الاثنين، 19 أبريل 2010

TUNISNEWS

 9ème année,N°3618 du 19 .04 . 2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحافي توفيق بن بريك

ولضحايا قانون الإرهاب


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان :إعـــلام :اطلاق سراح موقوفي الخزازية

 الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين:من يضمن السلامة الجسدية..لموقوفي سجن الهوارب..!؟

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين:الحكم بالبراءة على الشاب التونسي المقيم بالسعودية   ..

الطريق الجديد:إيقاف الصّحافي زياد الهاني وافتعال قضيّة ضدّه

الموقف:بلحسن تفوز برئاسة الإتحاد الدولي لروابط حقوق الإنسان

رشيد خشانة:افتتاحية “الموقف”أين استقلالية القرار الوطني؟

كلمة:الحزب الحاكم يحسم نتائج البلديات في سائر الدوائر بولاية قابس

القائمة المستقلة *زرمدين للجميع*بيان

كلمة:أعضاء قائمة مستقلّة يتعرّضون إلى تضييقات

كلمة:مرشحون يمنعون من إيداع ملفاتهم ويطردون من مركز التسجيل

مية الجريبي:الحكم وحده مسؤول عن إفشال الإنتخابات البلدية

السبيل أونلاين:حزب للإيجار في تونس

مراد رقية:نكبة المواطنة بقصرهلال،انتقال سلطة القرار من التجمع الدستوري الى الميليشيا؟؟؟

الحوارنت::كلمة:نخبة النهضة : بين السلطة والنهضة

بسام بونني:حديث الجمعة

الموقف:محمد بن محفوظ يرحل عنا

الموقف:أخبــــار

إسماعيل دبارة :تونس تظفر بمفاعل نووّي بإشراف فرنسيّ في 2023

محمد الحمروني:سعر الكيلو من اللحم يصل إلى 16 دينارا … لماذا؟

الصباح الأسبوعي:سحابة الرماد البركاني تشل مطارات تونس جزئيا

الشاعر جمال الدين أحمد الفرحاوي:عكس إتجاه القلب

خميس قشة الحزامي:هل يُسمح بالعمل الخيريّ في تونس ؟

د.خــالد الطـراولي:لماذا تخرج قرغيستان وندخل نحن مغارتنا؟

أحلام مستغانمي:بلاد المطربين.. أوطاني

بيان من الدكتور حسن الترابي عن الانتخابات العامة 2010م

فهمي هويدي:السّور الفولاذي أوّلا

  منتصر حمادة:معالم «الإسلام الأميركي» كما سطّرها كتاب «مكة والاتجاه العام»

الجزيرة.نت:يتنافس فيه 198 فيلما الجزيرة للأفلام التسجيلية ينطلق اليوم

العرب:عريقات: عباس رفض 500 مليون دولار مقابل مقاطعة قمة دمشق

القدس العربي:جهاز الأمن الداخلي البريطاني تنصت على مقر رئاسة الحكومة مدة 15 عاما


(Pourafficher lescaractèresarabes suivre la démarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)To read arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

أفريل 2010

https://www.tunisnews.net/15Avril10a.htm


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان

19 افريل 2010

إعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام اطلاق سراح موقوفي الخزازية


  أطلق عشية اليوم سراح السادة : ألصحبي بن أحمد طعم الله وإسماعيل بن أحمد طعم الله والعكر مي بن محمد بن إبراهيم طعم الله وخميس بن عيسى الهداجي الذين أوقفوا بين السبت 10 افريل والاثنين 12 افريل 2010 من منطقة الخزازية ، ولاية القيروان. وقد أكدوا أن البحث الذي أجرى معهم في سوسة  كان على خلفية التحقيق في  مقتل الشرطيين منذ مدة بين مدينة  سوسة و منطقة الخزازية. يتقدم فرعنا لهم ولعائلاتهم بأحر التهاني لثبوت براءتهم وإطلاق سراحهم.   عن هيئة الفرع مسعود الرمضاني


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تونس في  19 أفريل 2010  من يضمن السلامة الجسدية.. لموقوفي سجن الهوارب..!؟

 


 شهد سجن الهوارب إضراباً عن الطعام لمدة 12 يوماً قام به عدد من المساجين المحاكمين بموجب ما يُسمى” قانون مكافحة الإرهاب “إحتجاجاً على سوء المعاملة التي يلقونها من قبل الملازم عمر بن إبراهيم الذي يتعمد إستفزازهم  بالكلام البذيء أثناء أدائهم لشعائرهم الدينية، وقد أفادت عائلاتهم أن هذا السجان كان يَرد على احتجاجات السجناء بتعريضهم للسب والشتائم والإهانة وبلغ به الأمر حد تعريض بعضهم للتعنيف الجسدي.  وقد علمت الجمعية أنه من بين من تعرضوا للاعتداءات، كل من السجين نجم الدين بن بوجمعة البرقوبي المحكوم بـ6 سنوات سجناً الذي تعرض للعنف اللفظي والكلام البذيء أثناء أدائه للصلاة وبعدها من قبل الملازم عمر بن إبراهيم، و السجين هشام بن عبد الرزاق بالعايش المنافقي المحكوم بـ6 سنوات سجناً الذي تعرض للعنف الجسدي، وتخشى عائلات السجناء من تدهور الحالة الصحية  لأبنائها بعدما اضطروا للإضراب عن الطعام بسبب سوء المعاملة. والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين، إذ تستنكر ما يتعرض له بعض المودعين بسجن” الهوارب” من اعتداءات و سوء معاملة و تطالب بوقفها فورا و معاقبة المتورطين فيها فإنها تجدد المطالبة بوقف محاكمات ما يسمى” مكافحة الإرهاب ” ووضع حد للتجاوزات بحق ..ضحاياها..!  
عن لجنة متابعة أوضاع السجون نائب رئيس الجمعية الأستاذ عبد الوهاب معطر


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 05 جمادى الأولى 1431 الموافق ل 19 أفريل 2010

أخبار الحريات في تونس


1) المهندس علي العريض تحت المراقبة اللصيقة ومحاولة لدهس ابنه بدراجة نارية: يخضع الناطق الرسمي السابق باسم حركة النهضة المهندس علي العريض لمراقبة لصيقة من قبل عدد من أعوان البوليس السياسي الذين يتبعون كل تحركاته، وقد أقدم عونان يمتطيان دراجة نارية في اليومين السابقين على محاولة دهس ابنه السيد هشام العريض عندما كان بسيارة والده، وعند نزوله قام العونان بالتوجه صوبه بدراجتهما وفي آخر لحظة قبل الاصطدام به كبح سائق الدراجة الفرامل مما جنب السيد هشام العريض التعرض للخطر، وهو ما اعتبره السيد علي العريض تهديدا ومضايقة خطيرة قام بها جهاز البوليس السياسي ضد أفراد عائلته.  2) عرض الشاب حسام بلال على التحقيق السادس: تم يوم السبت 17 أفريل 2010 عرض الشاب حسام بن احمد بن علي بلال (22 عاما) أصيل مدينة جمال بولاية المنستير على قاضي التحقيق بالمكتب السادس بالمحكمة الابتدائية بتونس الذي أمر بإيداعه سجن المرناقية على ذمة التحقيق من أجل الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية والانضمام إلى تنظيم ووفاق له علاقة بالجرائم الإرهابية وعقد اجتماع غير مرخص فيه. 3)  إرجاء التصريح بالحكم في قضية طلبة منوبة إلى جلسة يوم السبت 24 أفريل 2010: قررت الدائرة الجناحية الخامسة عشرة بمحكمة الاستئناف بتونس برئاسة القاضي محمد علي بن شويخة التي انعقدت يوم السبت 17 أفريل 2010 للنظر في القضايا الثلاث عدد 17786 وعدد 18606 وعدد 18607 تأجيل التصريح بالحكم إلى جلسة يوم السبت 24 أفريل 2010. علما بأنه يُحال في هذه القضايا طلبة كلية منوبة المعتقلين إثر الاعتصام الذي شنوه أواخر سنة 2009 للمطالبة بحق السكن الجامعي، والذين صدرت ضدهم أحكام قاسية في الطور الابتدائي من أجل تهم كيدية وملفقة مثل السرقة والاعتداء على الأخلاق الحميدة والاعتصام وتعطيل حرية الشغل وهضم جانب موظف والتهديد وإحداث الهرج والتشويش.     4) حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور.  عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين تونس في 19 أفريل 2010  

كشف الحساب..لقضاء ..” يكافح الإرهاب “: الحكم بالبراءة على الشاب التونسي المقيم بالسعودية   ..


                                         *  نظرت اليوم الاثنين 19 أفريل 2010 الدائرة الجنائية الأولى بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي عبد العزيز الأفندي  في  القضية عدد 20045 التي يحال فيها الشاب سليم الغانمي  ( من مواليد 05/10/1977 ) ،  و المحال بحالة إيقاف من أجل تهمة الانضمام إلى تنظيم اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه  و الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية  و إلى الانضمام إلى تنظيم إرهابي.  و بعد المناداة على القضية وقع استنطاق المتهم الذي أنكر ما نسب إليه ، ثم ترافع عنه محاميه  الأستاذ سمير بن عمر  الذي تعرض إلى تجرد التهم الموجهة إلى منوبه طالبا على هذا الأساس الحكم ببراءته  ، و بعد المفاوضة  قضت هيئة المحكمة ببراءة المتهم من التهم الموجهة إليه و قد قررت المحكمة تأخير القضية ليوم 16/04/2010 استجابة لطلب محاميه الأستاذ سمير بن عمر و لاستنطاق المتهم من طرف القاضي المقرر . و تجدر الإشارة  إلى أن الشاب سليم الغانمي كان يعيش مع عائلته بالمملكة العربية السعودية و قد عاد إلى تونس مرفوقا بزوجته و أبناءه  بتاريخ 16/03/2010 لقضاء العطلة فوقع إيقافه من طرف أعوان الأمن بمطار تونس قرطاج  لصدور حكم غيابي ضده قاض بإدانته و سجنه مدة ثماني سنوات   .                                                                                       * كما نظرت اليوم الاثنين 19 أفريل 2010 الدائرة الجنائية الخامسة بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي التوهامي الحافي  في  القضية عدد 20049 التي يحال فيها الطالب نور الحق بن نور الدين بن الشيخ  ( من مواليد 30/09/1989 ) ،  و المحال بحالة إيقاف من أجل تهمة الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية  و إلى الانضمام إلى تنظيم إرهابي.  و قد قررت المحكمة تأخير القضية ليوم 26/04/2010 لجلب المتهم من سجن إيقافه . و تجدر الإشارة  إلى أن الطالب نور الحق بن الشيخ أصيل جهة بنزرت و هو موقوف منذ بداية أكتوبر 2010 بتهمة المشاركة في بعض المنتديات و المواقع المحظورة بشبكة الانترنيت . عن لجنة متابعة المحاكمات السياسية الكاتب العام الاستاذ سمير بن عمر  


إيقاف الصّحافي زياد الهاني وافتعال قضيّة ضدّه


تعرّض الصّحافي زياد الهاني عضو المكتب الشرعي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين يوم الأربعاء 14 أفريل 2010 إلى الإيقاف من قبل أعوان أمن بالزي المدني أمام مقر عمله بجريدة الصحافة، على إثر محاولة أحد الأشخاص الاعتداء عليه. وقد أقتيد الصحافي الهاني إلى مركز شرطة نهج “شارل ديقول” حيث أخضع للتحقيق بعد أن اتهمه “المواطن” بالاعتداء عليه بالعنف. وقد أكّد شهود عيان حضروا الحادثة أن “المواطن” الذي ادّعى أن الصحافي زياد الهاني قد اعتدى عليه، هو من بادر بافتعال المشادة وحاول استدراج الهاني إلى العنف قبل أن يتدخل أربعة أعوان يبدو أنهم من الشرطة السياسية بشكل مفاجئ ويقتادوا الإثنين إلى مركز الأمن. وقد أكد الهاني عقب إطلاق سراحه أن الحادثة التي تعرض لها مدبّرة والهدف منها هو افتعال قضية حق عام ضده وقال في تصريح للطريق الجديد “هناك عديد المؤشّرات التي تدلّ على أن الحادثة مدبّرة، مثل رفض تسجيل مطلبي بسماع شهادة الزميل الصّحافي لطفي العربي السنوسي الذي كان شاهدا على الحادثة منذ انطلاقها، والذي تولى رئيس مركز الشرطة طرده عندما قدم لتسجيل شهادته. كما رفضت الشرطة تضمين التصريح الأول الذي نفى فيه الشاكي تعرضه للعنف من طرفي إضافة إلى أن الشاكي لم يكن يحمل بطاقة هويّة ولم يقع القيام بأيّ إجراء للتثبّت في هويّته”. وحول الأسباب المحتملة لافتعال قضيّة ضدّه قال الهاني “سبب افتعال قضية خق عام ضدي في هذا الوقت تحديدا لا ترتبط بكتابات حول الفساد والمتنفذين فحسب بل بالدعوة التي وجّهناها لوزارة الداخلية بغرض تنظيم وقفة احتجاجيّة أمام وزارة الاتصال بمناسبة يوم 3 ماي. كما سجّل الهاني استغرابه من وجود رئيس فرقة الإرشاد السياسي وثلاثة من أعوانه في مكان الحادثة ساعة وقوعها وتوليهم عمليّة إيقافه. وأكد الهاني أنه انتبه قبل وقوع الحادثة لخضوعه إلى مرلقبة من طرف أعوان الأمن الذين تولّوا عملية إيقافه.
(المصدر: “الطريق الجديد”، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 176 من 17 إلى 23 أفريل 2010)


بلحسن تفوز برئاسة الإتحاد الدولي لروابط حقوق الإنسان

 


تمكنت السيدة سهير بلحسن نائبة رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان من الفوز بولاية ثانية على رأس الإتحاد الدولي لروابط حقوق الإنسان في المؤتمر الذي عقده الإتحاد مؤخرا في إيريفان عاصمة أرمينيا. وكانت بلحسن التي عملت صحافية طيلة أكثر من ثلاثة عقود، انتخبت في الدورة السابقة على رأس هذه المنظمة العريقة بفارق ضئيل في الأصوات وفي منافسة شديدة مع روابط أمريكا اللاتينية. وبذلك كانت سهير بلحسن التي نشطت طويلا في الرابطة التونسية وبرزت خلال القمة العالمية لمجتمع المعلومات بصمودها أمام الضغوط والإعتداءات الجسدية، أول عربية تتولى رئاسة الإتحاد الدولي لروابط حقوق الإنسان.
 
(المصدر: “الموقف”، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 542 بتاريخ 16 أفريل 2010)  


افتتاحية “الموقف” أين استقلالية القرار الوطني؟

 


رشيد خشانة انطلقت المفاوضات بين الحكومة والإتحاد الأوروبي في إطار المسار المؤدي (نظريا) للحصول على “المرتبة المتقدمة” في علاقات الشراكة  مع أوروبا. وجاء تحريك  المسار على إثر توجيه الحكومة مذكرة إلى الجانب الأوروبي، بعد صمت طويل، تضمن رؤيتها للأسس والمبادئ التي تبرر المطلب التونسي، بالإضافة لآليات التقدم نحو الإحراز على المنزلة الجديدة. ميزة المسار المؤدي إلى “المرتبة المتقدمة” أنه يحفز الطرف الراغب فيها على القيام بإصلاحات جوهرية تتجاوز الحقل الإقتصادي إلى تطوير التشريعات السياسية والإجتماعية، مع إقرار إصلاحات تحديثية في مجالات هامة مثل الإعلام والقضاء والحريات والتعددية السياسية. قبل تونس، مر المغرب من هذه الطريق وحصل في نهاية المطاف على تلك المنزلة في خريف 2008، مُحققا سبقا على بلادنا، رغم أن حكومتنا ظلت تباهي دوما بأن تونس هي أول بلد متوسطي توصل إلى اتفاق شراكة مع الإتحاد الأوروبي سنة 1995. ويدل هذا السبق على تعثر قطار الإصلاحات في بلادنا، بينما قطعت البلدان المشابهة لنا، والتي تطالب حاليا بالمرتبة المتقدمة، أشواطا كبيرة في تحديث أنظمتها السياسية، مبتعدة عن تونس. بهذا المعنى ستضع الحكومة نفسها أمام اختبار دقيق، وهي التي اتسمت سياستها بالإمعان في التصلب ورفض الإستماع إلى المطالب الإصلاحية للحركة الديمقراطية والمجتمع المدني، إذ أن المفاوضات ستشكل امتحانا تُجريه الدول الأوروبية ليس للنوايا فقط وإنما أيضا في ضوء إجراءات ملموسة. وعلى رغم أن المفاوضات ستُحدد نوعية الخطوات التي سيُطلب من الحكومة التعهد بها وتنفيذها، فإن السابقة المغربية تُعطي صورة عن المسار العام المطلوب أوروبيا، من كل من يسعى للظفر بـ”المرتبة المتقدمة”. والواضح أن الحكم يتعاطي مع هذا الملف الهام في إطار الغرف المغلقة ووسط تعتيم إعلامي عودنا عليه، مما يعني إقصاء النخب التونسية وتجاهل الرأي العام في إدارة مسألة تخص مصير البلاد. فلا استشارات ولا مناقشات أو مناظرات وطنية لوضع القضايا المُدرجة في إطار “المنزلة المتقدمة” على بساط الحوار العلني والشفاف، باعتبارها ليست أسرارا وإنما خيارات يجب أن يكون الشعب وقواه الحية طرفا في مناقشتها وبلورتها. ومن هذه الزاوية نلاحظ أن الأسلوب “التونسي” كما يريد الحكم أن يفرضه، مختلف عن أساليب الدول الأخرى التي أفسحت المجال لأحزابها وإعلامها ونُخبها عموما للإدلاء برأيها في المسائل المتعلقة بهذه المنزلة المتميزة، وكانت تلك الحكومات مضطرة في الغالب لأخذ تلك الآراء في الإعتبار بهذا القدر أو ذاك. على هذا الأساس نتساءل: لماذا تُصر الحكومة على إدارة المفاوضات مع الإتحاد الأوروبي في كنف السرية التامة، بينما الأمر لا يكتسي أي طابع سري، ونطالب بفتح حوار واسع وشفاف حول هذه المسألة الجوهرية. أكثر من ذلك، يطرح هذا الأسلوب سؤالا كبيرا عن التناقض الذي يقع فيه الحكم حين لا يرى غضاضة في مفاوضة الأوروبيين حول هذه الملفات الدقيقة والسيادية، بينما ينأى بنفسه عن الحوار مع أهل البلاد واستشارة الأطراف الوطنية في شأنها. والأغرب من ذلك أن من يأتي هذه الأفعال هو الذي يندفع للتشهير بمعارضيه ومنتقديه متظاهرا بالحرص على السيادة والدفاع عن استقلالية القرار.   
(المصدر: “الموقف”، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 542 بتاريخ 16 أفريل 2010)  

الحزب الحاكم يحسم نتائج البلديات في سائر الدوائر بولاية قابس

 


حرر من قبل معز الجماعي في الأحد, 18. أفريل 2010  
تمكنت قائمة مستقلة في دائرة “وذرف” وقائمة معارضة في “المطوية” من تحقيق نصاب الترشح للانتخابات البلدية، في حين بقيت قائمات الحزب الحاكم وحيدة في السباق في سائر الدوائر البلدية بولاية قابس. وقد عجزت أحزاب المعارضة عن تكوين قائمات في دائرة مدينة قابس التي تضم 40 مستشارا بلديا.  وقد تمكّن عدد من النقابيين من جمع 12 مترشحا في وذرف، رغم ما تم تداوله من ضغوط سلطت على المترشحين لسحب أسمائهم، كما تمكن حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي من توفير 16 مترشحا بالمطوية. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 18 أفريل 2010)


القائمة المستقلة *زرمدين للجميع* بيان الاثنين 19 أفريل 2010

 


   إن أعضاء القائمة المستقلة *زرمدين للجميع* المترشحة لخوض الانتخابات البلدية لدورة ماي 2010 في مدينة زرمدين جهة المنستير، بعد القيام بكلّ الإجراءات التي يتطلّبها الترشّح، وبعد تقدمهم إلى المعتمدية  يوم السبت 17 أفريل – أي في الآجال القانونية – تعرضوا إلى عملية إقصاء من طرف معتمد المدينة بطريقة لا مسؤولة و لا قانونية و لا أخلاقية. مع العلم أنّه وقع الالتجاء إلى الأمن لإجبارنا على الرحيل من مقر المعتمدية دون تمكيننا من حقنا: 1 – نعبِّر عن أسفنا الشديد  لوجود مسؤول أول على نطاق معتمدية يتصرّف  بطريقة تؤذي المواطنين و تسيء إلى صورة تونس دولة القانون و المؤسسات. 2- نحمّل مسؤولية ما حصل من خرق للقانون إلى معتمد زرمدين ونناشد الرئيس زين العابدين بن علي التدخّل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.   الإمضاء             محمد الصالح بن عمر رئيس القائمة  


أعضاء قائمة مستقلّة يتعرّضون إلى تضييقات


حرر من قبل نزار في الأحد, 18. أفريل 2010  
سجّل عدد من الناشطين السياسيّين بمدينة الشابة يوم السّبت 17 أفريل ترشحهم في قائمة مستقلّة للانتخابات البلدية أطلقوا عليها اسم “الطموح الشابّي” واختاروا لها اللون العسليّ، وهو ذات لون القائمة المستقلّة الّتي فازت بانتخابات سنة 1990 بالمدينة. وترأس القائمة عضو المجلس البلدي السابق في تلك الدورة عن القائمة المستقلّة الطاهر حميدة. وذكرت مصادر خاصة أنّ عضو اللجنة المركزيّة للحزب الحاكم، أصيلة المدينة جميلة إبراهيم قامت صحبة عدد من منخرطي التجمّع في نفس اليوم بالاتصال بأعضاء القائمة في منازلهم وعرضت مكافآت وامتيازات مقابل سحب ترشّحاتهم، كما قامت بتهديد البعض الآخر، لكنّ أعضاء القائمة رفضوا التراجع، وفق المصادر. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 18 أفريل 2010)
 


مرشحون يمنعون من إيداع ملفاتهم ويطردون من مركز التسجيل


حرر من قبل التحرير في الأحد, 18. أفريل 2010  
قال أحد المرشحين في قائمة مستقلة بزرمدين من ولاية المنستير إنّ السلطات الأمنية ألقت بأعضاء قائمته في الطريق العام بعد دخولهم في اعتصام بمقر معتمدية المكان يوم السبت 17 أفريل الجاري احتجاجا على عدم قبول ملف ترشحهم. وحرمت هذه القائمة من الترشح بانتهاء آجال تسجيل الترشحات في نفس اليوم على الساعة السادسة مساء.  وذكر رشاد يُونب في تصريح لراديو كلمة أنّ معتمد زرمدين طلب من ممثلي القائمة قبل نصف ساعة من انتهاء آجال الترشحات، إضافة استمارة لملف الترشح ودعاهم للقيام بذلك خارج مكتبه، ثم انسحب مسرعا خارج المعتمدية وامتطى سيارته في ظلّ حصار أمنيّ مكثف حول المكان، وفق تعبير المتحدث.  وقد أعلن أعضاء القائمة اعتصاما بالمقر المذكور تم تفريقه باستخدام القوة بعد حضور ضباط من إقليم الأمن بالمنستير.  وقال رشاد يُونب إنّ محاولاته للاتصال بالمرصد الوطني لمراقبة الانتخابات باءت بالفشل، حيث لم يكن هناك أي مجيب على هاتف المرصد. (المصدر: مجلة “كلمة” الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 18 أفريل 2010)


مية الجريبي الحكم وحده مسؤول عن إفشال الإنتخابات البلدية

 


أكدت السيدة مية الجريبي في مستهل الكلمة التي افتتحت بها أعمال اللجنة المركزية يوم 9 أفريل أن هذا اليوم المجيد من تاريخ تونس المعاصر مناسبة لإجلال شهداء الوطن الأبرار الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل أن يعيش التونسي حرا وكريما في بلده. فبعد خمسة عقود من استعادة بلادنا لسيادتها الوطنية لا يزال التونسيون يُطالبون بمؤسسات تمثيلية ويتوقون إلى تحقيق استقلالهم الثاني عبر إرساء الديمقراطية وإقامة مجتمع الكرامة و الحكم الصالح.   وذكرت بأن انعقاد هذه الدورة يجري عشية فتح باب الترشحات للانتخابات البلدية المقررة ليوم 9 ماي المقبل، ورأت أن الإعلانات لا تكفي لجعلها تحظى بالمصداقية وتشد اهتمام المواطنين وتشكل مناسبة لتكريس الديمقراطية المحلية.  وقالت “إن الحكم الذي يرمي المعارضة بأنها فاقدة للبرامج و المقترحات، ويؤكد في كل مناسبة تحفيزه للمشاركة الواسعة، واجه مشاركتنا في انتخابات أكتوبر بالإقصاء، و بالقوانين المصنوعة على القياس لعرقلة ترشح لرئاسة الجمهورية جاء تحت عنوان الجدارة  والبرامج البديلة، وبإسقاط القائمات التشريعية، بل وبسعي محموم لإخلاء المجال العمومي من كل منافسة جدية إلا لمن قبل بالشروط السياسية التي يمليها من أجل إبراز واجهة زائفة من التعددية.   وأضافت أن الظروف التي دارت فيها تلك الانتخابات، والانتهاكات الصارخة للقانون ولمبدإ التنافس المتكافئ التي شابتها، لتؤكد من جديد، أن تونس لن تشق طريقها نحو انتخابات حرة ونزيهة، وتلتحق بركب سائر شعوب المعمورة، ما بقيت مهمة الإشراف على الإنتخابات بيد وزارة الداخلية. وتابعت “لم يول الحكم أي اهتمام للطعون التي وجهت لمختلف مراحل العملية الانتخابية، ولم يتوقف عند تحفظات شركائه الدوليين في خصوص نتائجها، ولم يُصغ إلى نداءات الإصلاح المتكررة، ولم يبادر باتخاذ إجراءات انفراجية تخرج البلاد من الجمود السياسي الذي تفاقم بعد هذه الخيبة الانتخابية الجديدة، بل أمعن في نهجه القمعي والأحادي، ورفض الإقرار بثراء التنوع والاختلاف، وأطلق العنان لخطاب انتصاري في مناخ سمته تداخل سافر بين مؤسسات الدولة وهياكل الحزب الحاكم طال كل أوجه الحياة العامة، فكيف لاستشارة شعبية أن تكون فرصة لتكريس الديمقراطية المحلية وكل عناصر المشهد السياسي تحول دون المنافسة الحقيقية ودون الاختيار الحر؟”. واعتبرت أنها “صورة محزنة لتونس اليوم التي تعيش في أجواء أشبه ما تكون بحالة طوارئ غير معلنة”، قائلة إن الإنتخابات البلدية ستكون أقرب إلى التعيينات الفردية منها إلى الإنتخاب الذي تكون الكلمة فيه للمواطن الحر. وذكرت بأن الديمقراطي التقدمي ربط مشاركته بأربعة مطالب دنيا لا يمكن الحديث عن انتخابات دون توفرها .  وأشارت إلى أن “المبادرات المستقلة، التي تعاطى معها الحزب الديمقراطي بكل إيجابية فيما تعنتت بعض الأطراف لإجهاضها، لم تفلح في لم شتات الديمقراطيين في حركة مواطنية واسعة للضغط على الحكومة و لحلحلة الأوضاع في سبيل فتح باب الأمل أمام التغيير الديمقراطي المنشود. واليوم نلاحظ بأسف أن أي مطلب من المطالب التي تقدمنا بها لم يتحقق، وهي ليست مطالب خاصة بنا وإنما تعني كل الحركة الديمقراطية . وأكدت أنها لا تجانب الحقيقة حين تجزم أن موقف الحزب من هذا الاستحقاق سيكون مرة أخرى منسجما مع توجهاته العامة وهو الذي أثبت قدرة على المشاركة النوعية والهادفة والذي أكد أيضا، برفضه المقايضات السياسية، أن ما يحكم خياراته ليس التموقع في الديكور السياسي أو البحث عن مغانم ضيقة وإنما إرساء  منظومة سياسية وقانونية تؤمن حقوق المواطنين وتقترب من معايير الديمقراطية المتعارف عليها.   وأعلنت أن دور الحزب بمناسبة هذه الانتخابات تحديدا يحتم الرفع من مستوى الطعن في هذه المهازل الانتخابية، وتكثيف النضال من أجل أن تعرف تونس يوما، انتخابات أخرى، انتخابات تُخلص المجتمع من الوصاية، انتخابات تحقق كرامة المواطن وتضمن للبلاد الإستقرار والحرية والتقدم. وخلصت إلى أن الانتخابات البلدية لن تشكل مدخلا للإصلاح السياسي ولتغيير الأوضاع، بل ستزيد في تعميق الهوة بين الحكم والمجتمع، في وضع مشحون بالمصاعب الاقتصادية والاجتماعية وبمخاطر التقلبات غير المتحكم فيها،  والتي لا تفيد الأرقام الجميلة ولا التصريحات المتفائلة ولا الحلول الأمنية/القضائية في محاصرتها. وفي هذا السياق أشارت إلى  فشل الحكم  في تحقيق التنمية وتحسين مستوى عيش المواطنين، واستشراء البطالة خاصة في صفوف الشباب، و تدهور المقدرة الشرائية، وانكماش الاستثمار في مناخ تفشى فيه الفساد واختل فيه التوازن بين الجهات والفئات،  ما خلف حالة من الإحباط  وشعورا متناميا بعدم الاستقرار وغياب الثقة في المستقبل، ولعل أحداث جبنيانة وبوسالم والمنستير هي خير تعبير على الغضب الذي يختلج في الصدور.  وأكدت أن هذه الحقائق تحيل مجددا إلى قضية الإصلاح السياسي، خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد والتي تفرض المصلحة الوطنية رفع الغموض المحيط بمستقبلها والتعاطي مع النهاية الدستورية لولاية الرئيس الحالي في أفق 2014 باعتماد الشفافية و الحوار الواسع، بما يحصن البلاد ضد كل الهزات والانفلاتات. وتقف تونس اليوم في مفترق طرق: إما طريق الإصلاح والتداول السلمي على الحكم وفق شروط ديمقراطية تضمن حقوق التونسيين وتكفل لهم حرياتهم ، وإما التنكر لمواطنتهم والالتفاف على حقوقهم من خلال صيغ تنزع عن الشعب كل دور وتنسف في العمق المبادئ الجمهورية التي ضحى التونسيون من أجلها بالكثير.   واعتبرت ان هذه القضية هي قضية التونسيين جميعا، لا قضية فئة دون غيرها، داعية  المعارضة إلى المبادرة بإخراجها إلى دائرة الضوء  ودفع الحوار وتقديم المقترحات في شأنها وتعبئة الطاقات حولها من أجل تهيئة تونس للمرحلة القادمة، مذكرة بأن الانتظارية لا تفيد في شيء، فالاستحقاق واضح جلي والخيارات تتشكل وتتبلور، و الهدف محدد: إنه الإنتقال السلمي والديمقراطي للسلطة، والعودة إلى المواطن أصل الشرعية كي يقول كلمته الفصل. وهو ما يقتضي إدخال إصلاحات عاجلة على جوهر النظام السياسي تضمن حق ترشح الكفاءات الوطني للمسؤولية الأولى بالبلاد وتحديد عدد ولايات رئيس الجمهوري إلى اثنتين فقط. وهي إصلاحات ضرورية تتيح انتخابات حرة ونزيهة في إطار تشريعي ومناخ سياسي يقطع مع المهازل المتعاقبة التي شوهت صورة البلاد. وفي ختام كلمتها طلبت الأمينة العامة من اللجنة المركزية إقرار دعوة المجلس الوطني للانعقاد في قادم الأيام لتدارس مجمل هذه القضايا بأكثر دقة  وتعمق ولتحديد المهام التي تتطلبها المرحلة واتخاذ المبادرات الملائمة في شأنها.  
(المصدر: “الموقف”، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 542 بتاريخ 16 أفريل 2010)
 


حزب للإيجار في تونس

 


الامضاء / ابن الشمال الغربي أن تجد إعلانا يقول بيتا أو محلا للإيجار هذا معقول ، أو أن تجد إعلان آخر يقول سيارة أو مركبا للإيجار هذا طبيعي وممكن أيضا ، أما ما يثير الاستغراب حقا أن تجد حزبا للإيجار ، فهذا من المضحكات المبكيات . ولكن هناك فعلا في تونس حزبا للإيجار ، فقد استأجر هذه الأيام ثلة من التجمعين (حزب الخضر للتقدم الموالي للسلطة) بعد أن رفضت هياكل التجمع تزكيتهم فوجدوا وعاء آخر يزكيهم للترشح والحصول كحد أدنى على 25% التي منحها النظام للأحزاب الكرتونية الموالية للظفر بها منّة منه كي تتمكن من المترشح .   وقد حدث ذلك في معتمدية الدهماني من ولاية الكاف ، فبعد أن “تنافست” قائمتين للتجمع في انتخابات داخلية للشُعب بالمعتمدية ، الأولى سميت بالقائمة الحمراء بها إحدى عشر عضوا والثانية بالبيضاء وبها إحدى عشر عضوا كذلك وذلك بعد أن زكت اللجنة المركزية للحزب المذكور خمسة أعضاء ومنهم رئيس القائمة المفترض كرئيس للبلدية وتركت لهم التنافس على إحدى عشرة عضوا بلديا .   فازت القائمة البيضاء كاملة بعد أن تم التشهير بالقائمة الحمراء التي سقطت كاملة ونشر غسيلها الوسخ من فساد مالي وأخلاقي أمام العموم – علما أن أغلب أعضاء هذه القائمة من المجلس الحالي والباقي من أتباعهم – وقد استشاط هؤلاء غضبا وعزموا على منافسة من شهّر بهم في قائمة معارضة ولم يجدوا حلا إلا في استئجار حزب معارض ويكون مواليا أكثر من غيره فلم يجدوا عناء في البحث {فحزب الدّلاعة الأخضر من بره والأحمر من الداخل} جاهز للإيجار ، كما يلقب هنا في جهة الكاف خاصة وأن أمينه العام منجي الخماسي ممرض أصيل جهة الكاف من منطقة خنقة العطش (لا علاقة للعطش بالبيئة) ، وهو ابن أسرة تجمعية فوالده رحمة الله عليه كان رئيس شعبة وشقيقه من تولى الشعبة من بعده . قلت يلقب (بحزب الدلاّعة وحزب دجاجة المزرعة ، دجاجة العائلة) فهو عضو مجلس نواب عن حزبه { بـنسبة 0,001% } عن ولاية الكاف وشقيقته كذلك عن ولاية منوبة .   تجارة رابحة هذه الأيام ركوب أحزاب المعارضة الموالية والمساندة فمن أراد أن يصل للبرلمان أو لمجلس بلدي فليستأجر حزبا معارضا مواليا .   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 19 أفريل 2010 )


نكبة المواطنة بقصرهلال،انتقال سلطة القرار من التجمع الدستوري الى الميليشيا؟؟؟

  17أفريل2010 *نكبة المواطنة بقصرهلال* الميليشيا التجمعية والادارية تغتال قائمة “تكريس المواطنة بقصرهلال”  


مراد رقية  
من منطلق الغيرة على الرصيد النضالي لمدينة  قصرهلال في جانبه المشرق النظيف، لا اللصوصي والتصفوي، ومن منطلق الحرص بأن لا تكون المؤسسة البلدية هيكلا اداريا خاضعا،وموظفا لخدمة المصالح الشخصية لا مصالح المجموعة الدافعة للجباية المحلية تنادت كوكبة من أهالي مدينة قصرهلال،مدينة2مارس1934،المدينة الكارهة للرداءة،وللصوصية،ولحكم ميلشيا التجمع المعترضة والمتآمرة الأولى على تكريس مبدأ”معا من أجل رفع التحديات”،تنادت هذه الكوكبة من نساء قصرهلال الماجدات الفضليات،ومن رجالها الأفاضل الذين تميزوا بنظافة الكف،وبنقاء السيرة والسريرة لتكوين قائمة مستقلة”قائمة تكريس المواطنة بقصرهلال”تستفيد من نقائص التجربتين السابقتين،تجربة1987،وتجربة 1990 وصولا الى اعادة الاعتبار للعمل العام ولازالة الحواجز الاسمنتية المركزة بين المواطن دافع الجباية المحلية ومؤسسته البلدية التي أغتصبت منه،وأفرغت من صلاحياتها فصحّت عليها مقولة المناضل المرحوم أحمد عيّاد” البلدية مرفوضة لأنها مفروضة”.وقد أعتمدت القائمة نظام عمل منتظم لضبط حجم التحديات الحقيقية القائمة على الساحة المحلية،ولربط الصلة القديمة المتجددة بين أعضائها القدامى والمخضرمين والجدد محترمة رأي وتصورات الجميع.ثم مع اقتراب آجال تقديم القائمة التي كانت قاب قوسين ،أو أدنى من النضوج اتفقت الغالبية بأن تترأسها مواطنة هلالية فاضلة،أستاذة جامعية في الحقوق تدليلا على موقع المرأة الهلالية قديما وحديثا بدأ سيل الضغوطات والاستفزازات يسلّط على عناصر القائمةعبر اختراقها بوسائل مكشوفة تارة،ومكتومة تارة أخرى بهدف احباطهم وارهابهم من منطلق أن المؤسسة البلدية ميليشوية تجمعية أو لا تكون،وبأن دافعي الجباية لا رأي ولا قرار لهم،وانما القرار هو قرار السلطات التجمعية والادارية والموسيقية الماسكة بالرقاب،المساومة علىلقمة العيش،وفرص العمل،القادرة على تسميم المحيطين العائلي والمهني. *بلاغ الى الرأي العام الدولي والمحلي* نحن،أعضاء قائمة”تكريس المواطنة بقصرهلال”التي كانت تعتزم وهي في لمسات الاعداد الأخيرة تقديم قائمتها قبل غلق موعد الايداع وهو ظهريوم السبت17أفريل2010 قرّرنا الانسحاب،وعدم تقديم  ترشحنا لجملة من الأسباب توردها كما يلي: -عدم توفر المناخ الآمن والسليم داخل مدينة قصرهلال بتظافر الارهاب الاداري والتجمعي والموسيقي. -تعرض جل أعضاء قائمتنا الى التضييقات والمحاصرات عبر علاقات القرابة،ودوائر العمل،والتهديد الهاتفي،والمساومة بأنواعها. -تعرض الملحق الاعلامي للقائمة وهو الأستاذ مراد رقيّة،صاحب مدونتي قصرهلال والبديل البلدي التونسي،الى تهديد هاتفي ليلي مباشر مدعوم تجمعيا بالتعرض الى شخصه،والى عائلته اذا أصرّ وباقي أفراد المجموعة على المضي قدما في تقديم القائمة ظهر يوم السبت17 أفريل2010. -تعارض هذه الممارسات الميليشيوية الخسيسة العفنة مع الخطاب الرسمي المعلن في اللافتات والصور الصغيرة والعملاقةو الذي يؤكد على التعددية والشفافية،وعلى احترام الرأي المخالف تحت مضلة”معا من أجل رفع التحديات” -نهيب بأحرار قصرهلال دعم المسار الديمقراطي عبر رفض هذه الممارسات والتنديد بها،وبالوقوف صفا واحدا ضدها لحماية الحريات الأساسية رفضا للمساومة والتهديد والتطاول على الأعراض للحيلولة دون تكريس الرداءة وحكم الميليشيا أمرا واقعا يوميا مريرا قاتلا مما يعتبر اهانة مباشرة لمناضلي وشهداء قصرهلال. -نعبّر عن عزمنا بدعمكم لا بصمتكم م واصلة النضال حتى تكون قصرهلال مدينة محرّرة من المليشيات والفتوّات المحليين والمستوردين،يطيب فيها العيش،تسودها المساواة بين الجميع،ينعم فيها المواطن الضعيف قبل المقتدر بمواطنيته وبكرامته المحجوزة،الموظفة في المساومة الرخيصة على لقمة العيش،ومواطن الشغل،ومستقبل الأبناء تجديدا أكيدا لممارسات الخلية التأديبية لزاوية سيدي بن عيسى”اصدار أفريل2010″ -وأخيرا نترحّم على مناضلينا وشهدائنا الذين أصبحنا نخجل من الانتساب اليهم طالما أصبحنا نكرّس من حيث نعلم ولا نعلم الرداءة،ودوس حقوق المواطن،والقبول بالتصرف فينا كما لو كنا سلعة نباع ونشترى وننتهك في كرامتنا وأعراضنا وحرياتنا.  


نخبة النهضة : بين السلطة والنهضة

 


بحصول الدكتور عبد المجيد النجار على جواز سفره التونسي وإعتزامه الرجوع إلى بلاده بعد سنوات طويلة من التشريد .. تكون خطة السلطة التونسية ظاهرة للعيان : مشكلة اللاجئين السياسيين الإسلاميين في أروبا التي تحدث بعض الصداع للسلطة في ملف قام عليه مشروعها أي الحريات الأساسية.. لا بد من معالجتها بطريقة فردية لا يستفيد منها خصمها التقليدي أي حركة النهضة من جهة وتجهض مشروع منظمة المهجرين المؤسسة قبل عام في جنيف من جهة أخرى.. أملا في حدوث إنشقاق داخلي كبير في الحركة سيما بعد مبادرة المناصحة التي أسستها مجموعة من قيادات الحركة ونخبتها قبل زهاء عام منهم الدكتور النجار .. تقديم السلطة في قضية جواز السفر التونسي لأعضاء مبادرة المناصحة جلي لا غبار عليه.. عاد السيد محمد النوري ويستعد الدكتور النجار للعودة ولا شك أن بقية أعضاء المبادرة سيتحصلون على جوازاتهم في الأسابيع القابلة أو الأشهر القريبة .. ومعلوم أن تلك المبادرة توصلت بها السلطة بسبب تداولها على صفحات الأنترنت..   نخبة الحركة : في دائرة الصراع

 رهان تخوضه السلطة سيما بعد الإستعراض الإعلامي الكبير الذي صاحب ميلاد منظمة المهجرين في جوان الفارط .. رهان تخوضه السلطة موضوعه نخبة الحركة سيما من أعضاء مبادرة المناصحة.. رهان رسالته : يمكن أن يكون جواز السفر الإنتقائي ذات الخلفية السياسية الكيدية الواضحة سبيلا ناجعا جدا لشق الصف الداخلي لخصم سياسي تقليدي فإن لم يكن ذلك فلا أقل من بث ظلال الريبة والشك فإن لم يكن ذلك فلا أقل من حرمان الوجود النهضوي الأروبي من طاقات يمكن توظيفها في حراك حقوقي محتمل أو إعلامي ترهبه السلطة .. وفي كل الأحوال فإن السلطة لن تخسر شيئا من ذلك كلما كانت تتحكم في جواز السفر وفي حرية حركة أصحابه ..
 السؤال الأول الكبير هو : هل تنجح السلطة في تجميد نخبة الحركة وتحييدها عن أي حراك داخلي أو خارجي حتى لو كان إستيعاب مثل تلك النخبة أمر ليس لها فيه أمل كبير..أم أن للنخبة النهضوية حساباتها هي أيضا.  من يقرأ كتابات أعضاء المناصحة الذين تسرع السلطة في إسترضائهم بجواز السفر والعودة يدرك بيسر أن المجموعة تصدر عن قراءة سياسية للأوضاع التونسية قوامها أن المصالحة التي لن تقدم عليها السلطة ـ سيما في حياة بن علي ـ يمكن تنفيذها بأشكال أخرى منها تطبيع الأوضاع من خلال العودة وما تقتضيه بالضرورة إجتماعيا وإعلاميا وثقافيا في مناخ تونسي تطغى عليه حالة التدين الجديدة بما تحمله من تقاليد في الصحوة غريبة عن مشروع حركة النهضة ذات المرجعية الوسطية المعتدلة. إذا كان ذلك كذلك فإن الحلقة النخبوية النهضوية التي هي ساحة محتملة للخصومة بين الحركة وبين السلطة أيهما يسرع إلى إستيعابها .. تنأى بنفسها عن ذاك بسبب حملها لمشروع إصلاحي يساهم فيه كل قيادي عائد إلى تونس من موقعه وبعلاقاته دون الحاجة إلى أي عمل تنسيقي فضلا عن عمل جماعي أو ذات خلفية حزبية أو تنظيمية أو سياسية..  هي إذن مناورة مادتها نخبة الحركة التي تتبنى توجه العمل الفردي بعيدا عن الجانبين معا حركة النهضة من جهة والسلطة من جهة أخرى.. مناورة من جانبين كذلك : جانب النخبة العائدة وجانب السلطة ..   مناورة جديدة تمتحن النهضة ونخبتها معا
 تاريخ الإنشقاقات داخل حركة النهضة لا هو حي متحرك ولا هو متوقف بالكلية. غير أن المؤكد أن قيمة كل إنشقاق في مرحلته التاريخية إذ كلما حدث الإنشقاق في مرحلة صعود كان تأثيره محدودا والعكس بالعكس. إنشقاق التقدميين بقيادة الدكتور النيفر كان تأثيره محدودا جدا بل كان إيجابيا من جهة ما على نحو إمتحان الإمكان النظري للحركة التي تجاوزت بسرعة قياسية كبيرة أطروحات التقدميين وربما كذلك لكونه إنشقاقا على خلفية ثقافية فكرية ليست لها إرتباطات سياسية سيما في إتجاه السلطة. لا نتحدث هنا عن الإنشقاقات الفردية وهي غير قليلة حتى في وزنها الرمزي بسبب أنها كانت كلها ـ دون أي إستثناء تقريبا ـ محدودة الأثر جدا إلا على الجهاز الداخلي للحركة الذي سرعان ما يعاد بناؤه بسبب حركة الصعود التي كانت تعيشها. إنشقاق السابع من مارس آذار 1991 يعتبر أول إنشقاق سياسي من وزن ثقيل ورغم ذلك كان أثره محدودا جدا بسبب قدرة إثنين من ثلاثة من أصحابه على لزوم المكان المناسب بثبات عجيب لم يتزحزح قيد أنملة عما رسماه لنفسيهما. الإنشقاقات الفردية حتى في حالات العسر الشديدة في الحركة لم يكن لها أي أثر تقريبا بخلاف الجماعية. ( الدكتور كركر شفاه الله تعالى). ثالث إنشقاق ذات وزن في الحركة ( بعد إنشقاق التقدميين وبيان 7 مارس 1991) هو الذي أحدثته مجموعة لزهر عبعاب وهو أول إنشقاق يجمع إليه عشرات من المؤيدين وهو كذلك أول إنشقاق يتواصل مع السلطة بشكل مباشر بخلاف بيان 1991. الملاحظة الثالثة هنا هي أن الإنشقاق الذي تحتضنه السلطة يفعل فعله السيء في الحركة أي من حيث وحدتها.   رغم ذلك إستوعبت الحركة كل تلك الإنشقاقات
 الملاحظة الجامعة هي أن الحركة إستوعبت كل تلك الإنشقاقات إما بإيجابية أو بأقل الخسائر على الأقل. إلا أن الإمتحان الأخير الذي فرضته على الحركة مبادرة المناصحة الأخيرة مازال في طور الإعتمال والتفاعل والمعالجة من جهة بما يجعل من المبكر الحكم على نتيجته ولكنه ينذر بشيء ما من جهة أخرى لسببين : أولهما أن أصحابه من قيادة النخبة وليس من النخبة فحسب وثانيهما هو أن أصحابه وضعوا أنفسهم ـ بطبيعة الأشياء دون حاجة لا إلى تعريض بهم ولا إلى تبرئة النهج من الوقوع في المطبات ـ في ساحة سرعان ما إلتقطتها السلطة وجعلت منها مسرحا خصبا ومغريا في الآن ذاته لإختراق الحركة في رأسها إختراقا سياسيا بطبيعة الحال ولكن المعركة تدور فوق أرض الحركة وليس فوق أرض السلطة..   النهضة بين الحزب وبين المشروع
 إذا تأكد أن نخبة الحركة محل صراع دام بين السلطة وبين الحركة أيهما أسرع إستيعابا وأجدى تفاعلا على أساس أن إستيعاب السلطة يحمل المعنى السلبي الذي يقف عند حدود التجميد وليس المعنى الإيجابي الذي يجند النخبة .. إذا تأكد ذلك ـ وهو مؤكد بحسب تحليلنا ـ فإن النهضة في وجه إمتحان جديد وكبير لا عهد لها به.. وهو ما يدعو إلى توظيف مناورة السلطة حيال النخبة ضمن المشروع الثقافي للنهضة وليس ضمن مشروعها السياسي فضلا عن الحزبي وبذلك تمتص النهضة الضربة الجديدة كعادتها في إمتصاص الضربات.. وبذلك تتجنب النهضة الخسارة الآنية من جهة وتزود المشروع الثقافي الإسلامي الوسطي المعتدل في تونس بخبراتها وتجاربها ورجالها من جهة أخرى.. لا بل تكون النخبة نفسها محل إمتحان في ظل ذلك المشروع الثقافي بعد أن كانت هي مادة إمتحان بين الحركة وبين السلطة..   النهضة بين الحزب وبين المعارضة
 يتردد في بعض التحاليل السياسية أن نقمة السلطة شبه المفاجئة سيما في الأعوام الأخيرة ضد الحزب الديمقراطي التقدمي مردها إلى أمور ثلاثة : أولها أن الحزب فتح أبوابه على مصراعيها في وجه الإسلاميين بصفة عامة دون أن يكونوا تحديدا ممن كانوا سابقا في حركة النهضة أو قريبا منها بل في وجه المتدينين عموما من حصاد الصحوة التونسية الأولى النابتة في أواخر ستينيات القرن الميلادي المنصرم .. ثانيها أن الحزب بإنتخابه للسيدة مية الجريبي في آخر مؤتمر له إنما إنتخب سياسة المعارضة السياسية الجادة ومما زاد الطين بلة أن أكبر إنشقاق هز الحزب قبل زهاء عام تقريبا على خلفية تهدئة الصراعات مع السلطة لم تتح له مجالات تأثير مشهودة إذ تجاهلته السلطة نفسها بالرغم من أن المنشقين من دعاة التهدئة مع السلطة.. ثالثها أن السلطة نجحت في ترويض أكثر المعارضات المعترف بها من مثل حركة التجديد وحركات الوحدة الشعبية والديمقراطيين الإشتراكيين فضلا عن فسيفساء أخرى من المعارضات الديكورية الميكروسكوبية ولكنها فشلت فشلا ذريعا في وجه معارضة واحدة معترف بها وهي الحزب الديمقراطي التقدمي ولا شك أن ضرب حزب معترف به محرج للسلطة بأكثر مما تكون الضربات موجهة إلى حزب غير معترف به من مثل حزبي النهضة والشيوعي العمالي الأصلي ( جناح حمة ) فضلا عن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية..
 لا شك أن الأمر ذاته من الضربات الموجعة جدا سيقع مع حزب المؤتمر من أجل الجمهورية للسبب ذاته أي : فتح أبوابه على مصراعيها لإسلاميين كانت تربطهم علاقة مع النهضة لولا أن الحزب تحصن بالفرار إلى الخارج.. فضلا عن صغر حجمه بالنسبة للحزب الديمقراطي التقدمي..  السؤال الإستراتيجي الكبير هنا هو : إلى أي حد يمكن للمعارضة التونسية الجادة بمختلف ألوانها الفكرية والثقافية أن تتوافق على إستراتيجية سياسية في قضية الحريات السياسية والإعلامية والفردية على نحو تطبخ فيها تلك الإستراتيجية بمختلف مراحلها في قدر واحد وعلى نار واحدة أو في قدور متقاربة ونيران غير متباعدة.. ؟
هو أمر تأسست له هيئة 18 أكتوبر التي بقيت رمزا دون فعل.. يبدو أن الرموز الكبيرة تثير سخط السلطة بأكثر من اللزوم فتنقض عليها في حرب لا هوادة فيها.. عندها لا مناص للمؤمنين بأن الحرية هي مفتاح النهضة والتقدم والإزدهار في تونس من إسلاميين وعالمانيين ويسار وغيرهم من سلوك سياسة إعادة الإنتشار الإستراتيجي ضمن كيانات سياسية وحزبية وإعلامية كثيرة وصغيرة ولكنها تشترك في المشروع السياسي الإستراتيجي ذاته .. إذا كانت الحزازات الحزبية والإيديولوجية تحول دون ذلك فإن أوضاع النهضة اليوم وربما فيما تستقبل من أيام ربما لا يسعها غير ذلك بسبب أن المشكلة اليوم ليست في الحزب ولكن المشكلة ربما تكون في المشروع السياسي للنهضة وقوامه الحريات .. المشكلة الثقافية التي تصدت لها النهضة لم تعد ذات أولوية مطلقة إلا في تفاصيلها بين نمطين من التدين والصحوة وهو أمر مؤخر قطعا.. لكن المشكلة السياسية تبقى دون أفق تحت سقف الحزب .. المشكلة السياسية وقوامها الحريات ـ وليس غير الحريات إستراتيجيا حتى عقود أخرى ـ تجد لها مقاربات ممكنة في سياسة الإنتشار ضمن كيانات صغيرة وكثيرة بما يجعل السلطة في معركة دائمة مع تلك الكيانات الصغيرة والكثيرة .. كيانات قد لا تحتاج إلى تأسيس جديد ولكن يستثمر وجودها.. عندما تضطر السلطة ـ تحت مطارق الضعف الذي يحل بها لأسباب مختلفة ـ إلى غض الطرف عن بعض تلك الكيانات يكون مشروع النهضة السياسي ـ وقوامه الحريات إستراتجيا وليس سوى الحريات ـ قد أخذ طريقه إلى التحقق..   أي دور لنخبة النهضة في ذلك المشروع
 مشروع قد لا يثير الإستعداء أو لا يطاله الإستعداء لأسباب منها خلوه من الرمزية الكبيرة التي جندت السلطة نفسها على إمتداد عقدين كاملين ـ بل أزيد ـ ضده. مشروع ليس له رموز بشرية ولا رموز مؤسسية فضلا عن حزبية محددة. هو مشروع المعارضة. بل في جزء منه هو مشروع المعارضة الخفيفة التي تكافح من أجل مقعد هنا ومقر هناك. مشروع تجد له صدى في القطاع الإعلامي وصدى آخر في القطاع الحزبي وصدى ثالث في القطاع النخبوي العام وصدى رابع في مؤسسات المجتمع المدني نقابيا وحقوقيا.. مشروع لا يضرب حتى يضرب المجتمع كله أو المدني منه كله على الأقل.. عندها يستعصي المشروع على الضرب حقا..
 مشروع تلك هي قوته الإستراتيجية ولكن قوة أخرى لا بد منها هي قوة الدفاع عن ذلك المشروع خارج البلاد في المحافل الحقوقية والإنسانية والنقابية والسياسية وحتى الحزبية وهو متاح في أروبا حتى مع مع صعود اليمين المحافظ أو تمدد الإسلاموفوبيا غير أن الإستهانة بذلك هي الحالقة التي تجهض الأعمال وتؤخرها وتجمد الجاهزية للفعل الجديد..
 مشروع يتقوى بذلك ويزيد عليه القوة الإعلامية التي تتخذ السياسة ذاتها أي إنتشارا عشوائيا لا يتمترس وراء الرمزية والمؤسسية فضلا عن الحزبية..  نخبة النهضة بمختلف مواقعها وأماكنها لها دور مقدر في ذلك المشروع في كل مكان وفي كل حقل كلما حافظت على طبيعة المشروع بعيدا عن الرمزية والمؤسسية في الحقلين السياسي وما في حكمه من جهة والثقافي وما في حكمه من جهة أخرى..    (المصدر: موقع “الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 18 أفريل 2010)  


حديث الجمعة بقلم بسام بونني  


احتفلت تونس الأسبوع الماضي بالذكرى العاشرة لرحيل مؤسس الجمهورية التونسية. وقد اختلفت القوى السياسية بشأن كيفية التعامل مع هذا الحدث بل والتشكيك في مدى جدواه. عمد الحزب الحاكم كعادته إلى الاستئثار بنصيب الأسد إعلاميا وسياسيا بالذكرى، فخصّص حيزا زمنيا واسعا في وسائل الإعلام السمعية والبصرية ومساحات شاسعة على الصحف ومواقع الإنترنت لرئيسه وأنشطته في هذه المناسبة، مكرّسا بذلك فكرة ترسّخت لعقود – وما زالت – مفادها أنّ الرئيس بورقيبة – وخلفه – لم يكن رئيسا إلاّ للحزب أو على المنتمين للحزب. أمّا بعض أحزاب المعارضة، فلم تحد عن القاعدتين المتناقضتين : إمّا نبرة الانتقام والتعبير عن رفض إحياء هذه الذكرى، وإمّا الإطناب في المرثيات والبكائيات.وبعيدا عن هذا وذاك، ليس المهمّ الاحتفاء بذكرى وفاة رجل لن تمحيه آثار التاريخ بحسناته ومساوئه، بقدر ما أنّ الأهمّ هو الوقوف عند إرث الرئيس الراحل والتمعّن في ما آلت إليه الأمور من بعدها بسرّائها وضرّائها. وقد أحسن الوزير السابق، السيد الباجي قايد السبسي، في شهادته، تحليل مسار الدولة خلال الحقبة البورقيبية، خاصة في علاقة المؤسسات السيادية بالحزب الحاكم، وأشار إلى أهمّ النقاط التي حالت دون تطور الحياة السياسية والتي اعتبرها غير قابلة للتصحيح إلاّ بإرادة سياسية قوية.بعبارة أخرى، ليس المطلوب هنا، تقديس الراحل أو شيطنته. فلا ملاك على وجه الأرض ولا شياطين وكلّنا معرّضون لثنائية الخطإ والصواب وإن اختلفت الدرجات والمستويات. فقط هو الاجتهاد في الفهم والقدرة على التجاوز. فكلّ شيء زائل بما في ذلك الاختلافات والخلافات. وبالتالي، وجب إعادة الاعتبار إلى قراءة التاريخ واستخلاص العبر، بعيدا عن التطرّف مهما كان اتجاهه. وما ذكرى وفاة الرئيس بورقيبة سوى مشهد من المشاهد اليومية التي تمرّ أمامنا في مسلسل العبث البغيض بتاريخنا الذي هو ملك للجميع دون استثناء. ومن السهل الوقوف في الآونة الأخيرة على عدّة سلوكيات غير مقبولة وبالتالي غير صحية.فتصفية الحسابات أضحت الشغل الشاغل لمعظم القوى السياسية في البلاد وهو مؤشر خطير إن دلّ علي شيء فإنّه يدلّ على حالة العداء التي أصبحت تهيمن على الساحة. والخطير أنّ نبرات التشفي تلك بصدد تحويل وجهة قطاعات واسعة من الرأي العام – خاصة في صفوف الشبان – إلى مرجعيات سياسية وفكرية وعقائدية لا تمت لواقعنا الحضاري بصلة وهو وما ينذر بتشكّل مشهد جديد قوامه الاختلاف لمجرّد الاختلاف سيجرّنا حتما إلى التحسّر على الفرص الضائعة طيلة العقود الأخيرة. إنّ التأمل في العهد السابق والذي تلاه بكلّ ما فيهما من قوى سياسية ورموز وشخصيات مؤثرة والتعامل معها بجدية هو من مكامن القضاء على داء التنافر المتبادل بين الفاعلين وكسر الجمود السياسي. وهي عملية عسيرة لما فيها من شروط أخلاقية يجب أن تتوفّر في السياسي والصحفي والحقوقي والنقابي والمؤرخ وكلّ من تسوّل له نفسه التسلل إلى هذا الحقل المزروع ألغاما. ورغم جسامة معركة الأمانة الفكرية، فإنّ لا مفرّ من محاسبة الذات والآخر المتكامِلَين مهما فرّقت بينهما السبل. فذاك قدرهما.


محمد بن محفوظ يرحل عنا

 


فقدت الساحة الوطنية يوم الأربعاء الماضي واحدا من أبرز أعلام الحركة التقدمية واليسارية التونسية هو الأستاذ محمد بن محفوظ، عن سن تناهز 76 عاما وبعد صراع مرير مع المرض. ويعتبر الأستاذ بن محفوظ من أبرز قادة حركة آفاق، وقد حكمت عليه محكم أمن الدولة في 1968 بـ 11 سنة سجنا وذلك إثر الأحداث الشهيرة التي عاشتها الجامعة التونسية في مارس من السنة نفسها. وقد عُرف الأستاذ الكبير في القانون العام ومربي الأجيال بكتاباته ومقالاته المتينة في الحقلين القانوني والسياسي. وكان مدافعا ثابتا لم تنخفض له نبرة عن حقوق التونسيين وحرياتهم وعن ضرورة إدخال إصلاحات جوهرية على دستور البلاد تكفل ممارسة الحريات الفردية والعامة وتضمن إصلاح النظام السياسي التونسي في اتجاه الفصل بين السلطات وتقليص دور السلطة التنفيذية المتغولة، وضمنها تحديد صلاحيات ووظائف رئيس الدولة. ويشهد كل الذين عرفوه عن قرب بحسه المرهف في التعامل مع الآخرين وبرفعة أخلاقه وتواضعه. رحم الله الفقيد رحمة واسعة ورزق أهله وذويه وأصدقائه جميل الصبر والسلوان
 
(المصدر: “الموقف”، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 542 بتاريخ 16 أفريل 2010)
 


أخبــــار


 
زيارة  
يتردد في أوساط على صلة بوزارة الخارجية أن وزير الخارجية السيد كمال مرجان سيؤدي زيارة للولايات المتحدة من 26 إلى 28 أفريل الجاري يجتمع خلالها مع نظيرته هيلاري كلينتون ومسؤولين في غرفتي البرلمان.  
وفد  
سيحل بتونس أواخر الشهر الجاري وفد من شبكة المنظمات غير الحكومية الدولية المعنية بمتابعة أوضاع الحريات في بلادنا، ومنها منظمة “البند 19” وجمعية القلم الدولية “بان إنترناشيونال” والمؤسسة المعنية بالرقابة “إندكس أند سنسرشيب”. وسيجري أعضاء الوفد اتصالات واسعة مع جميع الأطراف المعنية بحرية التعبير. وكانت شبكة “أيفاكس” التي تضم أكثر من ستين منظمة غير حكومية من هذه المنظمات اصدرت تقارير قطاعية هامة عن بلادنا، لكن الحكومة لم تأخذها في الإعتبار رغم أنها جاءت متقاطعة مع مواقف منظمات وأحزاب تونسية حول مسائل الحريات وحقوق الإنسان.    
علاقات عامة  
أفادت مصادر مطلعة أن زيارة الرئيس السابق للحزب الإشتراكي البلجيكي الذي أجرى لقاءات مع عدة مسؤولين حكوميين ومع الأمين العام للحزب الحاكم، وكذلك الزيارة التي تلتها والتي قام بها نائب رئيس الوزراء البلجيكي تندرجان في إطار حملة علاقات عامة تقوم بها الحكومة في اتجاه بلجيكا التي ستتولى رئاسة الإتحاد الأوروبي لمدة ستة أشهر. ومن المتوقع أن تتزامن الرئاسة البلجيكية مع تكثيف المفاوضات بين تونس والإتحاد الرامية للنظر في طلب تونس منحها “المرتبة المتقدمة” من قبل الإتحاد أسوة بالمغرب. ومعلوم أن اسبانيا التي تتولى رئاسة الإتحاد الأوروبي حاليا، والتي لديها استثمارات واسعة في بلادنا، أعلنت موافقتها الفورية على إعطاء تونس “المرتبة المتقدمة”، وهو أيضا موقف فرنسا وإيطاليا لأسباب اقتصادية واضحة.  
مليار دينار  
أفادت مصادر مطلعة أن كلفة إنجاز مطار النفيضة بلغت 1 مليار دينار، علما أن الشركة التركية “تاف” الفائزة بلزمة مطاري النفيضة والمنستير تعهدت بدفع 500 مليون دينار مقابل حصولها على اللزمة.  
5 + 5  
رغم تعثر إطار 5 + 5 الذي يجمع الدول المطلة على الضفتين الشمالية والجنوبية للحوض الغربي للمتوسط، ستستضيف بلادنا يومي 15 و16 أفريل الجاري اجتماعا وزاريا للدول العشر، لمحاولة إعطاء دفعة لهذا المسار. وكانت القمة التأسيسية عُقدت في تونس في ديسمبر 2003، إلا أن الخلافات بين البلدان الأعضاء، وخاصة توتر العلاقات المغربية الجزائرية بسبب نزاع الصحراء، حالت دون انطلاق التعاون في الإطار المتوسطي.  
عودة السلامي  
بعد غيبة طويلة لمفتي الجمهورية الأسبق الشيخ محمد مختار السلامي من المشهد العمومي، عاد اسمه للتداول بعد تعيينه رئيسا لهيأة الرقابة الشرعية في”بنك الزيتونة” الذي أسسه صخر الماطري. وكان الشيخ السلامي الذي عُزل من الإفتاء على إثر مشاركته في ندوة علمية في البحرين، تولى مهمة الرقابة الشرعية في عدة مؤسسات مالية إسلامية من بينها “بنك البركة” الذي يملكه السعودي صالح كامل.  
إقصاء  
ينظم “المركز التونسي لحوكمة المؤسسة” الذي يرأسه السيد سليم زروق دورة تكوينية للصحفيين في مقر المعهد العربي لرؤساء المؤسسات محورها فهم الأوضاع المالية للمؤسسات والسيطرة على الأدوات الإحصائية. ولوحظ أن الصحفيين العاملين في “الموقف” وصحف المعارضة تم إقصاؤهم من المشاركة رغم أنها من المطبوعات القليلة التي تتجرأ على طرح قضايا الحوكمة وحسن الإدارة والشفافية.   
مهندسون نوويون  
تتجه الشركة التونسية للكهرباء والغاز للتوقيع على اتفاق مع روسيا يرمي إلى تدريب 10 مهندسين تونسيين في مؤسسات دولية بين عامي 2008 و2012، إضافة إلى تدريب 50 مهندساً في مؤسسات وطنية بين عامي 2013 و2022. ويتوقع التونسيون أن يراوح إنتاج المحطة الكهرونووية المنوي إقامتها بين 700 وألف ميغاوات تمثل 20 في المئة من حاجة البلاد إلى مصادر الطاقة.  جاء ذلك في إطار ندوة دراسية أقامتها مؤخرا الشركة، بالتعاون مع المركز التونسي للعلوم والتكنولوجيات النووية، والمركز النووي الروسي «روساتوم» لإعداد الدراسات التمهيدية لإطلاق «البرنامج التونسي لإنتاج الطاقة بالاعتماد على مصادر نووية».  
 
(المصدر: “الموقف”، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 542 بتاريخ 16 أفريل 2010)
 


تونس تظفر بمفاعل نووّي بإشراف فرنسيّ في 2023: تحفظ تجاه المخاطر البيئيّة ودعوة إلى الاستثمار بمجال الطاقة الشمسيّة

 


إسماعيل دبارة    الدكتور أحمد بوعزيّ المتخصّص في “الطاقات المتجددة والخلايا الشمسية
تونس: يبدو أنّ تونس أضحت قاب قوسين أو أدنى من إنتاج الطاقة النووية للأغراض السلميّة على أراضيها، فبعد أن تعهّد الفرنسيون ببناء أوّل مفاعل نووي على الأراضي التونسيّة، كثر الجدل حول هذا المشروع الضخم ليتّخذ تارة منحى اقتصاديًّا وطورًا آخر منحى بيئيًا. وتشير التكهنات من الجانبين (الفرنسيّ والتونسيّ) إلى أنّ المفاعل النوويّ سيكون جاهزًا للاستغلال سنة 2023. ويعتبر الإمضاء على البروتوكول المبدئي بين تونس وفرنسا العام الماضي خلال زيارة فرانسوا فيون الوزير الأول الفرنسي، اللبنة الأولى لهذا المشروع الذي كان يخامر بعض المسؤولين التونسيين منذ ثمانينات القرن العشرين دون أن تتاح الظروف الملائمة لانجازه. وستبني فرنسا بموجب الاتفاق مع التونسيين مفاعلاً نوويًا لإنتاج الكهرباء وذلك انطلاقًا من سنة 2020، وسوف يكون المفاعل من صنف “مفاعل بالماء المضغوط”. ومن المنتظر أن تشرف الشركة الفرنسية “أريفا” على بناء هذا مفاعل، و”أريفا” هي الشركة ذاتها التي تبني حاليًّا مفاعلاً مماثلاً لفائدة فنلندا وستصل تكلفة المفاعل التونسي أربعة مليار دولار للجيغاواط، وتبلغ قوته واحد جيغاواط. ويقول المسؤولون التونسيون إنّ هذا المشروع سيساعدهم على انجاز المحطة الأولى لتوليد الطاقة النووية بحلول العام 2020 مما يعني إنتاج ما بين 700 وألف ميغاوات وهو ما يعادل الـ 20 في المئة من حاجة البلاد إلى مصادر الطاقة. ومن المتوقّع بحسب الخبراء أن تدوم مدّة تشييد المفاعل سبع سنوات، ولم تكتف تونس بالخبرات الفرنسية فحسب في هذا المجال، بل إنها طلبت مؤخرًا من روسيا مساعدتها في إنتاج الطاقة النووية، والمساهمة في إعداد دراسات تمهيدية لإطلاق “البرنامج التونسي لإنتاج الطاقة بالاعتماد على مصادر نووية”. وتعكف “الشركة التونسية للكهرباء والغاز” خلال الفترة الأخيرة على إقامة ندوات دراسية بالتعاون مع “المركز التونسي للعلوم والتكنولوجيات النووية”، و”المركز النووي الروسي” (روساتوم)، في إطار الاستعدادات لاعتماد الخيار النووي السلميّ وبمشاركة كل من فرنسا وكندا وأفريقيا الجنوبية. وقال رئيس البرنامج النووي التونسي مصطفى الفقيه إنّ “تحديد إقامة موقع المحطة النووية التونسية سيكون على ساحل البحر خلال العام 2012، على أن يستمر البناء سبع سنوات”. وذكر المدير العام للمركز التونسي للعلوم والتكنولــوجيات النوويــة عادل الطرابلسي، أن استخـــدام المصـــادر النوويـــة “يشكـــل فرصـــة لتطويــر الصناعـــة المحلية وتنويع مصادر الطاقة”. وتستعد تونس للتوقيع على اتفاق مع روسيا ستقوم الأخيرة بموجبه بتدريب 10 مهندسين تونسيين في مؤسسات دولية بين عامي 2008 و2012، إضافة إلى تدريب 50 مهندسًا في مؤسسات محلية بين عامي 2013 و2022. وكأيّ مشروع من “الوزن الثقيل” كان من المتوقّع أن يثار الجدل من حوله، وعلى الرغم من إشادة معظم المتابعين بهذه الصفقة التي ستساعد كثيرًا في إنتاج الطاقة النووية على الأراضي التونسيّة، فإنّ بعض المختصّين أبدوا تحفظهم تجاه المشروع الذي ستكون له انعكاسات بيئية واقتصاديّة على البلد. وطالب خبراء الحكومة التونسية سابقا بضرورة الاستثمار في “الطاقة النظيفة” على غرار الطاقة الشمسية التي تمكّن من توليد الكهرباء بثمن أقلّ وبدرجة خطورة أقلّ من مثيلتها في مشاريع الطاقة النوويّة. وفي مقابلة مع “إيلاف” كشف الدكتور أحمد بوعزيّ المتخصّص في “الطاقات المتجددة والخلايا الشمسية “أنّ المفاعل الفرنسيّ “سينتج الطاقة لمدّة 40 سنة ثم يتطلّب تفكيكه 25 سنة. ويتطلّب التشييد تكنولوجيا يحتفظ بها مالكوها دون سواهم وليسوا مستعدّين لتمكين زبائنهم من معرفتها كما يتطلّب تسيير المفاعل تكنولوجيا وخبرة لا يقدمها الفرنسيون لأنها أساس تفوّقهم واحتكارهم”. وبحسب الدكتور بوعزّي مؤلف كتاب (الكهرباء الشمسيّة) فإنّ المفاعل “يشمل موادّ مشعّة تضر بملايين البشر أشد ضررًا، في حالة حدوث أي تسرّب مع العلم أن الوقود النووي سيكون مستوردًا ممّن سيقومون ببناء المفاعل”. ويدعو بوعزّي إلى ضرورة استغلال الطاقة الشمسية عوضًا عن النووية في بلد مثل تونس قائلاً: “إذا كان ثمن “الواط” من الكهرباء النووية يبلغ 4 دولارات فإن ثمن “الواط” من الخلايا الشمسية يبلغ حاليًّا أقل من دولارين، وتُصنع الخلايا الشمسية من الرمل وتدوم صناعة محطّة كهروشمسية وتركيبها بضعة أشهر وتشتغل لمدّة 25 سنة ويتطلّب تفكيكها بضعة أيام إن لم نقل بضع ساعات، وإذا قارنّا ثمن إنتاج الكهرباء من محطة نووية بثمن إنتاجه من محطّات كهروشمسية معادلة لها، فإننا نجد أن ثمن الكيلواط ساعة الذي نشتريه اليوم بـ 134 مليما يتكلّف بحوالى 90 مليم من المحطّة النووية وحوالى 450 ملّيما من المحطة الكهروشمسية، أما إذا واصلنا المقارنة فإننا نجد أن تكنولوجيا إنتاج الخلايا الشمسية في متناولنا وهي لا تتطلب احتياطات خاصة لأنها ليست حسّاسة من الناحية العسكرية والإستراتيجية ولا تشتمل على مخاطر على حياة الإنسان نظرًا لغياب الإشعاع والانفجار والاحتراق إلى غير ذلك، بخلاف المحطّات النووية الشديدة الحساسيّة. ثمّ إن المحطّات الكهروشمسية لا تنتج غازات الاحتباس الحراري ولا تصدر ضجيجًا ولا نفايات صلبة فهي نظيفة بشكل كامل”. ويستند الدّاعون إلى الاستثمار في مجال الطاقات الشمسية عوضًا عن النوويّة إلى القول بأنها غير مركّزة في مكان واحد بعكس المحطّة النووية التي يمكن أن تتعرّض إلى حادث قد يوقفها عن العمل، فينتج عن عطبها حرمان ربع السكان من الطاقة ويتوقّف جزء كبير من الصناعة عن العمل لمدّة قد تطول، عكس المحطّات الكهروشمسية المنتشرة بطبعها كانتشار الطاقة الشمسية في أنحاء واسعة من البلاد وعند وقوع أي حادث في أي محطّة فسوف يتعلّق الأمر بخلل صغير قد لا يؤثّر على إنتاج الكهرباء في البلاد. ويقول مناهضو المشروع النووي انه لن يكون مجديًا من الناحية الاقتصاديّة وتحديدًا من ناحية التشغيل وخلق مواطن الشغل للعاطلين، فهو لن يوظف الآلاف من المعطلين في تونس، فالفرنسيون هم من سيشرفون على بناء المفاعل وتجهيزه وإطلاقه وصيانته ولا يحقّ للتونسيين التدخّل في مختلف مسارات إرساء الطاقة النووية في تونس، بل ستكون معظم الإطارات والكوادر التي ستشرف على المشروع وتستثمر فيه غربية لا تونسيّة. ويقول الدكتور بوعزّي لـ”إيلاف” :” تكنولوجيا الخلايا الشمسية لازالت في متناولنا وهي قادرة على تمكيننا من بناء مصانع للخلايا الشمسية في تونس تنتج ما نستهلكه وتشغّل اليد العاملة وتساهم في بعث شركات متعدّدة لتركيب محطّات إنتاج الكهرباء الشمسية لأن ذلك لا يحتاج إلاّ إلى مهارات هي موجودة حاليًا، كما أنها تجعلنا نبدأ ذلك منذ الآن ولا ننتظر خمسة عشرة سنة قادمة مثلما هي الحال في المحطّة النووية، ولإنتاج خلايا بقدرة ألف ميغاواط خلال العشر سنوات القادمة سنحتاج إلى تشغيل حوالى 20000 شخص أغلبيتهم من المتخرّجين من الجامعات وهذا ما عجزت الحكومة عن التفكير فيه عندما أقدمت على توقيع الاتفاق مع الفرنسيين لإنشاء مفاعل نووي في بلادنا”. ويختم بوعزّي قائلاً: “أعتقد أن إنجاز دراسة معمّقة في الموضوع وتغليب مصلحة البلاد والأجيال القادمة ربّما سيجعلنا نراجع خيار المحطّة النووية ونشمّر على سواعدنا ونبدأ العمل من الآن في إنتاج الخلايا الشمسية للاستهلاك المحلي والتصدير ولا ننتظر خمسة عشر سنة لا نعرف ما سيقع خلالها من أحداث”. يشار إلى أنّ الحكومة التونسية أعلنت تركيز فريق يعمل في إطار” الشركة التونسية للكهرباء والغاز” ليهتم بدراسة مشروع الطاقة النووية الذي تمتد على 3 مراحل، تنتهي الأولى في حدود 2012. أما المرحلة الثانية فتتعلّق بدراسة الجدوى التقنية والاقتصادية من سنة 2012 إلى سنة 2015 وتهتم بطلبات العروض والتعرف إلى تكنولوجيات المصنعين. وتمتد المرحلة الثالثة من 2016 إلى 2020 وتمثل بداية التركيز والاستغلال للمشروع النوويّ.  


سعر الكيلو من اللحم يصل إلى 16 دينارا … لماذا؟


محمد الحمروني
قفزت في الآونة الأخيرة  أسعار اللحوم الحمراء وخاصة البقري منها إلى ما يقارب 16د للكيلو الواحد، قبل أن تتراجع لتستقر في حدود 12 د، ثم تعاود الارتفاع من جديد إلى نحو 14 د.  وأثار هذا التقلب في أسعار هذه المادة الحيوية وما يعكسه من اضطراب في تزويد السوق بالكميات الكافية منها، الكثير من اللغط حول الأسباب التي تقف وراءه. وأصبح السؤال الرئيسي الذي يشغل بال المعنيين بهذا القطاع هو التالي: هل أضحى قطاع اللحوم يعيش أزمة على غرار الأزمة التي شهدها قطاع الحليب؟ وهل هذه الأزمة ظرفية وعابرة أم أنها عميقة وهيكلية؟ قبل محاولة الإجابة على هذا السؤال لا بد من الإشارة إلى أن بلادنا أصبحت تشهد بصفة شبه دورية أزمة في قطاع اللحوم الحمراء، البقري منها والضأني، وهي أزمة تعبر عن نفسها من خلال الارتفاعات المفاجئة لأسعار هذه المادة، ولكن أيضا من خلال اللجوء إلى تزويد السوق باللحوم المجمدة المستوردة من بلدان أمريكا الجنوبية، وتراجع إقبال المربين على الاستثمار في هذا القطاع، وأخيرا تذمر الموردين وأصحاب النزل من ارتفاع أسعار اللحوم المجمدة. معنى ذلك أن هناك أزمة حقيقيّة يعيشها قطاع اللحوم الحمراء، ويدفع المواطنون ثمنها من خلال اضطرارهم لشراء الكلغ الواحد من اللحم بما يفوق اجر يوم عمل كامل بالنسبة للكثير منهم. فما هي أسباب هذه الأزمة؟ بين الظرفي والهيكلي الجهات الرسمية أعادت الأزمة إلى عوامل ظرفية تتعلق باختلالٍ موسميٍّ بين العرض والطلب، وهو اختلال عائد إلى تراجع إنتاج القطيع في هذه الفترة من السنة، الأمر الذي نجم عنه ارتفاع أسعار هذه المادة. وما زاد من تعميق هذه الأزمة الظرفية وجود إشكالات تتعلق بتوريد اللحوم المجمدة، وهي إشكالات عائدة إلى ما تشهده السوق العالمية للحوم من تطورات من بينها إيقاف الأرجنتين تصدير منتجاتها المحلية من هذه المادة ورفع البرازيل لأسعار صادراتها من اللحوم بنسبة تفوق الـ 25 بالمائة. هذا بالنسبة للحوم الأبقار، أما الضأني فيعود ارتفاع أسعارها إلى ارتباط الفترة الماضية بفترة الولادات، وهو ما جعل المعروض من لحوم الأغنام أقل الأمر الذي أحدث اختلالا بين العرض والطلب وأدى إلى حصول ارتفاع في الأسعار، حسب المصادر الرسمية. لكن جهات أخرى وخاصة منها القريبة من المربين، رأت أن الأزمة هيكلية وهي ترتبط من جهة بالتوجهات الرسمية للدولة فيما يخص الزراعة الكبرى ومنها الزراعات العلفيّة، وغياب إستراتيجية وطنية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم من جهة ثانية. ففي شهر فيفري الماضي شهدت بعض المناطق وخاصة الواقعة منها في الوسط والجنوب صعوبات كبيرة لدى مربي الماشية الذين يعتمدون على الرعي. واضطر العديد منهم إلى التفويت في قطعانهم الصغيرة للجزارين بما في ذلك الأمهات من الأبقار والأغنام، مثلما وقع منذ سنتين تقريبا، وهو ما خلق أزمة تمثلت حينها في ارتفاع أسعار الأضاحي في العيد الأخير إذ بلغ سعر بعضها نحو 600د وأكثر. ولتجاوز هذه الأزمة قررت الجهات الرسمية زيادة مستورداتها من المواد العلفيّة من 200 ألف طن إلى 300 ألف طن، ينتظر أن توزع على المربين في الأيام القليلة القادمة. وهكذا فإن جزء امن الأزمة يعود إلى ارتفاع ثمن الأعلاف وخاصة منها الشعير، وهذا الأمر مرتبط بما تشهده أسعار هذه المادة من ارتفاع في السوق العالمية التي  أصبحت بلادنا ومنذ فترة تعتمد عليها لسد حاجاتها منها. وكانت بلادنا اتجهت منذ فترة طويلة نسبيا إلى استيفاء حاجياتها من المواد العلفيّة من السوق العالمية بسبب انخفاض أسعارها في هذه السوق، مقابل ارتفاع تكلفة إنتاجها في الداخل. وأدى هذا التوجه إلى تراجع اهتمام عدد كبير من الفلاحين بالاستثمار في هذا القطاع، خاصة بعد تراجع الدعم الحكومي لهم وتقلص هامش ربحهم بسبب تدني الأسعار التي يقتني بها ديوان الحبوب محاصيلهم. والنتيجة هي تراجع المساحات المخصصة لمثل هذه الزراعات وتراجع المحاصيل وبالتالي ارتفاع أسعار الأعلاف، وهو ما نتج عنه أيضا ارتفاع التكلفة بالنسبة لمربي الأبقار، وهو ما دفعهم الى التخلص من قطعانهم. أما السبب الهيكلي الثاني في ارتفاع أسعار اللحوم فهو غياب إستراتيجية وطنية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه المادة الحيوية، فالى اليوم لا توجد خطة واضحة لتوفير العجول المخصصة لإنتاج اللحوم، ما عدا المستوردة منها، وهو ما يجعلنا خاضعين لتقلبات السوق العالمية ومرتهنين لها. فأكثر من 90 في المائة من العجول التي تتم تربيتها في بلادنا هي من أمهات مخصصة لإنتاج الحليب، وبالتالي فهي غير معدة لإنتاج اللحوم ومردوديتها اقل بكثير في هذا المجال. إضافة إلى أن الاعتماد على العجول المستوردة في عملية التسمين يحرم الفلاح من إمكانية الاستفادة منها في عملية الإستيلاد بهدف تكوين قطيع من نفس السلالة، لان هذه العجول تأتينا وهي “مخصية” ولا يمكن الاستفادة منها بأي حال في هذا الباب. أما السبب الهيكلي الثالث فيتعلق بترتيب أوضاع هذا القطاع من حيث الإنتاج ومسالك التوزيع وغيرها، فالقطاع يشهد فوضى كبيرة جدا ذلك ان العجول والذكور والإناث والأبقار كبيرة السن… تباع كلها لدى القصابين دون تمييز بينها في السعر، وهو أمر غير معقول حسب مصادر من اتحاد الفلاحين. ويرى هؤلاء ضرورة “إجبار كل المتدخلين في مستوى مسالك التوزيع على الفصل بين كل هذه الأصناف سواء في أسواق الدواب أو لدى الجزّارين … وبهذه الطريقة فقط يمكن الضغط على أسعار اللحوم”. هل من حل؟ للإجابة على هذا السؤال رأى عدد من المختصين والفلاحين ضرورة أن تبادر الحكومة أولا إلى معالجة الأسباب المباشرة التي أدت إلى هذه الأزمة والمتمثلة أساسا في ارتفاع أسعار العلف عبر توفير الكميات الضرورية من هذه المادة وبالأسعار التي تتناسب وإمكانيات المربين. وإضافة إلى هذا الإجراء على الجهات المعنية أن تبادر الى وضع خطة لتكوين قطيع محلي من رؤوس الأبقار المخصصة لإنتاج اللحوم مثلما فعلت بالنسبة للحليب، وتزيد في دعمها للفلاحين مثلما هو معمول به في عدد من الدول الأوروبية على غرار فرنسا وحتى الدول العربية ومنها مصر. كما انه يتعين على الحكومة أن تبادر إلى تنظيم الفوضى العارمة التي تضرب هذا القطاع خاصة في مستوى اسواق الدواب وموزعي اللحوم والقصابين. وفي باب الحلول بعيدة المدى رأى عدد من المتدخلين المعنيين بعملية تربية الماشية ضرورة أن تتجه السلطة إلى التفكير في بدائل اقل كلفة لإنتاج اللحوم الحمراء ومنها الإبل التي يعتمد في تربيتها على الرعي وتستطيع العيش في مناطق جافة أو شبه جافة كالوسط والجنوب. والى جانب الإبل يمكن التفكير أيضا في تطوير قطاع تربية الماعز التي تتميز بقدرتها على التأقلم مع الظروف المناخية والبيئية الصعبة.
 

(المصدر: “الموقف”، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 542 بتاريخ 16 أفريل 2010)  


سحابة الرماد البركاني تشل مطارات تونس جزئيا

إلغاء 572 رحلة وأكثر من 12 ألف سائح ومددت إقاماتهم 30 ألف مسافر لم تنقلهم الخطوط التونسية بعد إلغاء 110 رحلات


تونس ـ الأسبوعي حالة الفوضى التي تعيشها المطارات الأوروبية بسبب «الحظر» الذي فرضته سحابة الرماد البركاني على الحركة الجوية شملت تونس التي ألغيت الرحلات المنطلقة منها، والقادمة إليها من كل المطارات الأوروبية تقريبا… وهو ما أجبر آلاف السياح الذين كان عليهم أن يغادروا من كل المطارات التونسية البقاء في نزلهم إلى حين أن يتحقق الانفراج المرجو في حين ظل آلاف آخرون برمجوا للقدوم إلى تونس خلال عطلة الربيع التي انطلقت نهاية الأسبوع في بيوتهم ينتظرون بعد أن سددوا ثمن رحلة قد لا تتم… السياح ليسوا وحدهم المتضررين من بركان ايزلاندا فهناك آلاف آخرون من رجال الأعمال وعموم المسافرين والسياح التونسيين المتوجهين إلى أوروبا تسمروا بدورهم في بعض المطارات في انتظار إشارة الانطلاق التي ستحدث بدورها حالة من الفوضى الجديدة محليا ودوليا. 572 رحلة ملغاة وحسب آخر الاحصائيات التي توفرت لـ«الأسبوعي» مساء أمس فإنه منذ توقف الرحلات محليا أي يوم 16 أفريل الجاري إلى حدود منتصف ليل أمس ألغيت 572 رحلة من وإلى المطارات التونسية منها 295 رحلة كانت متجهة لأوروبا و277 أخرى كانت قادمة من أوروبا إلى مطاراتنا ومن ضمنها 190 رحلة كانت مبرمجة على مطار تونس قرطاج 95 منها ذهابا و95 قادمة إليه و139 رحلة من مطار جربة 72 منها ذهابا و67 قادمة إليه و199 رحلة من مطار المنستير 106 منها ذهابا والبقية كانت قادمة إليه و32 رحلة من مطار المنستير 16 منها ذهابا و12 رحلة من مطار توزر نصفها -ذهابا- والبقية كانت قادمة إليه. 12 ألف سائح وأمام هذا الوضع «الصعب» دعي ما لا يقل عن 12 ألف سائح -وقد يكون عددهم ارتفع مساء أمس بحكم انتهاء مدة إقامة آخرين- إلى البقاء في فنادقهم إلى حين إعادة فتح الوجهات التي كانوا سيقصدونها… ولئن دعت سلطة الإشراف وكلاء الأسفار وأصحاب الفنادق إلى التصرف بمسؤولية ومراعاة هذا الظرف الخاص فإن تململا سجل في صفوف البعض من أصحاب الفنادق الذين باتوا يخشون أن ترتفع فاتورة الإقامة ولا يسددها لهم وكيل الأسفار ولا السائح… عموما فإن خصوصية الوضع تفرض التصرف بحكمة لأن جل وكلاء الأسفار من منظمي الرحلات المسترسلة بحيث أن الطائرة التي تحل لتنقل المغادرين يأتي على متنها الوافدون وعدم إشغال غرف النزل من الوافدين يفترض أن تتحول آليا للباقين… غير أن بعض وكلاء الأسفار بدؤوا في إلغاء بعض الحجوزات خصوصا وأن رحلاتهم كانت مبرمجة لنهاية الأسبوع ولم يتسن تسييرها. من يعوض؟ وتعتبر مسألة التعويضات والضمانات من أدق المسائل في النقل الجوي إذ يقول القانون الدولي للنقل الجوي أنه في حالة حصول كوارث طبيعية فللمسافر الحق إما في ارجاع ثمن تذكرته أو تأجيل الرحلة إلى موعد لاحق تحدده الناقلة وفقا لما يتوفر لها من امكانات وهو ما يعني أن فتح الأجواء مجددا سيفتح جبهة مشاكل جديدة للناقلات الجوية إذ سيجد مسؤولوها أنفسهم أمام مواجهة الطلب المتراكم والضغط على الأجواء وعلى المطارات بما يعني أن أياما من التعقيدات والتأخيرات قادمة لا محالة… وفي نفس الإطار لا بد من الإشارة إلى انعكاس ذلك على الحركة السياحية محليا خصوصا وأن إلغاء الرحلات تزامن كما سبق وقلنا مع عطل الربيع التي كان من المتوقع أن تنشط القطاع السياحي محليا. وقد كان الاضطراب الحاصل وراء إلغائها يناهز الـ400 رحلة شارتر ما بين ذهاب وإياب بما سيجعل من الأسبوع الجاري أسبوع الاضطراب في فنادقنا التي كانت تأمل أن تنعش حجوزات هذه العطلة القطاع قبل حلول موسم الذروة الذي سيتأثر حتما بتزامنه مع حلول شهر رمضان… في الخطوط التونسية وطنيا كذلك تجدر الإشارة إلى أن الناقلة الوطنية «الخطوط التونسية» تأثرت بدورها من هذا الاضطراب إذ اضطرت أن تلغي إلى حدود مساء أمس 110 رحلات في اتجاه كل مطارات أوروبا باستثناء مطار روما الذي لم يغلق في وجه الملاحة إلى الآن… وقد كان هذا الإلغاء وراء تعطيل سفر 30 ألف شخص في الرحلات المنتظمة والشارتر ولئن فتحت مساء أمس الرحلات في اتجاه كل من مرسيليا ونيس فإن مطارات شمال فرنسا مازالت مغلقة إلى حدود الثلاثاء في حين ستفتح مطارات إسبانيا تدريجيا اليوم. تطورات وبعد هذا «الحظر» الجوي الذي ضربته الطبيعة توجه المسافرون بأعداد هامة إلى ميناء حلق الوادي علهم يظفرون بمقعد في رحلة الناقلة البحرية الفرنسية التي انطلقت بعد ظهر أمس وقد تم نقل ألفي راكب في اتجاه مرسيليا في حين حجز ألف آخرون إلى حدود أمس أماكن في رحلة الشركة التونسية للملاحة المبرمجة غدا علما أنها كانت ستنطلق الاربعاء فتم تقديمها للظروف الخاصة… وبالتوازي تم مساء أمس برمجة 5 رحلات في اتجاه مرسيليا وواحدة في اتجاه نيس وواحدة في اتجاه تولوز من مطار تونس و6 رحلات من جربة في اتجاه مرسيليا ورحلة من المنستير في اتجاه مرسيليا. سؤال مشروع ويبقى السؤال مطروحا… ماذا لو وصلت سحابة الرماد تونس خصوصا وأنها بلغت سماء البحر الأبيض المتوسط… سؤال تصعب الإجابة عنه -حاليا- ولو أن معطيات مساء أمس تقول أن الرياح العليا تنحو في اتجاه الغرب بما يدفع السحاب إلى أوروبا وتقول آخر المعطيات أن الرياح تدفع السحابة الرمادية في اتجاه تركيا التي بلغتها ليل أمس. وضع مضحك مبك بأتم معنى الكلمة فمصير النقل الجوي ومعه السياحة ومنذ أحداث 11 سبتمبر تتقاذفه الرياح مجازيا فيما مضى واليوم تدفعه فعليا إلى حيث ما تشاء إلى مصير لا يعرفه إلا الله خصوصا وأن اليوم الواحد من الشلل الجوي يكلف القطاع أكثر من 200 مليون دولار من الخسائر… وتظل مهمة حسم الأمر بيد الريح… حافظ الغريبي (المصدر: جريدة “الصباح الأسبوعي” الصادرة يوم 19 أفريل 2010)


عكس إتجاه القلب

 


مرّة أخرى تيممّ عكس إتجاه القلب عكسه ….تحلّق عكسه ….تبحر وعكس هواه ……تسير مرّة أخرى تضيع منك بوصلة الهوى ويسافر …… بك الأسى …. نحو الهناك  حيث المكان  ….يسلمك للامكان أين الزمان يلمّك في اللازمان مرّة أخرى يسلمك التيّه للتيه ويأخذك السمت  نحو الإحن    مرة أخرى  تخطئ درب الوطن                                                  جمال الدين أحمد الفرحاوي  
الكويت في 24 /2/2010 farhaoui jamel eddine ahmed
 


هل يُسمح بالعمل الخيريّ في تونس ؟


بقلم: خميس قشة الحزامي  
من المعلوم ان العمل الخيري هو كل عمل ينفع الآخرين، وهو قيمة إنسانية كبرى تتمثل في العطاء والبذل بكل أشكاله، وهو سلوك حضاري حي, كتعليم العلم ، والمساهمة في عمليات البناء الاجتماعي ويتضمن أعمال الإغاثة بشتى أنواعها  التي يشمل أثرها  شرائح كثيرة من  المجتمع وقد أكدت عليه ودعت إليه  العديد من النصوص الشرعية ، من مثل قول الله عز وجل : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (الحج77)، فكما أن المسلم مطالب بالركوع والسجود والعبادة لله , فهو مُطالَب كذلك بفعل الخير الذي يصل نفعه للغير، بدءاً من إدخال السرور إلى نفوسهم وانتهاءً بتفريج كربهم وقضاء حوائجهم. ويعتبر العمل الخيري جزء من عقيدة  الأمة، ولا يمكن للأمم أو الدول أو المؤسسات أو الأفراد أن يهمشوا هذا العمل الجليل أو يستغنوا عنه أو ينقصوا من أهميته . ولقد شرفت بالعمل في المجال الخيري خلال هذه السنوات وتيسر لنا التواصل بالعديد من الهيئات الخيرية الأهلية والدولية  ولمسنا تجاوبا وترحيبا كبيرا بالعاملين في هذا المجال فتسهل لهم كل الإجراءات وتفتح لهم الأبواب وهم محل ترحيب أينما حلوا , وعادة ما يتم تكريمهم من المسؤولين  تقديرا لتضحياتهم و جهودهم الخيرة، وقد تعلمنا من العمل الخيري الكثير خاصة خلال تنفيذ بعض المشاريع التي تدعم الفقراء والأيتام  وتساعد المرضى و ذوي الاحتياجات الخاصة وتدعم الأسر الفقيرة  وترعى  الشباب  وتهدف إلى تأهيل الأحداث ، حيث يتجرد الفرد من الاعتبارات الحزبية الضيقة إلى بعده الإنساني  بقطع النظر عن اللون أو الجنس  أو الديانة لأن للنفس البشرية ميلا فطريا لحب الخير لا يحده زمان ولا مكان ولا جنس ولا دين منذ بداية الإنسانية إلى يوم الناس هذا. ولأن حب الوطن من الإيمان، فعلى ترابه ولدنا، وفي أكنافه ترعرعنا، ومن ثماره تغذينا، وفيه تعلمنا، فلا شيء يشغلنا عن أوطاننا، وكلنا رغبة  في خدمة بلادنا , خاصة إن جميع المجتمعات مهما كان درجة ثرائها وتطورها تعاني من مشكلة الفقر, ولا تخلو تونس من الفقراء و المحتاجين والمعوزين وهم في حاجة ماسة لمن يقدم لهم العون  ويسد حاجتهم , فهل تتاح للقائمين على العمل الخيري داخل المجتمع التونسي وخارجه  الفرصة للمساهمة  في القيام بدور ايجابي مع الجهات الرسمية  والمؤسسات الدولية والأهلية في أوروبة والعالم الإسلامي التي تربطنا بهم علاقات طيبة لرعاية العمل الخيري في تونس حيث تعود ثماره على الفئات المحتاجة في المجتمع , وهو هدف تتلاقى من أجله الأيدي المخلصة والنوايا الحسنة ، فنمارس من خلاله  دورنا الطبيعي في رقي بلدنا وتقدمها ضمن قوانين وقواعد واضحة تضبط العمل الخيري وبرامجه المتنوعة، بعيدا عن السياسة لان الخلط بينهما غير محمود وغير مقبول وطبيعة العمل الإغاثي عمل إنساني فطري ثابت أما السياسة فمتغيرة دائما  فلا يصح الدمج بينهما في كل الأحوال.  كلنا أمل أن تجد هذه الرغبة الجادة الصادقة قبولا في بلادنا  بتقديم الدعم المعنوي للمهتمين بالعمل الإغاثي التطوعي إفادة واستفادة وخدمة لتونس التي لا ينقصها  الأُطر الإدارية والتنظيمية من ذوي الخبرات والمهارات من الرجال والنساء القادرين على التفاعل بقوة واقتدار في شأن العمل الخيري لما ينعم  به المجتمع التونسي بمستويات متقدمة من الثقافة والوعي والمسؤولية..
 

19 أفريل 2010

لماذا تخرج قرغيستان وندخل نحن مغارتنا؟


  د.خــالد الطـراولي ktraouli@yahoo.fr     الحياة دروس وعبر، والتاريخ والحاضر تعابير للظواهر وتجارب تحدث وتعرض بضاعتها لمن أراد التوقف والابتياع… قيرغستان بلد صغير مرمي في وسط آسيا بين الجبال الرواسي يقطنه شعب لا يتجاوز الملايين الستة، أغلبهم يدينون الإسلام على مذهب أبي حنيفة، وتاريخ قيرغستان هو تاريخ أبجدية لغتها التي مثلت تعبيرا لهويتها المنتقلة حسب جنسية السلطان وتعاليمه، فمن حروف عربية إلى حدود 1928 حيث انتقلت الكتابة إلى الأبجدية اللاتينية لتتحول نهائيا سنة 1941 إلى السريالية لتصبح قرغيستان بلدا شيوعيا ينتمي إلى المعسكر الشيوعي تحت ثوب الاتحاد السوفياتي حتى حازت استقلالها سنة 1991 بعد سقوط المعسكر ونهاية الكابوس وانتهاء سنوات الجمر… توالى على قرغيستان منذ ذلك الحين رئيسان، ساهم الشعب في اعتلائهما لمنصة السلطة وكذلك في سقوطهما، كان الأول “عسكر أخاياف” وكان إسقاطه عبر ثورة الزنبق الشهيرة سنة 2005، ووقع تنصيب باكاياف خلفا له كما أراد الشعب، آملا أن تتغير الصورة نحو تنقية جو الفساد والمحسوبية، غير أن الأمور لم تتغير ولعلها ازدادت سوءا، وعجز الرئيس الجديد عن تلبية مطالب المواطنة من قوت وسكن وأمن وحرية، وقرّب أهله وذويه وتطلع لاستخلاف نجله، فخرجت الجماهير القرغيسية مجددا للشارع هذه الأيام وأسقطت الرئاسة والحكومة وسعت إلى رسم مشهد جديد… الصورة جميلة ولا شك رغم ما يلفها من انحرافات أو حسابات، شعب يقرر وينصب من يراه أهلا، فإن تبين خطأه خرج عليه وأطاح به ونزع عنه جبة السلطان وصولجانه، لعل شعاره المدفون في الصدور “فتنة تدوم خير من سلطان غشوم”…ديمقراطية مباشرة ولا شك رغم ما يشوبها من ظلال ومن استفهامات وأجندات داخلية وخارجية، ولكن جمال الصورة في أخذ الشعوب بناصيتها وهي تعبر عن قبولها أو رفضها لمن يسوسها… خرجت إذن قرغيستان وعبرت بكل قوة عن أحلام قديمة جديدة متجددة، داسها الحاكم الأول ثم الثاني، وتعلقت هي بأحلامها وآمالها ومطالبها طوعا أو كرها… ثقافة نخبة وجماعة، عقلية صفوة وجماهير تلتقي حول إحداث التغيير المباشر إذا دخل على نص الحكم وتنزيلاته انحراف وتذبذب، إذا تيقنت الجماهير أنها خارج الإطار وأن أمرا يحبك لها بليل… قرغيستان ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في مسلسل الثورات الجماهيرية التي تتحكم في مشهدها العام نسبيا، من هنا مرت ثروات حمراء وبيضاء وبرتقالية، من هنا مرت رومانيا وهي تنزع عنها كابوس تشاوسسكو، ومن هنا مرت أوكرانيا ومرت جورجيا…العالم على هناته يتحرك في الكثير من بقاعه حين يزعم الحاكم أنه رسول صاحب رسالة من الأرض أو من السماء، حين يظن أنه المعصوم أو المهدي، وأن حديثه مقدس وآرائه أوامر، حين يرث البلاد والعباد ويستورث من يشاء كيف يشاء وهو يرى أن الوطن وطنه لوحده وأن ما سواه مقصي أو مرمي على الأطراف، حين لا يرى حقوقا إلا لبني أسرته وحاشيته ومن دخل خيمته، ومن بقي خارج القصر فلن يرى النور… في هذه الرقعة الممتدة والمتنوعة ثقافة ودينا ولسانا واجتماعا واقتصادا، يغرد خارج السرب طير مكسور الجناح، شعب ممتدة ضفافه، متنوعة جغرافيته، ثرية أرضه وسمائه، تاريخه حضارة، وأجداده بناة، يحمل ثقافة جميلة ومرجعية أجمل، لم يسقط من عدم ولم يأت من عدم… ذلك هو الانسان العربي وتلك هي الجماهير العربية، قصة عجيبة غريبة تتوالى حياكتها على مرمى ومسمع الجيران…عقلية جديدة عقيمة تتشكل بعيدة عن منظومة القيم التي حملها المقدس وسعى إلى تمكينها الأجداد في أيام خالدة من أيام الله…خروج من التاريخ ودخول مناطق الإرجاء والفناء والعدم، عبور نحو الكهوف ومنازل التقوقع والرضاء، انسحاب القهقرى وترك المشهد العام تخيطه أطراف داخلية وخارجية والعيون شاردة والظهور منحنية ونداء عام “سلّم سلّم” إلا من رحم ربك ولعلها من بركات الأرض والسماء ودعاء الحلماء والأجداد! نعم الصورة ليست بهذا الحجم من السواد ولكنها سوداء، المشهد ليس بهذه الدرجة من القتامة ولكنه قاتم، الحالة ليست بهذا المستوى من العدم ولكنها أصبحت تلامس أطرافه… تنمية منهارة، فقر يضرب أطرافه، تعليم غير منتظم وشهادات مرمية على الرفوف، هزائم وفشل يتوالى، مشاريع تنهار من اشتراكية إلى ليبرالية، أيديولوجيات تسقط الواحدة تلوى الأخرى عبثا ولهوا، مشهد عام يشار إليه بالبنان في خلوه من الأنوار، ومشهد سياسي مكتوم صوته، مقصية أطرافه، مهمشة معارضته. مواطن حقوقه لا يزال يبحث عنها كاملة… سقطت الحقوق السياسية في صناديق اقتراع مثقوبة إن وجدت، وسقطت حقوقه الاقتصادية في داخل كوخ بناه حذو قصر الجار الكبير، أراد أن يعيش آمنا فقيل له قد أمن صاحب القصر، أراد أن يملأ بطنه فقيل له حتى يشبع أهل القصر القريب منهم والبعيد، وبقي ينتظر..أراد أن يحلم فقيل له ممنوع، أراد أن يأمل فقيل له ممنوع، أراد أن يتكلم فقيل له مشتبه… أراد أن يصرخ فقيل له مسموح لك ذلك.. ولكن وراء القضبان وتحت سياط الجلاد! لعلها جينات الأحفاد المركبة التي ناقضت جينات الأجداد، أو لعله الخوف مما هو آت والقناعة بما في اليد، أو لعله الخيبة من بديل طال انتظاره، أو تشوهت صورته أو انهارت معالمه ولم يستطع أصحابه القيام عليه، أو لعلها قابليتنا العجيبة للتأقلم مع الاستبداد والاستخفاف..، أو لعله السكون والخمود الذي يسبق العاصفة!!!  لقد سال القلم كثيرا في هذا الباب حدّ الملل والغثيان، فمن منا لا يعلم حالنا ولم يستوعب مشهدنا وإطارنا؟ ولكن ليس لنا من قول سواء التفاؤل بأن مع الانسحاب هناك بعض من وقوف، وأن مع الموت هناك بعض من حياة، ومع التهميش والإقصاء  هناك بعض من مقاومة، فمن هنا مرت فلسطين وكثير من البقاع! وإن اليوم الذي تقرر فيه النخبة والجماهير حمل مقدسها عاليا وتنزيله بوعي ورشد، والتزام منظومة قيم حازمة، وفقه أجندتها وأجندة الآخرين، والقبول بالتضحية ودفع ثمن حراكها السلمي، فإن ستكتب لا محالة عالميتها الإسلامية الثانية على ورق غليظ مُقوّى…!  
المصدر: موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net أفريل 2010  


أحلام مستغانمي:بلاد المطربين.. أوطاني

 


بقلم: أحلام مستغانمي وصلتُ إلى بيروت في بداية التسعينات، في توقيت وصول الشاب خالد إلى النجوميّة العالميّة. أُغنية واحدة قذفت به إلى المجد• كانت أغنية دي دي واه شاغلة الناس ليلاً ونهاراً. على موسيقاها تُقام الأعراس، وتُقدَّم عروض الأزياء، وعلى إيقاعها ترقص بيروت ليلاً، وتذهب إلى مشاغلها صباحاً. كنت قادمة لتوِّي من باريس، وفي حوزتي مخطوط “الجسد”، أربعمائة صفحة قضيت أربع سنوات في نحتها جملة جملة، محاوِلة ما استطعت تضمينها نصف قرن من التاريخ النضالي للجزائر، إنقاذاً لماضينا، رغبة في تعريف العالم العربي إلى أمجادنا وأوجاعنا. لكنني ما كنت أُعلن عن هويتي إلاّ ويُجاملني أحدهم قائلاً: آه.. أنتِ من بلاد الشاب خالد!، واجداً في هذا الرجل الذي يضع قرطاً في أذنه، ويظهر في التلفزيون الفرنسي برفقة كلبه، ولا جواب له عن أي سؤال سوى الضحك الغبيّ، قرابة بمواجعي. وفوراً يصبح السؤال،  ما معنى عِبَارة دي دي واه؟ وعندما أعترف بعدم فهمي أنا أيضاً معناها، يتحسَّر سائلي على قَدَر الجزائر، التي بسبب الاستعمار لا تفهم اللغة العربية! وبعد أن أتعبني الجواب عن فزّورة دي دي واه، وقضيت زمناً طويلاً أعتذر للأصدقاء والغرباء وسائقي التاكسي، وعامل محطة البنزين المصري، ومصففة شعري عن جهلي وأُميتي قررت ألاّ أفصح عن هويتي الجزائرية كي أرتاح لم يحزنّي أن مطرباً بكلمتين، أو بالأحرى بأغنية من حرفين، حقق مجداً ومكاسب، لا يحققها أي كاتب عربي نذر عمره للكلمات، بقدر ما أحزنني أنني جئت المشرق في الزمن الخطأ. ففي الخمسينات، كان الجزائري يُنسبُ إلى بلد الأمير عبد القادر، وفي الستينات إلى بلد أحمد بن بلّة وجميلة بو حيرد، وفي السبعينات إلى بلد هواري بومدين والمليون شهيد… اليوم يُنسب العربي إلى مطربيه، وإلى الْمُغنِّي الذي يمثله في ستار أكاديمي… وهكذا، حتى وقت قريب، كنت أتلقّى المدح كجزائرية من قِبَل الذين أحبُّوا الفتاة التي مثلت الجزائر في ستار أكاديمي، وأُواسَى نيابة عنها…. هذا عندما لا يخالني البعض مغربية ويُبدي لي تعاطفه مع صوفيا وقبل حرب إسرائيل الأخيرة على لبنان، كنت أتابع بقهر ذات مساء، تلك الرسائل الهابطة المحبطة التي تُبث على قنوات الغناء، عندما حضرني قول ستالين وهو ينادي، من خلال المذياع، الشعب الروسي للمقاومة والنازيون على أبواب موسكو، صائحاً : دافعوا عن وطن بوشكين وتولستوي وقلت لنفسي مازحة، لو عاودت إسرائيل اليوم اجتياح لبنان أو غزو مصر، لَمَا وجدنا أمامنا من سبيل لتعبئة الشباب واستنفار مشاعرهم الوطنية، سوى بث نداءات ورسائل على الفضائيات الغنائية، أن دافعوا عن وطن هيفاء وهبي وإليسا ونانسي عجرم ومروى وروبي وأخواتهن…. فلا أرى أسماء غير هذه لشحذ الهمم ولمّ الحشود. وليس واللّه في الأمر نكتة. فمنذ أربع سنوات خرج الأسير المصري محمود السواركة من المعتقلات الإسرائيلية، التي قضى فيها اثنتين وعشرين سنة، حتى استحق لقب أقدم أسير مصري، ولم يجد الرجل أحداً في انتظاره من الجماهير التي ناضل من أجلها، ولا استحق خبر إطلاق سراحه أكثر من مربّع في جريدة، بينما اضطر مسئولو الأمن في مطار القاهرة إلى تهريب نجم ستار أكاديمي محمد عطيّة بعد وقوع جرحى جرّاء تَدَافُع مئات الشبّان والشابّات، الذين ظلُّوا يترددون على المطار مع كل موعد لوصول طائرة من بيروت. في أوطان كانت تُنسب إلى الأبطال، وغَدَت تُنسب إلى الصبيان، قرأنا أنّ الطالب السابق في ستار أكاديمي،  ظلَّ لأسابيع لا يمشي إلاّ محاطاً بخمسة حراس لا يفارقونه أبداً.. ربما أخذ الولد مأخذ الجد لقب الزعيم الذي أطلقه زملاؤه عليه! ولقد تعرّفت إلى الغالية المناضلة الكبيرة جميلة بوحيرد في رحلة بين الجزائر وفرنسا، وكانت تسافر على الدرجة الاقتصادية، مُحمَّلة بما تحمله أُمٌّ من مؤونة غذائية لابنها الوحيد، وشعرت بالخجل، لأن مثلها لا يسافر على الدرجة الأُولى، بينما يفاخر فرخ وُلد لتوّه على بلاتوهات ستار أكاديمي، بأنه لا يتنقّل إلاّ بطائرة حكوميّة خاصة، وُضِعَت تحت تصرّفه، لأنه رفع اسم بلده عالياً! ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه.. أواه .. ثمّ أواه .. مازال ثمَّة مَن يسألني عن معنى دي دي واه
(المصدر: مجلة “ديوان العرب” (أدبية اليكترونية) بتاريخ 4 فيفري 2010) الرابط: http://www.diwanalarab.com/spip.php?article21789  


بيان من الدكتور حسن الترابي عن الانتخابات العامة 2010م

1-لأول عهد الانتخابات كنا نرى أنها ستجري في إطار معلول دستورياً غير عادل تنافساً سياسياً ذلك أن البيئة التي يفرضها النظام الحاكم لا يستوي فيها المتنافسون أولاً لأنه إذ لا حرية للمجادلة والنقد والمناظرة بل تسود القوانين الاستثنائية التي تضيق حرية التغبير العام إلا للحاكمين فيتمتع هؤلاء بكل الإعلام المرئي والمسموع الرسمي ويملكون  إعلاماً مكتوباً واسعاً. إذ يحتكر ثانياً يتكرر النظام موارد الخزينة للمال العام يصرفها لصالح حركته في أساطيل الدولة بموظفيها السياسيين كلهم. ولئن وقعت الرقابة على الصحف وأذن بالندوات لموسم الانتخابات المباشر فقد ظل النظام يستغل الإعلام العام بغير عدل وينفق الأموال العامة بمظاهر فاضحة ولا يبالى بزهاده إمكانيات المنافسين، وقد أصدر قانوناً لل انتخابات لا يراعي عدالة التنافس وحريته الأعدل، وأخر تسوية أزمة دارفور بما يعسر مشاركة أهلها بعدل. ورغم ذلك آثرنا مع سائر قوى المعارضة أن نشارك إذ يحكمنا (دستور ثنائي قائم ولا بديل لنا إلا الثورة الخطرة على وحدة السودان، وقدرنا أنه يمكن أن نجد حضوراً نيابياً مقدراً مهما قل يضبط الدكتاتورية شيئاً ما خطوة في سبيل التحول الحق نحو الديمقراطية والحكومة النيابية. 2)بعض القوى السياسية استيأست حين مضى النظام يشتد في جنوحه ضد عدالة الانتخابات ولئن مضوا يسجلون الناخبين ويقدمون المرشحين ويحتملون تكاليف حملة الانتخابات فقد كفوا عن سيرة ميئوسة  فانسحب بعضهم أو قاطعوا الانتخابات قبل الاقتراع وبذلك أرهق باحتمال التكاليف التي أنفقوها سدى. كنا نحن نصدر أحكامنا بصدق في كل مرحلة حسب تتطور الحيثيات فإن ذكرنا بعلل الإطار الدستوري العام الذي لا يحقق تمثيلاً صادقاً سوياً مضينا عازمين أن نحتمل الظلم في ذلك القانون والنظام العام للانتخابات ثم في مرحلة التسجيل ذكرنا بالقصور لا سيما في المناطق المتأزمة ومناطق القوات النظامية وشاهدنا استغلال الإمكانات الرسمية كلها للحزب الحاكم في حملة تسجيله. ورغم ذلك مضينا. 3- وفي مرحلة أداء الأصوات رأينا المشاهد داخل المراكز الانتخابية وداخلها. وقلنا إننا في الداخل لا نجد بينه على تعويق حركة أداء التصويت من السلطة الحاكمة وإنما وردت الأخطاء الفادحة من المفوضية التي تثير الريبة لا بالكفاءة وحسب بل بالأمانة لاسيما في رسم الدوائر. وترتيب أوراق التسجيل المرتبك بين المواقع، وطباعة المرشحين في نماذج مختلفة بوجوه عجيبة. واحتملنا ذلك بل غضضنا الطرف عن الفساد في نشاط اللجان الشعبية خارج المراكز وهي ذات ولاء رسمي تقيم وتطعم وتنقل الناخبين و تحرر أوراق السكن والهوية كيفما تشاء لمن ينعطف إليها بنماذج معدة خاصة لذلك فيها كثير من التزوير وقليل من الصدق. 4- أما في مرحلة الاقتراع فقد ظهرت لها خروقات منكرة للقانون والعدالة * فهو قانوناً في يوم واحد يمكن لحيثية طارئة في موقع أن يمد، فإذا هو يمتد عموماً إلى ثلاث أيام في كل المواقع ثم إلى خمسة أيام بلياليها وذلك تكليف هين من الإنفاق لمن ترد إليه الأموال السهلة من المصادر العامة وشاق على المنافسين الآخرين . * وظهر لنا حضور كثيف من ممثلي المؤتمر الوطني ورجال أمنه بأزياء المراقبين النظاميين أو بإدعاءات تمثيل منظمات طوعية. * والأخطر من ذلك أن قد أهُمل القانون المادة (76): أن يكون بت الفرز فوراً بعد انتهاء الاقتراع ويستمر كذلك بغير انقطاع حتى انتهاء عدَ الأصوات ولا يجوز التوقف، وباتت الصناديق دون الفتح والفرز لليال. * الشرطة ومن يحمل زيها تولت مسؤولية حفظ الصناديق أثناء المبيت. وغالباً أبعدوا المراقبين وبعض المرشحين الذي سمحت لهم القواعد بالدخول والمبيت والوجود في مراكز الاقتراع ولو امتد نشاطها ليلا وأحياناً صدر أمر الإبعاد كتابةً بأذن المفوضية وأحياناً قليلة أعيد المراقبون ليصحبوا الشرطة ليلاً في الأبواب الخارجية لحوش المركز. * لكن الغرف التي أُودعت فيها الصناديق كانت داخل حوش المركز المنفتح على سائر الشوارع – كانت يتيسر الدخول إليها حيثما أراد معتد بالليل. والصناديق يمكن فتحها وإغلاقها دون قطع أو حملها وتبديلها. وقد وردت إلينا بلاغات بوقائع مشهودة ليلاً من التصرف في الصناديق بسيارات طافت على المراكز من ورائها. * ولقد وردت إلينا أنباء متواترة من ساسة كبار في النظام وعناصر في الأمن الرسمي الخاص كلهم ناجونا ونحن على بقية صلة بهم لأنهم بين البقاء في النظام واستبقاء الولاء القديم للحركة الأصل- ناجونا بأن النظام قد أعد عدته لكسح الانتخابات بمشروع تبديل الصناديق وأوراقها بما يريد من حساب في حظوظ المنسوبين إليهم. * عند الاقتراع كثير من ضباط المراكز رفضوا مقارنة عد الناخبين عند تمام التصويت السابق مع عد الأوراق الموجودة في الصندوق بعداً وبعضهم وافقوا ووجدوا فروقات بين عشرات وأكثر من مائة وفي حالة ورد بلاغها ضعفا للضعف. * عند حساب نتائج الانتخابات ظهرت الفوارق بين حظوظ الحزب الحاكم ومنافسية ذات مدى لا يعقله أحد مهما يكن تقدير التنافس بين من يليه الإعلام والمال الرسمي ومن لا يعمل إلا بجهده المستقل أو جهد حزبه الفقير. فالرئيس المرشح والمرشحون ولاة من الحزب الحاكم يحصلون على نحو 90% باضطراد  حيثما حسب الاقتراع حتى في ولايات ذات توجه سالب على الحزب الحاكم أو حيث لم يظهر المرشحون للولاية إلا عرضاً بينما المنافسون الذين طافوا واجتهدوا ونشروا أوراقهم الدعائية لا يحصلون إلا على 1% لكل منهم ليبلغ كلهم نحو 10% : وكذلك المرشحون للنيابة المضطرد ألا جد المنافسون من غير الحزب الحاكم كلهم جملة إلا على نحو 15% أو أقل. وبعض كسب المرشحين حسبناه نسبة إلى المرشح وزوجه فقط أو هو وأسرته أو أهله وطائفته المباشرة أو هو ومن جاء بهم إلى التصويت وقد عهد فيهم كره النظام والميل إليه بحماس، لكن  مثل أولائك أحياناً لا يجدون رقماً قريباً من ذلك المأمون بل أقرب إلى الصفر. لكن الحساب في بعض المراكز الريفية حيث حرسها بعضهم المراقبين بالسلاح ، هنالك انقلب الميزان تماماً وبلغنا في مواقع من دارفور وش رق النيل وحلفا أن الذين عبثوا بالصناديق وأوراقها وأمانة الانتخاب ما كانوا اذكيا ليكفيهم ضمان أكثرية مقدرة فائزة لكنها مستورة ذهبوا إلى إبعاد الزيف المستبين الفاضح. إننا قد تبين لنا بالشهادة والتجربة من داخل أروقة المشاركة بالانتخابات أنها إن كانت معلولة أساسا لانعدام الحرية السوية العادلة وللتمويل الحرام من خزينة الدولة وأنها من بعد كانت معيبة في إدارة المفوضية الخرقاء وفي التسجيل ومراكز التسجيل العسيرة البلوغ أحياناً إلا لذي المال الوارد من الدولة – كل ذلك احتملناه ومضينا. لكن تبين لنا أنها انتهت بعد الاقتراع عند ضرورة حفظ أوراقها وحسابها إلى زور شين وزيف فاضح وسنرفع الأمر للقضاء لكن من العسير في السودان أن يحاكم السلطان الجاني بحكم القانون وضمير القضاء الحر ولذلك  سنعتزل كل ما ترتب على هذه الانتخابات من النيابة إلا في مواقع متأزمة بل سيعتزل مرشحونا أيما إعادة للانتخابات في دائرة. ذلك فضلاً عن أنا لن نشارك  في إي سلطة يسود فيها هؤلاء المتحكمون بالقوة والمكر الباطل.


السّور الفولاذي أوّلا

 


بقلم: فهمي هويدي (*)  
لا وجه للمقارنة بين الإنجاز الذى تم فى عملية إقامة السور الفولاذي بين سيناء وقطاع غزة، وبين الجهد الذى بذل لإزالة آثار السيول التى ضربت سيناء فى شهر يناير الماضى. هذه المقارنة اضطررت إليها حين وجدت الصحف المصرية تنشر بين الحين والآخر أخبارا عن زيارات تفقدية يقوم بها العاملون فى المكتب العسكرى الأمريكى بالقاهرة لمتابعة خطوات إقامة السور الذى يحكم الحصار حول القطاع ويلغى تماما دور الأنفاق التى كانت توصل احتياجات المحاصرين. وأحدث تلك الأخبار نشر فى الأسبوع الماضى، وكان عن قيام الملحق العسكرى الأمريكى بتفقد المرحلة الأخيرة من إقامة السور. وأثار انتباهى فى هذا الصدد أن الصحف المصرية تجاهلت تماما ذكر أى خبر عن الموقف من ضحايا السيول فى سيناء. ولم يكن ذلك التجاهل متعمدا بطبيعة الحال، ولكن صحفنا لم تتحدث عن أى أخبار بخصوص الموضوع، لسبب جوهرى هو أنه لا توجد أخبار أصلا! لقد شاءت المقادير أن يتسرب خبر البدء فى إقامة السور فى ذات الشهر الذى اجتاحت فيه السيول أماكن مختلفة فى وسط سيناء وشمالها، الأمر الذى أدى إلى تشريد عدة مئات من البشر، وهدم بيوتهم المبنية من الطين، واجتياح خيام الشعر التى يحتمى بها آخرون من البدو فى فصل الشتاء. وفى حدود علمى فإن المحافظة حصرت نحو 600 أسرة فقدت مساكنها وباتت تحتاج إلى بيوت بديلة. كما أن بعض الطرق العمومية تم تخريبها جراء اندفاع السيول. وبعد مضى نحو ثلاثة أشهر على انطلاقة البناء فى السور الفولاذى ووقوع كارثة السيول، يحق لنا أن نسأل عما حققه «الإنجاز» فى كل منهما. لقد استبقت وأجبت على السؤال، الأمر الذى يسوغ لى أن أقول بأن الإنجاز فيما خص السور يمكن أن يعطى علامة 9 من عشرة لأنه فى مرحلته الأخيرة ولم يكتمل بناؤه ــ أما «الإنجاز» على صعيد إغاثة متضررى السيول فإنه لا يستحق علامة تتجاوز 3 من عشرة، إذا تحدثنا عما قدم إلى الناس من مساعدات وتعويضات (أغلبها من الجيش والأهالى). وصفر من عشرة إذا ما تحدثنا عن إقامة مساكن بديلة تأوى الأسر البدوية الستمائة التى تضررت، أو عن الطرق التى خربت ولم يتم إعادة رصفها خلال الأشهر الثلاثة. وسوف نلاحظ عند المقارنة أن شركة «المقاولون العرب» ألقت بثقلها وراء مشروع إقامة السور الفولاذى، فى حين لم نجد لها حضورا يذكر ــ لا هى ولا أى شركة مقاولات مصرية أخرى ــ فى عملية توفير المساكن للذين دمرت السيول بيوتهم أو اجتاحت مضاربهم. لقد تم التعامل مع مشروع السور بمنتهى الجدية والهمة العالية، فى حين عومل المتضررون من السيول بمنتهى الإهمال واللامبالاة ــ لماذا؟ ــ الإجابة تتلخص فى أن موضوع السور يتعلق بأمن إسرائيل، ويقف وراءه بصراحة ووضوح الأمريكيون والإسرائيليون، وهم بممارساتهم على الأرض كذبوا ما رددته أبواق الأفاكين والمنافقين فى مصر من أنه مجرد إنشاءات اقتضتها ضرورة حماية الأمن القومى للبلاد.. من ثم فهو مشروع أخذ على محمل الجد من البداية، ولا علاقة له بالإدارة أو البيروقراطية المحلية، ووجود بعض شركات المقاولات المصرية فيه تم من خلال عقود تشغيل تجارية، أبرمت فى إطار الاستعانة بالإمكانيات المحلية لتوفير النفقات.. أما موضوع إعمار ما تم تدميره أو تخريبه فى سيناء فهو مهمة لم تلق ما تستحقه من حماس من جهاز الإدارة، لأنها فى نهاية المطاف متعلقة بمصالح المواطنين المصريين، التى لا تحتل أولوية فى ترتيب أجندة الأجهزة البيروقراطية أو الحرب المهيمن. كانت النتيجة أن الحماس والتعبئة الإعلامية فى مصر وجها صوب الدفاع عن السور الذى أرادته الولايات المتحدة وإسرائيل. أما حين تعلق الأمر بإعمار ما ضربته السيول فى سيناء فإن هذا الحماس تبدد وسكتت الأبواق الإعلامية التى لم تر فى تلك المفارقة المشينة ما يستحق التنويه فضلا عن المساءلة والحساب. المدهش أن الشق الذى تجاهله هؤلاء بسكوتهم عن مساندة أهالى سيناء هو الذى يضر حقا بأمن مصر، الذى تقدم عليه أمن إسرائيل فى المشهد الذى نحن بصدده. إننا بإزاء حالة صارخة تجسد مدى الضعف أمام الضغوط الخارجية، والاستهتار واللامبالاة بمصالح المواطنين ومصائرهم. بل انها تفضح أيضا موقف شهود الزور الذين تنافسوا على الدفاع عن أمن إسرائيل، وخرست ألسنتهم حين تعلق الأمر بأمن مصر، فى حين ظلوا يعطوننا دروسا فى الوطنية والانتماء.  
(*) كاتب من مصر (المصدر: “الشروق” (يومية – مصر) بتاريخ 19 أفريل 2010)  


معالم «الإسلام الأميركي» كما سطّرها كتاب «مكة والاتجاه العام»

منتصر حمادة كتاب مُمتع ذلك الذي أتحفتنا به الباحثة الأميركية جنيف عبده، ويتناول بالترحال التاريخي والميداني والمعرفي واقع المسلمين في الولايات المتحدة الأميركية، في حقبة ما بعد صدمة اعتداءات نيويورك وواشنطن، وجاء تحت عنوان: «مكة والاتجاه العام: حياة المسلمين في أميركا بعد الحادي عشر من سبتمبر». (Mecca and Main Street.. Muslim Life in America After 9/11) (ترجمة ليلى زيدان، مراجعة رباب زين الدين، دار النشر: الجمعية المصرية لنشر المعرفة والثقافة العالمية، القاهرة، ط ،1 2009، 248 صفحة من الحجم الكبير.) ونرى أن المتأمل في ثنايا هذا العمل القيّم للغاية، سيصطدم إيجاباً بكتاب حافل بشهادات ميدانية، وهو في الأصل، بحسب ما نقرأ في تمهيده، ثمرة عمل ميداني تجوّلت بسببه المؤلفة في ربوع الولايات المتحدة الأميركية، شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً، وتجولت معه أيضاً في بعض الدول الإسلامية، ولو أنها ركّزت بالدرجة الأولى عند المجال التداولي الأميركي حصراً. كما يُحسب للعمل التدقيق المُميّز والمُمتِع في ماهيات أهم تيارات مسلمي الولايات المتحدة الأميركية، قبل وبعد منعطف اعتداءات نيويورك وواشنطن. والعمل أخيراً وليس آخراً، حافل بسرد تاريخي رصين لأهم مراحل تطور الأقليات المسلمة في الولايات المتحدة، وقد جاءت فصوله الثمانية تحت العناوين التالية: «أئمة لجيل جديد»؛ «الطفلة العروس ومسجد ديكس»؛ «جذور الإسلام في أميركا»؛ «الخروج به إلى الشارع»؛ «أصوات المسلمين»؛ «المرأة في المسجد المتطور»؛ «التنبه للنداء» و «مستقبل العقيدة». يقدم الكتاب تفاصيل البحث من مجموعة متنوعة من المسلمين للتعرف على طريقة للحياة بكرامة في أميركا، فبينما شعر العديد من المسلمين برغبة متنامية في زيادة المشاركة والتفقه في عقيدتهم قبل أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001 بوقت طويل، فقد أفاقوا على أثر الهجمات على واشنطن ونيويورك وشعروا برغبة ملحة في التمسك بمعتقداتهم وتكوين هوية إسلامية كمجتمع مُتَّحِد، حتى أن العديد من المسلمين الذين نطلع على شهاداتهم في العمل، أخبروا المؤلفة بأنهم شعروا بضرورة زيادة عملهم بدينهم من أجل شرح الإسلام الحقيقي. من بين أهم الخلاصات التي نقرأ في كتاب «مكة والاتجاه العام» – وهي خلاصة شبه مُسَلَّمٌ بها لدى العديد من متتبعي الشأن الأميركي – أنه على مدى السنوات التي أمضتها المؤلفة في إجراء بحوث من أجل إعداد الكتاب، مرّت بتجارب لا حصر لها مع أميركيين لديهم نظرة سلبية عن المسلمين، ولا يكادون يعرفون شيئاً عن الإسلام، بل إن بعضهم لم يقابل مسلماً قط، حتى أن بعض الأشخاص يتحدثون عن المسلمين كما لو كانوا جنساً مختلفاً، وقليل من الأميركيين يعرفون المعتقدات الرئيسة للإسلام، وتأكيده على العدالة الاجتماعية، أو قبوله للأنبياء اليهود والنصارى الذين جاءوا قبل النبي محمد (صلى الله عليه وسلم). وتُعَقِّب المؤلفة في هذا الصدد بالتأكيد على أن أغلب خلفيات موجة العداء تجاه المسلمين (أو «الإسلاموفوبيا» في نسختها الأميركية) تعكس نقص المعرفة عن الإسلام الذي استمر منذ وصول أول المسلمين إلى أميركا منذ أكثر من 300 عام، فمنذ عام 1893 مثلاً، دأب محمد ألكسندر راسل ويب – وهو صحافي سابق ومن أوائل البيض الذين اعتنقوا الإسلام – على التنديد بجهل زملائه بعقيدة الإسلام وبالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، ومن المؤسف، تضيف المؤلفة، أنه لم يتغير شيء من ذلك التاريخ، وبدلاً من بذل الجهود لفهم الإسلام والعوامل والتاريخ التي شكلت العديد من أشكاله وتعبيراته الحديثة، استمرت علامات التطرف تسيطر على السياسيين والإعلاميين في الولايات المتحدة. على أن أهم الخلاصات المؤرقة لدى مسلمي الولايات المتحدة، بتعبير أحد أشهر الأئمة الأميركيين، ويتعلق الأمر بالشيخ حمزة يوسف هانسون (وهو الشيخ المسلم الذي اختير لأن يقابل الرئيس الأميركي جورج بوش، تسعة أيام بعد صدمة اعتداءات نيويورك وواشنطن)، هي أن المسلمين اليوم، ربما يكونون أكثر أجيال المسلمين تفككاً وارتباكاً على مدى التاريخ، وفي رأيه، يبقى التعرف على دروس العلماء المسلمين السابقين وأتباعها، أحدى وسائل الخروج من هذه الفوضى. نصيحة الشيخ حمزة، تحيلنا على سؤال وثقل المرجعية الدينية لدى المسلمين في شكل عام، وهي ذات المرجعية التي تسبّب غيابها في المجال التداولي الأميركي – أو ما وصفته المؤلفة بـ «غياب سلطة دينية في الماضي بالولايات المتحدة» – وراء اعتماد الجيل السابق عادة على «الشيوخ من مصر أو السعودية للنهل الديني»، لولا أن «المسلمين الذين يشكلون حالياً جزءاً من الحركة الروحية الجديدة، يعتمدون بدلاً من ذلك على الأئمة الذين يفهمون حياتهم في الولايات المتحدة». غياب التأثير الميداني لذات المراجع الدينية خلال العقود الأخيرة، يُفسّر من وجهة نظر المؤلفة، استغلال النصوص الدينية الإسلامية تحديداً من جانب نوبل ردو علي وإليجا محمد، وغيرهما من المسلمين السود الذين اعتنقوا الإسلام، إذ لم يكن هناك ببساطة من هو في وضع يسمح له بمعارضة قراءتهم للعقيدة، والإحالة هنا على أهم رموز تيار «المسلمين السود» في الولايات المتحدة الأميركية، ولا تكتمل صورة هذا التيار من دون استحضار الراحل مالكولم إكس، والذي سوف يُطلّق القراءات الإسلامية المُحرفة، تلك التي تبنتها جماعة إليجا محمد على الخصوص، بسبب تأثير أداءه لشعيرة الطواف حول الكعبة المشرفة سبع مرات، وهي الشعيرة التي فتحت عينه على عالم جديد لا يعترف إلا بالأخوة الإسلامية، وليس باختلاف الجنس، أو لون البشرة، وكان إمضاؤه لخطاب شهير تحت عنوان: «خطاب من مكة» موقعاً بإسم الحاج مالك الشاباز، بحسب المؤلفة، يعكس نظريته الإسلامية الجديدة، قائلاً في الخطاب ذاته: «بدا لي الإسلام الحقيقي أن التشويه لجميع البيض خطأ مثلما يصدر البيض أحكاماً شاملة ضد السود». وعموماً، فإن ظاهرة «المسلمين السود»، كما تم تجسيدها مثلاً من خلال «معبد علوم المور» أو «أمة الإسلام»، «لا علاقة لها بالإسلام ولا بأفريقيا، بقدر ما كانت نِتَاجاً للسياسات العنصرية في الولايات المتحدة، ولفشل كنائس السود في الوفاء باحتياجات عمال الجنوب من السود الذين وصلوا حديثاً إلى الشمال الصناعي»، بتعبير الباحث البارز شيرمان ل. جاكسون، وتضيف المؤلفة في ذات السياق، أن المسلمين السود لا يستطيعون الادعاء بأنهم أرسوا هوية إسلامية أميركية، لأنهم كانوا بوضوح سوداً أولاً ثم مسلمين ثانياً، وهو النقيض للتعاليم الإسلامية التي تقول إن جميع المؤمنين متساوون أمام الله عز وجل، من جهة، وفي ما بين بعضهم البعض من جهة ثانية. نأتي لبعض التحديات التي تواجه المرأة المسلمة في الولايات المتحدة الأميركية، ويمكن «اختزالها» في شقّي الحجاب والمسجد، كما نستشف من القراءة النقدية التي جاءت في الكتاب. بداية، تؤكد جنيف عبده أن دور النساء في المسجد في أميركا، يُمثّل «أرض المعركة المحورية» التي تتصارع فيها رسالة الإسلام العالمية مع قوى الثقافات والممارسات المحلية، وهذا الصراع محسوس جداً لأن المؤمنين يجب أن يوازنوا بين قِيم الإسلام وقِيم المجتمع التي يعترض عليها الكثيرون، والإحالة هذه المرة، على أكبر التحديات التي تواجه كل الأقليات المسلمة المقيمة في الغرب، والتي، في الحالة الأميركية مثلاً، برأي المؤلفة، أصبحت بين خيارين اثنين، في شكل أو آخر، من منطلق أن غياب الباحثين الإسلاميين الذين تلقوا تعليمهم ونشأوا في الدول الغربية: إما أن يَتَّبِع شباب المسلمين ما يعظهم به الأئمة المتوفرون، مع علمهم بأنه قد لا ينطبق مع حياتهم الحديثة، وإما أن يفسروا النصوص المقدسة بأنفسهم، مع المخاطرة بأن تؤدي استنتاجاتهم إلى تحريف التعاليم الإسلامية. وتقاطعاً مع هذا التحدي، تضيف المؤلفة في موقع آخر من عملها الرصين، فإن العديد من المسلمين الأميركيين يشعرون أنهم محاصرون بين مطالب متضاربة: لو أنهم حاولوا إقناع أميركا بأنهم مثلها تماماً، أفلا يعني ذلك أنهم يعتذرون عن أنهم مسلمون وأنهم يقللون من التأكيد على المزايا المجيدة في دينهم؟ ولكن من الناحية الأخرى، لو أنهم أكدوا على الاختلافات بين المسلمين وغير المسلمين، أفلا يشجعون بذلك جهود بعض الناس التي تعمل على عزلهم عن التيار الرئيس للمجتمع الأميركي؟ وبالعودة إلى «أرض المعركة المحورية» لدى النساء المسلمات في الولايات المتحدة، تضيف المؤلفة أن رؤية النساء للإمام أثناء خطبة الجمعة من أكثر المناقشات حرارة في المساجد بالولايات المتحدة، ففي كثير من هذه المساجد، تناضل النساء من أجل إزالة الستائر أو غيرها من الحواجز التي تفصلهم عن الرجال، من منطلق أن الفصل أصبح تقليداً بين الأميركيين المسلمين، ونجد ضمن لائحة هؤلاء النساء، إنغريد ماتسون، يسرا جمعة، مارتا فيليستاس راميريز دي جاليداري، والفاعلة الأكاديمية والجمعوية، هادية مبارك (الملقبة بـ «المسلمة الساحرة»). بالنسبة الى المحاضرة إنغريد ماتسون مثلاً، فإن أفضل أداة تستخدمها في النضال من أجل إعادة بناء حقوق المرأة هو معرفتها بالتاريخ الإسلامي وقدرتها على الاستشهاد بالتفسيرات المبكرة للشريعة الإسلامية، معتبرة صراحة أن النضال من أجل حقوق المرأة من داخل التعاليم الإسلامية يجعلها وكثيراً من النساء الورعات، جزءاً من الحركة النسائية الجديدة، (ذات المرجعية الإسلامية)، وهن يُؤكدّن أن حقوق المرأة تأسست مع ظهور الإسلام، ولكنها سُلبت منهن على مرّ السنين، من قبيل الاستشهاد بأن عائشة رضي الله عنها، باعتبارها زوجة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، أرّخت للعديد من الأحاديث النبوية لتصبح سجلاً تاريخياً ودينياً أساسياً. ولتبيان مدى ثقل الحديث عن «أرض المعركة المحورية» – من دون أي خلفية صدامية، كما هو قائم في المجال التداولي الغربي عموماً – تروي جنيف عبده حكاية دالة في هذا المقام، ترتبط بدعوة الشيخ علي سليمان علي (شيخ من غانا، يلبس اللباس الأفريقي التقليدي، وهو إمام في أحد مساجد ولاية ميتشغن)، وجّهَها لبعض النساء بأن يصبحن عضوات في مجلس إدارة المسجد، وعندما قابلته المؤلفة في خريف 2005، كانت هناك سيدتان في المجلس الذي يضم ثمانية أعضاء، وهو شيء نادر في المساجد في أميركا. وعلى النقيض من هذا التيار النسائي الإسلامي الذي يناضل تأسيساً على مرجعية إسلامية إنسانية، نجد «تياراً» إسلامياً مضاداً، رُوّجَ له كثيراً في المجال التداولي الغربي خلال العقد الأخير، تعوّد على تمرير ما يريد الغرب سماعه عن الإسلام، ولو كان هذا السماع متناقضاً مع المرجعية الإسلامية، ونجد ضمن أبرز رموز هذا «التيار المضاد»، إرشاد منجي مؤلفة كتاب «المشكلة مع الإسلام» (Trouble with Islam)، وهي – كما هو معلوم اليوم عند المتتبعين لجديد الشأن الديني/الإسلامي في الغرب – وبرأي المؤلفة أيضاً، واحدة من أكثر الأصوات إساءة للمجتمع الإسلامي، وتنتمي إلى التيار الذي حوّل الإسلام إلى سلعة للبيع بلا خجل لغير المسلمين في أميركا، أو التيار الذي تخصّص في إسماع صناع القرار في الغرب (الولايات المتحدة نموذجاً) ما يريدون سماعه عن الإسلام، بدلاً من تحدي الإجماع العام في كل البلاد. استشهاد المؤلفة العابر باستفزازات إرشاد منجي، يُفسّر خلفيات إشارتها الذكية إلى أن السؤال المؤرق لدى المسؤولين الأميركيين كان عمن هو الصوت الإسلامي الموثوق به لحل قضايا الخلاف بين المسلمين، غير أن النقاش أصبح أكثر حرارة بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001: من هو الذي يجب أن يكون هذا الصوت؟ هل هو الصوت العربي أم الباكستاني أم المؤمنون من الأميركيين الأفارقة؟ تبقى نقطة أخيرة، مُميزة لمسلمي الولايات المتحدة الأميركية، وتذكرنا باجتهادات المفكر الموسوعي المصري الراحل عبدالوهاب المسيري، وترتبط بمطبات النزعة الاستهلاكية لدى الفرد/ المواطن الغربي التي تكاد تجعله مجرد مادة استعمالية»، وتقاطعاً مع ما جاء في كتاب «مكة والاتجاه العام»، تشير المؤلفة إلى أن الإسلام بالنسبة الى العديد من معتنقيه في الولايات المتحدة، يُعتبر ملاذاً من الحياة الاستهلاكية، والفساد الأخلاقي، والإغواء المثير للنشوة في الثقافة الغربية، وتستشهد هنا بتصريح صادر عن أحد المشايخ الأميركيين، (الشيخ محمد اليعقوبي)، جاء في صيغة نصيحة وجّهَها لطلبة الجامعات من أصول مسلمة، نوردها بالحرف لأهميتها الدلالية والمعرفية: «كن طالباً جاداً، وإذا أردت الترقية في عملك، لا تسرف في استخدام بطاقات الائتمان بالدرجة التي تحُطُّ من قدرك، إن الناس في أميركا يريدون أن يحصلوا على كل شيء، هناك طمع في كل منزل وروح، لا تقع في هذا الفخ». وقد تكون أهم خلاصات الكتاب، على لسان مؤلفته، ومفادها أنه من بين أكثر الصفات المثيرة لشباب المسلمين في أميركا قدرتهم على انتقاء واختيار تلك الجوانب في القيم والثقافة الأميركية التي يريدون تبنيها، وتلك التي يرغبون في رفضها، وأن شباب المسلمين الذين قدّمت صورة لهم قد يعتبرون هويتهم الإسلامية أكثر أهمية من هويتهم الأميركية، ولكن ذلك لا يعني رفض ما تقدمه لهم أميركا، ولكن الأحرى، أن الأميركيين المسلمين يمكن أن يكونوا أول مجتمع إسلامي في العالم يتصالح مع ما أصبح يُعتقدُ أنه صراع بين العالم الإسلامي والغرب.  
(المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 18 أفريل 2010)  


يتنافس فيه 198 فيلما الجزيرة للأفلام التسجيلية ينطلق اليوم


سيد أحمد زروق-الدوحة تنطلق في الساعة السابعة من مساء اليوم الاثنين في العاصمة القطرية الدوحة فعاليات الدورة السادسة لمهرجان الجزيرة الدولي للأفلام التسجيلية بحفل رسمي يشهد تقديم جوائز تكريمية, يليه عرض فيلم الافتتاح “أصابع حية”, ويعرض بعد ذلك مباشرة فيلم “عايشين”. ويتنافس في هذا المهرجان الذي سيستمر من 19 إلى 22 أبريل/نيسان الحالي 198 فيلما قصيرا ومتوسطا وطويلا من أصل 968 فيلما تقدم بها منتجون ومؤسسات رسمية ومستقلة من 93 دولة عبر العالم. وأعلن مدير المهرجان عباس أرنؤوط أن المهرجان سيكرم هذا العام المصور الفلسطيني أسامة سلوادي الذي أصيب خلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2009 وذلك تقديرا لجهوده في توثيق القضية الفلسطينية بحوالي مليون صورة التقطها بكاميراته.    “أصابع حية” و”عايشين” وقد وقع الاختيار على الفيلم الكوبي “أصابع حية” لمخرجه روبرتو تشيلي ليكون فيلم افتتاح هذه الدورة، وفيه يكشف أشهر عازف بيانو في كوبا فرانك فرنانديز النقاب عن حياته وأفكاره بشأن الموسيقى, وهو من فئة الأفلام القصيرة ولا تتجاوز مدته 13 دقيقة. ومن فئة الأفلام الطويلة وقع الاختيار على فيلم “عايشين” ليكون الفيلم الثاني الذي يعرض بعد فيلم الافتتاح, وهو من إنتاج قناة الجزيرة للأطفال, وإخراج السويسري نيكولا فاديموف. ويتناول الفيلم معاناة أهل غزة بعد العدوان الإسرائيلي عام 2009, ويحاول أن يكشف للعالم بالصورة والصوت أن ما تعرض له أهل غزة جريمة ضد الإنسانية يجب محاسبة مرتكبيها. وإضافة إلى فندق شيراتون, ستعرض أفلام المهرجان هذا العام ولأول مرة في تاريخه في مدينة الخور وسوق واقف ومجمع حياة بلازا. كما تم اليوم افتتاح موقع على الإنترنت خاص بهذا المهرجان. فعاليات مصاحبة وعلى هامش المهرجان ستعقد ثلاث ندوات اثنتان منهما يوم غد الثلاثاء, تخصص أولاهما لدور الأفلام التسجيلية في تعزيز ثقافة حقوق الإنسان, والثانية تسلط الضوء على دور رواد السينما السوفياتية الأوائل في تطوير السينما. وفي ثالث أيام المهرجان ستعقد ندوة عن دور جمعية السينما الإيرانية الشابة في النهوض بهذا الفن في إيران عبر تخطيط وتنظيم الجهود الخاصة بالتدريب والإنتاج وتنظيم المهرجانات السنوية. وستشهد قاعة الدفنة بفندق شيراتون الدوحة في ثاني أيام المهرجان أمسية ثقافية مع الفنانين السوري دريد لحام والمصري محمد صبحي تحت عنوان “بين الفن والسياسة”. وبرعاية مهرجان الجزيرة للأفلام التسجيلية سيعقد في اليوم الثالث للمهرجان “مؤتمر مهرجانات سينما الجنوب”, ويناقش المشاركون فيه سبل التعاون المشترك بين هذه المهرجانات. سوق الفيلم التسجيلي كما تصاحب المهرجان عادة سوق للفيلم التسجيلي تشارك فيها الفضائيات وشركات الإنتاج العربية والدولية. وقد بلغ عدد المشاركين هذا العام 45 شركة من عشرين بلدا مختلفا. ومن بين الدول المشاركة في سوق الفيلم التسجيلي دول تشارك لأول مرة من بينها المملكة العربية السعودية وفرنسا وتركيا. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 19 أفريل  2010)


عريقات: عباس رفض 500 مليون دولار مقابل مقاطعة قمة دمشق


2010-04-19 حيفا – العرب  كشف رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية د.صائب عريقات، أن الولايات المتحدة عرضت على الرئيس محمود عباس 500 مليون دولار سنويا كي لا يشارك في قمة دمشق عام 2008. وأوضح في حديث مطول نشرته صحيفة «كل العرب» داخل أراضي 48، أن ديك تشيني جاء لرام الله في 23/3/2008 وقال للرئيس عباس: لا نريد أن تذهب للقمة في دمشق، ونحن نعطيك 500 مليون دولار في السنة، فشكره أبو مازن وأبلغه أن مصلحته تقتضي المشاركة بالقمة. كما قال عريقات إن الرئيس عباس رفض طلبا من الولايات المتحدة بعدم توقيع ورقة المصالحة المصرية رغم تهديدات بأن الكونغرس سيفرض مقاطعة على السلطة الفلسطينية، وتابع «وكان عباس قد قبل طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت بالتوسط لدى جورج بوش ليوافق على فتح مفاوضات مع سوريا». وردا على سؤال حول ما إذا كان ما زال يؤمن بحل سلمي مع إسرائيل، قال عريقات إن العيب ليس في السلام ولا في المفاوضات بل بإسرائيل التي آثرت الاستيطان، وتابع «لم أصح من النوم يوما وضميري يؤنبني لأني أجلس مع الإسرائيليين، فأنا أقوم بذلك لمصلحة الشعب الفلسطيني». وتعليقا على عبثية المفاوضات مع إسرائيل قال إنه يسمع يوميا هذه الشعارات ولغة تسجيل النقاط، لافتا إلى أنه كان بوسع السلطة القبول بما عرض عليها من عروض كثيرة،    (المصدر: “العرب” (يومية – قطر) بتاريخ 19 أفريل 2010)


جهاز الأمن الداخلي البريطاني تنصت على مقر رئاسة الحكومة مدة 15 عاما


4/19/2010 لندن ـ يو بي آي: كشفت صحيفة ‘ميل أون صنداي’ امس الأحد أن جهاز الأمن الداخلي البريطاني (إم آي 5) تنصت على مكتب رئاسة الحكومة (10 داوننغ ستريت) ومجلس الوزراء وما لا يقل عن خمسة رؤساء وزراء، خلال 15 عاماً. وقالت الصحيفة إن هذا الكشف غير العادي يأتي في اعقاب سلسلة من التصريحات البرلمانية نفت وقوع عمليات تنصت، وبعد جدل دار من وراء الكواليس وسعى خلاله مسؤولون حكوميون بارزون بدعم من رئيس الوزراء غوردون براون لمنع تسريب هذا الكشف. واضافت أن أجهزة تنصت تم تركيبها للمرة الأولى في داوننغ ستريت في تموز (يوليو) 1963 بطلب من رئيس الوزراء وقتها هارولد ماكميلان لأسباب غير معروفة وبعد شهر من استقالة وزير الحرب في حكومته جون بروفيومو بعد اعترافه باقامة علاقة غرامية مع مومس تدعى كريستين كيلر، والتي اقامت أيضاً علاقة مع الملحق العسكري في السفارة السوفييتية في لندن يفغيني إيفانوف اثارت مخاوف من تعريض الأسرار العسكرية البريطانية للخطر. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 19 أفريل  2010)

Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

14 juin 2008

Home – Accueil TUNISNEWS  8 ème année, N°  2944 du 14.06.2008 archives : www.tunisnews.net Association Internationale de Soutien aux Prisonniers politiques:

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.