الثلاثاء، 13 يناير 2009

 

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3157 du 13 .01.2009

 archives : www.tunisnews.net


 

حــرية و إنـصاف: أخبار الحريات في تونس

السبيل أونلاين : تأجيل النظر في جلسة الإستئناف في قضية الحوض المنجمي

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية: منع منسق المرصد من دخول محكمة الاستئناف بقفصة

حــرية و إنـصاف: يوميات المقاومة غزة رمز العزة (18)

السبيل أونلاين : طلبة المركب الجامعي بتونس يتظاهرون لمساندة غزة

الحبيب ستهم:نابل تساند غزة شعارها تلامذة وطلبة وعمال.. صف واحد في النضال

السبيل أونلاين:في تونس..الإعتداء على متظاهرين مساندين لقطاع غزة

الحزب الديمقراطي التقدمي  :جامعـــة بنــــزرت:  بيـــــــــــــان للرأي العام

سليم الحداد : اعتداءات بالجملة في حق أعضاء جامعة المنستير للحزب الديمقراطي التقدمي

حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي:بـــــــيـــــان

خميس بن بريّك  :أساتذة تونس وطلبتها يتبرعون بالأدوية لقطاع غزة

   الاتحاد العام التونسي للشغل : الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي:  يوم تضامن مع غزّة 

الحوار.نت  :كلمة حرّة : آن أوان المعركة القضائية دوليا لمحاكمة جريمة الهولوكوست الإسرائيلي

فادي جمال الدين  :رديــف غــزة……أرض العـزة

المعهد العربي لحقوق الإنسان:نـــــــداء إلى الاتحاد الأوروبي

القدس:إسرائيل مصدومة: شبكة اتصالات وأنفاق ومخزون يكفي المقاومين لأشهر

فهمي هويدي : جريمة المحرقة لن تمر

المركز الفلسطيني للإعلام:شهادات الكواليس هكذا تخوض”العربية” المعركة ضد غزة:تتلاشى المهنية في بحور التضليل فتتوالى الفضائح

توفيق المديني : عودة إحياء فكرة الأردن كدولة فلسطينية

أحمد حسن الزعبي: نشيجٌ صباحي

سماح إدريس :الحرب على غزّة: شظايا تأمّلات [1/2]

محمد قلبي:من السّاخــــر؟

الأخضر الوسلاتي: أطفال  غزّة

المعهد العربي لحقوق الإنسان: ندوة ” الاجتهاد وحقوق الإنسان والديمقراطية ”

مدوّنة مكتوب، : أخي المواطن،هل أنت خالص-في غياب الخدمات البلدية وتراكم التجاوزات يتحتم حل المجلس البلدي بقصرهلال؟؟؟

الصباح:الانتخابات الرئاسية : التكتل الديمقراطي يعلن نيته الترشح للاستحقاق القادم.. وأمينه العام يعتبر نفسه «المرشح الممكن» للحزب

الصباح  :رئيس الدولة يستقبل المبعوث الخاص للرئيس الايراني

رويترز  :العجز التجاري لتونس يقفز 31 % خلال 2008

الشرقالأوسط:وثّقتها مكتبة الإسكندرية في كتاب ضمن«ذاكرة مصر»:جريدة نادرة لبيرم التونسي تجسد معاناته في المنفى و«نزقه الفني»

الحياة  : «تونس 7» و«حنبعل» : برامج متشابهة وجمهور واحد

بول ستيجر : لجنة حماية الصحفيين تحث اوباما على اعادة مكانة الولايات المتحدة كنموذج لحرية الصحافة


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة  http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:


 

أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 16 محرم 1430 الموافق ل 13 جانفي 2009

أخبار الحريات في تونس

 

1) تأجيل جلسة الاستئناف في قضية قادة الحوض المنجمي قررت الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بقفصة في جلستها المنعقدة اليوم 13/01/2009 تأجيل النظر في قضية رموز انتفاضة الحوض المنجمي الذين أصدرت ضدهم المحكمة الابتدائية بقفصة في القضية عدد 3357 بتاريخ 11/12/2008 أحكاما قاسية تراوحت بين عشر سنوات سجنا نافذة و سنتين مع تأجيل النفاذ، و قد قدم ما يزيد عن الثمانين محاميا نيابتهم في جلسة اليوم و قدم الحاضرون منهم مطالب سراح في حق منوبيهم و طالبوا بتأجيل القضية إلى وقت متسع لتحضير وسائل الدفاع إلا أن المحكمة رفضت مطالب السراح و قررت تأجيل النظر في القضية إلى جلسة يوم 03/02/2009. 2) الاعتداء بالعنف الشديد على الناشطين الحقوقيين: تعرض عدد من الناشطين الحقوقيين و المناضلين السياسيين بمدينة بنزرت اليوم الثلاثاء 13/01/2009 نذكر من بينهم الأستاذ طارق السوسي و السيد فوزي الصدقاوي عضوي الهيئة المديرة للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين و السجين السياسي السابق السيد شكري رجب و السيد محمد زياد بن سعيد و السيد خالد بوجمعة العضوين المؤسسين لمنظمة حرية و إنصاف و السيد ياسين البجاوي عضو الحزب الديمقراطي التقدمي و السيد محمد الهادي بن سعيد عضو الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إلى الاعتداء بالعنف الشديد من قبل أعوان البوليس السياسي على إثر مشاركتهم في مسيرة سلمية للتضامن مع الشعب الفلسطيني بغزة.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  

تأجيل النظر في جلسة الإستئناف في قضية الحوض المنجمي

 

 
 
السبيل أونلاين – خاص – من زهير مخلوف – تونس تأجلت جلسة الإستئناف اليوم 13 – 01 -2009 للنظر في قضية الحوض المنجمي إلى يوم 03 فيفري للإستنطاق والترافع ، وقد طالبت هيئة الدفاع تأجيل الجسلة لجلب المحجوز وعرض المتهمين على الفحص الطبي ، وقد قبل قاضي الجلسة تأجيل النظر لعدم حضور أحد الموقوفين وهو بشير العبيدي المقيم حاليا في حالة حرجة في مستشفى الأمراض الصدرية بأريانة . وترافع في القضية كل من عميد المحامين بشير الصيد والعميد السابق عبد الستار بن موسى والأستاذة راضية النصراوي والأساتذة زهير اليحياوي وشكرى بلعيد والعياشي الهمامي ، وقد جرت الجلسة في ظروف عادية ، ولكن شهدت الأجواء خارج المحكمة حصارا بوليسيا كثيفا منع أقارب الموقوفين من حضور الجلسة . (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 13 جانفي 2009 )

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com : تونس في 13 / 01 / 2009 

منع منسق المرصد من دخول محكمة الاستئناف بقفصة

 

 
في إطار متابعته لقضية نقابيي الحوض المنجمي الموقوفين توجه اليوم 13 /01 / 2009 منسق المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية إلى محكمة الاستئناف بقفصة لحضور جلسة الاستئناف إلا أن القوى الأمنية منعته من دخول قاعة المحكمة رغم تحمله عناء التنقل إلى مدينة قفصة  ورغم صفته الحقوقية حيث انه احد نشطاء منظمة الدفاع الدولية (منظمة حقوقية دولية مقرها السويد ). إن المرصد إذ يدين هذا المنع الذي طال عديد النقابيين والحقوقيين ونشطاء المجتمع المدني ايضا وقد عاين منسق المرصد منع النقابي طارق مهري ممثل الجامعة العامة التونسية للشغل بقفصة من الدخول الى قاعة المحكمة  . علما وان هذا المنع أربك منسق المرصد ومنعه من مقابلة ممثلة المنظمة الديمقراطية للشغل بالمغرب المناضلة فاطنة افيد الكاتبة العامة للمنظمة الديمقراطية للتعليم والذي كان على موعد سابق معها للقائها أثناء المحاكمة ويهم المرصد أن يعلم الرأي العام النقابي والوطني أن هذا المنع لن يثنيه عن أداء واجبه في رصد الانتهاكات والتجاوزات ضد العمال والنقابيين. جميعا من اجل فرض الحقوق والحريات النقابية جميعا من اجل التصدي للانتهاكات ضد العمال والنقابيين المرصد فضاء نقابي مستقل ديمقراطي وهو مفتوح لجميع النقابيين بدون استثناء ويمكن التواصل مع المرصد على العناوين الالكترونية التالية : http://nakabi.maktoobblog.com              http://nakabi.blogspot.com                      عن المرصد المنسق محمد العيادي  

أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 16 محرم 1430 الموافق ل 13 جانفي 2009

يوميات المقاومة غزة رمز العزة (18)

متى ينتهي توظيف الشرطة في قمع مسيرات التنديد بالعدوان الصهيوني و التضامن مع غزة ؟  

 
1) ولاية بنزرت: الشرطة تعتدي بالعنف الشديد على المشاركين في المسيرة في اليوم الثامن عشر للعدوان الصهيوني الهمجي المتواصل على أرض غزة خرجت مكونات المجتمع المدني بمدينة بنزرت و من انضم إليها من المواطنين عمالا و طلبة و تلامذة اليوم الثلاثاء 13/01/2009 تلبية لدعوة جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي و فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و جاب المشاركون شارع الحبيب بورقيبة و عند الوصول إلى ساحة عنابة حاصرتهم قوات الشرطة التي حضرت بأعداد كبيرة منذ انطلاق المسيرة و افتك أعوان البوليس السياسي اللافتات و الأعلام الفلسطينية و التونسية و الصور و اعتدوا على الناشطين الحقوقيين و المناضلين السياسيين بالعنف الشديد من بينهم السجين السياسي السابق الأستاذ طارق السوسي ( الذي أسقطوه أرضا و اعتدوا عليه بالضرب) و السيد فوزي الصدقاوي عضو الهيئة المديرة للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين و السجين السياسي السابق السيد شكري رجب و السيد خالد بوجمعة العضو المؤسس لمنظمة حرية و إنصاف و ابنته الآنسة رحاب بوجمعة تلميذة بالسنة الثالثة آداب و السيد ياسين البجاوي عضو الحزب الديمقراطي التقدمي و السيد محمد الهادي بن سعيد عضو الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان كما تم اعتقال السيد محمد زياد بن سعيد عضو المكتب التنفيذي لمنظمة حرية و إنصاف و إسقاطه أرضا و جره في بركة من الوحل و تقطيع ثيابه و الاعتداء عليه بالعنف الشديد و اقتياده إلى مركز بوقطفة حيث واصل أعوان البوليس السياسي الاعتداء عليه بالعنف و السب و الشتم و البصاق و سب الجلالة و التفوه تجاهه بالكلام البذيء و التهديد ثم وقع اقتياده إلى منطقة الشرطة حيث تواصل معه مسلسل التنكيل و بعد ساعة أطلق سراحه، و لم يغادر السيد محمد زياد بن سعيد منطقة الشرطة إلا بعد أن استرجع ”الشال الفلسطيني ” أو ”الكوفية” التي افتكها منه أعوان البوليس السياسي. 2) ولاية تونس: أ)- نظم الأطباء و أعوان الصحة بكل من مستشفى شارل نيكول و الرابطة بالعاصمة مسيرتين تضامنيتين جابوا خلالها ممرات و فضاءات المستشفى و رفعوا خلال المسيرة عديد الشعارات المنددة بالعدوان الصهيوني و المعبرة عن التضامن مع إخوانهم في غزة، كما تم حرق علم الكيان الصهيوني و العلم الأمريكي بمستشفى شارل نيكول. ب)- ينظم فرع تونس للهيئة الوطنية للمحامين غدا الأربعاء 14/01/2009 مسيرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني الصامد في غزة بشارع باب بنات يخرج فيها المحامون بزيهم الرسمي.     

و حرية و انصاف :

1/ تدعو الشعب التونسي و قواه الحية من أحزاب و منظمات و جمعيات إلى الاستمرار في التعبير عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني الصامد و المجاهد في غزة ضد العدوان الصهيوني الهمجي و كل من يقف معه بالوسائل السلمية المتاحة. 2/ تدعو السلطة للكف عن قمع التحركات المساندة للشعب الفلسطيني و احترام حق التونسيين و التونسيات الدستوري في التعبير و التنقل و الاجتماع و التظاهر السلمي.      عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


طلبة المركب الجامعي بتونس يتظاهرون لمساندة غزة

 

السبيل أونلاين – خاص – من زهير مخلوف – تونس انطلقت ظهر اليوم الثلاثاء 13 – 01 – 2009 مسيرة تضامينة مع غزة من كلية العلوم بتونس ، وإلتحق بها طلبة كلية الحقوق ، وأيضا طلبة كلية الهندسة . وقد تعرض المتظاهرون إلى حصار من قبل قوات البوليس داخل المركب الجامعي ، ومنعوا من الوصول إلى الطريق الرئيسي 7 نوفمبر ، ولكن المظاهرة تواصلت ساعتين في بهو المركب الجامعي ورفعت شعارات تحي صمود المقاومة وسكان القطاع وتدين الحرب الهمجية التى يتعرضون لها من طرف الإحتلال الدموي . (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 13 جانفي 2009)


نابل تساند غزة شعارها تلامذة وطلبة وعمال.. صف واحد في النضال

تحركات ومسيرات تلمذية وقطاعية مهنية مساندة لغزة الصامدة: لم يكتف أبناء جهة الوطن القبلي بمشاهدة التلفاز والتفرج على المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني ليلا نهارا أمام عجز عربي رسمي مدقع وتواطؤ رسمي أمريكي وفرنسي دنيء بل تحركت فيهم نخوة العروبة والاسلام والانسانية وبرهنوا عن رفضهم التام للعدوان وإدانتهم للصمت العربي والدولي عدى بعض الاستثناء فقد قام التلاميذ بتنظيم اعتصامات داخل المعاهد والمدارس الاعدادية كما نزلوا عدة مرات خلال الأسبوع الفارط إلى الشوارع في مسيرات عفوية وتلقائية سلمية قوبل أغلبها بتدخلات عنيفة لقوات الأمن ضربا واعتقالا وقد شملت تلك التحركات عموم مدن الوطن القبلي في نابل وبني خيار وقليبية وسليمان ودار شعبان الفهري وتاكلسة وبني خلاد ومنزل بوزلفة وغيرها وقد كان يوم الجمعة بالفعل يوم غضب وسخط على العدوان الوحشي توجه الاتحاد الجهوي للشغل بنابل بتجمع تلته مسيرة دعت إليها ونظمتها النقابة الجهوية للتعليم الثانوي والأساسي انطلقت على الساعة الثالثة بعد منتصف النهار من المقر الجهوي للاتحاد حيث استطاعت كسر الطوق الأمني الذي حاول جاهدا منع الأساتذة ومن لبى دعوتهم من بقية شرائح المجتمع من الخروج إلى الشارع بدعوى عدم الحصول على ترخيص ولكن إرادة المتظاهرين وتمسكهم بحقهم في التظاهر وحقهم في التعبير جعل قوات الأمن تتراجع فاسحة لهم المجال للسير في شارع فرنسا وسط المدينة لعدة مئات من الأمتار ثم العودة إلى دار الاتحاد بنفس العدد ونفس الشعارات ونفس الحماس وقد مثلت أغنية مرسال خليفة “” منتصب القامة أمشي -/- مرفوع الهامة أمشي -/- في كفي قصبة زيتون -/- وعلى كتفي نعشي…”” التي أنهى بها المتظاهرون المسيرة دليلا كافيا شافيا لوقوف الجميع إلى جانب المقاومة ورفضهم كل أشكال الاستسلام والمساومة . أكثر من 7 أطنان من الأدوية لأبناء غزة من إخوانهم في نابل: لم تكتف نقابة الثانوي بنابل بالتظاهر بل نظمت بالتنسيق مع نقابة الصحة العمومية وبعض أطباء الجهة حملة لجمع الأدوية والمواد الطبية الضرورية لإخوانهم في غزة وقد كان مقر الاتحاد الجهوي للشغل بنابل منذ يوم الجمعة ليلا إلى حدود الساعة الثانية بعد الزوال من يوم السبت قبلة متساكني الوطن القبلي الذين وصلهم النداء حاملين لأكياس وعلب كرتونية معبأة بالأدوية معبرين عن وحدة الوطن والمصير والألم والأمل وقد تم حمل كل تلك التبرعات من الأدوية إلى مقر الاتحاد العام التونسي للشغل على متن خمس سيارات نقل بضائع حيث فاقت الحمولة 7 أطنان أضيفت إلى عشرات الأطنان التي سبقت بها الجهات الأخرى ليتم شحنها في غضون هذا الأسبوع إلى أشقائنا في غزة الجريحة. في تعليق له على تحركات التلامذة ومسيرة يوم الجمعة والتبرع بالأدوية وتطوع العديد لتعليبها وشحنها كامل يوم السبت فقط من أجل غزة  قال السيد الحبيب غلاب كاتب عام النقابة الأساسية للتعيم الثانوي وعضو المكتب الجهوي للشغل بنابل وعلامات التأثر بادية عليه ” فعلا الضمير العربي حي والمواطن العربي معدنه نفيس ولا يمكن لأي قوة أو جهة تغيير تركيبته “. الحبيب ستهم


 

في تونس..الإعتداء على متظاهرين مساندين لقطاع غزة

 

السبيل أونلاين – خاص – من زهير مخلوف – تونس بعد مطلب الترخيص الذي تقدم به يوم الجمعة الفارط 09 – 01 – 2009 كل من جامعة بنزرت”للحزب الديمقراطي التقدمي” و فرع بنزرت”للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان” للحصول على ترخيص للقيام بمسيرة لمساندة قطاع غزة الذى يتعرض إلى عدوان وحشي ، تجمّع اليوم (13-01-2009) وسط مدينة بنزرت عند منتصف النهارعدد من المناضلين للإنطلاق في المسيرة المقررة ، ولكن قوات البوليس تدخلت لتفريق المتظاهرين بالقوة ، حيث وقع الإعتداء على الأستاذ طارق السوسي الذى أسقط أرضا ، وتعنيف خالد بن جمعة وإبنته ، كما تعرض للإعتداء كل من محمد الهادي بن سعيد والسجين السياسي شكري رجب والمناضل فوزي الصدقاوي كما وقع مصادرة ثلاثة أعلام فلسطينية من أيدي المتظاهرين . وعلى الرغم من ذلك فقد تمكن الحاضرون من رفع شعارات تستهجن الحرب المسعورة التى يشنها العدو الصهيوني على غزة وتعبر عن مساندة أهالي القطاع الذين يتعرضون إلى محرقة . ونشير إلى أن رئيس فرع بنزرت للرابطة المناضل علي بن سالم قد حوصر في منزله ومنع من الإلتحاق بالمسيرة ، وأعتقل الطالب زياد بن سعيد بعد إنتهاء المسيرة ونقل إلى مركز الشرطة أين تعرض للعنف المادي واللفظي قبل أن يطلق سراحه بعد ساعة .   (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 13 جانفي 2009)


 

الحزب الديمقراطي التقدمي

جامعـــة بنــــزرت

40 نهج بلجيكــــــــــــــا

بنزرت في 13/01/2009

 

بيـــــــــــــان للرأي العام

 

عمدت قوات كبيرة من الأمن بالزيّيْن الرسمي والمدني اليوم الثلاثاء 13 جانفي 2009  بكل عنــف ووحشية إلى قمع مسيرة سلمية بمدينة بنزرت كانت دعت إليها جامعة بنـزرت للحـزب الديمقراطي التقـــــدمي وفـــرع الرابطة التونسيــــة للدفاع عن حقوق الإنســــان للتعبير عنمساندة أهالي غزّة، رغـــم أنّ المسيــرة كانت قانونية، إذ وقع إعلام السلط الجهويّة منذ يوم السبت الماضي ولم نتلقّ أيّ رد كتابي بما يعني الموافقة حسب مقتضيات القانون.

وقد عمد رجال الأمن بالزي المدني إلى تعنيف شديد للعديد ممن شاركوا في هذا التحرك السلمي بمـن فيهم أعضاء جامعة بنزرت للحزب، وللشاب الحقوقي زياد بن سعيد الذي أوقف بمركز بوقطفة قرابة الساعة قبل أن يُطلق سراحه، كما عمد أحد الأعوان إلى دفــع المناضـل الحقوقــــيطـــارق السوسي وطرحه أرضا رغم إعاقته البدنية الشديدة، ولم يسلـم من ذلك حتى التلاميــــذ الذين حـاولوا الانضمام إلى المسيرة.

كما عمد أحد الأعوان إلى تمزيق العلم الفلسطيني عندما حاول افتكاكه من أحد المشاركين، وافتكــاك العديد من الكوفيات الفلسطينية التي كان يضعها البعض في الوقت الذي يُرفع فيه العلم الفلسطيني في كل أنحاء العالم.

 

وجامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي:

 

تعتبر أن مثل هذه الممارسات هي تعدّ صارخ على القانون والدستور الذيْن يكفلان حرية التعبيـــر والتجمع لكل المواطنين، وإمعان في التضييق على نشاط الحزب ومختلف مكونات المجتمع المدني.

 

تسجّل منع السلطة لمختلف أشكال التعبير عن مساندة الشعب العربي في غزة.

 

تجدّد مساندتها اللامشروطة لأهالي غزّة.

 

تحيي كل من حاول التعبير عن مساندته رغم القمع الأمني.

 

تدعو كل مكوّنات المجتمع المدني إلى التشبث بالحق في التعبير عن مساندة غزة والقضية الفلسطينية عموما.

 

عن هيأة الجامعـــة

الكــاتــــبة العامـــة

سعـــــاد القوسامي


اعتداءات بالجملة في حق أعضاء جامعة المنستير للحزب الديمقراطي التقدمي

 
عقد والي المنستير يوم الثلاثاء 31 ديسمبر 2008 اجتماعا بمختلف حساسيات المجتمع المدني بالجهة وذلك للاتفاق على الخروج في مسيرة سلمية، وقد حضر هذا الاجتماع ممثل الحزب الديمقراطي التقدمي السيد عبد الهادي ميلاد كاتب عام مساعد بجامعة المنستير للحزب وقد رفض المشاركة في مسيرة كرتونية تثمن خيارات النظام الحالي بدل الاحتجاج على الممارسات اللاانسانية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة مستندا في ذلك إلى التصدي والمنع الذي طال العديد من المسيرات التي أراد الحزب القيام بها. وفي كل الأحوال لم يضع السيد الكاتب العام المساعد في الحسبان إن قراره هذا قد يؤدي إلى عواقب قد تضر بأعضاء مكتب جامعة المنستير للحزب و به شخصيا. فقد بدأ مسلسل العقاب يوم الجمعة 9 جانفي 2009، إذ شارك التلميذ مالك الحداد(ناشط في الشباب التقدمي مواليد 1992)في مسيرة على الساعة 12:00 ظهرا في مدينة الساحلين تندد بالاعتداءات الإسرائيلية على إخواننا الفلسطينيين في غزة، تعرض فيها إلى الاعتداء  بالعنف اللفظي والمادي من طرف السيد محمد عبد النور عمامو كاتب عام جامعة التجمع الدستوري الديمقراطي بالساحلين و طالبه بالقيام بمسيرته في مدينته الأصل زرمدين، و السؤال الذي يطرح هنا ما هو منصب الذي يخول لهذا الشخص ترخيص أو منع مالك الحداد من التظاهر الذي يمثل تجسيدا لحقه في التعبير عن الرأي الذي يضمنه الفصل 6 من الدستور التونسي؟ و قد انتهت المسيرة بالتفريق من طرف أعوان الأمن باستعمال العنف واعتقال9 تلاميذ، عندئذ اتصل التلميذ مالك الحداد بالمسؤول المكلف بالشباب بجامعة الحزب الديمقراطي التقدمي بالمنستير سليم الحداد و اعلمه بالتجاوزات التي صدرت في حقه وفي حق التلاميذ الذين وقع إيقافهم فتوجها إلى مركز شرطة الساحلين، وهناك قدم سليم الحداد نفسه إلى أعوان المن كمسؤول بمؤسسة دستورية وطالب مقابلة رئيس المركز للاستفسار حول الوضعية التي آل إليها التلاميذ الموقوفين وتقديم شكوى بالسيد الكاتب العام للتجمع الدستوري الديمقراطي بالساحلين في شان العنف المادي والمعنوي مرتكب في حق قاصر، لكن سارت الرياح بما لم تشتهي المراكب، فقد قام محافظ شرطة و عونين آخرين بملابس مدنية بالاعتداء عليه(تحت أنظار جميع الأعوان المتواجدين على عين المكان و دون تدخل احدهم) بالضرب الشديد و توجيه إليه وابلا من السباب والشتائم المقذعة في شخصه وفي مسؤوليته السياسية كما قال المحافظ انه “سيريه السياسة والمعارضة كيف تكون في قبو الإقليم” وعلى اثر ذلك تم إيقاف المناضل سليم الحداد وتم منعه من استعمال هاتفه الشخصي للاتصال بالمسؤولين بالحزب أو بمحام. كما قام رئيس مركز شرطة الساحلين السيد “نزيه بن سليمان” بإيقاف التلميذ مالك الحداد و الحاقة بسيارة الشرطة التي نقل إليها سليم الحداد وذلك رغم اعتراض هذا الأخير باعتبار أن الشخص المراد إيقافه قاصر. اثر ذلك تم نقلهما في اتجاه إقليم امن المنستير تحت وابل من العبارات المخلة بالحياء والأخلاق الحميدة والقدح والاستهزاء من الحزب الديمقراطي التقدمي إذ لم يتوانى المحافظ عن القول بأنه “لامعارضة في البلاد و انه سيقوم بالقضاء على كل معارض للحزب الحاكم” و هو ما يعبر عن الخلفية قمعية لنظام الحزب الواحد يفضح ما تدعيه السلطة من تكريس التعددية وحياد الإدارة بحيث أن جهاز الأمن هو في واقع الأمر ليس إلا آلة قمع بيد الحزب الحاكم. غير انه تمت إعادتهما من منتصف الطريق إلى مركز الشرطة بالساحلين حي تمت مطالبة سليم الحداد من طرف رئيس المركز والمحافظ المذكور سلفا بعدم إتيان بما جرى وتوقيع وثيقة تثبت عدم تعرضه لأي انتهاك، إلا انه تمسك بإطلاق سراح التلاميذ الموقوفين (وهو ما تم لاحقا) وحقه و حق مالك الحداد في تتبع من تورط في هذه الممارسات الغير قانونية من طرف أعوان الشرطة وتتبع الكاتب العام لجامعة التجمع الدستوري الديمقراطي بالساحلين و اثر ذلك وقع إطلاق سراحهما على الساعة 16:00 . وامتدت الانتهاكات إلى يوم السبت 10 جانفي2009، لتطال الكاتب العام المساعد لجامعة المنستير للحزب الديمقراطي التقدمي السيد عبد الهادي ميلاد، حيث تم اعتقاله واقتياده على الساعة 13:15 إلى مكان ناء بسبب قيامه بحماية مجموعة من التلاميذ  المتظاهرين تلفائيا بمدينة زرمدين تعاطفا مع القضية الفلسطينية من الاستعمال المفرط للقوة من طرف رجال الأمن ضد أطفال قصر و قام أعوان الشرطة بالتنكيل به لفظيا أثناء اختطافه الذي دام ما يقارب 6 ساعات ومن ثم إعادته إلى منزله. على اثر هذه الأحداث عقد يوم الأحد 11 جانفي 2009 أعضاء جامعة الحزب الديمقراطي التقدمي اجتماعا طارئ بحث هذه الانتهاكات وعبروا فيه عن إدانتهم لهذه الممارسات الخطيرة بحق مسؤولي مؤسسة دستورية في ظل ادعاء النظام السياسي القائم تكريس التعددية والديمقراطية وطالبوا بتدخل السلط المعنية بفتح تحقيق في هذه التجاوزات كما سيتم تقديم شكاوى في الغرض إلى السيد وكيل الجمهورية مؤكدين على أن كل أشكال القمع والتجاوزات لن تزيدهم إلا إصرار على المضي قدما في أداء واجبهم النضالي.  سليم الحداد                                              
زرمدين في 12/01/2009  


حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي 80 شارع الهادي شاكر، تونس الهاتف: 71841840-71842045 الفاكس: 71842559 بسم الله الرحمن الرحيمParti التاريخ:13/01/2009  بـــــــيـــــان
 
في الوقت الذي تتواصل  فيه “محرقة العصر” على شعبنا في غزة المحاصرة، وفي الوقت الذي تتعالى فيه أصوات التنديد بجرائم الحرب المرتكبة ضد شعب أعزل تطالعنا حكومات الاتحاد الأوروبي الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان بموقف منحاز ورافض لإدانة جرائم الحرب التي يمارسها قادة وجيش دولة الكيان الصهيوني في فلسطين. إننا في الاتحاد الديمقراطي الوحدوي:      1 – ندين بشدة هذا الموقف الهجين ما كنا نترقب أن تصل ازدواجية المعايير لدى أوروبا “حقوق الإنسان” إلى هذا المستوى من عماء البصر والبصيرة التي لا ترى الجثث المشوهة للرضع والأطفال والنساء والشيوخ والمدنين العزل من عموم الشعب.      2 – كنا نود من دول أوروبا التي عودتنا بصراخها من حين إلى آخر تحت عناوين حقوق الإنسان والحريات أن تتدخل بثقلها السياسي وحتى العسكري لإيقاف المجازر الممنهجة وردع مرتكبيها ومستعملي الأسلحة الفتاكة المحرمة دوليا من قنابل عنقودية وفسفورية.      3 – نستهجن الموقف الذي مارسته كل من دول فرنسا وألمانيا وايطاليا وبلجيكا وبريطانيا وسويسرا وأوكرانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا وغيرها… ونحمل حكومات هذه الدول المسؤولية السياسية والأخلاقية أمام التاريخ والقيم الإنسانية العليا عن استمرار “هولوكست” غزة فلسطين على أيادي قادة جيش صديقتهم دولة العصابات الصهيونية.      4 – إن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي كان ينتظر على الأقل أن تنسجم مواقف هذه الحكومات مع مواقف شعوبها التي تدين “هولوكست غزة” استنادا إلى مبدأ الديمقراطية وحقوق الإنسان إلا أن هذه الحكومات اختارت الوقوف إلى جانب الإرهاب والعنصرية.      5 – وإننا إذ نؤكد أن شعبنا العربي يرفض الشراكة المسمومة ودعوات التعاون المشبوه بين ضفتي المتوسط فإننا ندعو الحكومات العربية إلى مراجعة خياراتها في الشراكة مع دول الاتحاد الأوروبي والتراجع عن الانخراط في الاتحاد من أجل المتوسط الذي سبق أن نبهنا مرارا إلى مقاصده وغاياته المتمثلة أساسا في جر الدول العربية إلى التطبيع مع دولة عصابات المحارق الصهيونية. نحيّي الشرفاء من الشعوب الأوروبية على وقوفها ضد جرائم دولة الصهاينة وندعوها إلى مزيد الضغط على حكوماتها ومؤسساتها الدستورية من أجل إيقاف العدوان الوحشي على شعبنا الأعزل في فلسطين. – أوقفوا المحرقة وجرائم الحرب ضد أهلنا في فلسطين.  – قاوموا الإرهاب الصهيوني المنظم. – انتصروا للقيم الأصيلة لحقوق الإنسان والشعوب. الأمين العام احمد الاينوبلي

 


 

 

أساتذة تونس وطلبتها يتبرعون بالأدوية لقطاع غزة

 

خميس بن بريّك – تونس

 

يستعد الاتحاد التونسي للشغل لإرسال شحنة كبيرة من الأدوية الأسبوع المقبل إلى الأطباء الفلسطينيين بقطاع غزة الذي يتعرض لما أسماه الاتحاد “جريمة إبادة جماعية” نتيجة “تعنّت الكيان الصهيوني وإصراره على قصف المدنيين“.

 

ورغم أنه لم يمض على إطلاق هذه الحملة الإنسانية أكثر من بضعة أيام، فقد كان هناك إقبال تلقائي كبير من قبل الأساتذة والطلبة والأولياء الذين تبرعوا بأموالهم لشراء الأدوية وبعض المواد الغذائية الأساسية كحليب الأطفال.

 

وامتلأ المستودع الرئيسي بمقر الاتحاد التونسي للشغل بالعاصمة بكميات ضخمة من الأدوية التي جمعها الأساتذة التونسيون طيلة الأسبوع الماضي لإرسالها على وجه السرعة إلى الأطباء الفلسطينيين بالتنسيق مع منظمات إغاثة.

 

وأخذت نقابة التعليم الأساسي والتعليم الثانوي على عاتقها هذه المبادرة بعدما وجهت نداءات إلى جميع المؤسسات التربوية داخل التراب التونسي تحثهم فيها على شراء نوعيات معيّنة من الأمصال والمضادات الحيوية.

 

وشارك في الحملة ما يقارب من 4500 مؤسسة تربوية في التعليم الابتدائي و1400 مؤسسة في التعليم الثانوي.

 

ويقول الأمين العام لنقابة التعليم الثانوي الشاذلي قاري للجزيرة نت إن “هناك ما يقارب من خمسة آلاف طن من الأدوية تبرع بها تلاميذ التعليم الابتدائي وتلاميذ التعليم الثانوي، للتخفيف ولو جزئيا من معاناة الشعب الفلسطيني“.

 

وأكّد أن “فريقا من النقابيين بصدد إجراء مباحثات مع جهات حكومية بشأن كيفية إيصال هذه الأدوية”، قائلا إن “كل ما يهمنا هو إرسال هذه الأدوية على وجه السرعة إلى مصر ثم إلى قطاع غزة” بالتنسيق مع جهات إنسانية كالهلال الأحمر المصري أو اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

 

ويتمثل نصف الأدوية في مضادات حيوية ضد الجروح والحروق والالتهابات، أما بقية الدواء فيضم خاصة المصل “سيريم” (sérum)، أحد أنواع مضادات السموم، حسبما أكده النقابي فرج شباح.

 

ويرى فرج –وهو عضو في نقابة التعليم الثانوي- أن “هناك مآمرة تهدف إلى تمرير حل استسلامي يقضي على المقاومة الفلسطينية ونحن نرفض هذه العروض المفخخة وندعو إلى المقاومة والصمود”، مضيفا “أننا من جانبنا لن نتوقف لحظة واحدة في تقديم العون إلى شعبنا الفلسطيني“.

 

احتجاجات متواصلة

 

من جهة أخرى، تحول تجمع السبت الماضي إلى مظاهرة كبرى تخللتها اشتباكات خفيفة مع الشرطة والذي نظم أمام مقر الاتحاد التونسي للشغل وحضره عدد كبير من أساتذة التعليم الابتدائي والثانوي.

 

 

ولم ينجح المتظاهرون في الوصول إلى الشارع الرئيسي للعاصمة للتعبير عن غضبهم من “الصمت الدولي على جرائم الكيان الصهيوني”، مرددين شعارات مناهضة للحكام العرب الذين وصفوهم بالمتآمرين على القضية الفلسطينية.

 

وفي نهاية الأسبوع نظم محامون تونسيون تظاهرة احتجاجية ثالثة منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية يوم 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي عبّروا خلالها عن تضامنهم مع أبناء القطاع وعن تنديدهم بسلبية الموقف العربي.

 

وخرج المئات من تلاميذ المدارس الابتدائية والثانوية بالعاصمة تونس في تظاهرات رافعين شعارات منددة بالعدوان على غزّة، كما شهدت مدن تونسية أخرى تظاهرات ضخمة كان أهمها في محافظة صفاقس جنوبا.

 

)المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 13 جانفي 2009(

 


 

الاتحاد العام التونسي للشغل

الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي

يوم تضامن مع غزّة

تجمع نقابي

 

تدعو النقابات الأساسية للمركب الجامعي بالمنار كافة الزميلات والزملاء إلى حضور التجمع النقابي لمساندة الشعب الفلسطيني ووقف العدوان على غزّة ورفع الحصار عليها وذلك

يوم الإربعاء 14 جانفي 2009 بداية من الساعة 10 س30بكلية العلوم بتونس

 

عن النقابات الأساسية

أنور بن  قدور       منية الشيخ      فتحي سلاوتي      يوسف عثماني

 

 

 


 

كلمة حرّة

آن أوان المعركة القضائية دوليا لمحاكمة جريمة الهولوكوست الإسرائيلي

 

حصيلة عامة:

 

1ــ 17 يوما من الحرب العسكرية المفتوحة جوا وبرا وبحرا على غزة.

2ــ خمسة آلاف ضحية ( خمسهم شهداء ونصف الشهداء نساء وأطفال وأربعة أخماس جرحى نصفهم كذلك من النساء والأطفال.(

3ــ معدل الإصابة: 300 ضحية يوميا (25 ضحية كل ساعة = ضحية كل دقيقتين على مدار 17 يوما كاملة.(

4ــ إعتداءات تشكل مادة جنائية لجريمة الحرب في القانون الدولي.

 

 

أ ــ إعتراف العدو بقصف مدرسة الفاخورة بعدما لجأ إليها المدنيون من النساء والأطفال وقتل حوالي 50 شهيدا وعشرات الجرحى. إعتراف وإعتذار.

 

ب ــ القتل العمد لحوالي 30 شهيدا من طواقم الإسعاف الدولية التابعة للصليب الأحمر فضلا عن الجرحى في صفوفهم.

 

ج ــ إستخدام الفوسفور الأبيض سلاحا محرما دوليا في الحرب.

 

د ــ عدم إحترام العدو لقرار الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار ومواصلة العدوان.

 

ه ــ إستهداف مقرات أممية دولية تابعة لأعلى منظمة دولية أي الأمم المتحدة ( الأنوروا والصليب الأحمر وغيرهما ). وقتل من فيها بعدما تبين أنهم أطفال ونساء ورجال إسعاف مما أجبر تلك المؤسسات الدولية على غلق أبوابها وتعريض المدنيين في غزة لمزيد من الجوع والعطش والعري.

 

** لا بد من توثيق الهولوكوست الصهيوني دوليا مهما كان الثمن.

 

1ــ إذا كانت الجريمة الصهيونية في غزة في يناير 09 ترتقي بحسب مواثيق الأمم المتحدة إلى جريمة حرب عظمى لم تشهد لها البشرية في العصور المتأخرة نظيرا بعد صاعقة هيروشيما وناكازاكي في اليابان ثم إلى حرب إبادة عرقية من خلال الحملة الهمجية البربرية المتواصلة جواوبحرا وبرا على مدى 17 يوما إلى حد الساعة أودت بحوالي 5000 ضحية أكثر من نصفهم من النساء والأطفال وخمسهم شهداء .. وإذا كان العدو نفسه قد إعتذر للأمم المتحدة رسميا عن قصف مدرسة الفاخورة وبينت الصور أنه تعمد قتل رجال الإسعاف وقصف مقرات الأمم المتحدة وإستخدم السلاح المحرم دوليا ( الفوسفور الأبيض ) .. إذا كان كل ذلك كذلك فإن توثيق هذه الجريمة الموثقة إعلاميا بالصوت والصورة على أساس أنها جريمة هولوكوست معاصر جديد تنطبق عليه المواصفات ذاتها للهولوكوست النازي القديم .. توثيق ذلك توثيقا إعلاميا وأدبيا وفنيا ورسميا قدر الإمكان من لدن أهل الذكر في كل حقل .. توثيق ذلك هو فريضة العصر على أمة الإسلام أولا وعلى أمة الأحرار ثانيا ..

 

2ــ أما توثيق ذلك قضائيا في سجلات القضاء الدولي ( محكمة الجنايات الدولية ) من لدن الضحايا أنفسهم ثم من لدن أوليائهم من لدن رجال القضاء والقانون والمحاماة من أمة العرب والمسلمين والأحرار في العالم .. توثيق ذلك والجهاد دونه والصبر دونه سنوات طويلة حتى تتغيرموزين القوى لكفيل بأن يأذن سبحانه يوما بفتح تلك السجلات تماما بمثل ما ظن الظالمون في البوسنة والهرسك ( مجرمي الصرب ) وظنت البشرية ذاتها أن الجريمة هناك طوتها التحولات الدولية .. فما كان يصدق الناس أن رجلين من رجال حرب الإبادة هناك يقعان في قبضة محكمة الجنايات الدولية فيموت أحدهما في السجن كما يموت الجرذ أما الآخر فلم تسعفه حيل مهنية ومظهرية كثيرة في مواصلة التخفي والهروب من العدالة .. ما يجب أن يعطلنا عن ذلك أن العدو المحتل الغاصب ( إسرائيل ) ليس موقعا على تلك المحكمة .. والتشبث بالوعد الحق : ” ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون “.

 

تلك معركة فرضتها الأحداث على رجال الأمة فلا بد من التجهز لها على مستويين :

 

أـ المستوى الأدبي والفني لتصوير جريمة الهولوكوست تصويرا يعزل العدو في المخيال البشري العام الذي عبأته أحداث القصف الوحشي البربري بما ليس فيه زيادة لمستزيد كما يصلح أن يكون ذلك التوثيق الفني والأدبي مادة تعبئة وتجييش للإعلاميين والدعاة والمصلحين في كل عدوانجديد مرقوب على الأمة من لدن العدو الصهيوني الغاصب ..

 

ب ــ المستوى القضائي الأممي والإداري إحراجا لتلك المنظمات المنحازة أصلا للعدو وهو إحراج ليس من أجل الإحراج والضغط ولكن من أجل إتخاذ السبب المباشر الذي تحركه أقدار الرحمان يوما ويتحقق ما يستبعده التافهون اليوم وكثير من المسلمين كذلك أي وقوع مسعري حرب الإبادة وجريمة الهولوكوست المعاصر الجديد في قبضة العدالة الدولية وإن غدا لناظره لقريب كما قالت العرب بحق وليكن ذلك في عصر غير عصرنا وجيل غير جيلنا ..

 

** المعركة الثانية: معركة طرد سفراء العدو وقطع علاقات التطبيع وعلاقات المال.

 

1ــ لا أخشى شيئا ـ رغم حالة الزهو العالية جدا بسبب تعبئ الأمة بأسرها قاطبة ومن خلفها أمة الأحرار في العالم كله ـ خشيتي غلبة النسيان وغشيانه ذاكرتنا القصيرة المحدودة فنتحول بعد أسابيع أو أشهر قصيرة قليلة إلى جيش نأكل ونشرب ونضحك ملء الشدقين وممثلو العدو الوحشي البربري الهمجي الغاصب بيننا في مصر والأردن والإمارات وموريطانيا يختال بزينته وتحرسه جنود من بني جلدتنا فضلا عن عشرات المكاتب الصهيونية التي تبشر بالتطبيع في مظاهر إقتصادية وإجتماعية وعلمية ورياضية كثيرة لا تكاد تحصى .. تلك هي الخشية التي تقوض إستثمارأكبر حدث في الأمة منذ سنوات طويلة : إنتفاضة على طول بلاد الأمة وعرضها ضد الهولوكوست الصهيوني المعاصر الجديد يناير 08.

2ــ إذا لم تتواصل تلك الإنتفاضة الشعبية التي هبت في الشرق والغرب حتى طرد السفراء الصهاينة من تلك العواصم العربية .. فإن الإنتفاضة الشعبية العظيمة قد أفلح الحكام في إمتصاصها وإجهاض مفعولها بحكمة كبيرة وصبر كبير ونفاق كبير .. وإذا لم تخترق الأمة من خلال مواصلة إنتفاضتها الراهنة هذا الجدار السميك فتكره الحكام على طرد السفراء فإنه ليس من المرقوب أن تظفر الأمة بفرصة أخرى سانحة لطرد أولئك السفراء .. وإذا أدت فضائيات عربية معروفة ( الجزيرة أساسا ) دورها كاملا في تغطية الهولوكوست الصهيوني المعاصر الجديد ملتقطة الصوت والصورة لمئات من مشاهد المأساة التي يعجز كل لسان وكل قلم عن مجرد وصفها .. ثم توقفت الأمة في حركة إحتجاجاتها الراهنة عند مطلب طرد السفراء فيا خيبة المسعى ..

 

3ــ إفتكت الأمة اليوم بفضله سبحانه وحده حقها كاملا في الإنتفاض من أجل غزة عنوان قضية الأمة المركزية الأولى ( فلسطين أرض الإسراء والمسرى والنبوات والبركة ) .. وهو حق ما ينبغي التفريط فيه لأن العدوان الصهيوني لن يتأخر يوما عن التواصل والإستئناف كلما أتيحت فرصة أخرى لا قدر الله .. فلا بد من إستثمار خلاصات تلك الحركة الإحتجاجية غير المسبوقة في التاريخ المعاصر حتى يظل حق الأمة في التحرك لقضيتها الأولى حقا ثابتا قطعيا يقينيا لا يفكر أي حاكم عربي مهما بلغ من العربدة والولاء لعدو الأمة مجرد تفكير في إلغائه أو الإلتفاف عليه .. ذلك مكسب ليس من العسير الحصول عليه مرة أخرى وليس من اليسير التهاون في حفظه وإستثمار عطاءاته .. وما ضاع حق وراءه طالب كما قالت العرب بحق ..

 

4ــ أما فريضة الجهاد العيني والجماعي معا ( الكفائي بالتعبير القديم ) لتجميد كل مظاهر التطبيع ( سياسيا بعد طرد سفراء العدو وقطع الإتصالات من مثل إستقبال وفود أو شخصيات إسرائيلية ) وإقتصاديا وثقافيا وفينا ورياضيا وإجتماعيا وتعليميا وزراعيا وتربويا .. تلك فريضة فرضها الوقت فهي فريضة الوقت وواجبه المفدى إستثمارا لحركة الإحتجاج العظمى ضد الهولوكوست الصهيوني المعاصر الجديد مما يجب حفظه ليسر تحريكه في محطات أخرى مقبلة على درب أشرف ساحة صراع وتدافع فوق الأرض اليوم : تحرير فلسطين من النهر إلى البحر إن شاء الله تعالى ..

 

كل تلك المكاسب حرية بالحفظ والمراكمة والتخزين في قلب الذاكرة الفردية والجماعية لكل عربي وكل مسلم وكل حر فوق الأرض حتى تكون مادة تحرك جديد في جولة جديدة إن شاء الله تعالى .. وبذلك تجهض الأمة أحلام الحكام العرب (إلا العاجزين منهم ممن لا يتجاوز سلطانه في هذهالقضية العظمى سلطان أي واحد منا من مثل حاكم السودان واليمن وغيرهما ممن لم ينخرطوا في ولاء العدو والتآمر ضد غزة) .. ولا يجهض الحكام أمل الأمة في تدشين مرحلة جديدة من الجهاد على درب تحرير فلسطين وإفتكاك حقها في تعزير قضيتها المركزية الأم ..

 

وأخيــــــــــــــــــــــــــــــــــــرا ..

 

1ــ إذا تبين أن سلاح الإعلام لا يقل شأنا عن سلاح المقاومة في أرض غزة الصامدة فإن واجب الوقت يفرض علينا جميعا دعم الإعلام العربي الحر بكل ما أوتينا حتى لا يغشانا النسيان فلا نذكر فضائية مثل الجزيرة إلا يوم العدوان على غزة ( وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر كما قالت العرب ) .. ولك أن تتصور الحرب ضد العراق من لدن السفاح بوش أو الحرب ضد غزة دون فضائية الجزيرة .. تصور ذلك ثم كل لها ما شئت من النقود والطعون ..

 

2ــ إذا تبين أن سلاح الإنتفاض لا يقل شأنا عن سلاح المقاومة في أرض غزة فإن واجب الوقت يفرض علينا جميعا تحريك هذا السلاح لإفتكاك حقنا في دعم قضيتنا المركزية الأولى حتى لا يجهض الحكام حقنا ..

 

3ــ إذا تبين أن سلاح المقاطعة بكل أشكالها (وخاصة السياسية من خلال طرد السفراء والمالية من خلال تفعيل كل مجالات المقاطعة الإقتصادية الشاملة لكل بضاعة إسرائيلة أو دولة أو مؤسسة تدعم العدو ماليا فضلا عن التطبيع التربوي والثقافي وغير ذلك ) لا يقل شأنا عن سلاحالمقاومة في غزة الصامدة فإن العصر رتب عليك فريضة عظيمة أنت لها ألف ألف مرة : فريضة المساهمة مما يليك في رفض التطبيع قدر الإمكان فلا تحقر من نفسك وفلسك وكلمتك وقلمك وجهدك وفنك فتستباح أرضك ويهرق عرضك على سفوح البلادة وسطوح الكسل وأرصفة الإمتهان ..

 

أنت إذن مسمار في نعش الصهيونية إن أردت أن تكون كذلك..

 

ولكنك مسمار في عرشها إن أردت ذلك لا قدر الله عليك..

 

فأختر أي مسمار تكون ولن تختار سوى نعش الظلم تهدده والبغي تمزقه..

 

)المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 12 جانفي 2009(


 

 

رديــف غــزة……أرض العـزة

 

فادي جمال الدين

أنطلقت المسيرة في بهو المحكمة الابتدائية بتونس بتنظيم فرعها الجهوي للمحامين …. بدأت بعشرات المحاميات والمحامين مرتدين زيهم كسرب من الخطاف وقد ألقوا على أكتافهم الزنار الفلسطيني رافعين صور شهداء غزة….بدؤوا في ترديد نشيد الشعب« فلاعاش في تونس من خانها»…كانت الساعة تشير الى العاشرة صباحا من يوم 07/01/2009 … حينما ارتفع صوتهم… غادر الجميع قاعات الجلسات وانضم أغلبهم للمسيرة … لقد نسي كل واحد منهم قضيته المنشورة أمام المحكمة والتحق بقضيته الكبرى

بدأ عدد المشاركين يزداد…. بقي القضاة وحدهم في قاعات فارغة.

فالمسألة المطروحة اهم من الأوراق المعروضة عليهم…. كان عدد أعوان الشرطة المكشوفين منهم والمتسترين يفوق عدد المتظاهرين وهو الوضع الذي تعيشه البلاد منذ بداية العدوان الصهيوني على غزة أرض العزة…. ارتفع عدد المتظاهرين ….غادروا المحكمة واحتلوا الطريق فأقامأعوان الأمن حواجز بشرية لمنعهم من التقدم نحو هدفهم….التحق بالمتظاهرين عدد من المارة وأضحى المشهد رائعا… مزيجا من المحامين والمتقاضين وعامة الناس يشكلون كتلة واحدة ويدفعون الحاجز الأمني كالفاتحين رافعين شعار « شعب تونس شعب أحرار… ضد القمع والاستعمار…»هكذا يمتزج البعد

 الوطني المعادي للأستعمار مع البعد الديمقراطي  المناهض للأستبداد السياسي.

 يواصل المتظاهرون مسيرتهم نحو هدفهم مقر الأمم المتحدة الكائن بنفس الشارع… تسلق أحد المتظاهرين بابه الحديدي وعلق فوق قضبانه العلم الفلسطيني… فازداد حماس المتظاهرين… وفي خضم ذلك لم ينس الجميع الحصار المفروض على الرديف وكامل الحوض المنجمي فهتفوا « رديفغـزة أرض العزة»… ومرة أخرى كذلك يمتزج البعد الاجتماعي مع البعد الوطني مع البعد القومي … فالمعركة واحدة كما قال أحد الخطباء مذكرا بقولة حكيم الثورة الفلسطينية النائم في فراشه الأبدي جورج حبش« ان تحرير القدس يمر حتما عبر تحرير العواصم العربية» …. كانتالمسيرة تجسيما لارادة

 كافة الأطياف السياسية….

 

 فالكل رفع شعاراته دون معارضة الطرف الآخر….« الله أكبر»..« الشعب أكبر»…«ارض حرية كرامة وطنية»… المهم مساندة المقاومة …لاصلح… لا مساومة

تدخل عديد الخطباء…. فالتناقض الرئيسي مع قوى الاستعمار كما ورد على لسان أحدى المحاميات في خطابها  الحماسي لذلك كان معنا شهداء الوطن الكبير: أحمد ياسين , أبو علي مصطفى, صدام حسين وغيرهم..

 غيرت الأحداث الأخيرة وعي الجماهير بسرعة… فاضطرت النخب المهرولة والأحزاب البلاستيكية الى « الاهتمام » بالمسألة الاجتماعية بفعل نضال جماهير الرديف والحوض المنجمي وتبني –ولو شفاهيا –المسألة الوطنية التي في جوهرها معاداة الاستعمار في أشكاله المتعددة وذلك بفعل تضحيات الجماهير الفلسطينية… توهم هؤلاء

أنهم قيادة للجماهير فاتضح أنهم مجرد قطيع لهم يسيرون وراءهم وعلى خطاهم….

لقد أصبحت الجماهير تتسلى وتتندر في أوقات فراغها بالذين يتحدثون عن الاتخابات التشريعية  و الرئاسية  2009.


 

نـــــــداء إلى الاتحاد الأوروبي
 
بمبادرة من المعهد العربي لحقوق الإنسان، نحن الناشطين في المجتمعات المدنية العربية والأوروبية، استنكارا منّا للهجمة الإسرائيلية الجديدة على الشعب الفلسطيني ولاختيار احتفالات العالم بالسنة الجديدة، للهجوم على غزة، وشعورا بقوة الصدمة جراء سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين الأبرياء  الذين يعدون بالمئات ومن بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء وآلاف الجرحى، وجراء التدمير الممنهج للبنى التحتية الحيوية بما في ذلك الرموز الثقافية والدينية والتربوية بل حتى المدارس الأممية التابعة للأونروا التي أصبحت ملجأ للأطفال بعد أن دمر الطيران الحربي منازلهم. واعتبارا أن هذه الأفعال تمثل خرقا فادحا لجميع الاتفاقيات الدولية التي تكون المنظومة الدولية لحقوق الإنسان والشعوب والقانون الدولي الإنساني ولا سيّما منها اتفاقيات جنيف. وإذ نسجل النداء الأوروبي لوقف القتال وهو نداء يتميز رغم نقصه عن المساندة المطلقة للعدوان الإسرائيلي  من قبل الإدارة الأمريكية المنتهية. وإذ نعتبر أن أي مبادرة لإحلال السلام في المنطقة لايمكن أن تسوي بين المحتل والضحية وإنما يجب أن تأخذ في الاعتبار ما يلي: – إن الأسباب الحقيقية لاجتياح غزة الأخير ولجميع أشكال العنف المسلط على المنطقة لا يمكن أن يبرر بأي ذريعة عدا الاحتلال اللآشرعي للأراضي الفلسطينية واستعمارها المتواصل مع كل ما يصحب ذلك من تقتيل واحتجاز الآلاف من الفلسطينيين الذين يقبعون في  سجون المحتل منذ سنين عديدة بدون محاكمة أو بعد محاكمات ظالمة، فضلا عن الإهانات التي لا تحتمل وتدمير البنى التحتية التي تحقق الحد الأدنى الحيوي لشعب محاصر  مهان يدفع إلى اليأس دفعا. – وإنه لا جدوى مطلقا من الخلط بين الإرهاب ومقاومة الاحتلال أو التذرع  بالحق المشروع في الأمن الذي يذكر دائما في اتجاه واحد مع تناسي أن أي أمن لا يمكن أن يبنى على الظلم والاحتلال غير القانوني لأراضي الأجوار وعدم احترام جميع قرارات الأمم المتحدة. فمن الواجب الاعتراف بأمر بديهي وهو أن سياسة التوسع والعدوان والتمييز العنصري التي تمارسها إسرائيل هي سبب انعدام الأمن في كامل المنطقة، ولا يمكن بمثل هذه السياسة الطمع في الاندماج في المنطقة. إن تشجيع مثل هذه السياسة باللامبالاة وغياب الفعل يزرع الشك في كونية قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان ويجعل النهوض بها والدفاع عنها في المنطقة أعسر. وإذ نعتبر أخيرا أن المصالح الموضوعية لأوروبا رهينة السلام العادل في منطقة المتوسط فإننا نوجه نداء ملحا إلى رئاسة الاتحاد الأوروبي واللجنة الأوروبية والبرلمان الأوروبي  وجميع هياكل الاتحاد الأوروبي لتحمل مسؤولياتها الأخلاقية  والتاريخية للتحرك في  أسرع وقت قبل فوات الأوان، وذلك من أجل: – وقف حمام الدم الذي يستهدف المدنيين والأطفال  الفلسطينيين. – الإسراع بإرسال قوى دولية لحماية الشعب الفلسطيني لا لحماية المحتل. – بعث لجنة دولية للبحث في استهداف المدارس و لاسيما مدارس الأونروا وفي استعمال أسلحة محظورة مثل القنابل الفسفورية والعنقودية وغيرها. – المساهمة الفاعلة من أجل تسوية عادلة دائمة للقضية الفلسطينية على أساس القرارات الأممية. -إن في ذلك لضمانا للمصالح المتوسطية وللسلام في المنطقة وفي العالم الإمضاء:   

 
الاسم واللقب الصفة البلد
       
       
       
       
       
       
       

     

للاتصال :

العنوان: 14، نهج الجاحظ –المنزه 1 – 1004 تونس

(+216) 71 767 889 – 71 767 003الهاتف:

(+216) 71 750 911الفاكس:   

البريد الإلكتروني:

media@iadh-aihr.org

infocenter@iadh-aihr.org

www.iadh-aihr.org  موقع الواب


 

إسرائيل مصدومة: شبكة اتصالات وأنفاق ومخزون يكفي المقاومين لأشهر

 

 

غزة – “القدس” –
أوجز المحلّلون في إسرائيل ما يجري الآن بالآتي: “يريدون تسوية مع مصر وبرعاية أميركية لضمان عدم مراكمة “حماس” قوتها. وفكرة تأخير التصويت في الأمم المتحدة هدفت إلى محاولة إقناع مصر بتولّي الأمر. لكن يبدو أن الولايات المتحدة لا تمارس ضغطاً كافياً في هذا الاتجاه”. وتقول “الاخبار” اللبنانية في عددها الصادر اليوم السبت ان المواجهات القائمة الآن مع المقاومين في كل قطاع غزّة، تنبئ بتجربة جديدة يواجهها الإسرائيليون. وهي تجربة سبق لهم أن قرأوا بعض عناوينها قبل عامين في جنوب لبنان. تجربة تفتح الباب أمام نقاش مختلف. ومهما تصور الاسرائيليون إنجازاتهم عند أطراف القطاع، فهم يعرفون أن ما يواجهونه اليوم لم يكن يخطر ببالهم قبل عشر سنوات. في المعلومات التي سيتكشف الأخطر منها يوماً بعد يوم، صارحت وزيرة خارجية العدو تسيبي ليفني الرئيس المصري حسني مبارك ومساعديه بأن ما تنوي إسرائيل القيام به في غزة سيكون على شكل عقاب خاطف؛ سوف يطيح “حماس” خارج الملعب ويفتح الطريق أمام عودة محمود عباس ورجاله. وفي المداولات الأمنية والعسكرية، قال الإسرائيليون للمصريين إن العملية العسكرية ستأخذ شكلاً قاسياً ولكن سريعاً جداً؛ سوف تكون هناك عملية جويّة تقضي على كل البنى التحتية وتكسر الهرمية القيادية وتخطف أرواح غالبية القادة السياسيين وكوادر المقاومة العسكريين؛ وبعد يومين أو ثلاثة على أبعد تقدير، ستتقدم القوات البرية بسرعة نحو عمق القطاع، وتجهز على ما يبقى من جيوب، وتعود بعدها مع قوافل من المعتقلين. وهكذا، تخيلت تسيبي ليفني صورة لما يمكن ان يتم عليه الامر كما حدث قبل 40 عاما، حين أنجز الاسرائيليون أكبر أفعالهم خلال ساعات قليلة في عام 1967. ويبدو أن حديث المرأة، ومن لحقها وسبقها من عسكريين وأمنيين، قد ترك تأثيره الكبير لدى القيادة المصرية. عاد الأمنيون يبحثون في تركيب الوضع في القطاع من دون تسليمه كاملاً فيما بعد الى السلطة الفلسطينية. لكن اليوم الأول مرّ ومرّ الأسبوع الأول ولم يحصل شيء. قبل أيام من انطلاق العدوان، كان قادة “حماس” من السياسيين والعسكريين ومعهم قادة الفصائل الأخرى قد اختفوا عن مراكز المراقبة التقليدية. بدا أن خطة إخلاء مُحكمة قد نفذت بهدوء وصمت. وعندما أغار الطيران المعادي، أصاب 150 هدفاً مفترضاً تبيّن أنها كانت خالية وقتل من كان بقربها من مدنيين. وعدا عن مجزرة الشرطة فإن الضربة الاولى لم تحقق أياً من أهدافها. فما الذي حصل؟ لم يكن قد مرّ وقت طويل على هزيمة إسرائيل في لبنان، حتى كان الشهيد عماد مغنية يعيش هاجس نقل التجربة الى فلسطين. سارع الى عقد سلسلة من الاجتماعات التي لم تتوقف حتى عشية استشهاده، وهو يتابع ما يعتبره حلمه الأكبر. قال رضوان لرفاقه الفلسطينيين إن شبكة الاتصالات تمثّل سلاحاً استراتيجيّاً، ومعها سلاح الاماكن الخاصة. وخلال وقت قصير، كانت الخطط قد وضعت، وسافر العشرات من كوادر المقاومة الفلسطينية الى سوريا ولبنان وإيران وأتيح لهم الاطلاع على تفاصيل كثيرة، واستفادوا من خبرات كبيرة، وخلال أقل من سنة، كانت غزة أمام واقع ميداني يختلف عمّا ساد هذه المناطق لعقود خلت. الهرمية العسكرية لقوى المقاومة، ولا سيما لـ”حماس”، أخذت شكلاً مختلفاً. وأخذت بالاعتبار حرباً إسرائيلية من نوع مجنون كالذي يحصل الآن. جرت مناقشة الأمور كلها، بما في ذلك طريقة حماية المخزون المتعاظم من القدرات القتالية، وكيفية إبقاء طرق الإمداد قائمة، وكيفية حفظ التواصل بين المجموعات كلها. وينقل عن الشهيد مغنية قوله إن “الفلسطينيين يثبتون يوماً بعد يوم أنهم الشعب الجبار الذي بمقدوره تحمل كل الصعاب، وأن طريقة تحويل باطن الأرض حول القطاع وداخله إلى مدن قائمة يشير إلى أنه إذا توافرت لهم الإرادة والقيادة فسيحققون ما عجز عنه السابقون”. ولذلك فإن الضربة الاولى التي نفذها طيران العدو لم تحقق سوى صدمة الرعب، التي أربكت الجميع بمن فيهم قيادات المقاومة في فلسطين وخارجها. لم يكن الأمر مستبعداً، ولكن حجم الضربة وحجم الجريمة ترك مفعول الصدمة. وبحسب ما هو مفترض، فإن الامور سارت على النحو الحسن. وخلال يومين، استعادت المقاومة الإمساك بالوضع، وتبيّن أن قدرتها على التحكم والسيطرة على آلية المواجهة جيدة، لا بل إنها لم تتعرّض لضربات جدية، وأن ما أصابته الغارات الاسرائيلية كان القليل القليل من القدرات، وكان الجميع يعي أن الحملة الجوية سوف تمهّد للحملة البرية، التي لها حساباتها أيضاً. رأى العدو أن المهم بالنسبة إليه هو إضافة جرعة جديدة من الرعب. لم تكن مشاهد الحشود والدبابات كافية لتحقيق العرض. وعندما توالى سقوط الصواريخ على جنوب القطاع وشرقه وشماله، اكتشف الاسرائيليون أن هناك فشلاً استخبارياً قد وقع، وأن هناك ما يشبه الأيام الأولى لحرب لبنان في تموز عام 2006. وبعد مرور أسبوع على العدوان، كان النشاط البري ينحصر في ما سمّاه الاسرائيليون “المرحلة الثانية”، التي تقضي بتقطيع أوصال القطاع واحتلال كل المناطق المفتوحة التي يفترض أنها مراكز للوحدات المكلفة إطلاق الصواريخ. ودخل المئات من جنود الاحتلال، وهم يحسبون أن الحرب على وشك الانتهاء، إذ إن المقاتلين اختفوا، ولكن سرعان ما عادوا الى الظهور، وصاروا يطاردون قوات الاحتلال، التي تقضي المرحلة الثانية من عدوانها بتجنّب الالتحام مع المقاومين وتحصر الهدف بتقطيع أوصال القطاع، أملاً بضرب الهرمية القيادية للمقاومة وإحداث فوضى وارتباك. غير أن الذي حصل هو الدرس الثاني والأهم من حرب تموز، وهو الذي يقضي بوضع كل الخطط التي تجعل وحدات المقاومة مسؤولة عن قطاعات محددة، ولكل مجموعة تجهيزاتها الكاملة ومؤنها وخططها للعمل، وبالتالي فإن الحلقة المركزية لا تتطلب عمليات نقل للقوات أو عمليات إمداد ذات طابع تقليدي. وانعكس ذلك قدرة على المناورة في المناطق التي تحركت فيها قوات الاحتلال، وأخذ بعداً إضافيّاً في الأماكن الاخرى، حيث يفترض الاسرائيليون أنهم سينطلقون باتجاهها إذا قرروا الدخول في المرحلة الثالثة من العملية العسكرية. إلا أن العناصر الإضافية تمثلت في توفير مخزون صاروخي لدى المقاومة يكفي لتحمّل الصعاب لوقت طويل، ويُوزّع بطريقة تمنع تعرضه للتعطيل، حتى لو نجح العدو في احتلال أمكنة كثيرة من القطاع. ورُبطت آلية العمل بوتيرة تحفظ سقوط الصواريخ، ومن أمداء مختلفة، وذلك لمدة لا تقل عن ثلاثة شهور، وهي المدة التي يفترض بالمقاومة أن تحولها إلى حرب استنزاف كاملة إذا ما قررت إسرائيل البقاء في حالة العدوان وتوسعت في احتلال مناطق اضافية من القطاع. وتمثّل عنصر المفاجأة الإضافي في كميات الأسلحة ونوعيتها وعدد الصواريخ التي أدخلت الى القطاع. وهو ما جعل القيادة المصرية ، بحسب “الاخبار”، أن ما تحدّث عنه الإسرائيليون لم يتحقّق جديّاً، وبعد مرور أكثر من أسبوع على اندلاع المعارك، تم ترتيب اجتماع عاجل في طابا بين كبار المسؤولين الامنيين في مصر وإسرائيل. كان الجانب الاسرائيلي يقول صراحة إن الحملة الجوية لم تحقق هدف إطاحة قيادة “حماس” السياسية والعسكرية، وإن ما يجري على الأرض يظهر قدرات خاصة عند مقاومي “حماس”، لكن الأهم بالنسبة لهؤلاء هو الأشارة إلى أن المخزون الصاروخي لا يشبه البتة ما كان ينقل إليهم من تقارير يعدّها عملاء، وبعضها أتى من ضباط في أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، أو نقلتها الولايات المتحدة وعواصم غربية من خلال آلية التعاون غير المباشر مع أجهزة أمنية عربية. وركز الاسرائيليون في الاجتماع المذكور على مسؤولية مصر في عدم ضبط الحدود بصورة جدية، ما دفع الضباط المصريين الى الحديث عن إنجازات في تدمير مئات الأنفاق واعتقال العشرات من المواطنين في جنوب سيناء، وعن تبديل ظل متواصلاً للفريق الأمني والعسكري العامل هناك، وصولاً الى الحديث عن أن التهريب يتم عبر البحر لا عبر الحدود البرية. كل ذلك لا يجيب عن السؤال المركزي الآن: لماذا رفضت اسرائيل قرار مجلس الامن؟ وفي محاولة الإجابة، يبدو واضحاً أن في قيادة اسرائيل السياسية والعسكرية اقتناعاً بأن الاهداف الفعلية لم تتحقق. وإذا كان هناك الكثير من الكلام الذي قيل في النقاش السياسي حول أهداف الحرب، إلا أنه في المداولات الجدية مع الفرنسيين والمصريين والألمان، فإن اسرائيل قالت صراحة انها لا تريد تسوية تسمح لـ”حماس” بتكرار تجربة حزب الله وأن يتاح لها الاحتفاظ بنفوذ كامل داخل القطاع وأن تعيد مراكمة قوتها العسكرية. ولذلك، فإن ما جرى حتى الآن لم يجبر “حماس” على الخضوع، ولم يتح للآخرين من دول المنطقة فرض اتفاق يقضي بتوفير ترتيبات من هذا النوع. وبالتالي، فقد بات واضحاً أنه لم يعد مطلوباً القضاء على “حماس”، بل ضمان التزامها بوقف إطلاق نار طويل المدى وعدم تهريب الأسلحة الى القطاع من مصر، وهو موقف قالت فرنسا وألمانيا إنهما مستعدتان للعمل على تطبيقه. على هذا الأساس انطلقت اسرائيل في حربها، وهي كانت تعتقد بأن للحملة الجوية نتائجها السياسية، وذلك لأنها حسبت أن نتائجها الميدانية كانت كافية لإرغام “حماس” على طلب النجدة قبل طلب الاستسلام. لكن شيئاً من هذا لم يحصل، فكان الدخول إلى المرحلة الثانية، والاعتقاد الذي ساد بأن عنف الحرب والجرائم الكبيرة ستنقل الضغط على “حماس” إلى داخل القطاع نفسه. وهو أمر لم يحصل أيضاً، بل ظهر أن التعاطف الفلسطيني مع المقاومة أكبر مما يظن الآخرون، حتى جاءت حملة التضامن في الشارعين العربي والاسلامي لتسقط كالماء البارد على الرؤوس الحامية في إسرائيل وفي عواصم القرار العربية والدولية. وعندما بدأت المرحلة الثانية من الحملة البرية، كان قادة العدو لا يتصرفون على أساس أنهم سيبقون لفترة طويلة، فإما أن يصار إلى تحقيق مكاسب ميدانية يجري تثميرها سياسياً أو أن يتقدموا نحو المرحلة الثالثة، وعند هذا النقاش بدأ الانقسام يتسلل الى غرفة القيادة في اسرائيل. وبدا واضحاً أن رئيس الحكومة إيهود أولمرت يريد الاستمرار في العمليات حتى تحقيق التسوية التي تريدها اسرائيل، بينما يؤيد ايهود باراك تفاهماً مع مصر على إنجاز سريع للعملية مع ترتيبات لاحقة لتسوية دائمة. أما وزيرة الخارجية تسيبي ليفني فكانت تخشى الأسوأ، إذ قالت إنها تميل الى الانسحاب الآن وإفهام “حماس” والناس والدول الاخرى بأنه في حال إطلاق النار من جديد فسيعاود الهجوم، على أمل أن تنجز تفاهمات لاحقة تضمن عدم تعرض إسرائيل من جديد للقصف. لكن في الميدان بدت الصورة أكثر قلقاً. فباراك الذي يعرف أن الاهداف لم تتحقق بعد، سارع الى زيارة مخيمات التدريب الخاصة بجنود الاحتياط، وحثهم على الاستعداد لحرب اضافية. وقال صراحة إن “الحرب طويلة والاهداف لم تتحقق بعد”. أما قيادة الجيش، التي تبدو الأكثر التزاماً بتوصيات لجنة فينوغراد، فإن القلق له شكله المختلف. صحيح أنها لا تمارس الضغط على القيادة السياسية، لكنها تدرك أنه كلما تقدمت القوات العسكرية في القطاع، ازداد احتمال التورط في حرب استنزاف والعودة الى وحول غزة. والمرحلة الثالثة المطلوب تنفيذها تقضي بالتوجه فوراً الى الاماكن المكتظة بالناس والتجمعات السكنية، وهناك نُصبت الكثير من الأشراك المفخخة، وهناك آلاف المقاتلين الذين يتحولون في لحظة الى فدائيين يفجرون أنفسهم بالقوات المتقدمة. وإن الرد القاسي يعني وحشية إضافية سوف تودي بحياة المزيد من المدنيين. أما إذا تقرر البقاء في مرحلة الانتظار، وعدم الانسحاب، فهذا يتطلب إما التموضع واتخاذ مواقع كأي جيش احتلال، وعندها ستتحول المجموعات الى اهداف. وهذا يكفي برأي الاسرائيليين “ان العدو يفيق كل يوم من الصدمة ويعيد ترتيب اموره والامساك بزمام المبادرة والصواريخ ستنهال من دون توقف”.
 
(المصدر: صحيفة “القدس” (  يومية ـ فلسطين) بتاريخ 10 جانفي 2009)

 


 

جريمة المحرقة لن تمر

 

فهمي هويدي (*)     

 

إحدى الخلاصات التي نخرج بها من متابعة المشهد في غزة أنه لا شيء تغير في إسرائيل، لكن العرب هم الذين تغيروا.

 

(1)

قتلت ما بين 80 إلى مائة فلسطيني، من النساء والأطفال. الأطفال كانوا يقتلون بتحطيم رؤوسهم بالعصي. لم يكن هناك منزل واحد بلا جثث. أجبر الرجال والنساء على البقاء في بيوتهم بلا طعام أو ماء. ثم جاء الجنود لكي يفجروا المنازل بالديناميت. أمر قائدنا أحد الجنود بإحضار امرأتين إلى المنزل الذي كان على وشك تفجيره” .. جندي آخر افتخر بأنه اغتصب امرأة عربية قبل إطلاق النار عليها وقتلها. أمر الجنود امرأة عربية أخرى معها جنينها بتنظيف المكان لمدة يومين، وبعد ذلك أطلقوا النار عليها وعلى طفلها. القادة المتعلمون من ذوي الأخلاقالحسنة، الذين كانوا يعدون “أفضل الرجال” تحولوا إلى قتلة في معارك الطرد والإبادة التي انطلقت من الاقتناع بأنه كلما كان هناك عرب أقل، كان ذلك أفضل لإسرائيل.

كان علينا أن نهاجم اللاجئين الفلسطينيين، انقسمنا إلى ثلاث مجموعات، كل واحدة ضمت أربعة أشخاص. شاهدت مع زميل لي عربياً يقف عند منحدر التل. قال لي زميلي جبيلـي: هار، جهز سكينك. زحفنا نحو الرجل الذي كان يردد لحناً عربياً، فسارع جبيلى إلى الإمساك به، وأنا أغمدت السكين في عمق ظهره. رأيت الدماء تتدفق على قميصه القطني المخطط. ودون أن أضيع أية ثانية، تصرفت تصرفاً غريزياً وقمت بطعنه مرة أخرى بالسكين، تأوه الرجل وتمايل ثم سقط مضرجا في دمائه.

هذان النّصان لا يصفان شيئاً مما يحدث في غزة هذه الأيام، ولكن الأول منهما جزء من شهادة جندي شارك في احتلال قرية الدوليمه الفلسطينية عام 1948، نشرتها صحيفة “دافار” الإسرائيلية في 9/6/1979. أما الثاني فهو مقتبس من يوميات جندي اسمه مائير هارتزيون، تحدث فيها عنتجربته مع الجيش الإسرائيلي في بداية الخمسينيات، التي نشرت في تل أبيب عام 1969. وكانت صحفية “ها آرتس” قد سألته حينذاك عما إذا كان يشعر بوخز الضمير من جراء ما فعل، فنفى ذلك، وقال إن طعن العدو بالسكين “شيء رائع” يمنحك إحساسا بأنك رجل حقاً. ( القصتان وردتا فيثنايا كتاب صدر مؤخراً عن دار الشروق الدولية حول “إرهاب إسرائيل المقدس.(”

 

(2)

هذا الذي حدث قبل ستين عاماً يتكرر الآن في غزة. لكن السلوك الإسرائيلي اختلف في الدرجة، في حين أن الموقف العربي اختلف في النوع. فإسرائيل ظلت على موقفها في الفتك بالفلسطينيين واستباحة دمائهم. في الأربعينيات أرادت تهجيرهم والآن تريد تركيعهم. ووقتذاك استخدمت السلاح والآن أضافت إليه الحصار. وما فعله النازيون معهم حين وضعوا اليهود في معسكرات الاعتقال ثم ساقتهم إلى غرف الغاز، فإن الإسرائيليين حولوا غزة بالحصار إلى معسكر للاعتقال، وأقامت لهم محرقة بأسلوب آخر، حيث عمدت إلى قصفهم ودك بيوتهم فوق رؤوسهم من الجو والبر والبحر. بل لم يتورعوا عن ضرب مقرات المنظمات الدولية (الصليب الأحمر ووكالة غوث اللاجئين) وقصف سيارات الإسعاف وتصفية المسعفين. الأمر الذي يعني أنهم ضاعفوا من وحشيتهم واستهتارهم وتنكيلهم بالفلسطينيين.

أما اختلاف الموقف العربي في النوع، فيظهر جليا حين نلاحظ أنه في الأربعينيات كان هناك توافق بين الحكومات والشعوب العربية على ضرورة مواجهة العدوان الصهيوني الذي أسفر عن وجهه في منتصف الثلاثينيات، الأمر الذي وفر مناخاً مواتياً لفتح الباب واسعاً لتطوع المجاهدينمن أنحاء العالم العربي والإسلامي، ولإشراف الجامعة العربية على جمع المال والسلاح لمقاومة تقدم العصابات الصهيونية. وهو ما انتهى بإعلان الحكومات العربية في عام 1948 – من خلال اللجنة السياسية بالجامعة – زحف الجيوش المصرية والسعودية واللبنانية والعراقية والأردنية لمساندة شعب فلسطين “لأن أمن فلسطين وديعة مقدسة في عنق الدول العربية”، كما ذكر البيان الذي صدر بهذا الخصوص.

لست هنا بصدد تقييم النتائج التي يعرفها الجميع، لأن ما يعنيني في اللحظة الراهنة هو المدى الذي بلغه اختلاف الموقف العربي على الصعيد النوعي. فلا الحكومات العربية اتفقت مع بعضها البعض على مواجهة العدوان، بل عجزت حتى عن أن تعقد قمة لاتخاذ موقف موحد. ولا توافقتتلك الحكومات مع شعوبها، التي مازالت أغلبيتها الساحقة على الأقل ثابتة على موقفها الذي عبرت عنه في عام 1948.

الأدهى من ذلك والأمر، أن بعض الحكومات العربية بدت في التعامل مع العدوان أكثر توافقاً وتناغماً مع الدول الغربية، منها مع شقيقاتها العربيات. وكان ذلك أوضح ما يكون في أصداء قرار مجلس الأمن الأخير بخصوص وقف العدوان على غزة. ناهيك عن اللغط المثار حول الموقف منالعدوان ذاته ومن حصار القطاع بوجه عام.

ومادمنا بصدد المقارنة، فإننا لا نستطيع أن نتجاهل في رصد الموقف الغربي، الذي أفزعته الممارسات النازية الألمانية بحق اليهود في أربعينيات القرن الماضي، هو ذاته الذي يقف الآن متفرجاً – بعضه يشجع ويبارك – المحرقة النازية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.

 

(3)

رغم أن أي تقييم لنتائج المحرقة لا يزال مبكراً، إلا أن ثمة أمورا برزت في الأفق الآن، بحيث يمكن التعامل معها كمؤشرات مقطوع بها، أو مرجحة عند الحد الأدنى. من ذلك مثلاً أن ما جرى في غزة لن يمر بسلام، لا عربياً ولا فلسطينياً. وفي هذا الصدد ينبغي أن ننتبه باستمرار إلى أن الشارع العربي يعيش الحدث في غزة يوماً بيوم بل ساعة بساعة. وأذكر في هذا الصدد أنه إذا كانت إسرائيل تمارس الآن بدرجة أعلى ذات الجرائم التي ارتكبتها في فلسطين، فإن تفصيلات تلك الجرائم لم يتعرف عليها العرب والمسلمون إلا بعد سنوات من وقوعها، وأن الإعلام كان ضعيفاً في أربعينيات القرن الماضي. لكن الأمر اختلف الآن تماماً، لأن الناس أصبحوا يتابعون ما يجري في غزة ساعة بساعة، وفي أحيان كثيرة فإن مشاهد المحرقة تنقل إليهم مباشرة عبر بعض الفضائيات، ولا ينبغي أن يستهان بهذه التعبئة المستمرة التي شحنت الشارع العربي بمختلف مشاعر السخط والغضب. ليس على إسرائيل وما تفعله، ولكن على العجز الذي ظهر في مواقف الأنظمة العربية ذاتها. وهذا وجه الخطر في الموضوع.

ذلك أن مواقف الأنظمة العربية، التي وضعت أغلبها موضع الاتهام إما بالتقاعس أو بما هو أبعد من ذلك وأسوأ، أحدثت أزمة ثقة عميقة بين الجماهير وبين تلك الأنظمة. صحيح أن ثمة فجوة تقليدية بين الأنظمة والشعوب في العالم العربي بسبب احتكار السلطة وشيوع الفساد وغياب الديمقراطية، لكن الاتهامات التي أصبحت توجه إلى تلك الأنظمة في ظروف الحرب الراهنة، سواء بالتقاعس أو بالموالاة للطرف الآخر، لم تعمق من تلك الفجوة فحسب، وإنما أفقدتها رصيد الثقة والاحترام. وفي غياب الشفافية وإزاء استمرار التشنج الإعلامي الراهن، لم يتح للناس أنيتبينوا الحقائق. الأمر الذي وسع من نطاق الشبهات وأبقى على بعض الدول في قفص الاتهام.

لا ينكر في هذا الصدد أن المقدمات التي تعرف عليها الناس كانت عنصراً مساعداً على تثبيت الاتهامات وإثارة الشكوك. ذلك أن اشتراك بعض الدول العربية في حصار الفلسطينيين بالقطاع، ومنعها إيصال المعونات والمواد الإغاثية إليهم، والتلكؤ حتى في السماح للأطباء المتطوعينبدخول القطاع للمشاركة في علاج المصابين، إضافة إلى التصريحات السياسية البائسة التي عبرت عن التحامل على الفلسطينيين، وتبرير قيام الإسرائيليين بالمذبحة. هذه العوامل وغيرها أسهمت في تعزيز الشكوك والشبهات. يكفي أنها أثارت عند كثيرين تساؤلات حائرة عن حقيقة مواقف تلك الأنظمة، وهل هي تعبر عن شعوبها حقاً، أم أنها تقف في الاتجاه المعاكس وتعبر عن مصالح ومواقف الأطراف الأخرى.

لا أظن أننا عشنا زمناً تعمقت فيه أزمة الثقة في بعض الأنظمة العربية، ولا أثيرت حولها الشكوك والشبهات، كهذا الزمن الذي نعيشه الآن. وذلك وجه الخطورة في الموضوع. ذلك أن شعوبنا التي احتملت في السابق ممارسات كثيرة من الأنظمة المختلفة، يصعب عليها ويهينها ويجرح كرامتها، أن تحتمل طويلاً أوضاعاً من هذا القبيل الذي استجد. لا أعرف بالضبط ما الذي يمكن أن يحدث، لكنى فقط أقول إن الممارسات المخزية الراهنة، التي تشعر شعوبنا بالذل والعار، أصبحت تفوق طاقة الصبر عند الناس، خصوصاً أولئك الذين لديهم بالأساس ما يكفيهم من المراراتوالأوجاع. وليت الأمر وقف عند حدود المهانة وجرح الكبرياء، لأن المشهد لم يخل من “فضيحة” أيضاً، بعد أن وجدنا فنزويلا تطرد سفير إسرائيل لديها، وموريتانيا تستدعي سفيرها في تل أبيب، وتركيا تعلق اتصالاتها مع إسرائيل، ومهاتير محمد يدعو من ماليزيا إلى مقاطعة البضائع الأمريكية، في حين يسود الخرس عواصمنا، ويخيم عليها “صمت الحملان“!

 

(4)

هل يمكن بعد الذي جرى أن يتحدث أحد عن السلام مع إسرائيل؟ – أرجو ألا يسارع أحد إلى المزايدة علي قائلاً إنني أدعو إلى الحرب، التي لم تستبعدها إسرائيل وتتحسب لها باستمرار، لأن ما أدعو إليه حقاً هو سلام مشرف لا يشترط علينا الركوع أو الانبطاح مقدماً. ذلك أن الجنون الذي مارسته إسرائيل في ممارساتها الوحشية في غزة، لم يهدم فقط بيوت القطاع لكنه أيضاً هدم كل ما حاولت إسرائيل أن تبنيه من أوهام السلام طوال الثلاثين عاماً الأخيرة. وقد شاءت المقادير أن تقدم إسرائيل على محرقة غزة في العام الثلاثين لتوقيع معاهدة السلام مع مصر (عام 1979)، لتطوي صفحتها وتجهز على ما بقى لها من آثار، خصوصاً بعدما أصبح السؤال المركزي في العالم العربي: هو أليس من العار رغم الذي جرى، أن تحتفظ أي دولة عربية بعلاقات من أي نوع مع إسرائيل؟ – بسبب من ذلك، فلعلي لا أبالغ إذا قلت إن نكسة شديدة أصابت أوهامالسلام التي حاولت أن تروج لها إسرائيل. أعادتها خطوات بعيدة إلى الوراء، حتى أزعم أن إسرائيل قد تحتاج إلى عشر سنوات أخرى لكي تعود إلى فتح ذات الملف مرة أخرى.

الملاحظة الأخيرة في هذا الصدد أن إسرائيل حين أرادت أن تحرق غزة فإنها حرقت أصدقاءها معها، وفي المقدمة منهم أبو مازن وجماعته الذين كان غاية جهدهم منذ وقعت الواقعة، أنهم جلسوا إلى جوار الهواتف يناشدون الآخرين ويستعطفونه، حتى إن أبو مازن لم يجرؤ على الاحتجاج والإعلان عن قطع مفاوضاته مع إسرائيل. الأهم من ذلك أن الجريمة أعادت اللحمة إلى الصف الوطني الفلسطيني الذي عانى من التصدعات والانقسام. وهي لحمة يمكن أن تنتقل بالوضع الفلسطيني إلى طور مغاير تماماً إذا ما استمرت مقاومة غزة في صمودها الأسطوري. لأن ذلك الصمود إذاما تحقق فإنه لن يختلف في أثره عن عصا موسى، التي ذكر القرآن الكريم أنه حين ألقاها “إذا هي تلقف ما يأفكون“. 

 

(*) كاتب ومفكر من مصر

 

)المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر) الصادرة يوم 13 جانفي 2009(

 


 

 

شهادات الكواليس .. هكذا تخوض “العربية” المعركة ضد غزة

تتلاشى المهنية في بحور التضليل فتتوالى الفضائح

 

رام الله ـ المركز الفلسطيني للإعلام

 

في البدء كان الخبر العاجل، ثم توالت الصور، وتعاقبت التحليلات والتخمينات والمضاربات، وتوالت الأنباء المنسوجة خلافاً للواقع.

 

إنها قناة “العربية”، عندما تخوض معركتها ضد غزة، على طريقتها الخاصة تماماً. بلغ الحنق ببعض العاملين فيها مبلغه. فالخط التحريري الذي تفرضه الإدارة المعادية للمقاومة والمتعاطفة مع نهج المحافظين الجدد المنصرفين عن الحكم في واشنطن؛ يجعل الأصوات المكتومة تبوح بما لم يعد سرّاً في الواقع. فحتى إدارة بوش تنقلب على عقبيها، دون أن ينقلب هؤلاء المسؤولون عن نهجهم.

 

تخيّل، تخيّل معي، إنهم قتلى، كل هؤلاء قتلى، لا يجوز لنا أن نتحدث عن شهداء، نحن نتحدث عن قتلى ولو كانوا أطفالاً رضّعاً. محظور أن نصف أياً من هؤلاء الضحايا في قطاع غزة بالشهداء، ذلك خط أحمر، حتى كلمة الضحايا مُستبعدة من قاموسنا“.

 

الخط الأحمر” الذي يشير إليه الموظف الذي يرفض الإفصاح عن اسمه، ليس في الواقع سوى واحد من خطوط حمراء كثيرة. هي التعليمات التي “تهبط من أعلى”، حيث الإدارة التي تفرض القيود والاشتراطات. تتمسّك إدارة الأخبار بالتعليمات الصارمة، ويتقبلها بعض الموظفين الذين تم اختيارهم بعناية كي يتوافقوا مُسبقاً مع المسار الذي سيدورون فيه، لكنّ موظفين آخرين لا يشعرون بالارتياح إزاء ما يُطلب منهم.

 

تخيّل مراسلاً أو مُراسِلة، يعيش تحت القصف، ويعاين الدماء والأشلاء، ولا يُسمح له أن يصف ما يجري بأنه عدوان أو مجازر”. يضيف الموظف “بلغ السيل الزبى، ففي “العربية” تكون الأفضلية للمواد والأخبار والصور والتعليقات التي توافق تفضيلات الإدارة. ما يسيء للمقاومة، ويغمز من قناة “حماس” هو المرغوب، ولك أن تتخيّل الكوارث المهنية التي تحدث. في أول أيام العملية العسكرية الإسرائيلية لم نجد سوى أن نتلقّف إشاعات ساذجة مثل خبر ضرب السجن وسقوط عشرات القتلى داخله. هي قصّة منحناها وقتاً واهتماماً زائدين، ثم تبيّن للجميع حقيقة الاختلاق في القصة. بالطبع لم نجرؤ على تكرار القصة في الأيام التالية. كان ذلك باعثاً على السخرية بكل معنى الكلمة“.

 

يشير المتحدث في هذا الصدد إلى أكذوبة سقوط عشرات الضحايا من السجناء في سجن غزة المركزي، والتي تلقفتها “العربية” على ما يبدو عن إعلام “سلطة رام الله” وتلفزيونها الهزيل.

 

فضيحة المشاهد المزوّرة

 

في غمرة هذا الارتباك الذي تعانيه قناة كان يُخطَّط لها أن تكون الأولى عربياً؛ يشرح الموظف، كيف تتزايد الضغوط النفسية على العاملين في القناة في هذه الأيام تحديداً. يقول الموظف “هل كان هناك من يتصوّر أن تتجاوز الحرب (على غزة) أسبوعاً أو عشرة أيام؟ لا أحد كانيتوقع ذلك ربما. لهذا اتجهت القناة إلى التسرّع في عرض ما يحققه الإسرائيليون على الأرض، بما يوحي وكأنها عملية متدحرجة سريعاً. كان الترقب بالطبع للعملية البرية، الأنظار تتطلّع إليها، لذا جرى الإيحاء وكأنها ستمضي بشكل سلس رغم بعض الصعوبات. ما الذي حدث في تلك الليلة (ليلة بدء المرحلة البرية من العدوان)؟ يومها كان التلاعب في ذروته، وسأشرح لك“.

 

في مساء السبت، الثالث من كانون الثاني (يناير)، بدأت المرحلة البرية بالفعل، استنفرت “العربية” طواقمها، وجاءت المشاهد الأولى لتعطي الانطباع بالإنجازات الإسرائيلية السهلة.

 

سأضعك في صورة الموقف، لتعرف حجم التلاعب. لنفترض أنك مشاهد عادي، يجلس في مكان ما، داخل غزة، أو رام الله، أو عمّان، أو بيروت، أو القاهرة، أو نواكشوط. ستسمع أنّ العملية البرية الموعودة بدأت. لن تكون محظوظاً لو صادفت قناة “العربية” عندما تفتح التلفاز، فستجد جنوداً إسرائيليين مدججين بالسلاح يتقدّمون بدون خوف في قلب غزة، وستجد آليات عسكرية إسرائيلية تتقدم هناك بلا مقاومة. ماذا ستقول في نفسك؟ ستقول إنها نزهة عسكرية! ستقول مستغرباً: أين هي المقاومة ووعيدها؟ وستقول أيضاً: أين الذين سيزلزلون الأرض تحت أقدام الغزاة؟.أعني أنّ الرسالة واضحة تماماً للمشاهد العادي، فالتقدم الإسرائيلي يتواصل، دون إعاقة. لكنّ الحقيقة مختلفة تماماً“.

 

يشرح الموظف كيف تمّ الأمر، وكيف جرى حبك التلاعبات في مطابخ “العربية”. كان القرار بمجرد بدء المرحلة البرية، يقوم على ترك ثلاثة عناصر تتفاعل في ما بينها لتحدث التأثير المطلوب في إحباط الجماهير العربية: عنصر المشاهد المتحركة، وعنصر الكتابات النصيّة التي تظهرعلى الشاشة، وعنصر التعليقات التي تجري في الاستوديو على ما يجري.

 

أخطر ما في الأمر هي المشاهد المتحركة والكتابات النصية. فالمشاهد تم أخذها من الدعاية العسكرية للجيش الإسرائيلي، تم تلقفها باهتمام، وبثتها “العربية” مباشرة، حتى دون أن يُقال للمشاهدين حقيقة مصدر الصور، وأنها دعاية حربية لاستهلاك الجمهور الإسرائيلي بقدرات جيشه.

 

لم يتم قول الحقيقة، بل جرى الكذب على المشاهدين بشأن مسرح تلك المشاهد. كانت تجري في الواقع في مكان آخر غير الذي قالته “العربية“.

 

كانت المشاهد في الحقيقة لقوات الاحتلال، مشهد لجنود راجلين من قوات النخبة “غولاني” ومشهد لجنود من القوات ذاتها يأخذون مواضع على الأرض في حالة من التهيّؤ والاستعداد، ومشهد ثالث لآليات عسكرية تتقدم بلا اعتراضات.

 

الحقيقة أنّ هذا كلّه كان يجري خارج قطاع غزة، ولم يكن داخل القطاع بأي حال. لكنّ قناة “العربية” قالت للمشاهدين “نرى الآن هذه المشاهد التي تأتينا من غزة”، ولم تقل إنها لتقّدم القوات الغازية باتجاه قطاع غزة. استمرّ بث تلك المشاهد ساعات مطوّلة بلا كلل أو ملل، حتى حلّ الصباح، مع تعليقات القناة بالنص المكتوب والمنطوق عن أنها تجري في غزة بالفعل.

 

ولتشكيل الانطباع المضلِّل، تطلّب الأمر تكرار المشاهد الثلاثة القصيرة آلاف المرّات، بالانتقال من الجنود الراجلين، إلى الآليات المتقدمة، إلى الجنود المتموضعين أرضاً، وتتكرّر الاسطوانة ذاتها حاملة مشاهد الدعاية الإسرائيلية المرّة تلو الأخرى.

 

بالنسبة لقناة “العربية” فإنّ هامش التلاعب يبدو واسعاً، بل واسعاً جداً، ولا قيمة للمهنية. هنا تتقمّص القناة تجربة “فوكس نيوز” الأمريكية الصهيونية، بكل ما فيها من فضائح مهنية تزكم الأنوف.

 

التعويل على التلاعب، حسب ما يكشف الموظف ذاته، يبدأ من الخلط المحبوك بعناية بين كلمة “غزة”، وكلمتي “قطاع غزة”. في الإعلام الغربي يتم الدلالة على قطاع غزة بكلمة “غزة”، ولكنّ الجمهور العربي يدرك أنّ “غزة” هي المدينة، وليست القطاع بالكامل الذي يضمّ مدناً ومخيمات وبلدات أخرى. هذا في الأحوال العادية، “فما بالك بوقت الحرب، فالتقدّم والتراجع لا يقاس بالاختصارات والألفاظ الموجزة، لا تستطيع أن تقول إنّ القوات الإسرائيلية الآن تحتلّ غزة لأنها تسيطر على بعض أراضي القطاع، لأنّ الدلالة واضحة تماماً، فغزة هي المدينة هنا، ولا شيء آخر، ومن المثير للسخرية أن نضطر لشرح هذا”، يقول الموظف.

 

لكنّ المثير للسخرية أن تقول “العربية” لمشاهديها إنّ مشاهد الآليات المتحركة، والجنود الراجلين، وأولئك المنبطحين، هي من “غزة”. ومع ذلك، فهذا ما تمّ بالفعل طوال اثنتي عشرة ساعة على الأقل من بدء المرحلة البرية، أي حتى صباح الأحد الرابع من كانون الثاني (يناير.(

 

كانت فضيحة مشاهد الجيش المتقدِّم بسهولة تأتي تحت شريط توضيحي مكتوب عليه “غزة قبل قليل”. بمعنى آخر: اكتسح الإسرائيليون القطاع، وانهار كلّ شيء، و”تصبحون على خير”، كما يقول الموظف بصيغة اختلطت بها السخرية بالمرارة.

 

ما الذي يمكن قوله اليوم، بعد انقضاء أكثر من أسبوع على بدء المرحلة البرية الموعودة؟ ماذا لو أعادت “العربية” بثّ تلك المشاهد وكتبت فوقها “غزة قبل عشرة أيام”. يجيب الموظف على السؤال الذي طرحه بنفسه بالقول “ستكون تلك فضيحة، ومن حسن الحظ أنّ ذاكرة الإنسان ليستمصمّمة لتستذكر كلّ صغيرة وكبيرة، وإلاّ لكان وضعنا حرجاً أكثر مما نحن فيه الآن“.

 

 المراسلون يخرجون عن صمتهم

 

يتابع الموظف “مراسلو “العربية” يقومون بأعمال جبّارة، يتعقبون الأحداث، يتفوقون أحياناً على مراسلي “الجزيرة” رغم عدم التكافؤ العددي. جهود مراسلينا تضيع لأنّ القناة لها سياستها الصارمة“.

 

ويضيف الموظف “يبدو الأمر باعثاً على التهكّم عندما تضطر مراسلتنا في غزة وعلى الهواء مباشرة إلى تكذيب ما تقوله القناة. ولك أن تتخيّل ما يعنيه ذلك!”.

 

يقصد الموظف بإشارته هذه، تعليقات المراسلة حنان المصري، التي أخذت لا تتردّد في تصويب بعض ما تورده المحطة التلفزيونية المثيرة للجدل من أنباء لا أصل لها. المشكلة الفنية تعود إلى غرفة الأخبار، لأولئك الجالسين في “الغاليري”، حيث تتم صياغة عبارات مضلِّلة، بل صارخة التضليل أحياناً، لتوضع إما ضمن شريط “العاجل”، أو شريط التوضيحات، والأمثلة عصيّة على الحصر.

 

أحد تلك الأمثلة ما شهده مساء الجمعة، التاسع من كانون الثاني (يناير)، عندما برز فجأة نبأ “عاجل”، على الطريقة التي تفضِّلها إدارة الأخبار بقناة “العربية”، أي طريقة “الصدمة والترويع”، التي توحي وكأنّ الاكتساح الإسرائيلي قادم، وتكشف ربما عن تمنّيات أكثر من كونها وقائع. يقول النبأ العاجل الذي ظهر فجأة، إنّ “الدبابات الإسرائيلية تتقدم باتجاه داخل غزة“.

 

يشرح الموظف “لو غادرنا الشاشة؛ ما الذي كان يجري في الواقع؟ كانت هناك أنباء عن تحرّكات تقوم بها آليات الجيش الإسرائيلي على تخوم قطاع غزة، في المناطق التي انتشرت فيها تلك الدبابات والآليات سابقاً، وربما محاولة تلك الآليات التقدّم نحو مساحات إضافية داخل القطاع“.

 

أخذت “العربية” تقول إنّ الدبابات “تتقدم باتجاه داخل غزة”. العبارة المفعمة بالتضليل، أخرجت المراسلة حنان المصري عن صمتها، بدت ساخطة عندما طالبت المسؤولين في غرفة الأخبار بالتعديل، أكّدت أنه نبأ “غير دقيق” و”مخالف للواقع”. الصحفية الواقعة في قلب الميدان تدركما تعنيه مثل هذه المزاعم “العاجلة”، ولذا سارعت إلى القول “هذا يتسبّب في إثارة هلع الناس هنا في غزة، علينا أن ننتبه إلى هذا“.

 

لم تبتعد المراسلة حنان المصري عن الواقع كثيراً، باستثناء أنّ قلّة من المشاهدين في القطاع يتذكّرون قناة “العربية”، إن تمكّنوا من متابعة التلفزة من أساسها بسبب انقطاعات التيار الكهربائي. الواقع الذي تقصده المراسلة، هو أنّ الشريط الأحمر الذي يقفز إلى الشاشة فجأة باسم “عاجل”، مؤهّل لأن يثير الفزع، إذا ما جاء بعبارة تبشِّر المشاهدين بأمنيات مسؤولي “العربية” بانهيار المقاومة (المسلّحين) وأنّ دبابات “الجيش الذي لا يُقهَر” باتت تنتظرهم على ناصية الشارع.

 

أزمة تتفاقم .. بالبثّ المباشر

 

مضت الليلة، والليلتان، والليالي الثلاث، ولم يتحقق ما بشّرت به “العربية” مشاهديها، فلا “الدبابات الإسرائيلية تقدّمت باتجاه داخل غزة”، ولا المهمّة اكتملت. لكنّ إدارة القناة المثيرة للجدل متمسِّكة بنهجها الحديدي في التعامل مع الموقف الميداني، وإضفاء أحكامها المسبقة على المشهد. لذا فهي لا تتوانى في منح الانطباعات بوجود إنجازات يحققها الجيش الإسرائيلي، وهكذا تلقفت يوم الأحد، الحادي عشر من كانون الثاني (يناير) بعناية، تصريحات حكومة أولمرت بأنها تحقق “انتصارات” في قطاع غزة.

 

مثال آخر من مساء الأحد، الحادي عشر من كانون الثاني (يناير). فشريط “عاجل” ظهر على شاشة “العربية” مرة أخرى ليتحدّث عن تقدّم للقوات الإسرائيلية نحو غزة. يتحدث المراسل زياد الحلبي من مكان قريب من شمال قطاع غزة، ثم يأتي دوْر المراسلة حنان المصري، التي تقف مباشرة تحت طائرات الاحتلال، لتؤكد من غزة أنّ ما يأتي عبر القناة من مزاعم “غير دقيق”، ولا صحّة لما تم إيراده. يثور سوء تفاهم بالبث الحيّ المباشر، بين المراسل والمراسلة ومقدم النشرة الإخبارية، كلّ يعقِّب على الآخر بطريقته. يضرب الجالسون في غرفة الأخبار كفّـاً بكفّ، تبدو تعبيرات الحنق هذه الليلة في ذروتها.

 

في الحقيقة، كان الأمر مجرّد سوء تفاهم. لم يقل المراسل الحلبي ما يستدعي الاستياء، لكنّ رداءة الصوت جعلت المراسلة المصري تحسب أنّ زميلها الواقف قرب حدود القطاع قد أدلى بمعلومات دفعت غرفة الأخبار و”الغاليري” لنشر المعلومة “العاجلة” التي تظهر أمامها على الشاشة.لكنّ المعلومة تم اختلاقها في مطبخ “العربية”، ولا دخل للمراسلين فيها من قريب أو من بعيد.

 

 تلاعبات .. وإفراط في الانتقائية

 

حجم التلاعب في ما تبثّه “العربية” لا يقتصر على الانتقائية المفرطة في نوعية الأخبار، وضيوف البرامج، وما يجري التركيز عليه من التصريحات والأحاديث والمؤتمرات الصحافية. بل يأخذ التلاعب شكلاً صارخاً في بعض البرامج الوثائقية وغيرها من البرامج الدورية. تكفي هنا ملاحظة البرنامج المخصّص لاستعراض المقالات الصحافية المنشورة في وقت الحرب على غزة. لا يحتاج الأمر للمراهنة، فالقصاصات مكرّسة لتعزيز حرب القناة على غزة. لا تكفي الصواريخ والقذائف التي يمطر بها جيش الاحتلال أنحاء القطاع، فالقناة تشحذ سيوفها وخناجرها على طريقتها الخاصة، فيجري اقتناص المقالات والأعمدة المكرّسة لتشويه المقاومة، والتي تستأثر بالطبع بحركة “حماس” بصفة خاصة.

 

تحت القصف الحربي ثمة معادلة تقول: عليك أن تختار أن تكون في أحد مربّعين لا ثالث لهما، هذا الطرف أو ذاك. تختار “العربية” الوقوف ضد المقاومة، على طريقتها الخاصة، لكنها لا تقول بالطبع إنها مع العدوان، فهي لا ترى عدواناً في الأساس، ما تراه هو “هجوم”، و”اشتباكات“.

 

تستنفد القناة كلّ ما بوسعها للمضيّ بعيداً في هذا الاتجاه. وبالنسبة للبرنامج المخصّص لاقتباسات المقالات الصحفية يمكن توقّع ما سيأتي في اليوم التالي سلفاً: معلِّقون جميعهم حانقون على المقاومة، غاضبون على “حماس”، يذرفون دموع التماسيح على معاناة أهل غزة ودمائهم، ويطالبون عملياً بما يضغط باتجاهه ثلاثيّ الحرب: أولمرت، باراك، وليفني. اقتباسات “العربية” تمنح الأفضلية لكاتبي الأعمدة المقرّبين من القناة، وبعضهم يضع قدماً فيها وأخرى في مؤسسات صحفية تتناغم معها.

 

أمّا ضيوف البرامج، فثمة أولوية للحوارات المطوّلة مع أشخاص خارج المشهد. ليس المقصود سلام فياض مثلاً، أو نايف حواتمة الذي تحوّل إلى ضيف مفضّل بمجرّد مباركته المبادرة المصرية المدعومة فرنسياً والمُقرّة إسرائيلياً. بل ضيوف أكثر وطأة على المشاهدين، يجري استدعاؤهم في التوقيت الخاطئ تماماً.

 

بعد ظهر السبت، السابع والعشرين من كانون الأول (ديسمبر)، كان دويّ ضربة “الصدمة والترويع” المفترضة على قطاع غزة لا زال يتردّد بأصدائه في غرفة الأخبار بمقرّ “العربية”. جرى البحث عن ضيف نَسِيَه المشاهدون، ليخرج في لحظة قدّرت إدارة التحرير بأنها قد تكون حاسمة بالنسبة لقطاع غزة. هذه هي القصّة المختصرة لظهوره: محمد دحلان، القيادي الأمني السابق المتورِّط في ملفات يصعب حصرها، بحسب “فانيتي فير” على الأقل. لكن الإنصاف يقتضي الكشف عن الجانب الآخر من المشهد: فدحلان ذاته كان يسعى من جانبه، كان يشقّ القنوات إلى الإعلام، ولم يجد في البدء سوى “العربية” ليظهر عليها كمن يصعد على أشلاء غزة، متحدثاً دون التخلِّي عن ربطة عنقه المنتقاة بعناية لمثل هذا اليوم.

 

يشرح الموظف “كرّسنا أغلى ساعات البثّ لحوار مملّ مع ضيف كريه في عيون معظم المشاهدين، استضفنا دحلان في حوار مطوّل بينما كانت غزة تنزف الدم. كأننا نقول للمشاهدين: جئنا بالحاكم القادم لغزة على ظهر الدبابة الإسرائيلية، تخيّل بربِّك؟!”.

 

 “الهجوم على غزة” .. وحرب الفيديو

 

للمصطلحات في “العربية” أهمية خاصة. ليس ذلك استثناء للقناة المثيرة لاستياء قطاعات عريضة من المشاهدين. فلكل قناة مصطلحاتها، لكنّ مصطلحات “العربية” تتفق مع اتجاهات التلاعب التي تستسيغها الإدارة.

 

من بين ما خرجت به القناة عنوانها العريض “الهجوم على غزة”. هو ليس عدواناً إذاً، وليست حرباً كذلك. “كلمة الهجوم تجعلك أمام ما يُشبِه أفلام الحركة (الأكشن)، فالبطل عندما يهجم تنظر للأمور من زاويته، وترجو لو أنّه سيحرز النصر، ولو كان شرساً. الهجوم يضع مدخل الأحداث من زاوية المهاجِم (بكسر الجيم) وليس المهاجَم (بفتحها). وهو يعطيك الانطباع بأنّ الاكتساح الإسرائيلي قادم، ولا يشعرك بالطبع بالمظلمة والمأساة والكارثة”، وفق ما يشرح الموظّف.

 

لا تبدو تقديرات الموظف الحانق معزولة عن سياقها. فهو يشرح الأمر من زاوية التأثير النفسي، “خذ على سبيل المثال الترجمة العملية لعنوان “الهجوم على غزة”، وكيف يضعك في خانة السوبرمان (الرجل الخارق) القائم بهذا الهجوم، أنت تتعامل مع المساحة التي أمامك والتي اسمهاقطاع غزة وكأنك في لعبة فيديو، تقوم بالضغط على الأزرار لتجد المناطق تتفجّر على الشاشة. هذا تماماً ما تفعله “العربية”، تأتي بالصور الدعائية الخرقاء التي يروِّجها الجيش الإسرائيلي، عن عملية استهداف قطاع غزة بالفيديو، وتنشرها العربية كلّ يوم. بالطبع عليك في لعبة الفيديو أن تأمل أن تصيب الهدف، وهكذا تستدعي الشعور ذاته في شاشة العربية: ها قد أصابت الهدف، ها هو يتفجّر. السؤال: أين المشهد الإنساني على الأرض؟! هل يساعد هذا الأسلوب المفضّل لدى القناة دون سواها من قنوات العرب على أي تعاطف مع الضحايا؟!”.

 

وفي سوق المصطلحات، تتمادى “العربية” في استدعاء المفردات الاستثنائية من قاموسها الخاص بالتحرير الإخباري. القنوات الأخرى تتحدّث عن نشاط المقاومة، فتتعدّد التعبيرات، مثل “المقاومة تتصدّى”، أو “المقاومة تخوض معارك”، أو “رجال المقاومة يشتبكون مع الجنود الإسرائيليين”، أو غير ذلك. لكنّ سياسة “العربية” تمنح الأولوية لوصف ذلك بمفردة “الاشتباكات“.

 

المطلوب أن نقطع الطريق على تعاطف الجمهور العربي مع ما يجري، هي مجرد “اشتباكات”، بين طرفين متكافئيْن، فهما “يشتبكان” ..”، كما يقول. في هذا السياق يأتي الموظف على أمثلة أخرى، “كما قلت لك، لا يجوز لنا أن نتحدث عن شهداء، نحن نتحدث عن قتلى ولو كانوا أطفالاً رضّعاً أو أمهات حبالى. ليس مسموحاً أن تقول عن هؤلاء الضحايا إنهم شهداء، هذا محظور في “العربية”، ولن تعثر ببساطة على كلمة شهيد سوى ما جاء على هيئة زلاّت ألسن المراسلين“.

 

 مَشاهِد ثمينة .. إلى سلّة المهملات!

 

يؤكِّد الموظف الحانق “لك أن تتخيّل حجم التقارير والمشاهد التي تمتنع القناة عن بثها. مشاهد يبعث بها المراسلون المعتمدون، وينتهي بها المطاف إلى هذا الأرشيف أو ذاك، أي لنقل: سلّة المُهملات عملياً. ليس مطلوباً ما يرفع الروح المعنوية، بل العكس إن توفّر. هذا أصبح معروفاً، ولذا فالمراسل أو المراسلة يمارس رقابة ذاتية ابتداءً، ورغم ذلك فعليه أن يتوقع التعامل مع المَشاهِد التي يبعث بها حسب معايير القصّ والتعليق التي تجري في المركز. ولك أن تتخيّل المفاجآت“.

 

ويضيف الموظف “ما هو الحدث الذي يحرِّك الناس اليوم؟ غزة. ما هو الحدث الذي يحرِّك الجماهير في الشوارع؟ غزة. لكنّ القناة لم تكن تفضِّل على مدى أيام متعاقبة تغطية المظاهرات. لا تريد القناة تصوير الغضب الذي يتصاعد في كل مكان. بل في الأيام الأولى من الحرب كان يجري بثّ برامج وثائقية عن الأعاصير والكوارث الطبيعية وغير ذلك، مع تجاهل الإعصار الجاري في غزة، والكارثة المستمرّة هناك. الرسالة واضحة من تجاهل المشاهد المأساوية للفلسطينيين في غزة، فهو كما نقول No comment is a comment (اللاتعليق هو تعليق) فالتجاهل الذي حاولتالقناة أن تحافظ عليه في الأيام الثلاثة الأولى كان يحاول أن يصرف أنظار المشاهدين عن غزة، وإشعارهم أنّ الأمر ليس على تلك الدرجة من الأهمية التي تستدعي الغضب. لكنّ الواقع فرض نفسه في نهاية المطاف، واضطرت القناة للتراجع، رغم أنها مشغولة بشكل زائد بأسواق المالوأخبار كأس الخليج في مسقط. نحن نخسر المشاهدين بهذه الطريقة، وطبعاً نكسب اللعنات، مزيداً من اللعنات“.

 

تراجع القناة اتضح من خلال إبراز تقرير يومي عن المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، لكنّ هذا لا اعتراض جوهرياً عليه بالنسبة للإدارة. فالمطلوب إظهار الألم كنتيجة مباشرة أو غير مباشرة لمشروع المقاومة. لكن ليس مطلوباً لفت الانتباه إلى صمود هؤلاء المتألمين في قطاع غزة، وثباتهم، وما يقولونه من عبارات الصبر والاحتساب وتوعّد الاحتلال.

 

التراجع الآخر بدا في انهيار “فيتو” القناة على تغطية المظاهرات الساخطة على المجازر، لكنها تقوم بانتقاء الساحة التي تجري فيها المظاهرات بموجب حساباتها الخاصة، وتقوم كذلك بالتركيز على جزئيات معيّنة مما يجري في ميادين التظاهر. والأهمّ أنّ تقارير المظاهرات لا تنقل للمشاهد حرارة الغضب الذي يشتمل عليه فعل التظاهر، فيجري التنقل السريع بين المشاهد كي تصل رسالة مبتورة. وغالباً ما يتم تغييب صوت المظاهرة وصخبها، عبر تدخّل مقدم النشرة الإخبارية بصوته من الاستوديو، دون أن يكون ذلك أمراً عابراً.

 

نكتة سمجة

 

يقول الموظف “كل الزميلات والزملاء سمعوا بالنكتة السمجة، بأنهم يعملون في قناة “العبرية”. أصبحت تلك متداولة في أوساطنا الاجتماعية، وعليك إما أن تضحك عليها أو أن تدفع الاتهام عن نفسك. هي نكتة تظهر بين الحين والآخر، خاصة في حرب 2006 (حرب تموز على لبنان)، وهي الآن تعود مع أحداث غزة“.

 

لكن هل يتفق الموظف مع وصف “العبرية” أم يختلف؟ لم يحسم أمره في الحقيقة. “انظر معي، المسألة صعبة، يصعب القول إنها عربية أو عبرية، كان عليها على الأقل أن تكون محايدة، موضوعية، غير منحازة، تعرض الحقائق بلا تلاعب. لكن لدينا حقائق تثير السخط والغضب، ولا أبالغ فيذلك. الإعلام الإسرائيلي يقول إنّ الحرب تستهدف “حماس”، والقناة تقول مثل ذلك. الإعلام الإسرائيلي يقول عن المقاومة “مسلحي حماس”، ونحن لا نجرؤ على القول إنهم مقاومون، بل مسلّحون، مجرّد مسلحين، أي لا لون لهم ولا طعم“.

 

ويضيف “الذي يقوم بالسطو على متجر هو مسلّح، والذي يرتكب جريمة قتل هو مسلّح أيضاً، أفهِمت؟!. لذا فمن ذا الذي يتعاطف مع مجرّد مسلّحين؟!. هذا هو المغزى. لكن الفارق مهمّ أيضاً، ففي “العربية” أناس لديهم كفاءة ويحرصون على المهنية، وبالطبع لن يقبلوا بالعمل مع قناةإسرائيلية، حتى لو نطقت باللغة العربية، وهذا فارق مهم، أي أنّ الموظفين يشعرون في النهاية أنهم يعملون مع قناة عربية، وهم معذورون بدرجة ما، ويحاول بعضهم مقاومة التعليمات“.

 

يتحدّث الموظف عن جانب آخر يسترعي عنايته، ويثير ريبته، “نحن نلاحظ أنّ بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية تستحسن على ما يبدو بعض ما نقدِّمه للمشاهدين، فيتمّ الاقتباس عنّا، ليس من النادر أن تجدهم في الإعلام الإسرائيلي يقولون “العربية قالت”، و”العربية كشفت”، و”العربية بثّت”، وكلّها تقارير تنال من المقاومة و”حماس”، كأنهم ببساطة يَرَوْن في ما نفعل خدماتٍ مباشرة أو غير مباشرة للدعاية الإسرائيلية. هناك نقطة يلتقون فيها مع “العربية”، أو بالأصح تلتقي هي معهم فيها. لا أستطيع إنكار ذلك“.

 

مع ذلك؛ يخلص الموظف إلى القول “المشكلة ليست في المراسل أو الموظف، أو مقدم البرنامج المغلوب على أمره، بل بعضنا يعاني وبعضنا مكبوت وبعضنا يندب حظّه، وإن استحسن زملاء آخرون هذا الحال، وانساقوا معه وأبدعوا حقاً في المسار المحدّد. المشكلة تبقى في الجالسين في المكاتب العلوية، في التعليمات، أي في المؤسسة باختصار، هل تفهَم؟!”.

 

)المصدر: موقع المركز الفلسطيني للإعلام بتاريخ 12 جانفي 2009(

الرابطhttp://www.palestine-info.info :


 

عودة إحياء فكرة الأردن كدولة فلسطينية

 
بقلم :توفيق المديني منذ انعقاد مؤتمر أنابوليس للسلام في نهاية نوفمبر 2007، ظلت الولايات المتحدة الأميركية تقدم للرئيس الفلسطيني محمود عباس ولباقي الدول العربية الأوهام حول الدولة الفلسطينية المؤقتة، التي كان من المفترض أن ترى النور في نهاية سنة 2008. كما أن إسرائيل ربطت موافقتها بإنشاء دولة فلسطينية بالتزام فلسطيني موثق دوليا على إنهاء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، بما يعني ذلك التخلي النهائي عن المطالب السابقة واللاحقة للشعب الفلسطيني تجاه إسرائيل، مثل تطبيق القرار 181 الخاص بتقسيم فلسطين (1947)، والقرار 194 لعا م 1948 الخاص بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين أو العودة لخطوط الهدنة لعام 1949. وجاء العدوان الصهيوني الذي يدك قطاع غزة بالصواريخ والقذائف والقنابل منذ أكثر من أسبوعين ومن دون توقف، ليؤكد أن إسرائيل ليست ماضية قدما في تصفية آخر جيوب المقاومة الفلسطينية فحسب، وإنما هي ماضية أيضا في القضاء على الحلم الفلسطيني لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس، ومن دون مستوطنات ومع البحث بموضوع العودة. العدوان الصهيوني على غزة له تداعيات إقليمية كبيرة، لعل أخطرها هو إلغاء «خيار الدولتين» الإسرائيلية والفلسطينية حسب تأكيد مسؤولين أردنيين. فقد أكد أحد هؤلاء المسؤولين والذي فضل عدم الكشف عن اسمه «في هذا الإطار فإن شبح ضم جزء من أراضي الضفة الغربية إلى الأردن مع مخاطر أن تصبح المملكة وطنا بديلا للفلسطينيين بدأت تلوح في الأفق من جديد». وقال مسؤول آخر إن «العمليات العسكرية ضد حماس ممكن أن تخلق فراغا في غزة التي قد تؤدي حينها إلى عملية ضمها إلى مصر». وأضاف إن «هذا السيناريو سيفتح الطريق أمام عملية ضم جزء من أراضي الضفة الغربية، التي كانت تابعة للمملكة حتى احتلالها من قبل إسرائيل في عام 1967، إلى الأردن»، مشيرا إلى أن هذا السيناريو «تروج له مجموعات سياسية إسرائيلية وأميركية تعارض قيام دولة فلسطينية مستقلة».        ورأى السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون في مقال له تحت عنوان «حل الدول الثلاث بديل من حل الدولتين» نشرته صحيفة «واشنطن بوست» أنه« عوضا عن ذلك ينبغي التفكير في مقاربة على أساس ثلاث دول توضع بموجبها غزة مجددا تحت سيطرة مصر فيما تعود الضفة الغربية وفق صيغة معينة تحت السيادة الأردنية». ويجري المسؤولون الأردنيون حاليا اتصالات لتجاوز هذا المأزق الخطر ويعملون لإقناع إدارة الرئيس جورج بوش وحكومات أوروبية وبعض الجهات العربية بتبني الصيغة الآتية لتحريك عملية السلام وصولاً إلى إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة والاستمرار. أولاً – ليس كافيا أن تطلب الدول الكبرى من «حماس» الاعتراف بوجود إسرائيل، ونبذ العنف والإرهاب وقبول الاتفاقات الموقعة بين الفلسطينيين والإسرائيليين،لأن هذا المطلب وحده لن يؤدي إلى أي نتائج عملية.  ثانياً – يجب أن يتم التوصل إلى تفاهم بين عدد من الدول العربية الرئيسية والمقاومة الفلسطينية من أجل تأمين مظلة عربية لعملية تفاوض جديدة تشارك فيها المقاومة وأبومازن وتعتمد على مبادرة السلام العربية التي تبنتها قمة بيروت عام 2002، بحيث تهدف عملية التفاوض هذه إلى تنفيذ «خريطة الطريق» وتطبيقها وهي الخطة الدولية الوحيدة التي تتضمن إقامة دولة فلسطينية في نهاية المفاوضات. وبموافقتها على ذلك تكون «حماس» قبلت ضمنا الاعتراف بإسرائيل.  ومن وجهة النظر الأردنية، إذا لم تنطلق عملية تفاوض جدية فلسطينية إسرائيلية بإشراف دولي ملائم وعملت حكومة أولمرت على تنفيذ مخططها التوسعي بقرارات أحادية الجانب، فلن تقوم دولة فلسطينية حقيقية متكاملة في الضفة الغربية وغزة بل سيكون هناك «غيتو فلسطيني»، و«كيان فلسطيني مبعثر» . وسيجد الفلسطينيون أنفسهم أمام أحد خيارين: إما الخضوع، ولفترة طويلة غير محددة للهيمنة الإسرائيلية المباشرة وغير المباشرة عليهم، وإما الهجرة إلى الأردن، مما قد يمهد لقيام دولة فلسطينية بديلة هناك، إذا ما اعتمد الإسرائيليون هذا الخيار لتسهيل ضم أراضٍ واسعة من الضفة الغربية إلى الدولة اليهودية، وإذا ما تساهلت الدول الكبرى مع هذا المخطط الإسرائيلي.  كاتب تونسي   (صحيفة البيان الإماراتية، آراء و أفكار، الثلاثاء 13 يناير 2009)


 

نشر حركة القوميين العرب نشيجٌ صباحي
 
بقلم :أحمد حسن الزعبي: قبل خمس سنوات قالها د.محمد الدوري مندوب العراق في الأمم المتحدة، وعيناه تفيضان بدمع يغرق دجلة والفرات، قال :اعتذر من جميع طلاّبي الذين درّستهم القانون الدولي، لا شيء هناك ما يسمى ”بالقانون الدولي” ثم أشاح بوجهه عن الكاميرا..وبكى بغداد.   أي قانون دولي؟ ووزراء الخارجية العرب يتصادمون في بعضهم بعضاَ في ردهات وممرات مجلس الأمن اسبوعاً كاملاً ليخرجوا بنتيجة تراوح الصفر ،أي قانون دولي هذا؟ و”الكوندليزا” تجرجرهم من قاعة الى قاعة ومن اجتماع الى اجتماع، أي قانون دولي هذا الذي يدين الضحية لحساب الجاني؟ أي قانون دولي هذا؟ و”أيوب” الطفل الفلسطيني يبقى سابحاً بدم أمه الشهيدة أربعة أيام، أي قانون دولي هذا؟ وقنابل الفسفور الأبيض تحرق المدنيين صبح مساء، أي قانون دولي هذا ومدارس الأونروا تقصف ويقتل كل من في داخلها؟ أي قانون دولي هذا،عندما يختلط الكحل بالطبشور؟ وأصابع مريم بحرف الألف؟ وعين يوسف بهمزة الوصل؟أي قانون دولي هذا الذي تجرّ فيه الجثث في حصص حروف الجر؟ أي قانون دولي هذا، عندما يجلس الكهول على مقاعد الأطفال ليتعلّموا أبجدية الموت على الطريقة الإسرائيلية؟ أي قانون دولي هذا، عندما يستبدل النشيد الصباحي بالنشيج الصباحي، و”اللهاية” بالرصاصة، والقيام للمعلم بالانبطاح للقذيفة، وعندما ينتزع علم السارية ليكفن به شهيد…أي قانون دولي هذا؟ عندما تصبح ”الفرصة” لإسعاف الجرحى،وبين الغارتين، زمناً لتناول وجبة من الحزن، والحصة ”منهاجاً للموت” والطابور لتلقي الشهادة..أي قانون دولي هذا؟..عندما يستبدل العِلم بالرعب، والضحك بالدم، وجرس الفسحة بصافرة إنذار..والتفوق باليتم.   يا ”مناديب” العرب أما زلتم ترجون من شلة الجلاّدين قرارا ينصفكم؟..   عبثاً،فأنتم أمام شرطي مرتشٍ. مع التقدير لما أتى في المقالة فهي لا تعبر بالضرورة عن رأي حركة القوميين العرب 13 /1/2009 حركة القوميين العرب الموقع الإلكتروني:www.alkawmiyeenalarab.net


 

نشر حركة القوميين العرب

الحرب على غزّة: شظايا تأمّلات [1/2]
 
بقلم: سماح إدريس الشرطة المصريّة تقمع إحدى التظاهرات المتضامنة مع غزّة في القاهرة (عمرو دلش ــ رويترز)يعجز القلم، وتعجز العين، عن متابعة الأحداث المتلاحقة في غزّة، ‏منذ أن شنّ العدوُّ الصهيوني هجومه عليها قبل أكثر من أسبوعين. ‏في ما يلي تعليقاتٌ على بعض ما شاهدتُ أو قرأتُ، يعوزها التنظيم ‏أحياناً، وتكتسحها العاطفة أحياناً أخرى. وقد كتبتُها بين اليوم ‏الرابع والرابع عشر من العدوان، أي عشيّة صدور قرار مجلس ‏الأمن، آملاً أن تساعدني، وتساعد القارئ، على استيعاب ما ‏يجري واتخاذ المواقف المناسبة ■ إلى عينَيْ لؤي صبْح عجبي من مثقفين وإعلاميين عرب يدينون حركة حماس ‏ويحمّلونها، هي لا الاحتلال، مسؤوليّة ما يحدث من تجويع وحصار ‏أولاً، ومن تقتيل ثانياً.‏ فماذا تقول لصحافيّ يكتب أنّ حماس «ورّطتْ مليون ونصف مليون ‏فلسطينيّ بالتجويع منذ أشهر»؟ (عبد الرحمن الراشد، صحيفة ‏الشرق الأوسط، 29/12/2008). الراشد يتّهم حماس بأنها هي من ‏جوّع ويجوّع أهل غزّة بعد فوزها بالانتخابات عام 2006. فكأنّ ‏الراشد يريد من حماس، ومن أهل غزّة، الذين انتخبوها بكامل ‏إرادتهم، وبحضور مراقبين دوليين، التسليم بالاحتلال… وإلا ‏فليقاسوا الموت جوعاً! وهذا، لعمري، هو المنطق الاستعماريّ ‏بامتياز، بدلاً من المنطق الذي ينتصر للعدل والحقّ. على أننا نسارع ‏أيضاً إلى التذكير بأنّ حصار غزّة بدأ قبل فوز حماس1؛ ‏ أي إنه لا ‏علاقة بين فوز حماس والحصار الإسرائيليّ أصلاً، وإنما هدف ‏الحصار إبقاء غزّة فقيرة معدمة، وكسر إرادة المقاومة. ‏ ومن المثقفين من يحمّلون قادة حماس، لا الجيش الإسرائيلي ‏والإدارة الأميركية الداعمة له، مسؤولية سقوط الضحايا الفلسطينيين ‏اليوم، بسبب… قساوة قلوبهم وغلاظة إحساسهم. هكذ يتساءل علي ‏ديوب متفجّعاً وملتاعاً: «كم نهر (كذا) من الدم تحتاج عروقكم ‏الجافّة؟ كم موت (كذا) يكفيكم لكي تستيقظوا من موتكم؟ كم ضحيّة ‏بريئة تستلزمها خطاياكم؟» (جريدة المستقبل 4/1/2009).‏ ومن المثقفين من يقذف بمسؤولية الشهداء المدنيين الفلسطينيين على ‏كاهل قادة حماس لأنّ هؤلاء… يعيشون بين الجماهير. كنّا نظنّ أنّ ‏عيش القادة بين الجماهير، لا في فنادق النجوم الخمس، أمر محمود ‏ومرغوب. ومع ذلك، فهل في غزّة اليوم (حيث تقطن أعلى كثافة ‏سكّانية في العالم كما يقال) زوارق حبّ، أو مربّعات أمنية، أو ‏مناطق محيّدة، تتيح لقادة حماس ألا يختلطوا بعامّة الناس؟! ألا يعلم ‏أولئك المثقفون أنّ المقاومين «هم من أبناء الشعب، وليسوا جيشاً ‏منفصلاً عنه في معسكرات»، وأنه من «الطبيعيّ أن يعيشوا بين ‏صفوفه؟ وإذا كان هذا صحيحاً في كلّ مكان، فإنه في غزّة أمر مسلَّمٌ ‏به» (عزمي بشارة، الجزيرة نت، 1/1/2009).‏ لكنّ لوم المثقفين المعتدلين الأشدّ إنّما ينصبُّ على صواريخ القسّام؛ ‏فهم يزعمون أنّ هذه الصواريخ هي التي سبّبت الحرب الحاليّة على ‏غزّة. هؤلاء أسمّيهم «مثقفي الذريعة» لأنهم لا يبْرعون إلا في ‏تكرار لازمةٍ واحدةٍ، بلا مللٍ ولا كلل، وهي أنّ المقاومة تقدِّم ‏الذريعةَ للعدوّ. فإذا اجتاحت إسرائيلُ لبنانَ في حزيران 1982، ‏فذلك لأنّ الفلسطينيين قَتلوا السفيرَ الإسرائيليّ في بريطانيا قبل أيّام ‏من ذلك الاجتياح (تبيَّن لاحقاً أنه لم يمت). وإذا شنّتْ إسرائيل ‏الاعتداءاتِ على الفلسطينيين عامَ 2000 وما بعده، فلأنّ عرفات قَدّم ‏لها الذريعةَ حين رَفض الانصياعَ للعرض «السخيّ» في كامب ‏دايفيد 2 (تبيَّّنَ لاحقاً أنه وافق على بنودٍ كثيرةٍ أخرى ورفض ما ‏يخصّ القدسَ والأقصى تحديداً)2.‏ وإذا غزت الولاياتُ المتحدة ‏العراقَ عامَ 2003، فذلك لأنّ صدّاماً وفّر لها الذريعةَ حين لم يسمحْ ‏لها بالتفتيش عن أسلحة دماره الشامل ومصادرتها (تبيّن لاحقاً أنه لم ‏يمتلكْ أيّاً منها). وإذا اعتدت إسرائيلُ على لبنان ودمّرتْه خلال 33 ‏يوماً من صيف 2006، فذلك لأنّ حزبَ الله أسر جندييْن إسرائيلييْن ‏‏(ليبادلَ بهم أسرى لبنانيين يقبعون منذ عقود في الزنازين ‏الإسرائيلية). «مثقفو الذريعة» منتشرون في أكثر المنابر الصحافيّة ‏والإعلاميّة العربيّة، ولا سيّما في صحيفتَي الشرق الأوسط (عبد ‏الرحمن الراشد، علي سالم، طارق الحميد،…) والحياة (حازم ‏صاغيّة،…)، وجرائد ثورة الأرز ومواقعها الإلكترونية (النهار، ‏ليبانون ناو،…) في لبنان. هؤلاء المثقفون إمّا نسوا تاريخَ ‏الصهيونيّة في بلادنا، بل تاريخَ الإمبرياليّة في العالم، وإمّا يتناسوْن ‏ما طالعوه طوال سنوات، من أجل صبّ جام غضبهم على حركة ‏حماس وصواريخها والمحور السوريّ ــــ الإيرانيّ. هؤلاء نسوا أنّ ‏القوّة تَخْلق الذريعة دوماً، ويتناسوْن أبداً أنّ الأحداث التي تلت ‏عملياتِ الغزو والاحتلال تُظْهر أنّ الغزاة أَعدّوا العدّةَ لعملهم قبل ‏زمنٍ طويل. فمثلاً، تنقل صحيفةُ هآرتس عن وزير الدفاع ‏الإسرائيليّ إيهود باراك في عددها الصادر في 1/3/2008 أنه يفكّر ‏في غزو غزّة؛ وكان ذلك منذ عشرة شهور! واعترفتْ إسرائيل ‏بأنها كانت تخطّط لغزو لبنان عام 2006 قبل تمّوز بشهور، ‏بصرف النظر عن أسْر الجندييْن الإسرائيلييْن (بل لعلّ «ذريعة» ‏الأسْر جَنّبتْ حزبَ الله فعلاً ضربةً مفاجئةً لم تستطع حركةُ حماس ‏أن تتجنّبَها للأسف حين اغتال العدوُّ قبل أكثر من أسبوعين 130 ‏شرطيّاً بضربةٍ غادرة). كما تتحدّث مقالاتٌ رصينة عن ‏أنّ إسرائيل نفسَها كانت تجنّد عملاءَها للهجوم على أحياء اليهود ‏ومعابدهم (في العراق نهاية الأربعينيّات مثلاً) من أجل دفعهم إلى ‏الهجرة إلى «أرض الميعاد» أو لتسويغ اعتداءاتها اللاحقة على ‏العرب3.‏ الطريف أنّ حجّة هؤلاء المثقفين للمطالبة بوقف صواريخ القسّام ‏هي أنها… «عبثيّة» و«استعراضيّة» (اقرأْ مثلاً عبد الرحمن الراشد، ‏صحيفة الشرق الأوسط، 30/12/2008)، خلافاً للصواريخ ‏الإسرائيليّة والأميركيّة، التي لم تحظَ بمثل اهتمامهم وهجائهم. وقد ‏يخال المرءُ أنّ أولئك المثقفين يطالبون المقاومةَ الفلسطينيّةَ بامتلاك ‏أسلحةٍ أنجعَ وأقلَّ عبثيّةًً واستعراضيّةً. وفي هذه الحال فإنّ على ‏الراشد وأضرابِه أن يختاروا حلاً من اثنيْن: إمّا أن يدْعوا الأنظمةََ ‏التي يؤيّدونها ويعملون في منابرها (ولا سيّما السعوديّة والكويت) ‏إلى تزويد المقاومة الفلسطينيّة (وهي سنّية، أيْ لا تدْخل، والحمدُ لله، ‏ضمن الهلال الشيعيّ الكريه) بأسلحةٍ تفْتك بالمعتدين الإسرائيليين؛ ‏وإما أن يطالبوا المقاومة بترسيخ تحالفها مع إيران وسوريا وسائر ‏محور الشرّ كيْ تحصلَ منها على شهاب 10 وفجر 20 وبدر 30 ‏وزلزال 40… وربما المهدي إنفينيتي. فالاستسلام ليس حلاً مقبولاً ‏أمام مَنْ يرفض الاحتلالَ، و«السلامُ» الذي صنعتْه سلطةُ أوسلو لم ‏يأتِ بشيءٍ على ما سنذكر.‏ وفي هذا الصدد لا بدّ من التوقّف عند سببٍ آخر يقدّمه بعضُ ‏المثقفين العرب لإدانة الضحيّة، وهي هنا حركةُ حماس (وقبلها ‏حزبُ الله، لا الأنظمةُ الوهّابيّةُ مثلاً، ويا للغرابة): إنه عقيدتُها ‏الدينيّة «المتطرّفة» و«إيمانُها بالغيْب». ولكنْ ألم يحدثْ قبل أعوامٍ ‏أمرٌ شبيهٌ، وإنْ بدرجاتٍ أقلَّ هولاً، مع ياسر عرفات، المعتدلِ، ‏اللاغيْبيّ، ملِكِ العقلانية وفنِّ الممكن، بحسب مثقفي الذريعة؟ أكانت ‏إسرائيل ستُحْجم عن تدمير غزّة لو كانت تحت سلطة قوى «غير ‏غيبيّة» مثل «فتح» أو «فدا»… إلا إذا تحوّلتا إلى كتيبة تعمل عند ‏دحلان بأوامر دايتون؟‏ حركة حماس فصيلٌ إسلاميٌّ مقاوم، قد لا نطيق إيديولوجيّتَه الدينيّةَ ‏ولا مواقفَََه من المرأة أو الثقافةِ أو الفنّ. مَنْ يذكر، مثلاً، كيف مَنعتْ ‏وزارةُ الثقافة الحمساويّة كتابَ «قولْ يا طير» بحجّة تضمُّنه عباراتٍٍ ‏وكلماتٍ (مثل «بِزّ») «تخْدش» الحياءَ، مع أنه من عيون التراث ‏الشعبيّ الفلسطينيّ؟4‏ ومَنْ منّا يدافع عن غياب مظاهر أساسيّة من ‏مظاهر الثقافة والفنّ في غزّةَ قبل العدوان الحاليّ، بل قبل سريان ‏الحصار الفعليّ؟ علينا ألا نسكتَ عن أيّ مسٍّ بالحريّات، مهما كانت ‏الذرائع، إنْ كنّا نؤمن بأنّ النضالَ الوطنيّ يهدف أيضاً، وربّما في ‏المقام الأول، إلى تحقيق حريّة الفرد الحقيقيّة (يجْدر التنويهُ إلى أنّ ‏ذلك ليس من بين أسباب انتقاد الأنظمة «الإسلامويّة» العربيّة ‏لحماس). ولكنّ حركة حماس انتُخبتْ ديموقراطيّاً عامَ 2006؛ بل ‏لعلّها الحكومة العربيّة الوحيدة المنتخَبة ديموقراطيّاً في عالمنا العربيّ ‏اليوم! وهذا يعني أنّ غالبيّة الشعب الفلسطينيّ في مناطق 67، لا حماسَ وحدها، ‏هي التي قرّرت المقاومة، وهي التي قرّرتْ معاقبة نهج أوسلو ‏وسلطتها وفسادها. إنّ غالبيّة الشعب الفلسطينيّ في تلك المناطق، لا حركةَ حماس ‏وحدها، هي التي قرّرتْ أنّ المفاوضات لم تؤدِّ إلى شيء، بل ‏تضاعفت المستوطنات، وازداد تهويدُ القدس، ولم تتوقّف الاعتقالاتُ ‏ولا الاغتيالاتُ، طوال فترات المفاوضات مع العدوّ. حماس، مهما ‏كان بغضُنا للإخوان المسلمين، حركةٌ معاديةٌ لإسرائيل، وهي ‏تُقصف وتُذبح لأنّها كذلك. ولو ارتضتِ الإسلامَ المعتدلَ (إقرأْ: ‏الموالي لأميركا) أو اليسارَ الليبراليّ (إقرأْ: يسارَ الديكور)، لكانت ‏اليومَ في محور الخير، إلى جانب كرزاي وعبد الله 1 وعبد الله 2 ‏والطالباني.‏ ■ الوحدة الوطنيّة الفلسطينيّة؟ الوحدة الوطنيّة الفلسطينيّة! طبعاً، ولكنْ أيّة وحدة؟ ‏الواضح أنّ غزوَ غزّة حصل بمعرفة سلطة عبّاس (أو تواطئها، واللهُ ‏أعلم). والواضح أنّ أبا مازن يعتقل الآن المئات من عناصر حماس ‏وحركة الجهاد الإسلاميّ، ولم يعلنْ وقفَ المفاوضات مع الجزّار ‏الإسرائيليّ. والأسوأ أنّه اليوم يَقمع المتظاهرين في بيرزيت وبيت ‏لحم ورام الله والخليل ونابلس، رغم أنّ (أمْ لأنّ؟) اندلاعَ انتفاضةٍ ‏جديدةٍ في الضفّة سيكون أبرزَ دعمٍ لأهل غزّة. وفي هذا الصدد ‏يكتب د. عبد الستّار قاسم منتقداً سلطةَ عبّاس، أو مَنْ أسماهم ‏‏»أعوانَ دايتون» (4/1/2009)، ما يأتي: «أشدٌّ ما تقشعرّ له الأبدانُ ‏أنّ أكبرَ تظاهرةٍ فلسطينيّةٍٍ كانت في الأرض المحتلّة عامَ 48، في ‏حين أنّ أصغرَ تظاهرةٍ كانت في نابلس، كبرى مدن الضفّة ‏الغربيّة التي تحْكمها سلطةٌ فلسطينيّة! خرجتْ تظاهرةُ سخنين ‏تتحدّى الصهاينة؛ بينما أحاطت أجهزةُ الأمن الفلسطينيّة بتظاهرة ‏نابلس… فهل إسرائيل أحرصُ على حريّة شعب فلسطين من ‏سلطة رام الله؟!». أفكّر وأنا أقرأ خبرَ قمع عبّاس للمتظاهرين: لم يَقتلِ الثورةَ ‏الفلسطينيّةَ والوحدةَ الوطنيّةَ الفلسطينيّةَ مثلُ هذه السلطةِ العرجاء. ‏عرفات استجاب معظمَ مطالب إسرائيل، ولكنّه حوصر ومات ‏‏(مسموماً ربّما). وعبّاس فشل، رغم اجتماعاته المتكرّرة مع ‏أولمرت، في إزالة أيٍّ من الحواجز الإسرائيليّة الـ640، أو تفكيك ‏أيٍّ من المستوطنات. إدوارد سعيد كان على حقّ في ما كتبه عن ‏سلطة أوسلو. سلطة أوسلو، القادمة من تونس، هي التي قتلت ‏الانتفاضةَ الأولى (أحدَ أعظم الإنجازات الشعبيّة العالميّة، لا العربيّة ‏فقط). وسلطة أوسلو هي أهمُّ ما أنجزتْه إسرائيلُ منذ تأسيسها، لأنّ ‏العدوّ ضَمِنَ من خلالها تخلّي منظمة التحرير عن 78% من فلسطين ‏مقابلَ «مظاهر» دولةٍ على أقلّ من 22% منها وتأجيلِ (إقرأ: إلغاء) ‏حقّ العودة لملايين الفلسطينيين في المَهاجر. ولقد حَوّلتْ أوسلو ‏منظمةَ التحرير من حركة تحرّرٍ إلى سلطةٍ تقمع شعبَها لقاءَ وهم ‏السيادة والاستقلال. ليْت سلطة أوسلو (أكان الشهيد سمير قصير ‏سيتساءل، وهو يرى تطويقَ التظاهرات في الضفّة، «عسكر على ‏مين»؟)، وليْت حكومةََ حماس (أين هي الحكومة؟)، تحلان نفسيْهما ‏وتعلنان أنّ فلسطين محتلّة من أقصاها إلى أقصاها. ليْت منظمة ‏التحرير تعود إلى الوجود، ولكنْ بعد إصلاحها إصلاحاً جذريّاً، لا ‏محاصصاتيّاً، فتعبّئ شعبَها وفق برنامجٍٍ جديدٍ على درب انتفاضةٍ ‏ثالثة.‏ ولكنْ هل سلطةُ أوسلو راغبةٌ في ذلك؟ يبدو أنّ ثمة تململاً داخل ‏حركة فتح من سياسة السلطة. فها هو قدّورة فارس مثلاً يصرِّح (في ‏برنامج «الحدث»، محطّة أل. بي. سي، 3/1/2009) بأنّه طوال 18 ‏عاماً كان جزءاًً من العمليّة السلميّة مع إسرائيل «ولكنْ ماذا كسبنا؟ ‏المزيدَ من المستوطنات، والمزيدَ من أعمال الحفر تحت المسجد ‏الأقصى، والمزيدَ من السجناء الفلسطينيين؟!… إنّ إسرائيل تريد ‏إلحاقَ المهانة والذلّ بالشعب الفلسطينيّ». نبيل شعث نفسُه تحدّث ‏قبل أيّام، على قناة الجزيرة، بنبرةٍ مناقضةٍ لنبرته السابقة حين كان ‏لا يزال أحدَ زعماء التفاوض العبثيّ. أما عبّاس زكي في لبنان، فلم ‏نعد نعْرفُ ما يميِّز خطابَه من خطاب أسامة حمدان، ممثِّلِ حماس، ‏رغم أننا قبل عام، أثناء معارك نهر البارد، لم نكن نميّز خطابَه من ‏خطاب… السنيورة. الأمر الجيّد في هذا المجال (ورُبَّ ضارّةٍ ‏نافعة)، إذاً، هو أنّ جزءاً من «فتح» يتململ؛ فلقد وضعت الحربُ ‏على غزّة حركةَ فتح «على المحكّ… فإمّا أن تشتبكَ مع العدوّ أو ‏تنتهي» (زكريّا محمد، منتديات الجزيرة توك، 9/1/2009).‏ ‏الوحدة الوطنيّة الفلسطينيّة؟ عال! ولكنْ الكلمة المفتاح هنا هي «‏الوطنيّة» لا «الوحدة». فليست كلُّ وحدة، بعُجَرِها وبُجَرِها، ‏مرغوباً فيها، على ما يعِظ رجالُ أدياننا أيّامَ الجمعة والأحد، بل ‏الوحدة المطلوبة هي تلك الموجّهةُ إلى العدوّ الإسرائيليّ ــــ الأميركيّ ‏ومشاريع الشرق الأوسط الجديد: إنها الوحدةُ المبنيّةُ على أساس ‏التخلّي عن وهم «الدولة» وبريق «السلطة»، والإعدادِ لبرنامج ‏يزاوج بين مختلف أشكال المقاومة. فإذا كان الكفاحُ المسلّح متعذّراً ‏في هذه المرحلة، فعلى منظمة التحرير أن تضع برنامجاً للمقاومة ‏الشعبيّة: انتفاضة داخليّة، عصيان مدنيّ شامل، العمل في صفوف ‏الجاليات العربيّة وأنصار المقاومة في العالم على مقاطعة إسرائيل ‏وسحب الاستثمارات منها وفرضِ العقوبات عليها. أما المساعي ‏الدبلوماسيّة فإنْ كان لا بدّ منها فلكيْ تعزِّز المقاومة، لا لتكون بديلاً ‏منها. ■ مصر مَنْ يراقبْ تظاهرات الشعب المصريّ يحسّ بأنْ لا شعبَ في العالم ‏اليوم يشْعر بمثل الذلّ والإهانة اللذيْن يشعر بهما شعبُ مصر. لم ‏أشهدْ حرقةً في العيون، ولا غصّةً في الحناجر، كحرقة المصريين ‏في هذة اللحظات. إنهم يحسّون بأنهم مشاركون في حصار أطفال ‏غزّة، ويحاولون ــــ بدمعهم وصراخهم ــــ أن يقولوا إنّ مبارك ليس ‏منهم، وإنهم مستاؤون منه، وإنهم عاجزون عن فتح معبر رفح، وإنّ ‏محاولات الشوفينيين المصريين (من أمثال الوزير أحمد أبي الغيط) ‏لن تدفعهم إلى اعتبار تظاهراتنا أمام السفارات المصريّة عملاً ضدّ ‏مصر وشعب مصر.‏ آلافُ المصريين اليوم يشْتبهون في ما بات يشْتبه به ملايينُ الناس: ‏أنّ رئيس الاستخبارات المصريّة السيّد عمر سليمان ضَلّل حركةَ ‏حماس حين «طمأنها»، قبيل الضربة الجويّة الإسرائيليّة التي أوْدت ‏بحياة 130 شرطيّاً فلسطينيّاً، أنّ إسرائيل لن تعتدي. آلافُ المصريين اليوم ‏لن يُقْنعَهم عبد الرحمن الراشد حين يزعم أنّ «حماس لا تريد أن ‏تتحمّل مسؤولية الكارثة» التي حلّت على غزّة «فوجدتْ أنّ الهجومَ ‏على مصر خيرُ سياسة دفاعيّة»، وذلك «في إطار معركة مستمرّة ‏منذ أشهر من قِبل حلف سورية وإيران ضدّ مصر» (جريدة الشرق ‏الأوسط، 29/12/2008)! آلافُ المصريين اليوم لا يصدّقون ما ‏كتبه الزميل جورج ناصيف من أنّ مصر، رغم رفضها فتحَ رفح، «تبقى مصرَ»، وأنّ «جهادَها التاريخيّ في نصرة فلسطين محفورٌ ‏في الذاكرة» (جريدة النهار، 4/1/2009)؛ فهم يعْلمون أنّ إحدى ‏مصائب الفلسطينيين الكبرى بدأتْ في كامب دايفيد وفي انسحاب ‏مصر الرسميّة من التزاماتها العربيّة الطبيعيّة تجاه لبنان وفلسطين ‏والسودان والعراق. ‏في خضمّ التواطؤ الرسميّ المصريّ تصْدح أصواتُ مثقفي مصر ‏الشرفاء. تقرأ بيانَ «اللجنة المصريّة لمناهضة الاستعمار ‏والصهيونيّة» فيلْفتكَ ــــ إلى جانب المطالبة بوقف كلّ أشكال التطبيع، ‏ووقفِ تصدير الغاز والبترول إلى إسرائيل، وطردِ السفيريْن ‏الصهيونييْن من القاهرة وعمّان، وسحبِ السفيريْن المصريّ ‏والأردنيّ من الكيان الصهيونيّ ــــ تسفيه اللجنة لحجّة نظام مبارك ‏بعدم فتح معبر رفح، ألا وهي التزامُه بعودة المراقبين الدوليين ‏وسلطةِ عبّاس إلى ذلك المعبر. وتتساءل: إنْ كان هذا «الالتزام» ‏أقوى من التزامه العربيّ والإنسانيّ، أفيكون أقوى من التزامه ‏بالأمن الوطنيّ المصريّ نفسِه على أساس أنّ غزّة ركنٌ أساسيٌّ في ‏هذا الأمن؟ ثم تتذكّر أنّ الأردن وسوريا استقبلا ملايينَ العراقيين في ‏السنوات الأخيرة، وأنّ باكستان شرّعتْ حدودَها أمام أكثر من ‏مليونيْ أفغانيّ، وأنّ السودان استوعب أكثرَ من أربعة ملايين ‏أريتريّ وأثيوبيّ وأوغنديّ (عبد الباري عطوان، صحيفة القدس ‏العربيّ، 7/1/2009). ثم تنظر إلى موقف تركيا ــــ تركيا غيرِ ‏العربية، بل تركيا الطامحةِ إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبيّ ــــ ‏وتتساءل من جديد: أيعقل أن تشنّ مصرُ العربيّةُ الرسميّةُ هجوماً ‏على حماس وتغلقَ المعبرَ العربيَّ الوحيدَ أمام الفلسطينيين، فيما ‏تتخطّى تركيا ارتباطاتِها بإسرائيل ليعلنَ رئيسُ وزرائها انحيازَه إلى ‏أهل غزّة واعتبارَه ما يجري ضدّها بقعةًً سوداءَ في تاريخ اليهود ‏والبشريّة؟ أيعقل أن يَطرد رئيسُ فنزويلا السفيرَ الإسرائيليّ من ‏بلاده، فيما يحتفظ نظامُ مصر بسفير إسرائيل ويعتقل مئاتِ ‏المتظاهرين المطالبين بطرده؟ لقد صَدَقَ غسّان كنفاني حين كتب ‏في «عائد إلى حيفا»: «إننا حين نقف مع الإنسان، فذلك شيءٌ لا ‏علاقة له بالدم واللحم وتذاكرِ الهويّة وجوازاتِ السفر»!‏ غير أنّ اللجنة المذكورة ليست وحدها في موقفها ذاك. فهناك ‏مروحةٌ واسعةٌ من المثقّفين الذين يشرّفون مصرَ الآن، ويزيلون ‏وصمةَ العار التي ألحقها بها نظامُها. وها قد صدر بيانٌ في ‏‏29/12/2008 وقّعتْه خيرةُ مثقّفي مصر وإعلاميّيها وناشطيها ‏وفنّانيها، ومن بينهم بهاء طاهر وصنع الله إبراهيم ومحسنة توفيق ‏وطارق البشري وحمدي قنديل وفهمي هويْدي ورضوى عاشور ‏وفتحيّة العسال وأحمد بهاء الدين شعبان وأحمد الخميسي وسيّد ‏بحراوي وأشرف بيّومي وجمال فهمي ومحمد السعيد إدريس وأمين ‏إسكندر وأبو العُلا ماضي، وفيه يعلنون الأهدافَ نفسَها التي رأيناها ‏في بيان اللجنة أعلاه، فضلاً عن «تأييدهم القويّ والصلب للمقاومة ‏الفلسطينيّة الباسلة». الموقّعون، وغالبيّتُهم الساحقةُ من اليسار ‏القوميّ («الخشبيّ» بلغة يسار الحرير والديكور اليوم)، لم يغلّبوا ‏نزعاتِهم الإيديولوجية على مصالح الأمّة وفلسطين، فلم يُحْجموا عن ‏دعم حماس رغم خلاف أكثرهم مع توجّهاتها الدينيّة. وإلى جانب البيانيْن جهر صحافيّون مصريّون لامعون بمعارضتهم ‏لموقف مصر عبر افتتاحيّات صحفهم. فأعرب عبد الله السّنّاوي في ‏جريدة «العربي» عن عدم اقتناعه بأنّ النظام المصريّ غيرُ متورّط ‏في «توفير غطاءٍ عربيّ للعدوان» منذ أن أطلقتْ وزيرةُ الخارجيّة ‏الإسرائيليّة ليفني، قبل ثلاثة أيّامٍ من بدء العدوان على غزّة، ومن ‏فوق منصّة قصر الرئاسة المصريّة بالذات، تهديداتِها ضدّ حماس. ‏وذهب عبد الحليم قنديل إلى تأكيد «اشتراك» النظام المصريّ في ‏الحرب، متّهماً مبارك بأنه «يُذلّ مصرَ ويُهينها ويدوسها بنعال الأمن ‏المركزيّ»، وواصفاً أبا الغيط ــــ وهو إلى جوار ليفني حين هدّدتْ ‏حماس ــــ بـ«الأرنب المبلول»! ولا يمْلك المرء إلا أن يزهو ‏بشجاعة هذا الصحافيّ الكبير، الذي سبق لرجال النظام أن خطفوه، ‏وعرّوْه من ملابسه إمعاناً في إهانته كما توهّموا، ورموْا به في ‏الصحراء، عقاباً له على مجاهرته بمعارضة مبارك ومعارضة ‏عزمِه توريثَ ابنه الحكْمَ! ‏والحقّ أنّ أمام مثقفي مصر ومناضليها مهمةً صعبةً لا تقتصر ‏على مواجهة النظام وأجهزته البوليسيّة، بل تمتدّ إلى مواجهة عددٍ لا ‏يستهان به من مثقّفي مصر الآخرين. فلقد تجنّد إلى جانب النظام ‏المذكور مثقفون وكتّابٌ متسعوِدون ومتخلجِنون ومطبِّعون ‏ويساريّون/قوميّون سابقون، أشدُّهم تزويراً للحقائق: المطبِّعُ الأكبر ‏علي سالم. وإلا فماذا تقول عن زعمه أنّ سببَ هجوم حماس على ‏النظام المصريّ هو أنّ قادتَها «يَعتبرون مصرَ أرضاً فلسطينيّةً ‏يجب تحريرُها من الفلسطينيين» (صحيفة الشرق الأوسط، ‏‏31/12/2008)؟! والمؤسف أن يدافع كاتبٌ يساريٌّ سابقٌ بمستوى ‏صلاح عيسى عن أبي الغيط (في برنامج «البيت بيتك» على ‏الفضائيّة المصريّة) إلى حدٍّ يقارب التماهي مع جليسه محمد ‏بسيوني، السفيرِ المصريّ السابقِ في… تل أبيب (راجع: جبريل ‏محمد، موقع كنعان، 3/1/2009). ولكنْ حين تصبح «الحداثةُ» ‏و«بناءُ الدولة» هدفاً مقدَّساً في ذاته، يفوق هدفَ التحرير ومقاومة ‏الاحتلال، بدلاً من أن يتوازى معه (ولا نقول يتخطّاه)، فماذا ‏سنتوقّع إلا نسخاً معدَّلةً ومنقّحةً أحياناً من إلياس عطا الله وفخري ‏كريم؟ أمّا عادل إمام، الذي كان قد أدان وجودَ السفارة الإسرائيليّة ‏في قلب القاهرة، وذلك في فيلمه الشهير «السفارة في العمارة»، فقد ‏استنكر التظاهراتِ والإضراباتِ لأنها «تُضرّ باقتصاد بلادنا»، ‏وانتقد شعارات «بالروح بالدم نفديكِ يا فلسطين» (جريدة المصريّ ‏اليوم، 30/12/2008). وكلُّ ذلك كان سيبدو أموراً قابلةً للنقاش لو ‏قَدّم السيّد إمام بديلاً لفلسطينيّي غزّة غيرَ الاستسلام، ولو لم يَعطفْ ‏كلامَه ذاك على لوْم القيادات الفلسطينيّة لأنها لم تأخذْ «تحذيرَ» ‏القيادات المصريّة من الهجمات الإسرائيليّة على محمل الجدّ، ولو ‏أنّه ــــ على الأقلّ ــــ طالب بفتح معبر رفح أو… إغلاقِ السفارة في ‏العمارة!‏ ■ التظاهرات العربيّة اليوم وما دمنا قد ذكرنا انتقادَ عادل إمام للتظاهرات، فلنتجرّأْ على ‏الاعتراف، ولكنْ من منطلق تأييدها والمشاركة فيها على الدوام، ‏بأنّ معظمَها يعْوزها الإبداعُ. الهتافاتُ نفسُها. الشعاراتُ نفسُها. ‏اليافطاتُ نفسُها. لكننا نشارك بها. أحياناً على مضض، وأحياناً ‏بحماسة. على مضض؟ لأننا سئمنا تردادَ القديم منذ عشرات السنين. ‏وبحماسة؟ حسناً، لأننا نحنّ إلى القديم! ذلكم تناقضٌ لا بدّ أن يشْعر ‏به كلُّ مَنْ تخطّى الأربعين مثلي وشارك في التظاهرات منذ عام ‏‏1973 (تظاهرتي الأولى حصلتْ أمام مستشفى البربير، وكنتُ في ‏الحادية عشرة من عمري، وكان شعارُها الأبرز: «سحقاًً سحقاً ‏بالصُّبّاطْ للّي فكّوا الارتباطْ!». أكان منتظر الزيْدي بيننا، أو في ‏تظاهرة شبيهة في بغداد؟).‏ ‏التظاهرة ليست مجرّدَ فشّة خلق أو تنفيسٍ عن مشاعرَ محتقنة. إنها، ‏قبل كلّ شيء، كسرٌ لجدار الخوف الذي فرضه النظامُ الرسميُّ ‏العربيُّ علينا، إلاّ حين يكون هو مَنْ نظّمها (ومع ذلك، فإنّ ‏بالإمكان، في هذه الحالة نفسها، «تسريبَ» بعض الرسائل ‏المعارضة، بفضل الاحتشاد وفورة العواطف). والتظاهرة هي ‏التعبيرُ الجماعيُّ الأوسعُ عن آراء الناس حين تغيب الانتخاباتُ ‏النزيهةُ وتغدو البرلماناتُ العربيّةُ نسخةً عن السلطات الحاكمة. ‏والأهمّ أنّ التظاهرة فرصةٌ متجدّدةٌ للتضامن الشعبيّ وراء أهداف ‏محدّدة.‏ التظاهرة في الوطن العربيّ اليوم عنوانُها فلسطين والمقاومةُ ‏الفلسطينيّة. لكنّ ذلك ليس إلا العنوانَ الظاهر؛ فخلفَه عناوينُ مبعثرةٌ ‏أخرى: شتمُ الرئيس، شتمُ البوليس، شتمُ الفساد، شتمُ التخاذل، شتمُ ‏الأنظمة القطْريّة التي تبيع «القضيّةَ» كي تبقى على الكرسيّ. أفكّر ‏بذلك وأنا أسير وأشتم النظامَ الفلانيّ والرئيسَ العلاّنيّ. أتذكّر مقالَ ‏أنسي الحاج في جريدة الأخبار (2/1/2009): «الحرّية هي فعلُ ‏النفس المتأمِّلة، لا تنفيسُ احتقانِ الشارع. الصراخ تغطيةٌ لا ‏تصريح، والصارخون أقلُّ توجّعاً من الجالسين وحدهم في عذابهم، ‏وأقلُّ صدقاً، وأقلُّ جدوى». أهذا ما يظنّ شاعرُنا أننا، معشرَ ‏المتظاهرين، نفعله: نصْرخ، وننفِّس عن احتقاننا؟ أيظنّنا أقلَّ توجّعاً ‏من صاحب «النفس المتأمِّلة» (ولا أتحدّث، فقط، عمّن أغمي عليه ‏ودخل المستشفى جرّاءَ تنشّق الغاز المسيل للدموع كما حدث مع ‏رفيقي د. هشام البستاني قبل أيّام في عمّان، ولا عمّن جُرح أو ‏كُسرتْ ضلوعُه، أو سُجِنَ وأهينَ، وما بَدّلَ تبديلاً)؟ أيريد مِن كلّ ‏هذه الملايين في العالم أن تجلسَ في بيوتها وتمارسَ «فعلَ النفس ‏المتألّمة» على مصير الفلسطينيين ليكون فعلُها أكثرَ «جدوى»؟ أَكنّا‏ سنكون أسعدَ وأقوى في صيف 2006، مثلاً، لو بقي العالمُ في بيته ‏يمارس «فعلَ النفس المتأمِّلة»؟ ألا يعتقد أنّ التظاهرات في العالم ‏ترْسل، على أقلّ تقدير، رسائلَ متنوّعةَ الدلالات إلى أنظمتها، وإلى ‏إسرائيل، وإلى الشعب الفلسطينيّ؟ ألم تؤثّر التظاهراتُ في العالم ‏في سقوط نظام الأبارتهايد في جنوب أفريقيا، والاستعمار الفرنسي ‏في الجزائر مثلاً، إلى جانب أساليب أخرى كالعمل المسلّح؟ كيف ‏غاب كلُّ ذلك عن بال شاعرٍ كبيرٍ مثل الحاج يشْعر بأدقّ اختلاجاتِ ‏الروح والجسد؟ كيف يذمّ التظاهرات، ولئنْ حاول مجاملةَ ‏المتظاهرين فبشكلٍ أبويّ فوقيّ من قبيل: «من المؤكّد أنّ بين ‏الصارخين صادقين لا يَعْرفون غيرَ هذه اللغة وسيلةً للتعبير»؟ من ‏يُبلغ أنسي الحاج أنّ من بين الصارخين مَن يعْرف لغاتٍ كثيرةً، بما ‏فيها لغةُ الشعر؟ ومَنْ ينْبئه بأنّ الانتصارَ للعدالة قد لا يحتاج إلى أيّة «لغة» بالمفهوم النخبويّ المتعارَف عليه؟ ومع ذلك، فإنّ أنسي قد يكون على جانبٍ من الصواب لو اقتصرت ‏التظاهراتُ على الهتاف والشتم مثلاً (ألاحظتم كم مرةً وردتْ كلمة ‏‏»شتم» أعلاه؟). إنّ أهميّة التظاهرات، من حيث فائدتها العمليّة، هي ‏في كونها جزءاً من حراك شعبيّ أوسع يُسْهم في «تقرير سياسات» ‏البلاد العربيّة (ماجد كيّالي، صحيفة الحياة، 4/1/2009). ففي ‏التظاهرات قد يجري توزيعُ أدبيّات مقاطعة الشركات الداعمة ‏لإسرائيل، أو نسجُ الصداقات الشخصيّة التي قد تؤدّي لاحقاً إلى ‏نشاطاتٍ سياسيّةٍ مشتركة (وتنسيباتٍ حزبيّة)، أو التنبيهُ إلى العلاقة ‏الوثيقة بين العدوانيّة الإسرائيليّة ــــ الأميركيّة والقمع الرسميّ ‏العربيّ، أو عشرات القضايا الأخرى. ومن أسفٍ أنّ كثيراً من ‏ناشطينا لا يستغلّون هذه المناسباتِ شبهَ النادرة لنشر التوعية في ‏ميادين السياسة والاجتماع والاقتصاد والتعليم.‏ ‏ولكنْ حتى لو اقتصرْنا على الناحية السياسيّة بالمعنى الضيّق، ‏وعلى فلسطين تحديداً، فإنّ تظاهراتنا، كما ذكرتُ سابقاً، ينقصها ‏الإبداعُ. وقد خَرَقَ هذا الحكمَ العامَّ في بيروت أخيراً ‏تظاهرتان. الأولى تظاهرةُ الأكفان المئة التي حملتْ شعاراً واحداً: «كلّنا غزّة»، وأعادت إلى بيروت، بزخمٍ وصخبٍ لائقيْن بتاريخها، ‏طابعَها الفلسطينيَّ العربيَّ العريقَ من خلال صوت محمود درويش ‏الهادر وأناشيدِ الثورة الفلسطينيّة قبل مرحلة بيروت 1982 وبعيْدها ‏‏(راجع أدناه). والثانية العرضُ البصريّ ــــ السمعيّ الذي أقامته ‏حركةُ الشعب أمام السفارة المصريّة. لكنّ العرض البصريّ فشل، ‏للأسف، بسبب الأضواء الكاشفة المسلّطة فوق المبنى المجاور ‏للسفارة؛ وكان ينبغي على المنظّمين أن يقيموا «بروفا» قبل العرض ‏الفعليّ.‏ 1 – Norman Finkelstein, A Debate with Martin Indyk on Democracy Now (with Amy Goodman), Jan 8, 2009. 2 – تقول تانيا رينهارت إنه لا يمْكن أحداً، وإنْ كان متعاوناً مع الاحتلال، أن يرضى بالتخلّي عن الأماكن المقدّسة. ويرى تشومسكي أنّ الأنظمة العربية ما كانت ستغضّ الطرفَ عن هذه المسألة الدينية الحسّاسة خوفاً من غضبة جماهيرها. راجع: Znet Commentry, 2/10/2000; Al-Ahram Weekly Online, 2-8/11/2000. 3 – أنظر: شرون قومش، ترجمة سماح إدريس، مجلة الآداب 7-9، 2008 4 – تراجعت الوزارة عن قرارها تحت الضغط الشعبيّ، بل نفت أن تكون قد اتّخذته أصلاً! مع التقدير لما أتى في المقالة فهي لا تعبر بالضرورة عن رأي حركة القوميين العرب 13 /1/2009 حركة القوميين العرب


من السّاخــــر؟
 
من ذا الذي سخر من المظاهرات التي تجوب الدّنيا ضد غطرسة العدو الصهيوني؟… ومن ذا الذي حمّل «حماس» مسؤولية ما يجري في القطاع الفلسطيني؟ أتساءل لأنّي صرت أشكّ في سلامة مداركي العقلية!… فلربّما اختلت هذه المدة من هول الجرائم الإسرائيلية. فمن ذا الذي قال وصرّح وتفوّه بألفاظه الساخرة؟… هل هو حقّا عادل إمام أم سفير إسرائيل في القاهرة؟                      محمد قلبي


                                              أطفال  غزّة                                                

 

بسم اللّه قاسم الجبّارين وناصر المستضعفين هذه قصيدة مطوّلة إلى أبناء غزّة الأباسل الحيّ منهم في الحياة الدّنيا والحيّ منهم في الآخرة قسمتها إلى أجزاء وهذا جزؤها الأوّل   الجزء الأوّل (1)                           يا طفل غزّة تحت نار الجـــــــــاني                وشهيد حرب في هوى الأوطــــــــــان                                                اختارك الرّحمـــــان من بين الورى                حتّى تكون نموذج الصّبيــــــــــــــــان                        اخترت موتك يا لها من ميتــــــــــة                يشتاقها الأبطال في الميـــــــــــــــــدان   قتلوك غدرا بالقنـــــــــــــابل ويلهم                منّا ومن إخوانك الشّجعـــــــــــــــــــان   ومنازل مُلئت صغــــــــارا هدّموها                 إنّهم شرّ من الشّيطـــــــــــــــــــــــــان   يا أمّــــه لا تبكـــــــه فصغــــــيرك                  بجوار خير الخلق والأكــــــــــــــــوان   يــا أمّـــــه لا تحسبــــــــــيه بميّت                   بل إنّه بضيافة الرّحمـــــــــــــــــــــان   لا غسل لا تكفين لا حتّى الصّـــــلا                   فدماؤه تكفيه للغفــــــــــــــــــــــــران   لا دود ينهش جسمه لا تربــــــــة                    إذ جسمه من حرمة الأبـــــــــــــــدان   فشهـيـدنا بـالـقـلـب حـيّ لـم يـمـت                   روح ترفرف في سمـــــــا الأوطـــــان   يــا أمّــه لا تـبـكــه بــل زغـــردي                   غــنّـي عــلـيـه بــالـدّمــوع أغـــــــاني   من أجلها قدّمت روحـــــك يا فتى                     وحملت نعشا زاهيَ الألـــــــــــــــوان   ……….              الأخضر الوسلاتي                باريس – جانفي 2009              الحرب على غزّة


 

ندوة ” الاجتهاد وحقوق الإنسان والديمقراطية “

  مزيد من التفاصيل على موقع المعهد العربي لحقوق الإنسان www.iadh-aihr.org  media@iadh-aihr.org

 
يعتزم ( المعهد العربي لحقوق الإنسان ) تنظيم ندوة عربية فكريــــة تحت عنـــــوان ” الاجتهاد وحقوق الإنسان والديمقراطية “، وذلك بتاريخ 16 و 17 جانفي 2009. وستخصص الندوة لتداول الرأي حول طبيعة العلاقة التي يمكن أن تقوم وتتأسس بين المقولات الثلاث التالية ” الاجتهاد ” و ” حقوق الإنسان ” و ” الديمقراطية “. تواجه حركة حقوق الإنسان في المنطقة العربية صعوبات مختلفة، منها ما هو قانوني وسياسي، ومنها ما هو ثقافي، حيث تنتشر جملة من المفاهيم السلبية التي تضع المنظومة الحقوقية باعتبارها منظومة كونية في حالة تعارض مع الخصوصيات الثقافية أو ما يعتبره البعض ” ثوابت الهوية الوطنية ” التي ينظر إليها عادة من منظور ديني أو قومي. وكما تحاول حركة حقوق الإنسان تذليل الصعوبات التي تواجهها على الأصعدة السياسية والتشريعية والاجتماعية، فإنها مطالبة بشكل أكثر إلحاحا برفع العقبات التي تعترضها على الجبهة الثقافية. وهو ما يقتضي منها إدارة حوارات مستمرة مع مختلف مكونات المجتمع المدني والسياسي في العالم العربي لتصحيح المفاهيم، ورفع الالتباسات التي التصقت بالمصطلحات أو السياقات التاريخية التي صاحبت ولادة وتأسيس فلسفة حقوق الإنسان. وبما أنه لا ديمقراطية بدون تقيد مبدئي وفعلي بحقوق الإنسان، وترجمتها على أرض الواقع، فإن النضال الديمقراطي الذي يعتبر النضال الحقوقي أحد أبرز واجهاته، يتعرض بدوره لنفس الصعوبات. فإذا كانت البيئة الثقافية السائدة في المجتمع متعارضة مع القيم الديمقراطية وغير ملائمة لشروط الانتقال الديمقراطي، فإن ذلك سيعزز من ثقافة الاستبداد، ويحول دون تحقيق الإصلاح الجذري العميق. وبما أن الإسلام جزء لا يتجزأ من هوية معظم شعوب المنطقة العربية، فإنه يسهم بالضرورة وبشكل يومي في تحديد الوعي السائد لدى قطاعات عريضة من المواطنين. وبما أنه قد خضع ولا يزال لقراءات متعددة، وتستعين به قوى سياسية واجتماعية متنوعة لتحقيق أهدافها أو ما تعتبره معبرا عن مصالح الأمة العربية أو الإسلامية، فإن حركة حقوق الإنسان والقوى الديمقراطية مطالبة بتفحص هذه الدعوات، للتمييز بينها وبين ما يعتبر جوهريا في الدين الإسلامي. إذ بذلك يمكن لهذه القوى أن تجنب المجتمعات مخاطر التوظيف السيئ والخاطئ للقيم الدينية، وتزيل عبر التشجيع على التوسع في عملية الاجتهاد كل أشكال التعارض السائدة بين الديمقراطية وحقوق الإنسان من جهة، وبين الإسلام كدين وعقيدة من جهة ثانية. هذه الفرضية التي ستعالجها الندوة، تقتضي إثارة عديد الأسئلة من بينها : ها هو الاجتهاد ؟ وما هي حدوده وضوابطه ؟ وهل لا يزال قادرا على أن يشكل الآلية المناسبة لحل المشكلات التي يواجهها المسلمون في هذا العصر ؟. هل يمكن أن تشكل نظرية ( مقاصد الشريعة ) آلية ناجعة لتحقيق المصالحة بين المنظومة الفقهية التقليدية وبين المنظومة الحقوقية ؟ حقوق الإنسان والشريعة الإسلامية : أين التقاطعات وما هي قضايا الاختلاف والتنافر؟. هل يمكن أن تكون الحقوق الثقافية مدخلا لتجذير المنظومة الحقوقية في الثقافة الشعبية وتنظيم الخلاف بين مدافعي حقوق الإنسان ودعاة التمسك بالخصوصيات الدينية والثقافية ؟. الحركات الإسلامية جزء من قوى التحول الديمقراطي أم خطر عليه ؟ هل اللائكية جزء لا يتجزأ من النظام الديمقراطي؟ أم أنها منظومة منفصلة عنه ؟ 


 

أخي المواطن،هل أنت خالص-في غياب الخدمات البلدية

وتراكم التجاوزات يتحتم حل المجلس البلدي بقصرهلال؟؟؟

أخي المواطن/هل أنت خالص؟؟؟ غياب الخدمات البلدية وتراكم التجاوزات تحتم حلّ المجلس البلدي بقصرهلال لقد لاحظت وأنا عابر كجملة العابرين شارع خالد الذكر الحاج علي صوّة قادما من المنستير وجود لافتة لا تزال مثبتة في مكانها برغم انتهاء الحاجة اليها ولعل ذلك مقصودا وهي لافتة هل أنت خالص المرتبطة كما يعلم الجميع بالوليمة الجبائية المنجزة من قبل هيئة بلدية قصرهلال على حساب المواطن الهلالي المضحوك على ذقنه وشواربه بامتياز،هذه الوليمة المنتظمة يوم28 ديسمبر2008 والتي تأتي في أعقاب يومي التضامن الوطني وهما يومي30 نوفمبرو1 ديسمبر الذين سبقا هذه المرّة عبد الاضحى المبارك الذي يصادف الاحتفال به هذه السنة الموعد العادي لليوم الوطني للتضامن؟؟؟ وبرغم أن عيد الاضحى المبارك قد اختطف الأضواء والمدخرات القليلة المتبقية في جيب المواطن فان المواطن الهلالي وجد نفسه مع الهيئة البلدية التجمعية المستقيلة عن مهامها ومسؤولياتها في وضع أسوأ وأدهى وأمرّ من  وضع خروف العيد؟؟؟ فخروف العيد ينجز مهمته المطلوبة منه كرّة واحدة ويبقى المواطن وحده بعد ذلك يتحمل تبعات نفقاته التي تتجاوز في عالب الأحيان ولغالب العائلات الهلالية الامكانيات المتاحة،أما المواطن المغلوب على أمره،المدعو الى الولائم الجبائية على حسابه الخاص فانه يذبح ويراق دمه يوميا من خلال شلل وعجز الهيئة البلدية التجمعية خصوصا هذه الأيام مع نزول العيث النافع الذي حوّل جل طرقات وأحياء المدينة الى مستنقعات وبرك مائية لا يسلم من أضرارها لا الراجلون ولا الراكبون؟؟؟ وبالعودة الى لافتة أخي المواطن هل أنت خالص؟؟؟كان من المفترض في الهيئة البلدية التجمعية وفي اطار الشراكة المزعومة القائمة نطريا في اللافتات لا على الأرض  على اعتبار أن الزواج بينهما هو زواج غير متكافىء،وهو زواج عرفي لأن المواطن لم ينتخب هذه الهيئة المفروضة بسلطة الأمر الواقع عبر لجنة التنسيق،كان يفترض في هذه الهيئة وبعد كل وليمة جبائية أن تكرم ضيوفها من خلال الوقوف وراء حاجاتهم واحتياجاتهم القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدىحتى تتكامل الحلقة ولا تصبح الوليمة الجبائية مثلها مثل عيد التضامن فرصة للسطو على أموال لا يعرف مصيرها في نهاية المطاف؟؟؟ ولعل أضعف الايمان وأمام التراكمان والتجاوزات والمظاهر المتعددة لسوء استغلال النفوذ الصادرة عن الهيئة البلدية التجمعية ونحن في فصل الشتاء أن تحرص هذه السلطة(بعد تناولها المنشطات المرحصة طبعا)المستفيدة من الولائم الجبائية وأن تقوم بمتابعة وضع الطرقات بايجاد الحلول اللازمة لتصريف مياه الأمطار حتى لا تتحوّل حياة المواطن الى كابوس حقيقي بسبب عيوب شبكة الطرقات وكثرة الحفر وغياب الأرصفة المحجوزة من المقاهي والمطاعم السريعة لينعم المارون يمياه الأمطار ومياه الصرف مجتمعة مع مرور السيارات والشاحنات  الرحيمة بهم؟؟؟ يخيّل الينا في مثل هذه الأيام بأن لا وجود لأي مسؤولين محليين حقيقيين داخل المدينة قحتى المصالح المحلية مثل الديوان الوطني للتطهير الذي يتقاضى أموالا طائلة وغير مبررة من جيب المواطن،ولا أعوان البلدية القابعين داخل المستودع يقومون بأي نوع من أعمال الصيانة والتعهد،فما الحاجة يا ترى اذا بأن يكون المواطن خالص خصوصا وأنه لا يلاحظ البتة وجود أي نوع من العناية والرعاية والمعاينة المباشرة قبل حلول فصل رباطات العنق الحمراء والضحكات الصفراء سواء دفع أم لم يدفع؟؟؟ ان المتابع والملاحظ لأوضاع الساحة المحلية حتى ولو كان طفلا في المرحلة الأساسية ليلاحظ عبثية انتظام المواطن في دفع جبايته المحلية(الموجهة لخدمة التجمع وهياكله لاغير؟؟)ذلك أن العجز في الميزان البلدي ليس العامل الوحيد القائم أمام هذا البؤس وهذا الوضع المخزي للمدينة ولكن طبيعة طاقم المسؤولين البلديين وخصوصا فقدانهم لحسّهم المحلي قياسا لمسؤولي الوحدات المجاورة،وعدم غيرتهم على المدينة هو سبب وبيت الداء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ اللهم ولي أمورنا أخيارنا ولا تولي أمورنا أشرارنا (مدوّنة مكتوب، الإثنين,يناير 12, 2009 )


 

الانتخابات الرئاسية:

التكتل الديمقراطي يعلن نيته الترشح للاستحقاق القادم.. وأمينه العام يعتبر نفسه «المرشح الممكن» للحزب

 

تونس – الصباح

 

تدور صلب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، مناقشات معمقة منذ عدة أسابيع حول الانتخابات الرئاسية المقلبة المقررة في نوفمبر من العام الجاري.. مضمون هذه المناقشات يتركز بالخصوص على إمكانية ترشيح الأمين العام للحزب، السيد مصطفى بن جعفر للانتخابات الرئاسية، ليكون بذلك خامس مرشح للاستحقاق الرئاسي القادم..

 

ويجري الاعتقاد صلب المراقبين والمتابعين للشأن السياسي في البلاد، على أن القانون الاستثنائي الذي أصدرته الحكومة في الآونة الأخيرة، والذي ضبطت من خلاله شروط الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، لا يخوّل للسيد بن جعفر تقديم ترشحه، باعتبار أن هذا القانون ينص على “أنّه يجوز للمسؤول الأوّل عن كل حزب أن يترشح للانتخابات بشرط أن يكون منتخبا لتلك المسؤولية، وأن يكون يوم تقديم ترشحه مباشرا لها لمدّة لا تقلّ عن سنتين متتاليتين”، الأمر الذي يعني ـ أو هكذا فهم من قبل الملاحظين ـ بأن الأمين العام للتكتل “خارج دائرة الاستحقاق الانتخابي”، على اعتبار أن الحزب لم يعقد مؤتمره الأول، وبالتالي فإن السيد مصطفى بن جعفر “ليس منتخبا”، وحتى إذا ما التأم مؤتمر الحزب خلال الأسابيع القليلة القادمة، واختار بن جعفر أمينا عاما له مجددا، فإن شرط مباشرة المسؤولية على رأس الحزب لمدّة لا تقلّ عن سنتين متتاليتين، لا تتوفر فيه، بما يجعل هذا الترشح “مختلا” وفق بعض القراءات للنص القانوني المنظّم للترشحات للانتخابات الرئاسية..

 

الإعلان / المفاجأة

 

غير أن الموقف الذي أعلنه التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات خلال الفترة القليلة الماضية، بنيّته ترشيح بن جعفر للانتخابات الرئاسية، شكّل “مفاجأة” لعديد الأطراف ممن كانت تعتقد أن الرجل غير معني بالانتخابات الرئاسية المقبلة، وفقا لمنطوق النص القانوني الاستثنائي المنظّم للترشحات الرئاسية..

 

ولعل ما زاد في “جدّية” هذا الإعلان، تلك التصريحات الصحفية والحوارات التي أدلى بها السيد بن جعفر لأكثر من منبر إعلامي، مؤكدا من خلالها أنه “المرشح الممكن” لانتخابات 2009″، على حدّ تعبيره..

 

وقال الأمين العام للتكتل في هذا السياق في تصريح لـ “الصباح”، “أن القانون الذي أصدرته الحكومة وصادق عليه مجلس النواب، يصرّح بضرورة أن يكون المرشح للرئاسية، منتخبا، وأنا أمين عام منتخب”.. قبل أن يضيف : “مناضلو التكتل الديمقراطي انتخبوني على رأس الحزب، فلست معيّنا، وهو ما يسمح لي بإعلان ترشحي لانتخابات 2009 الرئاسية بشكل قانوني“..

 

ولئن تعكس هذه التصريحات، وجهة نظر جديدة للحزب، مضمونها أن الأمين العام الحالي للتكتل، مؤهل من الناحية القانونية ـ باعتباره وفق قراءة الحزب ـ منتخبا من القيادة الحالية للتكتل عند تأسيسه، فإن ذلك أعاد للنقاش صيغة النص القانوني الذي أصدرته الحكومة..

 

فالتنصيص على ضرورة أن يكون الأمين العام للحزب منتخبا، لم يوضح الطريقة التي تم بها الانتخاب، هل هي عبر مؤتمر انتخابي، أم من خلال جلسة تأسيسية، أم عبر اجتماع يضم قيادة الحزب ويتخذ في أعقابه قرار بترشيح هذا الاسم أو ذاك للأمانة العامة؟

 

ويبدو أن التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، حرص على الاستفادة مما يعتبره “غموضا يكتنف النص القانوني”، على حدّ تعبير السيد مصطفى بن جعفر، واستثماره بالتالي من أجل “جعل ترشحه ممكنا”، على الرغم مما يبدو ـ ظاهريا على الأقل ـ من خلال النص القانوني المحددللترشحات، بأنه لا يجوز للأمين العام للتكتل تقديم ترشحه، ومعنى ذلك أنه غير معني بالانتخابات الرئاسية القادمة..

 

قراءة مختلفة..

 

ولا شك في أن هذه المقاربة أو القراءة الجديدة للنص القانوني، ستوفر هامشا قانونيا وسياسيا للتكتل الديمقراطي للتحرك السياسي من أجل “جعل ترشحه ممكنا” كما يقول..

 

وعلى أية حال، فإن قرار الترشح من عدمه، دخل منذ فترة غير بعيدة قيد النقاش صلب الحزب، في انتظار أن يتبلور بصورة أوضح في غضون الأسابيع القليلة القادمة خلال المؤتمر الأول للحزب (المزمع تنظيمه في غضون الثلاثية الأولى من العام الجاري)، وهو المؤتمر الذي تعود إليهمشروعية القرار لوحده، خصوصا وأن الحزب لا يرغب في “الترشح من أجل الترشح”، كما يقول أمينه العام، وإنما يريد أن يجعل من هذا القرار “جزءا من إمكانية متاحة” بشكل أوسع لدى بعض الأحزاب من خارج الموالاة، لكي تدخل الانتخابات الرئاسية المقبلة، في إطار أجندة سياسيةتستهدف ما يسميه بن جعفر بـ”تغيير قواعد اللعبة”، أي “تغيير الظروف التي ستجري فيها العملية الانتخابية”، على حدّ قوله..

 

فهل يكون السيد بن جعفر المرشح الخامس للانتخابات الرئاسية القادمة، بما يجعل السياق الانتخابي مختلفا عن المشهد الراهن المتوقع، أم يكون الأمر مجرد قراءة قانونية وسياسية لنص قانوني غير قابلة للترجمة العملية لاحقا؟

 

الجدير بالذكر، أن ثلاثة زعماء من أحزاب المعارضة، أعلنوا ترشحهم القانوني للانتخابات الرئاسية القادمة وهم على التوالي، السادة: محمد بوشيحة، الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية، وأحمد الإينوبلي، الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الوحدوي، وأحمد إبراهيم، الأمين الأول لحركة التجديد، فيما أعلن كل من حركة الديمقراطيين الاشتراكيين والحزب الاجتماعي التحرري وحزب الخضر للتقدم، مساندتهم لمرشح التجمع الدستوري الديمقراطي، الرئيس زين العابدين بن علي..   

 

صالح عطية

 

)المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 جانفي 2009(

 


 

رئيس الدولة يستقبل المبعوث الخاص للرئيس الايراني

 

قرطاج (وات) كانت العلاقات التونسية الايرانية وما يتعرض اليه الشعـــب الفلسطينـــي في غــــزة من مآس محـور استقبــــال الرئيس زين العابدين بن علي صباح أمس الاثنين للسيد محمد رضا رحيمي نائب رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية للشؤون القانونية والبرلمانية والمبعوث

الخاص للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى سيادة الرئيس.

 

وادلى المبعوث الخاص الايراني بتصريح اشاد فيه بمواقف الرئيس زين العابدين بن علي ازاء ما يحصل من اعتداءات اسرائيلية مثمنا عاليا دعمه للشعب الفلسطيني.

 

كما نوه بموقف سيادة الرئيس ورؤاه بخصوص تطوير العلاقات التونسية الايرانية مثنيا على مواقف البلدين.

 

واكد ضرورة اتخاذ مثل هذه المواقف الداعمة للشعب الفلسطيني بما يتماشى وارادة الامة الاسلامية والتحرك العاجل والسريع لوضع حد لما يجري في قطاع غزة من عدوان ترفضه الامتان الاسلامية والعربية.

 

وعلى صعيد اخر عبر السيد محمد رضا رحيمي عن أمل بلاده في ان تحقق العلاقات التونسية الايرانية تطورا هاما خاصة من خلال تبادل الزيارات بين الرئيس زين العابدين بن علي والرئيس محمود احمدي نجاد مؤكدا تطلع ايران قيادة وشعبا لزيارة سيادة الرئيس اليها ومتوجها بالتحيةوالاكبار من الحكومة والشعب الايراني الى الحكومة والشعب التونسي.

 

وجرى اللقاء بحضور وزير الدولة المستشار الخاص لدى رئيس الجمهورية الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية وسفير ايران بتونس.

 

)المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 جانفي 2009(

 


 

العجز التجاري لتونس يقفز 31 % خلال 2008

 

تونس (رويترز) – أظهرت احصائيات رسمية يوم الثلاثاء أن عجز الميزان التجاري لتونس ارتفع خلال عام 2008 بنسبة 31 بالمئة الى نحو 6.60 مليار دينار (4.96 مليار دولار) مقارنة بنحو 5.02 مليار دينار في العام الذي سبقه بسبب ارتفاع أسعار النفط وتباطؤ نمو صادرات النسيج.

 

وساهم قطاع الطاقة في ارتفاع الواردات الاجمالية للبلاد بنسبة 24 بالمئة لتبلغ 30.23 مليار دينار خلال العام بينما نمت الصادرات بنسبة 22 بالمئة الى 23.63 مليار دينار لارتفاع الصادرات الزراعية.

 

وتستورد تونس الواقعة بين ليبيا والجزائر عضوي اوبك أغلب حاجياتها من الطاقة وزادت الواردات هذا العام بنسبة 64 بالمئة الى 4.91 مليار دينار.

 

وارتفعت صادرات النسيج والملابس وهي احد ركائز الصادرات التونسية بنسبة لم تتعد 0.4 بالمئة لتبلغ العام الماضي 6.09 مليار دينار بسبب المنافسة الاسيوية الشرسة.

 

وقدرت الصادرات الزراعية لتونس بنحو 2.15 مليار دينار مقارنة بنحو 1.88 مليار دينار في العام الذي سبقه.

 

وتمثل الصادرات التونسية وهي المحرك الاساسي للنمو الاقتصادي في البلاد نحو 45 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي لتونس.

 

)المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 13 جانفي 2009(

 


 

وثّقتها مكتبة الإسكندرية في كتاب ضمن «ذاكرة مصر»

جريدة نادرة لبيرم التونسي تجسد معاناته في المنفى و«نزقه الفني»

 

الإسكندرية –داليا عاصم

 

فصول من مساخر وأزجال ونوادر وقصص شاعر العامية الشهير بيرم التونسي، التي عبر عنها على صفحات جريدته الرائدة «الشباب»، يلقي الضوء عليها الباحث أشرف أبو اليزيد في كتاب صدر حديثا عن مكتبة الإسكندرية، ضمن سلسلة إصدارات (ذاكرة مصر المعاصرة.(

 

ويدرس الكتاب عبر صفحاته الـ 224 وفصوله الأحد عشر، أعمال بيرم المنشورة في الجريدة منذ عددها الأول، حتى العدد العشرين، وآخر عدد صدر منها. ويستعرض في الفصل الأول الإطار الذي صدرت أثناءه جريدة «الشباب» قبل سبعين سنة، متطرقا إلى لمحات من حياة التونسي وسيرته الذاتية، مشيرا إلى أنه «لم يدع بابا» للفن إلا وطرقه، فقدم المقامة الهزلية، مضيفا لمسته المتقنة إلى الفن الذي ابتكره الهمذاني.. وكان فن الصحيفة الهزلية لدى التونسي صورة من نبوغه الشعري، لأنه أتاح له أن يكتب ويسخر، ويزجل فينهر، ويشعر فيفخر، وينثر فيهزر.

 

أصدر بيرم بعد استقراره في منفاه بتونس، يوم الخميس 29 أكتوبر عام 1936 العدد الأول من جريدة «الشباب»، وكانت الجريدة بحجم التابلويد، يتصدرها الشعار بخط نسخ صاف، وتحته تصطف أربع كلمات تعبر عن مضمون المجلة «تصدر ضاحكة عابثة مازحة»، وإلى اليسار، الاسم بالحروف الفرنسية. وظلت أعداد الشباب تتتابع، حتى صدر عددها الأخير في مارس عام 1937.

 

يشير أبو اليزيد إلى أن أبواب مجلة «الشباب» يمكن أن تصنف في 22 عنوانا رئيسيا، منها: الكاريكاتير، والرسوم الساخرة، والإعلانات المختلفة، والقصص والأزجال والأشعار المعارضة، والأخبار والافتتاحيات المناهضة، والاستفتاءات والبريد. ومن الجلي أن «الشباب» كرست جل صفحاتها للشأن التونسي، الداخلي والخارجي، ولكن سنقرأ بين حين وآخر معالجة مصرية، وشامية، مثلما سنطالع محطات جزائرية ومغربية.

 

في الفصل الثاني، يوضح أبو اليزيد أن بيرم كان يستعيد بقلمه الساخر وحسه الساحر، ذكرياته في فرنسا، وبالتحديد في مدينة مرسيليا، حيث عاش في منفاه. وقد وردت هذه الذكريات فيما أسماه «مذكرات المنفى» وكانت بضع مئات من الكلمات، أو صفحة واحدة من حجم الجريدة، وقد جمعهذه الذكريات، في كتاب محدود، ناشر تونسي، مجهول، متقصيا مصادرها في «الشباب» وغيرها.

 

ويذكر أبو اليزيد أن ما كتبه التونسي من ذكريات جاء بعد سنوات من الإقامة في وطنه الثاني تونس، ولذلك فقد هدأت نبرة الإعجاب بالغرب، لتعلو مكانها رؤية تأملية، تبين قسوة الغربة على العربي، خاصة في المنفى، وإن لم تخل الفصول من إعجاب خاص بالمرأة الفرنسية عامة، والمارسيلية خاصة، لجرأتها وجمالها في آن واحد. وتتضمن مذكرات المنفى فصولا، منها: «الدرجة الرابعة، ومرسيليا، وأجْوع المواقف، وعمل خفيف، وأول يوم في باريس، وعن النساء، وكنائس مرسيليا، وأعياد فرنسية، وأجانب في مرسيليا».

 

ويضم الجزء الثالث من الدراسة بعضا من افتتاحيات «الشباب»، ملحقا بملاحظات ختامية حول الافتتاحيات التي كانت تعد ركنا أساسيا في الجريدة، حيث غطت الافتتاحيات موضوعات متنوعة، سياسية ودينية وفنية واجتماعية. ويتعرض الجزء الرابع «بيرم التونسي قاصا» إلى قصص الجريدةالتي كانت تأتي باسم «قصة الأسبوع»، وقد كانت تنم عن معرفة جمة بالحياة التونسية، وهي معرفة استقاها بيرم بعين الباحث الناقد، والشاعر اللماح. ويستطيع القارئ أن يتلمسها بين السطور، حتى في أبسط المفردات. وقد اختار أبو اليزيد نموذجين من الأدب السردي، ليعبرا عن موضوعات بيرم في قصصه، وتنوع أشكالها فنيا، حيث اختار أن يكتب إحدى قصصه على شكل حوار تمثيلي، في رواية – مسرحية – من أربعة فصول.

 

وفي الجزء الخامس «مقامات التونسي» يستعرض المؤلف أبطال مقامات التونسي وشخصياته المتجددة، وفي الفصل السادس «رسوم الشباب» يضع المؤلف بين يدي القارئ بعض الرسوم التي صاحبت أبواب الشباب، ومنها: رسوم صغيرة «موتيفات»، أو رسوم كاريكاتيرية، رسوم قائمة بذاتها، رسوم شارحة، رسوم الأعلام، الرسوم الأجنبية، والصور المنقولة عن أكليشيهات. ومن الغريب أن معظم الرسوم جاءت غفلا من التوقيع.

 

أما الجزء السابع «من القراء وإليهم»، فيقتطف بعضا من أسئلة القراء، موضحا كيفية الإجابة عنها في أعداد الجريدة. ويعرض الجزء الثامن «الأبطال بالريشة والقلم»، وفيه قدم بيرم أبطاله كضحايا قلمه إن انتقدهم، وتاجا له إن امتدحهم.

 

وفي الجزء التاسع «أبناء وبنات الفن»، يذكر أبو اليزيد أن هذا الباب قد ظهر من العدد الأول، لكن بيرم لم يكن يقتصر على ذكر (آل) الفن ضمن هذه الزاوية وحسب، بل انتقل للحديث عنهم فرادى، وتحت عناوين أخرى مستقلة، ولذلك يكاد ما كتبه في هذا الشأن الفني يمثل كتابا قائما بذاته.

 

ويضم الجزء العاشر في هذه الدراسة أزجال بيرم في جريدة الشباب، فقد كان من المعروف عن بيرم التونسي أنه نادرا ما كان يفسح الصفحات لشعر غير الذي ينظمه، أو زجل غير الذي يكتبه.

 

وفي الفصل الأخير، خصص الباحث هذا الجزء للبحث والتمحيص في لغة الإعلانات الدعائية للمجلة، حيث تُقرأ أحوال الأمة من إعلاناتها، وهي من ـ وجهة نظر المؤلف ـ لا تخرج عن نسقين، إعلانات حقيقية عن منتجات وأحداث حقيقية، أو الإعلانات الموضوعة التي تدخل في باب السخرية.

 

)المصدر: صحيفة “الشرق الأوسط” (يومية – لندن) الصادرة يوم 13 جانفي 2009(

 


 

«تونس 7» و«حنبعل»: برامج متشابهة وجمهور واحد

 

تونس –صالح سويسي    

 

تبدو المنافسة على أشدها في المشهد التلفزيوني التونسي بين قناة «تونس 7» الرسمية وقناة «حنبعل» الخاصة، اللتين تسيران على النهج ذاته، ما طرح علامات استفهام حول مضمون كل قناة، خصوصاً انهما تتشابهان الى حد التطابق. وقد عزز هذا الشعور انتقال مقدم البرامج علاء الشابي من «حنبعل» إلى «تونس 7» ببرنامج لا يختلف عن برنامج «المسامح كريم» الذي كان يقدمه على القناة الخاصة.

 

البرنامج الجديد بعنوان «عندي ما نقولك»، وهو لا يبتعد كثيراً عن صيغة برنامج «افتح قلبك» الذي قدمه النجم اللبناني جورج قرداحي، إذ يعتمد على دعوة ضيف للإفصاح له باعتراف مهم (طلب المغفرة عن خطأ ما، أو اعتراف بالحب…)، بشرط الا يكون على علم بهوية الشخص الذي يرغب في التحدث معه او سبب دعوته. وأثناء الحلقة تفصل بين الطرفين ستارة لا يمكن فتحها إلا عندما يقبل الضيف الخوض مع مضيفه في محتوى الاعتراف.

 

برنامج آخر تقترحه قناة «تونس 7» يبدو مشابهاً لأحد برامج قناة «حنبعل» بعنوان «الحق معاك»، وهو برنامج اجتماعي يقدمه معز بن غربية الذي انتقل هو الآخر من «حنبعل» بعدما كان يقدم برنامجاً رياضياً ناجحاً. يقوم البرنامج الجديد على تنازع بين طرفين حول مسألة قانونيةمعينة. وتستهل الحلقة بريبورتاج يوضح ملابسات النزاع ويقدم في شكل واضح الأطراف الذين قد يضطرهم الأمر إلى اعتماد كاميرا خفية لانتزاع اعترافات أو تصريحات أو تسجيل مواقف إزاء كل المعلومات والوثائق والوقائع التي تدين الطرف المقابل. فيما يحاول هذا الأخير إثبات حسن نيته بكل الوسائل، وفي مرحلة ثانية يحاول المقدم الاتصال بالطرف المعني، إما عبر الهاتف أو بحضوره مباشرة للأستوديو بهدف الدخول في مفاوضات غايتها حل النزاع بطريقة سلمية. ويشارك في البرنامج فريق من الاختصاصيين في مجال القانون وعلم الاجتماع وعلم النفس ليكونواسنداً للضيف لتبسيط الوقائع وتقريب المصطلحات من المشاهد من خلال اكتسابه ثقافة قانونية. اما برنامج «حنبعل» فتقدمه إيمان بحرون بعنوان «عن حسن نية»، وهو يعتمد الأسلوب ذاته الذي يعتمده برنامج «تونس 7». وهنا يبدو واضحاً أنّ التنافس دفع القناتين الى استنساخ البرامج ذاتها، خصوصاً أنّ شركات سبر الآراء عادة ما تبيّن أن «حنبعل» تسبق «تونس 7» بنقاط. وفي المقابل تقترح «تونس 7» على مشاهديها برامج أخرى جديدة وطريفة منها برنامج «سبوعي شو» الذي يقدمه الممثل سفيان الشعري الذي اكتسب شهرة كبيرة من خلال دور «سبوعي» في سيت كوم «شوفلي حل».

 

ويقوم البرنامج على لوحات غنائية واستعراضية أبطالها أطفال تتراوح أعمارهم بين 6 و10 سنوات، يجسدون من خلالها وانطلاقاً من عالمهم الخاص، أغاني على طريقة «بلاي باك» لنجوم تونسيين أو مشارقة أو عالميين في نسخ استعراضية مصغرة للأعمال الأصلية. ويتنافس كل متسابق لنيل إعجاب الجمهور، خصوصاً لجنة التحكيم التي تضم في كل حلقة أعضاء ثابتين وضيف شرف من نجوم الفن. وهذا البرنامج يشبه أيضاً إلى حد كبير برنامجاً آخر على «حنبعل» عنوانه «ستار صغار» من تقديم عمّي أضوان. يذكر أن كلّ هذه البرامج، إضافة إلى برنامج «أحنا هكّا» في موسمه الثاني، من إنتاج «كاكتوس» التي يديرها المذيع التونسي سامي الفهري، وهي الشركة التي قدمت للتلفزيون التونسي أضخم برامج الألعاب في تاريخه.

 

)المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 جانفي 2009(

 


 

لجنة حماية الصحفيين تحث اوباما على اعادة مكانة الولايات المتحدة كنموذج لحرية الصحافة

  

الفريق الانتقالي الرئاسي

 

واشنطن العاصمة، ‏‏12 كانون الثاني/ يناير 2009

 

سيادة الرئيس المنتخب أوباما:‏

 

أكتب إليكم بصفتي رئيس مجلس أدارة لجنة حماية الصحفيين مناشدا تدخلكم القيادي في إعادة التأكيد على دور أمريكا ‏كمدافع قوي عن حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم. فالصحفيون الذين يعرضون حياتهم وحريتهم للخطر في كثير من ‏البلدان ، بينما يتمسكون بقيم حرية التعبير ينتظرون من الولايات المتحدة تقديمها الدعم لتلك القيم.‏

 

إن تأكيدنا على مسئوليتنا الأخلاقية يوجب علينا أولا أن نرتب بيتنا من الداخل. ومن ثم فإنني أحثكم على أن تعطوا ‏الأولوية لوضع حد لما يمارسه الجيش الامريكي من احتجاز مفتوح للصحفيين والعاملين في مجال الإعلام ، وأن يتم ‏إجراء تحقيق شامل في مقتل العديد من الصحفنبنيران القوات الامريكية.‏

 

لقد أساء احتجاز الصحفيين دون محاكمة إلى مكانة الولايات المتحدة في العالم، وربما يكون قد أسهم في إجمالي الزيادة ‏في عدد الصحفيين المحتجزين حول العالم، إذ يشجع العديد من الحكام المستبدين الذين يبحثون عن ذريعة أو مبرر لإلقاء ‏الصحافيين الذين ينتقدونهم في الن.

 

إن عددا من حلفاء الولايات المتحدة وأصدقائها المقربين ، مثل أذربيجان ، ومصر ، وأثيوبيا ، والمغرب ، وباكستان هي ‏من بين أكثر 10 بلدان في العالم تدهورت فيها حرية الصحافة بشكل حاد ، وفقا لبحث أجرته لجنة حماية الصحفيين. بينما ‏دول أخرى مثل تونس هي من بين أكثرلبلدان حول العالم في فرض الرقابة على الأنباء.‏

 

وكما قال السناتور ريتشارد لوغار مؤخرا “إن النموذج الذي نضعه لحرية الصحافة في هذا البلد هو بمثابة منارة هامة ‏تسترشد بها الدول الأخرى في مسعاها للتحول عن أشكال الحكم الاستبدادي“.

 

أو ، كما أشار زميلكم السابق في مجلس الشيوخ عن ولاية إيلينوي “ريتشارد دربين” قائلا مؤخرا إن “أمريكا عبر ‏تاريخها الطويل لطالما كانت المدافع القوي ومصدر الأمل في جميع أنحاء العالم لمن يعانون من انتهاكات حقوق الإنسان، ‏سواء أولئك المحاصرين في سجون الحكام التاتوريين، أو من يحاربون من أجل حرية الصحافة و الحريات السياسية، ‏أو أولئك الذين يقفون بشجاعة ضد الطغيان و الظلم.” واستطرد السناتور دربين قائلا: ” بكل أسف ، أخشى أن قدرا من ‏هذه الريادة ، وهذا الإلهام ، وهذا الأمل الأمريكي تم فقدانه في السنوات الأخيرة.

 

هذا الأمل لا يزال يتم تقويضه من جراء استمرار الجيش الامريكي في احتجاز الصحفيين. هناك أربعة عشر صحفيا تم ‏احتجازهم لفترات طويلة من دون مراعاة للأصول القانونية في العراق وافغانستان وغوانتانامو. وثمة صحافي واحد لا ‏يزال وراء القضبان. إبراهيم جسام ، هو مصور  يعمل مع وكالة رويترز ، تم اعتقاله في 2 أيلول / سبتمبر من قبل ‏القوات الامريكية في بغداد. وفي 30 تشرين الثاني / نوفمبر قضت المحكمة الجنائية المركزية العراقية بأن ليس ثمة دليل ‏على إدانة جسام، ومن ثم أمرت الجيش الامريكي بإطلاق سراحه. ولكن الرائد بالجيش اليركيإريك لارسن أخبر لجنة ‏حماية الصحفيين في كانون الأول / ديسمبر أنه على الرغم من الحكم الصادر عن المحكمة العراقية فإنه يمكن أن يستمر ‏احتجاز جسام إذا ما كان يمثل تهديدا أمنيا. وقال لارسن أن سيتم إعادة النظر في القضية أمام هيئة عسكرية ، وهو ما قد ‏يستغنحو 60يوما.‏

 

وتشمل قائمة الصحفيين الآخرين الذين تم احتجازهم دون محاكمة من قبل الجيش الأمريكي كلا من :‏

 

بلال حسين ، المصور العراقي ، الذي كان ضمن فريق وكالة أسوشيتد برس والفائز بجائزة بوليتزر عام ‏‏2005. تم اعتقاله عام 2006 ، وبقي رهن الاحتجاز لمدة عامين دون توجيه أية تهمة إليه. وفي تشرين الثاني / ‏نوفمبر الماضي، منحت لجنة حماية الصحفيين حسين جائزة حرية اافةالدولية.‏

 

أحمد جافيد ، وهو منتج ميداني أفغاني يعمل مع محطة ‏CTV‏ الكندية، اعتقل في 2007 في قاعدة جوية تابعة ‏لحلف شمال الأطلسي بالقرب من قندهار. تم نقل أحمد بعد ذلك إلى قاعدة باجرام الجوية خارج كابول ، حيث تم ‏احتجازه لمدة 11 شهرا دون توجيه أية اتهامات إلي

 

سامي الحاج ، وهو مصور سوداني يعمل مع قناة الجزيرة ، اعتقلته القوات الباكستانية في عام 2001 في منطقة ‏الحدود الافغانية الباكستانية في الوقت الذي كان يغطي الهجوم الذي قادته القوات الأمريكية للإطاحة بحكم حركة ‏طالبان. تم تسليمه إلى القوات الأمريكية، ليتم نق فيما بعد إلى معتقل غوانتانامو ، حيث بقي رهن الاحتجاز لمدة ‏ست سنوات دون توجيه أية اتهامات إليه.‏

 

وباستثناء حالة جسام الذي لا يزال قيد الاحتجاز حتى اليوم، فإن جميع الصحفيين الثلاثة عشر المحتجزين من قبل الجيش ‏الأمريكي تم إطلاق سراحهم دون توجيه أية اتهامات بعدما قضوا أسابيع ، أو أشهر ، أو عدة سنوات في السجن. إن هذه ‏الممارسة تنتهك الالتزام الذي على الشالامريكي بإعادة النظر في القضايا المتعلقة بالصحفيين في غضون 36 ساعة ‏من الاعتقال. وفي آذار / مارس 2006 ، أخبر مسؤولون عسكريون امريكيون في بغداد وواشنطن وكالة رويترز ولجنة ‏حماية الصحفيين عن إجراء جديد لتحقيق سريع وعلى مستوى عال من الاهتمام في قضايا احتز الصحافيين لضمان أن ‏الصحفيين العاملين لن يتم احتجازهم بدون تهمة لفترات طويلة. لكن الاجراء الذي أعلن عنه مؤخرا يبدو أنه تم التخلي ‏عنه في غضون أشهر ، كما سبق وأشرت في رسالتي في تشرين الثاني / نوفمبر 2006 إلى وزير الدفاع آنذاك دونالد ‏رامسفيل

 

إنني أعتقد أن إلغاء ممارسة احتجاز الصحفيين لفترات طويلة بدون اتباع الإجراءات القانونية من شأنه أن يرسل إشارة ‏واضحة إلى أن الولايات المتحدة تتمسك بالتزامها التاريخي بحرية التعبير.

 

والأمر الذي سيعزز من تلك الإشارة هو الالتزام الواضح من جانب إدارتكم بأن يجري الجيش الأمريكي تحقيقا شاملا في ‏مقتل أي صحفي على يد القوات الامريكية. فمنذ عام 2003 ، لقي ما لا يقل عن 16 صحفيا مصرعهم وأصيب آخرون ‏بجروح خطيرة من جراء إطلاق النار عليهم من قبل قوات الامريكية في العراق. ، وفي حدود ما نعلمه حتى الآن أن ‏السلطات العسكرية الأمريكية قد أجرت تحقيقات في عدد قليل من الحالات التي تعد على أصابع اليد الواحدة. وقد انتهت ‏التحقيقات إلى تبرئة الجنود المتورطين في كلٍّ من تلك الحالات

 

 

وبعض تلك التحقيقات أخفقت في التوصل إلى إجابات عن أسئلة تتعلق بإصدار أوامر العمليات والسيطرة عليها، أو كان ‏فيها تناقض في أقوال الشهود. ولقد كشف تقرير للجنة حماية الصحفيين أن ثمة انهيار واضح في إصدار أوامر العمليات ‏والسيطرة عليها ساهم في وقوع ذلك الحادث  عام 2003 حينما أطلقت دبابة أمريكية النار على فندق فلسطين ، مما ‏أسفر عن مقتل اثنين من الصحفيين. تحقيقات أخرى أجرتها السلطات العسكرية الأمريكية خلصت إلى توصيات محددة ‏لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث ، بما فيها إعادة النظر في قواعد الاشتباك ، وإدخال تحسينات ع الإجراءات الخاصة ‏بإصدار أوامر العمليات والسيطرة عليها، وكذا الإجراءات عند نقاط التفتيش.

 

لقد أعربت كل من لجنة حماية الصحفيين ومنظمة هيومن رايتس ووتش عن مخاوفهما بشأن الأمن في نقاط التفتيش في ‏رسالة تم إرسالها عام 2005 إلى وزير الدفاع رامسفيلد. لكن لم يتضح بعد ما إذا كان الجيش الأمريكي – أو إلى أي ‏درجة – قد بدأ ينفذ ما صدر عنه أو من آخرين منوصيات.‏

 

وعلاوة على ذلك ، فإن الجيش الامريكى لم يعلن نتائج التحقيقات بشأن معظم القضايا المتعلقة بالصحفيين والتي كانت ‏القوات الامريكية ضالعة فيها. وهذه القضايا تشمل الغارة الجوية التي تم شنها عام 2003 على مكتب شبكة تلفزيون ‏الجزيرة ببغداد التي أسفرت عن مقتل طارق وبمراسل القناة.‏

 

وينبغي أن تضطلع وزارة الدفاع (البنتاجون) في أقرب وقت بإجراء تحقيق مدقق في وفاة أي صحفي لقي مصرعه بنيران ‏القوات الأمريكية. ونتائج هذه التحقيقات ينبغي أن تعلن على الجميع، والدروس المستفادة منها ينبغي أن تدرج لاحقا في ‏الإجراءات الخاصة بالعمليات

 

كما أود أن أطلب منكم تشجيع الجيش الأمريكي على تبني إجراءات لزيادة الوعي بين الجنود فيما يتعلق بالصحفيين في ‏الميدان. فبينما تجد القوات الأمريكية نفسها فى مواجهات على نحو متزايد مع أعداء يتحركون وسط تواجد كثيف ‏لجماعات المدنيين ، يصير حتميا أن يتم تدريبهملىتقبل وجود الصحفيين المحليين الذين لديهم الحق المشروع في ‏تغطية الصراع. كثيرا ما يرد إلى لجنة حماية الصحفيين بلاغات من صحفيين محليين في بلدان مثل أفغانستان والعراق ، ‏عن إساءات لفظية – وأحيانا بدنية – من قبل القوات الامريكية

 

لجنة حماية الصحفيين هي منظمة غير حزبية وغير ربحية لا تقبل أموالا حكومية، وتعمل على الدفاع عن حرية ‏الصحافة على الصعيد العالمي. ومنذ تأسست لجنة حماية الصحفيين عام 1981 من قبل عدد من الصحفيين الأمريكيين ‏المهتمين بأحوال زملاء مهنتهم في الخارج ، فإن الأغلبيةالساحقة من عملنا تركز على الدفاع عن الصحفيين الذين ‏يعملون في بعض من أشد المناطق صعوبة في مختلف أنحاء العالم.

 

أعظم الأخطار التي تهدد حرية الصحافة هما خطران؛ أولهما الارتفاع المخيف في معدل الإفلات من العقاب في حوادث ‏قتل الصحفيين في جميع أنحاء العالم، حيث أن ما يقرب من ثلاثة من أصل أربعة من الصحفيين الذين يلقون مصرعهم ‏أثناء تأدية واجبهم المهني ماتوا قتلا ، والقت يفلتون من العقاب في ما يقرب من تسعة من 10 من الحالات. وثاني أعظم ‏الأخطار هو حبس الصحفيين بسبب ممارستهم لعملهم، إذ يقبع ما لا يقل عن 125 صحفيا في السجون في مختلف أنحاء ‏العالم (في إحصاء تم إجرائه حتى 1 ديسمبر 2008). وما يقرب من نصف هؤلاء الصحافيين المسجين هم صحفيون ‏على الانترنت، حيث أصبحوا الآن في السجون أكثر من الصحافيين العاملين في أي وسيلة أخرى. من ثم فإن لجنة حماية ‏الصحفيين تركز على هذه القضايا ، إلى جانب العديد من الأشكال الأخرى للقيود المفروضة على حرية الصحافة في ‏جميع أنحاء العال

 

 

لا يمكنني أن أشدد بما فيه الكفاية على أهمية دفاع واشنطن الذي لا يلين عن حرية الإعلام في هذا الوقت الذي يتنامى فيه ‏القمع والرقابة والاعتداء على الصحفيين في جميع أنحاء العالم. من أجل ذلك أشجعكم لاعتماد قضية حرية الصحافة ‏كجزء لا يتجزأ من سياستكم الداخلية لخارجية على حد السواء. وكما يقول توماس جيفرسون ، “إن حريتنا تعتمد على ‏حرية الصحافة ، وتلك لا يمكن تقييدها دون التعرض للضياع.”

 

 

مع خالص التقدير،

  بول ستيجر

 

نسخة الى:‏

السناتورة هيلاري رودهام كلنتون ‏

وزير الدفاع روبرت غيتس

السيد اريك هولدر ‏

السيد رام عيما نوئيل  ‏

Lire aussi ces articles

27 juin 2007

Home – Accueil – الرئيسية   TUNISNEWS 8 ème année, N° 2591 du 27.06.2007  archives : www.tunisnews.net AISPP: Communiqué AP: Tunisie: un

En savoir plus +

14 mars 2010

Home – Accueil TUNISNEWS 9 ème année,N° 3582 du 14.03.2010  archives : www.tunisnews.net  Liberté  et Equité: Poursuite du siège des

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.