الاثنين، 28 ديسمبر 2009

TUNISNEWS

9 ème année, N° 3506 du 28 .12 . 2009

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحافيين توفيق بن بريك وزهير مخلوف

ولضحايا قانون الإرهاب


اللجنة التونسية لحماية الصحافيين: إضراب جوع تضامنا مع الزميلين توفيق بن بريك وزهير مخلوف

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

السبيل أونلاين ..ياسين الفرشيشي يضرب عن الطعام في السنغال

حركة النهضة تدين الأحكام الجائرة في حق الطلبة

كلمة:أمّهات مساجين الرأي وضحايا قانون الإرهاب يطالبن بتقريب أبنائهنّ

كلمة:علي الرواحي يعلّق إضراب الجوع بعد تعهّد منظّمات حقوقية بالسعي لحصوله عل جواز سفر

كلمة:استدعاء لـ3 مناضلين طلاّبيّين بسوسة من قبل الشرطة العدليّة

حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي:بيان المجلس الوطني

السبيل أونلاين : الأستاذ أنور القوصري:أخبار “صحيفة الصباح” عن الرابطة غير دقيقة وهي لم تنشر البيان الأخير

عبد الجليل السعيدي:رد على السيد نورالدين الخميري:من الوجع التونسي إلى الأمل التونسي

إذاعة هولندا العالمية:تونس : تعزّيز التقارب العلماني – الإسلاميّ بميثاق “الدولة و الدين”

رضا الماجري :ام المهازل النقابية في بنزرت

نقابي من التعليم الثانوي:هل تنجح البيروقراطية النقابية في اختراق قطاع التعليم الثانوي نهائيا؟

كلمة:تراجع على مستوى الصادرات التونسية لسنة 2009

كلمة:عمّال نزل “الأفق الجميل” بتوزر: إضراب في الأفق

كلمة:عمّال محطّات النقل الحديدي بالشمال الغربي يشكون الحرمان من حقوقهم

معزّ الجماعي:السوق الموازية بقابس تعاني نقصا في بضائعها

أبوالوليد:سجنان”مساكن” محرومة من الماء ! ! !

خالد الغرايري:دعاوي الحب و السؤال الغشوم

أبوذر:السّاحرات اﻷربعة

توفيق المديني:القدس بين إعلان أوروبا وإخفاق أوباما

بحري العرفاوي:في ذكرى العدوان على غزة من “الرصاص المسكوب” إلى “الجدار الفولاذي”

أحمد عبد السلام:القرضاوي: الجدار المصري مع غزة محرم شرعا

عبد الحليم قنديل:جدار العار

رضوان السيد:النخبة الدينية والثقافية والثورة الإيرانية

مالك التريكي:إعراض الجمهور عن تجشم مصاعب الحق


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


منظمة حرية و إنصاف

التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

جانفي2009
فيفري2009    
أفريل 2009     
جوان2009  https://www.tunisnews.net/20juillet09a.htm      جويلية 2009  https://www.tunisnews.net/23Out09a.htm   أوت/سبتمبر2009    
أكتوبر 2009


اللجنة التونسية لحماية الصحافيين إضراب جوع تضامنا مع الزميلين توفيق بن بريك وزهير مخلوف


تواصل السلطات التونسية سياسة التنكيل بالزميلين المعتقلين توفيق بن بريك وزهير مخلوف وبعائلتيهما وذلك على خلفية نشاطهم الإعلامي. وعلى الرغم من النداءات المتكررة، الوطنية والدولية، المطالبة بالإفراج عنهما ورفع الضيم المسلط عليهما، فان السلطات تمعن في تجاهل كل تلك النداءات، مثلما تمعن في انتهاكها للأعراف والقوانين التي تضمن للصحافيين حقهم في التعبير عن آرائهم وأداء رسالتهم دون التعرض لأي انتهاك. ولا زالت السلطة تتعامل باستخفاف ولا مبالاة مع الوضعية الصحية الحرجة للزميلين وتغض الطرف عن التقارير والملفات الطبية التي تؤكد على التدهور الخطير لصحة الزميل بن بريك مما قد يعرض حياته للخطر. وبناء عليه فان اللجنة التونسية لحماية الصحافيين، وهي تجدد الدعوة للإفراج عن  الزميلين بن بريك ومخلوف والكف على معاقبة الصحافيين على خلفية ممارستهم لمهنتهم، فإنها تدعو الزملاء الصحافيين في داخل تونس وخارجها للمشاركة في إضراب جوع جماعي وذلك يوم 5 جانفي القادم تضامنا مع الزميلين ومع عائلتيهما وللمطالبة بإطلاق سراحهما فورا ودون أي شروط . *ملاحظة: على كل الزملاء الراغبين في المشاركة في إضراب الجوع الاتصال بالبريد الالكتروني للجنة journalistprotect@gmail.com   تونس في 28 ديسمبر 2009 *اللجنة التونسية لحماية الصحافيين 

الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 11 محرم 1430 الموافق ل 28 ديسمبر 2009

أخبار الحريات في تونس


1) ياسين الفرشيشي يضرب عن الطعام: أعلن راديو مونتي كارلو دخول المواطن التونسي ياسين الفرشيشي المعتقل حاليا بالسنغال في إضراب مفتوح عن الطعام منذ يوم الخميس 24 ديسمبر 2009 تاريخ ترحيله من فرنسا إلى السنغال، وذلك للاحتجاج على الترحيل القسري الذي تعرض له، علما بأن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان طلبت من القضاء الفرنسي التريث وعدم ترحيل السيد ياسين الفرشيشي حتى صدور حكم في شأنه يوم 4 جانفي القادم. وتجدر الإشارة إلى أن ياسين الفرشيشي الذي سافر إلى فرنسا سنة 2004 وأصدر ضده القضاء الفرنسي حكما بالسجن مدة 6 سنوات قضى منها أربعا، من أجل تهم لها علاقة بالانتماء إلى مجموعات تنشط فوق التراب الفرنسي، صدرت ضده أيضا في تونس أحكام بالسجن وصل مجموعها 32 عاما و15 سنة كعقوبة تكميلية (المراقبة الإدارية). وقد طالبت عديد المنظمات والجمعيات الحقوقية التونسية والدولية من بينها منظمة حرية وإنصاف السلطات الفرنسية عدم تسليم السيد ياسين الفرشيشي إلى بلاده خشية تعرضه للسجن والمعاملة القاسية. 2)إيداع السجين السياسي السابق السيد معتوق العير بسجن المرناقية: تم منذ يوم الجمعة 25 ديسمبر 2009 إيداع السجين السياسي السابق السيد معتوق العير بسجن المرناقية وسيتم عرضه على الدائرة السادسة بالمحكمة الابتدائية بتونس يوم الخميس 7 جانفي 2009 لمقاضاته من أجل تهمة جمع تبرعات بدون رخصة. 3)اللجنة التونسية لحماية الصحافيين تدعو إلى الإضراب عن الطعام لمساندة الصحفيين زهير مخلوف وتوفيق بن بريك: دعت اللجنة التونسية لحماية الصحافيين في بيان لها الصحافيين في تونس وخارجها للإضراب عن الطعام يوم 5 جانفي المقبل للتضامن مع الصحفيين زهير مخلوف وتوفيق بن بريك ولتجديد المطالبة بالإفراج عنهما وللتنديد بتواصل سياسة التنكيل ضد الصحفيين والإمعان في تجاهل المطالب الحقيقية لهذا القطاع الهام. 4)حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  

 ..ياسين الفرشيشي يضرب عن الطعام في السنغال


السبيل أونلاين – السنغال – عاجل   دخل المواطن التونسي ياسين الفرشيشي التى رحلته السلطات الفرنسية إلى السنغال يوم 24 ديسمبر الجاري ، في إضراب عن الطعام ، وذلك حسب “راديو منتي كارلو” . ومنذ تسلمته السلطات السنغالية يخضع الفرشيشي إلى الإحتجاز والإستجواب من قبل البوليس السنغالي .   وقد إختارت فرنسا ترحيله إلى السنغال دون رغبته ، وقد حملت المنظمات الحقوقية وكذلك محامية فرنسا من تبعات ترحيله وطالبوا من السلطات الفرنسية أخذ تعهد من نظيرتها السنغالية يقضي بعدم تسليمه إلى تونس ، أين يواجه أحكاما غيابية بلغت 32 سنة و6 أشهر سجن و15 سنة مراقبة إدارية .   وتخشى تلك الجهات تعرض الفرشيشي إلى التعذيب وسوء المعاملة في حال تسليمه للسلطات التونسية التى تمارس التعذيب بإنتظام .   ويمكن زيارة الرابط التالي للإطلاع على قضية الفرشيشي : http://www.assabilonline.net/index.php?option=com_content&task=view&id=5850&Itemid=1   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 28 ديسمبر 2009 )  

باسم الله الرحمن الرحيم

حركة النهضة تدين الأحكام الجائرة في حق الطلبة

 


أصدرت المحكمة الابتدائية بمنوبة  يوم الاثنين 21 ديسمبر 2009 أحكام قاسية ضد عدد من الطلبة ، معظمهم موقوف منذ بداية شهر نوفمبر 2009 ، تراوحت بين عامين وشهرين سجن نافذة و ستة أشهر من أجل تهم حق عام (تعطيل حرية الخدمة ـ السرقة ـ الإضرار عمدا بملك الغير ـ إحداث الهرج والتشويش). وقد استعملت السلطة كعادتها القضاء ضد الطلبة لوأد احتجاجاتهم ومطالبهم، وتوجيه رسالة ترهيب أخرى للفاعلين السياسيين والاجتماعيين، مما ليس من شأنه غير إضافة أسباب أخرى للازمة الاجتماعية والسياسية المتصاعدة. وقد تخللت هذه المحاكمات  انتهاكات خطيرة لحقوق الدفاع ولحقوق الإنسان تمثلت خاصة في منع الطلبة والطالبات من الحق في الدفاع عن أنفسهم وإخراج بعضهم بالقوة من قاعة الجلسة ومنع المحامين من الترافع بكل حرية عن منوبيهم مما جعل هذه المحاكمة فاقدة لمقومات المحاكمة العادلة وحركة النهضة إذ تندّد بهذه السياسات الظالمة والأحكام التعسفية في حق الطلبة ، فإن الحركة :  – تعتبر هذه المحاكمات إمعانا في التأزيم وإساءة بالغة لصورة وطننا ـ  تحمل السلطات المعنية مسؤولية هذه الانتهاكات الخطيرة في حق هؤلاء النشطاء النقابيين وتدعوها لإطلاق سراحهم فورا وحفظ الملفات القضائية المثارة في شأنهم وإعادتهم ليواصلوا دراستهم. – تعتبر أن حرية العمل النقابي على المستوى الطلابي أو الاجتماعي مكفول دستوريا وتطالب السلطة بالتفاوض مع ممثلي الطلبة لإيجاد حلول حقيقية  للمشاكل التي يعيشها القطاع الطلابي. ـ تجدد طلبها بإغلاق ملف الاعتقال السياسي وتنادي بإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين من طلبة وصحافيين وشباب الصحوة وعلى رأسهم رئيس الحركة الأسبق الدكتور صادق شورو   لندن في 28 ديسمبر 2009 الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة  

أمّهات مساجين الرأي وضحايا قانون الإرهاب يطالبن بتقريب أبنائهنّ


حرر من قبل التحرير في الأحد, 27. ديسمبر 2009 وجّهت لجنة أمهات مساجين الرأي وضحايا قانون الإرهاب في تونس نداء لوزارة العدل وحقوق الإنسان ووزارة الداخلية والتنمية المحلية والإدارة العامة للسجون والإصلاح والهيئات الإنسانية ومنظمات حقوق الإنسان في الداخل والخارج للتدخل السريع لوضع حد لمعاناتهنّ بسبب بعد الشقّة بينهنّ وبين أبنائهن المساجين وطالبن بتيسير الإجراءات وتقريب أبنائهنّ من مناطق إقامتهنّ وتسهيل ظروف الزيارة. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 27 ديسمبر 2009)  

علي الرواحي يعلّق إضراب الجوع بعد تعهّد منظّمات حقوقية بالسعي لحصوله عل جواز سفر

 


حرر من قبل التحرير في الأحد, 27. ديسمبر 2009 علّق السجين السياسي السابق السيّد علي الرواحي إضراب الجوع الذي شنّه منذ ستة عشر يوما للمطالبة بجواز سفره. وكان الرواحي الذي قال في تصريحات سابقة لراديو كلمة أنه محاصر في تونس وأنّ السلطة لا تسمح له بمغادرة البلاد للالتحاق بعائلته، قد تلقّى زيارة يوم الجمعة 25 ديسمبر من وفد حقوقي ضمّ ممثلين عن جمعيّات ومنظّمات حقوقية مستقلّة قصد إقناعه بالتخلي عن إضراب الجوع والتعهّد بمتابعة ملفّه لدى سلط الإشراف والالتزام برفع قضية لدى المحكمة الإدارية في الغرض. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 27 ديسمبر 2009)

استدعاء لـ3 مناضلين طلاّبيّين بسوسة من قبل الشرطة العدليّة

 


حرر من قبل التحرير في الأحد, 27. ديسمبر 2009 علمت كلمة أنّ الشرطة العدليّة بسوسة وجّهت آخر الأسبوع المنقضي استدعاءات لثلاثة نشطاء طلاّبيّين بسوسة هم الطّلبة صفاء منصوري والصغيّر عمروسيّة ومحمّد الصغيّر للحضور لديها دون توضيح الأسباب التي يرجّح أنها أتت على خلفيّة أحداث العنف الأخيرة التي جدّت بكلّية الآداب بسوسة أثناء انتخابات المجالس العلميّة والتي تعرّض خلالها مناضلوا الاتحاد العام لطلبة تونس والنشطاء الطلاّبيّون للاعتداء والحصار من طرف طلبة الحزب الحاكم ومليشيات التجمّع بالمنطقة. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 27 ديسمبر 2009)  

حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي

بيان المجلس الوطني

 


إن المجلس الوطني لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي المنعقد في دورته العادية يومي 26 و27 ديسمبر 2009 في الحمامات، وبعد المداولة حول النقاط المدرجة صلب جدول الأعمال يؤكد على: 1 – في الشأن الداخلي: انطلاقا من ثوابت خطه السياسي والتزامه بمبدأ المشاركة فإن الحزب مدعو إلى الاستعداد الجيد للانتخابات البلدية ماي 2010 لذلك قرر المجلس الوطني عقد اجتماع للمكتب السياسي الموسّع لحضور المستشارين البلديين من أجل تدارس التدابير العملية المتصلة بالمشاركة في هذا الاستحقاق الانتخابي المهم. أكد المجلس الوطني على الشروع في مؤتمرات الهياكل بعد الانتخابات البلدية من أجل التصليب التنظيمي للحزب وتكريس انتشاره. 2 – في الشأن الوطني: تبني المجلس الوطني ما ورد في بيان المكتب السياسي المنعقد يوم 31 أكتوبر 2009 حول تقييم مشاركة الحزب ونتائجه في الانتخابات الرئاسية والتشريعية لما تضمنه من إصرار على المضيّ قدما في مزيد ترسيخ ثوابت الحزب وتعميق خياراته. على مستوى الوضع الوطني أكد الحزب على سلبية التشنجات التي تطبع العلاقات بين الأطراف السياسية بشكل يضع الكثير من العوائق أمام إطلاق حالة من الحوار الجاد حول ملفات كثيرة لذلك يدعو المجلس الوطني إلى الإسراع في مأسسة الحوار من أجل المضي قدما في تطوير المشهد السياسي وتعطيل مفاعيل كل التوترات التي قد تكون مدخلا لشتى أشكال التوظيف. وبعد التأكيد على وضع الانفراج الذي تلا الانتخابات الرئاسية والتشريعية بإطلاق سراح مساجين الحوض المنجمي والحوار الجدي حول معالجة أزمة الرابطة باستعداد مختلف الأطراف للوفاق والتنازل المشترك في سبيل انجاز مؤتمرها يؤكد المجلس الوطني على مزيد تطوير هذه الحالة من الانفراج لمعالجة وضع الاتحاد العام لطلبة تونس وتفعيل المعالجة السياسية الوفاقية في كل الملفات الطلابية ومعالجة ملف الصحافيين نحو توحيد التمثيل النقابي بتجاوز أزمة التمثيل الراهنة، كما يؤكد على مزيد معالجة العراقيل التي تعطل تعميق المسار التعددي ونشاط الأحزاب السياسية في مختلف مناطق البلاد. كما دعا المجلس الوطني بمناسبة الاستعداد للانتخابات البلدية إلى ضرورة مراجعة القانون الأساسي للبلديات من أجل مشاركة أكثر ايجابية للمستشارين البلديين. وأكد المجلس الوطني تمسك الحزب بخيار منوال التنمية الذي يقوده القطاع العام من أجل إبطال اثر الأزمة العالمية على الاقتصاد الوطني وحل الكثير من الإشكاليات المتصلة بالتشغيل والتغطية الصحية وصناديق التقاعد بما يكفل توزيعا أكثر عدلا للثروة وبما يؤكد على ضرورة الاهتمام بالبعد الاجتماعي لمنوال التنمية حفاظا على الاستقرار وتجاوزا لكل الأمراض الاجتماعية التي أخذت تتفاقم ولذلك دعا المجلس الوطني إلى ضرورة عقد ندوة وطنية تهتم بمنوال التنمية وأبعاده. 2 – في الشأن العربي: دعا المجلس الوطني إلى ضرورة توحيد الصف الوطني الفلسطيني على أساس الثوابت الوطنية والمطالب التاريخية للشعب الفلسطيني وبمناسبة ذكرى العدوان على غزة يدعو إلى محاكمة مجرمي الحرب محييا كل المبادرات التي وقع تبنيها عربيا وعالميا والى ضرورة العمل من أجل رفع الحصار الظالم على غزة. ندد المجلس الوطني بالجدار العازل الذي يقيمه النظام المصري والذي هو عنوان آخر للحصار المفروض على شعبنا في فلسطين. دعا المجلس الوطني إلى المعالجة السياسية بالحوار بين الأطراف المتنازعة في بعض الأقطار العربية (اليمن و السودان والصومال) على قاعدة الوحدة الوطنية وبعيدا عن المؤثرات الخارجية. 3 – في الشأن الدولي: دعا المجلس الوطني إلى ضرورة تفعيل مبادرة الحزب القاضية بمطالبة فرنسا بالاعتذار والتعويض عن الحقبة الاستعمارية من خلال البحث عن آليات أكثر جدوى وفعالية منفتحة على المجهود الشعبي العام لإيماننا أن الاعتذار يعيد الحق لأصحابه ويساهم في إقامة علاقات ندية واحترام بين بلادنا وفرنسا كما دعا المجلس الوطني إلى ضرورة متابعة جهود التنسيق بين أحزاب المغرب العربي حول هذه المبادرة. دعا المجلس الوطني إلى ضرورة تكافل مجهود القوى التي تتوق إلى نظام عالمي أكثر عدلا من أجل التصدي لمشاريع قوى الهيمنة الدولية التي ستغرق العالم في مشاكل أكثر خطورة على مستوى سيادة الدول واستمرار السلم الدولية والتوازنات البيئية والاحترام المتبادل بين الثقافات. يؤكد الحزب على أن  تصويت نواب أمريكيين على قرار يطالب باعتبار بعض مالكي الأقمار الصناعية في الشرق الأوسط يشرفون على منظمات إرهابية استهداف أمريكي آخر لحرية الإعلام العربي ومحاولة لمعاقبة المدافعين عن الكرامة والحياة في الوطن العربي مؤكدا وقوفه الدائم مع حرية الإعلام.   عن المجلس الوطني الأمين العام أحمد إينوبلي  

قال أن أخبار “صحيفة الصباح” عن الرابطة غير دقيقة وهي لم تنشر البيان الأخير

 

الأستاذ أنور القوصري عضو الهيئة المديرة:المناقشات في بدايتها والمؤتمر منتظر في مارس  

السبيل أونلاين – تونس – خاص   أكد الأستاذ أنور القوصري عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أن المناقشات التى إنطلقت فيها الرابطة مع بعض الأطراف ما تزال في بدايتها ، وأشار إلى أن الأخبار الى تنقلها جريدة “الصباح التونسية” بشأن الرابطة ليست دقيقة . وقال أنها لم تنشر البيان الأخير للرابطة ، لتحجب بذلك المعلومات الواردة فيه عن قرائها .   وقالت “الصباح” أمس الأحد أن الرابطة قد تعقد مؤتمرها في جوان 2010 ، وطلبت من رئيسها تجنب التصريحات التى قد تؤثر على الحوار الجاري وأشارت الصحيفة إلى أن السلطة أعطت إشارات إيجابية بخصوص تسوية ملف الرابطة وأن الهيئة المديرة مدعوة للموافقة على عقد مؤتمرات فروع لم تنظم عام 2005 مثل القصرين وتطاوين والكاف ، والتراجع عن قرار دمج 15 فرعا .   وحول سؤال السبيل أونلاين ، هل أن عقد المؤتمر في جوان واقعي ؟ ، أحالنا الأستاذ القوصري على البيان الأخير للرابطة الذي صدر يوم 2 ديسمبر الحالي ، والذى جددت فيه الهيئة المديرة للرابطة”استعدادها للتعاون مع مختلف الأطراف المعنية والمؤمنة بأن الرابطة مكسب وطني يجب المحافظة عليه”.   وعبرت الرابطة في البيان المذكور عن “إيمانها بأن عقد مؤتمر وفاقي، لا يقصي أي طرف، ويكون مسنودا من جميع الرابطيات والرابطيين، هو الخيار الأمثل لإخراج الرابطة من المأزق الذي تواجهه منذ سنوات”. وأكدت “العزم على إنجاز المؤتمر السادس في أجل لا يتجاوز شهر مارس المقبل مع الحرص على عقده قبل ذلك التاريخ إن توفرت الظروف المناسبة”.   وقامت الرابطة بتشكيل لجنة لإدارة الحوار الداخلي والتفاوض برئاسة الأستاذ المختار الطريفي رئيس الرابطة ، وتضم اللجنة صلاح الدين الجورشي وخليل الزاوية وأنور القوصري ومصطفى التليلي ، وقالت بأنها ستستكمل ” الحوار مع كل الرابطيين دون استثناء بمن في ذلك الشاكين الذين حصلت مع بعضهم لقاءات أولوية، والعمل على إشراك الجميع في الحوار الدائر الخاص بتهيئة الظروف المناسبة لعقد المؤتمر” ، حسب البيان .   وعبرت الرابطة عن أملها في أن تتوفر للهيئة المديرة الظروف المناسبة التي تمكنها من التواصل مع جميع هيئات الفروع، وذلك برفع الحصار – في خطوة أولى – عن مقرها المركزي لاستقبال الأعضاء، في انتظار أن يشمل ذلك بقية مقرات الفروع .   واجتمعت الهيئة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في جلسة عادية مساء يوم الأربعاء 02 ديسمبر2009، لمواصلة النظر في عدد من المسائل المتعلقة بالأوضاع الداخلية للرابطة بهدف تذليل مختلف الصعوبات التي حالت إلى حد الآن دون عقد مؤتمرها.   وعبرت الهيئة المديرة عن ارتياحها لما بلغها من أخبار ووعود ، قد تفضي (في حال تجسيدها) إلى تسوية نهائية لملف الرابطة، تحفظ استقلاليتها وتحمي وجودها من الاندثار.   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 28 ديسمبر)  

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والصلاة والسلام على

أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين من الوجع التونسي إلى الأمل التونسي


أخي العزيز نورالدًين أنا من المتابعين لما تكتب لأني وبكل بساطة عرفتك بالجزائر في بداية التسعينات ، عرفتك ثائرا ومصدوما من كلً ما يمثل حركة النهضة مثلك مثل الكثريين ممن مرًوا بالجزائر ….. أستسمحك أخي الفاضل في هذه الملاحظات – تمنيت عليك لو سميًت الأسماء بأسمائها بمعنى أوضح من يمارس الإنتحار ، أتقصد مبادرة الأخ الأزهر العبعاب؟  أتقصد مبادرة الأخ نور الدين الختروشي ؟ أتقصد مبادرة السيد عبد الوهاب الهانئ؟ أتقصد؟ أتقصد الدكتور الهاشمي الحامدي؟ -أخي نورالدًين بحكم إقامتي في باريس وقربي من الكثير من الإخوة الذين عادوا أو بادروا لملئ الفراغ كما أشرت ،سعيت جاهدا للإتصال بهم لمعرفة الدوافع الحقيقية لنشاطهم واستنتجت الآتي لاتوجد أي أجندة سياسية أو أمنية للإختراق لأنًه وبكلً بساطة هم إخوة قرروا التحرًر من الحزبية واستعادت عقولهم المعطًلة،إخوة طلقوا بالثلاث من يتحدث بإسمهم دون إستشارتهم، لا يزايد أحد على نضالهم ومستوى وعيهم والمستقبل وحده كفيل للحكم على مبادرتهم ذات البعد الإنساني بالدرجة الأولى. -أخي نورالدًين لقد أتهمت هؤلاء بالخيانة عندما قلت …..أيديهم ملوثة بالغدر والخيانة! ثم. قلت إنك لا تمتهن المتاجرة بأعراض الناس لا أفهم كلً هذا التحامل ؟ -أخي نورالدين لا بطولة في ثباتك إذا قررت البقاء في ألمانيا ولا خيانة إذا قررت العودة لوطنك. أخي العزيز أوافقك عندما تعطي البعد النفسي والإجتماعي أهمية لمسألة العودة ، أدعوك وبقية الإخوة  لمشاهدة الحوار مع الدكتور والطبيب النفساني أحمد العشً (ًعاءدون …فايس بوك) – لا أرى تناقضا بين العودة ومحاربة الفساد أو الظلم الإجتماعي فتونس الحبيبة مثلها مثل كافة دول العالم النًامي يلزمها كثيرا من الوقت  ومن الشجاعة من الجميع سلطة ومجتمع مدني للعمل بعيدا عن الحقد و الأجندات الشخصية ، أخي نورالدين أنت تعلم كما يعلم الجميع أن الدكتور المرزوقي حاصل عن جواز سفر تونسي وبإمكانه العودة ،السيدة سهام بن سدرين حاصلة على جواز سفر تونسي وبإمكانها العودة  السيد خميس الشماري حاصل على جواز سفر تونسي وبإمكانه العودة …. والحقيقة أنك لا تملك جواز سفر تونسي ولا تستطيع العودة والحقيقة المرة هناك من يعتبر مجرًد المطالبة بجواز سفر تونسي والعمل لعودة يكفلها لك القانون والدستور خيانة!! -أخي الكريم لتذهب عليسة للجحيم ما يهمني هو التأ صيل الشرعي للعودة هل في عودتي إغضاب لربي ؟هل في عودتي معصية؟ هل إن عدت لبلدي وتصالحت مع وطني خيانة لديني ؟ فلا في سنًة رسول الله صلًى الله عليه وسلم ولا في آيات الله عزً وجلً ما يدعوني للبقاء بعيدا عن أهلي ووطني . ختاما أدعوك لقصد القنصلية العامة بألمانيا وتقديم مطلب إستخراج جواز سفر هذا الحق الذي يكفله لك الدستور التونسي والعمل على إلغاء بطاقة التفتيش بحقك والعمل عن طريق محام وعن بعد لإسقاط الأحكام الصادرة بحقك بحكم التقادم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته عاشت تونس للجميع بدون إستثناء عبد الجليل السعيدي – مستقل  

تونس : تعزّيز التقارب العلماني – الإسلاميّ بميثاق “الدولة و الدين”

 


من تونس : إسماعيل دبارة
 
/ أصدرت هيئة 18 أكتوبر/ تشرين الأول للحقوق والحريات في تونس، وهي تكتّل سياسيّ يضمّ كبرى التشكيلات المعارضة، وثيقة سياسيّة حول العلاقة بين الدين والدولة كتتمّة لسلسلة من الوثائق تعهّدت الهيئة بإصدارها دفعا للحراك الفكريّ الذي يشهده هذا الهيكل منذ تأسيسه بعد إضراب جوع ” إضراب عن الطعام” تاريخي، خاضه معارضون تونسيون بالتوازي مع قمّة “مجتمع المعلومات” التي أقيمت في تونس برعاية منظمة الأمم المتحدة في 2005.     ► من كلّ ألوان الطيف     هيئة “18 أكتوبر للحقوق و الحريات” تعتبر تجربة فريدة في تونس وفي المنطقة المغاربيّة، فهي تكتّل سياسيّ تأسس في العام 2005 ويضمّ إسلاميين و ليبراليين وشيوعيين وقوميين وشخصيات مستقلّة على غرار الإعلامي والكاتب المعروف لطفي حجيّ والحقوقيين العياشي الهمامي وخميّس الشماري،.وجاءت تسمية الهيئة تواصلا مع حركة الإضراب عن الطعام الذي نفذته ثمانية شخصيات وطنية من أحزاب المعارضة والمنظمات المدنية في أكتوبر/تشرين الأول من العام 2005 بمناسبة عقد القمة العالمية حول مجتمع المعلومات، وكمحاولة للفت أنظار القيادات والزعامات السياسيّة – التي توافدت على تونس حينها – إلى مسألة الحريات السياسيّة والمدنيّة المتدهورة.     مطالب سياسيّة وحقوقيّة…ومنع     ترفع هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات مطالب حقوقية وسياسية على غرار “حرية التنظيم للجميع ” و”حرية الصحافة والإعلام” و”الإفراج عن المعتقلين السياسيين وسنّ العفو التشريعيّ العام ” و استقلالية القضاء” و”مكافحة الفساد و المحسوبيّة” وغيرها.     لم تنعم “الهيئة” منذ تأسيسها بممارسة أي نشاط سياسيّ علنيّ، فباستثناء بعض الندوات القليلة التي عقدت بمقرات الأحزاب القانونية المنضوية تحت لوائها كالحزب الديمقراطيّ التقدّمي والتكتل من أجل العمل و الحريات، فإن معظم نشاطات هذا التكتّل المعارض لنظام الرئيس بن علي تعرّض للتضييق والمنع.     وظلّت الهيئة هاجسا مُخيفا للحكومة التونسيّة التي رفضت الاعتراف بها، و تعرّض رموزها للملاحقة والتضييق والاعتداءات ومُنعت اللقاءات المشتركة بينهم في محاولة لتحجيم حضور الهيئة، كما ضرب من حولها طوق إعلامي جعل معظم الصحف التونسيّة تتحفّظ على ذكر اسمها عبر صفحاتها.     يقول القيادي بحركة “النهضة” علي العريّض للقسم العربيّ: “لم تحقّق 18 أكتوبر عددا كبيرا من المطالب بسبب التضييق، لكنها ساهمت مساهمة فعالة في بلورة استحقاق الانتقال الديمقراطي، ومكنت كل طرف من تنمية اطروحاته ومُراجعتها، وقد حققت مكاسب هامّة ونأمل أن يتمكن كل تيار من مكوناتها من تفعيل العمل المشترك في المستقبل وفق أشكال مختلفة”.       ►وثائق مشتركة     منذ تأسيسها ، تعهّدت هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات بفتح حوار وطني بين مختلف مكونات الطبقة السياسية والمجتمع المدني حول أسس النظام الديمقراطي في البلاد.     وعلى الرغم من أنّ عودة الإسلاميين للعمل السياسي ممثلين في حزب (النهضة) المحظور كان محل خلاف بين عدد من التيارات السياسية التونسيّة، إلا أن التكتلّ المعارض تمكّن من فتح جدل فكريّ أدى إلى استصدار وثائق وصفها متابعون بـ”المهمّة” على غرار وثيقتي “المساواة بين الجنسين” و “حرية الضمير والمعتقد” رافعة اللبس الذي كان قائما حول كيفية ومدى استبطان واستيعاب أطرافها السياسية لمفهوم الديمقراطية.   وفي متصف ديسمبر الجاري أصدرت الهيئة وثيقة جديدة حول “الدولة والدين” لتُحوصل من خلالها موقف الفرقاء المُتباينين من موقع الدين الإسلامي في الدولة الديمقراطية المنشودة ومن طبيعة العلاقة بين الديني والسياسي وكيفية إقامة دولة مدنية وديمقراطية تحترم وتضمن حقوق وحريات المواطنين الفردية والعامة وتصون هوية الشعب.     ► استبداد السلطة و الدين..و الحداثة     شدّدت وثيقة “الدولة والدين” على وجود ثلاثة تحديات تواجه الشعب التونسي في تطلعه إلى انجاز تغيير ديمقراطي حقيقي وتأسيس علاقة سليمة بين الدين والدولة، وتتمثل هذه التحديات في “استبداد السلطة” الذي من مظاهره إخضاع الدين الإسلامي للإرادة السياسية للنظام القائم وتوظيفه، و”الاستبداد باسم الدين” الناجم عن قراءة أحادية مغالية للإسلام والذي يؤدي إلى التدخل بالقوة في حياة المواطنين الخاصة، والى النيل من حقوقهم وحرياتهم الأساسية ومن المبادئ الديمقراطية، ثمّ “الاستبداد باسم الحداثة” الذي يعمل على إلغاء الدين من الحياة العامة بوسائل قهرية من داخل أجهزة الدولة وخارجها ويدفع نحو التصادم بين الدولة والدين. وهو تصور لا يؤدي إلا إلى دوام الاستبداد القائم ودعم انتهاك الحريات وحقوق الإنسان وتعطيل المشروع الديمقراطي ” بحسب ما جاء في نصّ الهيئة.   و أثار عدد من المثقفين والسياسيّين من خارج الهيئة جدلا كبيرا حول الوثيقة التي شدّدت على أنّ الديمقراطية المنشودة لا يمكن أن تكون إلا دولة مدنية، قائمة على مبادئ الجمهورية وحقوق الإنسان، وتستمد مشروعيتها من إرادة الشعب، وتقوم على مبادئ المواطنة والحرية والمساواة وتسهر على ضمان حرية المعتقد والتفكير، ومقاومة كل أشكال التمييز بين المواطنين.   ► الإسلاميون.. بين العودة للسياسة و”الملاحقة الفكرية”   اتّهم بعض العلمانيين من خارج الهيئة ، الوثيقة بـ”التعبير عن نوايا الطرف الأصوليّ وتغليب أفكاره و قناعاته خصوصا في باب الحديث عن واجب الدولة الديمقراطية المنشودة ايلاء الإسلام منزلة خاصة باعتباره دين غالبية الشعب وضمان تدريس مواد التربية الإسلامية خارج أي توظيف سياسي “.   في حين اعتبرها بعض الإسلاميين من خارج حركة “النهضة” ملاحقة فكرية للتيار الإسلامي و ابتزازا له.   يقول الناطق الرسميّ السابق باسم حركة (النهضة) الإسلامية علي العريّض في تصريح للقسم العربيّ بإذاعة هولندا العالميّة “الوثيقة اتفاق إطاريّ سياسي حتى و إن تضمّنت مفاهيم فكرية، هي استثمار في الحرية لا يستفيد منها هذا التيار أو ذلك بل الجميع يستثمر فيها ، من أجل أن يتوفّر الحراك الطوعي للشعب والاختيار الحرّ و الشفاف ومن أجل أن تدار كل الصراعات بشكل سلميّ”.   وبحسب العريّض فإنّ التنازل حصل من طرف الجميع من أجل الحرية ولم يكن تنازلا من أجل الانتصار إلى هذا التيار أو ذلك.   يشار إلى أنّ حركة “النهضة” الإسلامية تعرّضت في بداية التسعينات من القرن الماضي إلى ضربة أمنية موجعة من طرف نظام الرئيس بن علي أدّت إلى تفكيكها وتحجيم حضورها وتهجير عدد من قياداتها وسجن المئات من كوادرها، قبل أن تستعيد نشاطها مع تأسيس “هيئة 18 أكتوبر”.     إلا أنّ الحكومة و عددا من اليساريين والعلمانيين يرفضون تواجد حركة “النهضة” على الساحة السياسية بالرغم من تأكيدها على التزامها بالعمل السياسي المدني السلمي ونبذ العنف واحترام القانون. (المصدر:إذاعة هولندا العالمية (لاهاي)بتاريخ 28 ديسمبر 2009) http://www.rnw.nl/ar/العربية/article/  

ام المهازل النقابية في بنزرت


ايها الاخوة النقابيين ساحدثكم عن ام المهازل التي وقعت احداثها في الفترة الفاصلة بين 9ديسمبر و20ديسمبر 2009 بمدينة ماطر قلعة النضال سابقا وحضيرة الدسائس والممارسات المشبوهةحاليا .اني انا الممضي اسفله رضا الماجري عضو النقابة الاساسية للتعليم الاساسي بماطر المجمد مند17جوان2009 تبادر الى علمي من طرف احد القاعديين حدوث اعتداءات متكررة بمدرسة المبيت الابتدائي بماطر وسكوت عضوي النقابة بالمدرسة المذكورة واخره اعتداء مهين وقع على زميلة من طرف المدير ومن محاسن الامور ان زوج الزميلة المتضررة يدرس معي فاتصلت به فاكد الواقعة واستظهر بعريضة موجهة الى السيد نائب وكيل الجمهورية بتاريخ 10ديسمبر واخرى موجهة الى السيد المدير الجهوي للتعليم ببنزرت بنفس التاريخ وبمقتضى ايماني بضرورة الالتجاء في مثل هده الوضعيات ال الهياكل النقابية فقد اشرت على الزميل بتوجيه مكتوب الى النقابة الجهوية عن طريق النقابة الاساسية فكان الامر كدلك فاين الخطا فيما قمت به.كما اني ابلغت الزملاء المعلمين بالواقعة مستظهرا بنسخ من تقارير الزميلة.لكن تصرف بعض اعضاء النقابة الاساسية ومن بينهم الكاتب العام مثل صدمة لي ولكل مهتم بالشان النقابي في الجهة .فبعد اتصالهم بالمديرعرجوا على الزميلة واقترحوا عليها التوسط لدى المدير لكي تقبل اعتذاره حيث ان وضعها خطير فهو بحوزته ملفا ضخما يحتوي شكاوي بعض الاولياء ضدهاولعلمكم ايها الاخوة ان هده الشكاوي قد وقع استجواب الزميلة بمقتضاها من قبل المدير الجهوي واغلق الملف وقرنوا وساطتهم بان تكتب الزميلة تقريرا تتهمني فيه بتحريضها.ولما امتنعت الزميلة انصرفوا الى سبل اخرى.فقد قدم المدير شكوى وجهها الى الكاتب العام للاتحد الجهوي ببنزرت يتهمني فيها بتشويه صورته الناصعة كما قدم تقريرا بنفس المحتوى الى النقابة الاساسية للتعليم الاساسي بماطر التي ارفقته بتقرير ضدي وارسلته الى النظام الداخلي الوطني . واني ايها الاخوة استنصركم لوضع حد لمثل هده الممارسات التى تشوه العمل النقابي وتجرده من كل اهدافه السامية التي ضحى العديد من الاخوة بالغالي والنفيس من اجلها ومن اجل اتحاد مناضل النقابي رضا الماجري – ماطر — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  

هل تنجح البيروقراطية النقابية في اختراق قطاع التعليم الثانوي نهائيا؟


بعد أن تقرر عقد مؤتمر التعليم الثانوي يومي 11 و 12 جانفي 2010 بدأت وتيرة التحالفات النقابية تتبلور وتتصاعد أكثر وربما وُضعت البرامج والأهداف النقابية على طاولة النقاش لتحديد الالتزامات وضبط الأهداف بين الأطراف لكن المتابع للوضع النقابي يتساءل عن دور ورأي المكتب التنفيذي للاتحاد في هذا المؤتمر الهام الذي طال انتظاره وهو الذي ما انفك يضغط في كل الاتجاهات لوضع يده على القطاع الذي يُعد  أكبر قطاع بالاتحاد العام التونسي للشغل كمّا وكيفا وله دور حاسم في عديد القضايا المطروحة داخل المنظمة وبالأساس مسألة التداول على المسؤوليات النقابية بالمكتب التنفيذي وتطبيق الفصل العاشر الذي تتجه النية نجو إلغائه أو مراجعته كي يتمكن جل أعضاء المكتب التنفيذي الحاليين من الاستمرار في مواقعهم وقد بدأت بعض الأصوات  الموالية لكتلة جراد- بن رمضان- سعد  والمتزعمة لحملة الانقلاب على الفصل العاشر بدأت(الكاتب العام للتجهيز لطفي الحمروني وقاسم عيفية الكاتب العام للصحة خلال اجتماع مجلس القطاعات الأخير) تجهر بالدعوة إلى التفكير جدبا في المسألة قبل انعقاد المجلس الوطني للاتحاد باعتبار ها ليست مسألة محرم فيها النقاش وباعتبار حالة الفراغ التي ستحدث في صورة تطبيق الفصل العاشر ونظرا  لزوال أسباب وضع هذا الفصل واستحالة إصلاح الأوضاع الديمقراطية على حساب الاتحاد …؟؟؟ لئن اُعتبر قطاع التعليم الثانوي من أهم القطاعات الممانعة بالاتحاد فإن المضطلعين على أوضاعه وتجاذباته النقابية والسياسية منذ مؤتمر المنستير المنعقد في ديسمبر 2006 يقفون عند بعض المظاهر الغريبة من تصرفات قيادته الحالية والتي لا تخلو من انتهازية بحكم تحالفاتها مع شق علي رمضان وتوابعه في مؤتمر المنستير وتنسيقها معه والدفاع عليه وانتصارها له في محاصرته  للنقابيين المناضلين وتواطؤها في تصفيتهم على خلفية مواقفهم خلال المؤتمر وبعده ولم نسمع للنقابة رأيا رغم أن قائمة المجمدين عن النشاط النقابي تطول يوما بعد يوم وهي لا تحرك ساكنا في ملفات التجميد عن النشاط النقابي وإنهاء التفرعات النقابية لمناضلين من القطاع ومن خارجه  وفي الجهات ناهيك عن الأداء النقابي في القضايا المهنية التي تراكمت وتعقدت مما سمح لسلطة الإشراف بتمرير جل برامجها بسهولة ودون مقاومة تذكر باستثناء الموقف من المطرودين الثلاثة  والذين ضاعت حقوقهم رغم النضالات ( إضراب جوع وإضراب بيومين )بعد أن سلمت النقابة العامة ملفهم إلى الأمين العام … ويشدد المراقبون للشأن النقابي على مسألة خطيرة قد تقدم عليها بعد الأطراف لتصفية بعض الوجوه النقابية المعروفة في الساحة النقابية والتي رفضت الانصياع لإرادة البيروقراطية النقابية والأطراف الانتهازية المتحالفة معها إذ يتردد في الساحة أن كتلة علي رمضان وأنصارها وربما بعض الأعضاء الآخرين بالمكتب التنفيذي يعملون جاهدين من أجل دعم تحالف أغلبية المكتب الحالي في النقابة العامة من أجل إبعاد كل من الطيب بوعائشة وفرج الشباح وتصفيتهم نهائيا من النقابة العامة بعد أن أقدم الأمين العام عبد السلام جراد بتنسيق مع علي رمضان على إنهاء تفرغيهما بُعيد مؤتمر المنستير دون أي مبرر قانوني كعقاب لهما بسبب تباين الأول من الأداء النقابي القطاعي وإصداره بيانا تقييميا لاتفاق أكتوبر 2006 … أما فرج الشباح فبسبب دوره الريادي في التصدي للجهات التي انقلبت على الفصل العاشر في مؤتمر المنستير ولم تغفر له البيروقراطية النقابية موقفه ذاك حين أطلق معركة سميت “بمعركة الفصل العاشر ضد التمديد والتوريث” وحين أدار مع عدد من النقابيين صراعا طويلا في المؤتمر أحبط الانقلاب وأعيد التصويت لصالح الإبقاء على الفصل العاشر تكريسا للديمقراطية والتداول على المسؤولية النقابية. ولم تكتف البيروقراطية النقابية بإلغاء التفرغات بل تواطأت مع وزير التربية السابق قصد إبعاد فرج الشباح عن مركز عمله الأصلي لغايات مشبوهة وهي حرمانه من التواجد في النقابة الأساسية بباردو التي تعد أكبر نقابة بجهة تونس وممثلة في المؤتمر الوطني للاتحاد العام كما تسببت له البيروقراطية في طرد من العمل وإيقاف للمرتب دام 08 أشهر والغريب أن النقابة العامة للتعليم الثانوي لم تقم بأي إجراء نضالي للرد على القرارات البيروقـ – وزارية المستهدفة لمناضلي القطاع وضد سياسة التدخل في الشؤون النقابية القطاعية بل اكتفت بالقيام بتصرفات بهلوانية لا تخلو من مناورة . إن سعي بعض الأطراف اليوم ـ حسب رأي النقابيين ـ إلى تمرير هذه الأهداف البيروقراطية من خلال إبعاد كل من الطيب بوعائشة وفرج الشباح وربما مناضلين آخرين سيقوي معنويا و عمليا من حظوظ نجاح خطة الانقلاب على الفصل العاشر خلال المجلس الوطني والمؤتمر القادم للاتحادكما سيرسي تقليدا خطيرا يتمثل في حشر البيروقراطية في الشؤون النقابية المبدئية للقطاع الذي عُرف بمعاركه التاريخية ضد سياسة البيروقراطية في ضرب الديمقراطية والنضالية والاستقلالية التي ضحى من أجل تكريسها مناضلو القطاع منذ السبعينيات وفي أحلك الفترات النقابية تأزما عبر النقل التعسفية والتجريد والطرد.فهل سيصمد قطاع التعليم الثانوي في وجه هذه الرهانات البيروقـ ـ سلطوية؟ أم ستنضم قواه النقابية إلى جوقة التمديد والتوريث والتضييق على النقابيين المناضلين تحت شعار” الولاء والتأييد”؟   تونس في 26 ديسمير 2009 نقابي من التعليم الثانوي    
 
المصدر  :  منتدى” الديمقراطية النقابية و السياسية ” الرابط  : http://fr.groups. yahoo.com/ group/democratie _s_p
 

تراجع على مستوى الصادرات التونسية لسنة 2009


حرر من قبل التحرير في الأحد, 27. ديسمبر 2009 كشف وزير التنمية والتعاون الدولي السيد النوري الجويني أمام مجلس النواب عن تراجع نسبة الصادرات التونسية ب20 في المائة على مستوى القيمة و15 في المائة على مستوى الحجم بالنسبة لسنة 2009. مشيرا من جهة أخرى أنّ تونس لم تلجأ مثل دول أخرى إلى إجراءات حمائيّة عقب الأزمة المالية العالمية. جدير بالذّكر أن المجلس نظر يوم الخميس الماضي في مشروع قانون يتضمّن تدخّل الدولة لفائدة المؤسّسات التي تمرّ بصعوبات ماليّة. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 27 ديسمبر 2009)  

عمّال نزل “الأفق الجميل” بتوزر: إضراب في الأفق

 


حرر من قبل التحرير في الأحد, 27. ديسمبر 2009 قرّر عمّال نزل “الأفق الجميل” بتوزر الدخول في إضراب يوم 30 ديسمبر القادم تحت إشراف الاتحاد الجهوي للشغل بتوزر، وذلك للمطالبة بإرجاع العملة المطرودين وعدد من المطالب الأخرى من بينها مسألة التغطية الاجتماعيّة عن الأربع أشهر الأخيرة من سنة 2008. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 27 ديسمبر 2009)  

عمّال محطّات النقل الحديدي بالشمال الغربي يشكون الحرمان من حقوقهم

حرر من قبل التحرير في الأحد, 27. ديسمبر 2009 قال عمّال محطّات النقل الحديدي بالشمال الغربي بأنهم محرومون من حقوقهم منذ أكثر من ثلاث سنوات، تاريخ انتدابهم. وأضاف عدد منهم في تصريحات خصّوا بها راديو كلمة أنهم يعملون لفائدة شركة خدمات السّاحل ويتقاضون رواتب شهريّة ضعيفة لا تتجاوز 120 د في أقصى الحالات، وأنّهم محرومون من بقيّة الحقوق. وذكر البعض منهم أنّ المشغّلين يفرضون عليهم أشغال عديدة شاقّة بلغت حدّ تنظيف مسار سكّة القطار. مضيفين أنّ عدم معرفتهم بمشغّليهم شكّلت عائقا في حصولهم على حقوقهم. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 27 ديسمبر 2009)  

السوق الموازية بقابس تعاني نقصا في بضائعها

حرر من قبل معزّ الجماعي في الأحد, 27. ديسمبر 2009 علمت “كلمة” أن السوق الموازية في قابس يعاني منذ 5 أيام من نقص حادّ في البضائع المستوردة من ليبيا وهو ما تسبب في ركود غير مسبوق في هذا النوع من التجارة الذي يعتبر مورد رزق الآلاف من أهالي الجهة. وفي نفس الإطار، ذكرت مصادر مطلعة في تصريحات لراديو كلمة أن التحركات الاحتجاجية التي يخوضها تجار السلع المستوردة في مدينة بن قردان أثرت سلبا على جميع الأسواق الموازية في مدن الجنوب خاصة بعد تمسك السلطات الليبية بالإجراءات الجمركية التي فرضتها قبل أسابيع على عمليات إدخال سلعها إلى التراب التونسي. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 27 ديسمبر 2009)  

سجنان “مساكن” محرومة من الماء ! ! !

 


تشترك مساكن و السميرة في جمعية مائية واحدة توفر الماء الصالح للشراب لأكثر من 500 عائلة. مساكن و السميرة قريتان في معتمديه سجنان من ولاية بنزرت،تبعد الأولى ثلاثة كيلومترات و الثانية خمس عن مركز المعتدية. بسبب تخلف بعض المشتركين في دفع المعلوم الشهري للمشرف عن الجمعية المائية، حرمت بقية العائلات من الماء الصالح للشراب مند شهر رمضان  و لم تحرك السلطات المحلية و الجهوية ساكنا إلى حد كتابة هده الأسطر لانقاد هده العائلات من العطش. في غياب الآذان الصاغية لم تجد العديد من العائلات من حل سوى التنقل إلى مركز معتمديه سجنان لشراء الماء الصالح للشراب بأسعار مضاعفة أرهقت كاهلها و هي التي تعيش تحت خط الفقر. بالإضافة إلى معضلة الماء الصالح للشراب ،يعاني أهالي مساكن و السميرة من حالة المسالك الفلاحية و العزلة المفروضة على أطفال “السوايسية” في فصل الشتاء عندما يحرمون من الالتحاق بالمدرسة الابتدائية الوحيدة بسبب سيلان الواد. ما نصيب أهالي مساكن و السميرة من “انجازات” الصندوق الوطني للتضامن 26-26 ؟ ما نصيب أهالي مساكن و السميرة من مشاريع التزويد بالماء الصالح للشراب ضمن التعاون التونسي الياباني؟لمادا لا تتدخل الشركة الوطنية للاستغلال و توزيع المياه لتمكن العائلات من عدادات منفردة مثل التي وزعت  في قرية “الحميل” التي تبعد كلمترين فقط عن مساكن؟ ان التزويد بالماء الصالح للشراب يساهم في تحسين ظروف عيش  أهالي مساكن و السميرة و يقلص النزوح نحو المدن،فهل من مغيث لأهالي مساكن و السميرة و السوايسية و الحميل و,,,,,و,,,,,,و,,,,,,؟   أبوالوليد
 


دعاوي الحب و السؤال الغشوم

 


قال تعالى :﴿ قل لا أسالكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ﴾ مودة أهل بيت النبوة الطاهرين هي فرض من الله في كتابه الكريم,و وصية رسول الله صلى الله عليه و أله في أحاديث متواترة كثيرة ,منها; – اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا . – الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة . – حسين مني و أنا من حسين,أحب الله من أحب حسينا . – فاطمة بضعة مني يغضب الله لغضبها و يرضى لرضاها . – تركت فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي . ـ ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه,اللهم والى من والاه و عادي من عاداه . كلنا ندعي حب أهل البيت عليهم السلام ,و نسأل الله أن يحيينا محياهم و يميتنا مماتهم و يحشرنا معهم , لا شك أن هذا ديدن عامة المسلمين من كل المذاهب و الطوائف.  و هذا ظن المسلم في عموم أمة الإسلام والله وحده تعالى يتولى الناس في سرائرهم و نواياهم و يحاسبهم فيغفر لمن يشاء و يعذب من يشاء . و لكن ما يخرج المرء عن صمته هو فئه تع الحق و تنكره,و تدعي حب أل محمد صلى الله عليه و أله و تبدي في مصائبهم  تشفيا و فرحا,و تحارب إحياء ذكراهم بما إستطاعت ,فمنهم من يستهدف مناسبات الإحياء بالقنابل و التفجيرات  موغلا في قتل المسلمين الأبرياء الذين يتوافدون إلي المجالس لأحياء الذكرى و الإستماع لخطباء المنابر الذين يذكرونهم بفضائل أهل البيت عليهم السلام,و يقصون عليهم سيرتهم و ماجرى عليهم من الظلم و القتل و التشريد ,و هذا هو الأصل في ما يجري في هذه الجالس المباركة و خلال ذلك من الطبيعي أن تدمع عيون المؤمنين أسفا و ألما و حسرة على ما جرى على أهل البيت عليهم السلام,ويلطم بعضهم صدره تأثرا بما جرى للحسين عليه السلام,و لعمري إن قصة الحسين تدمع لها كل عين و يجهش لها كل ذا رباط .هذه المجالس تأتي فئة تدعي الإسلام فتزرع فيها القنابل و المتفجرات و تدس إليها الإنتحاريين بعنوان الإستشهاد.هذه الفئة لها طبعا ضلعها التنظيري الذي يحترف الكذب و التدليس  من أشباه المثقفين و الجهلة المفتين وأعداء الإسلام المندسين والمرتزقة المأجورين الذين يأكلون بدينهم  خبزا يتملكون به بيتا و سيارة و رصيدا بنكيا و منهم من يبيع بأقل من ذلك .هؤلاء ينشرون بين الناس أكاذيبا و أراجيفا منها أن الشيعة هم من قتل الحسين وهم يبكونه الأن ندما,و معلوم أن هذا بهتان يهدف لتبرئة القتلة الحقيقيين الذين هم يزيد بن معاوية و جنده الذي قاده عمر بن سعد و الشمر بن ذي الجوشن و قد إعترضو الحسين عليه السلام و أصحابه  على شط الفرات في كربلاء ـ خارج  مناطق العمران ـ و كانوا في ثلاثين ألف جندي نظامي تابع لحكم الخليفة الأموي يزيد بن معاويه عليه لعائن الله الذي يسمه بعضهم أمير المؤمنين و خليفة رسول الله .فهل كان الشيعة أنذاك هم حكام الدولة الذين يأمرون الجيش فيقتل  أهل البيت الذين أوجب القران مودتهم؟؟؟هذا هو البهتان و التدليس و التلبيس و هذا هو الإنتماء للقاتل و الدفاع عنه بإختراع قاتل جديد و تلبيس الجريمة النكراء له . لقد كان المطلب التاريخي من الشيعة هو النسيان,محو الذاكرة,نسيان الحسين و ذكرى كربلاء هو الطلب الذي قتل من أجله وعذب و شرد و سجن أهل البيت و شيعتهم طوال التاريخ و حتى اليوم,و لتحقيق الطلب و طمس معالم الجريمة لابد من كذابين و وضاع حديث و فقهاء سلطان و مدعي ثقافة و فكر ..و على طريقة إكذب و إكذب حتى تصدق خرج علينا هؤلاء بأن الشيعة هم من قتل الحسين و لو إستطاعوا أن ينسبوا قتله للهنود الحمر لفعلوا و لعله يأتي زمن يفعلون فيه ذلك ,فهذا زمن الكذابين .هذا البهتان ليس فقط حمية أموية جاهلية بل هو مشروع تاريخي للأمة يسير بها في الخط الأموي المنحرف عن الإسلام ,هؤلاء غايتهم شطب أهل البيت من ذاكرة الأمة لا كأشخاص ـ فذلك مستحيل ـو إنما كدور و كنهج ,كورثة رسالة و أصحاب مذهب و منهج هو ما ورثوه من مدرسة النبوة المحمدية . فلكل من هب و دب رأي و مذهب و مدرسة و له أن يكون ـ إماما ـ و ـ شيخا للإسلام ـو ـمجددا ـ و أمير مؤمنين ـ و خليفة لرسول الله ,إلا أهل البيت لا مذهب لهم و لا رأي و لا مدرسة. لماذا ؟؟و كيف يربي النبي أصحابه و يعلمهم و لا يعلم أهل بيته و خاصته؟؟و هوـ صلى الله عليه و أله ـيقول ;خيركم خيركم لأهله. و يقول صلى الله عليه وأله ; الأقربون أولي بالمعروف. فلا شك أنه صلي الله عليه و أله كان خير الناس لأهله و صاحب المعروف عليهم مربيا و معلما و موجها و نصوحا و لا ريب أنهم عليهم السلام كانوا خير الأهل خزنة علمه و جراب حكمته و دعاة دينه . إن الحب المفروض لأل محمد صلى الله عليه يستوجب إتباعهم و السير على نهجهم و ليس لقلقة لسان نتخلص من مسؤليتها بلفضها و نصرف إلى التباهي بتاريخ مليئ بالمخازي و الدسائس و القمع و الاستبداد كان أهل البيت هم أول و أكثر ضحاياه على أنه تاريخنا الإسلامي المجيد,ينبغي للتاريخ أن يصفي و تطهر عنه أدرانه قبل أن نوصفه بالإسلامي فالإسلام ليس مشجبا تعلق عليه أدران القتلة و المستبدين ,التاريخ الإسلامي هو تاريخ أهل البيت عليه السلام,علمهم,سيرتهم و نضالهم و  دعوتهم  . الحب المفروض ـرغم كره الكارهين و حسد الحاسدين ـ لأل البيت  هو ايمان يقر في القلب و يصدقه العمل لأنه عقيدة قرأنية من رب العالمين لا شك أننا نجد له ترجمة في سيرتهم و أحاديثهم عليهم السلام فهم يعلموننا حتى كيف نحبهم  فقد رباهم محمد صلى الله عليه وأله وعلمهم و  نزل طهرهم و ذهاب رجسهم قرأنا يتلى إلى يوم الدين.أما دعاوي الحب الفارغ من كل معنى,المقترن بقياسهم بغيرهم بل و تفضيل غيرهم عليهم فهي لعمري دعاو بلا دعوة و  لهو بلا معني من صنف دعاوي الأمويين الجدد الذين يتهمون الشيعة بقتل الحسين و يعتبرون المجالس الحسينية كفر والسجود على التراب عبادة للأصنام و البكاء على الحسين حرام و الحق أن أحاديث العترة الطاهرة و سيرتهم العطرة تشرع ذلك و تؤسسه ضمن منظومة الإسلام التشريعية السمحة التى جاهدت أمية لتبدلها و مسخها عندما عجزوا عن وأد الإسلام في مهده. .التشويه و الفريه و البهتان هي السلاح النظري للأمويين الجددالذي  يترجمه نظرائهم الأرهابيين إلى تفجيرات و تقتيل في محبي أهل البيت عليهم السلام,كهذا الذي حدث اليوم في كراتشي و بالأمس في العراق السلام على الحسين و على علي بن الحسين و على أولاد الحسين و على أصحاب الحسين و على أتباع الحسين خالد الغرايري. بريطانيا  


السّاحرات اﻷربعة

السّاحرات اﻷربعة أو يوم السّاحرات اﻷربعة[1] هو يوم شهير في اﻷوساط الماليّة العالميّة. هذا اليوم يصادف يوم الجمعة الثّالث  من الشّهر اﻷخير لكلّ ثلاثة أشهر من السّنة الميلاديّة. نعم، ليس من السّهل وصفه، ففي هذا العالم الغريب، عالم المال، كلّ شئ معقّد حتّى التّواريخ. في هذا اليوم تبلغ أربعة أصناف من العقود المؤجّلة،[2] آجالها.بلوغ اﻷجل للعقد المؤجّل يضفي على عمليّات تداوله الكثير من التشنّج خاصّة إذا صادف ذلك، بلوغ اﻷجل لعقود من أصناف أخرى.   وﻷنّنا نعيش عصر التّكنلوجيا وسطوتها فإنّ بعض السّحرة المبتدئين من خبراء المال لم ترُقْهم ألغاز (أو تلاصم) هذه التّغيّرات المتشنّجة التي تحدثها السّاحرات اﻷربعة. فقبالة المكنسة و العصا السّحريّتين أشهروا أحدث أجهزة الكمبيوتر المدجّجة بأعتى البرمجيّات المرتكزة  على آخر ما جادت به قريحة بني البشر (ذوي البشرة البيضاء النّاصعة طبعا) من « ألألْغُرتْمات » الرّياضيّة (نسبة للرّياضيّات و ليس للرّياضة). النّتيجة كانت لا شئ. استخرجو بعض« القواعد » أو هكذا ظنّوا، كانو و مازالو يغيّرونها في كلّ مرّة تُثبت اﻷحداث بُطْلانها و لكن الكلّ يعرف أنّها لا تساوي شيئا. تقول العرب في مثل هذه اﻷحوال « انقلب السّحر على السّاحر » و يقول أشهر اﻷمثال المتداوَلَة بأروقة قاعات اﻷسواق الماليّة المنتشرة في أرجاء المعمورة « ليس هناك من شئ حتمي بخلاف الموت و الضّرائب »[3]. هذه هي الحقيقة، لا أحد يمكنه أن يتنبّأ بأيّ شئ و حتّى اﻷدوات التّي لا يكفّون عن ابتكارها و تطويرها لا تلبث أن تخرج عن سيطرتهم. هكذا كان فيم يخصّ ما ابتكروه من أدواة ماليّة تجعل من المعدم الفقير قادرا على امتلاك منزل ضخم (السّبرايم) أو تنمّي الدّخل المتواضع للأجراء فيصبح ثروة طائلة وهم جالسون مطمئنّين في بيوتهم الجديدة دون أن يبذلوا أيّ جهد (اﻷلت آي و اﻷبشن أي آر أم).إنّه سحر تجارة المال ولكن فاتهم أنّ السّحر يبقى سحرا وشعوذة لا يقدر أن يحوّل الرّصاص ذهبا حتّ و إن تخفّى وراء التكنلوجيا و الرّياضيّات.   و يُطرَح السّؤال المهم: كيف لمجتمعات قائمة على العلم و التّكنلوجيا أن تسمح برواج مثل هذه الترّاهات ؟ التّساؤل يشمل المجتمعات و ليس الدّول، و موضوع التّساؤل هم أفراد هذه المجتمعات و ليس اﻷفراد الماسكين بالسّلطة في هذه الدّول و هذا ما يكسيه أهميّته. أمّا التّساؤل اﻷهم فهو: لما يُخلَّى بين هؤلاء و أنشطتهم التحيُّليّة هذه،  ثمّ لِما تُهرع الحكومات لنجدة هؤلاء و حمايتهم حتّى يعاودوا ما دأبوا عليه في أقرب وقت ممكن دون أدنى شكل من أشكال المحاسبة ؟ أمّا هذا التّساؤل اﻷخير فيكتسب أهميّته من رقم مهم و هو 3,8 ترليونات دولار أمريكي[4] مجموع الخسائر المتوقّعة من جرّاء الدّيون المسمّات مسمومة. خسارة هذا المبلغ و خاصّة تحويل وجهة تلك الخسارة إلى حساب المجتمعات باسم الإنقاذ لا يمكن أن توصف بأقلّ من الجريمة التي أدّت إلى كارثة.   لكلّ الخيار أن ينتقي اﻷجوبة التي يريد. جوهر القضيّة هو جوهرحضارة الغرب: المادّة و البحث اللّانهائي عن الرّبح و المزيد من الرّبح. وهذا ينطبق على المجتمع و الحكومات و رجال المال. في هذه القضيّة على اﻷقل الدّيموقراطيّة تعطّلت أو بدت و كأنّها جزء من نظام مهترء يقوم على النّهب و التّحيّل و كذا القضاء و اﻹعلام. يبدو أنّه أمام الجوهر يختفي الباقي و هو ما ينسجم مع طبيعة اﻷشياء. مرّة أخرى إنّها « شورى التّجّار » التي، جذورها ضاربة في التّاريخ.   عودا لنقطة البداية. لعنة السّاحرات اﻷربعة تجد فضاءا أرحب للتّعبير عن نفسها و هذه اﻷزمات بدأت تهزّ أسس المجتمعات الغربيّة مؤذنة، ربّما، بتقويضها من اﻷساس. فهذه الهزّة الإقتصاديّة رغم أنّها تتميّز بعنفها الغير مسبوق إلاّ أنّها ليست الوحيدة في تاريخ الرّأسماليّة الغربيّة.في هذه الدّور من دورات « كنترادييف » حيث يعمّ الرّكود بعد أن عمّ الرّخاء و يتقلّص المال بعد تضخّمه، يتزامن حلول الشّتاء[5] هذا بحلول ثلاث ساحرات أخريات. الأولى هي بلوغ جيل الطّفرة الدّيموغرافيّة[6] سنّ التّقاعد و ما يعنيه هذا من نقص في العمالة الماهرة و من مشاكل ماليّة غير قابلة للحل في بعض البلدان(تكلفة التّقاعد). الثّانية بداية نضوب البترول[7] دون التّوصّل لطاقة بديلة جدّيّة ممّا يعني ارتفاع أسعاره بشكل يصعب هضمها اقتصاديّا. الثّالثة فرض التطوّر التّكنلوجي (الإتّصال و النّقل خاصّة) لتقليص فاعليّة الحدود و البعد الجغرافي ممّا فتح إمكانيّة التّنافس العالمي للعمالة (عمالة الفكر خاصّة). كلّ من هذه التطوّرات إذا أخذت على حدة بإمكانها لوحدها تقويض أسس المجتمعات الغربيّة و دفعها لانهيار تاريخي. أمّا و هي تجتمع في ما يشبه يوم السّاحرات اﻷربعة فإنّه لا يبقى أيّ أدنى شك لهذا الإنهيار.    [1] Quadruple witching day [2]  Futures & Options (Stock index options-Stock index futures-Stock options & Single stock futures contracts)x [3]Nothing is certain but death and taxes [4] T2 Partners LLC – An overview of the housing and credit crisis – http://moremortgagemeltdown.com/download/pdf/T2_Partners_presentation_on_the_mortgage_crisis.pdf [5] Baby boom [6] يجري عادة تصنيف مراحل الدّورة اﻹقتصاديّة بحسب كندراتييف حسب الفصول المناخيّة فيكون الشّتاء هو مرحلة الرّكود. [7] The peak oil   أبوذر  

القدس بين إعلان أوروبا وإخفاق أوباما

 


 
توفيق المديني    في موقف غربي متميز، استطاعت السويد من موقع رئاستها الدورية الناشطة للاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من سنة 2009 — التي نعيش آخر أيامها —، أن تعلن سياسات شاملة حول فلسطين وإسرائيل، تمثلت في تقديم اقتراح وثيقة اعتراف أوروبية بالقدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية المنشودة.  ومن الجدير بالذكر أن الحكومات الأوروبية لم توافق قط على ضم القدس من جانب إسرائيل.غير أن الضغوطات الإسرائيلية التي مورست على بلدان الاتحادالأوروبي، جعلت أوروبا تتراجع وتخفض السقف السياسي للمشروع الذي قدمته الرئاسة السويدية للاتحادبشأن إقامة دولة فلسطينية في حدود العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.فقد حث وزراء الخارجية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الذين عقدوا اجتماعهم في بروكسيل على مدى يومين 7و8 ديسمبر الجاري، في بيانهم المشترك على«استئناف المفاوضات بشكل طارئ، وفي حال أردنا التوصل إلى سلام حقيقي فلابد من إيجاد طريقة عبر المفاوضات لحل وضع القدس باعتبارها عاصمة مستقبلية للدولتين».  وانتقد البيان الأوروبي، إسرائيل لبنائها مستوطنات في الضفة الغربية، حيث شدد وزراء دول الاتحاد الأوروبي على أن «المستوطنات وجدار الفصل (الإسرائيلي) بنيت على أرض محتلة، وتدمير منازل (الفلسطينيين) وطردهم هوعمل غير مشروع بموجب القانون الدولي»، مطالبين بـ«تفكيك» كل المواقع الإسرائيلية التي بنيت في الضفة الغربية منذ العام 2001. كما أدرجوا في بيانهم كلمة «مستوطنات» لوصف الأحياء اليهودية القديمة في القدس الشرقية. وأضاف البيان أن «الاتحاد الأوروبي لن يعترف بأية تغييرات لحدود ما قبل الـ67 بما في ذلك ما يتعلق بالقدس.. وهولم يعترف يوماً بضم القدس الشرقية».وأعرب الوزراء الأوروبيون عن دعمهم للجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لاستئناف المفاوضات حول الوضع النهائي بما في ذلك المشاكل المرتبطة بالحدود والقدس واللاجئين والأمن والمياه.  الموقف الأوروبي واضح ولا لبس فيه، فهويعتبر أن بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967،أمر مخالف صريح للقانون الدولي، فضلاً عن أنه يجعل حل الدولتين مستحيلاً. والجدير بالذكر هنا أن المستوطنات ليست سوى واحدة من القضايا التي يجب أن يتم تسويتها بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية.وإذا كان وقف الاستيطان وحده ليس هوالقضية الجوهرية في الصراع الفلسطيني — الإسرائيلي، فإن وقف البناء الاستيطاني والتعامل مع حقيقة عدد المستوطنين المتضخم إلى حوالي 300 مستوطن في الضفة الغربية، منذ احتلالها عام 1967، فضلاُ عن وجود 270ألف مستوطن آخرين في القدس الشرقية يُعد مسألة مهمة من أجل استئناف المفاوضات بغية التوصل إلى تسوية مرضية بين الفلسطينيين والإسرائيليين  جاء الإعلان الأوروبي بشأن القدس في ظروف إقليمية ودولية تتسم بازدياد عزلة إسرائيل، وانزعاج دول الاتحاد الأوروبي من الانقلاب في الموقف الأميركي بشأن الاستيطان أ.هذا ما عبر عنه وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير يوم 2 نوفمبر 2009، حين قال في تصريح لإذاعة «فرانس إنتر» ردّاً على سؤال حول جولة كلينتون الأخيرة في الشرق الأوسط،: «يجب بكل تأكيد أن تلعب أوروبا دورها، لا يمكننا على الدوام تفويض الأميركيين.. لا يمكننا أن نكتفي نحن الدول الأعضاء الـ27في الاتحاد الأوروبي، والذي آمل أن يتعزز بمعاهدة لشبونة، بدور الكومبارس أوالممول».وتابع الوزير الفرنسي «كانت لدينا آمال كبيرة العام الماضي لكن الأمور لا تسير بالشكل الذي كنا نتوقع.. لا أبالغ فيما أقول، لكنني أظن، بكل بساطة، أن العملية مجمدة» حاليا.  وهاهي أوروبا التي تمثل الشق الثاني المكمل للنظام العالمي الجديد تؤكد أنها قادرة على لجم الموقف الإسرائيلي المتطرف الذي يريد خلق وقائع على الأرض عبر تكثيف الاستيطان لجعل «حل الدولتين»مستحيلاً.  ويشكل الإعلان الأوروبي اختراقاً جديداً حين أكد أن القدس يجب أن تكون «العاصمة المستقبلية لدولتين»فلسطينية وإسرائيلية في إطار تسوية يجري التفاوض عليها.وهذا الإعلان الأوروبي يعتبر تتويجا لإعلان البندقية في عام 1980، والذي حض على الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. ويأتي الموقف الأوروبي هذا في ظل إخفاق خطة الرئيس الأميركي أوباما في تحقيق أهدافها لجهة وقف الاستيطان،ولا سيما بعد تحدي حكومة نتنياهوالسافر لأوباما ليضطر هذا الأخير إلى تغيير لغته القوية تجاه إسرائيل والانصياع لمطالبها.  إذ لم يعد الحديث عن تسوية ظلت حبراً على ورق،ولا عن مسار للمفاوضات بين حكومة نتنياهووالسلطة الفلسطينية في ظل رفض إسرائيل تجميد الاستيطان. فخسرت إدارة الرئيس أوباما مصداقيتها على صعيد التسوية للصراع الفلسطيني — الإسرائيلي، وعلى الصعيد الفلسطيني، وعلى صعيد معسكر الدول العربية الموالية للسياسة الأميركية. فالرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الذي ربط استئناف المفاوضات مع حكومة نتنياهوبتجميد الاستيطان، تعرض لإذلال علني، حين أذعن للضغوط من أجل إرجاء مناقشة تقرير الأمم المتحدة الذي وضعه القاضي ريتشارد غولدستون — والذي وصفه نتنياهوبـ«المنحرف أخلاقياً» — حول العدوان الإسرائيلي على غزة الشتاء الماضي..وهذا ما جعله يعلن عدم ترشحه للرئاسة مرة ثانية.  أمام إخفاق خطة الرئيس أوباما، ذكرت افتتاحية «واشنطن بوست» أن الأخطاء التي ارتكبها لم تكن أكثر من أخطاء في الحساب، وأنه في المستقبل عازم على تصحيحها. في حين كتب المعلق جوناثان فريدلاند في صحيفة «الغارديان» البريطانية يقول إن أوباما فقد مكانته في الشرق الأوسط، حيث للمكانة قدر كبير من الأهمية. ولكن المراجعات التي أجراها أوباما بالنسبة الى المشتغلين بقضية الشرق الأوسط، لم تظهر له المسؤول عن تلك الأخطاء: هل هوجورج ميتشل أم دنيس روس… هل هورام عمانوئيل أم هيلاري كلينتون؟  وعلى الرغم من أن قرار الأمم المتحدة الخاص بتقسيم فلسطين رقم 181،الذي أوصى بدولة يهودية وأخرى فلسطينية، وكذلك بنظام خاص بالقدس — في «جزء» منفصل تحت وصاية الأمم المتحدة،فإن إسرائيل التي اعترفت رسميا بالقرار المذكور، في الوقت الذي رفضه الجانب العربي والفلسطيني، قامت باحتلال القدس الغربية بواسطة القوة العسكرية، حتى قبل النهاية المحددة للانتداب البريطاني في 15مايو1948.ويعتبر هذا الاحتلال العسكري خرقاً لقرار التقسيم الذي ولد إسرائيل ذاتها.  ومنذ ذلك التاريخ هدفت الولايات المتحدة من خلال تبنّيها ودعمها القوي لقرار التقسيم، إلى إضفاء الشرعية الدولية على الدولة الإسرائيلية وتثبيتها سياسيًا وقانونيًا وجغرافيًا في المنطقة.وكان قرار التقسيم هوالمدخل الشرعي في إطار القانون الدولي لقيام دولة إسرائيل، وبالتالي قبولها عضوًا في هيئة الأمم. علما أن المجتمع الدولي، بما فيه الولايات المتحدة الأميركية بعد احتلال القدس الغربية، لم يعترف حتى الآن، بصورة واضحة، بالسيادة الإسرائيلية حتى على القدس الغربية.  إن القدس هي جوهرالقضية الفلسطينية، وهي رمز للإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وهي أرض إسلامية قبل أن تكون فلسطينية، ولهذا فليس هناك من هومخول بالتنازل عنها، ومن يفعل ذلك سيواجه مسؤولية دينية وتاريخية وأخلاقية.  فهي جزء من فلسطين، وفلسطين كما عرفها علماء الأمة أرض وقف إسلامية، لذا فهي ملك للأمة عامة، وعليه فلا مجال البتة للتنازل عنها أوالتنازل عن أجزاء منها. (المصدر:صحيفة الشرق (يومية-قطرية)، رأي، بتاريخ 28 ديسمبر2009)  
 

في ذكرى العدوان على غزة من “الرصاص المسكوب” إلى “الجدار الفولاذي”

 


1: انشطار المسار تربينا على “صوت فلسطين صوت الثورة الفلسطينية” يبث من جزائر المليون ونصف المليون شهيدا… صوت يٌدوي في الأنفس وفي الوعي بما يُرسخ “القضية الفلسطينية” في العمق الجماهيري داخل البلاد العربية والإسلامية وداخل الأوساط الإنسانية وأنصار التحرر في مواطن عديدة من العالم… استفادت “القضية ” تلك طويلا من لعبة الأمم حين كان العالم منقسما إلى معسكرين.. كان المعسكر الإشتراكي لاعبا أساسيا في الجغرافيا السياسية وفي مواطن نزاع عديدة… لقد ظل الإتحاد السوفييتي سابقا ملاذا للهاربين من السيطرة الأمريكية المنحازة دائما إلى الكيان الصهيوني ضد الحقوق العربية المعترف بها في قرارات دولية. إثر انهيار الإتحاد السوفييتي في ديسمبر 1991 استفردت أمريكا بالعالم مستعينة بالإتحاد الأوربي المستحدث للضرورة . تعرضت بعض الدول العربية ومعها القضية الفلسطينية إلى تصفية حساب: العراق، ليبيا، الجزائر، اليمن الجنوبي السودان.. تعرض الشهيد أبو عمار إلى دورات إخضاع متتالية ولكنه ظل خيمة متماسكة تستظل بها القضية وأهلها جميعا، قاوم الرجل حتى لقي ربه شاهدا وشهيدا… وإذا استوت الرؤوس فسدت النفوس… انشطر مسار القضية بين مقاومين ومساومين ويجد كل طرف له امتدادا عربيا إسلاميا ودوليا… لقد تدخلت أطراف جديدة فاعلة ومؤثرة في المشهد الإقليمي…ثمة تأثير واضح لخطاب المقاومة اللبنانية ولإنجازاتها الميدانية وثمة تسرّب متدافع لمنطق الثورة الإيرانية المتعالي… منطق الواثقين بالحقوق وبالصبر وبالنصر. اختار فريق من الفلسطينيين مدعومين بأغلب الدول العربية مسار التفاوض الدائم والتسويات المائلة.. واختار آخرون مواجهة العدالة الغائبة وشهداء الزور ووسطاء الخديعة يئسوا من مختبرات التنويم السياسي في كامب ديفيد وأوسلو وشرم الشيخ وأنابوليس ومقاعد الطائرات وكثبان الصحاري… الحق ذو أنياب ومخالب وإرادة أو لا يكون: لا عدل إلا إن تعادلت القوى     وتصادم الإرهابُ بالإرهاب( الشابي)     خيارُ المقاومة أفقد المفاوضين صدقيتهم ورصيدا يريدون تصريفه في المؤتمرات وفي نزل الدبلوماسية الحقودة… مستعجلون أولائك على حكم دولة بلا حدود معلومة وبلا جيوش وبأسلحة من لعب الأطفال.    2 : التوريط الديمقراطي اجتذاب حركة المقاومة “حماس” إلى لعبة الإنتخابات كان رهانا مزدوجا: إما هزيمتها عبر صناديق الإقتراع وتجريدها ديمقراطيا من حق التصرف المقاوم باسم الشعب. وإما تحميلها كل الأعباء لوحدها والنظر إليها بعين المنتقد الشامت أو حتى المتآمر ودفعها إلى ارتكاب أخطاء والوقوع في عجز عن تحمل المسؤوليات المدنية . لم تكن تبعات الفوز يسيرة على حماس: تهديدات الخارج وصرخات الداخل وإضرابات على حكومة محاصرة تستجمع الأموال من المتبرعين لدفع أقساط من مرتبات الموظفين! توقيف مهين لأعضاء من الحكومة بل ولرئيس الحكومة في المعابر بتهم إدخال أموال من الخارج! كان لا بد من تنقية الرقعة الصغيرة “غزة” لتأمين المقاومين… أطرد المتآمرون في ليل شجاع وانكشفت وثائق المتربصين.   3: “الرصاص المسكوب” ذاك عنوان العدوان الصهيوني على غزة يوم 27 ديسمبر 2008 . عنوان يترجم كتلة الحقد المشترك بين الصهاينة والمهزومين من العرب إثنان وعشرون يوما من شلالات النار على مساحة صغيرة تسكنها أعلى نسبة سكانية في العالم.. لم تكن مجرد جريمة حرب بل كانت أيضا استعراضا مرعبا لتداعي الحضارة الإنسانية ولفشل التشريعات والفلسفات وكل المدارس الأدبية والفنية… مشاهد من الأجساد المتفحمة وعصير اللحم الحي ومياه الأرواح الساخنة تدفق من عيون الأطفال والنساء والرجال…. لم يقدر الملوك والرؤساء والأمراء والسلاطين العرب على عقد قمة الإدانة والاستنكار… حسبك الله ونعم الوكيل يا أمير قطر ما إن يكتمل النصاب حتى ينقص ـ قلتَ ـ! أي همة وأي ضمير وأي شجاعة وأي إنسانية وأي عروبة قد يدعيها من لم تنهض فيه نخوة ولم يصرخ ملء روحه: كفى نارا ودما ودموعا.؟ بعد سنة كاملة هل وصلت المساعدات الموعودة إلى أهل غزة؟   4: “الجدار الفولاذي” كما “الرصاص المسكوب” يُعبّرُ “الجدارُ الفولاذي” عن حالة تصلب روحي واستفحال حقد وكراهية مؤذية… إنها إجراءاتُ نكايةٍ وإيذاء لا علاقة لها بسيادة وطنية ولا بأمن قطري… إنه حدّ لا يُطاقُ من الإستعلاء والعُجب والإيذاء والإستهانة بمشاعر الشعب المصري العظيم وكل الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم… إنهُ شروعٌ في القتل المتعمد لمليون ونصف المليون عربي مسلم! إنه انتقامٌ من خيار المقاومة في محاولة لكسر صموده وإفراغ انتصاره البطولي من دلالاته وإبطال آثاره المستقبلية في وعي الأجيال ووجدانها… انتقامُ خيار المهزومين من المنتصرين… الخيباتُ والهزائم مُولدة دائما للحقد والحسد والتآمر. يودّ المهزومون القاعدون ألا ينتصر أحدٌ وألا يقوم فيكون الجميعُ سواء!   5: نحو ثقافة استشهادية “الهزيمة” ليست مجرد حالةِ مغلوبيةٍ ولكنها لوثة في الجهاز النفسي وفي آلية التفكير تجرد صاحبها من الإرادة والثقة بالنفس وتطمس وعيه بذاته وبمنزلته في الوجود حتى يغدو سلبيا مهيئا للإنقياد ولتقبل كل فعل خارجي كما لو أنه مقدر محتوم لا يملك له ردا ولا يُسمح له برفضه أو التساؤل حوله. أمام هذه الحالة الخطرة المسربة في ثقافة الهزيمة يُروّجها أنصارُ التسويات المائلة وأمام هذه الجرأة على الإستسلام وأمام الترسانة الضخمة يُشغلها المستثمرون في الهزائم فإننا مدعوون إلى إنتاج ” ثقافة إستشهادية” لا بدلالتها العسكرية القتالية المادية وإنما بمعانيها التحررية المتمردة الشجاعة حيث تقتحم حصون خطاب الهزيمة وحيث تجرأ على قول ما يجب وكما يجب وحيث تكشف عن كل خطاب متآمر مُخاتل وحيث لا تتردد في اتهام المتهمين باغتيال الوعي وبالتجريع الناعم ل”فلسفة” الإستسلام . “الثقافة الاستشهادية” تصطدم بكل أشكال “الوعي الإسمنتى المسلح” وبكل صياغات العقلانية الرخوة والواقعية المشوهة والحداثة المستنسخة، تدفق بمعاني الحياة وتنزف مدادا ثائرا متمردا وتتناسل فيها ومنها أجيال المقاومة المبصرة العارفة .          بحري العرفاوي تونس: 27 ديسمبر 2009
 

القرضاوي: الجدار المصري مع غزة محرم شرعا

أحمد عبد السلام الدوحة- أفتى العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بأن الجدار الحدودي الذي تقيمه مصر على الحدود بينها وبين غزة “محرَّم شرعا”، ودعا “كل أصدقاء مصر” أن يضغطوا عليها لتتراجع عن هذه “الجريمة”، مذكرا الحكومة بأن “مصر التي خاضت حروبا أربعة من أجل فلسطين يجب ألا تقوم بعمل هو ضد الفلسطينيين مائة في المائة”. جاء هذا في بيان أصدره الشيخ القرضاوي الأحد 27/12/2009، وحصلت شبكة “إسلام أون لاين.نت” على نسخة منه، ليتوج عددا من الفتاوى أصدرها علماء من الأزهر قبل أيام، وحرموا فيها بناء الجدار. وحرم الشيخ القرضاوي بناء الجدار الذي تقيمه مصر للقضاء على أنفاق غزة، قائلا: “إن بناء الجدار الفولاذي الذي تقيمه مصر هذه الأيام على الحدود بينها وبين غزة عمل محرَّم شرعا؛ لأن المقصود به سد كل المنافذ على غزة، للزيادة في حصارهم وتجويعهم وإذلالهم والضغط عليهم، حتى يركعوا ويستسلموا لما تريده إسرائيل”. ودافع القرضاوي عن أنفاق غزة، مشيرا إلى أنها البديل عن معبر رفح الذي تغلقه مصر، قائلا: “لجأ أهل غزة إلى هذه الأنفاق ليستطيعوا أن يجدوا منها بعض البديل عن المعبر المغلق في معظم الأيام، حتى أمام قوافل الإغاثة الإنسانية.. وكأن مصر تقول لهم: موتوا، ولتحي إسرائيل”. كالجدار العازل وفي السياق ذاته شدد القرضاوي على السخط العام من الجدار المصري الذي شبهه بالجدار العازل الذي أقامته إسرائيل في الضفة الغربية، قائلا: “إني لم أقابل مصريا حرا إلا وهو ساخط على الجدار الحديدي، وما قابلت عربيا ولا مسلما ولا إنسانا شريفا في شرق أو غرب إلا وهو ينكر إقامة هذا الجدار الذي لا نظير له إلا جدار إسرائيل العازل”. وتابع: “إن إسرائيل تقيم جدارا عازلا لخنق الفلسطينيين، ومصر تقيم جدارا آخر، هو في النهاية يصب في صالح الإسرائيليين”. وأعرب القرضاوي عن صدمته من ذلك الجدار، حتى أنه لم يصدق نبأ بنائه، قائلا: “حين أذيع هذا الخبر أول الأمر أنكرت أن يكون صحيحا، وقلت: هذا خبر يراد به الوقيعة بين مصر وأهل فلسطين، وأنكرت مصر في أول الأمر ذلك، ثم فجعنا -ولا حول ولا قوة إلا بالله- بأن الخبر صحيح”. “السيادة لا تعني القتل” وفي رده على تصريحات مسئولين مصريين بأن بناء الجدار مسالة سيادية قال القرضاوي: “مصر حرة لها حق السيادة على بلدها، ولكنها ليست حرة في المساعدة على قتل قومها وإخوانها وجيرانها من الفلسطينيين”. وبين أنه “لا يجوز لها (لمصر) هذا عربيا بحكم القومية العربية، ولا يجوز لها هذا إسلاميا بمقتضي الأخوة الإسلامية، ولا يجوز لها هذا إنسانيا بموجب الأخوة الإنسانية”. وذكر القرضاوي الحكومة المصرية بقوله تعالى: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ” [الحجرات:10]، وقول  الرسول عليه السلام يقول: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ولا يخذله”.. معنى لا يسلمه: لا يتخلَّى عنه، وقوله عليه الصلاة والسلام يقول: “انصر أخاك ظالما أو مظلوما”. وأضاف قائلا : “(الرسول) لم يقل: حاصر أخاك، جوِّع أخاك، اضغط على أخيك لحساب عدوك”. وعلى الصعيد ذاته أشار إلى “أنه يجب على مصر أن تفتح معبر رفح لأهل غزة، فهو الرئة التي يتنفسون منها، هذا واجب عليها شرعا، وواجب عليها قانونا، لا أن تخنق أهل غزة وتشارك في قتلهم”. مصر وأصدقاؤها ودعا القرضاوي “كل أصدقاء مصر أن يضغطوا عليها لتتراجع عن هذه الجريمة التي لا مبرر لها”، كما طالب “الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي أن يتدخلوا لوقف هذه المأساة”. كذلك وجه نداء لمصر “ألا تقوم بعمل هو ضد الفلسطينيين مائة في المائة، وهو لحساب الإسرائيليين المتربصين مائة في المائة، وأن تتقي الله في إخوانها المظلومين المحاصرين، ولتخش من حرارة دعوات المظلومين المنكوبين”، مذكرا إياها بأنها “خاضت حروبا أربعة من أجل فلسطين”. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد كشفت مؤخرا عن قيام مصر ببناء جدار على حدودها مع  غزة؛ لمنع عمليات تهريب السلاح والسلع للقطاع المحاصر منذ أكثر من 3 سنوات، بتمويل أمريكي، وهو ما فسره محللون فلسطينيون على أنه عقاب لحركة حماس المسيطرة على القطاع؛ لرفضها التوقيع على ورقة المصالحة الفلسطينية، وإدخال الوسيط الألماني على خط صفقة تبادل الأسرى المرتقبة مع إسرائيل. غير أن القاهرة نفت ذلك على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي قائلا في تصريحات نشرتها الصحف المصرية يوم 23 /12/2009: إن “الإجراءات التي تقوم بها مصر داخل أراضيها، سواء إنشاءات أو أعمال هندسية داخل حدودها مع قطاع غزة هي شأن يتعلق بمصر والأمن القومي المصري، ولا يهدف إلى أي عقاب كما زعم البعض، وليس له علاقة بالوساطة المصرية” بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس. فتاوى سابقة ومع إنشاء هذا الجدار ثارت مخاوف منظمات حقوقية من أن يؤدي لتفاقم الوضع الإنساني والمعيشي بالقطاع الذي يعاني من حصار تفرضه إسرائيل منذ أكثر من ثلاثة أعوام. ومن هذا المنطلق، وبمبادرات فردية، أفتى عدد من علماء الأزهر، هم الدكتورة آمنة نصير أستاذة العقيدة والفلسفة الإسلامية والدكتور علي أبو الحسن أمين عام مساعد مجمع البحوث الإسلامية،  بعدم جواز بناء الجدار، رافضين لفكرة وضع حدود وحواجز بين الدول العربية والإسلامية. (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 27 ديسمبر 2009)  

جدار العار

عبد الحليم قنديل جفت الأقلام، وطويت الصحف، وانتهينا إلى كوابيس مفزعة قد لا تنجينا من عواقبها غير إرادة الله وإرادة الناس. فأنا كمصرى أشعر بالعار لأن نظاما كهذا يحكمنا، ويركب فوق رقابنا، وينطق باسمنا، وينفذ أوامر الأمريكيين والإسرائيليين بإقامة ‘جدار فولاذي’ يخنق الفلسطينيين في غزة، ومطاردة وغلق وردم ما تبقى من ‘أنفاق الحياة’ الواصلة من رفح المصرية إلى رفح الفلسطينية. وبالطبع، لا يمكن الاطمئنان إلى دعاوى النظام الرسمية، وكلامه المثير للسخرية عن حفظ أمن مصر، فلم يسبق لمصر ـ ولا يلحق ـ أن أقامت جدرانا فولاذية باتجاه أي حدود، فلا شيء من هذا النوع عند حدودها مع ليبيا، ولا عند حدودها مع السودان، ولا حتى عند حدودها مع كيان الاغتصاب الإسرائيلي جنوب الحدود مع غزة، بل تجري إقامة التحصينات الأمنية، وبناء جدار فولاذي تحت الأرض بعمق عشرات الأمتار عند الحدود مع غزة بالذات، وكأن الفلسطينيين هم الخطر الأول على الأمن المصري، وكأن الفلسطينيين هم العدو الأول لمصر، وكأن حركة حماس التى آل إليها حكم غزة هي العدو الاستراتيجي لمصر وليست إسرائيل، وهذه فضيحة عقلية ووطنية بكل المقاييس، واحتقار للتاريخ ولصلات العروة الوثقى، ودهس لأبسط أبجديات الضمائر الحية، وتنكر لدور غزة كخط دفاع أول عن العمق المصري منزوع السلاح في سيناء، وإعلان جهير عن انطباق سياسة النظام المصري مع سياسة كيان الاغتصاب الإسرائيلي، فلا أحد في المنطقة يقيم جدرانا عازلة سوى إسرائيل ومصر الرسمية، وباتجاه خنق الفلسطينيين بالذات، وحبسهم في قفص الحصار والموت الجماعي. ثم أن القصة ظاهرة فى خزيها، وتعود إلى نهايات حرب غزة الأخيرة، وقتها جرى توقيع تفاهم أمريكي إسرائيلي على مراقبة بحرية باتجاه غزة، وبهدف معلن هو منع توريد أو تهريب أي قطعة سلاح للمقاومة الفلسطينية، وتحدثت كوندوليزا رايس ـ وزيرة الخارجية الأمريكية وقتها ـ بوضوح، ودعت النظام المصري إلى إغلاق الحدود من جانبه، والقيام بدوره في إحكام الحصار على غزة، وصدرت (تهتهات) عن النظام المصري توحي بامتعاض، وبأحاديث غامضة عن السيادة، ثم تبين أن أقوال العلن كانت للتمويه، بينما كانت التصرفات الحقيقية تمضي في الاتجاه المعاكس، فقد جرى تخصيص قسم من المعونة الأمريكية الرسمية لمصر لتحقيق الهدف، وتطوير عمليات خنق غزة، ومطاردة الأنفاق بالذات، وتوفير معدات تكنولوجية أحدث، ثم إيفاد خبراء عسكريين أمريكيين للمراقبة والإشراف على جهد المصريين في كشف وردم الأنفاق، وبدا النظام المصري كأنه فى معركة حربية مع الأنفاق، إعلانات تصدر كل أسبوع عن النجاح فى إغلاق أنفاق، ووفد عسكري من السفارة الأمريكية بالقاهرة يذهب إلى الحدود كل أسبوع، ويجري مراجعة دورية للنتائج، ثم جرت مصادرات لأراض ومنازل على الجانب المصري من الحدود، وتطوير الفكرة الشيطانية الأمريكية إلى مستوى آخر، تضمن إقامة التحصينات فوق الأرض وتحتها، محور أمني فوق الأرض، وسد فولاذي تحت الأرض، وحين بدأ التنفيذ، تكتمت السلطات المصرية وتخفت بعارها، فليس مسموحا للنظام المصري بالتحرك عسكريا في شرق سيناء بحسب ترتيبات ما يسمى ‘معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية’، لكن السماح جرى فقط بحسب أولويات الأمن الإسرائيلي، ولمهمة بالغة التحديد تتصل بخدمة المجهود الحربي الإسرائيلي، ولم يكن للنظام المصري سوى أن ينفذ ويتخفى، ودون السماح له حتى بأن يستر عوراته، فقد جرت التسريبات إلى الصحافة الإسرائيلية بالذات، وكان ملفتا أن صحيفة ‘هآرتس’ الإسرائيلية هي أول من نشر عن الموضوع، فيما اكتفت السلطات المصرية بابتلاع ‘سد الحنك’، والامتناع عن الإدلاء بأي تعقيب لأيام، ثم كان التعقيب مخزيا ومؤكدا لما يجري، وبدعاوى الحفاظ على الأمن المصري، وكأن تعريف الأمن المصري صار مطابقا بالدقة لأولويات الأمن الإسرائيلي. ومن العبث ـ بالطبع ـ أن تصدق كلام النظام المصري عن أولويات الأمن الذاتي، وعن المصالح المصرية، فالاعتبارات المصرية البحته هي آخر ما يرد في بال النظام المصري، ولنتذكر معا قصة الجسر البري، والذي اتفقت حكومتا مصر والسعودية على إقامته فوق خليج العقبة، وجرت دراسة التفاصيل والتكاليف التى تحملتها الرياض، وحين شرعت السعودية في الإعلان عن بدء التنفيذ، كان للنظام المصري رأي آخر، بدا كأن حية ‘كوبرا’ لدغت حسني مبارك، وأعلن عن رفضه الجازم لإقامة الجسر، وبدعوى الخوف من التأثير السلبي على سياحية منتجع شرم الشيخ، مع أن الجسر المقترح كان ينتهي على الجانب المصري بعيدا عن شرم الشيخ، ولا يستفيد من إقامته سوى المصريين بالذات، والذين يموتون بالآلاف في العبارات، ويعجز أغلبهم عن توفير نفقات الانتقال بالطائرات، وإقامة الجسر توفر لهم فرصة ذهبية رخيصة سريعة للانتقال، وتيسر أداء مناسك العمرة والحج، والوصول السهل إلى فرص عمل في السعودية ودول المشرق العربي بعامة، لكن كل هذه المصالح المصرية البحته ليست من أولويات النظام المصري، ولا هي من موجبات قراره، فقد قدر النظام المصري غضب إسرائيل من فكرة إقامة الجسر البري، وخضع لغضب إسرائيل، وفضل التضحية بمصالح المصريين كسبا لرضا إسرائيل، والتي رأت فى إقامة الجسر البري نقيضا لوجودها ذاته كعائق بري يحجز مصر عن المشرق العربي. والأنكى أنهم يحدثونك عن واقعة كانون الثاني (يناير) 2008، والتى تدفقت فيها مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شرق سيناء كسرا لحصار غزة، وقد عادوا جميعا إلى غزة بعد شراء ما يلزم من غذاء وكساء ودواء، وبأموال وأسعار مضاعفة كسبها المصريون، أي أن المصريين استفادوا ربما بأكثر مما استفاد الفلسطينيون، ودون أن يتخلف فلسطيني واحد عن العودة لبيته في غزة، ودون أن يتسبب فلسطيني واحد في الإخلال بأمن المصريين، لكن النظام الذي انحنى وقتها لعاصفة التواصل الفياض بين المصريين والفلسطينيين، هذا النظام تعرض للتأنيب من جانب إسرائيل، وبدأ حملة إعلامية ضد الفلسطينيين تصورهم كغزاة، وتصورهم كأعداء لمصر، وزاد في إغلاق معبر رفح بصورة شبه دائمة في وجوه الفلسطينيين، ولم يكن ذلك كله إلا وفاء وطاعة لأوامر أمريكا ورغبات إسرائيل، وبهدف إحكام عملية خنق غزة من الجانب المصري، خاصة أن معبر رفح هو شريان الحياة الأهم للفلسطينيين، وأهميته لهم كأهمية نهر النيل للمصريين، وبعد منع تواصل الشعبين المصري والفلسطيني فوق الأرض، جرى التقدم ـ بعد حرب غزة ـ لخنق التواصل الشعبي المصري الفلسطيني عبر ‘أنفاق الحياة’ تحت الأرض. وإقامة النظام المصري لجدار العار يبدو للأسف عملا طبيعيا جدا، ومتصلا بوجوده في ذاته، فالنظام يعمل وفق قاعدة ذهبية، منطوقها : خدمة إسرائيل كسبا لرضا أمريكا، وبقاء مبارك الأب في الحكم بتوكيل أمريكي، أو توريث مبارك الابن، وأوراق الاعتماد ـ في الحالين ـ بيد واشنطن الراعية لبقاء النظام المصري، وكلما اقتربت مواعيد التمديد الرئاسي أو التوريث، زادت حمية النظام في خدمة إسرائيل، فقبل الاغتصاب الخامس للرئاسة فى نهايات 2005، كان مبارك يدفع الفواتير لإسرائيل، يفرج عن الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام، ويوقع اتفاق الكويز، ويرسل سفيرا مصريا إلى العراق تحت الاحتلال الأمريكي، ويعيد السفير المصري لتل أبيب، ويوقع الاتفاق الأول لتصدير الغاز المصري بالمجان تقريبا لإسرائيل، ومع اقتراب موعد الرئاسة السادسة بعد عشرين شهرا، يجري تطبيق القاعدة ذاتها، بتوقيع الاتفاقين الثاني والثالث لتصدير الغاز لإسرائيل، وبالتوسع المطرد فى التطبيع الثقافي مع إسرائيل، وبجعل الأمن المصري في خدمة الأمن الإسرائيلي، وبافتعال واعتقال ومحاكمة ما يعرف إعلاميا بخلية حزب الله، وبإحكام خنق غزة، وبإقامة جدار العار.. وانتظروا المزيد من الكوابيس. وقد لانتهم أحدا ـ لاسمح الله ـ بالخيانة، وربما نبادر بالاعتذار للخيانة ذاتها، فالخيانة أشرف من رؤوسهم جميعا. ‘ كاتب مصري kandel2002@hotmail.com (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 28 ديسمبر  2009)  

النخبة الدينية والثقافية والثورة الإيرانية

رضوان السيد ما أعان الوقت الذي توفّي فيه الشيخ منتظري عن عمر عالٍ على تقويم حقيقي لدوره، وأدوار النُخَب الدينية والثقافية في الثورة الإسلامية في إيران. فالزمان اليومَ غير زمن الثورة، وإشكاليات الصراع على السلطة والدولة اليوم غيرها في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. ثم إن هناك أمراً آخر زاد من عدم القدرة أو عدم الإرادة في التقويم الصحيح. فقد اختلف الشيخ منتظري في عامي 1987 و1988 مع محيط الإمام الخميني، وأفضى ذلك الى إقصائه عن موقع خلافة المُرشد، على رغم أن الإمام كان يعتبره ثمرة حياته أو زهرة حياته! وهذا يعني أن الطرفين المتصارعَين اليوم على السلطة في الجمهورية الإسلامية، ومن ضمن أدواتهما في الصراع التنافس على مَن هو الباقي أكثر أمانة لمشروع الخميني، ليسا متعادلي الكفّة تجاه منتطري. فقد اعتبره الإصلاحيون بطلاً من أبطالهم دونما ذكر لخلافه مع المرشد الأول للثورة، في حين اعتبر الذين في السلطات – ومن ضمنهم المرشد الخامنئي – خلافَه مع القائد نقطة سوداء في سيرته ومسيرته، وابتلاء يُرجى أن يغفره الله له ويتجاوز عنه! ولا شك في أن الشيخ منتظري فقيه بارز منذ الستينات والسبعينات من القرن الماضي. ويكاد يقعُ منذ ذلك الحين في طليعة الطبقة الثانية من المجتهدين الإيرانيين بعد طبقة مراجع التقليد. لكن فقاهته ما وقعت في أصل دوره الخاص والمتميز في الثورة، بل إن الأصل في أهميته منذ أواسط السبعينات وحتى أواسط الثمانينات أنه ظل الأبرز في التدليل والأبرز في الدفاع عن مبدأ «ولاية الفقيه»، وجوداً وشمولاً. فالمعروف أن كبار المراجع ما دعمت أكثريتهم هذه الرؤية لعلاقة الدين بالدولة أو بالسلطة. والذين سلّموا منهم للإمام الخميني، إنما سلّموا بقيادته هو بوجه خاص، دونما تنظير لولاية الفقيه في شكل عام. والسائد اليوم أن دروس الإمام الخميني التي جُمعت ونُشرت في مطالع السبعينات بعنوان: الحكومة الإسلامية، أو ولاية الفقيه (في ما بعد) هي التي أحدثت التحول في الاتجاهين: اتجاه إزالة حكم الشاه، واتجاه إحلال الفقيه محلّه في السلطة. وفي الخط الثاني، خط شرعنة إحلال الفقيه في موقع السلطان، يقع دور الفقيه منتظري. أما التحول التغييري الأول، أي التوجه الى إزالة المَلَكية في إيران، فإن دوائر أوسع وأكثر تعدداً واختلافاً من رجال الدين والمثقفين، قدمت إسهامات ملحوظة فيه. فالانتكاسة التي نزلت بحركة محمد مصدَّق في مطالع الخمسينات – وكان لبعض رجالات الدين الخائفين من اليسار والشيوعية دور فيها – أحدثت هزة عنيفة وبعيدة المدى في أوساط النُخَب الثقافية والدينية الإيرانية باتجاه الإصلاح أو التغيير الثوري. في حين مال كبار رجال الدين الى الإصلاح الهادئ، فإن الخميني كان بين القِلّة الثورية، لكن ليس على طريقة اليساريين بالطبع. فهناك ما يدلّ على أن الخميني ومنذ مطالع الستينات من القرن الماضي، كان يريد إزالة الملكية، في حين لا يوافقه أحد من زملائه على ذلك. وهناك إشارات الى أنه كان يتصور إمكان قيام جمهورية إيران، لرجال الدين دور فيها مثل دورهم في ثورة عام 1906، من دون الإزعاجات التي أصابت بعض رجال الدين وقتها نتيجة الانقسام في ما بينهم (إعدام الشيخ فضل الله نوري). بيد أن التحوُّل عن الشاهنشاهية تبلور لدى المثقفين المتدينين ورجال الدين على حد سواء من طريق كتابات المثقف اليساري الليبرالي المعروف جلال آل أحمد، والتي بدأها في صورة استطلاعات عن بؤس الريف الإيراني، عشية إجراءات الشاه للإصلاح الزراعي في مطالع الستينات، ووصل بها الى الذروة النظرية في كتابه عام 1968: غرب زادكي (أي صدمة الغرب أو الإصابة بالغرب أو داء الغرب المُزمن). وما دانت تلك الكتابات (من جانب أبرز مثقفي إيران يومَها) الرأسمالية الاستهلاكية والاستغلالية على طريقة اليساريين وحسب، بل أضافت الى ذلك دعوة للعودة الى مواريث إيران التقليدية والروحية والإسلامية، سبيلاً للخروج من الوباء أو الطاعون الغربي الهاجم. ويمكن القول إنه منذ أواسط الستينات، وخارج حلقات كبار المراجع، كانت نخبة من كهول رجال الدين وشبابهم، ومن المثقفين المتجهين الى التدين والروحانيات، قد اندمجت في الحركات أو التوجهات الساعية الى التغيير. وباستثناء طالقاني، فإن عشرات من هؤلاء كانوا من تلامذة الخميني، أو من القريبين من حلقته. وما كان لدى غير الشيوعيين واليساريين الجدد منهم نموذج إيراني يسعون إليه. وإنما استندوا الى استطلاعات جلال آل أحمد، والكتابات المتذمِّرة المُشابهة، للاندفاع باتجاه التغيير الهادئ أو العنيف. فالطالقاني الذي ما شارك المُحافظين تخوفاتهم من استيلاء الشيوعيين على إيران من خلال مصدَّق، ظلَّ عميق الإيمان بسلطة الشعب، وكان يريد العودة إليها من خلال نظام ديموقراطي عادي، أو من خلال بناء مؤسسات وهيئات تضامنية تُشبه أُطروحات المجتمع المدني في ما بعد. بينما كان كلٌ من علي شريعتي ومطهَّري – كلٌ على طريقته – يسعى الى التجديد والنهوض الروحي، أي تجديد المذهب، والنهوض بالمجتمع. في حين انصرف كلٌ من خامنئي ورفسنجاني للاهتمام بتوجهات الإخوان المسلمين (وحزب الدعوة العراقي)، وقاما بترجمة كتب سيد قطب وغيره الى الفارسية. إنما كان الأبرز في التجاذب مع النظام – دونما القول بالثورة – مثقفون وسياسيون كثيرون من بقايا حركة مصدَّق، أهمهم مهدي بازركان، الذي صار رئيساً للوزراء بعد الثورة. وليست لبازركان أفكار معينة في دور الإسلام في إدارة الشأن العام، لكنه كان يؤكِّد عليه باعتباره مرجعية أخلاقية عليا على المستويين الفردي والعام. إن الجديد الجديد في أُطروحة الخُميني التي عُرفت في أوساط ضيقة في مطلع السبعينات قوله بصيغة إسلامية بحتة لنظام الحكم عمادُها الفقيه المجتهد بحسب تقاليد المذهب الشيعي. وما أيدها أحد أو تصدى لها بالمعارضة في الأوساط العارفة وقتها إما لأنهم رأوها مفيدة في الدعوة الى التغيير الثوري أو لأنهم فهموها في شكل عام باعتبارها دعوة قوية لإعادة المرجعية في مسائل الدولة أيضاً الى حضن الإسلام. إنما هناك ما يدلُّ على أنه بعد الاحتفالات الإمبراطورية عام 1975، والتي اعتبرها رجال دين كثيرون، عودة الى الوثنية والثنوية القديمة، فإن الملكية (حتى الإصلاحية) قلّت حظوظها كثيراً في أوساطهم. ومنذ ذلك الحين – كما ذكر منتظري في ما بعد – أي حوالى عام 1977، بدأ منتظري وحده تقريباً، وكان في السجن، التنظير لولاية الفقيه صيغة لنظام الحكم، وعلى ثلاثة أسس: الخروج من الفكر الفقهي الشيعي التقليدي الذي ولَّد عقلية فِصامية لدى الجماعة الشيعية في العلاقة بالدولة والشأن العام على مدى التاريخ – والنظر في دولة الممكن وليس الدولة المهدية باعتبارها دولة تمهيد – ودفع الإسلام ورجالاته للعناية في شؤون الناس العامة وليس الفردية والخاصة فقط. وإذا تأملنا هذه العوامل أو المنطلقات الثلاثة، نجد أن الثاني منها هو الأوضح في رسالة الخميني في الحكومة وولاية الفقيه. وهذا العامل خاص بالمذهب الإمامي، ومتعلّق بالغيبة الكبرى للإمام الثاني عشر، وهي إشكالية اعتقادية وفقهية كبيرة، لكنها خارج دوائر العلماء، لا تُهمُّ الجماعة بقدر ما يُهمُّها أن يتولى أُمورَها الخاصة والعامة مَن تثق به، وبخاصة إذا كان يقول ويعمل بصفته وكيلاً للإمام الغائب أو مُمهِّداً له. بيد أن الشيخ منتظري – ومن بعده الشيخ محمد مهدي شمس الدين – ما قَصَّرا في التدليل الى البند الثاني هذا، وإن اختلفت نتائج الاجتهاد. فالإمامة مُقدس، والأمة مقدَّس. وفي حالة عدم حضور المقدس الأول يحلّ محله المقدس الثاني عند شمس الدين، في حين يرى منتظري أن الفقيه في حال الغيبة تتوسع صلاحياته. والتوفيق بين الأمرين: الفقيه والأمة، يكون بأن تختار الأمة الفقيه. وهذا الذي كان منتظري يميل إليه كما يبدو في كتابه الكبير «بحوث في ولاية الفقيه»، لكن الخميني والفقهاء الآخرين ما وافقوه على ذلك، باعتبار أن الجمهور لا يستطيع التمييز بين المرشحين للمنصب من الفقهاء. وقد عرفنا إسهام منتظري في كتابة الدستور الذي صدر عام 1980، قبل أن نعرف بحوثَه المبسوطة في ولاية الفقيه، التي يبدو أنها كانت متداوَلة في أوساط رجال الدين منذ أواخر السبعينات. وفي النهاية: ما الذي أدى الى فوز الثورة الإيرانية، ولماذا اختلف منتظري مع الإمام الخميني، ثم مع النظام؟ الثورة الشعبية على حكم الشاه هي التي أسقطت ذلك الحكم. والجمهور نفسه هو الذي آثر قيادة الخميني أثناء الثورة وبعدها. أما الدستور الإسلامي، دستور ولاية الفقيه في نطاق المذهب الشيعي، فهو مسألة تنظيمية من جهة، ومسألة إيرانية من جهة ثانية. فالنُخَب الإيرانية اعتادت منذ أقدم العصور على «النص المكتوب». وعندما كنت أترجم كتاب روي متحدة: «بردة النبي، الدين والسياسة في إيران»، لاحظت تشديد الكاتب على أهمية الدستور – وهي كلمة إيرانية – في نفسية الإيرانيين وثقافتهم. وما استطاع الشاه رضا وابنه محمد علي تعديل دستور عام 1906 ولا إلغاءه، لكنهما تجاهلا تطبيقه. ولا شك في أن صياغة دستور عام 1980 أدخلت جديداً كثيراً وبخاصة في رؤية ماهية السلطة والدولة وموقع المرشد. لكن في الجوانب التنظيمية بقي الكثير من دستور عام 1906. بيد أن التغيّر الثقافي الهائل الذي يشير إليه دستور الثورة الإسلامية، ما كان قصراً على إيران، بل شمل العالم الإسلامي كله، وإلا فكيف نفهم رؤية الحاكمية لدى إسلاميي السُنّة، الذين قادهم أبو الأعلى المودودي (زعيم الجماعة الإسلامية في باكستان)، والإخوان المسلمون (في المجال العربي). وقد عقدتُ في كتابي: «سياسيات الإسلام المعاصر» (1997) مقارنة بين تجربتي إيران ومصر على مدى القرن العشرين، في محاولة لقراءة التحولات في البلدين المسلمَين الكبيرين. ولخلاف منتظري أخيراً مع الإمام الخميني ثم مع النظام، عِلَل وخلفيات بعضها خاص بالتطورات بين 1986 و1989 (وفاة الإمام الخميني)، وبعضها عام. ومن الخاص جَزَع منتظري من الأساليب التي انتهجها النظام الإسلامي لتثبيت حُكم رجال الدين، والتي تُشبه تصرفات الأنظمة الثورية في العالم الثالث خلال الحرب الباردة. ولأن الصراع كان عنيفاً، فقد ذكر خصوم منتظري لذلك الخلاف أسباباً تتعلق بمحاولات منتظري حماية أقارب وأنصار من «الخَوَنة» والفاسدين. لكنه ومنذ تحرر من أعباء خلافة المُرشد، والمشاركة في السلطة، فإنه برز باعتباره قطباً ليبرالياً بحجج فقهية تشبه حجج الشيخ شمس الدين في الدولة المدنية والتعددية وحكم القانون، فتلغي أكثر مفاعيل ولاية الفقيه التي كان من أشد أنصارها حماسة بين أواسط السبعينات وأواسط الثمانينات من القرن الماضي. وقد ذكر لي أحد أشد أنصاره حماسة اليوم، وأشد خصومه ضراوة بالأمس أنه ظلَّ مُصرّاً على أن الوليّ الفقيه من وجهة نظره، ينبغي أن يبقى رمزاً موحِّداً، مثل ملكة الإنكليز وليس أكثر! وقد عبّر في السنوات الأخيرة من حياته، عندما خرج من الإقامة الجبرية، وصارت تصريحاته أكثر تداولاً، عن خشيته من أن تتحول ولاية الفقيه الى عبء على الإسلام وعلى إيران. وعندما قال له الشخص الذي ذكرته سابقاً إن الشيعة والإسلاميين خارج إيران لا يشاركونه هذا الرأي، لأن الدولة الإسلامية الإيرانية صارت أكثر تأثيراً، وكذلك المؤسسة الدينية، أجاب منتظري بصوت خافت: لكن الإخوان في الخارج لا يعرفون حراس الثورة ولا الباسيج، وما أدراك ما هما!  (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم  26 ديسمبر 2009)

إعراض الجمهور عن تجشم مصاعب الحق

مالك التريكي قبل حوالي عامين زار أحد علماء الدين المسلمين بريطانيا وعاين انتشار المساجد وكثرة المصلين وما ينعم به المسلمون من حرية العبادة وحرية المسلك والملبس، فلم يتردد في القول إن بريطانيا هي، بهذا المعنى، من ديار الإسلام! أما فرنسا، فقد شهد شاهد من أهلها حين نشر ‘مفوض الحكومة لشؤون التنوع وتكافؤ الفرص’ يزيد صابغ قبل أيام مقالا يتساءل فيه: ‘هل يمكن للمرء أن يكون مسلما في هذا البلد؟’! ومن السهل الظن بداءة أن كون بريطانيا المعاصرة ‘من ديار الإسلام’ إنما هو ثمرة من ثمار شجرة الديمقراطية العميقة الجذور في الجزر البريطانية. لكن هذا تفسير جزئي. حيث أن فرنسا من أقدم الديمقراطيات، ومع ذلك فهي لا تزال جزعة من مسلميها، حيرانة في أمرهم مبتئسة ما وسعها الابتئاس. وها انها قد أوردت نفسها، بسبب حمى ‘النقاش حول الهوية الوطنية’ هذه الأيام، موارد التهلكة العنصرية المفضوحة شعبيا ورسميا. ذلك أن الديمقراطية لوحدها لا تنتج الحريات ولا تضمنها في جميع الحالات. بل إن هنالك حالات تصبح فيها الديمقراطية قامعة للحريات! وليس هذا بسبب ‘استبداد الأغلبية’ (حسب العبارة الشهيرة التي وضعها ألكسيس دي توكفيل ثم أشاعها جون ستيوارت ميل والفيدراليون الأمريكيون) وجورها على الأقلية فحسب، بل بسبب أن الديمقراطية قد تكون، في بعض اللحظات التاريخية، ذات طبيعة تسلطية وحتى قهرية (مثلما بيّن المؤرخ جاي. ال. تالمون، عام 1952، في كتابه الذائع الصيت ‘أصول الديمقراطية التوتاليتارية’). وعلى هذا وجب التدقيق بأن حرية العبادة والمسلك والملبس في بريطانيا ليست نتاج أخذها الثابت بالديمقراطية بقدر ما هي ثمرة من ثمار عراقتها في الليبرالية. ذلك أن احترام الحريات الفردية والعامة في هذه البلاد ليس مسألة تشريعات وتفاصيل إجرائية فحسب، بل إنه جوهر الثقافة السياسية لشعبها الذي يؤمن ببساطة بالغة بمبدأ الحرية في أن ‘تعيش وتدع الآخرين يعيشون’. ولهذا عندما سأل المذيع ديفيد دمبلبي في برنامجه السياسي الشهير ‘ساعة المساءلة’ على قناة ‘بي بي سي’ التلفزيونية الأولى ضيوفه والجمهور الحاضر في الأستوديو عن رأيهم في التصويت السويسري بمنع المآذن، أجابوا في إجماع بأن موقفا مثل هذا غير قابل للتصور في بريطانيا، أولا، لأن حرية ممارسة الشعائر الدينية ليست موضوع نقاش أو تفاوض. وثانيا، لأن مسألة المباني ومواصفاتها من اتساع وارتفاع وطراز معماري، الخ، هي من صلاحيات البلديات التي تصدر تراخيص البناء وليست من المسائل السياسية التي تستفتى فيها الشعوب. وأضاف بعض الحاضرين أن الاستفتاء ليس هو بالضرورة أفضل الآليات الديمقراطية في جميع الأحوال، إذ ان ثمة حالات يكون فيها الاستفتاء هو الآلية الخطأ لأن هناك من القضايا المعقدة في الاجتماع السياسي ما لا يمكن معالجته والفصل فيه بمجرد نعم أو لا. ولا شك أن الديمقراطية المباشرة، التي يشكل الاستفتاء أبرز آلياتها، تبدو من الناحية النظرية أفضل أنواع الحكم الديمقراطي. ومعروف أن سويسرا قد اختصت منذ قرون في ممارسة الديمقراطية المباشرة، وأن فيلسوفا سويسريا شهيرا من أبناء مدينة جنيف، هو جان جاك روسو، كان من أبرز منظري هذا الشكل من الحكم. ومعروف أيضا أن من أسباب اعتراض سقراط على ديمقراطية أثينا، نموذج الدولةـ المدينة، أنها كانت ديمقراطية مباشرة، أي أن القرار فيها كان في يد الجمهور. وكان الرأي عند سقراط، وهو رأي لطالما تأكدت صحته سواء في التاريخ القديم أم المعاصر، أن الجمهور هو أبعد ما يكون عن تجشم الحق ومشقته وأميل ما يكون إلى اتباع الهوى ومغرياته. بدليل أن شعب أثينا كان يسقط بسهولة في حبائل السفسطائيين الذين أتقنوا فنيات الجدال بحيث كانوا يثبتون الشيء ونقيضه حسبما تقتضيه المصلحة، تماما كما أن جمهور الديمقراطيات المعاصرة يسقط اليوم بسهولة سواء في حبائل صناعة الدعاية التجارية التي تخلق احتياجات لا داعي لها فتحول الشعب إلى جموع مستهلكين لا مجتمع مواطنين، أم في حبائل صناعة البروباغندا السياسية التي تسوّق أشخاصا لا قيمة لهم وتروّج أيديولوجيات تبسيطية تسطيحية لا تفعل سوى أن تستثير في الناس نوازع الخوف والطمع: الخوف السياسي والثقافي، والطمع الضريبي والشرائي. هذا بينما توهمهم بأنهم يفكرون وبأنهم هم الذين يقررون. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 28 ديسمبر  2009)

 

Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.