدة الموقف صرح الأستاذ رشيد الشملي بأنه يتعرض منذ فترة لعرقلة و محاصرة منهجية لنشاطه الأكاديمي و بصورة خاصة للتكوين المستمر الذي يؤمنه للصيادلة و الأطباء المتخرجين enseignement post-universtaire و عرقلة مشروع حديقة النباتات الطبية الذي يسعى لبعثه jardin botanique و عرقلة نشاط وحدة البحث التي يديرها بالكلية. و قد راسل الجهات المختصة في هذه المسائل و لم يجد حلولا للعراقيل و المضايقات التي يتعرض إليها مما دفعه إلى الدخول في إضراب عن الطعام. و يعتبر الأستاذ الشملي انه لا يزال فاتحا يديه للحوار من أجل رفع العراقيل التي تواجهه في نشاطه الجامعي و الأكاديمي. ** سوسة: تجمع للأساتذة الجامعيين تجمع عدد من الأساتذة الجامعيين يوم الأربعاء 28 فيفري أمام مقر جامعة سوسة تضامنا مع زميلهم في جامعة المنار. و قد استقبل رئيس الجامعة وفدا نقابيا في حين رفض دخول البقية إلى بهو الجامعة مما أثار استياء الجامعيين و احتجاجهم ** سوسة: أطروحة دكتوراه حول القروض العمومية قدم الصديق الدكتور عمر بوبكري بنجاح و امتياز يوم السبت 3 مارس 2006 بكلية الحقوق بسوسة أطروحة دكتوراه دولة في القانون العام حول القروض العمومية للدولة. و قد ترأس اللجنة الأستاذ حسين الديماسي و عضوية الأستاذ نجيب بلعيد و الأستاذ رضا جنيح و الأستاذ لطفي مشيشي و الأستاذ أحمد السويسي الذي هو في نفس الوقت مدير البحث. و قد تناولت أطروحة الدكتوراه التي استغرقت ما يقارب 5 سنوات من البحث تطور الإقتراض الحكومي في تمويل نفقات ميزانية الدولة منذ الإستقلال على الأن. و ستكون هذه الدراسة إضافة قيمة للمكتبة القانونية في تونس سيستفيد منها حتما عديد الطلبة و الباحثين و المهتمين. أحر التهاني للصديق عمر بوبكري بهذا النجاح الباهر. ** تعزية على إثر وفاة والد الصديق أحمد بوجرة الكاتب العام للنقابة الأساسية لكلية الأداب بسوسة تتقدم هيئة جامعة سوسة للحزب الديمقراطي التقدمي و أسرة جريدة الموقف للصديق أحمد بوجرة بأحر التعازي راجين من الله أن يرزق عائلة الفقيد جميل الصبر و السلوان  (المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 19 مارس 2007)

 


الاحتجاجية الشبابية: دلالات وأبعاد

المهدي مبروك كان المشهد أكثر من كارثي، دراما تمّ ارتجالها بكلّ عفوية ماكرة. الشارع الكبير 9 أفريل بكلّ ثقله الرمزي الصادر عن غمزات التاريخ ودلالة المجال والفضاء حين تصطفّ فيه مؤسّسات المراقبة والمعاقبة (مستشفيات، سجون ومحاكم، مدارس…). يتحوّل الأسبوع الفارط إلى ركح لما يشبه محاولة الانتحار الجماعي. مئات الخريجين من العاطلين أو المعطّلين أو المسقطين، يلتف حولهم جموع الطلبة…يحتلّون الشارع لبضع ساعات، السيارات تداهمهم وقوات الأمن تحاصرهم… يضيق الفضاء ويتضاءل الأمل. مسلك وحيد يتسع لهم رحبا وفسيحا كيوم الآخرة. إنّه الإسفلت وتحت عجلات السيارات المارّة ذلك اليوم المشؤوم… ارتمى بعض الشباب تحت السيارات، خاتلهم الموت هذه المرّة وظلّ يتمنّع ولكن إلى متى؟ ! كان ذلك على مرأى ومسمع آلاف المارّة والمواطنين والطلبة ورجال الأمن الذين بدأت عليهم علامات الارتباك و”التعاطف الإنساني” أحيانا. تعاطف لم يمنعهم من تأدية الواجب المهني: الهراوات والضرب وكثير من الشتم “الشعبي” الموغل في قذارة اللغة وفواحش القول. العديد من ذوي الأحاسيس المرهفة أصيب يومها بالإغماء حين شاهد ما شاهد: بعض الشباب يتجرّد من ثيابه العليا ويطلب أن تطلق عليه رصاصات الرحمة فلا أحد استجاب له. البعض الآخر رجا أن يكون أحد ضحايا حوادث المرور التي تفتخر بلادنا أنّها تتصدّرها عالميا… فما حدث له ذلك. العديد من الأساتذة الذين “تابعوا” الأحداث فقدوا “شهيّة” التدريس. تثاقلت خطاهم وهم يدلفون إلى فصولهم… انتابهم تلعثم فصيح وكثير من زلات اللسان… فلمن تنفخ مزاميرك يا داود؟ ! وبقطع النظر عن تفاصيل الأحداث وتسلسلها التاريخي وأهمّ الفاعلين الذين ينتجونها واستراتيجياتهم، فإنّنا نودّ أن نتوقّف بشكل حصري عند دلالات ما حدث وما قد يحدث في الأسابيع القادمة. فالمشهد وقد كتب من “لحمة حيّة” بعبارة المرحوم صالح القرمادي حريّ بأن يفهم. فما الذي يدفع بالطلائع الحيّة والمثقّفة من شبابنا ليقدم على ما أقدم عليه يومذاك؟ ولماذا تتجه الاحتجاجية الشبابية لاتخاذ تعبيرات “انتحارية” واقعا ومجازا؟ أنهت بلادنا مخطّطها العاشر (وهاهي تدلف مخططها الحادي عشر) دون أن تدرك الأهداف التي وضعتها وخصوصا المتعلّقة منها. وهي أهداف ربطتها بالقدرة على رفع ثلاث تحديات اجتماعيّة تهدّد هذه الشريحة العمرية بالذات: 1ـ اندماج الشباب في المجتمع: وذلك من خلال مسالك ثلاث هي التعليم وخصوصا جودة المؤسّسة التربوية، والإعلام الصحّي بالتركيز على الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا وآفة المخدّرات. وثالثا الاندماج الاجتماعي عبر الوقاية من انحراف الأحداث. كانت الحصيلة هزيلة إذ تؤكّد كلّ المؤشرات أنّ المخطّط العاشر انتهى مخلّفا مزيدا من تدهور الوضع في تلك المسالك: الانقطاع المدرسي وكافة أشكال التسرّب تستفحل ناهيك عن تدهور صورة المؤسّسة المدرسية والعلم عموما. أمّا الإعلام الصحّي فلا شيء يؤكّد أنّ آفة المخدّرات وغيرها (التحربيش…) هي بصدد التراجع ناهيك عن نموّ ظاهرة العنف المدرسي وكافة أشكال الانحراف التي تفتك بفئات عريضة من شبابنا. 2ـ الإدماج المهني: ظلت نسب البطالة حسب التقديرات الرسمية تراوح مكانها والتراجع الذي يسجّل بين الحين والآخر هو في الأرقام العشرية (الكسور) التي تلي 15 بالمائة. إنّ الفئة العمرية الواقعة ما بين 15ـ 29 سنة هي التي تشكّل 60 % من العاطلين عن العمل. أمّا البطالة طويلة المدى فهي التي تشكّل النواة الصلبة للظاهرة بنسبة تقدّر بـ 50 بالمائة…الشباب الذين تجمهروا يومها كانوا في أغلبهم من هذه الفئة، بطالتهم “دائمة”، دوام يلحقهم قسرا بشيخوخة “عزباء” لا تتدثّر بغطاء خديجة أو عطف البنون. كلّ التجارب والآليات التي تمّ تجريبها لم تفلح في امتصاص الأعداد الهائلة المتدفقة سنويا على سوق الشغل والمقدّرة سنويا بحدود 80 ألف طلب وظلت الدولة والقطاع الخاص منكمشة في تشغيليتها لهؤلاء وقد تكون المؤسسات الخاصّة تلاعبت ببعض الحوافز التشغيلية إذ تطرد العامل الجديد بمجرّد انتهاء العقد الذي تستفيد منه ضريبيا. 3ـ مكافحة التهميش والإقصاء الاجتماعي: مع التحرير المتصاعد للاقتصاد، فإنّ الفئات المهدّدة بالتهميش والإقصاء، نظريا، قابلة للتوسّع وهي فئات وإن كانت تضمّ تاريخيا شرائح الطبقات الشعبية من الأرياف والأحياء الشعبية في المناطق الحضرية الكبرى وذوي الحاجات الخصوصية والعائلات المعوزة، فإنّها أصبحت تستقبل حاليا فئات شابة متخرّجة من التعليم العالي، رأسمالها الثقافي والعلمي مرتفع مقارنة بضحالة رأسمالها الاجتماعي والمالي. الجديد الذي علينا أن ننتبه إليه هو أنّ المجتمع المهمّش يحتضن لأول مرّة، منذ الإستقلال، فئات متعلّمة. كان المجتمع المهمّش يؤوي تقليديا فئات فقيرة ولكنّها أيضا أميّة، تتسم ثقافتها بالقدرية والامتثالية ولعلّه من المفارقة المؤلمة أنّ هذه الشرائح ذاتها كانت تمدّ النّظام السياسي بقاعدة تصويتية وحتّى أمنية كبرى: شعب حزبية وميليشيات ولجان يقظة وغيرها… المشهد تغيّر كثيرا. مهمّشوا السبعينات تناسلوا وعلّقوا آمالا “عريضة” على أبنائهم وقد وفّروا لهم مستلزمات الدراسة وفي كثيرا من الأحيان، كان ذلك على حساب قوتهم اليومي وبعض من كرامة: كريدي و”سلفة” وأشياء أخرى قد يجبر عليها المرء؟! الوافدون الجدد على عالم “التهميش” أو تونس الأخرى مختلفون تماما عن مهمّشي السبعينات والثمانينات وحتّى التسعينات: إنّهم شباب متعلّم، منفتح، ثقافته لن تكون امتثالية مطلقا. لذلك فإنّه سيكون ميّالا للاحتجاج رغم القبضة الأمنية التي تحكم سيطرتها على المجتمع. إنّ التنظّم الذي يميّز هذه التحرّكات وانتشارها في كافة ولايات ومعتمديات البلاد ليبرهن على أنّ شيئا ما قد تغيّر. لعلّ الجرأة هي بعض مما يؤشّر على هذه التغيّرات (اعتصامات في مقرات الوزارات والولايات، لافتات وأشكال مبتكرة من التظاهر في الساحات العامّة وحتّى شارع الحبيب بورقيبة حيث عمد شابان إلى شدّ نفسيهما بالسلاسل على أحد عواميد الكهرباء…) ورغم عسر توقع ما ستجري عليه الأمور قادما، فإنّ الثابت أنّ “عالم التهميش” وهو يستضيف “القاطنين الجدد” من الشباب العاطل أو المعطّل لن يكون هادئا ووديعا تجاه السلطة. أمّا لماذا تتجه الاحتجاجية الشبابية إلى أن تتخذ أشكالا من الانتحار واقعا أو مجازا فإنّني وفي غياب دراسات علمية دقيقة تحول الدولة دون إنجازها أكتفي بتقديم الفرضيات التالية: ـ الإحساس المتنامي بالاختناق وهو ناجم عن ضيق مساحات التعبير الحر. إنّ التألّم تحت الصمت لن يدفع إلى مثل تلك التعبيرات التي تتجه إلى التكلّم بأجسادها، فالمشهد السمعي والبصري الحالي بضحالته لا يستجيب مطلقا لتطلّعات تلك الفئة: وهل ننتظر من “دليلك ملك” و”فرّغ قلبك” وغيرها من البرامج أن تكون صوتا لهؤلاء؟ ! إنّ “حوارا” مع الشباب يجري تحت وطأة “تجنيب الشباب مخاطر التطرّف” ولكن ضمن منطق الاحتواء وجرّه إلى حضيرة الحزب الحاكم لن يفلح في التقاط الصوت الحقيقي لهؤلاء مثلما فشلت “الاستشارات” الوطنية للشباب المتلاحقة في “التقاط” الصوت السلفي الذي كان “يهدر” خارج طبلة أذن السلطة. ـ ضيق الفضاء العمومي: إنّ الفئات الشبابية “العاطلة” عن العمل مقصية عمليا من كافة الفضاءات العمومية المادية والافتراضية: دور الشباب والثقافة يتمّ تسخيرها للدعاية، محلات انترنات مراقبة وحتّى “المقاهي المحترمة” باهضة الثمن… فما هي الفضاءات “المادية” بالمعنى الجغرافي للكلمة التي تقدر على استضافة هؤلاء؟ ! المقهى؟ الملعب؟ الساحات العامّة؟ الجدران وأعمدة الكهرباء ليلا؟ هؤلاء لا فضاء لهم… إنّهم يحاولون تملّك الفضاء والاستحواذ عليه بتلك الأشكال العنيفة التي كان شارع 9 أفريل إحدى عيّناتها (جلس المحتجّون وسط الشارع وتمدّد العديد منهم طولا وعرضا ). بعض ممن تظاهر الأسبوع الفارط عرفته في بداية التسعينات حيّا مبدعا تحتضنهم نوادي الشعر والأدب والسينما. من منّا لا يتذكّر شوقي الشيحي، الآن وقد سطا السجن على بعض عمره وخياله والبطالة على خبزه يعرض جسده للرصاص؟ ! ـ غياب الموافقة النفسية والأدبية: لم يفلح مجتمعنا إلى حدّ الآن في إفراز نمط من الجمعيات قادر على الإحاطة النفسية والاجتماعية بهؤلاء الشباب مقارنة مع بعض المجتمعات المجاورة، معاناة هؤلاء لا يرافقها فيهم سوى عائلات قد تضاعفت فيهم مشاعر الإهانة والنقمة. هذه الاحتجاجية المحلية قد تنفتح على احتجاجية إقليمية يكفي فقط أن تصيب لقطة دامية من “الجزيرة” أو لقاء عابر مع نصّ افتراضي مناطق هشّة منّا حتّى تنفتح لنا مسالك أخرى !! دعـوة وفي الختام وحتّى لا يكون المشهد قاتما خصوصا وأنّنا منذ بداية هذا الموسم لم نر في الأعمال الفنية المتناولة لمسألة الشباب سوى نهايات حزينة (خمسون الجعايبي وآخر فيلم النوري بوزيد) تتولّى السلطة دعوتنا لعرض مسرحي مجانا سيكون عنوانه “فرحة شباب تونس”، المكان: تونس، التاريخ: 21 مارس 2007 ، البقاع محدودة فلا تتخلّفوا عن الحضور. سترون شبابا آخر مبتهجا ينطّ ويرقص. دمى، أتساءل أحيانا إن كان لها فعلا حتّى عقل “عصافير”. فحتّى العصافير تغضب أحيانا. التلوّث والتصحّر وأشياء أخرى تدفعها للاحتجاج… إلا هؤلاء “العصيفرات”؟ !!. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة “الموقف” (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 397 بتاريخ 16 مارس 2007)

 


لماذا لاتسحب الدولة التونسية تحفظاتها على اتفاقية المرأة؟

 
عبد المجيد المسلمي تشكل اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة أو ما يصطلح عليه باتفاقية المرأة وثيقة دولية أساسية لضمان مساواة المرأة بالرجل في جميع أنحاء العالم. و قد اعتمدت و عرضت للتوقيع و التصديق و الانضمام بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 24 – 180 المؤرخ في 18 ديسمبر 1979 و بدء تنفيذها في 3 سبتمبر 1981. و تتضمن اتفاقية المرأة عددا من الالتزامات المحددة و المفروضة على الحكومات الممضية عليها لضمان حقوق المرأة و اتخاذ التدابير الضرورية من أجل تمكين المرأة من التمتع بجميع حقوقها و حرياتها الأساسية. و قد مكنت هذه الاتفاقية منذ تبنيها منذ أكثر من ربع قرن من تحقيق مكاسب هامة لحقوق المرأة في جميع أنحاء العالم إذ صادقت على الاتفاقية 178 دولة و لم تبق سوى أقطار قليلة لم توقع عليها بعضها من الدول العربية و الإسلامية مثل قطر و إيران و عمان و الإمارات العربية المتحدة. و قد وقعت الجمهورية التونسية مبكرا على هذه الاتفاقية في 16 جويلية 1980 و صادقت عليها في 18 سبتمبر 1981 و لكن هذه المصادقة ترافقت مع إبداء تحفظات حول بعض بنودها. و قد تحفظت الدولة التونسية على الفقرة 2 من المادة 9 التي تنص على منح المرأة حقا متساويا لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالهما مبررة ذلك بتعارضها مع أحكام الفصل السادس من قانون الجنسية التونسي. كما تحفظت على عدد من الفقرات الواردة بالمادة 16 و هي الفقرة أ(ج) التي تمنح المرأة نفس الحقوق و المسؤوليات أثناء الزواج و عند فسخه و الفقرة أ (د) التي تنص على نفس الحقوق و المسؤوليات للمرأة و الرجل بوصفهما أبوين بغض النظر عن حالتهما الزوجية في الأمور المتعلقة بأطفالهما و في جميع الأحوال يكون لمصلحة الأطفال الاعتبار الأول و الفقرة أ( و) التي تنص على نفس الحقوق و المسؤوليات فيما يتعلق بالولاية و القوامة و الوصاية على الأطفال و تبنيهم…و في جميع الأحوال يكون لمصلحة الأطفال الاعتبار الأول و الفقرة أ(ز) التي تنص على نفس الحقوق الشخصية للزوج و الزوجة بما في ذلك الحق في اختيار إسم الأسرة و المهنة و نوع العمل و الفقرة أ (ح) التي تنص على نفس الحقوق لكلا الزوجين فيما يتعلق بملكية و حيازة الممتلكات و الإشراف عليها و إدارتها و التمتع بها و التصرف فيها. كما تحفظت الدولة التونسية على الفقرة 2 من المادة 29 التي تنص على أن أي خلاف ينشأ بين دولتين أو أكثر من الدول المصادقة على الاتفاقية حول تفسير أو تطبيق بعض بنودها و لا يسوى عن طريق المفاوضات يجب أن يعرض على محكمة العدل الدولية و ذلك بناء على طلب واحدة من هذه الدول. و قد اعتبرت الحكومة التونسية أن مثل هذه الخلافات ينبغي أل تعرض على التحكيم أو على محكمة العدل الدولية للنظر فيها إلا برضا كل أطراف النزاع. كما أصدرت الحكومة التونسية إعلانا حول الفقرة 4 من المادة 15 التي تنص على أن تمنح الدول المصادقة على الاتفاقية الرجل و المرأة نفس الحقوق فيما يتعلق بالتشريع المتصل بحركة الأشخاص و حرية اختيار محل سكناهم و إقامتهم معتبرة انه لا يجب ألا تؤول على نحو مخالف لأحكام قانون الأحوال الشخصية الساري به العمل في تونس. و تسمح المادة 19 من اتفاقية فيينا المتعلقة بقانون المعاهدات بإبداء تحفظ في وقت التصديق على معاهدة ما. و تعرف التحفظات على أنها بيان من طرف واحد مهما كانت تسميته أو صياغته تدلي به دولة ما لدى توقيعها معاهدة ما و ترمي من ورائه إلى استثنائها من الأثر القانوني لأحكام بعينها من أحكام المعاهدة أو تعديل هذا الأثر في تطبيق الاتفاقية على تلك الدولة. و قد سمحت اتفاقية فيينا للدول المصادقة بإبداء التحفظات على المعاهدات الدولية لتشجيعها على التوقيع و المصادقة عليها و تصبح دولا أطرافا في تلك المعاهدات. و بالمقابل فإن اتفاقية فيينا تنص على أن لا يجوز لدولة ما لدى توقيعها معاهدة ما إبداء تحفظ قد يناقض موضوع المعاهدة و أهدافها. كما تنص المادة 28 من اتفاقية المرأة على أنه لا يجوز إبداء أي تحفظ يكون منافيا لموضوع تلك الاتفاقية وأهدافها. و يؤكد إعلان و برنامج عمل بيكين لسنة 2005 على انه من الضروري تجنب اللجوء إلى التحفظات إلى أقصى حد ممكن من أجل حماية الحقوق الأساسية للمرأة و ضرورة تقييد نطاق أي تحفظات تبديها الدول مراجعتها بصورة دورية بغرض سحبها. كما دأبت لجنة القضاء على التمييز ضد المرأة منذ 1993 على العمل على الحد من التحفظات و مطالبة الدول بصياغتها بدقة و ضمان أن لا تكون منافية لروح المعاهدة و طالبت الدول المصادقة بتقارير حول أسباب التحفظات. و بقطع النظر عن المادة 29 التي تتناول آليات تسوية النزاعات بين الدول حول هذه الاتفاقية و الذي تحفظت عليها الدولة التونسية فإن هذه التحفظات من طرف الحكومة التونسية على المواد 9 و 15 و 16 تحرم المرأة من عديد الحقوق و تناقض مبدأ المساواة التامة بين المرأة و الرجل و بالتالي على الحكومة التونسية أن تسحبها في أقرب وقت. و الجدير بالذكر أن المادة 2 اتفاقية المرأة تطالب الدول الموقعة عليها بإدماج مبدأ المساواة بين الرجل و المرأة في دساتيرها الوطنية و هو ما لم تقم به الدولة التونسية إلى حد الآن و بالتالي لا يزال هذا المطلب راهنا في بلادنا. وقد أعربت لجنة القضاء على التمييز ضد المرأة عن قلقها إزاء التحفظات التي أدخلتها الحكومة التونسية على المادتين 9 و 16 و على الإعلان المتعلق بالمادة 15 و حثت الحكومة التونسية على سحب تحفظاتها. و اعتبرت اللجنة أن تلك التحفظات تحرم المرأة من المساواة التي تمثل الهدف الأساسي للاتفاقية و تحافظ على تمييز ضد المرأة سواء تم إبداؤها لأسباب وطنية أو دينية أو ثقافية. و حسب منظمة العفو الدولية فإن التحفظات على المادة 16 المتعلقة بالمساواة في الحقوق في الزواج و العلاقات العائلية تحمي أشكالا متنوعة من العنف المكشوف و المستتر ضد المرأة و تكرس النظام الأبوي للأسرة الذي يحابي الأب أو الزوج أو الابن و هي تحرم المرأة من المساواة مع الرجل. و تجدر الإشارة أن الجمهورية العربية اليمنية هي الدولة العربية الوحيدة التي لم تبد أي تحفظ على اتفاقية المرأة ما عدى المادة 29 التي تتعلق بآلية حسم الخلافات بين الدول حول هذه الاتفاقية مما يعني أنه بإمكان البلدان العربية أن تسحب تحفظاتها على اتفاقية المرأة مما يمكنها من السير قدما نحو المساواة التامة بين المرأة و الرجل. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة “الموقف” (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 397 بتاريخ 16 مارس 2007)


نصف قرن على الاستقلال تونس والنتيجة نصف إنسان

 
بقلم الهادي المثلوثي من يقول نصف قرن من الاستقلال فقد يعني نصف قرن من الانجازات وأبسطها السيادة الوطنية الكاملة حتى يكون للاستقلال معنى وحرية الإنسان حتى يكون للمواطن معنى وحرية التعبير حتى يكون للوعي دور ولكن هل يكفي نصف قرن من الزمن كي نحقق أحلامنا ونجسد وجودنا كشعب يعطي أكثر مما يأخذ وينتج أكثر مما يستهلك ويعمل أكثر مما يتكلم ويسعى أكثر مما ينتظر ؟ وما أكثر الذين هم قاعدون في انتظار ما تمنه الدولة وما أكثر الذين هم مسئولون ساهرون على مصلحة القاعدين في المقاهي وفي بيوتهم وما أكثر الجالسين على مقاعد الدراسة وعلى كراسي المؤسسات والمسؤوليات وما أكثر الواقفين في الحافلات والقطارات وفي الشوارع وما يجمع بين القاعد والواقف والساهر هو انتظار الفرج من أمراض العطالة التي أصابت الضمير وشلت الإرادة والتفكير فلا مطلب في الحياة غير “هات” وهات أعطيني ما عندي شيء”. بعد نصف قرن من التربية والتعليم صار عندنا ملايين المتعلمين أكثرهم نصف أميين أو نصف متعلمين زادهم “عشرة الحاكم” أو أقل قليلا بفضل الإسعاف. ذلك هو مستواهم وهل هم مسئولون عن ذلك ؟، ألم توفر الدولة الروضات والمدارس والمعاهد والجامعات وتسن التراتيب التربوية لتسهيل العملية التعليمية وحماية حقوق الطفل والمتعلم وإن تطلب الأمر اعتباره ناجحا بملاحظة متوسط ومسعوف بحكم نظرية خير الأمور الوسط فلا هو متعلم ولا هو أمي. أليست هذه رحمة بالنشء وتشجيع لهم على متابعة الدراسة بقليل من الجهد وكثير من تدبير الرأس لتنمية حيلة الضعيف ؟. نصف قرن من التوجيهات الرئاسية ولازال المسئول ينتظر مسئوله والمرؤوس ينتظر رئيسه والجميع ساهرون على تعطيل الاجتهاد الفردي وإقالة الناس من الاعتماد على الذات لإبقائهم في راحة تامة كما هم القصّر تحت رعاية المؤتمن الأوحد وصاحب القرار الوحيد الأمر مكن الناس من الانصراف إلى همومهم اليومية غير معنيين بالواجبات ولا بالحقوق طالما أن السلطة قد تكفلت بالتفكير عوضا عنهم والتعبير عن خياراتهم والسهر على مصيرهم في الكبيرة والصغيرة وهذه نعمة لم تنعم بها أكثر الشعوب تحررا واستقلالا. بعد نصف قرن من التنمية يصبح الفقر قدرا والبطالة قضاء مع أن النمو الاقتصادي فاق التقديرات حسب تصريحات أهل الحل والعقد ولكن اختفى في جيوب الذين يعرفون “من أين تؤكل الكتف” رغم أن الدولة لم تقصر في تنويع أجهزة الرقابة والملاحقة والأمن وسن قوانين المحاسبة والجباية ولكن ما عساها تفعل إزاء إنسان محطم الآمال، قابل بالاستغلال وبالحرام قبل الحلال لم يقتنع بعد بأنه يعيش في ظل دولة الاستقلال. ففي ظل دولة القانون والمؤسسات ازدادت القناعة بأن الحاجة أم الاختراع فقد أبدعنا في اختراع سبل العيش رغم قلة الموارد فقل من عف عن الرشوة والسمسرة و”القلبة” و”الفصعة” من الدراسة ومن العمل… وراجت فلسفة تدبير الرأس وساد مبدأ “الاختلاس ولا الإفلاس”. خلال نصف قرن نجحنا في فرض الاستقرار الاجتماعي والرخاء الاقتصادي وتمكنا من رفع مكانة البلاد إلى المرتبة الرابعة عالميا في نسبة الطلاق مما يعني مدى نضج الحرية الفردية وحق النجاة بالذات من جحيم القفص الذهبي والعيش باستقلالية. ومن ثمار رعاية الأسرة طيلة نصف قرن ارتفاع نسبة العنوسة حتى صارت العزوبة تاج العاطلين والمحبطين والحديث عن حق الأمهات العازبات أضحى ركنا من حرية المرأة وحقوقها الطبيعية والاجتماعية ونسبة الولادات خارج القفص الذهبي تجاوزت الألف حالة كمعدل سنوي رغم أن وسائل منع الحمل وطبابة الإسقاط في متناول الجميع وتستوجب التنويه كمنجزات لمسيرة طويلة من تطوير مجلة الأحوال الشخصية وحماية الأمومة الفاضلة والأسرة السعيدة. يكفينا فخرا أن حققنا الاستقلال وأصبحنا أحرارا في استعادته من الباب الكبير كما نريد مكرما وشريكا كامل الحقوق: فها هي الشراكة آخذة في النمو والاستثمارات الأجنبية تستجدي رضانا في الانتصاب ببلادنا وها هي فرنسا مرغمة على ضخ المنح لدعم تعليم اللغة الفرنسية بمؤسساتنا التربوية وها هي مشاريع التطبيع تنشط سرا وعلنا لتستفيد من مكانتنا ومواقفنا في المحافل الدولية. أليس في كل ذلك دلائل على أننا ننعم باستقلالية عالية ونمتلك القدرة على فرض سيادتنا رغم محنة التبعية وأعباء المديونية وتحديات العولمة ؟. صحيح لم نحقق المجتمع المدني ولكننا نجحنا في إنشاء المجتمع الاستهلاكي الذي ينعم بالسيارات الشعبية ورباعية الدفع وأسواقنا تزخر بـ(الفريب) الرفيع والعادي والمواطن حر في اختياره وتلبية ذوقه سيما أن البنوك مفتوحة على مصراعيها للاقتراض والارتهان وما أكثر رهانات السلطة على عبقرية المواطن وهو وليد نصف قرن من الرهانات السياسية الصائبة أو المصابة بالنجاح في كل شيء فلا فساد ولا استبداد بدليل ما يرتفع من أصوات فردية وجماعية بتجديد البيعة والمناشدة باستمرار العرش على حاله لكون الفساد والاستبداد حالة متلازمة ومتأصلة حتى تكاد تكون عبقريتنا الوحيدة الضامنة للأمن والاستقرار واستقلال البلاد. فهنيئا لنا بذكرى الاستقلال وما جلبه من أمن وحريات وديمقراطية وتعددية في ظل الوحدة الحديدية بين الدولة والحزب الحاكم وهي الضامن الوحيد لوحدة المسار والراعي للتعددية تحت خيمة النظام القائم طالما أن الشعب وقواه الوطنية لم تبلغ بعد النضج السياسي والأهلية الكاملة لممارسة التعددية وحرية التنظم والحال أننا لم نتأخر في ركوب قطار العولمة والانفتاح على حرية المعلومة مما اضطر الساهرين على سلامة عقولنا ونفوسنا من حمايتنا من بعض مواقع الانترنت حتى لا تفسد علينا راحة البال والاطمئنان لأصحاب القرار والشأن. نحتفل بنصف قرن من الاستقلال والكامل فينا نصف إنسان وربما نحتاج إلى نصف قرن آخر لنحرر النصف الباقي من هذا الإنسان. بقلم الهادي المثلوثي hedi_mathlouthi@yahoo.fr تونس في 20 آذار / مارس 2007 (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة “الموقف” (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 397 بتاريخ 16 مارس 2007)


آيفكس – أنباء من الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير

 
19 مارس/ آذار 2007 القاهرة – مصر
مصر: يجب إجراء التحقيق في تعذيب محرر مدوّنة ناشط واغتصابه ** هيومن رايتس ووتش – HRW ** قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن على وزارة الداخلية المصرية أن تحقق فوراً في حادثة تعذيب واغتصاب أحد أنصار الديمقراطية؛ الناشط محمد الشرقاوي الذي يحرر مدوّنة على الإنترنت، أثناء احتجازه لدى الشرطة في العام الماضي. كما يتعين على السلطات حمايته مما تمارسه الشرطة بحقه من تخويف. وعلى الرغم من الطلبات المتكررة التي قدمها الشرقاوي ومحاموه منذ تعذيبه قبل سنةٍ تقريباً، لم تتخذ السلطات بعد أي إجراء ظاهر لتقديم المسئولين إلى العدالة. وقال الشرقاوي لـ هيومن رايتس ووتش، وهو الذي يشارك في حملات مناهضة التعذيب وغيره من انتهاكات حقوق الإنسان عبر التظاهرات والمقابلات مع وسائل الإعلام وعبر مدونته الخاصة، إن رجل شرطة كان حاضراً أثناء الإساءة إليه عند الاحتجاز “كان دائماً ينتظرني أسفل البناء الذي أقيم فيه”، وإن هذا الشرطي مجهول الهوية قرع بابه ليسأله إن كان موجوداً في المنزل وإذا ما كان يعيش فيه وحيداً. وفي السابعة من مساء 10 مارس/آذار، عاد الشرقاوي إلى بيته فاكتشف سرقة حاسبه المحمول الذي يقول إنه يحوي تسجيل فيديو غير منشور لإساءات الشرطة. ولم يُسرق شيءٌ آخر من الشقة رغم وجود مبالغ نقدية وأشياء قيّمة فيها. وأفاد الشرقاوي بأنه لم يعد ينام في بيته. وفى 10 مارس/آذار، أرسلت دائرة تحقيق أمن الدولة في وزارة الداخلية تقريرا إلى الادعاء العام، قامت فيه بتسمية الشرقاوي و16 آخرين من المدونين والصحفيين والناشطين باعتبارهم مسؤولين عن “نشر أخبار كاذبة” من شأنها تشويه سمعة مصر في الخارج بالإضافة إلى قيامهم بتنظيم مظاهرات. ومن ضمن الذين شملهم التقرير مدونين مثل وائل عباس (http://misrdigital.blogspirit.com) و علاء سيف الإسلام (http://manalaa.net) واللذان لعبا دورا مركزيا في الحملة ضد ممارسة التعذيب من قبل الشرطة عبر مدوناتهما. كما وسمى التقرير الصحافية عبير العسكري التي تعمل لدى جريدة الدستور الأسبوعية والتي اعتدت عليها الشرطة في مظاهرة في 11 مايو/أيار إلى جانب ناشطين قياديين من حركة كفاية. وفي 15 مارس/آذار قامت الشرطة بتفريق تظاهرة لحركة كفاية ضد التعديلات المقترحة على الدستور المصري واعتقلت على أثرها 21 من المتظاهرين. وقالت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: “رغم مضي قرابة سنة كاملة على تعذيب الشرقاوي واغتصابه في قسم الشرطة، فإن السلطات لم تتخذ أية إجراءات ظاهرة لمحاسبة المسئولين عن الجريمة”. وتابعت تقول: “وعلى الحكومة المصرية أن تفعل كل ما تستطيع لمقاضاة رجال الشرطة الذين عذبوا هذا الناشط الشاب، لا أن تسمح لهم بمضايقته وتخويفه”. وكانت قوات الأمن اعتقلت الشرقاوي للمرة الأولى يوم 24 أبريل/نيسان 2006 أثناء تظاهرةٍ جرت في القاهرة تأييداً لاستقلال القضاء، ثم أطلقت سراحه في 23 مايو/أيار. لكن عناصر مباحث أمن الدولة بوزارة الداخلية اعتقلوه ثانيةً في 25 مايو/أيار أثناء انصرافه من مظاهرةٍ سلمية جرت بوسط القاهرة. وكانت تلك المظاهرة تجري إحياء للذكرى السنوية الأولى للهجوم العنيف الذي شنته الشرطة وأنصار الحزب الحاكم على الصحفيين والمتظاهرين الداعين إلى مقاطعة الاستفتاء على الدستور. وقال الشرقاوي لـ هيومن رايتس ووتش إن من قبضوا عليه قاموا بضربه عدة ساعات في قسم شرطة قصر النيل، ثم اغتصبوه باستخدام أنبوب من الورق المقوى، وذلك قبل نقله إلى مقر نيابة أمن الدولة في مصر الجديدة. وعندما زاره محاموه بمقر النيابة في ساعةٍ متأخرة من ليل 25 مايو/أيار، طلبوا فوراً إجراء فحص طبي شرعي له ومعالجته من الإصابات التي وصفها أحد المحامين بأنها أسوأ ما شاهده من إساءات الشرطة خلال 12 عاماً. فرفضت النيابة هذا الطلب، لكنها سجلت إصابات الشرقاوي. ولم يعاين حالة الشرقاوي أحدٌ إلا طبيب السجن، وذلك بعد أربعة أيام. ولم يطّلع المحامون على أي تقرير عن تلك الإصابات، سواءٌ كان تقرير النيابة أو الطبيب. وقد أنكرت وزارة الداخلية تعرضه للتعذيب. ويقول محامو الشرقاوي إنهم قدموا إلى النائب العام محمد فيصل ثلاثة طلبات خطية للتحقيق في مزاعم الشرقاوي بتعرضه للتعذيب. وقال لنا الشرقاوي إنه أخبر النيابة أكثر من مرة عن تعرضه للتعذيب أثناء احتجازه. وبعد ذلك، وجهت السلطات إلى الشرقاوي تهم “إطلاق شعارات ضد النظام من شأنها الإخلال بالنظام العام والسلم الاجتماعي”، و”إهانة الرئيس”، و”إهانة رجال الشرطة أثناء أدائهم مهامهم”، و”الدعوة إلى تجمعٍ غير مرخص”، و”تعطيل السير”، واحتجزته في سجن طرّة إلى أن أمرت النيابة بالإفراج عنه يوم 18 يوليو/تموز. ومازالت قضيته أمام القضاء. وقالت سارة ليا ويتسن: “أظهر محررو المدوّنات للعالم كله مدى تفشي التعذيب في أقسام الشرطة المصرية”، مضيفة بأن “على الحكومة المصرية أن تظهر للعالم عزمها على تقديم مرتكبي هذه الجرائم الخطيرة إلى العدالة”. ومصر هي طرفٌ في اتفاقية مناهضة التعذيب، إضافةً إلى العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية. وبالتالي فهي ملزمةٌ بتحريم أي شكل من أشكال التعذيب وسوء المعاملة، وباتخاذ تدابير فعالة لحماية الضحايا من خلال إجراء تحقيقات شاملة محايدة وسريعة في مزاعم التعذيب، وكذلك من خلال توجيه الاتهام الجنائي حيث تجد سنداً له. وتنص المادة 42 من الدستور المصري على أن أي شخص محتجز “تجب معاملته بما يحفظ عليه كرامة الإنسان، ولا يجوز إيذاؤه بدنياً أو معنوياً”. لمزيدٍ من المعلومات عن انتهاكات الشرطة المصرية، يرجى الاطلاع على التصريحات الصحفية التالية الصادرة عن هيومن رايتس ووتش: “مصر: الشرطة تضرب ناشطين مؤيدين للديمقراطية بعنف”، 31 مايو/أيار 2006، على الرابط: http://hrw.org/arabic/docs/2006/05/31/egypt13486.htm  “مصر: يجب محاسبة الشرطة على أعمال التعذيب”، 23 ديسمبر/كانون الأول 2006، على الرابط: http://hrw.org/arabic/docs/2006/12/23/egypt14926.htm “مصر: سابقة مُروعة في حبس صاحب مدوّنة”، 22 فبراير/شباط 2007، على الرابط: http://hrw.org/arabic/docs/2007/02/22/egypt15380.htm ولزيارة صفحة محمد الشرقاوي على الإنترنت: http://sharkawy.wordpress.com لمزيدٍ من المعلومات، يرجى الاتصال: في القاهرة، إلايجا زاروان (الإنجليزية والعربية): +20-2-794-5036؛ أو +20-10-130-3226 في القاهرة، فادي القاضي (العربية والإنجليزية): +20-12-135-9232 (محمول) في نيويورك، سارة ليا ويتسن (الإنجليزية): 1-212-216-1230؛ أو +1-718-362-0172 (محمول)  (المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 19 مارس 2007)


شبان يركبون الموت… من أجل الحياة

 
محسن المزليني بالتزامن مع عيد الإستقلال، تحتفل تونس بعيد الشباب. وإذا كان هذا التلازم منطقيا وضروريا لأنّ الإستقلال ليس مجرّد حدث تاريخي مضى وإنّما هو جهد وصيرورة في مواجهة التحديات الجديدة التي تطرحها على البلدان المستقلّة تغيّر أشكال الإستعمار. ولأن الشباب هو عماد مستقبل الشعوب فإنّ التعامل مع مشاكله هو أساسا تعامل مع جوهر هذا المستقبل وخياراته. وبعيدا عن الاحتفالات الاستعراضية المفوّتة من مثل “فرحة شباب تونس”، فإنّ المدخل الأجدى هو الإطلالة من بوّابة مشكلاته وأهمّها الرغبة حتّى الموت في الهجرة إلى شمالا. فما هو حجم هذه الظاهرة وما هي دلالاتها؟ ظاهرة تتنامى رصدت الإحصائيات الرسميّة ارتفاعا كبيرا لظاهرة الهجرة السرية إذ سجّلت 298 محاولة هجرة سنة 2002 أوقف خلالها 3739 تونسيا و 902 أجنبيا في حين لم تتجاوز سنة 1999 117 محاولة و شملت الإيقافات 923 تونسيا و 264 أجنبيا. ويشير الدكتور المهدي المبروك الخبير في الهجرة السرية أنّ هذه الأرقام وإن كان يمكن مناقشتها في الكثير من الجوانب إلاّ أنّها، حتّى على حالتها تلك، تكشف الحجم الكبير الذي بلغته والتهاون في إعطائها ما تستحقّ خاصّة بعد المآسي المتكرّرة التي سجّلناها في السنوات القليلة الماضية. وهو ما يعني أنّ الحاجة ما زالت ملحة إلى مقاربة أكثر إجرائية و أكثر عدالة في التعاطي مع دواعيها المباشرة و نتائجها الكارثية ، وغياب هذه المقاربة الناجعة وإدراجها في خانة الطابوات السياسية يزيدها استفـحالا. ثقافة “الحرقة” أمام تنامي ظاهرة الهجرة السرية، أبدى الكثير من المتابعين والمهتمّين بدراسة هذه الظاهرة تخوّفهم من تحوّلها من مجرّد وضعيّة إلى ثقافة تغذيها طقوس و ذاكرة جماعيّة. ومن مظاهر هذا التحوّل شيوع أغاني بين الشباب وهي من نوع”الراي” غالبا ما تتحدّث عن مشاكل هذه الفئة وشعورها بالحرمان داخل بلادها إلى حدّ اليأس طالما أنّ البقاء يعني “الميزيريا”. وتسجّل هذه الأغاني نسبة مبيعات مرتفعة وخاصّة تلك التي يتغنّى فيها شاب بقارب النجاة (كما كان يتغنّى السابقون براحلتهم). ولا شكّ أنّ كلماتها ذات دلالات عميقة “يا بابور يا حبيبي mon amour) ( خرّجني من “لا ميزار”. فأيّ معنى هنا لهويّة أو لتمسّك بوطنيّة في زمن الأحلام المعولمة. سالم، شاب خريج شعبة التاريخ بالجامعة التونسية شهد زهاء عشر سنوات من الصراع مع “الكاباس” ولم يجن لا بلح الشام ولا عنب اليمن كما قال. رافقني ذات ليلة في حافلة العودة(خاصة) إلى مدينتنا الكئيبة. كانت نغمات هذه الأغنية تنبعث من كلّ جهات الحافلة وكأنّ الجميع في “طقس” حداء حزين. نظر إليّ شزرا حين تساءلت عن الاستخفاف بالوطنيّة التي تتبدّى من وراء الكلمات، وعقّب “يا صاحبي أيّ معنى للوطن عند شخص مثلي أخذت سنوات البطالة العشر بقيّة ما تركته سنون الدراسة والعسر. ألا تعرف أنّ “الغنى في الغربة وطن، وأنّ الفقر في الوطن غربة”؟. وأضاف أنّه وبعد ما مرّ من عمره ما مرّ لن تنقذه إلا مغامرة في قارب حتّى وإن كانت نسبة الوصول تتضاءل إلاّ أنّها تبقى “آخر الطبّ”. آخر الطبّ مقامرة أمّا رضا، فحكايته مع “الحرقة” تثبت إصرارا غريبا رغم هول ما لاقاه. هو شاب لم يبلغ الثلاثين من العمر. لفظه نظامنا التعليمي مبكرا ليجد نفسه بين شقاءين: عرض لا يتوفّر إلا على المجهد من الأعمال الفلاحيّة أو ما يتطلّبه سوق حضائر البناء الذي يضيق يوما بعد يوم لنضوب قدرة الطبقات الوسطى على “البناء”. وهذا العرض البائس يقابله طول قائمة المتطلّبات العائليّة والشخصية. فكان لا بدّ من محاولة “الهجرة إلى الشمال”. دفع من أجل ذلك 3 آلاف دينار أوهمه أحد الذوات أنّه قادر بعد تحصيلها على إخراجه معزّزا مكرّما، فكان الحصاد علقما. بعدها لم يستطع أن يطرد حلم “الجنّة الموعودة”، ولأنّ سوق الحرقة متبدّل دائما تبعا لتبدّل الإجراءات فقد أوعز إليه أحدهم بأنّ بلوغ مرامه يتطلّب منه السفر إلى ليبيا ففعل. ولكن الحظّ لم يسعفه مرّة أخرى إذ وقع في قبضة السلطات الليبيّة وزادت طينة تعاسته بلّة. ولكنّ محدّثي مصرّ على إعادة الكرّة، طالما أنّه لا خيار أمامه و “ما يلزّك على المرّ”. والغريب أنّ الشابين برغم التفاوت بينهما في المستوى التعليمي إلا أنّهما يشتركان في الرغبة الجامحة لبلوغ الهدف رغم إدراكهما الشديد أنّ المقامرة هنا تعني المقامرة بالحياة، بل إنّ سالم علّق على سؤال الموت وإن بشيء من المرارة قائلا “هل منع الموت المتكرّر قبل إدراك المبتغى الطيور من إعادة هجراتها إلى مكان ارتزاقها. غير أنّ ما يثير التساؤل هو مدى الخطورة التي صارت تصاحب محاولة الهجرة إلى حدّ يجعلها قفز في المجهول، فمن تبقي على حياته عواصف البحر الذي صار متطرّفا في خطورته قد تفنيه طلقات نيران حرّاس الحدود بعد أن باتت سدودا. فما الذي تغيّر لتردّ هذه البلدان بهذا العنف؟ الإمبراطورية والبرابرة الجدد اعتبر الكاتب الفرنسي جان كريستوف روفان في كتاب صدر له بنفس العنوان وأثار ضجّة كبرى أنّ بلدان الشمال الإفريقي تقع على خطّ التماس المباشر مع الشمال وبذلك حازت اهتماما بالغا من لدنه. وأطلق عليها “المناطق العازلة” وهي وإن كانت تنتمي إلى عالم البرابرة فإنّ مكانها التوسطي يجعل مهمّتها أن تثبّت جماهير الجنوب وتخفّف من قدرتهم على التدافع خارج خطّ التماس. وبعبارة أوجز فإنّ وظيفتها بنظر دول الشمال هي توفير الرقابة الاجتماعية على شعوبها لتحول وتحرّكها. فواجب الدولة العازلة أيّا كان حجمها وأيّا كانت مواردها هو تحقيق الاستقرار وتثبيت البرابرة في مكانهم كي لا يهدّدوا “الجنّة الشمالية”. وهي الفكرة التي عرضها الكاتب الألماني في إطار نقده الساخر لمواقف الشمال قائلا “لابدّ أن نبني بيننا وبينكم سدّا…تعالوا إلينا إن كنتم قادرين على توظيف أموالكم عندنا. أمّا إن أعوزكم المال فلا أقلّتكم أرضنا ولا أظلّتكم سماؤنا. وإن فعلتموها وجئتم إلينا فاغري الأفواه خاوي الوفاض، فاعلموا أنّكم تبادئوننا بالعدوان وتحملوننا أن نصدّكم صدّا عنيدا. ولن نكون عندها المجرمين أو البادئين بالجريمة. غير أنّ هذه الفكرة تحوّلت من مجال الأدب الساخر إلى برامج سياسية يتصارع حولها المرشّحون كما هو الشأن في الحرب الإنتخابية للرئاسيات الفرنسية بين ساركوزي المتصلّب الذي لم يكتف في برنامجه بمحاربة الهجرة السرية وإنّما وعد بـ “كنس” آخرين ممّن نجحوا في الوصول و”فرّخوا” مواطنين يحملون جينات البرابرة وبين روايال التي لم تصمد أمام إغراء المزايدة على موضوع الهجرة. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة “الموقف” (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 397 بتاريخ 16 مارس 2007)

 


 

رغم مرور 9 سنوات على صدوره: لماذا ظلّ قانون منع التدخين في الأماكن العموميــــة محــدود التطبيــق؟

 
تونس-الصباح: لأن التدخين آفة،لا تضر بالمدخن فقط بل بالمحيطين به كذلك. فقد اصدر المشرع التونسي منذ ما يزيد عن التسع سنوات قانونا يمنع منعا باتا التدخين في الاماكن العمومية ويعاقب كل مخالف لذلك. فقد نص القانون عدد 17 لسنة 1998 المورخ في 23 فيفري 1998 والمتعلق بالوقاية من مضار التدخين في فصله العاشر على «تحجير التدخين بالاماكن المخصصة للاستعمال الجماعي». وتبع هذا القانون الامر عدد 2248 لسنة 1998 المؤرخ في 16 نوفمبر 1998 هذه الاماكن بــ: – مؤسسات التعليم والتكوين العمومية والخاصة باستثناء الاماكن والفضاءات المخصصة للمدخنين والتي يجب ان تكون مستقلة عن القاعات المعدة للتدريس او المراجعة او المطالعة. – المؤسسات الصحية العمومية او الخاصة باستثناء الاماكن والفضاءات المخصصة للمدخنين والتي يجب ان تكون مستقلة عن القاعات او المحلات المعدة للانتظار او الاستشفاء او العلاجات. – القاعات او المحلات المعدة للانتظار او التشخيص او العلاج بالعيادات وبالمخابر الطبية الخاصة. – المحلات المعدة للممارسة الحرة للمهن شبه الطبية. – رياض الاطفال والمحاضن والكتاتيب. – الفضاءات المفتوحة للعموم بصيدليات البيع بالتفصيل. – وسائل النقل الصحي. -المحلات المعدة لقبول القاصرين لغاية الاشراف على انشطتهم الجماعية الترفيهية والرياضية. – قاعات المطالعة بالمكتبات المفتوحة للعموم. – قاعات العرض الثقافي. – القاعات الرياضية المغطاة. – الجوامع والمساجد والزوايا وسائر اماكن العبادة. – القاعات المعدة للاجتماعات والمحاضرات والمكاتب المشتركة وقاعات الانتظار والمعابر بالادارات العمومية. – المصاعد المركزة بالمحلات المفتوحة للعموم. -محطات توزيع الوقود. – الاماكن والفضاءات المخصصة لغير المدخنين. ويحجر الفصل3 من الامر عدد 2248 « التدخين بوسائل النقل العمومي» والفصل 4 «التدخين بقاعات الانتظار بمحطات النقل العمومي بما في ذلك قاعات الانتظار وقاعات الرحيل بالمطارات». كما يحجر القانون عدد 17 لسنة 1998 في فصله 11 على العاملين في مجال الاغذية المعدة للاستهلاك البشري التدخين اثناء اعداد المواد الغذائية او تحويلها اوتعليبها ..كما يحجر التدخين على العاملين في المطاعم او في محلات بيع المرطبات وذلك اثناء تحضير الاطعمة والمشروبات او تقديمهــا» ولكن رغم هذه القائمة الطويلة من الاماكن التى يحجر فيها التدخين،  فان التطبيق ظل محدودا وكأن مرتادي وموظفي بعض هذه الاماكن لم يسمعوا بالقانون المحجر للتدخين في الاماكن العمومية. ففي المستشفيات مثلا والتي كان من المفروض ان تكون القدوة ترى المرضى والزائرين وحتى الاطباء والممرضين يدخنون في الاماكن العمومية والخاصة. نفس الشيئ  بالنسبة للقاعات المعدة للاجتماعات والمحاضرات والمكاتب المشتركة وقاعات الانتظار والمعابر في الادارات العمومية. فترى في اغلبها نفاضات السجائر وترى المجتمعين، والمنتظرين في القاعات والمعابر يدخنون وينفثون سمومهم. كما ان المكاتب المشتركة غالبا  لا تخلو من المدخنين. ونفس الشيء بالنسبة للمتواجدين في القاعات الرياضية حيث ترى الجمهور يدخن والمدرب والمسير كذلك وايضا عدد من المتدخلين في اللعبة والتنظيم… مسؤولية من؟ وامام هذه الظاهرة الصحية والاجتماعية الخطيرة، يمكن التساؤل حول من يتحمل المسؤولية؟ هل هو المدخن ام المحيطين به ام الادارة بمختلف مستوياتها؟ المسؤولية يتحملها الجميع، فالمدخن زيادة على كونه لم يحترم نفسه وصحته فانه كذلك لم يحترم غيره من المحيطين به  وهؤلاء يتحملون بدورهم المسؤولية في قبولهم بالتدخين السلبي الذي لا يقل خطورة ومضرة عن التدخين. فقلة تتجرأ على نهي وزجر المدخن في غير الفضاءات المخصصة للمدخنين، وقلة تتمسك بحقها في هواء نقي . اما الادارة فانها تتحمل بدورها جزءا من المسؤولية،فبعض الادارات فقط فرضت قانون منع التدخين وتمسكت بمقتضياته …كما ان الاخلال ظل قائما في طريقة وسبل المنع والزجر . فلئن كان الفصل 16 من القانون عدد 17 لسنة 1998 اعلن صراحة عن فرض عقوبات مالية للمخالفين بتنصيصه على: «يعاقب المخالفون لاحكام الفصل 10  بخطية مالية قدرها 25 دينارا، ويعاقب المخالفون لاحكام الفصل11 من هذا القانون بخطية قدرها خمسون دينارا وفي حالة العود ترفع العقوبات الى الضعف»، فإن الارقام والاحصائيات لم تشر ولو مرة واحدة الى وجود خطايا والى عددها وحتى الى المؤسسات والفضاءات التي رفعت فيها المخالفات، ولا الى عمل الاعوان المكلفين برفع هذه المخالفات. وبعيدا عن مسالة الزجر والعقوبات والخطايا المالية، فان ضرورة تطبيق القانون المتعلق بالوقاية من مضار التدخين، يتجاوز البعد العقابي للمسالة الى البعد الصحي والانساني والاخلاقي القائم اولا وبالذات على احترام الشخص لنفسه وللمحيطين به ، والدفاع عن الحق في هواء نقي . والمطلوب اعادة تفعيل هذا القانون لوضع حد لاستهتار البعض بصحة غيره وبحق غيره في الهواء النقي وفي البيئة السليمـة . سفيان رجب (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 20 مارس 2007)


8 أعوام سجنا لكهل اعتدى على طفلة

 
أدانت الدائرة الجنائية الاولى بابتدائية تونس مؤخرا متهما كهلا وقضت بسجنه مدة 8 أعوام من أجل تحويل وجهة طفلة باستعمال الحيلة والاعتداء بالفاحشة على قاصر. وحسب الوقائع فإن المتهم استدرج المتضررة وهي طفلة سنها دون 18 عاما بعدما اوهمها انه صديق والدها وجاء ليوصلها الى المنزل فصعدت معه سيارته ولكنه لم يسلك الطريق المؤدية الى المنزل وانما ذهب الى مكان منزو وعبّر للفتاة عن رغبته في النيل منها ولكنها رفضت وفي نهاية المطاف اعتدى عليها بالفاحشة ثم أعادها الى الحي الذي تقطن فيه. فتوجهت مباشرة الى أمها وأعلمتها بما حصل وعندها  اقتادتها الى مركز الأمن وسجلت شكاية ضد المظنون فيه كما أمدت الفتاة الأعوان بأوصاف هذا الاخير ونوع سيارته ومن ثمة قاموا بعملية تمشيط للمكان وأوقفوا صاحب الفعلة. وبإحالته على باحث البداية صرّح انه فعلا استدرج الفتاة وأنكر الاعتداء عليها الا أنها أصرّت على اتهامه وعندها تراجع واعترف. وبمثوله أمام  المحكمة أنكر ما نسب اليه وقال  بانه هناك أغراض سابقة بين والده والشاكية وبينه ونفى نفيا كليا اعتداءه على الفتاة القاصر. وبسماع مرافعة محامي الدفاع بين أنه لا يوجد اي شاهد في القضية وذكر ايضا ان زاعمة الضرر كان بامكانها أن تطلب المساعدة لاسيما وأن الحادثة وقعت في الطريق العام وكان بإمكانها الهرب من سيارة منوبه. وطلب بناء على ذلك تبرئة منوبه. وبعد المفاوضة قضت المحكمة بسجنه مدة 8 أعوام. مفيدة (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 20 مارس 2007)


 
أخبارالصباح  
ندوة  حول  عقوبة  الاعدام 
 
ينظم  منتدى  الجاحظ  الثقافي  بمقره في باردو  ندوة  حول  عقوبة  الإعدام بين  الشريعة  والقانون  ينشطها  الاستاذان  الحبيب  مرسيط  ورضا  الأجهوري.. وذلك  مساء  الخميس 22 مارس على الساعة  السادسة  مساء  بمقر  المنتدى.. نقاش حول «سلسلة بورقيبة» ينظم الدكتور عبد الجليل التميمي مساء الجمعة بمؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات لقاء للحوار حول السلسلة التي ستبثها «قناة العربية» الفضائية حول الزعيم الحبيب بورقيبة وينتظر أن يشارك فيه عدد من المؤرخين ووزراء سابقين. أداء القطاعات التصديرية شهدت صادرات جل القطاعات التصديرية نموا ايجابيا لا سيما قطاع الصناعات الميكانيكية والكهرباء الذي سجل نموا بـ20% الى جانب قطاع الطاقة والمحروقات الذي عرف هو الاخر تطورا بنسبة 52.7%، وكذلك قطاع الجلود والاحذية الذي بلغت نسبة تطوره ما يناهز 9.6% وقطاع الفلاحة والصناعات الغذائية الذي تطور هو الاخر بنسبة 6.1% وقطاع الصناعات التحويلية الذي تطور ايضا بنسبة هامة بلغت 21.8% وجملة هذا النمو في الصادرات كانت لها انعكاسات ايجابية هامة على تطور الميزان التجاري الخارجي خاصة اذا اضفنا له التطورات التي عرفها النسيج خلال الاشهر الخمس الاخيرة. في قطاع السمك  والقشريات والرخويات بلغت عائدات صادرات منتجات البحر ما قيمته 202.4 مليون دينار مسجلة بذلك ارتفاعا بنسبة 32.1 % وبـ35.5 % على مستوى الكميات المصدرة وقد بلغت جملة الكميات 20.6 الف طن ويبرز هذا التحسن المسجل خاصة من خلال ارتفاع مبيعات السمك الطازجة بحوالي 68% بقيمة مالية تقدر تقريبا بـ82.7 مليون دينار.  وتتمثل اهم الاسواق التي يصدر باتجاهها السمك التونسي في ايطاليا، اليابان، واليونان تمويل عمليات  تنمية الصادرات تتحمل المؤسسة الراغبة في الانتفاع بخدمات صندوق النهوض بالصادرات 20% من المصاريف المنجزة عن العمليات المؤهلة لدعم الصندوق بينما يبقى تدخل الصندوق لا يتعدى 80% من المصاريف بين منحة وقرض . ويقع تسديد القروض على 3 سنوات مع التمتع بسنة امهال وبنسبة الفائض المعمول بها في السوق المالية. كما تمنح 10 نقاط اضافية على المنحة للعمليات الموجهة للأسواق الافريقية والأسواق البعيدة .. مسابقة الخمسة الذهبية  وأقمشة الدجين تم خلال عروض مسابقة الخمسة الذهبية لهذه السنة مشاركة 12 عارضا من المبدعين ولئن تميزت مجمل اصناف الالبسة المعروضة بالجمالية والاتقان والابتكار الا ان العمل الهام والجانب المتطور في هذه الابتكارات كونها كانت جميعها قابلة للتسويق باعتبارها نماذج من الملابس التي يمكن استعمالها يوميا . كما ان هذه الابتكارات اعتمدت اقمشة الدجين لاول مرة في الصناعات التقليدية وهو ما اعتبره الملاحظون تطورا ملموسا في انتاج الموضة مع انطلاقها من من الجانب التقليدي الذي يحافظ على خصوصيات البلاد في هذا المجال. صندوق دعم زيت الزيتون المعلب ينتظر ان يتم خلال الايام القريبة القادمة لقاء موسع تنظمه ادارة الصناعات الغذائية بوزارة الصناعة والطاقة والمسؤسسات الصغرى والمتوسطة مع كافة الباعثين والمتدخلين في قطاع تعليب زيت الزيتون وذلك للاعلان عن الخطة التي تم وضعها بخصوص تعليب هذه المادة وتصديرها . كما ينتظر خلال هذا اللقاء أن يتم ابراز كافة المنح والمساعدات التي يقدمها مجلس الصندوق وكذلك عن ابرز الاتفاقيات الحاصلة مع العديد من الصناعيين الذين لهم مشاريع جديدة في هذا المجال. قروض بنك التضامن صادق البنك التونسي للتضامن خلال الشهرين الاولين من سنة2007 على تمويل 1659 مشروعا قدرت قيمتها الجملية بـ17 مليون و208 الف دينار بمعدل 10 الاف و372 دينارا للقرض الواحد. (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 20 مارس 2007)


تونس في 16 مارس 2007 سيمينار الذاكرة الوطنية:

مع سي عبد العزيز بوراوي, أحد الرواد النقابيين الأوائل (الحلقة الثالثة)

 
يوم السبت 24 مارس 2007  
كنا قد دعونا سي عبد العزيز بوراوي, أحد أعمدة النقابيين التونسيين في سمينارين اثنين بتاريخ 27 جانفي و17 فيفري 2007. وقد ألقى أضواء كاشفة وجديدة حول المناخ العام والملابسات التي كانت وراء إنشاء الاتحاد العام التونسي للشغل ثم عملية اغتيال الزعيم فرحات حشاد والمخاضات العسيرة التي عرفتها البلاد, متوقفا حول ما حدث سنة 1955. ونظرا إلى مواكبة سي عبد العزيز بوراوي لكل منعرجات الاتحاد, فقد ارتأى التوقف حولها لتناول ملابسات نقل جثمان فرحات حشاد إلى تونس ومساهمته إلى جانب الحبيب عاشور وغيره في إنشاء الاتحاد التونسي للشغل سنتي 1956 و1957 وهو ما يعكس بروز الخلافات الجوهرية بين تيارات النقابيين ومع أن الوحدة النقابية تمت بعد ذلك, فإن الفترة اللاحقة شهدت فراغا نقابيا شرعيا استمر من سنة 1965 إلى 1970, وهو أمر مسكوت عنه حتى اليوم. وعلى إثر التحولات السياسية الهامة جدا, بدأت سياسة الانفراج والانفتاح بين الحكومة والمنظمة الشغيلة سنة 1970, وحول هاته الفترة الزمنية, سيقدم سي عبد العزيز بوراوي شهادته الشخصية باعتباره فاعلا وناشطا مباشرا في جدليتها ومخاضاتها… والدعوة مفتوحة للجميع ابتداء من الساعة التاسعة صباحا في المقر الجديد بالمؤسسة المذكور أسفله. الأستاذ عبد الجليل التميمي  
مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات العنوان : المنطقة العمرانية الشمالية – عمارة الامتياز – 1003 تونس الهاتف : 0021671231444 / 0021671751164. – الفاكس 0021671236677 البريد الإلكتروني temimi.fond@gnet.tn الموقع على الإنترنت( باللغة العربية) ; www.temimi.org (site en français) www.temimi.refer.org

 

 

القاعدة في المغرب العربي

يحي ابو زكريا (*) بدأت الاضواء تسلط بقوة علي المشهد السياسي والامني المغاربي بعد قيام الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية بسلسلة من العمليات الامنية التي خرجت من الجغرافيا الجزائرية لتصل الي تونس وموريتانيا والمغرب وحتي ليبيا، فالجماعة السلفية للدعوة والقتال التي تأسست بالاساس في الجزائر لاذت بتغيير استراتيجيتها بالكامل كما غيرت اسمها ليصبح تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، وقد رفض هذا التنظيم القبول بمشروع المصالحة الوطنية الذي ما زال يبشر ويدعو اليه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وعلي الرغم من ان السلطة الجزائرية وعبر وسطاء معينين حاولت اقناع هذا التنظيم بالتخلي عن نهجه العسكري ودعته الي القاء السلاح مقابل حصول كافة عناصره عن عفو عام بموجب قوانين المصالحة الوطنية الا ان الجماعة السلفية للدعوة والقتال رفض الاستجابة لعرض السلطة الجزائرية وقررت مواصلة نهجها العسكري.

والجماعة السلفية للدعوة والقتال التي عاودت نشاطها الامني بقوة في المدة الاخيرة علي الساحة المغاربية مرة بالاعتداء علي ثكنة عسكرية في موريتانيا ومرة اخري بالدخول في مواجهات مع عناصر الامن التونسي، وتارة اخري بالاعتداء علي مواطنين امريكيين موظفين لدي شركة امريكية عاملة بالجزائر، واخيرا عبر تنفيذ ما اسمته غزوة مباركة تفجير ست سيارات مفخخة استهدفت فيها بتوقيت متزامن مراكز عدة للشرطة والدرك الوطني في منطقة القبائل. وقال شهود عيان ان القنابل والسيارات المفخخة انفجرت في وقت واحد تقريبا لتذكر بهجمات درغانة في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي بالقرب من العاصمة الجزائرية، واوقعت التفجيرات الاخيرة ثلاثة قتلي ونحو عشرين جريحا، فهذه الجماعة السلفية للدعوة والقتال تعتبر واحدة من اهم وابرز التظيمات العسكرية المعارضة في الجزائر، والتي كان علي راسها الجيش الاسلامي للانقاذ الذراع العسكرية للجبهة الاسلامية للانقاذ هذا الجيش الذي كان يتزعمه مدني مزراق وحل نفسه ونزلت عناصره من الجبال بموجب قوانين الوئام المدني، وقد اعترف مؤسسو هذا الجيش انهم انخرطوا في لعبة المصالحة الوطنية وتركوا السلاح جانبا بل ودعوا الي نبذ العنف والي الابد، رغم انهم شرعنوا لجؤءهم الي العنف المسلح بعد الغاء السلطة الجزائرية للمسار الانتخابي الذي فازت به الجبهة الاسلامية للانقاذ سنة 1991..

وكان نفس القيمين علي الجيش الاسلامي للانقاذ يقولون انهم لم يشرعوا حربهم ضد المجتمع بل كانوا يقاومون الجيش الجزائري والقوي الامنية فقط، والتظيم الثاني الذي عرفه المشهد الامني الجزائري هو تنظيم الجماعة الاسلامية المسلحة التي كانت تخوض حربا ضد الدولة والامة علي حد سواء ووقعت فيها اختراقات بالغة وانشقاقات بالجملة ادت الي تضعضعها وتراجعها وهو الامر الذي مكن الجماعة السلفية للدعوة والقتال ان تبرز كتنظيم عسكري وحيد في الجزائر، وقد اعلن هذا التنظيم عن استهدافه فقط للقوات النظامية الرسمية، وعندما ارتبط عضويا بتنظيم القاعدة بموافقة زعيمها اسامة بن لادن، باتت لهذا التنظيم الذي صار يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي اجندات اقليمية ودولية، فاجندته المحلية تكمن في اسلمة الدولة واقامة نظام اسلامي يوحد بلاد المغرب العربي تماما كما كانت بلاد المغرب العربي في عهد دولة الموحدين، واجندته الدولية محاربة الارادات الدولية التي توحدت لمحاربة الاسلام وعلي راسها امريكا وفرنسا..

ولمعرفة خفايا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي او الجماعة السلفية للدعوة والقتال وتوجهاته واجندته وايديولوجيته لا بد ان نعيد قراءة تصريحات احد زعماء ومؤسسي التنظيم ابو ابراهيم مصطفي او نبيل صحراوي كما هو اسمه الصريح الذي قضي في مواجهات مع السلطة الجزائرية.

من هو ابو ابراهيم مصطفي؟ الاسم الحقــيقي: نبيل صحراوي. المستوي الدراسي: مهندس دولة في الطاقة الحرارية. الخبرة الجـهاديـة كما كان يقول: 11 سنة ونصف السنة. ولد ابو ابراهيم مصطفي في 25 ايلول (سبتمبر) 1966م بمدينة باتنة وهي ولاية من ولايات الشرق الجزائري، وظهرت عليه منذ ريعان شبابه ميولات اسلامية ايام الدراسة الثانوية، فبدا التزامه الاسلامي بمسجد جعفر بن ابي طالب بمدينة باتنة. ثم شارك ابو ابراهيم في انشطة اسلامية متعددة منها: مساهمته في جمعية العلم والبر وهي جمعية محلية وظيفتها الدعوة الي الله وبذل اعمال الخير للناس، وكان ايضا عضوا في اللجنة الدينية للمسجد ومع ظهور جبهة الانقاذ الاسلامية نهاية الثمانينات شارك ايضا في بعض انشطتها. وعند مطلع سنة 1992م التحق بالعمل المسلح بعد الغاء المسار الانتخابي مباشرة وحينها كان ابو ابراهيم من السابقين لاعداد الخلايا المسلحة.

تولي بعدها امارة بعض السرايا في اطار ما كان يعرف بجماعة المجاهدين بمنطقة الاوراس ثم عين اميرا علي ولاية باتنة عقب عملية سجن لامبيز الشهيرة والتي تم خلالها تهريب حوالي الف من المساجين شهر ايار (مايو) 1994م وهي العملية التي توحدت فيها جميع الفصائل المعارضة للسلطة عسكريا بولاية باتنة وبعدها اعلن ابو ابراهيم انضمامه مع ولايته الي الجماعة الاسلامية المسلحة تحت امارة ابي عبد الله احمد بعد لقاء الوحدة المعروف والذي توحدت فيه الفصائل العسكرية المعارضة للسلطة الجزائرية.

عين بعدها اميرا للمنطقة الخامسة من طرف جمال زيتوني امير الجماعة الاسلامية المسلحة الذي قضي في مواجهات امنية مع الجيش الجزائري منتصف سنة 1995م وبقي عليها الي غاية الوحدة الثانية في اطار الجماعة السلفية للدعوة والقتال وعزل بعدها من امارة المنطقة وكُلف بالعلاقات الخارجية لها. وفي هذا العام من شهر جمادي الثانية 1424 هـ وبعد اجتماع مجلس الاعيان للجماعة السلفية للدعوة والقتال تم تعيين ابي ابراهيم رئيسا لمجلس الاعيان ثم بعدها بشهر تمت مبايعته اميرا جديدا للجماعة السلفية للدعوة والقتال. وعن الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي اصبحت تعرف باسم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي قال نبيل صحراوي: الجماعة السلفية للدعوة والقتال جماعة سلفية العقيدة والمنهج تسعي لاقامة شرع الله وتقاتل الحاكم المرتد عن الاسلام في الجزائر. وهي امتداد للجماعة الاسلامية المسلحة وعلي منهجها قبل الزيغ والانحراف.

وقد نشأت الجماعة السلفية للدعوة والقتال نهاية سنة 1419هـ وصدر اول بيان لها عنوانه الجماعة رحمة يوم 8 محرم 1420هـ اعلن فيه ان الجماعة السلفية للدعوة والقتال امتداد لما قام عليه الجهاد اولا، والاتفاق علي تغيير اسم الجماعة الاسلامية المسلحة الي الجماعة السلفية للدعوة والقتال لكون الاسم الاول صار شعارا لدعاة الهجرة والتكفير واليه تنسب الكثير من الاعمال التي يتبناها هذا المنهج، وكذا الاتفاق علي تنصيب الاخ ابي مصعب عبد المجيد ـ رحمه الله ـ اميرا علي الجماعة، والبراءة من المجازر التي ارتكبت ضد الشعب، ومن الهدنة مع الطاغوت، وختم البيان بدعوة المجاهدين الي الائتلاف ونبذ الفرقة والاختلاف. وحضر نشأة الجماعة وهي الوحدة التي وقعت بعد الفرقة التي اصابت الجماعة الاسلامية المسلحة بعد مقتل ابي عبد الرحمن جمال زيتوني ـ رحمه الله ـ واستيلاء عنتر زوابري علي امارة الجماعة واحداثه فسادا عظيما بانحرافه عن منهج الجماعة وهو المنهج السلفي، قلت: حضر هذه الوحدة اعيان الجماعة الاسلامية المسلحة من المناطق التالية: الثانية والخامسة والسادسة والتاسعة وغاب عن هذا الجمع اعيان الغرب والمنطقتين الرابعة والثالثة، وكذا المنطقتين الاولي والسابعة شرقا لتعذر ذلك حينها.

وبعد مدة وفق الله وبارك في مساعي الاخوة وتم التحاق بعض الكتائب من المنطقة الاولي بالجماعة، بعدها التحقت المنطقة الرابعة وبعدها جزء من المنطقة السابعة وكتيبة الفرقان بغيليزان، ونحن في سعي متواصل لاكمال هذا المشروع، مشروع لم الشمل وتوحيد الصف من جديد والحمد لله. واستفادة من تجربتنا في الجماعة الاسلامية المسلحة وضع الاخوة ميثاقا وهو برنامج علمي وعملي لسير عمل الجماعة وحفاظا علي منهجها من الزيغ ونظامها من الخلل، وتم ضبط الكثير من الامور في هذا السياق، وتقرر تعيين مجلس الاعيان (اهل الحل والعقد) والذي من صلاحياته الفصل في الامور المصيرية مثل: تعيين الامارة وعزلها وفتح الجبهات القتالية وغيرها. وهذا المجلس لم يتم تعيين رئيسه الا في اللقاء الاخير هذا العام، فعينت عليه في البداية ثم بعد تعييني علي امارة الجماعة تم تعيين الاخ ابي مصعب عبد الودود رئيسا للمجلس. والجماعة والحمد لله واصلت جهادها منذ نشأتها وهي لحد الساعة تقاتل هذا النظام المرتد، ثابتة علي منهجها ومبادئها وتنظيمها. وعن المجازر التي اقترفت في حق المدنيين قال صحراوي بان الجماعة السلفية للدعوة والقتال تعتقد ان الشعب الجزائري مسلم حرام الدم والمال فهو منها وهي منه ومن اعتدي عليه بالقتل وسلب امواله فقد ارتكب ما نهي الله عنه، والمجازر التي ترتكب في حق الشعب البريء الاعزل هي جرائم بشعة لا يقبلها مسلم يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله والمرتكب لها صنفان من الناس لا غير: الاول: هم الخوارج التكفيريون جماعة زوابري وهؤلاء لم يعد لهم وجود يذكر علي الساحة الثاني: وهو النظام الحاكم، وهو من وراء جل المجازر والدافع له في ارتكابها اسباب منها:

ترهيب الشعب المسلم لمنعه من مساندة المجاهدين ونصرتهم ومعلوم عند العام والخاص ما حدث من مجازر شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من سنة 1994 حين قتلت كتائب الموت الآلاف من الشعب الاعزل بحجة تعامله مع المجاهدين وغيرها من الاحداث والمداهمات للقري والمداشر التي تعرف بمناصرتها للمجاهدين. تشويه المجاهدين ووصفهم بالارهاب والقتل وتكفير الشعب واستحلال انفسهم واموالهم بغير حق وذلك بنسبة هذه الافعال اليهم. وتأليب الشعب علي المجاهدين ودفعه الي حمل السلاح قصد الدفاع عن نفسه، والحقيقة هي تحويله الي شعب محارب للمجاهدين من حيث لا يشعر وهذه النقطة معلومة، فهي هدف كبير يريد النظام المرتد الوصول اليه وهو فصل المجاهدين عن الشعب وتحويل الجهاد والدعوة الي قيام دولة الاسلام بالجزائر من قضية امة الي قضية طائفة وافراد والجماعة السلفية للدعوة والقتال تتبرأ من هذه المجازر، كما جاء في ميثاقنا: والمجاهدون السلفيون جزء من الشعب المسلم واخوان لهم في الدين. والمعتدون علي الشعب شيوخه ونسائه واولاده هم الطواغيت، المخابرات السرية، وذلك لتشويه صورة المجاهدين والتشكيك في الجهاد، وشاركهم في هذا الفساد اولئك الضالون من جماعة التكفير والهجرة الذين يضاهون الخوارج المارقين، ونحن المجاهدين نبرأ الي الله تعالي من هذا الفساد.

وعن صحة خسارة الجماعة وتمكن القوات النظامية من الجماعة السلفية للدعوة والقتال قال صحراوي ان الله اشتري من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون (يقتلون ويقتلون، وهذه طبيعة الحروب، لا بد من قتل في الصفين ونحن والحمد لله موعودون في القرآن بأحد امرين: اما النصر والظفر والغلبة علي العدو واما الشهادة والجنة، وهم مبشرون في القرآن بانهم في النار خالدون فيها وبئس المصير، قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار والعاقبة لنا، قال تعالي ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين، انهم لهم المنصورون وان جندنا لهم الغالبون ..

والمتتبع لاخبار الجهاد يعلم يقينا ان ما يقولونه كذب وزور، فالجهاد ماض في هذه الارض المباركة والمجاهدون في عز وظهور مستمر والحمد لله، والشعب الجزائري المسلم يلتف حول اخوانه المجاهدين يوما بعد يوم وقد عرف حقيقة هذا النظام الكافر المرتد المجرم وهو يدفع بخيرة ابنائه الي جبهات القتال للجهاد في سبيل الله. وعن مسعي المصالحة الوطنية ووجود قنوات بين السلطة الجزائرية وهذه الجماعة قال صحراوي في هذا السياق: ان هؤلاء الحكام في بلاد المسلمين اليوم هم شرذمة من الكفار المرتدين عن الاسلام مجرمين، شر الخلق علي وجه الارض، جرائمهم صارت اوضح من نار علي علم، وتضرب بهم الامثال في الغدر والمكر والخداع والبطش، كم من عهد اعطوه لشعوبهم ثم ملؤوا منهم المقابر والسجون، بدلوا الشريعة وحكموا المسلمين بقوانين اوروبا وامريكا، سفكوا الدماء وانتهكوا الحرمات، واكلوا اموال المسلمين بالباطل، همهم بطونهم ومعبودهم الغرب، لا عهد لهم ولا ذمة ومن اراد درسا في الحوار مع المرتدين فليراجع درس الاخوان المسلمين في مصر، ودرس الجبهة الاسلامية للانقاذ في الجزائر، ثم درس المهادنين كجيش الانقاذ وغيره.

ان الجماعة السلفية للدعوة والقتال تقاتل هذا النظام الحاكم في الجزائر علي اساس الكفر والردة عن الاسلام كما جاء في ميثاق الجماعة في مقاصدها قتال النظام الجزائري المرتد الممتنع عن الشرائع. وقتال المرتدين مقدم علي قتال غيرهم من الكفار الاصليين وعقوبتهم اشد من عقوبتهم في الدنيا والآخرة قال شيخ الاسلام ابن تيمية: وقد استقرت السنة بان عقوبة المرتد اعظم من عقوبة الكافر الاصلي من وجوه متعددة منها ان المرتد يقتل بكل حال ولا يضرب عليه جزية ولا تعقد له ذمة بخلاف الكافر الاصلي ، (مجموع الفتاوي) 28/534. اذن فهؤلاء الحكام لا تعقد لهم ذمة ولا امان ولا عهد ولا صلح ولا هدنة، ولا يقبل منهم الا التوبة او السيف، فلا هدنة ولا صلح ولا حوار مع المرتدين، وهذا هو المقرر في الميثاق. والجماعة لم يسبق لها منذ نشأتها ان اتصلت بأي فرد من هذا النظام الحاكم قصد التفاوض او التحاور او التصالح ولن يحصل هذا لانه مخالف لمبادئها المؤصلة وفقا للكتاب والسنة. وعن ولاء الجماعة السلفية للدعوة والقتال لتنظيم القاعدة بقيادة اسامة بن لادن قال صحراوي في ذلك الوقت اي قبل الاعلان الرسمي عن تغيير عنوان الجماعة السلفية للدعوة والقتال لتصبح تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي: الشيخ اسامة بن لادن ـ حفظه الله ـ من المجاهدين الصادقين ـ نحسبه كذلك ـ ومن رجال هذا الدين الذين جعل الله لهم القبول عند الامة، وهو معروف بمواقفه في نصرة الدين ونصرة المسلمين في كل مكان، خصوصا المجاهدين منهم، وما قدمه للافغان من اعانة ونصرة لا يعلمه الا الله وكذلك الاخوة العرب الذين دخلوا افغانستان خلال او بعد الحرب مع الروس، ومما سمعناه عنه: انه ما وجد سبيلا لاعانة اي مسلم في العالم الا ولم يتأخر عنه، جزاه الله عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء.

اما عن العلاقة التي تربطنا بالقاعدة وباقي الجماعات الجهادية في العالم فمبناها علي امرين: اولا: ان عمل الجماعة السلفية للدعوة والقتال في ميدان الدعوة والجهاد هو عمل تكاملي مع باقي الجماعات، لان من مقاصد الجماعة كما ذكرنا في الميثاق في المقصد السادس الجماعة السلفية للدعوة والقتال وسيلة مرحلية تهدف في النهاية الي اقامة جماعة المسلمين (الخلافة الراشدة) وتعتبره هدفا مقدسا يجب ان يحرص عليه كل المسلمين وان يسعي الكل في تحقيقه كل حسب طاقته. ثانيا: من مقاصدنا كذلك تربية المسلمين علي ان الولاء للاسلام والسنة يجب ان يسبق الولاء للاطر الاخري مهما كان دورها او حجمها، فالمسلم اخو المسلم وان تباعدت ديارهم، لكل حق النصرة، وهذا مقرر كذلك في الميثاق في المقصد التاسع. وكما هو معروف ان من صفات اهل السنة والجماعة الولاء والبراء، نوالي من والي الله ورسوله والمؤمنين ولو كان ابعد بعيد، ونعادي من عادي الله ورسوله ولو كان اقرب قريب، قال تعالي: والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض (التوبة 71)، وقال تعالي: انما المؤمنون اخوة ، وقال صلي الله عليه وسلم: المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره (رواه مسلم في صحيحه برقم 2564)، وقال صلي الله عليه وسلم: انصر اخاك ظالما او مظلوما (رواه البخاري في صحيحه برقم 2312).

ولدي سؤاله عن امريكا التي صنفت الجماعة السلفية للدعوة والقتال كجماعة ارهابية قال صحراوي: نحن صنفنا انفسنا قبل ان تصنفنا امريكا، فالعالم قسمان: قسم الايمان والحق وقسم الكفر والباطل ولا ثالث لهما، من اراد الاسلام والحكم بما انزل الله صنف في القائمة التي تعادي الكفر وترفضه قال تعالي: ولن ترضي عنك اليهود ولا النصاري حتي تتبع ملتهم وقال تعالي: ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فالمعالم اليوم اصبحت واضحة جدا لا تحتاج الي دليل، من قال لا اله الا الله محمد رسول الله فهو في القائمة وسيأتي دوره سواء كان مسلحا او غير مسلح قال تعالي: وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد يعني وما كان ذنب هؤلاء الذين قتلوا وحرقوا الا انهم آمنوا بالله وكذلك الحال اليوم. ان العالم اليوم يقف عند مفترق الطريق، اما ان تمضي الامة في طريقها نحو العزة والتمكين لدين الله وهنا لا بد من تضحية والنتيجة معروفة ومضمونة قال تعالي: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض . وقال صلي الله عليه وسلم: ليبلغن هذا الامر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر الا ادخله الله هذا الدين بعز عزيز او بذل ذليل، واما ان تركن الامة للكفرة يذلونها ويحكمون فيها قوانين الكفر والهوان في الدنيا وعند الله تعالي تكون من الهالكين ، قال تعالي: ولا تركنوا الي الذين ظلموا فتمسكم النار . ونحن والحمد لله فرحون بغضب وسخط اعداء الله علينا وهذا يزيدنا ايمانا وثباتا ويقينا بصحة الطريق وضمان النصر. وعن التعاون العسكري بين امريكا والجزائر قال صحراوي: التعاون الامني بين الجزائر وامريكا قديم ومر بمراحل متعددة من الدعم المالي الي تبادل المعلومات الاستخبارية وانشاء مكاتب للمخابرات الامريكية بالجزائر، الي الدعم بالاسلحة والذخائر والمعدات الحربية كمناظير الرؤية الليلية بعيدة المدي واجهزة التجسس الي المشاركة الفعلية في العمليات العسكرية، امريكا لا تعرف قانونا ولا تحترم شيئا، فهي تتماشي ومصالحها واهدافها المتمثلة اساسا في: محاربة كل جماعة مسلمة تسعي لاقامة دولة اسلامية. محاولة السيطرة علي النقاط الاستراتيجية الهامة في العالم (كالعراق والمغرب العربي والقرن الافريقي وجزيرة العرب وغيرها…). حماية مصالحها الاقتصادية كآبار البترول التي تملكها بجنوب الجزائر والتي اصبحت محل اهتمام متزايد من طرفهم. دعم اليهود في سعيهم لتحقيق هدفهم الكبير دولة اسرائيل الكبري .

وعن نظرة تنظيمه لبقية الحركات الاسلامية قال: الجماعة السلفية للدعوة والقتال كغيرها من الجماعات الاسلامية المجاهدة في العالم تتعامل مع غيرها من الجماعات والافراد حسبما يقتضيه الشرع، وهذه المسالة مبينة في ميثاق الجماعة كما يلي: اننا نعتبر تنظيمنا وسيلة مرحلية تهدف في النهاية الي اقامة جماعة المسلمين (الخلافة الراشدة) وهذا الهدف يجب ان يحرص علي تحقيقه كل مسلم. ان الولاء للاسلام والسنة يجب ان يسبق الولاء للاطر الاخري مهما كان دورها وحجمها. نسعي لجمع المسلمين علي كلمة سواء والمحافظة علي قوتهم ونبذ الفرقة والاختلاف. ان المقصود من الاجتماع هو تنسيق الجهود لاقامة عمل جماعي يهدف الي اقامة شرع الله، لا مجرد الجمع فقط. وهذا التعامل مع غيرنا من الجماعات والافراد يجب ان لا يخرج عن مبادئ واهداف الجماعة والتي من اهمها: ان من مقاصد الجماعة قتال النظام الجزائري المرتد عن الشرع. احياء فريضة الجهاد في نفوس الامة المسلمة لان الجهاد فرض عليها في جميع احوالها.

ان جهاد المرتدين لا يتوقف حتي تكون كلمة الله هي العليا قال تعالي: وقاتلوهم حتي لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ، (الانفال)، ولا نطالب بكراسي في البرلمان او اعادة حزب لانه لا حزبية في الاسلام، ولكن نعمل لاعلاء كلمة الله وتحكيم الشريعة علي منهج السلف الصالح. ان الجماعة ترفض وجود اصل من اصول الفرق المنحرفة ـ اعتقادي او علمي او عملي ـ في منهجها (كما ترفض وجود فروع مقننة ثابتة لمثل هذا الاصل عمليا) لان ذلك يؤدي الي تهديم بنيانها وابعادها عن الحق عاجلا او آجلا. من مقاصدها محاربة الافكار والتصورات الجاهلية كالعلمانية والماسونية والديمقراطية والشيوعية وغيرها، وكل فكر او تصور يخالف منهج السلف. وعن قضية فلسطين والعراق قال صحراوي: موقفنا من هذه القضايا الاسلامية واضح وقد بيناه في بيان النصرة الاخير ونحن نوالي اخواننا في هذه البلدان وننصرهم بكل ما نملك ولو وجدنا سبيلا لفدائهم بانفسنا لفعلنا، فالقدس وافغانستان والشيشان والعراق جرح يدمي في قلوبنا ولولا انشغالنا بالجهاد ومنابذة المرتدين في بلادنا ما قعدنا ساعة عن الالتحاق باخواننا ونصرتهم والقتال معهم وليطمئنوا فالهم واحد والغاية واحدة والحمد لله. وقد ازعج الارادات الدولية وتحديدا فرنسا وامريكا هذه العودة القوية للقاعدة المغاربية ولاذت كل عاصمة باستراتيجيتها للحفاظ علي مصالحها الكبيرة في المغرب العربي، فأهم مستثمر في قطاع الطاقة الجزائري هو فرنسا وامريكا، ففرنسا وبعد تهديدات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي قررت متابعة الامر عن كثب عبر تشكيل لجنة امنية والتنسيق في ذلك مع الاجهزة الامنية الجزائرية، اما امريكا فقد قررت ان تقيم قاعدة عسكرية في الصحراء الجزائرية لمواجهة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. (*) كاتب جزائري مقيم في السويد (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 مارس 2007)


مستقبل الإسلام السياسي ومتغيرات السياسة الأميركية

 
رضوان السيد (*) عندما يكتب الباحثون الغربيون، وبخاصة الأميركيون منهم عن «الإسلام السياسي» في السنوات العشرين الماضية، فإنهم يعنون به عادة «الإخوان المسلمين» والحركات المشابهة. وقد ظل الأمر حتى اواخر الثمانينات من القرن الماضي مقصوراً على سؤال العنف، والموقف الحقيقي منه، خصوصاً ان الإسلاميين الحزبيين هؤلاء ليس من عادتهم استنكار الأعمال العنيفة التي تمارسُها الحركات الإسلامية الراديكالية (الجهادية) ضد أهداف غربية، أو ضد الأنظمة في البلاد العربية والإسلامية. لكن بعد حرب الخليج الثانية (1991) انتقل التساؤل في شأنهم الى حد بعيد باتجاه أمرين آخرين: كراهية الغرب، ومدى الالتزام بالديموقراطية. وبعد هجمات ايلول (سبتمبر) عام 2001 وما تلاها من تفجيرات وانتحاريات، وعلى رغم ان احداً من «الإخوان المسلمين» لم يشارك فيها، توقف كل نقاش من حولهم، وبدا كأنما المرادُ مواجهة الحركيين الإسلاميين جميعاً سواء كانوا يمارسون العنف أم لا، فالحرب – بحسب رامسفيلد وزير الدفاع الأميركي السابق – ليست حرب فرق عسكرية فحسب، بل ينبغي ان تكون ايضاً حرب أفكار. على ان خمس سنوات من الصراع العنيف، وحملات الديبلوماسية العامة، لم تجلب للولايات المتحدة ومنظّريها غير الخيبة والفشل، ليس من الناحية العسكرية والأمنية فقط، بل من الجوانب الثقافية والسياسية. الهجمات لم تنه الراديكاليين المقاتلين، وبرامج نشر الرسالة الأميركية، والقيم الديموقراطية، لم تنتج شيئاً ملموساً، وإسلاميو «الخط الرئيس» ازدادت شعبيتهم، وازدادوا إصراراً على اختراق المجال العام في أكثر البلدان العربية والإسلامية بالوسائل المتاحة وغير العنيفة. بيد ان التغييرات الكثيرة في الإدارتين السياسية والثقافية لدى الاميركيين خلال العام 2006 لم تأت نتيجة الاقتناع بفشل حملات الديبلوماسية العامة (لتحبيب العرب والمسلمين بالولايات المتحدة)، ولا نتيجة الاقتناع بديموقراطية الإسلاميين (المعتدلين)، بل نتيجة انكسار الحربة الأميركية في العراق، والكَلَل والحيرة في أفغانستان وباكستان. لذلك، ومن ضمن التفكير بتصحيح التعامل مع الدول والمجتمعات، طُرح السؤال من جديد عن إمكان اجتراح اعتراف متبادل مع إسلاميي التيار الرئيس، وفريقهم الأساس في بلدان الشرق الأوسط، «الإخوان المسلمون، ومتفرعاتهم ورفقائهم. يبدو التفكير الجديد في شأن الإخوان في دراستين نزلتا الى «السوق» اخيراً، أولاهما دراسة عمرو حمزاوي ومارينا اوتاواي وناثان براون، الصادرة عن مؤسسة كارنيغي للسلام. وثانيتهما دراسة روبرت ليكن وستيفن بروك في مجلة «فورين افيرز» الصادرة قبل ايام (آذار/ مارس – نيسان/ ابريل 2007). أما باحثا مجلة «الشؤون الخارجية» فيقولان انهما قضيا عام 2006 في نقاشات مستفيضة مع شبان وكهول من «الإخوان» في بلدان كثيرة عربية وأجنبية، وفي شأن مسائل مثل الديموقراطية والجهاد، وإسرائيل والعراق، والولايات المتحدة، وأي مجتمع يريد الإخوان ان يُنشئوا؟ وتوصلا في النهاية الى ان هؤلاء لا يمارسون العنف، وهم مفيدون في صرف الشبان عن المتطرفين، ويرغبون في التعاون مع الغرب، كما يرغبون بالدخول في العملية الديموقراطية في بلدانهم من خلال الانتخابات، ولذلك فهم يستحقون ان تخوض الإدارة الأميركية حديثاً استراتيجياً معهم. في حين أراد باحثو مؤسسة كارنيغي ان يوضّح الإخوان مواقفهم من ست مسائل: تطبيق الشريعة والعنف، والتعددية السياسية، والحريات الفكرية، والأقليات، وحقوق النساء. والواقع ان الظاهرة الإحيائية الإسلامية ما تزال قوية وفاعلة، ولا تتجه الى الانحسار، والبارزُ في تيارها الرئيس ثلاثة أمور: مغادرة العنف، والانتشار ضمن فئات شعبية واسعة، والاتجاه المتعمد خلال العقدين الأخيرين للدخول في الدولة والنظام، أو الطلب القوي للمشاركة فيهما، بعد ان استتب لها الأمر في مؤسسات وجهات كثيرة في المجتمع المدني، وبعد ان سيطرت على «جدول أعمال» المتدينين، وصار لها نفوذ ثقافي بارز. ولا شك ان التساؤلات التي يطرحها الأميركيون والأوروبيون في شأن الظاهرة الاسلامية مهمة لهم ولنا وللعالم. بيد ان أولوياتهم غير أولوياتنا. فأكثر ما يهم الغربيين (إذا صح هذا المفرد!) مسألتان: العنف، والموقف الحضاري والثقافي للإسلاميين. وحركاتُ الإسلام السياسي هذه لا تمارس العنف في الخارج، أما في الداخل فإن الأعمال شبه العنيفة التي تقوم بها شريحة صغيرة منهم، يمكن تلافيها عندما تتحسن العلاقة بينهم وبين الدولة والنظام. فتبقى المسألة الأخرى المتعلقة بالموقف الثقافي والحضاري لحركات الإحياء الإسلامي، وهو موقف ليس من السهل تجاوُزُه على رغم البراغماتية المشهودة لهم. إذ ان تلك الحركات هي حركات هوية، والرمزيات والشعائريات شديدة الأهمية فيها ولها. وهي لا تتقبل الغرب ومدنيته، أو أن تلاؤمها مع الحياة الحديثة عملية معقّدة محوطة بالكثير من الانتقائيات، وأنها تدخل في باب الضرورة و «الضرورة تقدّر بقدرها». ولا شك في ان مسائل مثل التعددية السياسية والحريات الفردية، والأقليات، والمرأة، أمور أساسية لدولنا ومجتمعاتنا. لكن لا يمكن الزعم ان الإسلاميين هم الذين يحولون دونها او يقفون عقبة في طريقها. فهناك من جهة وعي محافظ سائد يتجاوز الإسلاميين، وهناك من جهة ثانية التجربة السياسية العربية خلال العقود الأربعة أو الخمسة الماضية، والتي وضعت الجميع في مواضع ومواطن، لا تشكّل كلها أي نموذج نستطيع ان نطلب من الإسلاميين احتذاءه. إنما الأمر الأبرز في المرحلة الجديدة التي نحن على أعتابها مع الإسلاميين هو أمرُ الدولة المدنية التي لا يبقى لها نصاب مع مقولة تطبيق الشريعة. وهذه المقولة هي التي أعطت الإسلام السياسي اسمه هذا، أي إقامة الدولة الإسلامية التي تطبق الشريعة. فقد كان الفقهاء التقليديون القدامى يرون ان المرجعية إنما هي للأمة وإجماعها واشتراعها، بينما ساد في الإحياء الإسلامي في العقود الخمسة الماضية، وبعد ظهور مقولة الحاكمية، أن المرجعية للشريعة، وهذا ليس بمعنى مراعاتها أو مراعاة أحكامها عند اشتراع القوانين والأنظمة، بل بمعنى انها نظام شامل لا يخرج من تحت مظلته شيء في شتى الظروف والأحوال. وبهذا المعنى لا تكون الشريعة مطبّقة الآن، فتصبح هوية المجتمع والدولة معلّقة إلى ان يأتي الإسلاميون للسلطة أو يشاركوا فيها، فنحظى بالاعتراف ان هويتنا ليست متغربة أو مزوّرة. والذي يترتب على ذلك عدم إمكان الإفادة من مبدأ المواطنة، والذي إذا جرى المساس به، سقط الطابع المدني للدولة. والواقع ان ما يقوله بعض المفكرين الإسلاميين ان معنى مدنية الدولة في الإسلام عدم عصمة حاكمها، ليس كافياً وليس صحيحاً. فالحاكم غير المعصوم، وكي يكون شرعياً في نظر الإسلاميين عليه ان يطبّق الشريعة المعصومة! ان هذا ليس كلاماً إنشائياً، بل هو يتعلق بتحويل الإسلام أو الشريعة الى قانون وليس الى نهج حياة. وهذا أمر جديد لا علاقة له بتجربتنا القديمة، ولا بالتجارب الحديثة والمعاصرة. فالعلمانيون الأوروبيون فصلوا الدين عن الدولة، كي لا تفتئت الكنيسة عليها. والأميركيون فصلوا الدين عن الدولة، كي لا تفتئت الدولة على الدين. اما البرنامج الذي يضعه سائر الإسلاميين لتصحيح أو تغيير تجربتنا السياسية فهو برنامج لصراع مستمر ومهلك بين الدين والدولة، ما عرفه تاريخنا القديم، كما سبق القول. وقد كانت الدولة في تلك الأزمنة هي التي تحرس الدين ولا تتدخل فيه، في حين تسوس الدنيا، أي تقوم بإدارة الشأن العام وتطويره. ما اختلف الأميركيون مع الإسلاميين كي يصالحوهم، بل هجموا علينا جميعاً وطوال خمس سنوات أو أكثر. فإذا رأوا الآن انه من المصلحة التواصل معهم فهذا شأنهم، أما نحن فلنا مصلحة كبرى في المصالحة والتشارك للخروج من هذا الصراع الطويل والمهلك بين ديننا (الذي يوشك ان يستولي ولاة أمر الإسلام السياسي عليه) ودولنا التي تتعثر وتسقط هنا وهناك، وبين اسباب ضعفها اضطرارها لمكافحة هذا الاستيلاء الوشيك. ولا حول ولا قوة إلا بالله. (*) كاتب لبناني (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 مارس 2007)

Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

12 juin 2006

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 7 ème année, N° 2212 du 12.06.2006  archives : www.tunisnews.net Une mise en scene mafieuse

En savoir plus +

4 janvier 2005

Accueil   TUNISNEWS N° 1690 du 04.01.2005  archives : www.tunisnews.net لجنة المحامين النائبين أمام المحكمة العسكرية بتونس صائفة

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.