الاثنين، 19 يناير 2009

 

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3163 du 19 .01.2009

 archives : www.tunisnews.net


سليم بوخذير:فرض الرقابة على مجلة لذكرها عائدات رئيس الدولة

حــرية و إنـصاف:يوميات المقاومة غزة رمز العزة (24)

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

السبيل أونلاين : مشاهد من مسيرة تضامن مع قطاع غزة في مدينة نابل

أ ف ب : مئات الاشخاص يتظاهرون في تونس تضامنا مع غزة

خالد إبراهيم العمراوي:أيها المسلمون هذا نداءنا إليكم لما يحييكم

يوسف لخضر: مثقفـــــــون

لطفي عزوز: نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية

المنبرالاشتراكي  العربي  الناصري:أخي في المقاومة خلّي السلاح صاحي فجولة قد انتهت والمعركة مستمرة

راشد الغنوشي: الشعوب في غزة والحكام في تل أبيب

د. خــالد الطــراولي:غـزة وأسئلة طفلي الحرجـة !

توفيق المديني :خطرالدولة الفلسطينية البديلة في الأردن

عزمي بشارة:بيان وقف إطلاق النار

المركز الفلسطيني للإعلام:”القسام”: قتلنا 80 جندياً وأطلقنا 980 صاروخاً وأسرنا عدداً من الجنود قتلوا في المعركة

المركز الفلسطيني للإعلام:منازل اختفت معالمها وأبراج سكنية شطرتها القذائف

رشيد خشانة :انعكاسات حرب غزة على مرايا المشهد الاستراتيجي العربي

المركز الفلسطيني للإعلام:كبير الباحثين بـ”كارينجي”: “حماس” ستخرج من الحرب وشعبيتها أقوى من عباس

 

 العرب:أحمد جبريل: إسرائيل فشلت.. ولا بد من إعادة بناء منظمة التحرير

رويترز:كاتبة إسرائيلية: الخطر العربي أسطورة اخترعتها إسرائيل لأسباب داخلية

الصباح الأسبوعي:تجار الحرب الجدد أصوات غنـت في الملاهي الإسرائيلية واليوم تتاجر بالقضية الفلسطينية

الصباح الأسبوعي:رسالة تعزية إلى بوش

مرسل الكسيبي: أيهما كان أفضل : السكوت أم الكلام ؟

ا ف ب:فقدان 26 مهاجرا غير شرعي اثر غرق قاربهم قبالة السواحل التونسية

الصباح الأسبوعي:الناقلة منخفضة الكلفة «إيزي جات» لن تقدم الى تونس

الراية:وزير الصناعة التونسية:الصناعة في تونس تستفيد من الأزمة المالية العالمية

محمد العروسي الهاني: شكرا جزيلا لأمير قطر وحكومتا تركيا وإيران وجهود ودور الرئيس شافيز التاريخي


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة  http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:


تونس : فرض الرقابة على مجلة لذكرها عائدات رئيس الدولة  

في 14 كانون الثاني/يناير 2009، أقدمت السلطات التونسية على منع نشر العدد الأخير من مجلة شباب عشرين بلا مبرر رسمي علماً بأن العدد 37 من هذه الشهرية الإماراتية كان ينطوي على مقال يتطرّق إلى عائدات أبرز القادة العرب، من بينهم الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. إن مراسلون بلا حدود تدين هذه الممارسات التي باتت رائجة في تونس لسوء الحظ وترمي إلى فرض الرقابة على أي موضوع حساس سياسياً أو مزعج للسلطات السياسية القائمة.
 
( المصدر : موقع منظمة “مراسلون بلا حدود” بتاريخ 19 جانفي 2009 ) الرابط : http://www.rsf.org/article.php3?id_article=30022  


أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 22 محرم 1430 الموافق ل 19 جانفي 2009 يوميات المقاومة غزة رمز العزة (24)  
 
مسيرة الاثنين بتونس العاصمة : انتظمت بداية من الساعة الحادية عشر من صباح اليوم الاثنين 19/01/2009 مسيرة سلمية بدعوة من الحزب الديمقراطي التقدمي و التكتل الديمقراطي للعمل و الحريات و حركة التجديد انضم إليها عدد كبير من المواطنين للتنديد بالعدوان الصهيوني الغاشم على الشعب الفلسطيني في غزة ، و قد ناهز عدد المشاركين في المسيرة أربعة آلاف مشارك دون احتساب الأعداد الغفيرة من المناضلين و العمال و الطلبة و التلامذة الذين منعتهم قوات الشرطة و أعوان البوليس السياسي من المشاركة في المسيرة عندما قامت بإغلاق جميع المنافذ المؤدية لمسار المسيرة. و قد رفع المشاركون في المسيرة عديد الشعارات المنددة بالعدوان و المعبرة عن الهبة التضامنية مع الشعب الفلسطيني نذكر من بينها: – لا إله إلا الله و الشهيد حبيب الله – الله أكبر عاصفة للصهيونية ناسفة – عملاء الصهيونية أرفعوا ايديكم على القضية – شعب تونس شعب أحرار لا قمع لا استعمار – خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سيعود – ثوار ثوار و الشعب المسلح يكمل المشوار – غزة غزة رمز العزة  – يا حكام عار عار غزة غزة شعلت نار –  وقف العدوان واجب ، رفع الحصار واجب ، فتح المعابر واجب – صامدين صامدين في العراق و فلسطين  – يا شهيد لا تهتم الحرية تفدى بالدم – فلسطين عربية لا حلول استسلامية  – مقاومة مقاومة لا صلح لا مساومة –  لا سفارة صهيونية على الراضي العربية –  الحكام و الأمريكان شركاء في العدوان – أرض حرية كرامة وطنية – جهاد جهاد نصر و استشهاد –  يا بوليس عار عار و المسيرة في حصار –  يا حكام عار عار بعتو غزة بالدولار – زيرو الأنظمة العربية زيرو الأنظمة البوليسية – لا مبارك لا عباس كلنا مع حماس –  يا مواطن يا ضحية انزل شارك في القضية – لا مصالح صهيونية على الأراضي التونسية و من بين الذين  تم منعهم من المشاركة في المسيرة السادة علي العريض و الصحبي عتيق و زياد الدولاتلي و الأستاذ محمد عبو و الأستاذة إيمان الطريقي و السيدة جميلة عياد ، فقد عمد أعوان البوليس السياسي إلى إيقاف السيد علي العريض على الساعة العاشرة و النصف و منعوه من المشاركة في المسيرة و ابتعدوا به عن مسار المسيرة و حجزوا بطاقة تعريفه الوطنية و أرادوا احتجاز هاتفه الجوال فرفض تمكينهم من ذلك عندئذ طالبوه بإغلاقه و بقي محتجزا لديهم في الشارع طيلة ساعتين كاملتين فلا هم تركوه لشانه و لا اقتادوه إلى أقرب مركز للشرطة ، و بعد ذلك اقتادوه إلى مأوى سيارات بجهة باب الخضراء و حاولوا حجزه هناك فلما احتج على هذه المعاملة المهينة دفعه رئيس المركز و مسكه من رقبته و هدده و استفزه، و حوالي منتصف النهار و النصف أطلقوا سراحه و منعوه من التواجد بوسط العاصمة، و قد ندد بهذه التجاوزات الفظيعة و خاصة بما اقترفه رئيس المركز في حقه عندما أعلمه بقوله ” أنت موقوف عندي ”. و تم كذلك منع السيد الصحبي عتيق من قبل مجموعة أخرى من أعوان البوليس السياسي حيث وقع حجز بطاقة تعريفه الوطنية و تمت مرافقته و إبعاده عن مكان المسيرة إلى أن امتطى سيارته و غادر وسط العاصمة مرفوقا بعدد من الأعوان يمتطون دراجتين ناريتين إلى أن وصل بالقرب من مقر سكناه بحي التضامن عندئذ استرجع بطاقة هويته التي كانت محجوزة لديهم ، كما تم أيضا منع الدكتور زياد الدولاتلي و الأستاذ محمد عبو من الالتحاق بالمسيرة قرب مقر الولاية بتعلة أنهما غادرا السجن بموجب سراح شرطي في حين أكد الأستاذ محمد عبو أن هذا الموجب انتهى مفعوله سنة 2005 ،و قد دفعوهما و أجبروهما على التراجع ، عندها تدخل السيد حمة الهمامي الذي تلاسن مع أعوان البوليس السياسي و التحق قادة حركة التجديد السيد أحمد بن ابراهيم و السيدة سناء بن عاشور و ووقع تدافع مع الشرطة تم على إثره إبعاد الدكتور زياد الدولاتلي و إيصاله إلى سيارته الرابضة قرب حديقة الباساج ثم التحق به الأستاذ محمد عبو. و قد استغرب الدكتور زياد الدولاتلي ترخيص السلطة للمسيرة التضامنية مع الشعب الفلسطيني هذا من ناحية و من ناحية أخرى منع المواطنين من المشاركة فيها ، كما أكد على التناقض الشديد بين شعارات الحرية و احترام القانون التي ترفعها السلطة و التطبيق العملي المخالف لهذه الشعارات حيث تجاوز القانون هو سيد الموقف كما أشار إلى أن الشعب التونسي قد برهن على وعيه و انضباطه حيث تمت المسيرات كلها بسلام دون تسجيل أدنى تجاوز من قبل المواطنين بينما بقيت السلطة وفية للمنع و بقي منتسبو أجهزتها أوفياء للتجاوز.  

و حرية و إنصاف

1) تندد بالاعتداءات المتكررة على المسرحين من المساجين السياسيين و تطالب بفتح تحقيق بشأنها و إحالة من تثبت إدانته من رؤساء مراكز الشرطة على العدالة لمقاضاتهم من أجل تعمد الحد من حرية المواطنين و التصرف معهم تصرفات لا تليق بكرامتهم. 2) تعتبر صد المواطنين المقدرة أعدادهم بالآلاف و القادمين من جميع الأنهج و الشوارع المتصلة بالمسار المخصص للمسيرة مما أدى إلى غضب المواطنين الذين سبق أن عبروا عنه في مسيرات سابقة بشعار ” يا مواطن شوف شوف الحصار بالمكشوف ” و ” يا بوليس عار عار و المسيرة في حصار ” و هو ما جعل المسيرات التضامنية في تونس مجزأة تقتصر على أعداد المنتمين للأحزاب و الجمعيات المنظمة و أدى ذلك إلى كثير من الاحتقان خاصة في صفوف الطلبة و التلامذة الذين لم تسنح لهم الفرصة للخروج في مسيرات نظرا للعطلة ثم للامتحانات التي كانت تجري زمن المسيرات، و تدعو السلطة إلى تمكين جميع المواطنين أيا كانت انتماءاتهم من حقهم في التعبير عن غضبهم و عن إدانتهم للعدوان الصهيوني الذي لم يسبق له مثيل في عصرنا الحاضر من حيث بشاعة الجرائم المقترفة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل. 3/ تدعو الشعب التونسي و قواه الحية من أحزاب و منظمات و جمعيات إلى الاستمرار في التعبير عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني الصامد و المجاهد في غزة ضد العدوان الصهيوني الهمجي و كل من يقف معه بالوسائل السلمية المتاحة. 4/ تدعو السلطة للكف عن قمع التحركات المساندة للشعب الفلسطيني و احترام حق التونسيين و التونسيات الدستوري في التعبير و التنقل و الاجتماع و التظاهر السلمي. 5) تدعو المنظمات الحقوقية الوطنية و العربية و الإسلامية و الدولية إلى العمل على تقديم مجرمي الحرب الصهاينة للمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

 


أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 22 محرم 1430 الموافق ل 19 جانفي 2009

أخبار الحريات في تونس

1) اعتقال مجموعة من شباب سيدي حسين السيجومي: اعتقل أعوان البوليس السياسي يوم الثلاثاء 13/01/2009 بضاحية سيدي حسين السيجومي كلا من السادة حمدي الفوغاري ( تاجر ) و صابر محمد ساسي ( تاجر ) و عبد القادر مولدي بدر ( عامل ) و علي حسن الفايدي ( مصور ) و سعيد بن رابح ( عجال ) و مكرم بن صالح الجموعي ( تاجر ) و معز علي شهيبة ( تاجر )، و تم اقتيادهم جميعا إلى جهة مجهولة و لا تزال عائلاتهم تجهل مكان اعتقالهم إلى حد كتابة هذا البلاغ، علما بأن جد السيد عبد القادر مولدي بدر توفي إثر اعتقال حفيده كما وضعت زوجته مولودا. 2) مضايقة السجين السياسي السابق السيد العجمي الوريمي:  قام أعوان من البوليس السياسي بالحضور لدى منزل عائلة السجين السياسي السابق السيد العجمي الوريمي الكائن بمدينة شط مريم لاستجوابه حول علاقاته بعد خروجه من السجن و عن الأماكن التي يتردد عليها عندما يغادر منزل عائلته فرفض الإجابة عن هذه الأسئلة و تدخل والده الذي طالبهم بالاستظهار باستدعاء رسمي أو إذن من وكالة الجمهورية فيما هددت والدته بالدعاء عليهم إن لم يتركوا ابنها في سلام. 3) أطلقوا سراح الطالب غانم الشريطي: غانم الشريطي من مواليد 22 أفريل 1983 درس بالمدرسة الابتدائية بحي النور بالرديف و انتقل للدراسة بالمعهد الثانوي 18 جانفي 1952 ، تم طرد من التعليم مدة 15 يوما بسبب مشاركته في مسيرة نظمت بمناسبة الحرب على العراق ثم انتقل للدراسة بمعهد أم العرايس ثم بمعهد سيدي عبد القادر بالرديف و بعد الباكالوريا درس الاعلامية و التصرف بكلية العلوم بصفاقس ثم عاد إلى قفصة ليتم دراسته بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية ، تم اعتقاله على إثر انتفاضة الحوض المنجمي و صدر ضده حكم بالسجن مدة 6 سنوات و شهر، و هو الآن يعيش في ظروف سيئة للغاية نتيجة سوء المعاملة. 4) محاصرة منزل الصحفي سليم بوخذير: ذكر الصحفي سليم  بوخذير أن أعوان البوليس السياسي ضربوا مساء هذا اليوم الاثنين 19/01/2009 حصارا على منزله و هو يخشى من أن يصيبه مكروه.  عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


مشاهد من مسيرة تضامن مع قطاع غزة في مدينة نابل

 

السبيل أونلاين – من زهير مخلوف – تونس   مشاهد من مسيرة نابل التضامنية مع قطاع غزة انقرهنا للمشاهدة – الرابط على اليوتوب : http://www.youtube.com/watch?v=R9oxd0m2hHA   قام اليوم الأحد 18 – 01 – 2009 ، الإتحاد الجهوي للشغل بنابل بتنظيم معرض للصور حول الجريمة النكراء التى ارتكبتها الآلة الحربية الصهيونية ضد أطفال غزة العزل الأبرياء كما وقع بث فلم حول غزة واناشيد في الغرض ، ثم انطلقت مسيرة على الساعة الثانية عشر ظهرا من أمام مقر الإتحاد جابت الطرق الرئيسية بمدينة نابل وبلغت وسط المدينة أين تنتصب “الجرّة” رمز مدينة نابل ، أين احرق العلم الصهيوني والعلم الأمريكي . وقد رفع المتظاهرون شعارات تندد بالهجمة الصهيونية وعمالة الأنظمة العربية وتواطىء بعضها في جريمة العدوان على غزة ، ونادوا بوطن عربي واحد وشعب عربي واحد ، وزكوا دماء الشهداء ، وشدوا على أيدي المقاومة الباسلة . وقد حاصرت المسيرة قوات من البوليس بالزي الرسمي والمدني فاق عددهم الـ 200 عون ، وانفضت على وقع النشيد الرسمي الوطني في حدود الساعة الواحدة والنصف بعد الزوال .   (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 18 جانفي 2009 )  

مئات الاشخاص يتظاهرون في تونس تضامنا مع غزة

 
تونس – تظاهر نحو الفي شخص الاثنين في تونس للمطالبة بمحاكمة “مجرمي الحرب” في غزة وفتح المعابر الى القطاع، وتعبيرا عن “اعتزازهم” بصمود المقاومة الفلسطينية. وجرت التظاهرة التي سمحت بها السلطات التونسية، بمبادرة من تشكيلات سياسية معارضة وانضم اليها لاحقا اطراف اخرون ناشطون في مجال حقوق الانسان والمرأة. ورفعت خلال التظاهرة التي جرت وسط العاصمة التونسية، لافتات كتب عليها “اسرائيل=نظام عنصري=نازية” و”النصر لغزة، الخزي للمتواطئين” و”لا مصالح صهيونية على الاراضي العربية”. واحرق المتظاهرون علما اسرائيليا قبل ان تتفرق التظاهرة التي لم تتخللها حوادث. وكانت قوات الامن منعت تظاهرة دعا اليها الحزب الديموقراطي التقدمي في 30 كانون الاول/ديسمبر في الايام الاولى للحرب الاسرائيلية على غزة. والتظاهرات محظورة بحكم الامر الواقع في تونس حيث لا يمكن للاحزاب المعارضة الاجتماع خارج مكاتبها بدون اذن مسبق. ودعت سناء بن عاشور رئيسة جمعية “نساء يموقراطيات” خلال التظاهرة التي واكبتها اعداد كبيرة من رجال الشرطة، الى ضرورة “اسقاط عضوية اسرائيل من هيئة الامم المتحدة” لان “انضمامها موقف لا يتماشى ومبادىء القانون الدولي”. وطالبت بمحاكمة المسؤولين الاسرائليين ك”مجرمي حرب”. من جهتها، اعتبرت خديجة شريف الناشطة دفاعا عن حقوق الانسان “انها تشعر بالعجز والثورة في الوقت نفسه امام الوضع المأسوي في غزة”. وبعد الحرب التي استمرت 22 يوما واسفرت عن سقوط 1300 قتيل فلسطيني على الاقل، اعلنت اسرائيل وقفا لاطلاق النار من جانب واحد مساء السبت. واعلنت حركة حماس بعد ظهر الاحد وقفا للنار من جانبها ممهلة القوات الاسرائيلية اسبوعا للانسحاب من القطاع. (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب بتاريخ 19 جانفي 2009)


بسم الله الرحمن الرحيم

أيها المسلمون هذا نداءنا إليكم لما يحييكم

 

إن الأرواح التي تزهق والدماء التي تهرق والبيوت التي تدمر، سواء في غزة اليوم أو العراق وأفغانستان والشيشان وكشمير والصومال والسودان من قبل، هي دماءكم وأرواحكم وبيوتكم أيها المسلمون وليست أرواح حكامكم ولا دماءهم ولا قصورهم التي ينعمون بالعيش الهانئ فيها بين نساءهم وأبناءهم وخدمهم وحشمهم. فأنتم الضحية وهم المجرمون الذين يشحذون السكاكين لأعداءكم. فمن الخطاء إذا أن تتوسلوا إليهم وتستعطفونهم ليهبّوا لنجدتكم وليفتحوا لكم الحدود ويسمحون لكم بالجهاد في سبيل الله والدفاع عن أنفسكم، أو أن تطالبونهم بقطع علاقاتهم مع أعداءكم من يهود وصليبيين حاقدين عليكم.   فلا تحلمون ولا تطمعون في استجابتهم لأي مطلب من مطالبكم. فالحدود لن تفتح لكم، لأن حكامكم وُجدوا من أجل ضمان بقاءها مغلقة في وجوهكم خدمة للكافر المستعمر الذي رسمها على خريطتكم ليمنع بها تواصلكم وتلاحمكم ببعضكم كأمة واحدة. فحكامكم إذا هم حراس لمخلفات الاستعمار الكافر، وهم العقبة الكئود أمام وحدتكم لتضلوا هكذا ممزقين ومقسمين إلى رقيعات هزيلة.   وأما الجهاد الذي تطالبون به فإنه في قاموسهم مدرج ضمن مفردات الإرهاب والتطرف، ولذلك رصدوا لكم رجال مخابراتهم لينكلوا بكم ويلاحقونكم أين ما كنتم ويرمون بكم في غياهب سجونهم عقابا لكم على تبنيكم لهذه المفردات. فلا تتوهمون أنهم سيستجيبون لكم ويطلقون أيديكم ويمدونكم بالسلاح لتدافعوا به عن أنفسكم. بل قل إن بلادكم مباحة للكفار المستعمرين من يهود وصليبيين ومحرمة عليكم. فهم فقط ، أي الكفار المستعمرون، لهم حق إنشاء القواعد العسكرية على أرضكم وحق استغلال مياهكم ومضايقكم وأجواءكم ومواقعكم الإستراتيجية ليديروا منها عمليات التقتيل والتدمير فيكم، ومحاصرتكم وحرمانكم من التسلح والقتال دفاعا عن أنفسكم. أي من أرضكم وبأموالكم يقاتلونكم ويخربون عماركم بمصادقة من حكامكم. أما أنتم فلا حق لكم في القتال والجهاد والدفاع عن أعراضكم وأنفسكم، والتحرر من قيودهم والاستقلال عنهم نهائيا.   وأما مطالبتكم إياهم بقطع العلاقات مع يهود خاصة والدول الغربية الاستعمارية عامة، فهيهات هيهات أن يستجيبوا لكم. وكيف سيستجيبون لكم وهم يستقوون بهم عليكم ومتواطئون معهم في العدوان عليكم. أفلا ترون كيف يتوددون لهم وكيف يتقربون لهم بكل الوسائل والأساليب. أوَ ما رأيتموهم وهم يرقصون معهم في قصورهم، ويتبادلون معهم كؤوس الخمر في لقاءاتهم ويشربون على نخب هزائمكم وهوانكم على الناس. أوَ لم تروا في الأيام القليلة الماضية قبل أحداث غزة كيف هبوا لإنقاذ الخزينة الأمريكية وبنوك الرأسماليين من الإفلاس والانهيار الاقتصادي وأمدوهم بأموالكم لينقذوهم من أزمتهم الاقتصادية. فحكامكم أيها المسلمون أوفياء لأعداءكم. وسفاراتهم في بلادكم هي أوكار اجتماعاتهم السرية. فمن داخلها يأتمرون بكم ويخططون لخنقكم وتكبيلكم وتكميم أفواهكم. فإن كنتم تطمعون في قطع علاقاتهم بهم أو طردهم من بلادكم فإنكم واهمون.   وأما استصراخكم للجيوش في البلاد العربية والإسلامية ليتحركوا من ثكناتهم ويهبّوا لنجدتكم ونصرتكم، على اعتبار أن قوتكم المادية كامنة فيهم، فإنه من الواضح أن هذا الاستصراخ لم يلامس بعد عقولا واعية وأذانا صاغية، لكأنكم تناشدون قوما لا يبصرون ولا يفقهون ما يحيط بكم ولا ما يجري عليكم. فبالرغم من كون الجيوش تعلم أن لها شأنا وثقلا في تغيير المعادلات وقلب الموازين، وأن الحكام يحسبون لهم ألف حساب ويتخوفون من تحركاتهم وتحول ولائهم إلى خصومهم والانقلاب عليهم، قلت بالرغم من علمهم بذلك إلا أنهم أبوا استغلال هذا الثقل واستعمال هذه القوة لنصرتكم والتفاعل مع قضيتكم ولو شكليا بالضغط على أصحاب القرار. وهذا يدلكم على أن جيوشكم في قبضة حكامكم ورهن إرادتهم. فلا ينفرون من أقفاصهم الحديدية إلا للاستعراضات أو لقمعكم وفرض حالة الطوارئ عليكم وليس لنصرتكم ونجدتكم وإغاثتكم والدفاع عن أعراضكم وأرواحكم. لقد دنّس الحكام كرامة الجيوش وحطّوا من قدرهم بركوبهم على رقابهم وسوقهم نحو مرابض الركوع والاستسلام لقراراتهم المذلة. فحولوهم إلى مجرد حراس لعروشهم مجردين من مفردات العزة والنخوة والمروءة. أوَ لا يعلم الجيوش أن آمال أمتهم متعلقة بهم وأنها في حاجة لنصرتهم؟ فما نعجب له ونحتار فيه هو أن يجد يهود جيشا يدافع عنهم ويحفظ لهم أرواحهم وأموالهم وعمرانهم، وهم أذل خلق الله، والأمة الإسلامية، وهي خير الأمم،لا تجد جيشا واحدا من بين جيوشها المنتشرة في العالم الإسلامي ينبري للدفاع عنها ويحفظ لها كرامتها وقدرها، أوَ ليس هذا عجيب غريب؟      أيها المسلمون إنكم اليوم في قبضة الكفار وعملاءهم، ولقد ناديناكم منذ عقود في ساعة السلم والرخاء لكي تنضموا إلينا وتعملوا معنا للتغيير والإطاحة بهذه الأنظمة العميلة واستئصال شأفة الخونة المجرمين من حكام ورجال مخابرات والطابور الذي يسير وراءهم. فلو استجبتم لنا لكانت أحداث غزة أو جنين أو العراق أو أفغانستان القشة التي قسمت ظهورهم، ولكن عدم استجابتكم لنا وسباتكم لسنين ثم يقظتكم لساعة من الزمن لن تهدد عروش هؤلاء الطواغيت، بل لا تزيدهم إلا استخفافا بكم. لأنهم يعلمون أن صراخكم وولولتكم وشذبكم وتنديداتكم واستنكاركم وشتمكم لا يدوم إلا ساعة ثم تعودون إلى الشخير. فهل بهذه الأعمال الظرفية والهامشية ستسقطون هذه الأنظمة العميلة؟ فإن كنتم تظنون أنكم بهذه المسيرات الحاشدة والتظاهرات الجماهيرية العارمة وحرقكم للدمى والأعلام سترعبونهم وتفزعونهم إلى أن تضطروهم إلى مراجعة مواقفهم المخزية والاستسلام لمطالبكم، فإنكم لازلتم، وللأسف الشديد، في وهمكم القديم.   إن التغيير أيها المسلمون لا يكون إلا بأيديكم وليس بأيدي عملاء الغرب وخونة هذه الأمة. فالواجب عليكم أن تتحركوا ومن فوركم للتغيير ولا تنتظروا وقوع المزيد من الأحداث المروعة لتحرككم. فبلادكم تحكم منذ عقود بأحكام الكفر، وحكامكم الذين يحكمونكم يرعون مصالح أعداءكم قبل مصالحكم، وأرضكم مستباحة لليهود والصليبيين ومحرمة عليكم، وأموالكم تحت تصرف الدول الرأسمالية وليست تحت تصرفكم، والقتل والتشريد والتدمير واقع بكم، ونقمة الأنظمة منصبة عليكم وليس على أعداءكم. فماذا تريدون أكثر من هذا لكي تستفيقوا وتنتبهوا ومن ثمة تنهضوا للتغيير، أوَ لا يكفيكم كل هذا أم تريدون المزيد حتى يشبع أعداءكم تشفيا فيكم وشربا على نخب هوانكم واستسلامكم وقصوركم وفشلكم وتخاذلكم وشطحاتكم الهستيرية كما يقولون؟   أيها المسلمون إننا نجدد النداء وندعوكم مرة أخرى قبل فوات الأوان لتستجيبوا لنا وتعملوا معنا من أجل التغيير فنحن منكم وأنتم منا فما يصيبكم يصيبنا وما يجري عليكم يجري علينا. فنحن جسم واحد متماسك بعقيدة لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فلنجعل من هذا التماسك العقائدي دافعا للعمل نحو وحدة العالم الإسلامي بإلغاء الحدود ولحم الشعوب الإسلامية في وطن واحد وأمة واحدة ودولة واحدة باستئناف الخلافة الإسلامية. فبها وحدها يقضى على اليهود والصليبيين وعلى مطامعهم الاستعمارية في بلادنا وعلى عملاءهم وأنظمتهم. فلا تتوسلوا للحكام ولا تستعطفوهم ولا تطأطئوا رؤوسكم لهم ولا تقبلوا بقراراتهم المجحفة وقرارات مجلس الرعب والظلم والتعدي على الشعوب، فليس هذا هو الذي يحييكم ويمسح عنكم العار والذل والهوان وإنما استجيبوا لله والرسول فيما دعاكما إليه لتحيوا من جديد. قال تعالى : ( يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمۡ لِمَا يُحۡيِيڪُمۡ‌ۖ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَقَلۡبِهِۦ وَأَنَّهُ ۥۤ إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ (٢٤) وَٱتَّقُواْ فِتۡنَةً۬ لَّا تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمۡ خَآصَّةً۬‌ۖ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ) [الأنفال: 24/25].   كتبه : خالد إبراهيم العمراوي في 13 محرم 1430 هـ الموافق : 9 يناير ( جانفي) 2009 م.


 مثقفـــــــون  
لم نكن في حاجة إلى انتظار ندوة المعهد العربي لحقوق الإنسان  حول الاجتهاد التي انتظمت مؤخرا بالعاصمة تونس حتى نكتشف الوجه الحقيقي لبعض النخب العلمية التونسية التي لم ترد أن تتطور بعد أو بالأحرى ليست لها القدرة على التطور. في واقع الأمر إن إطلاق صفة النخبة على هذه الفئة فيه شئ من التجني على مفهوم النخبة وهو يحتاج حتما إلى مراجعة لكن ليس الآن مجال نقاشها  ، لان ما نهتم به  في هذا المقام هو موقفهم من المقاومة  ، وهو موقف يبرز ما خفي من تخوف الأنظمة والنخب العلمانية من النجاح الذي حققته المقاومة في فلسطين ولعل هذا الكشف هو الحسنة الوحيدة التي يمكن أن يصنف بها هؤلاء ضمن النخبة لان وعيهم  ساعدهم على إدراك خطورة النتائج التي  بدأ في إفرازها خط المقاومة فانبروا في مقاومتها والتصدي لها غير أنهم أساؤوا  الطريقة والطريق ذلك أن المقاومة بدأت تنتج حركة وعي لدى الأمة ستقلب الموازين القائمة التي يستفيد منها هؤلاء متبوئين مقاعد الترف والراحة. حتما لا يقتصر الأمر على من شارك في ندوة الاجتهاد المذكورة  إذ سبق إلى ذلك بعضهم  إبان حرب تموز  (رجاء بن سلامة وحسونة مصباحي) ولحق بهم البقية وعلى رأسهم الأستاذ عبد المجيد الشرفي الذي نصبه بعض مريديه ممن تصدروا للدراسة في الجامعة التونسية صنما للمعرفة  و أحاطوه بهالة من التقديس منعتهم هم أنفسهم من التطور والمراجعة. الأستاذ الشرفي ذكر في مداخلته أن حركة حماس هي حركة رجعية لا يمكن أن تمثل مشروع مقاومة فضلا عن مشروع اجتماعي وهي نموذج لكل الحركات الإسلامية غير قابلة للتطور والعمل الديمقراطي. وبصرف النظر عما يحمله هذا الموقف من نزعة اقصائية  تخالف المبادئ الديمقراطية فهو يفتقر إلى العلمية بنزوعه إلى التعميم غير المبني على دراسات فلا نحسب أن الأستاذ الشرفي درس بشكل علمي خطابات هذه الحركات  ليستخلص إمكان تطورها من عدمه ولا نظن أن له من الكتابات في هذا الشأن ما يذكر ، غير انه أدرك بحكم ما يزعم انه دراسة للثقافة والتراث الإسلاميين انه شاذ عن هوية المجتمع  و أن دراساته نزلت بأرض  لا تنبت شيئا لأنه اعتمد أولا على حالات شاذة في التاريخ الإسلامي بنى عليها أحكامه وثانيا لأنه كان يتجاهل أو يجهل حقائق التاريخ والاجتماع وبالتالي خلص إلى هذه النتيجة التي لو خلص لغيرها لناقض نفسه فلا خيار له غير مقاومة هذه المقاومة التي تهدد موقعه الاجتماعي الذي وفرته له أموال الكنيسة  وهو اعلم بها لينشأ المنشأ الذي نشأه جاهدا في محاربة اية مرجعيية قد تحرمه منصبه حتى و إن كان يدرك أن لها من الشرعية والمشروعية ما يفرض عليه احترامها  ولا عجب أن يصفها بالقروسطية في محاولة يائسة لتنفير الناس من حولها وينسى الأستاذ الشرفي انه بذلك يصنف نفسه ضمن المثقفين المتصهيينين الذين بدأت الأمة في لفظهم ولعلها لفظتهم منذ زمن. الشرفي لم يكن وحده في هذه المعركة بل خلف “جراء” جاءت العن من أبيها ، من هذه الجراء  تبرز أمال قرامي وألفة يوسف وهاتان يجمع بينهما النزوع نحو المثلية وسلوى الشرفي  وغيرها ممن يجمع بينهم العداء الإيديولوجي الأعمى لكل ما له صلة بالسلام والمسلمين. وكنا قد تعرضنا في مقال سابق لما حبرته قرامي أستاذة الجندر في مقالها  غزة والرابح الأكبر  ونفرد الان نبذة عن الشيخة ألفة يوسف الحائرة التي تسب الإسلام وتتشبث بالانتماء اليه حتى لا تجد نفسها خارج السرب لا احد يسمعها . الشيخة التي انتصبت للإفتاء  نسيت أن هذا المنصب يناقض صفتها الحداثية وحق لها أن تنسى بما أنها لم تجد من يبيح لها السحاق أو اللواط فتصدرت للفتوى من تلقاء نفسها وأباحت ما حرم حتى تنسجم مع ميولاتها متجاهلة ما يقوله زملاؤها من الحداثيين من أن الفتوى سلطة مناقضة لقيم الحداثة والتطور.  ليس هذا المهم في سيرة الشيخة  لكن صمتها عن مساندة المقاومة بدعوى أنها ترفض الهيجان الحماسي نسبة إلى حركة حماس . وطبعا يسوؤها ان تكون حماس والإسلاميون من يتصدرون للمقاومة بما أن “المابونين ” الذين تدافع عنهم لا يقدرون على مسك السلاح والوقوف في وجه العدو  ولعلها تسعى إلى القيام بدور رحاب العاهرة كما ورد في التوراة التي أدخلت بني إسرائيل إلى أريحا بعد صمودها في وجه الغزاة  لكن فاتها أن غزة اليوم وكل فلسطين  تطهرت من العاهرات اللاتي لعبن أدوارا قذرة في تاريخ أممهم. هذه نبذة عن حركة بعض المثقفين التونسيين الذين يجهدون هذه الأيام لطمس ما حققته المقاومة الإسلامية في فلسطين سنتبعها بمقالات أخرى في نفس الإطار حتى يكف هؤلاء عن المزايدة بجهود الشعوب. يوسف لخضر باحث جامعي  

نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية 17/7/1998

 
 
الديباجة إن الدول الأطراف في هذا النظام الأساسي إذ تدرك أن ثمة روابط مشتركة توحد جميع الشعوب وأن ثقافات الشعوب تشكل معا تراثا مشتركا. وإذ يقلقها أن هذا النسيج الرقيق يمكن أن يتمزق في أي وقت. وإذ تضع في اعتبارها أن ملايين الأطفال والنساء والرجال قد وقعوا خلال القرن الحالي ضحايا لفظائع لا يمكن تصورها هزت ضمير الإنسانية بقوة. وإذ تسلم بأن هذه الجرائم الخطيرة تهدد السلم والأمن والرفاه في العالم. وإذ تؤكد أن أخطر الجرائم التي تثير قلق المجتمع الدولي بأسره يجب ألا تمر دون عقاب وأنه يجب ضمان مقاضاة مرتكبيها على نحو فعال من ضمن تدابير تتخذ على الصعيد الوطني وكذلك من خلال تعزيز التعاون الدولي. وقد عقدت العزم على وضع حد لآفات مرتكبي هذه الجرائم من العقاب وعلى الإسهام بالتالي في منع هذه الجرائم. وإذ تذكر بأن من واجب كل دولة أن تمارس ولايتها القضائية الجنائية على أولئك المسؤولين عن ارتكاب جرائم دولية. وإذ تؤكد من جديد مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وبخاصة أن جميع الدول يجب أن تمتنع عن التهديد باستعمال القوة أو استعمالها ضد السلامة الإقليمية  أو الاستقلال السياسي لأية دولة، أو على أي نحو لا يتفق ومقاصد الأمم المتحدة. وإذ تؤكد في هذا الصدد أنه لا يوجد في هذا النظام الأساسي ما يمكن اعتباره إذنا لأية دولة طرف بالتدخل في نزاع مسلح يقع في إطار الشؤون الداخلية لأية دولة. وقد عقدت العزم، من أجل هذه الغايات ولصالح الأجيال الحالية والمقبلة، على إنشاء محكمة جنائية دولية دائمة مستقلة ذات علاقة بمنظومة الأمم المتحدة وذات اختصاص على الجرائم الأشد خطورة التي تثير قلق المجتمع الدولي بأسره. وإذ تؤكد أن المحكمة الجنائية الدولية المنشأة بموجب هذا النظام الأساسي ستكون مكملة للولايات القضائية الجنائية الوطنية. وتصميما منها على ضمان الاحترام الدائم لتحقيق العدالة الدولية. قد اتفقت على ما يلي :   الباب 1 إنشاء المحكمة المادة 1 المحكمة تنشأ بهذا محكمة جنائية دولية المحكمة، وتكون المحكمة هيئة دائمة لها السلطة لممارسة اختصاصها على الأشخاص إزاء أشد الجرائم خطورة موضع الاهتمام الدولي، وذلك على النحو المشار إليه في هذا النظام الأساسي. وتكون المحكمة مكملة للولايات القضائية الجنائية الوطنية، ويخضع اختصاص المحكمة وأسلوب عملها لأحكام هذا النظام الأساسي.   المادة 2 علاقة المحكمة بالأمم المتحدة تنظم العلاقة بين المحكمة والأمم المتحدة بموجب اتفاق تعتمده جمعية الدول الأطراف في هذا النظام الأساسي ويبرمه بعد ذلك رئيس المحكمة نيابة عنها.   المادة 3 مقر المحكمة 1- يكون مقر المحكمة في لاهاي بهولندا (الدولة المضيفة). 2- تعقد المحكمة مع الدولة المضيفة اتفاق مقر تعتمده جمعية الدول الأطراف ويبرمه بعد ذلك رئيس المحكمة نيابة عنها. 3- للمحكمة أن تعقد جلساتها في مكان آخر عندما ترى ذلك مناسبا، وذلك على النحو المنصوص عليه في هذا النظام الأساسي.   المادة 4 المركز القانوني للمحكمة وسلطاتها 1- تكون للمحكمة شخصية قانونية دولية. كما تكون لها الأهلية القانونية اللازمة لممارسة وظائفها وتحقيق مقاصدها. 2- للمحكمة أن تمارس وظائفها وسلطاتها، على النحو المنصوص عليه في هذا النظام الأساسي، في إقليم أية دولة طرف، ولها، بموجب اتفاق خاص مع أية دولة أخرى، أن تمارسها في إقليم تلك الدولة.   الباب 2 الاختصاص والمقبولية والقانون الواجب التطبيق   المادة 5 الجرائم التي تدخل في اختصاص المحكمة 1- يقتصر اختصاص المحكمة على أشد الجرائم خطورة موضع اهتمام المجتمع الدولي بأسره، وللمحكمة بموجب هذا النظام الأساسي اختصاص النظر في الجرائم التالية: أ) جريمة الإبادة الجماعية. ب) الجرائم ضد الإنسانية. ج) جرائم الحرب . د) جريمة العدوان . 2- تمارس المحكمة الاختصاص على جريمة العدوان  متى اعتمد حكم بهذا الشأن وفقا للمادتين 121 و 123 يعرف جريمة العدوان ويضع الشروط التي بموجبها تمارس المحكمة اختصاصها فيما يتعلق بهذه الجريمة. ويجـب  أن يكون هذا الحكم منسقا مع الأحكام ذات الصلة من ميثاق الأمم المتحدة.   المادة 6 الإبادة الجماعية لغرض هذا النظام الأساسي، تعني الإبادة الجماعية أي فعل من الأفعال التالية يرتكب بقصد إهلاك جماعة قومية  أو إثنية أو عرقية أو دينية، بصفتها هذه، إهلاكا كليا أو جزئيا: أ) قتل أفراد الجماعة. ب) إلحاق ضرر جسدي أو عقلي جسيم بأفراد الجماعة. ج) إخضاع الجماعة عمدا لأحوال معيشية يقصد بها إهلاكها الفعلي كليا أو جزئيا. د) فرض تدابير تستهدف منع الإنجاب داخل الجماعة. هـ) نقل أطفال الجماعة عنوة إلى جماعة أخرى.   المادة 7 الجرائم ضد الإنسانية 1- لغرض هذا النظام الأساسي، يشكل  أي  فعل من الأفعال التالية جريمة ضد الإنسانية متى ارتكب في إطار هجوم واسع النطاق  أو  منهجي موجه ضد  أية  مجموعة من السكان المدنيين، وعن علم بالهجوم . أ) القتل العمد. ب) الإبادة. ج) الاسترقاق. د) إبعاد السكان أو النقل القسري للعان . هـ) السجن أو الحرمان الشديد على أي نحو آخر من الحرية البدنية بما يخالف القواعد الأساسية للقانون الدولي. و) التعذيب. ز) الاغتصاب، أو الاستعباد الجنسي، أو الإكراه على البغاء، أو الحمل القسري،  

المنبرالاشتراكي  العربي  الناصري-  تونس بسم الله الرحمان الرحيم

أخي في المقاومة خلّي السلاح صاحي فجولة قد انتهت والمعركة مستمرة

 

أخي العربي على امتداد الوطن الكبيرالمعركة لم تنتهي رغم إيقاف النار، فالهجوم الصهيوني الصليبي مازال مستمرا على وطننا بادوات متعددة. وما مهرجان شرم الشيخ الا فصل من فصول المهزلة لابتزاز شعبنا وسرقة نضالاته وابتخاس تضحياته. إنهم مازالوا يحاولون الحصول على ما لم تأتِ به آلة الحرب والدمار الصهيوني. بعد ثلاثة وعشرين يوما من جرائم الحرب ضدّ شعبنا في غزة، استعملت فيها على مرآى من الجميع ابشع اسلحة الدمار الشامل المحرّمة دوليا، يأتي قادة هذا المجتمع المتمدّن الى شرم الشيخ، ولم يتجرأ  أحد منهم بادانة ماجرى. بل انبرى كل منهم بوقاحة للحديث عن التزامهم بأمن اسرائيل وتأكيدهم على ضمانه. فمن يهدد فعليا أمن من؟ فالعدو الصهيوني يمتلك اليوم اربع مائة سلاح نووي، وهو رابع أقوى الجيوش في العالم و ثالث اكبر بائعي الاسلحة، ثم هو يحتلّ ارضنا ويقتل شعبنا منذ ستين عاما. فمن يهدد من ياسيّد ساركوزي؟ من هو المعتدي ومن هو المعتدى عليه؟ ولكن كيف ننتظر منك ومن امثالك جوابا انسانيا منصفا، والبعض ممن ينسبون  انفسهم الينا قد اندسوا بين الصفوف ليبرروا باسم العقلانية والواقعية العدوان الغاشم، وهم ساعون معكم ليفرضوا علينا معاهدات الاستسلام والتفريط في الحقوق. قسما بالله، قسما بشهداءنا الابرار، قسما بدماء أطفالنا الزكية  ان تبقى البندقية مرفوعة في وجوهكم مادام عدوانكم. سيبقى خط المقاومة الشاملة منهجا في حياتنا نلتزم به ونسير عليه ونربّي عليه اطفالنا. لاصلح، لاتفاوض، لااستسلام حتى تحرير كامل فلسطين واسترجاع كل حقوقنا. لقد وعدنا الله بالنصر وهو لايخلف الميعاد. وبشّرنا بذلك رسولنا الكريم صلوات الله عليه. لقد قالها الحسين رضوان الله عليه هيهات منا الذلة. وقالها شهيد فلسطين ارفع رأسك اخي العربي، ان ما اخذ بالقوة لايستردّ بغير القوة. اخي العربي واجب علينا ان نواصل هذه الصحوة المباركة ونساهم كل بجهده  برفض المساومة والاستسلام    و دعم صمود شعبنا حى تحقيق كل امانينا في الحرية وبناء تقدمنا ووحدتنا تحية اجلال لابطال غزة. وايماننا انه لاحول ولاقوة الا بالله. 18/01/2009  

الشعوب في غزة والحكام في تل أبيب

 

راشد الغنوشي في حياة الأفراد كما في حياة الأمم أحداث نوعية فارقة مثل يوم بدر “يوم الفرقان يوم التقى الجمعان” وحطين وعين جالوت، حيث يتكثف التاريخ وتتجمع أسباب التغيير اهتراء للشرعيات القائمة وتصاعدا للغضب وتراكما للعجز، فما يبقى غير شرارة التفجير لتضرم النار في الحطام، تبشيرا بحصول تحولات  تكون من العمق والاتساع والامتداد ما يجعل جملة الأوضاع ما قبل الأحداث غيرها ما بعدها.  تقديرنا أن العدوان الصهيوني الهمجي الوحشي على غزة المحاصرة منذ سنوات والمجردة من السلاح، يمثل خطوة متقدمة على طريق تحلله، بما يرشح هذه الأسابيع الثلاثة من ملحمة الصمود الأسطوري الغزي التي هزت العالم، لتتوج بنصر باهر في مواجهة أحدث وأشد آلات للحرب دمارا تديرها أوسخ وأحط الأيادي همجية، فينفتح التاريخ في المنطقة وفي جملة علائقها على أضخم التحولات،  وذلك ليس فحسب على صعيد المسألة الفلسطينية في علاقتها بالاحتلال وحسب بل أيضا على صعيد قيادة المشروع الوطني الفلسطيني وعلاقة المشروع الصهيوني بالمنطقة والعالم وعلاقة النظام العربي بشعوبه وعلى صعيد علاقة أمة الإسلام بالغرب وعلاقة الآلة بالإنسان، رغم أن الحدث قد جرى على رقعة ضيقة لا تتعدى 360 كلم2. وذلك لما تمثله المسألة الفلسطينية من أهمية إستراتيجية بالغة من حيث بعدها الديني والحضاري والإستراتيجي. فكيف ذلك؟ 1- الصراع على قيادة المنطقة وعلاقته بالمسألة الفلسطينية: أ- يعاني النظام العربي أزمة شرعية تصل إلى حد الإفلاس الديمقراطي باعتبار شرعية النظم في عصرنا تتقوم بما تتمتع به من ديمقراطية أي من قبول لدى المحكومين، وهو ما يفسر تصاعد ميزانيات وزارات الداخلية حماية لأمن النظام لمواجهة مطالب التغيير والاحتجاج المتصاعدة، مقابل تراجع الميزانيات الراعية لأمن المجتمع كالتعليم والصحة والدفاع أيضا، على اعتبار أن الخطر على هذه الأنظمة لم يعد خارجيا وإنما من الداخل. من هنا نفهم اللقاءات الدورية لوزراء الداخلية مقابل الغياب الكامل للوزراء الآخرين كالدفاع. كما نفهم ما يعتري هذه الأنظمة من رعب تجاه الحديث عن انتخابات تعددية جادة أو تجاه حركة الشارع خشية انفلات الغضب، أو حملها على ما تكره من تلبية مطالب داخلية في العدل والديمقراطية أو مطالب خارجية كالوقوف إلى جنب مشروع المقاومة في فلسطين أو العراق، بما يصادم ويهدد شرعيتها المستندة داخليا إلى القمع وخارجيا إلى الدعم الغربي، وأحد شروطه حماية المشروع الصهيوني والسير بجد صوب التطبيع والشراكة معه، على حين يشتد طلب الشعوب على العدل والحرية والإسلام داخليا، وعلى مقومات الاستقلال عن المعسكر الغربي خارجيا، وما يعنيه ذلك من وحدة صف ودعم للمقاومة ضد الاحتلال، وهو ما يجعل أنظمة المنطقة ضائقة ذرعا بالمسألة الفلسطينية ربما أشد ضيقا من رابين إذ تمنى أن يصبح يوما فيجد غزة وقد ابتلعها البحر، هؤلاء يتمنون ذلك لفلسطين كلها. لا سيما وقد أفضت قيادة المشروع الوطني لتحرير فلسطين إلى يد تيار، جمع البغيضين: الديمقراطية والإسلام. ب- لقد نجحت أنظمة القمع حتى الآن في إجهاض أشواق ومحاولات شعوبنا نحو الالتحاق بركب الديمقراطية المتجول في العالم دون أن يسمح له بالتعريج علينا، تيقّنا من قبل قوى الهيمنة أن الديمقراطية ستطلق مارد شعوبنا المكبل، فيفرز أنظمة حاملة لمشاريع ثلاثة محظورة علينا: مشروع الوحدة، ومشروع توظيف ثرواتنا وبالخصوص النفط في خدمة قضايا أمتنا، ومشروع تحرير فلسطين. وكانت التجربة الخطأ قد حصلت في فلسطين فأفرزت “حماس” فحسبوها نذير شؤم على جملة مشاريعهم في المنطقة. فعوقب الشعب بالحصار ولمّا لم يجد معه، صبّت عليه النيران صبا. كل ذلك يؤكد اليوم الارتباط الإستراتيجي بين مشروع الديمقراطية في منطقتنا ومشروع تحرير فلسطين. كل إنجاز في حقل منها يخدم المشاريع الأخرى. وإذا كانت أنظمة القمع قد نجحت في سد كل باب يفضي إلى التحول الديمقراطي قمعت إلى حد الاستئصال محاولات التغيير بالعنف بل أفادت منها، وسدت باب التغيير عبر صناديق الاقتراع بالمنع أو التزييف الفاضح، فما بقي سوى التغيير عبر حركة الشارع، إذ تقودها جبهات وطنية. وتأتي القضية الفلسطينية مفتاحا لما انغلق واستحكم، مهددة بصناعة توازنات جديدة طالما اختلت بين دولة قد تغولت مستظهرة بالخارج وبين حركة المجتمع، وذلك عبر تفجير حركة الشارع التي قدمت هذه الأيام فرصا هامة لمن يلتقطها. وصدق من قال: كنا نحسب أننا سنحرر فلسطين لنكتشف أنها ستحررنا، فما أعظم بركة هذه القضية. ج- قد عرّت هذه “الحرب” الوحشية على غزة النظام العربي ممثلا في الجامعة العربية وفي الأنظمة الأساسية المتحكمة فيها إذ كشفت عن مدى الهوة السحيقة التي تفصلها عن شعوبها بالقدر نفسه الذي يلصقها بالكيان الصهيوني وبالإدارة الأميركية المتحكمة. د- قد كشف هذا العدوان الوحشي أيضا عن عمق ما تتمتع به القضية الفلسطينية من تأثير وسط التيارات الأساسية الفاعلة في الرأي العام: الإسلامية والقومية واليسارية على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي. وكانت المسيرات التي حركت الشارع كما لم يحدث مثل ذلك من قبل والتي عمت العالم تعبيرا عن عمق الشعور بالمظلمة الفلسطينية، ما جعل الأنظمة ترتعد فرقا من أن يطيح بها الزلزال المنبعث من غزة، دون أن تتزحزح من موقع الارتباط المصيري بالكيان الصهيوني والراعي الأميركي. هـ- مرة أخرى بعد حرب يوليو/تموز المجيدة يتولى التيار الإسلامي شرف قيادة الأمة في مواجهة المشروع الصهيوني وكان ذلك عاملا آخر من عوامل الصمود الأسطوري في مركز الزلزال غزة. كما كان عامل زخم وقوة لحركة الشارع على امتداد الإقليم والعالم بسبب امتداد وعمق هذا التيار. المرجح من خلال ما ستفرزه هذه “الحرب” أو قل صمود اللحم في مواجهة السكين، انتقال قيادة المشروع الوطني الفلسطيني إلى حماس وهو ما عبرت عنه قمة الدوحة عودا إلى حقائق الأشياء، وهو المشروع المركزي في المنطقة الذي طالما كان حامل لوائه مؤهلا لتسلّم قيادة المنطقة منذ اندلاعه في نهاية الأربعينيات. حيث عصفت هزيمة 48 بالنظام العربي وجاءت بأنظمة رفعت شعار تحرير فلسطين هدفا، ومصدرا لشرعيتها. ولأن الثقافة السياسية السائدة في العالم يومئذ كانت تنهل من الفلسفات الاشتراكية والقوميات العلمانية فقد اصطبغت بها الأنظمة وحركات التحرير السائدة، حتى إذا اختبرت على صخرة التحدي الصهيوني المرة بعد المرة، فانكسرت وقبلت نهج المساومة والبحث عن الصلح مع العدو بدل طرده فقد انصرفت عنها الشعوب باحثة في مخزونها الروحي والفكري عن أمضى أسلحتها، فكان الإسلام المؤسس للأمة وحادي مسيرتها وصانع أمجادها. وهكذا أخذت تحت لهيب النيران والقصف والصمود قيادة المشروع الوطني تنتقل إلى حماس وإلى حلفائها إسلاميين وقوميين ويساريين على امتداد المنطقة والعالم، صانعة فرزا جديدا فلسطينيا وإقليميا ودوليا في المستويات الشعبية والرسمية، بين قوى المقاومة وحلفائها وأنصارها والقوى المتحالفة مع المشروع الصهيوني. عبّر عن ذلك بوضوح الرئيس مبارك في لقائه مع ساركوزي “إنه في كل الأحوال ما ينبغي لحماس أن تخرج منتصرة”. كما عبرت عنه ليفني إذ قالت: إن المعركة ليست بين الفلسطينيين وإسرائيل ولا بين هذه والعرب وإنما هي بين معسكر الاعتدال ومعسكر الإرهاب بقيادة حماس. ولأول مرة تعبر الصحافة الإسرائيلية عن ابتهاجها ببروز هذه الظاهرة: أن كثيرا من العرب لا يتمنون انتصار حماس بل التخلص منها بيد إسرائيلية. أكد ذلك تشديد مصر للحصار رغم كل الضغوط الشعبية والمماطلة في عقد القمة. و- وفي خضم إعصار غزة وحتى قبل أن يهدأ، انحسر مدّه عن معالم تضاريس جديدة لعالم جديد عربيا وإسلاميا ودوليا، فكانت مبادرة أمير قطر لقمة الدوحة، حاملة لواء دعم المقاومة، فاسحة لرموزها لأول مرة ممارسة حقهم المشروع في النطق باسمها بما يضع حدا فاصلا بين زمنين زمن الحقيقة وزمن الزور. إنه ليوم فرقان يوم الدوحة. مصر نفسها المنقلب نظامها من طور استمداد الشرعية من مشروع تحرير فلسطين إلى طور الاستقالة منه بعد كامب ديفد إلى طور الوسيط بل الوسيط المتحيز لصف الاحتلال، لا تجد مناصا إذ تمارس وساطتها من توجيه الدعوة إلى قادة المقاومة فهم من يتفاوض معهم في المسائل الأمنية لتطويعهم، فإذا جد الجد وبدأ الحديث رسميا في السياسة فهو عباس الوكيل، إسرائيليا وأميركيا وعربيا، على حماية الاحتلال من المقاومة. ومقابل قمة الدوحة قمة دعم المقاومة بحضور إسلامي، قمة الكويت المبرمجة سلفا في موعدها للبحث في المسائل الاقتصادية وكأن المسألة الفلسطينية بورصة، حسب تعبير زعيم الجهاد. أما وقد اندلع زلزال غزة وهز المنطقة والعالم ونجح النظام العربي طيلة ثلاثة أسابيع في المماطلة والتثاؤب صاما الآذان عن محارق، ضج لها الكون ففجرت الشوارع في العالم غضبا، فيكفي فلسطين هامش قمة بعد أن استنفد الصهيوني صب أحقاده على أهلها ويوشك على الاندحار خائبا دون أن يحقق هدفا من أهدافه. لم تحرك استغاثات الثكالى نخوة حاكم عربي واحد فيطرد سفيرا صهيونيا أو أميركيا أو يقطع بترولا أو غازا أو حتى يهدد بذلك. على غرار ما فعل أخوانا العزيزان شافيز وموراليس. ولكم كنت أتمنى أن يكونا في مقدمة من يدعى إلى قمة الدوحة لتكون بحق قمة المقاومة مقابل قمة المجاملة للعدو الصهيوني وحلفائه. هذا الفرز الذي انحسر عنه زلزال غزة هو إرهاصات مهمة جدا لتشكل تضاريس لعالم عربي وإسلامي جديد على أساس الموقف من المقاومة، مما له من دلالات على عمق المسألة الفلسطينية وعلى مبلغ اهتراء الشرعيات القائمة وعمق واتساع الهوة بين الحكام والشعوب، فجاء إعصار غزة مبشرا بفجر جديد وتاريخ جديد. فعل الحروب يشبه فعل عواصف الخريف مع الأغصان البالية. هي محرك عظيم لعجلة التاريخ وتجديد الحياة. 2- ملحمة غزة وعلاقة الإسلام بالغرب: إن المسيرات المليونية التي اندلعت في عشرات المدن والعواصم الغربية احتجاجا على الحرب الظالمة التي تشنها الصهيونية بدعم غربي على غزة تذكر بمثيلتها التي اندلعت احتجاجا على الحرب الظالمة التي شنتها دول غربية على العراق وفي الحالتين قامت شراكة مهمة جدا بين الحركة الإسلامية وقوى غربية تحررية معظمها يسارية وبعضها يهودية تقدمية أو دينية معادية للصهيونية. وقد تعززت هذه الشراكة هذه الأيام وزالت تحفظات كثير من اليساريين إزاء مناصرة القضية الفلسطينية بعد أن أفلت عدد من صور الوحشية الإسرائيلية من سطوة النفوذ الصهيوني على الإعلام، من مثل تدمير ملاجئ الأمم المتحدة على المساكين اللائذين بها ومن مثل صور أطفال قد استهدفوا في القلب. وكما انتهت الحرب على العراق بإطاحة زعماء وأحزاب ضالعة فيها فإن العدوان الأثيم على غزة قد عزز التعاطف مع حماس حتى هتفت الملايين باسمها في عملية تطبيع مهمة جدا للإسلام وللحركة الإسلامية على الصعيد المحلي والدولي. كما عزز الشراكة بين التيار الإسلامي وبقية التيارات الأخرى على كل صعيد بما في ذلك الصعيد الغربي، وهو ما سيحمل صانع القرار الغربي شيئا فشيئا مع تنامي القوة الانتخابية للمسلمين على أخذ هذا المعطى بعين الاعتبار كلما كان بصدد اتخاذ قرار يمس الإسلام والأمة الإسلامية. ذلك وضع لا عهد له به، بينما هو يتردد كثيرا كلما كان بصدد اتخاذ قرار يمس باليهود وبإسرائيل. إنه بداية لتطور إستراتيجي مهم، يمثل كابوسا مرعبا للصهيوني، له وقع الكارثة، إذ يحرمه -لو حصل- من دعم مضمون، هو مصدر شرعيته وتفوقه وحتى بقائه، باعتباره صنيعة استعمارية غربية، ما كان له أن يوجد ويستمر لولا الدعم الغربي. لقد استمرأ الصهاينة حقيقة أن الغرب ورقة في جيوبهم مضمونة، فأسرفوا في الاستعمال والابتزاز والترهيب حتى أخذ الضيق يفشو بعد نقل الغرب من طور العداء لهم إلى طور الشراكة معهم إلى طور توظيفه لخدمة مشاريعهم لدرجة شن الحروب لمصلحتهم مثل الحرب على العراق. إن نمو الوجود الإسلامي في الغرب وعقده لبدايات شراكة نضالية مع قوى تحررية مناضلة يمثل بدايات مهمة لتحولات إستراتيجية في علاقة الإسلام بالغرب. إن المستقبل منفتح على تنامي التأثير الإسلامي في القرار الغربي وهو مصلحة للجميع في ضمان التعارف وتبادل المنافع بمنآي عن الحروب. لا سيما والإسلام قد سبق المواثيق الدولية إلى الاعتراف بالتعدد الديني، والمشكل أن الآخرين لم يبادلوه الاعتراف سبيلا للتعايش والتعاون. 3- انتصار الإنسان على الآلة: إن الصمود الأسطوري لغزة الذي تكسرت على صخرته أشد أدوات الحرب تدميرا، تعمل في أيدي شعب قد أفلس في عالم القيم، يستمد أحقاده من أساطير تلمودية توراتية ممتزجة بعقل أداتي غربي، وذلك في مواجهة شعب محاصر مجرد من السلاح غير سلاح العزم والتصميم والتنظيم والإيمان والتنافس على الاستشهاد، قد تعزز بما حرّك وما انعكس عليه من موجات دعم هبت عليه من جميع أرجاء العالم وتصاعدت بقدر إمعانه في الصمود تعاطفا وإعجابا ونقمة على مجرمي الحرب. وكان للإعلام المناضل دوره المقدر وشهداؤه، بما أعاد للإنسان -وبالخصوص المؤمن بالله وبقضيته- دوره القيادي في التاريخ وقدرته على الانتصار على الآلة مهما تطورت وعلى سطوة المادة وعرام الشياطين مهما طما، بما يفتح مرة أخرى بعد حرب يوليو/تموز أمام الشعوب المستضعفة فرصا للتحرر لا حد لها، تبشيرا بعالم جديد. فالتحية كل التحية لأبطال غزة وشهدائها وأطفالها. إنها أيام ماجدة وأيام فرقان. ما ينبغي أن تفلت من أيدي قوى التغيير. ـــــــــــــ  
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ  19 ديسمبر 2009  )
 

غـزة وأسئلة طفلي الحرجـة !

د. خــالد الطــراولي ktraouli@yahoo.fr  

عمره لا يتجاوز التاسعة كان يلعب كما يلعب أطفال الدنيا، ويضحك تارة ويبتسم كما يبتسم كل الأطفال، لا يحمل بعد في جعابه الصغيرة هموما ولا مسؤولية سوى البراءة والطفولة…التفت إلي وقال.. لماذا يقتلون الأطفال يا أبي؟ كنت منشغلا بصور غزة وآلام غزة ومجزرة غزة…انتبهت إليه وقلت له لأنهم لا يريدون لهم أن يكبروا يا صغيري، لا يريدون لهم أن يبتسموا.. قال مستغربا: ولماذا لا يريدون لهم أن يكبروا يا أبي؟ قلت : لأن الأطفال هناك يا بني مخزون للذكرى، ولا يريد أعدائهم لهذه الذكرى أن تبقى..إنهم يحملون رسالة ومشعلا…مشعل تسلموه من آبائهم بأن هذه الأرض أرضهم…ورسالة أنهم أصحاب حق… قال: ولماذا يقتلون الأمهات؟ قلت: حتى لا يلدون أطفالا يحبون أوطانهم ويعشقونها ويكونون دعة سلام… قال: فلماذا يدمرون المدارس؟ قلت: حتى لا يتعلم الأطفال، فالطباشير أقوى من الخراطيش والسبورة أكبر من البندقية. قال: فلماذا يقصفون المساجد؟ قلت: حتى لا يستمعون إلى آذان السلام والحب والوئام. قال: وهل الأرض أرض أهل غزة يا أبي؟ قلت: نعم يابني، سكنها أجدادهم منذ آلاف السنين ويريدون اليوم أن يسكنوها مطمئنين! قال ببراءة خالصة: أراك تحبهم يا أبي! قلت: نعم يا ولدي فهم أهلنا وبني جلدتنا تجمعنا بهم أواصر القربى، فمنهم أخوالنا وأعمامنا، ومنهم أجدادنا وأحفادنا! قال متعجبا : لم تحدثني سابقا عن أن لي قرابة يسكنون هناك وإلا فلماذا لم نزرهم؟ قلت: عذرا يا بني قد نسيت، وسنزورهم يوما ليس ببعيد رغم بعد المسافة. قال: وكيف أعين أبناء عمي وأبناء خالي؟ قلت: أما أنت فبالدعاء لهم حتى يعينهم الله في مأساتهم ويفرج كروبهم، فإنك بريء والله يحبك… قال: لقد دعوت كثيرا ولم يجبني فأين النصر؟ قلت: لقد وقع النصر يابني…الصبر نصر والثبات نصر وعدم الاستسلام نصر، ألا ترى أن الله استجاب لدعائك فصبرهم وفضح للعالم كله من الضحية ومن الجلاد، فعرف العالم كله أن هناك في هذه الأرض الطيبة وحوشا يحاربون البراءة وبراءة صامدة في وجه البرابرة الجدد… قال: أحب فلسطين يا أبي! قلت: وأنا أحبها يا ولدي فهي قطعة مني ومنك فلا تنساها ما حييت قال: أحبك يا أبي قلت وقد ضممته إلى صدري، وخيال أطفال غزة لم يفارقني: وأنا أحبك يا بني فأنت صغيري وفلذة كبدي ونعمة الله عليّ. 17 جانفي 2009
(المصدر: موقع اللقاء الاصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net)  


خطرالدولة الفلسطينية البديلة في الأردن

 

 
 
توفيق المديني      من أهم تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة، ليس القضاء على آخر جيوب المقاومة الفلسطينية فحسب، و لكن القضاء على الحلم الفلسطيني في بناء دولة مستقلة وذات سيادة، وعاصمتها القدس، لكي يصبح الخيار الأردني الخيار الأكثر واقعية من وجهة نظرإسرائيلية. و هذا ما أثار مخاوف حقيقية لدى المسؤولين الأردنيين، الذين يعتقدون أن الحرب الإسرائيلية الحالية سوف تقود إلى إلغاء «خيار حل الدولتين» الاسرائيلية والفلسطينية. ومنذ صيف عام 2008، ظهرت مختلف انواع السيناريوهات المقلقة بالنسبة للاردن والتي تقف في مقدمتها عملية ضم جزء من اراضي الضفة الغربية الى المملكة. وكان مسؤول اردني رفيع المستوى صرح في حزيران (يونيو) الماضي بأن «لاردن لا يمكن ان يرتبط بـ30 الى 50 في المئة من ارض كانت تعود له من عام 1950 لغاية 1967. فالحصول على نصف او حتى اقل من اراضي الضفة الغربية لكن مع كامل سكانها سيكون بمثابة انتحار». ويخشى المسؤولون الاردنيون ان يؤدي انضمام نحو 2،4 مليوني فلسطيني من سكان الضفة الغربية الى تغيير التوازنات في المملكة.وينتاب الحكم الأردني في الوقت الحاضر خوف حقيقي من احتمال حل المشكلة الفلسطينية على حساب الأردن، وهي مخاوف كانت تبددت أو تقلصت إلى حد كبير خلال السنوات القليلة الماضية. فهناك تطوران أساسيان حركا مجددا هذه المخاوف الاردنية. الأول إصرار الحكومة الإسرائيلية برئاسة إيهود أولمرت على إقامة «إسرائيل الموسعة» من خلال ضم التكتلات الإستيطانية الثلاثة الكبرى في الضفة الغربية إليها، وإكمال بناء الجدار الأمني، والإحتفاظ بالسيطرة على غور الأردن. وإذا ما تمكنت الحكومة الإسرائيلية من تنفيذ مخططها هذا والحصول على دعم أميركي له، فستتم إعادة ما بين 60 و65 في المئة من الضفة الغربية فقط إلى الفلسطينيين مما يمنعهم من إقامة دولة حقيقية. التطورالثاني إصرار «حماس» الآن على رفض أي صيغة عربية أودولية للإستجابة للمطالب الأميركية و الإسرائيلية». واذا ما ظلت «حماس» متمسكة بموقفها هذا فسوف ترى الحكومة الإسرائيلية في ذلك مبررات إضافية لتنفيذ مخططها التوسعي. ويجري المسؤولون الأردنيون حاليا اتصالات لتجاوز هذا المأزق الخطر ويعملون لإقناع إدارة الرئيس جورج بوش وحكومات أوروبية وبعض الجهات العربية بتبني الصيغة الآتية لتحريك عملية السلام وصولاً إلى إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة والاستمرار. أولاً- ليس كافيا أن تطلب الدول الكبرى من «حماس» الإعتراف بوجود إسرائيل، ونبذ العنف والإرهاب وقبول الإتفاقات الموقعة بين الفلسطينيين والإسرائيليين،لأن هذا المطلب وحده لن يؤدي إلى أي نتائج عملية. ثانياً- يجب أن يتم التوصل إلى تفاهم بين عدد من الدول العربية الرئيسية وقيادة «حماس» من أجل تأمين مظلة عربية لعملية تفاوض جديدة تشارك فيها «حماس» وأبو مازن وتعتمد على مبادرة السلام العربية التي تبنتها قمة بيروت عام 2002، بحيث تهدف عملية التفاوض هذه إلى تنفيذ «خريطة الطريق» وتطبيقها وهي الخطة الدولية الوحيدة التي تتضمن إقامة دولة فلسطينية في نهاية المفاوضات. وبموافقتها على ذلك تكون «حماس» قبلت ضمنًا الإعتراف بإسرائيل. ثالثاً- يتم التوصل إلى تفاهم عربي أميركي أوروبي روسي من أجل القيام بتحرك دولي جدي لدفع الحكومة الإسرائيلية إلى التفاوض حينذاك مع «حماس» وأبومازن من أجل تنفيذ «خريطة الطريق» تدريجا وعلى مراحل وصولاً إلى الحل النهائي الشامل للصراع. ويتطلب ذلك تخلي حكومة أولمرت عن اتخاذ أي قرارات أحادية الجانب. رابعاً- ما يجب أن يدفع مختلف الأطراف العرب والدوليين المعنيين بالأمر الى التحرك في هذا الاتجاه أن هناك من يزعم أن أكثر من 75 في المئة من فلسطينيي الضفة الغربية وغزة، وفقا لمعلومات الأردنيين وأبومازن، يريدون معاودة مفاوضات السلام مع إسرائيل مما يعني أن «حماس» ستلقى تأييداً فلسطينيًا واسعاً إذا ما تخلت عن حساباتها وتحالفاتها الإقليمية وتحركت في هذا الاتجاه السلمي. ومن وجهة النظر الأردنية، إذا لم تنطلق عملية تفاوض جدية فلسطينية إسرائيلية بإشراف دولي ملائم وعملت حكومة أولمرت على تنفيذ مخططها التوسعي بقرارات أحادية الجانب، فلن تقوم دولة فلسطينية حقيقية متكاملة في الضفة الغربية وغزة بل سيكون هناك «غيتوفلسطيني»، و«كيان فلسطيني مبعثر» وسيجد الفلسطينيون أنفسهم أمام أحد خيارين: إما الخضوع، ولفترة طويلة غير محددة للهيمنة الإسرائيلية المباشرة وغير المباشرة عليهم، وإما الهجرة إلى الأردن، مما قد يمهد لقيام دولة فلسطينية بديلة هناك، إذا ما اعتمد الإسرائيليون هذا الخيار لتسهيل ضم أراضي واسعة من الضفة الغربية إلى الدولة اليهودية، وإذا ما تساهلت الدول الكبرى مع هذا المخطط الإسرائيلي. قبل 1974 كان هناك تيار قوي في الأردن يؤكد استعادة الضفة الغربية ووضعها تحت الإشراف الأردني. ولكن منذ فك الإرتباط رسمياً مع الضفة لم يعد هناك أحد يريد استعادتها بل أن مصلحة الأردن الحيوية والأساسية تقضي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة والإستمرار. وجاء القرار الأردني بفك الارتباط القانوني والإداري مع الضفة الغربية، بعد استلام منظمة التحرير مسؤولية تمثيل الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وكذلك إعلان المجلس الوطني الفلسطيني التاسع عشر الذي عقد في الجزائر في 1988 عن قيام الدولة الفلسطينية، واعترف أكثر من مائة دولة في العالم بهذا الإعلان، وفتح العديد من السفارات الفلسطينية في تلك الدول. ساهم هذا التطور في توطيد شرعية الكيانية الفلسطينية وإبرازها، إلى أن جاء الاعتراف «الإسرائيلي» بالمنظمة وبالوجود الفلسطيني بشكل رسمي نتيجة للاعتراف المتبادل بين المنظمة والحكومة الإسرائيلية بعد التوقيع على اتفاق أوسلو، ليضع حداً للتجاهل «الإسرائيلي» للوجود الفلسطيني وللمحاولات الإسرائيلية المتكررة من قبل في إيجاد بديل عن منظمة التحرير. وإذا ما سقط خيار الدولة الفلسطينية المستقلة فسيكون هناك خطر جدي من حل المشكلة الفلسطينية على حساب الأردن مما يقلب المعطيات وموازين القوى جذريًا في هذا البلد. إن الموقف الأميركي بشأن الدولة الفلسطينية لايشكل تطورًا نوعياً في السياسة الأميركية، بل هو مجرد مناورة تستهدف الآن إعطاء الشرعية لطرف فلسطيني يلقي السلاح ويقضي على المقاومة، ويدخل في مفاوضات مع الحكومة الصهيونية ، سقفها الأعلى« دويلة فلسطينية» منزوعة السيادة،هي أقرب إلى الحكم الذاتي. وحكومة الولايات المتحدة معنية الآن «بدور إسرائيلي امبريالي» تحسبا لأية تطورات محتملة نوعية تهدد العالم العربي، من الداخل والخارج. * كاتب تونسي.  

 (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 19 جانفي 2009)

 
 

 
 

بيان وقف إطلاق النار

 
عزمي بشارة (*) * وقف إطلاق النار (1) الذي أعلن ليلة السابع عشر من يناير/كانون الثاني 2008 هو تعبير عن عدم قدرة إسرائيل على الاستمرار بالحرب، وذلك في حملة برية لاحتلال غزة بأسرها. لقد فحص جيش الاحتلال ذلك عمليا باقتحامات شتى ووجهت بمقاومة شرسة. وقلّب قادته الأمر، فوجدوه مكلفا غير مضمون العواقب. ولكن اقتصار الحرب على القصف الجوي والمدفعي لا يحسم المعركة. صحيح أنه يدمر ويقتل ويحرق دون تمييز، وصحيح أنه يكلف المجتمع الفلسطيني ثمنا باهظا، ولكنه لا يحسم المعركة. ومن ناحية أخرى لم يتمكن مبعوثو المخابرات والرئاسة المصرية من فرض الشروط السياسية الإسرائيلية على حركات المقاومة. وهي تتلخص بالتعهد بوقف المقاومة ونزع سلاحها. لقد كان المطلوب هو توقيع المقاومة على “منع تهريب السلاح” وعلى “تهدئة” دائمة أو طويلة المدى. فما كان من إسرائيل أن أوقفت النار من طرف واحد مدعية أنها أنجزت الأهداف من الحملة. ولكنها لم تنجزها. * كانت رايس جاهزة لمنح ليفني أية ورقة تمكِّنها من العودة إلى المجتمع الإسرائيلي بإنجاز ما، ودون انتظار تحقق الإملاءات المصرية على حماس ناهيك بتفاهمات معها. لا نعرف تفاصيل الاتفاق، وأقصد عدا الأمور العامة المتعلقة بتجند الولايات المتحدة لمنع وصول السلاح إلى حماس. وطبعا سوف يتعلق الأمر بمدى استعداد إدارة أوباما لمتابعة التنفيذ ومدى تعاون مصر معهم في ذلك. وبالمجمل، هذه اتفاقيات غير ممكنة التنفيذ دون تعاون عربي. * ما هي الأهداف التي حققتها إسرائيل من حربها على غزة؟ هل هي مدارس وكالة الغوث “الأونروا”؟ هل هو حرق البشر بالفوسفور؟ هل انتصرت الإف 15 على من هم في سن الـ15 عاما مستعيدة هيبة الردع، أو الرعد أو الرعب؟ ردعت إسرائيل الأطفال في غزة وفي كافة منازل الوطن العربي. مرحى مرحى مرحى، هورا هورا هورا. لتستمر مقاهي تل أبيب (المدينة دون توقف كما يحبون تسميتها هناك) باحتضان الطيارين الشباب والفنانين والصحفيين الذين يروون النكات عن غزة، وعن أطفال ونساء غزة. فهذا لا يثير انطباعا عند من انطبعت الصور في أذهانهم. كل شيء هنا توقف غير تلك الصور في الأذهان، وكل شيء هنا يتوقف على إنجاز مهمة واحدة، أن يعود التاريخ إلى نفسه في المنطقة العربية وهو لا يشمل إسرائيل. إنه لا يشمل تل أبيب ولا بطرها من حروب قليلة الضحايا عند من يملك الطائرات، ولا فائض سخريتها ممن لا يملكها. * إن ما يحتاج إلى دراسة هو تحول قتل المدنيين، والتباهي باستهدافهم إلى مركب في الثقافة الإسرائيلية. هنالك ميل سادي كولونيالي واضح لدى الشباب الإسرائيلي على مر الحروب لتحويل عذاب الفلسطينيين إلى تسلية. أما رسم الابتسامات وعلامات النصر من قبل الجنود العائدين من المجزرة إلى الحضارة، ومن قتل العائلات إلى عائلاتهم ومن التنكيل بالمدنيين إلى الحياة المدنية. فهو ليس فرح الجبناء فحسب بل طقوس العبور لتشكل الرجولة في مجتمع المستوطنين المستعمرين العابرين. * إذا كان المقصود بتحقيق الأهداف هو الأهداف المعلنة في بداية الحرب، فليس صحيحا ما أعلنه رئيس الحكومة الإسرائيلي من تحقيق الأهداف. فلم تحقق الحرب الأهداف العلنية المتعلقة بتغيير الوضع الأمني في “جنوب إسرائيل”. أما إذا كان الهدف الذي تحقق هو اغتيال قيادات في المقاومة، فقد بات هذا من مسلمات المقاومة. ليس ذلك إنجازا، لأن قيادات المقاومة بحكم تعريفها تتوقع الاغتيال في أي وقت. * توحدت الأمة العربية مع المقاومة، وتوحدت الشعوب معها، إلا في لبنان حيث ينقسم الشعب، ولكن ليس إلى مواقف، بل إلى طوائف. * وانقسم النظام الرسمي العربي إلى اثنين لكل منهما هوامش ما زالت تتقاطع. ويمكن تمييزها باختصار شديد بما يلي: يعتبر الموقف الأول الاحتلال هو المشكلة وهو سبب الحرب، في حين يعتبر الموقف الثاني مقاومة الاحتلال هي المشكلة ويحملها مسؤولية الحرب. * ومن هذه الزاوية فإن القمة العربية في الدوحة هي استجابة بالحد الأدنى ليس للانقسام الرسمي، بل للرأي العام العربي. والأمر الأهم الذي أنجزته هو كونها أول مراجعة رسمية لخط التسوية. لأول مرة تحصل انعطافة في الخطاب الرسمي العربي منذ أن سيطر عليه خطاب التسويات المنفردة مع إسرائيل. * إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلي المتأخر أن وقف إطلاق النار هو استجابة لطلب الرئيس المصري هو محاولة لإنقاذ المعتدلين العرب. فمن مصلحة إسرائيل أن يبدو المعتدلون شركاء يحظون ببعض المصداقية. لقد كان ضحية القصف الأولى هم المدنيون الفلسطينيون، أما الضحية الثانية فهو التسوية وجماعة عملية السلام. * كان غضب مبارك وأبو الغيط (الذي سعد لدقائق أن تتطلب الوظيفة مرة واحدة تقمص شخصية تشي جيفارا) غضبا تكتيكيا. حماس لم تقبل بشروط المخابرات المسماة أفكارا مصرية، وإسرائيل لم تنتظر. وقد أوقفت إطلاق النار مستغنية عن الجهد المصري. كما كانت هنالك قمة الدوحة التي أثارت غضبا غير تكتيكي إذ طرحت أفكارا أخرى غير المبادرة المصرية، وشاركت فيها أنظمة رسمية متجاوبة بالحد الأدنى مع رأيها العام. كان لا بد من إنقاذ مبارك بتصريح مفاده أن وقف إطلاق النار هو استجابة لطلب مبارك. ولكن هذا التصريح الإسرائيلي تحول إلى إهانة وإساءة لمصر. فإذا كان بوسع مبارك وقف إطلاق النار وإذا كانت إسرائيل تصغي له، فلماذا لم يطلب فيستجاب طلبه قبل عشرين يوما؟ * حين ظهر هذا الخطاب المصري الجديد من وقف إطلاق النار الفوري وغير المشروط وحتى الانسحاب، واصل ممثلو السياسة الخارجية استخدام نفس النبرة واللهجة القديمة في حديثهم مع ممثلي حماس في القاهرة، أي واصلوا مطالبتهم بالتعهد بوقف تهريب السلاح وبتهدئة طويلة المدى والعودة إلى اتفاق عام 2005 بشأن معبر رفح. كان ذلك خطابا للاستهلاك المحلي. * يوم 18 التالي لوقف إطلاق النار تنادت بسرعة فائقة دول متفاجئة من استدعائها على عجل. لقد اجتمعت في شرم الشيخ نفس القوى التي بررت وأيدت قتل الأطفال والنساء في فلسطين، والتي تعتبر قتل الأطفال دفاعا عن النفس وقتل الجنود إرهابا. اجتمعت القوى التي تعتبر مصير جندي مثل شاليط جاء لقصف المدنيين من دبابة أكثر أهمية من مصير أهل غزة. دعاهم رئيس عربي يشاركهم تقدير حياة شاليط، ويتعامل مع حياة أبناء شعبه في قطار محترق وعبّارة تغرق وبنايات تنهار باحتقار أشد حتى من احتقاره لأهل غزة. * وما اجتماع القوى الاستعمارية الكهلة في شرم الشيخ سوى إخراج لوقف إطلاق النار، لكي يبدو كأنه نزول عند رغبة مبارك والدول الأوروبية وعملية السلام، وغير ذلك من الكلام الفارغ. وقد جرى إخراج وقف إطلاق النار بعد أن اتخذ القرار في هذه المسرحية لمصلحة إسرائيل والرئيس المصري. اتخذ القرار من طرف واحد، وتبعه إخراج من هذا النوع. قمة شرم الشيخ هي عبارة عن مساندة لدور الرئيس المصري الذي تضرر في هذه المرحلة داخليا وخارجيا. فهو إخراج لوقف إطلاق النار في إطار قوى التسوية ليظهر وكأنه “إنجاز لها”، وليس رغما عن هذه القوى. فنحن لم نر هذه القوى أو نسمع بها طيلة الحرب. لم تحاول تكبيل أيدي إسرائيل أو إدانة قتلها للأطفال، ولم تبد حرصا على حياة المدنيين. وحين يئست إسرائيل من تحقيق أهدافها وتوقفت، تقدمت هي لتقطف وقف إطلاق النار كأنه نتيجة لتحركاتها وليس كنتيجة لصمود المقاومة والمجتمع الفلسطينيين في غزة. * للبنان حدود مع سوريا وإسرائيل والبحر، وتحد غزة مصر وإسرائيل وبحر مغلق. وهذا هو الفرق كل الفرق. إن كان ذلك بالنسبة للمدنيين، وإن كان ذلك بالنسبة للمقاومة. وقد جرت الحرب على أساس هذا الفرق. الدولة العربية المجاورة لم تكتف بعدم دعم المقاومة بل أرادات تلقينها درسا قاسيا. لقنت إسرائيل الدرس القاسي للمواطنين ولم تحقق أهدافها وتوقف إطلاق النار. * وبعد وقف إطلاق النار يدرك المجتمع ما جرى له وما حل به وهو يضمد الجراح ويتفقد الأنقاض. سيبدأ الضغط من أجل المساعدات ومعالجة الجرحى وإعادة الإعمار. ويبدو أن إلإغلاق المستمر للمعبر في رفح، وإمكانيات الدخول والخروج عبر مصر سوف تستخدم للاستمرار في ابتزاز المقاومة لقبول الشروط بعد وقف إطلاق النار. * لذلك فالمهم الآن هو الضغط لفتح المعبر للإغاثة وإعادة البناء، وعدم السماح لإسرائيل أن تتملص بجريمتها، وأن يرفع الحصار. ويجب عدم التسامح مع الأنظمة التي صمتت أو تواطأت، وما زالت، يجب عدم التوقف الآن عن الحملة لفضحها، وذلك لأن هذه السياسة مستمرة ولم تتأثر. فما يقال في الخطابات شيء وما ينفذ على أرض الواقع شيء آخر تماما. ولن يصح أي تعهد تتخذه الدول العربية أو غيرها للمساعدة في إعادة الإعمار، إذا لم يفتح المعبر ولم تصل المساعدات لغزة. * جمع الأموال لإعادة الإعمار يجب ألا ينسي الدول والمؤسسات التي أعلنت نيتها التقدم بدعاوى مطالبة إسرائيل بدفع التعويضات على ما لحق بالناس. لم نسمع عن محاكمات لإسرائيل عن ما اقترفته أيديها في لبنان عام 2006، ونأمل ألا تؤول التهديدات الحالية إلى المصير ذاته. * أما سياسيا فإن المرحلة هي مرحلة وقف توسع خطاب التسوية والتطبيع مع إسرائيل ورده على أعقابه وبدء صعود خطاب سياسي جديد. وهذه عملية بدأت في الدوحة ويجب أن تستمر وتندفع وأن يدافع عنها في الكويت بقوة. * من أهم إنجازات المقاومة في هذه الحرب أن إسرائيل لم تعد خارج القطاع من طرف واحد كنوع من إعادة الانتشار. لقد خرجت في العام 2005 بخيارها كي تجتاحها متى شاءت. وها هي تدرك الحقيقة المرة. لقد تغيرت الأمور خلال عامين. وهي مضطرة أن تحارب كي تعود. فعودتها إلى غزة يعني حربا، وهي حرب غير محمودة العواقب. لم يتحرر قطاع غزة عام 2005، بل تحرر الآن من الاحتلال. لأول مرة منذ عام 1967 لا تجتاح إسرائيل المناطق التي احتلت عام 1967 بسهولة كنوع من إعادة الانتشار، بل تضطر أن تحارب لاجتياحها. * وبقيت قوات إسرائيلية في غزة. ليس لهذا الغرض تصح المقاومة، بل لأن فلسطين كلها محتلة، القدس محتلة والضفة محتلة. وطالما هنالك احتلال هنالك حق بمقاومته. وفلسطين وطن واحد، وقضى الحال والتجربة أنه يمكن مقاومة احتلال غزة من القدس، ومقاومة احتلال القدس من غزة. * ليست غزة دولة مستقلة، ولا شعبا ولا كيانا. ويجب أن تتوقف النبرة التي تتعامل معها كذلك، (وهي نبرة قائمة حتى عند أوساط قليلة في حركة حماس). وهي تقاوم احتلال فلسطين وليس احتلالها وحدها. ولكن غزة لا تستطيع أن تحمل وحدها قضية فلسطين، فهي في ظل الحصار بالكاد “تحمل حالها”. ولذلك لا يجوز أن تبقى بقية جوالي الشعب الفلسطيني في الشتات والضفة خارج إطار التنظيم الوطني الذي يجب أن يقود المقاومة. وهو أوسع من حماس. لقد آن الأوان أن تفكر حماس والجهاد والجبهة وغيرهم من طاقات وقوى الشعب الفلسطيني بتشكيل إطار تحرر وطني موحد مقاوم في كافة أماكن تواجد الشعب الفلسطيني، يحمل برنامجا وخطابا مؤهلا لقيادة الشعب الفلسطيني. وجود هذا الإطار وهذا الخطاب هو الذي سوف يشكل القوة الضاغطة والرافعة لإعادة بناء منظمة التحرير. في هذه الحرب أدرك الجميع ما معنى دور الأجهزة الأمنية في الضفة، وما معنى تغييب منظمة التحرير حتى في الشتات وتهميشها من قبل السلطة. ولذلك فإن المهمة أعلاه مهمة تنظيم وتأطير بقية مناطق تواجد الشعب الفلسطيني، هي مهمة لا تحتمل التأجيل. فليست مهمة غزة أن تقاوم عن كل الشعب الفلسطيني، ولا مهمة الآخرين أن يتضامنوا. * لقد قاومت بقية الجاليات الفلسطينية في الماضي، وواصلت الضفة الانتفاضة في حينه حتى حين حوصرت في غزة. فهي ليست جديدة على الموضوع. وما تغير هو قيام السلطة وتهميش الشتات وقيام جيل من الأجهزة الأمنية يقمع شعبه من يناضل ضد إسرائيل وينكل به. وهذا أمر لا يجوز تجاهله عند استخلاص النتائج وإعادة بناء المؤسسات على ضوء ما جرى في هذه الحرب. * لا مشروعية لأية تسوية. ليس الجميع قادرا أو مضطرا للمقاومة، ولكن الجميع قادر على رفض التسوية غير العادلة، وعلى استنباط وسائل للحياة دون تسوية مع إسرائيل والصهيونية. (*) مفكر عربي (1) لم يستخدم أولمرت في خطابه عبارة “هفسقات إيش” (وقف إطلاق النار) بل استخدم مصطلح “نتسيرت إيش” أي بمعنى ما لجمها وكبحها، والمقصود هو “وقف مؤقت” لإطلاق النار، وقف مرحلي. (المصدر: ركن المعرفة بموقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 19 جانفي 2009)
 
 

أكدت “قوتنا الصاروخية لم تتأثر وهي في تطوّر مستمر” “القسام”: قتلنا 80 جندياً وأطلقنا 980 صاروخاً وأسرنا عدداً من الجنود قتلوا في المعركة

 
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت “كتائب الشهيد عز الدين القسام”، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، أن تمكنت من توجيه ضربات قاسية للعدو الصهيوني خلال الحرب التي استمرت لمدة اثنين وعشرين يوماً، من بينها قتل 80 جندياً صهيونياً. وقال “أبو عبيدة”، الناطق باسم الكتائب في مؤتمر صحفي عقده من قلب مدينة غزة اليوم الاثنين (19/1): “إننا ومن خلال المعارك التي عاد مجاهدونا منها؛ فقد رصدنا وبكل دقة عمليات قتل 49 جندياً صهيونياً بشكل مباشر وجرح المئات، ناهيك عن تلك العمليات التي لم يتم فيها مشاهدة عمليات القتل المباشر كقصف بالهاون وقنص الجنود واستهداف الدبابات، بالتالي فإن تقديراتنا تؤكد أن عدد القتلى الصهاينة لا يقل عن 80 جندياً في أرض المعركة، إضافة إلى وقوع عدد من القتلى ومئات الإصابات في المدن المحتلة التي عاشت من الطوارئ والشلل التام”، متحدياً الجيش الصهيوني أن يُعلن عن خسائره الحقيقية في هذه المعركة. شهداء “القسام” وأعلن “أبو عبيدة” أن عدد الشهداء الفلسطينيين في هذه الحرب قد بلغ أكثر من 1300 شهيد غالبيتهم من المدنيين وأكثرهم من الأطفال والنساء والشيوخ، مشيراً إلى أن هذا يدل على أن هذه الحرب لم تكن سوى عملية قتل جماعية تحمل عقيدة تلمودية حاقدة. وقال: “نزف إلى أبناء أمتنا 48 مجاهداً من “كتائب الشهيد عز الدين القسام” في المعارك البطولية وغير المتكافئة التي خاضها أبطالنا ضد هذا العدو”. وأضاف: “بعد هذا الصمود الأسطوري والمقاومة التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، فقد حشد العدو كل قوته وبعد حصار مطبق طويل وبالترافق مع حرب نفسية وإعلامية ضخمة؛ أقدم على ارتكاب المجازر البشعة. لقد أعد العدو لهذه الحرب طويلا ولعدة شهور سابقة”، موضحاً أن “من يبرر للعدو حربه ويسوق أكاذيبه بأنها كانت رداً على المقاومة شريك في العدوان ومتواطئ في الحرب”. الحصاد الجهادي وأكدت “كتائب القسام” أنها بالرغم من ضراوة القصف الصهيوني واستهداف كل ما يتحرك على الأرض واستخدام القنابل الفسفورية وإلقاء مئات الصواريخ على الأراضي التي تحاول التوغل فيها؛ إلا أنها تمكنت من من تنفيذ سلسلة من العمليات خلال ثلاثة وعشرين يوماً. وأوضح أن “القسام” تمكنت من إطلاق 980 صاروخاً وقذيفة، منها 340 صاروخ “قسام” و213 صاروخ من طراز “غراد” و422 قذيفة “هاون”. التصدر للدبابات الصهيونية بـ 98 قذيفة وصاروخاً مضاداً للآليات وتم استخدام بعض الصواريخ المضادة للدروع لأول مرة، كما فجرت “القسام” 79 عبوة ناسفة، ونفّذت 53 عملية قنص و12 كميناً محكماً في مناطق التوغل تم فيها مهاجمة جنود الاحتلال وقواتهم الخاصة، إضافة إلى 19 اشتباكاً مسلحاً مع العدو وجهاً لوجه، وتنفيذ عملية استشهادية تفجيرية واحدة، حيث قام الاستشهادي رزق سامي صبح بتفجير نفسه عند فوهة دبابة غرب بيت لاهيا. وأكدت “القسام” أنها دمرت بشكل كلي أو جزئي ما يقارب 47 دبابة وجرافة، وإصابة 4 طائرات مروحية وطائرة استطلاع واحدة تم إسقاطها”. أسر جنود صهاينة كما أكد المتحدث باسم “القسام” أن مجاهدي الكتائب تمكنوا من تنفيذ عمليتي أسر لجنود صهاينة أثناء العدوان؛ الأولى شرق حي التفاح في اليوم الثالث حيث تم أسر عدة جنود صهاينة وأثناء العملية تدخل الطيران المروحي وكانت نتيجة العملية أن تم قصف الجنود مع المجموعة الآسرة واستشهد القسامي محمود الريفي وقتل الجنود الصهاينة وأصيب عدد من المجاهدين وتمكنوا من الانسحاب. أما عملية الأسر الثانية والتي تُنشر تفاصيلها لأول مرة، بحسب أبو عبيدة، فقد تمت شرق جباليا يوم (5/1)، حيث قام المجاهدون بأسر جندي بواسطة كمين مُحكم واحتفظوا به لمدة يومين في أحد المباني على أرض المعركة، وأرسل العدو إلى المكان أحد المواطنين الذين اختطفهم كدروع بشرية لمساومة المقاومين لتسليم الجندي؛ إلا أنهم رفضوا، وهنا تدخل الطيران الحربي الصهيوني بعد يومين وأقدم على قصف المكان بطائرات “اف 16″ وقتل الجندي واستشهد في العملية 3 من القسام وهم الآسرون للجند وهم محمد فريد عبد الله ومحمد عبد الله عبيد واياد حسن عبيد”. القوة الصاروخية لم تتأثر وبشأن ما أعلنه العدو الصهيوني من تحقيق أهدافه في هذه الحرب؛ أكد “أبو عبيدة” أن أهداف العدو سقطت في وحل غزة ولم تعد سوى برصيد من المذابح وجرائم الحرب. وقال: “إننا في القسام نؤكد أن قوتنا الصاروخية لم تتأثر بفضل الله، ونحن أطلقنا هذه الصواريخ أثناء الحرب وبدون توقف وما نزال قادرين على إطلاق الصواريخ، ونؤكد أن صواريخنا في تطور وازدياد، وأن عدونا سيلاقي المزيد وستطال صواريخها أهدافاً أخرى، ونؤكد أن صواريخها انطلقت بوتيرتها المخطط لها أثناء الحرب، وكما قلنا في بداية الحرب للعدو بأننكم من بدأتم الحرب ولكن لن تستطيعوا وقفها من طرفكم بل نحن من يحدد ذلك”. وأضاف: “سمعنا في بداية الحرب أنها ستكون قصيرة جداً، ولكن الاحتلال أعلن عن مرحلة ثانية وثالثة، وما خسرناه ضئيل جداً وقمنا بترميم ما خسرناه قبل انتهاء الحرب وأثنائها”. نافياً ما حاول العدو ترويجه عن اعتقال مقاومين، وقال “هذا كذب ودعاية سخيفة وأن أي من مجاهدينا لم يعتقل ومن اعتقل مواطنون عزل”. سنواصل التسلّح وأكد المتحدث باسم “القسام” أن أهداف الصهاينة “انحسرت في وقف تهريب السلاح عبر الحدود، ويحاول حشد تأييد دولي لذلك، ونقول متى كان السلاح الشريف يدخل غزة عبر الطرق الرسمية، ومتى كان يسمح لنا أصلا في إدخال رصاصة إلى غزة، إدخال السلاح وصناعته مهمتها ونعرف جيداً كيف نحصل على هذا السلاح”. وأضاف: “قلنا أن عملية إدخال السلاح إلى غزة ليست تهريباً، الأصل أن تدخل بشكل رسمي، لكن بما أن كل العالم يتنكر لمقاومة الشعب على مستوى الأنظمة، فمن حقنا أن ندخل السلاح بالطريقة التي نراها مناسبة، والضغط لمنع إدخال الأسلحة ليس جديداً، هو ضغط تاريخي ولم نخضع في يوم من الأيام ولن تكون أي مؤتمرات أو اتفاقيات حائلة دون مواجهة الاحتلال”. (المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام بتاريخ 19 جانفي 2009) الرابط: http://www.palestine-info.info

منازل اختفت معالمها وأبراج سكنية شطرتها القذائف

 
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ما حدث ليس كابوساً أفاق منه أهالي قطاع غزة في اليوم الرابع والعشرين للحرب المدمرة التي لم تنته بعد، بل هو حقيقة قائمة على الأرض بكل ما خلفه الجيش الصهيوني في أرجاء القطاع. فإزاء المشاعر المروِّعة انعقدت الألسن وعجزت الكلمات عن وصف ما جرى. على مدخل منطقة الكرامة، الواقعة شمال غرب مدينة غزة، ما أن تطأ القد الحي السكني حتى يبدأ القلب بالخفقان سريعاً، وبوتيرة تتصاعد مع حجم الخراب. ببرج في المكان “برج الأندلس” السكني، المكوّن من ستة عشر طابقاً، والذي شطرته الآلة الحربية الصهيونية مناصفة طولاً، وكأنّ منشاراً قسمه نصفين. الفلسطينيون شيباً وشباباً ونساءً ورجالاً من حول المكان، كانت أقدامهم تأخذهم إلى مواقع الدمار والأنقاض وبقايا الأبنية. داخل منطقة “أبراج الكرامة”، كما يسميها الأهالي الذين بدؤوا يتوافدون تترا إلى شقق سكنية اهترأت من رصاص طائرات “الأباتشي” المروحية، يبدو مشهد ما بعد القصف الضاري أبلغ من أي وصف. منهم من راح يلملم أخشاباً تبقت من سرير طفل وليد لجمه الخوف على لقم ثدي أمه، وأشقاء وجيران من حوله يتفقدون أشياءهم الصغيرة، يحاولون إنقاذ حقائبهم المدرسية والكراسات الممزقة. إلى الشمال من منطقة الكرامة، وتحديداً في منطقة التوام، تبدأ الكارثة بالتكشف تباعاً، ليس بدءاً بالطرقات المجرفة، وليس انتهاءً بالمنازل والمتاجر والورش الصناعية المتهالكة. الحاج “أبو يوسف” العجرمي، يمضي بخطى رجل بلغ من العمر عتياً، تسحبه أقدامه قلقاً على اثنين من أبنائه يسكنان التوام، ضُرب منزلهما بقذائف المدفعية المتمركزة شمال القطاع المحاصر. يصف “أبو يوسف” ما يشاهده من خراب إسرائيلي بانعقاد في اللسان، فقد توقف برهة قبل الإجابة، ثم التفت يمنة ويسرة ورمق الأراضي والمنازل المدمرة من حوله بنظرات عميقة، وقال الحاج العجرمي (88 عاماً)، “عايشت نكبة 1948، وحرب 1956، وحرب 1967، جميعها شمّة هواء أمام هذا البلاء”. مضى التسعيني متعجباً، أو مستعجباً مما رأت مقلتاه المتعبتان. أكمل طريقه عائداً إلى وسط غزة، تسنده في الطريق الوعرة عكازه التي رافقته عقوداً من الزمن. من يواصل السير قدماً إلى الشمال، يجد الطريق أمامه طويلة ووعرة، بما يكفي ليتأمل كل شيء من حوله بتمعّن. فهذه أشجار الزيتون والحمضيات خرجت جذورها فوق الأرض، بينما تعطلت شبكات الكهرباء وقطعت خطوط المياه كلياً، على طول الطريق المؤدي إلى منطقة السلاطين، على مشارف بلدة بيت لاهيا. وبدأت العائلات التي فرّت من جحيم القوات الصهيونية، بالعودة الحذرة إلى أحياء يمكن التعرف عليها بالكاد، لتفقد من نجا بحياته ومن قضى. أمهات ينتحبن بكاءً فوق ركام منازلهن، يوارين الدمع، وأخريات تفتشن الأنقاض ليجمعن المتعلقات العزيزة على قلوبهن، في حقائب بلاستيكية. آلة الحرب ظلّت تحلق فوق الرؤوس، ففي الأجواء تحوم طائرات الاستطلاع المعروفة بالزنانة، على مستويات منخفضة، بينما جابت المقاتلات الحربية، محدثة غارات وهمية، لتفزع السكان. على الجانب الأيمن للطريق، لا يدرك المرء للوهلة الأولى أنّ ثمة بيوتاً كانت تنتصب هنا، فتغيير الواقع الذي تحدثت عنه وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، قبيل الحرب، جُسِّد تماماً على الأرض بمنازل الآمنين، فلم يبقَ من منزل الحاج علي عبد القادر أبو جلهوم (76 عاماً) الأسبستي، حجر على حجر. أبو جلهوم جلس وسط ما كان يسمى سابقاً دكاناً، ومن حوله دجاجاته، يتأمل بعض أكياس البقوليات، ومواد تموينية، وحاجيات أطفال، يقتات منها وزوجته “أم العز”، التي أجبرته على الخروج من المنزل رغم أنفه، خوفاً. ويقول “أبو العز”، “لم أكن أرغب في الخروج من منزلي للبته، ماذا بقي لي في هذه الحياة وبعد هذا العمر لأعيش، لقد أخذت نصيبي منها، كان حريّ بي أن أُدفن قبل أن أشاهد بيتي كومة من خراب هكذا”. على الأرض، لم تزل عيون المواطنين غير مستوعبة هول الدمار الذي أحدثته دبابات “ميركافاه” ومقاتلات “إف 16″، وما كان يهبط على المنازل والأراضي من صواريخ وقذائف وقنابل فسفورية. حفر عميقة أحدثها الطائرات في حقول المزارعين، متذرعة باستهداف منصات صورايخ المقاومة وليس المدنيين الذين غادروا ديارهم مع بدء المرحلة الثانية للحرب غير المتكافئة، ولا زالوا ينزحون عن المنطقة، غير معلومة المعالم، كما يصفها سمير العامودي. سمير في العقد الثالث من عمره، فقد وشقيقه منزلهما، ورشة لإعادة تهيئة وإصلاح المركبات، التي أتت عليها جنازير الآليات العسكرية، فلم تُبقِ في المكان شيئاً ولم تذر سوى أكوام من الحديد لا تسمن ولا تغني من جوع. وأزاحت الجرافات التابعة للسلطات البلدية السيارات وقطع الخرسانة المتساقطة بعيداً عن الشوارع، لكنّ شيئاً لا يمكنه إخفاء نطاق الدمار الذي جلبته الآلة العسكرية الإسرائيلية. وكان رجل يواسي صديقه محمد عطا سلطان، الذي سُوِّي منزله المكون من ثلاث طبقات بالأرض تماماً، قائلا “الحمد لله أنك حيّ، يمكن إعادة بناء المنزل، إن شاء الله”. أما الأطفال في المنطقة فكان لهم قصة أخرى، وطرق أخرى في تفقد الخراب الذي خلفته آليات الاحتلال. فقد أخذوا يجمعون صفائح الرصاص الفارغة، وشظايا الصواريخ، والقذائف المدفعية، وفوارغ (خرطوش) الرصاص، متذرعين بأنها معادن نحاسية سيقومون ببيعها لجني بعض المال. صور الخراب والدمار والمآسي التي تركتها الآليات العسكرية، تعجز عن وصفها الكلمات، فما حدث في غزة ليس مجرد حرب يُعتقد أنها انتهت، بل قد تكون بداية لحرب جديدة، سترسم معالمها دماء أطفال قضوا تحت المدافع والصواريخ الصهيونية. (المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام بتاريخ 19 جانفي 2009) الرابط: http://www.palestine-info.info
 


انعكاسات حرب غزة على مرايا المشهد الاستراتيجي العربي

 
رشيد خشانة  (*) بعد نهاية العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة يبدو المشهد الإقليمي حاملاً في طياته تغييرات بعيدة المدى ستترك آثارها الاستراتيجية في مستقبل التوازنات العربية والفلسطينية، وكذلك في طبيعة العلاقات العربية مع الجوار الإقليمي. فعلى خلاف الحرب الإسرائيلية على لبنان في العام 2006، عصفت حرب غزة بالتضامن العربي، إذ تلقى «المعتدلون» الذين تلكؤوا في مواجهة الدولة العبرية ضربة قوية، واستطراداً تعرضت حركة «فتح»، زعيمة «الاعتدال» الفلسطيني، لأكبر هزة في تاريخها أدت إلى إزاحتها من سدة الزعامة لصالح «حماس». ولا جدال في أن الانعكاسات التي أفرزتها الحرب الأخيرة ستطفو تباعاً على مرايا المشهد الاستراتيجي العربي خلال الفترة المقبلة، خاصة على صعيد العلاقات العربية الإسرائيلية، إذ انهارت فرص التسوية السياسية مع إسرائيل في ظل المكانة الجديدة التي انتزعتها المقاومة الفلسطينية بامتناعها عن رفع الراية البيضاء حتى آخر يوم في الحرب، رغم الاختلال الكبير في موازين القوى. وفي هذا الإطار شكّل قرار كل من قطر وموريتانيا تجميد العلاقات مع الدولة العبرية خطوة سياسية ورمزية ألغت – وإن مؤقتاً- نقطة التطبيع من جدول أعمال كثير من الدول التي كانت تمهّد لإعلان إجراءات من هذا القبيل، وهذا يعني أن إسرائيل التي كانت تبحث عن أي منفذ للتقارب مع الدول العربية رفعت بعدوانها على غزة حواجز شاهقة جديدة تزيد الهوة اتساعاً بينها وبين محيطها، وامتدت الشُّقة لتشمل ليس فقط أصدقاءها الإقليميين، أسوة بتركيا، بل بلداناً بعيدة في أوروبا وأميركا اللاتينية. من هنا تبدو القراءة المتأنية لانعكاسات حرب غزة على صفحة المشهد الاستراتيجي العربي ضرورية، وإن كانت معالمها غير مكتملة بعد، بحكم أن مفاعيلها الإقليمية والعربية والفلسطينية ما زالت مستمرة، لكن يمكن القول منذ الآن إن النظام الرسمي العربي خرج خاسراً من هذه الحرب، فأسلوب الوفاق وتدوير الزوايا الذي استؤنفت على أساسه القمم الدورية منذ العام 2000 (بفضل الانتفاضة الفلسطينية الثانية)، انهار مع تباعد ردود الفعل بين الخائفين من «حماساتهم» الداخلية ومن تجاوزوا هذا النوع من العُقد، وتعذّر رأبُ الصدع بين الفريقين قبيل قمة الدوحة ما انعكس انقساماً في صفوف الدول العربية بين ما يُعرف بـ «معسكر الاعتدال» وما سُمي اصطلاحاً «معسكر الممانعة»، وشكّل تغيب «عرب الاعتدال» عن قمة الدوحة ضربة عميقة لصورتهم لدى الرأي العام وزعزعة لهيبتهم وسلطتهم السابقة (الواسعة) على مؤسسات العمل العربي المشترك. في هذا السياق ترنحت الجامعة العربية وفقدت دورها بصفتها المربع المشترك الذي كان يقف عليه العرب جميعاً، وحدثت «خضة» شبيهة بتلك التي أعقبت القمة العربية في القاهرة بعد الاجتياح العراقي للكويت في العام 1990، لكن في هذه المرة تمزقت جدران الخيمة واهتزت أوتادها بفعل الغارات الإسرائيلية، لكن كان يمكن إنقاذها لو لم يختر الأمين العام للجامعة أن يكون مصرياً قبل أن يكون عروبياً، إذ أكد عمرو موسى على نحوٍ غير قابل للاستدراك المقولة الرائجة، والتي مفادها أن الأمين العام للجامعة العربية عاد موظفاً لدى الخارجية المصرية منذ عودة الجامعة إلى القاهرة قبيل أشهر من الاجتياح العراقي للكويت وبعد تولي وزير الــخـــارجــــيــــة آنــذاك عـصـمـت عبدالمجيد أمانتها العامة. من هذه الثغرة في جدار التضامن العربي استطاعت الدول الإقليمية غير العربية الدخول رسمياً إلى معادلة الصراع العربي الإسرائيلي بعدما كانت تطوف حول ملعبه من الخارج، وفي هذه الحرب ما كان ممكنا قفل الباب في وجوههم وتركهم خارج الأسوار بعد الموقف «الفلسطيني» الذي اتخذه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ساحباً وراءه الدولة التركية (الصديقة التقليدية لإسرائيل)، وبعد المواقف الإيرانية النارية من احتلال القدس. ودخول الطرفين التركي والإيراني إلى معادلة الصراع مع إسرائيل ليس خبراً سيئاً في ذاته، لا، بل هو نقل للصراع من الدائرة العربية إلى الدائرة الإسلامية، وهذا أمر منطقي طالما أن القدس عاصمة روحية إسلامية، ومن مصلحة العرب أن يكون في مواجهة «عدوتهم» إسرائيل مليار ونصف المليار مسلم وليس 300 مليون عربي فقط. وإذا كان بعض العرب يُبدون اليوم ضيقا شديدا من دخول أطراف غير عربية إلى مسرح الصراع العربي الإسرائيلي، فالمسؤول عن ذلك هو ما يسمى بمعسكر الاعتدال الذي عمل على إرجاء القمة في انتظار انتهاء الحرب، وعطّل اتخاذ قرار واضح يُزعج إسرائيل وأميركا، غير أن مشاركة اللاعبيْن التركي والإيراني في القمة لم تكن انضماماً إلى الخيمة العربية، فالقمة كانت طارئة ولم تكن في إطار جامعة الدول العربية. واليوم بعد القرار الإسرائيلي بوقف العمليات العسكرية يبدو موقف السلطة الفلسطينية التي غابت عن القمة التي عُقدت في الأسبوع الثالث من الحرب، ولم تكن هناك نقطة أخرى على جدول أعمالها سوى تقديم المساعدة لشعبها، أشبه بانتحار سياسي، فغياب محمود عباس أعطى فرصة لحركة «حماس» كي تتسلم صك الشرعية العربية والإقليمية وتكون ناطقة ليس باسم شعب غزة الجريح فقط بل باسم الفلسطينيين جميعاً في الداخل وفي الشتات، الذين أعلنوا بصوت واحد من خلال المسيرات اليومية أنهم مع خيار المقاومة. واستطراداً انتقلت الزعامة والتمثيل الفلسطيني للمرة الأولى بعد حرب غزة من «فتح» إلى الفصائل الغريمة بقيادة «حماس»، ما أنهى الحقبة الفتحاوية التي استمرت منذ «معركة الكرامة» في العام 1968 إلى الحرب الأخيرة في غزة. وبتعبير آخر فإن الضربة التي تلقاها «الاعتدال» العربي بغيابه عن قمة الدوحة والنأي بنفسه عن نبض الأمة ونداءات الشارع العربي، أصابت أيضا السلطة الفلسطينية التي اختارت منذ زمن معسكر «المعتدلين» باعتمادها نهج التسوية بدل خيار «المقاومة والتفاوض»، مثلما فعلت الحركات الوطنية في المغرب العربي وأشهرها «جبهة التحرير الوطني» الجزائرية وحكومتها المؤقتة، وبهذا المعنى يمكن القول إن حرب غزة كرست إنهاء قيادة مصر للعمل العربي المشترك وقيادة «فتح» للساحة الفلسطينية. وفي ظل المعادلة الداخلية المصرية، التي يطغى عليها مأزق التداول، لا تبدو في الأفق عناصر تسمح باستعادة الدور القيادي السابق، ولا حتى باستعادة زمام المبادرة، فالفراغ الذي تركه انسحاب مصر من الواجهة أتاح لأي طرف عربي أو إقليمي، مثل تركيا، أن يجمع بين يديه الأوراق المتساقطة ويستقطب الشارع والنُخب على السواء. مثل صخرة كبيرة الحجم، تركت الحرب الإسرائيلية على غزة أصداءً عميقة على صفحة البِركة العربية الآسنة ما زالت دوائرها تتشكل وتتلاحق بكثافة، وعلينا أن ننتظر التطورات الدبلوماسية الآتية بعد استلام باراك أوباما مقاليد الرئاسة الأميركية كي نرى اتجاه البيت الأبيض لمحاولة التأثير على هذه المتغيرات. (*) كاتب من تونس (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 18 جانفي 2009)

 
 

أكد ان ادارة اوباما ستفتح قنوات اتصال غير مباشرة مع الحركة

كبير الباحثين بـ”كارينجي”: “حماس” ستخرج من الحرب وشعبيتها أقوى من عباس 

 
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام اكد الدكتور عمرو حمزاوي – كبير الباحثين بمعهد كارينجي للسلام بواشنطن – أن “حماس” ستخرج من الحرب في غزه وشعبيتها اقوي وأكثر من عباس. وقال في حلقة نقاشية بعنوان ” الإدارة الأمريكية الجديدة… والقضايا العربية” التي عقدت امس الاحد بنقابة الاطباء المصرية، “إن قضية فلسطين ستأتي في نهاية ملفات الادارة الامريكية الجديدة التي سيرأسها باراك اوباما، وذلك لعدة اسباب، رغم  طغيان ما حدث في غزه إلا إن اوباما سيهتم بملف العراق وأفغانستان، لأن قضية غزه حاضره في أوروبا  لكن ليس هناك اهتمام من الرأي العام الأمريكي”. واكد حمزاوي ان  اداره اوباما سيكون لديها أزمة التعامل مع “حماس”، متسائلا: “هل ستتعامل الادارة الامريكية معها باعتبارها تدير الحكم في غزه، ام أنها حركة إرهابية، ام أنها حركة لديها تواجد مجتمعي وشعبية جمايرية لا يمكن تجاهلها”، مؤكدا ان “حماس” طرف رئيسي في المعادلة لأمريكية صعب ان تتجاهله. واعرب عن اعتقادة ان تفتح ادارة اوباما قنوات اتصال غير مباشرة مع “حماس، لكنها في الوقت ذاته ستساهم في قرار وقف إطلاق النار عبر تثبيت الاتفاقية الأمنية الأخيرة، التي وقعت بين رايس وليفني عبر مراقبة الحدود بريا وبحريا، مشيرا الى انه لا يمكن ان يكون ان تقوم ادارة اوباما في بحث القضايا العربية والإسلامية، إلا عبر الدخول في قضية فلسطين خاص بعد مذابح غزه.       واكد حمزاوي ان مسؤلي ملف العلاقات الخارجية في ادارة اوباما وثيقي الصله بالاحتلال، وحلفاء لها مثل هيلاري كلينتون التي كانت مرشح نيويورك التي يسيطر عليها اللوبي الإسرائيلي، ولذلك ستظهر تعاطفا كبيرا مع “إسرائيل”، وكذلك ريتشارد هاس وكذلك دينس روس الذي كان مبعوث الرباعية. اما عن المساومات المحتملة مع إيران حول قضية فلسطين قال حمزاوي : إيران لديها اهتمام حقيقي بقضية فلسطين لكن مصلحة إيران الإستراتيجية هو الدور في العراق و الأمن في الخليج.  ووصف حمزاوي الساحة الإقليمية العربية بالمسرحية  الهزلية بسبب عقد اربع قمم في أربعة أيام، مؤكدا ان الانقسام العربي سيمكن الإدارة الأمريكية الجديدة من التحرك الإقليمي، خاصة ان الدول العربية لا صوت لها في الفترة الاخيرة مثل الاتفاقات الأمنية التي تمت بين ليفني ورايس. (المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام بتاريخ 19 جانفي 2009) الرابط: http://www.palestine-info.info
 


أحمد جبريل: إسرائيل فشلت.. ولا بد من إعادة بناء منظمة التحرير

 
الدوحة – وكالة الأنباء القطرية – أكد السيد أحمد جبريل الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة) أن إعلان إسرائيل لوقف إطلاق النار من جانب واحد جاء بعد أن فشل جيش الاحتلال في تحقيق أي هدف سواء عن طريق العمليات العسكرية أو من خلال حوار القاهرة الذي يتم بوساطة مصرية. وقال جبريل في حديث خاص لوكالة الأنباء القطرية إن قادة إسرائيل أدركوا أن الاستمرار في الحرب والدخول في مواجهة برية في غزة سيكلفهم ثمنا باهظا خاصة أن إسرائيل مقبلة على انتخابات خلال الشهر القادم فلجؤوا إلى وقف إطلاق النار من جانب واحد. وأكد أن موقف فصائل المقاومة هو وقف العدوان وليس وقف إطلاق النار والانسحاب الفوري من المناطق التي دخلتها القوات الإسرائيلية ورفع الحصار وفتح المعابر. وقال إن وفدا من حركة (حماس) ذهب إلى القاهرة لإبلاغ المصريين وجهة نظر فصائل المقاومة، وهى أن على الإسرائيليين الانسحاب خلال أربعة إلى خمسة أيام، وإلا فلن تتوقف عمليات المقاومة ضد هذه القوات. وحول شروط التهدئة الجديدة شدد جبريل على أن أي تهدئة مع إسرائيل يجب أن تشمل قطاع غزة والضفة الغربية، وقال إن استمرار الاستيطان وتجريف الأراضي والاغتيالات والاعتقالات اليومية وجدار العزل العنصري في الضفة هو عدوان ويجب أن يتوقف. وكشف الأمين العام للجبهة الشعبية أن المشروع الذي كان مطروحا في القاهرة ورفضته فصائل المقاومة هو التهدئة مع إسرائيل لمدة تصل إلى 12 عاما أو أكثر، مؤكدا رفضه لأي تهدئة طويلة الأمد مع الاحتلال، وقال إن المطلوب في الوقت الراهن وقف العدوان والانسحاب الإسرائيلي وكسر الحصار وفتح المعابر ليتم بعد ذلك التفاوض حول التهدئة بوساطة مصرية وبشروط جديدة لضمان عدم إغلاق المعابر مرة أخرى تعقبها مرحلة الحوار الفلسطيني الفلسطيني، وفي هذا الإطار أكد السيد جبريل موقفه الرافض لأي حوار فلسطيني- فلسطيني دون الاتفاق على جدول أعمال على رأس بنوده إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية لتكون مرجعية لكل الفلسطينيين إلى جانب الاعتراف بالبرنامج السياسي لفصائل المقاومة واعتبار المقاومة حقا مشروعا للشعب الفلسطيني، مشددا على أن هذا هو مطلب معظم الفصائل الفلسطينية وعدد من كوادر حركة فتح ذاتها، كما طالب بحوار فلسطيني- فلسطيني تحت مظلة جامعة الدول العربية تشارك فيه دول تقف على مسافة واحدة من جميع الفصائل الفلسطينية باعتبار أن الحوار لا يخص غزة وحدها بل يشمل الضفة وغزة والقضية الفلسطينية برمتها. ورأى جبريل أنه في حال تم رفض الحوار بشأن منظمة التحرير فإن البديل هو الاحتكام إلى الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ليختار قيادته لهذه المرحلة الحساسة ومن خلال الانتخابات. وحول قمة الكويت توقع السيد أحمد جبريل أن تركز القمة على إعادة إعمار غزة والحوار الفلسطيني- الفلسطيني وتأكيد دور مصر في هذا المجال. وشدد على ضرورة أن تذهب أي مساعدات أو أموال إلى قطاع غزة مباشرة، ودعا الجمعيات والمؤسسات والمنظمات الأهلية والشعبية والرسمية بالذهاب إلى غزة وتحديد احتياجاتها والإشراف على عمليات الإغاثة والبناء وإعادة الإعمار. ورأى في قمة شرم الشيخ وإعلان إسرائيل لوقف إطلاق النار من طرف واحد «محاولة لإجهاض الأفكار التي خرجت بها قمة غزة بالدوحة والتي سيتم طرحها على قمة الكويت»، وفيما يتعلق بمبادرة السلام العربية أكد أنها لم تعد تصلح بشكلها السابق، كما تساءل عن جدوى المبادرة بعد أن رفضتها إسرائيل. وحول الاتفاق الأمني الأميركي الإسرائيلي الذي تم مؤخرا اعتبر أحمد جبريل الاتفاق نوعا من «البرستيج» للإسرائيليين لتغطية فشلهم في الحرب على غزة بالإضافة إلى أهداف أخرى تتعلق بالانتخابات الإسرائيلية، مؤكدا أن الفصائل الفلسطينية وكذلك مصر يرفضان أي قوات دولية في محور فيلادلفيا، وتساءل «لماذا لم تتم المطالبة بقوات دولية للضفة الغربية لحمايتها من الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة وأعمال التجريف والهدم والاستيطان وتهويد القدس والحفريات تحت المسجد الأقصى؟ ولماذا لم تتم المطالبة بقوات دولية منذ سنوات عندما اجتاحت إسرائيل جنين وارتكبت مجزرتها هناك؟ (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 19 جانفي 2009)

كاتبة إسرائيلية: الخطر العربي أسطورة اخترعتها إسرائيل لأسباب داخلية
 
القاهرة (رويترز) – بعد توقف القصف الإسرائيلي لغزة تأتي مُذكرات موشي شاريت رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق لتكشف أن قادة اسرائيل عام 1955 ثبت لهم أن “احتلال غزة لن يحل أي مشكلة أمنية” وأن الدولة العبرية قامت على مبدأ القوة التي تضمن لها درجة من التوتر من خلال افتعال حرب مع أي طرف عربي. وتقول الكاتبة الاسرائيلية ليفيا روكاش في دراستها لمذكرات شاريت الذي كان أول وزير خارجية اسرائيلي ان “الخطر العربي أسطورة اخترعتها اسرائيل لأسباب داخلية.. ولم تستطع النظم العربية إنكارها تماما رغم أنها كانت على الدوام في خوف من استعدادات اسرائيل لحرب جديدة” مضيفة أن احتلال غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية كان على ” أجندة” القادة في اسرائيل التي تستمد قدرتها على البقاء من “خلق الأخطار” و”اختراع” الحروب على حد قول شاريت. وتعرضت غزة منذ يوم 27 ديسمبر كانون الاول 2008 لغارات جوية اسرائيلية وفي الأسبوع التالي بدأت اسرائيل هجوما بريا واستمر القصف المدمر 22 يوما وأودى بحياة نحو 1300 فلسطيني على بينهم 410 على الأقل من الاطفال وأصيب نحو 5300 شخص بينهم 1631 طفلا. وأعلنت اسرائيل أن عشرة من جنودها اضافة الى ثلاثة مدنيين قتلوا بنيران صواريخ حركة المقاومة الاسلامية (حماس). وتقول روكاش في كتابها (ارهاب اسرائيل المُقدس.. من مذكرات موشي شاريت) ان أمن اسرائيل يبقى ذريعة رسمية للدولة العبرية والولايات المتحدة لانكار “حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره في وطنه… تم قبول تلك الذريعة كتفسير شرعي لانتهاك اسرائيل للقرارات الدولية التي تدعو الى عودة الشعب الفلسطيني الى وطنه” وان من تصفهم بالقتلة الاسرائيليين يمارسون “منهج طرد وابادة” ولا يترددون في التضحية بأرواح يهودية لضمان وجود درجة من الاستفزاز تبرر العمليات الانتقامية التالية. وصدر الكتاب في القاهرة عن مكتبة الشروق الدولية في 143 صفحة كبيرة القطع وترجمته الى العربية ليلى حافظ وقال المفكر الامريكي ناعوم تشومسكي في مقدمته ان بين اسرائيل والولايات المتحدة “علاقة خاصة… يمكن أن نقيسها بتدفق رأس المال والأسلحة أو بالدعم الدبلوماسي أو بالعمليات المشتركة” حيث تتحرك اسرائيل للدفاع عن المصالح الامريكية في الشرق الاوسط. وأضاف تشومسكي اليهودي المعارض لسياسة كل من أمريكا واسرائيل أن مذكرات شاريت الذي يعتبره معتدلا “تعتبر بما لا يدعو للشك مصدرا وثائقيا أساسيا” وأنها تبقى خارج التاريخ الرسمي الاسرائيلي. ولد شاريت عام 1894 في روسيا وهاجر مع عائلته الى فلسطين عام 1906 ودرس الاقتصاد في لندن وأصبح عام 1933 رئيسا للقسم السياسي في الوكالة اليهودية وبعد اعلان قيام اسرائيل على عجل عام 1948 وإسراع القوى الكبرى للاعتراف بها تولى وزارة الخارجية حتى عام 1956 حيث كان دافيد بن جوريون أول رئيس للوزراء ثم أصبح شاريت رئيسا للوزراء عامي 1954 و1955. ويومياته التي تبلغ 2400 صفحة تقع في ثمانية مجلدات وتغطي الفترة من 1953 حتى نوفمبر تشرين الثاني 1956. وتقول روكاش ان عائلة شاريت تعرضت “لضغوط هائلة” لمنع نشر يومياته حيث كان بين “الزعيمين الصهيونيين” شاريت وبن جوريون صراع أدى الى “طرد” الاول من الحكومة عام 1956 نظرا لمعارضته “أعمال التحرش المستمرة” من جانب اسرائيل بجيرانها لدفعهم الى مواجهة عسكرية كان قادة الدولة العبرية “على يقين بأنهم سينتصرون فيها… اعتبر تصفية وجوده (شاريت) المعارض مسألة ضرورية من أجل تحقيق مخطط الزعامة الاسرائيلية السياسية والعسكرية الاجرامية والمصابة بجنون العظمة.” ويقول شاريت في أكتوبر تشرين الاول 1953 ان قادة اسرائيل كان لديهم استعداد لاحتلال سيناء لكنهم أُصيبوا بخيبة أمل لان المصريين لم يسهلوا مُهمة الاحتلال “من خلال تحد مستفز” وانهم حين يرتكبون “مجزرة بشعة” يسعون لاختراع عملية مثيرة تالية لصرف انتباه العالم عن العملية الأولى. ويسجل في فبراير شباط 1954 أن بن جوريون اتهمه بعدم الجرأة لاعتراضه على دفع الموارنة في لبنان “الى اعلان قيام دولة مسيحية في لبنان… لبنان أضعف حلقة في جامعة الدول العربية… مصر هي أكثر الدول العربية إحكاما وصلابة” على حد وصف بن جوريون لشاريت في خطاب أرسله اليه. لكن شاريت الذي يوصف بالمعتدل رد على بن جوريون معتبرا اعلان دولة مسيحية في لبنان “في الظروف الحالية… ستعتبر مضاربة غير محسوبة… لصالح مميزات تكتيكية مؤقتة لاسرائيل” لكنه لم يرفض المبدأ الا لانه في تلك الظروف “مغامرة مجنونة” سوف تسبب “لنا” خسارة. وتعلق روكاش قائلة ان لاسرائيل طموحا قديما “لتقسيم لبنان وفصله عن العالم العربي.” ويقول شاريت ان اسرائيل تهدف دائما الى “تفجير حرب” ضمانا لتصعيد التوتر وان العمليات “الانتقامية” التي تقول المؤلفة انها تعني حاليا “الإرهابية” تكتسب في الجيش الاسرائيلي قيمة معنوية تصل الى ” مستوى المبدأ المقدس” وخاصة في فرقة كان يتولاها في الخمسينيات ارييل شارون رئيس الوزراء السابق. ويضيف أن فرقة شارون أصبحت أداة انتقام في يد الدولة وأنه بعد مذبحة كفر قاسم التي أودت بحياة 48 مدنيا عربيا عام 1956 بينهم أكثر من 20 طفلا وامرأة توصل المسؤولون الى نتيجة “أن الدم العربي يمكن سفكه بحرية”. ويسجل شاريت أن “الحرب مع مصر ظلت الطموح الاكبر للمؤسسة الامنية الاسرائيلية” التي كانت مستعدة لذلك في يناير كانون الثاني 1954 وأن الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر كان “يؤمن بالتعايش ويعرف أن المفاوضات سوف تبدأ يوما ما” لكن الهجوم الاسرائيلي على غزة عام 1955 أنهى أي تفاهم بين الطرفين. ويعترف شاريت في مارس اذار 1955 بأهمية أن تقبل اسرائيل حدودها 1948 “من أجل السلام.. احتلال قطاع غزة لن يحل مشكلة أمنية حيث ان اللاجئين (الفلسطينيين) سيظلون يمثلون المشكلة نفسها.” كما يسجل أن اسرائيل باختطافها طائرة مدنية سورية في ديسمبر كانون الاول 1954 قامت بقرصنة جوية “غير مسبوقة في العالم كله.. في تاريخ الممارسات الدولية… يبدو أنهم افترضوا أن دولة اسرائيل يمكنها أو يجب عليها أن تتصرف في مملكة العلاقات الدولية بناء على قوانين الغاب.” ويقول ان عودة بن جوريون لرئاسة الوزراء في نهاية 1955 تزامنت مع رغبة أمريكا التي كانت “مهتمة باسقاط نظام عبد الناصر” فأعطت اسرائيل الضوء الاخضر للقيام بغزو مصر “لقد لعبوا بالنار”. وتعلق المؤلفة على اشتراك اسرائيل في العدوان الثلاثي البريطاني- الفرنسي- الاسرائيلي على مصر عام 1956 قائلة ان مشاركة اسرائيل في “الجريمة” أثببت أنها قادرة على خدمة سياسات القوى الغربية في المنطقة وان “الصهيونية التي قامت على أساس نزع الصفة الفلسطينية عن فلسطين هي في جوهرها عنصرية وغير أخلاقية”. وتخلص الى أن يوميات شاريت “مدمرة للدعاية الصهيوينة… تفسر لماذا لم يكن ممكنا أبدا ظهور صهيونية يمكن أن نصفها بأنها معتدلة وكيف تنتهي دائما بالفشل… تشربت الدولة بمبادئ الارهاب المقدس ضد المجتمعات العربية التي تحيط بها” بحيث لم يعد ممكنا تحرير الصهيونية من الداخل. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 18 جانفي 2009)
 

تجار الحرب الجدد أصوات غنـت في الملاهي الإسرائيلية واليوم تتاجر بالقضية الفلسطينية
 
وصلتني عدة مكالمات هاتفية من بعض الشعراء والملحنين والمغنيين يخبرني فيها أصحابها بنيتهم نظم قصيدة أو تلحين وأداء أغنية عن غزة.. وكانت غايتهم أن أنشر أخبارهم وصورهم في الجريدة. سألت أحدهم وهو أكثرهم حماسا وينوي إنجاز أوبريت بها 20 فردا (بين مزاودية وجماعة ستار أكاديمي وطريق النجوم..) سألته هل ننتظر تحرير غزة بعد إنجاز عملك هذا؟  
وما هي فائدة هذه الأعمال هل غايتها لفت الرأي العام الدولي وأصحاب القرار الأممي.. فالقرارات قد أخذت من طرف أكبر المؤسسات العالمية كمجلس الأمن والأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي ولم تنفذ ولم يتغير شيء.. فهل يمكن أن تغير الكلمات المغناة شيئا؟ الأكيد أن رأيي لم يعجب صاحبنا والأكيد أنني قد خيبت ظنه الاشهاري.. هذا الأمر لم يحظى بالأكيد هؤلاء التي قيلت لوجدناها  أكثر من عدد القنابل  والرصاصات التي أصابت الاطفال والشيوخ والنساء في غزة.. ولأننا أمة كلام ..كانت هذه الأشعار والاغاني يؤلفها أصحابها وهم يشاهدون الحرب مباشرة على «الجزيرة مباشر» كما يشاهدون مقابلة كرة قدم.. يشاهدون الموت والدمار على مقعد وثير وفي بيت فاخر  في حانة أمام خمر معتق أو في مقهى وهم يدخنون النارجيلة (الشيشة) وسؤالهم  كالسؤال الرياضي  بالضبط هل سجلت غزة أم إسرائيل؟ قد يكون الأمر عاديا ومقبولا لو كانت هذه الاشعار والاغاني التي ألفت وغنت عن غزة تتضمن الحد الأدنى الابداعي وأنجزت بإحساس ولحن خالد بعيدا عن مجرد تسجيل الحضور والاستثمار التجاري والإشهاري.. لكنها للأسف  أشعار وأغان قيلت على عجل لا يحس بها القارئ ولا يستسيغها  المستمع.. إنها أغان وكلمات بمقابل مادي مع شركات تستثمر في الأغنية ولا يهم الربح حتى إذا لزم الأمر أن نرفع شعار «مصائب قوم عند قوم فوائد».. لو كانت هذه الأصوات مدافع ولو كانت تلك الكلمات رصاصا على كثرتها لتحررت فلسطين بالكامل منذ عقود. والذي يزيد الأمر غرابة هو بروز هؤلاء  «الملتزمين الجدد» مقابل غياب الذين يعرفون ولا يقدمون إلا الاغنية الملتزمة في كل الاحوال والمناسبات.. برز هؤلاء في وقت قريب غنوا بملاه ليلية وعلب إسرائيلية وهم اليوم بقناع آخر يغنون لغزة.. إلى درجة أن أحدهم وهو مغن تونسي مشهور وصل به الأمر الى الإدعاء أنه ألغى حفلا كان من المفروض أن يقدمه لجمعية رياضية والحال أن موعد هذا الحفل  كان قبل أسبوعين من بداية الحرب وكان إلغاؤهم بناء على عدم بيع التذاكر المخصصة لهذا الحفل. لقد سكت مارسيل خليفة وفيروز وماجدة الرومي وريم تلحمي والابنودي وأحمد فؤاد نجم وكل شعراء وفرق الحرية لتعلو أصوات جديدة عرفت بتقلبها وتلونها كالحرباء.. سكت الصادقون لأن الصور التي يشاهدونها  أقوى من أي كلام.. ورفع صوته من هو متهم بافساد الذوق العام  والنزول بالاغنية الى مرتبة وضيعة.. رفع صوت من هو معروف بقناص الفرص كالنملة في الصيف والصرصار في الشتاء.. ليجعل من الأغنية القضية أداة دعاية وشهرة ومال. لكن أغانيهم عادة ما يكون ميلادها  سريريا وفي غرفة إنعاش لأنه يغيب عنهم أن الفن الملتزم هو رسالة وليس مجرد تقمص لدور.. إنه مدرسة فنية قائمة الذات والمعالم وهي متواصلة وليست مناسباتية أو تصنعها أزمات وحروب ولا يصنعها  كذلك إعلام موجه.. ولئن استطاع هؤلاء في مناسبات سابقة أن يلبسوا البدلة الأنيقة و«الجبّة الخمري»  ..فإنه يصعب ويستحيل عليهم ارتداء الزي العسكري حتى لا يحاكموا بتهمة الحط من معنويات الجيش.. والأكيد أنهم يعرفون جيدا من هم جيوش الأغنية الملتزمة.. فليتركوا إذا المهمة للوكيل النزيه. وحيد عبد الله (المصدر: صحيفة “الصباح الأسبوعي” (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 19 جانفي 2009)

رسالة تعزية إلى بوش
 
خونا فيصل كتب توديع لجورج بوش اللي اليوم بالمناسبة آخر نهار يعدديه في البيت الأبيض. “أما بعد: فإني المواطن العربي الأبي المسامح الكريم أتقدم إليكم وإلى ذويكم وكافة أفراد عائلتكم الموسعة ومن ابنتكم شيلسي إلى حرمكم المصون لورا وإلى نائبكم ووزرائكم وخصوصا الآنسة الفاضلة كونداليزا رايس بأحر التعازي وأصدق عبارات الحزن العميق النّابع من صميم قلوبنا في وفاة المغفور لها مقدما قطتكم المصونة «هيرلي» وإنني نيابة عن نفسي ونيابة عن العالم العربي وخصوصا أهالي غزة لا يسعني إلا أن أقف ساعة صمت وليس دقيقة ترحّما على روحها الطاهرة ونؤكد لكم بأن قلوبنا معكم في هذا المصاب الجلل الذي حل بكم وبالأمة الأمريكية جمعاء قبل أيام من مغادرتكم البيت الأبيض. إنّ العين لتدمع والقلب ليخشع أمام هذه الرزّية التي أثرت فيكم أيما تأثير والأكيد أنكم كنتم تكنّون لهذه القطة الرؤوم كل الحب والعطف والحنان أكثر مما كان والد محمد الدرة يكنّه لابنه ولا شك أنكم كنتم تحضنونها أكثر مما تحضن أمهات غزّة أشلاء أطفالهن تحت ركام القصف الصهيوني إنني أؤكد لكم أنني وجدت فيكم إنسانا رقيق العواطف تدمع عيناه حزنا لوفاة هرّته شجاعا لا تطرف له عين أمام أشلاء أطفال غزّة وإني أقدّر فيكم هذه الرقة وهذه الشجاعة التي لا مثيل لها. وإني نيابة عني ونيابة عن الشعوب العربية والإسلامية والجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي والاتحاد الإفريقي والآسيوي ودول عدم الانحياز ومنظّمة الأمم المتحدة نعلن تعاطفنا معكم ومع جميع هرر العالم وخصوصا الحرّ منهم ونعلن أننا اتخذنا موقفا موحّدا بإرسال وفود إلى واشنطن لتقديم واجب العزاء في مصابكم الجلل وحضور حفل تأبين المغفورة «هيرلي» بما يليق بمقامها الرئاسي العظيم كما قرّرنا أن نقف ساعة صمت ترحّما على روحها الطاهرة وأن نشعل الشموع في كل مزبلة لذكراها وأن نقيم لها تمثالا في كل مدينة عربية حتى لا ننساها وأن نمشي في جنازتها في حديقة البيت الأبيض لا في قبور جماعية كما يحدث مع أطفال غزّة. نرجو من الله أن يلهمكم الصبر والسلوان وأن يرزقكم بما هو أحسن من المرحومة هيرلي حتى تكون خير خلف لخير سلف واعترافا منّا لقيمتها ومعزّتها لديكم قرّرنا بالإجماع إرسال طائرات محمّلة بالأغذية والأدوية والألعاب للقطة الجديدة كعربون صداقة وتعاون منا وسنقيم للراحلة حفل الأربعين من غزّة إلى جنين إلى جباليا إلى الفاخورة إلى بغداد إلى أفغانستان مع أخذ الاحتياط بأن جميع من سيكون حاضرا سيكون حافي القدمين بلا صبّاط. رحم الله «هيرلي» وجميع القطط ولأهل أهل غزّة القصف والقتل… ولا من شاف ولا من سمع…” من مواطن عربي، نيابة عن الأمة العربية (المصدر: صحيفة “الصباح الأسبوعي” (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 19 جانفي 2009)

 

أيهما كان أفضل : السكوت أم الكلام ؟

مرسل الكسيبي*- الوسط التونسية : بالعودة الى تفاصيل نشرتها سابقا بخصوص زيارة ثالثة لي لتراب الجمهورية التونسية مطلع شهر جانفي فانني ألفت نظر القارئ الى أنه لم يكن لي لأنشر مانشرت لولا ضيقي ذرعا بممارسات واجهتني كما واجهت بعض العائدين في الفترة الأخيرة… سكت كل العائدين تقريبا بخصوص مراجعة مرتبة للأحكام انتهت الى الحكم على العائدين من المعارضين بحكم موحد مقداره سنتين سجنا مع تأجيل التنفيذ يضاف اليها أحكام أخرى مازال بعضها مفتوحا الى يوم الناس هذا … تسوية ظالمة اضطرت البعض الى السكوت على المظلمة في مقابل ضمان زيارة موسمية للأهل والأقارب … كان يسعني قطعا أن أتقبل المظلمة وأوهم نفسي والمئات من المنتظرين للحظة العودة بأن الأمور تمت على أحسن وجه وفق ماوعد به من قبل الجهات الرسمية أو الجهات التونسية العاملة بالحقل الديبلوماسي … هناك رباط أخلاقي وعهد شرف سياسي يربطني بأبناء تونس المحرومين من وطنهم تونس منذ مايقارب العقدين برغم تأكيدي على حق الاختلاف مع هؤلاء الاخوان في الاجتهاد السياسي أو في معالجة القضايا من زاوية اصلاحية أكثر هدوءا … عاد البعض من المعارضين الى الوطن قبيل أشهر قليلة قادما من بلد ينتمي الى الاتحاد الأوربي ليشد وثاقه الى سرير معتقلا طيلة أيام عيد الفطر ولم يكن ليفرج عنه الا بعد مضي أيام العيد …! منع الأخير من رؤية أهله وذويه طيلة فترة الاعتقال …ورغم ذلك سكت المعارضون وسكتت القوى الحقوقية عن ذكر ماواجه الرجل من تنغيص أيام واحد من أقدس أعيادنا الاسلامية … ظللت أتابع أخبار العائدين على مدار الأسابيع الأخيرة واقتنعت بأن الجميع سكت مخافة تنفيذ الحكم الصادر بحقهم تحت صيغة تأجيل التنفيذ أو مخافة عدم التجديد لجواز سفرهم التونسي المحدود الصلاحية … كنت الوحيد الذي تجرأ على كشف تفاصيل المعالجة العرجاء لهذا الملف وقد حبذت السكوت الى حين التأكد من تفاصيل هذه التسوية الجائرة حين واجهت نفس هذه الشروط في زيارتي الثالثة للوطن قبل أسبوع … أصدق القراء والرأي العام القول بأنني كنت سأسكت لو أنه وقع تبرئة العائدين وغلق الملف نهائيا الى غير رجعة وبأنني كنت سأدفع نحو تبني خيار اصلاحي هادئ بعيدا عن النهج التقليدي الذي تعتمده جل المعارضات العربية وقد فكرت مليا بتطبيع العلاقة مع السلطة وتطويرها الى صيغة شراكة ايجابية من أجل الصالح الوطني العام … مارصدته أثناء زياراتي الثلاث من تشديد للأحكام على معتقلي انتفاضة الحوض المنجمي الاجتماعية ثم اعادة القاء القبض على الأستاذ الجامعي الدكتور الصادق شورو بعد أن قضى 17 سنة في غياهب السجون يضاف الى ذلك قمع كثير من المتظاهرين سلميا في أحداث غزة الأخيرة مع تواصل مناخ التضييق على المجتمع المدني بمختلف توجهاته الفكرية والسياسية …كل ذلك جعلني أفكر مليا في مواصلة ملف تسوية قضائية أرادت اخماد صوت اعلامي وسياسي عبر عن طموح تونسي جامح في توسيع دائرة الحريات الضيقة … كان بامكان السلطة حقا أن تكسبني كطرف صديق لو أن التعامل مع هذه الملفات كان بشكل مغاير ومن ثمة كنت سأواصل مشوار التشجيع على العودة الهادئة الى التراب الوطني مثلما سبق وأن فعلت في مناسبات عدة …غير أنني لم أكن لأعزل نفسي عن تطلعات شعبي المشروعة في حياة سياسية أفضل أو لأتصادم مع اخوان وأصدقاء اكتووا بنار الاغتراب عن الوطن والأهل منذ حوالي العقدين … اختلفت سياسيا بشجاعة مع حزب ناضلت داخل هياكله أكثر من عقدين وتحملت من أجل ذلك التجريح والتعديل حين غادرته سنة 2005 غير أنني لن أسمح لنفسي بأن أكون مناوئا لتطلعات الوطنيين في الحرية والعدل والاصلاح السياسي المشروع … قيم ناضلت من أجلها منذ أن كنت تلميذا بالأقسام الثانوية النهائية وقد انتصرت لها على الدوام حتى عندما ظن البعض أنه برجوعي الى الوطن قبل شهرين سأخرج من التاريخ…! كنت دائما في قلب التاريخ وسأبقى بمشيئة الله واجتهدت من أجل نقل أقوالي الى عالم الفعل حين دعوت الى التصالح بين المجتمع والمؤسسة الحاكمة وقد بادرت شخصيا الى النزول الى الوطن من أجل تحقيق ذلك في ظرف كنت أعلم فيه أن حوالي 18 سنة سجنا على الأقل تتهددني – استنادا الى ماأصدر ضدي من أحكام سياسية جائرة – … اختارت السلطات أن تكافئني على صدقي مسعاي بسنتين سجنا مع تأجيل التنفيذ مع تهديدي بقضية ثانية تركت على ذمة القضاء … أتسائل حينئذ من خسر في النهاية السلطة أم رجل اعلام ومناضل سياسي قاد الدعوة الى خيار التصالح وتحمل من أجله الكثير وانتهى به المطاف الى اثبات حقيقة أزمة العدل والحرية !؟ للقارئ وحده أن يجيب … *رئيس تحرير صحيفة الوسط التونسية (المصدر: صحيفة ” الوسط التونسية  ” (ألمانيا) بتاريخ 19 جانفي 2009)

 

فقدان 26 مهاجرا غير شرعي اثر غرق قاربهم قبالة السواحل التونسية
 
تونس (ا ف ب) – اعلنت السلطات التونسية لوكالة فرانس برس انقاذ 9 مهاجرين غير شرعيين الاثنين واعتبار 26 آخرين في عداد المفقودين اثر غرق مركب كان يقلهم خلسة الى ايطاليا. واوضحت السلطات ان القارب غرق ليل الاحد الاثنين وعلى متنه 35 مهاجرا غير شرعي جميعهم تونسيون. ومن بين الناجين خمسة تمكنوا من السباحة حتى الشاطئ واربعة تم انقاذهم في البحر على بعد بضعة كيلومترات عن شاطئ مرسة في الضاحية الشمالية لتونس العاصمة. (المصدر: وكالة أ ف ب الفرنسية بتاريخ 19 جانفي 2009)

الناقلة منخفضة الكلفة «إيزي جات» لن تقدم الى تونس
 
على عكس ما أوردته مواقع إلكترونية من أن الناقلة البريطانية منخفضة الكلفة «إيزي جات» Easy Jet ستبدأ في تيسير رحلات إلى تونس من باريس بعد أن حصلت على موافقة المجلس الوطني للطيران المدني التونسي.. فإن هذا الخبر لا أساس له من الصحة أولا لأن المجلس لا يقدم التراخيص بل مصالح الطيران المدني وحدها المؤهلة لذلك.. ثانيا لأن الترخيص يخضع لاتفاقيات ثنائية بين البلدين وحتى إن حصلت على ترخيص فإن الناقلة بحكم كونها بريطانية لا يمكنها تسيير رحلات الى تونس الا من بريطانيا.. ثم والأهم من كل ذلك أن هذه الناقلة وحسب مصادر رسمية لم تتقدم لمصالح الطيران المدني والى حدّ كتابة هذه الاسطر بأي طلب. قرطاج للطيران في ليبيا بعد أن قطع التقارب بين الناقلتين التونسيتين قرطاج للطيران (كارتغو) والطيران الجديد (نوفال آر) أشواطا هامة تم بمقتضاها التوحيد بين الناقلتين تقرر أن تتولى قرطاج للطيران التخصص في النقل المنتظم في حين تتولى «الطيران الجديد» أمر النقل غير المنتظم (شارتر)… يذكر في نفس الإطار أن قرطاج للطيران حصلت مؤخرا على الترخيص لتسيير رحلات منتظمة الى ليبيا في حين تتولى تسيير رحلات منتظمة لكل من باريس ـ انطلاقا من جربة وطبرقة ـ والى أوسلو انطلاقا من تونس ـ والى سان بيترزبورغ ـ انطلاقا من المنستير ـ والى موسكو ـ انطلاقا من تونس والمنستير. حول المشغل الشمولي للاتصالات تسرّب خطأ مطبعي حول عدد من سحب كراسات شروط اسناد مشغل ثالث شمولي من 13 الى 23 فالصحيح هو 13 ما بين مكاتب دراسات ومشغلين أوروبيين وخليجيين سحبوا كراسات الشروط.. وسحب كراسات الشروط لا يعني البتة تقديم عروض.. هذا العدد كان السيد الحاج قلاعي وزير تكنولوجيات الاتصال أعلن عنه خلال الندوة الصحفية. (المصدر: صحيفة “الصباح الأسبوعي” (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 19 جانفي 2009)

وزير الصناعة التونسية:الصناعة في تونس تستفيد من الأزمة المالية العالمية

 
تونس- الراية- إشراف بن مراد: عقد السيد عفيف شلبي وزير الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغري والمتوسطة ندوة صحفية حول موضوع مؤشرات القطاع الصناعي لسنة 2008 وآفاقه مستعرضا الإجراءات الرئاسية لدعم النشاط الاقتصادي. وفي هذا الصدد، أشار الوزير إلي أنّ القطاع الصناعي توفق خلال سنة 2008 إلي تحقيق نتائج متميزة بالرغم من احتداد المنافسة العالمية إذ بلغت الصادرات المعملية 18700 م.د في سنة 2008 مسجلة نموا بنسبة 20%. وبذلك تجاوزت الصادرات المعملية في 2008 الهدف المرسوم لسنة 2010 علي مستوي أهداف المخطط والذي هو 18000 مليون دينار وقد توزعت الصادرات الصناعية خاصة في الميكانيك والكهرباء وقطاع النسيج والملابس. وبخصوص انعكاسات الأزمة المالية والإجراءات لفائدة المؤسسات أشار الوزير إلي أن الفترة الأخيرة تميزت بظهور بوادر صعوبات جراء الازمة وقد تم تسجيل تراجع ب1.5% في الصادرات المعملية خلال الشهرين الأخيرين من سنة 2008 مقارنة ب2007. وفي هذا الإطار، تم العمل علي إرساء ضغوطات ظرفية هامة منذ نوفمبر 2008 للتأثير علي الصادرات وستكون 2009 سنة صعبة علي مؤسساتنا.كما ستتيح الأزمة العالمية فرص جديدة وآفاق هيكلية واعدة للصناعة التونسية.وباعتبار هذه الازدواجية في تشخيص الوضع الصناعي جاءت الإجراءات الرئاسية الأخيرة لتدل علي سرعة تأقلم منظومة الاحاطة مع حاجيات المؤسسة. ومن بين المشاريع التي تم احداثها والتي انطلقت في الإنجاز رغم الأزمة نذكر مصنع مكونات السيارت بباجة الذي وفر حوالي ألف موطن شغل ومشروع يازاكي بقفصة الذي من المتوقع أن يحدث 3000 موطن شغل وأيضا مشروع مكونات الطائرات في تونس الذي من المتوقع ان يوفر200 موطن شغل. وعن آفاق الصناعة التونسية في غضون 2009، سيتم القيام ببرنامج ترويجي عالمي للصناعة والخدمات ذات القيمة المضافة العالية المتصلة بها بمساندة مكتب خبرات دولي انطلاقا من سنة 2009. أما بخصوص قطاع الطاقة، أكد الوزير تقلص في الكثافة الطاقية ب34 كلغ /1000 دينار من الناتج الاجمالي.ويمثل الاقتصاد السنوي للطاقة في القطاع الصناعي 268000ط.م.د أي قرابة 9/ من الاستهلاك. وأشار الوزير إلي أن سنة 2008 شهدت تنقيح قانون التحكم في الطاقة قصد السماح للمؤسسات والأفراد لإنتاج الكهرباء للاستهلاك الذاتي وبيع الفوائض إلي الشركة التونسية للكهرباء والغاز. وقد شدد الوزير علي أهمية التحلي باليقظة والمسؤولية للمحافظة علي مواطن الشغل وعلي المؤسسة. (المصدر: صحيفة “الراية” (يومية – قطر) الصادرة يوم 18 جانفي 2009)

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين الرسالة رقم 537 على موقع تونس نيوزتونس في : 19/01/2009 بقلم محمد العروسي الهاني مناضل – كاتب في الشأن الوطني و العربي و الاسلامي الحلقة السادسة

شكرا جزيلا لأمير قطر وحكومتا تركيا وإيران وجهود ودور الرئيس شافيز التاريخي

 

إن معركة الكرامة والشهامة والروح الإسلامية الصافية سجلت للتاريخ انتصارا باهرا على العدو الإسرائيلي الغاشم رغم قوته الجوية والبحرية والبرية وعتاده وجيوشه ومدافعه وأنصاره من الغرب وخاصة أمريكيا كل هذه القوة الرهيبة التي دكت أرض غزة بملايين القنابل المحرقة وقتلت أكثر من 1300 شهيد منهم حوالي 410 طفلا وأكثر من 104 نساء وحوالي 790 من المواطنين المدنيين العزل رغم هذه الخسارة الكبيرة نسبيا فإن الهزيمة كبيرة والعار أكبر وأعظم وأعمق حيث أن المعركة التي دامت ثلاثة أسابيع من 27/12/2008 إلى اليوم 17/01/2009 حوالي 22 يوم يوما بيوم لم تستطيع إسرائيل بقوتها وطائرتها ودبابتها وعتادها أن تفعل شيء ولم تفلح ولم تسجل تقدما ملحوظا بفضل الله تعالى ونصرته لعباده المجاهدين والصامدين المرابطين المؤمنين وقد كانوا بحق أسود المعركة وأسياد القوم وخيار المقاومين وشجعان القرن الواحد والعشرين وقد دوخوا العدو الإسرائيلي الظالم وأنصاره وأتباعه والمتفرجين والمتخاذلين والمتواطئين مع العدو والصهيوني ؟؟؟ الذين كان في اعتقادهم أن المقاومة لا تستطيع الدفاع أكثر من 3 أيام كما كان اعتقادهم عام 2006 بأن المقاومة التي خاضت معارك ضارية مع العدو الإسرائيلي بلبنان وما قام به حزب الله ورجال المقاومة الإسلامية الباسلة كان في اعتقاد البعض بأنها قامت بحماقة ودون حسابات وبمغامرة ؟؟؟ بعد 33 يوما راجعت بعض الدول حسباتها وندمت على تسرعها وحكمها وقالت بعد انتصار المقاومة الإسلامية هذه معجزة وفعلا أنها معجزة من الله تعالى وقد صرح الشيخ سماحة حسن نصر الله بأن النصر من الله واليوم عندما أشهرت إسرائيل الحرب على غزة بعض الدول كان موقفهم ضعيف ولم يحركوا ساكنا وصمتوا طيلة 20 يوما وبعد أن صمدت المقاومة ونجحت وانتصرت وقاومت العدو بحماس وروح إسلامية عالية وبصبر وصمود وعقيدة قتالية عالية بعون من الله ونصر منه. راجعت بعض الدول حساباتها وتغيرت اللهجة ونبرات الخطاب وسبحان الله مبدل الأحوال بعد قتالا وصمودا وصبرا جميلا 3 أسابيع جاء خطاب حاكم مصر بلهجة جديدة ورؤية جديدة ومبادرة جديدة بعد أن حاول أكثر من مرة إجحاض قمة غزة الدوحة التي بادر أمير قطر بالدعوة إليها منذ يوم 28/12/2008 وحدد موعدها ليوم الجمعة 02/01/2009 وحاول حاكم مصر اجحاضها وعدم التحمس إليها مع بعض الدول. وعندما أصر أمير قطر الرجل الشهم صاحب المبادرة بعقد القمة والمحافظة على ماء وجه الأمة العربية ، راح حاكم مصر من جديد بمحاولة عدم نجاحها ومقاطعتها ظنا منه بأن في غيابه وعدم حضوره وهو رئيس دولة كبرى ستفشل جهود أمير قطر ولكن عزيمة الرجل وشهامته وأخلاقه وثوابته كانت أقوى وأسمى وأعظم وبحول الله وتوفيقه وعونه ثم عقد القمة يوم الجمعة 16/01/2009 بحضور 12 دولة على مستوى الرؤساء والأمراء وممثلي الحكومات وقد حضرها إلى جانب ممثلي 12 دولة عربية السادة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية ورئيس جمهورية السينغال وممثل عن المؤتمر الإسلامي وممثل على دولة فنزويلا من أمريكيا اللاتينية وممثلين عن فصائل المقاومة الفلسطينية حركة حماس ممثله في شخص رئيس الحركة الزعيم خالد مشعل والجهاد الإسلامي بقيادة المناضل عبد الله رمضان شلح وممثل على الحركة الشعبية وهم أصحاب القرار وأصحاب القضية وهم رجال المقاومة الصامدون وقد كانت قمة غزة الدوحة قمة ناجحة بفضل تصميم أمير قطر حمد بن خليفة رجل الدولة الحازم والمؤمن والغيور وبفضل الدعم الملحوض من قبل الرئيس أحمد محمود نجاد رئيس جمهورية إيران والشعلة التي أعطاها الرئيس شافيز رئيس دولة فنزويلا الذي أطرد السفير الإسرائيلي قبل انعقاد القمة بأسبوعين وقطع العلاقات الدبملوماسية مع إسرائيل وكانت الضربة القاضية من رئيس دولة صديقة. وكذلك الدعم المعنوي والأدبي من حكومة تركيا ومواقفها الشجاعة ودورها الفاعل والحاسم والواضح والصريح… ومواقف الرئيس بشار الأسد رئيس جمهورية سوريا الشجاع ولن ننسى موقف الرئيس عمر البشير رئيس جمهورية السودان ودور الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية الجزائرية ولن ننسى موقف الرئيس الموريتاني الذي أعلن بشجاعة تجميد العلاقات مع العدو الصهيوني كما قرر أمير دولة قطر عن تمجيد العلاقات وغلق المكتب التجاري وطرد أعضاء السفارة في بحر أسبوع هذا القرار الحكيم كان له أطيب الأثر وأعمقها في النفوس وأن بقية القرارات كانت في مستوى التحديات بشجاعة لا فقط لإسرائيل بل لأنصارها وحلفائها وخاصة حليفتها أمريكيا. فشكرا جزيلا لمواقف أمير قطر حمد بن خليفة ورئيس الحكومة وزير الخارجية الرجل الشهم الشجاع وأن الندوة الصحفية التي عقدها إثر انتهاء القمة كانت صريحة وواضحة خاصة ما صرح به بوضوح حول غياب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وما دار بينهما من حوار حول حضور القمة وقد كشف السيد رئيس حكومة قطر ووزير الخارجية بصراحة ما قاله محمود عباس الذي ابدا عدم التحمس لحضور القمة نظرا للضغوط التي سلطت عليه ؟؟؟ وأكد رئيس السلطة الفلسطينية انه لو يحضر قمة غزة الدوحة سوف يذبح من الوريد إلى الوريد ؟؟؟ لا شك أن صراحة السيد رئيس حكومة قطر ووزير خارجيتها كانت على غاية من الدقة والوضوح وما أحوجنا في دولنا العربية لمثل هذه الصراحة والشفافية العالية التي هي الدواء للأمراض المزمنة ؟؟؟ وأعود لأقول أن صاحب الفرح والزفاف والعرس هو الذي يحرص على الحضور واستقبال الضيوف هذا في الإفراج ؟؟؟ أما في الأطراح والأحزان فإن الحضور يصبح أكثر حرصا شخصيا لأنه صاحب العزاء وحضوره ضروري وملح وأن حضور الأفراح والمسرات يمكن الإعداد لها جيدا ؟؟؟ أما الأطراح والفواجع والشدائد لا تحتاج إلى الإعداد الجيد. والمثل يقول إنما تعرف الأخوان عند الشدة. ومسك الختام لا يفوتني أن أتقدم بجزيل الشكر لوسائل الإعلام المرئية التي لعبت دور هام في إبراز الحقائق وكشف جرائم العدو الصهيوني ونواياه وبطشه وظلمه وما اقترفه من جرائم لا مثيل لها في العالم. وأخص بالذكر قناة الجزيرة الرائدة في قطر وقناة المنار لسان حزب الله في لبنان وقناة المستقلة وعلى رأسها الدكتور محمد الهاشمي الحامدي ، وكذلك صحيفة القدس بإشراف المناضل عبد الباري عطوان مدير الصحيفة رجل الوفاء وموقع نيوز وأسرة تحرير الموقع وإلى كل الإعلاميين العرب الذين وقفوا بشجاعة وصدق وإخلاص وقاموا بواجبهم الإعلامي النزيه بدون خوف ولا ريب وهو كثيرون برهنوا على جرأتهم وشجاعتهم وإيمانهم بقضية فلسطين وكشفوا نوايا العدو وفضحوا أعماله وأفعاله وعدو أنه على الشعب الفلسطيني ومنهم من قال كلمته بوضوح ضد المتخاذلين وأصحاب المطامع أو الانبطاح والتواطئ والصمت الرهيب والحسابات الخفية والخوف من أمريكيا والمحافظة على الكرسي وكان في اعتقادهم أن اسرائيل لم تهزم ولم تخسر الحرب وأن تصريح وزيرة خارجية الكيان الصهيوني بأن حركة حماس كفى كفى كفى أي أن الحرب الظالمة سوف يقضي على حركة حماس ولكن كان حساب غالط وهي كما يقولون منامة عتارس وبعد هذا التصريح قبل الحرب بيومين قالت الوزيرة يوم 17/01/2009 بأن وقف إطلاق النار من طرف إسرائيل هو في مصلحة الكيان الصهيوني أي أنها غيرت من لهجتها وعدلت عقارب ساعتها ؟؟؟ وفهمت أن حركة حماس هي قوة وعقيدة وثوابت وقيم وروح قتالية عالية وإيمانا بقضية وتعلقا بوطن ووفاءا لمبادئ وإخلاصا لشعب وتمسكا بالدين ودفاعا عن أرض وحبا للشهادة ودعما لطموح أمة ونبلا لرسالة سامية وتقديرا لعهد ونضالا للقضاء على الفساد ورسوخا لسنة الجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمة الحق ودحض العدو من الأرض الطاهرة أرض القدس المبارك والمسجد الأقصى مسرى سيد الخلق محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن هاشم صلى الله عليه وسلم ومهد سيدنا عيسى عليه السلام،  وأرض القدس الطاهرة ومقاومة هذا هدفها الأسمى وغايتها تحرير بيت المقدس من الاحتلال الصهيوني سيكون ان شاء الله حليفها آجلا ام عاجلا النصر وأن النصر آت عما قريب وأن ساعة الانفراج قريبة بإذن الله والنصر للمقاومة الإسلامية التي تقاتل بعون قوي وإسرار خفية من رب العزة ان ينصركم الله فلا غالب لكم صدق الله العظيم. وأن وعد حق ومن كان الله معه فلا يخاف ولا يهضم ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم صدق الله العظيم وقد صرح الزعيم إسماعيل هنية رئيس الحكومة المنتخب شرعيا وديمقراطيا يوم قال 18/01/2009 يوم عيد ثورة تونس المباركة قال إن النصر إلاهي ورباني والحمد لله والفضل لله وحده ينصر عبده ويهزم الأحزاب وحده القادر والمعز والناصر وهو على كل شيء قدير. والله أكبر ولله الحمد والفضل إليه يعود الأمر كله.     محمد العروسي الهاني (مناضل) مناضل وطني بلد جامع الزيتونة 22022354

Lire aussi ces articles

25 mai 2008

Home – Accueil TUNISNEWS 9 ème année, N° 2924 du 25.05.2008  archives : www.tunisnews.net Le comité de soutien aux employés

En savoir plus +

17 mars 2006

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 6 ème année, N° 2125 du 17.03.2006  archives : www.tunisnews.net AFP: Un rassemblement d’opposants tunisiens

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.