To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
أنقذوا حياة الدكتور الصادق شورو
حوكم أمام المحكمة العسكرية سنة 1992 على رأس 265 من الإطارات القيادية للنهضة. وقد طلب الادعاء العام إعدامه، ولكن تحت ضغوط المنظمات الحقوقية والإنسانية اكتفى النظام بإصدار حكم في حقه بالسجن مدى الحياة. ونقل بعد ذلك لأكثر من سجن حيث استمرت ممارسة سياسة الموت البطيئ عليه وعمليات التعذيب و الإهانة وسوء المعاملة. من ذلك ما يرويه السجين السياسي السابق شكري بحرية بعد خروجه من السجن: كنت شاهدا على ماجرى للصادق شورو في سجن 9 أفريل سنة 1993 ، حيث ضبطنا أحد الأعوان ليلا نصلّي جماعة أنا والصادق شورو وثلاثة من سجناء الحق العام – وكانت صلاة الجماعة ممنوعة – فنادى مدير السجن وأخذ منّا إقرارا على ذلك وأودعونا بالسيلونات. وعند الصباح دعينا إلى لجنة العقوبات وكان السجّان المشهور نبيل العيداني حاضرا فيها. تمسّك الصادق شورو بحقّ أداء الصلاة جماعة وجادل في ذلك بحزم كبير فلم يمهله العيداني وصفعه مرّتين ثمّ انقضّ عليه العون
عبد المجيد التيساوي
وأخرجه ليودعه السيلون. وبعد انتهاء الجلسة التحق به نبيل العيداني وجملة من أعوان السيلونات منهم سعيد… وكريم… وعون برتبة ملازم وأخضعوه لحصص طويلة من ” الفلقة ” وغيرها.
كان ممن حظي بزيارة “بعثة الصليب الأحمر” في السنة الماضية بعد أن سمحت لها السلطات التونسية بزيارة بعض السجون على إثر صيحات الفزع التي أعلنتها المنظمات الإنسانية الدولية حول انتهاكات حقوق الإنسان في السجون التونسية. حياة الدكتور الصادق شورو في خطر وهي أمانة في أعناق أحرار العالم وأصحاب الضمائر الحية والمنظمات الدولية والإسلامية والعربية ذات الصلة وهيئات حقوق الإنسان.. إن أسرة التحرير في “لجنة ألمانيا لمساندة حركة 18 أكتوبر بتونس” تناشد الجميع للتدخل المناسب لدى السلطات التونسية للإفراج عن الدكتور الصادق شورو أو نقله فوراً إلى إحدى المستشفيات لتلقي العلاج المناسب. ولذلك نطالب الرئيس التونسي باحترام التزاماته تجاه شعبه وتجاه المواثيق الموقعة والإفراج الفوري عن كافة المعتقلين على خلفية تعبيرهم عن آرائهم أو نشاطهم السياسي. كما نناشد المجتمع الإنساني العالمي عمل كلّ ما في وسعه من أجل إطلاق سراح المعتقلين. للاتصال بعائلة السيد الصادق شورو : 71704778 00216 ألمانيا في 2 جانفي 2007 www.aktion18oktober.com info@aktion18oktober.com
عن الهيئـة المديـرة الرئيـس المختـار الطريفـي
مئات التونسيين يحتجون على اعدام صدام
تونس (رويترز) – إحتج مئات التونسيين يوم الثلاثاء في ساحة محمد علي بوسط العاصمة تونس على اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين متوعدين بالانتقام لمن سموه (رمز القومية العربية).
وتجمع المئات بدعوة من النقابة العامة للتعليم الثانوي في ساحة محمد علي بالعاصمة تونس وداخل مقر الاتحاد العام التونسي للشغل.
وردد المحتجون شعارات وصفت صدام “بشهيد الامة” و”رمز القومية العربية” وطالبوا القوات الامريكية بالخروج من العراق.
وأعدم صدام في الساعات الاولى من يوم السبت أول أيام عيد الاضحى وذلك بعد ادانته بارتكاب جرائم ضد الانسانية في نهاية مثيرة لزعيم حكم العراق بقبضة من حديد على مدى ثلاثة عقود قبل ان يطيح به غزو قادته الولايات المتحدة في عام 2003.
وقال احمد الصديق وهو محام ضمن فريق دفاع كلف بالترافع عن صدام أنه كان من المقرر ان يقام موكب لتقبل التعازي لكنه ألغي بطلب من رغد صدام حسين ابنة الرئيس السابق التي قالت أنه لايجوز تقبل التعازي في وفاة (شهيد).
وردد الحاضرون في التجمع الذي حضره نقابيون واحزاب معارضة وشخصيات حقوقية شعارات “يا صدام يا شهيد على دربك لن نحيد” و”يا بوش يا جبان الدم العربي لا يهان” و”لا مصالح أمريكية ولا ايرانية على الاراضي العربية“.
ورفعت صورة عملاقة لصدام كتب عليها “صدام شهيد الامة.. خافه الامريكيون وهو حي ويخشونه وهو ميت“.
وذرف العديد من الحاضرين الدموع حزنا على وفاة من سموه “سيد الامة وقائدها ورمز عزتها وشموخها“.
وقالت امرأة تدعى سلوى كانت تبكي بحرارة لرويترز “قتلوا صدام رمز العروبة ورمز المقاومة لكنهم لم يعرفوا ان الامة ما زالت تنجب الابطال والمقاومين الذي سيدحرون الغزاة من اراضينا عاجلا ام اجلا“.
وقال الصديق في كلمة امام الحاضرين إن “صدام كان قويا وشامخا وكسر ارادة الامريكيين وعملائهم حتى لحظات اعدامه وبموته لايزال رمزا للمقاومة العربية وللانسانية جمعاء“.
وأضاف أن “صدام ضحى بحياته في سبيل التصدي للغزاة” ووصفه بانه (اسماعيل جديد) في اشارة لازهاق روحه يوم عيد الاضحى.”
ويحظى الرئيس العراقي السابق صدام حسين بتأييد وتعاطف فئات واسعة من التونسيين.
وادانت تونس في وقت سابق اعدام صدام يوم العيد واعتبرته مساسا بمشاعر المسلمين.
(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 2 جانفي 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
مصادر مطلعة تؤكد وجود 10 جنسيات ضمن عناصر ”السلفية” الجيش يعتقل تونسيين بصدد الالتحاق بالإرهابيين في مفتاح
العنصر الأجنبي في صفوف الجماعات الإرهابية موفدون من بن لادن في ”الجيا” و”السلفية” تجنــّد عناصر الساحل
وتفيد معطيات أمنية متوفرة عما يعرف بـ”العنصر الأجنبي” داخل الجماعات الإرهابية، بأن فكرة التحاق جهاديين أجانب بالعمل المسلح في الجزائر طرحت في بدايات تشكل المجموعات المسلحة، لكنها لم تتجسد إلا بعد تولي جمال زيتوني، المدعو ”أبو عبد الرحمن أمين”، إمارة الجماعة الإسلامية المسلحة، بدءا من أواخر 1994 خلفا للشريف فوسمي الذي سقط في كمين للجيش في بئر الخادم بالجزائر· وذكر مصدر مطلع على ترتيب شؤون الجماعة الإسلامية، أن تسعة ليبيين على الأقل التحقوا بها في ,1995 ثلاثة منهم قالوا إنهم جاؤوا إلى الجزائر بطلب من أسامة بن لادن، عراب وممول المتطوعين العرب للقتال في أفغانستان·
ليبيون يتعرضون للتصفية في عهد زوابري
وقد بايع ”الليبيون” زيتوني وانضموا إلى صفوف الجماعة الإسلامية، حتى عام 1996 عندما خلفه عنتر زوابري، ”أبو عبد الرحمن”، على رأس التنظيم الإرهابي· حيث تعرضوا، حسب المصدر، إلى ما يشبه الإبادة على أيدي الفلول التابعة للأمير الجديد، فقتل بعضهم بمنطقة جبل بوكحيل في ولاية بسكرة وآخرون بالمنطقة الصحراوية، وتمكن البعض من الفرار بجلده· وقال المصدر عن أسباب تصفيتهم لـ”الخبر”: ”لا يمكن الجزم بأن زوابري هو من أمر بقتلهم، لكن تصفيتهم تندرج في إطار الهمجية التي طبعت فترة قيادته الجماعة الإسلامية”· ومن بين الأسماء البارزة ضمن الجهاديين ذوي الجنسية الليبية، ”فخر الليبي” و”إدريس الليبي” و”عبد القهار” الذي قتل في سور الغزلان ولاية البويرة في تلك الفترة· والثلاثة كانوا متمرسين على القتال بحكم المشاركة في حرب أفغانستان· وتبقى الأخبار المتعلقة بالمسلحين الأجانب في فترة ”الجيا” شحيحة إلى حد ما، حيث لا يعرف الكثير في هذا الجانب· وشهدت ظاهرة تعزيز صفوف الإرهابيين بالعنصر الأجنبي، تناميا ملحوظا في الفترة التي أعقبت تأسيس الجماعة السلفية للدعوة والقتال (خريف 1998)· وحسب المصدر المطلع، فإن التجنيد في عهدي زيتوني وفوسمي كان محليا بالأساس وبمعدل 400 شخص في الأسبوع· مشيرا إلى أن الاستعانة بالأجانب فيما بعد 1997 كان بسبب ”القحط” الذي عانت منه الجماعة·
وتذكر مصادر مؤكدة أن تجنيد الأجنبي أو سعي الأخير للالتحاق بـ”السلفية”، كان لافتا أكثـر في القطاع الجنوبي الذي يشرف عليه مختار بلمختار، المدعو ”خالد أبو العباس”· وقال المصدر المطلع، الذي تحدث لـ”الخبر” في هذا الموضوع: ”منذ أن أصبح أبو العباس ينشط في الصحراء، وقع الاحتكاك بين عناصره وجهاديين من الساحل الإفريقي، وتحديدا من موريتانيا والنيجر ومالي وحتى من نيجيريا، ثم توسع الأمر بالتحاق تونسيين بمعاقل الشمال· وكان ذلك مدرجا في مشروع كبير سعى تنظيم القاعدة إلى تأسيسه، ويتعلق الأمر بإنشاء قاعدة الجهاد في بلاد المغرب العربي”· وتابع ”لقد حدّث حسان حطاب (أمير السلفية من 1999 إلى 2003) عناصر تنظيمه عن قائمة تحمل أسماء أجانب يريدون الالتحاق بهم، لكن القضية لم تعرف تطورا لأسباب غير معروفة”·
في مؤشر على “تعمق الصراع” بين أجنحة الجماعة زعيم “السلفية الجزائرية” يراسل بوتفليقة ويدعم “المصالحة”
رسالة “معايدة “خاصة لبوتفليقة
و في الرسالة التي حصلت “العربية نت” على نسخة منها، سجل حطاب أنه “مر الكثير من الوقت على تزكية الشعب الجزائري لميثاق السلم والمصالحة الوطنية كوسيلة لتحقيق الصلح و ليس كغاية في حد ذاته”، قبل أن يردف قائلا “و الصلح خير و هو ما يثمر التآخي بين أبناء البلد الواحد ولا يرتبهم لا طبقات تختلف في الحقوق والواجبات”، في إشارة منه إلى بعض بنود ميثاق السلم التي تم اعتبارها “تمييزية” من طرف عناصر الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة وعلى رأسهم مدني مزراق أمير ما كان يسمى بالجيش الإسلامي للإنقاذ. وينظر المتتبعون لرسالة حطاب الذي قدم نفسه كأمير للجماعة السلفية وحملت توقيع الجماعة السلفية المعروف، على أنه تجديد من حطاب لحسن نيته في تطليق العمل المسلح ورغبته في الاستفادة من تدابير ميثاق السلم حيث جاء في الرسالة قول حطاب “وبالمناسبة السعيدة – مناسبة العيد- نذكر بموقفنا من جديد من مسعى المصالحة المنصفة والتي نتوخى من سيدي رئيس الجمهورية أن يمضي قدما في تحقيقها وإقرانها ببنود تضمن الأمن والأمان للجميع”، أمام إصرار أبو مصعب عبد الودود على تبني خطاب ثوري ضد السلطة وضد حلولها السياسية التي كان آخرها ميثاق السلم والمصالحة، في الوقت الذي سارع هذا الأخير إلى مبايعة تنظيم القاعدة بمناسبة الذكرى الخامسة لتفجيرات 11 سبتمبر .
الجماعة السلفية بـ”رأسين”
و برأي المتتبعين، فإن الصراع عاد إلى العلن بين أجنحة تنظيم الجماعة السلفية بسبب عدم حسم الأمور على مستوى التنظيم ذاته اتجاه العرض الذي تقدمت به السلطات لأفراد التنظيم في إطار ميثاق السلم والمصالحة، في وقت سرت أنباء عن وقوع تصفيات في صفوف التنظيم لعناصر أبدوا رغبتهم في الاستفادة من العفو بينما تم تكثيف إجراءات الحراسة في معاقل الجماعة في الجبال خوفا من هروب العناصر الراغبة في التوبة. وكان أبو مصعب عبد الودود قد أصدر بيانا في شهر أكتوبر الماضي، قال فيه: “أبا حمزة -وهي كنية حطاب- قد عاد إلى الجماعة بعد سنة من تطليق العمل المسلح وأنه جرى بينهما اتصال هاتفي حول موضوع المصالحة”، الأمر الذي كذبه حطاب في حينه لتأتي هذه الرسالة في سياق التأكيد على عدم وجود أي توافق بين حطاب ودردقال رغم انضمامهما إلى تنظيم واحد، بل أصبح واضحا أن الجماعة السلفية أصبحت برأسين أحدهما يدعو إلى المصالحة والآخر يدعو إلى مواصلة الحرب ضد السلطة القائمة في الجزائر.
تجدر الإشارة إلى أن السلطات الأمنية الجزائرية قد باشرت منذ سنوات تعود إلى عام 2000 سلسلة اتصالات سرية جدا مع حسان حطاب أمير الجماعة السلفية للدعوة و القتال الذي كان آنذاك متصلبا في آرائه من مسألة ترك العمل المسلح، ويبدو أن تلك الاتصالات أثمرت في وقت لاحق تغيرا في مواقف حطاب، تزامن مع طرح الرئيس بوتفليقة لمشروعه الثاني ميثاق السلم والمصالحة في عام 2005 بعد مشروعه الأول قانون الوئام المدني الذي أطلقه عام 1999.
تونس تعتقل 152 شخصا حاولوا التسلل نحو السواحل الإيطالية
(المصدر: وكالة آكي الإيطالية للأنباء بتاريخ 2 جانفي 2007)
تونس تسجل معدل نمو 5.2 في الربع الثالث من 2006
تفاصيل حوار نادر بين عماد الحمروني رئيس جمعية أهل البيت بتونس (تيار شيعي) والباحث التونسي الطاهر الأسود (مقيم بأمريكا الشمالية) في المنتدى الكتابي لموقع نواة:
1- تذكير بنص مقال السيد الطاهر الأسود الذي أعيد نشره على المنتدى الكتابي للحوار.نت يوم 29 ديسمبر 2006 على الساعة 6 و12 مساء:
حول الانطلاقة المحتملة لأعمال إرهابية للقاعديين في تونس
استمرار التعامل الساذج في أوساط الطبقة السياسية التونسية مع تيار الفتنة الأهلية
الطاهر الأسود — باحث تونسي يقيم في أمريكا الشمالية
تلاحقت أنباء محددة و من مصادر مختلفة في فترة وجيزة خلال الأسبوع الأخير حول احتمال بداية نوع من الاستعدادات لانطلاق أعمال ارهابية في قطرنا العزيز تستهدف السلم الأهلي و النظام القائم من خلال استهداف الجهاز الأمني و هو ما انكشف في بعض الاشتباكات المسلحة المتفرقة. إن ذلك خط أحمر و ليس إلا تكرارا سمجا لبرامج الفتنة الأهلية المدمرة السابقة في المنطقة. و لكن من الواضح أن هناك استمرارا لنوع من الغيبوبة تجاه خطر المجموعات القاعدية مغاربيا و تونسيا من قبل معظم النخبة السياسية بما في ذلك القيادات المحلية و عدم إدراك للبنى الجديدة التي بصدد التشكل. ويأتي هذا المقال في اتجاه التأكيد على أن مثل هذه الأعمال الارهابية أمر قادم للأسف الشديد و هو ما أشرت إليه أكثر من مرة و توقعت حدوثه مؤخرا. و بغض النظر عن صحة الأخبار المتداولة أخيرا— و التي يجب التعامل معها بحذر كبير من خلال رفض التعتيم المحلي المعتاد و الذي يمس السلامة الأهلية في هذه الحالة و لكن أيضا من خلال تجنب التضخيم و التوقف عن التعامل مع هذه الأحداث كمجرد مناسبة للمناورة ضد النظام القائم—قلت بغض النظر عن صحتها و دقتها فإن هذه الأعمال ستحدث لامحالة لوجود ما يكفي من العوامل و المؤشرات و المعطيات لحدوثها.
و قد كتبت لأكثر من مرة في السنة الأخيرة حول الخطر المتعاظم لتنظيم القاعدة على السلم الأهلي في المنطقة العربية بشكل عام. و كان إصراري على هذه النقطة ينبع فيما ينبع من سذاجة مثيرة للانتباه لنسبة كبيرة من النخبة العربية و التي “تطبلنت” سياسيا و فكريا من خلال دعمها للاستراتيجيا القاعدية خاصة في العراق إما دعائيا أو تحليلا بتصنيفها ضمنيا في إطار “المقاومة العراقية” من دون حرص على التمييز الواضح و البين بين أطراف “المقاومة” و “الارهاب” و تغاضيها عن كل المؤشرات الدالة بشكل قاطع على أن هذه الاستراتيجيا بشكل عام لا تستهدف “كفار الخارج” فحسب بل أيضا و خاصة “كفار الداخل” (حيث تم التغاضي المثير و لفترة طويلة عن الاستهداف القاعدي البين في العراق لعامة الشيعة و حتى للسنة من خلال مفهوم “التترس”) حيث أكد أيمن الظواهري في أكثر من وثيقة أن مسألة “حاكمية الشريعة” تأتي في مقدمة أولويات التنظيم ليس في العراق فحسب بل في خارجه و بقية الأقطار الاسلامية بشكل عام (أنظر مثلا: الطاهر الأسود “مرة أخرى في ماهية المقاومة العراقية…: حول التيار القاعدي و حتمية منهجه الطائفي” ميدل إست أون لاين 19-09-2005). و برزت في العراق مثلا نوايا القاعدة في تأسيس دولة طائفية في “المناطق السنية” باسم “دولة العراق الاسلامية” في ظل صمت مثير للقلق بين أوساط النخبة السياسية العربية و التي تساهم بصمتها في تفاقم ما يجري خاصة في ظل تركيزها المتناسق على “الخطر الفارسي الشيعي”.
إن الرؤية الساذجة العامة تجاه تنظيم القاعدة بما في ذلك في العراق تتقاسمه النخبة المغاربية و التونسية أيضا و كان له تأثير بين على رؤيتها لحضور القاعدة ضمن مجالها المغاربي. حيث تم تجاهل تطورات أساسية في علاقة بوجود التيار القاعدي على الساحة المغاربية و التغاضي عن أهميتها البالغة في تحديد مسار المرحلة المقبلة و هو ما تعرضت له في أكثر من مقال في السنوات الأخيرة (أنظر مثلا: الطاهر الأسود “في إطار تحليل الرؤية الأمريكية لمسألة الديمقراطية السياسية في تونس” العدد العاشر/ فبراير 2004 نشرية أقلام أون لاين) و مؤخرا بالتفصيل في مقال في العدد التاسع عشر من نشرية أقلام أن لاين بعنوان “في العلاقة بين القوميين و الاسلاميين عربيا و ومغاربيا” (أعيد نشره في صحيفة القدس العربي في عدد 29 نوفمبر 2006). و سأكتفي هنا بإعادة نشر الفقرة الخاصة بمشروع التنظيم القاعدي عربيا و مغاربيا:
” القاعديون و التهديد بالحروب الطائفية و الأهلية: التقويض الآخر للأمن القومي و حسب الاستراتيجيا العملية و المعلنة للتنظيمات القاعدية فإن مسألة “حاكمية الشريعة” تتبوأ مكانة مركزية. و بعنى آخر فإن “أمن الشريعة”، بما يتضمن ذلك من المعاني الطائفية الضيقة للـ”سلفية الجهادية”، يحتل المكانة العليا التي يتم على أساسها الفرز العام لقائمة “المؤمنين” و “المرتدين”. و تستبدل هذه المنظومة ذلك المعطى الواقعي المتمثل في الامن القومي.
إن جوهرالتنظيمات القاعدية هو استرجاع لمقولة اسلامية سابقة مفادها رفض الواقع الراهن القائم بالأساس على رئيسية المرجعيتين الوطنية و القومية للعمل السياسي من خلال اعتبار هذه المعايير ببساطة معايير “جاهلية”. لكن الوضع العراقي، على سبيل المثال، يؤكد، من جهة أخرى، معطى غير قابل للتجاهل: أن الحفاظ على شعبية التنظيم المسلح المناهض للاحتلال غير ممكن خارج شروط التركيبة العراقية شديدة الحساسية تجاه نعرات الحرب الطائفية و هكذا فإن هذا الشرط الأساسي للحل المسلح الناجع، أي العلاقة المتينة بين المسلح و محيطه الشعبي، سيفرض على التنظيم القاعدي الانقسام و من ثمة تخلي البعض عن جوهر الرؤية القاعدية أي التخلي عن القول بعلوية ماهو سني سلفي على ما هو وطني.
و في الواقع فإن هذا التهديد للصيغة الوطنية و المغامرة بتفتيتها بدعوى “جاهلية العصبية الوطنية” (يقع تمثيلها بالعصبية القبلية) لا يتجه الى تقويض الدول القطرية في مصلحة دولة جامعة بقدر ما يسعى لإقامة دولة جامعة تحت النفوذ الاستبدادي للطائفة “السنية” في محيطها العقائدي الأقل انفتاحا. و هو ما يؤدي الى اشعال سلسلة من الصراعات الأهلية على أساس “الهوية” ليس فقط بين الفصيل “السني” و الآخر الشيعي أو حتى الطوائف النصرانية العربية بل حتى في خضم المحيط “السني”. فلا يجب الوقوع هنا في المغالطة القاعدية التي تدعي الدفاع عن “أهل السنة و الجماعة” حيث يقع الدفاع عن فصيل أقلي ضمن الساحة الشاملة للسنة العرب. إن المؤشر الآخر الباعث على الاهتمام هو الالتقاء على مستوى الرؤية الاستراتيجية بين التنظيمات القاعدية المؤججة للصراع “السني-الشيعي” و بعض الأطراف العربية الرسمية التي تتحدث عن تهديد “الهلال الشيعي”. فتقييم الجانبين يتجه عمليا للالتقاء حول استهداف “غير السني” العربي بوصفه تهديدا ضروريا. إن ذلك يؤكد مقولة أساسية في علاقة ببداهة الطرح القومي من جهة الواقع القائم: تفتيت الصيغ الوطنية القائمة في إطارها القطري الراهن تهديد مباشر للأمن القومي العربي. و هنا، و رغم ما يبدو لذلك من مفارقة بالنسبة للخطاب القومي الحركي، فإن الدفاع ضد تفتيت الدولة القطرية على أساس الصراعات الطائفية و الأهلية يصب مباشرة في إطار الدفاع عن الأمن القومي العربي.
أفق الحوار القومي-الاسلامي مغاربيا هناك ملمح جديد في الوضع المغاربي سيساهم بشكل بالغ في إعادة تشكل الواقع السياسي: “قاعدة الجهاد في بلاد المغرب”. فمنذ البيعة الرسمية مؤخرا لتنظيم “الجماعة السلفية للدعوة و القتال” تجاه تنظيم القاعدة و حسم مسألة القيادة التي سيتم إحالة “أمر بلاد المغرب” اليها من قبل الامارة القاعدية و التقارير الصحفية عن تدريب عدد من المواطنين المغاربيين من قبل التنظيم الجزائري بهدف تحقيق هدف امتداد الصراع الأهلي الى بقية الأقطار المغاربية فإن مسألة بروز تهديد التنظيمات القاعدية للسلم الأهلي مغاربيا سيصبح مجرد مسألة وقت. إن ذلك سيدفع الى الواجهة الحاجة التاريخية لعقد اجتماعي جديد يجب العقد الاجتماعي المرتجل لما بعد مرحلة الاستقلال و يحظى بالقبول و الاقناع و هو ما لم يتحقق حتى الآن. و ليس العقد الاجتماعي في هذه الحالة و بالتعابير السياسية الراهنة سوى مشروع المصالحة الوطنية. إن مسار المصالحة الوطنية مغاربيا هو المسألة الجوهرية في المستقبل السياسي المنظور. لا يتعلق ذلك بمجرد تمنيات بل هو ما سيشكل جوهر الصراع السياسي بالذات و حوله سيتم حسم طبيعة المرحلة المقبلة. و ليست مسألة الدمقرطة بمعزل عن هذا المسار. إن التفاعلات و التجاذبات المتصاعدة مغاربيا تبين أن الدمقرطة لا يمكن أن تتم بمعزل عن واقع معقد فيه الكثير من التوازنات المحلية و الاقليمية و الدولية. و مثلما كان الحال دائما، بما في ذلك في النماذج الغربية، فإن الدمقرطة ستتحدد مسارا و توقيتا و سرعة حسب توافقات موضوعية معقدة. و التوافقات وحدها و ليس عقلية الفرض و الإملاء أو التوتر و الصراخ هي التي ستحل المعضلات القائمة. و من هذا المنظور يجب النظر لمسألة المصالحة الوطنية. فهي، بمعنى آخر، البعد الواقعي و العملي التي ستشكل القاعدة التوافقية الممكنة لإرساء مسار دمقرطة حقيقي و من ثمة تحقيق المثال الديمقراطي. إن مسار المصالحة الوطنية الذي هو في وضع تشكل في بعض الأقطار و في حالة ماقبل الولادة في أقطار أخرى سيصبح مسارا حتميا للبقاء بمجرد أن يسترجع التهديد القاعدي للسلم الأهلي حيويته (في المثال الجزائري) أو يصبح أمرا واقعا (في بقية الأقطار)، و هي للأسف و كما أشرت ليست إلا مسألة وقت. إن استمرار البعض في إنكار هذه الآفاق بدعوى نجاح ما هو قائم لن يغير في الأمر شيئا إلا في اتجاه تعقيد الحلول و تأجيل التوافق. ” (انتهى).
إن رؤيتي هذه و التي أكدت عليها في المقال المشار إليه أعلاه تأتي جزئيا كرد فعل على صمت محلي في تونس حول هذه الظاهرة تشارك فيه جميع الأطراف تقريبا. حيث التقت أطراف معارضة مع أوساط داخل السلطة (كما يظهر في ضحف مقربة من النظام كصحيفة الشروق و لكن غيرها أيضا) في:
أولا، تطبيع ممارسات القاعدة في العراق ضمن مسار “المقاومة” خاصة من خلال عدم الحرص على مواجهة واضحة لممارساتها الارهابية البينة المستهدفة تحديدا إشعال الفتنة الطائفية في التقاء لا يمكن تجاهله مع بقية الأجندات الطائفية في العراق بما في ذلك أوساط نافذة في سلطات الاحتلال الأمريكي (آخرها مؤشرات واضحة عن التقاء مجموعة تشيني أو ما تبقى من النيومحافظين في واشنطن مع قيادات سعودية للمراهنة على صراع الشيعة ضد السنة في إطار مزيد صب الزيت على النار كخيار أخير لإنقاذ مشروع الاحتلال، و هو ما سأتعرض اليه في مناسبة لاحقة في مقال خاص). إن هذه الرؤية التونسية للوضع العراقي التي تشمل جميع الأطراف تقريبا تعكس عدم إدراك للأهمية المتعاظمة للوضع العراقي و حضور القاعدة فيه سلبيا على الوضعين المغاربي و التونسي.
ثانيا، التعامل من قبل معظم الطبقة السياسية مع ظاهرة السلفية الجهادية المتصاعدة في تونس بشكل ساذج:
– من جهة السلطة و بعد إصدار “قانون الارهاب” و الذي كان يهدف الى تحقيق نقاط سياسية على المستوى الدولي أكثر منه مواجهة جدية لما يحدث من تطورات داخلية تم تدشين الحملة على أوساط السلفية الجهادية بما في ذلك أوساط متعاطفة و قريبة منها (تم في هذا الاطار خلط مواجهة “الارهاب” مع مواجهة مشاعر جدية لدعم المقاومة في فلسطين و العراق خارج الأطر القاعدية). و قد أدى استمرار التعامل الأمني الاستئصالي في المساهمة بجدية في إقحام عناصر جديدة كانت في هامش تيارات السلفية قبل اعتقالها ضمن مسار السلفية الجهادية من خلال الممارسات المتهورة و التعذيب و الاهانة الشخصية للمعتقلين و عائلاتهم. و ساهمت الحملة الأخير على الحجاب بشكل قاطع ليس على استهداف حركة النهضة كما اعتقد البعض في الأوساط المؤثرة بل في استهداف تيار عريض غير مسيس يعيش على هامشه تيار السلفية الجهادية لينتهز الأخير فرصة الايغال في الاستئصالية لتثبيت رؤيته التكفيرية للنظام. لقد استخدم النظام و لفترة طويلة تعميما للساحة الاسلامية اتهم فيه أطراف لم تعد تشك حتى القوى الدولية المؤثرة في اعتدالها بتهمة “الارهاب”. و الآن تحققت النبوءة و لكن لم يعد ممكنا التعامل التكتيتكي و المناور لقضية الارهاب في تونس كما اعتاد البعض حيث سيصبح ذلك أمرا واقعيا و مؤثرا بشكل سلبي للغاية على النسيج الاجتماعي و على الوضعية الاقتصادية الحساسة أصلا. و الجميع يعرف الأهمية الخاصة للتهديد الأهمني على قطاعات اقتصادية أساسية مثل القطاع السياحي. إن جزءا من مسؤولية السلطة فيما يجري يشمل أيضا وجود أطراف لا تستهدف الاسلاميين المعتدلين فحسب بل أيضا ما ترى فيه “قاعدة ثقافية للتطرف” و هو ما يشمل أحيانا كثيرة مبادئ دينية يؤدي استهدافها لاستفزاز مشاعر كثيرين يعتبرون المس منها خطا أحمر. و بالرغم من وجود مؤشرات كثيرة على أن هذه الأطراف الاستئصالية تواجه داخل النظام نفسه معارضة قوية إلا أن سياساتها السلبية حققت أضرار بالغة. إن هذه السياسة عامة و عبر الخمسة عشر سنة الأخيرة انعكست ميدانيا من خلال ضرب الأسس التي تسمح يوجود تيار واسع من الأئمة و القادة الدينيين المستقلين و المعتدين كما هو موجود في كثير من الأقطار العربية و هو ما ترك الساحة فارغة أمام من جهة أولى “أئمة موظفين” مكلفين بمهام و من ثمة لا يحظون بالمصداقية و من جهة ثانية “أئمة متمردين” لا يشغلون ضرورة مناصب الامامة و المشيخة و لكن يعملون على الهامش و بصمت بالغ و مؤثر و ذلك خاصة منذ سنة 2000.
– في الجهة المقابلة تقف المعارضة (لا أعني هنا طبعا أطراف الديكور و التي لا تقوم حتى الآن على الأقل إلا بمسايرة النهج الرسمي من دون أي “مغامرات غير محسوبة”) بخطاب غير مواكب للتطورات الداخلية. حيث بدى أنها تنظر للوضع نظرة متمركزة على الذات. و كان من الواضح أن أطرافا محدودة الفاعلية ميدانيا و لكن كثيرة الصخب إعلاميا اعتقدت أن صخبها الاعلامي في الخارج يعكس أنها موجودة في مركز التطورات الميدانية في الداخل و من ثمة تعمدت تجاهل الانتشار المتعاظم في الساحة التونسية لتيار السلفية بجميع مشاربه و بقية الأطراف الجديدة (الصوفية، الشيعة…) مما يعكس تغيرا في الخارطة السياسية الداخلية و ذلك للاستمرار في الاعتقاد و الترويج لأنها تمسك بمقاليد المعارضة. و اعتقد البعض أن المطلوب الرجوع لما قبل 1990 و هو أمر لم يعد ممكنا. و كانت أكثر الصور الكاريكاتورية صورة السيد منصف المرزوقي راجعا للبلاد بدعوة “للعصيان المدني” و “المقاومة السلمية” بشكل كشف نرجسية و طوباوية لافتة حيث يبدو أنه كان هناك اعتقاد بأن “الجماهير” كانت تنتظر فقط رجوع الزعيم الكارزمي لتنطلق في احتجاجاتها و هو ما عكس غيبوبة كاملة عن الخارطة السياسية و الفكرية الجديدة التي بصدد التشكل و التي هي في قطيعة كبيرة مع الوجوه السياسية التقليدية. إن استراتيجيا المعارضة القائمة على التركيز على الدعم الخارجي المتنوع (الحقوقي و السياسي و الاعلامي خاصة على مستوى الاتحاد الأوروبي) لا تعكس عدم ثقة في جذب دعم داخلي فحسب بل تشير الى أن حاجات الداخل الأقل سياسوية و المصطبغة بقوة بتأثير ديني راديكالي متعاظم أصبحت خارج قدرات و برامج طيف هائل من المعارضة و التي لازالت تناقش في بديهيات مسألة الهوية و مسائل حقوق التوريث و المرأة. و لقد انعكس هذا التوجه الساذج في محاولة الالتصاق بالمجموعات الجديدة و معتقليها في السجون التونسية و التبني الحقوقي لها و من السخرية أن ذلك اصطدم بلامبالاة المعتقلين بالمسألة الحقوقية و هم الذين قاموا أكثر من مرة برفض السلطة القضائية و عدم الاعتراف بها أصلا (لا يرجع ذلك كما أشار بعض محاميهم لفقدان هذه السلطة لمصداقيتها بل لأن جزء هام من المعتقلين المعنيين يتعاملون مع النظام القائم على أنه “طاغوت” بما في ذلك السلطة القضائية). و كان السيد نجيب الشابي في خطابه الافتتاحي لمؤتمر حزبه قد تعامل مرة أخرى بشكل ساذج مع مسألة المعتقلين الحاليين مشيرا فقط الى أنهم مجموعة من الشباب المتعاطف مع المقاومة ليعكس الرغبة في تهميش هذه الأطراف الجديدة و لكن أيضا استخدام هذه المسألة في المناورة على النظام. إن الخطاب الذي سنسمعه بين أوساط هذه المعارضة و بشكل جامع في الأيام القادمة هو التركيز على مسؤولية السلطة فيما يحدث. و سيتم العمل على تهميش الأسس الداخلية للتيار القاعدي و التعامل معه مثلما تتعامل مع الأطراف الأمنية بالذات أي على أنه مجرد تيار مستورد من الخارج (عبر الفضائيات كما لا يزال الكثيرون يكررون بشكل ساذج منقطع النظير) مما يهمش الأسس الداخلية العميقة لوجود هذا التيار. حي سيقع التركيز عى غياب الديمقراطية فحسب لما يجري مما يهمش قضية مركزية أخرى و هي مسألة الصراع على الهوية و الاستفزاز الخطير للمشاعر الدينية.
إن بدايات الحل ليست بأيدي المعارضة كما هي راهنا. إن مركز المواجهة القادمة أحب من أحب و كره من كره ستكون متركزة ليس بين “الديمقراطيين” و غيرهم بل بين أوساط دينية معتدلة و أخرى متطرفة قاعدية تدعو للارهاب الداخلي لحسم مسألة الهوية. و هنا تحديدا يصبح دور التيارات الاسلامية المعتدلة محوريا في مواجهة التيار المتعاظم للفتنة الأهلية. و هذا يعني مسؤولية خطيرة يجب أن تؤدي الى الترفع عن الخطاب المعتاد تجاه السلطة في ظل التغير الدراماتيكي للوضع السياسي و الأمني. و هذه فرصة تاريخية لإثبات اعتدال هذه الأطراف و نبذها الجدي للعنف في ظل تشكيك أطراف مختلفة من المعارضة و السلطة لأسباب ايديولوجية و سياسوية في آن واحد و ليس لتحليل رصين و واقعي للتيار الاسلامي المعتدل. غير أن المسألة الديمقراطية ستأخذ في هذه الظروف بالذات صيغة جديدة حيث أن مشروع المصالحة الوطنية سيصبح مطلبا جوهريا كصيغة عملية لدمقرطة واقعية و لن يصبح في مقدور السلطة أو بعض أطرافها المؤثرة على الأقل مواصلة تجاهل استحقاقاتها. و لم يعد متاحا الاصرار على “خصوصية تونسية” تتميز “بمناخ يسوده الاعتدال” كما يشير “الاستبيان” المسيس الذي نشرته هذا الأسبوع وزارة االشباب و الرياضة في تونس بين صفوف الشباب و الذي يشير الى “92%” من الشباب يعتقدون في “إسلام معتدل” (أنظر صحف أمس). و من المؤكد أن هناك أطرافا في السلطة ستستغل سياسويا ما سيحدث و ستحاول التأكيد على ضرورة تعميم صفة “الارهاب” و “التطرف” على كل طرف إسلامي غير أن تونس تبقى جزءا من نسيج عربي و اسلامي تتأثر بمشاكله مثلما تتأثر بحلوله. و لم يعد هناك مجال في هذا الاطار بالذات لاستمرار تحريم و حضر التيارات الاسلامية المعتدلة مثلما لم ممكنا التسويق لذلك على المستوى الدولي في ظل علم قوى دولية مؤثرة بتعاظم التيارات الدينية عموما في الساحة الشعبية. حيث أصبح من الضروري الاستفادة من تجارب الأنظمة العربية الأخرى في مواجهة تيارات الفتنة الأهلية (مصر، الجزائر، المغرب…) و التي أثبتت أن صيغة التعاون مع التيارات الرافضة للعنف و خاصة التيار الاسلامي المعتدل جوهرية و حاسمة لتخطي مشاريع الحرب الأهلية و تفاقمها. و لا يوجد مثال واحد تم فيه الاقتصار على الحلول الأمنية. حيث ساهمت سياسات التنفيس السياسي و فسح المجال لقيادات دينية مستقلة و معتدلة بشكل رئيسي في نزع الشرعية و المصداقية الميدانية لتيارات الفتنة الأهلية. و رغم أن ذلك لم يؤد الى تطورات ديمقراطية دراماتيكية في هذه الأقطار إلا أنه طرح أسس حقيقية و جدية لتطور ديمقراطي على المدى الطويل. في المقابل يتبين أن “الخصوصية التونسية” و ما تعنيه من سياسات أمنية تدعي “قطع دابر التطرف” لم تكن في النهاية و كما تثبت الأحداث الراهنة سوى تأجيلا لموضوع الارهاب المحلي.
إن هناك حاجة جدية للتوقف عن التعامل بشكل سياسوي مع موضوع التيار القاعدي و مشاريعه المهددة للسلم الأهلي سواء من قبل السلطة أو المعارضة. إن المرحلة الحساسة التي تقبل عليها تونس (المحفوفة أيضا بظروف اقتصادية صعبة و متفاقمة على الأرجح) تتطلب تغييرا دراماتيكيا يتناسب مع التطورات المتوقعة يضع مسألة تهديد السلم الأهلي و مبدأ احتكار الدولة للسلاح كخط أحمر لا يقبل المناورة السياسية. إن تحميل السلطة المسؤولية و التفرج بشماتة عما يحدث سيضر الجميع و سيصبح مثل “أكلت يوم أكل الثور الأبيض” صحيحا مرة أخرى. و هنا عدم الخلط بين التنديد بالقمع و تهديد الأمن العام. و يجب التفريق بكل صرامة بين الدور القمعي المسنود من قبل السلطة السياسية للجهاز الأمني بما في ذلك وجود عناصر أمنية تتسم بوحشية بالغة و بين الدور الدستوري غير القابل للجدل للمؤسسة الأمنية و الذي يجعل استهدافها المسلح جريمة يعاقب عليه القانون. إن حسم هذه المسألة لا يعني وقوفا مع السياسة القمعية للسلطة بل يعني وقوفا مع النظام الدستوري القائم و مؤسسة الدولة. إن الحديث عن “ضرورة القطيعة” مع النظام القائم و أطروحات من نوع “الاستقلال الداخلي” تلامس موضوعيا و من حيث لا تدري مع تكفير التيارات القاعدية للنظام (و المعارضة أيضا). و هذه، طبعا، مسألة في غاية الخطورة.
2- تعليق عماد الدين الحمروني على تحليل السيد الطاهر الأسود. نشر في المنتدى الكتابي لموقع الحوار.نت يوم 29 ديسمبر 2006 على الساعة الثامنة مساء
بسمه تعالى
شكرا للسيد الطاهر الاسود
لقد أفضتم بما فيه الكفاية لتوضيح الحالة السياسية و الاجتماعية و الدينية للمجتمع التونسي و نحن نوافقكم فيما ذهبتم إليه في خصوص مسالة الفكر السلفي التكفيري و مسالة المصالحة الوطنية.
إن ارتباط المعارضة الليبرالية و اليسارية بالخارج وارتباطها فكريا و تنظيميا بالمؤسسات و الأحزاب و المنظمات الغربية خصوصا الفرنسية اضعف مصداقيتها وأبعدها عن ثقافة الشعب إضافة إلى ارتماء الإسلاميين في حضن الحركة الوهابية جعلهم مترعا لظهور و تمكن الفكر السلفي الطائفي.
إننا نشهد في تونس تيه الإسلاميين والقوميين وسقوطهم في أوحال السلفية الإرهابية ونفاذ بضاعتهم.
إن الحل بل الواجب اليوم هو بروز حركة وفاق وطني من جيل ما بعد الاستقلال وإحياء الفكر الوطني الحر و الدفاع عن الإنجازات الوطنية وأهمها الدولة والدستور والدعوة إلى توزيع عادل للثروات وتشجيع الثقافة الوطنية.
في الختام عيد سعيد وكل عام وانتم بخير
عماد الدين الحمروني
3- رد الباحث التونسي الطاهر الأسود (نشر في المنتدى الكتابي لموقع الحوار.نت يوم 30 ديسمبر 2006 على الساعة الخامسة و32 دقيقة مساء)
الأخ عماد الدين الحمروني،
أعتقد أنه من المهم التأكيد على عبارات التوافق و الوفاق. و لكن أعتقد أنه من الضروري بالإضافة لنقد المعارضة التأكيد أيضا على ما يجب أن تقوم به السلطة. إن الوفاق الوطني يحتاج مشاركة طرفين. أرغب في إطار موضوع آخر متصل أن أشير الى احترامي لحقك و غيرك من التونسيين اختيار المذهب الذي ترتؤونه (و هو في هذه الحالة المذهب الشيعي) و لكن من المهم أن أشير الى تركيز الفريق الذي تنتمي اليه في تونس على نقد الحركة الاسلامية المعتدلة في تونس (و هي سنية في معظمها) بشكل غير دقيق أحيانا مقابل مجاملة السلطة بشكل دائم. إن ذلك يمكن أن يبرر آراء المتطرفين من السلفية الجهادية للتشكيك في صدق الاخوة الشيعة في تونس و تشويه صورتهم. إن الوفاق يعني فيما يعني الحرص على التعامل بمصداقية عند تقييم الوضع السياسي.
مع الشكر على الملاحظات القيمة و عيد مبارك على الجميع.
أخوك الطاهر الأسود
4- جواب عماد الدين الحمروني (نشر في المنتدى الكتابي لموقع الحوار.نت يوم 30 ديسمبر 2006 على الساعة 10 و33 دقيقة مساء)
بسمه تعالى
الاخ الفاضل الطاهر الاسود
ان الوفاق الوطني عندنا هو مشروع يضم الشرفاء من كل الاطياف المؤمنة بالثوابت الوطنية من داخل الحزب الحاكم و من خارجه علينا العمل على تجديد الفكر الوطني و تشجيع المثقف المتدين الجمهوري
اما تعليقك على مواقف الخط الشيعي في بلادنا و رميه بالمداهنة مع النظام ومواقفه ضد النهضويين ارى فيه الكثير من التجني والمغالطة
ان التونسيين المنتمين الى مدرسة اهل البيت سلام الله عليهم و منذ الثمانينات من القرن الماضي متواجدون على الساحة الوطنية شاركوا مشاركة فاعلة لاسقاط النظام البورقيبي المستبد وليعلم الاخ
الكريم اننا الفريق الوحيد الذي لم يسارع في 87 لتاييد انقلاب السابع من نوفمبر بل اصدر البيانات في الداخل و الخارج للمطالبة بالعفو التشريعي العام واحترام الدستور واعادة الحكم للشعب
لقد بدا التحريض ضدنا من طرف اقطاب الحركة الوهابية في بلادنا من امثال مورو والغنوشي والمكني و كركر رغم وقوفنا معهم في صف واحد ضد النظام البورقيبي المقبور بداية سنة 85 الى يومنا الحاضر
لقد تبينا لنا تبعية النهضويين الكامل للفكر و المال السعودي وانهم لا يمثلون تطلعات الشعب المسلم في تونس
ان النهضويين هم الذين ابرموا العهود مع اقطاب النظام البائد امثال المزالي و عند انتصار حركة السابع من نوفمبر التي فاجات الجميع كان اول من ساندها و اتفق معها هم النهضويين ظانين كما
ظن اهل اليسار بعدهم انهم سينتصرون على الرئيس زين العابدين بن علي وعند انكشاف امرهم دارت عليهم الدائرة
اننا لا نباع و لا نشترى اما الصاق التهم الينا ورمينا تار ة بالعمالة واخرى بالكفر من طرف النهضويين فان الشئ من ماتاه لا يستغرب لاننا تعودنا على اكاذيبهم و اباطيلهم لضعف حجتهم وفقدان
مصداقيتهم عند شعبنا المسلم في تونس
اننا نؤمن بوظيفتنا الشرعية و الوطنية و نعتبر مصلحة الوطن ارفع من مصلحة حزب او جماعة ولسنا حزبا و لا جماعة بل وطنيين مخلصين لدينهم و شعبهم و لا ينعقون مع كل ناعق
ان نفرق بين الحزب و الدولة و نعتبر المحافظة على كيان الدولة و هيبتها جزء من المصلحة الوطنية ومبدانا هو ان نقول للمحسن اذا احسن احسنت و للمسيئ اذا اساء اسات ايا كان موقعه سلطة او معارضة
في الختام نرجو لكم التوفيق و كل عام و انتم بخير
اخوكم عماد الدين الحمروني
5- رد الباحث التونسي الطاهر الأسود (نشر في المنتدى الكتابي لموقع الحوار.نت يوم 1 جانفي 2006 على الساعة العاشرة و 34 دقيقة صباحا)
الأخ عماد الدين الحمروني،
أنا لم أرم أحدا بألفاظ من نوع “المداهنة” أو غيرها حيث لا أرى في مثل تلك العبارات الاتهامية أي تأثير إيجابي على تحقيق أي وفاق كان كما أنها لا تعبر عن الواقع بقدر ما تضخم فيه. في المقابل أؤكد على الانتباه الى أن هناك مساندة دائمة للسلطة من قبل التيار الشيعي في تونس لا تتميز بحد أدنى من الحس النقدي و ذلك من خلال ما يصدر من بيانات و مواقف ميدانية. في المقابل هناك خطاب متشنج تجاه الحركة الاسلامية المعتدلة يرميها بأوصاف (“وهابي”…) يعرف أي مراقب موضوعي ورصين أنها غير دقيقة و هي للمفارقة مشابهة جدا للأوصاف التي يرميها بها التيار الاستئصالي والذي يستهدف بالمناسبة كل الأطراف الاسلامية الوطنية (بما في ذلك التيار الشيعي).
إن وجود ارتباطات مالية للتيار الاسلامي المعتدل بالسعودية خاصة في فترات محددة (الثمانينات مثلا عندما حصل الخلاف بين التيار الشيعي والتيار النهضوي) لا يعني استمراره بنفس الوتيرة كما لا يعني تحديدا خضوعا للرأي الفقهي السائد سعوديا. فكما تعلم هناك حركات مثل حركة حماس تتلقى أموالا (رسمية و غير رسمية و لكن تحت غطاء رسمي) من السعودية بينما نعلم جميعا أن خطاب هذه الحركات بعيد كل البعد عن الخطاب الوهابي. و هذه مسألة مثير للقلق في بعض أوساط الخطاب الشيعي عموما حيث يبدو هناك تسرعا و حتى تجنيا من قبلها في وصف بعض تيارات الاسلام المعتدل السنية التي لا تستسيغها بأوصاف الوهابية (مثلما يحدث في العراق و هو ما يؤثر على ما يبدو في خطاب أوساط شيعية أخرى خارج العراق). من جهة أخرى إن تلقي مسألة تلقي الدعم الخارجي وإثارتها بهذه الشاكلة ليس من مصلحة التيار الشيعي في تونس و الذي تتربص به بعض الأطراف الاستئصالية لترميه بنفس التهمة (اي التمويل إيرانيا) و هو بالتالي موضوع حساس لا يحتمل المزايدة و التسرع.
إن الوضع في تونس حساس جدا و يزداد حساسية في علاقة بوجود تيار شيعي. فالوضع العام عربيا في الوقت الراهن خاصة بعد إعدام الرئيس العراقي يزداد خطورة بشكل متسارع جدا في خصوص العلاقة بين السنة و الشيعة. إن ذلك يحتاج خطابا رصينا من قبل التيار الشيعي في تونس يستبق أي محاولات طائفية للتحريض ضده. و هذا الخطاب الرصين يحتاج فيما يحتاج: عدم التجني على الأطراف السنية المعتدلة و التي ستكون درعا واقيا للتيار الشيعي في حالة تزايد نفوذ و خطورة التيار السني السلفي القاعدي؛ و يجب أن يعمل التيار الشيعي في رأيي على رسم تمايز علني بينه و بين السياسات الإيرانية و التي تتعرض لشكوك متزايدة من قبل الأوساط الشعبية العربية خاصة في علاقة بالملف العراقي، حيث من الضروري أن يفهم الشيعة في تونس أنهم في قطر عربي يهتم كثيرا بقضايا الأمن القومي العربي بما في ذلك مسألة عروبة العراق. وتونس أيضا قطر سني في معظمه (و هذا لايستنقص من قيمة التيار الشيعي) سيتأثر لأي مصير استئصالي يتعرض له السنة خاصة في مجال غالبيته عربي مثل العراق. من الضروري أن ألاحظ في هذا الإطار أن ما يبنيه حزب الله من خلال مقاومته في لبنان في اتجاه ترسيخ التقارب بين الشيعة و السنة يتم هدمه من خلال السياسات الإيرانية في العراق و أعمال جزء كبير من الأطراف الشيعية هناك.
تحياتي الصادقة و تمنياتي بمزيد من الحوار الهادئ في هذا المجال.
أخوك الطاهر الأسود.
6- تعليق عماد الدين الحمروني (نشر في المنتدى الكتابي لموقع الحوار.نت يوم 1 جانفي 2006 على الساعة السابعة و40 دقيقة مساء)
بسمه تعالى
الاخ الفاضل الطاهر الاسود
اتمنى انك قضيت عطلة عيد طيبة و سعيدة
هناك الكثير من الاشياء التي كتبتها فيها بعض الخلط
نحن نفرق جيدا بين الحركات الاسلامية الاصولية الوطنية امثال الحركة الاسلامية في تركيا بقيادة العلامة نجم الدين اربكان و الحركة الاسلامية في لبنان بقيادة الشيخ المجاهد فتحي يكن و الحركة الاسلامية بالمغرب بقيادة العدالة و التنمية و القائمة طويلة من الهند و اندونيسيا و حتى نيجيريا والسينغال
نحن نؤمن بوحدة الصف الاسلامي بعيدا عن الوهم الطائفي كما نؤمن بوحدة الصف الوطني و نعتبر ان الوهابية مثل الفكر البعثي دخلاء على عقيدة و فكر شعبنا في تونس وان مروجي هذه العقائد والأفكار دخلاء على شعبنا
اننا نعتز بالدولة الاسلامية بايران فهي مفخرة كل مسلم ونفتخر بالمقاومة الاسلامية بفلسطين و لبنان ونشد على ايادي الشعب المسلم بالعراق و نحيي صموده ومقاومته للاحتلال واعوانهم من الوهابيين
والبعثيين
ان تونس عرفت الولاء لاهل البيت عليهم السلام قبل ارض فارس و تاسست في منطقتنا المغاربية اول دولة مستقلة عن السلطان العباسي الغاصب وهي الدولة الادريسية ثم الدولة الفاطمية و حتى دولة الموحدين مؤسسها المهدي ابن تومرت
ليعلم الاخ الكريم ان اجدادي في الجنوب التونسي هم من شيعة ال محمد سلام الله عليهم قبل ان تصبح ايران شيعية في القرن السادس عشر ميلادي
اننا و عقيدتنا صناعة تونسية مائة بالمائة و لسنا من قوم تبع و لا جئنا بدعم خارجي و لا نمثل مصالح اجنبية فارجوا من الاخ الكريم عدم ربط مواقفنا او توجهاتنا بايران او جهة خارجية
ان بلادنا في حاجة الى الخروج من الحقبة القومية الفاشية و السلفية النتنة حتى نلتحق بالحداثة مع المحافظة على شخصيتنا الاسلامية لسمحاء
نحن لا نحتمي الا بالله عليه توكلنا و اليه انبنا و اليه المصير و لا نرى حرجا في نعت البعثيين والوهابيين بالمجرمين و المارقين
ان المال السعودي الوهابي و الفضائيات الموبوءة بالوباء القومي هي التي تؤجج الاحقاد و تزرع الفتن و تصنع الزعامات الوهمية وتطيل في عمر الباطل انهم سحرة فرعون العصر
إن المسلمين امة واحدة نبيها واحد و كتابها واحد اما المنافقين و الذين في قلوبهم مرض فهم تارة يتسترون تحت مسمى اهل السنة و اخرى السلف و القومية العربية و لكن سيفتضح أمرهم ولو بعد حين
للاسف سيطر الخط الوهابي سيطرة مطلقة على حركة النهضة وحولها الى بوق للاعلام السعودي و ضاعت قواعدها بين السلفية و التلفيقية و ما نعي حركة النهضة للمجرم صدام الا دليل على ارتهانها في احضان القوميين و الوهابيين و نست او تناست ان هذا العربيد لا يمثل شيئا من الاسلام لا سنة ولا شيعة و انه قتل الشرفاء و العلماء من السنة و الشيعة
في الختام اخي الطاهر حفظك الله نتمنى لك التوفيق و اعلم اني من المعجبين بآرائك و تحاليلك المعتبرة
اخوك عماد
7- رد الباحث التونسي الطاهر الأسود (نشر في المنتدى الكتابي لموقع الحوار.نت يوم 2 جانفي 2006 على الساعة الخامسة و32 مساء)
الأخ عماد الدين الحمروني
أشرت إلى أن ” الكثير من الاشياء التي كتبتها فيها بعض الخلط”. و يبدو أن “الخلط” لدي في علاقة بمواقف التيار الشيعي في تونس يتركز حسب رأيك على المسائل التالية (و التي سأعلق عليها تباعا):
1 – أنني ألقي عليكم جزافا بتهمة تقييم تياركم للاسلام السياسي المعتدل بشكل عام على أساس طائفي. و في الواقع أنا لم أقل ذلك. فملاحظتي متركزة على المثال التونسي. و هنا لا أشعر حقيقة أن لديك رؤية مقنعة حول “وهابية” التيار الاسلامي المعتدل في تونس. حيث لا يكفي في البرهنة على ذلك ترديد لفظ “وهابي” في مقابل غض الطرف عن المعطيات التي سبق أن أوردتها لك. و أكرر هنا ما قلته وأرجو عدم التغافل عنه و الالتجاء الى شعارات عامة في التعليق عليه: “في المقابل هناك خطاب متشنج تجاه الحركة الاسلامية المعتدلة يرميها بأوصاف (“وهابي”…) يعرف أي مراقب موضوعي ورصين أنها غير دقيقة و هي للمفارقة مشابهة جدا للأوصاف التي يرميها بها التيار الاستئصالي والذي يستهدف بالمناسبة كل الأطراف الاسلامية الوطنية (بما في ذلك التيار الشيعي). إن وجود ارتباطات مالية للتيار الاسلامي المعتدل بالسعودية خاصة في فترات محددة (الثمانينات مثلا عندما حصل الخلاف بين التيار الشيعي و التيار النهضوي) لا يعني استمراره بنفس الوتيرة كما لا يعني تحديدا خضوعا للرأي الفقهي السائد سعوديا. فكما تعلم هناك حركات مثل حركة حماس تتلقى أموالا (رسمية و غير رسمية و لكن تحت غطاء رسمي) من السعودية بينما نعلم جميعا أن خطاب هذه الحركات بعيد كل البعد عن الخطاب الوهابي”. و لكن رغم أني لا أرى أن تقييمكم طائفي إلا أن هناك مؤشرات قوية على هناك تأثرا واضحا بالخطاب الشيعي المتطرف (و الذي لا يقل “سلفية”) المتواجد في العراق و الذي يستسهل نعت المخالفين بـ”الوهابية”. ومن جهة أخرى أخشى أن تقييمكم السلبي تماما (و الغير مبرر) لموقف الاسلام السياسي المعتدل في تونس يدخل في إطار حسابات سياسية (وليس في ذلك عيب بالنسبة للسياسي) في علاقة بالسلطة.
2 – أني أخلط بين انتسابكم للتيار الشيعي و اتباعكم للنهج السياسي الإيراني. و أعتقد أني لا أخلط هنا. من يخلط بين مذهبه و بين اتخاذ المواقف السياسية على أساس مواقف المركز السياسي لمذهبه (مرشد الثورة) حسب رأيي هو التيار الشيعي في تونس (وفي غيرها بالمناسبة). سأشرح هنا: وجهت موقفا صارما بل متجنيا حسب رأيي خاصة لإطلاقيته تجاه طرفين “الوهابية” و “القومية العربية الفاشية” أو “البعثية المجرمة”.
أولا من الناحية الاصطلاحية والخطاب السياسي هذه المصطلحات تحديدا تعبر عن رؤية بعض الأوساط الإيرانية و التي أخذها عنها خاصة الأطراف العراقية الشيعية الموالية لإيران. و ليعذرني الأخ عماد الدين و لكن أين هي تجارب التيار الشيعي في تونس الخاصة (والمنفصلة تحديدا عن إيران) في تقييم التيار “المجرم البعثي” حيث هذا التيار محدود في تونس و لا أعتقد أن هناك صراعا بينكم و بينه يؤدي لمثل هذه الخلاصات إلا إذا أخذنا بعين الاعتبار الصراع الايراني العراقي و استتباعاته الاقليمية. من جهة أخرى ليست “الوهابية” ضرورة طرفا طائفيا يمكن وصفه بدون تردد بـ”المروق” (حيث توجد ضمنه تيارات مختلفة و ليست السلفية الجهادية إلا تيارا من تياراته المتناقضة في كثير من الأحيان) إلا إذا كان هذا التقييم بتأثر تجربة الصراع السعودي الايراني والتي نتج عنها لغة صراع خاصة أجدها كما هي في الخطاب الذي تتبنونه. وفي الحقيقة لا يمكن التعامل مع الوهابية بشكل دوغمائي يدفع منتسبيها أكثر نحو التطرف من خلال وضعهم بشكل فوقي في صندوق واحد نسميه “المروق”. حيث لن يساعد ذلك على تغذية الآراء المعتدلة على قلتها فيها كما لا يقوم إلا بخلق نهج متطرف على الضفة الشيعية. وهكذا ليس من الصعب ملاحظة التماهي من حيث اللغة و الخطاب بينكم و بين الخطاب الايراني. و لا أعتقد أخي الكريم أنه يمكن تفسير ذلك بأنه مجرد صدفة.
ثانيا إن كون وجود المذهب الشيعي في تونس (مجال افريقية خاصة) و بقية المغرب الاسلامي كان سابقا عن وجوده في إيران (أنظر أسفله حول هذه النقطة) لا يمكن أن يشكل ردا على المسألة التي نحن بصدد النقاش حولها خاصة في حالة إذا كانت مواقفكم السياسية فعلا (كما أسلفنا) تنبع من خطاب أيراني أو موالي لإيران.
أريد أن أؤكد للأخ عماد الدين و اخوانه احترامي المبدئي للمنتسبين للتيار الشيعي ورفضي الدائم لاستهدافهم و تكفيرهم وارتكاب المجازر الطائفية ضدهم (كما يفعل القاعديون في العراق وهو الموضوع الذي كتبت فيه أكثر من مرة). و لكن يجب أن أؤكد أن هذا الرفض يعني أيضا رفض أي خطاب أو ممارسة مماثلة من على الضفة الشيعية و هو للأسف الأمر الذي نلاحظه بقوة في العراق حاليا و خاصة من قبل ميليشيات بدر والمهدي. هذا الخطاب الذي يصل أكثر مظاهره تطرفا من الناحية الرمزية في الظروف التي أحاطت بإعدام الرئيس العراقي (والذي أطلقت عليه صفة “المجرم” ولا أشعر الحقيقة أن ذلك نابع من تقييم هادئ وموضوعي للتجربة البعثية في العراق بمعزل عن موقف الغالبية الشيعية هناك). و يمكن أن نستمع الى منابر إعلامية مثل “وكالة أنباء براثا” حتى نرى الى أي قاع يمكن يتدحرج الخطاب الطائفي لبعض المجموعات الشيعية و التي أربأ عليكم أخي الكريم وبقية المنتسبين التونسيين للتيار الشيعي استيراد خطابها أو مصطلحاتها لمجرد أنها صادرة عن تجارب شيعية في المشرق لا تنطبق بالضرورة على خصوصيتنا المغاربية. وأود هنا أن ألاحظ أن الاستيراد غير الدقيق لمثل هذه المصطلحات يمكن أن يؤدي الى التناقض. وأريد هنا أن أشير الى مثال محدد. حيث تطلق تسمية “البعث الفاشي” و “المجرم” و “القومية العربية الفاشية” وهي مصطلحات غير دقيقة و فيها الكثير من الأدلجة والنزعة السياسوية غير البريئة ومن الطبيعي أن يستعملها رزمة من الاستئصاليين في بعض المنابر الاعلامية (“الليبراليين العرب الجدد”). و لكن من المثير للدهشة أن يستعملها شيعة يؤكدون مساندتهم للمقاومة في لبنان كما يجسدها واقعيا حزب الله في الوقت الذي نعرف فيه جميعنا السند اللوجيستي و السياسي المباشر الذي يوفره النظام البعثي السوري (المبرر بشعاراته القومية العربية تحديدا) لحزب الله وهو الموقف الذي يساهم في تعريض السوريين (البعثيين أيضا، علي أن أذكر الأخ الكريم) الى ضغوطات كبيرة جعلتهم الوحيدين تقريبا في المشهد العربي الرسمي الذين يقفون الى جانب المقاومة اللبنانية في الصائفة الماضية.
لا يوجد شك عندي أن التجربة القومية العربية حفلت بكثير من الأخطاء و الممارسات الاجرامية. ولكنها كانت تجربة تحررية أيضا ومن المعروف أن كل تجربة تحررية تحمل معها خطاياها (غير المبررة بالتأكيد). و لا يمكن لنا أن نجد مثالا مشابها في اقتران التحرر بالاجرام بقدر ما هو حاصل في التجربة الاسلامية الايرانية. أكثر من ذلك إن مثل هذه التجربة لا تعني البتة أن مفاهيم “الأمة العربية” و “الأمن القومي العربي” هي مفاهيم “إجرامية” أو “جاهلية” (كما يؤكد على ذلك أيضا التيار السلفي الجهادي) حيث يعبر ذلك الموقف عن عدم إدراك لخصوصية منطقتنا و أهمية العامل القومي فيها. عدى أنه يعبر عن موقف دوغمائي منهجيا ينطلق من مفاهيم مقولبة لإدراك الواقع عوض القيام بالعكس. والمثير أن “الثورة الاسلامية” في إيران تهتم بشكل خاص بمصالحها القومية بوصفها دولة تحكم مجالا فارسيا كما أثبتت في الملف العراقي بامتياز (من خلال تواطئها مع مشروع الاحتلال و لا أخالك أخي الكريم تنكر ذلك نظرا للمعطيات غير المحدودة على ذلك وأربأ بك أن تجنبنا ذلك النقاش غير الصحي). إن تهجم التيار الشيعي في تونس على جانب أساسي من هوية تونس (العروبة) يشير الى أنه بصدد التأسيس للكثير من العقبات ليس لتقبله تونسيا فحسب بل أيضا أمام أطراف معتدلة تدافع عن حقه في الوجود و هو الأمر الذي سيصبح مستحيلا تقريبا في حالة نعت التيار الاسلامي المعتدل بـ”الوهابية” و اعتبار أي طرف يدافع عن عروبة تونس (وليس ذلك إلا برنامج الأطراف القومية اختلفنا معها أو اتفقنا) هو “دخيل”. كما يجعل مهمة من ينعت التيار الشيعي بأنه “دخيل” و “ايراني” مهمة سهلة للغاية وهو ما لا أعتقد أنه الأسلوب المناسب الذي يجب على التيار الشيعي في تونس تبنيه.
مع تحياتي و الأمل في تحقق خطاب شيعي تونسي أكثر مرونة و التقاءا مع مشاعر غالبية التونسيين.
كما أنا سعيد أيضا باهتمامك أخي الكريم بكتاباتي.
أخوك الطاهر الأسود
ملاحظة: بالمناسبة موضوع أسبقية الانتساب للتيار الشيعي بين بلاد المغرب و المجال الفارسي بحث صعب يقدم فيه المؤرخون المختصون في المغرب الاسلامي المبكر و المجال الفارسي الاسلامي نتائج غير متطابقة و ذلك بسبب المحدودية الكبيرة للمصادر المبكرة. وإيران لم تنتسب فعليا للمذهب الشيعي في القرن السادس عشر (أي تأسيس الدولة الصفوية) بل قبل ذلك من خلال اتجاه غالبية السكان “العجم” (و هي التسمية التقليدية في جميع المصادر لسكان ايران الحاليين) للمذهب الشيعي وخاصة بداية من القرن الثاني عشر ميلادي حتى لو أن مذهب الامارات و الدول التي سيطرت على هذا المجال كانت إما سنية أو غير محددة مذهبيا من خلال الاستعانة بفقهاء مختلفين حسب الظروف السياسية المتقلبة.
8- تعليق عماد الدين الحمروني (نشر في المنتدى الكتابي لموقع الحوار.نت يوم 2 جانفي 2006 على الساعة 8 و 02 دقيقة مساء)
بسمه تعالى
الاخ المحترم الطاهر الاسود
لا افهم اصرارك على الربط الدائم بين شرحي و كلامي و بين الخطاب الايراني
ليعلم الاخ الكريم اني من العاملين في الحقل الاسلامي منذ ربع قرن و لقد قرات على الامام الشهيد حسن البنا و على الاستاذ الشهيد السيد قطب و العلامة الكبير ابو الاعلى المودودي و الاستاذ مالك بن نبي رحمة الله عليهم اجمعين و هم الذين بينوا و شرحوا لنا عظمة الاسلام و مقام الاخوة الاسلامية وضرورة اقامة الدولة الاسلامية والاعراض عن الفكر القومي الفاشي المتاثر بالنزعة الالماني والنابولية
ان ارائنا قد توافق الكثير من الاراء و تخالف الكثير و لا ندعي امتلاك كل الحقيقة فنحن على خط الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه و لا يهمنا من القائل و لكن يهمنا ما يقول
ان الثورة الاسلامية المباركة في ايران استطاعت و على مدى 28 عاما ان تقارع الباطل و تبني باقتدار اول دولة اسلامية بعد تجربة الفترة الراشدة
لقد حقق الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه حلم البنا و قطب و المودودي رضوان الله تعالى عليهم اجمعين في اقامة المشروع الاسلامي للنهضة و التنمية و لقد استطاع المسلمون الاستفادة من هذه النهضة الشاملة خاصة في تركيا و المغرب و بلاد اسيا ونيجيريا والسينغال و حتى بلاد الهند ونشات حركات اسلامية وطنية اصيلة تبشر بالخير والبركة
للاسف سقطت بلادنا تونس و الجزائر و مصر و بلاد الشام و باكستان تحت ضغط و ترغيب الفكر والمال السعودي الوهابي و تحولت النهضة الاسلامية المباركة بداية من التسعينات الى عقائد جامدة بدائية لا تؤمن الا بما توحيه آلة الإعلام الوهابي
ان علمائنا في تونس و في مصر و بلاد الحجاز سبقوا الايرانيين في فضح فساد العقيدة الوهابية والتحذير من خطورتها والدعوة الى مواجهتها
اما المد القومي فقد جاءنا بعد ان عاد الكثير من الطلبة الذين درسوا في عراق ميشال عفلق وسوريا الاسد واكثرهم اليوم محامون وقضاة و اعلاميين فلا غرو ان كانوا بواكي الطاغية صدام فلقد
تقاسموا معه اموال الشعب العراقي المستضعف
ان هوية شعبنا في تونس هي اسلامية وطنية قائمة على تراث يجمع بين العربي و التركي و البربري و الفارسي و الاوروبي ان مدرسة اهل البيت هي ملك المسلمين و لا تختص بطائفة دون اخرى
فلقد تخرج منها معظم فقهاء الاسلام العظام امثال الامام مالك و الامام ابو حنيفة و الامام سفيان الثوري و الامام الشافعي و حتى الامام الغزالي رضوان الله عليهم اجمعين
نحن ندين كل فكر سلفي رجعي متحجر شيعي كان او سني وليعلم الاخ الكريم ان الكثير من السادة العلماء في ايران الاسلام سقطوا شهداء علي ايدي مجرمين سلفيين من الشيعة على راسهم العلامة الشهيد مطهري رضوان الله تعالى عليه
نحن ندين و بشدة اعمال الطائفيين شيعة كانوا او سنة و لقد كان اخر خطابات الامام الخميني تدعو الى الحذر من اشباه العلماء و من السلفيين الرجعيين المتواجدون داخل الحوزات العلمية ووجوب فضحهم ومقاومتهم
صراحة ارى ان الاخ الطاهر ايضا متاثر بما يقوله الوهابيون البعثيون حول المنتمين للمدرسة المحمدية العلوية و وصمهم بالتبعية لايران والتعصب للطائفة الشيعية
اخي الطاهر لسنا طائفيين و لا متعصبين طائفتنا هي وطننا و لا نتعصب الا للحق
نحن لا نضع ايدينا الا مع الشرفاء من الوطنيين الاحرار من الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه و ما بدلوا تبديلا اما مع انصار الفاشية و الوهابية فنحن لا يجمعنا معهم اي شيء حتى يتبرؤوا ويتوبوا الى
الله متابا عسى الله ان يغفر لهم انه هو الغفور الرحيم
تحياتي الصادقة
اخوكم عماد الدين الحمروني
(المصدر: منتدى الحوار الكتابيلموقع نواة ، تصفح يوم 2 جانفي 2006 على الساعة التاسعة و45 دقيقة مساء بتوقيت تونس)
الرابط: http://www.nawaat.org/forums/index.php?showtopic=13190
ننشر هنا نص الحوار الكامل الذي أجراه حمة الهمامي الناطق باسم حزب العمال الشيوعي التونسي مع جريدة “الموقف” الذي نشرت الجريدة بعض اجزائه. في حوار لجريدة “الموقف” حمه الهمامي:
الشعب التونسي في معظمه مسلم ….ونحن ندافع عن هويته
– تأميم المصالح الأجنبية ذات الطابع الهيمني الاستعماري. – إلغاء كافة الاتفاقيات والمعاهدات المكرسة للتبعية والنهب والتي تمت دون استشارة الشعب التونسي. – تأميم القطاعات الاستراتيجية الأساسية لتشكل نواة الاقتصاد الوطني وإخضاعها للتسيير الديمقراطي للعاملين فيها. – إخضاع القطاع الخاص لمقتضيات التنمية الوطنية وحاجات الشعب الأساسية. – إعطاء الأولوية في الاستثمار والدعم للقطاعات المنتجة (الصناعة والفلاحة) وحماية الإنتاج الوطني. – إجراء إصلاح زراعي جوهري لفائدة الفلاحين الصغار والفقراء لتأمين نهضة الريف التونسي. – إعطاء الأبحاث العلمية والتكنولوجية مكانة أساسية في مسار التنمية الوطنية. – إقامة نظام جبائي عادل يقوم على مبدأ الضريبة التصاعدية على الممتلكات والمداخيل. س: ولكن اقتصاد السوق هو السائد حاليا؟ نعم، اقتصاد السوق في شكله النيوليبرالي سائد حاليا، وتحاول الإيديولوجيا النيوليبرالية أن تفرضه على العمال والشعوب موهمة إياهم أنه نظام طبيعي أزلي لا يمكن استبداله بل ينبغي الخضوع لقوانينه والتكيف مع مستلزماته. وهذا ليس صحيحا. إن الهدف منه تأبيد الاستغلال والنهب الرأسمالي ونفي أي دور للإنسان وتحديدا للعمال والكادحين والشعوب في تغيير الواقع. لقد رفض هؤلاء هذا المنطق سابقا وحققوا العديد من المكتسبات وتمكنوا ولو لفترة من دك حصون الرأسمالية في بعض البلدان. ونحن نراهم اليوم بعد التراجع الذي عرفته حركتهم التحررية ينهضون من جديد ويعارضون الرأسمالية المتوحشة في حركات اجتماعية محلية وحركات ذات طابع دولي كالحركة المعادية للعولمة وحركات مقاومة وطنية تتخذ أحيانا شكلا مسلحا (العراق، فلسطين، لبنان). كما نرى دولا وحكومات، كما هو الحال في أمريكا اللاتينية، تبحث عن بدائل تستجيب لطموحات شعوبها. إن ما يجري اليوم في العالم من تكثيف لوتائر الاستغلال وتفاقم للبطالة والبؤس وتعمق الفوارق الطبقية داخل البلد الرأسمالي الواحد وعلى الصعيد الدولي بين حفنة الأمم الغنية وغالبية بلدان العالم وتفشي الحروب المدمرة وتكاثر المجازر والكوارث البيئية، هو خير شاهد على فظاعة النظام الرأسمالي الامبريالي وعلى أن زمانه قد ولى وأن الإنسانية أصبحت في حاجة إلى حضارة جديدة ولا نراها غير حضارة اشتراكية. وسواء في تونس أو في الأقطار العربية الأخرى فإن مصلحة شعوبنا ليست في استمرار النظام الرأسمالي الامبريالي وإنما في نهايته لما تعانيه في ظله من ظلم وقهر وهوان. س: ولكن الاشتراكية، على عكس الرأسمالية، حققت أكبر قدر من المآسي لشعوبها وجيرانها. ج: صحيح أن التجارب الاشتراكية في القرن العشرين انتكست والمجال هنا يضيق لتقديم أسباب ذلك، ولكن أن تقول أن الاشتراكية حققت المآسي لشعوبها فهذا ليس صحيحا بل فيه نفي لما أنجزته من مكاسب لفائدة العمال والكادحين ولما خلقته من فرص للعمال والشعوب في كافة أنحاء العالم ولحركات التحرر الوطني خاصة لتوسيع نضالها وتحقيق أهدافها. وما على كل دارس موضوعي إلا أن يقارن بين حالة الكادحين في البلدان التي عرفت تجارب اشتراكية في السابق وحالتها اليوم في ظل سيادة الرأسمالية المتوحشة وبين حالة الوضع الدولي في تلك الفترة والوضع الدولي الراهن الذي استفردت فيه الامبريالية الأمريكية وحلفائها الغربيين بالهيمنة على العالم. لكن ذلك لا يعني أن التجارب الاشتراكية لم تعرف أخطاء وانحرافات وجلبت مآسي للشعوب حين سيطرت على الدولة فيها أقليات بيروقراطية سلكت نهج رأسمالية الدولة الاحتكارية في الداخل بما يعنيه ذلك من قمع واضطهاد كما سلكت نهجا استعماريا توسعيا في الخارج مما أدى في مطلع التسعينات إلى انهيارها والتحاقها بزريبة الرأسمالية في شكلها التقليدي. والمطروح اليوم على الحركة العمالية والاشتراكية أن تستوعب كل أخطاء الماضي ونقائصه وتجدد المشروع الاشتراكي وفق مقتضيات الواقع الراهن.
أقسمت أن لا أنتصر لجلاد
رغما عن كل الملابسات
الحبيب أبو وليد المكني
ذكرتني عديد البيانات التونسية التي صدرت بمناسبة تنفيذ حكم الإعدام في صدام حسين بحالي و أنا أجوب شوارع المدينة أحث المواطنين على الانخراط في المسيرات التي كنا ننظمها انتصارا للعراق وتنديدا بالتحالف الدولي … أعادتني تلك المقالات الباكية إلى حالي و أنا أقتحم الصفوف رافعا لشعار: “يا صدام يا حبيب ..أضرب، أضرب تل أبيب ” …” يا صدام يا بطل …” وقد شاركني في تلك الأحاسيس طبعا أهل بلدي صغيرهم وكبيرهم ،نسائهم ورجالهم ، مثقفهم وجاهلهم ، يمينهم و يسارهم ، كانت هناك معلومات كثيفة تختزن في ذاكرتي عن صدام الدكتاتور الذي قتل آية الله باقر الصدر مؤلف اقتصادنا وفلسفتنا و التفسير الموضوعي للقرآن … وهي المراجع التي تشكل آنذاك جزء ا مهما من زادي الثقافي الذي أنافس به المنافسين لكن الهم الوطني كان أكبر و الانخراط في معركة الوجود الحضاري كان الأولى ومواجهة العدوان الأطلسي كان الأشرف و الأنبل …
لم أكن في ذلك الوقت قد جربت بنفسي كيف يكون التعذيب ، و كيف يمتهن السجين ، و كيف يذل الشريف ، و كيف ينتهك العرض ، و كيف يكون التشفي و الامتهان و التعدي و الإيقاع و الشماتة والإذلال …
وكنت أظن التعذيب في تونس قد وصل إلى منتهاه و أن الغطرسة والظلم قد بلغا مبلغهما و أن أجهزة القمع التونسية التي تدربت في بغداد و القاهرة ودمشق قد حازت على درجة الاحتراف في الهمجية والتنكيل و النذالة حتى جعلني الله ألتقي في هذه البلاد بجموع من الذين فروا من العراق ومنهم من كان ذلك لأسباب سياسية , و أغلبهم لما أصبحوا عليه من ضائقة اقتصادية بسبب الحصار الظالم . كان حديثنا لا يتوقف عن المظالم التي عاشها العراقيون بكل طوائفهم ، كان حوارنا عن جور صدام وأعوانه . وكان نقاشنا عن الأساليب التي يبندعها أعوان صدام للتنكيل بأهل العراق ، كنت أهم برواية قصتي مع التعذيب و المحاصرة و أحفر ذاكرتي لأستحضر كل ما عرفته من قصص تعذيب إخواني و لا أكاد أثير انتباه أحد منهم … مدني أحدهم بكتيب ألفه أحد أشباه صدام الذي فر إلى الولايات المتحدة كان يروي زيارة له بدلا من صدام الجقيقي في الكويت زمن ” تحريرها من أسرة الصباح ” في أحد أيام سبتمبر من عام 1990 م فيذكر بعض الجثث التي تعلق على أبواب أصحابها لأنهم قاوموا الاحتلال العراقي وتمنع العائلات من دفنها أياما حتى تكون عبرة لمن يعتبر؟؟؟… شعرت عندها بالمهانة وكرهت نفسي التي أجازت لي تلك الأيام أن أتحمس لنصرة ديكتاتور لأنه رفع بعض الشعارات التي وجدت لها صدى في نفسي التواقة لإعادة أمجاد الأمة ومواجهة الاستعمار و الإمبريالية .. و أقسمت على ألا أقع في هذا الخطأ مطلقا مهما كانت الأسباب وجيهة و مهما كانت الشعارات براقة …
وعندما اندحر الجيش العراقي في أقل من شهر و سقطت بغداد وحصلت النكسة الثانية كان التفسير المنطقي الذي يتفق عليه أصحاب العقول هو أن الدكتاتورية لا يمكنها أن تحمي الأوطان و إنها قد تحقق بعض الإنجازات وتبني الطرقات و الجامعات و تصنع الصواريخ و الدبابات ولكنها غير قادرة على الاستثمار في الإنسان و بالتالي فلا معنى لما تبنيه لأنه إلى زوال قريب . حصل ذلك مع هتلر في الأربعينات ورأيناه بأم أعيننا في العراق زمن صدام أ و لن أقنع أبدا أن الحالة الكارثية التي يعيشها العراق اليوم هي فقط بسبب الاحتلال كما يحب الإعلام العربي أن يردد دون كلل أو ملل فقد رأيت الآلاف من أهل ذلك البلد يهاجرون في كل الاتجاهات قبل الاحتلال وليس بسبب الحصار فقط كما بدعي المدعون و لم تكن هناك تدخل إيراني يصلح لتفسير كل الكوارث و النوائب وكان قبل الغزو العراقي للكويت مليونا عراقي خارج بلادهم يفرون من جور صدام وظلمه وهؤلاء اليوم يتوزعون على كل الجبهات وبعضهم يساير الناس فيتحدث ليرضي كل الجهات …
إن تدفق المقالات التي تنعى الرئيس العراقي صدام حسين وتصفه بأجمل النعوت و أحسن الأوصاف وتضيف إلى عهده أكبر الإنجازات، و إن الأطراف التي تنظم مواكب العزاء و المسيرات و ترفع صور الزعيم نكاية كما تزعم في أعوان الاحتلال و انتصارا للمقاومة و تنديدا بصناع الفتنة الطائفية، تقوم بخلط الأوراق على المواطنين العرب بحيث لن يكون من السهل بعد ذلك التفريق بين مشروع قوى الحرية و الديمقراطية و إشراقة الإسلام وبين مشروع قوى الاستبداد و الفاشية و الدمار وهي لعمري خدمة كبيرة يحق أن يفرح بها حكام العرب المستبدين ليواصلوا تلاعبهم كما هي عادتهم بالعقول الساذجة ويعلنون بحق أن الغوغاء لا تصلح للحكم أو المشاركة فيه و أن كل حديث عن التداول على السلطة هو مؤجل حتى يقع التزايل و الفرز بين القوى العاملة لتحقيق الاستقلال الثاني حيث تستعيد الجماهير الواعية والمؤطرة حقوقها المسلوبة وتصبح إرادتها المصدر الوحيد للشرعية وبين قوى الفساد و الاستبداد و من يعاضدها من حملة الشعارات الخادعة و من الشعراء الذين استشكلت عليهم السبل و ظللتهم الأوهام التي لن تحقق … إن خطاب الحرية والديمقراطية لا يمكن أبدا أن يلتقي مع خطاب الاستبداد و الديكتاتورية والفساد .
لعن بورقيبة والترحم على صدام
كبير في حياته.. كبير في شهادته
عبد الباري عطوان
هذا الاهتمام العربي والعالمي غير المسبوق باعدام الرئيس العراقي صدام حسين، والطريقة الوحشية التي تم بها، يؤكدان اهمية الرجل، ومكانته البارزة، ودوره المتميز في تاريخ المنطقة العربية.
الادارة الامريكية وادواتها في العراق الذين خططوا بعناية لهذا الحدث، من خلال خبراء في الاعلام والعلاقات العامة وتوجهات الرأي العام، لم يتوقعوا مثل هذه النتيجة العكسية تماما، وفوجئوا بها وبالآثار المدمرة التي يمكن ان تترتب عليها فيما هو قادم من الايام.
صدام حسين تقدم الي منصة الاعدام كالجبل الاشم، رافع الرأس، ممشوق القوام، مترفعاً عن الصغائر والصغار، مؤمناً بعقيدته وعروبته، مردداً شعارات العزة والكرامة، بعد ان عزز ايمانه، واكد عليه بترديد آيات من القرآن الكريم والشهادتين، سيحسده كل الزعماء العرب، الاحياء منهم والاموات، علي هذه الشهادة المشرفة، وهذه المحبة العارمة في اوساط مئات الملايين من العرب والمسلمين في مختلف انحاء المعمورة.
صدام حسين كان الزعيم الوحيد في تاريخ هذه الامة الحديث الذي ذهب الي المقصلة لانه وطني رفض الاحتلال والاستسلام للغزو، واختار المقاومة، ولم يسبقه الي هذا الشرف الا رجال من امثال عمر المختار ويوسف العظمة، تشرفت الامة وتاريخها بنضالاتهم، وحفظتها لهم في سجلات العزة والكرامة.
سارعوا باعدامه لانهم كانوا يخافونه حتي وهو خلف القضبان، مثلما سيظلون يخشونه وهو جثة تتواري بين حنايا تراب الوطن، فالمقارنات بين زمانه وزمانهم الدموي الفوضوي جاءت دائما لصالحه، والمطالبات بعودته لانقاذ العراق من محنته والزمرة الفاسدة الحاقدة التي تحكمه باتت تصم آذان الاحتلال والمتواطئين معه.
احرجهم وقزمهم بوقوفه كالرمح في قفص الاتهام، وارعبتهم نظرات عينيه الثاقبة، وفضحتهم وطنيته وعروبته وترفعه علي التقسيمات الطائفية الكريهة التي زرعوها في عراقهم الجديد الموبوء، فقرروا التخلص منه في عجالة مربكة ومرتبكة.
شكراً لتكنولوجيا الهاتف النقال التي مكنتنا من التعرف علي الوجه البشع للطائفية البغيضة الحاكمة في عراق امريكا ، فهذا الشريط، فضح حكومة المنطقة الخضراء، ونسف كل مخططات الرقابة والتزييف لخبراء المخابرات الامريكية وعملائهم، وقدم لنا الحقيقة عارية، دون ان يقصد صاحبه.
كان مصيباً عندما التفت اليهم وقال هل هذه هي مراجلكم؟ عندما كانوا يوجهون اليه الاهانات وهو يتقدم الي حبل المشنقة برحابة صدر وعزة نفس، مردداً القول الكريم واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً .
فهل من الرجولة الهتاف بشعارات طائفية بغيضة امام رجل، لم يكن طائفياً في اي يوم من الايام، وحبل المشنقة يلتف حول عنقه، وستذهب روحه الي خالقها بعد ثوان معدودة؟
هل هذه هي اخلاق الاسلام السمحاء، وهل هذه من قيم العروبة والشهامة والاباء، وهل هؤلاء هم ابناء العراق العظيم الذي وقف دائماً في وجه الغزاة علي مر التاريخ وكان سنداً لأمته وقضايا العدل في العالم بأسره؟
نأسف، ولكن لا نفاجأ، لأن بعض الحكومات العربية احتجت فقط لأن الاعدام جري تنفيذه يوم عيد الاضحي المبارك، وكأن اعدام هذا الرجل الرجل جائز ومبارك في اي يوم آخر. نأسف مرة اخري لأن معظم الزعماء العرب تواروا في قصورهم ولم يجرؤ اي منهم علي النطق بكلمة احتجاج واحدة خوفاً من امريكا.
لقد طْعنّا مرتين، في الاولي عندما شاهدنا زعيماً عربياً يساق الي منصة الاعدام وفق عدالة طائفية حاقدة وثأرية، وفي المرة الثانية عندما لم نشاهد احداً يعترض علي اعدامه من نادي الزعماء الذي انتمي اليه لأكثر من ثلاثين عاماً.
لعل الله أراد له خاتمة طيبة، وذكراً حسناً، عندما اوعز لاحدهم تسجيل ما أرادت امريكا وحكومة الطوائف اخفاءه، من خلال شريط فيديو اللحظات الاخيرة، الذي احدث نقطة تحول تاريخية ربما ستشكل تاريخ المنطقة، وطبيعة الاحداث فيها لعقود قادمة.
لعل الله أراد ان يكشف مسلسل اكاذيب موفق الربيعي مستشار الأمن القومي في حكومة الاحتلال (أين هو هذا الأمن؟)، الذي خرج الي العالم مردداً انه، اي الرئيس صدام، كان ضعيفاً منهاراً وهو في طريقه الي ملاقاة ربه، فيأتي الشريط ليقدم لنا بالصوت والصورة اننا امام اسد شجاع، يرفض ارتداء قناع، مثلما يرفض اخذ حبوب مهدئة عرضوها عليه، ولماذا القناع، ولماذا الحبوب، فالقناع للخونة والمجرمين الذين يخجلون من خيانتهم او جرائمهم، والحبوب المهدئة تصلح لمن لا يستطيع مواجهة التاريخ من سوء افعاله.
الادارة الامريكية ارتكبت خطأ قاتلاً وكشفت عن حماقة كبري تضاف الي حماقاتها الكثيرة في العراق عندما اعدمت هذا الرجل، بطريقة ستدفع ثمنها غالياً في المستقبل القريب. فبقاؤه كان سيفيدها اكثر بكثير من اعدامه لو كانوا يفهمون السياسة كما يجب، لأنه يمكن ان يكون ورقة لتهديد الطائفيين وابقائهم خدماً لها ولمخططاتها، مثلما يمكن ان يكون ورقة مساومة للتهدئة مع المقاومة والقطاع العراقي العريض الذي يؤيدها. ولكنهم لا يعرفون غير الاحقاد، ولا يريدون غير الحاق المزيد من الاذلال بالعرب والمسلمين باعدامه.
ربما تكون الادارة الامريكية نجحت في امر واحد فقط، بعلم وتخطيط او بدونهما، وهو تعميق الشرخ الطائفي ليس في العراق فقط وانما في العالم الاسلامي بأسره، ولم يكن من قبيل الصدفة ان يوقع نوري المالكي قرار تنفيذ الاعدام، ولم يكن من قبيل الصدفة ايضا ان توكل مهمة التنفيذ للحاقدين الطائفيين مثلما شاهدنا في شريط الفيديو. فقد اختفي الطالباني، او هرب، ومعه كل من شاركوا في مشروع الاحتلال الامريكي وقدموا له الغطاء الشرعي، من الطائفة الاخري.
هذا الاعدام سيوجه ضربة قوية لكل جهود المصالحة الوطنية، وسيؤدي الي تصعيد الهجمات ضد القوات الامريكية والمتعاونين معها، وسيصب المزيد من الزيت علي نيران الحرب الاهلية المشتعلة اصلا. من نفذوا حكم الاعدام لا يريدون المصالحة، وبقاء العراق موحدا. بل يعملون لنسفها، فالتسامح، والغفران، وسعة الصدر، هي صفات اساسية غير متوفرة في هؤلاء.
صدام له سلبيات وايجابيات، ولكنه لم يقتل بسبب سلبياته، وانما بسبب ايجابياته، وايجابياته هي ايمانه بالوحدة العربية، والتصدي لاعداء الامة، وبناء قاعدة صناعية وتعليمية غير مسبوقة وتحدي امريكا، واختار المقاومة ورفض المنافي الآمنة المرفهة.
لعنة صدام ستظل تطاردهم، تطارد الامريكان، وتطارد جلاديه من الطائفيين الحاقدين، ومثلما خرجت القاعدة من رحم الغطرسة الاسرائيلية في لبنان، والعجرفة الامريكية في العراق، فان قاعدة صدام قد تخرج من رحم عملية الاعدام المهينة.
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 2 جانفي 2006)
سأرثيك /بلى إني أحييك
(هي هاي المرجله) لأنت العراق شموخا كنخل الفرات تقف رجع صدى الرشيد أنت دم الحسين أنت يعود يحني الأرض فلا تجف عطر الرجولة منك يزحف نحوهم يمتصهم قزما فقزما إني أراهم يتجمعون تحت نعالك أرى الجبن في أعماقهم يرتجف وأراك ترتفع هناك تبكيك عشقا كربلاء وترثي رجولتك النجف كان بينك والمنية حبل حقد وخساسه وقتلتهم برباطة جأشك وأنت تكشف جبنهم وأنت تسألهم بفخر وأنت تلقي المسأله (هي هاي المرجله) من أين سيدي يا حسين العصر من أين تأتي هولاء( المرجله) وهم الحثالة في العمالة هم حصاد المهزله من أين سيدي يا سيدا في موته ياسليل (المرجله) من أين تأتي لهؤلاء رجولة وهاماتهم مطية للأمركه وهم النّعاج على الرجال ونعامة في المعركه إرحل لربّك شامخا عسى هناك المغفره وأمض شموخا عاليا مترفعا أنت الشموخ وقاتليك أبا العراق بقية معفنه غدا ستلقى بمزبله
مجلس عزاء وصلاة غائب وطائرة امريكية نقلت جثمانه
“الشهيد القائد” لقب صدام الجديد بعد دفنه في مسقط رأسه
بغداد ـ القدس العربي :لم يمنع حظر التجوال الذي فرضته القوات الامريكية في تكريت من اقامة مجلس عزاء كبير للرئيس الراحل صدام حسين في قلب المدينة وفي مسجدها الكبير الذي انشأه صدام حيث توجه اليه مئات الناس الذين بدأوا يسمونه (الشهيد القائد )، بينما اقيمت صلاة الغائب علي روحه في عدد من مدن العراق وفي تكريت بشكل خاص.
وبعد ان دفن صدام فجر الاحد في مسقط رأسه بقرية العوجة بتكريت فانه قد صدقت مقولته التي اعلنها قبل الحرب علي العراق خلال لقائه بصحافي امريكي كبير حين قال له الصحافي هل ستخرج من العراق اذا طلبوا منك ذلك؟ اجاب صدام.. ولدت وعشت واموت وادفن في العراق وهكذا صدقت مقولته وربما نبوءته حين دفن جثمان صدام الساعة الرابعة من فجر الاحد في قاعة كبري كان قد انشأها خلال رئاسته في منطقة العوجة مسقط رأسه بتكريت وهي عبارة عن حديقة كان صدام بناها في بداية التسعينيات من القرن الماضي علي أرض للعائلة ولم تكن بها اية مقبرة، وبعدها بساعات اقام عدد من افراد عشيرته مجلس عزاء له توجه اليه المئات من اهالي تكريت دون ان تمنع القوات الامريكية او العراقية الناس من التوجه الي مكان الدفن رغم منع التجول في محافظة تكريت.
ودفن جثمان صدام بعد نحو 20 ساعة من اعدامه حيث قال احد المسؤولين العراقيين لـ القدس العربي ان طائرة مروحية امريكية للنقل جاءت بجثمان صدام الي قاعدة امريكية قرب العوجة وهي تتخذ احد قصوره مقرا لها ومنها تم نقل الجثمان تحت سرية كبيرة وقوات امريكية مدرعة بسيارة الي مكان الدفن، واحيطت المنطقة بقوات امريكية كبيرة دون ان يشاهد الناس وجود قوات عراقية، وان عملية الدفن تمت بصورة شرعية حيث قام رجل دين سني بالاجراءات المتبعة ووري جثمانه الثري وان رجل الدين نقل بعد الدفن بسرعة كبيرة دون ان يتعرف عليه احد.
ورغم ان هناك محاولة لاخفاء مكان القبر الا ان كثيراً من اهالي تكريت تداولوا اخبار المكان الذي بات معروفا بعد ساعات من دفنه، فيما كان المئات قد صلوا صلاة الغائب علي صدام في مساجد في تكريت والموصل وبغداد والرمادي ودعوا له ووصفوه بالشهيد القائد، ويبدو ان هذه التسمية ربما ستحل بديلا عن الرئيس القائد التي كان يرددها انصاره دائما.
وقالت مصادر من تكريت وبغداد ان هناك اشخصا يخططون لاقامة نصب او علامة مميزة للضريح الذي ربما سيكون مزارا لانصاره، لكن القوات الامريكية علي ما يبدو ستتخذ اجراءات امنية واسعة لمنع ذلك خوفا من ان يتحول المكان الي قاعدة للبعثيين وانصار صدام، وقالت المصادر ان بعض اقارب صدام جلسوا لتلقي التعازي فيه في مجلس العزاء بينما اصبحت تكريت عبارة عن قطعة من الحزن علي صدام.
ومنذ دفن صدام اصبح علي الندا شيخ عشيرة البو ناصر وهي العشيرة التي ينتمي اليها صدام عنوانا للكثير من المعزين، لكن عملية الاعدام والدفن وما تلاهما من تداعيات لم تغطها الصحف العراقية خاصة بعد ان توقفت عن الصدور منذ الجمعة الماضية وحتي الاحد وسيستمر اغلاقها بسبب العيد وعطلة رأس السنة حتي نهاية الاسبوع الجاري، مما سيجعل الصحافيين العراقيين في منأي من الخوف والحذر من ان يتم استهدافهم اذا ما كتبوا او تناولوا قضية اعدام صدام، حيث ان اغلب الصحف العراقية تبدو موالية للحكومة عدا بعض الصحف التي تساند المقاومة وتعبر عن خطابها.
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 2 جانفي 2006)
الحلف الأطلسي أمام تحدي استعادة «طالبان» زمام المبادرة في أفغانستان
الخوف على الهوية في زمن العولمة من أسباب صعود التيار الإسلامي في العالم العربي
موقف اليسار من الصراع العربي- الإسرائيلي وتبعيته للموقف السوفيتي من أسباب نخبويته لابد من البحث عن نقاط الالتقاء بين الإسلاميين وباقي التيارات لبناء جبهة المجتمع المدني لم أتبرأ من الماركسية كمنهج علمي.. ولكن تخلصت من الآثار المدمرة التي رافقت مسيرتها
عام التنظيمات الجهادية الاسلامية