الاثنين، 29 يناير 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2443 du 29.01.2007

 archives : www.tunisnews.net


 
 الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: لماذا هذه المضايقات ؟ عصـام السـلامـي: بــلاغ اعلامـــي أخبار تونس: الرئيس بن على يسلم أوراق اعتماد سفراء جدد

يو بي أي: بن علي يؤكد حرص بلاده على ترسيخ الأمن والاٍستقرار في أفريقيا افتتاحية « الموقف »:حكومة لا تحترم شعبها الموقف: من أجل معرفة كل الحقيقة الموقف: المعارضة تطالب بالتحقيق في أحداث الضاحية الجنوبية الموقف: سوبر وزير الموقف: رحيل خليفة سقراط في برج الرومي الموقف: سؤال الإصلاح الدّيني: محاذير ومداخل ممكنة الموقف: مدرسة المهندسين بمجاز الباب: خمسة في غرفة واحدة الصباح:تحقيـق – نساء مدمنات مخدّرات… كيف ولماذا؟ عبدالباقي خليفة :من ظلمات اليسار إلى ظلمات النصرانية ولعنة العداء للحركة الإسلامية صــابر التونسي:ســـواك حــار (15) عمر الخيام: من صانع التغيير إلـى صـانع التحويـر عماد الدين الحمروني:عاشت بلادنا تونس اواخر السنة الماضية حدثين هامين سيمثلان منعرجا مهما للعمل الوطني الحياة:السلطات تطلق حملة واسعة لرصد تحركات المسلحين …الجزائر: مخاوف من استقطاب «القاعدة» ناشطين جدداً الجزيرة.نت :جدل العسكر والساسة بموريتانيا.. هل يلغي تداول السلطة؟   صحيفة « القدس العربي » :ارتياح لعفو ملكي عن عدد من الاسلاميين سويس إنفو :محكمة مصرية تفرج عن نائب المرشد العام لجماعة الاخوان الجزيرة.نت :الشبان المسلمون ببريطانيا يدافعون عن الشريعة والحجاب محمد الهاشمي الحامدي: محمد رسول الله والذين معه علي قاسمي: ديكتاتورية الديمقراطية خليل عثمان  :الإسلام والديمقراطية: تواؤم أم قطيعة؟ توفيق المديني: الدولة والايديولوجيا والإعلام في الوطن العربي صحيفة « الوسط التونسية »:تحشيد الجماهير عربيا: عقول بالوكالة واستسلام للخطب الرنانة عباس :لا يمكن التقارب عقائديا يا هاشمي ويا رضا، بالصورة والصوت عماد حبيب: رحمك الله أيها الأب بيار


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


 

أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 33 شارع المختار عطية تونس 1001 الهاتف /الفاكس:71354984 Email: aispptunisie@yahoo.fr 29/01/7200 بيان لماذا هذه المضايقات ؟

ما فتئت إدارة السجن المدني بالكاف تواصل مضايقاتها للسجين السياسي الأستاذ محمد عبو و لأفراد عائلته فقد فوجئت السيدة سامية حمودة عبو يوم 25 جانفي 2007 عندما كانت بصدد زيارة زوجها بمنعها من الزيارة في صورة عدم خضوعها لتفتيش دقيق و قد رفضت ذلك طالبة منهم عدم مس بدنها فانتزعوا منها حافظة أوراقها و هاتفها الخلوي و بعد دخولها للزيارة صحبة ابنتها نور التي يناهز عمرها اثني عشر سنة منعوا البنت المذكورة من مشاهدة والدها مباشرة لتقبيله و فرضوا عليها النظر إليه من وراء الحجب المتمثلة في حواجز حديدية مشبكة يمر أعوان السجن جيئة      و ذهابا من بينها للفصل بين الأستاذ محمد عبو و زائريه من أهله و التدخل و الاستفزاز عند الاقتضاء.

و قد أخبرت السيدة سامية حمودة أن زوجها الأستاذ محمد عبو محروم من تلقي الكتب التي كانت تقدمها لزوجها لتمكينه من تحضير دروس الدكتوراه في الحقوق و أنه يشتكي من سوء المعاملة ذاكرا أن القرارات التي يتخذها لفائدته قاضي تنفيذ العقوبات و الأوامر التي يصدرها بحضوره لأعوان السجن لا يقع تنفيذها بل أكثر من ذلك يقع القيام بأفعال معاكسة لها تماما.

و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تجدد مطالبتها بإطلاق سراح الأستاذ عبو وتستنكر هذه التصرفات المنافية للأخلاق من طرف أعوان السجن إزاء سجين رأي و تطالب الإدارة العامة للسجون بالتدخل السريع لوضع حد لهذه الممارسات كما تطالب بتمكين السجين السياسي الأستاذ محمد عبو من حقه في قراءة الكتب العلمية. رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري

 


 

 بــلاغ اعـــلامـــــــي

 

لقد علمنا عن طريق السادة المحامين الذين يتولون الدفاع  عن الرفيق »حسين بن عون » انه احيل الى السجن المدني بصفاقس بموجب بطاقة ايداع وتحددت جلسة محاكمته ليوم الاربعاء 31 جانفي 2007. بموجب شكاية تقدم بها كاتب عام كلية الحقوق بصفاقس اثر التجمع العام الجهوى الذى نظمته قيادة الاتحاد العام لطلبة تونس الموحدة.

وقد احيل من جديد بتهمة اقتحام محل الغير « كلية الحقوق » التى يتحمل مسؤولية نقابية فيها باعتباره عضو اللجنة المفوضة بالجزء وقد سبق وان طرد من الدراسة واحيل على القضاء بموجب شكاية تقدم بها رئيس مركز الحرس الجامعي بالجزء سنتولى نشر نسخة منها لاحقا لاظهار درجة التداخل بين الادارة فى الكلية ولجنة التنسيق والبوليس السياسي والبوليس الجامعي ودرجة تشنجهم على النقابيين الراديكالين خاصة اثر كل انتصار يحقوقه فى المجالس العلمية.

     وتعد هذه ثالث محاكمة يتعرض لها الرفيق حسين بن عون كما احيل من قبله الرفيق  » الشاذلي الكريمي » للمرة الثانية بدوره على القضاء ليصدر في شانه حكما بالسجن قضاه وهو الان مطرود من الدراسة (كذلك للمرة الثانية) كما احيل الرفيق « لسعد الكيلاني » على مجلس التأديب والمحاكمة بنفس التهم وبنفس الموضوع.

 علاوة على المضايقات اليومية ومختلف اشكال التتبع والملاحقة التى يتعرض لها مناضلونا من الجهة بهدف تقليص هامش حركتهم وتقليص حضورهم واتباعهم من الجهة.

  وللتذكير فان المحاكمات التى يتعرض لها النقابيون الراديكاليون ليست حكرا على جهة صفاقس وانما شملت جل الجهات تقريبا حيث احيل عشرات المناضلين فى كل من بنزرت وصفاقس وقفصة وتونس …..وسط صمت غير مفهوم للهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان بالرغم من مشاركة العديد من المحامين المنتمين لها فى الدفاع عن الرفاق المحالين كما يرافق حملة الملاحقات البوليسية والقضائية حملة تشويه موازية انخرطت فيها صحيفة تصدر حزبا يدعى « الديمقراطية » بمشاركة بعض المفلسين المشكوك فى حسن نواياهم لتقزيم تحركاتنا وتشويه مواقفنا ونضالاتنا  والتعتيم على معاركنا وانتصاراتنا لتلتقي مصالحهم وحساباتهم مع حسابات البوليس السياسي وقضائه ومخبريه وابواقه فى محاولة يائسة للحد من تاثيرنا وإشعاعنا تقودهم في ذلك الرغبة في اغلاق « السوق الديمقراطية » حتى لا يؤمها سواهم ولا ينافسهم احد ارتباطاتهم ويتقاسم غنائم « نضالهم » الذى لا يتخلله تضحيات ولامعاناة ليستهلكوا شعارات لازالوا هم اخر من يؤمن بها ويحتجوا بديمقراطية هم اول من داسها ويدسونها سواء فى فترات العسل مع السلطة او فى مراحل الغضب والجفاء ويسوقوا أنفسهم فى حوانيت النخاسين على انهم من يمثل الديمقراطية فى بلادنا ويتاجروا بحركة هم مسؤولين على تخريبها قبل ان يفكوا ارتباطهم مع حزب السلطة الذى تنكر لهم واستغنى على خدماتهم بعد ان استعملهم ادوات طيعة فى تخريب المعارضة فى تونس بمختلف الوانها فلا يتوانوا فى مهاجمة المناضلين وهم اصدقاء الحكم لتكون ضربتهم سياقة لضربته ويستمروا في عدائهم لمن يتولون لهم لعنة الضمير ولا يسمحوا لهم زمن اختلافهم مع السلطة بالتكلم باسمهم او محاولة السطو على شعراتهم وسرقة تضحياتهم.

الى هؤلاء الذين رموا الاستفادة من كل مرحلة وركوب كل موجة تقول الذاكرة الشعبية غير مثقوبة وان التاريخ يحفظ لكل جهة دورها ولن ننتظر المستقبل ليكشف من هو المشبوه ومن هو غير ذلك فالحاضر والماضي غير البعيد يكشف حقيقة ادوار هؤلاء وطبيعة منطلقا تهم وتكالبهم على ضرب ضحايا السلطة والتنكيل بمقموعيها ولهم فى سجلهم شواهد مع كل من سبقنا من ضحايا السلطة يمينا ويسارا.

نحن لانغتر بحجمنا ولانغالط انفسنا تجربة فى بداية الطريق اقتلعت مواقعها بتضحيات مناضليها وسط غابة من الوحوش فى الحكم وفى خصومه آلت على نفسها القطع مع امراض الماضي وحاولت الاستفادة قدر الامكان من تجارب الاخر والحرص على ان  تاخذ منها كل مااهو صالح ونترك ماهو غير نافع مع اعترافنا بتضحيات غيرنا سواء اتفقنا معه الرأي او اختلفنا فية والت على نفسها ان تهاجر بمواقفها دون خوف او مجاملة .

 جميع المرجعيات سواء من سطا على جهاز الحكم او من استولى على شعار المعارضة تقودنا في ذلك ثقة المناضليين في انفسهم واعتدادهم بقناعاتهم واعتزازهم بثقة الجمهور قيهم ولن ترهبنا محاكمات السلطة ولا ملاحقاتهم ولن ترهبنا احكام من لا مصداقية فيب حكمه لانه  من قبلنا ومعنا وغيرنا من يتحمل فاتورة هذه النتوءات في ساحتنا فلن نختار ظروف نضالنا لكننا سنعمل على المشاركة لتغييرها.

   ومن المؤسف حقا ان نرى أطرافا لا تعمل ويسؤها فعلا ان يروا الاخرين يتقدمون فالطرف الذي يحاولوا تشويهه هو الطرف الاجتماعات للجامعة وهو الطرف الذي احيي تقاليد غابت وكادت تتلاشي من الذاكرة وهو اول من بادر بتنظيم التجمعات العامة والتظاهرات الثقافية المركزية وهو الوحيد ال>ى دعا باسمه لاضرابات عامة فى كامل الاجزاء الجامعية وهو  الذى يقارع الحزب الحاكم وطلبته و بوليسه ومخبريه وهو اكثر طرف على الاطلاق من يقدم فاتورة نضالاته بالحرمان من الدراسة والحرمان من العمل وبالمحاكمات الجائرة والتهم الملفقة  وبهرسلة العائلات ومساومتهم فى ابسط حقوقهم . فكيف يجرؤون على تشويهنا وعلى اى اساس وباى منطق تتهموننا بابشع  النعوت ومن انتم؟ وماهو دوركم  فى مجرى النضال اليومي؟ وماهي تضحياتكم؟ من انتم عرفونا بحاضركم ونغض الطرف على ماضيكم؟ماهى برامجكم غير النضال ضدنا خارج اطر النضال لاننا فى حقيقة الامر لم نركم منافسا فى ساحات النضال يصارع حتى يفتك موقعه؟ وانما نسمع عنكم ولا تراكم نقرا لكم ولا نسمعكم وفى كل مرة تطالعونا باسم من النكرات ممن يراهن على النضال عن بعد او النضال الافتراضي لنجدهم خارج اطر الصراع يملاون المواقع صخبا وضجيجا ويسوقون نضالات الطلبة فى بنزرت وفى ماطر وفى قفصة وصفاقس وفى جندوبة وغيرها

 الطلبة ايها السادة هم نحن وهم امثالنا من ابناء الشعب الذين يناضلون بدون حساب ويضحون بدون ندم ويميزون بحسهم ووجدانهم بين من هم اصدقاء الشسعب وبين من هم اعداؤه بين من اختار الطرق الصعبة والمسالك الوعرة دفاعا على المبادئ ودفاعا على الشعب وابناء الشعب وبين من لا يناضل الا اذا فرشت الطريق امامه بالورود وتعبد بدموع عائلاتنا ويسير على اشلاء غيره ممن لايرى الا رقما للدعايةوالاستهلاك

 

عصـــام الســلامـــــي   كاتب عام المكتب الفدرالى « بنزرت » مطرود من الدراسة              سجين سياسي سابق

 


 

الرئيس بن على يسلم أوراق اعتماد سفراء جدد

 
تولى الرئيس زين العابدين بن علي صباح اليوم الاثنين تسليم الاوراق التي تعتمد السادة : – محمد علي القنزوعي سفيرا لتونس بلافاليت مالطا – محمد فيصل الاخوة سفيرا لتونس ببروكسال بلجيكا – رؤوف الشطي سفيرا لتونس بنيودلهي الهند وقد أدى السفيران الجديدان بكل من بروكسال ونيودلهي اليمين أمام رئيس الجمهورية. (المصدر: موقع « أخبار تونس » (رسمي) بتاريخ 29 جانفي 2007)

بن علي يؤكد حرص بلاده على ترسيخ الأمن والاٍستقرار في أفريقيا

تونس / 29 يناير-كانون الثاني / يو بي أي: جدّد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي عزم بلاده على تعزيز التعاون مع الدول الافريقية ومواصلة العمل المشترك من أجل ترسيخ مقومات الأمن والاٍستقرار في القارة. وقال بن علي في كلمة خلال القمة العادية الثامنة للاٍتّحاد الاٍفريقي بأديس أبابا ألقاها عنه بالنّيابة اليوم الاٍثنين وزير خارجيته عبد الوهاب عبدالله،اٍن تونس التي « تؤمن بالتّلازم بين السلم والأمن من جهة والتّنمية الشاملة والمستديمة لشعوب القارة الأفريقية من جهة ثانية، تعمل من أجل اٍيجاد الصيغ الكفيلة بفض النزاعات الاٍفريقية بشكل ناجع ودائم« .

وأضاف في كلمته التي وزّع نصها مساء اليوم بتونس أن بلاده تساهم أيضاً في معالجة أسباب هذه النزاعات « بما يجنّب اٍستنزاف موارد القارة السمراء واٍهدار طاقاتها،ويتيح توجيهها نحو بلوغ الأهداف النبيلة التي يسعي اٍليها الاٍتّحاد الاٍفريقي من أجل رخاء شعوب القارة الاٍفريقية واٍزدهارها« . ولاحظ بالمقابل أن أفريقيا « تحتاج اليوم اٍلى توسيع قاعدة الاٍستثمار في البحث العلمي ودعم مواردها البشرية وبنيتها التحتية،والتوظيف الرشيد لمواردها من أجل الاٍستغلال الأفضل للعلوم والتجديد التكنولوجي في مجال التنمية بما يعزز قدرتها علي مواجهة التّحديات وكسب رهانات المرحلة« . واٍعتبر أن ما يشهده العالم من تقدم علمي وتكنولوجي وتطور في مختلف الميادين التنموية الاٍقتصادية والاٍجتماعية والثّقافية والتربوية والبيئية، »رسخ اٍقتناع الجميع بالترابط الوثيق بين مسار التنمية المستديمة ومواكبة التّطورات العلمية والتكنولوجية الحديثة وبضرورة اٍستغلال الاٍبتكارات الجديدة لتيسير التّفاعل مع المتغيرات وتحقيق اٍندماج أفضل للاٍقتصاديات الاٍفريقية في الدورة الاٍقتصادية العالمية« .

ودعا في هذا السياق اٍلى توثيق الصلة بالكفاءات الاٍفريقية العاملة بالخارج،وتأمين حسن توظيف طاقاتها واٍمكانياتها في تنمية القارة الأفريقية،واٍلى تعزيز التّعاون بين أفريقيا والهياكل والمؤسسات الدولية المختصة في هذا المجال،وبين الهيئات الاٍقليمية الأفريقية العاملة في ميدان التربية والبحث العلمي والتكنولوجيا الحديثة ومثيلاتها في الدول العربية بما يحقق الاٍستفادة المشتركة ويعود بالنفع على الجميع. وأشار اٍلى أن بلاده تعتبر أن التعاون العلمي والتكنولوجي المنجز في اٍطار المنظمات والشبكات العلمية الأفريقية « يشكل خير داعم لمسيرة التنمية الاٍجتماعية والاٍقتصادية للدول الأفريقية ولتطوير الموارد الخاصة بالنهوض بالبحث العلمي والتجديد التكنولوجي من أجل الاٍنخراط الكامل والاٍيجابي للقارة الأفريقية في الاٍقتصاد العالمي« .

وكانت أعمال القمة الاٍفريقية قد بدأت اليوم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ،حيث هيمنت عليها مسألة رئاسة السودان للاٍتّحاد الأفريقي،فيما طغت الأوضاع بإقليم دارفور غربي السودان والمستجدات بالصومال على جلستها الاٍفتتاحية. ويتضمّن جدول أعمال هذه القمة التي ستتواصل على مدى يومين مسألة اٍنتشار قوات عسكرية أفريقية في الصومال بعد اكتمال انسحاب القوات الإثيوبية،والوضع في غينيا،اٍلى جانب قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان والنّزاعات العرقية والحدودية،والمشكلات الأخرى التي تعاني منها أفريقيا مثل الفقر واٍنتشار الأمراض.


افتتاحية « الموقف »

حكومة لا تحترم شعبها

 
رشيد خشانة اكتمل شهر على أول اشتباك بين أفراد المجموعة المسلحة وقوات الحرس والجيش في الضاحية الجنوبية ودخلنا الشهر الثاني، لكن السلطة مازالت تلزم الصمت وتُحكم إقفال مصادر المعلومات عن الصحافة الوطنية والأجنبية. لا أحد يعرف ما اسم التنظيم الذي تنتمي له المجموعة، ولا عدد عناصرها بالتدقيق ولا الأفكار التي تتبناها والدوافع التي حملتها على اللجوء للسلاح، ولا علاقاتها بالتنظيمات الجهادية المغاربية ولا الأهداف التي كانت ترمي إليها من وراء التدريب على أسلحة متطورة … حتى إطارات الحزب الحاكم المئتين (من أصل مليوني عضو مسجلين رسميا في القوائم) لم يظفروا بأكثر مما حصل عليه قراء الصحف، بدليل أن بعض الإعلاميين الذين سُمح لهم بحضور الإجتماع نقلوا أهم ما دار فيه، فإذ به لا يزيد عما يعرفه العامة. وعلى افتراض أنهم وُضعوا في الصورة فإن باقي الأعضاء وعددهم 1.999.800 عضوا ليس من حقهم الإطلاع على هذا الملف الذي ملأ الإعلام الدولي وشغله على مدى أيام. أما باقي التونسيين وعددهم يفوق الثمانية ملايين فلا حاجة بهم إلى المعرفة لأنهم لم يرتقوا بعدُ إلى مصاف المواطنة. أبعد من الجانب الإعلامي، يشكل تعاطي الحكم مع القوى السياسية والمنظمات الوطنية في هذا الملف الخطير والخطر في الآن نفسه علامة أخرى على استخفافه بالمجتمع وتماديه في الإنفراد بالرأي والقرار في مسائل جوهرية ومصيرية هي من صميم مشاغل كل التونسيين أيا كانت مشاربهم وكيفما كانت مواقعهم. وهو بهذا الهروب إلى الأمام يضع البلاد على سكة محفوفة بالمخاطر ويتحمل وحده، أمام التاريخ، مسؤولية النتائج التي ستترتب على خياراته الإنفرادية. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » (أسبوعية – تونس)، العدد 390 بتاريخ 26 جانفي 2007)


من أجل معرفة كل الحقيقة

 
منذرالشارني مثل سائرالناس ،لانعلم عن الأحداث الأمنية الفارطة الشيءالكثير. والمعلومات عنها شحيحة يتناقلها الناس دون تأكيد أو جزم. وحتى البلاغات الرسمية وتدخل وزير الداخلية أمام أعضاء الحزب الحاكم لم توضح الشيءالكثير. لكن ومهما كانت نوعية هذه الأحداث وأهدافها والواقفين وراءها كان من الضروري أن يترك لوسائل الإعلام الدخول إلى الموقع ونقل الخبر والمعلومات إلى المشاهدين والقراء كما يحصل في أركان العالم الأربعة. فالأحداث المسلحة سواء كان وراءها عصابات أو مجموعات سياسية تنقل إلى العالم بالصوت والصورة وهو الأمر الذي يوقف الإشاعات ويحترم حق المواطنين في معرفة حقيقة ماجرى، أما التعتيم فإنه يغذي عدم اليقين والبلبلة والإشاعات . ومهما يكن من أمر، فإن المتهم بريء إلى أن تثبت إدانته في إطار محاكمة عادلة تحترم فيها حقوق آلدفاع احتراما كاملا، وهذا يفترض أن يعامل الموقوفون معاملة قانونية وألأ يتم تعذيبهم أو الاعتداء عليهم بقصد إجبارهم على إمضاء أقوال لم يصرحوا بها أو لمجرد التشفي منهم أوالقصاص . كما أن من حق هؤلآء المتهمين أن يقع احترام آجال الاحتفاظ والإيقاف في شأنهم وأن يمثلوا أمام التحقيق بحضور محامين يختارونهم وأن يتم إعلام عائلاتهم طبق القانون بمكان الإيقاف وألأ تترك هذه الأخيرة في حيرة من أمرها لاتعرف عن مصيرأبنائها شيئا. و حسب الأنباء فإن عدد الموقوفين في المدة الأخيرة كبير ولا يعرف من كان منهم على علاقة بالأحداث المسلحة و من اعتقل بناء على مجرد الاشتباه. ما انفكت عديد العائلات توجه نداءات إلى الموقف وإلى منظمات حقوق الإنسان لمعرفة مصير أبنائها الذين لم تعط لهم أي معلومات حول مصيرهم . و نظرا إلى عدم إمكانية حضور محام في حالة لجوء قاضي التحقيق إلى الإنابة العدلية ، فإن ذلك الاجراء سيحرم المتهمين من عديد الحقوق و أولها استعانتهم بمحام ،علاوة على أن البحث التحقيقي يساهم في كشف الحقائق بدون أي ضغوط خلافا للإنابة العدلية . و قد عبرت العائلات عن خشيتها على بنائها خاصة وأنهم لم يتصلوا بهم ولا يعرفون شيئا عمّا ينسب إليهم من تهم . كما عبرت منظمات حقوق الإنسان عن خشيتها من انتهاك حقوق الموقوفين في ظروف لا يعلم عنها أحد شيئا علاوة على توسع دائرة الايقافات والحملات الأمنية مما يزيد من حالة الارتباك والاحتقان. إن هناك مجتمعات ودولامرت بأزمات شبيهة وقد عاملت المتهمين وفق القوانين وحاكمتهم بعدل وهو الأمر الواجب في وضعية الحال مهما كانت التهم والأفعال. وقد رأينا ذلك في عدة دول أروبية وآسيوية وتم الحكم ببراءة من لم تثبت إدانته في حين أدين من أرتكب أفعالا تضرر منها المجتمع أو الدولة . إن أسلوب التشفي من الموقوفين والقيام بحملات اعتقال بدون تمييز واذلال العائلات لن يؤدي إلأ إلى تفاقم المشكل كما أن التعاطي الأمني في وضعيات شبيهة يبقى قاصرا عن حل القضايا الاجتماعية العميقة التي يتخبط فيها مجتمعنا. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » (أسبوعية – تونس)، العدد 390 بتاريخ 26 جانفي 2007)


المعارضة تطالب بالتحقيق في أحداث الضاحية الجنوبية

 
محمد الحمروني رغم مرورأكثرمن أسبوعين على انتهاء أحداث الضاحية الجنوبية مازال المواطنون يعيشون على وقع تلك المواجهات المسلحة التي أوقعت حسب المصادرالرسمية 12 قتيلا و15 موقوفا في صفوف « العناصرالمسلحة ». كما لا تزال عديد الأسئلة الحائرة تلقي بظلالها على الحياة السياسية والعامة مخلفة حالة من القلق والحيرة على مستقبل البلاد وأمنها واستقرارها. ومحاولة لكسر حواجز الصمت التي خلفت جوا ثقيلا وخانقا على الحياة السياسية بالبلاد، دعت مجموعة من القوى والفعاليات السياسية التونسية وعلى رأسها هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات إلى فتح تحقيق حول تلك المواجهات ،سعيا منها لإنارة الرأي العام حول ما جرى. وطالبت تلك الفعاليات السلطة برفع التعتيم الإعلامي وكشف الحقيقة ، وحملتها مسؤولية تأزيم الأوضاع بما أصبح ينذر بانفجار يهدد السلم والاستقرارفي هذا الوطن. وعبر الحاضرون في الاجتماع الذي عقد يوم الجمعة بمقر الحزب الديمقراطي التقدمي، « عن قلقهم العميق ورفضهم المبدئي لاستعمال العنف والأعمال المسلحة لحسم الخلافات السياسية باعتبارها أسلوبا مضرا وخيارا يائسا ». لكن هذا الرفض لم يمنع الحاضرين من توجيه لوم إلى الحكومة لأنها فشلت في التعامل مع الرأي العام بما « أبدته من استخفاف بالمواطنين وانصرافها إلى حشد التأييد الصوري لسياساتها « . واعتبروا أنها » تتحمل على الأقل جانبا من المسؤولية في بروز ظاهرة الإرهاب والعنف المسلح نتيجة الاستمرار في إقصاء مكونات المجتمع السياسي والمدني عن القيام بوظيفتها في تأطير المواطنين » .وشد دوا في المقابل على انه « لا يوجد خيارآخر للاستقرار و التنمية أمام التونسيين غير خيار الإصلاح الشامل (السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والديني)…وأن رفض الحكومة لهذا الخيار والإمعان في الهروب إلى الأمام سيدفعان بالبلاد إلى المجهول ». واستغرب الحاضرون طريقة تعامل السلطة إعلاميا مع الحدث ، وطالبوا بكشف الحقيقة كاملة مؤكدين أنهم شركاء في الوطن وأن تونس ليست حكرا على طرف دون الآخرين ، معتبرين أن التعتيم الإعلامي يفتح المجال واسعا أمام الإشاعات بما يمكن أن يربك الوضع العام في البلاد. وشدد المتحدثون على أن غلق الباب أمام « مريدي الفتنة » وحفظ امن واستقرار البلاد يكونان عبر تعاط إعلامي جاد ومسئول يحترم المواطن ويضع بين يديه الحقائق كما هي حتى يشعر الناس والناشطون السياسيون والحقوقيون أنهم شركاء في هذا الوطن ويقوموا بواجب الدفاع عنه من منطلق المسؤولية والرؤية الواضحة. و زاد التعاطي الإعلامي للسلطة مع ما جرى من هواجس المواطنين ،فهي اكتفت ببلاغين إعلاميين قصيرين يومي 23 سبتمبرتاريخ بدء المواجهات و 3 جانفي تاريخ انتهائها، إضافة إلى تصريح لوزير الداخلية في اجتماع لإطارات الحزب الحاكم ، وهو ما اعتبرته المعارضة استخفافا بالرأي العام وتعاطيا لا يتماشى مع حجم الحدث الذي لم تعرف له البلاد مثيلا منذ 20 عاما. وكان يفترض حسب بعض الأصوات التي بدأت ترتفع أن تعقد الجهات المسؤولة مؤتمرا صحفيا تبين فيه للمواطنين وللشركاء السياسيين وللمعارضين حقيقة ما جرى وتعرض خلاله المحجوزات التي قيل انه وقع ضبطها مع المسلحين مثل المتفجرات والخرائط وقوائم الأسماء وغيرها مثلما هو معمول به في مختلف بلدان العالم في مثل هذه الأحداث. لكن هذا لم يحصل وهو ما زاد من مخاوف الشارع والطبقة السياسية بالبلاد وقد ينعكس ذلك على درجة تصديقهم للرواية الرسمية للأحداث. وقد يفتح عدم وجود رواية رسمية ذات مصداقية وقادرة على إقناع الرأي العام في البلاد بصحتها،المجال واسعا أمام قصص وروايات يلعب المخيال الشعبي في صناعتها دورا كبيرا. ونظرا لخطورة ما حدث طالب المجتمعون بفتح تحقيق شامل عما جرى، وتستند هذه الدعوة إلى سابقة تاريخية قامت بها الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان اثر أحداث الخبز(سنة 1984). ومن شان هذا التحقيق في صورة حصوله أن يضع النقاط على العديد من الحروف التي ظلت غامضة حتى الآن ،كما ان من شأنه أن يجنب البلاد تكرارمثل هذه الحوادث بالوقوف على أسبابها ومحاولة تجنبها. ورفض الحاضرون اعتماد السلطة على المعالجة الأمنية البحت للملفات السياسية وعلى رأسها ملف الإسلاميين. وشددوا على أن المعالجة الأمنية يجب أن تكون ظرفية ومحدودة لأنها إذا طالت فقد تأتي بنتائج عكسية وهذا ما بدأنا نرى بوادره تظهر في بلادنا. وأكدوا على أن الظواهر الاجتماعية ، ومنها تنامي التيارات الإسلامية ، هي ظواهر مركبة يتداخل فيها الثقافي بآلاقتصادي والاجتماعي بالسياسي كما يمكن ان تلعب الأوضاع الدولية دورا فى نموها وسرعة انتشارها، لذلك لن تكون المعالجة الأمنية وحدها كافية لن تكون للحدمنها علاوة على القضاء عليها. ونفت الحكومة من جهتها ما تردد في عدد كبير من وسائل الإعلام ، نقلا عن بيانات لمنظمات حقوقية ، قيامها بحملة اعتقلات واسعة على خلفية الأحداث الدامية التي شهدتها الضاحية الجنوبية للعاصمة. وقال مصدر رسمي في تصريح لوكالة فرانس براس للأنباء « لآ وجود في تونس لحملات اعتقالات خارج نطاق القانون ». وأضاف « من غير المعقول أن تطلق تخمينات لا أخلاقية وغيردقيقة في الوقت الذي تواصل فيه مصالح الأمن الأبحاث والتحريات اللازمة بشأن المجموعة الإرهابية التي أميط عنها اللثام مؤخرا ». وكانت عدة منظمات حقوقية مثل رابطة حقوق الإنسان والمجلس الوطني للحريات إضافة إلىالحزب الديمقراطي التقدمي وعدد من الناشطين الحقوقيين والمحامين عبّروا في بيانات مختلفة ، صدرت في المدة الأخيرة ،عن انشغالهم العميق لما قالوا انه حملة اعتقالات واسعة شملت مختلف جهات البلاد. يذكرأن الدائرة الجنائية بمحكمة تونس الابتدائية أصدرت يوم 18 جانفي الجاري حكمها ضد ثلاثة شبان متهمين بارتكاب جرائم إرهابية اعتقلوا في جوان سنة 2005 ، و تراوحت الأحكام بين سنتين وأحد عشرسنة سجنا إضافة إلى عشرسنوات من المراقبة الإدارية. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » (أسبوعية – تونس)، العدد 390 بتاريخ 26 جانفي 2007)


صورة وخبر
 
 
هذه الصورة مأخوذة هذا الأسبوع قبالة كلية العلوم بتونس، وقد كان يمكن تصويرها منذ 15 سنة لأن الحفرة التي في مقدمة الصورة مفتوحة منذ أكثر من ذلك، وهي تبلغ مترين طولا على متر وثمانين عرضا على مترين ونصف عمقا، ولست أدري شخصيا لمن تعود، ربما إلى شركة الكهرباء أو شركة الهاتف، ويخرج منها نفق يمر تحت المعبد ليلتقي بحفرة أخرى من الجانب الآخر وهي … مفتوحة أيضا. ليس لدي ما أعلّق به سوى أني أبحث عن السبب الذي من أجله تُركتْ هاتان الحفرتان بدون غطاء طوال هذه المدّة. ولست أدري كم من سيارة أو حافلة سقطت إحدى عجلاتها فيها، وكم من طالب أو طالبة وقعت فيها، وكم من مترجل في الليل سقط فيها ولكن الأمر الأكيد هو أن السلط المسؤولة عن غلق هذه الحفرة لا يهمّها ذلك. وإحقاقا للحق وجبت الملاحظة هنا أنّهم بنـَوْا سُلـّما في الحفرة ليستعمله كل من يسقط فيها … للخروج إذا لم تكن عظامه قد تكسّرت. فكّرت في فتح مسابقة هزلية على صفحات « الموقف » تعطي جائزة لمن يعطينا تبريرا مضحكا لبقاء الحفرة مفتوحة كل هذه المدّة مُهدّدة حياة المترجلين في مكان يمر منه يوميا قرابة 37 ألف طالب، لكني تراجعت لأن المسألة أقرب إلى المأساة منها إلى الكوميديا. أرجو أن تبادر البلدية بالتدخل لضمان سير الطلبة والأساتذة على الرصيف بأمان لأن المركبات الجامعية في كل الدنيا عادة ما تكون مرآة لجمال المدن وتـَقدّمها ولأن حالة الأرصفة في المركب الجامعي بالمنار غير مُرْضية بالمرّة. د. أحمد بوعزّي (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » (أسبوعية – تونس)، العدد 390 بتاريخ 26 جانفي 2007)


سوبر وزير

  خصصت جريدة « العرب » (التونسية تمويلا والليبية جنسية) أكثر من نصف صفحة لندوة نظمها الحزب الحاكم وقالت إنها ناقشت « أهم المسائل والقضايا الداخلية والخارجية الراهنة بتونس » وشارك فيها كل من نائب رئيس « التجمع » وأمينه العام ووزير الخارجية. لكن الغريب أنها لم تخصص سوى بضعة سطور للأولين فيما أفردت للأخير كامل المساحة مع صورة كبيرة. وليت كل هذه المساحة (وهي باهظة الثمن كما نعلم) كانت مُفيدة لتقديم معلومات جديدة تشفي الغليل، إذ طغت على كلام الوزير عن الأحداث الخطرة التي شهدتها البلاد مؤخرا العبارات القديمة والمُهترئة من قبيل أن « تونس كانت سباقة للتحذير من مخاطر التطرف »، والتذكير بمبادرة « إنشاء صندوق عالمي للتضامن » وغيرها من الكلمات التي فقدت معناها. إلغاء ندوة علمية اضطرت جامعة صفاقس إلى إلغاء ندوة علمية كانت تعتزم إقامتها بمناسبة مرور نصف قرن على سن مجلة الأحوال الشخصية. وعادة ما يبطُل العجب إذا ما عُلم السبب، لكن سبب الإلغاء هذه المرة يثير العجب العُجاب. فقد تدخلت وزارة التعليم العالي في برنامج الندوة لتطلب منع كل من البروفسور عياض بن عاشور والأستاذة سناء بن عاشور من المشاركة في أعمالها، وبالطبع رفضت الجامعة هذا الطلب الذي لم يسبق أن أبصرت الجامعة التونسية مثيلا له، وكان عليها أن تلغي الندوة بدل القبول بسابقة التدخل السياسي في إدارة الندوات الأكاديمية. وهكذا كان الطلاب والأساتذة والبحث العلمي هم الخاسرون من وراء سوء تدبير الوزارة. اقتحام أكد السيد شريف الطرابلسي في رسالة سلمها إلى جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي أن أعوان امن بالزي المدني اقتحموا محل سكناه الكائن بجرزونة بتاريخ 9 جانفي 2007 و القوا القبض على ابنه محمد الطرابلسي البالغ من العمر 22سنة و هو منذ ذلك الحين يجهل مصيره. مثال من الأردن أعطت الحكومة الأردنية المثل بإقدامها على إغلاق أحد أقسى المعتقلات الذي يشبه سجن برج الرومي أو الناظور عندنا. فقد أخلي سجن «الجفر» الأردني وسط الصحراء النائية من نزلائه بعد أن أمر الملك عبدالله الثاني بإغلاقه قبل شهرين وتحويله الى مدرسة للتدريب المهني، مُسدلاً الستار على سجن حمل ذكريات سيئة في أذهان الكثير من الأردنيين على مدى أكثر من 50 سنة. رباعية بدل الخماسية كان مقررا أن تكون القمة العربية المصغرة التي استضافتها ليبيا يوم الثلاثاء الماضي خماسية تجمع بين مصر والجزائر وتونس واليمن وليبيا، لكنها أصبحت رباعية بعدما تعذر على رئيس الجمهورية المشاركة فيها بسبب التوعك الذي طرأ على صحته. أحكام بالسجن أفادت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين في بيان لها مؤخرا أن الدائرة الجنائية الثانية بالمحكمة الابتدائية بتونس قضت يوم الخميس 18 جانفي 2007 على كل من السادة زياد الغضبان (بحالة إيقاف) و كريم المسوسي و غيث الوافي (بحالة سراح) بالسجن أحد عشر عاما نافذة وعشر سنوات مراقبة إدارية بالنسبة للأول وسنتين نافذتين بالنسبة للثاني والثالث طبق فصول قانون مكافحة الإرهاب الصادر في 10 ديسمبر 2003. مصير مجهول أكد السيد شريف الطرابلسي في رسالة سلمها إلى جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي أن أعوان امن بالزي المدني اقتحموا محل سكناه الكائن بجرزونة بتاريخ 9جانفي 2007 و القوا القبض على ابنه محمد الطرابلسي البالغ من العمر 22 سنة و هو منذ ذلك الحين يجهل مصير ابنه. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » (أسبوعية – تونس)، العدد 390 بتاريخ 26 جانفي 2007)


رحيل خليفة سقراط في برج الرومي

 
الموقف عندما سأل حارس السجن في برج الرومي الهادي سلامة عن أسباب سجنه، كان ينتظر بان يجيبه بأنه بعثي او شيوعي او اشتراكي من « برسبكتيف » (آفاق). لكنه أجابه بكل قناعة « أنا في السجن لاني فيلسوف ». لم يفهم « الشاف » العربي معنى الجواب فسأله مرة أخرى : وما العلاقة بين الحكم عليك بالسجن لمدة ثلاث سنوات وكونك فيلسوفا، فردّ عليه  » الفلاسفة، من سقراط الى الهادي سلامة، مضطهدون ». ابتعد « الشاف » العربي من باب غرفتنا وكأنه خجول من جهله بكون القانون الجنائي التونسي يعاقب على جريمة الفلسفة. والهادي كان حقّا فيلسوفا. فالرجل منحدر من عائلة اقطاعية كانت تمتلك نصف غابات الشابة لكنه ارتحل عنا وهو لا يملك سوى البيت الذي بناه بعرق جبينه. والهادي تربى في محيط عائلي يمتلك ويمتهن الخمّاسة والربّاعة والرعاة، وهي الشرائح الاجتماعية التي اصطفى منها غالبية …. أصدقائه وجلسائه. ولم يكتف بذلك بل تبنى الاشتراكية دفاعا على كل المستضعفين . لكن أهم ما كان يدفع الى التعلق بصداقة الهادي ليس تواضعه وفلسفته في الحياة وسخاء التزامه، وهي كلها صفات يمكن اكتسابها، بل تلك الخصال النابعة من طينته والتي نأسف اليوم لفقدانها من سلّم القيم الجارية، وأهمها الشهامة والوفاء. فالهادي كان شهما لا يخاف أحدا ولا شيئا. لا زلت أراه يجمع الاموال لحركتنا وينظم ايواء المختفين من الاعتقالات ويخزن المنشورات بنفس الهدوء الذي كنت أراه فيه وهو يغوص في عمق 20 مترا لصيد المنّاني، ذلك الهدوء الذي يعطيك الشعور بأن ما يقوم به طبيعي وفي متناول كل واحد منّا. ارتحل هذا الرجل يوم 15 ديسمبر الماضي فحزنت يوم علمت برحيله. ثم انتقلت الى مسقط رأسينا بالشابة يوم السبت الماضي لاحياء أربعينيته، فرأيت العشرات من أصدقائه ورفاقه وزملائه يذكرون حياته بعطف وحب صادقين. ورأيت الزهور التي خلّفها والارملة الوقورة التي عاشرها فقلت في نفسي أن رجلا يترك هذه المشاعر لا يموت… فخفّ حزني. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » (أسبوعية – تونس)، العدد 390 بتاريخ 26 جانفي 2007)


سؤال الإصلاح الدّيني: محاذير ومداخل ممكنة

 
فتحي الرّحماني – مدنين تفاعلا مع مقال الأخ عبد الجبّار الرقيقي ( الإصلاح الديني: ضرورة حيويّة لمجتمعنا ) الصّادر بجريدة الموقف في عددها 386، وإسهاما في تقليب مسألة الإصلاح الديني على وجوهها المختلفة نشير في هذه المقاربة إلى بعض المحاذير ونطرح بعض المداخل الممكنة لتعميق التفكير في هذه القضيّة. 1) المحاذير: • لا ينبغي التغاضي عن الجهود المبذولة في هذا الإطار ولا إغفال الإسهامات الكثيرة التي قدّمتها رموز وحركات إسلاميّة عديدة عرفت بنزعتها التنويريّة التجديديّة. • إنّ طرح مسألة الإصلاح الديني لا يجب أن يخضع لمنطق التقابل أو التضادّ الثنائي بين الدّيني العقائدي من جهة والمادّي العقلاني من جهة أخرى لما ينطوي عليه هذا التقابل من إقصاء ودوغمائيّة، بل لا بدّ لنا إذا أردنا التفكير العميق والرّصين في هذه القضيّة أن نتخلّص من ظلال المنوية الفكريّة التي يبدو أنّ تأثيراتها لا تزال ماثلة في الوعي واللاّوعي، وهي التي تنتج ثنائيّات غير جدليّة لا تزال تمارس سطوتها على تفكير نخبنا وتدفعهم إلى التقوقع داخلها ممّا يقصي البعد الثالث الذي يمكّن من التجاوز ويختزل الآخر إمّا في صورة الصّديق أو في صورة العدوّ وننتهي إلى تنصيب محاكم تفتيش عن النّوايا والعقائد. • لا بدّ من التنبّه إلى أنّ منطق التكفير ليس خاصّا بالحركات الإسلاميّة وحدها وإنّما هو بنية ذهنيّة تحكم جميع النّخب السياسيّة عندنا من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار وتجد تعبيراتها المختلفة في صفات التخوين والتشكيك وتهم التحريف والعمالة والرجعيّة… • ضرورة التمييز بين الإسلام والمسلمين والإسلاميين: أي بين الإسلام باعتباره دينا، والمسلمين بثقافتهم التي يلتبس فيها الإسلام بعادات وتقاليد متنوّعة، والإسلاميّين الذين يحاولون تحويل الإسلام إلى برنامج عمل سياسي قد يستجيب لانتظارات النّاس وقد لا يستجيب. • يجب التنبّه إلى أنّ علاقة النّخبة بالدّين ليست كعلاقة المجتمع به: فالنّخبة تسعى إلى التفكير في الدّين وعلاقتها به سياسيّة أو نظريّة، بينما علاقة المجتمع به علاقة عمليّة لا تخضع لتفكير مسبّق فهو ملتبس بالسّلوك والتقاليد ومكوّنات الشخصيّة. • إنّ أيّ حوار بين مختلف التيّارات الفكريّة أو السياسيّة لا يجب أن يبحث عن المشترك الفكري أو العقائدي بقدر ما ينبغي أن يبحث في المشترك القانوني والسياسي والأخلاقي الذي يحفظ التعدّد في المرجعيات ويحمي الحقّ في الاختلاف. 2) مداخل ممكنة: إنّ مدخل التفكير في قضيّة الإصلاح الدّيني ممكن من زوايا مختلفة خاصّة إذا كان الهاجس سياسيّا، وحسبنا هنا أن نقترح بعضها تمهيدا لتعميق النّظر فيها: • أوّلها: هو التنبيه إلى الخطأ الذي وقعت فيه الكثير من الحركات الإسلاميّة التي ذهبت إلى استعادة مضامين تاريخيّة دون مراعاة لسياقها الذي أنتجها ودون التفكير في مدى ملاءمتها لواقع الحال، في حين أنّ أيّ إصلاح ديني يفترض أن يستعيد الآليات المنتجة للأفكار وخاصّة آليّة المقاصد كما هي عند الشاطبي مثلا ونعني ( حفظ الدّين، وحفظ العقل، وحفظ العرض، وحفظ المال، وحفظ النّفس) وفهمها فهما معاصرا وربطها بمضامين تاريخيّة راهنة: فيمكن لمقصد حفظ الدّين أن يتحقّق من خلال دور الدّولة في حماية حريّة المعتقد ودعم المؤسّسات الدّينيّة واحترام هويّة المجتمع وثقافة النّاس… ويمكن لمقصد حفظ العقل أن يتحقّق بالالتزام بنشر المعرفة ورعاية التعليم ودعم البحث العلمي والتأكيد على مضامين تنويريّة… بينما حفظ العرض يمكن أن يتجاوز حدود الفرد إلى معنى الحفاظ على استقلال البلاد والدّفاع عن سيادتها ومقدّراتها… وقد يتجلّى حفظ المال في احترام حرمة المال العام وفي التوزيع العادل للثروة… أمّا حفظ النّفس فيمكن بلورته في اعتبار الإنسان غاية كلّ تشريع والحرص على تمتّعه بكافّة حقوقه وبكامل حريّته والعمل على تحقيق أمنه المادّي والنّفسي وتجنيبه كلّ مظاهر الحجز أو المنع أو التعذيب… • وثانيها: العودة إلى ابن تيميّة الفقيه المجتهد الذي أسيئ فهمه خاصّة في تمييزه بين نوعين من تصرّفات العباد:    عبادات يصلح بها دينهم، وهذه شرّعها الله وفصّل فيها القول.    عادات يحتاجون إليها في دنياهم، وهذه لم ينشئها الشّارع بل النّاس هم الذين أنشؤوها وتعاملوا بها والشّارع جاء مصحّحا لها أو معدّلا أو مهذّبا والأصل فيها الإباحة إلاّ ما حرّم الله، وتحت هذا الباب يمكن إدراج الكثير من المسائل الاجتماعيّة والسياسيّة التي يجوز فيها الاجتهاد والاختلاف. • أمّا ثالث المداخل الممكنة فهو قوانين العمران البشري التي نصّ عليها ابن خلدون السنّي الأشعري في مقدّمته: حين ذهب إلى أنّ العمران البشري لا بدّ له من سياسة ينتظم بها أمره، وميّز بين سياسة شرعيّة وأخرى عقليّة مؤكّدا توازي نفعيهما في الدّنيا. أو تأكيده على أنّ الملك والدّولة العامّة إنّما يحتاجان إلى عصبيّة أي قوّة اجتماعيّة تسندهما، ولا قوام لأيّ سياسة دون عصبيّة. بل اعتبر أنّ الدّعوة الدينيّة نفسها من غير عصبيّة لا تتمّ مستشهدا بالحديث النّبوي الشّريف ( ما بعث الله نبيّا إلاّ في منعة من قومه ) وهو في كلّ ذلك يبيّن سطوة قوانين العمران ودورها في تحديد اختيارات النّاس السياسيّة وفي بناء دولهم، بل فسّر قيام الدّول وازدهارها أو انهيارها بقوّة عصبيّتها أو فتورها. هكذا اخترنا أن نقدّم هذه المداخل من بين مداخل أخرى كثيرة لأنّها تلتقي كلّها في التمييز بين مجال الاعتقاد في الإسلام وهو مطلق، ومجال الفعل وهو نسبيّ خاضع للاجتهاد إذ يتّصل بالمعاملات وما يرتئيه النّاس أنسب لتسيير مصالحهم وشؤونهم، وهاجسنا جميعا ليس تصحيح أعطاب المجتمع أو الفكر الدّيني فحسب ولكن تقويم مسار نخبنا السياسيّة ومثقّفينا أيضا. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » (أسبوعية – تونس)، العدد 390 بتاريخ 26 جانفي 2007)  


مدرسة المهندسين بمجاز الباب: خمسة في غرفة واحدة

 
جمال الرحماني يوم الأربعاء 17 جانفي عند الساعة السادسة و الربع مساء، كانت القطرة التي أفاضت الكأس، فقد خرج معظم طلبة المبيت الجامعي بالمدرسة عن صمتهم ليحتجوا على التقصير اللاّمسؤول من إدارة المبيت، فأضربوا عن تناول وجبة العشاء لتلك الليلة، و وجبة الغداء ليوم الخميس مما اضطرّ المدير للتدخّل، و يا ليته تدخّل ليصلح الوضع و يعاتب العملة بسبب تقصيرهم. بل قام بالبحث عن « الرؤوس المدبرة »، و بالطبع فإن « الميليشيا » دائما جاهزة لتقديم خدماتها و جرى حوار مثير انتهى لصالح الطلبة خاصة عندما أجاب أحدهم أنّ الوجبة الرئيسية  » محروقة » لا يمكن أن تهضم وأنّ الشّامية ما تكسرهاش مطرقة، وأنّ هذه التجاوزات والأخطاء متكرّرة منذ سنين. وعلى إثر هذه الحادثة اتصلنا ببعض الطلبة لنستطلع آراءهم حول الموضوع، فكان الاستياء شديدا، و حوصلوا لنا معاناتهم فيما يلي : 1-المبيت: الغرف الصغيرة تستوعب أربعة و خمسة طلبة، أمّا الغرف الأصغر منها، فهي تستوعب ثلاثة طلبة، حتّى أنّّه لا يمكن أن تجد في بعض الأحيان طاولات للمراجعة. أمّا المركبات الصحّية فحدّث ولا حرج، فبعض الحنفيّات لا يمكن غلقها، و بسبب قدمها فإنّ التصريف سيّْْء للغاية ممّا يسبّب روائح كريهة، إضافة إلى الانقطاع المتكرّر للمياه، و المعضلة الأكبر هي الرّطوبة و المجاري الهوائية. 2-المسجد: فمنذ ثلاث سنوات تمّ إغلاق المسجد الوحيد بالمنطقة، و يقول المسِؤولون أنّه أغلق بأوامر « من فوق »، وحوّلوه إلى مخزن و أتلفوا مفروشاته و محوا إسمه من الجدار، و هذا يدلّ بوضوح على أنّ حرّية ممارسة الشّعائر الدينيّة غير مكفولة، و طبعا فإنّه بسبب الوضع الدّاخلي لا أحد يجرؤ على المطالبة بفتحه أو حتّى الصّلاة في الغرف دون إسدال السّتائر خوفا من « الميليشيات » المشهود لها بصداقتها مع المسؤولين و ترددها بصفة مستمرّة على مكاتبهم. ووصل الأمر بأحدهم إلى التّجسس على من يصلّون الفجر وقام بمداهمة الغرفة و مساءلتهم و التنبيه عليهم بعدم الصلاة في جماعة، و طرائف أخرى… 3-الأدواش: تصوّروا أنّ أربعة طلبة يسكنون في نفس الغرفة، وبعد القيام بتمارين رياضيّة لمدّة ساعتين وجدوا الدّوش مغلقا في ليالي الشّتاء هذه، فاستسلموا للنّوم على هذه الحالة. أمّا صديقي الآخر فاتّصل بالكاتب العام المسؤول عن ذلك فأجابه بأنّ المازوط غير موجود منذ 7 أيّام و تبيّن فيما بعد أنّه موجود. 4-الأنترنات : بعد المقال الذي نشر في جريدة « الموقف » في عدد سابق تمّ فتح قاعة تضمّ خمسة حواسيب، لكن ذلك لم يدم شهرا واحدا فقد تقلّص عدد الحواسيب ليصبح ثلاثة فقط، ثمّ تحولت القاعة مرّة أخرى إلى قاعة للتّدريس، إضافة إلى إنقطاع الخدمة بصفة مستمرّة، كذلك صدر أخيرا قرار من المدير بأنّ الإبحار يستوجب ترخيصا من مدير الدراسات شخصيّا. و نحن نعتبر ذلك تضييقا على الطلبة و يأتي في إطار تنفيرهم من استعمال هذه الخدمة لأسباب نعلمها جميعا، و طبعا هناك تجاوزات أخرى سيأتي الوقت المناسب لذكرها إن لم يتم تداركها. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » (أسبوعية – تونس)، العدد 390 بتاريخ 26 جانفي 2007)


تحقيـق
نساء مدمنات مخدّرات… كيف ولماذا؟
 

نساء مدمنات أمر قد لا يستسيغه العقل لكنه واقع معيش للاسف في بلادنا.. إذاعة «موزاييك» قدمت شهادات حية في الموضوع.. و«الأسبوعي» سعت لكشف مزيد التفاصيل حوله من خلال التقائها بالأستاذة جودة بن عبيد الطبيبة النفسانية والمسؤولة الاولى عن قسم «الانصات والوقاية والعلاج» «الأمل» وهو قسم جامعي تابع لوزارة الصحة العمومية يوجد بالمركب الصحي بجبل الوسط من أهدافه استقبال وتوجيه المسترشدين حول الإدمان والتعهد والاحاطة بالمدمنين عن طريق عيادات خارجية أو الاقامة بالقسم إذا اقتضى الامر أو توجيههم الى مراكز طبية أخرى، ويسعى القسم كذلك الى المساهمة في الخطة الوطنية للمقاومة والوقاية من الإدمان.

في البداية تقول الدكتورة جودة بن عبيد أنّ المواد المخدرة كانت موجودة منذ قديم الزمان ولكنها كانت مستهلكة لدى فئات وطبقات محدودة، أما اليوم فقد انتشرت وأصبحت آفة تهدّد البشرية وخاصة الشباب وذلك نظرا للتطورات والانفتاحات التي عرفتها المجتمعات، وتوضح أن أسباب تعاطي المخدرات أو الإدمان عليها عديدة وتختلف من مستهلك  الى آخر ويمكن ان نلخصها في المشاكل والضغوطات العائلية والاجتماعية والنفسية والعصبية والاكتئاب والتظاهر والتقليد خاصة لدى بعض الشباب والشابات. وترى أنه لمعالجة هذه الظاهرة والقضاء عليها يجب أولا معالجة مسبباتها الحقيقية وتلافيها.

 
** أم الأطفال أدمنت الأقراص المهدئة… والسبب زوجها
 
** الأب حمل ابنته وصديقها للعلاج من الإدمان ثم زوّجهما
 
مشاكل وراء الادمان

وفي هذا الاطار أوضحت الطبيبة النفسانية جودة بن عبيد أنه رغم تهاطل المكالمات عليها  من طرف نساء مدمنات رغبة في العلاج الا أنهن لا يأتين بعد ذلك ففي خلال سنة 2006 مثلا جاءتها حوالي 6 نساء فقط للعلاج وذلك ربما يعود الى أنّ المجتمع أكثر قسوة على المرأة المخطئة وهو ما يجعلها  اكثر حرجا لتقبل العلاج لأن ذلك يعتبر إعترافا منها بأنها كانت مدمنة.وبهذه المناسبة تدعو الدكتورة كل المدمنين والمدمنات الى التحلي بالشجاعة والاقدام على العلاج  مطمئنة الجميع بأن ذلك يتم في كنف السرية التامة مضيفة أن طلب التداوي التلقائي يعفي صاحبه آليا من التتبعات  القانونية حسب ما ينص عليه قانون مكافحة المخدرات . وفي هذا الاطار حدثتنا  الطبيبة عن بعض الحالات من النساء المدمنات اللاتي قدمن للعلاج بالمركز.

عصيان فإدمان

الحالة الاولى: هي لفتاة  أقل من 20 سنة- أتى بها أبوها للعلاج – وهي تحيي الموقف  الشجاع لهذا الأب الذي كان متفهما وسعى لانقاذ إبنته وترجو الدكتورة لو أن كل عائلة  تونسية لها فرد مدمن أن تتفهم الوضعية وتقبلها بل يجب أن تقتنع بأنه مريض كباقي المرضى ومن حقه أن يعالج.

وتواصل حديثها عن هذه الفتاة  قائلة انها تعاني من بعض المشاكل والضغوطات العائلية- مع العلم أن عائلتها ميسورة نوعا ما- فقد أحبّت شابا عاطلا عن العمل ولكن أهلها منعوها من الزواج به فما كان منها إلا أن أعلنت حالة العصيان وهربت مع صديقها الذي كان بدوره متعاطيا فشاركته التعاطي الى أن وصلت الى درجة الإدمان وساءت حالتها الصحية  والمادية ولم تعد قادرة على التزود  بالمادة المخدرة التي تستعملها  فلجأت الى أهلها  طالبة منهم مساعدتها  بالمال للحصول على مبتغاها فمدّ والدها يديه لها لمساعدتها ولكن على المعالجة والتداوي لتتخلص من الآفة التي كادت أن تعصف بحياتها وقد تكفل هذا الأب الشجاع بمعالجتها  وصديقها ثم تزوجا بعد ذلك بمباركة كل العائلة.

ولكن المؤسف هنا أن الفتاة بعد أن تماثلت للشفاء وظن الجميع أنها كذلك عادت ثانية للتعاطي  وذلك يعود طبعا الى التقصير منها ومن أفراد عائلتها  الواهمين انها شفيت مع جهلهم أن «الإدمان مرض مزمن» نعم «مرض مزمن» ويتطلب  المتابعة والإحاطة الطبية والاجتماعية والنفسية وسنتعرض الى ذلك في كيفية العلاج. وعادت البنت من جديد للعلاج والآن نتابع حالتها  باستمرار من خلال عائلتها  أولا  ومن طرف الاخصائيين ثانيا وقد عهدنا الى مركز الدفاع والادماج الاجتماعي القريب من مقرّ إقامتها للإحاطة بها ومساعدتها  على مجابهة مشاكلها وتخطيها بصفة طبيعية سليمة أو السعي الى إنهاء أي نوع من المشاكل من شأنه أن يعكّر صفوها.

أم مدمنة

 حالة أخرى لامرأة في الخمسين من عمرها تعاني حالة صداع دائم وأرق  وضغوطات نفسية وعصبيّة شديدة بسبب إدمان زوجها على  القمار واهداره  للمال في ذلك وكان يفتك منها مالها الخاص  ليصرفه في لعبة «القمار» وحاولت عديد المرات أن تثنيه عن صنيعه ولكن ذلك لم يجد معه نفعا ولم تقدم هذه الزوجة على طلب الطلاق أو تقديم قضية ضده بما أنه مقامر خوفا على أطفالها فصبرت وصابرت من أجلهم  لكن ذلك ولد لديها حالة من الاكتئاب واليأس  والاضطرابات النفسية ولتخطي هذه الحالة التجأت الى استعمال الحبوب المهدئة التي تحتوي في حقيقة الأمر مواد مخدرة وتعودت على استعمالها حتى وصلت درجة الإدمان ووجدت نفسها تهرب من مشكل الى مشكل آخر  أكثر خطورة.

والجدير بالملاحظة أن هذه المرأة قدمت الى قسم الامل واستشارات ولكنها لم تعد للعلاج لانها لا تستطيع أن تترك أطفالها  وعملها الذي تقتات منه كل العائلة كما أنه لا توجد أي صبغة إلزامية تفرض عليها ذلك لأن من أهم شروط العلاج هو الاقتناع الشخصي فمثلا هناك عديد الحالات الذين كانت عائلاتهم  ترغب في معالجتهم ولكنهم رفضوا وكان لهم ما أرادوا.

زوج مشكاك

أما الحالة الثالثة فهي لامرأة  تفوق الخمسين من عمرها لها زوج  مريض بالشك فهو دائم الشك في سلوكها وتصرفاتها  ويعنفها باستمرار  ويحاصرها بأسئلته وأوهامه التي لا تنتهي مما خلق لديها  حالة اكتئاب وأرق  وضغط عصبي عميق وأصبحت سريعة الانفعال والتوتر فوجدت في الحبوب والادوية  المهدئة حلا لتخطي حالتها  وتواتر استعمالها حتى درجة الإدمان وعوض أن تداوي نفسها كادت تغرق إذ ساءت حالتها وكادت أن تعصف بحياتها  وبعد سنوات وبعد أن كبر أطفالها  عندها فقط جاءت الى قسم  «الأمل» للمعالجة وأقامت به شهرا كاملا وتمتعت بالاحاطة الطبية والنفسية والاجتماعية وحاولنا إبعادها ولو لفترة محدودة عن منزلها وعن الاجواء المشحونة بسبب الزوج ووجدت هذه المرأة في اصدقائها  الحضن الدافئ إذ ساعدوها كثيرا في عملية العلاج. وتوضح الدكتورة أنه في مثل هذه الحالات فالحل لا في تناول الأدوية والمهدئات بقدر ما هو في حل المشكل الاساسي الذي دفع الى الادمان.

دراستان

 كما أضافت الدكتورة بن عبيد أن قسم «الأمل» أعدّ خلال سنة 2006 دراستين:

  الاولى حول الاطفال الذين حوكموا لأسباب أو جنح أخرى  غير استهلاك  المخدرات ومع ذلك ثبت أن جل هؤلاء الأحداث  يتعاطون المخدرات أو أدمنوا عليها بما في ذلك الفتيات الصغيرات السن (أقل من 17 سنة)  وتبين أن أكثرهن لهن مشاكل  عائلية ومورس عليهن العنف بأنواعه  كالاغتصاب والتعنيف الجسدي والطرد من المنزل فوجدن أنفسهن في الشارع تائهات وخالطن «أصحاب السوء» إنّ صحّ التعبير ووصلت حالتهن الى ما لا تحمد عقباه. أما الدراسة الثانية فقد ركزت على مجموعة من النساء حوكمن بسبب استهلاك أو تجارة المخدرات وقد ثبت من خلال  هذه الدراسة أنّ نسبة كبيرة منهن تعرضن بدورهن الى كل أساليب  العنف والتعذيب والاهانةوعانين حالات التشتت أو الفشل أو الخصاصة والاحتياج. وقد بينت محدثتنا أن هؤلاء  النساء- وهنّ في الغالب دون الثلاثين سنة- يقع استغلالهن  جنسيا ثم بعد ذلك تمارس عليهن  ضغوطات للتوسط في تجارة المخدرات إذ يوجد بعض الرجال يستغلون حالة ضعفهن لتحقيق مآربهم  خاصة بعد أن تتحول هؤلاء الفتيات الى مدمنات وليحصلن على الجرعات المخدرة  عليهن أن يستجبن لكل ما يطلب منهن. وتؤكد الدكتورة  في هذا المجال انه لمعالجة هذه الآفة أي آفة المخدرات لدى النساء أو غيرهم  يجب أولا وقبل كل شيء  القيام بحملات تحسيسية للوقاية والحث على معالجة الاسباب الحقيقية الكامنة وراء ذلك.

 
كوثر البرهومي
 
(المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 29 جانفي 2007)

 

الأمراض التي تصيب المدمنات

 

تنتشر عديد الأمراض لدى المدمنات منها الالتهاب الكبدي الوبائي، الايدز (السيدا)، تشحم الكبد، نزيف الجهاز الهضمي، قرحة المعدة، ارتفاع ضغط الدم، التأثير على وظائف الدماغ المعرفية، سرطان الثدي، تأثيرات سلبية على الاخصاب والإنجاب، الوصول الى سنّ اليأس في مرحلة مبكرة. مـظاهـر الإدمـان الادمان هو حالة تسمّم مزمنة ناتجة عن استهلاك متكرر لمادة مخدرة تؤدي بمتعاطيها الى حالة تبعية نفسية وجسدية تجاه هذه المادة. من آثار الإدمان على الصحة تختلف التأثيرات الجسدية حسب المواد المستعملة ونذكر منها بصفة عامة فقدان الشهية، هزال ، فقر الدم، اضطرابات في القلب والدورة الدموية والجهاز التنفسي الى حد القصور المزمن، تسمم أو قصور في الكلى أو في الكبد أو في الأعصاب، إمكانية الاصابة بالسرطان والتعفنات الفيروسية كإلتهاب الكبد الفيروسي والسيدا. من علامات الإدمان -تغير فجئي في مواقف وسلوك الشخص – إهمال المظهر والعناية بالجسم – تراجع فجئي في المردود المدرسي أو المهني أو التغيب والانقطاع – اختلال في العلاقات مع أفراد الاسرة أو الاصدقاء أو الانزواء غير المعتاد. -نوبات من الغضب أو العدوانية غير المبررة – طلبات متزايدة عن المال – علامات بدنية متكررة مثل احمرار العينين والارتعاش والبطء في الكلام وصعوبة في النطق والمشي غير المتزن مراحل العلاج من الإدمان هناك فريق كامل يسهر على عملية العلاج بداية من الطبيب الجسمي والمرشدة الاجتماعية التي تدرس الجوانب الاجتماعية للمتعاطي وصولا الى الاخصائية النفسانية والطبيبة المختصة في الطب النفسي وهؤلاء جميعا يتعاونون فيما بينهم حتى تحصل الفائدة  المرجوة للمريض. وحسب الدكتورة بن عبيد والسيدة هيام بوكسّولة الأخصائية النفسية بالمركز، تخضع عملية العلاج الى أربع مراحل أساسية: × المرحلة الاولى: هي مرحلة طلب العلاج الشخصي (الذاتي) وتعتبر أهم  مرحلة بالنسبة للفريق المعالج وهي توعية المريض وإقناعه بأهمية المتابعة الطبية وبمضار المواد التي يستهلكها  وتتدخل في هذه الحالة الطبيبة أو الأخصائية النفسانية للاستماع والانصات لمشاكله  وهمومه ثمّ توجيهه وتوعيته وعندما  يصل الى مرحلة الاقتناع التام عندها يمرّ الى المرحلة التالية. المرحلة الثانية: وهي مرحلة الإعانة على «الفطام» وذلك بطرق طبية تساعد المستهلك أو المدمن على التغلب على الأعراض الانسحابية المؤلمة وتسمى بالفرنسية les signes de sevrages وتدوم هذه الفترة عادة من 10 الى 30 يوما حسب حالة المريض وحسب نوعية المادة المخدرة التي يتعاطاها. المرحلة الثالثة: وهي مرحلة الاحاطة النفسية لتجاوز الاحساس بالفراغ الذي يحدثه التخلي عن المادة المخدرة وعن عادة استعمالها، ثم الرجوع الى الاسباب التي ساهمت في ظهور سلوك الإدمان ودراستها ومحاولة القضاء عليها أو مساعدة المريض وتهيئته للتعامل معها بأساليب سليمة. × المرحلة الرابعة: وهي جملة من البرامج لإرشاد المتخلي عن الإدمان وعائلته قصد تمكينه من الاندماج في المجتمع من جديد  على أن لا يعود ثانية للاستهلاك. وفي هذا الاطار تدعو الدكتورة المدمنين وعائلاتهم الى التعامل بإيجابية مع هذا المشكل والسعي الى المعالجة لا الخجل حتى لا تزداد حالة المدمن سوءا إذ يجب إنقاذه من البداية وتدعوهم الى المجيء الى قسم «الأمل» للتداوي بطرق صحيحة وسليمة أو توجيههم التوجيه الصائب. (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 29 جانفي 2007)


29/01/2007 من ظلمات اليسار إلى ظلمات النصرانية ولعنة العداء للحركة الإسلامية

 
عبدالباقي خليفة سيسجل التاريخ لبن علي أنه من أسس للفتنة الطائفية التي بدأت نذرها تلوح في الأفق ، وتهدد الاجيال القادمة على طريق لبلننة تونس . حيث لم تعرف البلاد منذ عدة قرون دينا سوى الدين الاسلامي ،ولم تعرف مذهبا غير المذهب المالكي . وياليت هذا الطارئ جاء نتيجة طبيعية لتفاعل وتدافع فكري وايديولوجي ومذهبي ،في أجواء الحرية والديمقراطية ،وإنما هو للأسف نتيجة سياسة تجفيف الينابيع ،والحرب على الحركة الاسلامية متمثلة في حركة النهضة . كما إنه يأتي في إطار مشروع دولي لضرب الوحدة المذهبية في منطقة المغرب العربي ، لخلق عراق جديد في المستقبل ولبنان جديد خلال أجيال ، فلا يوجد حاليا في المنطقة سوى عرب و بربر يجمعهم دين الاسلام والمذهب المالكي على الاعم . ولكن ومنذ سنوات بدأت المنطقة تئن تحت ضربات عصا البوليس وقمع الديكتاتورية ،واستغلت النصرانية والتشيع الفراغ لتملآ الساحة وتغير التركيبة الدينية والمذهبية فيها ، تحت رعاية رسمية ودولية في إطار اتفاقات غير معلنة في هذا الخصوص . وهو ما أشارت إليه شخصيات وطنية اسلامية وغيرها في وقت سابق ( 1 ) . وفي الوقت الذي لا يستطيع فيه المسلم الملتزم الجهر بدينه وبتوجهه الفكري والسياسي ، يبجح المتشيعيون لايران تحت لافتة آل البيت وهم منهم براء ، بل المرتدون عن الاسلام ممن ولدوا في دياره ولم يحصل لهم شرف تذوق حلاوة الايمان به ،والغوص في مقاصده وجوهره ، بل نشأوا في أطر تعادي الاسلام تحت لافتة محاربة الحركة الاسلاميةوالاسلاموية ،يتبجحون بردتهم وبظلماتهم وظلاميتهم الدينية والمذهبية . وبذلك يتجلى حجم الجريمة وعظم الجناية التي يرتكبها النظام الحاكم ، وبالاخص وزير الشئون الدينية والمستشارين وبقية المسئولين في النظام الحاكم الآن . فمن أجل السلطة الزائلة والآنية والتي تنته في أقصى الحالات بإنتهاء حياتهم ، يضحون بالامن الاستراتيجي والسلام الديني والمذهبي لتونس ومنطقة المغرب العربي ، بحكم أن الجزائر والمغرب تشهد حالات مشابهة ، (وإن كانت أقل حدة مقارنة بتونس بسبب هامش الحريات المتاح في البلدين  ) في عملية أشبه ما تكون بحركة انتقام من البلد والتاريخ والدين والشعب والاجيال القادمة عبر عملية تفكيك وحدتها الدينية والمذهبية تدريجيا . وقد دفعني لكتابة هذا المقال ما قرأته من خلال متابعتي للسجال الحاصل على المواقع الالكترونية ، وبعض الكتابات المتهافتة للشيعة الجدد والصليبيون الجدد في تونس ،والذين يلقون الرعاية والحماية من قبل السلطات الرسمية ، كمن يربي الحيات والثعابين بين أفراد أسرته . إذ أنه لا يمكن تصور أن يفقد النظام عقله إلى درجة تهدد مستقبل البلاد ، وأن تدفعه خصومته مع الحركة الاسلامية إلى العمل على تغيير التركيبة الدينية والمذهبية في البلاد . وهب أن ذلك جلب له ما يبتغيه ، وجعل أولئك الطامعين والمتربصين بمستقبل البلاد منافقين يطبلون ويزمرون له لتحقيق غاياتهم الدنئة وليس بالتأكيد حبا فيه أورضا بما يفعل ، ألم يفكرماذا سيكون في تونس بعد 50 أو 100 سنة من صراعات دينية ومذهبية تؤسس لفتن لا تبقي ولا تذر ،و لتدخلات عسكرية أجنبية كما حدث في لبنان سنة 1920 وغيرها من الاماكن . لقد أصبح التدين في ظل الديكتاتورية وفي نظر بعض الساسة الغربيين الذين عادوا للاشجار مجددا ، مشكلة أمنية ، وأمر مرفوض يجيش له كل ما يمكن من أساليب وطرق بعضها يهدد البلاد على المستوى المتوسط و البعيد .ويطبق في سبيل اجتثاثه كل التوصيات والنصائح حتى وإن كانت لهلاك البلاد والعباد والتضحية بمسقبل نسيجها الديني والاجتماعي والمذهبي ، من خلال التشيع والتنصير . وهناك من تغلب على عقده وعاد للاسلام ، وهناك من حمل أوزاره السابقة ليحارب الاسلام من فوق أرض و ايديولوجية أخرى تحاربه و تناصبه العداء ، أي الانتقال من ( الاشتراكية العلمية ) و( صراع الطبقات ) و ( الحتمية التاريخية ) و( الديالكتيك ) و( العنف الثوري ) وغيرها من المصطلحات الغابرة إلى ( اليوسوعية ) و  » الصليب ) و  » صلب المسيح  » و  » القس بيار  » والام تيريزا  » … وفي هذا الإطار، أريد أن أناقش ما ذهب إليه أحدهم من إشادة بالصليب والصليبيين ،والغمز بالاسلام والمسلمين على طريقة الغبي المتذاكي ،ولست بحاجة للتذكير بالصفحات الدموية السوداء للصليبيين بدءا بقتل 112 مليون من الهنود الحمر،أوألف عام من الحروب الدينية في أوربا بما فيها التي جرت بين الكاثوليك والبروتستانت ،والتي راح ضحيتها الملايين من البشر باسم يسوع المسيح ،ولا بمحاكم التفتيش الكنسية الرهيبة التي لم يعرف لها التاريخ مثيلا ولا سيما التاريخ الاسلامي بما في ذلك القواصم الجارية في العراق ،حتى وإن استلهم بعضهم بعض أساليب محاكم التفتيش الكنسية . عندما دخل نابليون بونابرت إلى اسبانيا توجه إلى أحد الاديرة التي تنصب فيها وفي سراديبها محاكم التفتيش ،  ولكن القساوسة أنكروا وجود غرف تعذيب للمهرطقين و اصحاب الديانات الاخرى ،وكادت جهوده تذهب سدى بحثا على المسالخ البشرية لرموز الرحمة الانسانية ، بيد أن ضابطا صرخ في نهاية المطاف ، لقد وجدت المدرج ،وكان مغطى بسجاد ( مقدس ) وبالقرب من موقع السرداب شمعة ( مقدسة ) وعندما هم بونابرت بأخذها معه إلى السرداب صرخ القس  » إنها شمعة مقدسة يا سيدي لا تمسها بيدك الملطخة بدماء الحرب  » فرد عليه بونابرت  » إن يدي الملطخة بدماء المقاتلين أطهر من شمعتك الملطخة بدماء المدنيين الابرياء « وشاهد بونابرت ما تقشعر منه الابدان ،و ما لم يرتكبه الرومان ولا الاغريق واالوثنيين من فضائع ، صناديق بها مسامير وسيوف في الجانبين لتقطيع أوصال الضحايا ونساء معلقات من أثدائهن رغم مفارقتهمن الحياة ، وصور مقززة لضحايا حقيقيين ( * ) . هل يمكن أن أذكرأيضا ما فعله المحتلون في الجزائر وغيرها من محارق ،ورضا الكنيسة الفرنسية والفاتيكان بتحويل مساجد المسلمين فيها إلى كنائس وهي حقائق لا يمكن انكارها ،ومحارق تثيتها الادلة المتوفرة .وحتى وإن كان ذلك ( قديما ) فهناك من الدلائل المعاصرة الكثير ، فمعروف أن الحرب الطائفية في العراق لم تستعر إلا بعد دخول الاحتلال للبلاد ،لقد عاش السنة والشيعة قرونا معا وتصاهروا وتجاوروا فكيف انقلب سلامهم إلى حرب سنة 2003 هل اكتشفوا بعضهم البعض اليوم ، وهل عرف الشيعة أن السنة هم أحفاد من قتل الحسين الآن ،والجميع يعلم أن السنة يتألمون لمقتل الحسين مثل الشيعة وأكثر لان البعض يعيش على مأساة الحسين ويجمع المال بذلك الادعاء العريض كما يجمع اليهود المال عن طريق شماعة الهولوكست . الفرق هو أن اليهود يجمعون المال من دول ، وزعماء الشيعة من البسطاء والمغفلين  من أنصارهم . وإذا علمنا أن العدوان على العراق اتخذ في جملة ما اتخذ من اسماء  » الحرب الصليبية  » فإن ما يجري يتحمل المسئولية عنه الصليبيون بمافيه الصليبيون الجدد في تونس . يمكن ضرب مثال آخر من التاريخ المعاصر والقريب جدا ،وهو حرب رواندة التي راح ضحيتها الملايين من الهوتو والتوتسي والتي اتهم باشعالها قساوسة وراهبات من فرنسا ( القس بيار ) وقد رأينا كيف يقتل الناس بعضهم بعضا بطريقة بشعة أكثر فظاعة مما تفعله بعض الفيئات في العراق . وهل أذكر حرب البلقان الاخيرة ( 1992 / 1999 ) التي كانت فيها الكنيسة الارثذوكسية تبارك القتلة ومغتصبي النساء ومستبيحي أرواح الاطفال في سراييفو وبريشتينا وسريبرينتسا ،وهناك أدلة مصورة بالفيديو تؤكد ذلك موجودة لدى محكمة جرائم الحرب في لاهاي . وفي أميركا وآسيا وأوربا واستراليا قصص مأساوية يطول ذكرها عن دور الكنيسة قديما وحديثا في مآسي وعذابات الناس هناك . ولا أريد أن أطيل في هذا المقال لان صفحات التاريخ مثقلة بمخازي الكنيسة والنصرانية التي نعتقد نحن المسلمين أن لا علاقة لها برسالة السيد المسيح ولا بالدين الصحيح الذي جاء من أجله . فالله الرحمن الرحيم ليس بحاجة لان يضحي ب( ابنه الوحيد ) ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ، من أجل أن يغفر للبشر ،وإذا كان سبحانه فدى اسماعيل عليه وعلى نبينا السلام بكبش فهل هان عليه ( ابنه ) لهذا الحد . إن من أؤكد عرى الايمان والانتماء للاسلام هو الاعتقاد بأن عيسى عليه وعلى نبينا السلام لم يقتل ولم يرفع على الصليب ،وإنما شبه لهم ، كما يؤكد القرآن الكريم ،  ومن يقول بذلك يكون خارجا عن الاسلام ، فلينظر البعض فيما فيه من اعتقاد ، إن كان حقا ينتمي لامة الاسلام بالعقيدة لا بالاسم أو الميلاد . في إحدى المناظرات قلت لاحد النصارى إنكم تقولون أن عيسى إلها وروح القدس الها والآب إلها ،وهم مع ذلك إلها واحدا ، فضرب بعض الأمثلة المتهافتة فقلت له ، إن إلهكم كما تقولون ليس إلها واحدا ، وإنما مجلس ألوهية ، فقول مجلس لا ينفي تعدد أعضائه ، ولأزيدك أكثر ،عندما نقول شعبا واحدا ، ليس كقول كفرد واحد ، فالفرد لا يقبل القسمة ، أما المجلس ( الاقانيم ) أو الشعب يقبل القسمة ، وبالتالي نشوب الخلاف والاختلاف والصراع بينهم وبغي البعض على البعض الآخر ،أمر وارد تفرضه طبيعة التعدد كما يحصل في المجالس وبين الافراد ،وإن جمعت بينهم تسمية واحدة ، مجلس شعب ، لجنة ، مجلس رئاسة ، هيئة ، أسرة ، إلخ ، فبهت الرجل ولم ينبس بشئ . وفي أساطير النصرانية أن عيسى عليه السلام كان يبكي ويستصرخ إلهه لينقذه ،ويسأله لماذا تركه ، فهل كان عيسى لا يعرف طبيعة المهمة التي جاء من أجلها ، أم نسي أم غير رايه في الموضوع ! البعض قال إن عيسى له طبيعتين بشرية وأخرى ألوهية أو الاهوت والناسوت ،وأن الناسوت هو الذي كان يبكي ، خرافة تعالى نصدقها ، هل كان ناسوت صدام حسين رحمه الله أقوى من ناسوت عيسى ؟!!! لماذا بكى الاول وتقدم الثاني بشجاعة للمشنقة . لقد ذكرت صدام حسين لان الجميع شاهد ذلك عبر الفيديو ، هل كان سيد قطب رحمه الله أكثر شجاعة من المسيح ، عندما قال لذلك الشيخ المسكين الذي جاء يعلمه الشهادة  » نحن نموت من أجلها وأنتم تأكلون بها الخبز  » كما يأكل البعض الخبز بسبنا . وهل كان الآلاف من الاحرار من مختلف الدينات والمذاهب بما في ذلك الملحدون أكثر شجاعة أمام المشنقة والمقصلة والكرسي الكهربائي والسيف والرمي للوحوش ، من ( رب جاء ليتقذ البشرية بالموت على الصليب ) فإذا به يبكي كالاطفال هلعا وجزعا ، هل من عقول تفكر وتتدبر وتعلم أن الذي علق على الصليب بالتأكيد ليس عيسى عليه السلام ، وتقول مع القرآن  » بل رفعه الله إليه  » . وإذا تحدثنا عن الجرائم التي يرتكبها الميئأت بل الآف من القساوسة في العالم بما في ذلك الجرائم الجنسية و الاعتداء على الأطفال داخل الكنائس ، حتى أن البعض يسجل نفسه في ارساليات التبشير في الدول التي لا تعاقب على الشذوذ الجنسي ليمارس هوايته القذرة والدنيئة ،و بعضهم مطلوب لدى الانتربول الدولي ،وقصص أكثر من 350 قسا في الولايات المتحدة ( كاثوليك ) تزكم الانوف بعد أن هزوا ميزانية الفاتيكان في السنوات الماضية بسبب المبالغ المالية الكبيرة اللتي دفعها كتعويضات أمام المحاكم للضحايا من الاطفال ، حتى أصبح بعض الناس يخشون من ارسال أطفالهم للكنائس يوم الاحد . فهل نسي من أشاد بصليبه كل تلك المخازي أو لا يعلمها ،و كما قيل ، إن كنت تعلم فتلك مصيبة وإن كنت لا تعلم فالمصيبة أعظم  » . وفي موضوع التكفير ،نقول إنه ليس مقتصرا على فيئة من المسلمين السنة ،ولا بعض مراجع وأئمة الشيعة ، بل سائد بين الأديان ومذاهبها المختلفة ،فكل دين يعتبر أتباع الديانات الأخرى كفارا ، بل تتبادل المذاهب النصرانية المختلفة التكفير ،البروتستانت يعتبرون الكاثوليك كفارا مثلهم مثل الارثذوكس ،والكاثوليك يعتبرون البروتستانت محرومون من النعيم الابدي ،وهو موقف الارثذوكس من الطرفين الاولين ، وإن كانت الحروب الدموية قد توقفت بينهم ما عدا ما يجري في ارلندا إلا أن الحرمان هو موقف البعض من البعض الآخر ،وهو يقابل التكفير ، بل داخل كل مذهب من هذه المذاهب من يكفر الآخر مثل لاهوت التحرير في أميركا اللاتينية والذين يخرجون عن الموقف الرسمي للفاتيكان كالقساوسة المتمردين الذين خرجوا عن تعاليم الكنيسة فيما يتعلق بالزواج فتركوا الرهبنة وتزوجوا عوقبوا جميعا بالحرمان ( التكفير ) بل الحرمان أشد من التكفير فالاخير يحكم على الشخص بالكفر في ظاهره من خلال أقواله أو أفعاله بعد إقامة الحجة عليه ،وترك ضميره لمولاه سبحانه ،أما الحرمان فهو موقف إلهي يحكم على الشخص بالحرمان من دخول الجنة وهو طبعة جديدة من صكوك الغفران . ولو نضرب مثلا واحدا بين النصرانية واليهودية ، ففي النصرانية قول لبولس ، ( الذي ينبغي بحق نسبة النصرانية إليه بدل عيسى عليه السلام ، فالذي عليه النصارى اليوم هو البولسية وليس المسيحية بشهادة بعض علماء اللاهوت النصراني )  » احمل صليبك واتبعني  » ولكن في كتب اليهود المقدسة ( 2 )   » ملعون من حمل صليبا  » وقد تحدث البعض عن مؤتمر الدوحة للحوار بين المذاهب الاسلامية ،وكيف انفض بعد خلاف على قبر أبو لؤلؤة المجوسي ، والحقيقة أن مؤتمر الدوحة توصل إلى نتائج ملموسة على صعيد نزع فتيل التوتر بين الشيعة و السنة ،والمؤتمر تم في ظروف غير طبيعية نظرا للوضع في العراق . وقد كنت ممن تابع المؤتمر مباشرة و لمست حصول تقدم على أكثر من صعيد بين الطائفيتين السنية والشيعية ليس هذا مكان عرضها ( 3 ) . وإذا كان المسلمون سنة وشيعة قد عقدوا مؤتمرهم بشكل مباشر وعلني ، فإني أتحدى أصحاب الديانات الاخرى ، أن يعقدوا مؤتمرات مماثلة ويتم بثها مباشرة على الهواء كما حصل بين السنة والشيعة ، مثلا عقد مؤتمر بين الكاثوليك والبروتستانت والارثذوكس لمعالجة الخلافات المذهبية بينهم ،وهي خلافات ليست حول شخصية تاريخية كقبر المجوسي ،ولا غيرها من الخلافات الفرعية بين السنة والشيعة وإنما خلافات في الالوهية وطبيعة الله نفسه مثل  » هل الابن مساو لله في المرتبة والمنزلة أم لا  » وهل « مريم إله  » و  » طبيعة بابا الفاتيكان  » هل هو  » موقع عن الاله « وغيرها من القضايا التي تتعلق بالالوهية قبل غيرها من القضايا ، لذلك لا يعقدون مؤتمرات كما يفعل المسلمون وإنما نقاشات سرية لان الاعلان عن ذلك سيكون فضيحة بكل المقاييس .. فليخسأ إبليس … **      **       **            **             **            **          ** لقد وجد بعض المسلمين أنفسهم في موقف لا يحسد عليه ، عندما أحسوا بأن بلدانهم تنهب من قبل العصابات الفاسدة والامبرالية بل دينهم يعتدى عليه وتجفف ينابيعه على طريقة تفضيل الصليب على الهلال فآثروا الشجاعة على الحكمة وارتكبوا أخطاء ، وهم ليسوا حجة على مليار ونصف المليار من المسلمين ، فيهم المحسن والظالم لنفسه ،ولا يتحملون لوحدهم المسئولية عن الاعمال التي قاموا بها بل يتقاسمونها مع من دفعهم لتلك الاعمال، و هم رموز الديكتاتورية والفساد والراسمالية المتوحشة والامبريالية وصانعوا صراع الحضارات لتبرير هيمنتهم على العالم . لقد تم ابعاد الكنيسة عن الحياة بعد انتصار العلمانية في الغرب ، وقل تأثيرها في المجتمع ، لذلك تقمصت دور ملاك الرحمة ، لكنها فشلت في هذه المهمة أيضا ،من خلال الجرائم الاخلاقية التي يرتكبها الميئات من القساوسة . أما الاسلام فلم يتورط في جرائم حرق العلماء ، أو محاربة العلم وقد علم المسلمون الغرب معنى التسامح وحقوق الانسان عبر الاهناما والماغناكارتا العثمانية قبل اعلان الميثاق العالمي لحقوق الانسان ودستور الثورة الفرنسية . والآن دعنا نتحدث عن الام تيريزا والقس بيار، لقد رفض أهالي تيرانا في ألبانيا العام الماضي تشييد صنم لتيريزا ،أولا لأنها تركت شعبها الفقير وذهبت للهند ، لأنها أرض خصبة لنشر النصرانية ،التي رفضها أغلب الالبان ، أي أن هدفها لم يكن انسانيا كما يروج البعض وإنما شراء أرواح الناس بالمساعدات الغذائية والدواء ،واستغلال فقرهم وحاجتهم لمقايضتهم بضاعة ببضاعة يتنصرون مقابل الطعام والدواء . و من يفرض المقايضة يحرم من ذلك ، يالها من انسانية ، وهو نفس أهداف القس بيارفبعد أن ابتعد الفرنسيون والاوروبيون عموما عن خرافات الكنيسة عمل على ترويج تلك الخرافات بين الضعفاء والفقراء بنفس طريقة تيريزا . يذكر شيخ المناظرين أحمد ديدات رحمه الله أنه كان يرتاد مكتبة نصرانية في جنوب افريقيا لاقتناء الطبعات الجديدة من ( الاناجيل ) وهي طبعات ( مزيدة ومنقحة ) ليعلم مدى ما وصلت إليه عملية التلاعب ب ( الكتاب المقدس ) وكان صاحب المكتبة يقدم إليه خصما يصل إلى 50 في المائة أحيانا بعدما علم أنه مسلم واسمه أحمد وذات يوم طمع صاحب المكتبة في تنصير سيدنا أحمد ، فدخل معه في نقاش ، ووجد نفسه في ورطة لا أول لها ولا آخر ،وعندما عاد سيدنا مرة أخرى لشراء الجديد من الكتب قدم له صاحب المكتبة الفاتورة كاملة هذه المرة ، إنها انسانية تشبه انسانية القس بيار والام تيريزا    تماما !!! … ( 4 ) وإذا كان القس بيار نموذج يحتذى به لماذا ارتضى البعض لنفسه أن يكون بوقا لسلطة تعذب وتهجر وتجوع و تعتدي على أبسط حقوق الانسان وتسحق معارضيها دون أن يستلهم من تيريزا والقس بيار ( انسانيتهم ) التي أشاد بها ،و( دفاعهم عن المعذبين والمستضعفين ) أم أن مصلحة التكفير النصراني والتكفير الشيعي وبقية المتسلقين تستدعي منهم أن يكونوا شياطين خرس وشهود زور . فلو كان السيد المسيح والحسين رضي الله عنه من بيننا لما رضيا بحكم بن علي وفضاضته وقسوته وظلمه . *    *                   *    *                         *     *                  *     * بقي جملة أريد أن أقولها لبن علي ومحبيه ، لقد بلغت من العمر عتيا ،في السبعينات ، مريض وعلى حافة القبر ، والاعمار بيد الله ، فانظر لما ينتظرك يوم الحساب . اعتبرها موعظة منبرية ، اعتبرها خطبة ، واعتبرها انشاء ، اعتبرها أبوية …وعقلية … وذهنية ( … ) اعتبرها ماشئت ، فأنا مصر على القول لك ولكل من يقرأ كلامي هذا  » انظر إلى ما قدمت يداك وموقفك يوم الحساب ، حيث لا سلطة ولا حاشية ولا طبالين ولازمارين ولا بن علي … لست مدعيا لسمو ،ولا لاخلاق أولياء الله الصالحين ،فكلنا كادح إلى الله كدحا ، وقد تكون أخطائي وجرائمي أكثر من بقية البشر على الاطلاق ، ولكننا إلى مصير واحد نذكر بعضنا البعض ، كقرآنيين، أعلانا وأدنانا  عند الله ، فهل من مدكر  … ( 1 ) الشيخ راشد الغنوشي ( * ) هذه القصة موجودة في كتاب لجلال كشك تحت عنوان  » قادة الغرب يقولون : دمروا الاسلام أبيدو أهله  » والنص المذكور في النص تقريبي لما ورد في الكتاب وأقل توصيفا للفضائع التي ارتكبتها الكنيسة ضد المسلمين واليهود و(الهراطقة ) النصارى ( 2 ) التوراة ( 3 ) لعلني أعود للموضوع في وقت لاحق ( 4 ) ذكر هذه القصة رحمه الله في مناظرته مع ستوغارت وهي مسجلة على شريط فيديو
 
(المصدر: موقع الحوار نت يوم 29 جانفي 2007)

عاشت بلادنا تونس اواخر السنة الماضية حدثين هامين سيمثلان منعرجا مهما للعمل الوطني

 
 
الحدث الاول

المواجهة الدامية بين قوات الامن الوطني و مجموعة من الارهابيين  تسللت من الخارج وخططت لاعمال اجرامية الهدف منها ضرب البنية الاقتصادية و نشر الفوضى وبعث اجواء من التوتر و عدم الاستقرار و لقد سقط على الاقل شهيدين في صفوف قواتنا الامنية و اكثر من 12 قتيلا في صفوف الارهابيين لقد بينت الاحداث على ان الفكر السلفي تغلغل داخل المنظومة الفكرية و العقائدية للكثير من الشباب في بلادنا وسببه غياب الزعمات الوطنية و الخطاب الاسلامي الوطني من الساحة الثقافية والفكرية و ضعف المؤسسة الدينية الرسمية مع سيطرة الخط الفرنكفوني البورجوازي على الثقافة و الاعلام و التعليم استطاع الفكر السلفي اختراق منظومتنا الفكرية تحت سطوة الته المالية و الاعلامية و قدرته على تعبئة الشباب باثارة العواطف الدينية و نشر الافكار الالتقاطية و تشجيع ثقافة التعصب و العنف واستغلال سماحة شعبنا و غيرته على مقدساته و اوطانه تشير بعض الدلائل الى ضلوع جهات نافذة ساعدت على دخول الاسلحة والذخيرة اضافة الى توقيت وقوع الهجمات الارهابية و نرى ان هذه الجهات الاستئصالية البورجوازية قررت التحرك خصوصا بعد الخطاب الاخيرلرئيس الجمهورية السيد زين العابدين بن علي والذي دعى فيه الى وفاق وطني جديد ووجه دعوة صريحة للانفتاح السياسي والى مساهمة جميع المكونات الوطنية في قيام مجتمع اكثر عدل و تعدديةانهم ارادوا اعادة البلاد الى اجواء التسعينات من القرن الماضي كنا قد نبهنا في مقالات سابقة الى مثل هذه الدسائس و المؤامرات من طرف العلمانيين الاستئصاليين اتباع فرنسا ضد شعبنا انهم يعملون على دفع الشعب الى التصادم مع الدولة ان احداث سليمان ليست منفصلة عن مسالة الحجاب و لا عن التحركات المشبوهة لاقطاب تحالف 18 اكتوبر في المدة الاخيرة.

 

الحدث الثاني
هو ردود الفعل على اعدام الطاغية صدام لقد سارعت فلول القوميين من البعثيين و الناصريين و احزاب اليسار المولعون بالدفاع عن حقوق الانسان حسب زعمهم و معهم بعض شيوخ الاسلاميين الى نعي موت الديكتاتور و اعلان الحداد يا للمهزلة و قلة الحياء و الاستخفاف بدماء ابناء الشعب العراقي البطل المواجه لوحده حقد الفاشيين القوميين و جهل و ارهاب  السلفيين لقد اظهرت هذه الشخصيات البعثية و الناصرية و السلفية حقيقة افكارها و معتقداتها فهم انصار الاستبداد و الارهاب و شركاء في كل جرائم صدام و جنوده في حق الشعب العراقي و الشعب الايراني و الشعب الكويتي هذه الشعوب التي تعرف حقيقة صدام و اعوانه من  القتلة و المجرمين كيف تستطيع مثل هذه الاحزاب ان تدعي انها من انصار الديمقراطية و التعددية و حقوق الانسان و رموزها انصار القهر و الاستبداد ياكلون على موائد السفارات الخليجية و الاوروبية مغفل من مازال يعتقد بديمقراطية هذه الاحزاب الكارتونية المتاجرة بمصالح الشعب التونسي كما تاجرت بدماء الشعب العراقي ان القوميين و السلفيين هم الذين اليوم ينشرون الفتنة و ثقافة الارهاب و يمهدون لتسلط الاستكبار الراسمالي الانقلوامريكي على  مقدرات شعوبنا لقد اظهرت الاحداث الاخيرة خطورة الوضع في بلادنا ووجوب تحمل  المسؤولية الشرعية و الوطنية الكاملة و العمل على تجديد الفكر الوطني الحر و الوقوف بحزم ضد جميع الانحرافات العقائدية و الفكرية و العمل على تفعيل الخطاب السياسي و الابتعاد عن اسلوب الثلب و الرجم بالغيب و فضح الشخصيات المنافقة المتسترة  بمقولات الدفاع عن حقوق الانسان  والمتاجرين بايات الله و الذين جعلوا دينهم لهوا لعب و يجادلون في الله بغير علم  اننا كتونسيين و كاتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام لا نريد ان نخوض مع الخائضين و لا ان نجادل من اصم الله اذانهم و ران على  قلوبهم واولياءهم الجبت و الطاغوت و من يريدون الفتنة و التي هي اشد من القتل لقد علمنا رسول الله و اله الطاهرين عليهم السلام ان لا نجادل الا  بالتي احسن و ان ندفع السيئة بالحسنة و ان نقول الحسنى او نصمت شكرا للاخوة في تونس نيوز حفظهم الله على اخلاصهم لدينهم ووطنهم لقد كتب الكثيرون حول حقيقة التشيع رغم ان مداخلاتي لا تتطرق الى بحوث عقائدية او فقهية و انما للمشاركة في تحصين الفكر الوطني و  تصحيح الموقف الاسلامي ان خلافنا مع اخوتنا في الدين و الوطن هم حول المباني الفكرية و الاولويات العملية و لم يكن يوما عقائديا و لا دينيا الا مع من ظهرت عداوته لله ورسوله عليه الصلاة و السلام و على اله اننا ندعوا اخوتنا في الدين و الوطن الى كلمة سواء بيننا ان لا  نعبدالا الله و ان نحافظ على المكاسب الوطنية التي حققها شعبنا على امتداد قرن من الزمن مثل بناء الحكم الجمهوري تاسيس الدولة  المعاصرة القائمة على الدستور و الذي يعتبر ان تونس دينها الاسلام و لغتها العربية و الانفتاح على الفضاء المتوسطي و المغاربي ان مسالة الوحدة الاسلامية و الوحدة الوطنية من اوكدالواجبات الشرعية اما الوفاق الوطني الذي ادعوا اليه هو وفاق حول امهات القضايا الوطنية و خصوصا العدالة الاجتماعية و الحرية و الهوية في الختام اتمنى لكم و للشعوب الاسلامية كافة عاما سعيد و كل عام  والامة الاسلامية بخير و عافية

عماد الدين الحمروني acte_114@yahoo.fr  


 

ســـواك حــار (15)

 
سواك هذه المرة ليس سواكا (حارا) بالمفهوم الذي تعودناه سابقا وإنما أردت أن تكون حلقة خاصة لصاحب السبق في هذا الركن المرحوم سحنون الجوهري، وقد اكتفيت بنقل مقتطفات من كلام رجلين جبلين، يشعر الواحد من أمثالي عندما يذكر أحدهما بكلمة (رجل) أن الكلمة تملأ فمه حقا والله، أحدهما قضى والآخر ينتظر (سحنون الجوهري وعبدالله الزواري) مكتفيا بإضافة تعليق عن كل فقرة آملا أن تليق تعليقاتي بالشهيد والشاهد!   *ـ  لست أدري لماذا لا أستطيع أن أتمالك على الابتسام الساخر كلما وقعت عيني على عبارة « مهنة المتاعب » في كتابات بعض محرري الصحف عندنا وتحضرني في الحال  مشاهد صحفيين يخوضون غمار الصعاب ويصبهم الأذى والأسر حتى الموت… … فلا أجد للأسف واحدا منهم من بلدنا، أبدا …أبدا  (سحنون الجوهري: « مهنة المتاعب » الفجر 29 سبتمبر 1990) بعد أن رويت كلماتك بدمك وروحك وكنت أنت أحد الذين قضوا من أجل الكلمة  لا يتمالك كثيرون أنفسهم عن البكاء ولعنة الظالمين! سيذكر التاريخ و ستعرف الأجيال المتعاقبة… لم يعد يخفى على ذي عينين ما تردى فيه الإعلام في بلادنا من تكريس الأحادية وهيمنة الحزب الحاكم على وسائل الإعلام الرسمية  وما طغى على المادة الإعلامية من بلادة وإسفاف … … إلى الحد الذي أصبح فيه الإحتفال بعيد الميلاد العشرين لمغنية « قضية كبرى » تستوجب نقلها تلفزيا مباشرة … (سحنون: ركن بالسواك الحار « الفجر » 29ديسمبر1990)      دار لقمان على حالها والحال هي الحال وكأنك مازلت معنا فنم قرير العين ولا تأس على فراقنا!! وإنني لعلى يقين أن جل الأقلام التي كتبت عن بطل التغيير ومنقذ الوطن وابن تونس البار ـ ولم أقل كلها ـ جل هذه الأقلام ما كان لها إلا أن تحبر عكس ذلك لو قدر لعملية إزاحة بورقيبة « العجوز العاجز » أن تفشل… (سحنون الجوهري: « مهنة المتاعب » الفجر 29 سبتمبر 1990)  ومن يعش منهم سيلعن « التغيير » وأيامه (من نفس الدواة) ويقلب « الفيستة » ويصبح مناضلا قديما و »متزلفا » جديدا ودولاب النفاق داير!! فقليلا من التواضع سادتي، فلما يحن بعد وقت الحديث عن « مهنة متاعب » فالبون لا يزال شاسعا بين الواقع والشعار (من مقال « مهنة المتاعب » الفجر 29 سبتمبر 1990) برحيلك تقلص البون الشاسع وأصبحت الصحافة تمثل لبعض بني بلدك « مهنة متاعب »! (أخوك عبد الله الزواري مثال) *ـ  – … ذلك أن تبني مبادئ حقوق الإنسان  والدفاع عنها صار رسميا من مبادئ الدولة ومن الأسس التي بنت عليها السلطة الجديدة مشروعيتها مستعيضة بذلك  عن مشروعية السلطة التي سبقتها والتي مرتكزها « طرد الإستعمار » و « بناء الدولة » .(سحنون: « عيد بأي حال عدت ياعيد… » الفجر22ديسمبر1990) يا حسرة على الأيام الخالية! … كُشفت اللعبة وصارت المشروعية تُبنى على الشهائد والدروع والأوسمة التي ينالها « السيد » الرئيس « من غير ثمن » وتبنى على بناية هنا وطرق هناك!! والمزود شغّال! * قالوا: شخص « تقدمي » يسير إلى الأمام، يزعم أن الموت من أجل غاية نبيلة هو عنده منتهى المرام. * قلنا: لم يقدر على السجن وطلب العفو ورفع الملام فمن أين له أن يرحب اليوم بالموت الزؤام.  (سحنون:الفجر 5ماي 1990) وأما سحنون فلأنه « رجعي » كان موقفه « بيانا بالعمل » ولم يكن كلاما نسأل الله له الرحمة ولنا الثبات. و « تطير السكرة » و تغلق  » الفجر »….. و بدأت ملامح الخطة التي أعدتها السلطة لضرب  « حركة النهضة » و استئصالها تتبلور شيئا فشيئا و بدأت مراحلها تتسارع…(عبد الله الزواري) لم تكن « سكرة » وإنما فكرة! و »تمسكن حتى تتمكن »! وأما « السكرة » فقد حدثت « بشرب » دم سحنون وإخوانه (رحمهم الله)، ولا يزال السكران ثملا دون أن يرتوي من تعذيب الأبرياء ونفيهم وعذابهم!  و اتسعت حملة الاعتقالات… و تشاء الأقدار أن يلتحق بي شهيدنا (سحنون رحمه الله) في دهليز وزارة الداخلية بعد ثلاثين يوما من إيقافي…( قبض على شهيدنا يوم 23 مارس 1991)… …(عبد الله الزواري)  « العريان والعريان » يتقابلون في الداخلية! (والصابر والشهيد عند الله في الجنة)! سبقته بالسجن وسبقك بالشهادة، وهو « شهادة » (ظلم) وأنت « شاهد » على « الشهادة »! أما يوم الجمعة فعادة دأبت عليها عائلة « آل الجوهري » وهي اجتماع شمل « الإخوة الجوهري » لتناول الغداء معا و كنت أنزل ضيفا عليهم سعيا مني لتناول أكلتي المفضلة معهم… …(عبد الله الزواري)  طعام الأحبة شفاء! وخاصة إذا كان الطاعم عبد الله الزواري والمطعم سحنون الجوهري! ســــــــــــــلام عليك « سحنون » في عليين، و ها هم أبناؤك/ ابناؤنا، عطاءالله و أمان الله و سلسبيل ينظرون إلينا نظرة عتاب و يصرخون: « ماذا فعلتم بعد أبينا؟؟ »  فماذا تراك تجيب ؟؟؟ (عبد الله الزواري) اتسع الفتق على الراتق… أضعف الإيمان والله المستعان! « سـواك »: صــابر التونسي

من صانع التغيير إلـى صـانع التحويـر  

ـ تونس ـ في فجر يوم جديد أعلنت الإذاعة بداية عهد سعيد، فقد قال المذيع البشير إن الحكم قد آل اليوم لصانع التحوير،  و  إن البلاد اليوم بين يدي رجل أمين بالشؤون  الداخلية و الخارجية خبير و منذ تباشير الصباح بدأت مظاهر الفرحة و الانشراح ، و لم تبخل الصحف على قرائها بطبعة ثانية  زخرت بافتتاحيات تعبر عن السرور و الارتياح . و لم تمر على الحدث العظيم سويعات حتى تتالت البرقيات   الصادرة عن الشعب الدستورية ـ من شعبة الزارات حتى شعبة باب بنات ـ و مختلف النوادي و الجمعيات و لم يبخل علينا الأيمة الشيوخ بما جعل عقولنا تدوخ، فقد قالوا دون حجة أو برهان إن صانع التحوير قد بشر به القرآن في سورة الرحمان  و بالتحديد في آية اللؤلؤ و المرجان و ما إن تعالت دقات البنادير و الدفوف حتى أ يقظت أم زياد من سباته مقالا نشازا  نائما فوق الرفوف، ثم  نشرته بعد أدخلت عليه بعض التغيير ليتلاءم مع عهد التحوير  و ما إن نشر المقال القديم الجديد حتى  تكالب عليها أعوان النظام الوليد لتهمكها على صانع العهد السعيد الرغيد الذي لولاه لذاقت ويلات النار و الحديد ، و قالوا لها الزمي بيتك و إلا نالك المزيد و توالت الأيام و الشهور و الكل في فلك صانع التحوير يدور، و من نشز عن الجوقة فمصيره الويل و الثبور، و غنى شاعر ثرثار قبل أن يقترف الانتحار إذا الشعب يوما أراد الممات  فلا بد أن يستجيب القدر

عمر الخيام

(المصدر: مدونة عمر الخيام يوم 29 جانفي 2007)


 

السلطات تطلق حملة واسعة لرصد تحركات المسلحين …

الجزائر: مخاوف من استقطاب «القاعدة» ناشطين جدداً

 
الجزائر – محمد مقدم     أطلقت السلطات الجزائرية حملة واسعة لرصد تحركات الناشطين المسلحين في مختلف الولايات بهدف وضع خطط أمنية جديدة وتدابير وقائية لمنع حدوث تفجيرات أو اعتداءات في الأماكن العامة، وسط مخاوف من أن تستقطب «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» ناشطين جدداً بعد تغيير اسمها إلى «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» وتركيزها نيرانها على أهداف أجنبية في دول المنطقة. ووزعت قيادات المناطق العسكرية في الولايات كافة إعلانات صغيرة وملصقات كبيرة موجهة للمواطنين لحضهم على الإبلاغ «عن أي تحركات مشبوهة». واعتبر محللون أن الأجهزة الأمنية تهدف من نشر هذه النداءات إلى الحصول على معلومات ميدانية تتعلق بنشاط خلايا جديدة يُعتقد أنها تشكلت أخيراً من دون معرفة هوية أصحابها وأماكن وجودهم. وجاءت هذه التحركات متزامنة مع إعلان «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» الجزائرية أنها تنتظر «توجيهات» من تنظيم «القاعدة» بزعامة أسامة بن لادن لمعرفة كيفية التحرك «في المرحلة المقبلة»، إضافة إلى إعلانها تغيير اسمها إلى «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي». وهو التغيير الذي قالت الجماعة إنه «علامة على صحة الوحدة، وقوة الائتلاف، وصدق الارتباط بين المجاهدين في الجزائر، وسائر إخوانهم في تنظيم القاعدة». وعلى رغم أن الصلة بين «الجماعة» و «القاعدة» برزت جلية منذ العام 2002، فإن خبراء أمنيين رجحوا أن ينعكس هذا التحول على نشاط التنظيم المسلح في الجزائر خلال الفترة المقبلة بتركيز أكبر لعملياته على الأهداف الأجنبية. وكان لافتا التركيز على العلم الأميركي والاستعانة بتصريحات سابقة لبن لادن ومساعده أيمن الظواهري في شريط مصور وزعته «الجماعة السلفية» قبل أيام للاعتداء الذي استهدف نهاية العام الماضي حافلة كانت تقل موظفين في شركة «براون آند رووت كوندور» التي تملك نصف أسهمها شركة «هاليبرتون» النفطية الأميركية في إحدى أكثر المناطق تأميناً غرب العاصمة. واستعملت «الجماعة» للمرة الأولى عبارات مثل «علج صليبي» في الإشارة إلى مديري الشركة الأميركية. وتجزم السلطات الجزائرية بأن التهديد الإرهابي للأشخاص والممتلكات أصبح محدود التأثير. لكن خبراء في الشأن الأمني يؤكدون أن التحول الذي طرأ على «الجماعة السلفية» سيعزز قوة التنظيم الجزائري وتأثيره «كمصدر إزعاج أساسي لأجهزة الأمن في شمال أفريقيا». وفي حين سجلت مراجع أمنية تراجعاً محسوساً لاعتداءات «الجماعة السلفية» ضد المدنيين وحتى قوات الأمن أخيراً، فإن الانضمام إلى «القاعدة» قد يجلب للجماعة مزيداً من الشبان الناقمين على مواقف واشنطن وسياساتها في العراق وفلسطين. وخلال العام المنتهي، تمكنت السلطات الجزائرية من توقيف العشرات من شبكات تجنيد المقاتلين لتسفيرهم إلى العراق. وتبين أن عدد هذه الشبكات في تزايد مستمر بسبب تعاطف الإسلاميين مع السنة في العراق ورغبتهم في قتال القوات الأميركية هناك. ويعتقد محللون بأن هذه الشبكات قد تصبح معملاً جديداً لتفريخ كوادر جديدة تنضم إلى «الجماعة السلفية» في ثوبها «القاعدي»، مستغلة التطورات في العراق وفلسطين، خصوصاً بعد تراجع نسبة المقاتلين الذين يقررون الالتحاق بها بهدف إقامة «الدولة الإسلامية» في الجزائر، في ضوء فتاوى جديدة لعلماء السلفية تحظر الخروج على الحاكم. وعززت «الجماعة» خلال الأعوام الأخيرة علاقاتها مع الإسلاميين المتشددين في تونس والمغرب. وأوقفت الأجهزة الأمنية عدداً كبيراً من هؤلاء في الجزائر خلال العامين 2004 و 2005. وأكد وزير الداخلية الجزائري يزيد زرهوني قبل أيام العثور على أدلة تؤكد وجود صلة بين «الجماعة السلفية» والتنظيم التونسي الذي دخل في مواجهات مسلحة مع قوات الأمن جنوب العاصمة التونسية نهاية العام الماضي. وكانت «الجماعة السلفية» أبدت رغبتها في الانضمام إلى تنظيم «القاعدة» العام 2001، كما كانت وراء سلسلة عمليات «استعراضية»، أبرزها خطف 42 سائحاً أوروبياً في الصحراء في كانون الثاني (يناير) 2003، والهجوم على ثكنة لمغيطي شمال موريتانيا في أيار (مايو) 2005. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 29 جانفي 2007)


جدل العسكر والساسة بموريتانيا.. هل يلغي تداول السلطة؟

  

 
أمين محمد-نواكشوط يبدو أن نقل السلطة من عسكريي موريتانيا إلى مدنييها لن يكون بتلك السلاسة والسهولة التي ظلت تراود أحلام الكثير من الحادبين على ديمقراطية موريتانيا ومستقبلها السياسي من سياسيين ومهتمين، دون أن يثير ذلك جدلا، أو يفتح المجال أمام خلافات ونزاعات بين أطراف المشهد السياسي. هلل الجميع ورحب غداة مقدم العسكر، وتحدثوا عن تجربة جديدة قد تلقي بظلالها وتقدم دروسها وعبرها لكل العرب والأفارقة، لكن ما إن تقدمت المرحلة الانتقالية وبدأت تتجه نحو المراحل النهائية والحاسمة منها حتى بدأ الأمل يتقلص ويتضاءل لدى عدد من القوى السياسية. الجدل والتدافع بين العسكر والقوى السياسية أخذ أشكالا وأبعادا متعددة، وتركز في الأساس في مرحلته الأولى حول اتهامات للعسكر بالتدخل في الشأن السياسي، ليتطور لاحقا وفي الأسابيع الأخيرة باتهامات أخرى بالسعي لتمديد المرحلة الانتقالية، وبالتخطيط للبقاء في السلطة. في المرة الأولى تدخل رئيس المجلس العسكري العقيد اعل ولد محمد فال نافيا بشدة أي دعم للمستقلين، ومنتقدا بقوة الأحزاب السياسية، ومقللا من تأثيرها وحضورها في الرأي العام، وهي ردود تلقفتها الأحزاب السياسية بالقبول، وهدأت على إثرها موجة الصراع التي كانت على أشدها. وفي المرة الثانية صمت العسكر طويلا ولكن رئيس الدولة أيضا تدخل مرة أخرى مفندا تلك الدعاوي، مؤكدا أن لا أساس لها من الصحة، ومنتقدا أحزاب المعارضة مرة أخرى على تسرعها وعدم تثبتها، ومشددا في نهاية الأمر على أن المرحلة الانتقالية ستكمل مخاضها، وتصل فطامها بسلام كما أريد لها. حياد.. فرئاسيات أخرى حديث رئيس الدولة يوم أمس قد يوقف الجدل الدائر حول شائعات تمديد المرحلة الانتقالية، ولكنه سيفتح جدلا آخر حول إمكانية إجراء انتخابات رئاسية ثانية ستحدد قواعد لعبتها وشروطها لاحقا، وذلك في حالة ما إذا اختار الموريتانيون التصويت بالحياد، ولم يستطع أحد المتنافسين في الجولة الثانية تحقيق أغلبية مطلقة. حديث رأى فيه البعض تخطيطا لبقاء العسكر في السلطة، ومحاصرة لبعض المرشحين، خصوصا أن الرئيس تحدث كثيرا عن المستقبل، ولام بعض المرشحين للرئاسة على تقديمهم لتعهدات لا يستطيعون تحقيقها، ملمحا في هذا السياق إلى موضوع العلاقات مع إسرائيل. القيادي في تجمع أحزاب المعارضة محمد المصطفى ولد بدر الدين اعتبر أن خيار « الحياد » الذي أكد الرئيس كثيرا أنه حق دستوري للموريتانيين بإمكانهم ممارسته، يمثل شكلا جديدا من أشكال التدخل في المسلسل الديمقراطي، وتوجيهه إلى أغراض مجهولة ومشبوهة. محاولات فاشلة وأضاف ولد بدر الدين في حديث للجزيرة نت أن دعوة الرئيس غير المباشرة إلى التصويت بالحياد في الرئاسيات القادمة تمثل سعيا من المنتفعين بالدكتاتورية إلى الزج بالبلاد في أتون المجهول والأزمات. وأكد ولد بدر الدين أن ما يريده العسكر، وما يخططون له لم يتضح بعد، مشيرا إلى أن المحاولة الجارية في الوقت الحاضر لن تتحقق وستفشل كما فشلت كل المحاولات الهادفة لجرف المسلسل الديمقراطي عن مساره المتفق عليه من قبل الأطراف السياسية، والسلطات الانتقالية. أغلبية الأطراف السياسية لا تزال صامتة تجاه حديث رئيس الدولة، وما اعتبره البعض دعوة غير مباشرة للتصويت بالحياد في الاستحقاقات الرئاسية المفترض أن تنظم في الحادي عشر من مارس/آذار القادم. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 29 جانفي 2007)


ارتياح لعفو ملكي عن عدد من الاسلاميين

محكمة مغربية ترفض احضار الجنرالين العنيكري وبن سليمان كشاهدين في قضية انصار المهدي

 
الرباط ـ القدس العربي من محمود معروف: اعرب محامون مغاربة عن ارتياحهم لقرارات عفو اصدرها العاهل المغربي الملك محمد السادس او اعادة النظر في احكام شملت معتقلين اصوليين كانوا يقضون احكاما بالسجن مختلفة لادانتهم بالمشاركة باعمال ارهابية. وقال بلاغ للمحاميين عبد السلام جمال الدين وعبد الله لعماري من هيئة الدار البيضاء حيث شاركا في هيئة الدفاع عن عدد من المعتقلين الذين ينتمون لتيارات اصولية مختلفة ان العفو الملكي الصادر في 11 كانون الثاني/يناير نص علي تحويل عقوبة السجن المؤبد إلي السجن المحدد في 25 سنة، لأحمد شهيد وأحمد الشايب وهما من المعتقلين الذين يوصفون بالمعتقلين السياسيين و المتبقيان من مسلسل تصفية ظاهرة الاعتقال السياسي الذي زج بهما في غياهيبه منذ سنة 1983 حسب البلاغ الذي ارسلت نسخة منه لـ القدس العربي . كما استفاد من العفو الملكي القاضي بتخفيف العقوبة، المعتقلون السياسيون عيسي صابر وعبد الوهاب النابت وميمون النابت، من ذوي الصلة بمجموعــات محاكمة 1985. وسجل المحاميان بإيجابية بت المجلس الأعلي للنقض، في جملة من الطعون المرفوعة إليه في القضايا الجنائية المحسوبة علي الحملة الأمنية، التي أعقبت هجمات انتحارية استهدفت الدار البيضاء في ايار/مايو 2003 وقضي المجلس بنقض بعض القرارات الجنائية، لفائدة بعض معتقلي بتيار السلفية الجهادية، واستفاد بموجب ذلك، إعادة لمحاكمتهم، الشيوخ: حسن الكتاني، وعبد الوهاب رفيقي أبوحفص، ووالده أحمد رفيقي أبو حذيفة. كما سجلا ما قضت به محكمة الاستئناف بالرباط بعدم مؤاخذة خمسة من مغاربة غوانتانامو الذين سلمتهم السلطات الامريكية لنظيرتها المغربية في اب/اغسطس 2004 وبرأتهم من التهم المنسوبة إليهم، علي خلفية تواجدهم بأفغانستان. واعرب المحاميان عن تقديرهم للإرادة المستقلة للقضاء المغربي عن المؤثرات الدولية الخارجية، إحكاما للقانون، والمصلحة الوطنية، ونقدر اجتهاده السديد في تصويب مجري العدالة نحو اتجاه الحياد عن الظروف التي عاشتها البلاد بعد الأحداث الأليمة، وما شابها من احتقان وتشنج اجتماعي وسياسي، وما استتبعها من احتكام إلي التشدد والزجر البليغ، بما يتنافي ومقومات المحاكمة العادلة . ووصف المحاميان هذه الاشارات علامة علي استراتيجية جديدة واعدة وبناءة، تستشرف فتح الآفاق نحو الإحلال الدائم للانفراج المستتب في ظلال المصالحة والإنصاف ورأب الصدع، وفي أجواء المراجعة والتسوية والتصافي، صونا للتماسك الاجتماعي والسياسي للبلاد، وحرصا من الوطن علي ضم كل أبنائه إلي أحضانه وحظيرته، وإدماج طاقاتهم وفعالياتهم وتياراتهم في نسيجه، ابتغاء للتلاحم في وجه التحديات والرهانات، علي نسق الصيرورة التاريخية للأمة المغربية، واتقاء للتصادم والرفض والتمرد والتشرذم . وقال عبد الفتاح زهراش محامي المغاربة الخمسة الذين كانوا معتقلين في غوانتانامو وقضت المحكمة ببراءتهم، ان اكثر من 18 مغربيا لا يزالون محتجزين هناك رافضا تصريحات لوزير الخارجية المغربي بان الامريكيين يحتجزون خمسة مغربيين فقط. واشار زهراش الي انه يبقي اكثر من 18 مغربيا محتجزون بغوانتانامو وان اسماءهم متوفرة علي مستوي اللجنة الدولية للصليب الاحمر ، مؤكدا ان المعلومات التي بحوزتنا والمستقاة من محامين عرب واجانب ومن منظمات غير حكومية ومن الصليب الاحمر تبين ان هناك اكثر من 18 مغربيا محتجزون بغوانتانامو . وكان الوزير المغربي للخارجية اكد امام البرلمان في بداية الشهر الجاري انه لم يبق سوي 5 مغربيين محتجزين بغوانتانامو وان الاجراءات سارية لاعادتهم الي المغرب. واوضح زهراش في التصريحات التي نشرتها يومية المساء ان كل ما استطيع قوله هو انه لا يزال اكثر من 18 مغربيا بغوانتانامو وللبعض منهم الجنسية المزدوجة . وسلمت الولايات المتحدة للمغرب لحد الان 9 مغربيين تم توقيفهم ما بين 2001 و2002 بباكستان وافغانستان ثم ارسلوا الي غوانتانامو. وطلبت واشنطن مقابل تسليمهم للسلطات المغربية ان يحاكم هؤلاء الاشخاص في بلدهم بتهمة الارهاب. وبالاضافة الي الخمسة الذين برأتهم محكمة الاستئناف الجمعة الماضي احيل الاربعة المعتقلين الاخرين علي العدالة المغربية لمحاكمتهم في اطار قانون مكافحة الارهاب وهم محمد سليماني ومحمد وعلي ونجيب حوساني الذين تم تسليمهم في شهر شباط/فبراير الماضي للسلطات المغربية ومحمد بن موجان اخر من سلم في شهر تشرين الاول/اكتوبر الماضي وهم جميعا يتابعون في حالة اعتقال. وكان يوم الجمعة الماضي يوما لتأجيل النظر في عدد من الملفات التي تعرض امام محكمة الاستئناف بسلا والمتخصصة بالنظر في ملفات المعتقلين في اطار قانون مكافحة الارهاب. وبعد ان رفضت المحكمة استدعاء الشهود في ملف خلية انصار المهدي التي يتزعمها الناشط حسن الخطاب ورفضها استدعاء الخبير الذي عينه قاضي التحقيق لإجراء خبرة طبية علي المتهم ياسين الورديني الملقب بـ الأمير العسكري للخلية ورفض طلب الافراج المؤقت لعناصرها، قررت تأجيل النظر في الملف الي 23 اذار/مارس القادم. وطالبت هيئة الدفاع استدعاء الجنرال حميدو العنيكري الذي كان مسؤولا عن الامن الوطني ابان تفكيك خلية انصار المهدي في تموز/يوليو واستدعاء الجنرال حسني بن سليمان قائد الدرك الملكي كشهود الا ان المحكم رفضت هذا الطلب. وتضم خلية انصار المهدي 57 ناشطا وتصفها السلطات بأنها اخطر الخلايا الارهابية التي تم تفكيكها نظرا للاهداف التي وضعتها مثل تفجيرات عدد من المؤسسات العامة واغتيال شخصيات سياسية وهجمات ضد مصالح امريكية ولطبيعة الاستعدادات التي كانت تقوم بها لتنفيذ هذه الاهداف مثل اقامة معسكرات للتدريب في غابات شمال البلاد او ضمها لعسكريين ان كانوا جنودا او من الدرك او من الامن الوطني وتجنيدها كذلك لنساء من بينهن اثنتان متزوجات من رباني طائرة في الخطوط الملكية المغربية. ويتابع المتهمون الـ57 في حالة اعتقال احتياطي بتهم تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية والمس الخطير بالنظام العام وجمع وتدبير أموال بنية استخدامها في أعمال إرهابية والانتماء إلي جمعية غير مرخص لها وعقد اجتماعات عمومية بدون تصريح مسبق . وتقول السلطات ان من أهداف جماعة الخطاب التي أطلق عليها اسم جماعة أنصار المهدي إعلان الجهاد داخل المغرب واقامة دولة اسلامية في المغرب وقد سعي الخطاب من أجل ذلك إلي تكوين عدة خلايا في عدد من المدن المغربية. وقررت نفس المحكمة تأجيل النظر الي الثاني من شباط/ فبراير المقبل في قضية عامل مغربي سابق بفرنسا يدعي (أ .م) تشتبه السلطات في ارتباطه بتنظيمات إرهابية بالخارج. ويتابع (أ . م) بتهم تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف الي المس الخطير بالنظام العام وإقناع وتحريض الغير علي ارتكاب أعمال إرهابية والارتباط بتنظيمات إرهابية بالخارج . وتقول السلطات أن المتهم البالغ من العمر31 سنة، والذي كان مستخدما بأحد المطاعم بفرنسا، تم تسليمه في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي للسلطات الأمنية المغربية من قبل نظيرتها الفرنسية . كما قررت المحكمة إرجاء النظر إلي غاية تاسع شباط/ فبراير المقبل في قضية يتابع فيها تسعة ناشطين، من بينهم المواطن التونسي محمد بن الهادي مساهل في إطار قانون مكافحة الارهاب، وذلك بسبب غياب دفاع بعض المتهمين. وتتابع هذه المجموعة، التي تضم متهمين من مدينتي الدارالبيضاء وسلا بتهم تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية والانتماء إلي جمعية غير مرخص لها وعقد اجتماعات عمومية بدون تصريح مسبق . وتمكن المواطن التونسي (37 سنة) المتهم الرئيسي في هذا الملف بعد دخوله إلي المغرب، في كانون الثاني/ يناير2006 علي متن سيارة سياحية، من استقطاب بكل من الدارالبيضاء وسلا مجموعة من الأشخاص يحملون الفكر الجهادي ولهم إقبال علي التطوع للجهاد بالعراق . وأوضحت السلطات أن هذا التنظيم يعتبر من بين التنظيمات الارهابية الخطيرة، له امتدادات مغاربية وأوروبية وصلة مباشرة بـ الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية الذي اعلن نهاية الاسبوع الماضي تغيير اسمه الي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 29 جانفي 2007)


محكمة مصرية تفرج عن نائب المرشد العام لجماعة الاخوان

 
القاهرة (رويترز) – قضت محكمة مصرية يوم الاثنين بالافراج عن النائب الثاني للمرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين المحبوس احتياطيا منذ ديسمبر كانون الاول الماضي بتهم بينها غسيل الاموال والانتماء لجماعة محظورة. وقال مصدر قضائي ان محكمة جنايات القاهرة قضت بالافراج عن خيرت الشاطر وقضت بالافراج عن 15 اخرين من أعضاء الجماعة. وصدر الحكم بالافراج عن الشاطر والاخرين بعد يوم من صدور قرار من النائب العام عبد المجيد محمود بمنع 29 من الاعضاء القياديين في الجماعة بينهم المحكوم بالافراج عنهم من التصرف في أموالهم. وستنظر المحكمة في قرار النائب العام يوم الثلاثاء لتقرر ما اذا كان المنع من التصرف في الاموال استند لمبررات قانونية تكفي لاستمرار العمل به. وأضاف المصدر أن المحكمة أفرجت عن الشاطر والاخرين « لانتفاء مبررات الحبس الاحتياطي. » وكانت الجماعة طعنت أمام محكمة الجنايات على قرار نيابة أمن الدولة العليا بحبس الشاطر والاخرين احتياطيا. ويعتقد على نطاق واسع أن الشاطر هو أحد الممولين الرئيسيين للجماعة. وكانت الشرطة ألقت القبض عليه من منزله في احدى ضواحي القاهرة في بداية حملة أمنية موسعة على الجماعة. وقال مصدر في الجماعة لرويترز ان الاتهامات ضد الشاطر والاخرين لم تسقط. وقال « القضية مستمرة لكن المحكمة لم تجد مبررا لاستمرار حبسهم بينما يستمر التحقيق. » وأضاف « سيتم الافراج عنه (الشاطر) لكنه سيستدعى للتحقيق معه في القضية. » وفي أوقات سابقة استأنفت نيابة أمن الدولة العليا أحكاما صدرت بالافراج عن محبوسين احتياطيا من الاخوان. وصدر قرار النائب العام يوم الاحد بمنع 29 عضوا قياديا في الجماعة من التصرف في أموالهم ضمن ما يبدو أنه حملة متصاعدة على الجماعة. وقال الرئيس حسني مبارك هذا الشهر ان الاخوان خطر على أمن مصر وان صعود تيارهم يهدد بعزل أكبر دولة عربية سكانا عن العالم لكن الجماعة قالت ان نشاطها سلمي. وكانت الشرطة ألقت القبض على الشاطر و139 من القياديين والنشطين في الجماعة بعد أحداث عنف وقعت في جامعة الازهر تخللها استعراض شبه عسكري أجراه عشرات من طلاب الجماعة أمام مكتب رئيس الجامعة مما أثار تساؤلات بشأن ما اذا كانت لدى الجماعة تشكيلات شبه عسكرية لكن الجماعة نفت ذلك. ويقول محللون ان الحكومة تعد لحملة أوسع ضد الجماعة بعد أن قال مبارك انها خطر على أمن مصر. واقترح مبارك تعديلات دستورية تتضمن حظرا على تشكيل أحزاب على أساس ديني. وتقول جماعة الاخوان انها تريد أن تؤسس حزبا مدنيا ديمقراطيا لا تقتصر العضوية فيه على المسلمين لكنها ترفض التقدم بطلب الى لجنة شؤون الاحزاب التي يهيمن عليها الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم قائلة انها لجنة غير دستورية لانها خصم وحكم في وقت واحد. (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 29 جانفي 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


الشبان المسلمون ببريطانيا يدافعون عن الشريعة والحجاب

 

 
 أظهر استطلاع للرأي نشر اليوم الاثنين في بريطانيا أن عددا متزايدا من الشبان المسلمين يدافعون عن الشريعة وارتداء الحجاب والمدارس القرآنية. وكشف الاستطلاع الذي أجراه معهد « بوليسي أكستشانج » على شريحة من 1003 مسلمين، وجود دعم سياسي متزايد للمنظمات الإسلامية المتشددة في صفوف الشبان المسلمين البريطانيين. وأفاد الاستطلاع الذي أجري عبر الإنترنت والهاتف بأن 37% من الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عاما يؤكدون أنهم يفضلون العيش بموجب الشريعة مقابل 17% تزيد أعمارهم عن 55 عاما. وأكدت النسبة نفسها من الشبان المسلمين أنهم يفضلون إرسال أولادهم إلى مدارس إسلامية عامة. ومن جهة أخرى زعم الاستطلاع أن 7% من الأشخاص الذين سئلوا عن آرائهم « أنهم معجبون بمنظمات مثل القاعدة التي تعرب عن استعدادها لمحاربة الغرب ». والنسبة هي 13% بين الشبان و3% بين الكبار. وقالت منيرة ميرزا التي تولت صياغة الاستطلاع إن « نشوء هوية إسلامية قوية في بريطانيا ناتج في قسم منه عن سياسة الثقافات المتعددة التي اعتمدت في الثمانينيات وشددت على الفرق بين الثقافات على حساب الهوية الوطنية وقسمت الناس حسب  توزيعهم الإثني والديني والثقافي ». وأشارت إلى أن هناك صراعا داخل الإسلام البريطاني بين أغلبية معتدلة تقبل قواعد الديمقراطية الغربية وبين أقلية تتزايد لا تقبل هذا الأمر. وذكرت ميرزا أن الشعور الديني بين الشبان المسلمين لا يقوم على ممارسة التقاليد الثقافية لذويهم ولكن اهتمامهم بالدين يكتسي طابعا سياسيا. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 29 جانفي 2007 نقلا عن وكالة الصحافة الفرنسية)


محمد رسول الله والذين معه

                                            بقلم: الدكتور محمد الهاشمي الحامدي

جاء الإسلام مكملا ومتمما لرسالات الأنبياء الكرام السابقين، إبراهيم وموسى وعيسى وسائر أخوانهم من الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام أجمعين. في بدايات القرن الميلادي السابع، اصطفى الله عز وجل محمدا بن عبد الله بن عبد المطلب، عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، ليكون خاتم النبيين، والرحمة المهداة للعالمين. أنزل عليه القرآن الكريم، وأمره بتبليغ رسالة التوحيد والعدل والحرية للناس أجمعين، وبيان معالم الصراط المستقيم الذي يقود إلى سعادة الدنيا والآخرة، ويقرر بدون شك ولا غموض كرامة بني آدم قاطبة، والمساواة الكاملة بينهم أمام خالقهم، ويعلمهم أنه لا فرق بين عربي ولا أعجمي، ولا بين أسود ولا أبيض، إلا بالتقوى والعمل الصالح فقط. قال تعالى: « وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ». (الأنبياء: 107) وقال سبحانه: « ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ». (الإسراء: 70) وقال أصدق القائلين أيضا: « يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا. إن أكرمكم عند الله أتقاكم. إن الله عليم خبير ». (الحجرات: 13) تحرير البشرية من ظلمات الشرك لم تكن المهمة التي كلف بها محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم يسيرة هينة. كانت مهمته أن يحرر الناس كافة، وليس أهل مكة والجزيرة العربية فقط، بعقيدة التوحيد، وبتذكيرهم بأنهم جميعا كرام بعبادة الله وحده لا شريك له. كرامة قررها لهم خالقهم العزيز الكريم، ومن العبث والسفه أن يتخلوا عن هذه الكرامة بالتورط في دروب الشرك، وعبادة غير الله، وتعظيم بعض البشر أو تقديس الاصنام بدعوى أنها ند لله عز وجل أو أنها تملك مفاتيح الوصول إليه. هذا أول وأهم وأعظم ما جاء به نبي الإسلام وخاتم النبيين: ألا يعبد في الأرض إلا الله وحده لا شريك له، وأن يتحرر الإنسان بعقيدة التوحيد من سطوة الأصنام والأوثان والأوهام والخرافات وسطوة المضللين من البشر. لذلك كان الشرك أعظم أنواع الظلم في الإسلام وأكبر الكبائر. يغفر الله تعالى كل أمر سواه ولا يغفر أن يشرك به. وقد بسط النبي صلى الله عليه وسلم حجته أمام الناس كما أوحى إليه ربه في القرآن الكريم: « إن الله فالق الحب والنوى، يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي. ذلكم الله فأنى تؤفكون. فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا. ذلك تقدير العزيز العليم. وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر. قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون. وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع. قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون. وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا. ومن النخل من طلعها قنوان دانية. وجنات من أعناب. والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه. انظروا إلى ثمره إذا اثمر وينعه. إن ذلكم لآيات لقوم يؤمنون. وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم. وخرقوا له بنين وبنات بغير علم. سبحانه وتعالى عما يصفون. بديع السماوت والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة. وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم. ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو. خالق كل شيء فاعبدوه. وهو على كل شيء وكيل. لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار. وهو اللطيف الخبير ». (الأنعام: 95-103) وحول عقيدة التوحيد، ومبدأ تحرير الإنسان تحريرا كاملا من خلال دعوته إلى عبادة الله وحده لا شريك له، والإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا من عند الله وخاتما للنبيين ومحبته والإقتداء به، جاءت وتكاملت بقية التشريعات الإسلامية الأخرى: الصلاة والزكاة والصيام والحج، والصدق والأمانة، والعدل وبر الوالدين وصلة الرحم، وإكرام الجار والضيف، وعمارة الأرض وترقية الحضارة، وبسط الحريات والدفاع عن المظلومين، وترك المفاسد التي تذهب كرامة الإنسان وتضيع مصالحه الظاهرة كالخمر والميسر والمخدرات، وتجنب الأعمال القبيحة المنكرة من كل عاقل مثل قتل النفس والرق والزنا والربا وأكل أموال الناس بالباطل. وفي كل هذه المعاني العظيمة جاء الخطاب واحدا للبشر كافة. لا تمييز بينهم بسبب اللون أو العرق أو الجنس. فالرجال والنساء خلقوا من نفس واحدة. والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض كما يوضح القرآن الكريم من دون لبس أو غموض.

محمد رسول الله والذين معه كل من درس سيرة خاتم النبيين يدرك من الوهلة الأولى أنه جاهد جهادا كبيرا من أجل نشر مبادئ الحرية والعدالة وكرامة البشر كافة. لقد ظلم واضطهد في مكة المكرمة مسقط رأسه. وعذب أصحابه وقتلوا وشردوا. واضطر هو نفسه أخيرا للهجرة إلى المدينة المنورة. وهناك أيضا طاردته جيوش قريش وحلفائها من المستفيدين من الأوضاع البالية، الأوضاع التي يصبح فيها الإنسان عبدا للأصنام، أو لبشر مثله. ثم يتوسع الإنحراف العقدي ليؤسس لعبودية أخرى تجعل الإنسان خاضعا لسلطة الساسة وشيوخ القبائل والأثرياء الكبار. مع ذلك، صمد النبي صلى الله عليه وسلم في وجه الظلم ثلاثة عشر عاما في مكة، وتصدى للجيوش الغازية التي هاجمته في المدينة المنورة طيلة الأعوام الستة الأولى من هجرته، وانتصر على معسكر الشرك والظلم في نهاية المطاف. في كل هذه المراحل، كان السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، ومن دخل في صفهم تدريجيا من المؤمنين، سند النبي الأكبر بعد خالقه عز وجل. في مكة المكرمة كان أبو بكر الصديق، وخديجة بنت خويلد أم المؤمنين، وحمزة بن عبد المطلب، وعمر بن الخطاب، وبلال الحبشي، وعمار بن ياسر، ومصعب بن عمير، وسعد بن أبي وقاص، وأمثالهم من الذين نالوا شرف السبق في اعتناق عقيدة التوحيد وتبني شريعة العدل والرحمة والحرية. وفي المدينة المنورة تضاعف عدد المسلمين مرات كثيرة، ولمعت أسماء أخرى حول النبي صلى الله عليه وسلم. علي بن أبي طالب الذي اعتنق الإسلام صبيا ثم أصبح شابا يافعا شجاعا يتصدى لعتاة المشركين المعتدين. سعد بن معاذ من زعماء المدينة المنورة وكبار الأنصار غدا مستشارا مقربا لرسول الله. وسلمان الفارسي يشتهر بحبه للنبي حتى يدخل بحبه هذا في عداد أهل البيت. وخالد بن الوليد يلتحق بالصفوف قبل الفتح فيجب له الإسلام ما بدر منه أيام شركه. وعثمان بن عفان مضرب الأمثال في السخاء والكرم.

أسماء لامعة. وشخصيات عظيمة سامقة، ذكرنا عددا قليلا جدا منها، لضرب المثل ليس إلا. هؤلاء هم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم. رضي الله عنهم جميعا. وقد مدحهم القرآن الكريم وذكر فضلهم في مواضع كثيرة، منها يوم أحدق بهم الخطر والمكر المحتمل من مشركي قريش وطغاتها، في الحديبية قريبا من مكة المكرمة، فجددوا بيعة العهد والوفاء للنبي صلى الله عليه وسلم. نزل الوحي بعدئذ في سورة الفتح يمدح موقفهم ويبشرهم: « لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة، فعلم ما في قلوبهم، فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا ». (الفتح: 18). ونزل أيضا قوله تعالى في ختام هذه السورة: « محمد رسول الله، والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم. تراهم ركعا سجدا. يبتغون فضلا من الله ورضوانا. سيماهم في وجوهم من اثر السجود. ذلك مثلهم في التوراة، ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه. يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار. وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ». (الفتح: 29)

 

ديكتاتورية الديمقراطية
 
علي قاسمي – سويسرا « الديموقراطية في العراق ستكلل بالنجاح ،و من شان هذا  النجاح ان يبعث برسالة الى دمشق وطهران و مفادها ان الحرية يمكن ان تكون من نصيب كل امة في المستقبل. ان تاسيس عراق حر في صميم الشرق الاوسط سيكون بمثابة حدث مفصلي بارز في الثورة العالمية الديمقراطية.ً او هكذا قال  جورج بوش الابن في خطاب القاه يوم 6نوفمبر2003 في احتفالية مؤسسة الصندوق القومي للديمقراطية بمناسبة مرور عشرين عاما  على انشائها،مبشرا بشمس حرية و ديموقراطية لا تغرب ،يسطع نورها ليس على العراق و الشرق الاوسط و حسب بل على كل العالم،لينعم بهما كل انسان،جاعلا من الديموقراطية قيمة كونية من واجب امريكا ان تصدرها للعالم باسره و لو تطلب الامر استخدام القوة و هذا ما حصل في العراق . في هذا الخطاب بشر جورج بوش الابن و لا يزال كل البشر على وجه البسيطة  بواحة العدل و الحرية و المساواة التي ستاتى مع الديموقراطية ،و كان يقدم لهم ما يزعم انه انموذج المجتمع الفاضل الذي يعلي من قيمة الانسان و يرفعه الى ارقى المراتب فيمنحه الحرية والعدل  و يحترمه كانسان مهما اختلف لونه وتعددت لغاته و مهما  تعددت دياناته. بشر الانسانية بجنة هو خازنها بيده مفتاحها الديموقراطية ،الا  تستحق هذه الجنة ان يساق اليها الناس و لو بالقوة،بالقنابل العنقودية و الفوسفورية،بطائرات الاباتشي و صواريخ كروز،لينعموا بنعيمها و يتقلبوا  في  خيراتها . مثل غزو العراق منعطفا تاريخيا هاما في تاريخ الديمقراطية و محطة كبرى من محطاتها المتعددة،بل اكثر من هذا لقد دق اول اسفين على نعشها،معلنا عن بداية نهايتها كفكرة و مبدا وايديولوجيا بل وعقيدة. فقد اصبح للديموقراطية جيوش جرارة تحرق و تدمركل ما يعترض طريقها من بشر و شجر و حجر و اصبح لها سجون تعذيب منهاماهو معلوم كوصمة العار غوانتنامو او السجن السيء الصيت ابو غريب و منها الغير المعلوم و السري في كثير من مناطق العالم حتى في اوروبا ،هناك تداس كرامة الانسان  و يعذب اشد التعذيب و ينكل به اشد التنكيل،بل و يوضع في اقفاص كالوحوش…  لتقول للعالم اما ان تكون ديمقراطيا  فتكون معنا و تعيش ،او تكون غير ديمقراطي فتكون ضدنا فتقتل،او كما اختصرها بوش االابن فقال اما ان تكون معنا او ضدنا.فما قتلته الديموقراطية في العراق تجاوز بكثير ما قتلته ديكتاتورية صدام،والحرية المبشر بها اصبحت فوضى عارمة فاضحى العراق غابة امازونية بما تحمله الكلمة من معاني، و لا العدالة تحققت فقد شاهد العالم مهزلة المحاكمات الصورية.

لم تتعرض الديموقراطية في غزوها للعراق الى نكسة فقط بل الى ازمة فكرية و قيمية خطيرتين،فقد جنحت فكريا الي اليمين بل الى اقصى اليمين او الى اليمين المتطرف بعد استحواذ المحافظين الجدد على زمامها و اعلانهم موت التاريخ و انتصار الحرية بمنظور الليبرالية  الغربية من خلال الديموقراطية بوصفها ارقى شكل فكري توصل له الانسان،و موت كل الايديولوجيات كل الايديولوجيات بلا استتثناء.و قيميا بنزولها الي الدرك الاسفل اخلاقيا فقيمها السامية كما يروج لها اصبحت قيما سامة تنفث الموت في كل مكان فحرية المراة تحولت الى اغتصابات ممنهجة منها ما علم  و منها ما لم يعلم،و حقوق الطفل اصبحت قتل ابائهم امامهم و هدم المدارس فوق رؤوسهم…حتى العدل و القضاء لم يستثنى ،فالاعتقالات في العراق و غيره بدعوى محاربة الارهاب دون توجيه تهم وادلة دامغة لا تحصى و لا تعد ،فغوانتانامو يغني كمثال،لتتساوى بذلك امريكا و بريطانيا مع   مصر وسوريا و غيرها من الدول المنتهكة لاستقلال القضاء . يقول وونستون تشرشل « ان قدرة الزج بامرئ في السجن من دون توجيه تهمة منصوص عليها في القانون هو عمل بشع و هو الاساس الذي يقوم عليه الحكم التوليتاري و النازي و الشيوعي ». نستنتج من كلام تشرشل ان الديموقراطية اصبحت بدورها ديكتاتورية،و تتجه بدورها الى حتمية النهايةو تنتهي كما انتهت كل الديكتاتوريات على مر التاريخ،و تطبق عليها نفس مقاييس صعود الحضارات و اندثارها…ليبدا تاريخ جديد… 29/01/2007


 

الإسلام والديمقراطية: تواؤم أم قطيعة؟

 
  خليل عثمان بي بي سي-دبي  بات الكلام في الآونة الأخيرة عن العلاقة بين الإسلام والديمقراطية مادة خصبة للدراسات والمعالجات والمطارحات الفكرية التي تتناول إشكالية ضعف أسس الممارسة الديمقراطية في الحياة السياسية وأنظمة الحكم في المنطقة العربية والإسلامية. ولقد احتدم الجدل حول نقاط الافتراق أو الاشتراك بين الإسلام والديمقراطية بالتزامن مع تصاعد الحديث مؤخرا عن نشر الديمقراطية في المنطقة العربية. فثمة قدر كبير من الأسئلة والتساؤلات المطروحة حول ما إذا كان الإسلام كدين سماوي ينظم مختلف أنشطة الحياة يتناقض مع الديمقراطية كنظام وضعي ينظم الحياة السياسية وخيار معاصر للدولة والحكم. « نقاط افتراق » ويلخص فالح عبد الجبار مدير « معهد الدراسات الاستراتيجية »، ومقره في لندن وبغداد، إشكاليات العلاقة بين الإسلام والديمقراطية في ثلاث « نقاط افتراق » تعود تاريخيا إلى بدايات دخول الديمقراطية إلى العالم الإسلامي. ويرى عبد الجبار أن هذه النقاط الثلاث جاءت « كردود فعل من المؤسسات الدينية والفقهاء »، وتجلت منذ دخول النظام الديمقراطي إلى المنطقة الإسلامية. النقطة الأولى، التي يتحدث عنها عبد الجبار هي فكرة « أن التشريع لله وحده وبالتالي لا يجوز للبرلمان أن يشرع ». ويوضح قائلا: « هذا مفهوم فقهي قديم ما يزال قائما وتتبناه الكثير من الحركات (الإسلامية) ». أما نقطة الافتراق الثانية، من وجهة نظر عبد الجبار، فتتمثل في فكرة « أن الحاكمية لله وليس للشعب، يعني أن الشعب ليس مصدر السلطات، ولا يمكن أن يكون مصدر السلطات ». ويقول إن هذا الموقف هو « موقف أبو الأعلى المودودي، وسيد قطب، وحتى موقف الفقه الشيعي في إيران، كالخميني وغيره من الاتجاهات ». وتشكل مسألة المواطنة نقطة الافتراق الثالثة بين الإسلام والديمقراطية بحسب عبد الجبار. ويوضح قائلا: « في النظام الديمقراطي كل مواطن مساو لأي مواطن آخر بصرف النظر عن الدين أو الجنس أو العرق أو اللغة، إلخ. ولكن حسب المنطوق الفقهي الإسلامي القديم فإن غير المسلمين هم أهل ذمة، وبالتالي لا يجوز مساواتهم بباقي المسلمين ». ويستدرك عبد الجبار قائلا: « ولكن هناك بعض الفقهاء الإسلاميين وبعض المدارس الإسلامية الآن تقبل بالمباديء الحديثة للمواطنة، والانتخاب، وحق البرلمان في أن يشرع. ولكن هذه الجماعات والفقهاء في داخل المؤسسة الدينية يشكلون لحد الآن أقلية ». منابع تاريخية وإلى جانب نقاط الافتراق النظرية، فإن عبد الجبار يرى أن مسألة الإسلام والديمقراطية تضرب جذورها في منابع شتى أبرزها ما نشأ عن تحولات تاريخية رافقت زحف الحداثة في المنطقة العربية الإسلامية. ويعتقد أن « المنبع الأول هو الاعتقاد بثبات كل القيم التي استخلصها الفقهاء السابقون. ما استخلصه ابن تيمية مثلا على الجبهة السنية، أو ما استخلصه الفقهاء الحليون كما يُسَمَّوْن في الفقه الشيعي من وجوب حكم الفقيه، إلخ، ولاية الفقيه ». ويردف قائلا: « هذا الاعتقاد بثبات هذه الأحكام هو مصدر أساسي (للإشكالية) ». ويلاحظ أيضا انكباب طلبة المدارس الدينية « على قراءة الفقه وعدم الإطلاع على العلوم الحديثة، على الفلسفات الحديثة، على النظريات الحديثة ». ويرى أنه نتيجة لذلك « يعيش رجل الدين في الماضي وينقطع عن كل هذا التطور الزمني ». والخوف يشكل بالنسبة لعبد الجبار منبعا تاريخيا آخر لإشكالية العلاقة بين الإسلام والديمقراطية. ويشرح بأن هذا الخوف هو « الخوف من التغيير الاجتماعي لأن الديمقراطية هي معلم من معالم المجتمع الحديث والمجتمع الحديث يلغي العزلة القديمة للطوائف والمحلات المغلقة والقبائل وغيرها. وتبدأ الحياة الجديدة بإطلاق حرية المرأة، وخروجها إلى العمل ». ويخلص إلى القول بأن هذا الوضع « يذكي مخاوف كثيرة عند الذكور المهيمنين على إنتاج الثقافة الدينية بالذات ». « ديمقراطية خاصة » ولكن آية الله محسن آراكي، الأستاذ في الحوزة الدينية في مدينة قم المقدسة في إيران، يرفض منطق المقاربة التاريخية الذي يتبناه عبد الجبار والذي يرى تناقضا بين الفكر الإسلامي والديمقراطية. ويؤكد آراكي على أن الإسلام ينطوي على ديمقراطية تنسجم مع روحه الخاصة وأن الإسلام هو « في الأساس أطروحة متناسقة ومتكاملة ». من هنا يرى آراكي أنه لا تناقض بين الإسلام والديمقراطية بالمعنى المطلق، لأن في الإسلام ديمقراطية لكن ديمقراطية تنسجم مع روح الإسلام وتنسجم مع قيمه الخاصة ». أصداء هذا الموقف الرافض لوجود ثنائية بين الإسلام والديمقراطية يرددها راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة الإسلامية التونسية، الذي يعتبر الديمقراطية آلية تضمن إدارة شؤون الأمة بناء على إرادة المجموعة بدلا من إرادة الفرد. ويرفض الغنوشي النظرة التي تعتبر « الديمقراطية على أنها فلسفة أو دين حتى تكون مقابلا للإسلام باعتباره فلسفة، باعتباره دينا ». ويمضي إلى القول:  » إن الديمقراطية هي جملة من الإجراءات إذا طُبِِّقَت في جماعة تضمن لقراراتها وشؤونها العامة أن لا تُدَار فرديا وإنما عبر إرادة المجموعة، أي أن تُدَار شوريا ». ويضيف أن هذه الإجراءات « تضمن لهذه الجماعة القدرة على محاسبة حكامها وعلى تغييرهم بطريقة سلمية ». ويخلص إلى التأكيد قائلا: « ولا أرى في هذا شيئا يتناقض مع الإسلام الذي دعا للشورى، والذي جرّم وشنّع الإستبداد ممثلا في شخص فرعون كحاكم مستبد ». ويتابع: « فالإسلام حرب على الاستبداد، ودعوة للشورى، ودعوة للتعددية، ويمنع أن يتصرف في الشأن العام، في شأن جماعة، فرد، مهما أوتي هذا الفرد (من سلطات) ». ويعتبر الغنوشي أن « الذين يقيمون تناقضا بين الإسلام والديمقراطية، يحمّلون الديمقراطية محاميل ليست منها، فيقيمون اقترانا حتميا بين الديمقراطية وبين العلمانية ». عقد اجتماعي وفي رأي الغنوشي فإن تطبيق النظام الإسلامي القائم على الشريعة هو بمثابة عقد اجتماعي ذلك أن إمكانية التأسيس لهذا النظام تنعدم بدون موافقة أغلبية الناس في مجتمع ما. ويتساءل: « إذا ما طلبت أغلبية المجتمع نظاما قانونيا معينا، ما الذي يمنعهم من ذلك؟ فإذا الناس طلبوا نظاما غير الشريعة، مَن الذي يستطيع أن يفرض عليهم الشريعة؟ إذا كان المجتمع البريطاني لا يريد الشريعة، هل يمكن لأي مشروعية أن تفرض على المجتمع البريطاني الشريعة؟ أو المجتمع التونسي، أو أي مجتمع من المجتمعات؟ » وهذا التلازم بين الإرادة الشعبية وشكل الحكم أمر يؤكد عليه أيضا آية الله آراكي، الذي يعرب عن ثقته بأن المجتمع المسلم يقيم نظام حكم ينسجم مع منظومة قيمه إسلامية. ويقول آراكي: « الديمقراطية الإسلامية هي ديمقراطية ضمن القيم وضمن الحدود التي يؤمن بها المجتمع المسلم والتي لا تتنافى مع إرادة هذا المجتمع ». من هنا يخلص إلى القول: « إذن فهنالك ديمقراطية بمعنى أن هنالك نظاما يعتمد على إرادة الشعب، وأيضا هنالك إلتزام بمباديء الدين لأن هذا الشعب الذي يقيم نظام حكم على أساس من إرادته يؤمن بقيم معينة، هذه القيم تتمثل في النظام الإسلامي في التشريع، وتتمثل كذلك في النظام الإسلامي في طريقة الحكم ». الحقوق المدنية إلا أن فالح عبد الجبار يرى أن إشكاليات العلاقة الملتبسة بين الإسلام والديمقراطية تكمن أيضا في نقاط افتراق بين الفكر الإسلامي ولائحة الحقوق المدنية التي يؤكد أنه لا مجال لقيام نظام ديمقراطي بدون الالتزام بها. يقول عبد الجبار: « بعيدا عن حكم المرتد بالذات كمثال، لائحة الحقوق المدنية واسعة جدا. هي لا تتعلق فقط بحرية الرأي وحرية المعتقد، وإنما تتعلق أيضا بالحريات الأخرى الإنسانية العميقة ». ويردف قائلا إن « لائحة الحقوق المدنية تكاد تكون بإجماعها، بمجملها، مرفوضة من كل التيارات الإسلامية، وإن اعترفوا بها فهم يعترفون بأجزاء منها ». ويعتبر أن « هذه واحدة من المشاكل الكبيرة. لأن الديمقراطية في العصر الحالي، في القرن الحادي والعشرين، خلافا لما كانت عليه في القرن التاسع عشر، ترتبط بلائحة الحقوق المدنية ». إن الحقوق المدنية إذن، بما تنطوي عليه من حريات، تواجه الفقه الإسلامي، بما يختزنه من أحكام في شأن الردة والمرتدين، بتحد بارز. إلا أن آية الله آراكي، يحمّل سوء الفهم لموضوع الردة مسؤولية الإشكالية المُثَارَة بين أحكام الردة في الفقه الإسلامي وبين حرية العقيدة. ويقول: « لا بد أن نفهم ما هو معنى المرتد. لو أننا فهمنا معنى المرتد وفسرنا معنى المرتد بأنه هو ذلك الذي يخرج على النظام، على النظام العام، ويريد أن يخل بالنظام العام، فهذا لا يتناقض مع الديمقراطية ». ويشير إلى « أن هنالك ديمقراطيات كثيرة تؤمن بتنفيذ حكم الإعدام على الذين يريدون الإخلال بالنظام العام ». ويضيف بأن « الإرهاب ليس إلا صورة من صور هذا الإخلال بالنظام العام، الإخلال بالقيم التي تقوم على أساسها حياة الإنسان ». ويمضي إلى القول بأن « هنالك نظما ديمقراطية معاصرة تؤمن بأن الإرهاب لا بد أن يُوَاجَه بالقمع والاستئصال، ولا بد أن يُوَاجَه مواجهة قاطعة، صارمة. فهنالك إذن حدود ». وفي المحصلة فإن « هذه الحدود »، من وجهة نظر آراكي « لا بد أن تُراعَى ضمن ضمان الأسس الديمقراطية في أي نظام ». ويرى آراكي أن الردة تتمثل في « قرار إنسان ما بأن يخرج على النظام العام الذي يحكم المجتمع، يعني لا يؤمن بأي قانون. هذا معنى الردة في حقيقته ». ويعتبر « أن الردة التي تعني أن الإنسان يخرج على الإيمان بالله وعلى النظام الإسلامي الذي يحكم المجتمع، هي في واقعها خروج على النظام العام. والخروج على النظام العام يساوي ما يُعبّر عنه اليوم، الآن حاليا، بالإرهاب العملي، بالإرهاب الذي يريد أن يخل بنظام الحياة العامة ». ويخلص إلى القول: « ولذلك لا يُحكَم على من يدّعي ويزعم أنه لا يؤمن بالإسلام بالإرتداد، بمجرد أن يقول أنني لا أؤمن. وإنما عدم الإيمان إنما يكون إرتدادا فيما إذا تُرجِم عدم الإيمان هذا في حياة الإنسان بمعنى أنه كان ملتزما بهذه اللاإيمانية. الإلتزام بهذه اللاإيمانية يعني الخروج على كل النظام العام الذي يحكم المجتمع ».  « إشكاليات العلاقة بين الإسلام والديمقراطية تتمثل في ثلاث « نقاط افتراق » تعود تاريخيا إلى بدايات دخول الديمقراطية إلى العالم الإسلامي » فالح عبد الجبار مدير « معهد الدراسات الاستراتيجية »،  ضوابط الحرية ويقر راشد الغنوشي من حركة النهضة الإسلامية التونسية، بوجود ضوابط وقيود على الحرية في النظام الإسلامي، إلا أنه يؤكد أن هذه الضوابط تخضع لاعتبارات المصلحة العامة، شأنها في ذلك شأن القيود التي تفرضها الأنظمة الديمقراطية المعاصرة على الحريات العامة في المراحل التي تهدد أمن المجتمع والنظام العام. ويستشهد بدوره أيضا بواقع أن « الأنظمة الديمقراطية المعاصرة لها حدود أيضا ». ويقول: « نحن نرى الآن عندما أصبح النظام العام يشعر بأن هناك تهديدا، بأن الحريات الموجودة أصبحت تمثل تهديدا، رأينا أن هناك ضغطا على هذه الحريات وتقليلا منها ». ويضيف: « فليست الحرية إذن في النظام الديمقراطي أمرا مطلقا. وإنما الحرية تبقى قائمة تتسع بقدر مصلحة الجماعة أو نظامها العام. فإذا أصبحت الجماعة تشعر بأن الحرية تعود على أصل الحرية بالبطلان، نرى أنه هنا يحصل تضييق لنطاق الحرية ». ويتابع قائلا: « فكل نظام إذن له ثوابته، له إطاره العام، الذي يتحرك فيه وحرياته لا تتناقض مع ذلك الإطار وإنما تحميه ». وبالتالي يخلص الغنوشي إلى القول بأن « النظام الإسلامي إذن له إطاره العام. فهناك حرية في إطار ثوابته وقيمه العامة ». ويشدد على أنه « من المعلوم أن حرية الاعتقاد متوفرة في النظام الإسلامي، إذ لا إكراه في الدين. ولذلك الإسلام لا يفتش في قلوب الناس عن معتقداتهم. أمر المعتقدات متروك إلى الله يحاسب عليه. ولكن الدولة تحاسب الناس على أفعالهم ». ويضيف الغنوشي أن: « الردة في التاريخ الإسلامي حادث في بداية الإسلام. كان هنالك تمرد مسلح على النظام العام، فرُدَّ عليه بنفس الأسلوب ». ويعتبر أن « هذا الأمر يختلف عن ردة أشخاص تراجعوا عن معتقدهم الإسلامي. فهذا أمر لا ينطبق عليه بالضرورة حكم الردة ». المواطنة والمساواة ويشير عبد الجبار أيضا إلى مواقف فقهية على تماس مباشر بموضوع المساواة بين المواطنين. ويضرب على ذلك مثلا « مساواة المرأة بالرجل، أو عدم التمييز على أساس الجنس واللغة والدين ». ويشير إلى أن هناك في أوساط الفقهاء « مَنْ يعترض على تعيين المرأة أو غير المسلم قاضيا أو وزيرا ». ويرى أن هذه الأمور كلها « تَصَادُمٌ صارخ مع قيم لائحة الحقوق المدنية الحديثة ». من جهته، فإن آية الله آراكي يؤكد على المساواة بين جميع مواطني الدولة الإسلامية، إلا أنه يشير إلى وجود تفاوت في دائرة الحقوق الخاصة، وهو تفاوت رغم كونه مرتبطا باختلاف دور ووظيفة وموقع كل فرد في المجتمع، إلا أنه لا ينطوي على أي تمييز. ويوضح قائلا: « العامل له حقوقه المعينة. المعلم له حقوقه المعينة. الجامعي له حقوقه المعينة. الطفل له حقوقه المعينة. المرأة لها حقوقها المعينة. وكذلك المسلم له حقوقه المعينة. وغير المسلم أيضا له حقوقه المعينة التي تضمن له حقوقه الإنسانية في داخل النظام الإسلامي والمجتمع الإسلامي ». ويستشهد بوجود جماعات من غير المسلمين في المجتمعات الإسلامية على مر العصور. ويقول: « ومما يدل على صدق هذا الذي نقوله أن غير المسلمين الذين عاشوا ضمن المجتمع الإسلامي طوال القرون العديدة كانوا لا يشعرون أي ميزة تميزهم عن المسلمين وهم يعيشون داخل المجتمع الإسلامي. كما أن المسلمين لم يكونوا يشعرون بما يميزهم عن غير المسلمين في الحقوق العامة وفي الواجبات ». أهل الذمة ولكن ماذا عن أحكام أهل الذمة في الفقه الإسلامي؟ نطرح السؤال على راشد الغنوشي، فيجيب: « في الدولة الإسلامية هنالك حقوق متساوية للمواطنين. فمعنى الذمة، أي إعطاء حق المواطنة لغير المسلم ». ويضيف: « الدولة الإسلامية هي الدولة الوحيدة في العصور القديمة التي تحمّلت أو اتسعت للتعدد العقائدي ». ويردف قائلا: « فلم يُعرَف في تاريخ الإسلام اضطهاد ديني أو مخطط لاستئصال أي فئة دينية أو عرقية، سواء كانت تنتمي لديانات سماوية أو حتى لديانات وثنية ». ويوضح قائلا: « في أرض العراق، حيث عمرت أكبر دولة وأطول دولة في تاريخ الإسلام، الدولة العباسية، حتى الآن لا تزال هناك عقائد قديمة مثل الصابئة، لا يزال أهل هذه العقائد موجودين حتى الآن. ولو صدرت فتوى باستئصالهم لاستأصلتهم الدولة ». ويؤكد بأن « الحروب في التاريخ الإسلامي لم تكن قط حروبا دينية. كانت حروبا على السلطة، حروبا سياسية. هذا خلافا للتاريخ الأوروبي ». ويخلص إلى القول: « إذن المجتمع الإسلامي اتسع ولا يزال حتى الآن متسعا لمختلف العقائد. حتى اليهود الذين اضطُهِدُوا في أوروبا لم ينعموا بالأمن والسلام وازدهار عقائدهم مثل ما نعموا بها في ظل الإسلام ». توجسات الإسلاميين وفي غمرة هذا السجال الدائر، بين أخذ ورد، حول إشكاليات والتباسات العلاقة بين الإسلام والديمقراطية، لا يمكن للمرء إلا أن يلحظ توجس بعض الإسلاميين من الديمقراطية. ويعزو راشد الغنوشي هذا التوجس إلى جملة من الأسباب تتواشج فيها الريبة من الغرب والربط بين الديمقراطية والعلمانية. ويقول: « ربما لأن الديمقراطية بضاعة كأنها جاءت من الغرب والغرب جاء غازيا، مستعمرا، بينما علماء الإصلاح منذ القرن التاسع عشر سنوا هذا المبدأ، مبدأ الاقتباس من كل تجارب الأمم والحضارات، من كل نافع منها ». ويوضح قائلا: « الديمقراطية ليست عقيدة كفرية وإنما هي جملة من الإجراءات تضمن أن يكون القرار الذي يخص الجماعة قرارا جماعيا وليس قرارا فرديا ». لهذا يرى الغنوشي أن الديمقراطية « تضمن للجماعة حق محاسبة الحاكم وتغيير الحاكم والسياسات ». ويلفت الغنوشي إلى أن الذي عزز من توجسات الإسلاميين حيال الديمقراطية هو « أن العلمانيين العرب أصروا ولا يزالون يصرون على أخذ الديمقراطية مع العلمانية، أي أن يكون ثمن الأخذ بالديمقراطية التخلي عن الإسلام، أو إخضاع الإسلام لجراحات تذهب بأصله وجوهره ». ويضيف: « ولكن نحن نقول إن الديمقراطية هي أفضل الإجراءات المناسبة لتطبيق الشورى الإسلامية. الشورى تظل مجرد مبدأ أو قيمة وشعار بدون أن تأتي إجراءات تضبط هذه الشورى ولا تجعلها خيارا لحاكم يستشير متى شاء، مَنْ شاء ». إرهاصات حل ولكن هل من سبيل إلى فض هذه الإشكالية بين الإسلام والديمقراطية أو حلها؟ فالح عبد الجبار يرى أن ذلك ممكن ضمن مسار تاريخي طويل. ويرى أن « عدم السماح بحرية النقاش في العالم العربي وفي العالم الإسلامي » يشكل إحدى « الكوارث » التي تعاني منها المنطقة. والسبب في ذلك هو أنه مع حظر حرية النقاش « تبقى كل جماعة منغلقة تسمع ما تقوله لنفسها ولا تستمع لغيرها ». من هنا يخلص عبد الجبار إلى التأكيد على أن « هذه مشاكل ممكن أن تُحل لو كانت مجتمعاتنا مفتوحة. بمعنى هناك حرية رأي وتداول معلومات ونقاش ». ويلفت إلى أن « بلدانا كثيرة مرت بما مررنا به ولكنها استطاعت أن تعالج هذا من خلال أدوات كثيرة بينها الحوار، الذي نفتقده ». ويعرب عن اعتقاده بأن « الثقافة التي تتمثل في القيم والأفكار هي جزء من المشكلة ولكن الجانب الآخر هو النظام السياسي والنظام الإجتماعي ». ويقول إن « النظام السياسي … منغلق، مغلق، لا يتيح أي تجديد أو مساءلة أو مشاركة ». ويتساءل: « فكيف نستطيع من خلال مثل هذه النظم السياسية المغلقة أن نجدد ثقافتنا؟ » ويؤكد عبد الجبار بأن إمكانيات التوفيق « بين القيم الإسلامية بتفسيرها التقليدي المحافظ، والقيم الحديثة أي الديمقراطية ولائحة الحقوق المدنية وغيرها » مرهونة بتحقق عدد من الشروط « أولها هو إيجاد نظام سياسي تداولي منفتح ». ويقول: « سبق لنا في الماضي، يعني في القرن العشرين، أن كانت لنا، على رغم كل النواقص، أنظمة برلمانية، وكانت لنا انتخابات. كان هناك برلمان، وكان هناك دستور، وكانت هناك أحزاب، في العراق، في سورية، في لبنان، في مصر ». ويضيف: « الأنظمة العسكرية قلبت كل هذا. إرتدت على كل هذا. ونحن نعيش ذيول ما ارتكبته هي من أخطاء وخطايا ». ويرى بأن « الإصلاح التدريجي ممكن أن يفتح بابا لهذا التحول لكن هذا التحول سيستغرق حياة جيل أو جيلين ».

موضوع من BBCArabic.com http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/news/newsid_4608000/4608068.stm منشور 2006/01/12 22:11:41 GMT  


الدولة والايديولوجيا والإعلام في الوطن العربي

 
توفيق المديني  (*) « إن الافتراض الأساسي الذي ينطوي عليه ضمان دستوريا حرية الصحافة يجد تعبيره في أن حلبة التفكير، إذا هي تركت مفتوحة وحرة من أية قيود، فإن الحقيقة لا بد أن تفوز في النهاية. لكنها تصبح عديمة الجدوى إذا أعطي الكتاب أو المذيعون الحق في دخول هذه الحلبة فعجزوا عن تسويق ما لديهم من أفكار وآراء لأن طرفاً واحداً يسيطر على الصالة التي تعرض فيها الأفكار والآراء. ولا يغير المشهد منح أي كان حق إبداء الرأي عبر مذياع يسيطر على مكبر الصوت فيه شخص واحد. وفي هذه الحال يكون المذيع حراً أما الجمهور فلا. ولا تتحقق للجمهور الحرية التي نعرف إلا إذا سمع وجهات نظر متعددة مما يتيح له الاختيار في ما بينها. وهذا هو جوهر الحرية ». موريس ل. ارنست محام أميركي الاعلام هو مرآة العصر الذي نعيش فيه، الزاخر بالثورة المعلوماتية، وبالتقدم التكنولوجي الهائل، وهو يعكس بصدق أو بغيره واقع المجتمع الذي يخاطب أفراده، ويبين مدى التطور الذي وصل إليه. وتؤلف وسائل الاعلام الجماهيرية الصحافة الحديثة المصورة، والسينما، والاذاعة والتلفزيون، والفضائيات والانترنت، نظاماً عالمياً من الاتصالات الجماهيرية، يغطي سطح الكرة الأرضية كله، ويلتقط الحدث، وينقله مباشرة، إذ يغوص المحققون والصحفيون الميدانيون في تحليل الأحداث السياسية التي تنبثق في صميم المجتمعات. وغدا العالم قرية كونية نستطيع تأملها بفضل وسائل الاعلام، التي تمكننا من رؤية ما يجري في كل لحظة ومعرفته. وفي الوقت الذي تعيش فيه البلدان التي تتوفر فيها الحرية، وفرة زائدة في المعلومات، وإعلاماً حراً، تعيش البلدان التي يحجز فيها الاعلامي، ويسجن فيها الصحافي، نقصاً حقيقياً في الاعلام بل تزييفاً له. وإذا كان الاعلام في بعض الدولة الغربية قد بلغ حداً كبيراً من حرية التعبير ـ أصبح معه الشعب يطالب بنوع من الرقابة ـ بحكم طابع الدولة الليبرالي، التي تظل سيدة الاعلام والثقافة، ولكنها تريد قبل كل شيء إرضاء المستهلك، وتكييف ثقافتها مع الجمهور، فإن الاعلام في الوطن العربي بلغ درجة كبيرة من البؤس والانحطاط، بسبب تحكم الدولة العربية ـ الشرطي فيه، بوصفها السيد المطلق، والرقيب والمدير المنتج، حيث تلعب ايديولوجية هذه الدولة دوراً رئيسياً لجهة نشر هذه الايديولوجية التي تبعث على الضجر والاشمئزاز، والتي تريد تكييف الجمهور مع نهجها الاعلامي وثقافتها. الاعلام في الدولة العربية القائمة، ليس إعلام دولة فحسب، بل هو خاصة، إعلام دولة تسلطية بامتياز يستهدف الدفاع عن الايديولوجية المغلقة للسلطة بوصفها إيديولوجية مذهب، غير منفتحة على الاعلام غير المطابق لها، الذي يمكن أن يكون نقدياً، ويضعها في موضع المساءلة. من هنا ظل هذا الاعلام يقوم بوظيفة الدعاية الساذجة لكل ما تقوم به السلطة العربية، فلا رأي إلا رأيها ولا صوت إلا صوتها. ويعيش الوطن العربي مع استثناءات قليلة جداً في ظل وجدانية الرأي ورفض السلطة العربية، أي رأي مخالف لها، لأن خبراً قوياً يأتي من صحافة المعارضة أو تحليلاً نقدياً يتناول نقطة ضعيفة من ايديولوجية السلطة الهشة يمكن ان يحدث فجوة، ويسبب احتمالاً، تفسخاً جزئياً أو كلياً لكل منظومة من أفكارها الايديولوجية الهشة والخاوية. تكمن ايديولوجية الدولة التسلطية العربية في تدمير تعددية الناس، بوساطة الارهاب الايديولوجي المنظم، ودائرة الرقابة الحديدية، وخلق الرأي « الواحد » بدءاً من المتعدد، وابتداع « الواحد » الذي قد يتصرف وكأنه صانع التاريخ. العقل إن المنظرين الايديولوجيين للدولة العربية القائمة لا يتحملون تشغيل العقل (أو الذكاء) إلا إذا كان في خدمة السلطة الحاكمة، بوصفها السلطة التي تملك الحق على الدوام. ولا يمكن لأي مثقف أو صحافي أو مفكر أن يكون على حق إلا إذا كان مع السلطة، وحزبها الحاكم، وكأن التاريخ لم يوفر لنا وسائل أخرى لنكون في صف المدافعين عن الحق والحقيقة. في الواقع، إن هدف الدولة العربية هو خنق التعددية الاعلامية التي تفسح في المجال للنقاش الفكري والسياسي والثقافي في الصحافة العربية، وخنق الثقافة واستئصال معانيها أو سلبها أيضاً، وهو ما يعني غياب الرأي والرأي الآخر في القضايا الوطنية والقومية الكبرى التي تهم واقع الأمة العربية ومستقبلها. وحيثما تتم عملية خنق الثقافة والاعلام والرأي الآخر، تتم السيطرة الكلية الاستبدادية على المجتمع العربي وتطوره الداخلي، ذلك لأن الثقافة والاعلام الديموقراطي في جوهرهما نقيضان للتحكم الأمني بالمجتمع العربي. الثقافة والرأي الآخر يمكنان المجتمع من ترسيخ حرية الحقيقة واكتشافها، حيث إن مصلحة الحقيقة تستلزم تعدد الآراء حتى لا تظل الديموقراطية حبيسة قاع بئرها، فكيف لدولة عربية تقوم على قمع هاتين القيمتين أن تنظر الى الثقافة والرأي الآخر بعين الرضا؟ وفي هذه اللحظة التاريخية، وانسجاماً مع خطها الايديولوجي وسياسة الاعلام الخشبي، تقدم الدولة العربية نفسها على أنها أعلم الناس بقانون التاريخ، وأجدرهم معرفة بمن ينبغي معاقبتهم من المعارضين الذين يمتلكون تصوراً جديداً، ورؤية فكرية وسياسية ديموقراطية، يشكلان اقتحاماً واقعياً للمنظومة الايديولوجية للسلطة التي تنزع الى أن تحل نفسها محل الواقع، أو تنزع الى احتواء الواقع في قاعدتها الخاصة. ولما كانت الدولة العربية تخاف من الثقافة والاعلام، بوصفهما يمتلكان القدرة على تهديم تلك المنظومة الايديولوجية المتماسكة من الأفكار التي تدعي أنها تحتوي، في ذاتها، على الواقعي، وعلى خلق عقلانية جديدة في التفكير ومناهضة اتجاه الايديولوجية الأمنية الذي يقود الى الانغلاق على صورة مذهب متحجر في شكل دين جديد، فإنها ما انفكت تصم معارضيها بـ »الخونة »، وذلك يتطلب والحال هذه معاقبتهم. ومن هذا المنطلق، إما أن يكون المثقف، أو الصحافي، أو المفكر، أو المعارض السياسي، قد ارتكب جرائم بسبب انتمائه الفكري والسياسي، أو تعاطف مع الحركة الاسلامية، أو أن يكون مطلوباً من قبل الأجهزة الأمنية، لكي يؤدي دور القاتل. وفي الحالتين تكون قد أصبحت عدواً للدولة من الواجهة الموضوعية، وإذا لم تعترف، كففت عن خدمة الخط الايديولوجي والاعلامي للدولة الأمنية، وصرت عدواً حقيقياً. الاستبداد المنطقي تقول حنة أرندت في كتابها (أسس التوتاليتارية: « يعول الحكام التوتاليتاريون بخاصة على الإكراه، الذي يسعنا أن نفرضه على أنفسنا، من أجل أن يحفزوا الناس، جزئياً، الذين لا يزالون بحاجة اليهم، وذلك الإكراه الداخلي إنما هو الاستبداد المنطقي الذي لا يقوى على مقاومته شيء سوى قابلية الإنسان الكبرى لأن يبدأ عملاً من جديد. والحال أن الاستبداد المنطقي، يبدأ مع خضوع النفس للمنطق باعتباره مساراً دونما نهاية، والذي يعتمد عليه الإنسان حتى يولد أفكاره. وبهذا الخضوع، يتنكر لحريته الداخلية أبداً كما يتنكر لحرية الحركة، إذ ينحني إزاء حكم استبدادي خارج عنه… فمن جهة أولى، يضغط إكراه الإرهاب الكلي على جماهير الناس المعزولين ويحفظهم في عالم بات لهم صحراء، ومن جهة أخرى، فإن قوة الاستنتاج المنطقي القاسرة ذاتياً، إذ تهيئ كل فرد في عزلته المقفرة لمواجهة كل الآخرين، ما تعتم أن تطابق الإرهاب الأول، فيصيران (الإرهاب وقوة الاستنتاج القاسرة ذاتياً (الواحدة منهما في أمس الحاجة الى الآخر في سبيل أن يسيرا الحركة المحكومة بالإرهاب ويحولا دون أن تتوقف. وعلى هذا النحو فإن الإرهاب، حتى في شكله السابق لصفة الكلية، والاستبدادي المحض، يعمد الى القضاء على كل العلاقات بين الناس، مثلما يقضي الإكراه ـ الذي ينطوي عليه الفكر الإيديولوجي على كل العلاقات مع الواقع ». ويعتقد الإعلام العربي الرسمي أنه يقنع العالم الخارجي، من خلال امتلاكه كفاية إعلامية داخلية مزدوجة، تعود الأولى الى طبيعة الإعلام الزائف نفسها، والثانية ذات الطبيعة الاستبدادية للإعلام الناقص. وإعلام النظام الرسمي العربي غير موثوق، لأنه يحجب الأخبار النقابية والسياسية ونشاط لجان للدفاع عن حقوق الإنسان في عموم البلاد العربية، وفعاليات المجتمع المدني التي تملك طاقة غير انفجارية كامنة، ويقمعها، ويحرمها ويسد المنافذ عليها، ويعزلها ويخرقها، بكف هذه الطاقة الانفجارية بنجاح، الأمر الذي يسمح، بين أمور أخرى، بتجنب كل عدوى انطلاقاً من مركز احتجاج أو تمرد. وبدلاً من أن يشهد الإعلام العربي بمختلف مكوناته، تعددية حقيقية، واعترافاً فعلياً بحق الاختلاف في الرأي، شهدت الساحة الإعلامية العربية منذ اندلاع الثورة العلمية والتكنولوجية الثالثة في عالمنا المعاصر تدهوراً خطيراً، لجهة سيادة الخطاب الإعلامي الخشبي الزائف، فتراجعت بذلك الصحافة العربية التي يمكن تحديد أسبابها بالعوامل التالية: 1 ـ إن السياسة في الوطن العربي لم تعد فاعلية اجتماعية عامة، مفتوحة ومتاحة للجميع، دون قيود غير القيود الدستورية التي تقتضيها فكرة الحرية وممارستها، بل أصبحت حكراً مطلقاً على الفئة الحاكمة في البلدان العربية. فأعلنت السلطة العربية الحرب على المجتمع، وانتهكت مجاله السياسي. هذه الحرب وهذا الانتهاك قادا بالضرورة الى احتكار الدولة العربية هذا المجال السياسي، بوصفه شرطاً لاحتكار مصادر القوة والثورة، أياً كان الاسم الذي أطلقه ذكاء هذه السلطة، وأياً كانت الذريعة التي تتذرع بها. وفي ظل هذا المجال السياسي المتخلف، أو النسق السياسي المغلق، التي تتطابق حدوده مع حدود السلطة الشمولية النافية لما عداها، والذي اختل فيه التوازن الفعال بين القوى الجاذبة الى المركز والقوى النابذة عنه، تغلبت القوى الجاذبة الى مركز هذا المجال السياسي المغلق، فامتصت الدولة العربية بذلك، قوة المجتمع وأحزاب المعارضة الرسمية وكثفتها في بؤرة معتمة، فتحولت الى ما يشبه الثقب الأسود في فضاء السياسة. وقاد هذا الوضع الى تشظي وتناثر قوة المجتمع وطاقته، والى موت السياسة وصحافة الرأي في هذا النسق السياسي المغلق. 2 ـ النسق السياسي المغلق للدولة العربية أنتج خطاباً سياسياً وإعلامياً مغلقاً، ولا عقلانياً بالضرورة، خطاباً يجافي معقولية العالم، ويقف دوماً على طرفي نقيض، التصديق التام للسلطة العربية، والتكذيب التام للمعارضة والمنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان، الحقيقة الكلية الناجزة والباطل المحض، الولاء المطلق والعداوة المطلقة، القبول المطلق والرفض المطلق، ولم يترك أي مساحة للاختيار، علماً أن الاختيار يعتبر من أهم صور الحرية. فسقطت بذلك السياسة ومستلزماتها من عقلانية وثقافية، ومؤسسية وديموقراطية وتسامح وواقعية في فخ الاستبداد، واستبدلت بأساليب تكرس الجبن والتخاذل والاستزلام واللاقانونية في علاقة الدولة العربية بالشعب أولاً، وبأجهزة الإعلام، وفي القلب منها، الصحافة ثانياً. في هذه الوضعية، تخلت الصحافة العربية عن وظيفتها النقدية، وعن واجبها الإعلامي، بسبب سيادة الجبن وروح المحافظة اللذين يتجمعان في عقلية المسؤولين فيها، الذين يخفون وراء دعوى « صراحة الرقابة الذاتية » إرادات كثيرة منها إرادة الوصاية وإرادة تهميش الرأي الآخر، وإرادة الوعي الارتكاسي الذي لا يستطيع أن تداهم الحرية معاقل الجبن لديه. ولقد تحولت الصحافة العربية الى أبواق دعاية ومنابر لترويج سياسات الدولة العربية، والتستر على انتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان، ومصادرتها الحريات العامة. وفي هذا السياق عينه يقول هنري كيسنجر إن حكام العالم الثالث يقولون للواقع كن فيكون، وبذلك يماهون بينه وبين أشخاصهم، ويرفضون سماع أي نقد له أو تعريض به، ويعتبرون النقد موقفاً منهم وانتقاداً لهم. يفسر هذا لماذا تخاف بيروقراطياتهم إمدادهم بصورة حقيقية عما هو قائم فعلاً، ولماذا تقدم لهم صوراً تتفق مع أفكارهم المسبقة عنه، تعزز لديهم وهم ربوبيتهم، وتلبي حاجتهم الى الشعور بالرضا عن ذواتهم. حين تماهي الصحافة العربية السلطة بالاستبداد تفقد صدقيتها، وحين يسود النفاق والكذب عقول الصحفيين، تتخلى الصحافة عن دورها التقليدي في الدفاع عن حرية الخبر، وحق الاختلاف، وممارسة النقد، وهذا هو حال الصحافة العربية، التي نقصت فيها المساحات المخصصة للتحليل السياسي واحتضان الآراء والمواقف الفكرية المختلفة مع مواقف وآراء السلطة الى حد العدم، فضلاً عن ممارستها رقابة ذاتية صارمة للأخبار والمواقف التي ترى أنها لا تنسجم بشكل أو بآخر مع سياسة الدولة العربية. وهكذا أصبحت الصحف المستقلة، وصحف المعارضة في أي بلد عربي لا تختلف من حيث خطابها وأدائها الإعلامي عن صحف الحكومة وصحف الحزب الحاكم. تأسيس مدرسة صحافية لتثقيف الشعب ـ تبسيط النظريات الاجتماعية وأشكال الكتابة.. يقول المؤلف: هم لم يجتمعوا حول دستور أو ميثاق أو مجلس جمعية منتخبة، كما فعلت جماعة أبوللو سنة 1932 يوم التأمت بتاريخ 10/10/1932 في كرمة ابن هانئ برئاسة أحمد شوقي.. فجماعة تحت السور لم تكن من هؤلاء ولا كهؤلاء، وانما اتجهت ـ ومنذ ظهورها بباب السويقة 1929 بزعامة علي الدوعاجي وفق مذهب خاص، وعلى ضوء اختيارات تلقائية هادفة.. (ص 58). يقول المؤلف: ان جماعة تحت السور هم جيل عام من أدبائنا وفنانينا أغلبهم لا يحمل شهادة استثناء التريكي والمهيدي والمرزوقي وانطلق كل واحد منهم في هواياته دون أن تكون لأي منهم امكانيات.. وقد أصدرت جماعة تحت السور عدداً من المطبوعات المهمة والمؤثرة مثل العالم الأدبي وصدرت في آذار (مارس) 1930، ظهرت شهرية ثم أسبوعية وأصدرت أعداداً خاصة كعدد فقيد الأدب التونسي الشابي واستمر صدورها لمدة ثلاث سنوات.. ويري المؤلف أن أهم فترة خصوبة للأدب التونسي هي ما بين 1914 ـ 1956 اذ ظهرت مجموعة كبيرة من الشعراء والكتاب والقاصين والنقاد، ساهم جميعهم في تفجير الوعي الوطني.. وقسم هذه الفترة الى مرحلتين: مرحلة الوعي الوطني: من 1914 ـ 1939. مرحلة الكفاح التحريري: من 1952 ـ 1956. وتميز أدب هاتين الفترتين بمعالجته للواقع الاجتماعي، واتخاذ موضوعات جديدة أملتها ظروف البلاد السياسية، كما أنه برزت في عام 1930 القصة التونسية بالمعني الفني مروراً بمحاولات الترجمة ثم الاقتباس وأخيراً الخلق.. ويبرز ذلك الخلق الفني في العالم الأدبي علي يد الشابي والسنوسي عبد الخالق البشروش.. ويجيء تطور القصة مع بداية عام 1932 علي أيدي جماعة تحت السور موضوع الكتاب ـ حيث ظهرت علي صفحات الشباب، السرور، الزمان، الدستور مع ظهور الشعراء والأدباء المسعدي، المرزوقي، البشير خريف، البشير بن سلامة، فرج الشاذلي، حسن نصر، عمر بن سالم هؤلاء اضافة الى مفكرين وأدباء آخرين كان لهم شرف الاسهام في معارك الانقاذ والايقاظ. الجيل الأدبي الجديد: لمع هذا الجيل بعد الاستقلال 1956 ـ 1974 مع مواصلة المسيرة كسلفه، ببعض الأسماء مثل: الحمزاوي، البشير بن سلامة، صمود، الصمولي، حسن نصر، نعمان، صمادح، شرف الدين المدي، عبد المجيد عطية، فرج الشاذلي، الجنحاني، رشيد الذوادي، محيي الدين خريف، محمود التونسي، صالح الحاجة، حسن حمادة، محمد أحمد القابسي. تيارات أدبية: يلحظ المؤلف حساسية مفرطة في انتاج جل الأدباء التونسيين لك ما يمت الى الأصالة والتراث والشخصية، والقومية، والاصلاح الاجتماعي والديني، وقضايا الجماهير والطبقة الكادحة المتعبة، ورغم عوامل الاختلاف في الشكل وحتى المضمون فإن كل الأدباء وجميع التيارات تتفق على هدف هام جداً هو محبة تونس. ورغم اهتمام الأدباء بالخلافة العثمانية، والحث على العدل، وتمجيد الاسلام والاعتزاز بالدين الاسلامي، والذود عن اللغة الأم، والأصالة، والوطنية، لم يهملوا القضايا الاجتماعية كالبطالة، وتحرير المرأة، وتوزيع الخيرات، ونشر التعليم والدفاع عن العمال.. ويركز المؤلف على تلك التيارات الأدبية وروادها خاصة في الشعر والقصة والمسرح والمقال ويقسمها الى: ـ تيار الشعر الغنائي ويتزعمه الشاعر نور الدين صمود وآخرون ـ تيار عربي برز في أشعار علي شفلوح عبد الحميد وآخرون ـ تيار وطني تمثله قصائد أحمد اللغماني وآخرين. ـ تيار ذاتي حالم ووطني في أعمال جمال الدين حمدي وتبرز هنا الأديبات زبيدة بشير، فاطمة سلم، عروسية النالوتي، جميلة الماجري. ثم يقدم المؤلف رشيد الذوادي المجالس الأدبية في عصر النهضة الأدبية الحديثة من بينها نوادي وليام مرسي، الخلدونية، قدماء الصادقية، الرشيدية، الثقافي، القصة ومن المقاهي: مقهى الهناء، العياري، البانكة، العريانة، تحت السور، الديوان، المغرب، باريس. (*) كاتب تونسي مقيم بدمشق (المصدر: صحيفة « المستقبل » (يومية – لبنان) الصادرة يوم 29 جانفي 2007)


تحشيد الجماهير عربيا: عقول بالوكالة واستسلام للخطب الرنانة

 
مرسل الكسيبي (*) المتأمل اليوم في المشهدين اللبناني والفلسطيني يجد النفس بلا شك أمام خيط جامع يشق حالة الاحتراب العربي العربي أو الاسلامي الاسلامي أو الأهلي الأهلي,حيث فوضت جماهير الأحزاب عقولها للاعبين الكبار في مقابل أن تدر عليهم خزائن الدول الكبرى العطاء ثم العطاء,بعد أن أعملت في قياداتهم الحزبية والمحلية سيف الوعود بفتح خزائن فارس-ايران- والمجتمع الدولي بمكوناته الصناعية الكبرى… ليس بخاف على أحد أن للفريقين المتصارعين على أرض لبنان وفلسطين المحتلة ,ولاءات اقليمية ودولية فصلنا الحديث في بعضها في مقالنا الأخير المعنون ب  » تمجيد الماضي والتغني بالقوة والخضوع للمحور السوري الايراني »,غير أنه في النصف الثاني من الواجهة لايمكن الغفلة عن الجهات الدولية المانحة للطرف الاخر المتخندق بين السلطة والمعارضة بحسب الحالة القطرية -في لبنان فريق السنيورة و 14 اذار في السلطة وفي فلسطين فريق عباس وفتح ممزق بين رئاسة في السلطة وجسم فتحاوي عريض خارج « امتاع » الحكومة-! لعبة المال والتسليح أصبحت مفتاح القوى الاقليمية والدولية في تصفية ثلاثة شعوب على وجه خارطة الشرق الأوسط ,حيث باتت الجماهير العراقية واللبنانية والفلسطينية مستسلمة لأدوات قديمة وجديدة في الهاء شعوب المنطقة عن قضايا التحرر والسيادة الحقيقية وقضايا التنمية السياسية والاقتصادية والعلمية والتقنية المفترضة في اهتمامات دولها. من يدفع أكثر ويسلح أكثر أصبح اللاعب الأكبر في زعزعة الأمن والاستقرار في البلدان الثلاثة ومن ثمة تضييع نضالات وطنية وشعبية لايمكن تقدير حجم ضحاياها والامها واكراهاتها على مدار مالايقل عن نصف قرن من النضال التحرري من أجل بناء دولة الاستقلال أو تحرير وطن خاضع للعذاب والاحتلال. ليس من المستغرب أن تدفع الدول الكبرى ثمن الاحتراب من خزائن بترولية بعضها عربي المصدر وبعضها فارسي اللون والتراب,حيث لاهم اليوم لهذه القوى الا فرض أجندتها على الساحة الاقليمية والدولية والحد من طموحات بعضها البعض اقليميا وعالميا على حساب ثلاثة شعوب من « الغلابى »  والمنقادين وراء تقسيمات حزبية وطائفية مزقت الخاصرة العربية والاسلامية وكشفت هشاشة العقل العربي والاسلامي أمام جموح العواطف بعد توكيل العقول وتفويض التفكير وتقرير المصير الى الأسماء الكبرى من ديناصورات العمل الأمني والسياسي المتغلف بشعار خدمة الجماهير وتحرير فلسطين وخدمة القضايا الوطنية أو القومية أو الاسلامية المقدسة. دعونا نعترف بأن هناك قادة وطنيين وصادقين في كلا الفريقين المتمترسين بنار الحكم والمعارضة, غير أن الصراحة والمكاشفة تقتضي منا الاعتراف بوجود قادة اخرين دخلوا في لعبة الحرب الباردة بين القوى الدولية النافذة بزعامة الولايات المتحدة واسرائيل وبين قوى اقليمية صاعدة بقيادة طهران ودمشق,وهو مايعني بكل أسف أن المنتظم الحزبي الحاكمي والمعارض الأقوى على الساحة السياسية والتنظيمية بات تحت هيمنة أسماء كبرى تشتغل لحساب من يدفع أكثر ويفتح خزائن السلاح الملوث بمشروع لاراقة دماء شعوب المنطقة. لن ندخل في دائرة حصر الأسماء لهؤلاء القادة المتواجدين في معسكر شهوة السلطة والنزاع على بهرجها الزائف في ظل ذهاب سيادة الأوطان ومكتسبات الشعوب العمرانية والخدمية والعلمية والتقنية,وقبل ذلك اهدار دم كيان مقدس في عرف كل شرائع السماوات والأرض وهو الانسان ,بل اننا نكتفي بالقول أن التغني بتحرير فلسطين أو استرجاع سيادة لبنان أو تحرير كل شبر منها أو تحرير العراق في مقابل تخريب البلد وقتل جماعي للانسان ,كل ذلك لن يشكل في نظر كل عاقل الا كذبا وسفاهة تمارس على الجماهير  باسم أجمل الشعارات وأقدس الطموحات التي ضحى من أجلها أشرف رجالات المنطقة … المسؤولية في كل هذا لايتحملها الممولون والمسلحون في المعسكرين ,بل يتحملها بالدرجة الأولى من سلم عقله الى غيره ليفكر عنه بالنيابة والتوكيل داخل أحزاب 14 اذار أو حزب الله أو فتح أو حماس أو غيرها من التشكيلات العراقية المتقاتلة تحت يافطة المذهبية والطائفية القاتلة,حيث قام هؤلاء باعدام عقولهم حين سلموها هبة لمن يعطي أوامر باطلاق النار على الدم الفلسطيني أو اللبناني أو العراقي ,حين وهبوها بعد أن أعدموها -أي العقول- عبر تحويلها الى الة تلقي فاسدة تحت لواء الانضباط الحزبي والولاء التام للقيادة والسمع والطاعة للكبار الذين لهم كل القدرة على فهم مصالح البلدان والشعوب دون غيرهم من العامة والناس الذين نسوا بأنهم فوضوهم أمانة الشهداء والسجناء والأوطان والمقدسات من أجل حمايتها وصيانتها من العبث أو مخاطر الاحتلال… ماذا  لو استعادت جماهير الأحزاب النافذة في هذه المنطقة أو في هذا المثلث الساخن أو قل في كل منطقتنا العربية والاسلامية عقولها وسحبت توكيل التفكير بالنيابة عنها وعن مطامحها ومصالحها من قيادات شبعت حتى التخمة من أموال عواصم عالمية واقليمية ؟,هل كانت حينها تسيل دماء عربية واسلامية طاهرة وشريفة في منطقة كان يفترض فيها العمل على محوري التنمية الحقيقية والسيادة الجادة؟  لو استعادت جماهير الأحزاب توكيلها للعقل لديناصورات الأمن والسياسة لوجد قادة بارزون في الأقطار الثلاثة المذكورة أنفسهم في مواجهة جماهير يقظة لاتطلق الرصاص في حروب أهلية وداخلية وانما تحفظه في مخازنه من أجل حماية الثغور وتمتين مكاسب دولة الاستقلال ان وجدت …,غير أنه ماوجدت جماهير تسير وراء الخطب الرنانة التي تحشد لها الجماهير من الفريقين  بعشرات الألوف في ساحات بيروت وغزة  وربما كربلاء  أو حي الأعظمية من أجل الاقناع بطروحات عقلين موهوبين لمصالح المال أو السلاح ,فان مزيدا من الخراب والدمار مازال ينتظر شعوب المنطقة وبلدانها … وحتى استعادة العقول وتمزيق تفويض ذهني على بياض منح لديناصورات المنتظم الحزبي والطائفي وتجييش الجماهير عبر دغدغة عواطفها الدينية والمذهبية والوطنية والقومية ,يظل العالم العربي والاسلامي رهين لعبة الدول الكبرى أو أصحاب الدهاء السياسي اللاوطني المتسربل بالخطاب الديني أحيانا وبالخطاب المذهبي أحيانا أخرى وبالخطاب الوطني في مواضع كثيرة ,ومن ثمة لانستغرب أن تعيش منطقتنا على شفا جرف هاو من الحروب الأهلية أو الاحتقان السياسي الجارف أو الصامت المشحون بالديماغوجيا وتجييش العواطف واللعب على كل حارق ومدمر للأوطان .. وفي انتظار عودة العقل الى جمهور أحزاب المنطقة وسحب التفويض بناء على استعماله في غير وجهته الوطنية والدينية والقومية الأصيلة ,سيضحك اخرون ملئ أفواههم على دماء بريئة تسيل في سواقي تروي نهضة اخرين وتقدم دول وشعوب أيقنت أن استعمال العقل في مواضعه الأصيلة شرط كل تنمية بشرية وعمرانية وعلمية وتقنية مستديمة. (*) رئيس تحرير صحيفة الوسط التونسية   reporteur2005@yahoo.de (المصدر : صحيفة « الوسط التونسية » الإلكترونية بتاريخ 28 جانفي 2007)


لا يمكن التقارب عقائديا يا هاشمي ويا رضا، بالصورة والصوت

 
 
عباس لا يمكن التقارب بين من بنوا دينهم على سلامة القرآن من كل شائبة وتحريف وبين من يُصرّون على مقولة تحريف القرآن وتجريم أهل السنة في ذلك. لنستمع إلى علماء الشيعة الإمامية ومشائخهم copier/coller dans le champ d’entrée du fureteur (Internet Explorer par exemple) si la clique ne marche pas. http://www.fnoor.com/media/fn311.ram http://www.fnoor.com/media/fn517%20.wmv http://www.fnoor.com/media/fn118.ram http://www.fnoor.com/media/fn365.ram http://www.fnoor.com/media/fn043.ram http://www.fnoor.com/media/fn439.mp3 استمعوا إليهم وهم يحرفون آية من سورة المائدة http://www.fnoor.com/media/fn137.ram http://www.fnoor.com/media/fn421.mp3 انظروا إلى العلامة المجلسي كيف يُحرّف آية الكرسي http://dhr12.com/?wi75 لا يمكن التقارب العقائدي بين من يعتقدون أن عليّا، كرّم الله وجهه، بشر وبين من لا يعتقدون ذلك. استمعوا إليهم http://www.fnoor.com/media/fn021.rm http://www.fnoor.com/media/fn018.rm لا يمكن التقارب العقائدي بين من يعتقدون أن عليّا ليس إلها وبين من يعتقدون بأنّه يعلم الغيب، بل لا يغيب عنه شيء، بل ويُحيي الموتى، بل ويَخلُق http://www.fnoor.com/media/fn181.ram http://www.fnoor.com/media/fn166.ram http://www.fnoor.com/media/fn160.ram لا يمكن التقارب العقائدي بين من يعتقدون بطهارة الشيعة وبين من يعتقدون بنجاسة السنة http://www.fnoor.com/media/fn107.ram http://www.fnoor.com/media/fn345.wma http://www.fnoor.com/media/fn276.ram http://www.fnoor.com/images/fn0886.jpg لا يمكن التقارب العقائدي، لقد أوصدوا الأبواب. استمعوا إليهم http://www.fnoor.com/media/fn330.wma http://www.fnoor.com/media/fn331.ram  

رحمك الله أيها الأب بيار

 
  عماد حبيب http://imedhabib.blogspot.com   كتب أحدهم مقالا عن موت الأب بيار، الشخصية الأكثر احتراما و حبا و إجماعا من طرف المجتمع الفرنسي بكل أطيافه، الرجل الذي عاش فقيرا و مات فقيرا و وهب نفسه للفقراء دون تمييز بسبب عرق أو لون أو دين، و الذي لم يكن له يوما في نظاله مرجعية دينية معلنة أو غايات تبشيرية و هو القس المنتمي للكنيسة، و رغم ذلك، كتب صاحبنا ناسبا لقومه و دينهم كل الخير الذي رآه بعضهم في الأب بيار و تسائل لم ليس في شيوخ المسلمين و علمائهم و أئمتهم رجل مثله أو مثل الأم تيريزا مثلا، و نافيا عن دين الرجل كل تلك القيم لأنه محرف، و خاتما قوله أنه لا يجوز الترحم على غير المسلمين   هكذا إذا يثبت معتنقوا هذا الفكر ما قلناه مرارا من أن خللا جسيما يقلب الحقائق عندهم، يرفض الآخر، يكرهه، و يجعل من الصعب عليهم النظر إلى عيوبنا و نقدها لأننا و بكل بساطة خير أمة أخرجت للناس و أن تخلفنا هو نتيجة مؤامرة من الغرب الكافر   الأب بيار الذي صلى جماعة مع المسلمين، لم يقحم منصبه الديني يوما في معركته، إحترم علمانية الدولة، و حق مواطنة كل أبناء بلده، و كان وزنه المعنوي يفوق بمراحل كل السياسيين المنتخبين لأن حب الناس و إحترامهم له صادق بلا نفاق كإلتزامه بمساعدة الفقراء و كإختياره العيش و الموت فقيرا لأجل الغير حتى صار رمزا للجميع بكل دياناتهم   حين طرح كثيرون هذا السؤال:
لم لا يوجد بيننا مثل هذا الرجل،  تذكرت أن شيوخنا ، و علمائنا عادة من أغنى أغنياء الناس، من الشيخ الشعراوي الذي سوق لشركات توضيف الأموال الإسلامية، السعد و الريان، و التي نهبت أموال الفقراء و لازال أصحابها لليوم يتمتعون بها هنا في بلاد الكفر، و إنتهاءا بعمرو خالد صاحب صناع الحياة و بيع الأشرطة و المنتجات المشتقة منها ، مرورا بأصحاب الملايين في البنوك الإسلامية المنشغلين بالزواج من بنات في عمر حفيداتهم، حفظا للفرج كما أمر ديننا الحنيف   الجميع يعلم أن الأب بيار كان من دعاة زواج القساوسة، و أنه كان له علاقات جنسية ستكلفه عدم مباركة الكنيسة له، لكنه لم ينهب أموال الفقراء و لم يغتصب قاصرات تحت مسمى زواج شرعي، لذلك كانت دموع الجميع صادقة و هي تودعه و تدعوا له بالرحمة   لكن عندنا، يهمنا أولا و أخيرا صحة العقيدة، هل الرزق مصدره بيع و شراء أم ربا، حتى لو كان البيع والشراء تحايلا لتمرير فوائض قروض البنوك الإسلامية، لكن هذا لا يهم ما دام علمائنا قرروا أن ذلك حلال، و حلال عليهم الملايين المنتزفة من جيوب المسلمين،هل النكاح شرعي أم زنا، و ملك الملوك إذا وهب لا تسألن عن السبب، فلا داع للسؤال لم الأب بيار ليس منا   فقط إحتراما لإنسانيتنا أو ما تبقى منها أقول، رحمك الله أيها الأب بيار

Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

16 avril 2006

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 6 ème année, N° 2155 du 16.04.2006  archives : www.tunisnews.net InfoTunisie: Promouvoir la coopération culturelle

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.