TUNISNEWS
8 ème année, N° 3157 du 13 .01.2009
archives : www.tunisnews.net
حــرية و إنـصاف: أخبار الحريات في تونس
السبيل أونلاين : تأجيل النظر في جلسة الإستئناف في قضية الحوض المنجمي
المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية: منع منسق المرصد من دخول محكمة الاستئناف بقفصة
حــرية و إنـصاف: يوميات المقاومة غزة رمز العزة (18)
السبيل أونلاين : طلبة المركب الجامعي بتونس يتظاهرون لمساندة غزة
الحبيب ستهم:نابل تساند غزة شعارها تلامذة وطلبة وعمال.. صف واحد في النضال
السبيل أونلاين:في تونس..الإعتداء على متظاهرين مساندين لقطاع غزة
سليم الحداد : اعتداءات بالجملة في حق أعضاء جامعة المنستير للحزب الديمقراطي التقدمي
حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي:بـــــــيـــــان
خميس بن بريّك :أساتذة تونس وطلبتها يتبرعون بالأدوية لقطاع غزة
الاتحاد العام التونسي للشغل : الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي: يوم تضامن مع غزّة
الحوار.نت :كلمة حرّة : آن أوان المعركة القضائية دوليا لمحاكمة جريمة الهولوكوست الإسرائيلي
فادي جمال الدين :رديــف غــزة……أرض العـزة
المعهد العربي لحقوق الإنسان:نـــــــداء إلى الاتحاد الأوروبي
القدس:إسرائيل مصدومة: شبكة اتصالات وأنفاق ومخزون يكفي المقاومين لأشهر
فهمي هويدي : جريمة المحرقة لن تمر
المركز الفلسطيني للإعلام:شهادات الكواليس هكذا تخوض”العربية” المعركة ضد غزة:تتلاشى المهنية في بحور التضليل فتتوالى الفضائح
توفيق المديني : عودة إحياء فكرة الأردن كدولة فلسطينية
أحمد حسن الزعبي: نشيجٌ صباحي
سماح إدريس :الحرب على غزّة: شظايا تأمّلات [1/2]
محمد قلبي:من السّاخــــر؟
الأخضر الوسلاتي: أطفال غزّة
المعهد العربي لحقوق الإنسان: ندوة ” الاجتهاد وحقوق الإنسان والديمقراطية ”
مدوّنة مكتوب، : أخي المواطن،هل أنت خالص-في غياب الخدمات البلدية وتراكم التجاوزات يتحتم حل المجلس البلدي بقصرهلال؟؟؟
الصباح:الانتخابات الرئاسية : التكتل الديمقراطي يعلن نيته الترشح للاستحقاق القادم.. وأمينه العام يعتبر نفسه «المرشح الممكن» للحزب
الصباح :رئيس الدولة يستقبل المبعوث الخاص للرئيس الايراني
رويترز :العجز التجاري لتونس يقفز 31 % خلال 2008
الشرقالأوسط:وثّقتها مكتبة الإسكندرية في كتاب ضمن«ذاكرة مصر»:جريدة نادرة لبيرم التونسي تجسد معاناته في المنفى و«نزقه الفني»
الحياة : «تونس 7» و«حنبعل» : برامج متشابهة وجمهور واحد
بول ستيجر : لجنة حماية الصحفيين تحث اوباما على اعادة مكانة الولايات المتحدة كنموذج لحرية الصحافة
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
أخبار الحريات في تونس
تأجيل النظر في جلسة الإستئناف في قضية الحوض المنجمي
منع منسق المرصد من دخول محكمة الاستئناف بقفصة
يوميات المقاومة غزة رمز العزة (18)
متى ينتهي توظيف الشرطة في قمع مسيرات التنديد بالعدوان الصهيوني و التضامن مع غزة ؟
و حرية و انصاف :
1/ تدعو الشعب التونسي و قواه الحية من أحزاب و منظمات و جمعيات إلى الاستمرار في التعبير عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني الصامد و المجاهد في غزة ضد العدوان الصهيوني الهمجي و كل من يقف معه بالوسائل السلمية المتاحة. 2/ تدعو السلطة للكف عن قمع التحركات المساندة للشعب الفلسطيني و احترام حق التونسيين و التونسيات الدستوري في التعبير و التنقل و الاجتماع و التظاهر السلمي. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
طلبة المركب الجامعي بتونس يتظاهرون لمساندة غزة
نابل تساند غزة شعارها تلامذة وطلبة وعمال.. صف واحد في النضال
في تونس..الإعتداء على متظاهرين مساندين لقطاع غزة
الحزب الديمقراطي التقدمي
جامعـــة بنــــزرت
40 نهج بلجيكــــــــــــــا
بنزرت في 13/01/2009
بيـــــــــــــان للرأي العام
عمدت قوات كبيرة من الأمن بالزيّيْن الرسمي والمدني اليوم الثلاثاء 13 جانفي 2009 بكل عنــف ووحشية إلى قمع مسيرة سلمية بمدينة بنزرت كانت دعت إليها جامعة بنـزرت للحـزب الديمقراطي التقـــــدمي وفـــرع الرابطة التونسيــــة للدفاع عن حقوق الإنســــان للتعبير عنمساندة أهالي غزّة، رغـــم أنّ المسيــرة كانت قانونية، إذ وقع إعلام السلط الجهويّة منذ يوم السبت الماضي ولم نتلقّ أيّ رد كتابي بما يعني الموافقة حسب مقتضيات القانون.
وقد عمد رجال الأمن بالزي المدني إلى تعنيف شديد للعديد ممن شاركوا في هذا التحرك السلمي بمـن فيهم أعضاء جامعة بنزرت للحزب، وللشاب الحقوقي زياد بن سعيد الذي أوقف بمركز بوقطفة قرابة الساعة قبل أن يُطلق سراحه، كما عمد أحد الأعوان إلى دفــع المناضـل الحقوقــــيطـــارق السوسي وطرحه أرضا رغم إعاقته البدنية الشديدة، ولم يسلـم من ذلك حتى التلاميــــذ الذين حـاولوا الانضمام إلى المسيرة.
كما عمد أحد الأعوان إلى تمزيق العلم الفلسطيني عندما حاول افتكاكه من أحد المشاركين، وافتكــاك العديد من الكوفيات الفلسطينية التي كان يضعها البعض في الوقت الذي يُرفع فيه العلم الفلسطيني في كل أنحاء العالم.
وجامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي:
– تعتبر أن مثل هذه الممارسات هي تعدّ صارخ على القانون والدستور الذيْن يكفلان حرية التعبيـــر والتجمع لكل المواطنين، وإمعان في التضييق على نشاط الحزب ومختلف مكونات المجتمع المدني.
– تسجّل منع السلطة لمختلف أشكال التعبير عن مساندة الشعب العربي في غزة.
– تجدّد مساندتها اللامشروطة لأهالي غزّة.
– تحيي كل من حاول التعبير عن مساندته رغم القمع الأمني.
– تدعو كل مكوّنات المجتمع المدني إلى التشبث بالحق في التعبير عن مساندة غزة والقضية الفلسطينية عموما.
عن هيأة الجامعـــة
الكــاتــــبة العامـــة
سعـــــاد القوسامي
اعتداءات بالجملة في حق أعضاء جامعة المنستير للحزب الديمقراطي التقدمي
أساتذة تونس وطلبتها يتبرعون بالأدوية لقطاع غزة
خميس بن بريّك – تونس
يستعد الاتحاد التونسي للشغل لإرسال شحنة كبيرة من الأدوية الأسبوع المقبل إلى الأطباء الفلسطينيين بقطاع غزة الذي يتعرض لما أسماه الاتحاد “جريمة إبادة جماعية” نتيجة “تعنّت الكيان الصهيوني وإصراره على قصف المدنيين“.
ورغم أنه لم يمض على إطلاق هذه الحملة الإنسانية أكثر من بضعة أيام، فقد كان هناك إقبال تلقائي كبير من قبل الأساتذة والطلبة والأولياء الذين تبرعوا بأموالهم لشراء الأدوية وبعض المواد الغذائية الأساسية كحليب الأطفال.
وامتلأ المستودع الرئيسي بمقر الاتحاد التونسي للشغل بالعاصمة بكميات ضخمة من الأدوية التي جمعها الأساتذة التونسيون طيلة الأسبوع الماضي لإرسالها على وجه السرعة إلى الأطباء الفلسطينيين بالتنسيق مع منظمات إغاثة.
وأخذت نقابة التعليم الأساسي والتعليم الثانوي على عاتقها هذه المبادرة بعدما وجهت نداءات إلى جميع المؤسسات التربوية داخل التراب التونسي تحثهم فيها على شراء نوعيات معيّنة من الأمصال والمضادات الحيوية.
وشارك في الحملة ما يقارب من 4500 مؤسسة تربوية في التعليم الابتدائي و1400 مؤسسة في التعليم الثانوي.
ويقول الأمين العام لنقابة التعليم الثانوي الشاذلي قاري للجزيرة نت إن “هناك ما يقارب من خمسة آلاف طن من الأدوية تبرع بها تلاميذ التعليم الابتدائي وتلاميذ التعليم الثانوي، للتخفيف ولو جزئيا من معاناة الشعب الفلسطيني“.
وأكّد أن “فريقا من النقابيين بصدد إجراء مباحثات مع جهات حكومية بشأن كيفية إيصال هذه الأدوية”، قائلا إن “كل ما يهمنا هو إرسال هذه الأدوية على وجه السرعة إلى مصر ثم إلى قطاع غزة” بالتنسيق مع جهات إنسانية كالهلال الأحمر المصري أو اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
ويتمثل نصف الأدوية في مضادات حيوية ضد الجروح والحروق والالتهابات، أما بقية الدواء فيضم خاصة المصل “سيريم” (sérum)، أحد أنواع مضادات السموم، حسبما أكده النقابي فرج شباح.
ويرى فرج –وهو عضو في نقابة التعليم الثانوي- أن “هناك مآمرة تهدف إلى تمرير حل استسلامي يقضي على المقاومة الفلسطينية ونحن نرفض هذه العروض المفخخة وندعو إلى المقاومة والصمود”، مضيفا “أننا من جانبنا لن نتوقف لحظة واحدة في تقديم العون إلى شعبنا الفلسطيني“.
احتجاجات متواصلة
من جهة أخرى، تحول تجمع السبت الماضي إلى مظاهرة كبرى تخللتها اشتباكات خفيفة مع الشرطة والذي نظم أمام مقر الاتحاد التونسي للشغل وحضره عدد كبير من أساتذة التعليم الابتدائي والثانوي.
ولم ينجح المتظاهرون في الوصول إلى الشارع الرئيسي للعاصمة للتعبير عن غضبهم من “الصمت الدولي على جرائم الكيان الصهيوني”، مرددين شعارات مناهضة للحكام العرب الذين وصفوهم بالمتآمرين على القضية الفلسطينية.
وفي نهاية الأسبوع نظم محامون تونسيون تظاهرة احتجاجية ثالثة منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية يوم 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي عبّروا خلالها عن تضامنهم مع أبناء القطاع وعن تنديدهم بسلبية الموقف العربي.
وخرج المئات من تلاميذ المدارس الابتدائية والثانوية بالعاصمة تونس في تظاهرات رافعين شعارات منددة بالعدوان على غزّة، كما شهدت مدن تونسية أخرى تظاهرات ضخمة كان أهمها في محافظة صفاقس جنوبا.
)المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 13 جانفي 2009(
الاتحاد العام التونسي للشغل
الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي
يوم تضامن مع غزّة
تجمع نقابي
تدعو النقابات الأساسية للمركب الجامعي بالمنار كافة الزميلات والزملاء إلى حضور التجمع النقابي لمساندة الشعب الفلسطيني ووقف العدوان على غزّة ورفع الحصار عليها وذلك
يوم الإربعاء 14 جانفي 2009 بداية من الساعة 10 س30بكلية العلوم بتونس
عن النقابات الأساسية
أنور بن قدور منية الشيخ فتحي سلاوتي يوسف عثماني
كلمة حرّة
آن أوان المعركة القضائية دوليا لمحاكمة جريمة الهولوكوست الإسرائيلي
حصيلة عامة:
1ــ 17 يوما من الحرب العسكرية المفتوحة جوا وبرا وبحرا على غزة.
2ــ خمسة آلاف ضحية ( خمسهم شهداء ونصف الشهداء نساء وأطفال وأربعة أخماس جرحى نصفهم كذلك من النساء والأطفال.(
3ــ معدل الإصابة: 300 ضحية يوميا (25 ضحية كل ساعة = ضحية كل دقيقتين على مدار 17 يوما كاملة.(
4ــ إعتداءات تشكل مادة جنائية لجريمة الحرب في القانون الدولي.
أ ــ إعتراف العدو بقصف مدرسة الفاخورة بعدما لجأ إليها المدنيون من النساء والأطفال وقتل حوالي 50 شهيدا وعشرات الجرحى. إعتراف وإعتذار.
ب ــ القتل العمد لحوالي 30 شهيدا من طواقم الإسعاف الدولية التابعة للصليب الأحمر فضلا عن الجرحى في صفوفهم.
ج ــ إستخدام الفوسفور الأبيض سلاحا محرما دوليا في الحرب.
د ــ عدم إحترام العدو لقرار الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار ومواصلة العدوان.
ه ــ إستهداف مقرات أممية دولية تابعة لأعلى منظمة دولية أي الأمم المتحدة ( الأنوروا والصليب الأحمر وغيرهما ). وقتل من فيها بعدما تبين أنهم أطفال ونساء ورجال إسعاف مما أجبر تلك المؤسسات الدولية على غلق أبوابها وتعريض المدنيين في غزة لمزيد من الجوع والعطش والعري.
** لا بد من توثيق الهولوكوست الصهيوني دوليا مهما كان الثمن.
1ــ إذا كانت الجريمة الصهيونية في غزة في يناير 09 ترتقي بحسب مواثيق الأمم المتحدة إلى جريمة حرب عظمى لم تشهد لها البشرية في العصور المتأخرة نظيرا بعد صاعقة هيروشيما وناكازاكي في اليابان ثم إلى حرب إبادة عرقية من خلال الحملة الهمجية البربرية المتواصلة جواوبحرا وبرا على مدى 17 يوما إلى حد الساعة أودت بحوالي 5000 ضحية أكثر من نصفهم من النساء والأطفال وخمسهم شهداء .. وإذا كان العدو نفسه قد إعتذر للأمم المتحدة رسميا عن قصف مدرسة الفاخورة وبينت الصور أنه تعمد قتل رجال الإسعاف وقصف مقرات الأمم المتحدة وإستخدم السلاح المحرم دوليا ( الفوسفور الأبيض ) .. إذا كان كل ذلك كذلك فإن توثيق هذه الجريمة الموثقة إعلاميا بالصوت والصورة على أساس أنها جريمة هولوكوست معاصر جديد تنطبق عليه المواصفات ذاتها للهولوكوست النازي القديم .. توثيق ذلك توثيقا إعلاميا وأدبيا وفنيا ورسميا قدر الإمكان من لدن أهل الذكر في كل حقل .. توثيق ذلك هو فريضة العصر على أمة الإسلام أولا وعلى أمة الأحرار ثانيا ..
2ــ أما توثيق ذلك قضائيا في سجلات القضاء الدولي ( محكمة الجنايات الدولية ) من لدن الضحايا أنفسهم ثم من لدن أوليائهم من لدن رجال القضاء والقانون والمحاماة من أمة العرب والمسلمين والأحرار في العالم .. توثيق ذلك والجهاد دونه والصبر دونه سنوات طويلة حتى تتغيرموزين القوى لكفيل بأن يأذن سبحانه يوما بفتح تلك السجلات تماما بمثل ما ظن الظالمون في البوسنة والهرسك ( مجرمي الصرب ) وظنت البشرية ذاتها أن الجريمة هناك طوتها التحولات الدولية .. فما كان يصدق الناس أن رجلين من رجال حرب الإبادة هناك يقعان في قبضة محكمة الجنايات الدولية فيموت أحدهما في السجن كما يموت الجرذ أما الآخر فلم تسعفه حيل مهنية ومظهرية كثيرة في مواصلة التخفي والهروب من العدالة .. ما يجب أن يعطلنا عن ذلك أن العدو المحتل الغاصب ( إسرائيل ) ليس موقعا على تلك المحكمة .. والتشبث بالوعد الحق : ” ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون “.
تلك معركة فرضتها الأحداث على رجال الأمة فلا بد من التجهز لها على مستويين :
أـ المستوى الأدبي والفني لتصوير جريمة الهولوكوست تصويرا يعزل العدو في المخيال البشري العام الذي عبأته أحداث القصف الوحشي البربري بما ليس فيه زيادة لمستزيد كما يصلح أن يكون ذلك التوثيق الفني والأدبي مادة تعبئة وتجييش للإعلاميين والدعاة والمصلحين في كل عدوانجديد مرقوب على الأمة من لدن العدو الصهيوني الغاصب ..
ب ــ المستوى القضائي الأممي والإداري إحراجا لتلك المنظمات المنحازة أصلا للعدو وهو إحراج ليس من أجل الإحراج والضغط ولكن من أجل إتخاذ السبب المباشر الذي تحركه أقدار الرحمان يوما ويتحقق ما يستبعده التافهون اليوم وكثير من المسلمين كذلك أي وقوع مسعري حرب الإبادة وجريمة الهولوكوست المعاصر الجديد في قبضة العدالة الدولية وإن غدا لناظره لقريب كما قالت العرب بحق وليكن ذلك في عصر غير عصرنا وجيل غير جيلنا ..
** المعركة الثانية: معركة طرد سفراء العدو وقطع علاقات التطبيع وعلاقات المال.
1ــ لا أخشى شيئا ـ رغم حالة الزهو العالية جدا بسبب تعبئ الأمة بأسرها قاطبة ومن خلفها أمة الأحرار في العالم كله ـ خشيتي غلبة النسيان وغشيانه ذاكرتنا القصيرة المحدودة فنتحول بعد أسابيع أو أشهر قصيرة قليلة إلى جيش نأكل ونشرب ونضحك ملء الشدقين وممثلو العدو الوحشي البربري الهمجي الغاصب بيننا في مصر والأردن والإمارات وموريطانيا يختال بزينته وتحرسه جنود من بني جلدتنا فضلا عن عشرات المكاتب الصهيونية التي تبشر بالتطبيع في مظاهر إقتصادية وإجتماعية وعلمية ورياضية كثيرة لا تكاد تحصى .. تلك هي الخشية التي تقوض إستثمارأكبر حدث في الأمة منذ سنوات طويلة : إنتفاضة على طول بلاد الأمة وعرضها ضد الهولوكوست الصهيوني المعاصر الجديد يناير 08.
2ــ إذا لم تتواصل تلك الإنتفاضة الشعبية التي هبت في الشرق والغرب حتى طرد السفراء الصهاينة من تلك العواصم العربية .. فإن الإنتفاضة الشعبية العظيمة قد أفلح الحكام في إمتصاصها وإجهاض مفعولها بحكمة كبيرة وصبر كبير ونفاق كبير .. وإذا لم تخترق الأمة من خلال مواصلة إنتفاضتها الراهنة هذا الجدار السميك فتكره الحكام على طرد السفراء فإنه ليس من المرقوب أن تظفر الأمة بفرصة أخرى سانحة لطرد أولئك السفراء .. وإذا أدت فضائيات عربية معروفة ( الجزيرة أساسا ) دورها كاملا في تغطية الهولوكوست الصهيوني المعاصر الجديد ملتقطة الصوت والصورة لمئات من مشاهد المأساة التي يعجز كل لسان وكل قلم عن مجرد وصفها .. ثم توقفت الأمة في حركة إحتجاجاتها الراهنة عند مطلب طرد السفراء فيا خيبة المسعى ..
3ــ إفتكت الأمة اليوم بفضله سبحانه وحده حقها كاملا في الإنتفاض من أجل غزة عنوان قضية الأمة المركزية الأولى ( فلسطين أرض الإسراء والمسرى والنبوات والبركة ) .. وهو حق ما ينبغي التفريط فيه لأن العدوان الصهيوني لن يتأخر يوما عن التواصل والإستئناف كلما أتيحت فرصة أخرى لا قدر الله .. فلا بد من إستثمار خلاصات تلك الحركة الإحتجاجية غير المسبوقة في التاريخ المعاصر حتى يظل حق الأمة في التحرك لقضيتها الأولى حقا ثابتا قطعيا يقينيا لا يفكر أي حاكم عربي مهما بلغ من العربدة والولاء لعدو الأمة مجرد تفكير في إلغائه أو الإلتفاف عليه .. ذلك مكسب ليس من العسير الحصول عليه مرة أخرى وليس من اليسير التهاون في حفظه وإستثمار عطاءاته .. وما ضاع حق وراءه طالب كما قالت العرب بحق ..
4ــ أما فريضة الجهاد العيني والجماعي معا ( الكفائي بالتعبير القديم ) لتجميد كل مظاهر التطبيع ( سياسيا بعد طرد سفراء العدو وقطع الإتصالات من مثل إستقبال وفود أو شخصيات إسرائيلية ) وإقتصاديا وثقافيا وفينا ورياضيا وإجتماعيا وتعليميا وزراعيا وتربويا .. تلك فريضة فرضها الوقت فهي فريضة الوقت وواجبه المفدى إستثمارا لحركة الإحتجاج العظمى ضد الهولوكوست الصهيوني المعاصر الجديد مما يجب حفظه ليسر تحريكه في محطات أخرى مقبلة على درب أشرف ساحة صراع وتدافع فوق الأرض اليوم : تحرير فلسطين من النهر إلى البحر إن شاء الله تعالى ..
كل تلك المكاسب حرية بالحفظ والمراكمة والتخزين في قلب الذاكرة الفردية والجماعية لكل عربي وكل مسلم وكل حر فوق الأرض حتى تكون مادة تحرك جديد في جولة جديدة إن شاء الله تعالى .. وبذلك تجهض الأمة أحلام الحكام العرب (إلا العاجزين منهم ممن لا يتجاوز سلطانه في هذهالقضية العظمى سلطان أي واحد منا من مثل حاكم السودان واليمن وغيرهما ممن لم ينخرطوا في ولاء العدو والتآمر ضد غزة) .. ولا يجهض الحكام أمل الأمة في تدشين مرحلة جديدة من الجهاد على درب تحرير فلسطين وإفتكاك حقها في تعزير قضيتها المركزية الأم ..
وأخيــــــــــــــــــــــــــــــــــــرا ..
1ــ إذا تبين أن سلاح الإعلام لا يقل شأنا عن سلاح المقاومة في أرض غزة الصامدة فإن واجب الوقت يفرض علينا جميعا دعم الإعلام العربي الحر بكل ما أوتينا حتى لا يغشانا النسيان فلا نذكر فضائية مثل الجزيرة إلا يوم العدوان على غزة ( وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر كما قالت العرب ) .. ولك أن تتصور الحرب ضد العراق من لدن السفاح بوش أو الحرب ضد غزة دون فضائية الجزيرة .. تصور ذلك ثم كل لها ما شئت من النقود والطعون ..
2ــ إذا تبين أن سلاح الإنتفاض لا يقل شأنا عن سلاح المقاومة في أرض غزة فإن واجب الوقت يفرض علينا جميعا تحريك هذا السلاح لإفتكاك حقنا في دعم قضيتنا المركزية الأولى حتى لا يجهض الحكام حقنا ..
3ــ إذا تبين أن سلاح المقاطعة بكل أشكالها (وخاصة السياسية من خلال طرد السفراء والمالية من خلال تفعيل كل مجالات المقاطعة الإقتصادية الشاملة لكل بضاعة إسرائيلة أو دولة أو مؤسسة تدعم العدو ماليا فضلا عن التطبيع التربوي والثقافي وغير ذلك ) لا يقل شأنا عن سلاحالمقاومة في غزة الصامدة فإن العصر رتب عليك فريضة عظيمة أنت لها ألف ألف مرة : فريضة المساهمة مما يليك في رفض التطبيع قدر الإمكان فلا تحقر من نفسك وفلسك وكلمتك وقلمك وجهدك وفنك فتستباح أرضك ويهرق عرضك على سفوح البلادة وسطوح الكسل وأرصفة الإمتهان ..
أنت إذن مسمار في نعش الصهيونية إن أردت أن تكون كذلك..
ولكنك مسمار في عرشها إن أردت ذلك لا قدر الله عليك..
فأختر أي مسمار تكون ولن تختار سوى نعش الظلم تهدده والبغي تمزقه..
)المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 12 جانفي 2009(
رديــف غــزة……أرض العـزة
فادي جمال الدين
أنطلقت المسيرة في بهو المحكمة الابتدائية بتونس بتنظيم فرعها الجهوي للمحامين …. بدأت بعشرات المحاميات والمحامين مرتدين زيهم كسرب من الخطاف وقد ألقوا على أكتافهم الزنار الفلسطيني رافعين صور شهداء غزة….بدؤوا في ترديد نشيد الشعب« فلاعاش في تونس من خانها»…كانت الساعة تشير الى العاشرة صباحا من يوم 07/01/2009 … حينما ارتفع صوتهم… غادر الجميع قاعات الجلسات وانضم أغلبهم للمسيرة … لقد نسي كل واحد منهم قضيته المنشورة أمام المحكمة والتحق بقضيته الكبرى …
بدأ عدد المشاركين يزداد…. بقي القضاة وحدهم في قاعات فارغة.
فالمسألة المطروحة اهم من الأوراق المعروضة عليهم…. كان عدد أعوان الشرطة المكشوفين منهم والمتسترين يفوق عدد المتظاهرين وهو الوضع الذي تعيشه البلاد منذ بداية العدوان الصهيوني على غزة أرض العزة…. ارتفع عدد المتظاهرين ….غادروا المحكمة واحتلوا الطريق فأقامأعوان الأمن حواجز بشرية لمنعهم من التقدم نحو هدفهم….التحق بالمتظاهرين عدد من المارة وأضحى المشهد رائعا… مزيجا من المحامين والمتقاضين وعامة الناس يشكلون كتلة واحدة ويدفعون الحاجز الأمني كالفاتحين رافعين شعار « شعب تونس شعب أحرار… ضد القمع والاستعمار…»هكذا يمتزج البعد
الوطني المعادي للأستعمار مع البعد الديمقراطي المناهض للأستبداد السياسي.
يواصل المتظاهرون مسيرتهم نحو هدفهم مقر الأمم المتحدة الكائن بنفس الشارع… تسلق أحد المتظاهرين بابه الحديدي وعلق فوق قضبانه العلم الفلسطيني… فازداد حماس المتظاهرين… وفي خضم ذلك لم ينس الجميع الحصار المفروض على الرديف وكامل الحوض المنجمي فهتفوا « رديفغـزة أرض العزة»… ومرة أخرى كذلك يمتزج البعد الاجتماعي مع البعد الوطني مع البعد القومي … فالمعركة واحدة كما قال أحد الخطباء مذكرا بقولة حكيم الثورة الفلسطينية النائم في فراشه الأبدي جورج حبش« ان تحرير القدس يمر حتما عبر تحرير العواصم العربية» …. كانتالمسيرة تجسيما لارادة
كافة الأطياف السياسية….
فالكل رفع شعاراته دون معارضة الطرف الآخر….« الله أكبر»..« الشعب أكبر»…«ارض حرية كرامة وطنية»… المهم مساندة المقاومة …لاصلح… لا مساومة
تدخل عديد الخطباء…. فالتناقض الرئيسي مع قوى الاستعمار كما ورد على لسان أحدى المحاميات في خطابها الحماسي لذلك كان معنا شهداء الوطن الكبير: أحمد ياسين , أبو علي مصطفى, صدام حسين وغيرهم..
غيرت الأحداث الأخيرة وعي الجماهير بسرعة… فاضطرت النخب المهرولة والأحزاب البلاستيكية الى « الاهتمام » بالمسألة الاجتماعية بفعل نضال جماهير الرديف والحوض المنجمي وتبني –ولو شفاهيا –المسألة الوطنية التي في جوهرها معاداة الاستعمار في أشكاله المتعددة وذلك بفعل تضحيات الجماهير الفلسطينية… توهم هؤلاء
أنهم قيادة للجماهير فاتضح أنهم مجرد قطيع لهم يسيرون وراءهم وعلى خطاهم….
لقد أصبحت الجماهير تتسلى وتتندر في أوقات فراغها بالذين يتحدثون عن الاتخابات التشريعية و الرئاسية 2009.
الاسم واللقب | الصفة | البلد |
للاتصال :
العنوان: 14، نهج الجاحظ –المنزه 1 – 1004 تونس
(+216) 71 767 889 – 71 767 003الهاتف:
(+216) 71 750 911الفاكس:
البريد الإلكتروني:
www.iadh-aihr.org موقع الواب
إسرائيل مصدومة: شبكة اتصالات وأنفاق ومخزون يكفي المقاومين لأشهر
جريمة المحرقة لن تمر
فهمي هويدي (*)
إحدى الخلاصات التي نخرج بها من متابعة المشهد في غزة أنه لا شيء تغير في إسرائيل، لكن العرب هم الذين تغيروا.
(1)
“قتلت ما بين 80 إلى مائة فلسطيني، من النساء والأطفال. الأطفال كانوا يقتلون بتحطيم رؤوسهم بالعصي. لم يكن هناك منزل واحد بلا جثث. أجبر الرجال والنساء على البقاء في بيوتهم بلا طعام أو ماء. ثم جاء الجنود لكي يفجروا المنازل بالديناميت. أمر قائدنا أحد الجنود بإحضار امرأتين إلى المنزل الذي كان على وشك تفجيره” .. جندي آخر افتخر بأنه اغتصب امرأة عربية قبل إطلاق النار عليها وقتلها. أمر الجنود امرأة عربية أخرى معها جنينها بتنظيف المكان لمدة يومين، وبعد ذلك أطلقوا النار عليها وعلى طفلها. القادة المتعلمون من ذوي الأخلاقالحسنة، الذين كانوا يعدون “أفضل الرجال” تحولوا إلى قتلة في معارك الطرد والإبادة التي انطلقت من الاقتناع بأنه كلما كان هناك عرب أقل، كان ذلك أفضل لإسرائيل.
“كان علينا أن نهاجم اللاجئين الفلسطينيين، انقسمنا إلى ثلاث مجموعات، كل واحدة ضمت أربعة أشخاص. شاهدت مع زميل لي عربياً يقف عند منحدر التل. قال لي زميلي جبيلـي: هار، جهز سكينك. زحفنا نحو الرجل الذي كان يردد لحناً عربياً، فسارع جبيلى إلى الإمساك به، وأنا أغمدت السكين في عمق ظهره. رأيت الدماء تتدفق على قميصه القطني المخطط. ودون أن أضيع أية ثانية، تصرفت تصرفاً غريزياً وقمت بطعنه مرة أخرى بالسكين، تأوه الرجل وتمايل ثم سقط مضرجا في دمائه.
هذان النّصان لا يصفان شيئاً مما يحدث في غزة هذه الأيام، ولكن الأول منهما جزء من شهادة جندي شارك في احتلال قرية الدوليمه الفلسطينية عام 1948، نشرتها صحيفة “دافار” الإسرائيلية في 9/6/1979. أما الثاني فهو مقتبس من يوميات جندي اسمه مائير هارتزيون، تحدث فيها عنتجربته مع الجيش الإسرائيلي في بداية الخمسينيات، التي نشرت في تل أبيب عام 1969. وكانت صحفية “ها آرتس” قد سألته حينذاك عما إذا كان يشعر بوخز الضمير من جراء ما فعل، فنفى ذلك، وقال إن طعن العدو بالسكين “شيء رائع” يمنحك إحساسا بأنك رجل حقاً. ( القصتان وردتا فيثنايا كتاب صدر مؤخراً عن دار الشروق الدولية حول “إرهاب إسرائيل المقدس.(”
(2)
هذا الذي حدث قبل ستين عاماً يتكرر الآن في غزة. لكن السلوك الإسرائيلي اختلف في الدرجة، في حين أن الموقف العربي اختلف في النوع. فإسرائيل ظلت على موقفها في الفتك بالفلسطينيين واستباحة دمائهم. في الأربعينيات أرادت تهجيرهم والآن تريد تركيعهم. ووقتذاك استخدمت السلاح والآن أضافت إليه الحصار. وما فعله النازيون معهم حين وضعوا اليهود في معسكرات الاعتقال ثم ساقتهم إلى غرف الغاز، فإن الإسرائيليين حولوا غزة بالحصار إلى معسكر للاعتقال، وأقامت لهم محرقة بأسلوب آخر، حيث عمدت إلى قصفهم ودك بيوتهم فوق رؤوسهم من الجو والبر والبحر. بل لم يتورعوا عن ضرب مقرات المنظمات الدولية (الصليب الأحمر ووكالة غوث اللاجئين) وقصف سيارات الإسعاف وتصفية المسعفين. الأمر الذي يعني أنهم ضاعفوا من وحشيتهم واستهتارهم وتنكيلهم بالفلسطينيين.
أما اختلاف الموقف العربي في النوع، فيظهر جليا حين نلاحظ أنه في الأربعينيات كان هناك توافق بين الحكومات والشعوب العربية على ضرورة مواجهة العدوان الصهيوني الذي أسفر عن وجهه في منتصف الثلاثينيات، الأمر الذي وفر مناخاً مواتياً لفتح الباب واسعاً لتطوع المجاهدينمن أنحاء العالم العربي والإسلامي، ولإشراف الجامعة العربية على جمع المال والسلاح لمقاومة تقدم العصابات الصهيونية. وهو ما انتهى بإعلان الحكومات العربية في عام 1948 – من خلال اللجنة السياسية بالجامعة – زحف الجيوش المصرية والسعودية واللبنانية والعراقية والأردنية لمساندة شعب فلسطين “لأن أمن فلسطين وديعة مقدسة في عنق الدول العربية”، كما ذكر البيان الذي صدر بهذا الخصوص.
لست هنا بصدد تقييم النتائج التي يعرفها الجميع، لأن ما يعنيني في اللحظة الراهنة هو المدى الذي بلغه اختلاف الموقف العربي على الصعيد النوعي. فلا الحكومات العربية اتفقت مع بعضها البعض على مواجهة العدوان، بل عجزت حتى عن أن تعقد قمة لاتخاذ موقف موحد. ولا توافقتتلك الحكومات مع شعوبها، التي مازالت أغلبيتها الساحقة على الأقل ثابتة على موقفها الذي عبرت عنه في عام 1948.
الأدهى من ذلك والأمر، أن بعض الحكومات العربية بدت في التعامل مع العدوان أكثر توافقاً وتناغماً مع الدول الغربية، منها مع شقيقاتها العربيات. وكان ذلك أوضح ما يكون في أصداء قرار مجلس الأمن الأخير بخصوص وقف العدوان على غزة. ناهيك عن اللغط المثار حول الموقف منالعدوان ذاته ومن حصار القطاع بوجه عام.
ومادمنا بصدد المقارنة، فإننا لا نستطيع أن نتجاهل في رصد الموقف الغربي، الذي أفزعته الممارسات النازية الألمانية بحق اليهود في أربعينيات القرن الماضي، هو ذاته الذي يقف الآن متفرجاً – بعضه يشجع ويبارك – المحرقة النازية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
(3)
رغم أن أي تقييم لنتائج المحرقة لا يزال مبكراً، إلا أن ثمة أمورا برزت في الأفق الآن، بحيث يمكن التعامل معها كمؤشرات مقطوع بها، أو مرجحة عند الحد الأدنى. من ذلك مثلاً أن ما جرى في غزة لن يمر بسلام، لا عربياً ولا فلسطينياً. وفي هذا الصدد ينبغي أن ننتبه باستمرار إلى أن الشارع العربي يعيش الحدث في غزة يوماً بيوم بل ساعة بساعة. وأذكر في هذا الصدد أنه إذا كانت إسرائيل تمارس الآن بدرجة أعلى ذات الجرائم التي ارتكبتها في فلسطين، فإن تفصيلات تلك الجرائم لم يتعرف عليها العرب والمسلمون إلا بعد سنوات من وقوعها، وأن الإعلام كان ضعيفاً في أربعينيات القرن الماضي. لكن الأمر اختلف الآن تماماً، لأن الناس أصبحوا يتابعون ما يجري في غزة ساعة بساعة، وفي أحيان كثيرة فإن مشاهد المحرقة تنقل إليهم مباشرة عبر بعض الفضائيات، ولا ينبغي أن يستهان بهذه التعبئة المستمرة التي شحنت الشارع العربي بمختلف مشاعر السخط والغضب. ليس على إسرائيل وما تفعله، ولكن على العجز الذي ظهر في مواقف الأنظمة العربية ذاتها. وهذا وجه الخطر في الموضوع.
ذلك أن مواقف الأنظمة العربية، التي وضعت أغلبها موضع الاتهام إما بالتقاعس أو بما هو أبعد من ذلك وأسوأ، أحدثت أزمة ثقة عميقة بين الجماهير وبين تلك الأنظمة. صحيح أن ثمة فجوة تقليدية بين الأنظمة والشعوب في العالم العربي بسبب احتكار السلطة وشيوع الفساد وغياب الديمقراطية، لكن الاتهامات التي أصبحت توجه إلى تلك الأنظمة في ظروف الحرب الراهنة، سواء بالتقاعس أو بالموالاة للطرف الآخر، لم تعمق من تلك الفجوة فحسب، وإنما أفقدتها رصيد الثقة والاحترام. وفي غياب الشفافية وإزاء استمرار التشنج الإعلامي الراهن، لم يتح للناس أنيتبينوا الحقائق. الأمر الذي وسع من نطاق الشبهات وأبقى على بعض الدول في قفص الاتهام.
لا ينكر في هذا الصدد أن المقدمات التي تعرف عليها الناس كانت عنصراً مساعداً على تثبيت الاتهامات وإثارة الشكوك. ذلك أن اشتراك بعض الدول العربية في حصار الفلسطينيين بالقطاع، ومنعها إيصال المعونات والمواد الإغاثية إليهم، والتلكؤ حتى في السماح للأطباء المتطوعينبدخول القطاع للمشاركة في علاج المصابين، إضافة إلى التصريحات السياسية البائسة التي عبرت عن التحامل على الفلسطينيين، وتبرير قيام الإسرائيليين بالمذبحة. هذه العوامل وغيرها أسهمت في تعزيز الشكوك والشبهات. يكفي أنها أثارت عند كثيرين تساؤلات حائرة عن حقيقة مواقف تلك الأنظمة، وهل هي تعبر عن شعوبها حقاً، أم أنها تقف في الاتجاه المعاكس وتعبر عن مصالح ومواقف الأطراف الأخرى.
لا أظن أننا عشنا زمناً تعمقت فيه أزمة الثقة في بعض الأنظمة العربية، ولا أثيرت حولها الشكوك والشبهات، كهذا الزمن الذي نعيشه الآن. وذلك وجه الخطورة في الموضوع. ذلك أن شعوبنا التي احتملت في السابق ممارسات كثيرة من الأنظمة المختلفة، يصعب عليها ويهينها ويجرح كرامتها، أن تحتمل طويلاً أوضاعاً من هذا القبيل الذي استجد. لا أعرف بالضبط ما الذي يمكن أن يحدث، لكنى فقط أقول إن الممارسات المخزية الراهنة، التي تشعر شعوبنا بالذل والعار، أصبحت تفوق طاقة الصبر عند الناس، خصوصاً أولئك الذين لديهم بالأساس ما يكفيهم من المراراتوالأوجاع. وليت الأمر وقف عند حدود المهانة وجرح الكبرياء، لأن المشهد لم يخل من “فضيحة” أيضاً، بعد أن وجدنا فنزويلا تطرد سفير إسرائيل لديها، وموريتانيا تستدعي سفيرها في تل أبيب، وتركيا تعلق اتصالاتها مع إسرائيل، ومهاتير محمد يدعو من ماليزيا إلى مقاطعة البضائع الأمريكية، في حين يسود الخرس عواصمنا، ويخيم عليها “صمت الحملان“!
(4)
هل يمكن بعد الذي جرى أن يتحدث أحد عن السلام مع إسرائيل؟ – أرجو ألا يسارع أحد إلى المزايدة علي قائلاً إنني أدعو إلى الحرب، التي لم تستبعدها إسرائيل وتتحسب لها باستمرار، لأن ما أدعو إليه حقاً هو سلام مشرف لا يشترط علينا الركوع أو الانبطاح مقدماً. ذلك أن الجنون الذي مارسته إسرائيل في ممارساتها الوحشية في غزة، لم يهدم فقط بيوت القطاع لكنه أيضاً هدم كل ما حاولت إسرائيل أن تبنيه من أوهام السلام طوال الثلاثين عاماً الأخيرة. وقد شاءت المقادير أن تقدم إسرائيل على محرقة غزة في العام الثلاثين لتوقيع معاهدة السلام مع مصر (عام 1979)، لتطوي صفحتها وتجهز على ما بقى لها من آثار، خصوصاً بعدما أصبح السؤال المركزي في العالم العربي: هو أليس من العار رغم الذي جرى، أن تحتفظ أي دولة عربية بعلاقات من أي نوع مع إسرائيل؟ – بسبب من ذلك، فلعلي لا أبالغ إذا قلت إن نكسة شديدة أصابت أوهامالسلام التي حاولت أن تروج لها إسرائيل. أعادتها خطوات بعيدة إلى الوراء، حتى أزعم أن إسرائيل قد تحتاج إلى عشر سنوات أخرى لكي تعود إلى فتح ذات الملف مرة أخرى.
الملاحظة الأخيرة في هذا الصدد أن إسرائيل حين أرادت أن تحرق غزة فإنها حرقت أصدقاءها معها، وفي المقدمة منهم أبو مازن وجماعته الذين كان غاية جهدهم منذ وقعت الواقعة، أنهم جلسوا إلى جوار الهواتف يناشدون الآخرين ويستعطفونه، حتى إن أبو مازن لم يجرؤ على الاحتجاج والإعلان عن قطع مفاوضاته مع إسرائيل. الأهم من ذلك أن الجريمة أعادت اللحمة إلى الصف الوطني الفلسطيني الذي عانى من التصدعات والانقسام. وهي لحمة يمكن أن تنتقل بالوضع الفلسطيني إلى طور مغاير تماماً إذا ما استمرت مقاومة غزة في صمودها الأسطوري. لأن ذلك الصمود إذاما تحقق فإنه لن يختلف في أثره عن عصا موسى، التي ذكر القرآن الكريم أنه حين ألقاها “إذا هي تلقف ما يأفكون“.
(*) كاتب ومفكر من مصر
)المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر) الصادرة يوم 13 جانفي 2009(
شهادات الكواليس .. هكذا تخوض “العربية” المعركة ضد غزة
تتلاشى المهنية في بحور التضليل فتتوالى الفضائح
رام الله ـ المركز الفلسطيني للإعلام
في البدء كان الخبر العاجل، ثم توالت الصور، وتعاقبت التحليلات والتخمينات والمضاربات، وتوالت الأنباء المنسوجة خلافاً للواقع.
إنها قناة “العربية”، عندما تخوض معركتها ضد غزة، على طريقتها الخاصة تماماً. بلغ الحنق ببعض العاملين فيها مبلغه. فالخط التحريري الذي تفرضه الإدارة المعادية للمقاومة والمتعاطفة مع نهج المحافظين الجدد المنصرفين عن الحكم في واشنطن؛ يجعل الأصوات المكتومة تبوح بما لم يعد سرّاً في الواقع. فحتى إدارة بوش تنقلب على عقبيها، دون أن ينقلب هؤلاء المسؤولون عن نهجهم.
“تخيّل، تخيّل معي، إنهم قتلى، كل هؤلاء قتلى، لا يجوز لنا أن نتحدث عن شهداء، نحن نتحدث عن قتلى ولو كانوا أطفالاً رضّعاً. محظور أن نصف أياً من هؤلاء الضحايا في قطاع غزة بالشهداء، ذلك خط أحمر، حتى كلمة الضحايا مُستبعدة من قاموسنا“.
“الخط الأحمر” الذي يشير إليه الموظف الذي يرفض الإفصاح عن اسمه، ليس في الواقع سوى واحد من خطوط حمراء كثيرة. هي التعليمات التي “تهبط من أعلى”، حيث الإدارة التي تفرض القيود والاشتراطات. تتمسّك إدارة الأخبار بالتعليمات الصارمة، ويتقبلها بعض الموظفين الذين تم اختيارهم بعناية كي يتوافقوا مُسبقاً مع المسار الذي سيدورون فيه، لكنّ موظفين آخرين لا يشعرون بالارتياح إزاء ما يُطلب منهم.
“تخيّل مراسلاً أو مُراسِلة، يعيش تحت القصف، ويعاين الدماء والأشلاء، ولا يُسمح له أن يصف ما يجري بأنه عدوان أو مجازر”. يضيف الموظف “بلغ السيل الزبى، ففي “العربية” تكون الأفضلية للمواد والأخبار والصور والتعليقات التي توافق تفضيلات الإدارة. ما يسيء للمقاومة، ويغمز من قناة “حماس” هو المرغوب، ولك أن تتخيّل الكوارث المهنية التي تحدث. في أول أيام العملية العسكرية الإسرائيلية لم نجد سوى أن نتلقّف إشاعات ساذجة مثل خبر ضرب السجن وسقوط عشرات القتلى داخله. هي قصّة منحناها وقتاً واهتماماً زائدين، ثم تبيّن للجميع حقيقة الاختلاق في القصة. بالطبع لم نجرؤ على تكرار القصة في الأيام التالية. كان ذلك باعثاً على السخرية بكل معنى الكلمة“.
يشير المتحدث في هذا الصدد إلى أكذوبة سقوط عشرات الضحايا من السجناء في سجن غزة المركزي، والتي تلقفتها “العربية” على ما يبدو عن إعلام “سلطة رام الله” وتلفزيونها الهزيل.
فضيحة المشاهد المزوّرة
في غمرة هذا الارتباك الذي تعانيه قناة كان يُخطَّط لها أن تكون الأولى عربياً؛ يشرح الموظف، كيف تتزايد الضغوط النفسية على العاملين في القناة في هذه الأيام تحديداً. يقول الموظف “هل كان هناك من يتصوّر أن تتجاوز الحرب (على غزة) أسبوعاً أو عشرة أيام؟ لا أحد كانيتوقع ذلك ربما. لهذا اتجهت القناة إلى التسرّع في عرض ما يحققه الإسرائيليون على الأرض، بما يوحي وكأنها عملية متدحرجة سريعاً. كان الترقب بالطبع للعملية البرية، الأنظار تتطلّع إليها، لذا جرى الإيحاء وكأنها ستمضي بشكل سلس رغم بعض الصعوبات. ما الذي حدث في تلك الليلة (ليلة بدء المرحلة البرية من العدوان)؟ يومها كان التلاعب في ذروته، وسأشرح لك“.
في مساء السبت، الثالث من كانون الثاني (يناير)، بدأت المرحلة البرية بالفعل، استنفرت “العربية” طواقمها، وجاءت المشاهد الأولى لتعطي الانطباع بالإنجازات الإسرائيلية السهلة.
“سأضعك في صورة الموقف، لتعرف حجم التلاعب. لنفترض أنك مشاهد عادي، يجلس في مكان ما، داخل غزة، أو رام الله، أو عمّان، أو بيروت، أو القاهرة، أو نواكشوط. ستسمع أنّ العملية البرية الموعودة بدأت. لن تكون محظوظاً لو صادفت قناة “العربية” عندما تفتح التلفاز، فستجد جنوداً إسرائيليين مدججين بالسلاح يتقدّمون بدون خوف في قلب غزة، وستجد آليات عسكرية إسرائيلية تتقدم هناك بلا مقاومة. ماذا ستقول في نفسك؟ ستقول إنها نزهة عسكرية! ستقول مستغرباً: أين هي المقاومة ووعيدها؟ وستقول أيضاً: أين الذين سيزلزلون الأرض تحت أقدام الغزاة؟.أعني أنّ الرسالة واضحة تماماً للمشاهد العادي، فالتقدم الإسرائيلي يتواصل، دون إعاقة. لكنّ الحقيقة مختلفة تماماً“.
يشرح الموظف كيف تمّ الأمر، وكيف جرى حبك التلاعبات في مطابخ “العربية”. كان القرار بمجرد بدء المرحلة البرية، يقوم على ترك ثلاثة عناصر تتفاعل في ما بينها لتحدث التأثير المطلوب في إحباط الجماهير العربية: عنصر المشاهد المتحركة، وعنصر الكتابات النصيّة التي تظهرعلى الشاشة، وعنصر التعليقات التي تجري في الاستوديو على ما يجري.
أخطر ما في الأمر هي المشاهد المتحركة والكتابات النصية. فالمشاهد تم أخذها من الدعاية العسكرية للجيش الإسرائيلي، تم تلقفها باهتمام، وبثتها “العربية” مباشرة، حتى دون أن يُقال للمشاهدين حقيقة مصدر الصور، وأنها دعاية حربية لاستهلاك الجمهور الإسرائيلي بقدرات جيشه.
لم يتم قول الحقيقة، بل جرى الكذب على المشاهدين بشأن مسرح تلك المشاهد. كانت تجري في الواقع في مكان آخر غير الذي قالته “العربية“.
كانت المشاهد في الحقيقة لقوات الاحتلال، مشهد لجنود راجلين من قوات النخبة “غولاني” ومشهد لجنود من القوات ذاتها يأخذون مواضع على الأرض في حالة من التهيّؤ والاستعداد، ومشهد ثالث لآليات عسكرية تتقدم بلا اعتراضات.
الحقيقة أنّ هذا كلّه كان يجري خارج قطاع غزة، ولم يكن داخل القطاع بأي حال. لكنّ قناة “العربية” قالت للمشاهدين “نرى الآن هذه المشاهد التي تأتينا من غزة”، ولم تقل إنها لتقّدم القوات الغازية باتجاه قطاع غزة. استمرّ بث تلك المشاهد ساعات مطوّلة بلا كلل أو ملل، حتى حلّ الصباح، مع تعليقات القناة بالنص المكتوب والمنطوق عن أنها تجري في غزة بالفعل.
ولتشكيل الانطباع المضلِّل، تطلّب الأمر تكرار المشاهد الثلاثة القصيرة آلاف المرّات، بالانتقال من الجنود الراجلين، إلى الآليات المتقدمة، إلى الجنود المتموضعين أرضاً، وتتكرّر الاسطوانة ذاتها حاملة مشاهد الدعاية الإسرائيلية المرّة تلو الأخرى.
بالنسبة لقناة “العربية” فإنّ هامش التلاعب يبدو واسعاً، بل واسعاً جداً، ولا قيمة للمهنية. هنا تتقمّص القناة تجربة “فوكس نيوز” الأمريكية الصهيونية، بكل ما فيها من فضائح مهنية تزكم الأنوف.
التعويل على التلاعب، حسب ما يكشف الموظف ذاته، يبدأ من الخلط المحبوك بعناية بين كلمة “غزة”، وكلمتي “قطاع غزة”. في الإعلام الغربي يتم الدلالة على قطاع غزة بكلمة “غزة”، ولكنّ الجمهور العربي يدرك أنّ “غزة” هي المدينة، وليست القطاع بالكامل الذي يضمّ مدناً ومخيمات وبلدات أخرى. هذا في الأحوال العادية، “فما بالك بوقت الحرب، فالتقدّم والتراجع لا يقاس بالاختصارات والألفاظ الموجزة، لا تستطيع أن تقول إنّ القوات الإسرائيلية الآن تحتلّ غزة لأنها تسيطر على بعض أراضي القطاع، لأنّ الدلالة واضحة تماماً، فغزة هي المدينة هنا، ولا شيء آخر، ومن المثير للسخرية أن نضطر لشرح هذا”، يقول الموظف.
لكنّ المثير للسخرية أن تقول “العربية” لمشاهديها إنّ مشاهد الآليات المتحركة، والجنود الراجلين، وأولئك المنبطحين، هي من “غزة”. ومع ذلك، فهذا ما تمّ بالفعل طوال اثنتي عشرة ساعة على الأقل من بدء المرحلة البرية، أي حتى صباح الأحد الرابع من كانون الثاني (يناير.(
كانت فضيحة مشاهد الجيش المتقدِّم بسهولة تأتي تحت شريط توضيحي مكتوب عليه “غزة قبل قليل”. بمعنى آخر: اكتسح الإسرائيليون القطاع، وانهار كلّ شيء، و”تصبحون على خير”، كما يقول الموظف بصيغة اختلطت بها السخرية بالمرارة.
ما الذي يمكن قوله اليوم، بعد انقضاء أكثر من أسبوع على بدء المرحلة البرية الموعودة؟ ماذا لو أعادت “العربية” بثّ تلك المشاهد وكتبت فوقها “غزة قبل عشرة أيام”. يجيب الموظف على السؤال الذي طرحه بنفسه بالقول “ستكون تلك فضيحة، ومن حسن الحظ أنّ ذاكرة الإنسان ليستمصمّمة لتستذكر كلّ صغيرة وكبيرة، وإلاّ لكان وضعنا حرجاً أكثر مما نحن فيه الآن“.
المراسلون يخرجون عن صمتهم
يتابع الموظف “مراسلو “العربية” يقومون بأعمال جبّارة، يتعقبون الأحداث، يتفوقون أحياناً على مراسلي “الجزيرة” رغم عدم التكافؤ العددي. جهود مراسلينا تضيع لأنّ القناة لها سياستها الصارمة“.
ويضيف الموظف “يبدو الأمر باعثاً على التهكّم عندما تضطر مراسلتنا في غزة وعلى الهواء مباشرة إلى تكذيب ما تقوله القناة. ولك أن تتخيّل ما يعنيه ذلك!”.
يقصد الموظف بإشارته هذه، تعليقات المراسلة حنان المصري، التي أخذت لا تتردّد في تصويب بعض ما تورده المحطة التلفزيونية المثيرة للجدل من أنباء لا أصل لها. المشكلة الفنية تعود إلى غرفة الأخبار، لأولئك الجالسين في “الغاليري”، حيث تتم صياغة عبارات مضلِّلة، بل صارخة التضليل أحياناً، لتوضع إما ضمن شريط “العاجل”، أو شريط التوضيحات، والأمثلة عصيّة على الحصر.
أحد تلك الأمثلة ما شهده مساء الجمعة، التاسع من كانون الثاني (يناير)، عندما برز فجأة نبأ “عاجل”، على الطريقة التي تفضِّلها إدارة الأخبار بقناة “العربية”، أي طريقة “الصدمة والترويع”، التي توحي وكأنّ الاكتساح الإسرائيلي قادم، وتكشف ربما عن تمنّيات أكثر من كونها وقائع. يقول النبأ العاجل الذي ظهر فجأة، إنّ “الدبابات الإسرائيلية تتقدم باتجاه داخل غزة“.
يشرح الموظف “لو غادرنا الشاشة؛ ما الذي كان يجري في الواقع؟ كانت هناك أنباء عن تحرّكات تقوم بها آليات الجيش الإسرائيلي على تخوم قطاع غزة، في المناطق التي انتشرت فيها تلك الدبابات والآليات سابقاً، وربما محاولة تلك الآليات التقدّم نحو مساحات إضافية داخل القطاع“.
أخذت “العربية” تقول إنّ الدبابات “تتقدم باتجاه داخل غزة”. العبارة المفعمة بالتضليل، أخرجت المراسلة حنان المصري عن صمتها، بدت ساخطة عندما طالبت المسؤولين في غرفة الأخبار بالتعديل، أكّدت أنه نبأ “غير دقيق” و”مخالف للواقع”. الصحفية الواقعة في قلب الميدان تدركما تعنيه مثل هذه المزاعم “العاجلة”، ولذا سارعت إلى القول “هذا يتسبّب في إثارة هلع الناس هنا في غزة، علينا أن ننتبه إلى هذا“.
لم تبتعد المراسلة حنان المصري عن الواقع كثيراً، باستثناء أنّ قلّة من المشاهدين في القطاع يتذكّرون قناة “العربية”، إن تمكّنوا من متابعة التلفزة من أساسها بسبب انقطاعات التيار الكهربائي. الواقع الذي تقصده المراسلة، هو أنّ الشريط الأحمر الذي يقفز إلى الشاشة فجأة باسم “عاجل”، مؤهّل لأن يثير الفزع، إذا ما جاء بعبارة تبشِّر المشاهدين بأمنيات مسؤولي “العربية” بانهيار المقاومة (المسلّحين) وأنّ دبابات “الجيش الذي لا يُقهَر” باتت تنتظرهم على ناصية الشارع.
أزمة تتفاقم .. بالبثّ المباشر
مضت الليلة، والليلتان، والليالي الثلاث، ولم يتحقق ما بشّرت به “العربية” مشاهديها، فلا “الدبابات الإسرائيلية تقدّمت باتجاه داخل غزة”، ولا المهمّة اكتملت. لكنّ إدارة القناة المثيرة للجدل متمسِّكة بنهجها الحديدي في التعامل مع الموقف الميداني، وإضفاء أحكامها المسبقة على المشهد. لذا فهي لا تتوانى في منح الانطباعات بوجود إنجازات يحققها الجيش الإسرائيلي، وهكذا تلقفت يوم الأحد، الحادي عشر من كانون الثاني (يناير) بعناية، تصريحات حكومة أولمرت بأنها تحقق “انتصارات” في قطاع غزة.
مثال آخر من مساء الأحد، الحادي عشر من كانون الثاني (يناير). فشريط “عاجل” ظهر على شاشة “العربية” مرة أخرى ليتحدّث عن تقدّم للقوات الإسرائيلية نحو غزة. يتحدث المراسل زياد الحلبي من مكان قريب من شمال قطاع غزة، ثم يأتي دوْر المراسلة حنان المصري، التي تقف مباشرة تحت طائرات الاحتلال، لتؤكد من غزة أنّ ما يأتي عبر القناة من مزاعم “غير دقيق”، ولا صحّة لما تم إيراده. يثور سوء تفاهم بالبث الحيّ المباشر، بين المراسل والمراسلة ومقدم النشرة الإخبارية، كلّ يعقِّب على الآخر بطريقته. يضرب الجالسون في غرفة الأخبار كفّـاً بكفّ، تبدو تعبيرات الحنق هذه الليلة في ذروتها.
في الحقيقة، كان الأمر مجرّد سوء تفاهم. لم يقل المراسل الحلبي ما يستدعي الاستياء، لكنّ رداءة الصوت جعلت المراسلة المصري تحسب أنّ زميلها الواقف قرب حدود القطاع قد أدلى بمعلومات دفعت غرفة الأخبار و”الغاليري” لنشر المعلومة “العاجلة” التي تظهر أمامها على الشاشة.لكنّ المعلومة تم اختلاقها في مطبخ “العربية”، ولا دخل للمراسلين فيها من قريب أو من بعيد.
تلاعبات .. وإفراط في الانتقائية
حجم التلاعب في ما تبثّه “العربية” لا يقتصر على الانتقائية المفرطة في نوعية الأخبار، وضيوف البرامج، وما يجري التركيز عليه من التصريحات والأحاديث والمؤتمرات الصحافية. بل يأخذ التلاعب شكلاً صارخاً في بعض البرامج الوثائقية وغيرها من البرامج الدورية. تكفي هنا ملاحظة البرنامج المخصّص لاستعراض المقالات الصحافية المنشورة في وقت الحرب على غزة. لا يحتاج الأمر للمراهنة، فالقصاصات مكرّسة لتعزيز حرب القناة على غزة. لا تكفي الصواريخ والقذائف التي يمطر بها جيش الاحتلال أنحاء القطاع، فالقناة تشحذ سيوفها وخناجرها على طريقتها الخاصة، فيجري اقتناص المقالات والأعمدة المكرّسة لتشويه المقاومة، والتي تستأثر بالطبع بحركة “حماس” بصفة خاصة.
تحت القصف الحربي ثمة معادلة تقول: عليك أن تختار أن تكون في أحد مربّعين لا ثالث لهما، هذا الطرف أو ذاك. تختار “العربية” الوقوف ضد المقاومة، على طريقتها الخاصة، لكنها لا تقول بالطبع إنها مع العدوان، فهي لا ترى عدواناً في الأساس، ما تراه هو “هجوم”، و”اشتباكات“.
تستنفد القناة كلّ ما بوسعها للمضيّ بعيداً في هذا الاتجاه. وبالنسبة للبرنامج المخصّص لاقتباسات المقالات الصحفية يمكن توقّع ما سيأتي في اليوم التالي سلفاً: معلِّقون جميعهم حانقون على المقاومة، غاضبون على “حماس”، يذرفون دموع التماسيح على معاناة أهل غزة ودمائهم، ويطالبون عملياً بما يضغط باتجاهه ثلاثيّ الحرب: أولمرت، باراك، وليفني. اقتباسات “العربية” تمنح الأفضلية لكاتبي الأعمدة المقرّبين من القناة، وبعضهم يضع قدماً فيها وأخرى في مؤسسات صحفية تتناغم معها.
أمّا ضيوف البرامج، فثمة أولوية للحوارات المطوّلة مع أشخاص خارج المشهد. ليس المقصود سلام فياض مثلاً، أو نايف حواتمة الذي تحوّل إلى ضيف مفضّل بمجرّد مباركته المبادرة المصرية المدعومة فرنسياً والمُقرّة إسرائيلياً. بل ضيوف أكثر وطأة على المشاهدين، يجري استدعاؤهم في التوقيت الخاطئ تماماً.
بعد ظهر السبت، السابع والعشرين من كانون الأول (ديسمبر)، كان دويّ ضربة “الصدمة والترويع” المفترضة على قطاع غزة لا زال يتردّد بأصدائه في غرفة الأخبار بمقرّ “العربية”. جرى البحث عن ضيف نَسِيَه المشاهدون، ليخرج في لحظة قدّرت إدارة التحرير بأنها قد تكون حاسمة بالنسبة لقطاع غزة. هذه هي القصّة المختصرة لظهوره: محمد دحلان، القيادي الأمني السابق المتورِّط في ملفات يصعب حصرها، بحسب “فانيتي فير” على الأقل. لكن الإنصاف يقتضي الكشف عن الجانب الآخر من المشهد: فدحلان ذاته كان يسعى من جانبه، كان يشقّ القنوات إلى الإعلام، ولم يجد في البدء سوى “العربية” ليظهر عليها كمن يصعد على أشلاء غزة، متحدثاً دون التخلِّي عن ربطة عنقه المنتقاة بعناية لمثل هذا اليوم.
يشرح الموظف “كرّسنا أغلى ساعات البثّ لحوار مملّ مع ضيف كريه في عيون معظم المشاهدين، استضفنا دحلان في حوار مطوّل بينما كانت غزة تنزف الدم. كأننا نقول للمشاهدين: جئنا بالحاكم القادم لغزة على ظهر الدبابة الإسرائيلية، تخيّل بربِّك؟!”.
“الهجوم على غزة” .. وحرب الفيديو
للمصطلحات في “العربية” أهمية خاصة. ليس ذلك استثناء للقناة المثيرة لاستياء قطاعات عريضة من المشاهدين. فلكل قناة مصطلحاتها، لكنّ مصطلحات “العربية” تتفق مع اتجاهات التلاعب التي تستسيغها الإدارة.
من بين ما خرجت به القناة عنوانها العريض “الهجوم على غزة”. هو ليس عدواناً إذاً، وليست حرباً كذلك. “كلمة الهجوم تجعلك أمام ما يُشبِه أفلام الحركة (الأكشن)، فالبطل عندما يهجم تنظر للأمور من زاويته، وترجو لو أنّه سيحرز النصر، ولو كان شرساً. الهجوم يضع مدخل الأحداث من زاوية المهاجِم (بكسر الجيم) وليس المهاجَم (بفتحها). وهو يعطيك الانطباع بأنّ الاكتساح الإسرائيلي قادم، ولا يشعرك بالطبع بالمظلمة والمأساة والكارثة”، وفق ما يشرح الموظّف.
لا تبدو تقديرات الموظف الحانق معزولة عن سياقها. فهو يشرح الأمر من زاوية التأثير النفسي، “خذ على سبيل المثال الترجمة العملية لعنوان “الهجوم على غزة”، وكيف يضعك في خانة السوبرمان (الرجل الخارق) القائم بهذا الهجوم، أنت تتعامل مع المساحة التي أمامك والتي اسمهاقطاع غزة وكأنك في لعبة فيديو، تقوم بالضغط على الأزرار لتجد المناطق تتفجّر على الشاشة. هذا تماماً ما تفعله “العربية”، تأتي بالصور الدعائية الخرقاء التي يروِّجها الجيش الإسرائيلي، عن عملية استهداف قطاع غزة بالفيديو، وتنشرها العربية كلّ يوم. بالطبع عليك في لعبة الفيديو أن تأمل أن تصيب الهدف، وهكذا تستدعي الشعور ذاته في شاشة العربية: ها قد أصابت الهدف، ها هو يتفجّر. السؤال: أين المشهد الإنساني على الأرض؟! هل يساعد هذا الأسلوب المفضّل لدى القناة دون سواها من قنوات العرب على أي تعاطف مع الضحايا؟!”.
وفي سوق المصطلحات، تتمادى “العربية” في استدعاء المفردات الاستثنائية من قاموسها الخاص بالتحرير الإخباري. القنوات الأخرى تتحدّث عن نشاط المقاومة، فتتعدّد التعبيرات، مثل “المقاومة تتصدّى”، أو “المقاومة تخوض معارك”، أو “رجال المقاومة يشتبكون مع الجنود الإسرائيليين”، أو غير ذلك. لكنّ سياسة “العربية” تمنح الأولوية لوصف ذلك بمفردة “الاشتباكات“.
“المطلوب أن نقطع الطريق على تعاطف الجمهور العربي مع ما يجري، هي مجرد “اشتباكات”، بين طرفين متكافئيْن، فهما “يشتبكان” ..”، كما يقول. في هذا السياق يأتي الموظف على أمثلة أخرى، “كما قلت لك، لا يجوز لنا أن نتحدث عن شهداء، نحن نتحدث عن قتلى ولو كانوا أطفالاً رضّعاً أو أمهات حبالى. ليس مسموحاً أن تقول عن هؤلاء الضحايا إنهم شهداء، هذا محظور في “العربية”، ولن تعثر ببساطة على كلمة شهيد سوى ما جاء على هيئة زلاّت ألسن المراسلين“.
مَشاهِد ثمينة .. إلى سلّة المهملات!
يؤكِّد الموظف الحانق “لك أن تتخيّل حجم التقارير والمشاهد التي تمتنع القناة عن بثها. مشاهد يبعث بها المراسلون المعتمدون، وينتهي بها المطاف إلى هذا الأرشيف أو ذاك، أي لنقل: سلّة المُهملات عملياً. ليس مطلوباً ما يرفع الروح المعنوية، بل العكس إن توفّر. هذا أصبح معروفاً، ولذا فالمراسل أو المراسلة يمارس رقابة ذاتية ابتداءً، ورغم ذلك فعليه أن يتوقع التعامل مع المَشاهِد التي يبعث بها حسب معايير القصّ والتعليق التي تجري في المركز. ولك أن تتخيّل المفاجآت“.
ويضيف الموظف “ما هو الحدث الذي يحرِّك الناس اليوم؟ غزة. ما هو الحدث الذي يحرِّك الجماهير في الشوارع؟ غزة. لكنّ القناة لم تكن تفضِّل على مدى أيام متعاقبة تغطية المظاهرات. لا تريد القناة تصوير الغضب الذي يتصاعد في كل مكان. بل في الأيام الأولى من الحرب كان يجري بثّ برامج وثائقية عن الأعاصير والكوارث الطبيعية وغير ذلك، مع تجاهل الإعصار الجاري في غزة، والكارثة المستمرّة هناك. الرسالة واضحة من تجاهل المشاهد المأساوية للفلسطينيين في غزة، فهو كما نقول No comment is a comment (اللاتعليق هو تعليق) فالتجاهل الذي حاولتالقناة أن تحافظ عليه في الأيام الثلاثة الأولى كان يحاول أن يصرف أنظار المشاهدين عن غزة، وإشعارهم أنّ الأمر ليس على تلك الدرجة من الأهمية التي تستدعي الغضب. لكنّ الواقع فرض نفسه في نهاية المطاف، واضطرت القناة للتراجع، رغم أنها مشغولة بشكل زائد بأسواق المالوأخبار كأس الخليج في مسقط. نحن نخسر المشاهدين بهذه الطريقة، وطبعاً نكسب اللعنات، مزيداً من اللعنات“.
تراجع القناة اتضح من خلال إبراز تقرير يومي عن المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، لكنّ هذا لا اعتراض جوهرياً عليه بالنسبة للإدارة. فالمطلوب إظهار الألم كنتيجة مباشرة أو غير مباشرة لمشروع المقاومة. لكن ليس مطلوباً لفت الانتباه إلى صمود هؤلاء المتألمين في قطاع غزة، وثباتهم، وما يقولونه من عبارات الصبر والاحتساب وتوعّد الاحتلال.
التراجع الآخر بدا في انهيار “فيتو” القناة على تغطية المظاهرات الساخطة على المجازر، لكنها تقوم بانتقاء الساحة التي تجري فيها المظاهرات بموجب حساباتها الخاصة، وتقوم كذلك بالتركيز على جزئيات معيّنة مما يجري في ميادين التظاهر. والأهمّ أنّ تقارير المظاهرات لا تنقل للمشاهد حرارة الغضب الذي يشتمل عليه فعل التظاهر، فيجري التنقل السريع بين المشاهد كي تصل رسالة مبتورة. وغالباً ما يتم تغييب صوت المظاهرة وصخبها، عبر تدخّل مقدم النشرة الإخبارية بصوته من الاستوديو، دون أن يكون ذلك أمراً عابراً.
نكتة سمجة
يقول الموظف “كل الزميلات والزملاء سمعوا بالنكتة السمجة، بأنهم يعملون في قناة “العبرية”. أصبحت تلك متداولة في أوساطنا الاجتماعية، وعليك إما أن تضحك عليها أو أن تدفع الاتهام عن نفسك. هي نكتة تظهر بين الحين والآخر، خاصة في حرب 2006 (حرب تموز على لبنان)، وهي الآن تعود مع أحداث غزة“.
لكن هل يتفق الموظف مع وصف “العبرية” أم يختلف؟ لم يحسم أمره في الحقيقة. “انظر معي، المسألة صعبة، يصعب القول إنها عربية أو عبرية، كان عليها على الأقل أن تكون محايدة، موضوعية، غير منحازة، تعرض الحقائق بلا تلاعب. لكن لدينا حقائق تثير السخط والغضب، ولا أبالغ فيذلك. الإعلام الإسرائيلي يقول إنّ الحرب تستهدف “حماس”، والقناة تقول مثل ذلك. الإعلام الإسرائيلي يقول عن المقاومة “مسلحي حماس”، ونحن لا نجرؤ على القول إنهم مقاومون، بل مسلّحون، مجرّد مسلحين، أي لا لون لهم ولا طعم“.
ويضيف “الذي يقوم بالسطو على متجر هو مسلّح، والذي يرتكب جريمة قتل هو مسلّح أيضاً، أفهِمت؟!. لذا فمن ذا الذي يتعاطف مع مجرّد مسلّحين؟!. هذا هو المغزى. لكن الفارق مهمّ أيضاً، ففي “العربية” أناس لديهم كفاءة ويحرصون على المهنية، وبالطبع لن يقبلوا بالعمل مع قناةإسرائيلية، حتى لو نطقت باللغة العربية، وهذا فارق مهم، أي أنّ الموظفين يشعرون في النهاية أنهم يعملون مع قناة عربية، وهم معذورون بدرجة ما، ويحاول بعضهم مقاومة التعليمات“.
يتحدّث الموظف عن جانب آخر يسترعي عنايته، ويثير ريبته، “نحن نلاحظ أنّ بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية تستحسن على ما يبدو بعض ما نقدِّمه للمشاهدين، فيتمّ الاقتباس عنّا، ليس من النادر أن تجدهم في الإعلام الإسرائيلي يقولون “العربية قالت”، و”العربية كشفت”، و”العربية بثّت”، وكلّها تقارير تنال من المقاومة و”حماس”، كأنهم ببساطة يَرَوْن في ما نفعل خدماتٍ مباشرة أو غير مباشرة للدعاية الإسرائيلية. هناك نقطة يلتقون فيها مع “العربية”، أو بالأصح تلتقي هي معهم فيها. لا أستطيع إنكار ذلك“.
مع ذلك؛ يخلص الموظف إلى القول “المشكلة ليست في المراسل أو الموظف، أو مقدم البرنامج المغلوب على أمره، بل بعضنا يعاني وبعضنا مكبوت وبعضنا يندب حظّه، وإن استحسن زملاء آخرون هذا الحال، وانساقوا معه وأبدعوا حقاً في المسار المحدّد. المشكلة تبقى في الجالسين في المكاتب العلوية، في التعليمات، أي في المؤسسة باختصار، هل تفهَم؟!”.
)المصدر: موقع المركز الفلسطيني للإعلام بتاريخ 12 جانفي 2009(
الرابطhttp://www.palestine-info.info :
عودة إحياء فكرة الأردن كدولة فلسطينية
نشر حركة القوميين العرب
الحرب على غزّة: شظايا تأمّلات [1/2]
أطفال غزّة
بسم اللّه قاسم الجبّارين وناصر المستضعفين هذه قصيدة مطوّلة إلى أبناء غزّة الأباسل الحيّ منهم في الحياة الدّنيا والحيّ منهم في الآخرة قسمتها إلى أجزاء وهذا جزؤها الأوّل الجزء الأوّل (1) يا طفل غزّة تحت نار الجـــــــــاني وشهيد حرب في هوى الأوطــــــــــان اختارك الرّحمـــــان من بين الورى حتّى تكون نموذج الصّبيــــــــــــــــان اخترت موتك يا لها من ميتــــــــــة يشتاقها الأبطال في الميـــــــــــــــــدان قتلوك غدرا بالقنـــــــــــــابل ويلهم منّا ومن إخوانك الشّجعـــــــــــــــــــان ومنازل مُلئت صغــــــــارا هدّموها إنّهم شرّ من الشّيطـــــــــــــــــــــــــان يا أمّــــه لا تبكـــــــه فصغــــــيرك بجوار خير الخلق والأكــــــــــــــــوان يــا أمّـــــه لا تحسبــــــــــيه بميّت بل إنّه بضيافة الرّحمـــــــــــــــــــــان لا غسل لا تكفين لا حتّى الصّـــــلا فدماؤه تكفيه للغفــــــــــــــــــــــــران لا دود ينهش جسمه لا تربــــــــة إذ جسمه من حرمة الأبـــــــــــــــدان فشهـيـدنا بـالـقـلـب حـيّ لـم يـمـت روح ترفرف في سمـــــــا الأوطـــــان يــا أمّــه لا تـبـكــه بــل زغـــردي غــنّـي عــلـيـه بــالـدّمــوع أغـــــــاني من أجلها قدّمت روحـــــك يا فتى وحملت نعشا زاهيَ الألـــــــــــــــوان ………. الأخضر الوسلاتي باريس – جانفي 2009 الحرب على غزّة
ندوة ” الاجتهاد وحقوق الإنسان والديمقراطية “
مزيد من التفاصيل على موقع المعهد العربي لحقوق الإنسان www.iadh-aihr.org media@iadh-aihr.org
أخي المواطن،هل أنت خالص-في غياب الخدمات البلدية
وتراكم التجاوزات يتحتم حل المجلس البلدي بقصرهلال؟؟؟
الانتخابات الرئاسية:
التكتل الديمقراطي يعلن نيته الترشح للاستحقاق القادم.. وأمينه العام يعتبر نفسه «المرشح الممكن» للحزب
تونس – الصباح
تدور صلب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، مناقشات معمقة منذ عدة أسابيع حول الانتخابات الرئاسية المقلبة المقررة في نوفمبر من العام الجاري.. مضمون هذه المناقشات يتركز بالخصوص على إمكانية ترشيح الأمين العام للحزب، السيد مصطفى بن جعفر للانتخابات الرئاسية، ليكون بذلك خامس مرشح للاستحقاق الرئاسي القادم..
ويجري الاعتقاد صلب المراقبين والمتابعين للشأن السياسي في البلاد، على أن القانون الاستثنائي الذي أصدرته الحكومة في الآونة الأخيرة، والذي ضبطت من خلاله شروط الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، لا يخوّل للسيد بن جعفر تقديم ترشحه، باعتبار أن هذا القانون ينص على “أنّه يجوز للمسؤول الأوّل عن كل حزب أن يترشح للانتخابات بشرط أن يكون منتخبا لتلك المسؤولية، وأن يكون يوم تقديم ترشحه مباشرا لها لمدّة لا تقلّ عن سنتين متتاليتين”، الأمر الذي يعني ـ أو هكذا فهم من قبل الملاحظين ـ بأن الأمين العام للتكتل “خارج دائرة الاستحقاق الانتخابي”، على اعتبار أن الحزب لم يعقد مؤتمره الأول، وبالتالي فإن السيد مصطفى بن جعفر “ليس منتخبا”، وحتى إذا ما التأم مؤتمر الحزب خلال الأسابيع القليلة القادمة، واختار بن جعفر أمينا عاما له مجددا، فإن شرط مباشرة المسؤولية على رأس الحزب لمدّة لا تقلّ عن سنتين متتاليتين، لا تتوفر فيه، بما يجعل هذا الترشح “مختلا” وفق بعض القراءات للنص القانوني المنظّم للترشحات للانتخابات الرئاسية..
الإعلان / المفاجأة
غير أن الموقف الذي أعلنه التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات خلال الفترة القليلة الماضية، بنيّته ترشيح بن جعفر للانتخابات الرئاسية، شكّل “مفاجأة” لعديد الأطراف ممن كانت تعتقد أن الرجل غير معني بالانتخابات الرئاسية المقبلة، وفقا لمنطوق النص القانوني الاستثنائي المنظّم للترشحات الرئاسية..
ولعل ما زاد في “جدّية” هذا الإعلان، تلك التصريحات الصحفية والحوارات التي أدلى بها السيد بن جعفر لأكثر من منبر إعلامي، مؤكدا من خلالها أنه “المرشح الممكن” لانتخابات 2009″، على حدّ تعبيره..
وقال الأمين العام للتكتل في هذا السياق في تصريح لـ “الصباح”، “أن القانون الذي أصدرته الحكومة وصادق عليه مجلس النواب، يصرّح بضرورة أن يكون المرشح للرئاسية، منتخبا، وأنا أمين عام منتخب”.. قبل أن يضيف : “مناضلو التكتل الديمقراطي انتخبوني على رأس الحزب، فلست معيّنا، وهو ما يسمح لي بإعلان ترشحي لانتخابات 2009 الرئاسية بشكل قانوني“..
ولئن تعكس هذه التصريحات، وجهة نظر جديدة للحزب، مضمونها أن الأمين العام الحالي للتكتل، مؤهل من الناحية القانونية ـ باعتباره وفق قراءة الحزب ـ منتخبا من القيادة الحالية للتكتل عند تأسيسه، فإن ذلك أعاد للنقاش صيغة النص القانوني الذي أصدرته الحكومة..
فالتنصيص على ضرورة أن يكون الأمين العام للحزب منتخبا، لم يوضح الطريقة التي تم بها الانتخاب، هل هي عبر مؤتمر انتخابي، أم من خلال جلسة تأسيسية، أم عبر اجتماع يضم قيادة الحزب ويتخذ في أعقابه قرار بترشيح هذا الاسم أو ذاك للأمانة العامة؟
ويبدو أن التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، حرص على الاستفادة مما يعتبره “غموضا يكتنف النص القانوني”، على حدّ تعبير السيد مصطفى بن جعفر، واستثماره بالتالي من أجل “جعل ترشحه ممكنا”، على الرغم مما يبدو ـ ظاهريا على الأقل ـ من خلال النص القانوني المحددللترشحات، بأنه لا يجوز للأمين العام للتكتل تقديم ترشحه، ومعنى ذلك أنه غير معني بالانتخابات الرئاسية القادمة..
قراءة مختلفة..
ولا شك في أن هذه المقاربة أو القراءة الجديدة للنص القانوني، ستوفر هامشا قانونيا وسياسيا للتكتل الديمقراطي للتحرك السياسي من أجل “جعل ترشحه ممكنا” كما يقول..
وعلى أية حال، فإن قرار الترشح من عدمه، دخل منذ فترة غير بعيدة قيد النقاش صلب الحزب، في انتظار أن يتبلور بصورة أوضح في غضون الأسابيع القليلة القادمة خلال المؤتمر الأول للحزب (المزمع تنظيمه في غضون الثلاثية الأولى من العام الجاري)، وهو المؤتمر الذي تعود إليهمشروعية القرار لوحده، خصوصا وأن الحزب لا يرغب في “الترشح من أجل الترشح”، كما يقول أمينه العام، وإنما يريد أن يجعل من هذا القرار “جزءا من إمكانية متاحة” بشكل أوسع لدى بعض الأحزاب من خارج الموالاة، لكي تدخل الانتخابات الرئاسية المقبلة، في إطار أجندة سياسيةتستهدف ما يسميه بن جعفر بـ”تغيير قواعد اللعبة”، أي “تغيير الظروف التي ستجري فيها العملية الانتخابية”، على حدّ قوله..
فهل يكون السيد بن جعفر المرشح الخامس للانتخابات الرئاسية القادمة، بما يجعل السياق الانتخابي مختلفا عن المشهد الراهن المتوقع، أم يكون الأمر مجرد قراءة قانونية وسياسية لنص قانوني غير قابلة للترجمة العملية لاحقا؟
الجدير بالذكر، أن ثلاثة زعماء من أحزاب المعارضة، أعلنوا ترشحهم القانوني للانتخابات الرئاسية القادمة وهم على التوالي، السادة: محمد بوشيحة، الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية، وأحمد الإينوبلي، الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الوحدوي، وأحمد إبراهيم، الأمين الأول لحركة التجديد، فيما أعلن كل من حركة الديمقراطيين الاشتراكيين والحزب الاجتماعي التحرري وحزب الخضر للتقدم، مساندتهم لمرشح التجمع الدستوري الديمقراطي، الرئيس زين العابدين بن علي..
صالح عطية
)المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 جانفي 2009(
رئيس الدولة يستقبل المبعوث الخاص للرئيس الايراني
قرطاج (وات) كانت العلاقات التونسية الايرانية وما يتعرض اليه الشعـــب الفلسطينـــي في غــــزة من مآس محـور استقبــــال الرئيس زين العابدين بن علي صباح أمس الاثنين للسيد محمد رضا رحيمي نائب رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية للشؤون القانونية والبرلمانية والمبعوث
الخاص للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى سيادة الرئيس.
وادلى المبعوث الخاص الايراني بتصريح اشاد فيه بمواقف الرئيس زين العابدين بن علي ازاء ما يحصل من اعتداءات اسرائيلية مثمنا عاليا دعمه للشعب الفلسطيني.
كما نوه بموقف سيادة الرئيس ورؤاه بخصوص تطوير العلاقات التونسية الايرانية مثنيا على مواقف البلدين.
واكد ضرورة اتخاذ مثل هذه المواقف الداعمة للشعب الفلسطيني بما يتماشى وارادة الامة الاسلامية والتحرك العاجل والسريع لوضع حد لما يجري في قطاع غزة من عدوان ترفضه الامتان الاسلامية والعربية.
وعلى صعيد اخر عبر السيد محمد رضا رحيمي عن أمل بلاده في ان تحقق العلاقات التونسية الايرانية تطورا هاما خاصة من خلال تبادل الزيارات بين الرئيس زين العابدين بن علي والرئيس محمود احمدي نجاد مؤكدا تطلع ايران قيادة وشعبا لزيارة سيادة الرئيس اليها ومتوجها بالتحيةوالاكبار من الحكومة والشعب الايراني الى الحكومة والشعب التونسي.
وجرى اللقاء بحضور وزير الدولة المستشار الخاص لدى رئيس الجمهورية الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية وسفير ايران بتونس.
)المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 جانفي 2009(
العجز التجاري لتونس يقفز 31 % خلال 2008
تونس (رويترز) – أظهرت احصائيات رسمية يوم الثلاثاء أن عجز الميزان التجاري لتونس ارتفع خلال عام 2008 بنسبة 31 بالمئة الى نحو 6.60 مليار دينار (4.96 مليار دولار) مقارنة بنحو 5.02 مليار دينار في العام الذي سبقه بسبب ارتفاع أسعار النفط وتباطؤ نمو صادرات النسيج.
وساهم قطاع الطاقة في ارتفاع الواردات الاجمالية للبلاد بنسبة 24 بالمئة لتبلغ 30.23 مليار دينار خلال العام بينما نمت الصادرات بنسبة 22 بالمئة الى 23.63 مليار دينار لارتفاع الصادرات الزراعية.
وتستورد تونس الواقعة بين ليبيا والجزائر عضوي اوبك أغلب حاجياتها من الطاقة وزادت الواردات هذا العام بنسبة 64 بالمئة الى 4.91 مليار دينار.
وارتفعت صادرات النسيج والملابس وهي احد ركائز الصادرات التونسية بنسبة لم تتعد 0.4 بالمئة لتبلغ العام الماضي 6.09 مليار دينار بسبب المنافسة الاسيوية الشرسة.
وقدرت الصادرات الزراعية لتونس بنحو 2.15 مليار دينار مقارنة بنحو 1.88 مليار دينار في العام الذي سبقه.
وتمثل الصادرات التونسية وهي المحرك الاساسي للنمو الاقتصادي في البلاد نحو 45 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي لتونس.
)المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 13 جانفي 2009(
وثّقتها مكتبة الإسكندرية في كتاب ضمن «ذاكرة مصر»
جريدة نادرة لبيرم التونسي تجسد معاناته في المنفى و«نزقه الفني»
الإسكندرية –داليا عاصم
فصول من مساخر وأزجال ونوادر وقصص شاعر العامية الشهير بيرم التونسي، التي عبر عنها على صفحات جريدته الرائدة «الشباب»، يلقي الضوء عليها الباحث أشرف أبو اليزيد في كتاب صدر حديثا عن مكتبة الإسكندرية، ضمن سلسلة إصدارات (ذاكرة مصر المعاصرة.(
ويدرس الكتاب عبر صفحاته الـ 224 وفصوله الأحد عشر، أعمال بيرم المنشورة في الجريدة منذ عددها الأول، حتى العدد العشرين، وآخر عدد صدر منها. ويستعرض في الفصل الأول الإطار الذي صدرت أثناءه جريدة «الشباب» قبل سبعين سنة، متطرقا إلى لمحات من حياة التونسي وسيرته الذاتية، مشيرا إلى أنه «لم يدع بابا» للفن إلا وطرقه، فقدم المقامة الهزلية، مضيفا لمسته المتقنة إلى الفن الذي ابتكره الهمذاني.. وكان فن الصحيفة الهزلية لدى التونسي صورة من نبوغه الشعري، لأنه أتاح له أن يكتب ويسخر، ويزجل فينهر، ويشعر فيفخر، وينثر فيهزر.
أصدر بيرم بعد استقراره في منفاه بتونس، يوم الخميس 29 أكتوبر عام 1936 العدد الأول من جريدة «الشباب»، وكانت الجريدة بحجم التابلويد، يتصدرها الشعار بخط نسخ صاف، وتحته تصطف أربع كلمات تعبر عن مضمون المجلة «تصدر ضاحكة عابثة مازحة»، وإلى اليسار، الاسم بالحروف الفرنسية. وظلت أعداد الشباب تتتابع، حتى صدر عددها الأخير في مارس عام 1937.
يشير أبو اليزيد إلى أن أبواب مجلة «الشباب» يمكن أن تصنف في 22 عنوانا رئيسيا، منها: الكاريكاتير، والرسوم الساخرة، والإعلانات المختلفة، والقصص والأزجال والأشعار المعارضة، والأخبار والافتتاحيات المناهضة، والاستفتاءات والبريد. ومن الجلي أن «الشباب» كرست جل صفحاتها للشأن التونسي، الداخلي والخارجي، ولكن سنقرأ بين حين وآخر معالجة مصرية، وشامية، مثلما سنطالع محطات جزائرية ومغربية.
في الفصل الثاني، يوضح أبو اليزيد أن بيرم كان يستعيد بقلمه الساخر وحسه الساحر، ذكرياته في فرنسا، وبالتحديد في مدينة مرسيليا، حيث عاش في منفاه. وقد وردت هذه الذكريات فيما أسماه «مذكرات المنفى» وكانت بضع مئات من الكلمات، أو صفحة واحدة من حجم الجريدة، وقد جمعهذه الذكريات، في كتاب محدود، ناشر تونسي، مجهول، متقصيا مصادرها في «الشباب» وغيرها.
ويذكر أبو اليزيد أن ما كتبه التونسي من ذكريات جاء بعد سنوات من الإقامة في وطنه الثاني تونس، ولذلك فقد هدأت نبرة الإعجاب بالغرب، لتعلو مكانها رؤية تأملية، تبين قسوة الغربة على العربي، خاصة في المنفى، وإن لم تخل الفصول من إعجاب خاص بالمرأة الفرنسية عامة، والمارسيلية خاصة، لجرأتها وجمالها في آن واحد. وتتضمن مذكرات المنفى فصولا، منها: «الدرجة الرابعة، ومرسيليا، وأجْوع المواقف، وعمل خفيف، وأول يوم في باريس، وعن النساء، وكنائس مرسيليا، وأعياد فرنسية، وأجانب في مرسيليا».
ويضم الجزء الثالث من الدراسة بعضا من افتتاحيات «الشباب»، ملحقا بملاحظات ختامية حول الافتتاحيات التي كانت تعد ركنا أساسيا في الجريدة، حيث غطت الافتتاحيات موضوعات متنوعة، سياسية ودينية وفنية واجتماعية. ويتعرض الجزء الرابع «بيرم التونسي قاصا» إلى قصص الجريدةالتي كانت تأتي باسم «قصة الأسبوع»، وقد كانت تنم عن معرفة جمة بالحياة التونسية، وهي معرفة استقاها بيرم بعين الباحث الناقد، والشاعر اللماح. ويستطيع القارئ أن يتلمسها بين السطور، حتى في أبسط المفردات. وقد اختار أبو اليزيد نموذجين من الأدب السردي، ليعبرا عن موضوعات بيرم في قصصه، وتنوع أشكالها فنيا، حيث اختار أن يكتب إحدى قصصه على شكل حوار تمثيلي، في رواية – مسرحية – من أربعة فصول.
وفي الجزء الخامس «مقامات التونسي» يستعرض المؤلف أبطال مقامات التونسي وشخصياته المتجددة، وفي الفصل السادس «رسوم الشباب» يضع المؤلف بين يدي القارئ بعض الرسوم التي صاحبت أبواب الشباب، ومنها: رسوم صغيرة «موتيفات»، أو رسوم كاريكاتيرية، رسوم قائمة بذاتها، رسوم شارحة، رسوم الأعلام، الرسوم الأجنبية، والصور المنقولة عن أكليشيهات. ومن الغريب أن معظم الرسوم جاءت غفلا من التوقيع.
أما الجزء السابع «من القراء وإليهم»، فيقتطف بعضا من أسئلة القراء، موضحا كيفية الإجابة عنها في أعداد الجريدة. ويعرض الجزء الثامن «الأبطال بالريشة والقلم»، وفيه قدم بيرم أبطاله كضحايا قلمه إن انتقدهم، وتاجا له إن امتدحهم.
وفي الجزء التاسع «أبناء وبنات الفن»، يذكر أبو اليزيد أن هذا الباب قد ظهر من العدد الأول، لكن بيرم لم يكن يقتصر على ذكر (آل) الفن ضمن هذه الزاوية وحسب، بل انتقل للحديث عنهم فرادى، وتحت عناوين أخرى مستقلة، ولذلك يكاد ما كتبه في هذا الشأن الفني يمثل كتابا قائما بذاته.
ويضم الجزء العاشر في هذه الدراسة أزجال بيرم في جريدة الشباب، فقد كان من المعروف عن بيرم التونسي أنه نادرا ما كان يفسح الصفحات لشعر غير الذي ينظمه، أو زجل غير الذي يكتبه.
وفي الفصل الأخير، خصص الباحث هذا الجزء للبحث والتمحيص في لغة الإعلانات الدعائية للمجلة، حيث تُقرأ أحوال الأمة من إعلاناتها، وهي من ـ وجهة نظر المؤلف ـ لا تخرج عن نسقين، إعلانات حقيقية عن منتجات وأحداث حقيقية، أو الإعلانات الموضوعة التي تدخل في باب السخرية.
)المصدر: صحيفة “الشرق الأوسط” (يومية – لندن) الصادرة يوم 13 جانفي 2009(
«تونس 7» و«حنبعل»: برامج متشابهة وجمهور واحد
تونس –صالح سويسي
تبدو المنافسة على أشدها في المشهد التلفزيوني التونسي بين قناة «تونس 7» الرسمية وقناة «حنبعل» الخاصة، اللتين تسيران على النهج ذاته، ما طرح علامات استفهام حول مضمون كل قناة، خصوصاً انهما تتشابهان الى حد التطابق. وقد عزز هذا الشعور انتقال مقدم البرامج علاء الشابي من «حنبعل» إلى «تونس 7» ببرنامج لا يختلف عن برنامج «المسامح كريم» الذي كان يقدمه على القناة الخاصة.
البرنامج الجديد بعنوان «عندي ما نقولك»، وهو لا يبتعد كثيراً عن صيغة برنامج «افتح قلبك» الذي قدمه النجم اللبناني جورج قرداحي، إذ يعتمد على دعوة ضيف للإفصاح له باعتراف مهم (طلب المغفرة عن خطأ ما، أو اعتراف بالحب…)، بشرط الا يكون على علم بهوية الشخص الذي يرغب في التحدث معه او سبب دعوته. وأثناء الحلقة تفصل بين الطرفين ستارة لا يمكن فتحها إلا عندما يقبل الضيف الخوض مع مضيفه في محتوى الاعتراف.
برنامج آخر تقترحه قناة «تونس 7» يبدو مشابهاً لأحد برامج قناة «حنبعل» بعنوان «الحق معاك»، وهو برنامج اجتماعي يقدمه معز بن غربية الذي انتقل هو الآخر من «حنبعل» بعدما كان يقدم برنامجاً رياضياً ناجحاً. يقوم البرنامج الجديد على تنازع بين طرفين حول مسألة قانونيةمعينة. وتستهل الحلقة بريبورتاج يوضح ملابسات النزاع ويقدم في شكل واضح الأطراف الذين قد يضطرهم الأمر إلى اعتماد كاميرا خفية لانتزاع اعترافات أو تصريحات أو تسجيل مواقف إزاء كل المعلومات والوثائق والوقائع التي تدين الطرف المقابل. فيما يحاول هذا الأخير إثبات حسن نيته بكل الوسائل، وفي مرحلة ثانية يحاول المقدم الاتصال بالطرف المعني، إما عبر الهاتف أو بحضوره مباشرة للأستوديو بهدف الدخول في مفاوضات غايتها حل النزاع بطريقة سلمية. ويشارك في البرنامج فريق من الاختصاصيين في مجال القانون وعلم الاجتماع وعلم النفس ليكونواسنداً للضيف لتبسيط الوقائع وتقريب المصطلحات من المشاهد من خلال اكتسابه ثقافة قانونية. اما برنامج «حنبعل» فتقدمه إيمان بحرون بعنوان «عن حسن نية»، وهو يعتمد الأسلوب ذاته الذي يعتمده برنامج «تونس 7». وهنا يبدو واضحاً أنّ التنافس دفع القناتين الى استنساخ البرامج ذاتها، خصوصاً أنّ شركات سبر الآراء عادة ما تبيّن أن «حنبعل» تسبق «تونس 7» بنقاط. وفي المقابل تقترح «تونس 7» على مشاهديها برامج أخرى جديدة وطريفة منها برنامج «سبوعي شو» الذي يقدمه الممثل سفيان الشعري الذي اكتسب شهرة كبيرة من خلال دور «سبوعي» في سيت كوم «شوفلي حل».
ويقوم البرنامج على لوحات غنائية واستعراضية أبطالها أطفال تتراوح أعمارهم بين 6 و10 سنوات، يجسدون من خلالها وانطلاقاً من عالمهم الخاص، أغاني على طريقة «بلاي باك» لنجوم تونسيين أو مشارقة أو عالميين في نسخ استعراضية مصغرة للأعمال الأصلية. ويتنافس كل متسابق لنيل إعجاب الجمهور، خصوصاً لجنة التحكيم التي تضم في كل حلقة أعضاء ثابتين وضيف شرف من نجوم الفن. وهذا البرنامج يشبه أيضاً إلى حد كبير برنامجاً آخر على «حنبعل» عنوانه «ستار صغار» من تقديم عمّي أضوان. يذكر أن كلّ هذه البرامج، إضافة إلى برنامج «أحنا هكّا» في موسمه الثاني، من إنتاج «كاكتوس» التي يديرها المذيع التونسي سامي الفهري، وهي الشركة التي قدمت للتلفزيون التونسي أضخم برامج الألعاب في تاريخه.
)المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 جانفي 2009(
لجنة حماية الصحفيين تحث اوباما على اعادة مكانة الولايات المتحدة كنموذج لحرية الصحافة
الفريق الانتقالي الرئاسي
واشنطن العاصمة، 12 كانون الثاني/ يناير 2009
سيادة الرئيس المنتخب أوباما:
أكتب إليكم بصفتي رئيس مجلس أدارة لجنة حماية الصحفيين مناشدا تدخلكم القيادي في إعادة التأكيد على دور أمريكا كمدافع قوي عن حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم. فالصحفيون الذين يعرضون حياتهم وحريتهم للخطر في كثير من البلدان ، بينما يتمسكون بقيم حرية التعبير ينتظرون من الولايات المتحدة تقديمها الدعم لتلك القيم.
إن تأكيدنا على مسئوليتنا الأخلاقية يوجب علينا أولا أن نرتب بيتنا من الداخل. ومن ثم فإنني أحثكم على أن تعطوا الأولوية لوضع حد لما يمارسه الجيش الامريكي من احتجاز مفتوح للصحفيين والعاملين في مجال الإعلام ، وأن يتم إجراء تحقيق شامل في مقتل العديد من الصحفنبنيران القوات الامريكية.
لقد أساء احتجاز الصحفيين دون محاكمة إلى مكانة الولايات المتحدة في العالم، وربما يكون قد أسهم في إجمالي الزيادة في عدد الصحفيين المحتجزين حول العالم، إذ يشجع العديد من الحكام المستبدين الذين يبحثون عن ذريعة أو مبرر لإلقاء الصحافيين الذين ينتقدونهم في الن.
إن عددا من حلفاء الولايات المتحدة وأصدقائها المقربين ، مثل أذربيجان ، ومصر ، وأثيوبيا ، والمغرب ، وباكستان هي من بين أكثر 10 بلدان في العالم تدهورت فيها حرية الصحافة بشكل حاد ، وفقا لبحث أجرته لجنة حماية الصحفيين. بينما دول أخرى مثل تونس هي من بين أكثرلبلدان حول العالم في فرض الرقابة على الأنباء.
وكما قال السناتور ريتشارد لوغار مؤخرا “إن النموذج الذي نضعه لحرية الصحافة في هذا البلد هو بمثابة منارة هامة تسترشد بها الدول الأخرى في مسعاها للتحول عن أشكال الحكم الاستبدادي“.
أو ، كما أشار زميلكم السابق في مجلس الشيوخ عن ولاية إيلينوي “ريتشارد دربين” قائلا مؤخرا إن “أمريكا عبر تاريخها الطويل لطالما كانت المدافع القوي ومصدر الأمل في جميع أنحاء العالم لمن يعانون من انتهاكات حقوق الإنسان، سواء أولئك المحاصرين في سجون الحكام التاتوريين، أو من يحاربون من أجل حرية الصحافة و الحريات السياسية، أو أولئك الذين يقفون بشجاعة ضد الطغيان و الظلم.” واستطرد السناتور دربين قائلا: ” بكل أسف ، أخشى أن قدرا من هذه الريادة ، وهذا الإلهام ، وهذا الأمل الأمريكي تم فقدانه في السنوات الأخيرة.
هذا الأمل لا يزال يتم تقويضه من جراء استمرار الجيش الامريكي في احتجاز الصحفيين. هناك أربعة عشر صحفيا تم احتجازهم لفترات طويلة من دون مراعاة للأصول القانونية في العراق وافغانستان وغوانتانامو. وثمة صحافي واحد لا يزال وراء القضبان. إبراهيم جسام ، هو مصور يعمل مع وكالة رويترز ، تم اعتقاله في 2 أيلول / سبتمبر من قبل القوات الامريكية في بغداد. وفي 30 تشرين الثاني / نوفمبر قضت المحكمة الجنائية المركزية العراقية بأن ليس ثمة دليل على إدانة جسام، ومن ثم أمرت الجيش الامريكي بإطلاق سراحه. ولكن الرائد بالجيش اليركيإريك لارسن أخبر لجنة حماية الصحفيين في كانون الأول / ديسمبر أنه على الرغم من الحكم الصادر عن المحكمة العراقية فإنه يمكن أن يستمر احتجاز جسام إذا ما كان يمثل تهديدا أمنيا. وقال لارسن أن سيتم إعادة النظر في القضية أمام هيئة عسكرية ، وهو ما قد يستغنحو 60يوما.
وتشمل قائمة الصحفيين الآخرين الذين تم احتجازهم دون محاكمة من قبل الجيش الأمريكي كلا من :
بلال حسين ، المصور العراقي ، الذي كان ضمن فريق وكالة أسوشيتد برس والفائز بجائزة بوليتزر عام 2005. تم اعتقاله عام 2006 ، وبقي رهن الاحتجاز لمدة عامين دون توجيه أية تهمة إليه. وفي تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، منحت لجنة حماية الصحفيين حسين جائزة حرية اافةالدولية.
أحمد جافيد ، وهو منتج ميداني أفغاني يعمل مع محطة CTV الكندية، اعتقل في 2007 في قاعدة جوية تابعة لحلف شمال الأطلسي بالقرب من قندهار. تم نقل أحمد بعد ذلك إلى قاعدة باجرام الجوية خارج كابول ، حيث تم احتجازه لمدة 11 شهرا دون توجيه أية اتهامات إلي
سامي الحاج ، وهو مصور سوداني يعمل مع قناة الجزيرة ، اعتقلته القوات الباكستانية في عام 2001 في منطقة الحدود الافغانية الباكستانية في الوقت الذي كان يغطي الهجوم الذي قادته القوات الأمريكية للإطاحة بحكم حركة طالبان. تم تسليمه إلى القوات الأمريكية، ليتم نق فيما بعد إلى معتقل غوانتانامو ، حيث بقي رهن الاحتجاز لمدة ست سنوات دون توجيه أية اتهامات إليه.
وباستثناء حالة جسام الذي لا يزال قيد الاحتجاز حتى اليوم، فإن جميع الصحفيين الثلاثة عشر المحتجزين من قبل الجيش الأمريكي تم إطلاق سراحهم دون توجيه أية اتهامات بعدما قضوا أسابيع ، أو أشهر ، أو عدة سنوات في السجن. إن هذه الممارسة تنتهك الالتزام الذي على الشالامريكي بإعادة النظر في القضايا المتعلقة بالصحفيين في غضون 36 ساعة من الاعتقال. وفي آذار / مارس 2006 ، أخبر مسؤولون عسكريون امريكيون في بغداد وواشنطن وكالة رويترز ولجنة حماية الصحفيين عن إجراء جديد لتحقيق سريع وعلى مستوى عال من الاهتمام في قضايا احتز الصحافيين لضمان أن الصحفيين العاملين لن يتم احتجازهم بدون تهمة لفترات طويلة. لكن الاجراء الذي أعلن عنه مؤخرا يبدو أنه تم التخلي عنه في غضون أشهر ، كما سبق وأشرت في رسالتي في تشرين الثاني / نوفمبر 2006 إلى وزير الدفاع آنذاك دونالد رامسفيل
إنني أعتقد أن إلغاء ممارسة احتجاز الصحفيين لفترات طويلة بدون اتباع الإجراءات القانونية من شأنه أن يرسل إشارة واضحة إلى أن الولايات المتحدة تتمسك بالتزامها التاريخي بحرية التعبير.
والأمر الذي سيعزز من تلك الإشارة هو الالتزام الواضح من جانب إدارتكم بأن يجري الجيش الأمريكي تحقيقا شاملا في مقتل أي صحفي على يد القوات الامريكية. فمنذ عام 2003 ، لقي ما لا يقل عن 16 صحفيا مصرعهم وأصيب آخرون بجروح خطيرة من جراء إطلاق النار عليهم من قبل قوات الامريكية في العراق. ، وفي حدود ما نعلمه حتى الآن أن السلطات العسكرية الأمريكية قد أجرت تحقيقات في عدد قليل من الحالات التي تعد على أصابع اليد الواحدة. وقد انتهت التحقيقات إلى تبرئة الجنود المتورطين في كلٍّ من تلك الحالات
وبعض تلك التحقيقات أخفقت في التوصل إلى إجابات عن أسئلة تتعلق بإصدار أوامر العمليات والسيطرة عليها، أو كان فيها تناقض في أقوال الشهود. ولقد كشف تقرير للجنة حماية الصحفيين أن ثمة انهيار واضح في إصدار أوامر العمليات والسيطرة عليها ساهم في وقوع ذلك الحادث عام 2003 حينما أطلقت دبابة أمريكية النار على فندق فلسطين ، مما أسفر عن مقتل اثنين من الصحفيين. تحقيقات أخرى أجرتها السلطات العسكرية الأمريكية خلصت إلى توصيات محددة لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث ، بما فيها إعادة النظر في قواعد الاشتباك ، وإدخال تحسينات ع الإجراءات الخاصة بإصدار أوامر العمليات والسيطرة عليها، وكذا الإجراءات عند نقاط التفتيش.
لقد أعربت كل من لجنة حماية الصحفيين ومنظمة هيومن رايتس ووتش عن مخاوفهما بشأن الأمن في نقاط التفتيش في رسالة تم إرسالها عام 2005 إلى وزير الدفاع رامسفيلد. لكن لم يتضح بعد ما إذا كان الجيش الأمريكي – أو إلى أي درجة – قد بدأ ينفذ ما صدر عنه أو من آخرين منوصيات.
وعلاوة على ذلك ، فإن الجيش الامريكى لم يعلن نتائج التحقيقات بشأن معظم القضايا المتعلقة بالصحفيين والتي كانت القوات الامريكية ضالعة فيها. وهذه القضايا تشمل الغارة الجوية التي تم شنها عام 2003 على مكتب شبكة تلفزيون الجزيرة ببغداد التي أسفرت عن مقتل طارق وبمراسل القناة.
وينبغي أن تضطلع وزارة الدفاع (البنتاجون) في أقرب وقت بإجراء تحقيق مدقق في وفاة أي صحفي لقي مصرعه بنيران القوات الأمريكية. ونتائج هذه التحقيقات ينبغي أن تعلن على الجميع، والدروس المستفادة منها ينبغي أن تدرج لاحقا في الإجراءات الخاصة بالعمليات
كما أود أن أطلب منكم تشجيع الجيش الأمريكي على تبني إجراءات لزيادة الوعي بين الجنود فيما يتعلق بالصحفيين في الميدان. فبينما تجد القوات الأمريكية نفسها فى مواجهات على نحو متزايد مع أعداء يتحركون وسط تواجد كثيف لجماعات المدنيين ، يصير حتميا أن يتم تدريبهملىتقبل وجود الصحفيين المحليين الذين لديهم الحق المشروع في تغطية الصراع. كثيرا ما يرد إلى لجنة حماية الصحفيين بلاغات من صحفيين محليين في بلدان مثل أفغانستان والعراق ، عن إساءات لفظية – وأحيانا بدنية – من قبل القوات الامريكية
لجنة حماية الصحفيين هي منظمة غير حزبية وغير ربحية لا تقبل أموالا حكومية، وتعمل على الدفاع عن حرية الصحافة على الصعيد العالمي. ومنذ تأسست لجنة حماية الصحفيين عام 1981 من قبل عدد من الصحفيين الأمريكيين المهتمين بأحوال زملاء مهنتهم في الخارج ، فإن الأغلبيةالساحقة من عملنا تركز على الدفاع عن الصحفيين الذين يعملون في بعض من أشد المناطق صعوبة في مختلف أنحاء العالم.
أعظم الأخطار التي تهدد حرية الصحافة هما خطران؛ أولهما الارتفاع المخيف في معدل الإفلات من العقاب في حوادث قتل الصحفيين في جميع أنحاء العالم، حيث أن ما يقرب من ثلاثة من أصل أربعة من الصحفيين الذين يلقون مصرعهم أثناء تأدية واجبهم المهني ماتوا قتلا ، والقت يفلتون من العقاب في ما يقرب من تسعة من 10 من الحالات. وثاني أعظم الأخطار هو حبس الصحفيين بسبب ممارستهم لعملهم، إذ يقبع ما لا يقل عن 125 صحفيا في السجون في مختلف أنحاء العالم (في إحصاء تم إجرائه حتى 1 ديسمبر 2008). وما يقرب من نصف هؤلاء الصحافيين المسجين هم صحفيون على الانترنت، حيث أصبحوا الآن في السجون أكثر من الصحافيين العاملين في أي وسيلة أخرى. من ثم فإن لجنة حماية الصحفيين تركز على هذه القضايا ، إلى جانب العديد من الأشكال الأخرى للقيود المفروضة على حرية الصحافة في جميع أنحاء العال
لا يمكنني أن أشدد بما فيه الكفاية على أهمية دفاع واشنطن الذي لا يلين عن حرية الإعلام في هذا الوقت الذي يتنامى فيه القمع والرقابة والاعتداء على الصحفيين في جميع أنحاء العالم. من أجل ذلك أشجعكم لاعتماد قضية حرية الصحافة كجزء لا يتجزأ من سياستكم الداخلية لخارجية على حد السواء. وكما يقول توماس جيفرسون ، “إن حريتنا تعتمد على حرية الصحافة ، وتلك لا يمكن تقييدها دون التعرض للضياع.”
مع خالص التقدير،
بول ستيجر
نسخة الى:
السناتورة هيلاري رودهام كلنتون
وزير الدفاع روبرت غيتس
السيد اريك هولدر
السيد رام عيما نوئيل