الحياة: تونس- أحكام بالسجن لمتهمين بالإرهاب
الصباح:محاكمة 7 أشخاص بتهمة تكوين تنظيم يهدف إلى الإبحار خلسة
أخبار الجامعة العدد رقم 18 رويترز:تونس تقدر لفتة ليبيا لاستثناء رعاياها من تأشيرة الدخول يو بي أي: تونس تعرب عن تقديرها لقرار ليبيا إستثناء مواطنيها من التّأشيرة يو بي أي:معارض يدعو إلى إلغاء عقوبة الإعدام الحياة: وزير الخارجية التونسي يزور قطر الحوار.نت:الحوار نت تحاور السيد عمر المستيري سامي نصر: التغطية الإعلامية للعمل الإجرامي في الصحف التونسيّة – حادثة “تبادل إطلاق النار” نموذجا عــــادل الزّيتوني: بعد العهد الجديد هل يهدي بن علي لتونس عصرا جديدا؟ عادل القادري: حكم آخر بالإعدام في تونس مثير للجدل د. خـالد الطـراولي: المعذّبات في الأرض وعقلية الاستبداد سي أن أن: ما هي الجماعات الإسلامية المتشددة في المغرب العربي؟ رويترز: سكان: مقتل أربعة في انفجارات قرب مراكز شرطة بالجزائر رويترز:ا لرباط تكشف خطة الحكم الذاتي: حكومة وبرلمان محليان للصحراء رويترز:الإسلاميون الجدد يسعون للتسامح والإصلاح في المغرب الحياة: مصر: محام يطالب بإقامة «حد الحرابة» على إعلامية قدمت برنامجاً مثيراً للجدل القدس العربي”:النائب العام يطلب القبض علي هالة سرحان بتهمة تشويه سمعة مصر الحياة: تأخير التكامل الاقتصادي المغاربي يعمق الفجوة التنموية مع أوروبا القدس العربي: في الذكري الأليمة لاكتشاف اننا شعب واحد.. نقابة الزعماء المغاربة تواصل نجاحاتها! د. عبدالوهاب الافندي :بين المعارضة والمقاومة في عهد المماليك الأمنية عبد الباقي خليفة: غينس الغبي نسي رقمنا القياسي
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows (
إحالة المتهمين في اشتباكات جنوب العاصمة على القضاء …
تونس: أحكام بالسجن لمتهمين بالإرهاب
محاكمة 7 أشخاص بتهمة تكوين تنظيم يهدف إلى الإبحار خلسة
أخبار الجامعة
المؤتمر25 للاتحاد العام لطلبة تونس….الأزمة تراوح مكانها ….
لم تفلح اللقاءات الأخيرة التي تمت بين مختلف الأطراف المتنازعة على شرعية التمثيل النقابي في تذ ليل العقبات و الاتفاق على برنامج موحد لإنجاز المؤتمر 25 للاتحاد والذي كان من المقرر أن يعقد خلال الصائفة الماضية و باءت كل المحاولات التي تمت الى حد الآن لتجاوز الخلافات بين مختلف الفرقاء بالفشل وبقيت الأزمة التي عصفت بالاتحاد تراوح مكانها و ذلك بالرغم من التفاؤل الذي أعقب فوز القائمات الموحدة للاتحاد بنسبة كبيرة من المقاعد في انتخابات المجالس العلمية التي جرت يوم 25 ديسمبر2006 و حققت انتصارا ساحقا على قائمات الطلبة الدساترة خاصة في الأجزاء الجامعية الكبيرة
و لا تزال خلافات رئيسية تشق الأطراف المتنازعة ففي الوقت الذي يدعو بعضها الى اعادة انتخابات المكاتب الفيدرالية في كافة الأجزاء الجامعية يرى البعض الآخر و خاصة مجموعة زعتور بأن الانتخابات التي تمت في 16 جزءا جامعيا شرعية و متفقة تماما مع قوانين النظام الداخلي للاتحاد
وواضح ان الرهان الحقيقي هو على عدد النيابات التي سيتحصل عليها كل طرف في المؤتمر و بالتالي توفير ضمانات النجاح لأكبر عدد ممكن من الأعضاء في المكتب التنفيذي الجديد
المحاكمات في صفوف الطلبة……
تأجلت محاكمة الطالب حسين بن عون الى يوم الاربعاء 14 فيفري 2007 و كان قد حظر موقوفا في الجلسة التي انعقدت قبل أسبوعين و التي على اثرها تم اطلاق سراحه و كانت التهمة الموجهة اليه “اقتحام محل الغير” و المقصود بذلك الدخول الى كلية الحقوق بصفاقس التي يدرس أصلا بها و تم طرده منها بسبب نشاطه النقابي
مرة أخرى مجموعة من الطلبة أمام مجالس التأديب ……
تعمد الادارة في العديد من المؤسسات الجامعية الى التعسف في استعمال صلاحياتها و الانتقام عند الضرورة من المناضلين و الطلبة الحركيين رافعة في وجوههم عصا الاجراءات الزجرية التي ماكان لها أن تتخذ بالشكل الذي نراه حاليا لولا الضعف الذي تعيشه الحركة الطلابية و الانقسامات التي تشق مكوناتها و حالة اللامبالاة التي تلاحظ لدى شريحة عريضة من الطلبة … و في هذا الاطار قامت ادارة كلية الحقوق بسوسة بتقديم عدد من الطلبة الى مجالس التأديب بذرائع مختلفة. فالطالبة سناء فرجي وجهت لها تهمة “التهجم على عون اداري أثناء القيام بعمله” و أي عمل هذا الذي قام به ؟؟؟ انه عمل بوليسي حيث منعها من دخول الكلية بسبب تمسكها بارتداء الحجاب و قرر مجلس التأديب توجيه توبيخ لها
أما الطلبة شاكر السياري و صابر اللطيفي و مروان ميغرين فقد اتهموا ب ” الاعتداء بالعنف على طالب ” فتم طرد السياري لمدة 3 أشهر في حين حفظت القضية في شأن ميغرين و اللطيفي
قابس …..انشاء مدينة جامعية كبيرة ببوشمة ….
سيشهد المدخل الشمالي لمدينة قابس و بالتحديد في منطقة بوشمة ( على بعد 6 كيلومترات تقريبا من مركز المدينة ) انشاء مدينة جامعية كبيرة تمتد على مساحة قرابة الاربعين ( 40 ) هكتارا و تضم العديد من المؤسسات و المشاريع الجامعية و ينتظر أن يؤمها بعد الانتهاء من انجازها خلال السنوات القليلة القادمة ما يناهز ال 30 ألف طالب و قد تقرر أن يتولى المستثمرون الخواص مسؤولية انجاز هذه المدينة الجامعية في تجربة هي الأولى من نوعها و تم الى حد الآن رصد ما لا يقل عن خمسة ملايين دينار لاشغال التهيئة فقط
توزر…. تخرج أول دفعة من المعهد العالي للدراسات التكنولوجية
شهد المعهد العالي للدراسات التكنولوجية يوم الاثنين 29 جانفي 2007 حفل تخرج أول دفعة في اختصاص التصرف في المؤسسات حيث تحصل 51 طالبا على شهادة عليا و ينتظر أن ينتقل المعهد الى مقره الجديد بالمركب الجامعي طريق نفطة في بداية السنة الجامعية الجديدة 2007-2008 التي ستشهد إحداث شعبة للإعلامية بالإضافة إلى إحداث محضنة للمؤسسات في شهر نوفمبر القادم
مناظرات اعادة التوجيه الجامعي ….
تتواصل مناظرات إعادة التوجيه الجامعي في جامعة صفاقس من 27 مارس إلى 2 أفريل 2007 و قد حدد يوم الأربعاء 7 فيفري كآخر أجل لقبول المطالب ووفرت جامعة صفاقس 1341 مقعدا بمختلف المؤسسات العليا الراجعة لها بالنظر و تهم اختصاصات عديدة كالطب ( 25 مقعدا ) و علوم و تقنيات الصحة ( 23 مقعدا ) و علوم التمريض ( 10 مقاعد ) الخ…
أما في جامعة جندوبة فتتواصل الاختبارات من 23 إلى 31 مارس و قد خصصت لهذه المناظرات (607 مقعدا) أغلبها بكلية العلوم القانونية و الاقتصادية و التصرف (243 مقعدا ) و المعهد العالي للعلوم الإنسانية ( 119 مقعدا ) و المعهد العالي للدراسات التطبيقية في الانسانيات بالكاف ( 89 مقعدا ) و المعهد العالي للغات التطبيقية و الإعلامية بباجة ( 37 مقعدا ) و البقية موزعة بين المسرح و الموسيقى و الفنون و التجهيز الريفي و الفلاحة و التمريض
يذكر أن هناك شعب لا تجري بها اختبارات وهي التي يكون عدد المترشحين المتقدمين اليها مساويا أو يقل عن عدد البقاع المفتوحة و بالتالي يتم قبولهم آليا
أما عن نسب النجاح في هذه المناظرات فكانت تتراوح خلال السنوات الفارطة ما بين 10 و 15 في المائة
حسب طاقة استيعاب السنوات الأولى الا أن الايجابية بالنسبة للطالب الناجح تتمثل في تمتعه بكل الحقوق التي تتوفر للمتحصل الجديد على الباكالوريا بما في ذلك التسجيلات القانونية و المنحة و السكن
المعاهد العليا للدراسات التكنولوجية ….. استئناف الدروس يوم 12 فيفري 2007 …..
تقرر أن تستانف الدروس في كافة المعاهد العليا للدراسات التكنولوجية الأربع و العشرين يوم الاثنين 12 فيفري 2007 و قد تم قبول 3958 مترشحا في المناظرات الثلاث التي نظمتها الادارة العامة للدراسات التكنولوجية بوزارة التعليم العالي و البحث العلمي مع العلم أن هذه المناظرات تمت في الفترة من14 اكتوبر الى 18 نوفمبر 2006 و شملت المناظرة الأولى المتحصلين على الباكالوريا سنوات 2004 و2005 و2006 غير الناجحين في السنوات التي قضوها بمختلف مؤسسات التعليم العالي و قد تقدم لها5200 مترشح تم قبول 3800 منهم انطلاقا من مجموع أعدادهم المتحصل عليها في الباكالوريا تماما مثل عملية التوجيه الجامعي أي باعتماد الترتيب التفاضلي
قصور الساف ….انتحار طالب….
مأساة جديدة تحصل بسبب الاحباط و الفشل في مناظرة الكاباس و انسداد الآفاق الذي يجعل عشرات الآلاف من المتخرجين يعانون البطالة و الأزمات الاجتماعية و النفسية حيث عمد طالب أصيل مدينة قصور الساف ( ولاية المهدية ) الى شنق نفسه بسبب عدم تحمله لصدمة الفشل في المناظرة الأخيرة خاصة و أنه كان من أنجب الطلبة طيلة مراحل دراسته وقد جدت هذه الحادثة المؤلمة في أواخر شهر جانفي مخلفة اللوعة و الأسى في قلوب عائلته و أصدقائه
(المصدر: أخبار الجامعة، السنة الأولى – العدد رقم 18 بتاريخ 7 فيفري 2007)
الرابط: http://www.tunisie-talaba.net/news/tunisie-talaba18.htm
تونس تقدر لفتة ليبيا لاستثناء رعاياها من تأشيرة الدخول
تونس تعرب عن تقديرها لقرار ليبيا إستثناء مواطنيها من التّأشيرة
معارض يدعو إلى إلغاء عقوبة الإعدام
حزب تونسي يدعو رسميا لإلغاء عقوبة الإعدام
تونس (13 شباط/ فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء – دعا الحزب الاجتماعي التحرري التونسي رسميا لإلغاء عقوبة الإعدام.
وقال في بيان أصدره اليوم الثلاثاء إن اتخاذ هذا الموقف جاء بناء على “حرصه على النهوض بالإنسان وحمايته ضد كل أشكال البربرية التي ما فتأت الحضارة الإنسانية تجرها ورائها منذ غابر العصور”.
وأشار بيان الحزب إلى أنه “لا يمكن معاقبة جريمة بجريمة ثانية”، و”لا يمكن تحقيق العدالة عبر قانون الانتقام”، وأكد “أن القضاء مطالب باستبدال عقوبة الإعدام بعقوبة السجن المؤبد غير القابلة للعفو في حالات الجرائم الخطيرة و المتعمدة”.
من جهة أخرى حث الحزب الاجتماعي التحرري القوى المحبة للسلام في العالم على العمل علـى “بروز ثقافة سلام و تسامح”، كما دعا “كل الديمقراطيين إلى المساهمة المكثفة في هذا الصرح الدولي الذي يناضل من أجل إلغاء عقوبة الإعدام”.
(المصدر: وكالة “آكـي” الإيطالية للأنباء (خاصة – إيطاليا) بتاريخ 13 فيفري 2007)
الرابط: http://www.adnki.com/index_2Level_Arab.php?cat=Politics&loid=8.0.385656162&par=0
رسالة أخوة ومودة من الرئيس زين العابدين بن علي إلى أمير دولة قطر
وزير الخارجية التونسي يزور قطر
رئيس الوزراء الفلسطيني يُطلع السفير التونسي على فحوى اتفاق مكة
غزة – معا – اطلع رئيس الوزراء إسماعيل هنية اليوم الثلاثاء (13 فيفري 2007، التحرير) أحمد الحبّاسي السفير التونسي لدى السلطة الوطنية الفلسطينية، على نتائج لقاءات مكة المكرمة.
كما وضع هنية السفير التونسي في اتصال تلقاه الأول على الإجراءات المتخذة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، مشيرا الى متابعة الحكومة الفلسطينية للمواقف العربية والدولية بما فيها موقف تونس.
من جهته أعرب السفير التونسي عن أحر تهانيه وسعادته بالاتفاق وتأييده له مشيرا إلى استعداد بلاده تقديم كل ما يمكن للمساعدة في دعم القضية الفلسطينية، حيث حمّله رئيس الوزراء تحياته القلبية لتونس رئيسا وحكومة وشعبا.
(المصدر: وكالة “مـعـا” الإخبارية (مستقلة – بيت لحم – فلسطين) بتاريخ 13 فيفري 2007)
الرابط: http://www.maannews.net/ar/index.php?opr=ShowDetails&ID=56318
زيادة الناتج الصناعي التونسي 4.9 بالمئة في 2006
تونس (رويترز) – أظهرت بيانات رسمية يوم الثلاثاء نمو الناتج الصناعي في تونس بنسبة 4.9 في المئة العام الماضي متجاوزا تقديرات الحكومة التي توقعت 4.2 في المئة بفضل أداء قوي للصناعات الميكانيكية والغذائية.
وقفز ناتج الصناعات الميكانيكية بنسبة 20.9 بالمئة وناتج صناعة المواد الغذائية 4.9 بالمئة على مدار العام.
لكن الانتاج في قطاع الملابس وهو مصدر أساسي للوظائف والعملة الصعبة تراجع 2.2 في المئة حيث يفضي تساقط الحواجز التجارية الى زيادة المنافسة من الشركات الاسيوية في أوروبا المقصد الرئيسي للصادرات التونسية.
كما هبط الناتج في قطاع التعدين 10.3 في المئة وفي قطاع الطاقة 1.4 في المئة.
وتشكل الصناعة ما يقرب من خمس الناتج المحلي الاجمالي للبلد الواقع في شمال افريقيا
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بالعربية بتاريخ 13 فيفري 2007)
حزب الوحدة الشعبية منتدى التقدم
دعــوة
التغيرات المناخية وظاهرة الاحتباس الحراري
اللقاء الديمقراطي
دعـوة
بمناسبة إحياء الذكرى الثامنة عشرة لتأسيس اتحاد المغرب العربي، ينظم اللقاء الديمقراطي ندوة بعنوان :
معوقات البناء المغاربي
يلقي خلالها الدكتور المنصف وناس محاضرة حول الموضوع، وذلك يوم الجمعة 16 فيفري 2007 بمقر جريدة الوحدة 7 نهج النمسا ـ تونس.
والدعوة للحضور مفتوحة لجميع الأصدقاء والرفاق.
معوقات البناء المغاربي
الحوار نت تحاور السيد عمر المستيري
التغطية الإعلامية للعمل الإجرامي في الصحف التونسيّة
حادثة “تبادل إطلاق النار” نموذجا
بقلم سامي نصر
شكّل بلاغ وزارة الداخلية والتنمية المحلية الأوّل الصادر يوم 24 ديسمبر 2006 مصدرا ودافعا للعديد من المقالات والتحقيقات في الصحف الرسمية والغير الرسميّة، كما أثار الإعلان عن الحادثة لدى المواطن التونسي العديد من التساؤلات والاستفسارات، ثم بعد ذلك صياغة الروايات المتجانسة والمتضاربة في نفس الوقت.
وسوف نحاول في هذه الدراسة رصد أهم الصحف التونسيّة التي قامت بتغطية الحدث وهي: صحيفة “الصباح الأسبوعي”، وصحيفة “الإعلان”، وصحيفة “الشروق”، وصحيفة “الصريح”، وصحيفة “الحدث”، وصحيفة “أخبار الجمهوريّة”.
نتناول في الدراسة السوسيولوجيّة حادثة تبادل إطلاق النار بين “مجموعة أنفار” كما ورد في البيان الحكومي الأوّل وبين الأمن والجيش التونسي التي وقعت بالضاحية الجنوبيّة للعاصمة (تونس)، وكيف تفاعلت الصحف التونسيّة مع هذه الحادثة. وتندرج هذه المحاولة البحثيّة ضمن علم الاجتماع الإعلامي بوصفه علما يتّخذ من الإعلام موضوع بحث ودراسة، وأيضا ضمن علم الاجتماع الإجرامي الذي يدرس علاقة الظواهر الإجراميّة بالمحيط الاجتماعي، ومختلف الردود الاجتماعيّة تجاه الفعل الإجرامي. وأيضا ضمن علم اجتماع الإشاعة بحكم الدور الذي لعبته الإشاعات والروايات الشعبيّة في بلورة تفاصيل الحادثة والتي ظلّت العديد من الكتابات والمساهمات الصحفيّة تدور في فلكها.
سوف نحاول رصد هذه الصحف من خلال ثلاثة نماذج يمكن اعتمادها في عملية الرصد:
–I– المستوى الأوّل، النموذج السوسيولوجي الأمثل لرصد الصحف التونسيّة:
بدأ علماء الاجتماع يتناولون مسألة النموذج الأمثل لدراسة وسائل الإعلام منذ الأربعينيات من القرن الماضي، وخاصة مع ظهور ما يسمى بـ “سوسيولوجيا وسائل الاتصال الجماهيري”، كفرع من فروع علم الاجتماع والقائم على نموذج وضعه عالم الاجتماع الأمريكي هارولد لازويل Harold Lasswell، والذي ينبني على قائمة من خمسة تساؤلات وهي: من؟ يقول ماذا؟ بأي وسيلة؟ لمن؟ وما هو التأثير؟
ثم في سنة 1976 حاول روبرت اسكاربيت إعادة صياغة نموذج لازويل من خلال حصره في أربعة أسئلة وهي: من؟ ماذا يستقبل ؟ في أي جماعة؟ بغية أي تأثير؟
ونظرا لطبيعة موضوع بحثنا فإنّنا خيّرنا كمرحلة أوّلية صياغة نموذج نستهدف من وراءه رصد محتوى الرسالة الإعلاميّة دون الاهتمام بالبعد التأثيري لها، ليصبح النموذج المقترح يقوم على خمسة أسئلة وهي على النحو التالي: ماذا (حدث)؟ متى (حدث)؟ أين (وقع الحدث) من (قام بالحدث)؟ لماذا وقع الحدث)؟
فبقدر ما تقترب الرسالة الإعلامية المتعلّقة بحادثة الضاحية الجنوبية للعاصمة (تونس) من هذا النموذج المقترح، بقدر ما تستجيب لتطلعات الجمهور الذي حاول تتبع أخبار الحادثة المشار إليها. أمّا الطريقة المعتمدة في الرصد فتتمثل في إحصاء عدد الكلمات التي تم استعمالها من طرف الصحفي للإجابة على كل سؤال من هذا النموذج المقترح.
-1- وكالة الأنباء التونسيّة (وات) / الإعلان الرسمي
صدر عن وزارة الداخليّة التونسيّة ثلاثة إعلانات رسميّة تتعلّق بالحادثة المذكورة إضافة إلى إعلان رسمي يوم 11 جانفي للرد على بيان نسب لـ”شباب التوحيد والجهاد بتونس”. والملاحظة الأوّلية المتعلّقة بإعلانات وكالة الأنباء التونسيّة هي أنّ عدد الكلمات المستعملة لم تتجاوز الـ104 كلمة (40 كلمة في الإعلان الأوّل و30 كلمة في الإعلان الثاني و34 كلمة في الإعلان الثالث)، كما أن التركيز الكلّي كان من أجل الإجابة عن السؤال الأوّل (ماذا حدث) وذلك بنسبة 65.38% ثم السؤال الثاني (متى وقع الحدث) بنسبة 14.42% ثم السؤال الثالث (أين وقع الحدث) بنسبة 10.58% ثم السؤال الرابع (من قام بالحدث) بنسبة 9.62% ، أمّا السؤال الخامس (لماذا وقع الحدث) لم تجب عنه كل إعلانات وكالة الأنباء التونسيّة. كما أنّ نسبة 9.62% والمتعلّقة بالسؤال الرابع فإنّها كانت ألفاظ غامضة أكثر منها أجوبة عن سؤال، من قبيل “مجموعة أنفار” أو “مجرمين خطرين مفتّش عنهم” أو “مجموعة إجراميّة”. وبذلك اقتصرت الإعلانات الرسمية على الإجابة عن الأسئلة الثلاثة الأولى فقط. إضافة إلى ذلك تميّز التصريح الثاني الصادر يوم 3 جانفي والتصريح الثاني الصادر يوم 4 جانفي بالتناقض، فالأوّل أعلن عن أن “تبادل لإطلاق النار أدى إلى مقتلهم” جميعا، في حين الثاني يعلن عن قتل 12 فردا وإيقاف 15 المتبقين. وهذا التناقض والغموض الوارد في الإعلانات الرسمية كان سببا رئيسيّا في انتشار الروايات الشعبية والتأويلات المتضاربة سواء أكانت المتناقلة بين أفراد المجتمع أو ما وقع نشره بالصحف التونسيّة وغيرها.
-2- ما مدى استجابة الصحف التونسيّة للأسئلة النموذجية المقترحة؟؟؟
• السؤال الأوّل، ماذا (حدث)؟
حاولت كل الصحف التي رصدناها الإجابة عن السؤال الأوّل، حيث سجّلنا 4274 كلمة استعملت لهذا الغرض تراوحت النسبة المائوية في حدود 77.15%، وتصدّرت صحيفة “الصباح” الصدارة وذلك بنسبة 85.05% ثم تلتها “الصريح” (80.32%) ثم “أخبار الجمهوريّة” (80.12%).. وأقل نسبة وجدنا في صحيفة “الشروق” (70.65%). وأغلبها كانت عبارة عن إعادة صياغة الروايات التي تناقلتها ألسن المواطنين بعد الروتوشات المحدثة فيها.
• متى (حدث)؟
لم نسجّل أكثر من 199 كلمة استعملت لغرض الإجابة عن السؤال الثاني، ولم تتجاوز النسبة الإجماليّة للصحف المرصودة الـ 3.59%. احتلت فيها صحيفة “الشروق” الصدارة بنسبة 4.84%، ثم “الصباح الأسبوعي” (3.99%) ثم “الصريح” (3.72%) ثم “الإعلان” (3.27%) ثم “الصباح” (2.87%) وأخيرا وجدنا “أخبار الجمهوريّة” بنسبة 1.83%. وفي العموم لم نسجل تناقضات كبرى بين الصحف التونسيّة في الإجابة عن هذا السؤال والتي كانت فيها النسب متقاربة نسبيّا.
• أين (وقع الحدث)
للإجابة عن السؤال الثاني استعملت الصحف المرصودة 260 كلمة ولم تتجاوز نسبتها الـ 4.69% من جملة الكلمات المستعملة، وأعلى نسبة وجدناها في صحيفة “أخبار الجمهوريّة” بنسبة 8.72% ثم تلتها “الصباح الأسبوعي” (7.04%) والإعلان (6.06%)… وأقل نسبة سجّلت في صحيفة “الصباح” والتي لم تتجاوز الـ1.18%.
• من (قام بالحدث)؟
نلاحظ من خلال النتائج الإحصائيّة المسجلة اهتماما خاصا من طرف الصحف المرصودة للإجابة عن هذا السؤال مقارنة ببقية الأسئلة، إذ سجّلنا 653 كلمة من جملة 5540 كلمة استعملت في تغطية الحادثة الأخيرة، أي بنسبة 11.79%. تصدّرت صحيفة “الشروق” طليعة الصحف المرصودة وذلك بنسبة 16.54% ثم تلتها “الصباح الأسبوعي” (13.62%) ثم “الإعلان” (12.27%) ثم “أخبار الجمهورية” (8.52%) ثم “الصباح” (7.66%) وأخيرا “الصريح” بنسبة 6.65%.
وما تجدر الإشارة إليه هو أنّ النتائج الإحصائيّة المسجلة لا تكشف حقيقة استجابة الصحف التونسيّة للسؤال الرابع (من قام بالحدث)، بل ساهمت في تغذية ونشر التأويلات والروايات الشعبية منها والغير الشعبية، ويمكن الإشارة إلى ثلاث ملاحظات أساسيّة:
أوّلا، في أوّل مقال لصحيفة “الشروق” والصادرة يوم 26 ديسمبر قدّمت لنا تحقيقا صحفيّا مفصّلا عن الحادثة، حيث حدّد منجي خضراوي (صاحب المقال) هوية “المجرمين الخطيرين” ونعتهم بـ” عصابة دولية تنشط في مجال المخدّرات “، وذلك وفقا لما أكدته له مصادر رسميّة… ثم بعد ذلك تراجعت الصحيفة عن ربط الحادثة بعصابة مخدرات دون أن تقدّم أي اعتذار لقرائها، بل صاحب المقال نفسه تراجع عن ذلك في مقاله الصادر يوم 12 جانفي ولم يقدّم أي اعتذار أو تصحيح…
ثانيا، إنّ الارتفاع النسبي للألفاظ المستعملة للإجابة عن سؤال “من قام بالحدث” لا يعني بالضرورة الإجابة عن السؤال، فكثيرا مما ورد بالصحف المذكورة طغت عليه الضبابيّة والغموض والتي لا ترتقي إلى مستوى الإجابة عن سؤال مطروح على غرار “.. هذه الشرذمة الخطيرة من عشّاق الظلام وعبدة الإيديولوجيات الفاسدة” أو “عصابة خطيرة” أو “مجموعة مسلحة… يتعلّق الأمر بإحدى المجموعات السلفية” …
ثالثا، حاولت بعض الصحف ملأ الفراغ المتعلّق بالإجابة عن هذا السؤال من خلال التركيز على عنصرين من المجموعة وهو ربيع باشا ولسعد ساسي مثل القول “زعيم العصابة كان موظفا بأحد الأسلاك العمومية وغادر الوظيفة وتدرّب بأفغانستان ثم عاد على رأس عصابة لتونس” أو “ربيع باشا ابن الاثنين وعشرين ربيعا” … دون تقديم توضيحات أخرى.
• لماذا وقع الحدث)؟
إذا كانت الإعلانات الرسمية الثلاثة الأولى والواردة بوكالة الأنباء (وات) تجاهلت بشكل واضح الإجابة عن هذا السؤال، فإنّ الصحف التونسيّة بدورها لم تتمكّن هي الأخرى من الإجابة عنه، إذ شكّل خطا أحمرا حاولت الابتعاد عنه قدر الإمكان. لأجل ذلك سجّلنا أقل نسبة من الكلمات المستعملة لهذا الغرض والتي لم تتجاوز الـ 154 كلمة من جملة 5540 كلمة، ولم تتجاوز نسبتها الـ 2.78%، تجرأت صحيفة “الصريح” أكثر من غيرها من الاقتراب من هذا الخط الأحمر وذلك بنسبة 5.59% ثم تلتها “الصباح الأسبوعي” (3.99%) ثم “الصباح” (3.24%) ثم “الشروق” (3%) وأقل نسبة كانت في صحيفة “أخبار الجمهوريّة” (0.81%) وكذلك “الإعلان” (1.51%).
كما تجدر الإشارة إلى ملاحظة أساسية وهي أنّ العبارات والألفاظ المستعملة لا ترتقي هي الأخرى إلى مستوى الإجابة عن سؤال “لماذا وقعت الحادثة” أو الهدف من الحادثة، مثل “مخطط إجرامي وإرهابي يستهدف تقويض أمن واستقرار البلاد” أو “تنفيذ عمليات إرهابية بتونس” أو “للنيل من وطننا ومن مكاسبه وانجازاته” …
هذه عموما بعض المقتطفات من نتائج دراسة الإعلام الإجرامي في تونس والتي اتخذنا فيها من الأحداث الأخيرة موضوع بحثنا. أمّا الجزء الثاني من هذه الدراسة فسوف نحاول الاعتماد على نفس المنهجيّة العلمية لقياس درجة اقتراب أو ابتعاد الصحف التونسيّة من المقاييس التي وضعتها الأمانة العامة لوزراء الداخلية العرب في 2005 والتي كانت على النحو التالي:
1. “بث الشعور الصادق بالأمن، والطمأنينة”
2. “تأكيد مجموعة من القيم في مقدمتها أنّ الجريمة لا تفيد”
3. التأكيد على “أن المجرم لا يفلت من العقاب”
4. التأكيد على “بعض الحوادث المأساويّة الناجمة عن فشل” الممارسات الإجراميّة.
5. التأكيد على التعاون الكامل بين الجمهور والأجهزة الأمنيّة
أمّا الجزء الثالث والأخير من الدراسة فقد كان عبارة عن استثمار لما يسمى بعلم اجتماع الإشاعة لقراءة مختلف الروايات الشعبية التي تناقلتها ألسنة المواطنين وأعادت صياغتها بعض الصحف التونسيّة والبيانات الحزبية وغيرها.
(المصدر: مجلة “كلمة” (اليكترونية مستقلة – تونس)، العدد 50 لشهر فيفري 2007)
إلى روح المناضل الوطني إبراهيم طوبال
بعد العهد الجديد هل يهدي بن علي لتونس عصرا جديدا؟
عـــــادل الزّيتوني
هل من سبب موضوعي يبرّر القلق بخصوص مستقبل اللإستقرار في تونس و إعلامنا الرّ سمي مشفوعا بتصريحات للعد يد من مواطنينا بالمنفى!!! يدفع باتّجاه اللإ عتقاد أنّ تونس, بمنأى عن الهزّات والسّقوط في دوّامة الفوضى؟ بل إنّ البعض ذهب به خياله الإستشرافي إلي حدّ التّبشير بولادة التّاريخ للرّئيس الثّالث لتونس… بكلّ هدوء وفي أجواء جدّ رومانسية محلّيّا و أمميّا…. فقدّمت أسماء وصيغت سير ذاتيّة مدبّجة بألطف صيغ التّبجيل, ولم يبقى لهؤلاء سوى تشكيل وفد من الأعيان توكل له مهمّة الرّبط بين قوى الإعتدال و “الجناح” الّليبرالي بالسّرايا . أطراف أخرى من ساحة العمل الجمعيّاتي والحزبي دعت للصّلح ولقاء الفرقاء، دافعة بالّتي هي أحسن. و بين هذا وذاك يضيع آخرون في زحمة الفوضى العامّة للسّجون ومراكز اللإيقاف التّونسيّة, و يصاب العديد بالإحباط و اليأس فالإنطوائيّة.أمّا إعلامنا فهو جدير بدقيقة صمت كونيّة.
قلنا منذ مدّة ونعيد القول هاهنا إنّ مسؤوليّة كلّ ما قد يعصف بالإستقرار في تونس مشتركة بين جناح داخل الإدارة عاجز على مواكبة ما يقتضيه تطوّر المجتمع القطري والكوني من تغيير وشبه مجتمع أهلي مصاب بالخرف أو, يحكمه قانون المصالح الشّخصيّة و هوس العصبيّات الحزبيّة والجهويّة والهروب إلى الأمام ورفض قانون المحاسبة والتّعامي على مبدإ الشّفافيّة. لذلك كنّا وسنظلّ في قطيعة منهجيّة مع الّذين تعاموا على سبب الدّاء و شخصنوا أسباب الأزمة في تونس المبشّرين بمسيح الخلاص الوطني…أساقفة قرطاج الجدد. العاملين على تقديم أزمة الحقوق والحرّيّات في تونس كمسألة ناجمة عن شخص الرّئيس بن علي أو أفراد أسرته أو الواعدين بين سطور آياتهم الإنتهازيّة باستعدادهم للتّنسيق مع [رئيسهم] الثّالث المنتظر تاركين بعيدا عن مجهر التّساؤل والمسائلة ” ..رجال القرار داخل المؤسّسات…و النّخب المريضة. فهل أنّ مشهد مدينة “سيدي حسين” وكأنّها” سربرينيتشا” الخارجة لتوّها من حرب إبادة, هي مسؤوليّة بن علي أم مسؤوليّة من ائتمنهم بن علي على الشّأن العامّ ولم يكونوا في مستوى الأمانة؟. في العام 1987، أخرج الوزير الأوّل زين العابدين بن علي, حقيقة أزمة الدّولة والمجتمع الأهلي من خانة المسكوت عنه’ , ملقيا بها في السّاحة العامّة. فكان انخراط أغلب المواطنين في المضمون الصّريح لبيان 7 نوفمبر تلقائيّا لا يشوبه تحفّظ .
كان الإطار المؤسّساتي الّذي سمح بعبور الوزير الأوّل آنذاك بن علي, إلى هرم المسؤوليّة في الدّولة دستوريّا صرفا, و لم يكن محلّ احتراز أو انتقاد من طرف المعارضات الموجودة على السّاحة. فموضوعيّا لم يأت ين علي إلي مؤسّسة الرّئاسة من خارج القواعد الدّستوريّة [ يبقي الإعتماد على وحدات خاصّة من الأمن والجيش مسألة لوجستيّة ودستوريّة ضروريّة لضمان عمليّة التّداول حتّى ولو تمّت في إطار انتخابي صرف]. بل ارتقي لرئاسة الدّولة من داخل أحد أهمّ مؤسّساتها المدنيّة (الحكومة) وعلى أساس قاعدة دستوريّة تنضّم و تضبط شروط التّداول.
إنّه و بالرّجوع إلى أولى الخطب الّتي توجّه بها بن علي بصفته رئيسا للدّولة ( بيان الإنقاذ) لعموم فئات الشّعب, نقف على تشخيص ضافي و مفصّل للحالة الّتي مثّلها ” الحزب اللإ شتراكي الدّستوري”. هذا الأخير وعلى إثر إزاحة “رئيسه” لم يكن أحسن حالا من حزب الموريطاني ولد الطّايع, الجمهوري الدّيموقراطي الإجتماعي. كان قوقعة فارغة. في السّابع من نوفمبر 1987سقطت الأقنعة, وصار بيّنا للعيان أنّ بورقيبة والبورقيبيّة , كمّ هائل من الأوهام والخرافات, وأنّ الجحافل الجرّارة من “المتحزّبين” أو ما يعرف ب ” البورقيبيّين” لا وجود لهم سوى داخل أذهان البسطاء .
قدم الرّئيس معلنا عهدا وكان من المنتظر والمأمول أن يفتح عهد بيان السّابع من نوفمبر سجلّ المحاسبات لكلّ الّذين أساؤوا لشعب تونس منذ تأسيس الدّولة. كنّا نأمل أن يقع إصلاح الذّاكرة الوطنيّة المعطّلة, فتصبح الإدارة مسؤولة عن أخطائها وتجاوزها لسلطتها أو لحدود دورها, أن تصير الكفاءة والوفاء للمصلحة العليا للوطن هما الأساس للتّكليف بالشّأن العامّ. وأن يصير الدّفاع على مصلحة المؤسّسّة الوطنيّة عنوان وفاء لتونس, لا جريمة يلقى بمقترفها بالمنفى بعد أن تداس حقوقه الإجتماعيّة….[ وهو ما عشته شخصيّا وما عرفه عديد الشّرفاء في تونس] اعتقدنا وأنّ كثيرا من ملامح انحطاط الحقبة البورقيبيّة ستصبح مجرّد ذكرى…ولم نكد نصدّق حتّى أفقنا على حقيقة بشعة…فبورقيبة لم يدفن… و”جنجويده ” ينخرون هيكل الدّولة.
ظلّت افتتاحيّتيا صلاح الدّين معاوي لمّا كان مديرا لصحيفة “لابراس” و الصّادرتان صبيحة ومساء السّابع من نوفمبر1987 والرّكن المتلفز “من توجيهات الرّئيس” لرؤوف يعيش, من الدّرر الفريدة للضّحك والتّندّر حول حقيقة المتخفّين وراء ستار التّحزّب البورقيبي. ولن تنسى اللأجيال حكاية “الحذاء” البورقيبي الّتي اقتبستها قريحة محمّد الصّيّاح.”.البريئةَ” على ما يبدو من أحد أعمال الأدب العا لمي لللأطفال: حكاية ” ّسندرلاّ”.
حقيقة هؤلاء ما جالت بخاطرنا إلاّ و ذكّرتنا بحقبة تاريخيّة فرنسيّة إبّان نشأة آلجمهوريّة الخامسة حيث اصطفّ وراء الجنرال ديغول على إثر سقوط نظام فيشي جلّ من كانوا تحت الجمهوريّة الرّابعة من أتباع الماريشال بيتان. سقط نظام فيشي معزولا منبوذا مدحورا لا سيّما في المخيال الجماعي الفرنسي. فهو خيانة لما قدّمه الشّعب الفرنسي لصالح الإنسانيّة من تضحيات دفاعا على قيم التّسامح و حقوق الإنسان.ولم يشفع للماريشال بيتان انتصاراته العسكريّة فقدّم للمحاكمة وصدر في شأنه حكما بالإعدام
[ استعيض عنه بالسّجن المؤبّد] .
لم يكن لأيّ تشكيلة حزبيّة في تونس دور مباشر في تغيير هرم الدّولة سنة 1987. وما كان الرّئيس بن علي ملزما بأيّ تحالف حزبيّ. كلمة النّظام كانت : الإنقاذ. إنقاذ الوطن و إنقاذ الدّولة. تنادت بهكذا شعار آنذاك أصوات صادقة داعية الرّئيس لتأسيس حزب التّغيير, أي حزب جديد, بريء من ماضي الإشتراكي الدّستوري. ماضي كلّه انقلابات [ 1934, 1971, 1957] و إجرام [ ما سمّي بحرب الجلاء1961, مجازر اليوسفيّين, 3 جانفي, 26 جانفي….إلخ]. ماضي توفّر على جميع شروط اختصاص المحاكم الدّوليّة في مادّة الجرائم ضدّ الإنسانيّة. كانت خطوة تاريخيّة [لا بدّ منها] لكي يغلق نهائيّا باب الإنتكاس والعود على البدء. .
.بعد السّابع من نوفمبر سقط البعض ضحيّة مرض الكذب على الذّات كحالة الدّالي الجازي [بعد طرده من الإشتراكي الدّستوري] ففسّروا دخولهم لما صار يدعي بالتّجمّع الدّستوري الدّيموقراطي على أنّه انخراط ب “حزب جديد” لا علاقة له بالإشتراكي الدّستوري. في حين تجنّد أتباع الدّجل البورقيبي ومريديه عبر الجهات حاملين لأعراب القرى والأرياف والمدن الدّاخليّة خطابا مفاده أنّ تونس مقبلة على مرحلة جديدة نوعيّا…وأفقنا بعد أربع سنوات [على أقصى تقدير] على ثأر البورقيبيّين لبورقيبة وإحداثهم لانقلاب فريد من نوعه. بعد توظيفهم لأخطاء تياّر الإسلام السّياسي زجّوا بالبلاد في حالة طوارىء غير معلنة و علّقوا العمل ببيان 7نوفمبر والميثاق الوطني [على علاّته]: تلك هي خصوصيّة انقلاب البورقيبيّين على مشروع بن علي ].
لقد كان دفع هؤلاء بانعدام الجدوى من السّير بالبلاد في اتّجاه القطيعة [ الهادئة] مع البورقيبيّة بفتح سجلّ المحاسبة والعقاب لمن أخطأ من ناحية وبناء حزب رئاسي جديد في الرّسالة والمنهج من ناحية أخرى كان ذلك أولى الحروب الباردة الّتي شنّتها وكسبتها قوى الجذب إلى الخلف على حساب مشروع ” العهد الجديد”. إنّ أكبر الأخطاء الّتي يمكن رصدها خلال ولاية الرّئيس بن علي تتمثّل حسب اعتقادنا وفهمنا للحالة التّونسيّة في الإعتماد بشكل أساسي على رجال ونساء دولة مرتبطين تاريخيّا , مبدئيّا بل و عاطفيّا بشخص بورقيبة. لذلك تحوّل التّجمّع الدّستوري الدّيموقراطي إلى صورة مشوّهة للحزب الإشتراكي الدّستوري. فمن وضع الحزب المهيمن الّذي من رحمه تولد القرارات المصيريّة دخلت البلاد, مرحلة حزب الحكم أو لنقل حزب الدّولة.. .الّذي سيتعاظم حجمه بشكل غير مسبوق يذكّر ببعوضة المخرج “ستيفن سبيلسبيرغ” الّتي قدّمت الحمض النّووي الأساسي لخلق الّديناصورات الغريبة ” في فيلم جوراسّيك بارك” ثمّ أدركت الحالة التّونسيّة قمّة تردّيها بخروجها من حقبة “حزب الدّولة” ودخولها المرحلة النّهائيّة مرحلة “دولة الحزب” فوزير الدّاخليّة السّيّد رفيق الحاج قاسم , بعد أن تقاتل أبناء البلد الواحد وكانت تونس الجنوبيّة طيلة أسبوعين قطعة من لبنان السّبعينات … شرح حقيقة هذا الخطب الجلل لا للمواطنات والمواطنين بصفته المسؤول الأوّل على أمنهم جميعا أيّا كانت اختلافاتهم وخلافاتهم مع برنامج ولون الفريق الحاكم…بل لـ”مناضلات ومناضليّ” الحزب المالك للدّولة” ومن بهو مقرّه بتونس!!!
فرنسا والدّولة العبريّة من كبريات الدّيموقراطيّات الحديثة . طرح على الفريق الحاكم في كلتيهماـ سؤال حتّمته مقتضيات الإضطلاع بمسؤوليّة الدّولة, حول العامل الأساسي والمحدّد للإبقاء على [أو البقاء داخل]- هيئة حزبيّة [ تضطلع بمسؤليّة الحكم]. في الحالتين طرح السّؤال بخصوص حزبين حاكمين عريقين. التّجمّع من أجل الجمهوريّة [فرنسا] من ناحبة و حزب الّليكود[ الدّولة العبريّة] من ناحية أخرى
فبالنّسبة لفرنسا جاء الجواب في مؤتمر “البورجي” في خريف 2002 تجسيما لإرادة قوى اليمبن الجمهوري بأطيافه وعائلاته المختلفة والّتي على رأسها الحزب الدّيغولي الّذي أسّسه الرّئيس شيراك [التّجمّع من أجل الجمهوريّة] لإنشاء حزب جديد تنصهر بداخله الفعاليّات المؤسّسة كقوّة سياسيّة جديدة مؤهّلة للعب دور يمين الوسط. كان إنجازا تاريخيّا تخلّت بموجبه عديد الزّعامات الحقيقيّة والمؤثّرة في المشهد السّياسي الفرنسي على أحزاب أسّستها,و منها علي سبيل المثال والذّكر, جاك شيراك مؤسّس حزب التّجمّع من أجل الجمهوريّة [ الحاكم آنذاك] و آلان مادلان مؤ سّس حزب الدّيمقراطيّة الّيبراليّة وقسم مهمّ من الحزب الدّيمقراطي المسيحي وأطياف أخرى لليمين الجمهوري….. هكذا ولد حزب جديد واعد بإعطاء نفس للحراك السّياسي في فرنسا. كلمة النّظام للحزب الجديد ” الإتّحاد من أجل حركة شعبيّة” هي” الإنصات لمشاغل ا لمواطنين والتّحرّك معهم ولفائدتهم”. لم تكن قضيّة الصّراع مع الدّيماغوجية الإشتراكيّة هي أساس هكذا تحوّل. إذ أنّ مجرّد تحالف انتخابي ظرفي كان كافيا لإزاحة هؤلاء ديموقراطيّا لفائدة الحزب الدّيغولي. بل إنّ ما أسّس لضرورة تجاوز هذا الّلفيف من القوى الدّيموقراطيّة الفرنسيّة لأشكالها ومظامينها الحزبيّة التّاريخيّة هو إدراكها لدرجة من الحسّ الوطني والشّعور بالمسؤوليّة جعلتها تتجاوز بكلّ أريحيّة ورحابة صدر” العلامات” الحزبيّة ” المسجّلة” خدمة للمصلحة العليا للوطن. لدلك كان البرنامج السّياسي الّذي اجتمعت من حوله تلكم القوى مقدّما تحت عنوان “عصرنة البلاد” .
بنفس العقليّة تخلّى الوزير اللأوّ ل اللإسرائيلي السّابق آريال شارون عن حزب لم يعد قادرا على خدمة المصلحة العليا للدّولة العبريّة مراهنا على حزب جديد يحمل برنامجه وتصوّراته. ترك شارون اللّيكود [ يمين] ليؤسّس حزب وسط يمين, ” كاديما” و يلتحق به أبرز وجوه الحزب العمّالي شمعون بيريس, لا لأنّه انهزم أما م القيادي الصّاعد عمير بيريز[وزير الدّفاع في إطا ر االإئتلاف الحاكم], بل لسبب أعمق وأهمّ .ففي ردّه على تساؤلات واستفهامات مناضلي الحزب العمّالي أجاب شمعون بيريس أنّه تعلّم من أستاذه ديفيد بن غوريون [ مؤسّس الدّولة العبريّة] أن يفضّل دائما [خدمة] الدّولة على [ خدمة] الحزب
لقد أسقط الوزير الأوّل بن علي في 7 نوفمبر 1987 بورقيبة الوهم, وكان بإمكانه – لكلّ الإعتبارات المذكورة أعلاه- أن يهدي شعب تونس وقواه اللّبراليّة والدّيموقراطيّة إنجازا سياسيّا وطني , قد يأخذ شكلا حزبيّا,أو يكون عبارة عن برنامج وفاقي تلتقي حوله مكوّنات المجتمع المدني الحقيقيّة لأجل تأسيس عهد المواطنة و مجتمع العدالة والسّلم. علما وأنّ الشّكل الجمهوري لنظام الحكم ليس غاية في حدّ ذاته, بل ومن الأساس لم تكن الجمهوريّة مطلبا شعبيّا أو نخبويّا في تونس. فالعائلة الحسينيّة برموزها الوطنيّة والّتي من أبرزها فقيد تونس المرحوم سيدي المنصف باي, كانوا يتمتّعون بمشروعيّة منقطعة النّظير..إنّ نشأة النّظام الجمهوري في تونس كانت قضيّة مغلوطة من الأساس. فالجمهوريّة كانت أحد المساحيق الّتي استعملها بورقيبة [ بدعم من دولة الحماية] لتلطيف جريمة انقلابه على الشّرعيّة الدّستوريّة. فما أقدم عليه بورقيبة يوم 25 جويلية 1957 هي تتمّة واستكمال للجريمة السّياسيّة الّتي عرفت بمؤتمر قصر هلال في 2 مارس 1934. إذ وخلافا لبن علي, جاء “الّتغيير” البورقيبي غاصبا ومعتديا على الإطار ا لدّستوري للدّولة [ الملكيّة الدّستوريّة]. لذلك نأسف لسقوط كلّ المتحدّثين في الشّأن التّونسي ومسألة شكل نظام الحكم على وجه الخصوص في غيبوبة النّسيان إزاء ما علينا كتونسيّين من واجبات أخلاقيّة نحو أبناء العائلة الحسينيّة. هؤلاء, شرّدوا وأهينوا واعتدي على ممتلكاتهم من قبل البورقيبيّين. ونحن ها هنا نجدّد المطالبة بضرورة تضمين الدّستور التّونسي نصّا يعيد الإعتبار باسم الشّعب لكلّ الوطنيّين من أبناء العائلة الحسينيّة وأن يسمح لهم برفع قضايا عدليّة ضدّ كلّ من استغلّ الجريمة البورقيبيّة الكبرى ليلحق الأذى بهم وينهب ممتلكاتهم.
ما الّذي منع الرّئيس بن علي من التّأسيس لولادة نمط من الحراك السّياسي داخل المجتمع التّونسي يرتقي إلى مستوى الوعود المضمّنة ببيان 7 نوفمبر 1987؟. كان بإمكان بن علي أن يهدي تونس إنجازا تاريخيّا ما كان الجار بوتفليقة يتردّد في إهداءه للشّعب الجزائري الشّقيق لو لم يكن حبيس سلطة الجنرالات. يبدو لنا على غاية الأهمّيّة التّذكير وأنّه رغم نشأته داخل هياكل حزب جبهة التّحرير…فإنّ الرّئيس بوتفليقة انتصر في اللإنتخابات الرّئاسيّة الأخيرة دون أن يكون مرشّح جبهة التّحرير بل وبفارق مهمّ أمام مرشّحها بن فليس. لا شيء يمنع رئيسنا في تونس من أن يتصوّر مستقبلا سياسي للوطن بمعيّة قوى ذات رؤى وطنيّة, بريئة من ماضي الإشتراكيّة الدّستوريّة.
إنّ المستفيد اللأوّل والأخير من استمرار العمل بأدوات الحكم البورقيبي [ الدّيماغوجية, تهميش , تغييب عن أمّهات القضايا, فكر واحد , عنصريّة جهويّة, قضاء غير مستقلّ إعلام خشبي ….] هي تلكم الأطياف الفكريّة[ المحافظة] والفئات الإنتهازيّة [ ما يسمّى بجماعة صحيفة الرّأي مثال وعيّنة] الّتي نشأت حسب مواصفات مسبقة لتكسي على هكذا حكم مسحة من الشّرعيّة. هؤلاء هم من نجمّعهم تحت يافطة واحدة تحمل عنوان :” انتهازيّة الحكم”. وإنّ أوّل من يكره إسقاط الحجاب عن المسكوت عنه في حقيقة ما يسمّى بالمعارضة الدّيموقراطيّة هي القوى إنتهازيّة الإدارة الحاكمة. فسقوط ” الكومبارس” العاجزين على الإصغاء لنبض الوطن وأبنائه واندثار أقنعتهم الزّائفة سيسمح آليّا بتحرّر القوى الّلبراليّة الوطنيّة الحقيقيّة , تلكم القوى القادرة على التّعامل والتّفاعل بشفافيّة ومسؤوليّة مع الأغلبيّة الحقيقيّة المبعدة عن القرار. الأغلبيّة الحقيقيّة الّتي كانت يوم 7نوفمبر 1987 إلى جانب الرّئيس بن علي.
كان 7 نوفمبر بمثابة ناقوس الخطر الّذي وقر آذان أطراف التّحالف الضّمني. فسقوط شيوخ البورقيبيّة وأحلافهم ما يسمّى بالقوى الدّيموقراطيّة [الإفتراضيّة] تحت طائلة المسائلة كان مؤدّاه تحرّر طاقات وطنيّة مهمّشة من ربقة الحكم الشّمولي وبروزها كنخب وطنيّة مجدّدة من داخل إدارة الحكم ومن فضاءات المجتمع المدني في إطار أهداف بيان 7 نوفمبر.و حتّى لا تقع تحت طائلة المحاسبة, سعت السّحالي البورقيبيّة لغلق الطّريق أمام كلّ دعوة لتجاوز الميراث البورقيبي. أمّا[ المعارضة] الإنتهازيّة فلقد التزمت الصّمت مباركة ضمنيّا دور” الدّيكور” .هذان الطّرفان ولدا من رحم واحد. فليس من باب الصّدفة أن تخرج علينا اليوم أطراف ذات أسماء شهرة سياسيّة مختلفة : يساري, قومجي, إسلامي… إلخ, متبنّية لآتّجاه واحد ولغة واحدة كلّما تعلقّ الأمر ببورقيبة .
فمن أقلام نشأت على فقه ابن القيّم…. وأبي الأعلى… المبشّرين بدولة الإسلام وحكم الشّريعة [ راجع كتاب المدعو لطفي الحجّي حول بورقيبة, و هو من قدماء مجموعة 15-21 ويشغل من تونس خطّة مراسل للقناة القطريّة القريبة من التّيّارات السّلفيّة ” الجزيرة” و صحفي لدى أسبوعيّة “حقائق” لمالكها الطّيّب الزّهّار], إلى أقلام نسويّة مثل السّيّدة نورة البورصالي [ وهي كذلك صحفيّة لدى أسبوعيّة “حقائق” لمالكها الطّيّب الزّهّار وأحد أعضاء جمعيّة آتاك – تونس],الّتي طالبت بمرقد يليق بمقام من سمّته “زعيم”…إلى انتهازيّة اليساريّين سابقا حلفاء مشروع الدّولة التّيوقراطيّة حديثا والّذين أفاضوا كأس الدّمع في بورقيبة يوم موته, و قرأنا الغرابة عينها في ما كتبوا و حبّروا من مراثي. كتمسّكهم با”الحقّ” في جنازة – مهرجان, لصاحب الصّولة والصّولجان, سمعنا كلاما لم ينطق به حتّى محمّد الصّيّاح لمّا كان ضيفا على مؤسّسة التّميمي حبّرت المراثي أقلام تصف نفسها بالدّيموقراطيّة, فبكى بورقيبة كلّ من المرزوقي[ الّذي يسعى جهد إيمانه ليعيد للتّونسي كرامته السّليبة ناسيا أو جاهلا أنّ التونسي قد يكون فقد كلّ شىء إلا ّالعزّة والأنفة والشّرف و الكرامة والتّمسّك بها وكاتب هذا دليل على ذلك] والشّمّاري والشّرفي وبن سدرين..إلخ..إنّه “أب اللأمّةّ” مثلما علّمتهم أن يقولوا ..السّيّدة..فلورونس بوجي [ رسميّا صحفيّة بجريدة لوموند]. ولقد سبق لها أن حدّدت لهم في مقالات استثنائيّة سابقة [بحكم مصادر إلهامها الخصوصيّة] أن محمّد الشّرفي هو رئيس المعارضة !!!. بل صار ت البورقيبيّة صلة ربط و تقارب بين روافد اسلاميّة و”بورقيبيّة” الحامدي[ منتمي سابق ومسؤول حركي باللإتّجاه الإسلامي. مقيم بلندن ومن هناك يدعو لمجتمع الشّورى] والمزالي [ كان من المبشّرين بخلافة بورقيبة دستوريّا نذر نفسه طيلة سنوات منفاه الوردي بباريس للمطالبة بممتلكاته!! وخاصّة منتجعه بضاحية سكّرة] وخالد شوكات[ منتمي سابق لحركة الإتّجاه اللإسلامي] والقديدي أمثلة على ذلك .
ليس صدفة أن يلتقي جلّ هؤلاء حول معاداة مشروع الشّرق الأوسط الجديد, و استنكار إعدام صدّام حسين, والإنتصار لجنون حسن نصر اللّه الّذي كاد يخرج لبنان العزيز من خارطة الكون, خدمة لحسابات استراتيجيّة سوريّة بعثيّة – إيرانيّة فارسيّة. أيّ معنى لفتح فضاءات الثّقافة والفكر في تونس الشّابّي والحدّاد والإمام الأبّي لإيران الحقد على العرب واليهود , أيّ قيمة لنداء قرطاج من أجل الحوار بين الحضارات لمّا نقرأ ما تجود به أقلام الصّحافة التّونسيّة من مقالات و تحاليل يوميّة تقطر كراهية معتمدة التّشويه والتّضليل تجاه الولايات المتّحدة الأمريكيّة وكأنّها كتبت يأيدي رجال الملاّ عمر وفي ظلمات كهوف” تورا بورا“.
إنّ الولايات المتّحدة الأمريكيّة دولة صديقة لشعبنا ووطننا كانت و لا تزال منذ إعلان استقلالها المجيد نصيرا للحرّيّة و سندا للنّماء والتّقدّم والتّحديث في العالم.هذه الأمّة لها رسالة اسمها حرّيّة لذلك ما كان بالعزيز عليها أن تدفع التّضحيات الجسام والّتي لا تقدّر بثمن أي,دماء أبناءها لتكفّ عن الإنسانيّة قاطبة ويلات الهمجيّة النّازيّة والفاشيّة وتمكّن الأوروبّيّين من إعادة بناء سياداتهم ومجتمعاتهم. إنّ التزام الولايات المتّحدة الأمريكيّة اليوم بضرورة دفع حركة التّاريخ بمنطقة الشّرق الأوسط الجديد لفائدة شعوب عٌطّّلت أنظمة فاقدة للشّرعيّة قدارتها على البذل والعطا ء, هو إنجاز إنسانيّ يحسب لها لا عليها
ونأمل أن تكون تو نس سّبّاقة لدعم هكذا إنجاز والإسهام فيه يحدوها في ذلك تاريخ وحاضر زاخر بالشّواهد عن التزامها بقضايا الحرّيّة.
في هذا الخصوص حسبنا التّذكير بمسؤوليّة الإعلا م والإعلاميّين في صقل الرّؤى واحتضا ن الفكر النّا قد المتحرّر من المسلّما ت و د ور المؤ سّسا ت اللأ هليّة بما توفّره من مجال لتنشئة المواطنة المسؤولة. إنّ الضّرورة ملحّة’ لسيّما بالنّظر إلى ما وقعت فيه بعض اللأطراف من شطط وغلوّ و إساءة لحقيقة الدّور اللأ مريكي واللأروبّي في منطقة الشّرق اللأوسط والخليج، لجمع أطياف المشهد اللإ علا مي والمجتمع اللأ هلي في تونس حول ميثاق يدعو للقطع مع كلّ مظاهر اللإ جحاف والتّطرّف في التّعامل مع أمّهات القظا يا الكونيّة الرّاهنة. نأمل في هذا السّياق أن تتحلّى الدّبلوماسيّة التّونسيّة [ ودراساتها اللإستراتيجيّة] بما يكفي من بعد النّظر وهي تبارك عقد الصّفقات التّجاريّة مع حكومة أحمدي نجاد في حين تسير دول أخرى [ مصر, دول مجلس التّعاون الخليجي, اللأردن, الجزائر.ليبيا.إلخ] شقيقة في اتّجاه آخر..اللإتّجاه الصّحيح [ حسب اعتقادنا و سيثبت التّاريخ لكلّ من سيقرأ هذه اللأسطر مدى صحّة اعتقادنا] فأءنّي أخشى على تونس هويّة مجتمعا وثقافة من مستنقع لم تتهيّأ ولم تتزوّد بما يكفي من إجراءات المناعة لمواجهته والتّعامل معه……لذلك فاءنّي أخشى على تونس …
كيف لا أخشى على تونس و قد أصبحت مرتعا لعبد الباري عطوان هذا الّذي يدعو زعيم اللإرهاب الدّولي بصفة الشّيخ [ وهي مكانة علميّة إسلاميّا] معتقدا مكرّرا معيدا حيثما حلّ أنّه لا يرى في شخص أسامة بن لادن غير فقيه و مجاهد. كيف لا نخشى على تونس ومآتم العزاء تنضّم فوق أرضها إحياءا لذكرى مجرم ضدّ اللإنسانيّة لقي جزءا من الجزاء . .
كيف لا نخشى على اللإستقرار في تونس وإعلامها أصبح إعلام ” جنجويد”…عندما تمتنع وسائل إعلام تونس ونخبها الرّسميّة عن اتّخاذ موقف[ أو العمل من داخل الجامعة العربيّة على تشكيل موقف عربي موحّد] من المؤتمر المقرف والخطير الّذي دعى له أحمدي نجاد, رئيس الجمهوريّة اللإسلاميّة اللإيرانيّة….ليقول لنا بوقاحة استثنائيّة أنّ جريمة المحرقة غير ثابتة تاريخيّا. كيف لا نخشى على تونس و هذا وزير يهرول كلّما فرش له سجّاد فارسي…مبرما الصّفقات واللإتّفاقات مع نظام محمود أحمدي نجاد…وراشد الغنّوشي يعبّر عن سخطه إثر رفض إيران إسناده التّأشيرة لحضور ملتقى دعي إليه . في حين كان على صاحب الوزارة إبداء تحفّظ [ وهوأضعف اللإيمان] تونس التّسامح وتونس إعلان قرطاج لحوار الحظارات على منحى أحمدي نجاد إزاء جريمة المحرقة وكان على الشّيخ الغنّوشي لا أن يطلب تأشيرة دخول لإيران بل أن يعتذر للجهة الّتي دعته لزيارة إيران طالما فيها صوت رسمي يكذّب حصول المحرقة. أبشع جريمة ضدّ اللإنسانيّة عرفها التّاريخ الحديث.
كيف لا نخشى على تونس وقد تحوّلت فضاءاتها لمنابر تسوّق لخطب ومقالات تدفع نحو صدام الحظارات ….كيف يجب أن أفهم على سبيل المثال ما ورد في مقال بجريدة الصّباح بتاريخ 16 جانفي 2007 تحت عنوان “جبهة مغاربيّة ضدّ
اللإ رهاب” بقلم السّيّد نورالدّين عاشور الّذي كتب “…بات واضحا أنّ هناك نوعا من اللإتّفاق الضّمني بين مجموعات حركات اللإرهاب الدّولي و بعض القوى الدّوليّة – واللأمثلة عديدة في هذا الشّأن- الّتي يهمّها وجود عدوّ تقاتله وتألّب عليه الرّأي العامّ الغربي في إطار تنفيذ استراتيجيّات و حماية مصالح فإنّه لا يجب الرّضوخ لهذه الّلعبة ,خاصّة أنّها تجري بعيدا عن أراضي تلكم القوى…..” . كيف لا نخشى على تونس و السّيّد كاتب عام نقابة التّعليم الثّانوي يدعو بكلّ وضوح لمعادات الولايات المتّحدة اللأمريكيّة…كيف أرتاح لمصير هذا البلد و أحد مليارديراته المدعو امحمّد بن يوسف صاحب أسبوعيّة ” تونس هبدو” يكتب بتا ريخ 18 ديسمبر 2006 أنّ حلف الشّرّ يتشكّل من أمريكا , إسرائيل و بريطانيا؟؟؟
.
ثمّ يتسائلون في غباء مضحك: من أين جاءت للوطن ألوية الموت والدّمار والتّطرّف؟ قرأت منذ أيّام مقالا بخصوص مرض أحد موضّفيّ الدّولة و العناية الّتي لقيها هذا اللأخير من لدن رئيس الجمهوريّة. يتعلّق اللأمر بمحمّد الشّرفي وزير –إصلاح- التّعليم السّابق .منذ سنة 2001 كتبنا عديد المساهمات لنقول أنّ ما حصل على يد الثّالوث مواعدة- الشّرفي-عبد الفتّاح عمر كان برنامجا لخلق جيل مهمّش غريب عن حاضره و جاهل لماضيه…جيل فاقد للمناعة من كلّ أشكال التّطرّف..و يكفي للوقوف على هذه الحقيقة اللإطّلاع على ما يكتب بالصّحافة الرّسميّة في تونس عن بروز ملفت للنّظر لمظاهر التّديّن المتطرّف, تد نّي مستوى التّعليم, تفاقم ظاهرة العنف والجريمة في أوساط الشّباب المتعلّم..تفاقم نسب التّأزّم النّفسي واللأمراض النّفسيّة و اللإنتحار لدى الشّباب[ المسكوت عنه] مالّذي قدّمه محمّد الشّرفي لتونس و حركتها الدّيموقراطيّة اللإفتراضيّة؟ ألم تفتح الصّحافة الرّسميّة مدّة من الزّمن جحيم اللأرشيف الللأ مني المتعلّلق بهذا المصلح وأماطة اللّثام على فاسد أضرّ بالمال العام…أم أنّ لتونس تقليد بورقيبي غريب تسند بمقتضاه لكلّ فاسد صفة المصلح كما كان الشّأن مع بورقيبة واحمد بن صالح…. لقد أطلعتنا الصّحافة الرّسميّة على كشوفات حسابات و مصاريف تكبّدها التّونسي الكادح لتغطية مصاريف ترف محمّد الشّرفي لمّا كان صاحب الوزارة. وأعلمتنا ذات الصّحف بمبالغ تقدّر بعشرات آلاف الدّينارات [100ألف دينار] صرفها [محمّد الشّرفي ]لصديقه” الشّيوعي” المدعو الجنيدي لمواصلة دراسته بباريس الجميلة……هذا ما ضهر…. وما خفي أعضم. و لاننسى ما كتبه في نفس السّياق اللأستاذ الجامعي والمحامي رضا اللأجهوري[ صاحب كتاب الجريمة الشّكليّة] بصحيفة الشّروق حول ما خفي من سيرة مجمّد الشّرفي
لنلقي نظرة سريعة على مدى إسهام” الخبرات التّونسيّة” في شبكات اللإرهاب الدّولي والجريمة المنظّمة. فالأمر يتعلّق في أغلب الحالات بشبّان تمدرسوا في ظلّ تصوّرات محمّد الشّرفي محمّد مواعدة وعبد الفتّاح عمر للمدرسة……فمن جربة جاء نزار نوّار ونفّذ فيها جريمته بالنّيل من حرمة المعبد اليهودي و زوّاره من التّونسيّين والأجانب . ثمّ ها أنّ الرّأس المدبّر لتفجيرات 11 مارس بمدريد تونسي يدعي سرحان بن عبد المجيد فاخت. أمينة فاخت هي… مارست تطرّفا في البعد الآخر فندّد برهان بسيّس بذلك في مقال هادىء. في بلجيكا برز كلّ من نزار الطّرابلسي وطارق المعروفي…. قاتل القائد الطّاجيكي أحمد شاه مسعود تونسي….قاتل الصّحفيّة أطوار بهجت تونسي……مفجّر المراقد الشّيعيّة بالعراق تونسي…ما حصل منذ أيّام بالضّاحية الجنوبيّة لتونس من عمل إرهابي كان بفعل وتخطيط شباب تونسي مرتبط بالجماعة السّلفيّة للقتال والجهاد الجزائريّة أنتجه أو لم يمنع إنتاجه …. برنامج إصلاح التّعليم. وفي “قوانتنامو” لتونس “رعايا” [ ليس لدينا ما يثبت أو يدحض إدانتهم حاليّا ] اثني عشر مواطنا أغلبهم من الشّباب إضافة إلى الشّابّين رفيق الحامّي ومحمّد رحمان.
بعيدا عن الذّخيرة الحيّة وحمم صهاريج الفيول المجنونة, لنذكر ما حصل بكليّة اللآداب بمنّوبة منذ سنة. السّيّد بول الصّبّاغ يهودي تونسي المنشأ, هاجر إلى فرنسا واستقرّ بها في السّبعينات حيث درّس علم الإجتماع. خصّص جانبا كبيرا من أعماله الجامعيّة لتونس وقرّر قبل وفاته سنة 2004 أن يهب مكتبته العلميّة لكلّيّة منّوبة بتونس العاصمة. نظّمت كلّيّة منّوبة حفل لآستقبال عدد من الضّيوف ومن ضمنهم عدد من اليهود التّونسيّين وابنة الفقيد. يوم 10 مارس 2006. تجمهر أمام قاعة الإحتفال عدد من الطّلبة [نتاج سياسة إصلاح التّعليم] رافعين شعارات معادية للسّاميّة معلنين عدائهم المرضي لليهود…ممارسين العنف المادّي ضّد أساتذتهم……..و كنت أتوقّع أن يفتح على إثر هكذا سلوك جانح و مقيت حوار وطني معمّق حول سبل الوقاية ومستلزمات العلاج …أن تتظافر جهود أكاديميّة لتشخيص الدّاء …أن يأذن على سبيل المثال بتشكيل لجنة من المختصّين كالسّادة عبد الوهّاب بوحديبة, عبد الجليل التّميمي, الحبيب الكزدغلي, لترفع لرئيس الدّولة مقترحات حول كيفيّة القضاء على هذا الدّاء….كنت أتمنّى أن تتدخل النّيابة العموميّة لتفتح تحقيقا في الغرض……أن تقوم رئاسة جامعة منّوبة بعقد مجلس تأديب…..لم يحصل من ذلك أيّ شىء….ظلّ الدّاء بدون تشخيص…. ومرّت الجريمة بدون عقاب…
في موطن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمواطن, فرنسا,, ينظم عناصر من الإتّحاد العام لطلبة تونس [يسار- نتاج سياسة إصلاح التّعليم قريبين جدّا من محمّد الشّرفي] معرضا حول القضيّة الفلسطينيّة نظم المعرض بكلّيّة باريس( 8) أيّام 25 26, و27 مارس 2003 واعتبر من قبل اتّحاد الطّلبة اليهود الفرنسيّين وإطار التّدريس ورئيس الجامعة كمعرض يحتوي على مادّة تعبيريّة فيها تحريض على كراهيّة اليهود. بل ذهب رئيس الجامعة إلى حدّ التّهديد برفع الأمر إلى أنظار العدالة الفرنسيّة. أحد المشجّعين لهذا المعرض التّعيس ستسند له تأشيرة حزب في تونس. و لا أ نسى ما تعرّض له الأستاذ صلاح بن عبيد بكلّيّة الحقوق والعلوم السّياسيّة بتونس من مضايقات سنة 2000 من طرف طلبة [ نتاج برنامج الثّالوث شرفي مواعدة عمر] لم يستسيغوا وصفه لليهود بـ “عطر الأرض” .
إنّ تكليف الرّئيس بن علي أحد وزرائه الحاليّين بزيارة محمّد الشّرفي هو شأن شخصي قد يكتسي أهميّة بالنّسبة للطّاهر بن حسين لكن لو قرّر رئيس الدّولة أن تصبح تونس بدون مناطق ظلّ .. أن تجتثّ العنصريّة الجهويّة البورقيبيّة من جذورها.. أن تصبح تونس بدون مساجين رأي.. أن تعود أصوات الحرّيّة من منافيها إلى وطنها .. أن تعاد الحقوق المعنويّة والمادّيّة لأصحابها ..أن يفتح المجال للتّعدّد الحقيقي في المجال الحزبي والنّقابي وداخل المؤسّسات النّيابيّة .. أن تخلّص الإدارة من “جنجويد” بورقيبة .. أن تحكم تونس حكومة ائتلاف وطني.. أن يستوي كلّ المواطنين أمام القانون .. أن تفتح ملفّات المظالم كلّ المظالم والتّعويض عنها .. قرارات بهذا الحجم [ وبن علي قادر على اتّخاذها] هي في عمق الشّأن العامّ وهي تعني في ما تعنيه بالنّسبة لي سقوط ” الماتادور”..و.. نهاية سلطة ” الجنجويد”..خبرا كهذا يعني أنّ تونس بعد مرجلة بناء دولة القانون والمؤسّسات دخلت ” تاريخا جديدا” تاريخ المصالحة والوئام و”عصرا جديدا” .. عصر العدالة والمواطنة.
باريس، 10 فيفري 2007
(*) عــادل الزّيتوني
التيّار اللّبرالي الدّيمقراطي الوطني
حكم آخر بالإعدام في تونس مثير للجدل
المعذّبات في الأرض وعقلية الاستبداد
ما هي الجماعات الإسلامية المتشددة في المغرب العربي؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– مع إعلان البيت الأبيض خطة إنشاء قيادة عسكرية موحدة لأفريقيا قبل نهاية 2008 ستكون مكافحة الإرهاب، من دون شكّ، إحدى أبرز مهماتها، ومع تقارير غير مؤكدة وغير دقيقة عن تهديد لفرنسا أثناء فترة الانتخابات، تكون الجماعات المسلحة في المغرب العربي، وما لها من علاقات جنوب الصحراء الأفريقية، قد طفت إلى صدارة الاهتمامات، لاسيما بعد خمس سنوات، كانت فيها -على الأقل جغرافيا- بمنأى عن أشدّ العمليات العسكرية التي تستهدف تنظيم القاعدة في آسيا.
وإذا سلّم الخبراء بأنّ هناك فئتين من الجماعات التي تتخذ من الدين برنامجا لها، أحدهما معتدل، والآخر متشدد، فيكون من الواضح أنّ الجماعات المتشددة لها خطوط التقاء بالجماعات التي اعتبرت “معتدلة” على الأقل من حيث “المرجعية التاريخية”، حتى وإن باتت تعتبرها هي أيضا في خانة الحركات “المرتدة.”
ومما يؤكد على أهمية الضلع الجزائري، أعلنت الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر مؤخرا تغيير اسمها إلى “تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي” بناء على “تشاور مع زعيم القاعدة أسامة بن لادن” وفق ما ورد في بيان للجماعة على مواقع الكترونية مختلفة متشددة.
الجزائر:
على خلاف جارتيها الشرقية تونس والغربية المغرب، ليس للحركة الإسلامية في الجزائر “عمق تاريخي” بالمفهوم الزمني، باستثناء ما عرفت به البلاد من توق إلى “التعريب والدفاع عن الهوية الإسلامية” في مواجهة واحد من أقسى التجارب الاستعمارية التي عرفتها البشرية.
آخر عملية أعلن”تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي” تبنيه لها في منطقة القبائل في الجزائر
وفي دولة اختارت منذ استقلالها المثال الاشتراكي الصارم الذي يعتمد على الجيش، وفي ظلّ التركيز طيلة أكثر من عقدين من الزمن على “ربح الزمن الضائع” من خلال برامج التعليم التي ارتكزت على “استعادة الهوية العربية والإسلامية”، وفي ظلّ جوّ عام من النظر بريبة إلى كل ما هو غربي، شكل التوجه الإسلامي أبرز أفق “للانعتاق” لدى الجزائريين.
وأقر الرئيس الأسبق، الشاذلي بن جديد، عام 1988، وتحت تأثير الظرف العالمي الذي شهد انهيار حائط برلين والمعسكر الشرقي، تعديلا أنهى سلطة الحزب الواحد المتمثل في حزب جبهة التحرير، وهو ما أدى إلى إنشاء عشرات الأحزاب، كانت الدينية أقواها، ولاسيما جبهة الإنقاذ الوطني، التي تزعمها عباس مدني وعلي بلحاج.
غير أنّ الجيش، سرعان ما تفطّن إلى “ما يمكن أن ينتج عن الجديد”، فعمت الفوضى ودخلت البلاد حربا أهلية، شهد انشقاق حركات “فرعية” عن جبهة الإنقاذ، سرعان ما اندثر أضعفها وبقي منها حركتان أساسيتان هما: الجماعة المسلحة، والجماعة السلفية للدعوة والقتال.
وفيما لا يعرف أي فرق أيديولوجي بين الجماعتين، يرجح فريق من المراقبين أنّ “صراع الزعامات” هو فقط الذي لا يجمعهما.
فيما يعتقد خبراء أمنيون أنّ الفرق في الأهداف هو الذي يفصل الجماعتين، حيث تركز الجماعة المسلحة على الأهداف المحلية، فيما للجماعة السلفية للدعوة والقتال بُعد “كوني يجعلها على علاقة وثيقة بتنظم القاعدة.”
ويعتقد خبراء أن الجماعة السلفية للدعوة والقتال خفضت من هدفها الأصلي، وهو الإطاحة بالحكومة لصالح استهداف الغربيين، والترويج لعملياتها من خلال استخدام مهارات متزايدة على الانترنت.
خبير في شؤون التشدد الإسلامي بالمركز الوطني الفرنسي للأبحاث العلمية، أوليفييه روي، قال إن الجماعات المتشددة المسلحة في الجزائر والمغرب من غير المرجح أن “تقوم بالدور الأساسي” في تحدي سلطة الدولة، لأن هناك قوى سياسية أخرى تعمل في تلك البلاد.
وفيما باتت “أخبار” الجماعة المسلحة نادرة، تزايدت في الآونة الأخيرة التقارير عن أنشطة للجماعة السلفية للدعوة والقتال، ولاسيما في غضون السنوات الثلاث الماضية، حيث نفذت أعمالا مسلحة في الصحراء والنيجر ومالي وتشاد، وكذلك في موريتانيا.
إلا أنّ التقارير تشير أيضا إلى أنّ الجماعة “منهكة” بفعل الاستنزاف ومقتل رموزها، مثل نبيل صحراوي، واعتقال “خلفائه” مثل عماري صيفي، المعروف بالبارا، وهو ما أدى، وفقا للسلطات الجزائرية، إلى تضاؤل أعداد أعضائها من 28 ألفا أواسط التسعينات إلى نحو 800 حاليا.
على أنّ “خطورة العنف” الذي تمارسه الجماعة القريبة جدا من الغرب(أوروبا)، وكذلك “مغاربية” نشاطها في الآونة الأخيرة، و”الخبرة” التي أحرزتها في مواجهتها، تجعل منها “خطيرة” في كل الأوقات.
المغرب:
تختلف تجربة المغرب مع الحركات الإسلامية من حيث “العمق التاريخي” و”قانونية أنشطتها” عن بقية دول المغرب العربي.
غير أنّ نقاط تشابه تجمعها بتجربة الجزائر، من حيث انتهاؤها إلى حركتين تركز إحداهما على البعد المحلي، فيما للثانية علاقات بتنظيم القاعدة.
فقد كان المغرب سباقا في هذا المجال، حيث شهد صداما بين “الشبيبة الإسلامية” والنظام الملكي منذ الستينيات، قبل أن يتمّ تأسيس حركتين هما “حركة العدل والإحسان”، و”حركة الإصلاح والتجديد”، على أنقاض الشبيبة الإسلامية في بداية الثمانينيات.
ومع إجراء تعديلات دستورية فتحت الباب أمام التعددية الحزبية، كان للحركتين الإسلاميتين حضور واضح في الحياة العامة.
ويقول محللون إنّ كون طبيعة النظام في المغرب غير جمهورية، جعل من “الطموح نحو كرسي السلطة” أمرا ممكنا للجميع، على خلاف الأنظمة الجمهورية في الدول العربية، التي تتميّز بشدة قبضة الأحزاب فيها على مقاليد الحكم.
ونجح الإسلاميون في الفوز بانتخابات بلدية، غير أنّ الفشل كان نصيبها، وهو ما فسره المراقبون على أنها كانت خطة “ذكية” من العاهل المغربي الراحل الملك الحسن، بحيث وضعهم في فوهة بركان من حيث التعاطي مع تفاصيل الحياة اليومية التي لا يدركون كيفية التعاطي معها.
محمد زيتوني، وهو محلل سياسي مغربي، اوضح لـCNNبالعربية أنه في “الظاهر يمكن الفصل بين الحركات الإسلامية في المغرب من حيث اعتدالها وتشددها، ولكن لا يمكن فعليا التغاضي عن أفكار “ما يعدّ معتدلا”، هي التي شكّلت الخطوة الأولى باتجاه الجيل الجديد من المتطرفين.”
وأضاف أنّ أغلب متشددي الجماعتين الإسلاميتين في المغرب لهم عرى وثيقة مع حركة العدل والإحسان مثلا.
ولذلك فإنّ الحكومة المغربية بدأت عام 2004 إصلاحات في وزارة الأوقاف، وكذلك في تشريعات تتعلق بالمرأة.
وبالتوازي مع ذلك، حكمت المحكمة بالمغرب على أكثر من ألف شخص، 900 منهم بالسجن في تهم تتعلق بالإرهاب، بعد هجمات هزت مدينة الدار البيضاء في مايو/أيار 2003.
وكشفت الهجمات عن وجود جماعتين هما “السلفية الجهادية”، التي قالت السلطات إنها تقف وراء الأعمال الانتحارية، وكذلك “الجماعة المقاتلة الإسلامية المغربية” ذات الارتباط الدولي بتنظيم القاعدة.
وإذا كان الغرب يتخوف من الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية “لخبرتها” القتالية وقربها من أوروبا، فإنه يتخوف من العناصر الإسلامية المتشددة المغربية، بحكم ما عُرف عن المغربيين من “تعلق مفرط بهويتهم”، ورفضهم سياسات الاندماج التي تشجع الحكومات الغربية المهاجرين عليها.
وأحصت أجهزة الاستخبارات الغربية عدد العناصر المغربية، ممن هم من أصل مغربي، وابرزهم “الانتحاري رقم 20” في هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 زكريا الموسوي، وكذلك في ألمانيا بخلية فراكفورت الشهيرة، مثل منير المتصدق أو عبد الغني المزودي.
كما كشفت التحقيقات في إسبانيا أنّ عناصر مغربية تنتمي للجماعة المقاتلة شاركت في الهجمات التي هزّت مدريد في 11 مارس/آذار 2004.
وفي الآونة الأخيرة، قالت السلطات الإسبانية إنّ المغربي مبارك الجعفري أشرف على تدريبات في معسكرات تابعة لتنظيم القاعدة في أفغانستان عام 2001، وهو ينشط حاليا في مجال استقطاب انتحاريين ومقاتلين يتم إرسالهم إلى العراق.
تونس:
تتماثل التجربة التونسية مع الحركة الإسلامية في المغرب، من حيث “الامتداد التاريخي”، ومع الجزائر من حيث كيفية التعاطي السياسي والأمني.
فقد شاركت شخصيات ذات نفس إسلامي في حركة التحرير بتونس منذ عقد العشرينيات من القرن الماضي، وأبرزها الشيخ عبد العزيز الثعالبي، قبل أن “يزيح” الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة الوجوه “الزيتونية” (نسبة إلى تحصيلها العلمي في جامع الزيتونة)، ويؤسس برنامجه من أجل التخلص من الاستعمار على أساس “مدني علماني”، واستمر في ذلك مع استقلال البلاد عام 1956.
وحتى أواخر السبعينيات من القرن الماضي، كانت التجاذبات السياسية في تونس بين الحكومة، التي يسيطر عليها الحزب الاشتراكي الدستوري (التجمع الدستوري الديمقراطي حاليا)، والاتحاد التونسي للشغل، وحركات يسارية سرية.
ومع وصول البلاد إلى أزمة اقتصادية عميقة في بداية الثمانينيات، مع تصاعد “حرب خلافة بورقيبة” وجد وزير التربية، الذي تمّ تعيينه آنذاك رئيسا للحكومة محمد مزالي، ذو النفس العروبي، الفرصة مواتية لإعلان التعددية السياسية، في مسعى للتنفيس السياسي.
غير أنه تمّ إقصاء الإسلاميين من إضفاء الشرعية على نشاطهم، فأسسوا حركة تدعى “الاتجاه الإسلامي” اختارت العمل السري.
كما شهدت تونس تأسيس فرع لحزب التحرير الإسلامي، المعروف أنه يأمل بالاستيلاء على السلطة بواسطة الانقلاب.
غير أنه سرعان ما تمّ تفكيكه قبل قبل بضعة أسابيع من إعلان وجوده في تونس، من دون أن يتمّ التأكد من دقة ذلك.
وبعد أن غيرت حركة الاتجاه الإسلامي اسمها إلى حركة النهضة، تماشيا مع دستور البلاد الذي يحظر إنشاء الأحزاب على قاعدة دينية أو لغوية أو عرقية، وقعت على وثيقة “الميثاق الوطني”، بعد صعود الرئيس الحالي زين العابدين بن علي إلى السلطة في انقلاب غير دموي، وشاركت في لائحات مستقلة في أول انتخابات تجري في عهد الرئيس الحالي.
وكشفت تلك الانتخابات عن صعود التيار الإسلامي الذي حاز، وفقا لأرقام غير رسمية، على نحو ربع نسبة الأصوات، وهو ما جعل السلطات التونسية تدخل في مواجهة حاسمة معه، أدت فيما بعد إلى إدخال أغلب أعضائه السجن والمنفى.
ويجدر القول إنّ “الخصوصية” التونسية التي تتمثل في كثير من مناحي الحياة انعكست بدورها في التعاطي مع “الظاهرة الإسلامية”، في مجتمع غلب عليه التحديث حتى “التغريب”، مثلما يصر على ذلك النشطاء الإسلاميون.
فعلى خلاف الجزائر والمغرب، يرفض المجتمع التونسي، ناهيك عن السلطات الحاكمة، أي نفس “وهابي منغلق” في الحركات الدينية، حيث أن تونس تعدّ واحدة من أبرز العواصم الإسلامية في التاريخ، مثل القاهرة وبغداد ودمشق، فضلا عن كون الكثير من علمائها شكلوا مرجعية “للشرق الإسلامي”، مثل الطاهر بن عاشور، وكذلك شيخ الأزهر خضر حسين التونسي.
غير أنّ “زيف الخصوصية” انكشف عندما اهتز منتجع جزيرة جربة على عملية انتحارية في أبريل/ نيسان 2002، نفذها تونسي بأمر من مهندس هجمات 11 سبتمبر/ أيلول2001 ،خالد شيخ محمد، بواسطة هاتف نقال من مخبئه في باكستان.
وشكّلت تلك العملية صدمة في دولة تقدم نفسها “عصيّة” على الإرهاب.
غير أنّ المحلل السياسي عادل منتصر أوضح في تصريحات لـCNN بالعربية، أنّ هجوم جربة ليس دليلا على وجود القاعدة في تونس، لأنّ من نفذها قدم خصيصا من الخارج، كما لم يثبت أي تورط لتونسي من داخل البلاد فيها.
ولا تتوفر على مواقع الشبكة الإلكترونية، وكذلك في وثائق الاستخبارات المعلنة أي إشارة إلى وجود تنظيم مسلّح متشدد في تونس، باستثناء ما تداولته أجهزة استخبارات غربية عن وجود تنظيم على علاقة “بأنصار الُسنة”، سرعان ما تبين لاحقا أنه غير دقيق، أو في أفضل الأحوال، فإنّ الأمر ربما يتعلق بتنظيم تونسي متشدد مجهول خارج البلاد.
وللمفارقة، فإنّ عددا من “أبرز وجوه تنظيم القاعدة” في خارج تونس هم تونسيون “تميّزوا” أكثر من غيرهم في تنفيذ عمليات “نوعية” كان لها أثر مأساوي.
فقد أثبتت التحقيقات أنّ من اغتال قائد تحالف الشمال الأفغاني أحمد شاه مسعود، هما “صحفيان مزيفان” تونسيان. وشكّلت عملية الاغتيال تلك منعرجا في التناحر بين الفصائل الأفغانية.
وفي فبراير/ شباط 2006 اكدت السلطات العراقية، أن تونسي، من عناصر تنظيم القاعدة، ويدعى “أبوقتادة التونسي”، فجر قبّة الإمامين الهادي والعسكري، وجرى اعتقاله، مما شكّل – حسب الكثير من المحللين- منعرجا صوب حرب أهلية في العراق.
وكما يقول المحققون الإسبان، فإنّ العقل المخطط لهجوم مدريد في 2004 ، تونسي.
وتزامنت نهاية 2006 وبداية 2007 مع “اشتباكات مسلحة” في تونس بين قوات الأمن، مدعومة بالجيش، وعناصر وصفتها السلطات التونسية بـ “مجرمة”، والتي قالت لاحقا إنّها على علاقة بعناصر “سلفية” في الجزائر.
وحتى البيان المجهول الذي تبنته جماعة أطلقت على نفسها اسم “شباب التوحيد والجهاد بتونس”، تبين لاحقا، وفقا للسلطات التونسية، وكذلك خبراء مستقلين، زيفه.
غير أنّ الحديث عن تنظيم بالمعنى الحرفي للكلمة يبدو مبالغا فيه، وبخاصة في ظل شح المعلومات المتوفرة، بما فيها تلك التي أعلنتها الحكومة التونسية.
وحتى ما أعلنته الحكومة التونسية في بداية الاشتباكات من أنّ الأمر يتعلق بمخطط “لضرب سفارات أجنبية”، قالت تقارير لاحقة إنهما سفارتا بريطانيا والولايات المتحدة، يبدو موضع تساؤل لدى الكثير من المحللين، لاسيما أنّ المحكمة التي مثلت أمامها دفعة ممن تمّ اعتقالهم على خلفية تلك الأحداث، لم توجه لها تهمة الإعداد لضرب سفارات، وإنما “محاولة لقلب نظام الحكم.”
المحامي عبد الرؤوف العيادي، الذي يتولى الدفاع عن بعض منهم، قال إنّ عددا من المتهمين كان رهن الاعتقال أو “الاختفاء” عند وقوع تلك الأحداث.
وفي هذا الأمر، يعلق أوليفييه روي، الخبير الأمني الفرنسي على الأمر بالقول: إن “المجهول هو تونس.. فمن الواضح أن الحكومة تمكنت من إحداث فراغ سياسي، وهو ما ليس متحققا في الجزائر أو المغرب…هناك قدر كبير من الاستياء، حتى بين الطبقات الوسطى العلمانية (في تونس) حاليا. لذلك أعتقد أن الطريق ممهد الآن بشكل أفضل للحركات المتشددة في تونس، رغم ذلك.”
مسؤول أمريكي، على اطلاع بالمنطقة، عبر عن قلقهم للأوضاع في تونس، وقال “نحن قلقون، فهذه الموجة الأخيرة من الاضطرابات في تونس تمثل جرس إنذار نوعا ما.. دعونا لا ننسى تونس.”
ومضى يقول “إن لديهم نفس الشبان الذين اتجهوا للتشدد، ونفس نوع الجماعات الإرهابية المناهضة للحكومة بشكل تراكمي تماما، مثل الدول المجاورة الأخرى في شمال أفريقيا.”
ليبيا وموريتانيا:
يتشابه الوضع في كل من ليبيا وموريتانيا، ويختلف نسبيا عن الوضع في بقية دول المغرب العربي.
فعلى خلاف تونس والمغرب والجزائر، لم تشهد ليبيا عملية مسلحة، بالمعنى الدقيق للكلمة، كما أنّ الأعمال المسلحة التي شهدتها موريتانيا لم تكن “إرهابية”، أو ذات “خلفية إسلامية متشددة.”
على انه يجدر التذكير بكون كلا البلدين يحتوي على وجود “بشكل أو بآخر” لعناصر “متشددة”، حتى وإن كانت لا ترتبط بتنظيم القاعدة.
ففي موريتانيا، قالت السلطات إنّ “لجهاديي” الحركة الإسلامية الموريتانية “علاقة” بالجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية .
وحاكمت نواكشوط حوالي خمسين “اسلاميا” موريتانيا متهمين بإقامة علاقة مع شبكة القاعدة، التي اعلنت الجماعة السلفية ولاءها لها.
وقالت السلطات إنّ هؤلاء “تدربوا على المعارك في مخابىء الجماعة السلفية للدعوة والقتال.”
وخاض هؤلاء الجهاديون في 2004 و2005 معارك ضد الجيش المالي، وكذلك الجزائري.
وفي 2003، خطفت الجماعة السلفية للدعوة والقتال 32 سائحا أوروبيا في الصحراء الجزائرية.
وقال المحلل الموريتاني أبيه ولد الشيخ، إنّ الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، التي سبق أن أعلنت هجومها على قاعدة للجيش الموريتاني، ترى في موريتانيا هدفا “مهما”، بالنظر لما تمثله من معبر نحو أفريقيا، وهي التي لطالما كررت نواياها في تأسيس خلايا بقلب القارة السمراء.
وأضاف أنّ أخطر عضو ترى فيه موريتانيا التهديد الأكبر لها، وللغرب في أفريقيا، هو مختار بلمختار، المعروف بلقب “بالاعور”، والذي انشق عن الجماعة السلفية للدعوة والجهاد، ويقوم بعمليات تهريب في الصحراء الجزائرية والدول المجاورة.
وفي ليبيا، ألقى نظام معمر القذافي بتبعاته على كل شيء، بما فيها “وجود التيارات الإسلامية”، حيث يعتبر كلّ من ينشط سياسيا باسم الإسلام “زنديقا”، ويصر في بياناته على اعتبار تلك العناصر “زنادقة لا علاقة لهم بالإسلام.”
وبعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، وضمن الحرب على الإرهاب، طفت على السطح أسماء “قياديين مهمين” في تنظيم القاعدة من الجنسية الليبية، من ضمنهم أبو فرج الليبي وأبويحيى الليبي.
وفيما يغيب أي توثيق لتلك الحركات في ليبيا، إلا أنّ الاستخبارات الغربية، ولاسيما الأمريكية، صنّفت “الجماعة الإسلامية المقاتلة” في خانة الجماعات المتشددة.
وفي الآونة الأخيرة، قالت تقارير إنّ نجل الزعيم الليبي سيف الإسلام، يعقد مفاوضات مع أعضاء من هذه الجماعة لإقناعهم بنبذ العنف و”العودة إلى البلاد” والمشاركة السياسية.
(المصدر: موقع سي أن أن بالعربية بتاريخ 13 فيفري 2007)
الرابط: http://arabic.cnn.com/2007/middle_east/2/13/maghreb.qaeda/
سكان: مقتل أربعة في انفجارات قرب مراكز شرطة بالجزائر
تنظيم القاعدة في المغرب يعلن مسؤوليته عن تفجيرات الجزائر
دبي (رويترز) – قالت قناة الجزيرة الفضائية إن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي أعلن مسؤوليته عن التفجيرات التي وقعت في الجزائر يوم الثلاثاء.
وقالت ان التنظيم الذي كان يعرف من قبل باسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال أعلن مسؤوليته في اتصال هاتفي بمكتبها في العاصمة المغربية الرباط.
وانفجرت سبع قنابل في وقت واحد في الجزائر يوم الثلاثاء الأمر الذي أدى إلى مقتل ستة أشخاص شرقي العاصمة الجزائر.
(المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 13 فيفري 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
الرباط تكشف خطة الحكم الذاتي: حكومة وبرلمان محليان للصحراء
الإسلاميون الجدد يسعون للتسامح والإصلاح في المغرب
مصر: محام يطالب بإقامة «حد الحرابة» على إعلامية قدمت برنامجاً مثيراً للجدل
النائب العام يطلب القبض علي هالة سرحان بتهمة تشويه سمعة مصر
في الذكري الأليمة لاكتشاف اننا شعب واحد.. نقابة الزعماء المغاربة تواصل نجاحاتها!
بين المعارضة والمقاومة في عهد المماليك الأمنية