الاثنين، 25 فبراير 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2833 du 25.02.2008
 archives : www.tunisnews.net
 

 


حرية و إنصاف: اعتقال مجموعة جديدة بمنطقة خزندار بالعاصمة حرية و إنصاف: سليم بوخذير في خطر الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: المحكومون في  » قضية سليمان »  يشتكون من تعرضهم لتهديدات بسجن المرناقية .. راضية النصراوي: بـــلاغ – الإدارة العامة للسجون لم تمكنّي من ترخيص لزيارة منوّبي السيد عبد الرحمان التليلي آقـاق: السلطات التونسية تمنع ندوة في ناد « منتدى الجاحظ » الفكري الحياة: تونس: منع جمعية إسلامية من عقد ندوة إيلاف: « إيلاف » تنشر تفاصيل قضية « مجموعة سليمان » الإرهابية الخبر: تنسيق أمني جزائري تونسي في مكافحة الجريمة العابرة للحدود يو بي أي: قائد الحرس التونسي يزور الجزائر لتعزيز التنسيق الأمني بين البلدين يو بي أي: إرتفاع الإستثمارات الأجنبية في القطاع الصناعي التونسي بنسبة 47.7% قدس برس: تونس: أحزاب « معارضة » ترفض بشدّة وصفها بالديكور وبالموالاة للنظام قدس برس: عميد المحامين التونسيين – لقائي مع الرئيس بن علي حقق نتائج لصالح المحاماة الوحدة: شبكات السطو على البورتابل تكتسح وسائل النقل ! شبكة الصحافة العربية: جائزة السلام الدنماركية لصحفية تونسية شبكة الصحافة العربية: لكسبرسيون.. فجوة في المشهد الإعلامي التونسي الجزيرة.نت: الجمهور السوري يحتفي بالموسيقار التونسي أنور براهم أخبار تونس: أسبوع الفيلم الإيراني بتونس من 29 فيفري إلى 6 مارس 2008 الأخبار: عبد اللطيف كشيش «قيصر» السينما الفرنسيّة وتونس تحتفي بـ«أسرار الكسكس» رويترز: « النجم فريق من أفريقيا » أول فيلم يلخص تاريخ نادي كرة قدم تونسي رويترز: تونس تكرم رائد المسرح علي بن عياد صحيفة « مواطنون »:  امتحان 2009 يبدأ الآن… صحيفة « مواطنون »:  رسالة إلى السيد رئيس بلدية روّاد صحيفة « مواطنون »:  دكّان الحلاّق صحيفة « مواطنون »: قفصة، دقيقة صمت ترحّما على الدولة نصرالدين: السينما التونسية كشفت المستور.. وتستّرت على المكشوف مراد رقية: جامعة التجمع الدستوري الديمقراطي في قصرهلال تحارب المدونين وأصحاب  الفكر الحر في رزقهم ولقمة عيشهم؟؟؟ عادل القادري: ماذا يحدث في إذاعة الشباب؟ عامر عياد: المجتمع المدني والتمويل الأجنبي محمد العروسي الهاني: تعقيبا على ما ورد من ملاحظات مسمومة من طرف عامر عياد ابن خنيس حافظ الغريبي: العدل أساس العمران العربية.نت: هيفاء وهبي وزوجة الرئيس التركي في حملة دولية للحجاب كلمة السبيل أونلاين بمناسبة اليوم العالمي للحجاب الحياة: ليبيا تُطلق «ثلث» معتقلي «الجماعة المقاتلة» بعد تجدد الحوار مع قيادتها رويترز: مؤسسة القذافي تقول ان معارضا ليبيا مسجونا يلقى رعاية صحية رويترز: ابن القذافي يتفاوض مع جماعة ليبية موالية للقاعدة رويترز: استبعاد اجراء أول انتخابات برلمانية في قطر عام 2008 الدكتور محمد البشير بوعلي: أثر اختلاف مناهج الفقهاء المعاصرين في النزاع بين الإسلاميين 4/6 علـــي شرطـــاني: عندما يصبح الحصار طريقا للإنتصار نور الدين العويديدي: الجامع الأموي بدمشق: من هنا كان العالم يحكم يوما


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين لا تزال معاناتهم وماساة عائلاتهم متواصلة بدون انقطاع منذ ما يقارب العقدين. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين اعتقلوا في العامين الماضيين ف رجا قريبا عاجلا- آمين  

21- رضا عيسى

22- الصادق العكاري

23- هشام بنور

24- منير غيث

25- بشير رمضان

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


 

صحيفة « مواطنون » (أسبوعية – لسان التكتل الديمقراطي للعمل والحريات)، العدد 50 بتاريخ 20 فيفري ‏2008‏‏

الرابط:

 


حرية و إنصاف تونس في 25/02/2008

حرية و إنصاف اعتقال مجموعة جديدة بمنطقة خزندار بالعاصمة

 
اعتقلت قوات البوليس السياسي يوم الخميس 21 فيفري 2008 مجموعة من الشبان تقطن منزلا بمنطقة خزندار بالعاصمة و تم اقتيادهم إلى جهة مجهولة ، و هؤلاء الشبان هم: –         محمد الطيب بوسنينة :  أصيل منطقة الوسلاتية بالقيروان ، تقني سامي كهرباء آلية. –         جهاد النصيري ( 19 سنة ) :  أصيل سيدي بوزيد ،  تلميذ متربص. –         سمير فضلوني : أصيل بنزرت ، متحصل على الإجازة في الإعلامية. –         فهد …. :  أصيل معتمدية جريصة ولاية الكاف ، تقني سامي إلكترونيك. –         عزت ….. :  طالب سنة رابعة علوم اقتصاد و تصرف. –         طارق …. : أصيل مدينة باجة. –         بحري التركي : أصيل مدينة تستور ، تقني سامي إلكترونيك. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس     الأستاذ محمد النوري


حرية و إنصاف تونس في 25/02/2008

سليم بوخذير في خطر

دخل سجين الرأي و الناشط الحقوقي الصحفي سليم بوخذير عضو المكتب التنفيذي لمنظمة حرية و إنصاف و المعتقل حاليا بسجن صفاقس في إضراب مفتوح عن الطعام منذ 15 فيفري 2008 للمطالبة بإطلاق سراحه و للتنديد بالظروف الصعبة و السيئة التي يعيشها داخل السجن المذكور. فبالإضافة لكونه مريضا نصحه طبيب السجن بضرورة الخضوع لعملية جراحية متأكدة لاستئصال ورم بالرئة ، و قد وقعت نقلته من الغرفة التي كان يقيم فيها إلى زنزانة ضيقة و مظلمة تنعدم فيها أدنى شروط حفظ الصحة مجهزة بمرحاض بدون باب كما لم تدخر إدارة السجن جهدا لسد النافذة الصغيرة الوحيدة المعدة للتهوية و النور الطبيعي و يقيم مع السيد سليم بوخذير ثلاثة من مساجين الحق العام. و قد طلبت عائلته تمكين طبيبه الخاص من زيارته لإبداء الرأي حول التأكد من ضرورة إجراء العملية الجراحية في هذا الوقت و هو في مثل هذه الحالة من الهزال الذي تسببت له فيه الإضرابات المتكررة عن الطعام ، و هي الوسيلة الوحيدة التي بقيت لديه للتعبير عن استنكاره لهذه المعاملة السيئة و القاسية و غير الإنسانية. و حرية و إنصاف: 1/ تبدي انزعاجها لمثل هذه التصرفات التي يراد بها التنكيل بسجين الرأي السيد سليم بوخذير. 2/ و تطالب بإطلاق سراحه فورا حتى يتمكن من تدارك وضعه الصحي قبل فوات الأوان.  عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النور

  “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 25 فيفري 2008   كشف الحساب..لقضاء .. »يكافح الإرهاب  » ..! :

المحكومون في  » قضية سليمان »  يشتكون من تعرضهم لتهديدات بسجن المرناقية .. و صابر الراقوبي و علي العرفاوي ..رهن العزلة الإنفرادية ..!

 
بعد رفض إدارة سجن المرناقية تمكين محامي صابر الراقوبي ( المحكوم بالإعدام ) من زيارته يوم الجمعة  و إصرارها على الرفض يوم السبت ، تراجعت اليوم الإثنين و سمحت لكل من  صابر الراقوبي و عماد بن عامر و توفيق الحويمدي و بدر الدين القصوري و محمد أمين ذياب و رمزي العيفي و أحمد المرابط و محمد أمين الجزيري  بتلقي زيارة محاميهم الأساتذة شوقي الطبيب و كريم قطيب و عبد الرؤوف العيادي و سمير ديلو  ، و قد أكدوا أنهم تعرضوا للتهديد بعد صدور الحكم و تم تشديد التعامل معهم و عزل كل من صابر الراقوبي و علي العرفاوي في زنزانات انفرادية  . و إذ تنبه الجمعية إلى خطورة ما عبرت عنه إدارة سجن المرناقية من اعتبارها أن صدور الأحكام يعني انصراف الأضواء عن القضية و إطلاق يدها في التعامل  » بحرّية  » مع المحكومين ، فإنها تطالب السلطات المعنية باحترام الحرمة الجسدية و المعنوية للمودعين بالسجن و تمكينهم من كافة الحقوق و الضمانت المكفولة بالقانون ، و احترام التزامها بعدم إخضاع أي سجين للعزلة الإنفرادية .

ختم الترافع في محاكمة الموقوفين الثلاثين .. في قضية  » المشروع الإرهابي  » ..!

* نظرت  الدائرة الجنائية الأولى  بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي الهادي العياري اليوم الإثنين 11 فيفري 2008  :         *  في القضية عدد 14505 التي يحال فيها كل من : هشام السعدي و محمد توفيق بن عبد الله و توفيق الحرزلي و أحمد الهذلي و أسامة نوار و يحيى بن زاكور و سلمان رزيق و محمد اللافي و علي العرفاوي و لسعد حشانة و نوفل ساسي و أنيس الهذيلي و رفيق العوني و أحمد السعداوي و أمير شرف الدين و عبد الرحمان طنيش و مهدي خلايفية و معز الغزّاي بتهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و استعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخل تراب الجمهورية و المشاركة في الدعوة إلى الإنضمام لتنظيم له علاقة بجرائم إرهابية و استعمال اسم وكلمة و رمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي و بنشاطه و أعضائه ، و قد تولى الترافع و الدفاع عنهم الأساتذة :  عبادة الكافي و أحمد نجيب الشابي و محمد نجيب بن يوسف  و عبد الفتاح مورو و أنور أولاد علي و سمير بن عمر و عمر الحرشاني و شكري بلعيد و عمر الرحموني ، و قد قرر القاضي بعد إعذار المتهمين حجز القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم إثر الجلسة . علما بأن المحاكمة  شهدت إجراءات أمنية مشددة جدا تحولت بموجبها المحكمة الإبتدائية إلى ما يشبه الثكنة وتم  ، مرة أخرى ، خرق مبدإ علنية المحاكمة .     *  و القضية عدد 15042 التي يحال فيها فؤاد الشريف بتهمة الإنضمام خارج تراب الجمهورية إلى تنظيم اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق إرهابه ، وقد حضر للدفاع عنه الأستاذ سمير بن عمر و أعلن عن استعداده للترافع إلا أن المحكمة قررت تأخير القضية لجلسة يوم 03 فيفري 2008 .. اعتبارا لعدم وضوح الخط في قرار دائرة الإتهام ..! علما بأن المتهم قد تم تسليمه من قبل السلطات الإيطالية بعد تعهد السلطات التونسية ..بعدم إخضاعه للتعذيب ..! *  كما نظرت  الدائرة الجنائية الخامسة بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي  التهامي الحافي اليوم الإثنين  25 فيفري 2008 في القضية عدد 14661 التي يحال فيها كل من : مراد عبد السلام و محمد ضيف الله و أيمن الإمام و سفيان بن رمضان  بتهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و الدعوة للإنضمام لتنظيم إرهابي  و توفير أسلحة و متفجرات و ذخيرة و مواد و معدات و تجهيزات مماثلة لفائدة تنظيم إرهابي  ، و توفير معلومات لفائدة تنظيم إرهابي ، و قد ترافع عنهم الأساتذة : أحمد الصديق و سمير بن عمر و أنور القوصري و الهادي النعيري و قد قرر القاضي البت إثر إعذار المتهمين حجز القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم إثر الجلسة . * و كانت نفس الدائرة أصدرت يوم 22 فيفري 2008 حكمها  في القضية عدد 14658 و قضت بسجن كل من   أيمن عمارة و نبيل الشعنبي لمدة عامين ،  و كل من طارق بلغيث و عمار الحناشي و  أيمن نصري و أيمن الحرزي  لمدة عام واحد : من أجل  الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه ، و إخضاعهم للمراقبة الإدارية لمدة 5 سنوات ، و سجن كل من أمير ربيع و ناجي الزروقي لمدة 6 أشهر من أجل الإمتناع عن إشعار السلطات بما توفر من معلومات عن تنظيم إرهابي ، و عدم سماع الدعوى في حق كل من : أحمد الشابي و فهمي بالحاج صالح و  عز الدين شاكر و حسام العياري  .

بين قرار حاكم التحقيق ..و إصرار أمن الدولة ..!

علمت الجمعية أن كلا من زكرياء الماقوري  ( القضية عدد 8006 ) و أكرم الزلفاني( القضية عدد 8254)  قد تعرضا للإعتقال مجددا و أحيلا على قاضي التحقيق السادس ( القضية 11747 ) لنفس التهم التي أحيلا بها على قاضي التحقيق الرابع الذي قرر الإفراج عن الماقوري يوم 12 فيفري 2008 ليعتقل من جديد يوم 15 فيفري و لم تتم إحالته إلا يوم 22 فيفري ( في خرق واضح لآجال الإحتفاظ القانونية ) ، أما الزلفاني فلم يتم تطبيق قرار الإفراج عنه أصلا و أحيل على التحقيق من ..السجن ..! و الجمعية إذ تستنكر العودة إلى سياسة الباب الدوار التي طالما اكتوى بنارها السجناء السياسيون في عشرية التسعينات السوداء فهي تطالب بإطلاق سراح  زكرياء الماقوري  و أكرم الزلفاني و إيقاف كل المضايقات و التتبعات بحقهما .        عن لجنة متابعة المحاكمات        رئيس الجمعية الأستاذة سعيدة العكرمي


بـــلاغ  
 
إنني الممضية أسفله راضية النصراوي المحامية بتونس أعلم  الرأي العام أن الإدارة العامة للسجون لم تمكنّي إلى حد هذا التاريخ من ترخيص لزيارة منوّبي السيد عبد الرحمان التليلي الأمين العام السابق للإتحاد الديمقراطي الوحدوي. و قد كنت تقدمت بمطلب في الحصول على هذا الترخيص يوم 4 فيفري الجاري إلا أن رد الإدارة بعد انتظار دام عشرين يوما كان « بأن المطلب ما يزال تحت الدرس ». و يجدر التذكير بأن القانون المنظم للسجون يضمن الحق في زيارة المحامي لكل سجين بصدد قضاء عقاب. إن موقف الإدارة العامة غير المبرر ليس من شأنه أن يطمئن والدة المنوّب السيدة فاطمة علي (89 سنة) أرملة الزعيم النقابي والوطني أحمد التليلي التي تم قبولها منذ يوم الخميس 21 فيفري الجاري بإحدى المصحات بالعاصمة إثر دخولها في إضراب عن الطعام منذ يوم 12 فيفري 2008 للمطالبة بإطلاق سراح السيد عبد الرحمان التليلي الذي ما انفكت صحته تتدهور منذ أن شن إضرابا عن الطعام بالسجن المدني بالمرناقية يوم 15 جانفي المنصرم لنفس السبب. و للتذكير فإن السيد عبد الرحمان التليلي مصاب بمرض السكري  وهو يبلغ من العمر 65 سنة وقد قضى 4 سنوات و نصف بالسجن وكان حكم عليه بالسجن لمدة 9 سنوات إثر محاكمة اعتبرت غير عادلة. حرر بتونس في 25 فيفري 2008 الإمضاء: راضية النصراوي محامية 57 مكرر نهج أم كلثوم تونس الهاتف :98339960  


السلطات التونسية تمنع ندوة في ناد « منتدى الجاحظ » الفكري

 

 
تونس- سفيان الشّورابي منعت قوات الأمن التونسي بالزي المدني نشاطا كان من المتنظر أن يعقده نادي « منتدى الجاحظ » الفكري يوم السبت الماضي. وحاصرت قوات الأمن مقر النادي بالعاصمة تونس، وعمدت إلى طلب بطاقات هوية كل من كان يمر بالمكان، ومنع القاصدين والضيوف من حضور الندوة الفكرية التي كان من المقرر أن يلقي خلالها الأب موريس بورمانس مداخلة حول « المستشرق لويس ماسينيون والعالم الإسلامي ». وعن أسباب المنع، ذكر عضو هيئة إدارة نادي « منتدى الجاحظ » السيد رامي الصالحي لـ »آفـاق » أن الجهات الحكومية أصبحت تتوجس من تزايد وتيرة نشاطات النادي الفكرية في الفترة الماضية. وقال « أن وجوه من حركة النهضة الاسلامية أصبت تراود مقر النادي بصورة منتظمة، وهو ما يمكن أن يكون قد سبب ازعاجا وتخوفا من قبل الأجهزة الأمنية ». واستنكر النادي الذي يرأسه الاعلامي صلاح الدين الجورشي هذا المنع، واعتبر الجورشي المنع الذي حصل « منعا غير قانوني ولا منطقي لنشاط عام للمنتدى دون تعليل أو إشعار مسبقين »، ودعى الجهات المسؤولة إلى تسهيل عمل منتدى الجاحظ الذي تلقى أنشطته منذ استئنافها الاستحسان والتشجيع من قبل المتابعين، وتمسك الجورشي بـ »الطابع الثقافي للمنتدى ضمن أهدافه المقررة وفي إطار القانون ». المصدر: “آقـاق”  )اخباري – واشنطن( بتاريخ 24  فيفري 2008 الرابط:  http://www.aafaq.org/news.aspx?id_news=4391


 
تونس: منع جمعية إسلامية من عقد ندوة
تونس – الحياة       أعلنت جمعية «منتدى الجاحظ» الثقافية (إسلامية معتدلة) أن عناصر أمن باللباس المدني حالوا دون وصول أعضائها إلى مقر الجمعية في ضاحية باردو شمال العاصمة تونس ظهر أول من أمس لمتابعة محاضرة ألقاها رجل دين فرنسي.   وأوضحت الجمعية في بيان وقع عليه رئيسها الإعلامي صلاح الدين الجورشي وتلقت «الحياة» نسخة منه أن الجمعية دعت الأب موريس بورمانس إلى إلقاء محاضرة عن المستشرق الفرنسي الراحل لويس ماسينيون ومواقفه من العالم الإسلامي، إلا أن الفعالية ألغيت بسبب الحصار الأمني الذي ضُرب على مقرها. واعتبرت هيئة الجمعية في بيانها أن «ما حصل هو منع غير قانوني وغير منطقي لنشاط عام للمنتدى من دون تعليل أو إشعار مسبقين».   وكانت الجمعية التي شكلتها عناصر انفصلت عن «حركة النهضة» (المحظورة) في مطلع ثمانينات القرن الماضي عاودت نشاطها خلال السنوات الأخيرة مع التركيز على العمل الثقافي عبر ندوات ومحاضرات ولقاءات مع شخصيات إسلامية محلية وعربية من دون التعرض إلى مضايقات تُذكر.   (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 25 فيفري 2008)

حكم بالإعدام على أحد المتّهمين يثير جدلاً والقضاء التونسي يؤيده « إيلاف » تنشر تفاصيل قضية « مجموعة سليمان » الإرهابية

 

إسماعيل دبارة من تونس: أصدرت الدائرة الجنائية 27 في محكمة الإستئناف في تونس العاصمة، برئاسة القاضي المنوبي بن حميدان، يوم الأربعاء 20 شباط (فبراير) 2008 عند الساعة الواحدة فجرًا، أحكامها في حق المتهمين في ما عُرف بقضية « مجموعة سليمان الإرهابية » والتي تورط فيها 30 شخصًا. وقضت المحكمة بالإعدام شنقًا لصابر راقوبي (24 عامًا) وتعديل حكم عماد بن عامر (34 عامًا) من الإعدام إلى السجن المؤبد، في حين أبقت على حكم السجن المؤبد لسبعة مدانين آخرين. كما تم تخفيف أربعة أحكام وإبقاء ستَّة أخرى على حالها.   وفور صدور الأحكام، أصدر كل من المجلس الوطني للحريات في تونس والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين وجمعية حرية وإنصاف الحقوقية، بيانات حصل « إيلاف » على نسخ منها تدين الأحكام الصادرة بحق المتهمين وتعتبرها ذات طبيعة سياسية. وتطرّقت البيانات إلى ما أسمته « عدم حياد المحكمة » و »خرق فصول من القانون التونسيّ » و »عدم مراعاة حقوق المتّهمين ».   وكانت جميعات حقوقيَّة في تونس قد طعنت في سير محاكمة « مجموعة سليمان » منذ انطلاقها، في حين أشار محامو الدفاع إلى ضغوطات وتعذيب يتعرّض له المتهمون.   في هذا السياق، يوضح منذر الشارني وهو أحد محامي الدفاع: لم يحصل المحكومان بالإعدام صابر وعماد على أبسط مقومات المحاكمة النزيهة والعادلة، فلأول مرة يحاكم متهمون بموجب فصول من قانون لمكافحة الإرهاب الصادر في كانون الأوَّل (ديسمبر) من العام 2003 وفصول من المجلة الجنائية.   جدل حول حكم الإعدام   وأثار حكما الإعدام الصادران عن القاضي في الطور الابتدائي، والذي خُفّف إحداهما إلى المؤبد في طور الاستئناف استنكارًا واسعًا لدى الأوساط الحقوقية والقانونية في تونس. وأُطلق فرع منظمة العفو الدولية في تونس حملة تهدف إلى إيقاف العمل بعقوبة الإعدام في هذا البلد.   وفي إطار الحملة ذاتها التي تندّد بالإعدام، يقول الحبيب مرسيط رئيس فرع تونس لمنظمة العفو الدولية في ندوة نظمها « التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات » (قانوني معارض): نرفض عقوبة الإعدام بالمبدأ، لأنّها تمسّ حقًّا أساسيًّا من حقوق الإنسان وهو الحق في الحياة، لذا وجب علينا الاحتكاك أكثر بالمواطنين وإطلاق حوار تحسيسي مع العامة ليدركوا خطورة هذه العقوبة القاسية وللضغط على السلطة حتى لا تنفذ أحكام الإعدام الصادرة في حق متهمي « قضية مجموعة سليمان ».   يذكر أن ائتلافًا يضم سبع جمعيات حقوقية في تونس أطلق في الرابع عشر من حزيران (يونيو) 2007 حملة مماثلة لمناهضة حكم الإعدام في تونس. ومن أبرز الجمعيات والمنظمات المكونة لهذا الائتلاف الحقوقي: فرع تونس لمنظمة العفو الدولية والجمعية التونسية لمناهضة التعذيب والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين.   نشأة « خلية سليمان » وتشير مصادر رسميّة الى أنّ « قضية سليمان » التي بدأت ميدانيًّا بمواجهات عنيفة عند الليلة الفاصلة بين 23 و 24 كانون الأوّل (ديسمبر( من العام 2006، تعود إلى نيسان (أبريل) من العام ذاته، حيث تلقت الجهات الأمنية في تونس معلومات مفادها أنَّ ستّة مسلحين دخلوا التراب التونسي عبر الحدود الجزائرية بعد مقتل مرافقهم السابع في اشتباك مع حرس الحدود.   ويعتبر قائد المجموعة لسعد ساسي الذي قتل في المواجهات التي حصلت في الثالث من كانون الثاني (يناير) من العام 2007 شخصية مطلوبة للجهات الأمنية التونسية، خصوصًا أنَّ بعض التقارير تتحدث عن صدور حكم غيابي بسجنه 20 عامًا بتهمة انتمائه إلى جماعة مسلحة. كما تشير بعض التقارير الأخرى إلى أن « ساسي » كان عنصرًا سابقًا في الحرس الوطني وسافر إلى كل من أفغانستان والبوسنة والجزائر للتّدرب على حمل السلاح والقتال.   ومن بين المرافقين لأسعد ساسي لدى عبوره الى تونس قادمًا من الجزائر، نذكر كلاً من زهير الزيابي ومحمد الهادي بن خليفة والموريتاني محمد قمام المعروف باسم شكري.   وعملت هذه الجماعة السلفية وفقًا لهدف محدد وواضح، يكمن في تكوين تنظيم مسلّح ويتضمّن أعدادًا كبيرة، ويهدف إلى الإطاحة بحكم نظام بن علي بالقوّة، إذ كان أفراد تلك الخلية مزودين بعدد من القنابل اليدوية التي قيل إنها كانت بدائية الصنع، إضافة إلى عدد من بنادق الكلاشنكوف وذخيرة ضخمة من الرصاص.   أبرز الأهداف: قلب النظام   وخلال فصلي الصيف والخريف، انتقلت المجموعة التي إزداد عددها ليصل إلى الـ20 شخصًا عبر مخابئ متعددة دون الابتعاد عن الضواحي الجنوبية للعاصمة تونس، وبالتحديد في مناطق حمام الأنف والزهراء وحمام الشط.   وبالتوازي، كثفت الجماعة الإرهابية جهودها من أجل التخطيط لضرب منشآت حيوية ومصالح أجنبية واستهداف شخصيات تونسية وأجنبية ومحاولة قلب النظام القائم وفق الرواية الرسميَّة، إلا أن مصادر في هيئة الدفاع تقول لـ »إيلاف » إنَّ خطط الجماعة لم تكن قد حققت أشواطًا كبيرة قبل مقتل أبرز عناصرها وهو ما يجعل الجزم بنواياها الحقيقية أمرًا صعبًا للغاية.   وفي إحدى مخيمات الجماعة في مدينة قرمبالية جنوب العاصمة، بايع أفراد الخلية لسعد ساسي « أميرًا » لهم واتخذوا « جند أسعد بن الفرات » إسمًا لتنظيمهم الإرهابي. وللإشارة، تتراوح أعمار غالبية عناصر « مجموعة سليمان » ممّن قتلوا على أيدي رجال الأمن أو ممن اعتقلوا وحوكموا فيما بعد، ما بين الـ 20 والـ25 عامًا.   بداية المواجهة   وتشير عدّة مصادر إلى أن عملية الكشف على التنظيم الإرهابي جاءت بسبب بائع للخبز شكّ في أمر أحد الشبّان الذي كان يتردّد إليه لشراء الخبز بكميّات كبيرة، فأبلغ السلطات المعنيّة بهذه الشكوك، الأمر الذي أدّى إلى اقتناص أولى الخيوط التي أدت إلى تفكيك الجماعة والقضاء عليها.   إلا أن بعض التقارير تفيد بأن السبب الحقيقي وراء عملية المداهمة الأولى التي تمت في ليلة 23 كانون الأوَّل (ديسمبر) 2006 هو إيقاف أحد أعضاء التنظيم في مدينة سوسة الساحلية (200 كلم جنوب العاصمة) ويدعى أسامة حاجي، والذي قام بإطلاع الشرطة على مكان إحدى المجموعات المرابطة بالقرب من العاصمة، الأمر الذي أدى إلى تطويق منزلهم وحدوث الاشتباكات التي أعلم بها التلفزيون الرسمي وتناقلتها وسائل الإعلام.   وفي المواجهة الأولى، أصيب ثلاثة من رجال الأمن وقتل إرهابيان، في حين تمكّن الثالث من الفرار. وتوالت بعدها المواجهات والمحاصرات لمراكز الخلايا المتفرّقة، وقتل رجلا أمن في تلك المواجهات قبل أن يسقط لسعد ساسي في الثالث من كانون الثاني (يناير) في مواجهة دامية في مدينة سليمان استمرت لساعات طويلة.   وانتهى ملف « مجموعة سليمان » ميدانيًا بسقوط أربعة عشر قتيلاً من الأمن والمسلحين، وانتقلت إلى أروقة القضاء بثلاثين متهمًا أغلبهم من الشباب موزعين على عدد من محافظات تونس الساحلية والداخلية. وفي الواحد والعشرين من شهر شباط (فبراير)، أسدل الستار على قضيّة لفّها الغموض وأثارت جدلاً تاريخيًّا في القضاء التونسيّ   (المصدر: موقع إيلاف (بريطانيا) بتاريخ 25 فيفري 2008)


قائد الحرس التونسي في الجزائر لبحث الشراكة بين البلدين تنسيق أمني جزائري تونسي في مكافحة الجريمة العابرة للحدود

 
يقوم المدير العام للحرس الوطني التونسي، عبد الرحمن الإمام، اليوم، بزيارة إلى الجزائر بدعوة من اللواء بوسطيلة أحمد، قائد الدرك الوطني لبحث التنسيق بين البلدين في مجال مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود في مقدمتها مكافحة الإرهاب والجرائم الاقتصادية من خلال عمل استعلاماتي متبادل حول رؤوس الإجرام وتحركاتهم وأساليبهم المتجددة.   وسبق زيارة المدير العام للحرس التونسي زيارة وفد جزائري إلى تونس ممثل عن قيادة الدرك الوطني لمدة عشرة أيام، تمهيدا للقاء اليوم بالعاصمة. وركز وفد خبراء قيادة الدرك على كل ما تعلق بمجالات التعاون الثنائي في مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود.   وسيتوج اللقاء، برأي مصادر على صلة بموضوع الشراكة، في حالة الاتفاق الكلي عن مقترحات الطرفين التونسي والجزائري، بوضع المحاور الكبرى لمجالات التعاون، خاصة ما تعلق بمكافحة شبكات الإجرام وفي مقدمتها مكافحة شبكات دعم وتمويل الإرهاب، تليها شبكات الجرائم الاقتصادية خاصة منها عصابات التهريب التي يقف وراءها أشخاص من جنسيات مختلفة.   وجاء في بيان قيادة الدرك حول زيارة المدير العام للحرس التونسي بأن اللقاء سيكلل بتسطير استراتيجية شراكة وتنسيق أمني بين البلدين، وتبادل للخبرات خاصة ما تعلق بمضاعفة الجهود من الطرفين على طول الشريط الحدودي بين البلدين لاسيما مكافحة التهريب الذي يضر باقتصاد الطرفين.   ومن بين ما يعمل الطرفان على تحقيقه هو جعل أساليب مكافحة الجرائم العابرة للحدود تتماشى والأشكال الجديدة لهذه الجرائم التي أصبح مدبّروها يتفنّنون في استحداث طرق ووسائل لتمويه وتضليل مصالح الأمن، مما أصبح يحتم مواكبة آليات مكافحة الإجرام بكل أشكاله.   ويطمح الطرف الجزائري، برأي مصادر  »الخبر »، إلى وضع استراتيجية مشتركة حيز التنفيذ بين البلدين خاصة في المجال الاستعلاماتي من خلال تبادل المعلومات الدقيقة حول تحركات شبكات الإجرام النشطة بين حدود البلدين. وسيمكن تبادل المعلومات على النحو المطروح، حسب نفس المصادر، من التضييق على شبكات الإجرام العابرة للحدود بما يمكن من إحباط محاولات التهريب وشل نشاط عصاباتها.   (المصدر: صحيفة « الخبر » (يومية – الجزائر) الصادرة يوم 25 فيفري 2008)


 

قائد الحرس التونسي يزور الجزائر لتعزيز التنسيق الأمني بين البلدين

تونس / 25 فبراير-شباط / يو بي أي: يبدأ عبد الرحمن الإمام المدير العام للحرس الوطني التونسي اليوم الإثنين زيارة رسمية إلى الجزائر تستغرق ثلاثة أيام تلبية لدعوة من نظيره الجزائري اللواء أحمد بوسطيلة. ولم تعلن السلطات التونسية عن هذه الزيارة ،فيما ذكرت قيادرة الدرك الجزائري في بيان وزعته أمس أن هذه الزيارة « ستسمح ببحث توحيد الجهود لمحاربة الجريمة خصوصا تلك العابرة للحدود التي تنمو على حساب إقتصاد البلدين ». وأضاف البيان أن المحادثات بين الجانبين التونسي والجزائري،ستتمحور أيضا حول « ضمان أمن الأشخاص والممتلكات،إلى جانب مناقشة التعاون العملى وتبادل الخبرات،حيث سيطلع مدير عام الحرس التونسي خلال هذه الزيارة على الوسائل الحديثة الخاصة بالتحقيقات القضائية التي يستخدمها المحققون الجزائريون ». ولاحظ مراقبون أن زيارة المسؤول الأمني التونسي إلى الجزائر تأتي في الوقت الذي تزايد فيه التنسيق الأمني بين البلدين لمواجهة الإرهاب عقب إعلان الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر مؤخرا، تغيير اسمها إلى  »تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ». كما تأتي هذه الزيارة أيضا بعد ثلاثة أيام من إعلان قيادة السلطات الأمنية الجزائرية عن مقتل خمسة مسلحين قرب الحدود التونسية الغربية ينتمون إلي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي،بينهم تونسي وثاني مغربي،وثالث لبناني. وكانت السلطات الأمنية الجزائرية قد أشارت أكثر من مرة إلى إعتقالها لعدد من التونسيين أثناء محاولتهم الإلتحاق بتنظيم « القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي »، كان آخرها إعتقال أربعة تونسيين كانوا ينشطون ضمن مجموعة مسلحة بالعاصمة الجزائرية. و في التاسع والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول الماضي،أعلن الجيش الجزائري عن مقتل 15 مسلحا قرب الحدود التونسية،تبين أن ثلاثة منهم يحملون الجنسية الليبية،إلى جانب تونسي.  

إرتفاع الإستثمارات الأجنبية في القطاع الصناعي التونسي بنسبة 47.7%

تونس / 25 فبراير-شباط / يو بي أي: أظهرت بيانات إحصائية تونسية أن الإستثمارات الأجنبية المباشرة في القطاع الصناعي التونسي، سجلت خلال العام الماضي إرتفاعاً بنسبة 47.7 %. ووفق لهذه البيانات التي نشرت اليوم الإثنين، فإن إجمالي حجم هذه الإستثمارات بلغ 428.2 مليون دينار (353.88 مليون دولار)، غالبيتها استثمارات فرنسية، وبريطانية وإيطالية. كما إرتفع حجم الإستثمارات العربية الموظفة في القطاع الصناعي التونسي بنسبة 15.01%، ليصل إجمالي قيمته إلى 123 مليون دينار(101.65 مليون دولار). وفي المقابل، بقي حجم الاستثمارات الأميركية في تونس عند مستويات متواضعة رغم تطوره العام الماضي بنسبة 187.5 %، حيث بلغت قيمته 10.35 ملايين دينار(8.55 مليون دولار). وكما تراجع حجم الإستثمارات التي إستقطبتها تونس من بقية دول العالم بنسبة 31.8%، حيث بلغت قيمته خلال العام الماضي 32.12 مليون دينار(26. .54 مليون دولار). يشار إلى أن إجمالي حجم الإستثمارات الأجنبية المباشرة في تونس ارتفع خلال العام الماضي بنسبة 35.7 % بالمقارنة مع النتائج المسجلة عام 2006،حيث وصلت قيمته إلى 2157.9 مليون دينار (1.783 مليار دولار) من دون إعتبار عائدات عمليات الخصخصة.


تتهم بتزكية سياسات النظام تونس: أحزاب « معارضة » ترفض بشدّة وصفها بالديكور وبالموالاة للنظام

 
تونس- خدمة قدس برس   عبّرت أحزاب معارضة تونسية عن رفض وصفها بالموالاة وبالديكور واعتبرت ذلك محاولة للفرز ونوعا من الاستبداد داخل المعارضة.   وجاءت ردود الأفعال هذه عقب تصريحات الأمين العام السابق في الحزب الديمقراطي التقدمي أحمد نجيب الشابي، عند إعلانه قبل أسبوع ترشحه للانتخابات الرئاسية، ووصفه الأحزاب الممثلة في البرلمان (عدا حزب التجديد الشيوعي) بالديكورية.   وقال الأمين العام للحزب الاجتماعي التحرري في تصريح صحفي إنّه يرفض هذه التصريحات التي تعبّر عن منطق « استبداد داخل المعارضة »، ومحاولة « إحداث سلطة موازية وهميّة ». ورفض ثابت وهو يساري محسوب سابقا على التيار التروسكي، والذي يمثل حزبه بنائب وحيد في البرلمان مصطلح الموالاة، مفضّلا استعمال كلمة الوفاق تعبيرا عن الحالة التونسية. وقال إنّ « مفهوم الوفاق ضرورة حيوية لإنجاح عملية التغيير السياسي ضمن معادلة تحفظ السيادة الوطنيّة ولا تجازف بالسلم الوطني »، مضيفا أنها تفسيرا إيجابيا للموالاة باعتبارها « تعني مشاركة الأحزاب في ائتلاف حكومي والاتفاق على برنامج مشترك ».   وجاء الردّ العنيف من حزب الخضر للتقدم في بيان إلي الرأي العام الوطني واستهدف فيه المرشح الرئاسي أحمد نجيب الشابي شخصيا، متهما إيّاه « بالدوران في كلّ الاتجاهات بحثا عن دعم وسند لمشروع قوامه الوهم والتخيّل والزعامة وبعيد عن واقع البلاد ومنشدّ إلى إيماءات من خارج حدود الوطن ». ووصف الحزب نفسه كمعارض وسطي يعمل بالتفاعل مع السلطة السياسية تثمينا للإنجازات والمكاسب ونقدا للأخطاء.   وبيّن هذا الردّ حجم التباين بين الأحزاب المعارضة في تونس فقد أكّد « ثقته في سلامة  المسار السياسي التعدّدي والديمقراطي في البلاد »، وأنّ « المعارضة الحقيقيّة ليست في رفع سقف مطالب الإصلاح السياسي إلى السماء ».   ويعد حزب الخضر للتقدم بزعامة منجي الخماسي ثاني حزب خضر في تونس وقد اعتبر مراقبون في تونس أنّ منحه الترخيص منذ سنتين جاء لقطع الطريق على حزب تونس الخضراء غير المرخص له. وكان منجي الخماسي وهو عضو بالبرلمان قد انشق عن الحزب الاجتماعي التحرري بعد حصوله على مقعد بالبرلمان سنة 2004.   أمّا حزب الوحدة الشعبية الممثل في البرلمان بأحد عشر مقعدا، فقد خيّر أن يصف نفسه بـ »الواقعية » على لسان هشام الحاجي عضو المكتب السياسي وقال في تصريح صحفي نشر اليوم الاثنين (25/2) إنّه أمام هيمنة الحزب الحاكم في تونس وخطر ما سماه « القوى الرجعية » فإنه يختار الحوار مع الحكم بالضمانات التي وعد بها رئيس الدولة، حسب تقديره.   وقد شارك حزب الوحدة الشعبية في الانتخابات الرئيسية لسنة 2004 وحصل أمينه العام محمد بوشيحة على 3,7 بالمائة من الأصوات.   وكانت أحزاب ممثلة في البرلمان قد اجتمعت منذ سنتين في تحالف سمّي باللقاء الديمقراطي جمع بين حركة الديمقراطيين الاشتراكيين والاتحاد الديمقراطي الوحدوي وحزب الوحدة الشعبية وحزب الخضر للتقدم. واعتبر مراقبون هذا التحالف- الذي يقول مؤسسوه إنّه نشأ لتقديم مقترحات لرئيس الدولة بمناسبة مرور 20 عاما على وصوله للحكم، جاء استجابة من « المعارضة الوفاقية » لرغبة السلطة في تونس في خلق جبهة معارضة موازية لـ »هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات » التي تجمع أحزابا قانونية وأخرى غير مرخص لها، وتعرف بانتقادها الشديد للحكومة التونسية خاصة في مجال الحريات وحقوق الإنسان.   (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 25 فيفري 2008)

عميد المحامين التونسيين: لقائي مع الرئيس بن علي حقق نتائج لصالح المحاماة

 
تونس ـ خدمة قدس برس   أشاد عميد المحامين التونسيين بنتائج اللقاء الذي جمعه بالرئيس زين العابدين بن علي، واعتبر ما نجم عنه من إصلاحات تمس قطاع المحاماة انجازا تاريخيا يتحقق لأول مرة في تاريخ المحاماة في تونس.   وأكد عميد المحامين التونسيين بشير الصيد في تصريحات خاصة لـ « قدس برس » أن الرئيس زين العابدين بن علي استقبله الأسبوع الماضي في سياق متابعة مطالب المحامين، وقال: « لقد التقيت بالرئيس زين العابدين بن علي في إطار مهماتي كعميد للمحامين، وكان موضوع اللقاء يتعلق بإصلاح أوضاع المحاماة في تونس، وكانت نتائجه مهمة للغاية، لا سيما وأن الرئيس زين العابدين بن علي أذن بعدد من الإصلاحات الأولى من نوعها في تاريخ المحامين في تونس، حيث أمر بالتأمين الصحي وضمان التقاعد، كما أمر أمر بتمليك نادي سكرة للهيئة الوطنية للمحامين، وتم توسيع عمل المحامين لدى محكمة التعقيب، كما تم الترفيع في منحة التسخير، وهذه انجازات مهمة سوف أستكملها برفع مذكرة شاملة حول قضايا المحاماة إلى الرئيس زين العابدين بن علي كما طلب مني ذلك ».   واعتبر الصيد أن ما تم إنجازه من نتائج أولية يمثل بارقة أمل في التأسيس لعلاقة قوامها الثقة المتبادلة بين المحامين والحكومة بما يعود بالنفع على المهنة وأصحابها، وقال: « لقد أسسنا علاقة بين الطرفين يسودها الاحترام المتبادل والحوار المثمر، وقد أثمرت المفاوضات نتائج مهمة، وهي أكبر نتائج في تاريخ المحاماة، وإن شاء الله سيستمر التفاوض والحوار خصوصا وأن ما تم إنجازه قد وطد الثقة بين الطرفين، وأزال كثيرا من الشكوك من أن التفاوض لا يمكنه أن ينجز شيئا »، على حد تعبيره.   ونفى عميد المحامين أن يكون حديثه عن انجازات عينية تتحقق لأول مرة في تاريخ المحاماة تحولا يخدم أغراضا سياسية للسلطة ولا يلبي مطالب المحامين، وقال: « أنا لا أخشى من أي اتهامات لي بأنني قد تنازلت عن مطلب من مطالب المحامين، فقد عملت من أجل تحقيق أهداف المحامين، والمطلوب مني أن أتفاوض وأتحاور من أجل هذه الأهداف، ولا يمكن لأي شخص كان في مهمتي أن يرفض الحوار، لا سيما وأنني أول عميد سابق أسس الأسلوب النقابي وقمنا في دورة سابقة بإضرابات واعتصامات ولكن أسبلوب التفاوض هو أيضا خيار مطروح، بل هو الخيار الأول، وعندما ترفض الجهات الرسمية التجاوب معنا عندها نلجأ إلى الوسائل النقابية، وأنا كعميد للمحامين متمسك باستقلاليتي وتوجهات الهيئة وأتصرف من منطلق أنني عميد للمحامين ولذلك أتحاور من أجل الدفاع عن حقوق هذا القطاع »، على حد تعبيره.   ورفض الصيد الربط بين التسوية التي تم التصل إليها بين عمادة المحامين والسلطة والتأسيس لنهج حواري يمكن من معالجة مطالب المهنة وبين الاستعدادات السياسية الجارية للانتخابات الرئاسية في تونس عام 2009، والتي بات من الواضح أنها من نصيب الرئيس الحالي زين العابدين بن علي، وقال: « نحن لا علاقة لنا بالقضايا السياسية، وأنا أتصرف من موقعي كعميد للمحامين وأتحرك من أجل الدفاع عن حقوق هؤلاء، ونحن مستقلون تماما عن كل نشاط سياسي، والاستقلالية هي شرط نجاحنا، إذ ينبغي على المحامي أن يكون محايدا ومستقلا »، على حد تعبيره.   وتشير مصادر مطلعة من هيئة المحامين التونسيين تحدثت لـ « قدس برس » وطلبت الاحتفاظ باسمها إلى أن حالة من الرضاء تسود قطاع المحاماة بسبب ما تم إنجازات وصفتها بـ « الكبيرة »، على الرغم مما أثاره بعض من المحامين المقربين من العميد بشير الصيد قبل أيام من أن دعوة جمعية القضاة وجمعية المحامين الشبان، وهما جمعيتان حول شرعيتهما خلاف كبير بين السلطة والمحامين، لحضور حفل افتتاح محاضرات التمرين.   (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 24 فيفري 2008)


شبكات السطو على البورتابل تكتسح وسائل النقل !

بقلم: هاني القادري   تنتصب شبكات السطو على الهاتف الجوال أو البورتابل في الحافلات والقطارات والمترو الخفيف وهناك من مستعملي البورتابل من تسأله فيجيب سرقوا لي البورتابل الأول وتعرضت لمحاولة سرقة البورتابل الثاني، وهذه الشبكات تتسلل إلى جيوب المواطن في خلسة وغفلة من الرقابة الأمنية وفي أوقات الذروة خاصة في آخر المساء بداية من الخامسة مساء إلى ما بعد السادسة وهي تنتصب على شكل مجموعات صغيرة تقسم الأدوار.. فعندما تصعد إلى الحافلة تجد أحدهم يريد إرباكك بشتى السبل والثاني يدخل يده إلى جيبك ليتكفل بدور السرقة، والثالث يتولى المراقبة. ففي ساحة برشلونة وفي المترو الخفيف تعرض أحدهم إلى السرقة ،وقبل أن يهم أحد أفراد هذه الشبكات بالنزول تفطن المواطن إلى عملية السرقة فقبض عليه من قميصه، وأخرج هاتفه الجوال عندها رجع بقية أفراد الشبكة لإنقاذ زميلهم من هذه الورطة وسدد أحدهم إلى هذا المواطن ضربة رأسية على مستوى الأنف ليكسره مما استوجب إجراء عملية، وبعد ركل وشتم تدخل أحد رجال الأمن ليقع اقتياد الجميع إلى مركز الشرطة وهنا يتضح أن المواطن الذي لا يخفي هاتفه الجوال في جيوب داخلية مؤمنة حتى لا يخسر هاتفه الجوال الذي ثمنه مائة دينار أو مائتي دينار أو أكثر،يتعرض للسرقة وفي ثوان قليلة، لأن هذه الشبكات لديها الحرفية العالية والسرعة المذهلة للنيل من جيوب المواطن الذي لا يمكنه استرجاع هاتفه بأي طريقة من الطرق.   (المصدر: صحيفة « الوحدة » (أسبوعية – تونس)، العدد 582 بتاريخ 23 فيفري 2008)


الاتحاد الأوروبي أهم مستثمر في تونس

تتأتى الاستثمارات الخارجية المباشرة المنجزة في القطاع الصناعي في تونس خاصة من الاتحاد الأوروبي حيث بلغت مساهمته 2ر428 مليون دينار بارتفاع بنسبة 7ر47 بالمائة . وتعتبر الاستثمارات الفرنسية فالبريطانية ثم الايطالية أهم المساهمات الأوروبية في هذا المجال . أما الاستثمارات العربية فقد بلغت 01ر15 مليون دينار (لتصل قيمتها الجملية الى 123 مليون دينار). وبقي التدفق المالي من القارة الأمريكية عند مستويات متواضعة رغم القفزة التي حققها والتي بلغت 5ر187 بالمائة (لتبلغ قيمتها الى 35ر10 مليون دينار). وحقق حجم الاستثمار المتأتي من بقية دول العالم 12ر32 مليون دينار أي بتراجع بنسبة 8ر31 بالمائة.   (المصدر: موقع « أخبار تونس » (رسمي – تونس) بتاريخ 25 فيفري 2008)


أخبار القضاء  

عودة الروح   عاشت المحاماة التونسية خلال المدة الاخيرة على وقع أحداث ستظل علامات مميزة في تاريخها والمقصود طبعا امضاء رئيس الدولة للأمر المتعلق بالتغطية الاجتماعية لفائدة المحامين بعد جلسات حوار وتفاوض بين الهيئة ووزارة العدل واستقباله عميد المحامين الاستاذ البشير الصيد والإعلان عن مبادرات رئاسية جديدة ستساهم في مزيد توسيع مجالات التدخل وخلق فرص عمل أمام المحامين وأدلى العميد بتصريحات عديدة وجه من خلالها شكر المحامين وامتنانهم إلى رئيس الدولة والجهود التي قامت بها وزارة العدل في هذا الشأن وما لاحظه كثيرون أن عودة العلاقات إلى مسارها العادي والطبيعي بين الهيئة والوزارة أسس لمرحلة جديدة أخرجت المحاماة من المتاهة التي أضاعت سنوات طويلة من عمر المحاماة وأهدرت فرصا للاصلاح وأدخلت مرحلة جديدة قوامها التشاور والحوار حتى تؤدي دورها كاملا في الدفاع عن حقوق المواطنين وحرياتهم باعتبارها أهم مكونات المجتمع المدني بل تكاد تكون القاطرة التي تجر بقية مكوناته وهي كذلك أبرز أجنحة العدالة ومرتكزاتها لتكريس دولة القانون.   فاجعة وتضامن   فجعت الاسرة القضائية بفقدان أحد أبنائها القاضي حمزة المبسوط الذي وافته المنية يوم السبت 16 فيفري الجاري إثر حادث مرور على مستوى مدينة المحرس حيث كان متوجها لإلقاء نظرة الوداع الاخير على جدته التي وافتها المنية فإذا به يلقى حتفه في حين أصيب أخاه طالب الحقوق بجروح بليغة استوجبت ابقاءه بقسم الانعاش الذي نقل إليه في حالة غيبوبة… والمرحوم كان يبلغ من العمر 27 سنة وحسب سنه فإنه يبدو أنه كان من الناجحين بامتياز إذ مرّ على التحاقه بالقضاء 3 سنوات لكن المنية لم تسعفه وقد هرع زملاؤه من محكمة قرمبالية فور علمهم بالحادث إلى مدينة بنقردان حيث مسقط رأس الضحية وحضروا موكب الدفن كما بادروا وعددهم يفوق الستين قاض بجمع التبرعات إلى عائلته التي نكبت في اثنين من أفرادها ولا يزال الثالث في حالة خطرة علما وأنه ينحدر من طبقة متوسطة حيث ينتمي والده إلى سلك التعليم تعازينا الحارة.   في التسلل؟!   وجدت المجموعة التي تحركت ضد عميد المحامين لاضعافه واستخدام ورقة «الفساد المالي» ضده نفسها في التسلل بعد النجاحات التي حققها والمكاسب التي أقرتها الدولة لفائدة المحامين مؤخرا وأصبحوا بمثابة الكيان الصغير المعزول في انتظار العثور على ورقات أخرى كما لوحظ أن بعض كبار المحامين ساءهم كثيرا أن تعود العلاقات بشكل طبيعي بين هياكل المهنة والوزارة.   ترشحات وانتماءات   بلغت الترشحات لعضوية الهيئة المديرة لجمعية المحامين الشبان إلى حد الآن 15 مترشحا وهم الأساتذة خالد الكربيتي وشوقي الحلفاوي ونزار صويلحي وضياء الدين مورو (نجل عبد الفتاح مورو) ومحسن السحباني والطاهر يحيى ولبنى معلى وعماد الطبويي وعبد الناصر عويني وعلاء بالنجمة ونور الدين الشارني وعماد الجلاصي وحبيب شلبي ومنذر الذيب وأكرم مرزوق ويحمل هؤلاء انتماءات يمينية ويسارية وقومية ولوحظ أن الاستاذ أكرم مرزوق المحامي التجمعي هو العضو الوحيد في الهيئة المديرة الحالية الذي جدد ترشحه عن جهة صفاقس وعلمنا أن الانخراطات في الجمعية لم تتجاوز الاربعمائة انخراط علما أن باب الترشح سيغلق اليوم على أن يبقى باب الانخراط مفتوحا إلى يوم 6 مارس المقبل أي قبيل الجلسة العامة المقررة لليوم الموالي.   ويتوقع العارفون أن يشهد اليوم الاثنين تهاطل الانخراطات بشكل جماعي وسيقدم خلاله المحامون التجمعيون ترشحاتهم علما أن بعض اعضاء الهيئة المديرة الحالية قرروا عدم تجديد ترشحهم للمدة الانتخابية المقبلة كما يتوقع أن يقدم المترشحون اليساريون واليمنيون والقوميون من الوجوه المعروفة مطالب الترشح في الساعات الاخيرة من اليوم.   ويتنبأ بعض الملاحظين والمتابعين أن تكون هذه الانتخابات مختلفة عن سابقتها بالنظر إلى نتائج انتخابات الهيئة والفروع التي تمت في جويلية من العام الماضي وحملت مفاجآت غير متوقعة أصابت الكثيرين بصدمة ما تزال آثارها حاضرة في الاذهان.   تعليل   سيصبح بإمكان المحامي الطعن في قرار التمديد في الاحتفاظ أو الايقاف التحفظي الذي لا يستند على تعليل قانوني سليم ومقبول بعد مصادقة مجلس النواب الاسبوع الماضي يقضي بوجوب تعليل قرارات التمديد في الايقاف والايقاف التحفظي حتى لا يكون التمديد آليا.   (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 25 فيفري 2008)  


 

جائزة السلام الدنماركية لصحفية تونسية

 

في السابع من شهر فبراير/شباط الجاري، منحت مؤسسة السلام الدنماركية (Fredsfonden) جائزتها المخصصة للسلام لعام 2008 للصحفية التونسية والناشطة في الدفاع عن حقوق الإنسان، سهام بن سدرين.   والسيدة سهام بن سدرين هي مؤسِّسة المجلس الوطني للحريات في تونس (1998) والناطقة بإسمه. ويعنى المجلس بالعمل ضد الفساد في النظام العدلي وضد قمع حرية المرأة وضد إستخدام التعذيب وملاحقة وسجن المعارضين السياسيين لنظام الرئيس التونسي زيد العابدين بن علي. وكتبت السيدة سهام بن سدرين على مدى مشوارها الصحفي الذي بدأته منذ أكثر من 20 سنة عن الإساءات التي تتعرض لها حقوق الإنسان في تونس وفي منطقة شمال أفريقيا عموما.   وتقول سوني سكاديغارد ثورسون، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة السلام الدنماركية: « السيدة سهام سديري مدافعة باسلة لا يفتّ لها عضد عن حقوق الإنسان وعن الديمقراطية وحرية التعبير. وهي من هذا النوع من الأشخاص الذي يكرهه كلّ الدكتاتوريين ويخشون من وجوده وسط رعاياهم، فهي لا تستطيع أن تلزم الصمت ولن تفعل ذلك، مع أنها تجافز بتبنيها مثل هذا الموقف، على العكس منّا نحن. إن السيدة بن سدرين لدليل حيّ على أن هناك كفاحا دائرا في العالم العربي أيضا في سبيل القيم التي يعبّر عنها إعلان الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ».   وتجدر الإشارة إلى أن إعلان الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يكمل عامه الستين هذه السنة.   وقد شاركت السيدة بن سدرين في تأسيس العديد من وسائل الإعلام المستقلة التي أغلقتها السلطات التونسية أو سدّتها. وتسعى السيدة بن سدرين حاليا إلى إنشاء إذاعة مستقلة في تونس، في الوقت الذي ما تزال فيه صحيفتها، الكلمة،  المنشورة على شبكة المعلومات الدولية « الإنترنت » تصدر من خارج تونس حتى يومنا هذا.   وينصّب قسم كبير من العمل الذي تؤديه السيدة سهام بن سدرين في الوقت الحاضر على إنشاء شبكات بين مختلف منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان في العالم العربي. وقد أطلقت، بين مبادرات أخرى، شبكة للدفاع عن حرية التعبير وحرية الصحافة في شمال أفريقيا. كما ألقت محاضرات على صحافيين عراقيين، وهي تشارك حاليا في شبكة عربية بالتعاون مع الفرع الإسكندينافي لنادي القلم الدولي (PEN) تهدف إلى إنشاء المزيد من مراكز هذا النادي الدولي في العالم العربي.   وتعيش السيدة سهام بن سدرين حاليا في تونس، ولكنها تجد نفسها مرغمة على قضاء جانب كبير من وقتها في الخارج لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي تتمكن بها من الوصول إلى وسائل الإعلام الحر ونشر معلومات عن الوضع في وطنها، ولأنها تعيش كذلك، شأنها شأن عائلتها وأصدقائها، تحت ضغوط ثقيلة الوطأة من طرف السلطات التونسية التي تسعى إلى سدّ الطريق أمام عملها عبر التهديدات والمضايقة والتضييق، وحتى الحبس.   وجدير بالذكر أن مؤسسة السلام الدنماركية (Fredsfonden) هي مؤسسة أهلية مستقلة يتركز هدفها في العمل من أجل السلام ونزع السلاح وحقوق الإنسان وطنيا وعالميا، وتأسست سنة 1981 على يد الزوجين الراحلين ليز ونييلس مونك بلوم.   وقد مُنحت جائزة السلام الدنماركية في 14 مناسبة، وتلقتها كيانات وشخصيات مثل: الصحافية الروسية آنا بوليتكوفسكاجا (سنة 2005)؛ مشروع « مدرسة كرة القدم واللهو المفتوحة » لتحقيق المصالحة بين شباب البوسنة والدنمارك (1999)؛ منظمة « Aprodeh » البيروفية المدافعة عن حقوق الإنسان (1997)؛ المنظمة من أجل بقاء الشعب الأوغوني « MOSOP » النيجيرية (1996)؛ منظمة « بلاك شاس » النسوية في جنوب أفريقيا (1995)؛ « دائرة بلغراد » وإذاعة بي-92 في يوغوسلافيا سابقا، مع الحملة الكراوتية المناوئة للحرب (1993)؛ بلدة بيت ساحور الفلسطينية قرب القدس التي أعلن مواطنوها عصيانا مدنيا واسعا؛ الخبير النووي الإسرائيلي موردخاي فانونو (1988) والكاتب والمناظر المجري جورج كونراد (1986).   وتبلغ قيمة جائزة السلام الدنماركية 50000 كرونة دنماركي.   للحصول على مزيد من المعلومات، يرجى الإتصال بمؤسسة السلام الدنماركية: المدير التنفيذي: السيدة ميل رود Ms. Mille Rode الهاتف: + 45 32 95 44 17 البريد الإلكتروني: fredsfonden@fredsfonden.dk   (المصدر: موقع شبكة الصحافة العربية بتاريخ 18 فيفري 2008) الرابط: http://www.arabpressnetwork.org/articlesv2.php?id=1902&lang=ar  


لكسبرسيون.. فجوة في المشهد الإعلامي التونسي

 

في بلد مثل تونس حيث لا تمنح السلطات رخص النشر إلا نادرا، ورفض حوالي 200 طلبا خلال السنوات الأخيرة، يشكل إطلاق مجلة جديدة حدثا في حد ذاته. تحمل المجلة الناطقة بالفرنسية « لكسبرسيون L’Expression » التي ظهرت في أكتوبر/تشرين الثاني المنصرم، الأمل في رؤية الأكشاك التونسية أكثر تنوعا في يوم من الأيام.   ويتمنى سامي غربال، الصحافي لدى المجلة الأسبوعية « جون أفريك » أن تكون هذه الجريدة الجديدة التي نشأت في « مجال إعلامي تونسي متصلب » بادرة خير. « تود هيأة تحرير « لكسبرسيون » أن تولي الأولوية إلى التحريات والتحقيقات. هذا رهان صعب لكن يستأهل الإشادة »، حسب تصريح سامي غربال إلى شبكة الصحافة العربية. ففي رأيه، ليس هناك بعد وضع وسط بين صحافة الموالاة والصحافة المنحطة في تونس. « وبالتالي هناك بالتأكيد مجال فارغ وإن نجحت مجلة « لكسبرسيون » في كسب رهانها فبإمكان المرء أن يتخيل آخرين يستغلون هذه الثغرة »، إختتم غربال حديثه.   تحدثت شبكة الصحافة العربية إلى رضا الكافي ، رئيس تحرير مجلة  « لكسبرسيون ». في هذا الحوار يسر لنا طموحاته والتحديات التي على المجلة الجديدة أن تواجهها.   شبكة الصحافة العربية: هل بإمكانكم أن تقدموا لنا مجلة « لكسبرسيون »؟ رضا الكافي: إنها مجلة أسبوعية ناطقة بالفرنسية تتكون من60 صفحة تنشرها شركة « ديفي ميديا، وهي شركة خاصة يديرها رؤوف شيخ روحه، وهو المدير العام لجريدة « الصباح »، أقدم وأعرق مجموعة صحافية في تونس. دار الصباح تنشر اليومية العربية « الصباح » منذ 1951 وجريدة يومية ناطقة بالفرنسية « لوتونLe Temps » منذ 1975. أترأس هيأة تحرير مجلة « لكسبرسيون » منذ إطلاقها يوم 19 أكتوبر/تشرين الثاني المنصرم. إلى حد اليوم، نطبع 10000 نسخة ويتكون القراء الذي نستهدفهم من النخبة المتحدثة بالفرنسية أي: المقاولون والأكاديميون والأطباء والمحامون والموظفون الكبار والفنانون…وهذا ما يفسر تواضع عدد النسخ المطبوعة، إذ أن هذا العدد يصل بالنسبة لجريدة يومية متواضعة إلى 20000 أو 80000 نسخة. إلى غاية الآن ل اتزال هيأة التحرير متواضعة من حيث العدد: حوالي عشرة صحافيين وفنيين. أما الجزء الأوفر من فريق التحرير فيتكون من كتاب مستقلين من بينهم صحافيون محترفون أو أكاديميون.   شبكة الصحافة العربية: ظهرت المجلة في أكتوبر. هل إستخلصتم أي محصلة؟ رضا الكافي: لاقينا ترحيبا هائلا من القراء.واستطعنا بسرعة أن نتميز عن غيرنا. مازلنا في حاجة إلى تعديل بعض الأمور على صعيد التوزيع. هناك في تونس حالات إحتكار وريع من الصعب التخلص منها لكننا نحاول قصارانا. بدأ المعلنون التجاريون في التوافد وكان الشهران الأولان عسيران لأن ميزانيات الشركات الكبرى المخصصة للدعاية كانت قد صرفت، لكن منذ مطلع يناير/كانون الثاني بدأت الأمور في التحسن. لقد وقعنا ثلاثة عقود كبرى مع القطاع الخاص، لكن مازالت شركات القطاع العام تتلكأ. يبدو أنها تنتظر الضوء الأخضر من الحكومة، والشيء نفسه ينطبق على الإشتراكات.   شبكة الصحافة العربية: تقدمون أنفسكم على أنكم جريدة تحقيقات، هل بإمكانكم أن تعطونا أمثلة عن تحقيقات نشرتموها؟ رضا الكافي: ننشر على الأقل تحقيقا صحافيا في كل عدد. أعطيكم بعض الأمثلة: الجانب المالي في رياضة كرة القدم ووسائط الإعلام والإرهاب وعرقلة الإصلاحات السياسية وحالة مرض الإيدز في البلد وإدمان الشباب على المخدرات والحقيقة بشأن يوم الخميس الأسود (الإضرابات الدامية في 26 يناير/كانون الثاني 1978) وانحرافات العدالة…إلخ.   شبكة الصحافة العربية: كيف يتغلب الصحافيون على مشكلة صعوبة التوصل إلى مصادر المعلومات؟ رضا الكافي: هذا يتوقف على قدرتهم على العمل في الميدان والحصول على المعلومات بطريقة ملتفة مع إيلاء الأفضلية إلى التواصل مع الجمهور عوض الإعتماد على المعلومات المؤسساتية.   شبكة الصحافة العربية: كيف تعملون في بلد تكمم فيه حرية التعبير؟ هل تضعون خطوطا حمراء لا تتجاوزونها؟ رضا الكافي: نتفادى الصراعات الشخصية والمطاحنات المباشرة. لن أستعمل عبارة خطوط حمراء بل مناهج عمل. لا نتحدث عن الأفراد بل نتطرق إلى المشاكل بمهنية وتوازن واعتدال وندمج الآراء المختلفة. نحن مجلة ناشئة ولا نود تخويف أي أحد.   شبكة الصحافة العربية: ما هي التحديات الأساسية التي عليكم مواجهتها؟ رضا الكافي: تحويل النجاح الحالي في المجال التحريري إلى نجاح تجاري في بلد يعتمد فيه المجال الصحافي كثيرا على مزاج السياسيين المتقلب. لم نربح الرهان بعد، والأمر ليس بالسهل.   شبكة الصحافة العربية: لماذا اخترتم النشر باللغة الفرنسية عوض اللغة العربية؟ رضا الكافي: لقد اخترنا اللغة الفرنسية من أجل تلبية الحاجة لدى القراء الناطقين باللغة الفرنسية أي تقديم مجلة أسبوعية محلية جيدة بالفرنسية ولها مستوى دولي. وبما أن الوضع الحالي للصحافة التونسية هو كما ترونه، كان هناك فراغ على هذا المستوى وقررنا ملأه. هذا ما أنجزناه بعد إصدار 17 عددا.   موقع الجريدة على الأنترنيت قيد الإنشاء.   (المصدر: موقع شبكة الصحافة العربية بتاريخ 20 فيفري 2008) الرابط: http://www.arabpressnetwork.org/articlesv2.php?id=1896&lang=ar

كلمة السبيل أونلاين بمناسبة اليوم العالمي للحجاب

الحجاب بين الشريعة والحرية الشخصية

السبيل أونلاين – تونس** – حماسنا

لقد أحدث الإسلام نهضة شاملة في صفوف الرجال والنساء منذ نزل الوحي وفجّر ثورة من أجل إعادة الاعتبار للإنسان في الحريّة و العدل والمساواة والكرامة و كان التكريم الإلهي للإنسان عامّة (رجلا أو امرأة).

وكانت مظاهر المساواة بين الرجل والمرأة كثيرة :

– المساواة في الخلق « هو الذي خلقكم من نفس واحدة« (الأعراف189) « وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة « (الأنعام98)
– المساواة في التكريم : » لقد كرمنا بني وآدم وحملناهم في البر والبحر « (الإسراء70) وذريّة آدم لا تختص بالرجال.
– المساواة في الاستخلاف و حمل الأمانة: » وما خلقت الجن والإنس إلاّ ليعبدون « (الذاريات 56) وقال عليه الصلاة والسلام: « النساء شقائق الرجال » والأصل في الخطاب الشرعي شموله للرجال والنساء إلاّ ما ثبت فيه اختصاص ما (1 ) .  » المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر » (التّوبة 71) وورد في التّرمذي أنّ أمّ عمارة قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلّم : ما أرى كل شيء إلاّ للرّجال وما أرى النّساء يذكرن بشيء فنزل قوله تعالى : »إنّ المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات … » (الأحزاب 35) ( 2) .
– المساواة في الجزاء: »لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض« (آل عمران 159) . وتصل المساواة إلى حدود النّبوّة عند بعض العلماء (3). وهذا دون نفي الخصوصيات وتنوّع الأدوار بين الرجل والمرأة.
و كان المجتمع العربي بدويّا وجاهليّا تسوده القيم القبليّة تعاني فيه المرأة كل أنواع التسلط والتعسف والحرمان من كل الحقوق وتعاني من التبخيس إلى حدّ الإحساس بالعار والهون عند ولادتها : » وإذا بشّر أحدهم بالأنثى ظلّ وجهه مسودّا وهو كظيم « (النحل 58 ).

– ولمّا اقتضى دور المرأة في الإسلام جديّة والتزاما ومشاركة

كان ارتداء الحجاب الشّرعي ضرورة لحفظ العلاقات بين الجنسين من الإغراء والابتذال . وبعد مراحل التّخلّف والتّردّي الحضاري والاستعمار وما خلّفه من مظاهر التّغريب والتّبعيّة والانحلال الأخلاقي ومشاريع الإلحاق الثقافي بالآخر بدأت الصحوة الإسلامية المباركة في بلورة مشروع النّهوض بالأمّة رجالا ونساء .

لقد مثل الحجاب في السنوات الأخيرة لحظة التزام رسالي وشكلا تعبد يا وصورة من صور الوعي الإسلامي في ارتباطه بالإسلام وانفصاله عن منطق المشروع التغريبي الداعي إلي ضرب مبدأ حرية الاختيار واحترام حق الاختلاف ومصادرة الحريات في فضاءات السياسة و التعبير و التفكير .
حجاب المرأة المسلمة: الجانب الشّرعي :
قال تعالي : » وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهنّ ويحفظن فروجهنّ ولا يبدين زينتهنّ إلاّ ما ظهر منها وليضربن بخمرهنّ علي جيوبهنّ ولا يبدين زينتهنّ إلاّ لبعولتهنّ أو آبائهنّ أو آباء بعولتهنّ أو أبنائهن أو أبناء بعولتهنّ أو إخوانهنّ أو بني إخوانهنّ أوبني أخواتهنّ أو نسائهنّ أو ما ملكت أيمانهنّ أو التّابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل اللذين لم يظهروا علي عورات النساء ولا يضربن بأرجلهنّ ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلي الله جميعا أيها المؤمنون لعلّكم تفلحون  » (النور-31) وفي تفسير » لا يبدين زينتهنّ إلا ما ظهر منها  » ذهب جمهور المفسرين أن الزينة الظاهرة هي الوجه والكفان .  » وليضربن بخمرهنّ علي جيوبهنّ  » أي يسترن الرؤوس والأعناق والصدر وقال الإمام الطاهر بن عاشور في تفسير هذه الآية معني( ما ظهر منها ) هو ما لا تستره المرأة وهو الوجه والكفّان والقدمان وبعد عرض بعض آراء المفسّرين قال : ( وعلي هذا فالزينة الظاهرة هي التي جعلها الله بحكم الفطرة بادية بحيث يكون سترها معطّلا الانتفاع بها أو مدخلا حرجا علي صاحبتها وذلك الوجه والكفان ) (4) واختلف الفقهاء في ستر القدمين وقال أبو حنيفة : لا يجب سترهما وللإمام مالك قولان . وقال المفسر الإمام ابن عاشور 🙁 أمّا ما يكون من محاسن المرأة ولم يكن عليها مشقّة في ستره فليس مماّ ظهر من الزّينة مثل النّحر والثّدي والعضد والمعصم ) كما أورد ابن عاشور في تفسيره ما روى مالك في الموطّإ عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال : « نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات لا يدخلن الجنّة« (5) وقال ابن عبد البرّ: أراد اللّواتي يلبسن من الثّياب الخفيفَ الذي يصف ولا يستر. وفي سماع ابن القاسم من « جامع العتبيّة » قال مالك :بلغني أنّ عمر بن الخطّاب نهى النّساء عن لبس القباطي وهي ثياب ضيّقة تلتصق بالجسم فتصف جسد المرأة وتبدي منه « تضاريسها » من بدانة أو نحافة وتبدي محاسنها الخفيّة (6) ويضيف ابن عاشور: « وجمهور الأيمّة على استثناء الوجه والكفّين في جميع الأحوال …ونهين (النّساء) عن التّساهل في الخمرة. والخمار تضعه المرأة على رأسها ليستر شعرها وجيدها وأذنيها وكان النّساء ربّما يسدلن الخمار إلى الظّهر فيبقى العنق والنّحر والأذنان غير مستورة فلذلك أمرن بقوله تعالى « وليضربن بخمرهنّ على جيوبهنّ » والضّرب تمكين الوضع والمعنى ليشددن وضع الخمر على الجيوب بحيث لا يظهر شيء من بشرة الجيد  » (7) ولمزيد التّأكيد يقول ابن عاشور « والباء في قوله ‘ بخمرهنّ ‘ لتأكيد اللّصوق مبالغة في إحكام وضع الخمار على الجيب زيادة على المبالغة المستفادة من فعل ‘يضربن’. والجيوب جمع جيب وهو طوق القميص ممّا يلي الرّقبة والمعنى ليضعن خمرهنّ على جيوب الأقمصة بحيث لا يبقى من منتهى الخمار ومبدإ الجيب ما يظهر من الجيد « (8) وورد في الموطّإ للإمام مالك أنّ حفصة بنت عبد الرّحمان دخلت على عائشة وعلى حفصة خمار رقيق فشقّته عائشة (أي مزّقته) وكستها خمارا كثيفا (9) وقال ابن العربي ووافقه ابن عاشور أنّ الزّينة تنقسم إلى قسمين : خلقيّة ومكتسبة فالخلقيّة معظم جسد المرأة وأمّا المكتسبة فهي ممّا لا يخلو عنه النّساء عرفا مثل الحليّ وتطريز الثّياب وتلوينها ومثل الكحل والخضاب بالحنّاء والسّواك (10) .

– وجاء في تفسير ابن جزي للزينة الظاهرة

: هو لابد من النظر إليه عند حركة المرأة أو إصلاح شأنها و شبه ذلك. فقال( إلاّ ما ظهر منها) يعني الثياب والوجه والكفين وهذا مذهب مالك وزاد أبو حنيفة القدمين.وفسّر قوله تعالى : (وليضربن بخمرهنّ علي جيوبهن ) الجيوب هي أطواق وسببها أن النساء كنّ في ذلك الزمان يلبسن ثيابا واسعات الجيوب يظهر منها صدورهنّ وكنّ إذا غطين رؤوسهن بالأخمرة يسدلنها من وراء ظهورهن فيبقي الصدر والعنق والأذنان لا ستر عليها فأمرهن الله بليّ الأخمرة علي الجيوب لستر جميع ذلك .(11) والظاهر أنه لم يكن من عرف أهل المدينة قبل الإسلام ارتداء الخمار أو النقاب قبل نزول هذه الآيات فقد روي عن عائشة أنها قالت : يرحم الله نساء المهاجرين الأول لمّا نزل « وليضربن بخمرهنّ على جيوبهنّ » شققن مروطهنّ فاختمرن بها

– فمن خلال ما تقدم من النصوص

وباعتماد آليات المنطق المتمثلة في الاستدلال والموضوعية والاحتكام إلي الحجج العلمية ومنهج فهم السياقات التاريخيّة (أسباب النزول )وبالرجوع إلي أحكام الشريعة ومقاصدها يتبين لنا بوضوح أن حكم الحجاب بمعنى ستر كل بدن المرأة ماعدا الوجه والكفّين والقدمين بلباس لا يشفّ ولا يصف ولا يبرز مفاتن المرأة ولا يظهر محاسنها هو الوجوب ، فالحجاب فرض علي كل مسلمة وليس مجرّد مسألة أخلاقية أو عرفيّة متروكة للوازع الذاتي أو الاجتهاد الشخصي أو العرف الاجتماعي بل نزل فيه تشريع إلزامي ورد به النصّ الصريح وهو عام لجميع المسلمات في مشارق الأرض ومغاربها ويكون بأي شكل \ أو تصميم بشرط مراعاة الضوابط الشرعية (جلباب –تنّورة jupe* * طاقم ثوب * ensemble * كساء *robe *فستان –سترة مع تنّورة *tailleur *) فهذه أشكال وتصاميم تختلف ولكنها تتّحد في المقصد الشرعي وهو الستر المقيد بنصوص الكتاب والسنّة وليس مجرّد قواعد عامة للحياء والحشمة فلا مجال فيه للاختلاف إلاّ من حيث الشكل واللون والتصميم والنوع بحسب كلّ مرحلة من الحضارة ونمط العيش وبحسب الأعراف التي تتغير من مرحلة إلي أخرى لدى الرجال والنساء علي حد سواء.

والقصد والنيّة لا يستقيمان إلاّ بالتّوافق والانسجام مع الأحكام التفصيليّة وما تقتضيه النصوص منطوقا أو مفهوما لأن الأحكام الواردة في النصوص تمثّل أرقى الوجوه وأقربها لتحقيق المقاصد الشرعية. والتخلّي عن المعاني الواردة في الألفاظ باسم المقاصد منهج خطير يؤدي إلي هدم كلّ الشريعة (12) .
الحريّة الشخصية وحقّ اختيار اللباس :
لا يوجد قانون يمنع ارتداء لباس ما إلاّ ما يخالف الآداب العامة ويمسّ من الحياء والأخلاق الحميدة ، فكل امرأة لها الحق في ارتداء الحجاب وهذا ما تضمنه الحريات الشخصيّة والقوانين الدولية وحقوق الإنسان . ومنع ارتداء الحجاب هو ضرب من ضروب مصادرة الحريات الشخصيّة وضرب لمبدإ حق الاختلاف وحرية الاختيار بل هو اقتحام صارخ وفجّ للفضاءات الحميمية للفرد ،إلي جانب ما يتضمنه من تعسّف في التأويل للنصوص والأشدّ من ذلك هو السّعي لفرض هذه القراءة الخاطئة علي الجميع تارة باسم التنوير والفهم المستنير للدين وتارة أخرى باسم الحداثة والعقلانية وأخيرا باعتماد مذهب الإمام مالك واجتهادات ابن عاشور ( الحوار مع وزير العدل التونسي في قناة المستقلة ) أو التمسك بمكاسب المرأة التونسية في إشارة مغرضة توحي بأن هذا الزيّ يهدد المرأة التونسية في مكاسبها .فهذا المنطق يكرس وصاية فكرية علي عقول النّاس إلي جانب كونه تعسّفا صارخا علي الحريات ومخالفة صريحة للكتاب والسنّة . فهذا الخطاب يندرج في إطار التصدّي لهذا المد الرّسالي وهذه الصحوة المباركة الرّافضة لكلّ أشكال التهميش والإقصاء مقابل نشر خطاب دينيّ رسميّ باهت ومغترب عن الواقع ينفّر من الدين أكثر مما يهدى إليه ويدعو إلي الحكام أكثر ممّا يدعو إلي الله ويمجّد السلطة أكثر ممّا يمجّد الله ربّ العالمين .
الدّلالات الحضاريّة للحجاب :
وبعيدا عن التفسيرات الموغلة في التعسف والإسقاطات لنظريات علم النفس التي تعتبر الحجاب مظهرا من مظاهر البدائية و نرجسية الفروقات « أو رفض الاختلاف أو مسايرة الموضة بهذه « الحيلة السوسيولوجية « التي تعتمدها الفقيرات لستر عورة الفقر لا عورة الجسد.
بعيدا عن كل هذه التفسيرات فإن اللباس أي حجاب المرأة المسلمة فرض شرعي عيني لا علاقة له بالغنى والفقر أو درجات الثقافة ومدارج العلم والمعرفة. والواقع يشهد بأنه لا يخضع لا إلي المنحدرات الاجتماعية ولا الجهوية ولا للتمايز الطبقي ولا للدرجات العلمية إنما هو التزام شخصي صادر عن تطبيق لحكم شرعي . وإلي جانب هذا فالحجاب له دلالات حضارية مشروعة نلخصها في النقاط التالية :

1 – الحجاب يرمز إلي العودة إلي الهوية الإسلاميّة

الضائعة بين تهميش الإسلام واختزاله في شعائر ميتة وطقوس لا روح فيها مع تكريس خطاب ديني باهت ومحنط ومنفر ومغترب عن واقع الناس وهمومهم ولا يملك من عناصر الاستمرار غير الولاء للسلطة …وبين محاولات إفراغ الهوية من مضمونها العربي الإسلامي مما يكرس الفراغ والتهجين وعدم الإحساس بالانتماء لدي الشباب وتقديم بديل فضفاض وهجين يعود إلي أعماق تاريخية بعيدة

2 – الحجاب يمثل الردّ الطبيعي علي « التطرف العلماني بتونس

 » ويرمز للقطيعة مع مشاريع التغريب السابغة عليها حلل الإصلاح والتنوير والحداثة والعقلانية حتى غدت درجات العقلانية والتقدم تقاس بقدر التقدم من مفاهيم الغرب وقيمة وتقليص دور الإسلام في التاريخ والحياة والواقع .

3 – الحجاب يمثل الردّ الإسلامي علي ظلم النظام العالمي الجديد

وشراسة العولمة ومركزية الثقافة الغربية عامة والأمريكية منها خاصة وما تملكه من قوة التكنولوجيا والإشهار ووسائل الاتصال والاقتصاد لا بما تحمله من قيم المعرفة والحق والعدل والجمال. وكل مسلم ومسلمة يلاحظ بمرارة ما يمثله الغرب من انحياز ضّد المسلمين واستباحة لدمائهم وأوطانهم وأعراضهم في العراق وفلسطين وأفغانستان ولبنان، وما يظهره قولا وفعلا من عداء للإسلام ثقافة وحضارة ودينا و ما تشنه من حملات لتدمير الثقافة الإسلامية والثقافات الأخرى وما تسعى إليه من تنميط ونفوذ وهيمنة ،فالحجاب احتجاج مشروع ضدّ فلسفة العولمة وسياستها من نشر نمطية تبدأ بأدوات المعرفة وتمرّ بمظاهر السلوك لتنتهي إلي سلّم القيّم متلبّسة بلبوس الثقافة الكونيّة.

خاتمـــــــة:
وفي الأخير فالحجاب هو ارتقاء في درجات السموّ الأخلاقي والإنساني ضد مفهوم المرأة الجسد و المرأة الفتنة والمرأة الإثارة ، فارتداء الحجاب هو الذي يرفع المرأة إلى اعتبارها كائنا إنسانيا لا سلعة معروضة أو شيئا من الأشياء التي تزوّق وتعرض للاستهلاك.
والحجاب – أوّلا وأخيرا – هو فرض شرعيّ وواجب ديني بصرف النظر عن دلالته الحضارية، فهو حكم يجب الامتثال له كسائر أحكام الشريعة الإسلامية بصرف النظر عن مدى فهمها لدلالته و مقاصده . وعلي كل امرأة مسلمة متمسكة بدينها وتسعى إلي مرضاة ربّها أن تستحضر قول رسول الله صلّى الله عليه وسلم « يأتي زمان الصّابر فيه علي دينه كالقابض علي الجمر  » (13) .
والله الهادي إلى سواء السبيل
** السبيل أونلاين نت
———————————————————
الهوامش :
(1) ابن عاشور مقاصد الشّريعة الإسلاميّة ص96 .
(2) رواه الترمذي .
(3) ابن عاشور تفسير التّحرير والتّنوير ج3 ص244 .
القرطبي الجامع لأحكام القرآن ج 4 ص83-84 .
ابن حزم الفصل في الملل و الأهواء والنحل م3 ص17-18-19 .
(4) ابن عاشور ، نفس المصدر ، ج 18 ص 207 .
(5) مسلم /الصحيح ، حديث رقم 5601 ص817 .والإمام مالك /الموطأ برواية يحيى الليثي ، دار صادر ، بيروت 2004ص 416 .
(6) ابن عاشور/ التحرير والتنوير ج18ص207 .
(7) ابن عاشور/ التحرير والتنوير ج18 ص208 .
(8) نفس المصدر .
(9) الإمام مالك /الموطأ ص416 .
(10) ابن عاشور / ن .م. ج18 ص20 .
(11) ابن جزي محمد بن أحمد / التفسير ، دار الكتاب العربي ، بيروت 83 .
ص 471 .
(12) الشاطبي أبو إسحاق / الموافقات في أصول الشريعة –ج 2 ص283 .
(13) رواه الترمذي .
 
المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 25 فيفري 2008


على هامش احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 

الجمهور السوري يحتفي بالموسيقار التونسي أنور براهم

    

 
أحيا الموسيقار التونسي أنور براهم حفلا مساء الجمعة في دار الأوبرا السورية، وذلك في إطار احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية للعام 2008.   وعزف براهم على العود مقطوعات ألبومه الأحدث « ليلة سحر » الصادر عام 2006، بمشاركة جان لوي ماتينيه على الأكورديون وفرانسوا كوتورييه على البيانو.   وعبر عازف العود الشهير الذي سيحيي حفلا آخر مساء السبت عن سعادته باستقبال الجمهور له قائلا « كنت سعيدا بالجمهور الذي كان يصغي ويركز ».   وعن إقامته الحفل في إطار احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008، قال « نعرف أن التظاهرة هامة ولها طابع رسمي نوعا ما، كنت متخوفا أن يكون الجمهور رسميا جدا، أحسست بذلك، لكن كان هناك أيضا جمهور حقيقي ومهتم، وهو الذي يهمني بالدرجة الأولى ».   وبدت حرارة اللقاء ببراهم جلية من خلال التصفيق الحار الذي قابله به الجمهور عندما اعتلى مع زميليه العازفين الخشبة، وكذلك من هتافات الإعجاب بعد انتهاء عزف بعض المقطوعات.   ويعرف الجمهور السوري أنور براهم جيدا من خلال أسطواناته الواسعة الانتشار في سوريا، لا سيما ألبوم « خطوة القط الأسود » الذي أصدره عام 2002 ولقي ترحيبا عريضا من النقاد والجمهور.   بيد أن براهم لم يعزف في دمشق إلا مقطوعات ألبوم « رحلة سحر »، وله وجهة نظر في ذلك، إذ يقول « نحن لا نعمل بطريقة عشوائية، نحن ننجز عملا ونسجله على أسطوانة ثم نقدمه لفترة ما في جولات حتى يأتي عمل آخر، وليس لدينا قائمة لكل جمهور وماذا يعجبه ».   حوار شخصي   وعن العناوين التي تطلق على مشروعه الموسيقي مثل « حوار الشرق والغرب » قال « لا أحبذ هذه التسمية لأنه ليس لها أي معنى فني، هذا كلام فارغ، الإنسان يتحاور أولا مع نفسه وتناقضاته، عملي هو حوار شخصي مع المادة الموسيقية ».   وبشأن الواقع الموسيقي العربي الراهن قال « أهم شيء هو النزاهة إزاء العمل الموسيقي وهذا ربما ما ينقص الفن الموسيقي العربي، فرغم كل الطاقات والمواهب الموجودة فإنهم يتجهون إلى ما يعتقدونه تجاريا أكثر ويعجب الجمهور أكثر ».   يذكر أن أنور براهم هو من مواليد 1957 في حي حلفاوين في العاصمة تونس، وقد درس آلة العود على يدي المعلم الكبير علي السريتي وتخرج في المعهد العالي للموسيقى في تونس، وألف العديد من موسيقى الأفلام السينمائية التونسية.   وشكل لقاء براهم بالمنتج مانفريد أيشر، صاحب شركة « أي.سي.أم » العريقة للتسجيلات، فاتحة تعاون مثمر ومديد بينهما، إذ أصدر ثمانية ألبومات أكسبته شهرة عالمية منها إضافة إلى « خطوة القط الأسود، برزخ، حكاية الحب العجيب، مدار، خمسة وثمار ».   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 23 فيفري  2008 نقلا عن وكالة الصحافة الفرنسية أ. ف. ب)

أسبوع الفيلم الإيراني بتونس من 29 فيفري إلى 6 مارس 2008

 
في إطار التبادل الثقافي التونسي الإيراني تنظم اللجنة الثقافية الوطنية بالتعاون مع سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية أسبوع الفيلم الإيراني بتونس من 29 فيفري إلى 6 مارس 2008 بدار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة وذلك تحت إشراف وزارة الثقافة والمحافظة على التراث .   وتمكن هذه التظاهرة الجمهور من الاطلاع على مميزات الإنتاج السينمائي الإيراني من خلال عرض 7 أفلام طويلة ناطقة باللغة الفارسية ومعنونة باللغة العربية وتتناول مواضيع ذات صبغة اجتماعية ورومانسية إلى جانب أفلام بوليسية .   ويفتتح الأسبوع السينمائي يوم الجمعة 29 فيفري بعرض فيلم «القبطان خورشيد» للمخرج ناصر تقوائي في حين تختتم التظاهرة يوم 6 مارس بفيلم «المسافرون» إخراج بهرام بيضائي.   كما تتاح الفرصة للمولعين بالفن السابع لمتابعة خمسة أفلام أخرى لنخبة من ابرز المخرجين الإيرانيين فضلا عن مخرجين شبان وهذه الأفلام هي «القتل على الخط» لمسعود اب برور و »مقهى ترانزيت  » لكامبوزيا برتوى و »حياة » لغلام رضا رمضاني و »سارة » لداريوش مهرجوئي و »الشمس تشرق على الجميع سواسية » لعباس رافعي.   يذكر أن جميع عروض هذه الأفلام تنطلق في الساعة السادسة والنصف مساء.   (المصدر: موقع « أخبار تونس » (رسمي – تونس) بتاريخ 25 فيفري 2008)

عبد اللطيف كشيش «قيصر» السينما الفرنسيّة وتونس تحتفي بـ«أسرار الكسكس»

عبد الحليم المسعودي – تونس   السينمائي التونسي عبد اللطيف كشيش بات معتاداً على جوائز «سيزار» السينمائيّة، وهي المعادل الفرنسي لـ«الأوسكار» إذا جازت المقارنة. وها هو يطلّ للمرّة الثانية متوّجاً في باريس، من على أرفع محافل تكريم السينما الفرنسيّة. فبعدما حصد شريطه الثاني «المراوغة» ثلاث جوائز «سيزار» عام 2003، ها هو المخرج المهاجر الذي أثار فيلمه «أسرار الكسكس» La Graine et le Mulet اهتماماً عالمياً واسعاً، يفوز عن العمل المذكور بـ«جائزة أفضل فيلم» في حفلة توزيع جوائز الـ«سيزار» لهذا العام التي أعلنت أول من أمس.   يُعدّ عبد اللطيف كشيش (1960) من أهم المخرجين المغاربة الذين شقّوا طريقهم على الساحة السينمائية الفرنسية. لفت الأنظار للمرّة الأولى عام 2000، خلال «مهرجان البندقية/ فينيسيا السينمائي» الذي خصّ باكورته «خطأ فولتير» بجائزة «الأسد الذهبي» الخاص بالفيلم الأول. وبينما تتوالى مقالات الاحتفاء بالفيلم في باريس بعد الـ«سيزار»، يتدافع الجمهور التونسي على قاعة «أفريكا آرت» في العاصمة التونسيّة لمشاهدة الفيلم. فالصالة الوحيدة التي برمجت الفيلم هناك، أرادت أن تحتفي بتجربة تونسيّة بالأساس… علماً بأنّ وزارة الثقافة التونسية كانت رفضت تمويل «خطأ فولتير» بحجّة أنّه «لا يتحدث عن تونس».   يمكن أن نطلق على «أسرار الكسكس» صفة سينما السيرة الذاتية، أو الأوتوبيوغرافيا العائلية وقد أراده المخرج تحيةً إلى والده المهاجر الذي كانت حياته شبيهة بحياة البطل الرئيسي في الفيلم. يروي الشريط قصة السيد سليمان (حبيب بفارس) المهاجر الذي يعمل في ميناء فرنسي مطلّ على المتوسط. بعد ثلاثين عاماً من الخدمة، يُحال على التقاعد، فيقرر إطلاق مطعم خاصّ بطبق الكسكس بالسمك، ويختار مكانه على سفينة قديمة في الميناء.   وعلى رغم موارده المادّية الشحيحة، وصحته العليلة، وحياته العائلية المضطربة كونه مطلّقاً ولديه عشيقة مهاجرة تدير فندقاً رخيصاً، يواصل السيد سليمان نضاله وتمسكّه بعائلته وأولاده اللذين يتجسّدان في علاقته بسمك البوري ــــ وهو رمز الفأل الحسن في الثقافة الشعبية التونسية ــــ إذ يصرّ على شراء البوري ويجعل عائلته تتحلّق حول طبقه الشهي. وهي الطريقة التي اختارها المخرج ليطلعنا على طبيعة العلاقات المتشابكة بين أفرادها، فنكتشف بمناسبة غداء عائلي تتم فيه دعوة كل أفراد العائلة الموسعة للسيد سليمان حجم الرابط العائلي وانفصامه معاً. وحين يعلن بطلنا مشروعه الاستثماري، يهب الجميع لمساعدته.   مغامرة سليمان تبلغ ذروتها ليلة افتتاح المطعم، حين تكتشف ابنته أنّها نسيت القدر الذي يحوي الكسكس (سميد مستخلص من طحين القمح أو الذرة) في صندوق السيارة. لكن تلك السيارة اختفت الآن، إذ غادر بها الابن لمواعدة عشيقته الفرنسية، زوجة أحد المسؤولين المحلّيين المدعوّين إلى حفلة الافتتاح.   أمام هذا المأزق، تتعاضد العائلة لارتجال حلول لكسب الوقت. يركب سليمان دراجته بحثاً عن ابنه لاسترجاع قدر الكسكس، لكن زمرة من زعران الحيّ تسرق الدرّاجة، وينهمك الرجل في مطاردتهم حتى يسقط مغمياً عليه. في تلك الأثناء، ترتجل ابنة عشيقة سليمان وسيلة لإلهاء ضيوف حفلة الافتتاح من «علية القوم»، إذ تقدّم لهم وصلة رقص شرقي ملؤها الإغراء. وفي اللحظة التي يسقط فيها سليمان مغمياً عليه في الشارع، تعود عشيقته بقدر من الكسكس الجديد لإنقاذ الموقف، لكنّنا لا نعرف مصير السيد سليمان بعد سقطته…   هكذا، يكمل المخرج حكايته في جو يتنقّل بين اليأس والأمل، ليحكي بشاعريّة وخفّة معاناة المهاجرين العرب إلى فرنسا، في مواجهة التهميش والعنصريّة المبطّنة… ويصوّر تلك الطاقة الحيّة لدى أبطاله على رفض الاستسلام، إذ يجدون أنفسهم ككل مرّة مضطرّين لارتجال الحلول وذلك منذ وصول الأجيال الأولى إلى أرض الغربة.   «أسرار الكسكس»، حمله كشيش على بلاغة وأسلوب التصوير التسجيلي، كطريقة لشد الانتباه إلى الحياة اليومية المزدحمة بالتفاصيل لهذه العائلة المهاجرة. الكاميرا تنتقل من مشهد إلى آخر، تحبك الأحداث بتلقائية، من دون اللجوء كثيراً إلى عملية التركيب التقليدية. وهو ما يقرّب الشريط إلى ما يسمى «جماليّة أسلوب الهواة» (استيتيكا أماتورا)، حيث طريقة التصوير المرتبكة والتلقائية جزء أساسي من بلاغة المشهد السينمائي.   عبر هذا الأسلوب المراوغ، نجح كشيش بأن يفلت من الرتابة والافتعال… كما كسر الاكزوتيكية التي نجدها في سينما الجنوب التي تغازل المتلقي الأجنبي بكليشيهات جاهزة، وجعل من شريطه مجالاً لتشريح الواقع الاجتماعي والسياسي الذي تعيشه العائلات المهاجرة، خارج النزعة الاستعطافية. ولعل أهم ما يمكن أن نقف عنده هو صورة المرأة المغاربية وصلابتها، كأن الفيلم هو تحية لهذه المرأة التي غابت كثيراً في الحديث عن قضايا الهجرة.   (المصدر: صحيفة « الأخبار » (يومية – بيروت) الصادرة يوم 25 فيفري 2008)

« النجم فريق من أفريقيا » أول فيلم يلخص تاريخ نادي كرة قدم تونسي

 

تونس (رويترز) – ذكريات مريرة وهزائم وانكسارات وانتصارات وأمجاد وبطولات .. هكذا ترواحت مسيرة نادي النجم الساحلي التونسي لكرة القدم على مدار 83 عاما كما صورها السينمائي مختار العجيمي في أول فيلم وثائقي عن كرة القدم في تونس. وبدأت قاعات السينما بتونس هذا الأسبوع في عرض فيلم « النجم فريق من أفريقيا » وهو أول فيلم وثائقي عن كرة القدم أراده المخرج وثيقة تعرف من خلالها الاجيال الحالية تاريخ أحد أعرق وأشهر أندية الكرة في البلاد. وبدأ الفليم بمرحلة تأسيس النجم الساحلي والمراحل التي مر بها الفريق والصعوبات التي تعرض لها في فترات كانت تونس فيها مستعمرة من قبل فرنسا. وتضمن الفيلم شهادات لعدد من لاعبي ومسؤولي النجم عاشوا فترات مختلفة من تاريخ النجم من أبرزهم الرئيس السابق للنجم عثمان جنيح وعبد المجيد الشتالي وحامد القروي الوزير الاول (رئيس الوزراء) الاسبق وعبد السلام عظومة ومحسن حباشة وزبير بية. وقدم الفيلم أيضا شهادة لحسن الريغي وهو أحد مؤسسي النجم الذي توفي منذ عامين تحدث فيها عن ظروف نشأة النجم. وتأسس النجم عام 1925 وبرز منذ تأسيسه مع الترجي والنادي الافريقي والنادي الصفاقسي. وأصبح النجم الساحلي في السنوات العشر الاخيرة من بين أشهر فرق كرة القدم في افريقيا حيث حصد عدة القاب من بينها كأس رابطة الابطال وكأس الكؤوس الافريقية وكأس الاتحاد الافريقي وكأس السوبر الافريقية اضافة الى انه الفريق التونسي الوحيد الذي شارك في كأس العالم للاندية. وقال مختار العجيمي مخرج الفيلم في عرض خاص للصحفيين « فكرة الفليم راودتني منذ أكثر من اربعة اعوام وحظيت بموافقة رئيس النجم السابق عثمان جنيح لنترك للاجيال المقبلة وثيقة هامة تعرفهم بتاريخ ناديهم. » وأضاف العجيمي انه كان ينوي الانتهاء من الفيلم العام الماضي لتسويقه لكن معز ادريس رئيس النجم طلب منه ان يؤجل ذلك « لانه/ادريس/ كان متأكدا ان النجم سيحرز لقب رابطة الابطال الافريقية ويريد ان يكون هذا الانجاز ضمن الفيلم. » وقال انه عانى من العديد من الصعاب اثناء توثيق مسيرة النجم خصوصا في التنقلات الى افريقيا مع النجم حيث قال « اذكر ان تم تهشيم الكاميرا والاعتداء على المصور في نيجيريا عندما كان النجم يلعب امام انيمبا النيجيري في نهائي دوري الابطال الافريقي عام 2004. » وتعرض المخرج الى عدة محطات خلال الفيلم لكن سلط الضوء بشكل لافت على بداية الستينات حين قرر الرئيس التونسي انذاك الحبيب بورقيبة حل الفريق في 20 مارس اذار 1961 بسبب شغب جماهيره. لكن أغلب لاعبي النجم انضموا انذاك الى فريق الملعب السوسي وهو فريق في سوسة ايضا تمكن من الوصول الى الدور النهائي للكأس وفازوا بها. وبعد ذلك طلب مسؤول الفريق مقابلة بورقيبة ونجحت خطتهم حيث تم رفع الحظر عن النجم ليعود من جديد الى رحلة اخرى مليئة بالنجاحات. وشهدت تلك المرحلة عدة القاب قبل ان يعود للانكسارات من جديد عام 1992 حين اوشك الفريق على الهبوط للدرجة الثانية لاول مرة في تاريخه. وجاءت نهاية الفيلم التي تشير الى السنوات العشر المنقضية مشرقة حيث ركز العجيمي على المكانة المتميزة للنجم الذي اصبح منافسا عتيدا على الالقاب المحلية والقارية. وانتهى الفيلم بتصوير مشاركة النجم في بطولة العالم للاندية باليايان العام الماضي وتأهله للدور قبل النهائي. وأحرز فريق النجم طيلة مسيرته التي بدأت منذ 83 عاما تسعة القاب بالدوري المحلي وسبعة كؤوس محلية اضافة الى تسعة القاب افريقية.   من طارق عمارة   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 25 فيفري 2008)

تونس تكرم رائد المسرح علي بن عياد

 

تونس (رويترز) – يشارك فنانون ومسرحيون تونسيون في احياء الذكرى السادسة والثلاثين لوفاة رائد المسرح التونسي علي بن عياد المقام بضاحية حمام الشط الواقعة جنوبي العاصمة. ويعتبر بن عياد الذي ولد عام 1930 وتوفي في 1972 أحد أبرز المسرحيين التونسيين تمثيلا واخراجا. وطيلة مسيرته استطاع أن ينتزع اعجاب المشاهدين في تونس وخارجها من خلال ابداعاته في السينما والتلفزيون أيضا. وأقامت مندوبية الثقافة في بنعروس وهي الجهة المنظمة للمهرجان الذي افتتح يوم السبت الماضي ويستمر حتى 29 من الشهر الحالي معرضا وثائقيا حول المسرحيات المترجمة. وقدمت خلال الافتتاح مسرحية « تح بح » للمخرج التونسي عبد المجيد الاكحل التي تحكي هموم العائلة اليوم. كما اقيم عرض موسيقي قدمت خلاله معزوفات غربية كلاسيكية. ويكرم المهرجان هذا العام بعض المسرحيين من بينهم دليلة المفتاحي ومحسن الزعزاع ومحمد بن عثمان. واشتهر علي بن عياد بعدة أعمال مسرحية من بينها « كلو من عيشوشة » (1960) و »مدرسة النساء » (1963) و »لعبة كاركوز » عام 1971 اضافة لمشاركته في عدة افلام من بينها فيلم « الحب الضائع » وهو انتاج تونسي مصري. ويعرض خلال مهرجان علي بن عياد الذي عرف بمقولته الشهيرة « المسرح معبد بالنسبة لي » عدة مسرحيات من بينها « جمر ورماد » و »حرف الياجور ». وتعقد على هامش المهرجان ورش حول تقنيات الإنارة في المسرح إضافة لندوات فكرية حول « الهيكلة والتنظيم في المهن الدرامية ».   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 25 فيفري 2008)

امتحان 2009 يبدأ الآن…

 
بقلم مولدي الرياحي           ما من شكّ أنّ انتخابات 2009 ستمثل امتحانا حقيقيا للسلطة والمعارضة على السواء بعد كلّ المناسبات الانتخابية المهدورة التي عرفتها بلادنا منذ الإعلان عن الجمهورية سنة 1957 إلى الآن والتي فقدت معها العملية الانتخابية عندنا كلّ مصداقيّة وولّدت لدى المواطن خيبة وإحباطا لا مثيل لهما. وهذا الامتحان سيكون حاسما يأتمّ معنى الكلمة لأنّ التغيير السياسي الذي رفعت السلطة شعاره منذ إعلان 7 نوفمبر 1987 لم يعد يحتمل مزيدا من الإرجاء والتسويف ومزيدا من الالتفاف عليه بشتّى عملّيات الترميق « واستنباط  » القوانين الانتخابية الانتقالية، والتي لم تعد تقنع أحدا – في الداخل  كما في الخارج – بجديّة المسار الديمقراطّي في بلادنا. وهو امتحان سيكون حاسما كذلك بالنسبة إلى المعارضة لأنّه سيكشف عن مدى قدرتها على توحيد مواقفها وتحرّكاتها من أجل الدفع إلى تحقيق الإصلاح السياسي الضروري ومن أجل إحداث تغيير مؤثر في موازين القوى على الساحة. وهو امتحان سيكون حاسما أيضا لأنّه لا أحد يستطيع أن يتكهّن اليوم بما ستكون عليه أوضاع بلادنا في المستقبل إذا ما آلت الانتخابات القادمة إلى فشل جديد للممارسة الديمقراطية بإحداث خيبة أمل أخرى في النفوس لا يمكن أن نتكهّن اليوم بمختلف عواقبها.      وبناء على هذه الرؤية دعا مجلس الإطارات الذي عقده التكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريات يوم الأحد 6 جانفي 2008 إلى أن تكون 2008  » سنة الحوار الوطني بين السلطة وأحزاب المعارضة وسائر مكونات المجتمع المدني من أجل وضع أسس الإصلاح السياسي المنشود ومتطلباته الدستورية والعمليّة والتي من شأنها أن توفّر الأرضية الضرورية حتّى تكون سنة 2009 موعدا انتخابيا حقيقيا تجري فيه انتخابات حرّة نزيهة وشفافّة تقطع مع سابقاتها وتعيد الأمل للنفوس وترسي لنخوة وطنيّة دائمة الجذوة وضامنة للرقيّ والاستقرار  »      وإذ  » أكدّ هذا البيان على أهميّة العمل المشترك الذي انخرط فيه التكتل الديمقراطي سواء في إطار هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحرّيات أو في إطار التنسيق مع حركة التجديد « ، فقد أكدّ كذلك  » على عدم اتخاذ مواقف متسرّعة من انتخابات 2009 …وعلى  » أنّ الأولويّة اليوم هي الحفاظ على وحدة الصف ودفع فكر العمل المشترك  »      إنّ العمل المشترك بدأ يؤتي ثماره الأولى ومن الضروري أن يتواصل بثبات من أجل وضع  » الأرضية الديمقراطية المشتركة  » بين فصائل المعارضة الديمقراطية فلماذا يقع الحديث عن هذه  » الأرضية  » كما لو كانت شيئا قائم الذات بعدُ، وتتمّ على ضوء ذلك دعوة الشخصيات السياسية التي  » تأنس في نفسها الكفاءة للمنافسة على رئاسة 2009  » أن تتقدّم للترشح من الآن، ويتمّ الإعلان عن مساندة تلك الترشحات ؟!      إنّ امتحان 2009 يبدأ الآن، وإنّه لمن المشروع أن يعلن هذا الفصيل أو ذاك في المعارضة الديمقراطية عن موقف من الانتخابات القادمة أو يعلن عن تقديم مرشّح لها، أو أن تعلن هذه اللجنة أو تلك عن مساندة هذا الترشح أو ذاك، ولكنّ الرهان الحقيقيّ يبقى أن نعرف كيف نعمل جميعا بحنكة ودون لأْي على تحويل موعد انتخابات 2009 إلى نقلة نوعيّة في الحياة السياسيّة ببلادنا تدخل بها الحياة الوطنيّة منعرجا جديدا وتضع حدّا للانتكاسات السياسيّة المتوالية.    (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 50 بتاريخ 20  فيفري 2008) 

رسالة إلى السيد رئيس بلدية روّاد
 
 بعد اتصالات متكررة ومتعددة لم تؤت أكلها مع المسؤولين في بلديتكم الموقرة، ها إنني أخذ قلمي لأحطّ لكم هذه الرسالة خصوصا وأن هؤلاء المسؤولين جابهونا دائما بأننا تتحمل مسؤولية بناء مساكن بدون رخصة، وبشكل  » فوضوي  » على حدّ تعبيرهم، ممّا يخرجنا من دائرة رحمة بلديتكم وعنايتها الموصولة بمتساكنيها. أخاطبكم بعد أن خابت آمالنا في هؤلاء المسؤولين، واستحال علينا الحصول منهم على حقنا في المعاملة كتونسيين، وباسم سكان حي النصر بجعفر كلم 6 – أريانة. لن أزعجكم بمطالب يبدو أنها مستحيلة في منطق بيروقراطية بلديّة تهمّها مناصبها أكثر ممّا تهمها راحة المواطنين. فقد علمتنا سنوات الانتظار السابقة أن نفهم  » قدرنا  » ولا ننتظر المهدي المنتظره لذلك ستكون مطالبي بسيطة لا تتعلق بتهيئة الحيّ ، أو نصب شبكة تطهير بل هي في الحدود التاليّة: 1-       إشعال فوانيس الإنارة العموميّة ليلا حتى تضيء الحيّ، لا على غرار ما هو قائم الآن من إشعالها نهارا حتى تزيد الحيّ نورا على نور. 2-        تمكين سكان الحي من سفينة أو عبّارة تنقل خصوصا أولئك الأطفال الصغار الذاهبين إلى المدارس أيام نزول الأمطار، وتحوّل مدخل الحيّ إلى نهر لا يبعد كثيرا في غزارة المياه النازلة فيه عن نهر مجرّدة. 3-        تمكين الكبار منا – وفي نطاق إعانة بلديّة – من أحذية بلاستيكية تساعدنا على الغوص في الأوحال المتراكمة التي تسد مداخل الحيّ في انتظار الفرج. 4-        مساعدتنا على اقتناء كمامات نزوّد بها أطفالنا في الصيف حتى لا تصيب الحساسيّة من لم يصب بعد منهم بسبب الغبار المتصاعد من المقاطع المحيطة بنا، ومن العربات التي نقصد بالمئات تلك المقاطع. 5-        تصنيفنا كمنطقة ظل تستحق المساعدة. لا كمنطقة ذلّ. 6_تهذيب جدار الفصل العنصري الّذي أقامه صاحب الأرض الكائنة بمدخل الحي لحماية أرضه من أي عدوان يأتيها من سكان الحي و التشرف بزيارة حيّنا حتى تمتعوا نظركم بذلك الصرح الحضاري الدال على عناية بلديتكم الموقرة بمنظوريها.**  *أبو مروان  
  (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 50 بتاريخ 20  فيفري 2008)

جمعية إدماج المساجين المفرج عنهم هل تشمل المساجين السياسيين؟

 

تأسست في المدة في الأخيرة  » جمعية إدماج المساجين المفرج عنهم  » أسندت الرئاسة فيها إلى السيد محمد بن سدرين.هذه الجمعية تهدف على المساهمة في إدماج المساجين والأطفال الجانحين المفرج عنهم في النسيج الاجتماعي وذلك بالإحاطة بهم ومساعدتهم على إيجاد مواطن شغل أو بعث مشاريع صغرى عبر إقامة علاقات شراكة وتعاون مع الوزارات والمؤسسات والهياكل والمنظمات والعائلات، بحسب ما ورد في مجلة أسبوعية، كما تهدف هذه الجمعية إلى متابعة وضعية المدمجين من المساجين المسرّحين الذين أتموا فترات أحكامهم إلى جانب القيام ببحوث ودراسات والمشاركة في تظاهرات علمية تعنى بالإدماج الاجتماعي للفرج عنهم… الفكرة تبدو رائعة والمشروع واعدا بحكم الجدوى وما سيعود به من فائدة على أفراد غابوا في الحياة الاجتماعية لأسباب مختلفة وعلى أفراد عائلاتهم، وتكمن أهمية المشروع كذلك في كثرة عدد المساجين في السنوات الأخيرة في تونس. نظريا تكتسب هذه الجمعية مشروعة وجودها انطلاقا من الواقع والحاجة في نفس الوقت، وهي إن سار بها أعضاء هيأتها المديرة في الاتجاه الصحيح سيحقق إنجازات مهمة للمعنيين وعائلاتهم على وجه الخصوص وللمجتمع التونسي بشكل عام…بقي أنّه وجب التنبيه إلى مزالق عديدة قد يقع فيه أولو الأمر قد تحيد بالجمعية على تحقيق أهدافها النبيلة المبعوثة من اجلها وأهمّ هذه المزالق هي التمييز في التعامل مع المساجين المفرج عنهم المستفيدين من هذه الجمعية، ولأكون أكثر وضوحا أورد مثل فئة خاصة من المساجين الذين في الأصل مساجين رأي ومساجين سياسيين في حين ان السلطة اعتبرتهم مساجين حق عام، وما فتئ رموز السلطة يكررون على مسامع الجميع أنّه لا يوجد في تونس مساجين سياسيين، وانطلاقا من هذا القول فإنّه لا يعقل استثناء هؤلاء من خدمات هذه الجمعية وأخصّ بالذكر هنا مساجين حركة النهضة الذين قضى أغلبهم سنوات بالسجون التونسية تزيد عن العشر سنوات ويعاني اغلبهم الآن البطالة إضافة على ما يعانون من أمراض مزمنة… أملنا أن لا يقع استثناء أي تونسي قضى فترة حكمه بالسجن وغادره فيكون له نصيب في عملية الإدماج التي ستشرف عليها هذه الجمعية وتقع الإحاطة بهم ومساعدتهم على إيجاد مواطن شغل أو بعث مشاريع صغرى تساعدهم على حياة كريمة يكلفها له الدستور وكلّ القوانين… التونسي     (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 50 بتاريخ 20  فيفري 2008)
 

 

ورقة التوت:  دكّان الحلاّق

 

 
ولّى ذلك الزمان الذي كان فيه الناس يتحلقون حول مذياع خشبي يحاولون الإنصات إلى هيئة الإذاعة البريطانيّة أو إلى صوت العرب، وقد أتى الصوت مشوّشا ويسعون من بعد ذلك تجميع ما التقطوا من كلمات، ليدخلوا إثرها في صراع بيزنطي، ليس فقط بخصوص الأحداث، بل في خصومة تعني هذا اللفظ أو ذاك!!! ولّى ذلك الزمان الذي كان الجميع يقصد دكّان الحلاّق بغية الإنصات إلى أحد الأعيان وهو يتلو على الحاضرين ما جادت به صحيفة فات على صدورها أكثر من أسبوع، حملها أحد التجار هديّة كمثل ما يفعل عادة!!! ولّت هذه الأزمة أو هي لدى البعض ـ إن لم نقل الكثير ـ شبيهة بالعصور الحجريّة، عندما كان يخطّ الإنسان ويرسم على الصخر وداخل الكهوف… نحن نعيش، بل نتنفّس ونستنشق عصرًا أخر… عصر الاتّصال الشامل والمباشر، عصر نشاهد فيه سقوط بغداد وصعود هيفاء وهبي مباشرة… عصر صار فيه صوت المذياع والتلفزيون يلاحقنا في المنازل ووسائل الركوب وأماكن العمل… نحن نعيش عصرًا صارت الوسائل التكنولوجيّة الحديثة في مجال الاتّصال لا تصنع فقط الجوانب الماديّة فيه، بل أعادت صياغة جملة المفاهيم ومجمل المرجعيات وآليات الفعل وردّ الفعل داخل المجتمعات أو هو المجتمع البشري برمّته…   إذا كان من وصف نطلقه على هذه الوسائل التكنولوجيّة، فهو تلك القدرة العجيبة والخطيرة في آن واحد على تجاوز الجغرافيا وتخطّي الحدود السياسة، بل في عجز الأنظمة المتزايد والمتفاقم على الوقوف في وجه هذه الوسائل سواء لانعدام الوسائل لذلك أو للكلفة السياسيّة الباهظة… من ثمّة صارت وسائل الاتّصال والإعلام هذه، حقيقة راهنة على مستوى الفعل وردّ الفعل وقد أصبحت الإطار العام والمجال الحقيقي للتفاعل الثقافي والسياسي، بل تساوى عندها الجميع… هذه الحقائق البيّنة وهذا الواقع الجليّ لا يحمل ويحيل على قطيعة بنيويّة مع وسائل الإعلام التقليديّة، بل هو بصدد الفتح على مجال، تأتي من أهمّ نتائجه تغيّر مفهوم الدولة القطريّة ذاتها، حين أصبح مجال الفعل الاقتصادي وكذلك الإعلامي، خارج سيطرة الدولة أوّلا، وتحت سيطرة مجموعات وجماعات، لا يأتي الانتماء القطري على رأس أولوياتها… قد نختلف وتتعارض وتتضارب الآراء وتتصارع المصالح بخصوص توصيف المشهد الإعلامي، لكنّ الأكيد والذي لا يقبل الجدل يكمن في وجوب الاعتراف بأنّ قدرة السلطة المركزيّة على السيطرة والتقنيين ومن ثمّة المنع وممارسة دورها في الزجر، تأتي في تراجع، سواء لصالح شركات الإنتاج الكبرى، التي تمارس «دورها السلطوي» استنادًا إلى مصالح أخرى ومن خلال آليات مختلفة، أو ما هو عليه «السوق» من «عرض وطلب» وقدرة الأكثر «شطارة» على لفت الانتباه وجذب الناس… وزراء الإعلام العرب اجتمعوا في القاهرة ونظروا في أمر الإعلام العربي، وخرجوا بتوصيات تهدف إلى «تقنين» المجال التلفزيوني خاصّة!!! إذا تجاوزنا أحقيّة هؤلاء الوزراء بإصدار مثل هذه التوصيات، يكون من المفيد النظر في القدرة على تنفيذ أو بالأحرى إجبار المارقين و«الخوارج» على الامتثال إلى ما تمّ إقراره من تشريعات… الناظر إلى المجال التلفزيوني العربي، يجد أنّ أغلب المحطات الفضائيّة تبثّ من خلال أقمار عربيّة وبالتالي يكون من اليسير السيطرة على عمليّة البثّ عبر السيطرة على هذه الأقمار، ويبقى السؤال معلّقا بخصوص الأقمار الأوروبيّة وغير «القابلة للسيطرة»؟؟؟ يملك «مجلس وزراء الإعلام العرب» القدرة على إجبار شركات تجارّيّة أوروبيّة وأمريكيّة على منع هذه القناة العربيّة أو تلك؟؟؟ أيضًا من الممكن راهنًا تأمين البثّ التلفزيوني الرقمي من خلال شبكة الانترنت، فهل يملك «مجلس وزراء الإعلام العرب» ومن وراءه القرار السياسي العربي قدرة السيطرة على هذه الشبكة، وقد أثبت الواقع أنّ الانفلات هو الأصل والمحاصرة ـ وليس المنع ـ وهو أقصى ما تقوم به أجهزة الرقابة؟؟؟ كان أجدر بالجامعة العربيّة أن تجمع المفكرين والصحفيين ورجال السياسة، في ندوة لا وصاية فيها ولا «مرجعيّة» يتمّ من خلالها وضع ميثاق شرف الإعلام العربي، تشارك في صياغته النقابات وجمعيات أرباب وسائل الإعلام ووزارات الإعلام… على وزراء الإعلام أن يفهموا أنّ وجود وزاراتهم والوظائف التي تؤدّيها أصبح موضع سؤال «وجودي»، حين نرى أنّ شركات غربيّة ومحطات عربيّة قادرة على جمع الناس أكثر ممّا تفعله القنوات الرسميّة التي لم تغادر عقليّة «دكّان الحلاّق»     (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 50 بتاريخ 20  فيفري 2008)

 

قفصة، دقيقة صمت ترحّما على الدولة‼
 
يعيش جزء من الشعب التونسي، منذ أكثر من ستّة أسابيع، وضعا استثنائيّا. فالآلاف من سكّان ولاية قفصة وتحديدا في معتمديّاتها المنجميّة الأربعة، الرديّف، أمّ العرايس، المظيلّة، المتلوّي، قرّروا الانتفاض رفضا لواقعهم. ومن السذاجة أن نبني، كما فعل البعض، موقفنا من شركة فسفاط بائسة لم تعد منذ سنوات ذات قيمة مقارنة بما تحصده الشركات الاستثمارية، الأجنبية بالخصوص، من أرباح طائلة ونعتبرها مصدر البلاء. فتعليق التحرّكات التي تراوحت بين اعتصامات ومسيرات وإضرابات عن الطّعام ونصب خيام من خرق قماش بالية للبرد طيلة 50 يوما، على شمّاعة مناظرة لانتداب أعوان وفنّيين للشركة يعدّ جزءا من مسلسل استبلاه المواطنين. لم تأت هذه التحرّكات من عدم ولم تكنّ مجرّد ردّة فعل ميكانيكيّة على نتيجة المناظرة بل هي إفراز طبيعي لمراكمة، طال أمدها وتعدّدت عواملها، مراكمة كمّية ونوعيّة لاتّساع رقعة الفقر في الجهة ولارتفاع نسبة البطالة ولخيارات التهميش الجهوية. يمكن، طبعا، لأنصار المدارس الاجتماعية المشوّهة أن يطمروا هذه التحرّكات في بعض التعليقات المليئة بالأنانية ويعتبرونها مجرّد ردّة فعل « عشائرية » على وضع اجتماعي موسوم جزئيّا وظرفيّا بالتأزّم. ويمكن، وهذا ما وقع فعلا، لجيش من الصحافيين والإعلاميين الذين يحدّد راتبهم الشهري مضمون مقالاتهم، أن يغضّوا القلم عمّا يجري ويلهبون صفحات جرائدهم بأخبار الرياضة وخسارة الفريق  » الوطني » وتطوّرات زواج « هند صبري » وطرق احتفال التونسيين بعيد « الحبّ ». كما يمكن أيضا لبعض الوجوه السياسية أن تبحث عن منفذ لتشارك في التفاوض وتلعب دور الوساطة في المفاوضات الجارية حتّى يقال أنّها معتدلة ومتفهّمة. كلّ هذه الحفر التي تخفي النّار المتّقدة لا تستطيع مجتمعة مصادرة الحقيقة المتمثّلة في أنّ جزءا من الشعب التونسي اختار التخييم في الشوارع ولم يطلب نصيبه من الحكم أو مراقبة دولية للانتخابات أو حكما ثوريا أو حتّى إصلاحيا. ولم يطلب قسمة الخارطة وفق تعبيرة جهوية كما تحاول العديد من الأطراف الادّعاء ولم يطلب حصّة من السلطة أو الحكومة في مقاعد وفق تعبيرة طائفية أو عرقيّة أو لونيّة أو عائلية. إنّهم يلبسون العراء منتفضين من أجل حقّهم في الحياة. ورغم أنّه بإمكان مسؤول كبير في الدولة أن يجمع ما تبقّى من أنصار الحزب الحاكم في ناطحات السحاب بشارع  » محمّد الخامس » ويعتبر المخيّمين في شوارع قفصة  » مجموعة ضالّة » ، رغم ذلك فهو لن يمسّ شيئا من الحقيقة لأنّها بكلّ بساطة قد تحرق أصابعه. حقيقة هؤلاء الذين هم منّا ونحن منهم، الذين اختاروا الشوارع، هي إعلان مادّي ملموس عن موت الدولة. وليس القصد بالدولة مستواها التعريفي الذي تحتاج أوجهه المتعدّدة وتمظهراته الكثيرة إلى تحديد ومفهمة نظرية، بل الدولة كذوات، كأشخاص، كرجال دولة. لم تجرؤ التلفزات التونسية الفضائية منها والأرضيّة والبحريّة على نقل جزء من تونس. لم يجرؤ لا « حنّبعل » ولا حتّى أميلكار والده على إدارة الكاميرا والتجوّل بها داخل جزء من هذا الوطن الصغير جدّا لأنّ هذا الجزء تحوّل في نظر السلطة إلى قطعة محرّمة أشبه بكبد بروموثيوس وهي تنبت من جديد بعد أن تلتهما الطيور الجارحة. لأنّ قفصة لطالما وأنتجت ثروة الفسفاط وأنبتت التراب مالا وأعادت ذلك لتلتهمه الأيادي الجارحة. الدولة ألقت بعصاها فانفجرت وساطات تفاوض تحاول تهدئة الوضع وتقدّم الوعود بإيجاد حلول وتقترح مهلا على مواطنين لا يعرفون من التفاوض وشدّ الحبال شيئا. وانخرطت أطراف عديدة في مسرحيّة طبخ الماء ( حكاية الأمّ التي تطبخ الماء ليلة كاملة موهمة أبناءها الجائعين بأنّها تعدّ لهم طعاما حتّى أخذهم النوم ). أبناء المظيلّة والرديّف وأم العرايس والمتلوي قاطعوا النوم وقرّروا الخروج إلى مكانهم الطبيعي، الشارع، لتعود قوانين اللّعبة إلى أصلها الأوّل. فالقانون لم يعد سيّد الشارع وما أصبح سيّد الشارع هو الحقّ والحقيقة، الحقّ الطبيعي والمشروع في الحياة. قرّرت الدولة الغياب عن واجبها ودورها لعشرات السنين، ولم تسجّل حضورها في هذه المناطق إلاّ كقوّة ردع لا كسلطة مسؤولة أمام شعبها وأمام التاريخ. وصلّى أهل قفصة على الدولة صلاة الغائب في أكثر من مرّة وأكثر من حدث والتاريخ شاهد على ذلك، حتّى وإن غيّب التاريخ فجدّتي تعرف ما حصل. الوقت حان إذن للوقوف دقيقة صمت ترحّما على الدولة لأنّها ماتت وهي في الخمسين من عمرها بعد أن اختارت طريقة موتها. الموت رمزيّ بطبيعة الحال، كما هو رأس المال رمزيّ، وكما هي سلطة الأقليّة رمزيّة، وكما هي القوانين رمزيّة، وكما هي الوعود رمزيّة وكما هي الحلول رمزيّة وكما هي الأجور رمزيّة، والجمهورية رمزية أيضا فالدولة بالأساس كيان رمزيّ، والرّمز رمزيّ هو الآخر، لكنّ الرّموز تموت هي الأخرى.. للأسف كثر الموت الرّمزي وموت الرّموز في الآونة الأخيرة حتّى أصبح كلّ شيء يرمز إلى الموت.
 
  (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 50 بتاريخ 20  فيفري 2008)

السينما التونسية كشفت المستور.. وتستّرت على المكشوف

بقلم : نصرالدين

 

** « أهم ما أؤاخذه على هؤلاء هي نظرتهم للواقع التونسي، إذ عندما نحلّل الصورة الموجودة في أفلام النوري بوزيد ومفيدة التلاتلي كلها، وفريد بوغدير، نجد أن المرجعيات الفكرية لهؤلاء هي مرجعيات غربية استعمارية، وهي تعود إلى القرن التاسع عشر منذ كان الاستعمار الغربي يمهّد للحملة الإستعمارية » – المخرج السينمائي التونسي على العبيدي

 

 

** « أرفض حياء السينما التونسية »‏!! النوري بوزيد

 

 

* وزارة الثقافة والأدوار المخجلة

 

أطوار السينما التونسية غريبة وأغرب منها أطوار وزارة الثقافة التي ترصد سنويا ثلاثة ملايين دولار لتمويل مثل هذه الأعمال ..أعمال أغلبها لا تمت للصناعة السينمائية بصلة. نبش في الجسد والمحظور والمخفي وكشف المستور والإمعان في الإبتذال …  400ألف دولار ترصدها وزارة الثقافة لكل عمل سينمائي تقره الدولة عبر الجهة المختصة التي انشأتها لهذا الغرض، وبما ان السلطة لا تستطيع سد كل الطرقات وكان لابدلها من متنفس او ركح مغشوش تستعرض فيه إنفتاحها وتبرز من خلاله نزاهة الرقيب طالما أن المناطق الحمراء المحرمة مثل السياسة والفساد والتمعش والرشوة والحريات والتعذيب …محاور مشمعة ، فقد كان لزاما على الدولة ان تعوض هذا الانغلاق الحاد بإنفتاح حاد يوازيه في مجالات اخرى حتى تستوي الكفة، وبما ان الحلقة الضعيفة في البلاد هي الشعب غير المسنود  بلوبيات وليس له مراكز قوى فقد كان الإنفتاح على حساب ثوابته وهويته وكانت الدولة كريمة إلى ابعد حد في إقرار المسودات السنمائية الكاشفة للمستور. بهذا التمشي يكون جدار السلطة الامامي قد جنى محاصيله من عدة جهات ، لعل أبرزها مراكزالقوى المتغرّبة التي تحالف معها من البداية على أساس المساعدة في تثبيت أركانه مقابل السماح بتطبيق المشروع التغريبي بابعاده السالبة…ثم انه وجه رسائل إلى ما وراء البحر بادل فيها الإنفتاح السياسي بالإنفتاح الجنسي… وبدل خدمات الدولة تأتي خدمات الجسد  ، وبدل حرية التعبير يسمح بحرية إظهار صدور النساء ، وبدل حرية التنظم يسمح بحرية الشذوذ والتطبيع مع المثلية… ودخول المعارضة إلى البرلمان يبادل بدخول الكاميرا إلى حمام النساء وبدل أن يسمح بالتحركات في الساحات العامة سمح جدا..جدا..للكاميرا بالتحرك في كتل اللحم المتناثر في أرجاء الحمام صعودا ونزولا !!!.

 

طالما ان خزائن وزارة الثقافة مشرّعة أمام هذه الجماعة وأن  بو بالة قد أعطى اوامره لباشحانبة بأن يطنب في إكرام هؤلاء القوم وينفق ولا يخشى فاقة فلا عجب أن نسمع بأن أحدهم إغترف غرفة من وزارة الثقافة وتابط  كاميرا مهداة من جمعية « مادام *lakri*وفي رواية ماداموزال » وتوغل متجاوزا سد نبهانة بعدة كيلومترات. هناك على يمين مجرى الماء يقطن مواطن تونسي »زرادتشي » من أجله وبإعانته سيتم تصوير فيلم من خلاله يبرز  التعايش السلمي بين مكونات المجتمع التونسي وإظهار سماحة التعددية الدينية في بلادنا والملل والنحل التي تزخربها الخضراء ومحاولة تقريب الهوة وربط الجسور بين هذا الزرادتشي والشعب التونسي السني المالكي حتى نتجنب الفتنة الطائفية ولا عجب أن يقترح هذا المخرج و رفاقه حلا وسطا بين هذا » الطائف » الزرادتشي والطائفة المسلمة يكون فيها الامر سجالا عاما بعام:عام دين الدولة الإسلام وعام دينها الزرادتشية ..وهذا يعتبر حلا وقتيا لانه على يسارالطريق السيارة الرابطة بين تونس وبنزرت يقطن كهل تونسي يدعي أن جدته لأمه كانت فرخانية من أصول أمريكية وأنه يطالب بفرخنة دين الدولة ونصب تذكار في ساحة الحرية لي « لويس فراح خان » .

 

محاولات عبثية لبعث اجسام وهمية تتبعها محاولات ممجوجة لتقزيم الاصل وتضخيم اللاّموجود…هذه القضايا الوهمية والرسائل الخبيثة التي ما فتئ يرسلها بعض السينمائيين ورفاقهم « المتنخّبين » للعالم الخارجي ينصبون فيها انفسهم مدافعين عن الاقليات الدينية في بلد لم يعرف له مثيل في التسامح ولم يسبق أن صنف أبناؤه وفق معتقداتهم وليس ذلك من ثقافته عبر مراحل تاريخه ..إنما هي محاولات بائسة للتزلف الى مراكز خارجية تستهويها هذه النغمة …ولن تثمر هذه المحاولات لكونها أحلام انتجها السراب ولأن بعض المواطنين المسيحيين وبعض العائلات اليهودية ـ إضافة لكونهم من نسيج هذا الشعب ـ هم أصحاب ديانات سماوية وهذه البلاد تسامحت بل تحملت أذى من إنسلخ عن دينه ودين آبائه وطعن فيه لاحقا وسفه هوية وطنه « وبقى مثل البوم لا دين لا ملة » فكيف بمن هم أهل كتاب.

 

عندما تصدعت الجسور الرابطة بالمحطات الثورية الكبرى أوجد اليسار الوفي لمبادئه مجالات أخرى لمشاغبة الدكتاتوريات وقطع خلوتها المحرمة بالمال والسلطة ، وحتى لاينتهي إلى التّحلل بقي في تماس مع الخزان التاريخي للثورة و بذلك يكون قد انتزع إحترام الكثير

 

لكن عندما تقهقر « إنتهازيو »بنو يسار وسقطت معاقلهم الاممية إنسحبوا الى الداخل حيث إستقبلتهم الانظمة المستبدة وفتحت لهم الطريق ليستوطنوا شعاب الإعلام والفن وبعض مناحي الفكر ومن على تلالها عقدوا لأكابرهم الالوية لينفذوا غارات متتابعة على الدين والهوية والموروث والمقوم ، ولينهكوا الفضيلة من خلال حملات متتالية مركزة مدعومة من غول الدولة « المصادرة » والممولة من عصابات المال العام والخاص وبهذا إستوى حلف « فخار » جديد تئن تحت ضرباته كل المعاني والمثل والقيم السمحة ولا تنجو منه إلا الرذيلة التي يحلمون بأن يرونها منتعشة عالية راياتها في أبهى زينتها وأحلى أيامها ثم لا يضيرهم أن يقضوا تحت هيكلها تجري في بطونهم وفي عروقهم خمر مضاعف غولها..     لو سدت الجحوروغورت البرك الآسنة… ما كان لفلول متقهقرة أن تتسلق جدار الثقافة وتصبغه بلونها المموه الدخيل.

 

الولوج  إلى الميدان السينمائي في تونس لا يستوجب آلاليات الخاصة ولا الجهد الكبير بما ان هذا الميدان حكر على مجموعة صغيرة تكرر نفسها… تبعثر مشاهد الفيلم السابق ثم تعيد تجميعها في عمل جديد  باختلافات بسيطة لا تكاد تغير ملامح الشكل فما بالك بالمضمون …ونافذة نفتحها على بعض العناصر « الفاعلة » في هذا الميدان ستغنينا عن التعرض للمشهد كله

 

* مفيدة تلاتلي ..صورة مستوردة… و أمل في تطويع المحيط

 

لا ادري لما أصرت مفيدة تلاتلي في شريطها صمت القصور على الرحيل بالصورة الى زمن الامراء والخادمات ، فان كانت ترغب في خدمة المرأة فالحاضر أقسى وأشد على امراة اليوم من الامس ، والعمل داخل قصور الامراء بما يحمله من ضيم لا يساوي عمل المراة في الحقول والمصانع والمنازل بأجر لا يستجيب لـمتطلبات حقيبة مدرسية لأحد الأبناء أما تحرش أمير في قصر فماذا يساوي أمام تحرش جحافل من عمال الحقول والمسؤولين في المصانع والركاب في السيارات الفلاحية المعدة أصلا لنقل الحيوان تحشر فيها المرأة في مترين مربعين مع ثلاثين رجلا ويومها الذي ينتهي بمجرد التحرش يعتبر يوما ممتازا خرجت منه بأخف الاضرار.

 

أكيد أن مفيدة لا ينقصها الذكاء ولا الدراية بالواقع لكنها أصرت على المعالجة الفلكلورية لقضايا تفصيلية بأدوات غربية غريبة عن المشهد.. لا تستفز المشاهد فحسب بل تستفز الذاكرة والمكون والهوية و تعتمد على كشف المستور واسقاط الستائرومن ثمة  تحرير اللحم من سلطة  » الكتان » وتقديمه خاما للعين كي تشحن به الغريزة فتسقط كل الحوائل ويستوي اللحم الادمي بلحم الضأن والبقر والابل.

  

* النوري بوزيد كاشف المستور ورائد المكشوف

 

حتى نقترب من شخصية النوري بوزيد أكثر ولا نطنب في الإستنتاج والإشارة ونجنب القارئ مشقة الغربلة والمعالجة نقدم له الصورة جاهزة من خلال خيارات النوري ، فهذا المخرج عد الافلام التالية من خيرة ما أنتجت السينما المصرية  » السقا مات‏’‏ ‏’‏ حمام الملاطين‏’‏ ‏’‏الحرام‏ » ولنعكس نوعية إهتماماته لابد من القول أن حمام الملاطين صنف من أكثر عشرة أفلام مصرية أسهمت المشاهد المثيرة في تسويقها على مدى تاريخ هذه الصناعة. ويكفي القول ان السيدة شمس البارودي « المعتزلة » سعت لعدة سنوات من اجل سحب هذا الفيلم والحيلولة دون عرضه ولكن فشلت كل مساعيها. أما فيلم « الحرام » فبغض النظر عن هدفه ورسالته ورأي النقاد فيه إلا أنه أسس لثقافة الإختصاص فالقصة ليوسف إدريس والسيناريو لسعد الدين وهبه والإخراج لهنري بركات أما النوري بوزيد فهو يخرج الفيلم ويكتب له السيناريو ثم يكتب كلمات الأغاني وربما التلحين …على رأي المثل التونسي « حوكي وحرايري« .

 

للنوري بوزيد أسهامات اخرى جد « محترمة » في عالم الرذيلة المصورة والصورة الشاذة وصرف مجهودات جبارة في ارساء ثقافة العراء حتى أصبح عن جدارة رائد الإباحية مثلما صرح بذلك الناقد السينمائي التونسي محسن الزغلامي حين قال « النوري دشّن من خلال باكورة انتاجه التوجه الفضائحي في مسيرة السينما التونسية » ومن خلال فيلمه بنت فاميليا عبث النوري بوزيد بأهم وأشرف رباط تلتقي عليه المرأة والرجل وهو رباط الزوجية ، فقد تسرب له من خلال مفاهيم مغلوطة وإسقاطات مخلة ليتلاعب بهذا الرابط ويحاول التشكيك فيه وتقديمه عاملا مكبلا  للمرأة . لقد شكك النوري في جدوى الزواج وقدمه بصورة مقززة منفرة ولسنا في حاجة للإستفسار: لصالح من يهوّن ويميع هذا الرباط؟  المخرج أفصح عن ذلك من خلال المشاهد والسيناريو وبديله المنشود هو الطلاق والعلاقات المشبوهة والتخلص من الفطرة الى الأبد فقد عد الحياء من عوامل التخلف ورصده في دائرة إستهدافه.

 

وللنوري خيبة وطموح في فيلمه « آخر فيلم » أو Makingoff أماالخيبة فامتناع الفرنسيين عن عرض الفيلم والتعامل معه.. وأما الطموح  فالوعد الذي تلقاه من « الامريكان » للتدخل لصالحه مع السلطات الفرنسية من أجل تمرير « ماكينGيه » !!!.

 

* الناصر خمير..سينما قاطعت المرحلة.. ومخرج زاهد  في دنيا الناس

 

الناصر خميرابن قربة متعدد المواهب.. هذا الشبعان بالثقافة الجوعان للانتاج والإبداع…  إبتلعته التجربة الشخصية وفشل أو قل رفض الخروج من سجنه ومن داخل رواسبه وآثر عدم الإنسحاب من حالته النفسية واختار الإنكماش بداخلها والتقوقع عليها  وأجبرنا بل تعسف علينا كي ننسى  الفقر والظلم والقتل والتشريد و الإستعباد ونستجيب لقوة الصورة وعمق المشهد وعلو أسهم السنما …يصور الناصر فيلمه للنقاد ولليونسكو وللتارخ باستثناء… الناس وهمومها ..بعد هذه التجربة الطويلة أصبح من الصعب عليه تسريح نفسه من نفسه الى الناس وقضاياها ومشاغلها . فأوضاع متحركة ومحن متتابعة ومجتمع ابتلعته المشاغل والمشاكل كلها حالات تستجدي بل تصرخ في السنمائي أن يستعمل المباشر في قرع القضايا ويتسلح بأعلى درجات الجرأة في لمس جراح المجتمع ومن ثمة استفزاز الجسم كي يقاوم وكل الذين التجؤوا الى السينما الرمزية والفلكلورية في مرحلة تحتاج الشعوب فيها الى الإنخراط الفاعل في قضاياها انما يساهمون في تخدير الجسم وترويضه وإسهاماتهم جد » محترمة » في تطبيعه معا لإنكفاء والتقوقع.

 

* شماعة اللقطة الحميمية الموظفة

 

يعود مصطلح اللقطة الحميمية الموظفة الى بداية الصناعة السينمائية وسرعان ما تجاوزتها حالة السنما الغربية باستحسان مثل هذه المشاهد وانتهت الدوافع التي توجب الإستنجاد بمثل هذا المصطلح الذي احتاجت له السنما المصرية ورفعته في وجه خصوم المشاهد الجنسية بكثرة وانتقلت عدواه الى السنما التونسية باكثر حدة نظرا لحدة المشاهد الجنسية وفضاحتها ومزايدتها على إرث السينما العربية الغرائزية. وقد تم تبرير كثيرمن اللقطات الهابطة بشكل ساذج عبثي يبعث على الغثيان كيف لا والواحد منهم يستطيع تمرير مشاهد جنسية من الدرجة الاولى تحت غطاء اللقطة الموظفة التي تأتي فيسياق المشهد . هنا يحضرني ممثل وصل مع زوجته وزميلته في عالم التمثيل الى حافة الطلاق عندما ضبطها في مقهى مع زميل آخر وهما يشبكان أصابع أيديهما بعضها ببعض ، وفي حوار صحفي سأله الصحافي : كيف تغار من لمس أحدهم لاصابع زوجتك ولا تغار من لقطة مثيرة  مبالغة في الإثارة جمعتها لمدة دقيقتين مع احد الممثلين، فكان جواب صاحبنا:تلك  لقطة خلف الكاميرا تندرج ضمن متطلبات التصوير.  من هنا نستنتج ان الكاميرا أصبحت تشرعن الزنا والرذيلة والعلاقات الجنسية المحرمة وبهذا يصبح لدينا إلى جانب زواج المتعة زواج الكاميرا الذي يبدأ عقده بتشغيل آلة التصوير وينتهي بتوقيفها وليحذرالجميع تجاوزإغلاق الكاميرا ولو بثانية ..عندها يقع الحرام والزنا والخيانة الزوجية طالما أنها ثانية حميمية غير موظفة لم توفر لها الكاميرا الغطاء الشرعي وبالقياس يصبح الخمر حلالا  طالما انه في مشهد موظف ولابأس من الحشيش والمخدرات والعبارات المخلة …المهم الحرص كل الحرص  على الغطاء الشرعي والوقت القانوني.

 

تحتاج الحالة الثقافية في تونس إلى مساحة هائلة من الحرية وتكافئ الفرص والفصل التام بين وزارة الثقافة من جهة ووزارة الداخلية والعدل من جهة اخرى ، ساعتها ستظهر القيمة الحقيقية للأعمال الدخيلة ، وتشرق الساحة نهائيا عندما يهاجر الهاجس الامني بعيدا عن الركح والصورة ، وتحل مكانه قيم الإبداع الثابتة الخالية من كل الهواجس إلا هاجس الإرتقاء… عسى أن يعود إلى الكاميرا طهرها… وإلى المسرح نقاؤه الثوري .

 

(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 25 فيفري 2008)


ماذا يحدث في إذاعة الشباب؟

يحتل النهوض بالشباب وقطاع الإعلام في خطابنا الرسمي مكانة متميزة. وتعتبر إذاعة الشباب التي بلغت اليوم سن الرشد أحد النماذج التي كنا ننتظر أن تكون تجسيما حيا لتلك الإرادة السياسية المستمرة. ولكن ما يحدث في الفترة الأخيرة لا يطمئن كثيرا على مستقبل هذه الإذاعة التي كان المهتمون بالشأن الإعلامي و الشبابي يعقدون عليها الآمال العريضة. فقد علمنا أن بعض الصحفيين الشبان من المنتجين والمنشطين بإذاعة الشباب يشتكون من تعرضهم إلى أشكال متعددة من الضغط المادي والمعنوي بلغ حد الإذلال والاعتداء بالعنف اللفظي، إلى جانب التهديد المستمر بالطرد و التغيير العشوائي للمنشطين دون مبرر مما تسبب في اضطراب البرمجة. ويبدو أن  محاباة وتمييز المنشطين المقربين جدا من مسؤولة ما في هذه الإذاعة والذين يتمتعون بعدد كبير من الصلاحيات الإدارية و البرامج على حساب غيرهم دون توزيع عادل للمساحات التنشيطية على أساس الكفاءة وحصولهم مقابل ذلك على مكافآت مالية متضخمة،  قد دفع بعض زملائهم (المرسمين) إلى الانتقال للعمل في إذاعات أخرى هروبا من التعسف والتجاوزات والأجواء المحتقنة الناجمة عن تلك المعاملات التمييزية و عمليات زرع الارتياب المتبادل بينهم بما يضرّ بمصلحة العمل، أما غير المرسمين (وهذه قضية أخرى) فلا حول لهم ولا قوة إلا الصبر والشكوى وتراجع الحافزية على المبادرة والإبداع. 

والجدير بالملاحظة أن مواكبة الأنشطة الثقافية والاجتماعية الموجهة للشباب في إذاعة الشباب كثيرا ما أصبح يغلب عليها لون حزبي فاقع بعيدا عن فسح المجال لتعبير الشباب بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم عن آرائهم بكل حرية، ويبدو أن المسؤولة المشار إليها لا تميز بين « الحسّ السياسي » الذي تحرص على توفره في الصحفيين القائمين بتغطية تلك الأنشطة وبين الانتماء   إلى التجمع الدستوري الديمقراطي، وكأن إذاعة الشباب هي إذاعة الشباب الدستوري.

وفي هذا السياق نأمل أن يقع تدارك الأوضاع في هذه المؤسسة قبل أن تتأزم أكثر، مع الحرص على تحييد العامل الحزبي في إسناد المهام الوظيفية والترقيات المهنية والاضطلاع بالمسؤوليات الإدارية. كما نلفت انتباه من يدعو إلى التحلي بالأخلاق والسلوك الحضاري في ملفات حوارية يقوم بتنشيطها بأن يكون في مستوى ما يدعو إليه وما يغمرنا به في الشاشة الصغيرة من لطف وبشاشة وطيبة،  حتى يكون قدوة للشباب العامل معه والشباب المستمع إليه، أما الحزم وفرض الانضباط  والتعليمات فلا يكون أبدا بالتلفظ بما لا يليق أمام الملأ، وإن كان ينبغي الاعتراف بعيدا عن اللغة الخشبية المزدوجة، أن هذا السلوك  « الرجالي » غير السوي والمنتشر عندنا في تونس أصبح يستهوي عددا من النساء، ربما من باب إثبات الذات وتحقيق المساواة وأي مساواة.

 عادل القادري

  (المصدر: صحيفة « الوحدة »، لسانحزب الوحدة  الشعبية العدد 582  (أسبوعية معارضة – تونس) الصادرة يوم 23 فيفري 2008 )


جامعة التجمع الدستوري الديمقراطي في قصرهلال تحارب المدونين وأصحاب الفكر الحر في رزقهم ولقمة عيشهم؟؟؟

 

 
مراد رقية الجميع يعلم دون شك بأن قصرهلال كانت ومنذ التأسيس منارة حضارية من الدرجة الأولى تميزت وطنيا واقليميا ومحليا برصيدها الثمين غير المتوفر في سائر أنحاء البلاد وهو ما أهلها بطبيعة منطق الامتياز أن تكون مهد الحركة النقابية التعاونية،ومهد الحركة التصحيحية الدستورية باحتضان مؤتمر2 مارس1934 وأن تكون مسقط رأس الرائد العصامي للنهوض الاجتماعي الحاج علي بن محمد صوّة(1870-1953)؟؟؟ الا أن هذه  الأسبقية والريادةاللتين اكتسبتهما مدينة قصرهلال تحولت الآن بيد أبنائها من المسؤولين قبل الأغراب الى عامل تهميش وحصار على كل المستويات السياسية والادارية والثقافية والجمعياتية وهو ما دفع ببعض أبناء قصرهلال الغيورين الى المبادرة بالتعبير عن مواقفهم عبر الشبكة،وعبر الصحف المستقلة ولا أقول المعارضة وهو ما لم تقبل به السلطة المحلية ،وخاصة منها جامعة التجمع بقصرهلال التي تفكر بصفة جدية في اصدار بطاقات هوية غير تلك التي تصدرها وزارة الداخلية والتنمية المحلية،وبيع صكوك توبة للذين ترضى عنهم من التجمعيين أنفسهم لأن الولاء للتجمع الدستوري شيء،والولاء لجامعة التجمع بقصرهلال شيء آخر مختلف تماما،تقولون كيف ذلك ،الأمر بسيط ومتاح جدا؟؟ الأمر ببساطة يتعلق بزميل مدوّن يعمل في مؤسسة تربوية بقصرهلال تحمل اسم »المدرسة الاعدادية 7 نوفمبر1987″،تعوّد هذا الزميل الروائي والناقد المعروف على الساحتين الوطنية والعربية وحتى الدولية اضافة الى تأثيث مدونته التي خصصها لابداعاته  الأدبية وهي مدونة »ضفاف » ،والذي أنجز مؤخرا أنطولوجيا الأدب التونسي باشراف وزارة الثقافة الجزائرية،وهو الحامل لبطاقة التجمع التي من المفترض أن تكون حصنا حصينا تحمي حاملها من العين والحسد ،ومن نوائب الدهر الظاهرة منها والخفية،تعود ارسال بعض الخواطر الى بعض الصحف الوطنية والمواقع الالكترونية ذات التوجه المستقل يتناول فيها الأوضاع المهترئة القائمة بقصرهلال.وبرغم عمله لدى وزارة التربية والتكوين وليس ادارة التجمع الدستوري الديمقراطي،فقد تدخلت جامعة التجمع لدى مدير المؤسسة التربوية طالبة منه استعمال سلطته الادارية للضغط على الزميل الذي تبيّن برغم دعوة رئيسه له للالتزام بالأوقات الادارية بأنه يتولى أكثر من المهام القانونية بما في ذلك تلك التي لا تدخل ضمن صلاحياته المنصوص عليها في الرائد الرسمي التونسي؟؟؟ المدرسة مقر عمل الزميل المدون والمبدع المتجاسر ظلما على حرية رأيه هي « مدرسة 7 نوفمبر1987″والزميل منخرط بالتجمع،والتجمع يرفع باستمرار مقولة علوية القانون ولواء حماية الرأي والرأي الآخر،فاذا كان التجمع والدولة ملتزمان بكل اللوائح والمقولات المتعلقة بتعجيل ارساء دولة القانون وبتكريس ثقافة حقوق الانسان وكذلك مقولة « لا ظلم بعد اليوم »،فمن ياتري أطلق أيدي جامعة التجمع بقصرهلال في استعباد مواطني قصرهلال وخاصة منهم أصحاب الرأي الحر،التجمعيين وغير التجمعيين على السواء،فهل أصبح التجمع يضيق حتى بالمتنورين من أصحاب الرأي المخالف والحر في صلبه مما يعرضهم لغضب جامعة التجمع التي تريد أن يتفوق رضاها على رضى الوالدين مما استوجب توفير صكوك التوبة وبأسعار مقبولة في متناول كل التوّابين؟؟؟ وطالما أن الأستاذ الصادق القربي ،وزير التربية والتكوين والذي يرجع اليه الزميل المعتدى على حرية رأيه وقلمه يرفع لواء « الاستثمار في الذكاء »،فلأي نوع من الذكاء تروّج جامعة التجمع بقصرهلال عبر تدخلها لدى ادارة المدرسة الاعدادية 7 نوفمبر بقصرهلال ،؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين

الرسالة رقم: 406 على موقع تونس نيوز

        تونس في: 24/02/2008    

بقلم محمد العروسي الهاني

منا ضل و كاتب في الشأن الوطني العربي

 

تعقيبا على ما ورد من ملاحظات مسمومة من طرف عامر عياد ابن خنيس

 

اطلعت بكل دهشة و استغراب على رد الاخ عامر عياد من مدينة خنيس و تحامله المجاني و اقواله المسمومة و الافتراءات المقصودة و الرجل يتحدث و كانه فقيه و عالم في اصول الدين و الشريعة الاسلامية و صاحب موعضة و نصوح كلام على غاية من الدقة و الموعظة الحسنة و لكن مع الاسف ان هذا الشخص لم اعرفه و لم اجلس معه و لم اعرف عنه اي شيئ و ربما صدفة تقابلة معه في خنيس و لم يحصل لنا ان نتحادثنا في اي موضوع و قد تابعت بعض مقالاته عبر هذا الموقع. هذا في خصوص معرفتي به اما المعطيات و المعلومات التي نشرها يوم 24/02/2008 في موقع تونس نيوز، فهي وحي و املاءات و تاثير الاخ جعفر الاكحل الذي كما اسلفت في التعقيب على مقاله و انسحابه من جمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم الخالدالحبيب بورقيبة رحمه الله، و كفى ما قلته في التعقيب.

-1و أعود للحديث عن صاحب المقال سي عامر عياد و اقول له مع كامل احترامي لدفاعك المستميت و حبك المفرط الى حد التاليه و العبادة لوزير التربية و التكوين ابن بلدتكم فاني لا ابغظكم عليه و ربي يطول العشرة و لكن كان من الحكمة و التروي و التدقيق ان يتريث الانسان قليلا  و لا يتسرع في الحكم المطلق و يتهم الناس باشياء غريبة و غير منطقية و بعيدة عن الحقيقة و الخيال و هي من قبيل الرجم بالغيب و النميمة التي اشرت اليها في مقالك تحت تاثير الاخ جعفر الاكحل سامحه الله و غفر له ، و ان الحمية الجاهلية و التعصب الاعمى و الجهوية التي قاومها حزب التحرير و الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله فوحد الامة و قضى على العروشية و القبالية و الجهوية و ان حبي لهذا الزعيم هو حب ابديبعقل مستنير و قلب طاهر و ضمير خالي من الحقد و الكراهية و التنكر و عدم الاعتراف بالجميل و ان في هذا الرد اريد ان اسجل بكل اكبار و تقدير دور ثلة من ابناء خنيس الاوفياء الذين ناضلوا و كانوا دوما على العهد اوفياء لتراث الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله. و لي روابط متينة مع بعضهم و اغلبهم انتقلوا الى الرفيق الاعلى رحمهم الله و رزق الاحياء منهم مزيد الصحة و العافية و موفور الصحة و النجاح لابنائهم و منهم من هو في مسؤولية هامة .

بعد هذه الخواطر الحميدة التي من واجب المسلم ذكرها دعما للحق و وفاء للتاريخ و برا بالوطن العزيز و تقديرا لدور الرواد و المصلحين و الزعماء و في طليعتهم الزعيم الاوحد المجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة الذي في عهده تحررنا من الاستعمار الفرنسي و اصبحنا احرارا اسيادا في وطننا هذا هو الكسب العظيم و راس المال الاجدر ذكره يا سي عامر عياد….لا التنكر للزعيم و من يحبه يصبح محل اعجاب و نقد من بعضهم؟؟؟

2-أعذرك و التمس لك الف عذر لان التاثير كان اقوى و الحشو كان غزير و المعلومات كانت كثيفة مغلوطة و مسمومة و غير صحيحة اطلاقا فالذي قصّ عليك قصة الحج 2007 اعطاك معلومات كاذبة خالية من كل صحة فلم اقم بفريضة الحج سنة 2007 و الصحيح ان في موسم 2005 يسر الله لي العودة الى الحج للقيام بحجة عن والدي المرحوم رحمه الله بعد ان اديت فريضة الحج عام 1978 و انا في عنفوان الشباب و الحمد لله و لم احصل على مساعدة مالية او تذكرة طائرة  من المملكة السعودية اطلاقا . صحيح اني منذ عام 1995 اكتب بكل تقدير و اكبار و اجلال دور خادم الحرمين الشريفين و مجهوداته الكبرى لتوسعة الحرمين الشريفين و كتبت هذا حتى في جريدة الندوة السعودية يوم : 23/02/1995 و نوهت بالعلاقات الممتازة بين البلدين الشقيقين و قائدا البلدين هذا لم يكتبه جعفر و لا غيره و سعادة الاخ قاسم صالح  يعرف جيدا مقالي و حجم التاثير لهذا المقال في ذلك الوقت و سعادة السفير الاستاذ عمر البجاوي ارسل في الحقيبة الدبلوماسية الى تونس مقالي المشار اليه عندما كان سفيرا بالمملكة السعودية و عندما كان السيد قاسم صالح قنصلا و استمريت في الكتابة على كل الاشقاء و خاصة المملكة العربية السعودية و صحيح اني تحصلت على تاشيرة فردية من السفارة عام 2005 لاداء العمرة في شهر رمضان المعظم  و تاشيرة حج عام 2006 كما اسلفت بمالي الخاص و الحمد لله . اذا من قال لك يا سي عامر ان الحج كان على نفقات المملكة السعودية . فهل هذا هو الرجم بالغيب و الكذب و الافتراء و النميمة و سوء الظن …..

3– أما في خصوص ادعائك المفضوح حول موضوع  نعت الوزير  بالارتشاء فهذا غير صحيح  فلم اذكر كلمة واحدة عن الرشوة و لم اتهم الوزير بالرشوة لاني رجل متدين و اخاف الله تعالى قلت هناك تدخلات وزنها 20 كيلو و اعني تدخلات من الوزن الثقيل لان المثل التونسي يقول « ما يطيح الرطل الى الكيلو …. »

و قصدي واضح و انفي تهمة الرشوة اطلاقا و على القارئ ان يركز و يتعمق حتى لا ينحرف عن الحقيقة و يذهب الى التاويل الذي حرمه الله و الخيال الواسع دون ضوابط و خوف من الله.

4– و النقطة قبل الاخيرة ان تشغيل ابن منطقتي عبد اللطيف جاء نتيجة مقالات فهذا غير صحيح ، التشغيل هو حق للجميع و الوزير عينه سيادة الرئيس زين العابدين بن علي في فيفري 2006 على اساس خدمة تونس جمعاء لا فرق بين خنيس و الحنشة و الحامة و حمام الانف و حمام الغزاز و حمام سوسة و حمام الزريبة و حمام الشط و الحجارة …..كلهم بحرف الحاء في تونس. و كذلك حرف الخاء : خنيس ، بني خداش، بني خيار، بني خلاد، الصخيرة ، خمودة  كلها سواسية فلا فرق بين هذه الجهات و غيرها في بلادنا الا الكفائة و المقدرة و المؤهلات العلمية و حتى الجدول الذي ذكرته في مقالك 56 مجاز وقع انتدابهم من خنيس في بحر السنوات الاخيرة اذا قارناه بمعتمدية الحنشة فيكون الرقم لخنيس ارجح و من اين لكم هذه الارقام التي لا تعرفها الا وزارة التربية ؟؟؟؟؟

5- و اخيرا المضحك في مقالك هو قولك ان مقابل التشغيل اتلقى هدايا من القمح و الزيت و استغرب من هذا الكلام السخيف الكاذب و المضحك، و الغريب و الخالي من كل حقيقة لان الناس يعرفون نظافتي و سلوكي و اخلاقي و رفضي لمثل هذه الاشياء كامل حياتي. و من جهة اخرى فان ما ورثته عن والدي المرحوم من حيازة زيتون تجعلني و الحمد لله بعد اعطاء حق الله اقوم بتوزيع نصيب من الزيت على الاصدقاء كهدية خالصة لوجه الله و كذلك القمح و الشعير و البقول أزرعها في ارضنا و الملك لله وحده، و المثل يقول الذي بيته من زجاج لا يرمي بيوت الناس بالحجارة ؟؟؟

6– أما المستوى الثقافي و المسؤوليات لا اريد الحديث عنها و اكتفي بجملة واحدة في مناسبة وطنية عام 1998 مع الاخ فؤاد المبزع رئيس مجلس النواب في تدخل ديمقراطي اعجب الحاضرين التفت اليّ عميد كلية من الساحل و قال لي في اي كلية انت تشتغل قلت له في كلية الحزب العتيد الذي اسسه زعيم الوطن و اكتفي بهذا القدر في خصوص المستوى ….

و لا يفوتني ان اؤكد ان المعلومات هي من طرف جعفر الوجه الثاني و لا اظلم الاخ عامر فهو مظلوم لم يعرفني و لم يحضر معنا في تونس اما في خصوص الجلوس بمقهى الروتوند بتونس العاصمة فاني لم اقل الدكتور القربي هو مثل الزعيم بورقيبة في التواضع فالزعيم بورقيبة هو رمز الامة و فلتة من فلتات الدهر لا يمكن ان اشبه القربي بالعملاق و حتى اذا ذكرته في مناسبات بالخير فهو نتيجة ما رواه لي سي جعفر الاكحل من احسان الوزير و عطفه على نجلة الاخ جعفر و تشغيلها و السعي الى تشغيل امراة مجازة في سن الاربعين استاذة و تشغيل فتاة من خنيس بالقرب من مسكنها 2 كم و تشغيل شاب من خنيس هذه الحالة التي ذكرها لي سي جعفر جعلتني اقول في بيته و الله هذا عمل طيب يستحق الذكر و الشكر .

7– ختاما اؤكد للاخ عامر البريء في نقل المعلومات المغلوطة ان التحري من شيم المؤمن و من اخلاق المسلم و من تواضع الانسان  المتشبع بالقيم و المبادئ و ان مكانة الانسان ليست بشهادة الدكتور فحسب او بالمركز الاجتماعي بل هناك عدة شروط و مناقب اخرى. و ان الحكمة و الموهبة من الله تعالى و كم من انسان مستواه الثقافي التحصيل او الاهلية من جامع الزيتونة و لكن فصاحته و طلاقته و شجاعته و كرم لسانه و موهبته لا توجد عند صاحب الدكتورا و اذا اراد سي عامر ان نجري مناظرة تلفزية او غيرها في حوار مباشر بكل تواضع و بعيدا عن النفاق و الرياء و الاعجاب و الغرور فليختار من يريد لنتحاور في كل القضايا وقتها يحكم من هو البسيط و من هو المتشبع ياترى و بدون تعليق………..

و الغريب ان الذي يطالع رد جعفر الاكحل و ردك يشتم رائحة توزيع الادوار و الاقوال الملفقة و الافتراءات المخططة  و الطامة الكبرى يوم الحاقة و القارعة  » يوم لا ينفع مال و لا بنون الا من اتى الله بقلب سليم  »  صدق الله العظيم

قال الله تعالى  » و من يكسب خطيئة او اثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا و اثما مبينا »  الآية 112 النساء  

و اختم بقوله تعالى: » يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا  »  صدق الله العظيم  

مع تحياتي لأحرار خنيس الأفاضل و ألف معذرة اذا فهم بعضكم الرد بمفهوم آخر فالتوضيح ضروري للتاريخ و للرأي العام

ملاحظة هامة كتبت هذا المقال و أنا متأملا في من بناء قصر الجم الأثري و الدوام لله وحده

محمد العروسي الهاني

 

 


المجتمع المدني والتمويل الأجنبي

بقلم: عامر عياد   كان للشهيد فتحي الشقاقي عبارة موحية عن المثقف حين طلب منه تعريفه » إن المثقف أول من يقاوم و آخر من يهزم بل ينبغي ألا يهزم » . فالمثقف هو ضمير الآمة الحي الذي اذا هزم هزمت الآمة وانكسرت و عليه فلا بد أن يظل دائما يقضا ، مقاوما، متحفزا. المثقف/الضمير في زمننا الرديء هذا أصبح عملة نادرة حين طغت على السطح عملات أخرى مزيفة، ملتبسة ، ضالة و مضللة . ومع اشتداد الهجمة الأمريكية الإسرائيلية على المفاصل الإستراتيجية للأمة باتت الفتنة اشد ظلاما و المثقف/الضمير اقل وجودا أو تأثيرا وانتشرت دكاكين حقوق الإنسان و المجتمع المدني التي تدعي الدفاع عن هذا الإنسان و ذاك المجتمع و هي في اغلبها مجرد أدوات طيعة في أيدي القوى الغربية و في طليعتها واشنطن لاختراق مجتمعاتنا و لتفكيكها و إعادة تركيبها وفقا للمصالح الإستراتيجية الأمريكية التي هي في الأصل ابرز تجليات الإستراتيجية الإسرائيلية في المنطقة. إن أمريكا التي لها في العالم 720 قاعدة عسكرية ينتشر فيها 452 ألف جندي على امتداد 28 دولة لا يكفيها هذا إنها تريد الاستناد إلى شرعية مجتمعية أكثر من استنادها إلى شرعية القوة المسلحة. وظاهرة التمويل الأجنبي لمراكز البحوث أو بعض المؤسسات الاجتماعية قديمة قدم الظاهرة الاستعمارية في بلادنا و لكنها كانت محدودة و موضع اتهام من جانب قوى التحرر الوطنية و القومية و الإسلامية و اليسارية. على أن الظاهرة المذكورة انتقلت إلى مستوى نوعي جديد بداية في دول أوروبا الشرقية مع نهاية الثمانينات و أوائل التسعينات .. وقد لعبت دورا بارزا في الانتفاضات التي اندلعت في تلك البلدان. و قد كانت الحكومة اليوغسلافية السابقة في عهد ميلوزوفيتش قد أصدرت بيانا تفصيليا عن كيفية تغلغل النفوذ ين الأمريكي و الأوروبي من خلال منظمات حقوق الإنسان أو التدرب على الديمقراطية أو إدارة مراكز الاقتراع. و قالت سارة باكستر مراسلة الصنداي تايمز البريطانية في عدد 23ا فريل 2007 :  » إن الثورة البرتقالية كانت واحدة من الثورات التي اشرف عليها إلهاما و تمويلا و توجيها السيد  » اكرمان  » مدير المركز الدولي للصراعات الغير عنيفة  » في واشنطن و مدير بيت الحرية « (فريدوم هاوس) وكذلك جورج لوروس صاحب مؤسسة سوروس التي تمول بدورها منظمات المجتمع المدني. وقد شكلت النجاحات التي تحققت عبر الأفراد و المنظمات المعتمدين على التمويل الأجنبي تشجيعا لتعميم التجربة عالميا فكانت واحدة من سمات العولمة و الهيمنة الامبريالية في مرحلتها الجديدة ما بعد انتهاء الحرب الباردة ، وان كانت تمرر في السابق تسللا و تحت أغطية كثيفة بسبب انتهاكها لمبدأي سيادة الدولة و عدم التدخل في الشؤون الداخلية فقد أصبحت و منذ العهد الثاني للرئيس كلينتون علنية ، وراح البعض على المستويين العالمي و المحلي يعتبرها أمرا  » مشروعا ». وقد صرح احد  » اراخنة  » حقوق الإنسان في تونس لصحيفة الشروق اليومي الجزائرية :  » مادامت الحكومات تتلقى المساعدات الخارجية فلماذا لا يكون من حق الأفراد و المنظمات غير الحكومية أن تتلقى المساعدات الخارجية؟ « .   وراح آخر في إحدى مقالاته بجريدة القدس العربي يدافع عن نظرية انتهاء مبدأي سيادة الدول و عدم التدخل في الشؤون الداخلية الذين قام عليهما القانون الدولي منذ اتفاقيات ويستفاليا في أواسط القرن الرابع عشر و كرسها ميثاق هيئة الأمم المتحدة و من قبله ميثاق عصبة الأمم.   إن إسقاط مبدأي سيادة الدولة و عدم التدخل في الشؤون الداخلية يعني إلغاء للقانون الدولي و زج العالم في فوضى  » مشرعنة » تلقي و ما تسميه واشنطن  » الفوضى الخلاقة  » .   إن إسقاط هذين المبدأين يعني استباحة الدول للهيمنة الخارجية و من ثم لا حاجة إلى إظهار المخاطر والسلبيات التي ستلحق شعوبنا على كل المستويات ، في حالة التسليم بهذه الاستباحة.   إذا كان القانون الدولي يعطي الحق للدولة ذات السيادة أن تتلقى المساعدات الخارجية فان الشعوب ترفض أن تتلقى دولها مساعدات مشروطة تمس السيادة و تصادر الاستقلال و تستبيح المصالح العليا للدولة و الشعب الأمر الذي يسقط حجة تشبه الأفراد و المنظمات و الأحزاب بالدولة.فالذي ينطبق على الدولة لا ينطبق على المنظمات أو الأفراد هذا من جهة و من جهة أخرى فان التساهل تحت اى حجة بتلقي المساعدات الخارجية من قبل أفراد و أحزاب أو منظمات غير حكومية و بعيدا عن مراقبة الدولة و قوانينها يشكل خطرا على الأمن القومي لأية دولة ، فضلا عن إفساده المنظمات و الأفراد و إيقاع الفتن الداخلية.   و عبثا يحاول احد إقناعنا انه يتلقى مساعدات غير مشروطة من أمريكا أو الدول الأوروبية أو من ينوب عنهما، لان من الوهم إسقاط تجربة التاريخ القديم و المعاصر ، فالظاهرة ألان عالمية و قد أصبحت فضائحها تزكم الأنوف أينما حلت و تحت أي اسم استخفت.   إن التمويل الخارجي المذكور لا يمكن فهمه إلا في سياق المحاولات الأمريكية و الأوروبية لاختراق العالمين العربي و الإسلامي تحت شعارات الديمقراطية و حقوق الإنسان و المرأة.   و نذكر أن حزب التجمع المصري و هو احد ابرز الأحزاب المصرية قد شكل لجنة سنة 1999 لبحث مسالة التمويل الأجنبي خصوصا و قد عرض عليه المعهد الجمهوري و الديمقراطي الأمريكيين تدريب كوادر التجمع على العمل السياسي و الجماهيري و الانتخابات.   و قد كان قرار اللجنة الذي اقره المكتب السياسي للحزب : رفض أي تميل من أي جهة مع السهر على تنقية المجتمع المدني من انحرافات و من أي جماعات تشوه وجهه الناصع عبر تميل مشبوه المصدر و الغايات.   هذا التمويل المدان و غير القانوني يستهدف تحقيق غايات سياسية و اقتصادية تخدم مصالح الغرب و الدولة العبرية، وذلك باعتماد مسميات ووسائل جديدة تجذب قطاعات من النخب عن وعي أو غير وعي و قد طغت عليهم طموحات مالية غير مشروعة و سهلة التناول ، ولو على حساب الكرامة الوطنية و مصلحة الشعب.   يجب أن يرى التمويل الأجنبي في البلدان العربية و الإسلامية و دول العالم الثالث بمفهومه الصحيح وهو سعي الجهات الامبريالية للسيطرة و التغلغل من خلال مقولة تشجيع منظمات المجتمع المدني. يذكر انه في جويلية 2004 أطلقت مجموعة الثمانية الاقتصادية مبادرة سميت  » الشراكة من اجل التقدم و مستقبل مشترك مع منطقة الشرق الأوسط الكبير و شمال إفريقيا » و العنصر الأساسي في هذه المبادرة هو  » منتدى المستقبل الذي يعمل كإطار لاجتماعات منتظمة تهدف إلى التركيز على مسائل الإصلاح و التواصل مع القطاع الخاص و منظمات المجتمع المدني.   و في مؤتمر ألثمان الأخير انتزعت الولايات المتحدة الأمريكية قرارا بتخصيص أموال لدعم المجتمع المدني ضمن إطار الشرق الأوسط الواسع.   وفي المنتدى الاجتماعي الذي عقد بالبحرين سعت الإدارة الأمريكية و بدعم أوروبي غالى انتزاع إقرار من الدول العربية المشاركة بشرعنة الدعم الخارجي لما يسمى المجتمع المدني و من دون تدخل الدول أو معرفتها أو إشرافها ، أي حق الاتصال المباشر بالأفراد و المنظمات ..الأمر الذي حال دون إصدار بيان مشترك عن المنتدى اثر انسحاب و رفض غالبية الدول العربية.   ولمزيد الإفادة نقدم بسطة عن أهم الجهات الممولة و هي بيت الحرية ( فريدوم هاوس) .   هذه المنظمة التي مولت و دعمت انتصار حركة تضامن في سياق الحرب الباردة بزعامة ليش فاليزا في بولندا في الثمانينات كما مولت المناهضين في صربيا و أوكرانيا و قيرقيزستان بعد انهيار الاتحاد السوفييتي عبر جهود المعهد الجمهوري الأمريكي.   بيت الحرية هذا يصنف إسرائيل كدولة ديمقراطية حرة بينما يسم مصر كدولة غير حرة و يجعل السعودية بلد يهدد الحرية في العالم و يصف ليبيا و إيران كحالتين شديدتي التطرف في قمع الحريات. و قد أصدر تقريرا عنوانه  » المطبوعات السعودية المثيرة للكراهية تملأ مساجد أمريكا  » وذلك ليحض على تغيير النظام السعودي لأنه يسمح بإعدام الشواذ جنسيا و يرفض سفور المرأة ..و هي المنظمة ذاتها التي انكشفت نياتها بشأن تقويض المجتمعات الإسلامية من قبل أنصار إعلان القاهرة لحقوق الإنسان في الإسلام ، و هذا البيت هو نفسه الذي رسم الإستراتيجية الأمريكية لنشر الديمقراطية عن طريق المنظمات غير الحكومية من خلال شهادة نائب رئيسها السفير مارك بالمر أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في 8 جويلية 2007 و التي قدم فيها أجندة العمل التي تتلخص في الرجوع إلى كتيب أصدره البيت سلفا بعنوان  » كيف يمكن الظفر بالحرية ؟ » و فيه 67 طريقة لقلب نظم الحكم من خلال منظمات المجتمع المدني بتكتيكات المقاطعة و المظاهرات و تعطيل المرور و الإضرابات والاعتصامات و العصيان المدني و تجريد الحكام من الشرعية، مطالبا بمزيد الدعم المالي لنشطاء حقوق الإنسان.   و قد خصصت الإدارة الأمريكية مبلغ 4،1 مليار دولار سنويا لتمويل هذه المنظمات و خصصت منها مبلغ 350 مليون دولار لمنظمات شمال إفريقيا.   خلاصة حديثنا:   إن التمويل الأجنبي هدفه الانقضاض على الشعوب و تخريب المنجزات الوطنية و اختراق الاستقلال الوطني عبر الجوعى إلى المال و السلطة.. و المأساة أن بعض هؤلاء لا يشعر انه يخدم أجندات أجنبية لأنه يعتبرها أجندته و مشروعه النضالي .   بعض هذه المنظمات تبرر اعتمادها على التمويل الأجنبي كونها مرغمة على ذلك لضآلة التمويل الذاتي من جهة و لقسوة و قمع حكوماتها لها و لان بمقدورها أن تأخذ المال الأجنبي و تطبق أجندتها الخاصة ، و هي بهذا تضحك على نفسها لان الدول الممولة و أجهزتها الاستخبارتية و المنظمات الغير حكومية التابعة لها ليست فاعل خير و إنما لها أجندتها و من لا يتوافق مع هذه الاجندة لا ينال منها تمويلا ، ولا حتى اعتباره من المجتمع المدني.   المهمة التي تتصدى لها المنظمات الممولة أجنبيا و بغض النظر عن مسمياتها هي إفساد اؤلئك الذين يعملون للصالح العام . فهي إذ تضعف الدولة فإنما تمتص الغضب السياسي من خلال حنفية الدعم.. إنها تسعى إلى تحويل ضمائر الأمة إلى ضحايا غير قادرين على المقاومة و الممانعة السياسية حيث تشكل جدارا عازلا بين الحكومات و شعوبها و تعظم في الوقت ذاته الولاء للأجنبي الممول.   إن الجمعيات الممولة من الخارج مخلب قط للأجنبي بل هي جسر عبور له لتعميق المحسوبية و نشر ثقافة التخريب و التطبيع و التراجع ، إنها ثقافة توزيع غنائم التمويل الأجنبي عن طريق نهب الأموال المحرمة و ادعاء نشاطات وهمية و احتكار المواقع للذات و الأقربون ، الأمر الذي يفرض على المنظمات الشريفة أن تسبح ضد التيار.   و لهذا فان المنظمات التي تعتمد على التمويل الذاتي على تواضعه تمثل في المقابل الظاهرة النضالية الجديدة التي تحافظ على كرامتها و كرامة شعبها و المصالح العليا للأمة و هي تشد الأحزمة على البطون.إن ثقافة التقشف و الاعتماد على الذات و تحمل الصعاب يجب إعادة إحياؤها و تفعيلها في الظروف الجديدة التي تسعى العولمة فيها إلى تحويل النخب و الشرف الوطني و عزة الأمة إلى سلع تباع و تشترى في الأسواق المفتوحة.   (المصدر: موقع « السبيل أونلاين.نت » بتاريخ 23 فيفري 2008)  

العدل أساس العمران
حافظ الغريبي   بعد أن حوّل بعضهم شارع باب البنات الى ساحة وغى لحروبهم السياسية متمترسين خلف اسوار المحاماة يبدو أن المثل العامي القائل «اللي في يدو حجرة يرميها» أصبح ينطبق على واقع الحال.. فالمحامون نالوا خلال اشهر قليلة ماظلوا يتناحرون عليه ومن أجله سنوات عديدة..    و«المهنيون» منهم بالاساس كما بعض الاطياف السياسية ايقنوا أن اقصر طريق لتحقيق مطالب المحامين هو الحوار بعيدا عن سياسة «ليّ الذراع» لمجرد اطالة الصراع بغاية توظيفه لأجندا سياسية معينة.   ان للدولة هيبتها ولاصحاب العباءة السوداء مكانتهم وللعدل سلطانه الذي يعلو ولا يعلى عليه وعندما فهم الجميع كل من موقعه ماله وما عليه وعندما احترم كل طرف قانون اللعبة سهلت المهمّة على الجميع وصعبت على قلّة قليلة لم تكن غايتها التغطية الاجتماعية ولا المعهد بل كانتا وسيلتهما للضغط على السلطة وخلق اجواء من التوتر المتوالد عنه المزيد من التوتر.   ولئن كان من حق كل الاطياف السياسية أن تنشط وتعارض وتقترح البدائل وتسعى للتغيير في اطار احترام القانون فانه ليس من حق أي تنظيم أو حزب بما فيه الحزب الحاكم أن يجعل أية مهنة حبيسة لاهدافه السياسيوية الضيقة.. فالهياكل المهنية جعلت للدفاع عن المهنة والتنظيمات والاحزاب جعلت للدفاع عن قناعات وتوجهات سياسية ولا مجال لاستخدام أي من الشكلين للآخر.   واعتقادي ان انتخابات عمادة المحامين رغم ما حمله الصندوق من مفاجآت للبعض وما اثاره من تخوّفات لدى اطراف اخرى حملت في ارحامها انموذجا لما يمكن ان تكون عليه العلاقات بين الهياكل المهنية وسلط الاشراف ومثالا حيا لشراكة فاعلة قوامها الاحترام المتبادل واللعب باوراق مكشوفة وغايتها خدمة الصالح العام ومراعاة الظروف ودقة المرحلة.   اليوم وقد حظي المحامون بالطمأنينة وتوفر لسلطة الاشراف الهدوء الذي ترغب فيه فان من أوكد الواجبات الانصراف للعمل الدؤوب المثمر ولعل من أوكد الاولويات ايلاء المتقاضي عناية خاصة.. عناية توفر له خدمات جيدة في ظروف مريحة.. والحكومة مطالبة اليوم واكثر من أي وقت مضى بالانفاق بسخاء على المحاكم لتأهيل القطاع الذي ظل لقلة الامكانيات يشكو نقائص ويفرز صورا لا تليق ببلد اختار أن يكون دولة القانون والمؤسسات.   (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 25 فيفري 2008)

 

قدموا « ملابس محتشمة » هدية للمطربة اللبنانية الشهيرة هيفاء وهبي وزوجة الرئيس التركي في حملة دولية للحجاب

 
دبي – فراج إسماعيل   أطلقت حركة المقاومة الإلكترونية الإثنين 25 -2-2008 حملتها السنوية « اليوم العالمي للحجاب » بتقديم ملابس جديدة « وصفتها بأنها أكثر احتشاما » إلى المطربة اللبنانية هيفاء وهبي، فيما أشادت بقرار السماح للمحجبات بدخول الجامعة التركية، محتفية بحجاب زوجة الرئيس التركي عبد الله جول الذي دخل القصر الرئاسي لأول مرة في تاريخ تركيا العلمانية.   وقال محمد السيد المشرف على موقع الحركة على الإنترنت http://www.hejabweb.com/  لـ(العربية. نت) « إن الهدية رمزية إلى فنانة كنا قد وضعناها على قائمة مطربات العري، ودعينا إلى مقاطعتها، وليتها تستجيب وتقبل منا هذه الهدية البسيطة، وتأخذها كنموذج لملابسها التي يطالبها به المجتمع، التزاما بالعادات والتقاليد، خصوصا أثناء إقامتها في مصر وظهورها في الحفلات العامة ».   وأضاف أنهم « سيوفرون زيا محتشما لكل فنانة رغم إمكانياتنا المتواضعة »، ونشرت حركة المقاومة الإلكترونية على موقعها صورة للملابس المهداة إلى هيفاء وهبي، وعلقت بأن ذلك لن يكلف المطربة قرشا واحدا رغم ما تملكه من ملايين، فالجمهور المصري لن يهون عليه أن يرى ملابسها الحالية ».   وتعلن الحركة التي تضم مجموعة من الشباب يتخذون من الإنترنت سبيلا لمقاومة ما يسمونه « العري في الوسط الفني والإعلامي » عن قائمة سوداء بانتظام تضم إليها ممثلين ومطربين، تصفهم بأنهم « يشجعون العري » وتدعو إلى مقاطعة أعمالهم، في الوقت نفسه التي تنشر فيها قائمة بيضاء لمن تصفهم بأنهم « محافظون »، وتقوم في بعض الحالات بعملية تنقل بين القائمتين، حسب تجدد تصنيفها للفنان أو الفنانة.   وقامت منذ عدة شهور بنقل الفنان عمرو دياب إلى القائمة البيضاء، وهذا ما فعلته مع الفنان عادل إمام بعد زواج ابنته من نجل قيادي إخواني، لكنها أعادته بعد ذلك إلى القائمة السوداء، وبررت ذلك باستمراره في « أفلام ومسرحيات تخدش الحياء ».   خريطة للمحجبات   ويشدد محمد السيد مرارا على أن الحركة سلمية ولا تتخذ مواقف سلبية ضد الأغاني والموسيقى وغيرهما من الأعمال الفنية، لكنها تطالب فقط بابتعادها عن « العري والإباحية »، وقال « إن الحملة التي انطلقت الإثنين بعنوان « الدفاع عن الحجاب » يشارك فيها التجمع العالمي لنصرة الحجاب، واللجنة العالمية للدفاع عن الحجاب، ولجنة الدفاع عن المحجبات في تونس ».   وأضاف « تم تدشين ثلاثة مواقع إلكترونية باللغات العربية والإنجليزية والتركية في إطار الحملة تتحدث عن وضع المحجبات في العالم، وبؤر الإرهاب ضدهن »، كما تضمنت الحملة نشر خريطة للمحجبات حول العالم.   وأظهرت الخريطة حسب محمد السيد « 3 مستويات من الحرب على الحجاب حول العالم »، وتشير إلى « انتهاكات خفيفة في أمريكا وكندا وفرنسا وتضييق وحرمان من الوظائف العليا في دول أوروبية وإفريقية ».   وفيما وضعت « تونس » ضمن أحد مستويات الحرب على الحجاب، أبرزت انتشاره في الدول الخليجية ومصر، وأشادت بقرار البرلمان التركي الذي يسيطر عليه حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الإسلامية، بالسماح للمحجبات بدخول الجامعات.   حجاب « خير النساء »   كما أبرزت الخريطة عن حجاب « خير النساء » وهو اسم السيدة الأولى في تركيا زوجة رئيس الجمهورية عبد الله جول التي تصر على الظهور بحجابها، ونشر أفلام وثائقية قصيرة عن المحجبات. ووجهت حملة اليوم العالمي للحجاب « رسالة لوم وعتاب » للدول العربية والإسلامية التي تمنع المرأة من الترقي إلى المناصب الهامة والحساسة.   وقالت « هذا يدل على تفرقة ليست من سمات الأمم الناهضة، وأن المرأة يجب أن تأخذ كافة حقوقها المشروعة والتي من بينها تقلد المناصب والإدلاء برأيها في صناديق الانتخاب ».   وكانت « خير النساء » زوجة الرئيس التركي عبد الله جول قد رفعت مع أخريات عام 1998 دعوى قضائية أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ضد الحكومة التركية لرفضها دخول المحجبات إلى الجامعة، وبالتالي رفض التحاقها بكلية الآداب جامعة أنقرة. وبعد وصول زوجها إلى رئاسة الجمهورية استطاعت أن تدخل القصر الرئاسي كأول زوجة محجبة منذ إعلان كمال أتاتورك الحكم العلماني في تركيا.   (المصدر: موقع « العربية.نت » (دبي) بتاريخ 25 فيفري 2008)


إثر أسابيع من مقتل «أبو الليث الليبي»… ليبيا تُطلق «ثلث» معتقلي «الجماعة المقاتلة» بعد تجدد الحوار مع قيادتها

 

لندن – كميل الطويل       أُعلن في ليبيا أمس أن السلطات الأمنية تستعد للإفراج عن «ثلث أعضاء الجماعة الإسلامية المقاتلة» المعتقلين، في ضوء حوار جار بعيداً عن الأضواء بين الدولة الليبية وقادة هذه الجماعة. ويأتي الإعلان عن إطلاق معتقلين وتأكيد الحوار مع قادة «المقاتلة» بعد أسابيع من قتل الأميركيين القيادي الكبير في هذه الجماعة «أبو الليث الليبي» في باكستان، علماً أن الأخير كان يقود تياراً في الجماعة معارضاً لأي مفاوضات مع الحكم الليبي وأعلن في أيلول (سبتمبر) العام الماضي انضمام «المقاتلة» إلى «تنظيم القاعدة».   وأصدرت «مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية» بياناً أمس أعلنت فيه «استمرار الحوار مع الجماعة الليبية المقاتلة ممثلة في قيادتها ومشاركة بعض الشخصيات الفكرية الإسلامية». ولم يسمّ البيان قادة «المقاتلة»، لكن معروف أن «أمير» الجماعة عبدالله الصادق ومسؤولها الشرعي «أبو المنذر الساعدي» شاركا في كل الاتصالات السابقة مع الحكم الليبي الذي كان تسلمهما من الاستخبارات الأميركية عام 2004 (اعتُقلا في هونغ كونغ وتايلاند).   وأضاف بيان مؤسسة القذافي: «وقد نتج عن هذا الحوار أن باشرت الجهات المختصة في التحضير للإفراج عن ثلث أعضاء الجماعة المقاتلة (المعتقلين)»، من دون أن تحدد رقماً لعدد هؤلاء. لكنها أشارت إلى أن الحوار يتم «تحت الإشراف المباشر» لرئيسها سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي.   واتصلت «الحياة» بالسيد نعمان بن عثمان، عضو مجلس الشوري سابقاً في «المقاتلة»، فقال إنه في ليبيا حيث يشارك في الاتصالات الجارية بين قادة هذه الجماعة وأجهزة الدولة الليبية. ورفض بدوره أن يقدّم رقماً محدداً لعدد الذين سيفرج عنهم، علماً أنه أبلغ «الحياة» قبل أسابيع أن أجهزة الأمن الليبية أبلغت عائلات 90 من «المقاتلة» أن العقيد معمر القذافي وقّع أمراً بالإفراج عنهم. وأوضح أن مسؤول جهاز الأمن الداخلي الليبي عبدالله السنوسي أبلغ بنفسه بعض عائلات المعتقلين قرار الإفراج عنهم.   ومعلوم أن جولات سابقة من الحوار بين السلطات الليبية وقادة «المقاتلة» المعتقلين جرت قبل نحو عامين (في 2006)، لكنها لم تؤد إلى «اختراق». إذ أصرّ قادة «المقاتلة» على أن يتم التشاور بينهم وبين قادة جماعتهم في أفغانستان وإيران قبل التوصل إلى أي اتفاق مع حكم العقيد القذافي. وسمّى القادة المعتقلون أربعة من القياديين الفارين على رأسهم «أبو الليث» – إضافة إلى «الأخ عروة و «الشيخ عبدالله سعيد» و «الشيخ أبو يحيى الليبي» – قالوا إنهم يريدون إشراكهم في الحوار الدائر مع الحكم. لكن «أبو الليث» لم يرد علناً أبداً على رغبة قادة جماعته، وإن كان نُقل عنه انه يرفض محاورة حكم العقيد القذافي. وتُرجم هذا الموقف في صورة علنية عندما ظهر «أبو الليث» في شريط فيديو في أيلول (سبتمبر) الماضي وأعلن انضمام «المقاتلة» إلى «القاعدة»، لتكون بذك الجماعة المغاربية الثانية التي تنضم إلى تنظيم أسامة بن لادن بعد «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» الجزائرية. وظهر في شريط الفيديو ذاته الدكتور أيمن الظواهري، الرجل الثاني في «القاعدة».   لكن إعلان «أبو الليث» انضمام «المقاتلة» إلى «القاعدة» لم يلق ترحيباً من قادة جماعته المعتقلين في ليبيا الذين على رغم معارضتهم هذه الخطوة بقوا صامتين ولم يصدر عنهم موقف ايجابي ولا سلبي.   وفي معلومات «الحياة» أن الحوار بين هؤلاء والحكم الليبي استؤنف مجدداً قبل أسابيع، بعد فترة طويلة من التوقف (خصوصاً في أعقاب انضمام «أبو الليث» باسم «المقاتلة» إلى «القاعدة»). وجرت جولات عدة من الحوارات المكثّفة في كانون الثاني (يناير) الماضي منحت السلطات الليبية خلالها قادة «المقاتلة» قدراً كبيراً من حرية التشاور في ما بينهم، إذ جمعتهم في مكان واحد بعدما كانوا في أكثر من سجن في طرابلس. وخلال تلك الفترة أُعلن في باكستان أن طائرة أميركية من نوع «بريديتور» أطلقت صاروخي «هلفارير» على موقع في وزيرستان مما أدى إلى مقتل عدد من العرب تبيّن أن بينهم «أبو الليث الليبي» (اسمه الحقيقي علي عمار الرقيعي) والقيادي في «المقاتلة» عبدالغفار الدرناوي (مسؤول «محطتها» في إيران).   (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 25 فيفري 2008)


مؤسسة القذافي تقول ان معارضا ليبيا مسجونا يلقى رعاية صحية

 
طرابلس (رويترز) – قالت مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية وهي مؤسسة خيرية يرأسها نجل الزعيم الليبي معمر القذافي ان معارضا ليبيا بارزا قالت منظمة مراقبة حقوق الانسان انه بحاجة عاجلة للرعاية الطبية يتلقى العلاج وان صحته تتحسن.  وفي يناير كانون الثاني دعت منظمة مراقبة حقوق الانسان ومقرها نيويورك ليبيا لاطلاق سراح فتحي الجهمي (66 عاما) قائلة انه في حاجة مُلحة لرعاية طبية بعدما أمضى نحو اربع سنوات في السجن بدون محاكمة. وذكرت المنظمة ان من رأوا الجهمي في السجن قالوا ان لون جلده تغير وانه فقد بعضا من وزنه وان رجليه متورمتان. كما انه ضعيف لدرجة انه لا يقوى على الحديث. ومن جانبها قالت المؤسسة التي يرأسها سيف الاسلام القذافي في بيان على موقعها على شبكة الانترنت ان أعضاءها زاروا الجهمي في مركز طرابلس الطبي. وجاء في بيان المؤسسة المؤرخ في 24 فبراير شباط « أكد الأطباء المشرفون على علاجه (الجهمي) أنه يخضع لفحوصات طبية شاملة وأن حالته الصحية تشهد تحسنا مستمرا. أكد الجهمي شعوره بتحسن حالته الصحية. » وتابعت المؤسسة انها رتبت لقيام أفراد من عائلة الجهمي بزيارته « كما قدمت عرضا لإخراجه من المركز الطبي وعودته لمنزله لتتولى الأسرة رعايته والاهتمام به الا ان الأُسرة لم تقدم ردا ايجابيا حتى الآن. » وأُلقي القبض على الجهمي وهو محافظ سابق عام 2002 حين انتقد القذافي ودعا لاجراء انتخابات كما دعا لحرية الصحافة والافراج عن السجناء السياسيين. وصدر ضده حكم بالسجن خمسة أعوام. وفي الاول من مارس اذار عام 2004 اجتمع السناتور الامريكي جوزيف بايدن مع القذافي ودعا للافراج عن الجهمي وبعد تسعة ايام اصدرت محكمة الاستئناف حكما على الجهمي بالسجن عاما مع ايقاف التنفيذ وامرت بالافراج عنه في 12 مارس. وفي وقت لاحق من نفس الشهر القي القبض على الجهمي مرة اخرى بعد ان ادلى بأحاديث كرر فيها انتقاداته. واتهم بمحاولة الاطاحة بالحكومة واهانة القذافي والاتصال بسلطات أجنبية.  وقالت السلطات الليبية انها تحتجز الجهمي لحمايته لانه « مضطرب عقليا ». وفي العام الماضي انتخبت ليبيا لعضوية مجلس الامن لمدة عامين بعد ان كان الغرب يقاطعها. وحسنت ليبيا صورتها في عام 2003 بقبول المسؤولية المدنية عن تفجير طائرة امريكية في عام 1988 فوق اسكتلندا مما اسفر عن مقتل 270 شخصا. وفي العام الماضي واصلت تقاربها مع الغرب بعد ان اعادت الى بلغاريا بموجب اتفاق مع الاتحاد الأوروبي خمس ممرضات بلغاريات وطبيبا فلسطينيا أدينوا بنقل الفيروس المسبب للايدز لاطفال ليبيين عمدا.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 24 فيفري 2008)  


ابن القذافي يتفاوض مع جماعة ليبية موالية للقاعدة
 
طرابلس (رويترز) – أعلنت مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية برئاسة سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي انها تتفاوض مع الجماعة الليبية المقاتلة الموالية للقاعدة بشأن الافراج عن عدد من أعضائها المسجونين. وأضافت المؤسسة انه نتيجة للمفاوضات تستسعد السلطات الليبية للافراج عن ثلث أعضاء الجماعة الذين يقضون عقوبات في السجن حاليا. وذكرت المؤسسة في بيان على موقعها على شبكة الانترنت « تعلن مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية عن استمرار الحوار مع الجماعة الليبية المقاتلة ممثلة في قيادتها وبمشاركة بعض الشخصيات الفكرية الاسلامية. » وتابع البيان المنشور بتاريخ 24 فبراير شباط « وقد نتج عن هذا الحوار ان باشرت الجهات المختصة في التحضير للافراج عن ثلث اعضاء الجماعة الاسلامية المقاتلة. » ولم يذكر البيان عدد السجناء من اعضاء الجماعة المحكوم عليهم بالسجن. ولا يتولى سيف الاسلام أي منصب حكومي رسمي ولكنه المبعوث الموثوق به لوالده. وأعلنت الجماعة عن وجودها لأول مرة في عام 1995 وتوعدت بالاطاحة بالقذافي وشنت اعمال عنف في ليبيا الدولة المصدرة للنفط وعضو منظمة اوبك. وفي نوفمبر تشرين الثاني عام 2007 اعلن ايمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة انضمام الجماعة الليبية للتنظيم. وفي يناير كانون الثاني 2008 قتل ابو ليث الليبي احد الاعضاء البارزين المقاتلين في الجماعة والقائد الميداني في القاعدة فيما يشتبه انه هجوم صاروخي امريكي في باكستان. وكان أعضاء في الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة من بين سجناء شاركوا في مصادمات مع الحرس والشرطة في اعمال شغب شهدها سجن ابو سليم في اكتوبر تشرين الاول 2006 والتي اسفرت عن مقتل شخص واصابة 17. وفي ذلك الوقت كان أكثر من مئة من اعضاء الجماعة يقضون عقوبات طويلة في سجن ابو سليم من بينها السجن مدى الحياة.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 24 فيفري 2008)
 


استبعاد اجراء أول انتخابات برلمانية في قطر عام 2008

 

الدوحة (رويترز) – صرح رئيس الوزراء القطري بأنه لا يتوقع ان تجري انتخابات برلمانية في بلاده هذا العام لانها لا زالت في مرحلة اعداد الاطار القانوني. وكانت قطر تهدف لاجراء أول انتخابات برلمانية في البلاد عام 2007.  وقال الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في مقابلة مع رويترز في مطلع الاسبوع « لا اعتقد هذا العام .. انها المرة الاولي التي تجري فيها الانتخابات في قطر وينبغي ان تجري على نحو سليم ووفق معايير دولية. » وفي منتدى للديمقراطية استضافته قطر عام 2006 صرح الشيخ حمد بأن الاطار القانوني سيكون جاهزا في منتصف عام 2006 وان الانتخابات ستجري في اوائل عام 2007.  وقال الشيخ حمد الذي تولى رئاسة الوزارة في ابريل نيسان لرويترز « نحتاج لتجهيز كل القوانين. »  وباستثناء الكويت فان الدول الخليجية الخمس الاخرى بها مجالس استشارية تقوم بعمل البرلمان وتتمتع بسلطات محدودة أو بدون اي سلطات. وفي البحرين يقتسم البرلمان حقوقه التشريعية مع مجلس معين.  وعدل أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الدستور واجرى انتخابات بلدية لتمهيد الطريق لقدر من الديمقراطية بعد سنوات قليلة من اطاحته بوالده في منتصف التسعينات.  ويختار الناخبون من الرجال والنساء 30 من اعضاء البرلمان المؤلف من 45 عضوا بينما يعين الأمير الباقين. ويوجد في قطر حاليا مجلس شورى يعين الأمير جميع اعضائه. ونص أول دستور للبلاد منذ الاستقلال عن بريطانيا في عام 1971 على اجراء انتخابات وأقره اغلبية القطريين في استفتاء عام 2003.  وقال رئيس الوزراء الشيخ حمد انه يشعر ان الانتخابات مهمة « لاي دولة تريد أن تدخل الساحة الدولية … ليس اقتصاديا فحسب بل وقانونيا ودستوريا. »  وبرزت قطر على الساحة الدولية من خلال صندوق يدير ثروتها السيادية البالغة 60 مليار دولار كما برزت بفضل شراء حصص في مؤسسات مثل بورصة لندن وكريدي سويس. كما تقدمت لاستضافة دورة الألعاب الاولمبية لعام 2016.  وقطر عضو في اوبك وتمتلك ثالث أكبر احتياطي من الغاز في العالم بعد روسيا وإيران ويزدهر اقتصادها بفضل أسعار الطاقة المرتفعة.  ويقول إبراهيم الإبراهيم المستشار الاقتصادي لأمير قطر ان تعداد سكان قطر حوالي 1.5 مليون نسمة ويقدر ان أقل من الثلث قطريون. وارتفع تعداد السكان في الآونة الأخيرة نتيجة تزايد العمالة الوافدة بفضل ازدهار مشاريع البناء.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 24 فيفري 2008)
 


 

لسبيل أونلاين
بسم الله الرحمان الرحيم

أثر اختلاف مناهج الفقهاء المعاصرين

في النزاع بين الإسلاميين 4/6

 
إعداد : الدكتور محمد البشير بوعلي  
 
3- من مظاهر الصدامات الدامية بين الفصائل الإسلامية : اعتادت مؤلفات جماعات الفصيل السلفي الصادرة عن كتّابه وفقهائه التهجم على المخالفين بمختلف مذاهبهم وفصائلهم، من شيعة وصوفية وإباضية فضلا عن فصيل الإخوان المسلمين وسائر التنظيمات المنشقة عنه. فمما أطبقت على تـأكيده كتابات المؤرخين والمحللين للحركات الإسلامية المعاصرة أن « لهذه الجما
 
أولا: صدامات دامية من بعض الأتباع
غير أن بعض أتباعهم يخرجون أحيانا عن هذا المنحى العام من مسالمة الحكام فيدخلون معهم في صدامات دامية ويرتكبون أحداث عنف، دموية، منها:
– مصادمة بعض أتباعهم –بعد شهور من التوتر اللفظي- لقوات الأمن التابعة لحكومة جبهة الإنقاذ الإسلامية بالسودان في 1994 بضاحية أم درمان، رغم معارضة بعض زعمائهم للمصادمة الجسدية. مما أسفر عنه أضرار بدنية لبعض أفرادهم ولبعض السكان المجاورين من أهل الحي الذين تضرروا من الغازات المستعملة في المواجهة. وقد كانت تلك المواجهات نتيجة اختلاف هذا التيار مع خط سلطة الجبهة في بعض القضايا الفقهية الفرعية، كمسألة التسعير في المعاملات المالية، ومسألة التنصيص على شرط الإسلام لرئيس الدولة، ومسألة تشريك بعض الطوائف المسيحية في السلطة، وفي مدى مشروعية الحرب الجارية في جنوب البلاد، وهل يجوز اعتبراها جهادا ووصف قتلى المسلمين بالشهداء… – إقدام بعض أتباعهم على محاولة الاستيلاء على السلطة في سلطنة عمان سنة 1993، لولا نجاح الجهاز الأمني في إحباط العملية التي انتهت بإلقاء القبض عليهم ثم إطلاق سراحهم منعًا للاحتقان بين الأهالي. مما أدى إلى حالة عامة من الاستياء في البلاد التي لم يألف أهلها مظاهر العنف. وذلك انطلاقا من اعتبار هؤلاء أن السلطة القائمة ليست شرعية لمخالفتها للخط السلفي الوهابي في معالجة القضايا، وعدم منعها لبعض مظاهر البدع في نظرهم.
– صدامات الجماعة الإسلامية السلفية المتكررة مع الشيعة في باكستان ومع أتباع الطرق الصوفية -وخاصة في المناسبات الدينية- مما كانت تترتب عليه ردود أفعال وثارات متتالية تعجز السلطات الأمنية أحيانا عن فضها. ووصلت حد اقتحام قاعة المحكمة وإطلاق النار على الخصوم من الطرف الآخر. تعبيرا عن عدم الرضا بتدخل السلطات الرسمية لفض النزاع.
– ما شب من مصادمات شنتها حركة « طالبان » السلفية خلال سنوات الحرب الأهلية ضد فصائل قدامى المجاهدين، ثم خلال سنوات إدارتهم لشؤون الدولة، التي اتسمت بالقسوة في معاملة المخالفين، سواء من الشيعة أو من المعارضين لهم من أهل السنة.
– التفجيرات العنيفة والصدامات الدامية التي نشبت بين مجموعات تنتمي إلى التيار السلفي المتمرد على سياسة الدولة السعودية، وبين قوات الأمن الرسمية، مما أدى إلى فقدان الأمن وأثار حالة من الهلع في ربوع المملكة لعدة شهور متتالية، ذهب ضحيتها عشرات الأرواح، وتضرر منها مئات الأبرياء، بسبب التعنّت وردود الأفعال المتشنّجة من كلا الطرفين.
 
ثانيا:هجمات من جماعات العنف المنشقة عن حركة الإخوان
ومن الجانب الآخر، كثيرا ما كانت جماعات العنف المنشقة عن حركة الإخوان المسلمين وامتداداتها في مختلف بلدان العالم الإسلامي تقوم من حين لآخر بهجمات تستهدف السلطات الأمنية أو مخالفيهم من شباب الفصائل الإسلامية، منها:
– قيام عمليات نزاع مسلحة عديدة في المدن المصرية بين السلطلت وأتباع التنظيمات المتشددة، أدت إلى سقوط عشرات الضحايا من الطرفين…وهذه الأحداث بدورها كانت دائما تؤدي إلى مزيد من توتر العلاقة بين هذه الفصائل الممارسة للعنف، وبين فصيل حركة الإخوان، بسبب معارضة زعماء وفقهاء الإخوان لتلك الأعمال. نذكر منها « جماعة المسلمين » كما أطلقت على نفسها وهي « جماعة التكفير و الهجرة » كما عرفت في الإعلام. وقد ظهرت في مصر خلال السبعينات، وهي تكفّر الحكومات و الشعوب المسلمة. وقامت بأعمال عنف شهيرة من أبرزها حادثة اغتيال وزير الأوقاف المصري محمد حسين الذهبي. وقد قُمعت من طرف السلطات المصرية.
– إقدام مجموعة من جماعة « التكفير والهجرة » سنة 1995م على مهاجمة المصلين في مسجد تابع لجماعة « أنصار السنة المحمدية » السلفية بضاحية أم درمان بالسودان خلال صلاة الجمعة، وإطلاق الرصاص على المصلين، بعد استحواذهم على أسلحة أفراد الشرطة الشعبية للحي.
– تخطيط نفس المجموعة المذكورة لاغتيال الشيخ حسن الترابي زعيم الجبهة القومية الإسلامية. ومحاولتهم اغتيال الزعيم السلفي أسامة بن لادن من خلال مهاجمة مقر شركة أعماله بضاحية الرياض بالخرطوم.
– أما في الجزائر فمن أعتى التنظيمات المتشددة : »الجماعات الجزائرية المسلحة »، فهي تكفر الجميع و لا يسلم من عنفها أحد حتى النساء و الأطفال و لا سيما الرضع. وأثبتت الإحصائيات أن أغلب ضحاياها هم من الإسلاميين من عناصر الجبهة الإسلامية للإنقاذ، و تركز مجازرها في المناطق التي صوتت بكثافة لصالح الجبهة في آخر انتخابات ديموقراطية في الجزائر. وصار من المؤكد أن هذه الجماعات المسلحة مخترقة من طرف السلطات بعدما أثبتت ذلك شهادات العديد من العناصر المنشقة عن المخابرات الجزائرية.
– وتمثل الجماعة الإسلامية المسلحة (الجيا) أبرز هذه الجماعات والتي وصلت عنفوانها في أواسط التسعينات. وقد تحالف معها لفترة وجيزة بعض من تبقى من قيادات الجبهة الإسلامية خارج السجن مثل الشيخ محمد السعيد و عبد الرزاق رجام -رحمهما الله- لكنهما لم يسلما من شرها فاغتالتهما في ظروف غامضة. ومن أعجب ما صدر عن هذه الجماعة إعلانها « قيام الخلافة الإسلامية »!!:وهي تعيش معزولة في أعالي الجبال.
– وتمثل جماعة « الدعوة والقتال » الفصيل الثاني الأهم من الجماعات المسلحة في الجزائر، وهي لا تقل عنفاً وتكفيراً عن الجماعة الإسلامية المسلحة. ويحمل اسم هذه الجماعة دلالات خاصة. فيشير جمعها بين الدعوة والقتال إلى تناقض صارخ. (2)
 
4 – من مظاهر النزاع اللفظي بين الاتجاهين التقليدي والتجديدي :
إذا ما غضضنا النظر عن سائر التنظيمات الإسلامية الصغيرة المنشقة عن هذين الفصيلين، واقتصرنا عليهما باعتبارهما الاتجاهين الأم، فإننا نلحظ بالتأكيد أن مظاهر النزاع اللفظي كانت ولا تزال على أشدها بين الاتجاهين السلفي التقليدي والوسطي التجديدي. والخطير في الأمر أن ذلك النزاع لم يقتصر بينهما على الأتباع العاديين من الشباب المتحمس لكل منهما، بل إن مظاهر التنازع كثيرا ما تنطلق من الفقهاء أنفسهم، الذين يختلفون فيما بينهم في أحكام القضايا والنوازل الفقهية الفرعية، تبعا لاختلاف منهج اجتهاد كل طرف منهما. وكثيرا ما يشتد النزاع اللفظي فيخرج عن الآداب الشرعية (3)، ولا تُراعي فيه حرمة الإسلام الجامعة للطرفين. حتى صار الاختلاف في الاجتهاد هو السمة الغالبة بينهما، وصار التنازع والسباب اللفظي وتبادل التهم والتشكيك في النوايا، نتيجة معهودة تالية لكل اجتهاد فقهي اختُلف في حكمه.
وأكثر من نال حظا من ذلك السباب الذي يصل حد التضليل والتكفير أحيانا هم رواد الاتجاه التجديدي وفروعه من فقهاء ومفكرين أكاديميين وحركيين، مثل الشيوخ محمد الغزالي ويوسف القرضاوي و حسن الترابي وعباس مدني ومحفوظ نحناح وراشد الغنوشي…
ونظرًا لكون هذا المقام لا يتسع لإيراد العديد من الشواهد، وتجنبا لانسياح جوانب المبحث، فإننا نقتصر على اثنين فقط من هؤلاء، باعتبارهما الأكثر شهرة من الفقهاء المعاصرين، وكذلك باعتبارهما أكثر من نال حظا من ذلك الهجوم المتأتي من فقهاء الاتجاه السلفي التقليدي، وهما الشيخان محمد الغزالي ويوسف القرضاوي.
 
أولا:الشيخ محمد الغزالي
فالشيخ محمد الغزالي قد ناله من نصيب ذلك الهجوم الحظ الأوفر، لطبيعة فكره المنفتح على الجديد وعلى الرأي الآخر من ناحية، ولطبعه الانفعالي المتسم برد الفعل في ردوده على قادحيه من ناحية أخرى. وقد وصف صديقه الشيخ يوسف القرضاوي حاله وما كان من مواجهة مخالفيه بقوله: « لقد كتبت الأقدار على الشيخ الغزالي أن يحارب في جبهتين واسعتين:
الأولى : جبهة الخصوم الكائدين للإسلام، المتربصين به الشر، الكارهين لانتشار أنواره وعودته إلى قيادة الحياة من جديد…
والجبهة الثانية : جبهة (الأصدقاء الجهلة (4)) للإسلام، الذين يضرون الإسلام أبلغ الضرر من حيث يريدون أن ينفعوه، يهمشون وجهه من حيث يظنون أنهم يدفعون ذبابة عنه! هؤلاء الذين سماهم الشيخ (الدعاة الفتّانين) الذين يشغلون الناس بالفروع عن الأصول، وبالجزئيات عن الكليات، وبالمختلف فيه عن المتفق عليه، وبأعمال الجوارح عن أعمال القلوب » (5).
وعبر الغزالي نفسه عن بعض الأذى الذي لحقه من أولئك بقوله: « وقد شتمني بعض الناس، فوجدت الإعراض أولى، ومَنْ مِن الأنبياء لم يُشتَمْ؟ فليتأسّ بهم أتباعهم في الصبر والتجاوز. ولكنّ الشتم الذي أوجعني: اتهامي بأني أخاصم السنة النبوية!. وأنا أعلن أن الله ورسوله أحب إلي مما سواهما، وأن إخلاصي للإسلام يتجدد ولا يتبدد، وأنه أولى بـأولئك المتحدثين أن يلزموا الفقه والأدب، فغايتي تنقية السنة مما قد يشوبها » (6).
ومع أن الشيخ الغزالي قد اعتاد على تهجم فقهاء وأتباع الاتجاه السلفي الوهابي عليه وتجريحه، إلا أن تهجمهم اللفظي قد اشتد ضراوة بعد صدور كتابه « السنة بين أهل الفقه وأهل الحديث » مع أن غايته من تأليفه كانت الدفاع عن السنة في مواجهة الطوائف العلمانية، كما أكد ذلك القرضاوي بقوله: « أما كتابه الأخير (السنة بين أهل الفقه وأهل الحديث) الذي هاج عليه خصومات الكثيرين واستثار أقلاما عدة لترد عليه بقسوة وحدة، فمنطلقه فيه الدفاع عن السنة أمام فريق (العقلانيين). ولو أدى ذلك إلى رد بعض الأحاديث الثابتة في الصحاح إذا ناقضت منطق العقل، أو منطق العلم، أو منطق الدين نفسه، حسبما يراه… ولكن الكتاب ليس كما تصوِّره الحملة عليه، كأنه كتاب ضد السنة، ولا كما تُصور مؤلفَه وكأنه ينكر السنة، فهذا ظلم بيّن للشيخ الذي طالما دافع عن حجية السنة المشرفة وهاجم خصومها » (7).
ومع كل ذلك فقد كان الشيخ الغزالي شديد الحرص على تجاوز أسباب الشقاق والدعوة إلى الوفاق بين الفصيلين الأكبرين في الساحة الإسلامية الدعوية والفقهية، إدراكا منه لخطورة ذلك على الأمة الإسلامية خاصة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخها، حيث يقول متوجها بندائه إلى كلا الطرفين: « …وأخيرا: أريد أن أقترح تعاونا مثمرا بين مدرستيْ الأثر والرأي في ثقافتنا الإسلامية، فإن استباحة أحد الفريقين للآخر وخيم العقبى على أمتنا المنهكة المحاصَرة…فجمْع الشمل أولى، والتلاقي على أركان رسالتنا أهم من التخاصم على سفاسف الأمور »(8).
 
ثانيا:الشيخ يوسف القرضاوي
لم يسلم الشيخ يوسف القرضاوي بدوره من تهجم علماء وفقهاء الاتجاه السلفي الوهابي، مع هدوء طبعه وعفة لسانه، فهو لا ينفعل ولا يرد الكيل بمثله خلافا للشيخ محمد الغزالي، ولكن ذلك لم يشفع له عندهم طالما أنه من أتباع الاتجاه التجديدي، بل هو من أبرز رواد هذا المنحى في الدعوة عموما وفي الاجتهاد الفقهي خصوصا، كما يقرر ذلك هو نفسه ويُكثر من تكراره في كتاباته. كما لم يكن تهجم بعض الفرق الغالية والمنحرفة على الشيخ القرضاوي داعيا لتخفيف السلفيين الوهابيين من وطأة الحرب اللفظية الموجهة ضده. حتى قال مستغربا –في سياق حديثه عن جماعة الأحباش اللبنانية المنحرفة-: « ومن الغريب أن هؤلاء الأحباش يتهمونني بأنني وهابي متعصب لأئمة الوهابية، فلا أكاد أتحدث إلا عن ابن تيمية وابن القيم ومدرستهما ، ويتهمونهما بأنهما خالفا الإجماع في كذا وكذا مسألة. في الوقت الذي يوزع الإخوة الوهابيون أو السلفيون منشورات تهاجمني في جدة والرياض وغيرهما من مدن المملكة. فلم أُرض هؤلاء ولا هؤلاء، وكلاهما يرد على الآخر. وأحب أن أُؤكد أن هذه الهجمة المنظمة من الطرفين لن تُثني عزمي عما نذرت له نفسي…وهو الدعوة إلى (وسطية الإسلام)، ولن أتنازل عن منهجي، المشدد في الأصول، الميسر في الفروع، القائم على التيسير في الفتوى والتبشير في الدعوة » (9) .
 
————————————————————————————-
الهوامش :
1 – خليل علي حيدر، الحركات الإسلامية في الدول العربية، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أبو ظبي، ط1، 1998م، ص47. 2 – انظر: موقع « تونس نيوز » العام الرابع، العدد 1257 ، بتاريخ 29/10/2003م، مقال بعنوان « جولة حول فسيفساء التيارات السلفية المعاصرة »، لخالد بن سليمان. (بتصرف) 3 – يقول محمد السيد الجليند في سياق وصفه للسلفيين الوهابيين: « ومما يؤسف له أنهم يعاملون المخالف لهم في الرأي من منطلق سوء الظن بعقيدته، ويرى بعضهم وجوب المقاطعة، وقد يترتب على هذا توجيه الاتهامات بالكفر والفسق في كثير من الأحيان » انظر: الجليند، محمد السيد، منهج السلف بين العقل والتقليد، دار قباء، القاهرة، 1999، ص177. 4 – لم يكن انشغال الشيخ الغزالي بمواجهة الطوائف العلمانية الحادة في مصر والعالم العربي مبررا عندهم لتخفيف وطأة الهجوم عليه. ففي الوقت الذي كان الشيخ يدافع عن الحجاب من هجوم العلمانيين المستهدفين لبعض المتحجبات، كان كتاب وفقهاء الوهابية يهاجمونه بسبب موقفه من النقاب. انظر: محمد الغزالي، السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث، بيروت، دار الشروق، ط1، 1989م، ص36. 5 – يوسف القرضاوي، الشيخ الغزالي كما عرفته، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط1، 2001م، ص354، 355. 6 – القرضاوي، الشيخ الغزالي كما عرفته، ص184. 7 – القرضاوي، الشيخ الغزالي كما عرفته، ص151، 152. 8 – محمد الغزالي، علل وأدوية، ص103. 9 – يوسف القرضاوي، فتاوى معاصرة، الكويت، دار القلم، ط2، 2002م، ج3، ص689.
 
المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 24 فيفري 2008

 

عندما يصبح الحصار طريقا للإنتصار

* علـــي شرطـــاني

– حقيقة الأمر :

فلئن كان الإستبداد وفساد الأنظمة حقيقة، فأن ذلك ليس كاف لأن يكون سببا في الركود والخوف والطمع، ورسوخ عقلية الإنتظار والبحث عن جهة سحرية ما ترفع عن هذه الشعوب الظلم والحيف والغبن، حتى لو كانت هذه الجهة احتلالا أجنبيا… وتمكنها من « الإستقلال والتحرر ». ولئن كان صحيحا كذلك أن مرحلة الإنحطاط والظلم وفساد نظام الحكم في العهد العثماني، ومرحلة الإستعمار الغربي لأوطان شعوب أمة العرب والمسلمين، وبرنامج الدولة العلمانية والتقليدية الحديثة، فإن ذلك لا يقوم عذرا لهذه الشعوب أن تكون على هذا الوضع الذي ليس في العالم تقريبا من يقبل أن يكون عليه. صحيح فقد كان لهذه المحطات التاريخية من التراكم السلبي ما تنوء بحمله الجبال، والمهمة ليست سهلة. ولكن أشد الخطر الذي أصبح محدقا بهذه الشعوب، هو ضعف الروح المعنوية والشعور بالإنهزام الحضاري أمام التفوق الغربي والوهن (الذي هو حب الدنيا وكراهية )في عصر المادة والمتعة، وقد انضاف إلى كل ذلك بعد ذلك عاملي الخوف من كل شيئ والطمع في كل شيئ، بعد أن خلت القلوب من الخوف من الله والطمع فيه وحده سبحانه وتعالى. ولئن كانت كل هذه العوامل التاريخية والثقافية والحضارية الكبرى القاهرة سببا في تردي أوضاع شعوب الأمة، فإن الأشد خطرا فيها ومن بينها، هو البرنامج الثقافي والسياسي والإقتصادي والإجتماعي للدولة التقليدية والعلمانية الحديثة على حد سوى، الذي كان برنامج الولاء للذين من الفروض أنهم أعداء، والعداء للشعوب ولمن من المفروض أنهم أولياء. وفي هذه الفوضى وهذا الإنقسام الخطير، تتنزل القضية الفلسطينية التي هي في الحقيقة قضية الأمة كلها وكل الأحرار في العالم. ولهذه الأسباب، وفي هذا الإطار، وفي هذه الفوضى وهذا الإنقسام الخطير، كان موقف الشعوب العربية والإسلامية بأنظمتها ونخبها وعلمائها من الحصار المضروب على قطاع غزة تحديدا بالسلبية التي نعيشها.فقي الوقت الذي كان شعبنا الفلسطيني قد أمضى ثمانية أشهر تحت الحصار الدولي، والذي اشتدت فيه معاناته بقطع الماء والكهرباء والوقود والدواء وكل ضروريات الحياة، مع استمرار القصف والتوغل والإغتيال، وإلحاق الدمار بالحجر والمدر والبشر أطفالا ونساء ورجالا، كانت شعوب أمة العرب والمسلمين متخذة من المشهد الدموي الدرامي التدميري المحزن فرجة لها، ومن الموقف الرسمي الشريك في الجريمة مانعا لها من التحرك والإحتجاج، والبحث عن السبل المناسبة لدعم الشعب الفلسطيني الذي أخضعه التحالف الصليبي الصهيوني العربي « الإسلامي »للإبادة.

 

– الشعب القدوة؟ ! :

العجيب والغريب في الأمر، أن شعوب الأمة لم تكن على مقتضى ما يوجب عليها الإسلام من الثورة على الحاكم الظالم، على قاعدة قول الخليفة الراشد الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه « أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيت الله فلا طاعة لي عليكم »، لأنها لم تعد في الحقيقة على الثقافة الواعية المسؤولة للإسلام، ولم تكن على مقتضى ما ترى عليه شعوب الغرب من استعداد دائم للتمسك بحقوقها وبسيادتها وبمكاسبها، وعدم التفريط فيها لأي كان وبأي ثمن. ولم تكن على مقتضى ما أرادت لها النخبة المتغربة الهجينة من أن تكون على مستوى نفس المسؤولية التي لشعوب الغرب القدوة عندهم، من خلال ما يعتقدون أنه يمكن أن تكون عليه الشعوب في أوطان أمة العرب والمسلمين، من خلال ما تفرض عليها من ثقافة التغريب، وما جاءت هادمة فيها لثقافة الإسلام والأسلمة والتعريب. وبوجودها بالمنزلة بين المنزلتين، وجدت هذه الشعوب نفسها غير قادرة على أي شيئ، ولا تصلح لشيئ مما تصلح له بقية الشعوب شرقا وغربا من حولها.

وعلى خلاف ما كانت عليه شعوب الأمة مع بعض الإختلاف والتفاوت طبعا في ما بينها من استعداد للثورة ولتولي شأنها وشأن أوطانها بيدها باتجاه تولي شأنها في أمتها، كان الشعب الفلسطيني خاصة إذا ما استثنينا الحديث عن الشعب الأفغاني والعراقي والصومالي والشيشاني والكشميري… من الشعوب التي تتجه نحو أخذ زمام مبادرة التحرير والتحرر  والإستقلال بنفسها، بعد أن بدأ يأخذ طريقه إلى الإسلام الواعي المسؤول،الذي يطلق عليه العلمانيون من خلال خراب عقولهم وغلبة الأهواء عليهم الإسلام السياسي، ويطلق عليه آخرون الأصولية الإسلامية، كما دأب الغرب الصليبي والصهيونية العالمية ومن يتفق معهم في المرجعية وفي المصالح الخاصة من المتغربين، الظلامية والإرهاب، وبعد أن جرب كل التجارب العلمانية التغريبية ولم تجده نفعا ولم تزده إلا ضعفا وتشتتا وتشرذما، وإلا تخلفا وانحطاطا وسلبية. وهو الشعب الذي من حقه علينا اليوم أن نعتبره قدوة في التضحية والفداء والشهادة والإستشهاد من أجل حقوقه ومكاسبه وأرضه وعرضه وكرامته ومقدساته التي يأتي على رأسها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين المسجد الأقصى المبارك الذي هو من أحد أهم مقدسات الأمة كلها.

 

– الجديد في حصار غزة  :

إن الجديد في الحصار الذي يعيشه الشعب الفلسطيني منذ اتفاقية أوسلو المشؤومة على الأقل، وقيام ما يسمى السلطة الوطنية الفلسطينية، والتي جعلت من الضفة الغربية مقرا لها هو :

1- أن غزة أصبحت محررة.

2- أن النفوذ قد أصبح فيها بالكامل تقريبا لحركة المقاومة الإسلامية « حماس » كبرى حركات المقاومة في فلسطين المحتلة بعد إنهاء الفوضى الأمنية والإقتتال الفلسطيني الفلسطيني الذي كانت تشرف عليه أجهزة السلطة، وكانت طرفا فيه بتخطيط وإشراف وتمويل من الجنرال الأمريكي دايتن.

3- وأن حركة المقاومة الإسلامية « حماس » أصبحت الطرف الأقوى في السلطة بعد انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة بشهادة كل المراقبين في العالم على أساس برنامج الإصلاح والمقاومة.

4- وأن ذلك كان بعد استشهاد مؤسس حركة « حماس  » شيخ المجاهدين أحمد يسين.

5- وبعد تخلص حركة فتح بالتعاون مع الكيان الصهيوني من الزعيم ياسر عرفات غيلة.

6- وأن حركة فتح وكل مكونات منظمة التحرير الفلسطينية العلمانية واللائكية أصبحت في المعارضة، بعد أن وجدت نفسها بعد عقود من الزمن خارج السلطة ومجرد شريك ضعيف فيها.

7- وأن ما يسمى السلطة الوطنية الفلسطينية قد التحقت بالنظام العربي كنسخة طبق الأصل منه، وبالنظام الدولي المعادي للإسلام وللعرب والمسلمين، وللقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني من أجل سواد عيون اليهود الصهاينة في العالم، في إحكام الحصار على الشعب الفلسطيني في غزة، وكانت الطرف الأشد والأكثر حرصا على ذلك.  (يتبع)

 

*صاحب المدونة على العنوان التالي

chortani@wordpress.com


الجامع الأموي بدمشق: من هنا كان العالم يحكم يوما
بقلم: نور الدين العويديدي (*)   هو أحد أكبر الآثار الباقية من دولة بني أمية، وأحد أهم معالم الشام. إنه الجامع الأموي بالعاصمة السورية دمشق. جامع عظيم ضخم، وآية من الجمال، ودليل حي على عظمة إمبراطورية حكمت شطرا كبيرا من العالم القديم، وكانت دمشق الشام، ببهائها وعظمتها عاصمة لها. إنه أحد أبرز آثار تلك الدولة، التي عرفت لدى المؤرخين بدولة الفتح، التي امتد نفوذها مشرقا ومغربا، وشمالا وجنوبا، بشكل يكاد يكون أسطوريا.   والمسجد الجامع تحفة فنية وهندسية نادرة النظير. وكان له شأن عظيم في تاريخ دمشق خاصة، والشام عامة، فمنه جُيشت الجيوش، للفتح، أو لصد الغزاة، على مر تاريخ طويل، وفيه ظهر العلماء والقادة العظام. وكان على الدوام ملجأ المجاهدين، ومنطلق حركتهم، في التاريخ البعيد والقريب، بما في ذلك في مرحلة الاستعمار الفرنسي، الذي لعب الجامع الأموي دورا بارزا في دحره.   وتظهر من الجامع عن بعد ثلاث منارات رائعة الجمال. وله سور ضخم، يحيط به، يرجع بناؤه إلى آلاف السنين. وله قبة بديعة، ترتفع نحو 44 مترا في السماء. وتزين بعض جدران صحنه الرحب فسيفساء بديعة، فيه صور لأشجار وقصور عظام. وينقسم حرم الجامع الأعظم إلى ثلاثة أروقة، تفصل بينها سواري ضخمة رائعة التصميم، حسنة الجمال. وله منبر غاية في الحسن والإبداع. وفيه مقام نبي الله يحيى عليه السلام، وبجواره، داخل السور، مقام للحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، بحسب رواية أهل الشام. وهو مفروش بالفاخر من الزرابي والسجاد.   القيمة الدينية للجامع الأموي   والجامع الأعظم معلم ديني بارز يربط الأرض بالسماء. الصلاة فيه بثلاثين ألف صلاة، بحسب رواية مشهورة عن سفيان الثوري، فُقد سندها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، مع ما فُقد من آثار الحضارة العربية الإسلامية، من كتب الفقه والحديث والسير والفلسفة وسائر العلوم، عند اجتياح البرابرة، مثل المغول والتتر وغيرهم، مدن الحضارة الإسلامية الرئيسية، مثل بغداد ودمشق، وإتلاف ما حوت خزائنها من درر العلوم وجواهر الكلم.     وينقل إمام وخطيب الجامع الأموي الشيخ نزار الخطيب عن بعض العلماء أن الجامع مقام في المكان، الذي يقال فيه إنه وادي التين، الذي أقسم به الله تعالى في القرآن الكريم، في قوله جل وعلا « والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين »، مشيرا إلى أن الآية تحدثت عن مكانين واضحين هما جبل سيناء، الذي كلم الله فيه موسى عليه السلام تكليما، والبلد الأمين، مكة المكرمة، فكانت الإشارة إلى التين والزيتون، باعتبارهما أيضا أمكنة، فوادي الزيتون يشير إلى بيت المقدس، ووادي التين يشير إلى المكان، الذي أقيم فيه الجامع الأعظم في دمشق الشام، والذي كان مصلى لرسل وأنبياء وصالحون كثر، خلال التاريخ، منهم نبي الله هود ونبي الله يحيى عليهما السلام.   وفي داخل حرم الجامع الأعظم قبر النبي يحيى عليه السلام. ويقام اليوم عليه بناء أنيق، قائم بين أعمدة الرواق الأوسط من الجامع، شرقي المحراب. وأورد ابن عساكر في تاريخه نبأ العثور على قبر هذا النبي الكريم في المكان، أثناء تشييد الجامع. وقد أمر الخليفة الوليد بن عبد الملك بأن يحافظ على القبر في مكانه، ويجعل فوقه عمود يختلف عن العمد الأخرى ليدل عليه، ثم أقيم عليه في وقت لاحق ضريح من الخشب، مزين بالنقوش، ذهب مع الحريق الأخير، فأعيد بناؤه بالرخام.   كما يوجد في جانب من الجامع الأعظم ضريح لسبط النبي عليه السلام، الحسين بن علي رضي الله عنهما، بحسب روايات بعض أهل العلم من أبناء الشام، إذ تشير روايات كثير من أهل الشام، إلى أنه جيء برأسه بعد مقتله في كربلاء، ودفن في طرف الجامع الأعظم. لكن روايات أخرى تنفي ذلك. ويوجد غير بعيد منه ضريح الفاتح العظيم الناصر صلاح الدين الأيوبي، مما يجعل المكان يحظى بقيمة دينية وروحية عالية.   ويرفع في الجامع الأعظم، أذان جماعي متوارث من عهد بني أمية، وذلك لضخامته، مما يجعل الجالس في طرفه لا يسمع الأذان، إن رفع في طرفه الآخر، فتقرر من زمن الأمويين أن يقام فيه أذان جماعي بأصوات عدد من المؤذنين المشهورين بعذوبة الصوت، وإتقان فن الأذان، تنساب أصواتهم في اليوم خمس مرات، بالتكبير والتهليل، فتغمر القلوب بدفء الإيمان وبرد اليقين.   قيمته التاريخية وظروف بنائه   ويعرف بعض المؤرخين الجامع الأعظم، ويتداول ذلك الناس اليوم، بأنه أقدم معبد في الشام. ويرجع المؤرخ السوري عبد القادر ريحاوي تاريخ تأسيس هذا المعبد، الذي أقيم الجامع مكانه، إلى الألف الثالث قبل الميلاد، إذ كان معبدا وثنيا، عُبد فيه الإله « حدد » في العهد الآرامي، في مطلع الألف الأول قبل الميلاد، ثم اتخذ معبدا للإله « جوبيتر » في العهد الروماني.   وبعد انتصار المسيحية على الوثنية، في آخر القرن الرابع الميلادي، تحولت أجزاء من المعبد إلى كنيسة، واستمر الأمر كذلك حتى مجيء الفتح الإسلامي، على أيدي القائد الكبير خالد بن الوليد، الذي أخذ الجانب الشرقي من مدينة دمشق حربا، وذلك عام 17 هجرية، ودخلها من الباب الشرقي، وقاتل الروم في حواريها، وما أخذ من أجزاء من المعبد حربا اتخذ جامعا، وما أخذ منه صلحا ظل كنيسة مسيحية، وكان « الناس يدخلون من باب المعبد الجنوبي، ليتجه المسلمون يمنة، أي نحو الشرق إلى مسجدهم، ويتجه النصارى يسرة، أي نحو الغرب إلى كنيستهم »، كما يذكر المؤرخ ريحاوي.   وبعد 70 عاما من التجاور بين الجامع والكنيسة، وكان يضمهما سور المعبد القديم، ومع تزايد عدد سكان دمشق، وبالخصوص من المسلمين، ضاق الجامع برواده. وسنة 86 هجرية، الموافق لـ705 ميلادي، آلت دفة الحكم والخلافة إلى الوليد بن عبد الملك، ففاوض الوليد رعاياه المسيحيين، لكي يتخلوا عن نصف المعبد، الذي تقوم عليه الكنيسة، بالطرق المشروعة، وبدأ تنفيذ مشروعه المعماري الهام، الذي يليق بعظمة الدولة، ويلائم حالة التطور، الذي بلغه المجتمع العربي الإسلامي، وقد غدت دمشق عاصمة لأعظم دولة عربية في التاريخ، فهدم الوليد الكنيسة، وكل ما كان داخل المعبد من منشآت رومانية وبيزنطية، ثم شيد الجامع، وفق مخطط جديد مبتكر، ينسجم مع متطلبات الشعائر الإسلامية، وأغراض الحياة العامة، فجاء فريدا في هندسته، لم يبن على نسقه في العهود السابقة أي بناء آخر، وذلك استجابة لرغبة الوليد الذي قال « إني أريد أن أبني مسجدا لم يبن في ما مضى قبلي، ولن يبني من يأتي بعدي مثله »، كما يورد ذلك المؤرخ ريحاوي في كتاب له عن الجامع الأعظم.   إبداع فني وهندسي عظيم   سور الجامع الخارجي مبني بالحجارة الكلسية، وهي على هيئة مداميك كبيرة الحجم، مزودة بدعائم سورية، وهو من العهد الروماني، من بقايا المعبد، إلا أن أكثر أقسامه جددت في العهود العربية. ويعتبر الجامع الأموي واحدة من التحف الفنية والهندسية والفلكية المعجزة. فطوله 160 مترا، وعرضه 120، وارتفاعه 24 مترا، ويبلغ ارتفاع قبته 44 مترا، وأبوابه الداخلية 40 بابا، وأبوابه الخارجية 4. وأعمدته الداخلية 40 عمودا، وفي الخارج مثلها أيضا 40 عمودا. ويبلغ عدد نوافذه من الجنوب 44 ومثلها من الشمال.   ويلاحظ الصحفي السابق والدليل السياحي داخل الجامع الأعظم، فاروق الجاسم (أبو خالد)، الذي بدا لي واسع الاطلاع على شؤون الجامع، ودقيقا في سرد التفاصيل، حين قارنت كثيرا منها بما أورده مؤرخون ثقاة، أن كل الأرقام المشار إليها آنفا تقبل القسمة على 4، منوها إلى أن المسجد لا توجد فيه الحشرات، ولا مكان في سقفه وجدرانه للعنكبوت أو الصراصير أو ما سواها من الحشرات، مرجعا ذلك إلى الإبداع الهندسي، الذي يجعل الضغط الجوي داخل المسجد منخفضا بنسبة نصف درجة، عن الضغط خارجه، وهو ما يجعل تلك الحشرات لا تجد مكانا مناسبا لها للمقام في الجامع الأعظم.   مدرسة علم وحياة   كان الجامع الأعظم منذ تأسيسه مدرسة علم، لا تنقطع فيه الدروس والمحاضرات، تلقى في مربعات وزوايا معروفة، في قلب الجامع، بعضها للعلوم الدينية، وأخرى للعلوم الدنيوية، وبعضها للرجال، وبعضها الآخر للنساء. وفي هذا الجامع، الذي لعب دورا سياسيا وجهاديا عظيما، على امتداد فترات التاريخ، إلى جانب دوره العلمي، كانت تؤخذ البيعة لكل خلفاء بني أمية. كما بويع فيه لاحقا سلاطين وقادة وأمراء كبار، من أشهرهم رجل الفتح والجهاد الكبير الناصر صلاح الدين الأيوبي، محرر بيت المقدس من أيدي الصليبيين.   وكانت المذاهب الإسلامية الأربعة الشهيرة من مالكية وشافعية وحنفية وحنبلية، لها فيه مواطن لتدريس علومها. وكان الجامع والمدارس الملحقة به والمجاورة له، بمثابة مدينة جامعية ضخمة، قبل قيام المدن الجامعية في العصر الحديث. وكانت تدرس فيه علوم الدين واللغة، مثل ما تدرس فيه علوم الرياضيات والفلك والفلسفة، وسائر العلوم.   ومن أشهر من درّس في الجامع الأعظم ثلاث من أمهات المؤمنين من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وهن حفصة بنت عمر بن الخطاب، وأم حبيبة وأم سلمة. كما علم فيه صحابيون وصحابيات أجلاء، مثل خولة بنت الأزور ورفيدة الأسلمية. ودرّس فيه من العلماء والفلاسفة الكبار العلامة أبو بكر الرازي والخوارزمي والفيلسوف الشهير أبو نصر الفارابي، الذي يوجد قبره في دمشق.   ولم تكن وظيفة الجامع في العهود الماضية تقتصر على العبادة، بل كان الجامع حافلا بالنشاطات السياسية والاجتماعية. وكان مركزا للإشعاع الثقافي والعلمي. وكانت تتجمع حول الجامع وعند أبوابه كل النشاطات الاجتماعية والسياسية والتجارية. كما شيدت إلى جوار الجامع قصور الخلفاء والسلاطين، وأشهرها قصر الخضراء، ودار معاوية، ودار الخيل، وأسواق الطيب والعنبر والصياغ. وكان يقف عند أبوابه الشرطيون والوراقون وعاقدو الأنكحة والشهود، كما يذكر ذلك بعض المؤرخين.   شذرات تاريخية   ينقل المؤرخ ريحاوي عن عدد من الروايات التاريخية أن الوليد بن عبد الملك قد أنفق في بناء الجامع 100 صندوق من الدنانير الذهبية، في كل صندوق 228 ألف دينار. وفي رواية أخرى أنه أنفق خمسة آلاف ألف دينار وستمائة ألف دينار. وقيل إن الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز لم يرض بما فيه من ترف وإسراف، فعزم على رد ما في الجامع من نفائس وذهب، إلى بيت المال، حتى جاء وفد بيزنطي إلى دمشق، واستأذن في مشاهدة الجامع، وقيل إن رئيس الوفد سقط مغشيا عليه، خلال تأمله روائع البناء، فلما أفاق سئل عما أصابه فأجاب بأن أهل رومية يتحدثون عن أن بقاء العرب في هذه البلاد قليل، فلما شاهد البنيان أيقن بأنهم باقون فيها، وأن لا رجعة لبيزنطة إليها بعد اليوم، فلما أخبر الخليفة عمر بذلك قال « ما أرى مسجد دمشق إلا غيظا على الأعداء »، وترك كان قد هم به.   وكان الجامع يضم نفائس كثيرة، منها مصحف عثمان، الذي كانت له خزانة خاصة به إلى جانب المحراب، وظل حتى الحريق الأخير، الذي أتى على كل شيء في الجامع، وذلك سنة 1893 ميلادية. وكانت في الجامع الأعظم أيضا خزائن كتب عديدة، من أعظم ما كتب في الحضارة العربية الإسلامية. وكان للجامع أوقاف كثيرة، تجمعت خلال العصور، جعلته أغنى مساجد العالم. وكان من بين أوقافه قرى بأكملها وخانات وأسواق وحمامات، أثبتتها كتب الأوقاف، ونصوص منقوشة على حجارة الجامع، تضمن استقلالية الأئمة والخطباء، وعدم تبعيتهم للدولة. وكانت موارد الأوقاف تصرف في سبل شتى، منها رواتب العلماء والمدرسين والمؤذنين والخدم وطلاب العلم. ومنها ما ينفق في البخور والطيب والشموع. وكان قاضي القضاة هو المشرف على أوقاف الجامع، ثم أصبح للجامع ناظر خاص من كبار رجال الدولة، في عهود لاحقة.   وقد تعرض الجامع لحرائق وزلازل عديدة، على امتداد تاريخه. وكان آخر حريق تعرض له في العام 1893. وأعيد ترميمه وتزيينه وزخرفته في كل مرة، من دون أن يمس ذلك كثيرا بطابعه المميز وبأصالته، التي ميزته عن سواه من المساجد والصروح.   والجامع الأعظم اليوم من أبرز تحف دمشق والآثار الخالدة فيها. تقام فيه صلاة الجمعة والصلوات الخمس، ويزوره أهل دمشق نساء ورجالا، وكبارا وصغارا، بشكل لافت للنظر. ويكتظ في العطل بالزوار من الأطفال وتلاميذ المدارس. ويأتيه الناس من كل حدب وصوب. ومن يزر دمشق ولا يزور الجامع الأموي، ويطلع على عظمة الدولة التي أقامته، تظل زيارته ناقصة، تحتاج إلى الاكتمال. والجامع الأعظم قريب من سوق الحميدية الشهير، ومن آثار تاريخية عظيمة، تمتاز بها دمشق عن سواها من مدن الأرض قاطبة. من يأتيه يمر بالسوق وبالآثار، ومن يزر السوق والآثار لابد أن يعرج عليه، فهو تحفة دمشق وقلبها الحي على الدوام، وصلتها بالسماء في كل يوم، ودافعها لعمارة الأرض، كما عمرها الجدود.   (*) كاتب وصحافي تونسي   (المصدر: مدونة نور الدين العويديدي الالكترونية بتاريخ 23 فيفري 2008) الرابط: http://noureddine-2010.maktoobblog.com/

 

Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

10 mars 2003

Accueil TUNISNEWS 3ème année, N° 1025 du 10.03.2003  archives : http://site.voila.fr/archivtn LES TITRES DE CE JOUR:   Abdel Wahab

En savoir plus +

9 septembre 2007

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 8 ème année, N° 2665 du 09.09.2007  archives : www.tunisnews.net CNLT: Fin de la mascarade

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.