الاثنين، 20 يونيو 2011

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNWS 11ème année, N°4045 du 20.06.2011  

archives : www.tunisnews.net


كلمة:انطلاق محاكمة بن علي وزوجته في المحكمة الإبتدائية بتونس

الصباح:مطلب شعبي في محاكمة غيابية:الشارع التونسي ومحاكمة الرئيس المخلوع

الجزيرة نت:خلال المحاكمة التي انطلقت طلب أقصى عقوبة بحق بن علي

القدس العربي:بن علي يؤكد انه غادر تونس نتيجة خدعة وليس هربا

كلمة:مسيرة احتجاجية على خلفية نصب تمثال بورقيبة بسوسة

الصباح:بعد إيقاف ثمانية أعوان وإطارات اليوم وقفة احتجاجية أمام الداخلية… والنقابة توضح

كلمة:أحزاب تونسية تعترف بالمجلس الوطني الليبي وتدعو الحكومة للإعتراف به


Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

تابعوا جديدأخبار تونس نيوز على الفايس بوك

الرابط

http://www.facebook.com/pages/Tunisnewsnet/133486966724141



تنظر بداية من اليوم الاثنين 20 جوان الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس العاصمة غيابيا في التهم الموجهة ضد الرئيس الفارّ زين العبدين بن عليّ وزوجته ليلى الطرابلسي.
وفي تصريح أدلى به الأستاذ محمد رشاد الفري كاتب عام الهيئة الوطنية للمحامين نقلته عنه وكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن هيئة الدفاع عن بن علي متكونة من خمسة محامين سخرتهم الهيئة الوطنية للدفاع عن بن علي وتوفير كافة الضمانات له مثل أي مواطن تونسي.
ووجه الأستاذ الفري دعوة لبن علي ليسلم نفسه للقضاء المستقل ومجابهة التهم الموجهة اليه، منوها بأن تونس بعد ثورة 14 جانفي دولة القانون والمؤسسات.
ويحاكم بن علي وأسرته على خلفية عشرات القضايا تنظر فيها محاكم مختلفة بالبلاد من بينها حوالي 35 قضية ينظر فيها القضاء العسكري  
 
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ، بتاريخ 20 جوان2011)

<


مطلب شعبي في محاكمة غيابية: الشارع التونسي ومحاكمة الرئيس المخلوع مطالبة بتشديد العقوبات ..ومقاضاته أمام «كرسي فارغ» لا تطفىء نار الراي العام


في الوقت الذي تتجه فيه أنظارالشعب التونسي والرأي العام العالمي اليوم إلى بدء محاكمة الرئيس المخلوع وزوجته غيابيا فإن مقاضاته أمام « كرسي فارغ » أثار الكثير من التساؤلات بشأن جدوى هذه المحاكمة التي اعتبرها البعض محاكمة صورية وهي بمثابة مسرحية هزلية لتظل أحكامها مهما بدت شديدة مجرد حبر على ورق بما لايمكن من إطفاء نارالتونسي الذي كان يتطلع الى جلب المخلوع ومحاكمته محاكمة فعلية تعيد الاطمئنان والثقة الى كل التونسيين . وازدادت التساؤلات أكثر لما أعلن أحد المقربين من بن علي أنه سينفي الاتهامات الموجهة إليه في هذه المحكمة، موضحا أن الرئيس السابق يعتبرها «ترجمة لعدالة منتصرين تستند إلى اتهامات كاذبة». وأكد المصدر ذاته لوكالة فرانس برس أن بن علي ينظرإلى هذه المحكمة على أنها «تهدف فقط إلى تحويل أنظار التونسيين عن الاضطرابات التي تشهدها البلاد». وفي ثنايا ذلك اختلفت وجهات نظر التونسيين بشأن هذه المحاكمة استنادا إلى الآراء التي سعت «الأسبوعي» إلى الوقوف عليها من خلال الورقة التالية:  
القصاص من مصاص الدماء بداية حديثنا كانت مع السيدة أمال الذوادي من أريانة- التي أكدت أن محاكمة الرئيس المخلوع وزوجته تكتسي بعدا سياسيا ونفسيا باعتبار أن الشعب التونسي متعطش لرؤية الطاغية يحاسب على جرائمه التي اقترفها في حق البلاد والعباد على مدى 23 سنة. وأضافت: « يقولون الكلمة أبلغ الطرق لإيصال المعنى لكن الكلمة هنا وقفت عاجزة عن وصف شبح التهم تونس طيلة 23 سنة. مجرم، مصاص دماء، وقاتل أرواح، انتهازي…… كل هذه العبارات لا تكفي لوصف رجل طغى وتجبرواستبد وإن عجزت الكلمة على وصفه. و برأيي إن أقصى العقوبات لا تكفيه حقه في العقاب وكان الأجدر بالقضاء التونسي أن يثبت استقلاليته و تحرره من جبروت كان يطوف فوق سحاب القضاء ويصدر أول بطاقة جلب في حق الرئيس المخلوع منذ البداية أي منذ الأيام الأولى للثورة التونسية ولا يمنع غيابه تماطل محاكمته بل بالعكس هو حافز للإسراع بالحكم عليه وبأقصى العقوبات مع عدم مراعاة ظروف التخفيف لأن جرائمه هزت العالم . وأملي كل الأمل في محاكمة اليوم أن نستعيد ثقتنا في القضاء على إثرهذه المحاكمة عل الأحكام الصادرة في حق المخلوع تهون أوتخمد نارشعب استغاث ظلما وأنتهكت حرمته لحوالي ربع قرن.»  
ذر الرماد على العيون واعتبررابح بن بوعلي أصيل سيدي بوزيد- ان محاكمة بن علي وزوجته بدون حضورالمتهم هي مجرد ذرالرماد على العيون وهي محاولة لتهدئة الرأي العام الذي نفد صبره إزاء بطء الإجراءات رغم تعدد الاحتجاجات وارتفاع الأصوات المطالبة بالتسريع في المحاكمة منذ هروبه. واستطرد: «هذه المحاكمة لا معنى لها والغاية منها إعادة الاطمئنان والثقة الى الشعب التونسي لكن كان على السلطة ممارسة المزيد من الضغوط الدولية لجلب المخلوع خاصة ان محاكمته اليوم ستجعل المطالبة بملاحقته في الخارج أكثر مشروعية لأنها مبنية على أحكام قضائية ». من جانبه أشارمنذر الخالدي أصيل توزر- إلى أن محاكمة الرئيس المخلوع وان كانت متاخرة رغم المطالبة بجلبه ومحاكمته منذ هروبه إلا أنها خطوة هامة قد تريح الراي العام التونسي ولو نسبيا لفضاعة الجرائم التي اقترفها هذا المستبد والتي لم يكن يتصورها أي تونسي على حد تعبيره . متابعا: « اليوم يطالب الصغير والكبير بتوجيه أقصى العقوبات للرئيس المخلوع وزوجته لأن ما حصل يتجاوزالوصف لذلك لا مناص من تشديد أقصى العقوبات عليهما « .  
مجرد مسرحية هزلية وفي المقابل اكد الحبيب الهمامي من بن عروس- ان محاكمة الرئيس اليوم مجرد مسرحية باعتبارأنه كان على الحكومة المؤقتة ممارسة ضغوطها على الصعيد الدولي وجلب المخلوع لمحاكمته محاكمة فعلية وليست صورية لطمانة الشعب التونسي ومحاولة تهدئته بعد مطالبته بشدة بالإسراع في هذه المحاكمة منذ هروب الرئيس المخلوع موضحا «ان هذه المحاكمة لن تطفىء اللهيب الذي يشعر به كل تونسي بداخله لأنه مهما كانت الأحكام وشدتها فانها في النهاية ستظل على الورق فقط ونحن في حاجة الى إعدام هذا المجرم في تونس بعد كل ما اقترفه الى جانب أقاربه من سرقة ونهب وتقتيل وتعذيب ». وفي نفس الاتجاه اعتبرعبد الحميد الحطابي من مدنين ان هذه المحاكمة هي بمثابة المهزلة بل إنها ضحك على ذقون الشعب التونسي ومجرد محاولة للابتعاد عن ملفات أخرى تكتسي اهمية اكبروتتعلق بإصلاح المنظومة القضائية والإعلامية والقضاء كليا على الفساد الذي نخر البلاد على مدى ربع قرن مضيفا : »مامعنى ان يحاكم هذا المجرم وكرسيه فارغ؟ فهل ان هذا معقول بالنسبة الى شعب ضحى بالشهداء من أجل نجاح هذه الثورة » خطوة متأخرة « ماذا تريدنا ان ننتظرمن محاكمة صورية غاياتها سياسية بحتة »؟ بهذه العبارات بدا السيد احمد الردادي حديثه معنا مؤكدا ان الغاية الحقيقية من هذه المحاكمة هي شد أنظارالراي العام وتحييده عن مشاكله الحقيقية لتخفيف الضغط على الحكومة المؤقتة التي كان بإمكانها فعل كل ما بوسعها وممارسة ضغوطها على الصعيد الدولي لتقوم العربية السعودية بتسليم المخلوع لمحاكمته بتونس . ويوافقه السيد فريد الحاجبي في هذا الرأي مستطردا: «لو سعت الحكومة المؤقتة فعليا منذ البداية إلى جلب المخلوع لأمكن لها ذلك رغم صعوبة المهمة لكننا اليوم نريد تشديد العقوبات على هذا المجرم وزوجته بما من شأنه أن يطمئن الشعب التونسي بشأن استقلال القضاء. والغريب أن المخلوع يعتبر محاكمته « «تهدف فقط إلى تحويل أنظار التونسيين عن الاضطرابات التي تشهدها البلاد». فهل بعد هذا الكلام كلام«؟ المحاكمة.. أرقام.. تهم وفصول بلغ عدد القضايا المنشورة ضد الرئيس السابق زين العابدين بن علي وعائلته 93 قضية أغلبها منشور بمحاكم العاصمة فضلا على قضايا أخرى منشورة بمحاكم سوسة والمنستير ومنوبة وقابس وأريانة وسيدي بوزيد وقفصة وتنطلق محاكمته اليوم الاثنين بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة من قبل الدائرة الجناحية في قضيتي قصري سيدي الظريف وقرطاج وتتمثل التهم المنسوبة إليه في قضية اليوم في: التهمة الأولى المسك بنية الاستهلاك وشراء وتوريد وتهريب مادة مخدرة بنية الاتجار بها وكذلك اعداد واستغلال وتهيئة محل لتعاطي المخدرات واخفائها وخزنها. العقوبة المنتظرة: جاء في قرار تعقيبي جزائي تحت عدد 32317 مؤرخ في ماي 1991 أن جرائم المسك والترويج والاستهلاك لمادة مخدرة هي جرائم مستقلة وقد شرع المشرع لكل واحدة منها عقابا مستقلا وحسب القانون عدد 52 لسنة 992 المؤرخ في 18 ماي 1992 المتعلق بالمخدرات وحسب الفصل الرابع منه يعاقب بالسجن من عام الى خمسة أعوام وبخطية من ألف إلى ثلاثة آلاف دينار كل من استهلاك أو مسك لغاية الاستهلاك الشخصي نباتا أو مادة مخدرة في غير الأحوال المسموح بها والمحاولة موجبة للعقاب. وفي الفصل الخامس من القانون ذاته، يعاقب بالسجن من ستة أعوام الى 10 أعوام وبخطية من 5 آلاف دينار إلى 10 الاف دينار كل من قام بأعمال الزراعة أو الحصاد أو الانتاج أو المسك أو الحيازة أو الملكية أو العرض أو النقل أو التوسط أو الشراء أو الاحالة أو التسليم أو التوزيع أو الاستخراج أو التضييع للمواد المخدرة بنية الاتجار فيها في غير الأحوال المسموح بها قانونا. كما يعاقب بالسجن من عشرة أعوام الى 20 عاما وبخطية من 20 ألف دينار إلى مائة ألف دينار كل من هرب أو ورد أو صدر مادة مخدرة بنية الترويج أو الاتجار فيها في غير الأحوال المسموح بها قانونا. وحسب الفصل السابع من نفس القانون، يعاقب بالسجن من عشرة أعوام الى 20 عاما وبخطية من 20 ألف دينار الى مائة ألف دينار كل من خصصّ أو استعمل أو هيأ مكانا لاستغلاله في تعاطي أو ترويج المواد المخدرة أو خزنها أو اخفائها وذلك بصفة غير قانونية ولو بدون مقابل. التهمة الثانية ـ ادخال أسلحة وذخير نارية العقوبة المنتظرة: جاء في الفصل 17 من القانون الجزائي وتحديدا في الباب الخامس أن كل مخالفة لمقتضيات الفصل الثاني من هذا القانون المتعلقة بالأسلحة (خاص بالرخص) من الصنف الأول يعاقب عليها بالسجن لمدة تتراوح بين عامين وخمسة أعوام وبخطية من 300 إلى 3 آلاف دينار. وجلب الأسلحة والذخيرة من الأصناف الثاني والثالث والرابع المنصوص عليها بالفصل الثالث دون رخصة أو من أي نقطة غير مراكز الحدود يعاقب عليه بالسجن لمدة تتراوح بين الستة أشهر والثلاث سنوات وبخطية من 30 الى 2000 دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط ويقع زيادة على ذلك التصريح باستصفاء البضائع ووسائل نقلها. التهمة الثالثة ـ عدم الاعلان عن امتلاك أثار منقولة العقوبة المنتظرة: هذه التهمة يطبق عليها القانون عدد 35 لسنة 1994 المؤرخ في 24 فيفري 1994 يتعلق باصدار مجلة حماية التراث الأثري والتاريخي والفنون التقليدية.. وتختلف العقوبة فيه سواء بالسجن أو الخطايا المالية. (المصدر: جريدة « الصباح الاسبوعي » الصادرة يوم 20 جوان 2011)

<


خلال المحاكمة التي انطلقت طلب أقصى عقوبة بحق بن علي


طالبت النيابة التونسية بتوقيع أقصى عقوبة ممكنة على الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي، باعتبارهما خائنين للوطن. جاء ذلك خلال الجلسات الأولى للمحاكمة التي انطلقت اليوم الاثنين غيابيا، بعدة تهم بينها حيازة أسلحة ومخدرات، بحضور محامين تونسيين. وقد عُيّن فريق من خمسة محامين للدفاع عن بن علي، الذي يقيم في السعودية منذ لجأ إليها يوم 14 يناير/ كانون الثاني الماضي. وقال مراسل الجزيرة في تونس لطفي حجي إن المحكمة الابتدائية تنظر في تهمتين أساسيتين هما، حيازة بن علي وزوجته على أموال والاستيلاء على أموال الخزينة العمومية، مؤكدا أن الحكم قد يصدر هذا المساء بهذا الخصوص. وتتعلق التهمة الثانية بحيازة المخدرات، مشيرا إلى أن هناك تهما أخرى سياسية من بينها الخيانة، وهذه ستنظر فيها المحكمة العسكرية. وقال القاضي تهامي الحفيان في وقت سابق إن المحكمة تنظر في الاتهامات المتعلقة بحيازة الرئيس السابق على عملات أجنبية ومجوهرات وقطع أثرية ومخدرات وأسلحة بشكل غير مشروع، معتبرا أنها محاكمة عادية. وكشف مراسل الجزيرة أن المحامين طالبوا تأجيل المحاكمة لجلب المتهم من السعودية بالطرق الدبلوماسية، وهو ما أكده المحامي حسني الباجي الذي اعتبر أن المحاكمة ستكون « مهزلة » إذا ما تم رفض طلب الإرجاء، وقال « إذا لم يسمح لمتهم بالمثول أو بتحضير دفاعه مع محاميه، فسيكون ذلك انتهاكا لمبادئ الثورة التي من بين مطالبها إقامة دولة القانون وقيام قضاء نزيه ». وأكد المراسل أن الدفاع تقدم بطعن أمام المحكمة مفاده أن القانون التونسي يقضي باستدعاء المتهم عندما يكون خارج البلاد قبل شهر من المحاكمة، مؤكدا أن هذه الأخيرة لم تحترم هذا الإجراء. وأشار إلى أن المحامييْن اللذين عينهما بن علي للدفاع عنه وهما الفرنسي جان إيف لوبورنيان واللبناني أكرم عازوري لم يحضرا محاكمة اليوم. وتزامنا مع انطلاق محاكمة الرئيس المخلوع، تجمع العديد من الأشخاص أمام المحكمة ورددوا شعارات من بينها « بن علي في السعودية ولكن عصابته ما تزال في تونس ». تعرض لخديعة ومن جهة أخرى، قال بن علي في بيان أعلنه محاموه اليوم الاثنين إنه تعرض لخديعة اضطرته لأن يظل خارج البلاد. ونفى بن علي إعطاءه أوامر لقوات الأمن بإطلاق النار على المحتجين الذين كانوا يطالبونه بالتنحي. وأضاف أنه وافق على أن يستقل طائرة إلى السعودية لتوصيل أسرته لمكان آمن، وأنه كان يعتزم العودة على الفور، مشيرا إلى أن الطائرة غادرت السعودية بدونه بعد أن تجاهل الطاقم أوامره. يُذكر أن السلطات التونسية وجهت 93 تهمة بحق بن علي ومقربين منه، تمت إحالة 35 منها أمام القضاء العسكري على خلفية ارتكاب جرائم قتل متعمد وحالات تعذيب يمكن أن تصل عقوبتها إلى الإعدام. وفي باريس، فتحت النيابة العامة تحقيقا يستهدف بن علي بغية تحديد وتجميد ممتلكاته في فرنسا. وقد نفى بن علي في رسالة أمس الأحد عبر محاميه اللبناني التهم الموجهة إليه، ووصف محاكمته غيابيا بأنها « محاولة من حكام تونس الجدد لتشتيت الانتباه عما سماه عجزهم عن إعادة الاستقرار للبلاد » مؤكدا أنه سيكشف قريبا ظروف مغادرته تونس. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 20 جوان 2011)

<



2011-06-20 بيروت- (ا ف ب): أعلن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي انه « لم يترك منصبه » كرئيس للجمهورية ولم يغادر تونس هربا بل نتيجة « خدعة »، كما جاء في بيان اصدره محاميه اللبناني الاثنين. وأوضح محاميه اكرم عازوي لوكالة فرانس برس الاثنين ان بن علي « لا يعني » بذلك انه « ما زال يعتبر نفسه رئيسا لتونس » لكنه يريد أن يوضح انه « لم يترك منصبه كرئيس للجمهورية ولم يهرب من تونس كما اتهم بذلك زورا ». وقال البيان الذي حمل عنوان « تصريح من الرئيس بن علي » ان « الرئيس (السابق) يزيد ان ظروف مغادرته قسرا وبالخدعة لتونس لم تكن سوى الفصل الاول من الخطة التي استمرت عبر استهداف حكمه ». وكان بن علي غادر تونس الى السعودية في 14 كانون الثاني/ يناير بعد شهر من انتفاضة شعبية جوبهت بقمع عنيف. وقال بن علي في هذا البيان انه بعد تبلغه بوجود خطة لاغتياله « صعد الرئيس إلى الطائرة مع افراد عائلته بعد أن أمر قائد الطائرة بانتظاره في مطار جدة ليعود معه إلى تونس ». واضاف إن « الطائرة عادت إلى تونس بدون انتظاره وخلافا لأوامره الصريحة فبقي في جدة رغما عن إرادته، ولاحقا تم الاعلان انه هرب من تونس ». ونفى بن علي جميع الاتهامات الموجهة اليه. وتأتي تصريحات بن علي بالتزامن مع بدء محاكمته غيابيا في تونس. حيث ساد بعض الفوضى قبيل وصول القضاة إلى قاعة المحاكمة التي غصت بالحضور في الغرفة الجنائية للمحكمة الابتدائية بتونس. وتم اجلاء رجل كان يصرخ غاضبا. ووصفت العديد من الصحف التونسية الاثنين المحاكمة بانها (تاريخية). وتجمع نحو خمسين شخصا أمام قصر العدالة بالعاصمة التونسية كان بعضهم مؤيدا للمحاكمة والبعض الاخر عبر عن الاسف لان بن علي اللاجىء في السعودية منذ 14 كانون الثاني/يناير، ليس حاضرا في قفص الاتهام. وقال محمد صالح الزعلوني النادل في مقهى قرب قصر العدالة منذ 20 عاما « ماذا سيحاكمون؟ هذا لا معنى له ». ورأى فريد العبيدي (74 عاما) انه كان من الاجدر البدء بالقضايا الاكثر اهمية اي مسؤولية الرئيس المخلوع عن مقتل 300 تونسي خلال قمع الثورة. وهذه المحاكمة هي الاولى في سلسلة قضايا ضد بن علي. وموضوع هذه المحاكمة الاولى بحق بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي ما تم اكتشافه من أموال ومجوهرات اضافة إلى أسلحة ومخدرات في قصرين. وكان بن علي نفى عشية محاكمته على لسان محاميه اللبناني، الاتهامات بحقه. وقال محام تونسي اوكل الدفاع عن بن علي انه ينوي طلب تأجيل الجلسة لاعداد الدفاع والتشاور مع موكله الذي لم يلتق به بعد. ومنذ فراره إلى السعودية في 14 كانون الثاني/ يناير بعد شهر من انتفاضة شعبية جوبهت بقمع عنيف، بقي بن علي شديد التكتم. لكنه حرص على ابداء رأيه عشية انطلاق محاكمته. وعشية بدء المحاكمة، صرح اكرم عازوري المحامي اللبناني لبن علي في بيان الأحد أن الرئيس التونسي السابق « ينفي بشدة » كل التهم الموجهة اليه. وقال عازوري في هذا البيان إن الرئيس التونسي المخلوع « يتمنى من كل قلبه أن تنجو تونس من الفوضى والظلام وأن تكمل طريقها نحو الحداثة ». (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 جوان 2011)

<



انتظمت ظهر السبت مسيرة سلمية شارك فيها عدد من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني احتجاجا على انتصاب عدة لوحات قصديرية بباب بحر في قلب مدينة سوسة بنية بعث حضيرة أشغال لنصب تمثال للرئيس الراحل بورقيبة، رغم عدم موافقة النيابة الخصوصية على المشروع. وقد عمد المحتجون إلى اقتلاع تلك الإحداثيات وإزالة اللافتات التي وقع رفعها من قبل أعوان البلدية. وفي مساء نفس اليوم تمّ إرجاع تلك اللوحات القصديرية إلى نفس المكان، وبمرور عضوين بالمكتب الجهوي لحزب العمال الشيوعي بسوسة في ساعة متأخرة من الليل عمدا إلى اقتلاع تلك الألواح القصديرية، وخلال مغادرتهما المكان تمت مهاجمتهما من طرف خمسة أشخاص مجهولين، اعتدوا عليهما بالعنف. وذكر البشير المبروكي أحد المعتدى عليهما في تصريح لـراديو « كلمة » أنه نقل إلى المستشفى فاقدا للوعي.  
 
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ، بتاريخ 20 جوان2011)

<


بعد إيقاف ثمانية أعوان وإطارات اليوم وقفة احتجاجية أمام الداخلية… والنقابة توضح


علمت »الأسبوعي » من مصادر موثوقة ان ثمانية أعوان وإطارات أمنية تم ايقافهم وايداعهم السجن خلال الأسبوع المنقضي. واكد الكاتب العام المساعد لنقابة قوات الأمن الداخلي رياض الرزقي في لقاء جمعنا به أمس ان قائمة الموقوفين من قوات الأمن طيلة الأسبوع المنقضي تضم نقيبا وضابط صف من المنطقة الأمنية بالمهدية وامرأة برتبة ضابط ومحافظ شرطة عملا خلال الثورة في القصرين ونقيب في الحرس في زغوان إضافة الى 3 إطارات آخرين وجهت لهم النيابة العمومية تهمة القتل العمد لمواطنين في أحداث الثورة. ويذكر أن نقابة قوات الأمن الداخلي تنظم اليوم وقفة احتجاجية أمام وزارة الداخلية احتجاجا على طريقة الإيقافات التي وصفتها بـ «العشوائية» اضافة الى التنديد بموقف وزارتهم الذي وصفوه بـ «السلبي» في تعاملها مع هذه الإيقافات. وقال الكاتب العام المساعد لنقابة قوات الأمن الداخلي: «لسنا ضد ايقاف اعوان الأمن الذين ثبت تورطهم في الجرائم ولكننا ضد المحاكمات الشعبية التي تتم من أجل إرضاء الشعب لا غير ويذهب ضحيتها أبرياء في حين يبقى المذنبون أحرارا طلقاء بل إننا نطالب بتحقيق عادل من أجل اثبات الإدانة ومحاسبة المجرمين الحقيقيين». الحبيب وذان (المصدر: جريدة « الصباح الاسبوعي » الصادرة يوم 20 جوان2011)

<



أصدرت مجموعة من الأحزاب التونسية بيانا أعلنت فيه اعترافها ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الليبي، معتبرة أن في ذلك وقوفا إلى جانب الشعب الليبى وتقديرا لتضحياته من أجل الحرية والديموقراطية، وطالبت الأحزاب المذكورة، الحكومة التونسية بالاعتراف بالمجلس الانتقالى الليبى. وكان مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي قد زار تونس وأجرى محادثات مع الرئيس التونسى المؤقت ورئيس الوزراء وثمن الدور التونسي في مساندة الثورة الليبية، دون أن يطلب رسميا الإعتراف بالمجلس. وكان الباجي قايد السبسي الوزير الأول في الحكومة التونسية المؤقتة قد أعلن في وقت سابق خلال لقاء تلفزي استعداد بلاده للإعتراف بالمجلس الوطني الإنتقالي الليبي إذا طلب منهم ذلك  
 
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ، بتاريخ 20 جوان2011)

<


عبد الرؤوف العيادي محامي سمير الفرياني « لبناء نيوز »:

** موكلي يُحاكم لأنه كشف علاقة ابن علي بالموساد ** ما تعرض له الفرياني يؤكد أن لا شيء تغير بعد الثورة


تونس- بناء نيوز- عمار عبيدي صرح الأستاذ عبد رؤوف العيادي المحامي المكلف بالدفاع عن سمير الفرياني ضابط الشرطة المسؤول عن التكوين بوزارة الداخلية، أن موكله يمتلك أدلة كافية لإثبات براءته. وأبرز العيادي أن موكله عرض جملة من الأدلة تؤكد صحة ما كانصرح به لاحدي وسائل الإعلام، من أن إدارة المصالح الفنية (المخابرات) لا زالت قلعة من قلاع بن علي باعتبار أن المشرف عليها كان منسقا جهويا للقمع في سيدي بوزيد والقصرين أيام الثورة وخلال أحداث الحوض المنجمي سنة 2008 كما أن جهاز أمن الدولة لم يقع حله وعناصره ألحقوا بفرقة مكافحة الإرهاب. وكشف المحامي بأن الفرياني تحدى الطرف المقابل أن يحضر جملة من الملفات قال إنه تم التخلص من بعضها في معمل صهر الآلات في منزل بورقيبة والبعض الآخر أتلف في حي الخضراء بالعاصمة. وتدين هذه الوثائق الرئيس المخلوع وتؤكد علاقته بالموساد، وتثبت ان عناصر تونسية دخلت سنة 2010 مكان إقامة عرفات في تونس سابقا وصورت جملة من الوثائق وسلّمتها لإسرائيل، زيادة على قيام هذه العناصر بإرسال وثائق أخرى إلى صخر الماطري في قطر. وبيّن العيادي أن ظروف اعتقال موكله توحي بأن لا شيء تغير بعد الثورة لأن آثار الضرب كانت ظاهرة على جسده ناهيك عن الطريقة التي اعتقل بها والمشابهة للاختطاف، فعناصر الشرطة صدموا سيارة الفرياني، قبل ان يقوموا بإيقافه . وشدد على أن المحاكمة سياسية بالأساس باعتبار أن القضاء المشرف على القضية استثنائي، وأن المشكلة الحقيقية إدارية وأن المتهم أحضر للمحاكمة بلا محضر استنطاق من باحث البداية بل تم الاكتفاء بتوجيه تهم له أبرزها الاعتداء على أمن الدولة الداخليوالمسّ من وحدة التراب التونسي  
(المصدر: وكالة « بناء نيوز » للأخبار (تونس) بتاريخ 18 جوان 2011) الرابط: http://www.binaanews.com

<


في ظل انتقادات لبطء تفعيل العفو العام تجمعفي ساحة محمد علي وإعلان عن بدء سلسلة من التحركات المطلبية في البلاد


تونس – بناء نيوز. منير بودالي « نريد تفعيل العفو العام »، « تلامذة وطلبة وعمال وينهم من العفو العم »، لا مصالحة وطنية دون تعويض للضحايا »، « متعاطفين مع جميع المضربين » (عن الطعام)، « شغل حرية كرامة وطنية »… – بهذه الشعارات وغيرها هتف عشرات من المواطنين الذين تجمعوا صباح اليوم السبت (18 جوان 2011) بساحة محمد علي الحامّي أمام دار الاتحاد العام التونسي للشغل بالعاصمة. بين المتجمهرين على اختلاف أعمارهم وجهاتهم وأوضاعهم صفات مشتركة، هي أن ملامحهم تبين توديعهم منذ مدة لسن الشباب وأنهم كانوا من ضحايا القمع والعسف والاضطهاد خلال الحكم السابق، مما حرمهم حتى الساعة من العودة إلى سالف شغلهم أو قطع عنهم سبل الدراسة وشتى الحقوق الاقتصادية الاجتماعية الأخرى بوصفهم مواطنين. لكن هؤلاء المواطنين وجدوا أنفسهم متفقين أيضا في أنهم يوجهون انتقادات حادة لرسوم العفو العام الذي قصر في حق فئة هي الموظفون وأغفل من حسابه فئات تضم التلامذة والطلبة والتابعين لقطاعات حرة مختلفة… محمد القلوي ممثل منظمة عدالة وإنصاف التي تتابع أوضاع المضطهدين وتدافع عنهم، ومحمد النقابي ورئيس منظمة مناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني وعدد لآخر من المتدخلين تداولوا على تناول الكلمة تعبيرا عن مساندة ضحايا القمع السابق المطالبين بإعادة إدماجهم في العمل وتمتيعهم بالتعويض المجزي. واتجهت لهجة الاجتماع إلى الاعلام بأنه « في الجهات بدأ التحرك يوم الخميس 16 جوان (أول أمس) وأن أكثرها تمت ضمن الاتحادات الجهوية وعلى غرار هذا التحرك ». ووجه المتجمعون تحية سكر ودعم للاتحاد العام التونسي للشغل الذي أيد هذه التحركات معتبرا إياها مشروعة تماما. وأعلن الاجتماع أن « هذا اليوم نقطة بداية نضالنا من أجل تحقيق مطالبنا » مؤكدا على تحقيق « حلول جذرية بعد انتظار خمسة شهور بلا طائل ». وفي هذا السياق شدد المتدخلون على « أننا سنحافظ على التحلي بالمسؤولية وبالوطنية لكننا لن نتخلى عن مطالبنا مهما كانت العقبات، ونريد حلولا جذرية دون تسويف ولا تجزئة ». وأشار المتدخلون إلى ما دأبت الحكومة تؤكد عليه من ضرورة التخلي عن الاعتصامات والتحركات باسم الوطنية، فردوا بالقول « نحن مشبعون بقيم الوطنية لننا في سبيلها كابدنا السجون والحرمان أكثر من أية فئة أخرى ». وعليه فإن « هذه الجموع ستتحرك بقوة من أجل مطالبها، لا إضرارا بالبلاد وإنما خدمة لصلب مصلحتها وهذا لا يمكن أن يشكك فيه أي طرف ». ونبه المجتمعون إلى ضرورة تفعيل الحكومة لمقتضيات العفو العام ولكن « ليس بشكل مهين بلا مورد رزق ولا كرامة… فكثيرة هي العائلات التي تضررت بعد العفو بأكثر مما كان الأمر قبل الثورة التي منحت الشعب، ونحن جزء منه، الحرية والكرامة والعزة والحقوق ». واللافت أن عديد المشاركين في التجمع بساحة محمد علي من المزاولين القدماء لدراساتهم الثانوية والجامعية ومن المفصولين عن مواقعهم في المؤسسات والأعمال الخاصة. ووصف كل واحد من هؤلاء المحرومين بأنه « إنسان ليس له عنوان اجتماعي في هذه البلاد بينما هو من أبناء هذه الثورةورموزها ». وهتف الاجتماع بحرارة لمن دخل بعد في إضراب جوع للمطالبة بتفعيل العفو العام والحق في الشغل والكرامة والتنظير المهني. ففي مقر الاتحاد الجهوي للشغل بالقصرين دخل منذ يوم 6 جوان في إضراب جوع المواطن مبروك الفتراوي، وهو ممن قضى 17 عاما سجنا. كما ينفذ إضراب الجوع أيضا منذ يوم 10 جوان بمستشفى فرحات حشاد بسوسة المواطن صالح هاشم. ضمن ذات المسار العامل على التمسك بهذه المطالب، أعلن كل من كريم عبد السلام (تلميذ سابقن 17 سنة سجنا) وصابر الحمروني (تلميذ سابق، 15 سنة سجنا وأسبوعا) عن قرب الاعلان عن تأسيس « هيئة مستقلة عن الرزنامات السياسية تعمل من أجل تفعيل آليات العفو العام والتعويض » وتضم العاطلين عن العمل والتلامذة والطلبة الذين يمثلون « نسبة كبيرة ممن اضطهدوا في العهد البائد ». مرسوم صدر ناقصا وآخر معيب في الانتظار عبارات مطاطة وقابلة لتحريفها في التطبيق عن مقاصد الانصاف والمصالحة وطي صفحة الماضي وذلك بحرمان الموظف أو العون الذي  » ارتكب مدة طرده عملا مخالفا للكرامة أو الأمانة أو الأخلاق الحميدة واستوجب تتبعا جزائيا ». تلك هي الأوصاف المتداولة في أوساط المحتجين وحتى الحقوقيين في حق مشروع مرسوم يخص التعويض للذين شملهم العفو العام. ذلك المشروع الذي يجري تداول نصه منذ مدة طويلة دون أن يرى النور بالإصدار، يثير الخوف مجددا من إمكانية حصول تعسف من قِبل الادارة في إجراءات إعادة الادماج، والخوف من حرمان المواطن من حقه في التظلم لدى القضاء. ويرى الكثيرون أنه من الأفضل تفعيل إجراءات العفو العام وتوسيع المعنيين بها واستحثاث إعادة الادماج والقطع مع التسويف والمماطلة والعمل بجد على الإيفاء بالتعويضات – المادية على الأقل -في أفق الاعتراف المعنوي رسميا من الدولة التونسية لمواطنيها الذين نالهم أشد التنكيل منها. ففي هذا الظرف الدقيق الذي تعيشه بلادنا وفي أجواء الثورة والانتقال الديمقراطي والاصلاح السياسي لن تنفع عدالة القطرة قطرة في تفادي الاحتقان الاجتماعي والهزات الاحتجاجية على خلفية الاحتقان والغضب. صدر المرسوم عدد 1 لسنة 2011 مؤرخ في 9 فيفري 2011 معلنا العفو العام. وأقر هذا المرسوم بأن « لكل من شملهم العفو الحق في العودة للعمل وطلب التعويض ». بهذا فتح مسار إعادة المفصولين إلى سالف مواقع عملهم والحصول على التعويض العادل عما حرموا منه من حقوق إدارية ومالية. وقد بدأ عدد من المؤسسات العمومية كالوزارات والدواوين والشركات العمومية في إدماع أعداد من أعوانها وموظفيها القدامى المعنيين. غير أنّ مما يثير الامتعاض في أوساط المعنيين بالعفو وهم يقدرون بعشرات الآلاف من التونسيين الذين اكتووا بلظى العسف والاضطهاد في العهود السابقة ومنهم ألوف تم فصلهم من أعمالهم بطرق جائرة ولأسباب سياسية أو نقابية سواء حوكموا وسجنوا بعدها أم لا. هؤلاء أضحوا يعبرون عن الامتعاض الحادّ من تراخي إجراءات العودة إلى أعمالهم ونيل التعويضات المادية المستحقة عما نالهم. فالمشكل الذي وقع المرسوم فيه هو أنه لم يتعرض إلا إلى الموظفين والأعوان العموميين، على أهميتهم، بينما أغفل تماما أصحاب الحقوق في العفو العام وكذلك وبالتالي في التعويضات المادية من غير هؤلاء؛ من أجراء القطاع الخاص وأصحاب المهن الحرة ومن التلاميذ والطلبة وغيرهم الذين تم التنكيل بهم في السابق بسبب آرائه وانتماءاتهم وأنشطتهم السياسية. والمنتظر وفق هذا أن تشمل التعويضات وتسوية الوضعيات كافة الأصناف بلا استثناء، وتخصيصها بآليات معينة للإدماج والتعويض. لذلك ترتفع اليوم المطالبات بإصدار مرسوم واضح وعادل وشامل يعترف بالحقوق لذويها ويعوض لهم بعد سنوات طويلة مريرة راحت من حياتهم. مضمون مشروع التعويض في خطوطه العريضة وفي نقاط متابعة يقترح المشروع لفائدة الموظفين والأعوان العموميين إعادة إدماجهم في نفس الدرجة والوظيفة التي كانوا عليها في مهنهم الأصلية، ولو أدى ذلك الادماج إلى أن يكون العدد زائدا على الحاجة. ويتم احتساب مدة الغياب عن العمل من حيث الأجر والأقدمية والامتيازات والمنح والترقيات. ويكون مفعول التسوية ساريا بداية من تاريخ العقوبة التي أبطلها العفو العام. ** كل كسب مالي اكتسبه المعني بالأمر تحت أي مسمّى كان مدة غيابه عن العمل سيتم خصمه من مبالغ التعويض الجملية، وفي حال كان المبلغ المطلوب منه أكبر من مستحقاته فإن الدولة تسقط طلبها عنه. ** يتم محو كل إشارة إلى العقوبات القديمة التي شملها العفو من الملفات التأديبية ومن كل الملفات الادارية التي تخص هؤلاء الأعوان. ** لا تتم إعادة إدماج الأعوان والموظفين الذين كانوا محل تتبعات جزائية خلال مدة الطرد. ** حق الأعوان الوقتيين والمتعاقدين في الترسيم. ** تشكيل لجنة خاصة يتم تعيين أعضائها بقرار من الوزير الأول ويرأسها قاض بالمحكمة الادارية وتكلف بالنظر والفصل البات في كافة طلبات العودة إلى الشغل.  
(المصدر: وكالة « بناء نيوز » للأخبار (تونس) بتاريخ 18 جوان 2011) الرابط: http://www.binaanews.com

<


الأستاذ أنور الباسطي الناطق الرسمي لمجموعة الـ 25 محاميا لبناء نيوز:

** آلاف التجمعيين مازالوا يتمتعون بجرايات من الدولة ** الحكومة تعطّل عملية محاسبة رموز الفساد في العهد البائد


تونس- بناء نيوز- رمزي أفضال
الاستاذ أنور الباسطي من المحامين الذين تولوا رفع قضايا ضد رموز الفساد في نظام الرئيس المخلوع، مع مجموعة من المحامين تحت اسم « مجموعة ال25 ». ويتولى الباسطي مهمة الناطق الرسمي، لهذه المجموعة. وفي لقاءه مع بناء نيوز تحدث الباسطي عما راج من استقالات داخل هذه المجموعة وعن تقصير الحكومة في محاسبة المتهمين بالفساد من رموز العهد البائد. وبين في مقابل ذلك الدور الكبير الذي يقوم به المحامون لإدانة من كان لهم دور في نهب المال العام.  
وهذا نص الحوار،
ما هو سبب استقالة بعض المحامين من هذه المجموعة؟
أولا نحن لسنا بجمعية أو مؤسسة لنتحدث عن استقالة نحن نقوم بعمل تطوعي. وبالنسبة للزملاء الذين كانوا معنا رأوا أن المهمة اكتملت بالنسبة لهم خاصة بعد رفع مجموعة من القضايا ضد رموز الفساد في عهد الرئيس المخلوع. واعتبروا أن الهدف تحقق والقطار وضع على السكة. وهذا اختيارهم نحن نحترمهم وهم اولا واخيرا زملائنا وأصدقائنا. وهذا هو السبب الحقيقي عكس ما تم تداوله من وجود اختلافات بين أعضاء المجموعة. ونحن قلنا لهم بأن المشوار مازال طويل وينتظرنا مزيد من العمل في خصوص هذه القضايا.
البعض مازال لا يعرف ما هو العمل الذي تقومون به؟
كل ما نقوم به الآن صراحة هو ليس من مشمولاتنا نحن كمحامين لأن رفع القضايا ضد من سرق أموال الدولة هو من مشمولات الحكومة. ونحن قلنا هذا في عديد المرات. لكن للأسف الحكومة الحالية ومن قبلها حكومة الغنوشي لم تحرك ساكنا ضد رموز الفساد. وهذا ما جعلنا نحن نقوم برفع القضايا لمحاكمة من سرق الشعب التونسي. ومن يوم 08 فيفري حتى الآن تم استجواب أكثر من عشرين وزيرا. وأريد أن أقول بأننا لسنا 25 محامي فقط بل تجاوز عددنا الأربعين. والعمل الذي نقوم به هو على حساب مهنتنا وحياتنا الخاصة.
حسب رايك لماذا هذا التقصير من الحكومة في رفع القضايا ضد رموز الفساد؟
صراحة واجهنا في بداية عملنا التشكيك من عديد الأطراف لكن هذا لم يثننا عن مواصلة عملنا. وبالنسبة للحكومة فهي حسب القوانين هي المؤتمنة على المال العام. وإذا وقعت سرقة ما فبكل بساطة الحكومة هي من عليه ان يقدم قضايا ضد من سرق هذا المال. أما في واقع الحال فان العكس هو الحاصل لان الحكومة هي التي تعطل هذه المحاكمات. قد يكون لهذه الحكومة أسباب سياسية أو، غيرها، ولكن هذا التباطؤ أيا كانت اسبابه لا يخدم أبدا العدالة الانتقالية القائمة أصلا على الكشف ومحاسبة من اقترفوا الجرائم في حق مكتسبات الشعب التونسي.
ورغم المجهودات المبذولة من خلال الاتصالات المتعددة والمستمرة بالنيابة العمومية (وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس والوكيل العام بمحكمة الاستئناف بتونس) وقلم التحقيق المتعهد، اصطدمت المجموعة بعدة عوائق وعقبات اهمها ان النيابة تباطأت في اتخاذ قرارات الاحالة الى جانب تصرفها بانتقائية غير مبررة رغم وجود القرائن القانونية والاثباتات الواقعية وهو ما يخالف ابسط المبادئ القانونية العامة المكرسة للقضاء المستقل. اما على المستوى السياسي فان وزير العدل بوصفه رئيس النيابة العمومية لم يرد الفعل تجاه تجاوزات النيابة العمومية.  
هل هناك قضايا لم ينظر فيها إلى حد الآن؟

هناك قضية مهمة قمنا برفعها ضدَ الاشخاص الذين كانوا يتقاضون جرايات من الدولة وهم من التجمعيين. نحن توجهنا بطلب إلى قاضي التحقيق ليقدم لنا القائمة الكاملة لهؤلاء لكن للأسف قاضي التحقيق إلى حد الآن لم يقدم لنا هذه القائمة. وقمنا بالاتصال بالحكومة وبنفس الطلب لكن دون جواب وهذا ما يضع عديد نقاط الاستفهام، خاصة أن هؤلاء الاشخاص إلى حد الآن يتمتعون بجرايات من الدولة. وهذا مخالف للقانون، لذلك نحن نصر على ان نواصل عملنا حتى تتكشف الحقيقة كاملة.
(المصدر: وكالة « بناء نيوز » للأخبار (تونس) بتاريخ 18 جوان 2011)
الرابط: http://www.binaanews.com

<



تونس (وات) – احتضن الفضاء الخارجي للمركب الرياضي بالمنزه اجتماعا شعبيا لأنصار العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية من اقليم تونس الكبرى بمشاركة مرشحيها الى انتخابات المجلس التأسيسي. وتهدف هذه التظاهرة للاعلان عن تواجد هذا التيار الشعبي وفاعليته في مسار الثورة وصلب التشكيلات السياسية. وفي الوقت الذي رفع فيه شق من المشاركين شعارات مساندة للعريضة وللسيد محمد الهاشمي الحامدي المبادر باطلاقها عاب الشق الاخر على الحامدي عدم حضوره بين أنصار العريضة. وقد أكد الناطق الرسمي باسم العريضة السيد فتحي المحجوبي ان « الالتفاف التلقائي على العريضة الشعبية سيحدث مفاجأة للشعب التونسي خلال الانتخابات في الداخل كما في الخارج » مشيرا الى انه تم بعد ضبط وتحديد قائمات مستقلة لمناصري العريضة من اغلب مناطق الجمهورية ومن بين أفراد التونسيين بالخارج لترشيحها لانتخابات المجلس التأسيسي. وعن موقع هذا التيار ضمن الخارطة السياسية اوضح المتحدث قائلا « نحن لا نتموقع لا يمينا ولايسارا وانما نتموقع في قلوب التونسيين وفي نبض الثورة » مشيرا الى وجود « تحرك خاص لمناصرة ابناء الجالية الذين يحرمهم القانون من الحق في الترشح والانتخاب في حال تمتعوا بجنسية مزدوجة » وهو حال محمد الهاشمي الحامدي. وتم بالمناسبة التطرق الى مختلف أوجه التحرك الميداني لمناصري العريضة وابراز اهدافها وتوجهاتها. كما ألقى مرشحو العريضة كلمات بسطوا فيها تصوراتهم حول مستقبل تونس. وتعد « العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية » مبادرة مستقلة بمقترح من الاعلامي والكاتب محمد الهاشمي الحامدي منذ يوم 3 مارس 2011 ويركز مضمون العريضة على تحقيق أهداف الثورة التونسية من خلال العمل على تحقيق ثلاثة محاور رئيسية هي « العمل من اجل دستور ديمقراطي » و »صحة مجانية للجميع » و »منحة للبطالة ».

<


المنصف المرزوقي لـ »الأسبوعي » استقالة 3منخرطين جلبت لنا 3000 منخرط جديد…


أثارت استقالة 15 عضوا من حزب المؤتمرمن أجل الجمهورية ردود أفعال مختلفة على خلفية ما تم تداوله بأن هذه الاستقالة تمت بسبب الاختلاف بشأن التحالف مع النهضة. وللوقوف عند الحقيقة اتصلت « الأسبوعي » بمحمد المنصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمرمن أجل الجمهورية الذي بين أن الحزب لم يتلق أية استقالة رسمية، وأنه يكذّب ما ورد في خصوص هذه الاستقالات التي ذهبت إلى اعتبارها تمت على خلفية نية التحالف مع حزب النهضة مؤكدا في المقابل أنها مجرد خلافات شخصية. وأضاف محدثنا أنه بمراجعة أسماء المنخرطين في الحزب تبين أن 3 فقط من الذين استقالوا ينتمون للحزب أما البقية فإنهم ليسوا منخرطين به مبينا أنه سجل 3000 منخرط جديد بعد استقالة الثلاثي المذكور. وأشار المرزوقي في السياق ذاته إلى وجود أطراف تسعى إلى إحداث البلبلة في الحزب الذي يستعد لعقد مؤتمره الوطني في 24 من جوان المقبل بتونس. أما بخصوص نية التحالف مع النهضة فإن المرزوقي أكد أن المكتب السياسي أصدر بيانات في مختلف وسائل الإعلام بين خلالها أنهم لن يتحالفوا مع أي حزب آخروإذا كانت هناك نية للتحالف ستكون بعد انتخاب المجلس التأسيسي. سعيدة الميساوي  
(المصدر: جريدة « الصباح الاسبوعي » الصادرة يوم 20 جوان2011)

<


شكري بلعيد لـ »الأسبوعي »: 3 أحزاب علقت مشاركتها في القطب الديمقراطي الحداثي

في تصريح خص به « الأسبوعي » على خلفية تعليق عضوية حزبه في القطب الديمقراطي الحداثي أوضح شكري بلعيد الأمين العام لحركة الوطنيين الديمقراطيين أن حزبه أقدم على هذه الخطوة بعد إقامة تحالف بين حركة التجديد والوفاق الجمهوري معتبرا أن هذا التحالف جاء على أرضية مناهضة لأرضية القطب مؤكدا أن الوفاق الجمهوري لا يؤمن بمبدإ انتخابات المجلس التأسيسي. وقال بلعيد معددا الأسباب: « ثمة نزعة لدى حركة التجديد للسطو على القطب باعتبارها ترفض تشكيل فروع له في كل الجهات وما يقتضيه ذلك من توسيع المشاركة أمام المستقلين وحصرها في تونس فقط فضلا عن أن الحركة تعمد إقصاء المستقلين والتحدث باسمهم » موضحا في السياق ذاته أن التجديد يقدم شخصيات من الحزب على أساس أنهم مستقلون وهي شخصيات معروفة بنزعاتها للتطبيع مع الكيان الصهيوني وكانوا قد أعلنوا ذلك. وبين بلعيد في السياق ذاته أن حركة التجديد لا ترى مسألة تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني من الثوابت المبدئية للشعب التونسي. وقال محدثنا إن حزبي العمل الوطني الديمقراطي والطليعة العربي الديمقراطي علقا نشاطهما في القطب الديمقراطي الحداثي للأسباب المذكورة سابقا مبينا أن المكتبين التنفيذي والسياسي لحزبه سيدرسان الأسبوع الجاري المسألة. الحبيب وذان (المصدر: « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) بتاريخ 20 جوان 2011)

<



بقلم: أبو غسان بعد الإجتماع الذي عقده القطب الديمقراطي الحداثي يوم السبت 18 جوان 2011 أشارت بعض وسائل الإعلام إلى أنه ليس موجها ضد الإسلاميين رغم أن الخبر الذي أوردته وكالة أنباء تونس ليس بهذا الوضوح حيث يذكر أن السيد أحمد ابراهيم زعيم حزب التجديد ، محور القطب أكد أنه « ليس موجها ضد أي طرف بمن في ذلك المخالفين لتوجهاته ». ولتحديد الموقف الفعلي للقطب يجدر بنا أن نستعرض مساره و أن نفهم دوافعه و نستشرف مآله. فالبداية كانت بإطلاق مبادرة رباعية لكل من: * فوزية الشرفي (زوجة الراحل محمد الشرفي)، كاتبة الدولة للتعليم العالي في حكومة الغنوشي * سعد الدين الزمرلي، رئيس سابق للرابطة و وزير سابق في بداية حكم بن علي * رياض بن فضل، صحفي سابق في « لوموند ديبلوماتيك »، تعرض لإطلاق نار غامض سنة 2000 صرح على إثره أنه مقتنع أن الحادث ليس من تدبير هيئات عليا من السلطة (http://www.afrik.com/article800.html ) وشكر الرئيس لما أبداه من اهتمام تجاه صحته وعبر عن يقينه بأن كل الإمكانيات ستتوفر لكشف الحقيقة (http://www.tunisitri.net/actualites/actu7.htm وها هو بعد خلع بن علي يتهمه بتدبير قتله. * سامي بن ساسي، وهو طبيب لم يكن له نشاط سياسي معروف قبل الثورة ، كون جمعية المواطنة التونسية (ACT) وعُين عضوا بهيئة بن عاشور ضمن قائمة الشخصيات الوطنية. ودعا أصحاب المبادرة لبعث جبهة وطنية تضم « قوى التقدم و الحداثة » و وضعوا برنامجا تبنته هيئة بن عاشور في إطار « العقد الجمهوري » و منه مثلا « الفصل بين الدين و السياسة و تحييد الفضاءات الدينية من كل توظيف سياسي و تحييد الفضاءات العمومية من كل ممارسة دينية » ونظرا لانتماء أغلبية هيئة بن عاشور لهذا التوجه « الفرنكو ـ لائكي » فقد سعوا لفرض العقد الجمهوري بإضفاء قدسية عليه تجعله أعلى من الدستور وغير قابل لأي تغيير أو مراجعة (من شعارات موقع أصدقاء بن ساسي على الفايسبوك: ضرورة إلزامية العقد الجمهوري). و لكن كثرة التجاذبات في الهيئة المذكورة و أولوية مسائل أخرى كالإعداد للإنتخابات أرجأت الضغط لفرضه. وباعتبار تنامي تأثير حركة النهضة و تعبئة أنصارها حرص أصحاب التوجه على تكوين تحالف واسع ضدها بضم حركات أخرى من المعارضة، وتعهد سعدون الزمرلي وسناء بن عاشور بالتحاور مع بعض الأحزاب الكبرى بحيث تضاف لكل من حركة التجديد والاشتراكي اليساري والوطنيين الديمقراطيين وحزب العمل الوطني الديمقراطي والطليعة العربية والجمعيات التي تمثل إمتدادا لها أربعة أحزاب هامة وهي: التقدمي الديمقراطي والتكتل والإصلاح و التنمية وحركة الوحدة الشعبية. ولكن هذه الأحزاب انسحبت من الحوار لأن العمل ينحصر في محطة انتخابية و ضد طرف (الإسلاميون) يراه البعض خطرا على النظام الجمهوري بينما هو مكون أساسي للمشهد السياسي (جريدة الصباح 19 ماي 2011). و إزاء هذا الفشل تعهد رياض بن فضل و مصطفى بن حمد بمواصلة استقطاب أطراف أخرى، خاصة وأن التحالف توصل لانتخاب « لجنة مستقلة للانتخابات » موالية له تماما فرضت تأجيل الانتخابات ومكنته من فترة زمنية إضافية لرص صفوفه. فتم التوجه لأحزاب صغيرة أو بصدد التكوين مثل المواطنة والعدالة المنبثق عن طلبة الإشتراكي اليساري وصوت الوسط الذي لم يعترف به بعد، والوفاق الجمهوري بينما لم تثمر الإتصالات بحزب تونس الخضراء والجبهة التقدمية وآفاق تونس وحزب التقدم وحزب العمل. وللتعريف بالقطب عقد في غرة جوان اجتماع أكد فيه مصطفى بن حمد بكل وضوح ، كما أوردته وكالات الأنباء أن « الجبهة الجديدة تستهدف توحيد الجهود ضد القوى الإسلامية والقوى السابقة » و بالتالي فإن محاولة بعض مكونات القطب سحب البساط من الإسلاميين بالإدعاء بأن الإسلام قاسم مشترك هو من قبيل الديماغوجية و التغطية عن النوايا الحقيقية وقول أحمد ابراهيم « إن من يحتكر الحديث بإسم العقيدة خارج الموضوع ومخطئ في حساباته » مردود عليه اذ لم نسمع باحتكار أي طرف معترف به أو غير معترف للحديث عن العقيدة. ومن المهم أن نورد ما ذكره الصحفي زهير مخلوف في حوار بجريدة الصباح الأسبوعي ليوم 6 جوان 2011 حيث يقول: « إن التكتل الجبهوي اليساري كان بإيعاز وتحريض من اليسار الفرنسي وزيارة فرانسوا هولاند الأخيرة تؤكد ذلك ». و تبين هذه المعطيات أن ما يسمى قطبا ليس سوى تحالف خليط لا هدف له غير التصدي للإسلاميين و قد أكد حما الهمامي، وهو اليساري المعروف، ذلك « ما يسمى بجبهة الحداثة التي يظهر أنها جبهة ردة فعل على الإسلاميين أكثر منها جبهة برنامج ومشروع لإستكمال مهام الثورة » (جريدة البيان 13 جوان 2011) فبرزت التناقضات بين مكوناتها مما جعل انطلاقتها متعثرة واقتصرت على 3 أحزاب معروفة فقط ومكونات أخرى هامشية لقبول حزب يضم تجمعيين سابقين. فهل وئد القطب في المهد؟ ويعتقد بعض المراقبين أن اليسار الفرنسي الذي حرص على تكوين قطب حداثي واسع قد فقد الثقة في قدرة القطب على تحقيق ما هو منتظر منه وأنه بصدد ايجاد البديل في شخص مصطفى بن جعفر وحزبه التكتل ومن المؤشرات على ذلك: ـ تخصيص الصفحة الأولى لجريدة « الجرأة  » (المطلعة جدا) في أحد أعدادها لـ « مصطفى بن جعفر: رجل المرحلة ». ـ تكثيف بن جعفر لحملته ضد الإسلاميين وتكرر تصريحاته بأنه لا مجال لقيام حزب ديني بتونس (لوتون 5 جوان 2011 ، مثلا) وبأنه لن يتحالف أبدا مع حركة النهضة. ـ قيامه بزيارته الثانية لفرنسا منذ اندلاع الثورة وكتابته رسالة إلى الرئيس الفرنسي ـ تصريحاته بأن فرنسا دولة صديقة و بأنه سوف يسعى لإقامة علاقة ودية معها (موقع التونسية 8 جوان 2011) ـ انضمام عناصر جديدة لحزبه وهي محسوبة على التيار الفرانكو ـ لائكي مثل خميس كسيلة وبشرى بلحاج حميدة. ـ تأكيده على التقارب والتناغم مع حزب العمل التونسي المعروف بعدائه للإسلاميين حيث يؤكد زعيمه أنه تكون ليشكل ثقلا مضادا للإسلاميين (لوكوتيديان 20 أفريل 2011) ، وهذا الحزب مؤهل للحصول على دعم نقابي هام. ـ انتماء حزب التكتل للإشتراكية الدولية وكان ذلك بدعم من الحزب الإشتراكي الفرنسي. ـ تأكيد بن جفر وأعضاده على ثقتهم التامةفي كفاءة لجنة الجندوبي و نزاهتها وهو تكرار يصبح مشبوها لتواتره. ـ سعي بن جعفر لتشويه منافسيه من الإسلاميين ثم من الأحزاب الأخرى حيث طالب باعتذار نجيب الشابي وأحمد ابراهيم للشعب عن الإنخراط في حكومة الغنوشي و كأنهما مجرمان في حق الثورة متناسيا أنه رفض الإنتماء لها فقط تضامنا مع اتحاد الشغل و تقربا منه « رفضا لطريقة توزيع مرشحي الإتحاد دون مشاورات  » (موقعGnet.tn يوم 1 جوان 2011). فهل ينجح هذا الرهان أم يفشل مثل سابقه؟
(المصدر: « الحوار.نت » بتاريخ 20 جوان 2011) الرابط: http://www.alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=19145

<



أرجو أن ينتبه المسؤولون السياسيون التونسيون إلى ظاهرة خطيرة بدأت تتفاقم داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل تقوم خلالها بعض مجموعات ضغط إسرائيلية تعمل في البرلمان والمفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي على استضافة مسؤولين تونسيين داخل وخارج الحكومة الإنتقالية لإقناعهم بالتطبيع مع إسرائيل وأخطر ضاغطة lobbyist هي سيمون سوسكيند وها هو موقعها الخاص: http://www.simonesusskind.be والوفد التونسي الذي وصل إلىبروكسل الأسبوع الماضيفي زيارة غير رسمية يعرف جيدا عما أتحدث! رفضت سيمون سوسكيند لبعض النواب الأوروبيين العرب والموالين للقضايا العربية مقابلة هذا الوفد. سيومون سوسكيند تعمل علنا كرئيسة لجمعية خيرية تدعى: « Actions in the Mediterranean ». AIM لكن في الواقع هي أخطر ضاغطة صهيونية ، تستخدم جواز سفرها البلجيكي للسفر إلى الدول العربية و الإسلامية، واستطاعت أن تتغلغل في كل الأوساط السياسيةوالمنظمات النسوية العربية و الخ…..وزارت مؤخرا غزة وعادت بصور تعانق وتحضن بعض نساء غزة ووضعت هذه الصور على مواقعها…… ألخ… وزوجها الذي تحمل اسمه هو تاجر الألماس الشهير دفيد سوسكيند، الذي كان عضوا فاعلا في المجالس التأسيسية الأولى لدولة إسرائيل وعمره الآن90 سنةتقريبا. تحياتي ليلى (المصدر: « الحوار.نت » بتاريخ 19 جوان 2011) الرابط: http://www.alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=19156

<



كريم فارق

اكتملت خيوط مؤامرة جديدة رسمتها كتلة اليسار المتفرنس و المتحالفة مع بقايا التجمع : لقد فرضت هذه الكتلة بند في قانون الإنتخاب ينص على أنه بالإمكان تغيير أسماء القائمات الإنتخابية قبل 24 ساعة من موعد الإنتخابات، ثم انجلى الجزء الثاني من المخطط حيث أمر بن عاشور أن تكون جلسات الهيئة حول تحديد قائمة التجمعيين الممنوعين من العمل السياسي سرية و بعيدة عن انظار الإعلام، و ستبقى هذه القائمة سرية مستقبلا. و هكذا اكتملت خيوط الدسيسة حيث يستطيع التجمعيون الانضمام إلى القائمات الإنتخابية قبل 24 ساعة من موعد الإنتخابات بتغيير الأسماء و لا يستطيع أحد التفطن إلى ذلك خصوصا إذا كان المترشحون ليسوا من الجهة اللتي ترشحوا فيها و غير معروفين. و لو افترضنا أنه وقع إكتشاف تجمعيين قبل بضع ساعات من بداية الإنتخابات، و خصوصا إذا كان هذا الاندساس عاما في كامل البلاد فماذا ستكون النتيجة و العواقب يا ترى ؟ طبعا إما أن ترضى الأحزاب بالأمر الواقع، أو أن تؤخر الإنتخابات من جديد أو ربما فوضى ورائها تجمعيين يليها إنقضاض الجيش على السلطة لذلك لابد: 1-أن يقع فسخ البند الذي يسمح بتغيير القائمات الإنتخابية من القانون الإنتخابي.
2-أن تكون قائمة التجمعيين الممنوعين من العمل السياسي علنية و المداولات حولها علنية و بحضور الإعلام
و الأفضل من ذلك هو الحل الجذري : حل هيئة بن عاشور وازاحة ثعابينها و تقديمهم إلى المحاكمة و إلى مزبلة التاريخ.
(المصدر: « الـــحـــوار نـــت » بتاريخ 20 جوان 2011)

<


في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة: أنصار التطبيع يكشرون عن أنيابهم


محمد فوراتي عندما يتجند بعض أعضاء الهيئة العليا لحماية الثورة لحذف كلمة التطبيع من « العهد الجمهوري » فإن الأمر ليس غريبا، لأن هؤلاء اشتهروا منذ زمن المخلوع بالأكل من كل الموائد، وبعضهم زار سرا إسرائيل، وأصبح يدافع جهارا نهارا على التطبيع الثقافي والعلمي والاقتصادي مع هذا الكيان الذي لازال يحتل أرضنا، ويتآمر على ثورتنا. ولكن الغريب أن يحاول هؤلاء فرض رؤيتهم على الشعب من خلال هذه الهيئة، وتمرير مشروعهم سرّا بعد إبعاد المشروع الأول للعهد الجمهوري وتعويضه بنص آخر ملغّم. إنه الأسلوب ذاته في المناورة المشهور عن هذه النخبة، وأساليبهم ذاتها التي لم تتغير، فمشاريعهم دائما تحاك في الظلام، وتُمرّر في غفلة من الشعب حتى تصبح أمرا واقعا. والسؤال هنا: ما الذي يجعل هؤلاء يجتمعون (رغم قلتهم) على حذف نقطة « التصدي لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني » وتعويضها بعبارة أخرى أكثر تعويما ؟ وماذا وراء تجرؤهم على محاولة تمرير فكرة التطبيع، رغم إدراكهم للرفض الشعبي القاطع لها؟ والجواب لا يمكن إلا أن يكون أن هؤلاء من المطبعين مع الكيان الصهيوني، بل من حملة مشروع التطبيع، الذي سيشهد بفضلهم ازدهارا في المرحلة المقبلة، إذا لم يتصدّ لهم الشعب. كما أن جرأتهم ليست من فراغ، فمن ورائهم تقف قوى دولية ومشروع عابر للحدود يريد فرض نمطه علينا حتى بعد الثورة. ألم يقل أحدهم مصرحا إن مناهضة الصهيونية ليست من ثوابت الشعب التونسي ( هكذا) بل هي مسألة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وهم يتفاوضون من أجل حلها، وقال: « يجب علينا نحن أن نساعد الفلسطينين وليس دورنا أن نعرقل جهودهم ». مضيفا أن التطرق لمثل هذا الموضوع والإصرار على تضمينه في العقد الجمهوري يعدّ خوضا في غير محله وهو افتعال إشكال لإرباك التونسيين. ونحن نقول له إن مناهضة التطبيع من ثوابت الشعب التونسي العربي المسلم ولن يتنازل عنها، وإذا أردت أنت وزمرتك التأكد من ذلك فبيننا الاستفتاء الشعبي، وعندها ستكتشف أنك وأمثالك أقلية لا وزن لكم، ولا تمثلون هذا الشعب، ولستم من طينته. من حق هؤلاء بمنطق ( حقوقي ) أن تكون لهم آراؤهم وتطبيعهم، ولكن ليس من حقهم أن يفرضوا على شعب، قام بثورة الحرية والكرامة، اختيارات لا يريدها وليست من عقيدته ولا من هويته الحضارية. ومن حق هذا الشعب أن تكون له اختياراته الحرة، وأن يرفض منطق الأستاذ والأب التي مارسها هؤلاء علينا طيلة عقود، بدعوى الحداثة والتقدمية. الدرس المستخلص من تجربة أشقائنا في تركيا وهم يدخلون الحقبة الثالثة من حكم حزب العدالة والتنمية، هو أنه إذا التقت أخلاق النزاهة ونظافة اليد مع الكفاءة والاقتدار يمكن أن تحقق الكثير ، إن كان ذلك على صعيد السياسية أو الاقتصاد أو على الصعيد الخارجي. فقد تمكن حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الإسلامية خلال أقل من عقد من الزمن من أن ينهض بتركيا ويجعل منها دولة محورية نشيطة في مختلف القضايا الإقليمية والعالمية، في وقت كان ينظر إليها على أنها مجرد جسر هامشي بين أوروبا وآسيا. وفعلا تونس هي في أمس الحاجة إلى استلهام هذه التجربة والاستفادة منها أكثر ما يمكن، ولعل أولى المهام المطروحة هي صنع جيل جديد من القيادات السياسية والفكرية تجمع بين خصلتي النزاهة والكفاءة يمكنها أت نخرج ببلادنا من وهدة التخلف والإعاقة التي فرضتها حقب الاستبداد الطويلة، وتضعها على سكة التنمية والنهوض الحقيقين. لقد قيل الكثير على أن الإسلاميين لا يفهمون لغة الاقتصاد والأرقام، ولا يدركون تعقيدات السياسية وتشعباتها الداخلية والخارجية، ولكن تجربة تركيا بينت أن الإسلاميين هم أكثر اقتدارا وكفاءة، بقدر ما هم اكثر إخلاصا وأخلاقا ممن حكم من قبلهم… لا شك أن هنالك قوى كثيرة تعمل بالليل والنهار للحيلولة دون وصول بلادنا إلى هذا الاستحقاق، وهي تريد أن تقطع الطريق أمام هذا المشروع ولكن بإرادة شعبنا وتصميمه وتلاحمه سنصل حتما إلى هذه المرحلة بحول الله.
 
 
(المصدر: جريدة الفجر لسان حال حزب حركة النهضة ( أسبوعية – تونس) العدد 11 بتاريخ 17 جوان 2011)

<


التربيعُ والتطبيعُ… وإعادة ترتيب الكراسي

د. محمد ضيف الله، أستاذ التاريخ- جامعة منوبة- تونس


لا يبدو أن طرح مسألة التطبيع في الهيئة العليا لابن عاشور (تعويضا لطول الاسم)، يخرج عن جنس اشتغالها أو عن مغزى الإستراتيجية التي ترتكز عليها منذ البداية. ومع أن الهيئة ثمرة من ثمار الثورة، فإنها بدت منذ اللحظة الأولى بقشرة صلبة وتوافقية، إلا أن اللب خلافي وحتى شجاري. بل لا تكاد تجد فيما تم الاتفاق عليه داخلها حتى اليوم نقطة لم تكن فيها “النية مقعمزة”، والتركيز على الحَفْر في نية الآخرين وجهر الحُفَر لهم، في معركة مستمرة قوامها ليّ الأذرع وحتى الأعناق لو سمحت الظروف إلى ذلك سبيلا، الثابت الوحيد في كل ما جرى ويجري محاكمة النوايا. لكن خلافا لقراءة النصوص فإن قراءة النوايا تعكس طبيعة قرائها أكثر من مقروئيها، وقديما قالت العرب “إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه”. والأخطر أن سوء الظن بالآخرين يسهل على هؤلاء -من حيث لا يشعرون- تبني النوايا المعلقة بهم. وهكذا تنتهي الهيئة إلى اهتزاز كيانها بفعل الطَّرْق المتواصل للثقة المتبادلة التي تعتبر شرطا أساسيا للانتقال الديمقراطي، تماما مثل تدوير المربعات أو لنقل تربيع الدوائر للحصول على قالب واحد يصلح في بناية الديمقراطية. وفي هذا الإطار، طرحت مسألة “العقد الجمهوري” ومن الزاوية نفسها طرحت مسألة الهوية والتطبيع. ولا يهم هنا إن كان ذلك من باب المبادئ التي لا يمكن التفريط فيها بثمن أم من باب التوريط في إطار التكتيك السياسي وكل شيء جائز، بعد أن انتقلت الحرب الباردة من زمن القرن الماضي بين الشرق والغرب إلى القاعة المدرّجة التي تحتوي الهيئة العليا ومن فيها. المهم أن المسألة طرحت، ورب ضارة نافعة هنا. وما يمكن تسجيله هو أن المستهدف هذه المرة على عكس كل المرات السابقة، هو “الحزب الحاكم المؤقت” أي حركة التجديد. ولم يتوقع الحزب أن يتغير المنطق السائد، فلم يستطع أن يواري سوءاته في هذا الملف. وكيف لحزب حركة التجديد أن يتراجع عن الخطوات الجريئة التي اتخذها عدد من أعضائه منذ سنوات عديدة في مسلك التطبيع الأكاديمي في معقل منوبة تحديدا. ولو كانوا من أصحاب المال والأعمال لزادوا خطوة نحو التطبيع التجاري والمالي، أو حتى التطبيع وكفى. وبالنسبة للتطبيع الأكاديمي تحديدا، نتذكر جيدا أن الأكاديميين الأنقليز يقاطعون جامعات الدولة العبرية، مع أن الأنقليز هم الذين فتحوا طريق فلسطين أمام صهاينة العالم، في حين أن أكاديميي منوبة حرصوا على نسج الخيوط جميعها مع أكاديميي الدولة العبرية.. من نشر مشترك ومؤتمرات مشتركة وتحاور وتزاور، وصولا إلى أن منهم من حج إلى أوشويتز (Auschwitz) بعد 14 جانفي، وما بالعهد من قدم. فضلا عن الحج إلى “أرض الميعاد” في ظلام الليل البهيم.. وشكل ذلك رصيدا لا يمكن أن يذهب سدى، وها قد جاء موسم الحصاد وجني الأرباح وتوزيع الفوائض، بالجملة والتفصيل.. ولهذا الاعتبار، قرأ أحدهم وجوه الثائرين في تونس فرأى أن “مسألة التطبيع… مسألة ثانوية”، وأبلغ من ذلك قوله “إن مناهضة الصهيونية ليست من ثوابت الشعب التونسي بل هي مسألة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وهم يتفاوضون من أجل حلها”. ذلك لتبرير تفاديهم تضمين مسألة التطبيع مع الكيان الصهيوني في “العقد الجمهوري”. وقد يعجب المرء من الأمر، فهل بسبب مواثيق والتزامات لا يمكن خرقها؟ ومع من تلك التعهدات؟ ومقابل ماذا بالتحديد؟ وهل في ذلك مراعاة لمصلحة للثورة التونسية ولمستقبل بلادنا واستقلالها؟ لا شك أن الإصرار على عدم طرح مسألة التطبيع دليل –إن كان الأمر في حاجة إلى دليل إضافي- أنهم في قطيعة مع أهداف الثورة ومطالبها وشعاراتها، ومن بينها “الشعب يريد تحرير فلسطين”. وحتى إن كان يصعب تحقيق هذا الشعار الاستراتيجي في ظل التوازنات الدولية الراهنة، فلا يمكن اعتبار التطبيع مسألة ثانوية في تونس التي رفع شعبها خلال الثورة علم فلسطين مثلما رفع العلم التونسي. وبما أن الجماعة تجمعوا في اختصاص وحيد هو تاريخ الأقلية اليهودية، فلا بأس من التذكير هنا بأن الشعب التونسي اعتبر تاريخيا أن القضية الفلسطينية من صلب قضيته الوطنية، وسأكتفي هنا بالإشارة إلى صدور كتاب في تونس في الأربعينات ألفه الشيخ محمد الفاضل بن عاشور عنوانه “فلسطين الوطن القومي للعرب” وواضح أن الصياغة على وزن كلمات بلفور في وعده. والأجمل أن ابن عاشور الأب لم يقل في جملته الوطن القومي للفلسطينيين وإنما للعرب، ولسان حاله يقول في كل زمان ومكان بما في ذلك تونس. أخيرا، صحيح أن الجدل المحتدم حول التطبيع، لم يخرج عن منطق التربيع المشتغل منذ البداية، كما أن مقاومته لا يمكن اعتبارها في غير محلها حيث أنها ضمن عناوين الهوية والانتماء وهذه جزء لا يتجزأ من المشترك الوطني. ومهما يكن الأمر، فإن الحصيلة اليوم أن الحصار المضروب منذ البداية بدأ يتفكك لينتقل نحو جبهة الأخرى، واشتغال هيئة ابن عاشور لا يتعارض مع ذلك، والكراسي يمكن أن ترتب من جديد.  
تونس، في 19 جوان 2011 مثل شعبي: أعْطَاكْ رَبّي يا نامُوسة، كُولِي وبَرّقِي عِينِيك.
(المصدر: « المشهد التونسي » بتاريخ 19 جوان 2011) الرابط: http://www.machhad.com/?p=3210

<


في الذكرى الثلاثين لولادة « الاتجاه الإسلامي » حركة النهضة مشروع يفجّر طاقات الإبداع

قال تعالى : »هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين » من كان يخطر بباله أن يحصل ما حصل في 14 جانفي والأسابيع التي مهدت له والتحولات التي جرت وتجري ؟ أن يقود احتراق البوعزيزي رحمه الله إلى لهيب ثوري يجتاح البلاد التونسية من أقصاها إلى أقصاها حتى يستقر الحريق في العاصمة فيقوض ملك الطاغية وعصابة المافيا الملتفة حوله وجهازه القمعي وأداته الحزبية، فلا يجدون سبيلا غير الهروب الذليل، بما فتح أبواب السجون ومعابر الحدود أمام عودة أشد معارضيه إلى الساحة، تهتف باسمهم عشرات ومئات الآلاف وترتفع رايات أحزابهم بينما توصد أوكار حزبه المتعفن ويلاحق رموزه بجرائم النهب والقتل ويمتد اللهب المقدس ثورة عربية وإنسانية؟ إنه لمن دواعي الثناء على الله عز وجل بما هو له أهل من الحمد والشكر أن يأتي على أبناء حركة الاتجاه الإسلامي سلف النهضة ، حين من الدهر بعد ثورة جانفي المباركة – وليس من بين قيادييها وأعضائها سجين ولا مشرد – وتكون هذه أول ذكرى نحتفي فيها علنا ومجتمعين وذلك بعد ثلاثين سنة من تأسيسها في 6-6-1981 ، استقبلت خلالها المعتقلات ما لا يقل عن ثلاثين ألفا ، وزّعت عليهم المحاكم الظالمة آلاف الأعوام من الأحكام بالسجن، هي ضروب من الموت البطيء، آتت أكلها في الإجهاز على ما لا يقل عن مائة وخمسين منهم، فارضة القهر والتنكيل والمحاصرة والطرد من الشغل على مئات الآلاف من عوائلهم وأصدقائهم، وعلى عدة آلاف التشرد في أكثر من خمسين دولة في العالم في أوسع هجرة وأشرس هجمة على حركة عرفها تاريخ البلاد. وهاهي النهضة مثل طائر الفنيق تنتفض من تحت الرماد تملأ الساحات وتستقبلها الجماهير بفيض عارم من الحب والولاء آلافا مؤلفة ، حيثما حلت في أرجاء البلاد، فارضة نفسها معطى أساسيا في تاريخ تونس الحديثة وحاضرها ، رفضا لسياسات تهميش الإسلام والعروبة المعتمدة من دولة الاستقلال وتأكيدا لهما في أي مشروع تنموي مستقبلي جاد للبلاد. أصالة العقائد وعبث الطغيان لقد استنفد الرئيسان المخلوعان كل الإمكانات القمعية للدولة الحديثة مستعينين بأوسع قطاعات « الحداثة » من أجل سلخ البلاد من هويتها الإسلامية العربية وربطها بما وراء البحار ، متذرعين بواجهة براقة زائفة من الحداثة لتسويغ سياسات الاستبداد والفساد، فكانت الهجمة الأولى صبيحة الاستقلال على الإسلام والعروبة عقائد وشعائر وقيما ومؤسسات ورموزا ، فما مضى غير عقد ونصف على انطلاق الهجمة حتى تنبه المجتمع على الخطر الماحق الذي يهدد كيانه فكان ميلاد الحركة الإسلامية في بداية السبعينيات استجابة لطلب شعبي عميق وواسع على الهوية المهددة وعلى الكرامة والعدل المستباحين. ورغم سلسلة المواجهات المتلاحقة على التيار الإسلامي فقد استمر صعوده وتغلغله في أعماق المجتمع عبر الآلام المبرحة التي سلطت على أتباعه وأقاربهم منذ سنة 1981 (500 سجين بينهم القيادة التاريخية). وبلغ القمع مستوى أعلى سنة1987حيث أنضجت الحركة التغيير خلال مسيرات استمرت طيلة ثمانية أشهر كانت من إرهاصات ثورة 14 جانفي، اضطرت إلى الكمون في انتظار تآكل الصف المعادي ، حتى كانت الثورة المباركة التي أزاحت السدّ من طريق التيار الإسلامي الذي أوقفه بالقوة المتوحشة إثر انتخابات 1989 التي حسمت نتائجها القوة الغاشمة. العقائد والأفكار وما يرتبط بها من مشاريع مجتمعية تنافح على العدل والحرية هي أصلب من هراوات الطغاة ومخابراتهم وجملة مكايداتهم مهما تلقت من دعم خارجي: فقد عجزت بعد أزيد من نصف قرن من كيد الدولة الحديثة الدؤوب على اقتلاع تونس من تربتها الطبيعية العربية الإسلامية لمصلحة استبدالها بتربة غريبة عنها، وأثبت شعب تونس تمسكه المطلق بهويته وتأبِّيه عن محاولات السلخ والتفكيك والتدمير. ومشهد المساجد المزدحمة حتى درجة الفيضان في الشوارع والساحات وتزايد الإقبال على البرامج الدينية والأزياء الإسلامية، وغيرها، شواهد على شدة ارتباط المجتمع التونسي بهويته وما ارتبط بها من مشروع مجتمعي تحرري، فماذا جنت الحملات المتلاحقة على الحركة، غير الخيبة وسوء السمعة بل والدمار الشامل ؟ فهل يعي ورثتهم هذه الحقائق، فيكفوا عن عقلية الوصاية والقمع والتسلط ووسوسة الانقلاب على إرادة الشعب بدل الاحتكام إليها والقبول بتونس للجميع على حد سواء؟ دعوة إلى الالتزام بنهج الوفاق على مشارف انتخابات المجلس التأسيسي اندفعت قوى سياسية وإيديولوجية منافسة للنهضة إلى انتهاج سبيل الكيد للمنافسين والسعي إلى تهميشهم ولو بالتنكر عن نهج الوفاق المصدر الأساسي للشرعية في هذه المرحلة، ومن ذلك تعمّد إغراق الهيئة الوطنية لحماية الثورة بكتلة ضخمة من الأعضاء تحت مسمَى « شخصيات وطنية » بما يشبه عملية إنزال عسكري انقلابي على الثورة، بما قاد إلى اختلال التوازن داخل الهيأة، وما أفرزته من لجنة عليا للانتخابات ذات لون إيديولوجي واحد ، في تنكب سافر عن نهج الوفاق الأساس الوحيد للشرعية وللقرار في غياب الشرعية الانتخابية. ورغم القرار المنفرد بتأخير الانتخابات مع ما يفتحه ذلك من احتمالات الانخرام، فالأمل المتبقي ألاّ يقع النكوص مرة أخرى عن الموعد الجديد لانتخاب مجلس تأسيسي ظل الشعب يوالي التضحيات منذ ثلاثة أرباع قرن من أجل إرسائه. رهان دائم على الائتلاف إن النهضة لا يحملها وزنها الشعبي المعتبر ولا ما يمارسه البعض من تنكب عن نهج الوفاق والزج بالبلاد في المجهول عما التزمت به من نهج الوفاق والتعويل على منوال ائتلافي إن في مستوى الانتخابات أو في مستوى الحكم البديل باعتباره النهج الأقوم لمواجهة التحديات التي تعترض تونس الثورة، والتي يعسر معها على أي طرف – مهما بلغت قوته الشعبية، أن يواجه تلك التحديات منفردا. ومن المفارقات أن ترث بعض الأطراف السياسية والإعلامية، الصناعة التي أدمن عليها المخلوع، وهي الاستخدام المكثف والدؤوب للفزاعة الإسلامية مستخدمين سلاح التخويف والتهويل والتلويح ليلا نهارا بهذه الفزاعة ؟ لماذا يستمرون في الحملات الإعلامية ربطا للإسلام حينا وللنهضة غالبا بالخطر على الحرية وحقوق الإنسان وعلى الفنون وعلى الاقتصاد ولا سيما على المرأة؟ هل قدر النخبة السياسية التونسية أن تجعل رزقها محاولات متكررة يائسة لإغراق الشعب في ما يشبه أجواء الحرب الباردة؟ لقد أكدت النهضة وتؤكد مجددا فيما يتعلق بعلاقة الدولة بالدين التزامها بمقومات الدولة المدنية الديمقراطية التي لا سند لشرعيتها غير ما تستمده من قبول شعبي تفصح عنه صناديق الاقتراع عبر انتخابات تعددية نزيهة . كما أكدت قاعدة المواطنة والمساواة بين الجنسين أساسا لتوزيع الحقوق والواجبات كتأكيدها لمبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان إن مما يبعث على التفاؤل بمستقبل تونس وجود أرضية واسعة وصلبة مشتركة بين أوسع التكوينات السياسية التونسية إقرارا بالهوية العربية الإسلامية وبمقومات النظام الديمقراطي والعدالة الاجتماعية ، بما يوفر حظوظا كبيرة للنجاح وللمشاركة في صناعة المستقبل. إن ثورة 14 جانفي المباركة رفعت راية تونس خفاقة في كل شارع يلهج بالحرية ملهمة للشعوب المقهورة، ووصفة شفاء من داء الدكتاتورية العضال ، بما مثل أعظم أحداث عصرنا، إذ أدخلت الثورة شعبنا إلى التاريخ وحتى للجغرافيا، وهي بصدد فعل ذلك في أكثر من شعب عربي والبقية تتحفز للانتفاض على طغاتها. ومع هذه المكانة العليا التي اكتسبتها تونس فشلت الحكومات المتوالية في توظيف هذا الرأسمال الرمزي العظيم، ولم تبدي الحكومة المؤقتة أي تفاعل مع هذه الثورات التي ألهمتها ثورتنا ولا ادخرت عندها رصيدا للمستقبل . التلويح بمسارات جديدة في الآونة الأخيرة ارتفعت أصوات في مجال الإعلام والسياسة تلوّح بمسارات أخرى غير الاتجاه إلى انتخاب مجلس تأسيسي، من مثل المضيّ قدما إلى تعديلات دستورية ودعوة الشعب للاستفتاء عليها ثم انتخاب رئيس جمهورية بما قد يعنيه ذلك من تحويل هيأة حماية الثورة إلى برلمان بديل!!. ونحن نحذر من كل محاولات الالتفاف على الثورة. ولكننا واثقون في عبقرية شعبنا وفي وعي وقدرات شبابنا حراس الثورة ، على الوقوف صدّا منيعا أمام أي التلاعب. البرنامج البديل النهضة مشروع اجتماعي اقتصادي ( سنعلن عنه قريبا إن شاء الله)، مشروع يطلق طاقات الإبداع ويحفظ روابط الأخوة الوطنية ويصون البيئة واستقلال البلاد ويوفر الضرورات الحيوية لكل مواطن وحقوقه وحرياته الأساسية ، على اعتبار أن المشكل الاقتصادي الاجتماعي ولاسيما مشكل البطالة وتدهور الخدمات العامة في مقدمة التحديات التي تواجه الثورة، بما يكون معه الواجب الديني والوطني وبالخصوص في هذه المرحلة الانتقالية تجنّد الجميع من أجل تنشيط آلة الإنتاج ومنع اقتصادنا أن ينهار مما لا يحقق غير أهداف أعداء الثورة. صحيح أن القوة الشرائية لعامة المواطنين ضعيفة والأجور زهيدة ولكن الأولوية في هذه المرحلة لتشغيل العاطلين وليس للزيادات. في الأخير إذ نحيّي شهداء ثورتنا المباركة وأجيال الشهداء الذين عبدوا الطريق أمامها من كل الاتجاهات وبالخصوص شهداء الحركة الإسلامية وعوائلهم القلاع الصامدة ، نحيي حراس الثورة المباركة بكل اتجاهاتهم ، نحن واثقون بأن الله سبحانه الذي حفظ بلادنا وحركتنا مما كاد الكائدون.. فكانت هذه الثورة المباركة.. سيحفظ بفضله ثم بجهد عباده الصالحين دماء شهدائها حتى تهتز أرض الخضراء عدلا وكرامة وحرية ونماء « والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ». راشد الغنوشي

<


عناء السطحية وآلام المخاض صناعة الطرابلسية الجدد أقرب من حبل الوريد

سويسرا – بناء نيوز – رضا العجمي
في ظل فراغ دستوري ومنطق انتقالي يبدو أن الرغبة في التسطيح وانتقاء الحلول السهلة على كافة الأصعدة أصبح هو المبدأ، اذ باسم غياب الاختصاص او بحجة انتظار انتخابات الحسم، لا تبدو الحكومة المؤقتة مستعدة لإعطاء الوقت اللازم للمشاكل العالقة منذ عقود ولا تبدي اية اهمية للحلول الجذرية.
وسبق أن ذكرت أن وزارة العدل تخطت اشكالية مشاركة المؤسسات المالية في عهد بن علي في اعطاء قروض طائلة للعائلات الفاسدة التي حكمت تونس وذلك بضمانات على أملاك الدولة المسروقة والموهوبة لهم دون وجه حق.
وبدل تناول المشكل في مجمله وتحديد كافة المسؤوليات اكتفت الوزارة بتحميل البقرة المهزومة « بن علي » المسؤولية وغضت الطرف تماما عن البنوك المتواطئة وها نحن نرى أملاك الشعب تصادر لدفع الديون الخاصة التي كانت تعطى بدون احترام للقانون ولا للشروط البنكية.
هذا وغيره مثال صارخ على سطحية تناول المشاكل العالقة والادهى والامر صمت الادارة رغم التنبيه إلى ضرورة المعالجة الجذرية لهذا المشكل.
أما الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة فيبدو أن اهتماماتها تخضع لنفس المستوى من السطحية، ويبدو أن الثورة وروحها بدأت تخبو مقابل تنامي الابعاد البروتوكولية والاغراق في النقاشات القانونية والتشريعية التفصيلية، وهي مسائل للشعب وحده حق النظر والفصل فيها.
اما القضايا الحقيقية التي تحتاج الى حلول جذرية وقرارات فورية فلا تجد لها صدى او اهتماما داخل الهيئة. ويبدو أن الانحدار بدأ من جديد وأن الهوة بين من يخطط ويسير،ومن يثور ويموت، وهو صاحب الأمر والمصلحة، بدأت في الاتساع ثانية، بعد أن خُيّل لذي رأي أنها ضاقت بعد الثورة.
ويبدو ايضا أن على الشعب وممثليه من مكونات المجتمع المدني أن يتنبه حتى يمنع الاستحواذ من جديد على سيادته تحت مسميات مختلفة، ولعمري فان صناعة الطرابلسية الجدد أقرب الى الوطن من حبل الوريد، اذ باسم الثورة قد تقتل الثورة ويباد الثوار.
(المصدر: وكالة « بناء نيوز » للأخبار (تونس) بتاريخ 18 جوان 2011) الرابط: http://www.binaanews.com

<



تميزت هذه الفترة بانعدام الشرعية وغياب السلطة وتاهت مؤسسات الدولة بين المؤقتة والانتقالية، وأصبحنا نؤسس لمرحلة جديدة تتحقق فيها قيم حرية مسئولة وعدالة نزيهة وديمقراطية تفضي لاختيار سلطة، تؤدي النخب بجمعياتها وأحزابها واتحادات نقاباتها، دورا مهما في صنع مستقبلها. الواقع الجديد أصبح يطرح تحديات عديدة على هذه النخبة حيث ظهرت حساسيات سياسية مفرطة للأسف الشديد، وتجاذبان في تحديد الأولويات وخلط الأوراق في ما يمكن الاتفاق عليه والاختلاف حوله، إضافة إلى الخلط في ممارسة النشاط الاجتماعي والنضال النقابي من جهة و العمل الحزبي داخل الهياكل السياسية التي ينتمون إليها… فالتحديات تتجلى في تحديد ماهية الأدوار داخل الهياكل الوظيفية ﴿الإدارة﴾ حيث يكون العمل منحصرا في الوظيفة، أو إدراج الإدارة بأجهزتها المدنية والأمنية والعسكرية والنقابية ضمن « المعركة » السياسية لتصبح بالتالي اقل حيادية. حياد الإدارة مطلب شعبي ملح ومكسب وطني، ناضلت من اجله حركات التحرّر في المجتمعات الأكثر تقدّما والأعلى مرتبة في التّعامل الحضاري والسلوك الاجتماعي المسئول. الصّعوبة تكمن في التّداخل بين وظائف نخب تتفاعل داخل هياكل سياسية، ولها مراكز إدارية في صلب الدولة تجعل منها موطن نفوذ، وتقدم من خلالها خدمة لهذه الأطر السياسية، مما يرفع عن هذه المراكز صفة الحياد. فمن حسن حضّنا، أن تونس لم تكن متنوّعة لغويا ولا دينيا ولا طائفيا، رغم اتصالنا شمالا باروبا، وجنوبا بإفريقيا،حيث تنتشر الايطالية والفرنسية والانجليزية انتشارا فادحا، لكن تبقى العربية ـ اللغة الأساسية والرسمية ـ قاسما مشتركا بين كل التونسيين بفارق طفيف في بعض التقاليد والفلسفات التي تسربت إلينا من هنا وهناك دون أن تغير طبائع الناس تغييرا جوهريا. يجب علينا إزالة الاعتبارات السياسية والجهوية والعائلية في كل الشؤون الإدارية والعمل على تحكيم الاعتبارات التي اقرها علم وفن الإدارة. الخوف أن تصبح أدوات الدولة، استثمارا ذاتيا عند الكثيرين، حيث تستعمل هواتفها وكهرباؤها وماؤها ومكاتبها ووسائل نقلها وإعلامها، استعمالا خاصا وبطريقة عبثية فضلا عن الانتداب في الوظائف على أساس الانتماء الحزبي لا على أساس الكفاءة. الأدهى أن يصبح الحزب السياسي أيضا، استثمارا، يدر على أصحابه كثيرا من المال، حيث ترصد له ميزانية من الدولة على حساب دافعي الضرائب من المواطنين وأصحاب المؤسسات ورجال الأعمال، وبدلا من أن توظّف هذه الأموال في التنمية وخلق مواطن الشغل لآلاف العاطلين وتحسين أوضاع الناس والخدمات الصحية والاجتماعية، تهدر هذه المبالغ في « المشاريع السياسية » لتنمية الضغائن وتوتير وشحن الأجواء وزرع الفرقة والبغضاء واستنزاف الطاقات على جميع الأصعدة. في عملية حسابية سريعة، اليوم ﴿دون غد!!﴾ خمسة وثمانون حزبا، لكل حزب مائة وخمسون ألف دينار، يصبح مجموعها اثني عشر مليون وسبع مائة وخمسون ألف دينار﴿لقد تعمدت كتابة المبالغ بالحروف لا بالأرقام حتى لايفجع القارئ﴾ إضافة إلى تكاليف الحملات الانتخابية، مرورا بمسائل التمويل الأجنبي ومؤثراته في التبعية وخدمة الأجندات الخارجية. الخوف من أن تصبح الأحزاب عبئا إضافيا على دولة منهوكة من أساسها بالقروض والصعوبات المالية والاقتصادية، في محله. تونس، حاضنة كل التونسيين، هي اكبر من الأحزاب والنقابات والجمعيات ومن لا انتماء له، هي انتماء الجميع، هي المسكّن والمعقّل والمعدّل، هي الشّاحذ للهمم، هي البيت الذي نبنيه بساعدنا، فان بنيناه بجد طاب مسكننا وان بنيناه بظلم خاب بانيه. علينا أن نتّفق على أن لا تفرض هذه الأحزاب والتنظيمات وان اختلفت، الفرقة، وان لا تتحوّل إلى شركات ذات صبغة ربحية على حساب رغيفنا وتنمية بلادنا، وان لا يتحول الخلاف والاختلاف إلى تجاذبان تضرّ بالمصلحة العليا للوطن، وتسوقنا للتّشرذم والتّناحر،…وان نعطي المسؤولية مفهومها الكامل والشامل، ونتّحد حتى ولو قررت القاعدة الاجتماعية أن الناس…يختلفون.

<


الإمارات تجمد أموال ليبية بحث تقديم أموال مجمدة للثوار

وافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على بحث إمكانية استخدام الأموال الليبية المجمدة لمساعدة المعارضة المناهضة للعقيد معمر القذافي والتي تعاني شحا في الموارد. وجاء في بيان جرى الاتفاق عليه باجتماع وزراء الخارجية في لوكسمبورغ اليوم أن الاتحاد أقر بالاحتياجات المالية الملحة للمجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي يمثل الثوار. ويأتي الموقف الأوروبي بعد أن اتهم علي الترهوني مسؤول الملف المالي وملف النفط بالمجلس الانتقالي, الغرب، بعدم الوفاء بتعهداته بتقديم مساعدة مالية عاجلة بعد أن نفدت أموال المعارضة تماما بعد أشهر من القتال. وأمس وجه المجلس نداء إلى المانحين الدوليين كي يدفعوا بشكل عاجل الأموال التي وعدوا بتقديمها مطلع الشهر الجاري خلال اجتماع لمجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا. وذكر المتحدث باسم المجلس عبد الحافظ غوقة أن « الأموال كان يجب أن تدفع الأسبوع الماضي لكن لم يصل منها شيء ». وكانت القوى العالمية الأساسية قدمت في التاسع من يونيو/ حزيران الجاري دعما سياسيا وماليا للثوار من خلال وضع الآلية التي تسمح بتلقي الأموال. وانتهت مجموعة الاتصال من وضع الآلية التي تسمح للانتقالي بتلقي أموال مصدرها خصوصا من أموال مجمدة للنظام الليبي بالخارج. يُذكر أن إيطاليا وعدت تقديم مساعدة مباشرة بقيمة ثلاثمائة إلى أربعمائة مليون يورو(422.4 إلى 572.5 دولار) للثوار على شكل قروض ووقود، بينما التزمت الكويت بدفع 124 مليون يورو (185 مليون دولار) بشكل فوري. فرنسا من جانبها أعلنت أنها ستدفع نحو مائتي مليون يورو (286 مليون دولار) تعود إلى المركزي الليبي كان تم تجميدها في إطار العقوبات المالية ضد النظام. ويؤكد الانتقالي الذي يسيطر على الشرق الليبي أنه لم يتلق أي مساعدة منذ اندلاع الثورة في فبراير/ شباط الماضي. وفي سياق ذي صلة كشف مصرف الإمارات المركزي اليوم أنه أصدر توجيهات للبنوك في الدولة بتجميد أصول 19 فردا ومؤسسة ليبية. وأوضح المدير التنفيذي لوحدة مكافحة غسل الأموال التابعة للمركزي عبد الرحيم العوضي أن المصرف أصدر توجيهات للبنوك ببدء البحث, وطلب منها تجميد الأصول. وتوقع على هامش مؤتمر لمكافحة غسل الأموال بأبو ظبي، أن يتم استكمال التقرير الذي سيقدم إلى وزارة الخارجية خلال أسبوع. (المصدر: موقع الجزيرة.نت(الدوحة – قطر) بتاريخ 20 جوان 2011)

<


في « معركة » الانتخابات والدستور تحذير من هزيمة العسكر في مصر


لو هزم المجلس العسكري المصري وتراجع في معركة « الانتخابات أولا أم الدستور » التي تدور في مصر حاليا، فستتوالى الهزائم على البلاد سياسيا واقتصاديا وغيرهما، وستهزم مصر دوليا وسيتشجع أعداؤها الخارجيون ويلتقطون أنفاسهم بعد هزيمتهم في معركة الثورة. وعندها سينتهي الربيع العربي بصقيع عربي سيدوم طويلا. هذا ما يخلص إليه تحليل لوكالة »أنباء أميركا إن أرابيك » يؤكد أن ما يوصف بمعركة الدستور والاستفتاء في مصر باتت مسألة حياة أو موت لعدة قوى في الولايات المتحدة أقلقتها نتائج الاستفتاء الشعبي حول التعديلات الدستورية وشعرت بالخوف من نجاح الثورة المصرية والتحام الجيش بالشعب وهزيمة حلفائها في العهد السابق. ووفق التحليل فإن أولى هذه القوى هي المنظمات الصهيونية واللوبي الإسرائيلي، وثانيتها منظمات ونشطاء أقباط المهجر من المصريين، وثالثتها قوى المحافظين من اليمين الأميركي وحركة (تي بارتي) ومتشددو الحزب الجمهوري. وبينما تؤيد هذه القوى تأجيل الانتخابات، فإن عددا لا بأس به من قوى اليسار والليبراليين بالولايات المتحدة تؤيد إجراء الانتخابات في موعدها الذي قرره المجلس العسكري. اللوبي الإسرائيلي أشرس هذه القوى هي منظمات اللوبي الصهيوني الإسرائيلي التي تحب أن ترى المجلس العسكري في حالة من التراجع والرضوخ والتذبذب، فهي لا تنسى أن الجيش المصري هو الذي أذاق إسرائيل « الويل » في حرب 1973. وقد هال إسرائيل وحلفاؤها بواشنطن الالتحام بين الشعب والجيش في مصر عقب الثورة، وعرفت إسرائيل والحركات الصهيونية أن الجيش المصري ليس خائنا لوطنه، فسعت بالتالي لمحاولة إنهاك قادة المجلس العسكري عن طريق إجباره على التراجع في قرارات سابقة اتخذها. وسخرت عددا من كتاب اللوبي الإسرائيلي وحلفائه في بعض مراكز الأبحاث والصحافة لانتقاد الجيش المصري بشدة والتقاط أخطائه لمحاولة زعزعة الثقة الدولية فيه. ووفق هذا التحليل فإن اللوبي الإسرائيلي يريد من مصر تغيير المعادلة السياسية بعد الثورة بحيث تتمكن القوى التي ترى فيها إسرائيل امتدادا لحكم الرئيس السابق من جمع قواها، في حين أن الهدف الإستراتيجي الأقل طموحا لإسرائيل هو محاولة منع معارضي إسرائيل من الاقتراب من مؤسسات الحكم مثل البرلمان والرئاسة والمراكز القيادية الأخرى.  
أقباط المهجر وثانية هذه القوى المعارضة للمسيرة الحضارية في مصر هي قوى أقباط المهجر التي كانت قد نجحت في تليين النظام السابق وتحقيق مكاسب كبيرة على حساب الأغلبية المسلمة. وهي نفس القيادات التي تعمل الآن في مصر بشرعية مطلقة وتقوم بلقاء كبار قيادات الدولة على الرغم من أنها تحالفت في السابق مع المنظمات الصهيونية بالولايات المتحدة، بل وطالب بعضهم بتدخل إسرائيل وأميركا « عسكريا » لحماية أقباط مصر. ويعتقد هؤلاء أن إجراء الانتخابات في الموعد المقرر من شأنه أن يأتي بالإسلاميين إلى الحكم، وتشير الأحداث الأخيرة إلى أنهم لجؤوا إلى حجة اضطهاد الأقباط من أجل تأجيل الانتخابات وللحصول على تنازلات من حكومة عصام شرف، كما أن أدبياتهم تشير إلى أنهم تخطوا مرحلة المطالبة بحقوق الأقباط إلى مرحلة معاداة دين أغلبية المصريين ومحاولة تقليل مظاهر التدين الإسلامي في البلاد.  
اليمين الأميركي أما ثالثة القوى التي ترغب في تأجيل الانتخابات لكسب المزيد من الوقت لمنع القوى الإسلامية والقوى الوطنية فهي اليمين الأميركي الذي تمثله كنائس متطرفة عدة علاوة على حركة المحافظين الجدد وبعض غلاة الجمهوريين ممن تتضخم عندهم عقدة الهيمنة الأميركية ويرون أن النجاح في بلد عربي كبير سيتبعه نجاح في دول اخرى مما يهدد هذه الهيمنة ويصيبها في مقتل، وفق تفكيرهم. وإذا نجحت هذه القوى في تفعيل أعوانها في مصر –وبعضهم مخلص ووطني يظن أنه يعمل حقا لصالح بلاده- من أجل الضغط داخليا على المجلس العسكري وإجباره على التراجع عن الانتخابات، فمعنى ذلك عسكريا أن القوات المسلحة بقياداتها الحالية يمكن أن تتراجع القهقرى في المعارك الحاسمة إذا ما حان وقتها. وتشير القراءة الإستراتيجية في التحليل النهائي إلى أن القوات المسلحة في تلك الحالة ستعطي رسالة مفادها أنها تميل لعدم المواجهة، بل يمكن بسهولة -عن طريق بعض البرامج التلفزيونية الموجهة- دفع قادتها للهروب من المواجهة رغم التفويض الشعبي الذي حصلوا عليه. ووفقا لهذا التحليل فإن تلك القوى التي لم يجمعها التاريخ من قبل، تتجمع الآن من أجل إلحاق الهزيمة بالجيش المصري سياسيا أملا في هزيمته يوما ما عسكريا. المصدر:وكالة أنباء أميركا إن أرابيك (المصدر: موقع الجزيرة.نت(الدوحة – قطر) بتاريخ 20 جوان 2011)

<



عبد العزيز التميمي لا يمكن لأي من الملاحظين والمتابعين السياسيين أن ينسى الزمن الذي أطردت فيه مروى القاوقجي من البرلمان التركي عام 1999– بموقف رسمي فيه الكثير من الميز العنصري ضد المرأة وضد الثقافة الوطنية- بسبب حجابها رغم انتخابها من قبل الشعب التركي.
كما لا يغفل المراقبون المنحدر الاجتماعي الذي جاء منه رجب طيب أردوغان الذي ولد في 26 فيفري سنة 1954 م في حي قاسم باشا أفقر أحياء اسطنبول. وهو ابن أسرة فقيرة من أصول جورجية قوقازية، ويروى أن مدرسه للتربية الدينية سأل الطلاب إبان تعليمه الابتدائي عمن يستطيع أداء الصلاة في القسم حتى يتمكن الطلاب أن يتعلموا منه، رفع رجب يده وأتقن الأداء وهو ما جعل المدرس يطلق عليه لقب « الشيـخ رج « . واشتغل رجب الطفل ببيع البطيخ والسمسم ثم انتقل إلى مدرسة الإمام خطيب الدينية حتى تخرج من الثانوية بتفوق والتحق بعد ذلك بكلية الاقتصاد في جامعة مرمره. السياسة وكرة القدم والتحدي المبكر
واهتم بالسياسة وكرة القدم ولعب في 10 أندية. وتذكر حادثة فصله من الجيش بسبب شاربه حيث أمره أحد الضباط بحلق شاربه ( الشارب يعتبر ضد قوانين أتاتورك ) فرفض. بحادثة أخرى اتهم فيها عام 1998 بالتحريض على الكراهية الدينية تسببت في سجنه ومنعه من العمل في الوظائف الحكومية ومنها الترشيح للانتخابات العامة بسبب اقتباسه أبياتاً من شعر تركي أثناء خطاب جماهيري يقول فيه: « مساجدنا…ثكناتنا…قبابنا…خوذاتنا…مآذننا حرابنا…والمصلون جنودنا…هذا الجيش المقدس يحرس ديننا… » وتدور دورة الزمن ويؤسس رجب طيب أردوغان مع رفاقه حزب العدالة والتنمية و يحقق انتصارات تنموية وسياسية عديدة وينتقل بتركيا عميقا في الزمان والمكان. فوز عريض وانتصار لفلسطين
لقد حقق حزب رجب طيب أردوغان تقدما مهما ومحسوبا مقابل معارضيه الرئيسيين في انتخابات الأحد 12 جوان 2011. وكانت نسبة الفوز بـ50,4 في المائة من الأصوات. وهو ما يمكّن حزب العدالة من تشكيل حكومة بمفرده. إذ يتمتع بالأغلبية المطلقة في برلمان من 550 مقعدا، أي بمعدل 326 نائبا.وسيكون بإمكان حزب أردوغان المضي قدما في خطط لإقرار دستور جديد من خلال أغلبية كبيرة تكفي للدعوة إلى استفتاء. وبمناسبة هذا الفوز المريح وجَّه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان خطابًا حماسيا للشعب التركي وللعالم، وأهدى الفوز إلى المسلمين والأراضي المحتلة قائلاً انتصارنا في تركيا يعني انتصار لكل العرب والمسلمين. وأضاف: أقول كأحد أبناء هذا الشعب إنّ تركيا ستكون نموذجا للديمقراطية في العالم، ولقد فتحنا صدورنا للجميع وأحببناهم، فلسنا أسيادًا لهذا الشعب وإنما نحن خدم له. وأكد أردوغان، أن الفائز ليس حزب العدالة والتنمية فحسب وإنما هو تركيا معتبرا أنّ الكل انتصر، قاصدا جميع القوى السياسية في تركيا. كما ذكر أن انتصار حزب العدالة والتنمية في تركيا هو انتصار للقدس المحتلة والضفة ونابلس وغزة. تحول استراتيجي
استمر أردوغان في مشواره السياسي ليرسم من جديد خريطة تركيا الإستراتيجية، خريطة تتجاوز اعتبار تركيا قنطرة بين الشرق والغرب لتكون لاعبا أساسيا وعنصرا مركزيا ينتج الأفكار ويبدع الحلول في المنتظم الدولي. سعيا لاستعادة مكانة تركيا في المنطقة وفي العالم وذلك من خلال الموازنة بين الحرية والأمن وتصفية جميع المشاكل مع دول الجوار الجغرافي وحسن التأثير في أقاليم الداخل والخارج، وممارسة سياسة خارجية متعددة الأبعاد، ودبلوماسية يسودها الانسجام والتناغم من خلال اتباع أسلوب دبلوماسي جديد يعطي معنى للموقع الجيو-إستراتيجي لتركيا الحديثة، وعمقها التاريخي وتعدد هوياتها الشرق أوسطية والبلقانية والآسيوية التي يشكل الإسلام إطارها الجــــامع وهويتها الموحدة ، وهو ما يأهلها للعب دور إقليمي جديد تسترجع من خلاله مكانتها الإستراتيجية سواء في المحيط العربي الإسلامي أو المجال الأوروبي بأفق حداثي بعيدا عن أي تطلع توسعي أو منزع امبراطوري سلطاني. لم تعد تركيا في حاجة إليه بقدر حاجتها إلى العودة لمحضنها في الشرق وانتصارها للثورات العربية والقضية الوطنية الفلسطينية باعتبارها منطلق القسط والعدل الطبيعي والتاريخي نحو الأممية المتنوعة والواسعة في أفق الرحمة للعالمين.
 
(المصدر: جريدة الفجر لسان حال حزب حركة النهضة ( أسبوعية – تونس) العدد 11 بتاريخ 17 جوان 2011)

<



سليم الحكيمي يتناول كتاب « الحركة الإسلامية التركية »* للمؤلف جلال الورغي التجربة التركية في فرادتها الحداثية. وفي رأي المؤلف إن هناك الكثير في التجربة التركية ما يصلح لاستلهامه والنسج عليه ابتداء من اعتدال الحركات الإسلامية وتركيزها على الهمّ الديمقراطي رغم الاستقطاب بين الإسلاميين والعلمانيين. يرى المؤلف أن ما لم يعدّ له الكماليون حسابه هو عبقرية « أوردوغان » السياسية والتغيرات الكبرى التي شهدتها المنطقة خلال العقدين الأخيرين، فحزب العدالة والتنمية التركي عرف خلال السنوات الأخيرة تحولات إيديولوجية أساسية تخلى بمقتضاها عن الخطاب المعادي للغرب الذي كان يطبع سلفه « حزب الفضيلة » الذي جرى حظره متبنيا خطابا جديدا يؤكد على قيم منسجمة مع المجتمعات الغربية. تتميز فرادة التجربة ابتداء بتسمية الحزب، فـ »العدالة والتنمية » حزب يستثني التسمية الإسلامية في العنوان ولكنه يتعلق بها من حيث المرجعية والتوجيه. واحتوى الكتاب على ثلاثة أبواب رئيسية : تضمن الباب الأول تشخيصا للمشهد السياسي التركي وصعود الجانب السياسي في الإسلام الذي بدأ مع فوز الحزب الديمقراطي بقيادة « عدنان مندريس » في الخمسينات، فلأول مرة يفقد الحزب الشعبي الكمالي الأغلبية أمام حزب لم يكن متحمسا للقيم والمفاهيم العلمانية الأتاتوركية، وكانت تلك الانتخابات بداية اضمحلال الألق العلماني. ثم تلاه تأسيس « حزب النظام الوطني » من قبل نجم الدين أربكان، واعتبر المؤلف أن أهم مساعد على صعود الإسلام السياسي الإصلاحات التي أقدم عليها الرئيس التركي ترغت أوزال خلال فترة حكمه وتشجيعه الليبرالية الاقتصادية والحريات الدينية. أتيحت حينئذ الفرصة للإسلاميين لدخول البرلمان وساهم ذلك في توسيع الشرعية السياسية والاجتماعية للدولة وحالت بالتالي دون بروز تيارات دينية راديكالية أو عنيفة. عرض الكاتب في الباب الثاني إلى إعادة تشكيل الحياة السياسية بالبلاد في عهد حكم « حزب العدالة والتنمية » عبر تشخيص لعلاقة هذا الحزب بمحيطه والأطراف السياسية المنافسة له وعلاقته بالعسكر ودرس فيها التحولات العميقة للسياسة التركية وللدبلوماسية الفاعلة والناشطة حيث وصفت الدبلوماسية في عهده بالدبلوماسية النشطة التي تحركت على كل الجبهات محاولة الإمساك بتلابيب الحراك السياسي والاجتماعية والاقتصادي بالمنطقة، إذ لم تكتف تلك الدبلوماسية بالانفعال، بل صارت فاعلة ومؤثرة. يؤكد الكاتب أنه بعد وصول حزب « العدالة والتنمية » إلى السلطة صاغ منظروه برنامجا تنمويا إصلاحيا بعيدا عن الجدل الإيديولوجي ومشددا على التحرك ضمن الإطار العلماني ومتنبيا التحرير الاقتصادي والإصلاح الهيكلي وكسب بهذا البعد عن الشعارات الإيديولوجية رجال الأعمال وطبقة واسعة من التكنوقراط في البلاد ما مكنه من الحصول على دعم أوروبي كامل في تنفيذ إصلاحات شاملة شملت الحياة السياسية والقانونية وحسب رأي المؤلف : « تسمك الحزب بخط سياسي لا يوفر لمعارضيه من العلمانيين أي فرصة للهجوم عليه بتهمة تهديد العلمانية. وقد حرص « العدالة والتنمية » في انتخابات العام 2007 على استبدال ما يقارب 200 من مرشحيه للانتخابات بسبب شكوك حول خلفياتهم الإسلامية، مقدما بدلا شخصيات ليبرالية غير مثيرة للجدل ». فجوهر قيم الحزب ليست الحماسة للإيديولوجيا ولكن العمل على ما يمكن فعله لكي تُرى قيم الإسلام محترمة في الحياة اليومية للأفراد. أما الباب الثالث فكان بعنوان النموذج التركي والعرب بين جاذبية المنوال واستعصاءات الواقع، بيّن فيه أن النموذج التركي يظل مغريا للعالم العربي لما حققته تركيا من نجاحات لأنها تحولت بهذه الوصفة السياسية إلى قوة إقليمية معتبرة، ويعتبر فوز « العدالة والتنمية » التركي في انتخابات 2007 مؤشرا قاطعا على أنه من الممكن تأسيس نظام حكم ديمقراطي في المجتمعات الإسلامية تلتزم فيه القوى السياسية الإسلامية بشروط العملية الديمقراطية وتحتكم فيه إلى القانون وأصوات الناخبين. بدا « حزب العدالة والتنمية » نقيضا لعلاقات القهر التي حكمت السلطة بالحركات السياسية المعارضة في العالم العربي متخذا مبدأ مرونة التكتيك وصلابة الاستراتيجيا معيدا للعثمانية الجديدة ألق الماضي والشهود الحضاري في نظام سياسي يحتضن الجميع ويفكك ألغام الإيديولوجيا. الحركة الإسلامية التركية، معالم التجربة وحدود المنوال في العالم العربي، مركز الجزيرة للدراسات- الدار العربية للعلوم، الطبعة الأولى 2010. (المصدر: جريدة الفجر لسان حال حزب حركة النهضة ( أسبوعية – تونس) العدد 11 بتاريخ 17 جوان 2011)

<

Lire aussi ces articles

8 juin 2009

Home – Accueil   TUNISNEWS 9 ème année, N° 3303 du 08.06.2009  archives : www.tunisnews.net   L’équipe de TUNISNEWS a fauté…

En savoir plus +

4 juillet 2011

Home – Accueil في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس Un effort

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.