الثلاثاء، 10 مايو 2011

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNWS 11ème année, N°4003 du 10.05.2011  

archives : www.tunisnews.net


المشهد التونسي:قيادة الجيش تلتقي بقيادة “النهضة” وتنفي كلام الراجحي حول الإنقلاب

كلمة:بوسالم:استنفار امني بسبب تشييع جنازة أحد قتلى سجن برج الرومي

كلمة:اشتباكات بين متساكني مدينتي بنان وقصيبة المديوني

كلمة:انفلات أمني وتخريب في سيدي بوزيد

رويترز:سيدي بوزيد التونسية.. مهد الثوارت العربية لم تحقق مغانم تُـذكـر بـعـدُ

المرصد التونسي:ياجة تستغيث:البلطجية يعبثون في المدينة فسادا ونهبا والأمن غائب تماما

كلمة:مواطنون بقفصة يحمون منطقة الشرطة من اعتداء المتظاهرين

فرانس برس :تونس تواجه اضطرابات متزايدة وشكوك أولية حول موعد الانتخابات

كلمة:القضاة والمحامون يتضامنون مع فرحات الراجحي

الصباح:في انتظار ممثلي القضاة:تركيبة الهيئة المستقلة للانتخابات جاهزة

المصدر:تونس- بدء العد التنازلي لإغلاق جريدة “الصحافة”

نداء للتحرك:أعضاء مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس-آيفكس تدعم توزيع تراخيص البث في تونس على أساس عادل و شفاف

كلمة:اتحاد الشغل يندد بتصريح الوزير الأول حول محاكمة الحبيب عاشور

الخارجية البريطانية تحذر رعاياها من السفر للمناطق الحدودية مع ليبيا

رئيس حركة النهضة الإسلامية في تونس، راشد الغنوشي لـ”الخبر” الجزائرية:”نثق في الجيش التونسي ولا نشك في أخوة الجزائر لنا”

الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي مية الجريبي لـ”الخبر”** متخوفون من أطراف تسعى لجعل الدين مرجعية المجتمع التونسي

الحوار.نت:شبكة “الحوار.نت” في حوار مع الشيخ عبد الفتاح مورو

الصباح:إثر اللقاء التلفزي للوزير الأول..خطاب غير مقنع ولم يكن في مستوى الانتظارات

الصباح:قائد السبسي: هل أوقف «كرة النار» التي كانت ستشعل الدولة والمؤسسات؟

كمال بن يونس:الشرعية.. وانتخابات جويلية

مالك الشراحيلي:اين الاحزاب السياسية من مسؤولياتهم التاريخية تصحيح مسار الثورة
هشام لعريض:مخاض الثّورة التّونسيّة .. “تسييس” الجامعة

أبو يعرب المرزوقي:من ينبغي أن يُمنع من الترشح إلى المجلس التأسيسي؟دراويش الحداثة و العلمانية

الناصر الهاني:في ثنائيات المرحلة الحرجة للواقع السّياسي التونسي

نجيب العاشوري:أسئلة أطرحها على ذكائكم جميعا لعل الإجابة عليها تنير لنا الطريق

يسري الساحلي:التلفيزيون و الثورة

القدس العربي:محكمة مصرية تحكم على وزير السياحة السابق بالسجن خمس سنوات

فهمي هويدي:أيكون الخوف عنوانا للمئوية الثانية؟

القدس العربي:نيويورك تايمز: الكوماندوس الأمريكي استعد لمواجهة القوات الباكستانية خلال عملية قتل بن لادن


Pourafficherlescaractèresarabessuivreladémarchesuivan:Affichage / Codage / ArabeWindows)Toreadarabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)


تابعوا جديد أخبار تونسنيوز علىالفايس بوك

الرابط

http://www.facebook.com/pages/Tunisnewsnet/133486966724141


قيادة الجيش تلتقي بقيادة “النهضة” وتنفي كلام الراجحي حول الإنقلاب


المشهد التونسي – خاصّ بلَغَنا من مصدر موثوق من داخل حركة النهضة (فضّل عدم الكشف عن إسمه) أنّ لقاءًا جرى مؤخّرًا بين قيادة الجيش التونسي وقيادة حركة النهضة. وهَدَف اللقاء، الذي جرى بطلب من الطرف الأوّل، الى طمأنة “النهضة” أنّ الجيش غير مهتمّ بالسلطة. وتمّت الإشارة إلى أنّ الأخير كان بإمكانه القيام بذلك منذ أشهر لكنّه لم يفعل. وقد أكّدت قيادة الجيش لقيادة الحركة أنّه لا نيّة عند الأولى للقيام بانقلاب في حال فوز “النهضة” في الانتخابات وأنّها لا تحمل موقفًا عدائيًا تجاهها.

وجرى هذا اللقاء على إثر تصريحات وزير الداخلية السابق، القاضي فرحات الراجحي، التي أشار فيها إلى إمكانية ان يقوم الجيش بإنقلاب عسكري في حال وصول حركة النهضة الى الحكم. الأمر الذي قد يفسّر أيضا التصريحات الأخيرة لراشد الغنّوشي، التي أكّد فيها ثقته بقيادة الجيش ورفضه “التشكيك به”.

(المصدر: “المشهد التونسي” بتاريخ 10 ماي 2011 على الساعة 01:57 بالتوقيت المحلي لتونس)

بوسالم : استنفار امني بسبب تشييع جنازة أحد قتلى سجن برج الرومي


وسط حضور أمني وعسكري لافت شيع بعد ظهر يوم أمس الإثنين 9 ماي 2011 مئات المواطنين من أهالي مدينة بوسالم عبد الباقي العواضي أحد مساجين الحق العام الذين قتلوا بالرصاص في سجن برج الرومي في أولى محاولات الفرار التي عرفتها السجون التونسية بعد 14 جانفــي.
وقال مبروك العواضي شقيق القتيل أن أخاه أصيب برصاصة في عموده الفقري أخضع إثرها للعلاج لكنها تسببت في إعاقته أولا ثم في وفاته بعد أن تعفن عموده الفقري.
وأضاف بأن شقيقه المحكوم بالمؤبد لم يبق على خروجه سوى بعض الأشهر خاصة بعد أن تمتع بالحط من العقاب لحسن سلوكه على حد تعبيره. وقد قام بعض الشباب برمي مركز الشرطة وأعوان من الجيش بالحجارة ما تسبب في إصابة أحد الأعوان بجرح في فكه. وكان أصحاب المحلات قد سارعوا منذ منتصف نهار يوم أمس إلى غلق محلاتهم تحسبا لتطور الأوضاع، خاصة بعد أن شاع بأن أحد المسؤولين في الحزب الحاكم سابقا قد عبأ منحرفين للقيام بعمليات حرق وتكسير  
(المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ، بتاريخ 10 ماي 2010)


اشتباكات بين متساكني مدينتي بنان وقصيبة المديوني


دارت في الأيام الثلاثة الأخيرة اشتباكات ليلية بين متساكني مدينتي بنان و من ولاية المنستير. وذكرت بعض المصادر أن الاشتباكات حدثت بين عدد من الشبان على خلفية محاولة بعض أبناء قصيبة المديوني خطف إحدى الأجنبيات المخطوبة لأحد المواطنين في مدينة بنان.
و قد عززت قوات الشرطة والجيش والحرس وجودها على الحدود بين المدينتين لفصل النزاع بين الطرفين خصوصا بعد أن تطور الأمر يوم أمس الاثنين إلى اشتباك بين تلاميذ المدينتين الذين يدرسون في المعهد الثانوي قصيبة المديوني الواقع قرب مدينة بنان و تسبب في إيقاف الدروس وإلحاق بعض الأضرار بالمعهد. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ، بتاريخ 10 ماي 2010)
 


انفلات أمني وتخريب في سيدي بوزيد


قام محتجون في مدينة سيدي بوزيد خلال الليلة الفاصلة بين يومي الأحد و الاثنين بحرق عدد من العجلات المطاطية وسط المدينة ثم قاموا بخلع الإدارة الجهوية للفلاحة حيث تم نهبها و تخريبها، كما قاموا بخلع بعض المحلات العمومية والخاصة و نهبها. وقال شهود عيان لراديو كلمة إن المحتجين حاولوا اقتحام دار الثقافة بوبكر القمودي إلا أن بعض المواطنين تصدوا لهم وذكروا أن المدينة عاشت يوم الاثنين شللا تاما نتيجة الخوف من الانفلاتات الأمنية. و في اتصال هاتفي عبر بعض أهالي سيدي بوزيد لراديو كلمة عن غضبهم من حالة الانفلات الأمني التي تشهدها المدينة وحملوا مسؤولية الأحداث إلى مجلس حماية الثورة بالمدينة الذين عجزوا عن حماية المدينة من مخربين معروفين (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ، بتاريخ 10 ماي 2010)
 

سيدي بوزيد التونسية.. مهد الثوارت العربية لم تحقق مغانم تُـذكـر بـعـدُ

 


سيدي بوزيد (تونس) (رويترز) – شهد سكان المدينة التونسية التي اضرم فيها بائع متجول النار في نفسه في ديسمبر كانون الاول الماضي سقوط رئيسين عربيين اثر موجة من الاحتجاجات اطلقوا شرارتها الاولى لكن لم يطرأ تغيير يذكر على حياتهم.  
وكان انتحار محمد بوعزيزي البائع المتجول الذي صادرت الشرطة بضاعته والميزان الذي يستخدمه في عمله بمثابة الشرارة التي اشعلت انتفاضتين اطاحتا برئيسي تونس ومصر ولا زالت تجتاح العالم العربي.
ومن المقرر ان تجري الانتخابات التونسية في يوليو تموز ولكن سكان مهد “الربيع العربي” يقولون انه لم تتم معالجة سوى عدد محدود من المشاكل التي دفعتهم للنزول الى الشوارع.
حسن مسعودي (40 عاما) بائع فاكهة عمل بجوار بوعزيزي ويقول وهو يبيع الموز والتفاح والبرتقال في مواجهة مبنى حكومي حيث اندلعت أولى التظاهرات “انضممت للمظاهرات وتصديت للشرطة. فعلت كل شيء.
“لدي اربعة اطفال وليس لي منزل. انا شخصيا احتاج مساعدة من الحكومة الجديدة ولكن لم تأت أي مساعدات بعد.”
الفقر واضح في سيدي بوزيد وتمتليء شوارع المدينة المتهالكة بالعشب ويملا سائقو السيارات خزانات البنزين من عبوات بلاستيكية من اكشاك على الطريق ويسافر عمال اميالا لمدينة صفاقس الثرية نسبيا للعمل هناك.
وقال عقبة نصيري (22 عاما) من سكان سيدي بوزيد “السياحة والاقتصاد والمال كل ذلك في الشمال. لم ير الجنوب ايا من ذلك.” ومثل غيره يشكك في الاحزاب السياسية الجديدة التي ظهرت عقب فرار الرئيس زين العابدين بن علي في يناير كانون الثاني حيث تأسس أكثر من 50 حزبا حتى الان. ولا ينوي نصيري الادلاء بصوته في الانتخابات المقبلة. وقال “نريد ثورة جديدة. لم تتحقق اي من الاهداف التي وضعناها لهذه الثورة.”
وثمة همهمات عدم رضا في العاصمة ايضا فقد استخدمت الشرطة في تونس الغاز المسيل للدموع لفض احتجاجات دخلت يومها الرابع يوم الاحد الماضي. وينتاب المتظاهرون الشكوك في تعهدات الحكومة المؤقتة بنشر الديمقراطية.
وقال ليفي صالح مدرس التاريخ في سيدي بوزيد (42 عاما) ” نفتقر للثقة في الاحزاب والقيادة السياسية. لا يزال ثمة خوف من تدخل اجنبي وامكانية عودة النظام المخلوع.”
واضاف وهو يشير لشوارع المدينة المتهاكلة ان علاج عقود من الاهمال للمناطق النائية يستغرق وقتا طويلا وحتى يكتسب الناس الخبرات السياسية اللازمة لانجاح نظام ديمقراطي.
وادت الانتفاضة لتعثر السياحة وصناعات اخرى وربما يستغرق علاج المشاكل الاقتصادية التي اشعلت شرارة الثورة وقتا اطول. ولكن مسعودي بائع الفاكهة ينوي الاقتراع في انتخابات يوليو ويأمل ان تبدأ الاوضاع في التحسن مع صياغة دستور جديد. وفي الوقت ذاته لاح تغيير مبشر اذ يقول ان الشرطة اعتادت مداهمة الميدان ومضايقته وغيره من الباعة الجائلين بسبب الموازين التي تستخدم في بيع بضاعتهم واجبارهم على دفع غرامات ضخمة. وتوقف ذلك على الاقل.
وتابع “لم تكن الشرطة لتتركنا في حالنا لنعمل في هذا المكان. ارغمت البائعين على دفع غرامات حتى افلسنا. الان.. لا. انه مكسب كبير لهذه الثورة.”
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 10 ماي 2011)
 


ياجة تستغيث البلطجية يعبثون في المدينة فسادا ونهبا والأمن غائب تماما


وصلنا نداء مستعجل من اصدقاء في مدينة باجة منهم اعضاء في لجنة حماية الثورة بباجة ان بلطجية هجموا على المدينة صباح اليوم الثلاثاء 10 ماي 2011 وخاصة على السوق وقاموا بالنهب والسلب في رحبة الدواب واحدثوا الرعب في صفوف المواطنين من تجار وباعة وفلاحين وزوار وحرفاء ورغم نداءات الاستغاثة التي ارسلها المواطنون الى الفرق الامنية للتدخل وحماية المواطنين في املاكهم وارواحهم وهو ما يفرضه عليهم واجبهم المهني والانساني الان ان نداءاتهم ذهبت ادراج الرياح ولم يتقدم اي احد لحمايتهم وهو ما جعل الاهالي وبمبادرة من لجنة حماية الثورة يلجؤون الى خيار توفير الحماية الذاتية لانفسهم عبر تنظيم دوريات من الشباب المتطوع لوقف هجمات البطجية وهرسلتهم علما ان تهديدات البلطجية وصلت الى الفلاحين حيث وقع تهديد البعض منهم بحرق صابتهم قبل حصدها وهي امور خطيرة جدا ان وقعت لهذا فان تحرك الجهات الامنية ضروري للغاية لوقف هذه المهازل الامنية مراسلة خاصة بالمرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية . — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


مواطنون بقفصة يحمون منطقة الشرطة من اعتداء المتظاهرين


على إثر قيام مجموعة من التلاميذ بمسيرة انطلاقا من أحد معاهد مدينة قفصة في اتجاه وسط المدينة واثناء مرورهم امام مقر منطقة الشرطة بقفصة، رموا الحجارة على المنطقة دون مبرر حسب ما أكده شهود عيان لراديو كلمة وهو ما جعل عديد المواطنين يقفون أمام مقرّ المنطقة لحمايته وحماية الأعوان الموجودين داخله. وأشاد ممثل النقابة الأساسية لأعوان الشرطة بقفصة في تصريح لراديو كلمة بهبة المواطنين لحماية المنطقة خاصة بعد ما راج من محاولة لحرقها. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ، بتاريخ 10 ماي 2010)
 


تونس تواجه اضطرابات متزايدة وشكوك أولية حول موعد الانتخابات

تغرق تونس التي تشهد بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي اضطرابات متزايدة، في مرحلة من التشكيك في الوقت الذي تحدث فيه رئيس الحكومة الانتقالية الباجي قائد السبسي للمرة الاولى عن احتمال تأجيل انتخابات المجلس التأسيسي.
وفي خطاب متلفز الى الامة مساء الاحد القى رئيس الوزراء الباجي قائد السبسي الذي كلفت حكومته ادارة شؤون البلاد حتى ذلك الاستحقاق، بظلال من الشك حول احترام الموعد المقرر في 24 تموز/يوليو بحجة “التأخير” في الاعمال التحضيرية.
وقال ان “الحكومة اختارت موعد 24 تموز/يوليو. نحن متمسكون بهذا التاريخ لكن اذا قالت الهيئة العليا انه هناك مشاكل فنية او لوجستية فعندها يمكن النظر في تاريخ آخر”.
واضاف “صحيح ان هناك بعض التاخير (…) لكن الهيئة العليا لحماية اهداف الثورة مستقلة عن الحكومة التي تكتفي بتقديم الدعم المادي واللوجستي لها”.
وانتخب مجلس الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديموقراطي، ابرز هيئات الانتقال الديموقراطي في تونس، اعضاء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التي ستشرف على انتخاب مجلس وطني تأسيسي في 14 تموز/يوليو المقبل. وستشرف هذه الهيئة على العملية الانتخابية العامة التي ستجري في 24 تموز/يوليو القادم لانتخاب مجلس وطني تأسيسي يتولى صياغة دستور للجمهورية الثانية في تونس المستقلة ليحل محل دستور سنة 1959.
وتشهد الساحة السياسية في تونس انقساما بين الاحزاب السياسية التي يدعو بعضها الحكومة الى اجراء انتخابات المجلس التاسيسي في موعدها المحدد وبين هذه الاحزاب بالخصوص حزب التجديد (الشيوعي سابقا) والحزب الديموقراطي التقدمي اللذان كانا شاركا في حكومة رئيس الوزراء السابق محمد الغنوشي.
ومن الاحزاب الداعية الى تاجيل انتخابات المجلس التاسيسي الى الخريف هناك بالخصوص حزب الوحدة الشعبية وحزب العمال الشيوعي التونسي الذي كان دعا لتنظيم الانتخابات في تشرين الاول/اكتوبر.
اما رئيس حزب النهضة الاسلامي راشد الغنوشي فقال في مقابلة مع وكالة فرانس برس ان “الوضع في تونس خطير” وان التونسيين “يشكون في مصداقية الحكومة” الانتقالية.
وقال ايضا ان “رد فعل الحكومة حيال ما حدث (…) خلال التظاهرات كان وحشيا والشرطة ردت بقسوة شديدة (…)، انهم يرفضون ادراك ما حدث من تغييرات وان من حق التونسيين التظاهر”، في وقت تجري تظاهرات مناهضة للحكومة بشكل منتظم في تونس العاصمة منذ الخامس من ايار/مايو.
ومنذ ثلاثة ايام تشهد احياء فقيرة في العاصمة التونسية اعمال عنف ونهب.
ودعا السبسي الاحد الى انهاء اعمال العنف، قاطعا بذلك صمت السلطات بشأن هذه الاحداث.
وشهد حي التضامن الفقير الواقع في احدى ضواحي تونس العاصمة ليل الاحد الاثنين اعمال شغب جديدة كما افاد شاهد عيان بالرغم من حظر التجول الذي فرض السبت في العاصمة لفترة غير محددة.
وروى عبد الرزاق حويني احد سكان هذا الحي في اتصال هاتفي مع فرانس برس “لقد تكرر هذا الليل ما حصل في الليل السابق (ليل السبت الاحد) واستمر الامر حتى الخامسة صباحا وكان بمثابة لعبة الهر والفأر” بين قوات الامن ومجموعات من الشبان “في حال سكر شديد رغم حظر التجول”.
واضاف حويني ان “احد الشبان صعد الى سطح احد المنازل هربا من الشرطة التي تلاحقه وسقط”، مضيفا انه “سمع ان الشاب مات”. وتعذر تاكيد الخبر على الفور.
ومضى يقول “هؤلاء الشبان الفقراء كانوا يشربون كميات كبيرة من البيرة ولا ادري من الذي يمدهم بالمال، لذلك لا اعلم من يقف وراء كل هذا”.
واندلعت اعمال عنف السبت اثناء مباراة ضمن دوري ابطال افريقيا قرب العاصمة التونسية احرق خلالها مناصرون تونسيون مقاعد في الملعب والقوا زجاجات مياه على عناصر الشرطة وضربوا الحكم وبعض اللاعبين ما تسبب بحركة ذعر وتعليق المباراة.
واليوم الاثنين تظاهر عشرات الصحافيين في جادة الحبيب بورقيبة بوسط العاصمة تنديدا باعمال العنف الاخيرة التي تعرض لها خمسة عشر منهم اثناء تغطيتهم التظاهرات.
من جهة اخرى، اعتقلت الشرطة 12 شابا ضالعين في اعمال عنف وتخريب في ضاحية تونس وفق ما نقلت وكالة الانباء التونسية الرسمية عن مصادر امنية.
وفي هذه الاجواء المضطربة، دعت احزاب سياسية عدة الاثنين الحكومة الانتقالية الى التحلي بالشفافية لاستعادة ثقة الشعب والعمل من اجل استقرار الوضع في البلاد.
(المصدر: وكالة فرانس برس بتاريخ 9 ماي 2011)  


القضاة والمحامون يتضامنون مع فرحات الراجحي


نفذ مئات المحامين و القضاة و المواطنين وقفة احتجاجية صباح أمس الاثنين أمام مقر وزارة العدل بشارع باب بنات احتجاجا على تصريحات السيد الباجي قائد السبسي و تهجمه على السيد فرحات الراجحي، واعتبروا أن تصريحات فرحات الراجحي تدخل في باب حرية التعبير التي هي من مكاسب الثورة. وطالبوا بالتراجع عن مقاضاته . من جهة أخرى نددت جمعية القضاة في بيان لها صدر يوم الاثنين بتصريحات السيد الباجي قائد السبسي في خصوص القاضي فرحات الراجحي معتبرة أن تصريحاته لا تبرر ما كاله الوزير الأول له من نعوت و الصفات. وعبرت الجمعية عن مساندتها المطلقة للسيد الراجحي، رافضة استباحة عرضه بالوصاف و النعوت المسيئة لشخصه وصفته كما حذرت من التداعيات الخطيرة المترتبة عن تتبعه بأمر من الحكومة و إدخال القضاء في مسائل خلافية تتصل بحرية التعبير. كما عبرت الجمعية عن استغرابها من الإسراع و التعجيل بمثل هذه القضايا المتصلة بحرية التعبير قياسا بالتباطؤ المسجل في محاسبة المجرمين المرتبطين بالنظام السابق. ودعت إلى إيقاف إجراءات رفع الحصانة عن الراجحي و التراجع عن الإجراءات الجزائية المزمع اتخاذها للحيلولة دون تدهور الوضع القضائي و الوضع العام بالبلاد.  
(المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ، بتاريخ 10 ماي 2010)

في انتظار ممثلي القضاة تركيبة الهيئة المستقلة للانتخابات جاهزة


ويمثل انتخاب اعضاء الهيئة المستقلة التي ستشرف على انتخابات المجلس التأسيسي رسالة مهمة للراي العام وللحكومة الانتقالية على اعتبار أن تشكيل هيئة مستقلة لأول مرة في تاريخ تونس تشرف على العملية الانتخابية من الفها إلى يائها دون تدخل من الإدارة تعتبر من أبرز الخطوات الضرورية لإنجاح الموعد الانتخابي. وبما ان الجمعية لم ترشح 6 قضاة كما ينص عليه الفصل 8 من المرسوم المنظم للهيئة المستقلة للانتخابات في الآجال القانونية، سيتم في وقت لاحق اللجوء إلى الفقرة الأخيرة من الفصل 8 الذي تسمح للهيئة ان تختار مباشرة ممثلي القضاة. علما ان السيد عياض بن عاشور رئيس الهيئة أكد ان عملية اختيار ممثلي القضاة ستتم بالتشاور مع جمعية القضاة التونسيين. وشارك في عملية التصويت لاختيار اعضاء الهيئة المستقلة 126 عضوا شاركوا في التصويت لاختيار 13 عضوا من جملة أكثر من 70 مرشحا من مختلف الهيئات والمنظمات على اعتبار أن ثلاثة مقاعد للقضاة ظلت شاغرة وسيتم سدها من قبل الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة. في ما يلي القائمة النهائية ل 13 عضوا الفائزين بالانتخابات الهيئة المستقلة للانتخابات في انتظار التحاق القضاة. – الهيئة الوطنية للمحامين: الأساتذة بوبكر ثابت، محمد الفاضل محفوظ، رضا الترخاني – الجمعية الوطنية لعدول الاشهاد: سامي بن سلامة – الهيئة الوطنية للعدول المنفذين: نبيل البفون – هيئة الخبراء المحاسبين: انور بن حسن – النقابة الوطنية للصحفيين: العربي شويخة – التونسيون بالخارج: كمال الجندوبي – المنظمات غير الحكومية المختصة في حقوق الإنسان: عبد الرحمان الهذيلي عن الرابطة التونسية لحقوق الإنسان – المختصون في الإعلامية: زكي الرحموني – الأساتذة الجامعيون: سعاد القلعي حرم التريكي. لجنة مشتركة وكان بن عاشور قد اقترح قبل رفع الجلسة تكوين لجنة مشتركة بين الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والحكومة الانتقالية تتولى مهمة التنسيق بين الهيكلين ومتابعة تطبيق المحاور التي تدخل في نطاق صلاحيتهما، كما اقترح استقبال اعضاء من الحكومة الانتقالية لمناقشة المستجدات القطاعية بما فيها الشأن الاجتماعي والاقتصادي والمسائل السياسية. علما أن رئيس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة سيجتمع اليوم مع الوزير الأول من أجل مناقشة احداث هذه اللجنة ومساءل أخرى. يذكر ان جمعية القضاة التونسيين رفضت تقديم مرشحين لها لعضوية الهيئة المستقلة للانتخابات احتجاجا على تعديل الفصل 8 من مرسوم الهيئة المستقلة للانتخابات. وهو ما يعني أن الهيئة ستتولى بنفسها عملية اختيار او انتخاب مرشحين من القضاة وفق ما يدخل ضمن صلاحياتها. ومن المقرر أن تعقد الهيئة اليوم اجتماعا جديدا لمناقشة مشروع بيان شرع في مناقشته يوم أمس بشان الأحداث الأخيرة التي تشهدها البلاد. مشروع البيان يعتبر شديد اللهجة على اعتبار انه يستنكر بشدة تصريحات الباجي القائد السبسي ويندد بالقمع الوحشي للمظاهرات السلمية من قبل قوات الأمن ومحاصرة المتظاهرين والاعتداء على الصحفيين، وترفض توظيف القضاء في مسائل سياسية على خلفية تصريحات السيد فرحات الراجحي وزير الداخلية السابق. ومن المقرر أن يطالب البيان بفتح تحقيق مستقل للكشف عن التجاوزات الأخيرة والإعلان عن نتائجه واحالة المورطين على القضاء. رفيق بن عبد الله (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 10 ماي 2010)
 

تونس- بدء العد التنازلي لإغلاق جريدة “الصحافة”

 


بعد احتجاب صحفتي “الحرية” و”لورونوفو” الناطقتان باسم حزب “التجمع” المنحل وقرار غلق مكتب صحيفة “العرب العالمية” ومجلة “الملاحظ”، بدأ العد التنازلي لغلق جريدة “الصحافة” نهائيا أواخر هذا الشهر، مع إبقاء العمل بجريدة “لابراس” رغم أنهما يتبعان نفس الشركة (سنيب لابراس). ونظم صحفيو جريدة “الصحافة” –صباح اليوم الإثنين- وقفة احتجاجية على قرار المدير العام حميدة بن رمضان بغلق الصحيفة يوم 29 ماي الحالي بدعوى تفاقم العجز المالي للصحيفة. وشن الصحفيون حملة مضادة على المدير العام منذ إعلامهم بطريقة فجئية بقرار الغلق منذ أيام. وإلى حدّ الآن لم يعد حميدة بن رمضان إلى مكتبه بسبب مخاوف من وقوع اشتباكات بينه وبين الصحفيين. وتسربت أنباء (غير المؤكدة) عن إمكانية تعيين مدير عام جديد. كما قال بعض الصحفيين بجريدة “الصحافة” إن الإدارة تزعم أنها ستصدر جريدة أخرى أسبوعية، لكن هذه التطمينات لم تقنع الصحفيين المتشبثين بأماكنهم وبالإبقاء على صحيفتهم. خميس بن بريّـك  
(المصدر: موقع “المصدر” بتاريخ 9 ماي 2011)
الرابط: www.almasdar.tn  

نداء للتحرك : أعضاء مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس-آيفكس تدعم
توزيع تراخيص البث في تونس على أساس عادل و شفاف


(آيفكس / مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس) – بعد عقود من فرض القيود على حرية التعبير وحرية الإعلام من خلال الرقابة والسجن و الضغط على الصحافيين، فان وسائل الإعلام التونسية والصحافيين التونسيين في حاجة ماسة للإصلاح، بالإضافة إلى تعزيز حرية التعبير باعتبارها حجر الأساس، بحسب أعضاء الشبكة الدولية لتبادل المعلومات (آيفكس ) – مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس ، وهو ائتلاف من 20 منظمة من أعضاء آيفكس. وإزاء هذه الخلفية, فان الهيئة الوطنية المستقلة للإعلام والاتصال, هي المسئولة عن وضع مبادئ توجيهية ومعايير لتوزيع تراخيص البث الإذاعي, بما يتماشى مع طموحات تونس في أن تكون رائدة في المنطقة من حيث الحريات الإعلامية. و قالت الدكتورة اغنس كالامارد، المديرة التنفيذية في منظمة المادة 19 “منظمة المادة 19، والرابطة العالمية لإذاعات الراديو وغيرها من أعضاء آيفكس- مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس يعبرون عن دعمهم للهيئة الوطنية المستقلة للإعلام والاتصال في مهمتها الصعبة.قبيل أول انتخابات ديمقراطية في البلاد، نحث المؤسسة على تطوير منهجا لتوزيع التراخيص يكون سريع ونزيه وشفاف وخالي من كل الضغوط، وملزم بأي طالب رخصة جديدة في تونس، وذلك تماشيا مع التحول الديمقراطي الحقيقي.” على الأخص، فنحن ندعو إلى احترام هذه التوصيات الرئيسية:
1) موجات الأثير هي من الموارد العامة، ويجب استخدامها لصالح الجميع ، بما في ذلك ذوي الآراء أو المصالح الأقلية . بالأخص، ينبغي إصدار تراخيص للمستويات البث الإذاعي الثلاث (العامة والتجارية والاجتماعية)، ونوعين من البث أي للإذاعة والتلفزيون و على الصعيد الوطني والإقليمي والمحلي. 2) وينبغي على هيئة تنظيمية مستقلة الإشراف على عملية توزيع التراخيص. تتمتع تلك الهيئة بالاستقلالية الإدارية و العملية. وينبغي أن تكون محمية من أي تدخلات، ولا سيما ذات الطابع الحكومي أو السياسي أو التجاري. 3) ويجب أن تكون المعاملة من أجل الحصول على رخصة البث، بما في ذلك الرخص المؤقتة،عادلة وشفافة، تستغرق مدة زمنية محدودة و واضحة. ولا بد أيضا من السماح بمشاركة عامة فعالة و إعطاء صاحب الطلب فرصة ليعبر عن رأيه. 4) يجب أن تكون معايير التقييم موضوعية بقدر الإمكان. وينبغي أن تعكس التنوع السكاني، وتمنع الإفراط في الملكية الإعلامية، و تقيم القدرات المالية والتقنية لصاحب الطلب. يجب أن يكون أي قرار رافض مكتوبا ويمكن أن يخضع لمراجعة قضائية. 5) في حال احتياج الرخصة إلى تردد بث، يجب عليها أن لا تمر عبر عملية منفصلة للحصول على هذا التردد. يجب أن تضمن الطلبات الناجحة تردد البث المناسب. وعلى صاحب الرخصة أن يتخذ الترتيبات اللازمة، شرط التزامها بالمعايير التقنية العامة. 6) وفي ظل البيئة التونسية المتعطشة لحرية التعبير، كما بدا واضحا من عدد الطلبات للحصول على تراخيص الإذاعة القادمة من جهات عديدة في المجتمع, يجب التعامل مع الطلبات للحصول على تراخيص إذاعية كمسألة ذات أولوية ، وقبل الانتخابات الدستورية و تقييم طلبات التراخيص التلفزيونية. ونحن، أعضاء مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس-آيفكس، نعتقد أن تنفيذ هذه التوصيات من شأنه أن يعزز إلى حد كبير قيام تونس الديمقراطية لتصبح مثالا هاما للمنطقة. ونحن ندعو جميع أعضاء الحكومة والأحزاب السياسية ووسائل الإعلام والمجتمع المدني لدعم وتعزيز التحرك نحو تطوير عملية الحصول على تراخيص الإذاعة والتلفزيون لتصبح عادلة وشفافة. ملاحظات للمحررين : لمزيد من المعلومات والمقابلات بالفرنسية والإنكليزية والعربية ، يرجى الاتصال ب : منى السماري، المادة 19 المسؤولة الإعلامية: ,+44 20 7324 2500,mona@article19.org.


اتحاد الشغل يندد بتصريح الوزير الأول حول محاكمة الحبيب عاشور

ندد الاتحاد العام التونسي للشغل ما جاء على لسان الوزير الأول في الحكومة المؤقتة في الحوار المتلفز يوم الأحد الماضي بخصوص المناضل النقابي والأمين العام الأسبق للاتحاد الحبيب عاشور.
واعتبر البيان أن المحاكمة التي تعرض لها الحبيب عاشور هي محاكمة ظالمة مذكرة أنه تعرض للتعذيب والسجن من أجل التمسك بالقيم و المبادئ التي انبنت عليها المنظمة الشغيلة,
و رفض الاتحاد رفضا قطعيا ما اعتبره مسا برموز الحركة النقابية ومناضليها الذين ضحوا من أجل تونس. كما استغرب البيان عدم استنكار الوزير الأول للهجوم الذي تعرض له أحد مقرات الاتحاد في شارع قرطاج.
 
(المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ، بتاريخ 10 ماي 2010)

الخارجية البريطانية تحذر رعاياها من السفر للمناطق الحدودية مع ليبيا

نصحت السلطات البريطانية أمس الاثنين رعاياها بتجنب السفر إلى المناطق القريبة من الحدود التونسية الليبية و تجنب السفر في كل الحالات الى ليبيا. وقالت وزارة الخارجية في بيان لها نشر على موقعها على شبكة الانترنت أن تكرر حوادث إطلاق النار و القذائف على المنطقة الحدودية من الجانب التونسي قد يشكل خطرا على البريطانيين. كما دعت رعاياها الابتعاد عن المظاهرات والتجمعات الكبيرة وتوخي الحيطة و الحذر قرب المباني العامة. وقالت وزارة الخارجية إن هناك إمكانية لحدوث أعمال إرهابية في تونس و قد تكون عشوائية تستهدف الأماكن التي يتردد عليها المغتربون البريطانيون و الأجانب. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ، بتاريخ 10 ماي 2010)


رئيس حركة النهضة الإسلامية في تونس، راشد الغنوشي لـ”الخبر” الجزائرية: ”نثق في الجيش التونسي ولا نشك في أخوة الجزائر لنا”

 


الجزائر – رمضان بلعمري

دافع الشيخ راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة الإسلامية في تونس، عن مؤسسة الجيش في بلاده، مؤكدا أن ”الجزائريين ركن أساسي في الأمن القومي التونسي”، ونفى أن يكون ”للجزائر دور ضد صعود الإسلاميين في تونس”.
بدا الشيخ راشد الغنوشي في حديثه لـ”الخبر” عبر الهاتف من تونس، مستوعبا للدرس القاسي الذي مرّ به الإسلاميون الجزائريون في علاقتهم مع المؤسسة العسكرية، فحينما سألته ”الخبر” عن مدى جدية التصريحات التي أطلقها وزير الداخلية السابق فرحات الراجحي بشأن استعداد الجيش التونسي للانقلاب على الإسلاميين في حال فازوا بالانتخابات البرلمانية المقررة في جويلية المقبل، أجاب الغنوشي بالقول إن ”الجيش يتمتع بمكانة كبيرة نظرا لموقفه الداعم للثورة، فقد أنقذ الجيش البلاد من حمّام الدم، لأنه لو أطاع قائد الجيش أوامر الرئيس المخلوع لحدثت الكارثة، ولكنه لم يفعل وحمى الثورة”. وبالنسبة للغنوشي فإن ”الجيش التونسي يقوم بعمل مهم على صعيد حماية الثورة في الداخل وحماية الحدود الجنوبية مع ليبيا، ولهذا فالجيش هو العمود الأساسي الذي بقي يرفع البيت التونسي”، على حد تعبير المتحدث.
وأجاب رئيس حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي بوضوح على سؤال ”الخبر” حول اتهامات الراجحي للجزائر بأنها مستعدة لتقديم مساعدة للجيش التونسي للقيام بانقلاب في حال فوز الإسلاميين بالانتخابات المقبلة، حيث قال ”هذه التصريحات لا تهمنا كثيرا، وبالنسبة لنا ليس هناك دليل على اتهام الجيش التونسي، وليس هناك دليل نعتمد عليه في اتهام الجزائر أيضا”. وأضاف المتحدث بالقول عن تجربته مع الجزائر: ”نحن كإسلاميين، لم نر من الجزائر حكومة وشعبا خلال لجوئنا إليها إلا الخير”.
ويرى الغنوشي في الجزائر، ”العمق الاستراتيجي لتونس، خصوصا على الصعيد الاقتصادي، فأغلب سياح تونس من الجزائريين، وبالتالي فهم ركن أساسي في الأمن القومي لتونس”.
وسألت ”الخبر” الشيخ الغنوشي عن تقييمه لتجربة الإسلاميين في الجزائر وهل فيها ما يمكن تصديره لتونس، فأوضح بالقول ”الإسلاميون في الجزائر جماعات وليسوا جماعة واحدة حتى يتم الحكم عليها، ونحن نقدّر إخواننا في الجزائر بكل اتجاهاتهم، ولكن نقول إن لكل بلد تجربته الخاصة به”.
وفسر الغنوشي الاحتجاجات الأخيرة التي اندلعت في تونس، بأنها ”تعبير عن خوف الشعب على ثورته من الانحراف”، مضيفا بقوله ”الشعب تحرك بقوة ليس بسبب تصريحات الراجحي وإنما بسبب الخوف على مصير الثورة، لأنه لم ير في الميدان أهداف الثورة تتحقق”. وفسر أكثر بالقول ”الشارع رأى عدم الجدية في محاسبة رموز النظام، ولم ير جهودا لاسترجاع الأموال المسروقة، ثم جاءت تصريحات الراجحي لتشعل عود الثقاب فقط”.
وبالنسبة لرئيس حركة النهضة الإسلامية في تونس، فإن ”المنتظر من الانتخابات المقبلة هو تحقيق أحد أهم أهداف الثورة، وهو إقامة نظام ديمقراطي بديلا للنظام الديكتاتوري، نظام لا يختصر في رئيس الجمهورية كل السلطات، نظام يجعل موقع الرئيس محدودا ولِمَ لا موقعا رمزيا، مقابل منح صلاحيات واسعة للبرلمان”. وأكد في سياق حديثه مشاركة حركة النهضة في الانتخابات المقبلة كغيرها من الحركات السياسية التونسية، كما أكد لـ”الخبر” عدم مشاركته الشخصية في هذه الانتخابات.
(المصدر: “الخبر” (يومية – الجزائر) بتاريخ 9 ماي 2011)


الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي مية الجريبي لـ”الخبر” ** متخوفون من أطراف تسعى لجعل الدين مرجعية المجتمع التونسي ** نرفض تأجيل الانتخابات المقررة في 24 جويلية المقبل  


الجزائر: رمضان بلعمري
اعترفت مي الجريبي، الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي في تونس، بوجود تخوف واسع من سعي أطراف لجعل الدين مرجعية لها، معتبرة في الوقت ذاته أن ”العروبة والإسلام يشكلان هوية تونس، وهما ليسا محل جدل على الإطلاق”.  
وفي خضم الجدل الدائر حاليا في تونس عقب التصريحات الاستفزازية لوزير الداخلية السابق، فرحات الراجحي، حول دور مفترض للجيش لتوقيف صعود الإسلاميين في الانتخابات المقبلة، تعاطت مي الجريبي مع أسئلة ”الخبر”، خصوصا أن الحزب الديمقراطي التقدمي من أبرز الأحزاب العلمانية في تونس.
وفي هذا السياق، قالت الجريبي بشأن حديث الشارع والإعلام عن صراع كبير بين الإسلاميين والعلمانيين في تونس ما بعد بن علي، ”لا وجود لهذا الصراع بمفهومه السلبي، ولكن هناك اختلافا في وجهات النظر”. وفصلت الجريبي بالقول: ”الشعب التونسي عربي مسلم، وهما رافدان يشكلان هويته، ولا مجال للنقاش في هذا الأمر، سوى أن هناك تخوفا واسعا من أن تكون هناك أطراف (لم تسمها) تسعى لجعل الدين مرجعية المجتمع”. وتابعت مي الجريبي في حديثها لـ”الخبر” شرحها لهذه المخاوف بالقول: ”هناك تخوف من التراجع عن مكاسب اجتماعية وتخوف من التراجع عن النمط الاجتماعي والاقتصادي الذي انخرطت فيه تونس منذ قرنين من الزمن”. وسألت ”الخبر” المتحدثة ماذا تقصد بكلامها، فأوضحت: ”أقصد المكتسبات التي حققناها منذ عهد الوزير المصلح خير الدين باشا التونسي”.
وبخصوص قراءتها للاحتجاجات الشعبية الأخيرة، انتقدت الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي ضمنيا تصريحات الراجحي، وقالت: ”هذه الاضطرابات جاءت عقب تصريحات الراجحي التي أثارت البلبلة وعززت نعرات الجهوية والإحباط”. قبل أن تضيف: ”علينا أن نقر أن هذه الاضطرابات جاءت في سياق إحباط عام، وتصريحات الراجحي فجرت الوضع”.
وطالبت الجريبي الحكومة ”بضرورة تفهم دواعي الاضطرابات الشعبية التي رغم خطورتها إلا أنها تمثل وضعا طبيعيا بعد الثورة، فهناك شعور بالانشغال حول طبيعة المسار السياسي لما بعد الثورة”. وقالت الجريبي: ”علينا كأحزاب أن نطمئن الشعب بخصوص بناء الشرعية، وفي رأيي الطريق الوحيد لبنائها هو التمسك بيوم 24 جويلية المقبل كموعد للانتخابات”.
وفي هذا الإطار، أوضحت مي الجريبي: ”نرفض تأجيل الانتخابات، لأن هذا اليوم هو يوم يقول فيه الشعب كلمته، وهو يوم يؤسس لإعادة الثقة في نفوس التونسيين، ولإعادة الثقة لدى رجال الأعمال بشأن مستقبل الوضع الاقتصادي في البلد”. وترى المتحدثة أن الحكومة مدعوة للقيام بجملة من الإجراءات السريعة في هذا الظرف الصعب ”كتوزيع الإعانات المالية على العائلات الفقيرة، خصوصا أن الجميع يعلم بأن الحكومة رصدت مبالغ مالية لهذا الغرض، ولكن لا يعلمون لما تأخر توزيعها”.
(المصدر: “الخبر” (يومية – الجزائر) بتاريخ 10 ماي 2011) الرابط: http://www.elkhabar.com/ar/hadath/252981.html  


شبكة “الحوار.نت” في حوار مع الشيخ عبد الفتاح مورو

 


 
الشيخ عبد الفتاح مورو رجل يهتدي بسرعة إلى المفاصل ويتعرف بحسّه النشط المنتبه إلى المداخل والمخارج.. قدرته جليّة في فحص الأحداث ومن ثمّ التعامل والتفاعل معها، ليس من السهل مغالبة فضول التقرّب إليه وسؤاله ليردّ وربما استفزازه ليفصح.. وعندما يلتقيه الصحفي يكون خارقا إن تمكن من التغلّب على الرغبة في حواره ومحاكاته، من أجل ذلك ومن أجل القيمة الثابتة لهذا الأستاذ الشيخ يسر الشبكة أن تقدمه اليوم لقرّائها.
الحوارنت: أستاذ عبد الفتاح الجميع يعلم أنّك لست حديث عهد بألمانيا وقد انقطعت عنها بسبب المنع الذي طالك من قبل المخلوع فما هو شعورك اليوم وغريمك يُخلع وأنت تتجول في ربوع أوروبا؟
الشيخ عبدالفتّاح: شعور عظيم ما انتصرت فيه لنفسي إنّما انتصرت لشعبي، لما أحسست أنّ الطاغية قد فرّ رجع لي الأمل خاصّة وأنّ هذا الشعب قد قرر أن يسترجع حقه ويقود نفسه بنفسه والحمد لله. *** الحوارنت: هل تعتقد أنّ الثورة التونسية لاقت ما يجب أن تلاقيه لدى الفضاءَين العربي والدولي؟
الشيخ عبدالفتّاح: يقين، لأنّ هذه هي أول مرّة يظهر فيها تحركا شعبيا غير منظم من طرف أحزاب أو من جهات سياسية محددة بل هو تحرّك شعبي تلقائي.
في هذه المرّة ذهب الديكتاتور والمستبد وحلّت محلهما إرادة الشعب فكانت هذه فاتحة عهد جديد في تونس ثم في بقيّة البلاد العربية وهي تبشّر بترتيب جديد للبيت العربي يأخذ فيه الشعب موقعه ويتسنى له من خلال ذلك أن ينظّم حياته بنفسه بعيدا عن وصاية من أيّ كان. *** الحوارنت: يقولون بأنّ حركتكم “حركة النهضة” قدمت تنازلات مؤلمة داخل الهيئة العليا فما مرد ذلك؟
الشيخ عبدالفتّاح: أنا لا أتصور أنّ هناك تنازلات قُدّمت بل تمت مزايدات على الإسلاميين وكانوا يتصورون أن يُخجلوا الإسلاميين أو يعطلوهم، فقَبِل بذلك الإسلاميون عندها تراجع اليساريون عن ذلك لكن الإسلاميون تمسّكوا بمبدأ المناصفة بين الرجال والنساء وهذه قضية مزايدة ليس إلا. *** الحوارنت: هناك من تحدث عن تنازلات مؤلمة في طريقة الاقتراع.
الشيخ عبدالفتّاح: صحيح أنا لم تعجبني طريقة الاقتراع التي وقع إقرارها في الهيئة والتي تصبّ في صالح الأحزاب الصغيرة وتعطّل الأحزاب الكبيرة، ويبدو أنّ المعني بها هو الحركة الإسلامية، يراد بذلك تقليص وجودها وجعلها تخسر عددا من المقاعد. *** الحوارنت: ألا تعتقد أستاذ أنّ حركة النهضة انطلقت بشيء من التريث وضبط النفس والتروي ثم وصل بها الأمر إلى تقديم تنازلات مؤلمة وتقهقر غير مقبول.
الشيخ عبدالفتّاح: يمكن أن يقال ذلك، لكن هذه التجربة يقع تداركها مستقبلا إن شاء الله.
الحوارنت: شاهدنا تراجعا ملحوظا في نشاط النهضة إثر اعتداء المنستير الغاشم. فهل نجحت فلول الإلتفاف وحلفائها في دفع الحركة للانكفاء؟
الشيخ عبدالفتّاح: رغبتنا في أن لا نصادم الناس وأن لا يصادمونا، ورغبتنا في نقاء المناخ العام وخاصّة الشارع فنحن لا نرغب في أن يصبح الشارع محلا لتصفية الحسابات بين الأطراف المختلفة وكل تظاهراتنا تهدف إلى ترشيد الخيار الشعبي، فإذا كان هناك أطراف تريد أن تستدرجنا إلى صدام فنحن لا نقبل به البتّة وإن أدى الأمر إلى أن نمتنع عن اجتماعاتنا. *** الحوارنت: رأينا أداءً إعلاميا متحاملا على الإسلاميين ومنحازا لغيرهم وينسحب ذلك على الإعلام المرئي والمقروء.. فهل من تعقيب؟  
الشيخ عبدالفتّاح: الإعلام هو بيد من يسمون بالعلمانيين منذ القدم ونحن إلى حدّ الآن لم نحصل على مواقع إعلامية تمكننا من أن نقدم وجهة نظرنا في القضايا المختلفة، لكن نسعى دائما وأبدا إلى ردّ الاتهامات الموجهة إلينا والتي هي اتهامات قائمة على التحامل وعلى توقع واحتراز لا مبرر له. *** الحوارنت: يبدو أنّ الشيخ عبد الفتاح مورو منقسم على نفسه تتجاذبه المنابر الدعوية والمنابر السياسية.. فأين يا ترى المستقر أم هي المقاربة والترجيح؟
الشيخ عبدالفتّاح: لا أنا أعلنت أنّي غادرت المساجد وأنّي أشتغل بالسياسة، لكن أرى أنّ الإسلاميين يجب أن يأخذوا مواقعهم بالمساجد في حركة دعوية منظمة معلنة لا صلة لها بالعمل السياسي، في تصوري هذا أمر لا بد منه لأنّ المساجد تحتاج إلى ترشيد على المستوى الواعي الديني وحسن الفهم والتنزيل، وترك المساجد لأطراف لا تحسن فهم الدين هو خطر علينا وعليهم لذلك أصحبت مغادرتي دعوة إلى تعميم المساجد بحركة دعوية راشدة تكون وسطية المنهج ومن شأنها أن تقدم المطلوب للشعب التونسي. *** الحوارنت: أستاذ مورو هل من كلمة مفتاح تدور حول الكلمة اللغز التي حيّرت الكثير تلك هي كلمة “الراجحي”!
الشيخ عبدالفتّاح: هذا الرجل على طيبته لا يحسن العمل السياسي، الرجل يبدو أنّه كان يجلس في مجلس خاص وأنّ تسجيلا يُعدّ وأنّه استدرج ليقول كلاما خطيرا لا يصحّ أن يقال على الملأ؛ إذا ثبتت المعلومات التي ذكرها فإنّ نشرها على الملأ من شأنه أن يدخل البلاد في قلاقل خطيرة وفي تصوري أنّ الرجل لو كان يفهم السياسة لكان أسَرّ بهذا الحديث لأطراف سياسية فاعلة تعمل على الساحة من أجل اتخاذ القرار المناسب بعيدا عن تهييج أفراد الشعب. *** الحوارنت: كلمة عن سجين القرن الصادق شورو الذي لم يُكرّم ذلك التكريم الذي يليق بسمعة عميد السجناء السياسيين ومانديلا تونس!
الشيخ عبدالفتّاح: هو مُكرّم من حركته، ومُكرّم من ربّه، وأتصوّر أنّ ذلك يكفيه.. لكن هذا لا ينفي أن يكون هذا الرجل في صدارة مجالسنا لأنّه ضحّى وقدّم الكثير ونحن ندعوا له بأن يعوّضه الله في محنته وأن يجعل منه نبراسا لإخوانه. ***
الحوارنت: لكن ألا ترى أنّ تلك المنابر الإعلامية التي يفترض أن تكون من الشعب وإليه تسارع في استضافة من تعرّض لبعض أشهر من السجن أو حتى ذلك الذي خاض تجربة إيقاف تحفظي ليسرد معاناته ويشاد به وبصبره ونضاله وتتغافل هذه المنابر عن سجين الرأي الأول والأقدم في تونس؟
الشيخ عبدالفتّاح: هذا يدلّ على الحيف والظلم الذي بقي مستمرا بعد النظام السابق والذي تقوده مجموعة من المواطنين التونسيين لا يمتّون للحقيقة ولا للصدق بأيّة صلة، ويرغبون في الاصطفاف مع طرف دون أن يعطوا حقوق غيرهم. *** الحوارنت: أخيرا شيخ لو تكرّمت بإجابات مختصرة حول هذه الأسماء والمعاني.  
الاخوان المسلمون: مدرسة أخذت على عاتقها دعوة الشعب إلى قيمه الإسلامية وقد نجحت في ذلك.  
اغتيال أسامة بن لادن: تصفية حساب وتغطية فشل، لأنّ الغرب وأمريكا على رأسه فشلت في فهم الواقع الإسلامي وهي تريد من خلال اغتيال بن لادن أن تشعر بأنّها وضعت إصبعها على الداء والحال أن سبب الداء هو سياستها الفاشلة وعدم فهمها لتركيبة العالم الإسلامي.
مسجد عقبة بن نافع: عزّ تونس ومجدها وانطلاقتها نحو فتح المغرب الكبير.
قنوات التلفزة التونسية: هي تتكامل كلها في اتجاه تغييب جزء من الحقيقة عن الشعب التونسي.
راشد الغنوشي: زعيم الحركة الإسلامية بلا منازع ومناضل من الطراز الأول ومفكر لا يستهان بفكره.
الشيخ عبد الرحمن خليف رحمه الله: الشيخ عبد الرحمان مناضل من المدرسة الزيتونيّة يشرّفها ويشرّف تونس ثبت في عهد استبداد بورقيبة.
محمد أركون: مفكّر من المفروض أن تفهمه الشعوب المسلمة وأن تدرك مراميه.
محمد البوعزيزي: هذا الرجل ترك وصمة عزّ وطابع مجد لتونس وللعرب جميعا ووفاته التي تمت في الظروف التي نعلمها غذّت ثورة شعب عربي بقي رازحا تحت الظلم مدّة خمسين سنة فرحمه الله رحمة واسعة.
الهوية العربية الإسلامية في تونس: لا خوف عليها لأنّ هناك من يدرك في تونس أنّ محاربة الهوية ليس إلا سرابا.
كل الشكر والتقدير للأستاذ الشيخ عبد الفتاح مورو على الحوار والصراحة التي تميز بها وعلى ما قدمه من جهد في ميدان الدعوة والعمل السياسي.
حاوره: نصرالدين السويلمي – فوبرتال – ألمانيا
(المصدر: “الحوار.نت” بتاريخ 9 ماي 2011)

إثر اللقاء التلفزي للوزير الأول.. خطاب غير مقنع ولم يكن في مستوى الانتظارات


… لم يشف اللقاء الصحفي الذي عقده الوزير الأول السيد الباجي قائد السبسي غليل الشعب التونسي الذي عاش نهاية أسبوع عصيبة جراء أحداث العنف وعمليات الحرق التي حصلت عقب التصريحات النارية لوزير الداخلية السابق فرحات الراجحي، وانما عمقت من تساؤلاته. وزادت من حيرته وهو ما تترجمه التعاليق التي نزلت نزول الصاعقة على صفحات “الفايسبوك”. وكما الشارع التونسي فقد أثارت الندوة ردود فعل مختلفة ومتباينة داخل مكونات المجتمع المدني من شخصيات وطنية وممثلي بعض الأحزاب السياسية. فقد أشار السيد صلاح الدين الجورشي (النائب الأول لرئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان) أن الخطاب ولئن لم يرض جميع التونسيين فضلا عن كونه متاخرا فانه على الأقل رفع اللبس عن العديد من النقاط التي أثارت الكثير من ردود الفعل والغموض إبان تصريحات الراجحي. وفي تفسيره لذلك أشار إلى أن الوزير الأول نفى وجود حكومة ظل فمن منطلق معرفته الشخصية بالسيد الباجي القائد السبسي فانه لا يقبل بان يكون مجرد واجهة تحركها أطراف خفية وهو لم يقبل الحكومة إلا عندما اشترط أن تكون له الصلاحيات الكاملة لإدارتها. وأضاف السيد صلاح الدين الجورشي أنه تمنى لو نأى السيد الوزير الأول عن أي نزاع شخصي بينه وبين السيد الراجحي إذ في اعتقاده انه لا مصلحة ترجى من إحالة الراجحي على القضاء استنادا إلى أن ذلك سيزيد من تسميم الأجواء. أما في ما يتعلق بالجانب الأمني فقد قدم الوزير الأول اعتذارا باسم الحكومة وحاول ان يفسر ما حدث. ولكن من وجهة نظري اعتقد بان ما جد مؤخرا يزيد من التأكيد على أن الإصلاح الامني يجب أن يطرح على الصعيد الوطني بشكل كامل وسريع. “كنا ننتظر أكثر من هذا” وفي نفس السياق أكد السيد عبيد البريكي (الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل) أن تصريحات الوزير الأول كانت دون المطلوب استنادا إلى أننا “كنا ننتظر أكثر من هذا ” أي أكثر وضوحا ودقة في رده عن المسائل التي وردت في تصريحات الراجحي من ذلك علاقة هذه الحكومة بما سميت “حكومة ظل” وأسباب التوترات الأمنية والانفلات الأمني في السجون فضلا عن غياب أي توضيح يتعلق بالآليات التي ستعتمد لجلب الأموال بالخارج. ويبقى “أخطر” ما ورد في الخطاب حسب البريكي هي تصريحات الوزيرالاول في ما يتعلق بالحبيب عاشور التي استغرب منها الراي العام النقابي لأنه لم يسجن لأنه أخطا بل لأنه دافع عن العمال وهو ما ولد استياء كبيرا في صفوف النقابيين. غير كافية من جهة أخرى اعتبر السيد علي العريض (رئيس الهيئة التأسيسية لحركة النهضة) أن خطاب السيد الباجي القائد السبسي وضح الكثير من القضايا غير أن المواطن التونسي يبقى متوجسا. فلئن بددت تصريحات الوزير الأول الكثير من الغموض فإنها تبقى غير كافية وحدها لإعادة الاطمئنان ورسم الثقة الكاملة بين الحكومة والمواطنين. وردا عن سؤال يتعلق بمدى درجة الإقناع في خطاب الوزير الأول أفاد السيد علي العريض أن تصريحات الوزير قد اقنعت سيما في بعض المسائل. فمن وجهة نظره يعتقد بان الجيش الوطني قد قام بدوره إلى حد الان بامتياز ولازم الحياد في الشأن السياسي كما أنه مقتنع بان إثارة النعرات الجهوية أمرغير مقبول وينبغي الترفع عن مثل هذه المواضيع عبر دعم الوحدة الوطنية. وختم رئيس الهيئة التأسيسية لحركة النهضة قائلا بأن الخطاب وان لم يرض الشعب التونسي برمته فانه ساهم على الاقل في تبديد الكثير من المخاوف ومع ذلك يبقى يحتاج إلى إجراءات عملية حتى يتسنى للشعب أن يسترجع ثقته في الحكومة. مقابلة صحفية غير مقنعة وفي نفس السياق اعتبر السيد حمة الهمامي (الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي) أن اللقاء الصحفي الذي عقده الوزير الأول غير مقنع وسقط في العموميات استنادا إلى أن الوزير الأول لم يجب بشكل مباشرعن انشغالات الرأي العام بل على عكس ذلك فقد زاد في تعميق الغموض على مستوى الانفلات الأمني. وحصر نقاط الغموض في مسالة الاختلاف حول موعد الانتخابات وبالتالي وجه التهمة إلى المطالبين بتأجيلها وهذا لا يمت للواقع بصلة لان التحليل السياسي والوقائع تؤكد أن المسؤول عن الانفلات الأمني هي القوى التي خسرت اوبصدد خسارة مصالحها في هذه الثورة وهو التجمع الذي حل والذي هو مستهدف عبرالفصل 15 من القانون الانتخابي. وكذلك البوليس السياسي الذي حل والذي يخشى البعض منه المحاسبة والمساءلة فضلا عن الأوساط المالية والإجرامية التي كانت مرتبطة بنظام بن علي. ومن هذه الزاوية يرى الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي أن لقاء الوزير الأول لم يشف غليل الرأي العام وفي اعتقاده أن الوزير الأول يريد أن يوجه الأمور في غير اتجاهها ليتسم أسلوبه بالعموميات. منحى التهديد والمقايضة وقال السيد محمد القوماني (الأمين العام لحزب الإصلاح والتنمية) أن تصريحات الوزير الأول لم تكن مقنعة ولا حتى في مستوى الانتظارات لأنها اتخذت منحى التهويل والاتهام لتصريحات الراجحي التي اتخذت منحى شخصيا وهي لم تكن منتظرة من الوزير الأول. كما أن القضايا الأساسية التي تناولها الراجحي والمتعلقة خاصة بالخوف من نتائج الانتخابات ومدى استعداد مختلف الأطراف لتقبل نتائجها لم يجب عنها الوزير الأول ولم يطرح اية مبادرة في هذا الاتجاه. وأضاف في هذا السياق أن تصريحات الوزير عمقت من الشكوك حول موعد الانتخابات من ذلك اتخاذ الوزير الاول لمنحى التهديد والمقايضة وهذا لا يقبله الشعب التونسي ما بعد الثورة من ذلك التلميح إلى صعوبات دفع الأجور. وفي المقابل اعتبر السيد احمد بوعزي (عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي) أن الوزير الأول كان مقنعا في ما يتعلق برده على تصريحات الراجحي ويبقى رده اقرب الى الحقيقة. فمن وجهة نظره ربما يكون الراجحي متحالفا مع جزء من التجمع قصد بث الفوضى والبلبلة. وأضاف أن الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال لا يمكن ان ينتظر منها الشيء الكبير ويبقى الاهم هو إدراك موعد الانتخابات بسلام حتى يتسنى الانتقال من حالة اللا شرعية إلى الشرعية. منال حرزي (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 10 ماي 2010)

قائد السبسي: هل أوقف «كرة النار» التي كانت ستشعل الدولة والمؤسسات؟


بقلم صالح عطية ـ لم يكن السيد الباجي قائد السبسي، رئيس الوزراء المؤقت، أمام مهمة سهلة أمس الأول وهو يتوجه للشعب التونسي من خلال حوار متلفز مع القنوات التونسية الثلاثة… فقد تسببت تصريحات وزير الداخلية السابق، فرحات الراجحي في حالة من العنف والتخريب والنهب والسلب في أغلب المدن والولايات التونسية، وخلقت نوعا من التوتر في الأوساط الشعبية، وكرست الإحساس بالخوف والهلع، كما أضفت على المشهد التونسي الكثير من الضبابية والغموض، بعد حالة من الاستقرار النسبي التي عرفتها البلاد خلال الأسابيع الماضية… ولا شك أن هذه التطورات التي تسببت في أزمة ثقة جديدة بين الشعب التونسي والحكومة، جعلت الرأي العام يطرح الكثير من التساؤلات حول تصريحات الراجحي، والحقيقة من الخيال فيما قاله، سيما بخصوص الانقلاب العسكري وحكومة الظل والتنسيق مع الجزائر وغيرها… وكان لابد على الوزير الأول من تقديم إجابات تعيد الثقة، وتزيل الخوف، وتبقي على البعض من رمزية الدولة ومؤسسة الحكومة، وتجعل الأنظار تتجه إلى الموعد الانتخابي القادم، من دون المساس بعلاقات تونس الخارجية، أو تفجير الوضع السياسي الداخلي… فكيف تعامل قائد السبسي مع هذه التطورات؟ وهل توفق في إيقاف «كرة النار» التي كانت تتدحرج باتجاه ملعب الدولة ومحيط الحكومة والمؤسسة العسكرية ومستقبل البلاد؟ وضع صعب.. ولكن.. يمكن القول أن رئيس الحكومة، الذي كان يمشي بين حبّات الجمر المتناثرة هنا وهناك، وجه أكثر من رسالة لأكثر من طرف، وبدا حريصا على استبعاد عناصر الإرباك من المشهد العام.. فعلى الصعيد الشعبي، قدم الرجل الصورة كما هي رغم أنها شديدة التشويش، وحقن الوضع بجرعات من الأمل توجهت بالخصوص للجهات المسحوقة.. أوضح قائد السبسي أن الوضع الاقتصادي شديد الهشاشة، فالسياحة متوقفة أو تكاد، والحكومة تعكف على إعداد ميزانية تكميلية للخروج من المأزق الراهن، والموازنة التونسية بحاجة إلى مبلغ 5 ألاف مليون دينار سنويا (لمدة 5 سنوت متتالية) لكي تتجاوز البلاد أزمة مالية واقتصادية متوقعة، فيما الوضع الأمني المنفلت يزيد الأمر تعقيدا.. في مقابل ذلك تتحرك الحكومة لتوفير الاستثمارات وايجاد فرص عمل وحراك تنموي في الجهات، وقال ان نسبة %80 من الأموال التي ستخصص للتنمية ستتجه نحو القصرين وسيدي بوزيد والقيروان وجندوبة وقفصة والكاف.. مبرزا ان حضور تونس في اجتماع القوى الكبرى الثمانية (G8) في غضون الفترة المقبلة، سيمكنها من أجنحة جديدة للحصول على مساعدات دولية واستثمارات بفضل الثورة التونسية. من وراء الانفلات الأمني؟ وبذات الوضوح، قال رئيس الحكومة، ان الوضع الامني تفجر في غضون اليومين الماضيين، مباشرة اثر الاعلان عن الصيغة التوفيقية بين الحكومة والهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة بخصوص الفصل 15 من القانون الانتخابي.. ملاحظا أنه «كلما تحسن الوضع الامني، تاتي ازمة مفتعلة لأمر في نفس يعقوب»،، فتعيدنا الى نقطة الصفر.. ومع أنه لم يتهم احدا بعينه، الا انه قال: « نحن نعرفهم»، دون ان يسمي حزبا سياسيا محددا. لكنه اشار بشكل واضح ان (حركة النهضة) ليست طرفا فيما حصل من انخرام امني مؤخرا، وهذا يعني ان ثمة جهة سياسية ما، هي المتسببة في الوضع الراهن، وقد تكون لها علاقة بأحداث سليانة والملف الناجم عنها، الذي مايزال حاليا قيد المعالجة القضائية.. واذا كان المرء يتفهم اسباب تكتم قائد السبسي عن ذكر المتسببين في التطورات الامنية الاخيرة، ربما لاعتبارات سياسية، حتى لا يؤدي ذلك الى تضخيم صورتهم وحجمهم الانتخابي فان الرأي العام التونسي، يتطلع للكشف عن هؤلاء الذين خولت لهم أنفسهم الدفع بالبلاد في هذا الاتجاه.. وربما لم يعد من الممكن الصمت عليهم او على غيرهم.. حول «حكومة الظل» ونفى الوزير الاول نفيا قاطعا من جهة اخرى، ما كان ردده وزير الداخلية السابق، فرحات الراجحي، حول وجود حكومة خفية تدير الدولة» من وراء ستار»، قائلا: «لن يحكم معي احد ما دمت في الوزارة الاولى» مضيفا: «لأنني اتحمل مسؤوليتي كاملة»، وهذا يعني ان سيناريو وجود السيد كمال اللطيف، ضمن اللعبة الحكومية الراهنة، أمر في دائرة الاستحالة، وفقا لتأكيدات قائد السبسي.. لكن هل للسيد اللطيف علاقات بدوائر الحكومة ربما أتاحت له لعب دور ما في صناعة القرار السياسي، او في بعض التعيينات؟ وهل يتوفر الرجل على علاقات وسط الوجوه الحكومية الجديدة تسمح له بالاضطلاع بوظيفة محددة صلب الدولة بصيغتها الانتقالية الراهنة؟ وإذا كانت للسيد كمال اللطيف ادوار سياسية وطنية ـ مثلما صرح بذلك ـ فهل بوسعه توظيفها في حكومة تكنوقراطية، فضلا عن كونها مؤقتة، مهمتها تصريف الأعمال فحسب؟ أسئلة ستكشف الاسابيع القادمة نصيب الصحة من الخطا فيها.. «لوبيات».. جديدة في مقابل غياب «الحكومة الخفية» لم ينف السيد الباجي قائد السبسي «وجود لوبيات في النظام الجديد» وحصر هوية هذه اللوبيات في «الاحزاب التي تطالب بتاجيل الانتخابات».. لكنه شدد على ان تاريخ 24 جويلية هو التاريخ النهائي الذي اختارته الحكومة لاجراء انتخابات المجلس التاسيسي، مستبعدا امكانية تأجيل هذا الموعد الا إذا حصلت «قوة قاهرة»، على حد تعبيره في إشارة ـ ربما ـ الى حالة عصيان مدني، وهذا أمر معقد وصعب الحصول في وضع شبيبه بالوضع الوطني الراهن.. في ذات السياق لم يخف قائد السبسي كون حرص الحكومة على اجراء هذه الانتخابات، انما يرتبط برغبتها في اكساب المؤسسات ـ ومنها مؤسسة الحكومة ـ الشرعية اللازمة، وبالتالي فإن خيار التأجيل سيطيل من حالة غياب الشرعية بما قد يفتح البلاد على احتمالات أخرى، وهذا معناه أن مقترح حكومة وحدة وطنية، على النحو الذي رفع من قبل بعض الشباب قبل يومين بالعاصمة، لم يعد له معنى، ومن ثم فهو «أمر غير وارد» حسب قول رئيس الحكومة.. لكن ذلك لم يمنع الوزير الأول من ان يفتح جناح امل جديد للوضع السياسي والحزبي من خلال الاشارة الى «حاجة البلاد الى وفاق وطني»، ملمحا الى امكانية الشروع في مشاورات مع القوى السياسية لبحث « «الترتيبات السياسية» للمرحلة المقبلة، من اجل تجنب حالة الاحتقان السياسي السائدة حاليا.. رسائل أخرى على ان حوار الباجي قائد السبسي تضمن رسائل أخرى شديدة الأهمية يمكن اختزالها في النقاط التالية: * رفض الحكومة القبول باتخاذ الأراضي التونسية سبيلا لضرب ليبيا تحت أي مبرر، ففي ذلك مس بالسيادة التونسية، وهو ما اعتبره قائد السبسي مؤشرا على غياب الحس الوطني لدى من يعتقدون ذلك.. * ان البطء في مستوى المؤسسة القضائية هو الذي يقف حائلا دون الاسراع في حسم ملفات رموز الفساد في النظام المخلوع، ومعنى هذا ان الحكومة لا تتحمل مسؤولية في هذا التأخير طالما هنالك حرص على استقلالية القضاء.. * تعامله مع تصريحات الراجحي بكيفية تليق بما «تفوه» به لأحد المواقع الالكترونية.. * تبسيطه مسألة الانقلاب العسكري الذي تم الحديث عنه، وهو ما يعني استبعاد هذا الخيار بالنسبة للحكومة المؤقتة وللمؤسسة العسكرية.. والسؤال المطروح في ضوء هذه القراءة، هل يتمكن قائد السبسي من ازالة الاحتقان الامني والسياسي والاعلامي بهذه التصريحات، ام ان لبعض الاطراف السياسية التي يعنيها تفجير الوضع، رأي آخر؟ (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 10 ماي 2010)

اين الاحزاب السياسية من مسؤولياتهم التاريخية تصحيح مسار الثورة

 


مالك الشراحيلي بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام و السلام على اشرف المرسلين نبينا محمد و على اله و صحبه اجمعين: ان ما تعيشه تونس الثورة اليوم من تحديات امنية و اقتصادية و اجتماعية و صراع سياسي, خارج عن نطاق الثورة و تحقيق اهدافها, يلزمنا ان نقف لوهلة و نعيد التفكير في كل شيء ابتداءا من حكومة الالتفاف الى جميع القوى السياسية بما فيها الهيئة العليا و بقية مكونات المجتمع المدني, لقد تكلمنا مرارا و تكرارا عن مخاطر الالتفاف على الثورة و الجز بتونس في ظلام المؤامرات الرجعية للدكتاتورية و غيرها الا ان المريب في الامر ان نعمل بغير ما نتكلم به و نصرح به و نبتعد عن تحقيق اهداف الثورة الى تحقيق اهداف شخصية و حزبية و استغلال الثورة لربح مارب شخصية او فكرية معينة لعلها لا تمد بصلة الى اصل المجتمع التونسي و لا الى متطلباته و مستحقاته و حتى لا نخرج بالكلام عن المقصود اود الرجوع الى اهم المسائل المرحلية التي تمر بها تونس الثورة: اولا : المؤسسات الامنية و ضرورة اصلاحه ثانيا:الحكومة ضرورة تبديلها او اجبارها على العمل صلب الثورة ثالثا: الدفع بالهيئة العليا بان تحقق اهداف الثورة لا ان تحقق اهداف اعضائها المؤسسات الامنية و ضرورة اصلاحها: لا شك في ان الوضع الامني المتدهور و الانفلات المدبر نعم مدبر بايدي خفية قابعة في مراكز قوية على الموسسات الامنية ابتداءا من وزير الداخلية و صولا الى اصحاب الرتب الذين شاركوا بن علي و نظامه في ارهاب الشعب التونسي الى يومنا هذا اود الرجوع بكم الى احداث الثورة عقب فرار بن علي حين اصبح الشعب مهدد في امنه من خلال عصابات امنية و القناصة راينا سلوك حضاري مثالي في اتحاد افراد الشعب من خلال اللجان الشعبية الامنية و مرت اصعب فترات الثورة في جو من التالف و التازرولم نشهد اجرام كما نشهده اليوم , و بعد تنصيب وزير الداخلية السابق فرحات الراجحي ايضا لم يكن هناك انفلات امني و لو بنصف ما يحصل الان من معارك بين احياء او بين عروشات او قبائل بل ان التقارير الامنية الصادرة انذاك كانت تدل على وضع امني مستقر و في تحسن ,و بعد اقالة الراجحي و تعيين الحبيب الصيد اتى معه بانفلات امني غير مسبوق على كل المستويات و ضعف الاداء الامني داخل المدن و عدم سيطرتهم على الاجرام و المجريمين الذين هم في حقيقة الامر معروفون لدى الاجهزة الامنية فردا فردا و تقلص عدد افراد الامن في الشوارع,و هروب مائات السجناء في مختلف ولايات الجمهرية من السجون التي لا يمكن ان نتكلم على انفلات امني فيها لانها بالاساس مراكز فابعة تحت سيطرة الامن و الجيش فحدوث عمليات هروب جماعية من سجون مختلفة انما هو علامة استفهام عن المغزى من وراء السماح او ربما تسهيل عملية هروب هؤلاء, ان هذا الانفلات الامني الامني هي حجة الوزير الاول في الالتفاف على اهداف الثورة و التقاعس عن تحقيق اهدافها حيث كلما طل علينا يذكرنا بضرورة الامن و ارجاع هيبة الدولة حتى نتمكن من التقدم و حل المشاكل الاقتصادية التي يصورها على انها متازمة و ان تونس على محك مجاعة و افلاس. نعم ان مسالة الامن ليست بالمسالة الثانوية حتى نلوم الباجي قايد السبسي على التركيز عليها و لكن المشكلة في كيفية اصلاح المنظومة الامنية التي ظلت لسنين تخدم و تحمي في مصلحة النظام الدكتاتوري و لا شك في ان العديد من القيادات في هذه الاجهزة الامنية متورطون في عمليات قتل و تعذيب و فساد و ارهاب الشعب و ان هؤلاء الافراد يخشون من انكشافهم و تعرضهم للمسائلة و المحاكمة و هذا الامر جلي و واضح وهو ما اكده السيد فرحات الراجحي عندما سؤل عن سبب اعفائه من الوزارة, ولكن هذا لا يمنع من تواجد لافراد شرفاء و نزيهين في جهاز الامن يسعون لاصلاح هذه المنظومة و لكنهم لا يملكون القدرة على ذلك لانهم سيكونون عرضة للاستهداف من قبل الاجهزة نفسها فيعزلوا او حتى يسجنوا او يقتلوا و لا ننسى ما فعله بن علي بكوادر الامن بعد ان حقق الانقلاب على ايديهم, و هنا يقع على عاتق المجتمع المدني من قضاة و محامين و حقوقيين الى المسارعة في تشكيل هيئة ذات قوة و ارادة تضم افراد الامن هؤلاء و توفر لهم الحماية و تمنحهم شرعية لعملهم الاصلاحي و تساندهم سياسيا و تقنيا و توفر لهم كل وسائل عملهم حتى نتمكن من ارساء منظومة امنية صالحة ذات عقلية جديدة تخدم مصلحة الشعب و الوطن و تحمي كلى الطرفين من بعضهم البعض, و هذا العمل لا يستوجب التاخير لما بعد الانتخابات بل هو ضروري و ذو اولية على الانتخابات لانه من المستحيل ان تكون هناك انتخابات كما يقولون حرة و نزيهة في جو امني متدهور و هو ما يعرض البلاد و العباد الى مخاطر جمة لا يعلمها الا الله في ظل تواجد قوى التجمع التي لا تزال تعمل بكل جهدها للحفاظ على سيادتها و مستعدة للقيام باي شيء مقابل البقاء حتى لو قاموا بتفجيرات ارهابية قبيل الانتخابات او اثنائها لزعزعة ثقة المواطنين ببعضهم البعض و الرجوع بالبلاد الى منظومة الاستبداد خصوصا في ظل ما تشهده الساحة السياسية من هجوم على الاسلام (و لا اقصد الاسلاميين و لا الاحزاب ذات المرجعية الدينية) و التخويف منهم و تجنيد كل الوسائل لذلك من اعلام و سياسيين و غيره و الكل يرى و يسمع ما يحدث. فالواجب اليوم الذي يقع على عاتق المجتمع المدني ,هو بدل ان يبقى يتباكى و يشتكي من المنظومة الامنية و يصرح بان العقلية الامنية لم تتغير و ان التعذيب و الانتهاكات مازالت متواصلة و يطالب باصلاح جهاز الامن ,(ولم افهم من هو الطرف امطالَب), و ساكت على تلك الممارسات و يمني نفسه بان الانتخابات ستكون كفيلة بتغيير هاته العقلية, ان الواجب عليهم اليوم الاسراع باتخاذ قرارات صارمة و تكوين لجنة ذات قوة و ارادة لمباشرة عملية تطهير الاجهزة الامنية من العناصر الاجرامية فيها و ارساء جهاز امني يقوم على احترام المواطن و حماية مصالحه. الحكومة ضرورة تبديلها او اجبارها على العمل صلب الثورة: ان الحكومة الانتفالية الحالية و التي تصور لنا على انها حكومة ثورية لا تنتهي على ان تكشر لنا عن انيابها و تظهر لنا في كل مرة انها ماهي الا وسيلة رجعبة للعودة الى الوراء و ان كل ما تتخذه الهيئة العليا من قرارات و الا و بدلت و غيرت و اتخذت هي قرارات لا تتماشى و متطلبات الشعب و تسعى جاهدة في الحفاظ على المنظومة البائدة و اعادة احيائها, هذا الى جانب عزوفها تماما عن تحقيق الاهداف الجوهرية للثورة المتمثلة في اعادة حقوق المواطنين المسلوبة و ارجاع المظالم الى اصحابها و السعي الى اعمار ما خربه النظام البائد و العمل على تنمية المناطق الداخلية و كل ما نسمعه هو كلام رنان و خطب منمقة ولكن لا اجراءات على ارض الواقع بل بالعكس تماما فتعيين هاته للحكومة لولاة و معتمدين تجمعيين و الحفاظ على مجالس بلدية تجمعية و عدم الزام اصحاب المؤسسات الاقتصادية بضرورة اعطاء العمال و الموظفين حقوقهم المسلوبة و سكوتها عن اغلاق العديد من المؤسسات ابوابها و اتهامها للمطالبين بحقوقهم بالفوضوية و السعي الى تعطبل عجلة الاقتصاد و جر البلاد الى متاهات (او ما يعبر عنه ب”باش التخلوا البلاد في حيط”) و اصرارها على ان السبب الرئيس في عدم الاستقرار هي الطلبات المشروعة التي قامت من اجلها الثورة انما هو دليل على انها ليست اهل لادارة البلاد في الفترة الحالية و انها لا تملك و لا تستحق الشرعية فهي ليست بفرض علينا القبول بها و لا الطاعة لها, و تقاعسها عن حماية امن المواطنين و الحفاظ على كرامتهم و عدم قدرتها على اتخاذ قرارات سيادية امام ما تعرضت له البلاد من انتهاكات لقوات القذافي للتراب التونسي و تهديدها لامن المواطنين التونسيين و ضعف ادائها و خطابها امام هذا الاعتداء و تمريغ هيبة الدولة امام قوة اجنبية لا انسانية قد وصل بها الامر الى حد الحاق الضرر بمواطنين تونسيين داخل تراب تونس. ان الحكومة الحالية على ماهي عليه من عناد و تسلط على تطلعات الشعب و اصرارها على صم اذانها امام صوت الشعب و انصارفها التام الى تحقيق ما تصبو اليه هي و تنصيب نفسها وصي على الشعب و ترسم الخطوط العريضة لمستقبل البلاد دون مشورة و لا اخذ بمطالب الشعب و رايه انما يحتم على المجتمع المدني و القوى الشعبية الى مسالتين اما الضغط و بشكل قوي على هاته الحكومة الى العمل في صلب الثورة و تحقيق اهدافها و اما اقالتها و تشكيل حكومة اخرى ذات استقلالية هدفها فقط تسيير دواليب الدولة حتى الخروج من هذه المرحلة الصعبة و ان تكون حكومة تكنوقراط او بيروقراط لا تضم في صفوفها اي حزبي و انما اناس في اصحاب الخبرات في شتى المجلات… الدفع بالهيئة العليا بان تحقق اهداف الثورة لا ان تحقق اهداف اعضائها و العجب العجاب في هذه الهيئة ان يكون اسمها الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة و الاصلاح السياسي و الانتقال الديمقراطي و لم يكن لها اي دور في تحقيق اهداف الثورة بل ان كل ما انجزته هو يصب في مسالة الانتقال الديمقراطي متانسية تماما ما سبق هذا العنوان من عناوين و لم نرها الى اليوم قد اصدرت قرارا مثال في تحقيق اهداف الثورة ولا في الاصلاح فان كانت هذه الهيئة هي مجرد هيئة استشارية تخطط لمرحلة المجلس التاسيسي فالواجب اليوم هو حلها لانها استصدرت كل القرارات الخاصة بمسالة الانتخابات, هذه الهيئة في الحقيقة لا اجد لها اي دور و لا اي تعريف في تونس الثورة لانها اولا هيئة لا تملك اي شرعية لا في نظر الشارع و لا في نظر الحكومة, ثانيا ان دورها الجوهري الذي اسست من اجله الا وهو تحقيق اهداف الثورة حصرته هي في الاعداد لمرحلة الانتخابات و تجاوزت حدودها و صلاحياتها الى نقاشات تافهة و صراعات فارغة كمسالة العقد الجمهوري الذي سيفرض على الشعب التةنسي نمط من الفكر المعين و من الحياة الاجتماعية المحددة و الحياة العامة التي تتماشى فقط مع بعض افكار و اراء اناس قابعون داخل هاته الهيئة و هو ليس بعقد جمهوري بل عقد دكتاتوري بحيث يقرر 175 شخص الاطار الفكري و الاجتماعي و السياسي ل10 ملايين مواطن تونسي دون الرجوع له بالمشورة. ان اهداف الثورة الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية غيبت عن حضرة هذه الهيئة فبدل ان تكرس وقتها و اجتماعاتها مثلا في تشكيل لجان من اصحاب الخبرة الاقتصادية و البعث بها الى دراسة المناطق المحرومة و كيفية النهوض بها, و تشكيل لجان قانونية لمراقبة كيفية تعامل المؤسسات الاقتصادية مع العمال و الموظفين و السعي في حل مشاكلهم و استرداد حقوقهم , و بعث لجنة خبراء لدراسة الاحوال الاجتماعية العامة في البلاد و البدئ في دراسة كيفية وضع حلول لها , و تكوين هيئة لمراقبة اداء الحكومة و الاجهزة الامنية و السعي في اصلاحها , لا نرى شيء من هذا ابدا كل مانراه هو بعبعة و ذر رماد في العيون و في الحقيقة ما يحدث داخل هذه الهيئة هو تحقيق اهداف اعضائها و التحضير لمستقبلهم كافراد او احزاب فقط. ان الواجب اليوم الذي يقع على عاتق الشرفاء و الاحرار من ابناء هذا الوطن هو الدفع بهذه الهيئة الى ان تكون في مستوى متطلبات الشعب و ان تسعى في تحقيق اهداف الثورة و ان تكون ذات استقلالية و ان ترمي بكل ماهو مصلحة حزبية او فكرية معينة و ان يتقوا الله في هذا الشعب صاحب الثورة الوحيد و الذي لولاه لما كان لهؤلاء صولة و لا جولة و لبقوا على ماهو عليه. ان الثورة لا تزال في بدايتها و ان الثورة انطلقت من ابناء الشعب و انحصرت فيه,و مع الاسف بقي السياسيون و المجتمع المدني في مناى عنها و لم تصلهم الثورة الى الان فمتى يا ترى سيثورون؟ مالك الشراحيلي 10-05-2011
 


مخاض الثّورة التّونسيّة .. “تسييس” الجامعة


بقلم هشام لعريض
منذ عودة الطّلبة إلى مقاعد الدّراسة بعد 14 جانفي, تعالت بعض الأصوات هنا وهناك لتحذّر من “تسييس” الجامعة ودخول الأحزاب إلى هذا الفضاء الحيوي والحسّاس. دعوات استندت في معظمها لما سمّته “التّاريخ الدّموي” للصّراعات الحزبيّة داخل الجامعة التّونسيّة وطالبت بتحييد هذا المجال حتّى يبقى فضاء للعلم والتّعلّم.
لا أريد أن أدخل هنا في نقاش حول أسباب العنف الذي شهدته الجامعة التّونسيّة كما لا أريد أن يصبح هذا المقال لائحة اتّهام لطرف دون آخر ومحاولة لتحميله مسؤوليّة ما حدث في السّبعينيّات والثّمانينيّات من القرن الماضي فليس هذا المجال المناسب لمثل هذا النّقاش كما أنّ الوقت لا يبدو لي ملائما لإعادة هذه الأحداث إلى الذّاكرة الشّعبيّة, فالبلاد تعيش وضعا دقيقا ومرحلة انتقاليّة حاسمة تحتاج فيها إلى كلّ أبنائها ويحتاج فيها أبناؤها إلى التّحلّي بأقدار كبيرة من المسؤوليّة من أجل العمل المشترك على إنجاح ثورة ما فتئت تتعرّض لمحاولات الالتفاف.
بالعودة إلى موضوع تحييد الفضاء الجامعي, لا بدّ, من وجهة نظري, من التّمييز بين مسألتين جدّ مختلفتين هما “تحييد الجامعة” و”تحييد الفضاء الجامعي”. فإذا كان المقصود هو تحييد الجامعة بما هي مؤسّسة عموميّة تديرها الدّولة ويمتلكها الشّعب, كلّ الشّعب, ويتمثّل دورها في التّعليم والتّثقيف والعمل على تكوين جيل واع من الشّباب التّونسي, فإنّ تحييدها أمر طبيعي في أيّ نظام ديمقراطي وهي مسألة لا أظنّ أنّ الشّعب التّونسي ينقسم حولها, كما لا أظنّها موضع غموض لدى “مؤسّسة الجامعة” نفسها. وعلى كلّ حال لن يقبل الشّعب التّونسي, وخاصّة الطّلبة, أن تتحوّل مؤسّسة الجامعة إلى بوق للدّعاية الحزبيّة ولابتزاز الشّباب في مواقفهم وانتماءاتهم السّياسيّة كما كانت في عهد النّظام البائد.
أمّا إن كان المطلب هو “تحييد الفضاء الجامعي” بمكوّناته المادّيّة والمعنويّة وخاصّة البشريّة وأن تصير السّياسة موضوعا محرّما في الجامعة فإنّ هذه الدّعوة تبدو غير منطقيّة لعدّة أسباب:
أوّلا: لما يعيشه الشّعب التّونسي عموما من حالة حراك سياسي متواصل منذ 14 جانفي والطّلبة ليسوا بمعزل عن هذا الحراك. ثانيا: أنّ الجامعة التّونسيّة كانت ومازالت أكثر المجالات انغماسا واستغراقا في السّياسة بالبلاد, بل إنّها تكاد تكون الفضاء الوحيد الذي شهد حراكا سياسيّا وفكريّا حقيقيّا, على سلبيّاته, طيلة عقود القمع والإرهاب. حيث كانت فضاء تتلاقى فيه مختلف التّيّارات الفكريّة والسّياسيّة للتصارع وتتنافس حينا, وللتحالف وتتعاون حينا آخر في نضالها من أجل تكريس قيم الحرّيّة والعدالة والكرامة والدّيمقراطيّة.
ثالثا: لحجم العنصر الطّالبي في تونس و”ثقله الانتخابي”, حيث تضمّ الجامعة التّونسيّة حوالي 400 ألف طالب كلّهم لهم حقّ الانتخاب. ممّا يجعل الأحزاب تتنافس على استقطابهم.
رابعا: لدور الطّلبة الطّلائعي خلال الثّورة قبل وبعد 14 جانفي. فإن كان المعطّلون عن العمل أصحاب الفضل بالمبادرة الاحتجاجيّة فإنّ دور الطّلبة كان حاسما ومحدّدا في حسم المعركة لصالح الشّعب, كما أنّ دورهم في إفشال مخطّطات الالتفاف على الثّورة كان بارزا خاصّة في اعتصامي القصبة الأوّل والثّاني.
خلاصة القول, إنّ المطالبة بتحييد الفضاء الجامعي وإفراغه من الاهتمام بالسّياسة والمشاركة فيها تذكّرنا بما اعتمده النّظام البائد من مبرّرات للقمع حيث كان يتعلّل دائما بالخوف من العنف الحزبي والحروب الأهليّة. وأعتقد أنّ الشّعب التّونسي الذي أنجز ثورة أطاحت بأعتى الدّيكتاتوريّات واستطاع أن يقف بالمرصاد لمحاولات إجهاضها ومازال مستنفرا من أجل تحقيق كافّة أهدافها ومطالبها وحمايتها من محاولات الالتفاف أيّا كان مصدرها, أعتقد أنّ هذا الشّعب يستحقّ أن يعيش ديمقراطيّة حقيقيّة تشمل الفضاء الجامعي ويساهم في تكريسها الطّلبة إلى جانب كلّ قطاعات هذا الشّعب. كما أعتقد أنّ الأحزاب السّياسيّة, على ما تعيشه من مخلّفات الحقبة السّابقة, وعلى وضوح هناتها والإشكاليّات التي تحيط بها, أعتقد أنّ هذه الأحزاب بلغت من النّضج والوعي ما يؤهّلها أن تخوض حملاتها الدّعائيّة وتفعّل برامجها للاستقطاب في مناخ ديمقراطي حقيقي يقبل فيه الجميع نتائج الفرز الشّعبي عبر الانتخابات مادامت هذه الانتخابات حرّة ونزيهة وشفّافة ومادام الجميع يحترم قواعد اللّعبة الدّيمقراطيّة.
(المصدر: “الحوار.نت” بتاريخ 9 ماي 2011)

 


من ينبغي أن يُمنع من الترشح إلى المجلس التأسيسي؟
دراويش الحداثة و العلمانية

أبو يعرب المرزوقي (9 ماي 2011)
فلنبدأ بتعريف المقصود بحلف الفضلات (لا الفضول) الخمس الحلف الذي يحكم تونس بعد سقوط رأس الاستبداد والفساد. فيمكن تعريفهم بالرسم و الوسم المغنيين عن الألقاب والاسم. فهم:
1-بقايا النظام ممن سرطن الحزب الدستوري فأفسد قياداته خلال عهد بورقيبة وعهد خلفه الذي حكم بهم كعادة كل مستبد يستبدل العصبية التي أسست الدولة بعصبية الولاء النفعي التي تمكن الزعيم من الاستفراد بالحكم. وهؤلاء الذين انضموا إلى الحزب الدستوري في المراحل الأخيرة من حرب التحرير .
2-قيادات فاسدة تنتسب إلى اليسار رضيت بتبادل الخدمات المباشرة مع الدكتاتور الفاسد الذي استفرد بالحكم مع مافيته لاستبعاد قيادات الحزب الدستوري في لحظات التحرير الأخيرة حتى تحقق بالتدريج القضاء على كل المخلصين من نخبه التي غذت جل أحزاب المعارضة التي قضى عليها ابن علي وعوضها بالأحزاب الكرتونية. وقد غزا الفاسد من نخب اليسار الحزب والدولة إما مباشرة أو بتوسط الاتحاد العام التونسي للشغل أداتين لغزو روح الشعب من خلال الاستحواذ على المنظومة التربوية والثقافية والإعلامية وتزيين صورة الدكتاتور عند الرأي العام الرسمي الغربي بسبب ما لهم به من علاقات وخاصة مع مركز الثقل فيه أعني الصهيونية العالمية. 3-قيادات فاسدة أخرى منتسبة إلى اليسار لم يرضها مجرد تبادل الخدمات فطالبت بالمزيد وظلت تساوم إلى الأيام الأخيرة من النظام البائد تحت مسمى المعارضة المقصورة على نوع الحكم دون الأهداف الأساسية لسياسة التبعية الاقتصادية والثقافية والعداء لمقومات الهوية الوطنية. لذلك فمعارضتها كانت في الحقيقة أسلوب مفاوضة مع من تؤمن أنه أصل قيام النظام الفاسد والمستبد أعني فرنسا وأمريكا لعلهما يجعلانها البديل وأقصد بذلك الحزبين اللذين قبلا في الغاية التحالف مع النظام في أواخر أيامه لمنع الثورة من الذهاب إلى غايتها. ولعل قفز الحزبين اللذين يقدمان نفسيهما على أنهما مختلفان عن المعارضة الموالية على فرصة المشاركة في الحكم عشية سقوط الدكتاتور قد فضح هذا الأسلوب.
4-جل قيادات الاتحادات التونسية الممثلة لفروع العمل أعني جل قيادات اتحاد الشغل واتحاد الأعراف واتحاد الفلاحين واتحاد النساء إلخ…فهذه القيادات متحالفة مع الفروع الثلاثة السابقة بل هي مثلها تعيش على استعمال أجهزة الدولة لامتصاص دم العمال وأصحاب العمل والفلاحين وكل منتسبيهم بحيث إنهم يمثلون فروع المافية الحاكمة ويتقاسمون مع المستبدين والفاسدين استغلال الشعب التونسي وامتصاص دمه إلى آخر قطرة.
5-جل قيادات ما يسمى بجمعيات المجتمع المدني أعني تلك التي كونها النظام لسد المجال المدني على غير تابعيه أوتلك التي فرضها ما يسمى بالمجتمع المدني الدولي والتي هي في أغلب الأحيان في خدمة أجندات لا يعلم إلا الله طبيعتها حتى لا نقول أكثر من ذلك. والعامل الموحد لهذه القيادات هو معاداة مقومات الهوية بدعوى التحديث الذي انحصر عندهم في أعراض الحداثة الاستهلاكية التي تؤول إلى توطيد التبعية من دون شروط التحديث التي نراها قد حققت الاستقلال والندية في جل بلاد آسيا وخاصة عند نمورها. وهذا الحلف لم يتوان في فضح نفسه بممارسته التي طغت على كل ما أقدم عليه من أعمال وأقوال خلال استحواذه على الدولة وأجهزتها وأدواتها مباشرة بعد سقوط رأس الاستبداد والفساد ومنعه الثوار من تولي الأمر مدعيا أنه يسعى إلى تحقيق أهداف الثورة والإصلاح الدستوري فضلا عمن اختاره حلف الفضلات لتمثيله ممن عمل طيلة حياته شاهد زور في مجلس نواب المافية على الأقل في العقدين الأخيرين. لذلك فقد تبين للجميع باستثناء الجماعة اليائسة والبائسة التي أصبحت يتيمة بعد تداعي أركان النظام مصدر سلطانهم للحاجة المتبادلة بينه وبينهم وسطاء لدى رأي أسياده العام غباء الخطة التي انتهجوها قصدت أولئك الذين يدعون الثورية ويتكلمون باسم حداثة لم يفهموا منها إلا ما سماه الاستعمار بالمهمة التحضيرية وصاية على الشعوب بالاستبداد والفساد.
وليست الحداثة عندهم هي الحداثة الأصيلة أعني التنوير العقلي (الرشد النظري بمعرفة مسؤولية العقل المدرك لحدود علمه) والخلقي (الرشد العملي بمعرفة مسؤولية الإرادة المدركة لشروط تساميها على الضرورة) بل هي عندهم لا تتعدى الخطة المعهودة الهادفة إلى نفس الغاية التي لا تتجاوز جعل الدنيا غاية همهم والهوى أساس وجودهم. وحتى يبرروا هذا الفهم الرديء يلجأون إلى سلوك الجعجعة الإيديولوجية الجوفاء خاصة بعد أن يئسوا مما كانوا يعولون عليه للإبقاء على السند الخارجي المباشر في غياب السند غير المباشر الذي كان متمثلا في الاعتماد على رئيس مافية الاستبداد والفساد: الاستفزاز النسقي لتحريك التطرف المقابل لتطرفهم حتى يجعلوا ما ظنوه سيبقى إلى الأبد فزاعة (الحركات الإسلامية) ذا مصداقية لدى من يستنجدون بهم طلبا للتدخل الأجنبي.
لم تدرك نخب العهد البائد نخبه الجامعية والثقافية والسياسية التي هذا فكرها الحقيقتين التاليتين اللتين تثبتان أن هذه النخب قد فقدت كل صلة مع الواقع الخارجي (الذي كان معتمدهم الأول والأخير) والواقع الداخلي (الذي تمثل خصائصه علة حصول الثورة الحقيقية) الواقعين المحددين لطبيعة الظرفية وما يناسبها من علاج:
1- الواقع الخارجي: (وقد سبق أن أشرنا إلى ذلك بهذه الفقرة) فهم لم يدركوا بعد “أن الغرب نفسه لم يعد يصدقهم وهو لم يصدقهم أبدا بل تظاهر بتصديقهم لأن ذلك كان يخدم أغراضه. ولما انهزم أمام مطاولة المسلمين اكتشف أن النتيجة كان عكسية فقبل مكرها الحقيقة التي لا مفر منها وهي أن الشعوب العربية خاصة والإسلامية عامة لا تقبل بالاستقلال الصوري بل هي تريده استقلالا حقيقيا أعني أن يكون تشريعها الروحي والحضاري عين العبارة السيدة عن إرادتها: لذلك فلا حاجة للأحزاب المخلصة للوطن والتاريخ أيا كان خيارها السياسي (إسلامي مستنير أو قومي متخلص من الفاشية أو يساري غير معاد لحضارته أو ليبرالي غير عميل) لإخفاء أجندتهم
 
الاستقلالية بالمعاني التالية: الاستقلال الثقافي الاستقلال الاقتصادي الاستقلال التربوي الاستقلال السياسي
ومن ثم تحقيق شروط القيام الذاتي الممثل لخيارات قيمية لا تعتبر ما حصل في التاريخ الغربي محددا لمستقبل الإنسانية بل هي تسعى إلى المشاركة في رسمه من قبلتها القيمية التي تفتح أفقا جديدا للإنسانية يحررها مما آل إليه من عبادة للعجل الذهبي الذي جعل كل البشر عبيد المتدانيات التي حطت الإنسان إلى منزلة الحيوانيات التي جعلت الدنيا همها والهوى معبودها بدعوى التحرر من سذاجة الإيمان بالمثاليات والمتعاليات”.
2- الواقع الداخلي: وهم لم يدركوا بعد أن مقومات الحداثة الأساسية انتقلت إلى صف النخب المدافعة عن الحداثة الأصيلة التي تنبع من فاعلية الحضارة العربية الإسلامية فاعليتها المبدعة لأن النخب المدافعة عن الخيار المقابل فقدت كل صلة حقيقية بهذه المقومات ولم يبق لها منها إلا الكلام عليها وعلى بعض ثمراتها العرضية. فلو قمنا بعملية إحصاء بسيطة بين النخب لوجدنا أن جل المنتسبين لحركة النهضة مثلا (ومثلها كل الحركات الإسلامية في البلاد العربية أو الإسلامية) هم من الحاصلين على التكوين الحديث في الميادين المقومة للحداثة في مجالي العلوم الصحيحة والإنسانية وتطبيقاتهما فضلا عما وفره لهم النفي من التعرف على الحضارة الغربية من قرب بخلاف النخب التي تدعي الحداثة حصرا لها في بعض ثمراتها المتعلقة بأنماط العيش وليس بشروط القيام المستقل والعيش غير التابع.
ولعل تصور هؤلاء الوسطاء للسياسة المشروط بتنافيها مع متعالي القيم العقلية والنقلية ليس إلا التبرير غير الواعي لسلوكهم في التعامل مع ثروة الأمة وتراثها نهبا للأولى وتبديدا للثاني: فهي الانتهاز ولا شيء عدا الانتهاز كالحال مع كل من أخلد إلى الأرض فعاد إلى وضع المكب على وجهه. وليس لهياجهم الحالي من عذر عدا ما هو مفهوم حقا بعد ما نكبوا بتساقط الدكتاتوريات العربية التي كانت بحاجة إلى فنهم في الطلاء والماكياج مع لعبة المعارضة الموسمية للمساومة وتبدل الواقع الداخلي والخارجي الذي لم يعد ملائما لدعاواهم. لم يعد لهم من يتكئون عليه لممارسة الاستبداد الثقافي الذي يمكنهم من خدمة تزيين الاستبداد والسياسي باسم التحديث الاستبداد الذي وزع أداتي الحكم المعهودين بالتساوي:
الإطماع لهم من خلال المشاركة في نهب الشعب وتقاسم مزايا المافية الحاكمة حتى إن جل من حكم بهم ابن علي هم من فاسد نخب اليسار في عهد بورقيبة وعهد ابن علي لأن جل من كان بيده النفوذ من حولهما لم يكن من القاعدة الحزبية بل كان دخيلا عليها وواردا من اليسار الذي تخلى عن قيمه. وجميع من عاش الحقبتين يمكن أن يشير إليهم بالاسم وإن كنت هنا اكتفي بالرسم.
والعنف للشعب من خلال الحرب الرمزية والنفسية التي تولاها هؤلاء الخدم من سياسة اجتثاثية لكل من يمثل أصالة الثقافة الوطنية بحربهم الاستعمارية على الدين الإسلامي واللغة العربية تحت اسم تجفيف المنابع والحرب المادية التي تولتها الأجهزة الأمنية الموازية وجلها معينه “قوادو” الجامعات والمؤسسات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية.
وظنهم أن حذر الحركات المعارضة الوطنية إسلامية كانت أو قومية أو ليبرالية وطنية أو يسارية تدافع عن العدالة دون نفي للأصالة لتجنب محاولات الإجهاض التي تتعرض لها الثورة يمثل فرصة العمر لتمرير ما ينوون تمريره من إجراءات الكل يعمل عداهم أنها لا مستقبل لها. لذلك تراهم قد سيطروا من خلال نفس الحلف بين هذه الرهوط التي وصفنا على الدولة والهيئة المزعومة لتحقيق أهداف الثورة حاصرين هذه الأهداف في ما يعنيهم من الحقوق:
فالثورة صارت ثورة من أجل الديموقراطية والعلمانية بمعناهما الذي يحصر حقوق الإنسان في الحقوق السياسية التي يطلبونها لتحويل تونس إلى ما كانت عليه مصر الباشوات
والثورة صارت غافلة عن حقوق الإنسان الاجتماعية التي هي أصل كل الأفعال ومنطلق كل القيادات الميدانية للحركة الشبابية التي لم تعد تقبل بالظلم الذي لا بد أن يتواصل إذا قبلنا بخيانة القيم التي جعلت من كان يزعم الكلام باسم الديموقراطية الشبعية يتحول إلى الكلام باسم الديموقراطية البرجوازية.
والثورة صارت غير مبالية بالحقوق والثقافية التي من دونها لا معنى للقيام المستقل للأمم والشعوب وخاصة تلك التي اضطهدت في مقومات وجدها الحضاري خلال حقبتي الاستعمار والاستقلال الصوري الذي عاشته طيلة نصف قرن.
والثورة تنازلت عن جعل هذه الحقوق الثلاثة الأخيرة تحدد ليس بالقياس إلى القانون الخاص بالدولة الوطنية فحسب بل وكذلك بالقياس إلى القانون الدولي (حقوق كل الشعوب في العدالة الاجتماعية والخصوصية الثقافية) الذي بات حكرا على القوى الاستعمارية بحيث صار الكنجرس الأمريكي يشرع للبشرية وأصبحت الشعوب المستضعفة خاضعة لسلطة تشريعية وتنفيذية وقضائية ليس لها أدنى دور في انتخابها.
لو كانت هذه الرهوط مهتمة فعلا بتحقيق قيم الحداثة لكانت ساعية إلى جعلها مطلوبة من الشعب ومستجيبة لهذه المطالب المشروعة التي لأجلها قامت الثورة ولم تقم من أجل تمكين بعض النخب العميلة من الاستحواذ على أدوات تعميق التبعية باسم ديموقراطية بانانية لا تتجاوز ما كانت عليه في مصر الباشوات. إنهم لا يهتمون بقيم الحداثة بل هم حولوها بسبب صورتهم الكاريكاتورية عنها إلى هندام حرب على حضارة الثوار ورمز عداء صريح لكل ما يؤمن به الشباب الذي قام بالثورة والشعب الذي دفع من أجلها النفس والنفيس. والشباب الثائر أقرب إلى قيم الحداثة الأصيلة (كل اليسار والليبرالية التي تريد أن تجد قاسما مشتركا بين حقوق الإنسان وقيم الأمة الأصيلة) وقيم الأصالة الحديثة (نفس الموقف وإن من الاتجاه المقابل أعني البحث عن القاسم المشترك بين قيم الأمة الأصيلة وحقوق الإنسان) من كل هؤلاء العملاء الذين لا يتصورون التحديث إلا بنفي الذات ومجرد المحاكاة القردية للغير:  
لكن جميع الشباب الثائر بات يدرك أنهم يحاربون كاريكاتورا اختلقوة من الأصالة التي حصروها في ما يسعون إلى إثارته من ردود فعل مشتجنة قد يدفعون إليها الرأي العام الشعبي على الاستبداد والفساد الذي يواصلونه بسند الدكتاتورية الداخلية التي نصبتها دكتاتورية الاستعمار القديم والجديد في كل أقطار الوطن العربي.
وهو بات يدرك أنهم يحاربونه بكاريكاتور اختلقوه من حداثة استهلاكية لا تناسب إلا هذه الجماعة التي تمتص دم الشعب فجعلوها حربا على ما يؤمن به شباب الثورة والشعب من قيم لأنهم يرون أنها لا تستحق البقاء ومن ثم فالاجتثاث عندهم لم يعد يعني اجتثاث الإسلام السياسي فحسب بل هو سعي لاجتثاث الإسلام نفسه حتى يتم لهم فرض معتقد الأقلية على الأغلبية رغم الكلام على حرية المعتقد ومن ثم فمثالهم الأعلى صار وفاء سلطان (التي تحارب الإسلام) بل إن جل ممثلات النساء بينهم هن من جنسها وجل ممثلي الرجال بينهم هم من جنس نعيسة (الذي يحارب العروبة).
وبذلك فهم قد حولوا معركة القيم التي وظفوا فيها أجهزة الدولة ومناورات الهيئة فجعلوهما طرفا فيها بدلا من أن تكونا حكمين وحولوا المرحلة الانتقالية إلى كاراكوز تمرير إجراءات تقرر المستقبل بديلا من المجلس التأسيسي الذي مسخوه من الآن بحيل النظام الانتخابي ونظام المراقبة. والغلب على مناخ أحوالهم الفكرية والخلقية أنه لا يتجاوز “ضمار البلدية (=المزاح الثقيل( من جنس كسوة خروتشاف” رغم تصورهم إياه فهلوة وإبداعا. إنه مناخ لا يعدو أن يكون تحديث المترفين والمستبلدين. لذلك فهو قد جمع لاميوعة المتسيبين وشراهة المحرومين ممن لم يشارك في الثورة لكنه يريد أن يجيرها لصالح ما يتصوره حريات دون تمييز بين الليبرالية القيمية والليبارتينية الخلقية وبين حرية الفكر والاستهتار القيمي.
ولعل جماع هذا العداء هو ما تعين في الحلقة المضيقة المتنفذة بين مالئي الكراسي ممن لا يعنيهم من حضورهم إلا ظهورهم في ما أطلقوا عليه هيئة تحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي علنا وما قصدوا به هيئة الدفاع عن سلطان ضديد الثورة الخفي: فهذه الحلقة المضيقة تتألف من دراويش كاريكاتور الحداثة من حضر منهم في العلن ومن بقي حاضرا من وراء حجاب مدعين التخصص في المجالين الحقوقي (سعيا لتأسيس سلطان فقهاء الوضع بدعوى تحرير الشعب من فقهاء الشرع لكأن استبداد القانونيين ليس من جنس استبداد الفقهاء خاصة إذا كان ضمير مواقفهم هو إضفاء القدسية على علمانيتهم) والفكري (سعيا لتأسيس سلطان علم كلام يراوح بين اللاهوت المسيحي المتمركس واللاهوت الماركسي المتمسح بدعوى تحرير الشعب من علم الكلام الأشعري والحنبلي).
“تصوروا أنهم بالاعتماد على موميات العهود الثلاثة البائدة (عهد البايات وعهد بورقيبة وعد ابن علي) والبعض من نسلهم العاق لماضي أسرهم يستطيعون “تنظيف” القصبة من المعتصمين والدولة من الوطنيين والمجتمع من مقاومي الاستبداد والفساد فاستقروا على سدة الحكم السياسي والاقتصادي والتربوي والثقافي في وجودها الفعلي من خلال أجهزة الدولة واستووا على سدته في وجودها الرمزي من خلال أجهزة الإعلام الذي تأكد الجميع أنه صهيوني حتى النخاع. تصوروا الشعب ستتآكل حركته الثورية في جدال عقيم حول الحجاب والعلمانية هلم جرا من قشور الموز التي رمز إليها قائد السبسي بكوستوم خروتشاف.
وما كانوا يخفونه تحت شعار الديموقراطية أبدوه الآن بكل وقاحة فجاءت المطالبة على لسان أحد دراويشهم. وقد لا يصدق من يحسن الظن ببعضهم أنهم جميعا دروايش لا يريدون إلا جعل فقهاء الوضع (المزعوم أساتذة قانون ومنظروه) يحتلون منزلة فقهاء الشرع (الفقهاء التقليديون) بحيث إن غاية مطلبهم هو تأسيس الكنيسة اللائكية. وبذلك تفهم تحالفهم الواضح مع التصوف والتشيع حيث تجتمع المعاني الثلاثة لمفهوم الكنيسة: السلطة الوسيطة بين الإنسان والمطلق (نظرية الإمامة ونظرية القطب ونظرية العقل المشرع بإطلاق). وجل هؤلاء الدراويش يتصورون أنفسهم علماء في ما لو قيس بنماذجهم (المستشرقين) لكان دونه علمية وفوقه حقدا على الحضارة العربية ولو عرضوا بضاعتهم في أي جامعة ممن يباهون بأنها تدعوهم للمحاضرة فيها لكانت مسخرة بمجرد أن نحذف منها ما لأجله تمت دعوتهم: تمجيد الغرب وحتى إسرائيل والحرب على الإسلام والتعريض بالمسلمين. ذلك أنهم يخلطون في الفكر بين قشره ولبه فيتكلمون في فلسفة الدين بغير علم وفي العلمانية بحصرها في صورتها اليعقوبية ودون اعتبار السياقات فيكون كلامهم في كل الأحوال بأقل مما يمكن أن يتكلم فيهما أي مبتدئ في الفكر الفلسفي.
ولعل أكبر مهازل هذا الفكر أن أحدهم إذا قدم كلاما في عملنة الدين الإسلامي مثلا يصل إطراء آخرهم لسطحياته الساذجة في الفكر الديني إلى حد ظنه نازلا من فلك آخر تعبيرا عن الإعجاب بـلاباليساديات عند من يعلم معنى الفكر الديني ما هو. فقد صار الفكر الديني الحديث والعلمنة مقصورين مراجعهما على فتاوى البابا وسطحي الملاحظات حول بعض مواقف المفاتي في القرن التاسع عشر دون أدنى كلام على أي من فلاسفة الحداثة فضلا عن أسانيد العلمانية والرفض التحكمي لكل شكل آخر غير الشكل اليعقوبي حتى لو كان مما رضيت بها نخب أول ديموقراطية حديثة تحققت بالفعل في تاريخ البشرية: علمانية الولايات المتحدة الأمريكية التي يؤدي الدين في حياتها السياسية وفي ديموقراطيتها دورا أساسيا.  
(المصدر: “الحوار.نت” بتاريخ 9 ماي 2011)

 

في ثنائيات المرحلة الحرجة للواقع السّياسي التونسي


الناصر الهاني أولا:جدلية الإقناع والإيقاع يبنى التواصل بين طرفين أو أكثر على إستراتيجية البث والتقبل عبر ما تقتضيه الشفرة والقناة سواء أكانت الشفرة تلفظا أو إشارة أو لمسا أو كتابة أو رسما . وينتظر كل طرف أن تصل رسالته للطرف الثاني تقبلا أو رفضا ، ترغيبا أو ترهيبا ، قبولا بالتراضي ، أو فرضا وإحراجا . بل يتعدى الأمر في بعض الحالات إلى التكرار المرضي كما الحال في إستراتيجية الإعلانات الإشهارية التي لشدة تكرارها تصبح مفروضة وبمجرد ان تصبح ممجوجة تكون بذلك قد حققت نجاحها . ولعل هذه الإستراتيجية هي نفسها التي يتوخاها العسكريون ، كما أهل السياسة الذين يتكئون على بروباجاندا الإعلام . وهذا ديدن الدكتاتوريين والديموقراطيين الأصلاء . ولا غاية في كل هذا غير الإقناع، وطرح الأطروحة الذاتية على أنها الحقيقة المطلقة – على الأقل في ظرفيتها أو لزمن يقدره من يقف وراء هذا التكتيك – ولا يتحقق الإقناع إلا بتقليص هامش الدحض ، بل نفيه ، وعدم السماح للرفض بأن يداخل هذه المساحة المكتسبة حديثا في ذهن المتلقي . وبهذا يتحول الإقناع إلى ضرب من ضروب التبشير بالدوغمائية بمسميات أخرى . لكن النتيجة هي سيطرة الباث تماما على الأفق الذهني للمتلقي ، وتوجيهه عن بعد ، ومعرفة مآلات تأويله ، وحدود تفسيره . هذا إذاما تعلق الأمر بالتواصل المبنيّ على التكافؤ على الأقل زمانيا ومكانيا واجتماعيا وفكريا . لكن المعادلة تختل إذا ما انخرم طرف من أطراف المعادلات المحتملة أو أكثر . وإلا كيف نفسر سيطرة أفكار تبعد عن متلقيها قرونا أو سنوات أو عقودا ومع ذلك يرزح الراهنون تحت نيرها ، بل يتبنونها بعنف ويدافعون عنها بشراسة ، دون القبول بالمساس بتعديلها ، أو الترقي بتأويلها ، أو الاجتهاد فيها . وبهذا تصبح هذه الأفكار ضربا من الأفخاخ التي سقط فيها ضحاياها والذين يتحولون بدورهم إلى إيقاع جدد فيها إيمانا بها أوعملا بمبدإ” عليّ وعلى من معي”. وبهذا يصبح الإقناع ضربا من الإيقاع . وبذلك يسطر الطرف الفائز ملحمته الوهمية ، ويظل يتغنى بفوزه الدونكيشوطي، على أن الطواحين التي كان يقارعها من على ظهر حماره الأجرب لن يكون وبالها إلا على غيره، رافضا بشراسة أن فكرته تجاوزها الزمن , منشدّ ا إلى رموز دمرت أكثر مما أفادت وهذه هي الفيتيشية الخبيثة. ثانيا:في الإقناع والقناعة: لا يرعوي ساستنا وعُبّاد الكراسي لدينا ببيان أحقيتهم بالنجاح ، والنباهة والفطنة والذكاء والجدية و والواقعية ، وحبهم الكبير لتونس – هذه البقرة الحلوب – التي رضعوا أثداءها حتى اعتصروا أخيرا دماء ضرعها وهم على يقين بخطر وضعها ، ومع ذلك ما زالت أيديهم تمتد نحوه ، وهم يعلمون أنهم يحلبون دما من جسد منهك ولا حاجة لهم به . لكنهم يفعلون ذلك بسادية مشبعة ، ورغبة في إيذاء الوطن والناس . وإذا ما أحسّوا بخطر يتهدد مصالحهم انبروا في حديث مستفيض عن ضرورة القناعة ، وقلة الموارد ، وضيق الأفق ، وحال البلد ، واستشراء البطالة . وأنهم مكّنوا الناس من حق التجمهر وحق المشي على الرصيف ، ووفروا له بكل اقتدار أن يكون ضحية . فإذا ما اعتُدي على صحافي أو مصور أو رجل الميديا يعتذرون لنقابته . أما الشعب فلا نقابة له ولا اعتذار كذلك . وإذا أراد الشعب أن يُعتذر له فيجب عليه أن ينخرط في نقابة جماعية جديدة . وليس من حقه ساعتها ممارسة السياسة فهي من اختصاصهم هم فقط . واستطاعوا لأمد طويل أن يقنعوا الناس بهذه الشائعة ، ومددوا صلاحية هذا المصل إلى حدود الإجهاز على الخصم ، أو إثخانه وجعله عبدا لأفيون قولهم ، وإستراتيجية تلاعبهم . وبهذا تراهم أول من يرفعون نعش ضحاياهم ، وأشدهم بكاء عليهم ، وأكثر المشاة ، وأول من يشيعون جنائز ضحاياهم ، وأكثر الخلق ترحّما على الموتى ، بل لا ضير لديهم أن يتحدثوا عن الشهداء والثورة المجيدة. وتصبح مفرداتهم كلها في هذا الفلك ، وبنات أفكارهم تنويرية وثورية حد اللمعان والنّصاعة. ثالثا : ثالوث نما بفعلهم في الوقائع والوقيعةوالقناع يدرك المتتبع أن ما يبرر به هؤلاء هو ضرب من السفسطة ولوك الألسن والتدبير المحضّر سلفا . فالوقائع التي يبررونها أدل على نفسها . ونتائجها فاضحة لمراوغاتهم . لكنهم رغم ذلك يجيّرون خصومهم ويوقعون بين الأطراف ليخلو لهم الظرف . ويحكمون على العقول بالبلادة والسخف . ويتنرجسون بخيلاء ويعلمون أن قناعهم اِكتُشِف . وأن المسرح لم يعد يسعهم ، لكنهم يواصلون الطقس في تراجيديا الوطن ودراما الوهم المسيج لعقولهم . ويصارعون حتى وإن كانوا دون أعداء . ويمحقون أي دليل يثبث أن الوقائع من تدبيرهم، بل تحاك الدسائس وتُدبَّر المؤامرات لغيرهم فيصفق لهم المشاهدون في النهاية . ويحوزون لقب الشرف وأبطال الملاحم . ويسجل الحاضرون أنهم أبطال وأنهم ضحوا لأجل المرحلة. ويكتب في الإلياذة أن الشعب المغبون هو الذي ظلمهم ، ولم يفهم أفكارهم الفذة . وهكذا تسطر التواريخ لأن التاريخ كتبه بعض الجبناء ، وحققه بعض المتربصين وملتقطي فتات الموائد. مساء 10/5/2011م  


أسئلة أطرحها على ذكائكم جميعا لعل الإجابة عليها تنير لنا الطريق

 


‎‮1- ألم تكن جميع قوى المعارضة الجدية تصف نظام المخلوع الفار بأنه نظام مافيوزي؟ ‎‮ ألم يقل الجميع حال صدور مذكرات أو بالأحرى فضائح ويكيليكس التي وصفت نظام المخلوع بالمافيا أنها لم تضف لنا شيئا جديدا وأنا كلنا على علم بذلك؟؟ ‎‮2- ألم نقل جميعا أن الذي حدث يوم 41 جانفي هو هروب زعيم العصابة المافيوزية مع قلة من المحيطين به مع بقاء البقية بل وإمساكهم بزمام النظام؟؟؟ ‎‮3-ألم نكن جميعا على اتفاق كامل أن المافيا قد استولت على الدولة وحولت وجهتها من خدمة المواطن إلى خدمة المافيا؟؟؟ ‎‮4-ألم تكن «عقيدة» البوليس طيلة حكم المخلوع هي حماية مافيا الإجرام من الشعب وليس حماية الشعب من الجريمة؟؟ وأن العدو الألد للبوليس هو المواطن الذى لاحرمة له، ويفقد جميع حقوقه بمجرد أن يفتح فمه؟؟؟ ‎‮ ألم نصدر جميعا المئات من البيانات التي تندد بتحول مراكز البوليس إلى مسالخ للتعذيب؟ ‎‮أليس ما حدث من اعتداءات فضيعة بعد تصريحات الراجحي دليلا على أن ما بالطبع لم ولن يتغير؟؟ وبرأيكم، لماذا تصر هذه الحكومة على الإفلات الكامل والشامل من العقاب؟؟؟ ولماذا تصل بها الوقاحة إلى حد إنكار وجود القناصة مثلا؟؟؟ ‎‮ألم يرفع الشعب شعاره الشهير في وجه وكر التعذيب: وزارة الداخلية وزارة إرهابية؟؟؟ ‎‮ ‎‮5- ألسنا جميعا متفقين أن التجمع ليس حزبا بل هو أداة الإجرام التي استعملتها مافيا المخلوع لقهر الشعب التونسي وإذلاله، وأن رؤوس الفساد في هذا الحزب يشكلون خطرا ماحقا على ثورة الشعب؟؟؟ ‎‮6- ألسنا جميعا متفقين أن الحكوماب المتعاقبة بعد41 جانفي لم تبد أي قدر من الجدية في ملاحقة الجلادين والقناصة وعصابة السراق وعتاة مجرمي التجمع؟؟؟ ‎‮7- ألا يجد القضاء صعوبات جمة حالت إلى حد الآن دون تحقيق استقلاليته رغم أن هذا أمرحيوي مجمع عليه؟؟؟ ‎‮8- والحال على ما هو عليه: هل يعقل ان تنظم انتخابات حرة غير مزورة في وجود أذرع المافيا سليمة معافاة متمتعة بإمكانياتها المالية والبشرية الضخمة؟؟؟ ‎‮9- وإذا كنا متفقين على أن المافيا تمثل حكومة الخفاء التي يتحدث عنها الجميع، فبأي منطق نتصور للحظة واحدة أنها سوف تنظم لنا انتخابات شريفة ونزيهة كي يتولى من يختارهم الشعب من بعد ذلك القضاء عليها؟؟؟ ‎‮01- ألا يدفعنا الحماس الذي تبديه الحكومة الحالية لإجراء الإنتخابات في موعدها مع الإصرار على عدم تحقيق أي من الشروط الضامنة لنزاهتها إلى تصديق ما يروج من وجود خطة جاهزة لتزويرها، بل والتصريح بنتائجها منذ الآن؟؟؟ ‎‮وخلاصة ما أود قوله: أن الخلاص من المافيا ومن عصابة السراق يستوجب أن يستكمل الشعب التونسي ما بدأه ذات 71 ديسمبر وأن يفرز سريعا من يقود معركته الفاصلة لاسترداد كرامته وامتلاك مصيره. نجيب العاشوري 7 ماي 2011  


التلفيزيون و الثورة

 


في العام 2005 التهبت منطقة “كليشي سو بوا” الواقعة في ضواحي باريس و اندلعت أعمال عنف و شغب امتدت ألسنتها لتشمل عديد الأحياء الفقيرة الأخرى في مواجهة مفتوحة جمعت الشرطة الفرنسية و السكان ذوي الأصول الإفريقية و المغاربية. كان العمل المفضّل للشباب الثائر خلال تلك الإحتجاجات هو حرق السيارات و كانت القناة الثانية الفرنسية و معها مختلف وسائل الإعلام تعلن كل يوم في نطاق تغطيتها للحدث عن عدد السيارات المحروقة. بعد مرور أيام على بداية “إنتفاضة الضواحي” تبيّن أن الشباب وهو يتابع الأخبار إنما كان أساسا يتابع حصيلة ما أنجزه خلال ذلك اليوم و يتهيّأ لتحد جديد فمثلا لو أحرق اليوم100 سيارة فغدا يجب أن تلتهم النيران 110 أو 120 في نسق تصاعدي عنيف و متواصل. قررت حينها القناة الثانية الفرنسية و معها عديد وسائل الإعلام عدم ذكر عدد السيارات المحروقة أو الأعمال التخريبية لأنها تدفع الشباب إلى مزيد من العنف و الفوضى و النتيجة كانت تقلّص عدد الخسائر و إنحسار العنف.

تذكرت هذه الحادثة و طريقة تعاطي الإعلام الفرنسي معها و أنا أشاهد “القناة الوطنية” و هي تقترب من أن تصبح “صدى المحاكم” و “منبرا لأخبار الجرائم” و ذلك تحت مبرّر إعادة الدفء في العلاقة بين المواطن و تلفزته الوطنية.
نرى جميعا كيف تلهث تلفزتنا الوطنية حول أخبار غالبا ما تكون سخيفة و لا تمثل سبقا صحفيا مثل إكتشاف عصابة لتزوير العملة أو شخصا يصنع الأسلحة البيضاء و السيوف أو أعمال سلب و نهب و غيرها من الجرائم التي تحصيها تلفزتنا و تعدها عدّا.
تلفزتنا الوطنية هنا لا تخطأ مرة واحدة و لكن عديد المرات.
أولا الجرائم مهما بلغت بشاعتها فهي أمر عادي و لا يخلو منها مجتمع سواء كان ثوري أو ديمقراطي أو تحت نير الاستبداد. إن كثرة الحديث عن الجرائم كبيرها و صغيرها تبدو محاولة لتصوير الأمر كأنه من إستتباعات الثورة وهذا غير صحيح فالأمن الذي كنا ننعم به في عهد بن علي لم يكن يتجاوز الأوراق و اللافتات التي يكتب عليها و يكفي إلقاء نظرة على صفحات “صدى المحاكم” في الصحف التونسية (هذه الأخبار توسعت من صفحة إلى صفحتين و أحيانا ثلاث) لنلمس أن الأمر كان بعيدا عن السيطرة و أن أمننا كان وهميا فمن الشغب و التكسير الذي خطف الأضواء من الملاعب إلى المدرجات إلى جرائم القتل بسبب تافه مثل مبلغ مالي بسيط أو من أجل علبة سجائر و إنتهاء بجرائم الإغتصاب و البراكاجات التي تفشّت بصورة رهيبة زمن المخلوع. الإعلام المكتوب كان ينقل هذه الأحداث أما الإعلام المرئي و المسموع فقد كان مهتمّا حينها بخطابات السيدة “الفاضلة” ليلى بن علي و التافهات من أمور الرئيس المخلوع الذي كان و الحق يقال شفّافا فهو يمرّر في تلفيزيونه حتى استقباله للرياضيين و الفنانين ( ربما في إحصاء طريف سنكتشف أن قصر قرطاج دخله أهل الفن و الرياضة أكثر من أهل السياسة). ما يحدث من جرائم أمر عادي وسط “التراخي الأمني” (و لا أقول الانفلات) و ما يقع ليس إلا تهويلا من تلفزتنا الموقرة.
ثانيا إن تمرير الجرائم بالطريقة التي تعرضها ” التلفزة الوطنية” يساهم في تفشي الجريمة و تكرارها فمثلا في نشرة أخبار الثامنة يوم 9 ماي 2011 نقل خبر عن قيام مجموعة من الشباب بإبتزاز المواطنين في طريق في جهة المروج. هذه المعلومة سيتلقّفها بعض الشباب في أحد الجهات الأخرى و يهرعون للإقتداء و التنفيذ و الأمر ينطبق على ما حدث في السجون فالسجين الذي يشاهد أخبارا عن فرار مساجين من صفاقس سيحاول ذات الأمر في الهوارب أو الناظور.  
إضافة إلى تهيئة الأجواء “للعدوى الإجرامية” فإن نقل مثل هذه الأخبار من شأنها ترويع المواطنين و تخويفهم و نشر إحساس بعدم الشعور بالأمن. لهذا آثار مدمرة و كارثية على الاقتصاد الوطني العليل و الذي يبحث عن منقذ و معين لا إلى من يعمق جراحه.
ثالثا أنا شخصيا أرى أن مثل هذه الأخبار لا تعنيني في شيء و لا تمثّل أي إضافة فمثلا خبر القبض على عصابة ترويج مخدرات في أحد ضواحي العاصمة ماذا يعني لي هذا الخبر؟ أولا شكر الله سعي الأجهزة الأمنية التي قامت بدورها و أدّت واجبها (و هي لا تنتظر في ذلك جزاءا من الصحافة و لا شكورا من الإعلام) و لكن صراحة ذكر هذا الخبر لا يعنيني فأنا لا أستهلك المخدرات حتى أتتبع أخبار المروّجين لأعلم من أي شخص أشتري البضاعة في قادم الأيام كما أن الظروف الراهنة تقتضي تقديم أخبار أخرى أكثر أهمية و أولى من هذا الخبر خاصة و أن دور التلفزيون الوطني في الظرف الحالي هام جدا من ناحية التوعية و التثقيف السياسي.
ثالثا إذا كانت التلفزة الوطنية تبرر نشرها لهذه الأخبار بأنها لكسر سنوات من التعتيم الإعلامي فهي أيضا تجانب الصواب. حتى في عهد بن علي كنا نسمع و نقرأ عن أكثر الجرائم بشاعة و دموية و عدم تمريرها في التلفيزيون أمر عادي و لا يعتبر تعتيما أو حجبا للمعلومة. نحن نقصد بالتعتيم خاصة أخبار الفساد الإقتصادي و السياسي و الثقافي مثل الثراء الفاحش لبعض رجال الأعمال بطريقة غير مشروعة و “حكومة الظل” و عن المجرمين الذين قتلوا أبناءنا و بناتنا خلال شهر من الثورة و عن التعذيب و و..و..و..كل هذه المواضيع مازالت لم تدخل بعد “الآلة الإخبارية” في التلفيزيون الذي ظل مركزا على المخلوع و عائلة المخلوع دون أن يقوم بتحقيقات ميدانية حول الفساد و أرباب التعذيب و القمع خلال ربع قرن من حكم بن علي.
التلفيزيون التونسي غيّر شكله و هذا جيد و طوّر مضمونه و هذا أمر محمود و لكنه مازال يسير بسرعة السلحفاة و يتقدم تارة و يتأخر أطوارا.. ثورة تونس لم يتجاوز تأثيرها إلى الآن حدود قصر قرطاج (تغيير في العائلة التي تسكن القصر) أما ما عدا ذلك فمازال الأمر يحتاج إلى ثورات و ليس ثورة واحدة من ثورة سياسية و ثورة ثقافية و ثورة فكرية و ثورة إقتصادية إنتهاءا بالثورة الإعلامية و ما أحوجنا للأخيرة في هذا الظرف بالذات.
يسري الساحلي laurentb201@yahoo.fr

محكمة مصرية تحكم على وزير السياحة السابق بالسجن خمس سنوات


2011-05-10 القاهرة- (يو بي اي): قررت محكمة مصرية الثلاثاء سجن وزير السياحة السابق زهير جرانة لخمسة أعوام بعد إدانته بالإضرار عمدا بالمال العام عن طريق بيع قطعة أرض إلى رجلي أعمال أحدهما إماراتي بسعر أقل من سعر السوق. وقال مصدر قضائي إن محكمة جنايات القاهرة قررت أيضا حبس رجل الأعمال الإماراتي حسين حبيب سجواني ورجل الأعمال المصري هشام الحاذق لمدة خمسة أعوام لادانتهما بالاشتراك والتواطؤ مع جرانة في الاستيلاء على 305 ملايين متر مربع من الأراضي في مدينتي الغردقة وجمصة الساحليتين بسعر دولار واحد فقط للمتر. وهذا ثاني حكم من نوعه بالسجن يصدر ضد وزير في حكومة الرئيس السابق حسني مبارك الذي أطاحت به انتفاضة شعبية في فبراير/ شباط الماضي. وكانت محكمة قررت سجن وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي لمدة 12 عاما بتهمة الاستيلاء على المال العام. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 10 ماي 2010)


أيكون الخوف عنوانا للمئوية الثانية؟


فهمي هويدي إذا جاز لنا أن نقول إننا عشنا “السكرة” في المائة يوم الأولى من عمر الثورة المصرية، وإننا أفقنا على “الفكرة” مع تباشير المائة الثانية، فهل يجوز لنا أن نقول إن النشوة والأمل كانا من عناوين الأولى، وإن “الخوف” مرشح لأن يصبح عنوانا للثانية؟ (1) إذا قال قائل إن الحكم على الثورة بعد مائة يوم من نجاحها لا يخلو من تعسف وتعجل، فلن اختلف معه. ذلك أنه إذا جاز إعمال العرف الذي يقضي ببدء محاسبة أي حكومة جديدة تشكل في ظل أوضاع مستقرة بعد مائة يوم، فإن ذلك لا يجوز حين يتعلق الأمر بثورة شعب أسقط نظاما عاتيا هيمن طوال ثلاثين سنة على مقدرات بلد كبير مثل مصر، وتعين على السلطة الجديدة أن تزيل آثار العدوان على كرامة الشعب الذي تجاوز تعداد سكانه ثمانين مليون نسمة، وأن تضع الأساس لبناء نظام جديد يلبي أشواق تلك الملايين.
ذلك أفهمه، وأعرف أيضا أن القلق وربما الخوف من المشاعر الطبيعية التي تنتاب الكثيرين عقب كل تحول جذري يهز المجتمع ويقلب أوضاعه، سواء كان ثورة أو حربا أو زلزالا. أعرف كذلك أن الأوضاع لم تستقر بعد قيام الثورة الفرنسية إلا بعد مضي عشر سنوات (من 1789 إلى 1799)، عانت البلاد خلالها من مختلف مظاهر الفوضى والصدامات الدموية. إلا أن الحاصل أن أصواتا عدة ارتفعت في مصر عبرت عن الخوف مما يجري خلال الأسابيع الأخيرة، التي واكبت نهاية المائة يوم الأولى.
فقرأنا كتابات عدة تحدثت عن سرقة الثورة وإجهاضها واحتمالات تصفيتها. وحذرت كتابات أخرى من ألاعيب فلول النظام السابق، ومن تفريغ الثورة من مضمونها بحيث تتبخر روح يناير، لتلحق بروح حرب أكتوبر التي تبخرت. وعبر البعض عن خشيته من تحول الثورة إلى “فولكلور” يحتل مكانه في الذاكرة، دون أن تصبح واقعا يترجم على الأرض، إلى غير ذلك من الرسائل التي تشترك في ثلاثة قواسم مشتركة هي: أنها أصدرت أحكاما يغلب عليها التشاؤم، وأنها ركزت على النصف الفارغ من الكوب وتجاهلت النصف الملآن، كما أنها سلطت الضوء على الحوادث التفصيلية التي تناولتها الصحف ولم تلق بالا للتحولات الإستراتيجية التي حدثت في البلد. (2) لا يستطيع أحد أن ينكر أن الإعلام لعب دورا أساسيا في إشاعة مناخ التوجس والخوف، سواء عن طريق المبالغات التي كثيرا ما يلجأ إليها، أو الشائعات التي تسعى بعض صحف الإثارة لترويجها، خذ مثلا ما حدث بقنا في شهر أبريل/نيسان الماضي، حين اشتبك بعض الأشخاص مع رجل تصادف أن كان قبطيا وقيل إنه يمارس أفعالا منافية للآداب، وأثناء الاشتباك أصيبت أذنه بقطع، فنشرت إحدى الصحف على صدر صفحتها الأولى أن السلفيين طبقوا الحد على الرجل وقطعوا أذنه.
وكان النشر بهذه الطريقة نموذجا لسوء التقدير وتعمد الإثارة، لأنه لا يوجد حد في الشريعة بهذا الخصوص، ثم إن الذين اشتبكوا مع الرجل كانوا أكثر من عشرة أشخاص بينهم سلفي واحد، وجاء تحركهم غيرة على الشرف في الصعيد بأكثر منه غيرة على الدين. والمدهش في الأمر أنه بعد اتضاح الحقيقة فإن بعض الكتاب لا يزالون يستشهدون بالحادث بتفاصيله المضللة، ومنهم من أصبح يتحدث عن “تقطيع آذان الأقباط”. الأمر الذي لا بد أن يؤدي إلى إثارة مخاوفهم وترويعهم.
هذا التلفيق حدث أيضا مع خبر مكذوب تحدث عن رفع السلفيين الأعلام السعودية في أحد مساجد قنا. ورغم أن الخبر لا أصل له، فإن البعض لا يزال يتداوله ويناقشه باعتباره حقيقة وقعت بالفعل.
لم ينافس أخبار تخويف الأقباط غير شائعات إثارة الفزع من الجماعات الإسلامية من خلال بث الأخبار المكذوبة، التي تحدثت مثلا عن خطف الفتيات غير المحجبات من الشوارع. وتآمر المملكة العربية السعودية لمساعدة وتمويل التيارات الإسلامية لاكتساح الانتخابات القادمة، فتحدثت بعض الصحف عن مخطط لتسريب 3 مليارات دولار إلى داخل مصر لهذا الغرض، ولأن الكلام بالمجان فقد رفع آخرون الرقم إلى خمسة مليارات، لا أحد يعرف كيف يمكن أن تدخل إلى البلد، ولا كيف ستصل إلى أهدافها.
وإلى جانب هذه الرسائل المريبة ثمة رسائل لا حصر لها تتحدث عن التأهب لإقامة الحكم الإسلامي وتطبيق الحدود الشرعية، وكانت تلك مقدمات أثارت جدلا واسعا حول المخاوف من إقامة الدولة الدينية، وعن ضرورة إقامة الدولة العلمانية، لتتولى التصدي لـ”تسونامي” تلك الدولة التي يتخوفون منها.
إلى جانب التحريف والاختلاق كانت هناك المبالغات التي عمد أصحابها إلى اصطياد الأخبار والتصريحات والنفخ فيها لتوسيع دائرة الخوف والقلق. وركزت تلك المبالغات على موضوعين أساسيين هما: موقف الجماعات الإسلامية والعلاقة مع الأقباط. فحين يتورط بعض السلفيين في هدم ضريح في إحدى محافظات الدلتا يصور الأمر بحسبانه اجتياحا سلفيا يهدد ضريح الإمام الحسين والسيدة زينب وجمال عبد الناصر، وحين تعلق لافتة يتيمة في الإسكندرية تعتبر التصويت لصالح التعديلات الدستورية واجبا شرعيا، لا أحد يذكر الخبر كما هو، ولكن تقوم الدنيا ولا تعقد بدعوى أن الإخوان يستخدمون الدين للتصويت لصالح الاستفتاء. “لا أحد يشير إلى أن الكنيسة القبطية طلبت من رعاياها معارضة التعديلات”.
بنفس الأسلوب تم التعامل مع أخبار الأقباط، فإذا اختلف اثنان لأي سبب وقتل المسلم قبطيا عُد ذلك اضطهادا يبرز على الصفحات الأولى من الصحف، وسببا قويا لتجديد الدعوة إلى علمنة الدولة والمطالبة بإلغاء المادة الثانية من الدستور “التي تتحدث عن مرجعية مبادئ الشريعة الإسلامية”، أما إذا قُتل المسلم لأنه تزوج من قبطية غيرت دينها كما قتل أولاده منها، فإن ذلك يعد خلافا عائليا يرحل إلى صفحات الحوادث الداخلية! (3) هذه التعبئة الإعلامية وسّعت من دائرة الخوف في المجتمع. وكانت الثورة قد استصحبت مخاوف لها أسبابها المفهومة، فثمة خوف حتى من تداعيات الموقف الاقتصادي، خصوصا بعدما تبين أن مصر تخسر شهريا ثلاثة مليارات من الدولارات، وثمة خوف لدى المستثمرين الذين أوقفوا استثماراتهم أو سحبها بعضهم تحسبا للمستقبل.
وهذا الخوف كان ولا يزال له صداه في البورصة التي انخفضت أسعار الأسهم فيها، هناك خوف آخر لدى أصحاب المصانع المحلية من الإضرابات العمالية التي طالبت بتعديل الأجور، كما أن البلطجية والهاربين من السجون أشاعوا درجات مختلفة من الخوف خصوصا في المدن النائية وأحياء الأطراف.
إضافة إلى كل ما سبق أشاع الاصطياد والترويع الإعلامي أسبابا أخرى للخوف. خوف الأقباط من المسلمين عامة والسلفيين بوجه أخص. وخوف العلمانيين من الإسلاميين، وخوف المتصوفة من السلفيين، وخوف الجميع من فلول النظام القديم.
أسوأ ما في هذه المخاوف أنها زعزعت ثقة الناس في مستقبل الثورة، وأنها صرفتهم عن مشروعها الأساسي الذي بدأ طامحا للدفاع عن الحرية والعدالة الاجتماعية. هذا الانفراط ضرب الإجماع الوطني حتى كاد يقسم البلد ويوقع بين قواه الحية، ليس ذلك وحسب، وإنما تحولت هذه الحزمة من المخاوف إلى عناصر توحي بعدم استقرار المجتمع، وإلى قوة طرد للاستثمار الأجنبي وللسياحة. (4)
في تحليل ملابسات المشهد هناك أسباب منطقية تتصل بطبيعة التفاعلات التي تحدث عقب كل ثورة، أو تحول سياسي واجتماعي جلل من قبيل ما سبقت الإشارة إليه. وهناك أسباب تتحمل مسؤوليتها النخبة صاحبة الصوت العالي في الفضاء السياسي والإعلامي. إذ من الطبيعي أن تتأثر بصورة مؤقتة السياحة والاستثمار الأجنبي والبورصة إلى أن تستقر أحوال البلد ويطمئن أصحاب رؤوس الأموال على ثرواتهم ويطمئن السائح إلى أن شيئا لن يفسد عليه عطلته. لكن من غير الطبيعي أن تشيع الفوضى في البلد وأن يشوه الإدراك العام، بحيث ينفرط عقد المجتمع ويشيع فيه الانقسام، بما يفقده “بوصلته” الهادية.
العوامل الأولى لا نملك لها ردا ويفترض أنها محدودة الأجل في كل الأحوال، أما الذي ينبغي أن نتصارح بشجاعة في شأنه فهي تلك العوامل الثانية التي صنعناها بأنفسنا. في هذا الصدد أزعم أن هناك طرفين يتحملان مسؤولية إثارة الفوضى وشق الصف الوطني، أحدهما خفي لا نراه يتمثل في فلول النظام السابق وأي عناصر أخرى داخلية أو خارجية لها مصلحة في ضرب الثورة، أما الطرف الثاني فظاهر في الصورة ويتمثل في عناصر النخبة المصرية المهيمنة على وسائل الإعلام، التي باتت تلعب دورا مهما في تشكيل الإدراك العام، وفي الضغط على القرار السياسي.
في تحليل هذا الدور الأخير، أزعم أن أول شرخ في جدار الإجماع الوطني بعد الثورة حدث بعد تشكيل لجنة تعديل الدستور، التي رأسها المستشار طارق البشري وتبين أن من بين أعضائها رجلا قانونيا من جماعة الإخوان المسلمين. وهو ما فاجأ شريحة المثقفين الذين اعتبروا أن إقصاء الإخوان هو الأصل في السياسة المصرية.
وقد تعرض هذا القرار لهجوم شديد لا يزال مستمرا حتى الآن، رغم أن اللجنة أنهت عملها ولم تعد قائمة منذ شهرين تقريبا. إذ لم يغفر للمجلس العسكري هذه “الخطيئة”، وتجاهل كثيرون صفة الرجل القانونية وكونه كان عضوا باللجنة التشريعية بمجلس الشعب. وقد شاركت في اجتماع للمثقفين مع ثلاثة من أعضاء المجلس العسكري، تعرضوا فيه لنقد شديد من جانب بعض المثقفين بسبب ارتكاب تلك “الخطيئة”، حتى وجه إليهم اتهام بمحاباة الإخوان، وسئلوا عن عدد أعضاء المجلس الموالين للجماعة. في هذا الصدد أزعم أيضا أن بعض المثقفين حددوا موقفهم من رفض التعديلات الدستورية لمجرد أن للإخوان عضوا في اللجنة وأن رئيسها لا ينتمي إلى الإخوان حقا، لكنه مسلم ملتزم ولا يعاديهم. وكان الجدل حول هذه النقطة مثار اللغط والطنين الذي أثاره المثقفون، حتى حين أيد التعديلات 77% من المصوتين وعارضها 22% فقط. ومنذ ذلك الحين حدث أمران، أولهما أن أعضاء المجلس العسكري تجنبوا إشراك الإسلاميين في أي تشكيل يصدرونه، لتفادي نقمة المثقفين وتشهيرهم. وكان ذلك أوضح ما يكون في تشكيل المجلس القومي لحقوق الإنسان، حتى قلت إن الذي يدير الإعلام ويوجه السياسة منذ ظهرت نتائج الاستفتاء، هم عناصر الـ22% وليس أهل الـ77%. الأمر الثاني أن المجتمع انقسم على نفسه وأصبح هناك ما يمكن أن نسميها حربا باردة ثقافية وسياسية بين العلمانيين ومن لف لفهم في جانب والإسلاميين في جانب آخر. بحيث لم تعد القضية كيف تحقق الثورة أهدافها، وإنما كيف يمكن محاصرة التيار الإسلامي وإبعاد شبحه الذي يلوح في الأفق من خلال دعوة الانحياز للدولة المدنية ضد الدولة الدينية، في إعادة إنتاج لنموذج الخطاب الذي كان سائدا قبل 25 يناير. إن التحدي الذي يواجه الثورة والوطن الآن هو كيف يمكن أن يتفق الجميع على المشترك الذي يخرج البلد من أزمته السياسية الراهنة، التي لا تقل خطورة عن الأزمة الاقتصادية. إذ يبدو أن الأخيرة أخف وطأة، لأن صراع العلمانيين والإسلاميين يبدو أنه تحول إلى “عاهة” تستعصي على العلاج. وذلك سبب آخر للخوف، لأن الوطن سيكون الخاسر الأكبر في هذه الحالة. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 10 ماي 2010)


نيويورك تايمز: الكوماندوس الأمريكي استعد لمواجهة القوات الباكستانية خلال عملية قتل بن لادن


2011-05-10 واشنطن- (يو بي اي): ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الثلاثاء أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أصرّ على أن يكون الفريق الذي سيهاجم المجمع الذي يقيم فيه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن كبيرا بما يكفي ليتمكن من مواجهة قوات من الشرطة الباكستانية في حال تمت مهاجمته من قبلها. ونقلت الصحيفة عن مسؤول في إدارة أوباما قوله “كانت أوامرهم تفادي أي مواجهة بقدر الإمكان، ولكن في حال اضطروا للردّ على إطلاق النار، كانوا مخولين للقيام بذلك”. وقال مسؤولون إن فريقين من الاختصاصيين كانوا في حالة تأهب عند تنفيذ العملية، واحد لدفن بن لادن في حال قتل والثاني مؤلف من محامين ومحققين ومترجمين في حال القبض عليه حياً، وكان من المقرر أن يلتقي الفريق على متن البارجة (كارل فينسون) في شمال بحر العرب، التي سينقل بن لادن إليها لمنع أي خلاف على الصلاحيات مع الباكستانيين. وأشارت الصحيفة إلى أن الخطة الأمريكية تعكس قلة الثقة بباكستان، التي رفض إبلاغها عن العملية. وبموجب الخطة الأولية، كانت مروحيتان ستبقيان على الجانب الأفغاني من الحدود في حال الحاجة إليهما، على بعد 90 دقيقة من مجمع بن لادن. وقبل 10 أيام من العملية، راجع أوباما الخطة وضغط على القادة العسكريين لتأكيد ما إذا كانوا سيرسلون ما يكفي من القوات للقتال والخروج في حال حاول الباكستانيون التدخل في العملية. وقد أدى تصميم أوباما إلى إرسال مروحيتين تحملان قوات إضافية، تابعتا مروحتيّ (بلاك هوك) اللتين نفذتا العملية. وعلى الرغم من عدم حصول مواجهة مع قوات باكستانية، غير أن إحدى تلك المروحيات جلبت إلى موقع العملية بعد تحطم إحدى مروحيات “بلاك هوك”. وقال مسؤول آخر “بسبب علاقتنا الصعبة مع باكستان، لم يشأ الرئيس ترك أي شيء للصدفة، وقد طلب قوة إضافية في حال الحاجة إليها”. وقال المسؤولون إن طائرات استطلاع أمريكية كانت تراقب كيف استجابت الشرطة الباكستانية للعملية، ما مكن من تحديد الوقت الكافي الذي يمكن للكوماندوس الأميركي أن يبقى خلاله على الأرض في المجمع لجمع الوثائق وأجهزة الكمبيوتر وغيرها. وفي حال تبين أنه لا بد من مواجهة مع قوات باكستانية، وضعت خطط كي يتصل مسؤولون أمريكيون كبار بمن فيهم قائد هيئة الأركان المشتركة مايك مولن بنظرائهم الباكستانيين غير أن أوباما لم يجد ذلك كافياً. وفي النهاية تم استدعاء الفريق للتعامل مع موت بن لادن، وقد اجروا فحصاً شرعياً سريعاً وغسلوا الجثة ودفنوها في البحر. وأقر المسؤولون أن الخطة كانت تميل بشكل أساسي إلى قتل بن لادن، مع وجود احتمال أن يكون مسلحاً أو يرتدي حزاماً ناسفاً. غير أن مسؤولين أمريكيين عادوا وقالوا إنه لم يكن مسلحاً غير أنه أبدى مقاومة. وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة ستسعى إلى تحسين العلاقات مع باكستان، وقال مسؤول إن مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي أي أيه) ليون بانيتا سيتحدث قريباً مع مدير الاستخبارات الباكستانية أحمد شوجا باشا حول السبل المستقبلية لموجهة القاعدة”. وقال مسؤولون إن رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأمريكي اتصل بنظيره الباكستاني أشفق كياني الأحد. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 10 ماي 2010)

Lire aussi ces articles

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.