الاثنين، 17 نوفمبر 2008

Home – Accueil

 

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3100 du 17 .11.2008

 archives : www.tunisnews.net


منظمة العفو الدولية : تونس: سجناء سياسيون سابقون يواجهون المضايقات

حــرية و إنـصاف : اعتصام أحد حاملي الشهادات العليا بمقر ولاية جندوبة

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: البوليس السياسي يصر على مرافقة عبد الحميد الجلاصي في غرفة الإنعاش .. ! ؟

قدس برس: تونس: منظمات حقوقية تتهم الشرطة بمطاردة المحجبات في الطرقات والأسواق العامة

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية :تضامنا مع عمال نزل نفطة بلاص

ميدل ايست : احمد الإينوبلي يهاجم منتقديه ويصفهم بالانهزامية ويؤكد تمسكه بالخط الوطني.

محمد الزمزمي: فرحــة ولكنها منغّصة ومكــدَّرة!!

 الفرزدق الصغير: مشهد من حياة الرئيس حلقة 3

السيد المبروك: دربـــــــــــي

عبد الحميد خلفة : في الرد على السيد فتحي عبد الله الناعس

يو بي أي:رئيسة الأرجنتين تبدأ اليوم زيارة عمل إلى تونس

قدس برس :نمو الإنتاج الصناعي التونسي 6ر4 بالمئة في تسعة شهور

قنا: ندوة متوسطية حول علوم الفضاء تعقد في تونس

الاسبوعي: الجامعة التونسية تطفئ شمعتها الخمسين

العرب: مطار تونس الدولى محطة لترابط الرحلات بين افريقيا وأوروبا

واس: ائمة يقاومون الايدز 

قدس برس : اتهام التحكيم التونسي بالتحيز و”بالتصفير المشبوه” في الدوري الممتاز

محمد العروسي الهاني : رجال في الذاكرة هم قدوة للشعوب وبصماتهم بارزة للعيان

عبدالباقي خليفة:الإســـــــــــــــــــلام أولا ..

‘القدس العربي’ :سليمان يهدد مشعل بدفع ثمن باهظ لتخلف حركته عن الحوار

في حوار مع “المركز الفلسطيني للإعلام” : أبو مرزوق يتحدّث عن أسباب اعتذار “حماس” والفصائل عن حوار القاهرة

توفيق المديني: تعديل دستوري في الجزائر يشرعن الرئاسة «مدى الحياة»

عبد الباري عطوان: خطاب ‘ليبرالي’ سعودي غريب

عادل الحامدي: سلماننا وأوباماهم والقضاء السعودي بين مطالب الحكومة وحقوق خصومها

جورج حداد : اتفاقية يالطا سقطت بسقوط الاتحاد السوفياتي … ماذا تهيء روسيا للحرب الباردة مع الولايات المتحدة؟


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


العنوان الوقتي لموقع مجلة ‘كلمة

http://kal.mediaturtle.com


منظمة العفو الدولية 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2008 تونس: سجناء سياسيون سابقون يواجهون المضايقات

 

قالت منظمة العفو الدولية اليوم إن الإضراب عن الطعام الذي أعلنه في 2 أكتوبر/تشرين الأول السجين السياسي السابق عبد اللطيف بوحجيلة للاحتجاج على حرمان السلطات له من الحصول على الرعاية الطبية وامتناعها عن إصدار جواز سفر له إنما يشكِّل تذكيراً سافراً بالمضايقات التي يواجهها السجناء السياسيون السابقون في تونس. وحثت المنظمة السلطات التونسية على منح بوحجيلة حقوقه وعلى التوقف عن مضايقة السجناء السياسيين ومحاولة ترويعهم بعد الإفراج عنهم. فمنذ الإفراج عنه بعفو رئاسي في نوفمبر/تشرين الثاني 2007، لم يتمكن عبد اللطيف بوحجيلة من الحصول على ملفاته الطبية من المستشفى الذي كان يعالج فيه أثناء سجنه، بينما جرى تأجيل مواعيد مراجعته المستشفى بصورة منتظمة، في محاولة مكشوفة لمنعه من تلقي الرعاية الطبية التي يحتاج.  واحتجاجاً على ذلك، بدأ إضرابه عن الطعام في 2 أكتوبر/تشرين الأول. وفي 12 نوفمبر/تشرين الثاني، زاره موظفان رسميان من وزارة الصحة العمومية التونسية وسألاه عن حالته الصحية ووعداه بتقديم المساعدة الطبية له. وفي وقت كتابة هذا البيان، كان لا يزال مضرباً عن الطعام في بيته. وكان عبد اللطيف بوحجيلة قد خضع لعملية جراحية في إحدى كليتيه أثناء وجوده في السجن في 2002، ولا يزال يعاني من مشكلات صحية في القلب والكلى، ويقال إن صحته متدهورة جراء سوء المعاملة التي لحقت به في السجن، ونتيجة إضراباته المتعددة عن الطعام. وجاء سَجنه إثر توجيه تهمة إليه بعضوية منظمة إرهابية في العام 2000 والحكم عليه بالسجن 17 عاماً خُفضت لاحقاً إلى 11 عاماً نتيجة استئناف الحكم في 2002.   إن الحالة البائسة التي يعانيها عبد اللطيف بوحجيلة تشكل تجسيداً للصعوبات التي يواجهها السجناء السابقون في تونس. فالعديد منهم ما زالوا يقضون فترات حكم إضافية تحت “المراقبة الإدارية”، ما يتطلب منهم مراجعة مراكز شرطة محددة عدة مرات في الأسبوع، كي يظلوا قيد المراقبة الشرطية الوثيقة، وليواجهوا بالنتيجة صعوبات في الحصول على العمل وعلى الرعاية الصحية، ولتقييد حريتهم في التنقل والسفر. وترفض السلطات أن تصدر لهم، وفي بعض الحالات لأقربائهم الأقربين، جوازات سفر، في انتهاك صريح للدستور التونسي ولواجبات تونس الدولية تجاه حقوق الإنسان بمقتضى العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي انضمت إليه تونس كدولة طرف. وتصدر الأوامر إلى بعض السجناء السياسيين إثر الإفراج عنهم بالإقامة في مناطق معزولة بعيداً عن عائلاتهم. فعلى سبيل المثال، قيَّدت السلطات حرية الحركة بالنسبة للسجين السياسي السابق وعضو منظمة “النهضة” الإسلامية المحظورة، عبد الله زواري، داخل تونس منذ الإفراج عنه في يونيو/حزيران 2002. فلا يسمح له بأن يتنقل خارج دائرة لا يزيد نصف قطرها على 30 كيلومتراً عن حاسي جربي، وهي قرية قرب جرجيس في جنوب تونس تبعد نحو 500 كيلومتراً عن بيته في تونس العاصمة، إلا بإذن من السلطات، علماً بأن طلباته بالسماح له بزيارة زوجته وأطفاله في العاصمة قد ووجهت بالإهمال بصورة روتينية. وواجه السجناء السياسيون السابقون الذين تمكنوا من الحصول على الرعاية الطبية بالترهيب من قبل الشرطة داخل المستشفيات. ففي 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2008، دخل أحد رجال الشرطة غرفة السجين السياسي السابق عبد الحميد الجلاّصي بعد ساعة من خضوعه لعملية جراحية، ورفض مغادرة الغرفة رغم توجيهات الموظفين الطبيين، زاعماً أنه ينفذ أوامر أعطيت له. وفي 5 نوفمبر/تشرين الثاني، أمر الرئيس بن علي بالإفراج المشروط عن 44 سجيناً سياسياً، بمن فيهم 21 سجينا ينتمون إلى منظمة “النهضة” محتجزون منذ فترة طوíáÉ. وإذ ترحب منظمة العفو الدولية بعمليات الإفراج الأخيرة هذه، إلا أنها تخشى أن نمط المضايقة السائد ضد السجناء السياسيين سوف يستمر بلا هوادة بعد الإفراج عنهم، وتحث السلطات التونسية على وضع حد لهذه الممارسات. وجاء الإفراج عن السجناء الأربعة والأربعين احتفالاً بالذكرى 21 لتسلم الرئيس بن علي زمام السلطة. وقد احتجز معظم 21 سجينا لمدة تزيد على 15 سنة بسبب عضويتهم في منظمة “النهضة”، وإثر محاكمات جائرة أمام محكمتي بوشوشة وباب سعدون العسكريتين في 1992. وكانوا آخر مجموعة من معتقلي منظمة “النهضة” يخرجون من السجن. وورد أن بعضهم يعاني من تردٍ في حالته الصحية ويحتاج على وجه السرعة إلى العناية الطبية بسبب ما تعرض له من معاملة سيئة إبان الاعتقال ونتيجة ظروف السجن القاسية، بما في ذلك الحبس الانفرادي المطوَّل، لعدة سنوات. وتضم قائمة المفرج عنهم منذر البيجاوي، ووحيد السرايري، ورضا البوكادي. وفي 11 نوفمبر/تشرين الثاني، رفضت إدارة سجن مرناقية تسليم رضا البوكادي ملفه الطبي عندما ذهب لإحضاره من أجل متابعة العلاج حيث يعاني من مشكلات حادة في الكلى. وأُفرج عن الثلاثة والعشرين الباقين إثر اعتقالهم وحبسهم على خلفية مظاهرات احتجاج في الحوض المنجمي في بمحافظة قصفة في 2008. وحُكم عليهم بتهم من قبيل تشكيل جماعة بهدف إلحاق الضرر بالممتلكات العامة والخاصة والاعتداء على الموظفين العموميين. وضم هؤلاء المدرِّسة وناشطة حقوق الإنسان زاكية الضيفاوي، التي حكم عليها في يوليو/تموز 2008 بالسجن أربعة أشهر ونصف الشهر لمشاركتها في مظاهرة سلمية. ونُظمت المظاهرة في حينه للدعوة إلى الإفراج عمن اعتقلوا بالعلاقة مع مظاهرات احتجاج سابقة في الإقليم منذ يناير/كانون الثاني 2008. وعلى الرغم من الإفراج عن زاكية الضيفاوي، إلا أنه لم يُسمع عن صدور أي أوامر بفتح تحقيق في مزاعمها بأنها قد تعرضت للتعذيب والاعتداء الجنسي. إن مئات المعتقلين ما زالوا محتجزين في تونس بالعلاقة مع جرائم تتعلق بمكافحة الإرهاب، ويقضي هؤلاء فترات حكم صدرت بحقهم إثر محاكمات جائرة. ومنظمة العفو الدولية تحث السلطات التونسية على إلغاء أو تعديل جميع القوانين التي تسمح بإصدار أحكام بالسجن ضد من يمارسون حقهم في حرية التعبير والتجمع بصورة سلمية.


أنقذوا حياة عبد اللطيف بوحجيلة أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 19 ذو القعدة 1429 الموافق ل 17 نوفمبر 2008

 اعتصام أحد حاملي الشهادات العليا بمقر ولاية جندوبة

   

اعتصم المواطن الشاب نورالدين القدري اليوم الاثنين 17/11/2008 بمكتب العلاقة مع المواطن بمقر ولاية جندوبة من الساعة الثالثة و النصف بعد الزوال إلى حدود الساعة السادسة و خمس و أربعين دقيقة من مساء اليوم بعد أن قام أعوان من فرقة الإرشاد بإخراجه بالقوة ، و قد أكد الشاب المذكور استئنافه غدا للاعتصام حتى تستجيب الولاية لمطلبه المتمثل في الحصول على مقسم فلاحي يستطيع أن يقيم عليه مشروعا فلاحيا. علما بأن الشاب نورالدين القدري أصيل منطقة بلطة من ولاية جندوبة متحصل على الأستاذية في علوم التصرف منذ جوان 2000 تقدم بعديد المطالب للحصول على شغل إلا أن مطالبه بقيت طي النسيان، و في 19/01/2007 تقدم بمطلب إلى ولاية جندوبة للحصول على مقسم فلاحي يقيم عليه مشروعا إلا أن الولاية لم ترد على طلبه إلى حد الآن فقرر الاعتصام بمقر الولاية احتجاجا على تجاهل مطالبه.

و حرية و إنصاف

تعبر عن مساندتها لمطلب الشاب نورالدين القدري و حقه المشروع في الحصول على شغل و تدعو السلطات الجهوية بجندوبة إلى الاستجابة لمطلبه كما تدعو السلطة إلى الاهتمام  بمشاكل حاملي الشهادات العليا و فتح حوار شامل مع هذه الشريحة و إيجاد حلول حقيقية و جذرية لفائدتهم.    عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

 

الحرية لجميع المساجين السياسيين“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين نهج الجزيرة تونس 43 e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 15 نوفمبر  2008

البوليس السياسي يصر على مرافقة عبد الحميد الجلاصي في غرفة الإنعاش .. ! ؟

 

يواصل أعوان البوليس السياسي استهتارهم بكل القيم الإنسانية منتهكين حرمة المستشفى حيث يعالج السجين السياسي السابق عبد الحميد الجلاصي بعد عملية استئصال ورم سرطاني ، و رغم استغاثة العائلة وحملات الإحتجاج  المتوسعة يوما بعد يوم لا يزال أحد أعوان أمن الدولة مصرا على ملازمة المريض في غرفة الإنعاش بما يمثله ذلك من تهديد لحياته بعد تعرضه لمضاعفات نتيجة تعفن الجرح إثر العملية التي أجريت على  حنجرته يوم 27.10.2008 ،  و إذ تعاين الجمعية هذا الإصرار على انتهاك حرمة المستشفى و تحدي تعليمات الأطباء و مناشدات العائلة .. رغم ما يمثله ذلك من أخطار يؤكدها تعرض عبد الحميد الجلاصي لمضاعفات بعد العملية الجراحية ، فإن نتحمل مسؤوليتنا كاملة في الجزم بأنه لا مجال لتوصيف هذا السلوك الإجرامي المتعمد إلا بأنه : محاولة قتل ..                     عن الجمعيـة                                 الرئيــــــــــس                                                 الأستاذة سعيدة العكرمي


تونس: منظمات حقوقية تتهم الشرطة بمطاردة

المحجبات في الطرقات والأسواق العامة

   

تونس – خدمة قدس برس اتهمت منظمات حقوقية تونسية الشرطة في منطقة بير بورقبة (شمال البلاد التونسية)، بشن حملة على المحجبات لترهيبهن وإستفزازهن، وإجبارهن على التوقيع على إلتزامات خطية بالتخلي عن إرتداء الحجاب. وقالت “لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس” في بيان لها “إن  رئيس مركز الشرطة المدعو رياض ويقود الحملة رفقة بعض أعوانه، وقد شنوا (أمس) الأحد 16 نوفمبر 2008 ، حملة في السوق الأسبوعي للمدينة الذى ينتصب أيام الأحد، وفي الطرقات العامة، لمطاردة المحجبات، وقد أوقفوا إلى حدّ كتابة البيان ثمانية محجبات اقتادوهن إلى مركز الشرطة، وما تزال الحملة مستمرة”. وأعربت اللجنة عن إنشغالها لإشتداد الحملات على المحجبات في تونس، محملة السلطات التونسية في أعلى هرم قيادتها “مسؤولية هذه الحرب المفتوحة التى تستعر على الحجاب والمحجبات، كما تحمّلها مسؤولية هذه السياسات الطائشة التى تنتهك حرمات الناس وأعراضهم وكل ما ينجر عن ذلك”، حسب تعبير البيان. وطالبت اللجنة وزارة الداخلية “بلجم أعوانها وضبط سلوكهم المتهور، وتحمّلها خلق أجواء من التوتر والغضب تجاه صلف البوليس الذى لم يراعي أعراض المواطنين وحرمة العائلات التونسية، وتمادى في هضم جانب المرأة المحجبة دون رادع من ضمير ولاقانون ولا دين ولا أعراف البلاد، وتحمّّلها كل النتائج المترتبة عن إنتهاك حقوق المحجبات التى يكفلها الدستور”. كما دعت اللجنة الهيئات والشخصيات الحقوقية داخل تونس وخارجها، بمكاتبة السلطات بشأن خروقاتها بحق المرأة التونسية المحجبة، مطالبة العلماء والدعاة والإعلاميين في العالم الإسلامي بالتصدي لما قالت إنه حرب مفتوحة تشنها السلطات على الحجاب والمحجبات.  

 

(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 17نوفمبر 2008)


 

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@yahoo.fr : تونس في 17 / 11 / 2008

تضامنا مع عمال نزل نفطة بلاص

 

يتابع المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية بانشغال كبير وضعية عمال نزل نفطة بلاص حيث أن المؤجر بحرم العمال من الحق النقابي ويدفع لهم أجور لا تتناسب مع القوانين الجاري بها العمل ويرفض تمتعيهم بالتغطية الاجتماعية وإعطاءهم منح الإنتاج كما أن المؤجر يعمد إلى معاملتهم بأسلوب يغلب عليه الإهانة والشتم  وأخيرا يسعى المؤجر إلى طردهم تعسفيا من العمل وهو ما فرض عليهم الاعتصام داخل مقر عملهم منذ يوم 12 / 11 /2008 . إن المرصد يعبر عن تضامنه المطلق واللامشروط مع عمال نزل نفطة بلاص وهو يأمل أن يجد هؤلاء العمال كل أشكال التضامن والمساندة من كافة التشكيلات النقابية الجهوية والوطنية دفاعا عن حقهم في العمل ورفضا للطرد التعسفي كما يدعو المرصد السلط المعنية محليا وجهويا التدخل العاجل وإلزام المؤجر باحترام حقوق العمال وإيقاف عملية طردهم التعسفية حفاظا على السلم الاجتماعية وتنقية للمناخ الاجتماعي من التوتر المرصد فضاء نقابي مستقل ديمقراطي وهو مفتوح لجميع النقابيين بدون استثناء وهو ليس نقابة ولا مشروع نقابة ويمكن التواصل مع المرصد على العناوين الالكترونية التالية : http://nakabi.maktoobblog.com http://nakabi.blogspot.com         عن المرصد المنسق :  محمد العيادي
 


تونس: زعيم حزب معارض يترشح لانتخابات الرئاسة  احمد الإينوبلي يهاجم منتقديه ويصفهم بالانهزامية ويؤكد تمسكه بالخط الوطني.

   

ميدل ايست اونلاين   تونس – أعلن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي المعارض في تونس ذو التوجهات القومية العربية الاحد عن ترشيح أمينه العام أحمد الاينوبلي للمنافسة في سباق الانتخابات الرئاسية المقرر أن تجري العام المقبل. وقال الحزب في بيان انه “اقر المشاركة في الانتخابات الرئاسية لعام 2009 من خلال ترشح الاخ الأمين العام والاستعداد لانجاح هذه المحطة السياسية الهامة بما يضمن زيادة اشعاع الحزب ودعم حضوره الميداني وترسيخ خياراته”. وقال الاينوبلي “ترشحي واجب تجاه وطني وتجاه حزبي ايضا.. وأقول ان مشاركتي هي ترسيخ للمسار التعددي في تونس واعطاء صورة اخرى عن الاحزاب السياسية في البلاد”. ويقول معارضون اخرون ان مشاركة زعيم الامين العام للوحدوي ستكون صورية وشكلية خلال الانتخابات التي ستجري في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2009 باعتبار ان الوحدوي من احزاب الموالاة للسلطة حسب وصفهم. لكن الاينوبلي نفى ان تكون مشاركته في الانتخابات الرئاسية لها طابع شكلي وقال “شعارنا هو لا مزايدة ولا انهزامية وانا لا ارد على البعض من الانهزاميين والمشككين”. وأضاف “ردنا على اتهامنا بالموالاة هو اننا حزب لا يحمل الوهم ولا يسوقه، بل نحن حزب واقعي له مشروع وطني مستقل عكس اخرين لهم مشروع موال لاعداء الامة والوطن” في اشارة الى اتهام احزاب معارضة متشددة باقامة علاقات وثيقة مع سفارات غربية في تونس. وكان الرئيس زين العابدين بن علي استقبل الاينوبلي، في إشارة على الترحيب بعزمه على خوض المنافسة الانتخابية. وقالت مصادر رسمية ان الاينوبلي ابلغ بن علي “مشاغل الوحدويين، واكد تمسكهم بمرجعيتهم الحضارية وبالخط الوطني وعدم المساومة باستقلالية البلاد”. وقال الاينوبلي أن اللقاء كان مناسبة لتناول الحياة السياسية الوطنية وآفاقها وأن رئيس الدولة أكد له دعمه وتشجيعه وحمله تحياته إلى مناضلي وإطارات الاتحاد الديمقراطي الوحدوي. ويشغل الوحدوي وهو أحد ثمانية احزاب معارضة صغيرة في تونس سبعة مقاعد في البرلمان التونسي من بين 189 مقعد. وشارك الوحدوي عام 1999 بمرشح في الانتخابات الرئاسية وحصل على نسبة لم تتعد واحدا بالمئة من اصوات الناخبين انذاك. ويقضي عبد الرحمن التليلي الامين العام السابق للوحدوي والذي ترشح لمنافسة بن علي في انتخابات الرئاسة عام 1999 عقوبة بالسجن لمدة تسع أعوام منذ سبتمبر/ايلول 2003 بتهم الفساد واستغلال نفوذه. وأعلن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بالفعل ترشحه للمنافسة على منصب رئيس الدولة والذي يشغله منذ 1987 خلفا للرئيس السابق الحبيب بورقيبة.   (المصدر: موقع ميدل إيست أون لاين بتاريخ 17 نوفمبر  2008)  

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد الصادق الأمين

 فرحــة ولكنها منغّصة ومكــدَّرة!!

   

كان خروج آخر دفعة من إخواننا مساجين النّهضة وقادتها يوم 5. 11.  2008 من سجون عهد السابع من نوفمبر، مبعث فرحة عارمة، غمرت قلوب أهاليهم وأحبّائهم وإخوانهم من أبناء النهضة والمتعاطفين معهم، وكلّ ذي مروءة من أنصار الحقّ والعدل والحرية، داخل تونس وخارجها. 1- دواعي الفرحــة  وكيف لا يفرح كلّ ذي مروءة بهذا الحدث، وخروج السّجين من السّجن، مهما قصرت مدّته، مدعاة للفرح والبهجة! فكيف إذا كان ذلك الخروج منه بعد ثمانية عشر عاما من الأوصاب والنّكال والعذاب والقتل البطيء، ظلما وعدوانا؟! – إنّ استعادة إخواننا حريتَهم بعد ثماني عشرة سنة من الحبس والاضطهاد، حدث كبير، جدير بأن يملأ نفوسنا بالفرح ويغمرها بالبهجة، ويدعونا إلى أن نحمد الله – عزّ وجلّ – ونشكره سبحانه على فضله وإحسانه بفكّ إسار إخواننا، وجمع شملهم بأهاليهم بعد طول فراق، وذلك أسوة بنبيّ الله يوسف الصديق – عليه السلام – حيث أثنى على ربّه بفكّ أسره وجمع شمله بأهله، قائلا ( وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) [يوسف: 100] . – وممّا يدعونا إلى الفرح والبهجة بهذا الحدث الكبير، ما نجم عنه من سعادة إخواننا بالتئام شملهم بأهليهم وأحبّتهم، واجتماع شتاتهم، بعد طول فراق، فليس يدرك طعمَ هذه السّعادة إلا من ذاق مرارة فراق الأحبّة، كما قيل : و كلّ مُلمّات الزّمان وجدتها    سوى فُرقةِ الأحباب هيّنةَ الخطْبِ بل إن الفراق إن لم يكن موتا، فهو قرين الموت وتوأمه، كما قال أحدهم: إنّ المنيّة والفراق لَواحد   أو توأمان تراضعا بلِبَانِ محمد الزمزمي


 

مشهد من حياة الرئيس حلقة 3

 

الفرزدق الصغير  

تنفس الصبح أول أنسام الزهر في قرطاج، ومادت أمواج البحر ميدا خفيفا لطيفا، وماست ذوائب الأغصان ورفرف الطير وغنى، ولو كتب له أن يعرف جاره الذي يساكن لانتحب وما غنى، وارتفعت الشمس يحجبها جبل بوقرنين وينبعث نورها عن جوانبه تاركا القصر منغمسا في ظلمته المعتادة، ثم ارتفعت وارتفعت، لتستقر هنيهة على أحد قرني الجبل شاهدة على يوم آخر من أيام الرئيس المتداعية للنهاية.   تأخر الرئيس على غير عادته وطالت نومته، ولقد حق له بعد سهرته الطويلة والكوابيس التي كانت تمزق أوصال هجوعه. كوابيس كانت أشد من تلك التي رآها جماعة النهضة في سراديب الداخلية في سنوات الجمر. ولكم تقطـّع صمت الليل بصراخه الذي كان يتردد من حين لحين فزعا من هول أحلامه التي يراها، وكان حارسه ينتفض من مكانه ويصوب النظر نحو زوجة الرئيس ظنا منه أنها حاولت خنقه، فترسل إليه نظرة مطمئنة ويشير إليه الرئيس بالالتفات فيلتفت.   زوجة الرئيس كانت لها أحلامها أيضا وقد أعفيتها أن ترى أية كوابيس، وقد استيقظت، لشدة سرورها، أول ساعات الصبح وقامت على قلة ما نامت، وظلت تقطع الحجرة جيئة وذهابا تنتظر أن يستيقظ الرئيس. وكانت بين الفينة والأخرى تتجه نحوه وتنفخ في وجه نفخة تكاد تذهب بشعر رأسه الذي أنهكه الشيب والصباغ ولكنه لا يستجيب، حتى أنها شكت في الأمر وظنت أنه قد قبض، فكانت تقرّب يدها من منخره الكبير المنعدم النظير فتطمئنها أنفاسه الهزيلة أنه لا يزال حيا.   مدير الديوان الرئاسي بدوره ما انفك يقطع البهو الموالي للممر جيئة وذهابا. وفي كل مرة يصوب النظر نحو الحارس، فينظر إليه الحارس، ويتبادلان الامتعاض ولا أحد منهما يفهم سبب امتعاض الثاني، ثم يوقف المدير سيره ليجري نحو الفاكس الذي لم ينقطع من ساعات الصباح الأولى عن إرسال الرسائل، وكلما طالع منها شيئا ازداد وجهه ظلمة على ظلمة. مصيبة حلت به ولا يدري ما سيناله بعدها، وكيف سيخبر الرئيس بمحتوى الرسائل.   قام الرئيس من نومه فتلقته زوجته بابتسامة عريضة تتعجله أن ينجز وعده لها، فطمأنها وطلب منها أن تصحبه إلى البهو، فخرجا معا يتبعهما الحارس؛ لم تمكنه حتى من غسل وجهه، ناهيك عن الزيوت والمساحيق. وهناك، تلقاهما مدير الديوان بنظرة مضطربة. فسأله الرئيس ما بك تنظر هكذا. المدير: هذا الصباح وصلتنا برقيات ورسائل كثيرة من عدة رؤساء دول يا سيدي. الرئيس :رسائل؟ وما المناسبة ؟ ثم حاول أن يتذكر آخر مرة لبس فيها الجبة وصلى، وكان ذلك ليلة عيد الفطر، أما عيد الأضحى  فلم يحن بعد رغم التقديم والتأخير الذي كان يأمر به كل سنة في تواريخ الأعياد، فما المناسبة لوصول برقيات كثيرة يا ترى… ثم انتبه من سرحته على صوت المدير يقول: محتواها متشابه يا سيدي، وإذا أردت قرأتها عليك. الرئيس: اقرأ. المدير يتمتم ثم يقرأ: الأخ العزيز فخامة رئيس الشقيقة. علمنا ببالغ الأسف واللوعة من مصادرنا الخاصة نبأ إصابة سيادتكم بالسرطان، ونحن إذ نتوجه إليكم بعميق مشاعر التضامن الرئاسية الخالصة، نعرب لكم عن قلقنا البالغ من أن يستفحل مرضكم وتتخلوا عن مهامكم قبل السن الدنيا للتخلي القسري عن الرئاسة في بلدكم، ونقصد بذلك عمر سلفكم المقبور، كما نهيب بكم يا سيادة الرئيس أن تفعلوا ما بوسعكم لتعيشوا سنوات أخرى حتى لا ينخفض معدل السن الدنيا الذي سجله بلدكم  بجدارة، ونؤكد لكم عن استعدادنا إرسال طبيبنا الخاص لمعالجتكم. وفي انتظار أن نسمع صوتكم ونطمئن على صحتكم نشد على أيديكم لتواصلوا قيادتكم الحكيمة لبلادكم حتى الموت.   اضطرب الرئيس اضطرابا شديدا، وارتعدت فرائصه من تسرب الخبر، وكيف وصل إلى هؤلاء الرؤساء، ومن أخبرهم، واضطربت زوجته معه لعلمها أن تحقيق حلمها سيتأجل إلى حين.   صرخ الرئيس وعلا صراخه واشتد، ثم فتر وخبا حتى صار كصوت أحد الإسلاميين بعد ليلة تعذيب طويلة. وكم حاولت زوجته تهدئته دون نتيجة، وجلست المسكينة تولول من يأسها وتنادي على سيدي بلحسن وسيدي علي عزوز ولم تترك وليا إلا نادته واستسعفته، ولكنها اجتنبت مناداة سيدي بو سعيد وسيدي عبد الله في نهج زرقون لعلمها بأن زوجها قد أشاع حول أضرحتهم كل أصناف الفواحش المحمية بنص القانون والفواحش الأخرى المأذون بها والمسكوت عنها لمحاربة الأصولية، والرئيس لا يهدأ له روع حتى ذهب صوته، فاستسلم للصمت راغما. واجتمع خدم الديوان حوله يولولون وينشدون أغاني الحضرة والرئيس بينهم يهتز كأنما قد وافق انشادهم نوبته،  وظل يهتز ويهتز ولكن شيبته قصّرت به فوقع من الجهد، فجروْا إليه وأجلسوه على الأريكة دون أن يفحصها الخبير في مخالفة واضحة للتعليمات، فانتفض المسكين من جديد ورفض أن يجلس قٌبل أن يُجرِّبَ أحَدَهم طعما، ولم يطمئن حتى  رأى مدير الديوان يجلس على الأريكة ويقوم ثم يجلس ويقوم. ولما سكت عن الرئيس الغضب وذهبت عنه النوبة أخذ الرسائل وقلب النظر فيها من جديد، ثم أمر بمناداة محمد الناصر وبوكاسا وبقية رؤساء الأجهزة الأمنية، فما كان ليقضي أمرا صغيرا أو كبيرا حتى يشهدوا هم عليه ويجيزوه، وهذا هو عهده منذ تولى مهامه في بلد الأمن والأمان. لم أشأ أن أطيل انتظار الرئيس وأحضرتهم له على الفور. وكم هالهم حال الرئيس حين رأوه، فهو أشبه ما يكون بموقوف بعد ليلة تعذيب.   محمد الناصر، مدير جهاز الاستعلامات اللاقانونية ومقره بشارع 18 جانفي وسط العاصمة، وبوكاسا، مدير مباحث أمن الدولة ومقره بوزارة الداخلية، اثنان لا يلتقيان معا أبدا، لأسباب أمنية، إلا في اجتماع أمني يحضره الرئيس أو يأذن بانعقاده، أو أيضا في إحدى مكاتب التعذيب؛ ولا يوجد في البلد مسئول قضى في منصبه مثل ما قضيا، ولا يكبر فوقهم وزير أو مدير ولا حتى زوجة الرئيس، وحدث في مرة أن استنطقوا أحد نواب البرلمان ونزعوا له سرواله قبل أن ينزع عنه المجلس الحصانة النيابية، ودعنا من ذكر الأسماء. ويُذكر أن الرئيس يعول عليهما في كل شيء، وإليهما يرجع في كل مسألة، ولذلك فقد أمر سيادته بأن لا يكونا معا أبدا خارج الأماكن المذكورة، فإذا أصاب أحدهما مكروه تمكن الثاني من تأمين أمن البلاد والعباد. أقول، بل لعلها رحمة من الله أدركت أهل البلد بعدم التقائهما معا في الطريق العام. فمحمد الناصر قبيح الوجه مكفهر، مقطب الجبين قاسي العينين كأنه وحش كاسر، لو رأيته في حديقة الحيوان لم تتميزه من بقية الوحوش. أما بوكاسا فلا يُعرف رأسه من باقي جسده؛ قبيح كصاحبه، أو قل يتنافسان القبح أيهما أقبح، منتفخ البطن كجيفة بقرة، إذا رأيته قلت سبحان الله كيف لا يقع هذا على وجهه، أو ربما هو أشبه ما يكون بامرأة في منتهى الحمل توشك أنت تلد ولم تلد، أو قل جاوزت أجلها وتعطلت عن وضع وليدها. ولو كُتب لك أن تراهما معا لأسقط في يديك ولذكرت قوله عز وجل “وإذا العشار عطلت وإذا الوحوش حشرت” ولظننت أنها القيامة قد بدأت أماراتها.        اطلع الرئيس في وجه بوكاسا ومحمد الناصر وارتعدت فرائصه، وتخيل لو فعل به أحدهم ما فعل هو بسابقه في القصر كيف سيكون مصيره بين أيدي هؤلاء! وهو يعلم أن لا عهد لهم ولا وفاء، شعارهم “اللي ياخذ أمنا هذاك بابانا”. ثم لم يلبث أن طرد هواجسه وتكلم وصوته مختنق لا يكاد يبين، ولكنهم فهموا منه ما يقول. فهم الذين تعودوا على فهم أصوات ضحايا التعذيب مهما كانت مختنقة أو غير متواردة على منطق.   سبق محمد الناصر إليه، بحكم حظوته عنده، وتناول  منه الرسائل واطلع فيها، ثم وقف في حالة استعداد وأدى التحية وقال: سيدي الرئيس أعرف المصادر التي توصلوا بها إلى معرفة الخبر. لقد نُشرت مقالات تتحدث عنكم وعن إصابتكم بالسرطان على مواقع الصحافة الإلكترونية التابعة للمعارضين في أوروبا.   الرئيس: وأنتم أين كنتم نائمين يا أحمرة؟   محمد الناصر: سيدي نحن نحاول بكل جهدنا أن نتوصل عبر وسائلنا إلى تدمير هذه المواقع على الانترنت، وقد حققنا نجاحات مثلما فعلنا مع موقع تونس نيوز، ولكنهم أعادوا بناءها، ويصعب علينا إعاقة نشراتهم إعاقة كاملة لأن مسيريها يوجدون خارج البلاد. إلا أننا يا سيدي حريصون على تنفيذ تعليماتكم بحجب كل المواقع التي تهدد أمنكم الذي هو أمن البلاد، ونحن نلاحق أيضا كل من تسمح له نفسه داخل البلاد بمحاولة اختراق الحجب والوصول إلى هذه المواقع الإلكترونية، والأحكام القضائية الزاجرة خير دليل على ذلك.   أومأ الرئيس برأسه إيماءة المتحسر المهزوم، وظل ينظر إلى محمد الناصر وبوكاسا نظرة المسكين إلى من يحسن إليه، فهو لا يعرف تسيير شيء من مصالح البلاد وحاجات العباد إلا بعصا البوليس أو بما  تجود به قرائح أجهزة الأمن. مرت هنيهة قصيرة، وتكلم محمد الناصر، الذي أسعفه ذكاؤه هذه المرة باقتراح حصل فيه على دعم كامل من الرئيس، وقال: سيدي الرئيس، أنا لا أرى فائدة من الضغط على الأوروبيين لإيقاف هذه المواقع، ولكن تعلمنا من تجارب التعذيب أسلوب ناجعا جدا في توهين إرادة المعارضين المتصلبين تحت العصا، فكنا نأتيهم برفاقهم الذين انهاروا تحت التعذيب أو الذين انطلت عليهم وعودنا بالتخفيف، ثم نكافحهم بهم ونواجههم باعترافات أصحابهم عليهم، وقد حققنا بذلك بعض النجاحات، وتذكرون سيادتكم كيف تمكنا من بث البلبلة في صفوف قواعد النهضة سنة 91 حين أخرجنا بعضهم على شاشات التلفاز في برنامج المنظار ليعترفوا على أنفسهم بالإدانة وعلى حركتهم بالمسئولية. الرئيس: نعم، وبعد، ولكن المشكلة هنا ليست في العناصر الموجودة في البلد، فهل ستقوم بخطفهم من أوروبا وتعذيبهم هنا كما فعلتم في أحد الأقطار الشقيقة؟ محمد الناصر: لا يا سيدي سيأتون على أقدامهم إلينا، وسنصدر تعليماتنا إلى الملحقين الأمنيين في مختلف سفاراتنا ليساوموا من أراد الرجوع من جماعة النهضة إلى البلاد، وسنقوم بتسريب إشاعات الانفتاح، وسنغري بعضهم بوعود العودة الآمنة للبلاد لينشروا استقالاتهم على نفس هذه المواقع الإلكترونية، وبرنامجنا هو أن نحول (بعض) المعارضين إلى مداحين لا يألون جهدا في ذكركم وشكر خصالكم في التصدي لرفاق دربهم القدامى. سنواجه جماعة أوروبا يا سيدي ولكن بطريقة أخرى. فالانهيار يا سيدي لا يأتي فقط من التعذيب تحت العصا. هناك من ينهار بوسائل أخرى ونحن أصبحنا أصحاب خبرة في هذا.   الراوي: الآمن لهذا النظام كمصاحب الأفعى لا يدري متى تهيج به فتلدغه*، أما من يمتدحه فهو كمن يطعم الأفعى شهدا* وهي لا تعطيه إلا سما. (يتبع…)   * منقول عن ابن المقفع كليلة ودمنة    


    دربـــــــــــــــــي     

السيد المبروك:
 
كان اليوم يوم أحد ، لا كبقية الآحاد  إذ ما زالت الأعلام و اللافتات  تزين بكثافة فضاءات الأنهج    والساحات منذ بدئ العطله النوفمبيه المدرسيه  تخليدا للذكرى الـ 20  لبيان السابع من  نوفمبر التاريخي المسجل أن ” لا ظلم بعد اليوم ” و مازال رنين إعلان الميثاق الشبابي، من  تحت قبة المدينه الرياضيه ، تتويجا لسنة من الحوار، أكدت الإذاعات و القنوات أنه كان نزيها، متواصلا في الآذان؛ فلا غرابة أن  برمج يومها  ” دربي ” ــ بلغة الملاعب ــ في كرة القدم حتى تكتمل المتعه و ترسخ في الأذهان . ركبت يومها , و كانت الساعه تشير إلى العاشره ، الـ”كار” من أريانه وكانت الشمس ساطعة و السماء زرقاء صافية  و الهواء عليل ــ بتعبير نص مدرسي يتغنى بالربيع ــ فوجدت بها ثلة من الشباب في أول طلعتهم  ملأوهابالغناء و التصفيق ، فخرا واعتزازا و  تحمسا لفريقهم . و كادت العدوى تسري إلى بقية المسافرين لولا أن” الـكار ” توقفت في محطة الربط مع  الميترو، محطة ” 10 ديسمبر 1948 تاريخ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ”  فتوقف معها الغناء الكروي  و التصفيق  و بدأ نزول الركاب .  هل خرجت الأمور عن المألوف في مثل هذي المناسبات ؟ ــ لا أظن . غير أن شرطيا بالزي الرسمي الغامق ، لا أظن أنه يجهل فحوى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، كان متواجدا في المحطه قد يكون رأى  في ذلك مسا براحة الركاب و أمنهم فراح يعنف الشباب النازل و يواصل بالصعود وسط ” الكار ” ليطارد شابا لم يتخط بالكامل  طور الطفوله وينزل به مع آخر مخنوقين من القفا ، رغم محاولة كهل للتهدئه من حنقه ،  وكان   أمام أعين  المسافرين منهمكا” في تأديبهما” متمتما بعض العبارات القليله التي لم تفصح على أي مأخذ سوى أن الغناء ضد الدوله وكان ، لمزيد الإقناع ربما، يردف التمتمات بوقع لطمات على قفا خد أحد الشابين كانت تتصاعد حدتها  في مثل اشتداد ضربات  مؤدب كتّاب الجاحظ التي تبدأ خفيفه في وقعها مقبوله في مقصدها ثم سرعان ماتشتد  مع تمكن  الحماس من نفس المؤدب و لا تتوقف إلا بعد إشفاء غليل دفين فيه . الفرق البديهي  بين مؤدب الجاحظ و شرطيناهو أن  الطفل ذهب بساقيه للمؤدب يطلب منه علمه بينما شرطينا   دخل من تلقاء نفسه في جمع  أطفالنا بنية تعكير مشروع  احتفالهم. ونحن  نحير في فهم دوافع  تدخله هذا ضد أحداث، في ذاك الوقت و ذاك  المكان  ، علاوة على ما  في التدخل من  عصيا ن وتعكير لمشاعر الدوله التي تستأجره  . و العصيان مركب : أوله عصيان لمنهاج التشجيع على الثقافه  الكرويه ، ولم يصدر أبدا أن التحمس و الغناء ليسا جزءا  منها، و أخطره عصيان على عدم احترام حقوق الطفل و الإنسان المسجله  في القوانين الداخليه والمواثيق الخارجيه و التي من المفروض أنه حام لها . كل ذلك في إطار التناقض البين ، بين هذا التصرف و فحوى  بيان السابع من نوفمبر.  و اقتراف تجاوزات في مثل تجاوزه و أكثر  من طرف  زملاء له ومن طرف  آخرين غيرهم إما بسبب “تعليمات ” تصلهم أو لسبب مصالح يقضونها أو يحافظون عليها ، لا تعفيه و لا تخفف عنه مسؤولية فعله المجاني هذا  في يوم عيد كروي على أبواب المدينه الرياضيه و في ساحه و محطة وصل اتخذت من تاريخ و من إعلان حقوق الإنسان إسما  و تذكيرا و تنبيها لأولي الألباب ؛ و لا أشك أن لشرطينا لب و ضمير لا ريب أنه  أنّبه بمجرد انتهاء يوم عمله  و رؤية أبناءه أو أبناء أقربائه و أحبائه ، إلا اللهم إذا كان اللون الأحمر المبرقش بالأبيض الذي كان يرتديه أولائك الأحداث قد استفزه إلى حد أنه أنساه قداسة زيه الأزرق الغامق ،  وذلك في وقت يتأهب فيها العالم أجمع للإحتفال بالذكرى الستين للإعلان العام لحقوق الإنسان و ما تبعها من بعد من حقوق تفصيليه .


في الرد على السيد فتحي عبد الله الناعس

 

كتبه  عبد الحميد خلفة في 17 نوفمبر 2008 توجه السيد فتحي عبد الله الناعس إلى السلطة في تونس و رجال الأمن فقال “ولنا عودة معكم لنثبت لكم وبالدليل فشل سياستكم “الحرب الأمنية الشاملة” مع الإخوة الأبطال في الداخل وكذلك مع من تسلموا المشعل في المهجر على امتداد هذين العقدين…” و نحن نرجوه أن يتوجه لإخوانه بالحوار حتى لا يتحول حواره مع الأمن إلى اختصاص..نرجوه بعد أن تحمل مسؤولية الحركة في فرنسا و في السودان، و هي من مشاعل المهجر، أن يبذل جهدا في نقد التجربة بين إخوانه أولا حتى يبحث في أسباب المواجهة في 87 أو في 91 وهل أن حركة ديمقراطية حتى النخاع  كما يقول، يمكن أن تفكر مجرد تفكير في الانقلاب على السلطة.. “أثبت القاصي والداني والعدو والصديق والتاريخ والجغرافيا أنه لا تفوقه الحركات الإسلامية التي تشارك في السلطة وفي البرلمانات العربية والإسلامية اعتدالا بل وبكل تواضع نقولها كل ما تملك هذه الحركات والأحزاب من هذا الاعتدال أو أغلبه يعترف أكثرها بأن شيخنا راشد الغنوشي هو المنظر الأول لفكر الاعتدال والوسطية والفكر الديمقراطي الإسلامي الذي أوصلها وبوأها هذه المواقع.” هذه الدعاية الحزبية لا تصمد لحظة أمام حوار جاد و تنهار أمام أحداث التاريخ أسرع من ذوبان الثلج في دبي. ذلك أن الاعتدال والوسطية فعل و حركة و ليس شقشقة لفظية تكذبها أحداث التاريخ. أن “استعراض البلاغة والشجاعة لم يعدْ من طبع العمل السياسي ولا من سمات الثقافة… لكم حققنا انتصارات في النص ولكم مرّغنا أنوف المستكبرين والظالمين في  بحور الشعر ورماله… كنا نغوص في المعنى ونوغل في ملذات الخطابة ونطالُ بالكلمات من لا تطالهُ النسماتُ … كان “الفاهمون” ينظرون في مفاصل الحركة وتفاصيل المعاش وكان “الواهمون” يسيحون في أحلام ليس ثمة ما يؤكد احتمال تحققها … كان ثمة مُتسعٌ من العمر يومها ووفرة من الشباب ومن ظلال المكان… كان ثمة انشراحٌ للخيال وللتأويل وكنا نعتقدُ في كون “الجماهير” صنيعة بلاغية وكون “الثورة” كامنة في خمائر النصّ . كان “الفاهمون” يقولون: إن الحساب من علم الكتاب ومن يملك قوتك يملك أن يقودكَ ومن يُطعمك يُلجمكَ والناسُ قلوبهم شتى ومعدتهم واحدة والفاهمُ من يبسط يدهُ على مخازن الرزق وعلى مقبض العصا. ” كما يقول البحري العرفاوي هذه فقرة من إحدى معلقات الشاعر البحري العرفاوي كما سماها عبد الحميد العداسي، فهل أخذت القلم و القرطاس القطري لدراستها مع نفسك و منها خاصة الجملة الأخيرة.. الاستقالة حق يؤمن به المنظر الأول و الأخير لفكر الاعتدال والوسطية والفكر الديمقراطي الإسلامي و الغير إسلامي فلا  تجادل في ذلك علنا حتى لا يرى الناس أنك مازلت كما كنت تراوح مكانك في  زاوية “ازدواجية الخطاب” من ناحية و مربع “الكليانية” الأحمر من الناحية الأخرى. فالذين قضوا مدة السجن ثم جاؤوا إلى أوروبا أو الذين حوكموا و حصلوا على نسخ من الأحكام التي صدرت في حقهم، كل هؤلاء أثبتوا بماضيهم أن معاناتهم اتصلت بحركة النهضة و لا يعني ذلك أن زواجا كاثولكيا قد ربط عنقهم بهذه الحركة. و تختلف درجة ارتباطهم بالحركة بعلمهم بحقيقة ما جرى و تقييمهم لذلك بكل حرية، و اتصال ذلك بحرصهم على العودة أو غير ذلك.. فمتى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا.. قبل خروج المساجين الاستقالة تكون خطأ و الأسود مازالوا صامدين في السجون.. بعد خروج المساجين الاستقالة خطأ يفسد طعم هذا “النصر”.. و كذلك قبل خروج المساجين التقييم خطأ حتى لا يستفيد منه الخصوم، و بعد خروج المساجين التقييم خطأ يعرقل توظيف هذا “النصر”.. أفيقوا يا هؤلاء فالتاريخ يمر حتما و لكنه لا يرحم..أنتم تعلمون الحقيقة و تشهدون بغيرها، و هذا حرام في دينكم و في كل الديانات.. أو أن حزبيتكم الضيقة أذهبت عنكم بعض دينكم؟ غربتكم، تشتتكم في أصقاع العالم، ضياع أغلى ما كان عندكم من عيشكم بين أمة سيدنا محمد كل هذا لا محالة باتصال مباشر مع كفركم للحقيقة، فالتاريخ يمر و لكنه لا يرحم.. لا تقلق السيد فتحي عبد الله الناعس، فالحركة باقية و لن تزول و لكنها كما تعرف جيدا “حركة” لا تتوسع.. و ستضيق هذه الحركة أكثر، حين تخرج الحقائق إلى كل الناس، و لكنها ستبقى صامدة، تكرر و تعيد أن حركة النهضة هي أكثر الحركات الإسلامية اعتدال و أن عيبها الوحيد أن النظام التونسي أسوأ الأنظمة على الإطلاق.. السيد فتحي عبد الله الناعس لست في حاجة لتجديد عقدك في دبي أن تقول “أن شيخنا راشد الغنوشي هو المنظر الأول لفكر الاعتدال والوسطية والفكر الديمقراطي الإسلامي ” فأنا نفسي أقول أن الشيخ راشد الغنوشي نظّر (شدة على ظ) لفكر الاعتدال، و لكن أسفي أن الحركة  و الفعل ليست أحلاما و تنظيرا  بل أحداثا سجلها التاريخ و خطؤك أنك تتصور أنها غابت لأنك تتعمد عدم النظر إليها. فهل أن حركة ديمقراطية حتى النخاع، يمكن أن تفكر مجرد تفكير في الانقلاب على السلطة!  


 

رئيسة الأرجنتين تبدأ اليوم زيارة عمل إلى تونس

   

تونس / 17 نوفمبر-تشرين الثاني / يو بي أي: تبدأ رئيسة الأرجنتين كريستينا فيرنانداز دي كيرشنر اليوم الإثنين زيارة إلى تونس تبحث خلالها العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية. ووصف الناطق الرسمي باسم الرئاسة التونسية هذه الزيارة، التي ستستغرق يومين، بأنها “زيارة صداقة وعمل”، وأشار إلى أنها تأتي تلبية لدعوة كانت قد تلقتها من الرئيس زين العابدين بن علي. وستجري رئيسة الأرجنتين خلال هذه الزيارة محادثات مع نظيرها التونسي بشأن سبل تطوير علاقات التعاون بين بلديهما، إلى جانب تبادل الآراء ووجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك. وينظم العلاقات التونسية-الأرجنتينية إطار قانوني من اتفاقيات عدة منها اتفاق تجاري قائم على المعاملة التفاضلية، ما ساهم في تطوير المبادلات التجارية بين البلدين. وتندرج زيارة رئيسة الأرجنتين إلى تونس ضمن إطار جولة في المنطقة بدأتها بزيارة الجزائر، وستقودها أيضا إلى ليبيا ومصر. وكانت رئيسة الأرجنتين قد وصلت أمس إلى الجزائر،حيث اجتمعت مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وبحثت معه العلاقات الثنائية وآفاق تعزيزها والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.   (المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 17 نوفمبر 2008)


نمو الإنتاج الصناعي التونسي 6ر4 بالمئة في تسعة شهور

تونس 17 نوفمبر تشرين الثاني /رويترز/  أظهرت احصاءات رسمية نشرت اليوم الاثنين أن الانتاج الصناعي التونسي نما بنسبة 6ر4 بالمائة في الشهور التسعة الاولى من العام الحالي مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي مدعوما بأداء قوي لقطاع الالات. وأشارت بيانات المعهد الوطني للاحصاء أن النمو في الفترة نفسها قبل عام بلغ 6ر8 بالمائة. وارتفع الانتاج بنسبة 7ر12 بالمئة في الاعمال الخاصة بالالات وهي القطاع الرئيسي للوظائف وجلب عملة أجنبية. كما زاد انتاج الاغذية المصنعة 6ر4 بالمائة خلال الشهور التسعة الاولى من العام مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. ويمثل قطاع التصنيع نحو خمس الناتج المحلي الاجمالي لتونس ويعمل به 20 بالمائة من قوة العمل هناك. وكانت تونس تعتمد في السابق على الزراعة الا أنها تجاوزت جاراتها من خلال تطوير صناعات النسيج وتجميع السيارات ومعالجة الاغذية.  

(المصدر: وكالة (رويترز)للأنباء بتاريخ 17 نوفمبر  2008)


ندوة متوسطية حول علوم الفضاء تعقد في تونس

   

تونس في 17 نوفمبر/قنا / بدأت في تونس اليوم اعمال ندوة متوسطية حول علوم الفضاء بمشاركة خبراء من الولايات المتحدة الامريكية وروسيا وفرنسا وايطاليا وكندا والهند واكرانيا وليبيا والجزائر والمغرب والمملكة العربية السعودية والكاميرون ونيجيريا وكينيا وسنغفورة فضلا عن تونس وكذلك ممثلون عن الوكالة الاوروبية لشوءون الفضاء. وسيناقش المشاركون في الندوة التي تعقد حول موضوع الاستغلال المشترك للتطبيقات الفضائية وتنظمها على مدى ثلاثة ايام مدينة العلوم بتونس العاصمة بالتعاون مع الاكاديمية الدولية للعلوم مجموعة من الموضوعات المتصلة بالتعاون المتوسطي في مجال علوم الفضاء وتقليص الفجوة الرقمية من  خلال استعمال تكنولوجيات الاقمار الصناعية وحماية البيئة والثروات الطبيعية من الاخطار الطبيعية والتصحر الى جانب دور تكنولوجيا الفضاء في خدمة حوار الحضارات والثقافات. واكد السيد الازهر بوعونى وزير التعليم العالى والبحث العلمي والتكنولوجيا التونسي فى كلمة خلال افتتاح الندوة على اهمية الاستغلال المشترك للتطبيقات في مجال الفضاء وتكثيف التعاون العلمى والتكنولوجي بين البلدان المتوسطية 0 0 مشيرا الى ما توليه بلاده من اهمية لقطاع تكنولوجيات المعلومات والاتصال باعتبار قدراته التشغيلية العالية ودوره في تطور قطاع الصناعة والخدمات.   (المصدر: وكالة الأنباء القطرية (قنا) بتاريخ 17 نوفمبر  2008)  


الجامعة التونسية تطفئ شمعتها الخمسين

   

تونس – الاسبوعي: انطلقت يوم 11 نوفمبر احتفالات الجامعة التونسية بخمسينيتها.. وستتواصل هذه الاحتفالات على مدار السنة الجامعية الحالية.. وقد أعدت مختلف الجامعات في الجهات برامج  متنوعة (فكرية وثقافية وترفيهية) لفائدة الأساتذة والباحثين والطلبة كما شهدت الإحتفالات التي أقيمت بقصر المعارض بالكرم (أيام 11 – 12 – و13 نوفمبر) حضور ما لا يقل عن ألفي أستاذ جامعي وباحث.. وتم تقديم شهادات من مؤسسي الجامعة التونسية أمثال المنجي الشملي وعبد الوهاب بوحديبة وخليفة الشاطر.. شهادات تاريخية  عن تأسيس الجامعة التونسية والصعوبات التي لاقوها.. حيث كانت الجامعة التونسية في بداية تأسيسها  تضم بناية واحدة بتونس  العاصمة يؤمها حوالي ألفي طالب سنة 1958 .. وتطورت اليوم لتصل الى 192 مؤسسة جامعية  بمخلتف أنحاء الجمهورية من بنزرت الى قبلي.. وحوالي 370 الف طالب 59% منهم إناث يؤطرهم 20 ألف أستاذ جامعي يشكل العنصر النسائي 42% منهم.. كما بلغ عدد الشعب 900 اختصاص وشعبة.. وهذا يدل على حجم تطور المنظومة الجامعية لمواكبة المقاييس العالمية وخاصة من حيث الحصول على الشهادات.. إذ تم مؤخرا اعتماد نظام أمد (إجازة – ماجستير – دكتوراه) حتى تصبح الشهائد التونسية  معترفا بها أكثر دوليا ..بما يمكّن الطلبة التونسيين من مواصلة  دراساتهم بالمؤسسات الأجنبية والعكس أيضا.. حيث يصبح بإمكان  الطلبة التونسيين الحاصلين على شهادات أجنبية معادلتها  بصفة آلية لدى مصالح  وزارة التعليم العالي. وقد تم التأكيد خلال الإحتفالات بالخمسينية على أن الجامعة التونسية  طوت 50 سنة.. وتستعد كذلك الى خمسينية جديدة  مليئة بالتحديات أهمها  كسب رهان الجودة ودعم الشعب الواعدة  ذات التشغيلية العالية.. وتثمين نتائج  البحث العلمي في القطاع الصناعي للنهوض بالإقتصاد الوطني.. والتموقع في جدول الجامعات المرموقة وفق تصنيف شانغهاي..الذي قام بوضع تصنيف لأول خمسمائة جامعة في العالم.. والتي لا توجد بها أي جامعة عربية وهذا يتطلب من الأسرة الجامعية والبحثية مزيد تجنيد القدرات العلمية والبحثية لمزيد تطوير الجامعة التونسية طبقا للمقاييس العالمية.   هوامش – حضر عدد من رؤساء الجامعات الجزائرية لمشاركة أفراح الجامعيين التونسيين احتفالات الخمسينية. – أقيم معرض وثائقي بقصر المعارض بالكرم شاركت فيه مختلف المؤسسات الجامعية ومراكز البحث.. وقدمت خلاله  منتوجها العلمي من رسائل تخرّج إلى أطروحات دكتوراه إلى مشاريع بحث.. وقد تم تدشين المعرض من قبل الوزير الاول يوم 11 نوفمبر الفارط. – تم توجيه الدعوة لمؤسسي الجامعة التونسية خلال المعرض وتكريم نخبة منهم بلغ عددهم 60 أستاذا جامعيا. – حضر كذلك المعرض أعضاء نقابات التعليم العالي على غرار المنصف التواتي وسامي العوادي وناجي الغريبي وكان  جوا حميميا  بين الجامعيين حيث التقت خلاله عدة أجيال من الجامعيين. – تم تكريم  الأستاذ  محمد قديش الوزير المستشار لدى رئيس الجمهورية باعتباره  أستاذا جامعيا بكلية الطب بتونس.   خير الدين العماري   (المصدر: جريدة الصباح الاسوعي (أسبوعية – تونس) بتاريخ 17 نوفمبر  2008)  


مطار تونس الدولى محطة لترابط الرحلات بين افريقيا وأوروبا

   

قمرت – العرب– وكالات: اكد وزير النقل عبد الرحيم الزوارى خلال لقائه مساء الاحد بقمرت مع نائب رئيس المفوضية الاوروبية المكلف بالنقل أنطونيو تاجانى أن مطار تونس قرطاج الدولى أصبح محطة دولية لترابط الرحلات الجوية بين افريقيا وأوروبا موضحا أن ميناء المياه العميقة الذى سيتم انجازه فى منطقة النفيضة سيمكن من اقامة طريق بحرية سيارة بين القارتين. ويحضر أنطونيو تاجانى بصفة ملاحظ الاجتماع الخامس لمجموعة 5 زائد 5 لوزراء النقل فى دول غربى المتوسط الذى يفتتح الاثنين بالعاصمة وترأسه تونس. وقدم الوزيرالتونسى بالمناسبة لمحة للمسؤول الاوروبى عن التطور الهام الذى عرفه قطاع النقل فى تونس بفضل ما تحقق منذ تحول السابع من نوفمبر من انجازات هامة فى المجال. واشار الوزير الى ان تونس التى كانت أول بلد جنوب المتوسط يوقع اتفاقية شراكة مع اوروبا أفضت مع مطلع 2008 الى اقامة منطقة تبادل تجارى حر بين الجانبين دخلت مؤخرا فى مفاوضات مع الاتحاد الاوروبى لتحرير تجارة الخدمات التى تشمل قطاع النقل الجوى. ومن جانبه أبرز أنطونيو تاجانى جدوى التعاون فى مجال النقل بين الاتحاد الاوروبى وتونس. وقال فى هذا السياق انه “مقتنع” بأهمية توثيق هذا التعاون معتبرا أن تونس بامكانها بفضل موقعها الجغرافى المميز وما تتوفر عليه من بنى تحتية عصرية واستقرار سياسى ان تضطلع بدور البوابة بين أوروبا وافريقيا بامكانها بفضل موقعها الجغرافى المميز وما تتوفر عليه من بنى تحتية عصرية واستقرار سياسى ان تضطلع بدور البوابة بين أوروبا وافريقيا. واقترح المسؤول الاوروبى عقد اجتماعات بين خبراء نقل تونسيين وأوروبيين لتمتين علاقات التعاون بين الجانبين.   (المصدر: جريدة العرب (يومية – بريطانيا) بتاريخ 17 نوفمبر  2008)  


ميدل ايست: الشارني وموسم ازدهار المنجمين!

   

بقلم: جواد البشيتي ميدل ايست اونلاين   نحن الآن في موسم “التنبؤات الفلكية” التي تجتذب إليها اهتمام ملايين البشر، وبعضهم ممَّن يلعنون في مواقفهم “الرسمية” التنجيم والمنجمين، أو ممَّن هم في مراكز سياسية وفكرية وعلمية ومهنية يُفْتَرَض أن تجعلهم بمنأى عن تأثيرات المشتغلين بـ “علم الغيب”، الذي ليس من اختصاصهم، ولا من اختصاص غيرهم من البشر، وإنْ كانوا يزعمون أنَّ عملهم بعيد كل البعد عن “علم الغيب”، حتى لا يُكفَّروا، أو حتى لا يشعرون هم أنفسهم بأنَّهم يحاولون أمراً يُغْضِب الله. فضائية “العربية”، وعلى جاري عادتها السنوية، استضافت “الفلكي” التونسي الشهير حسن الشارني، والذي يشغل منصب نائب رئيس الاتحاد العالمي للفلكيين، فخصَّها من دون سواها بتنبؤاته الجديدة. هذا “الفلكي” ارتفع كثيراً منسوب شهرته إذ تنبأ بمصرع الأميرة ديانا في حادث مروِّع، وبموت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات موتاً غامضاً؛ ولكنَّه فشل إذ تنبأ باغتيال الرئيس جورج بوش سنة 2005، قائلاً أنَّ اغتياله سيشبه كثيراً حادث اغتيال الرئيس الأسبق جون كيندي. ويزعم الشارني أنه تنبأ بأحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001. وحتى نستكمل “تنقيط” حروف قصة الشارني نشير إلى أنَّ هذا الرجل يشغل منصب “المستشار” لدى “شخصيات عالمية شهيرة”، ولدى “بعض الدوائر الرسمية”؛ وأحسب أنَّ “سره” يكمن في العلاقة المتبادلة بينه وبين تلك الشخصيات والدوائر! الشارني، في تنبؤاته الجديدة، تحدَّث في قضايا وشؤون سياسية (وغير سياسية) عالمية وعربية وكأنَّه مشتغلٌ بالسياسة أكثر كثيراً من “ساستنا” الذين يسوسون الأمور بغير عقل، فيُنْفَذ أمرهم، فيقال “ساسة”. وتحدَّث في عالم الفن والفنانين، فتنبَّأ بموت فنَّانة عربية كبيرة (في القدر والسن) فتوقَّعت زوجتي، التي تتأثَّر كثيراً بما يقولوه المنجمون، وبما تقوله الأبراج، أن تكون تلك الفنانة فيروز أو صباح، فتمنَّيْتُ ألاَّ تكون فيروز! إنَّ الشارني مع “علمه” يحتاج إلى فهم مختلف، فهو، والحقُّ يقال، أهم من كل صحافتنا العربية لجهة دوره في صُنْع الرأي العام في بلادنا؛ ومَنْ لم يُحْسِن فهمه يشقُّ عليه أن يفهم “كيف نُفكِّر”، و”في أيِّ شيء نفكِّر”، و”لِمَ نفكِّر”. “الغيب” إنَّما هو من الأمور والأشياء التي ينبغي للمؤمن الإيمان بها؛ والله هو وحده “عالِم الغيب”، أو “علاَّم الغيوب”. و”الإيمان بالغيب” إنَّما يعني أن يؤمن المؤمن بما غاب عنه ممَّا أخْبَرَ به النبي من أمْر “البعث”، و”الجنَّة”، و”النار”، فكلُّ ما غاب عن المؤمنين ممَّا أنبأهم به النبي هو غيب. و”عالِم الغيب”، أي الله، هو العالِم بما خفي، وبكل الأسرار، وبما سيحدث. أمَّا “عالَم الغيب” فهو عالَم كل مجهول لا يُرى. المؤمنون بالغيب يسعون دائما في تمييز أنفسهم عن “المنجِّمين” و”تنجيمهم”، فـ “الغيب”، في مفهومه الديني، ليس في متناول البشر، أبصاراً وبصائر، فالله وحده هو “عالِم الغيب”، أو “عَلاَّم الغيوب”. حتى الأنبياء لا يملكون شيئاً من هذا السلطان الإلهي (عِلْم الغيب) فالله يَمْنَح البشر ما يشاء، وقدر ما يشاء، من العلم والمعرفة، عبر ما يبذلونه من جهود علمية ومعرفية؛ ولكَّنه يمنع عنهم كل ما يمت بصلة إلى “عِلْم الغيب”، الذي هو من اختصاصه وحده من دون سواه. إنَّه، أي الله، يُخْبِر أنبياءه بأمور غيبية من قبيل “البعث”، و”الجنَّة”، و”النار”، فيُخْبِرون بها الناس أو أقوامهم؛ وعلى هؤلاء أن يُدلِّلوا على إيمانهم الديني من خلال إظهارهم الإيمان بهذه الأمور، أي بما غاب عنهم ممَّا أخْبَرَهُم به أنبياؤهم. وعليهم، أيضاً، أن يؤمنوا بـ “عالَم الغيب”، الذي هو عالَم المجاهيل التي لا تُرى.. لا يرونها، ولا يُمْكنهم أبداً رؤيتها، وبأنَّ الله وحده هو العالِم بما خفي، وبكل الأسرار، وبما سيحدث. والإنسان، في الزمان والمكان اللذين يظهر فيهما نبيٌ، ينبغي له أن يؤمن بأمر “البعث”، وبغيره من أمور الغيب، من غير أن يطلب أدلَّة وبراهين، يطلبها، وينبغي له أن يطلبها، من أجل تصديق أمْرٍ من قبيل أنَّ الأرض كروية، أو أنَّها تدور حَوْل الشمس، أو أنَّ الجسم المغمور في سائل يَفْقِد من وزنه بقدر وزن السائل المُزاح، ففي أمور الغيب والإيمان بها لا مكان لكل ما يستعمله الإنسان من قوى وأدوات ووسائل وطرائق توصُّلا إلى “الحقيقة”. ولكنَّ إيمان الإنسان هذا بأمْر البعث، وبغيره من أمور الغيب، لا يمكن أن تقوم له قائمة قبل أن يستوفي شرطا لا بدَّ منه هو أن يأتي النبي بما يُعَدُّ “معجزة” بالنسبة إلى قومه، فلا نبي إذا لم يكن مؤيَّداً بما يُعَدُّ “معجزة” بالنسبة إلى قومه. “المعجزة” أوَّلاً، فإذا أتى بها النبي، واقتنع بها قومه على أنَّها معجزة حقَّاً، أصبح ممكناً، وضروريا، عندئذٍ، أن يؤمنوا بما يُخْبِرهم به من أمور الغيب، كأمر البعث. والنبي، أي نبي، يحتاج في المقام الأوَّل إلى أن يُصَدِّقه قومه، وأن يَنْظروا إليه، ويعاملوه، ويعترفوا به، على أنَّه مُرْسَلٌ إليهم من خالق الكون، فأمرٌ كهذا إنَّما هو من الصعوبة بمكان، ولا بدَّ، بالتالي، من أن يأتيهم، أوَّلاً، بما يُحوِّل شكَّهم إلى يقين. وأحسبُ أنَّ الناس، الذين جاء إليهم نبي، كانوا يحتاجون، في المقام الأوَّل، إلى ما يسمح لهم بأن يتأكَّدوا أوجه وحقيقة الإعجاز في الأمر الذي ظهر لهم، أو أُظْهِر لهم، على أنَّه “معجزة” لا يمكن أن يأتي بها، أو بمثلها، إلا أناس مُرْسِلين إلى أقوامهم من خالق الكون، وهم الأنبياء. أمَّا المؤمنون في أزمنة لاحقة، أو أماكن مختلفة، أي مِمَّن لم يروا بعيونهم تلك “المعجزة”، أو “المعجزات”، فقد صَدَّقوها إذ “رُوِيَت” لهم، وعبر ما تلقُّوه منذ نعومة أظفارهم من تربية دينية (عائلية ومجتمعية). إنَّ “العجز الإنساني”، النسبي، مع الشعور به، هو ما يُوَلِّد ويُغَذِّي ويُشدِّد المَيْل لدى الإنسان، فرداً كان أم جماعة، إلى الاعتقاد بـ “المعجزات”، والالتجاء إليها. والشعور بالعجز هو ما يجعل صاحبه يملك من البصر والبصيرة ما يجعلانه يرى “معجزات” في أُمور معيَّنة. وللتذكير إن نفعت الذكرى نقول إنَّ بعضا مِنَّا قد آمن وصدَّق بأنَّه رأى صورة صدام حسين في القمر! ولو تمكَّن صدام حسين من أن يهزم الولايات المتحدة شرَّ هزيمة في العراق، أي أن يأتي بمثل هذه المعجزة، التي سنميل إلى تفسير حدوثها تفسيراً ميتافيزيقياً في المقام الأول، ولو أخْبَرنا بعد ذلك أنَّه سيأتي يوم تَلِدُ فيه الأبقار عصافير، لأظْهَر كثيرون مِنَّا مَيْلاً إلى تصديقه. المشتغلون بما يسمَّى “عِلْم الغيب” يقولون بوجود عالمٍ في خارج الطبيعة، يضم آلهةً وشياطين تؤثِّر في الأحوال الجوِّية والغلال والإنجاب. ومعتقداتهم الغيبية تَضْرِب جذورها عميقا في فكرة أنَّ الحياة لا تنتهي بالموت. في حياتنا وتجاربنا، ليس من شيء يمكن أن يَحْمِلنا على الاعتقاد بأنَّ من مات من البشر يمكن أن يعود إلى الحياة، فكلُّ ما لدينا من حقائق وأدلَّة وبراهين إنَّما يُظْهِر لنا ويؤكِّد (تأكيدا لا ذرَّة من الشكِّ فيه) أنَّ الحياة تنتهي بالموت، وأن ليس من ميِّت قد عاد، أو يمكن أن يعود، إلى الحياة. وهذا هو ما يُدْعى “الإيمان العقلي أو العلمي”. أمَّا “الإيمان الديني” فلا يتحقَّق ويتأكَّد ويَكْتَمِل إلا إذا آمن المؤمن بأمْرٍ من قبيل أنَّ الموتى (من البشر) ولو شبعوا موتا، وغدت عظامهم رميما، وتَبَعْثَرت وتوزَّعت وتناثرت ولم يبقَ لها من أثر، سوف يعودون، حتماً، إلى الحياة في يوم يسمَّى دينياً “يوم البعث”. وهذا ما أُخْبِرَ به البشر عَبْر أنبيائهم، الذين، بحسب المنطق الديني، أُخْبِروا به مِمَّن يعلم وحده الغيب بأموره كافَّة، ومنها هذا الأمر. إذا كان سقوط تُفَّاحة من شجرتها قد أثار لدى نيوتن رغبة علمية في تفسير هذه الظاهرة (التي طالما عرفها البشر جميعا) فانتهى في سعيه العلمي إلى اكتشاف “الجاذبية” وقوانينها فإنَّ ذوي المعتقدات الغيبية فضَّلوا أنْ يسألوا “لماذا سقطت التفاحة على رأس هذا الشخص من دون سواه؟” على سؤال العالم البريطاني العظيم “لماذا التُفَّاحة، في انفصالها عن شجرتها، تتحرَّك نزولاً (أو سقوطاً) ولا تتحرَّك صعوداً؟”. في رأيهم يَدُلُّ سؤالهم هذا، أو ما يماثله من أسئلة، على أنَّ الحاجة إلى “الجواب الغيبي” لا تَقِلُّ عن الحاجة إلى “الجواب العلمي”، فإنَّ لـ “عِلْم الغيب”، على ما يعتقدون، حيِّزاً لا تشمله، ولا يمكن أن تشمله، “سلطة العلم”. “علم الغيب”، وخلافاً للعلوم الطبيعية المضبوطة، لا يعنى بـ “تفسير” الأحداث، فهو يتنازل عن هذا الدور للعلم. إنَّه يعنى فحسب بـ “التنبؤ” بالأحداث، أو “تداركها”، أو “استعجال وقوعها”، مع أنَّ التجارب الموثوق بها أثبتت وأكَّدت أنَّ أصحاب هذه المعتقدات لم ينجحوا إلا مصادفةً في التنبؤ بالأحداث، أو تداركها، أو استعجال وقوعها. وثَبُت وتأكَّد، أيضا، أنَّ بعضاً من هؤلاء لا ينطقون، في تنبؤاتهم، عن “غيبية”، فهم وثيقو الصلة بـ “صُنَّاع الأحداث” من أجهزة ومؤسسات، ومن ساسة يفضِّلون أن يُلْبِسوا الأحداث التي ستقع عمَّا قريب، والتي يعلمون بها، أو يتوقَّعونها، أو لهم يد في صُنْعها، لبوس “النبوءة”. لقد كان التنبؤ بالمستقبل، وما يزال، يشغل بال الناس، فحاولوا ذلك بدءاً من مراقبة السماء، وتفحُّص أحشاء الحيوانات، انتهاءً بالاستخدام الغيبي لقطع النقود وأوراق اللعب، وغيرها. وكان أشهر المتنبئين الأوروبيين بالغيب، في القرن الرابع عشر، نوستراداموس، الطبيب والمنجِّم الفرنسي الذي ألَّف أكثر من 600 بيت شعر غامض يمكن أنْ تُفهم على أنها تنبؤ بوقوع الثورة الفرنسية وأحداث أخرى مهمة. دائماً، ومنذ القِدَم، مال الإنسان إلى الاعتقاد بوجود قوى خفيه (عن الأنظار، مستترة، غير ظاهرة) حوله، ومَصادِر سرِّية للمعرفة، وقدرات كامنة في داخله. وقد لازمت المعتقدات الغيبية الحضارات جميعاً؛ وإنْ اختلفت (شكلا ومحتوى) من حضارة إلى أُخرى، وتبدَّلت مع تَقَدُّم العلم. بعض رجال الدين القدامى، أمثال المجوس، وهم كهنة فارسيون، اكتشفوا قوَّة “الإيحاء”، أو “الإيحاء الذاتي”، فأقاموا طقوساً وشعائر واخترعوا رموزاً تساعد على “تركيز الفكر”. واستمرت العبادات الوثنية المبنية على بعض هذه الطرائق حتى بعد ظهور الديانات الكبرى. لكنَّ الكنيسة، ومنذ القرن الرابع عشر، بدأت تُحرِّم الممارسات الغيبية بصفة كونها شرَّاً. وقد أدى اضطهاد طائفة “الألبيجيين”، التي كانت تقول بأن العالم المادي من خلق الشيطان، إلى ملاحقة السحرة في قارة أوروبا بأسرها، وبعد ذلك في الولايات المتحدة. غير أن تعذيب المتهمين بممارسة السحر وإحراقهم أشاع جواً من الهستيريا، ثم أفضى إلى تعزيز السحر. وشهد منتصف القرن التاسع عشر تجدُّد الميل إلى الاعتقاد القديم بأنَّ أرواح الموتى يمكن أحياناً أن تُرى وتُسْمَع. وجاء اختراع التصوير الشمسي (الفوتوغرافي) ليعطي الاعتقاد بأن الأشباح ليست سوى أرواح عالقة بين هذا العالم والعالم الآخر زخماً قوياً. واعتقد الروحانيون أنَّ باستطاعة شخص ذي حساسية نفسانية، يدعى “وسيطا”، أن يدخل في غيبوبة ويتلقى، وهو في هذه الحالة، رسائل من الموتى. وقد انتشرت الحركة الروحانية في الولايات المتحدة، بعدما ادَّعت الأخوات المراهقات فوكس أنَّ بيتهن أصبح مسرحا لأصوات غريبة، وأنَّ الأشياء تتساقط أو ترمى عن الرفوف كأنها مدفوعة من قبل شبح صاخب أو روح مؤذية. ادِّعاؤهن الاتصال بالأرواح كُذِّب لاحقاً؛ لكن سرعان ما برز عدد من “الوسطاء” كانت لهم، على ما يبدو، مواهب خارقة. من بين هؤلاء ذاع صيت دانيال هوم، الذي أدهش الأسر الملكية الأوروبية، وحيَّر المتشككين، بإحداثه ظاهرات غريبة، مثل تسببه بهبوطٍ مفاجئ في درجات الحرارة، وجعل المناضد تسبح في الهواء، وإطالته قامته، ورفع جسمه عن الأرض. ثم شاع عقد جلسات أو اجتماعات ترمي إلى الاتصال بالأموات. التنجيم، على ما يُعْتَقَد، نشأ في بلاد ما بين النهرين؛ لكنَّه لم يكن تنجيماً شخصياً؛ بل كان يعنى بالشؤون العامة كالحرب والطوفان والخسوف لجهة تأثيرها بالملك الذي كان يمثِّل شؤون الدولة ومصالحها. كما يُعتقد أنَّ هذا التقليد قد انتقل من بلاد ما بين النهرين إلى مصر، فالهند، فالصين وسائر آسيا؛ ثم انتقل إلى الإغريق، الذين أعادوا صياغة المعارف التنجيمية وفق تقاليدهم الخاصة، فهم الذين عمَّموا طريقة “استنتاج المصائر الفردية من تاريخ الولادة”. في الحديث عن التنجيم والمنجِّمين، أو عند استماعنا لتنبؤاتهم، لا ننسى أبداً القول البليغ: “كذب المنجِّمون ولو صدقوا”، فما معنى هذا القول؟ لو أنني تنبأتُ باغتيال زعيم سياسي شهير بعد بضعة أشهر، مثلا، وحدث ذلك، لصدق تنبؤي. ربَّما مصادفةً صدق، وربَّما لسبب آخر صدق، فبعض المنجِّمين ليسوا بمنأى عن تأثير أولئك الذين لديهم “معلومات”، أو لديهم صلة بصناعة الأحداث، فكم من “توقُّعٍ سياسي” كان لرجال السياسة مصلحة في إلباسه لبوس “تنجيم منجِّم”! فإذا كنتُ بهذا المعنى أصدق فبأيِّ معنى أكذب؟ أكذب في زعمي أنني قد تنبأتُ بذلك إذ راقبتُ النجوم بحسب مواقيتها وسيرها واستطلعتُ مطالعها، أي أنَّ كذبي كان في “الطريقة” أو “الأسلوب”. وهكذا يكذب المنجِّمون في “الطريقة” التي يزعمون أنَّهم بفضلها وعبرها تنبأوا بأحداث المستقبل، ويصدقون إذا ما تحققت تنبؤاتهم، مصادفةً، أو لسبب آخر مثل الذي أتينا على ذكره، والذي يجعل المنجِّم مثل الصحافي الذي يحصل على “معلومة” من “مصدر معلومات موثوق” فينشرها في شكل “توُّقع”، قد تأتي الأحداث بما يثبت أنَّ “توقُّعه” كان سليماً! الزمن بعضه “ماضٍ”، وبعضه “حاضر”، وبعضه “مستقبل”. في “الحاضر” فحسب، وبمعونة بعضٍ من “الماضي”، نصنع نحن “المستقبل”. إننا نصنع هذا “المجهول الكبير” بكل ما لدينا من “معلوم”. نصنعه، ولكن مع الرغبة في أن يأتي إلينا من في مقدوره أن يُحوِّل بعضاً من هذا “المجهول الكبير” إلى “معلوم”. وهذا الذي نرغب، دائما، في أن يؤدِّي هذا الدور أو العمل على خير وجه ليس “العالم”، أكان عالماً في الفيزياء أم في السياسة، وإنَّما “المنجِّم”، أي “عالم الغيب” من البشر. وفي “الحاضر”، حيث يُصنع أو نصنع “المستقبل”، ننظر إلى “الماضي” نظرة لا تقل سخافة، فنتمنى أن نعود إلى مرحلة من ماضينا حتى نقوم بشيء لم نقم به، أو حتى نحجم عن القيام بشيء قد قمنا به. لماذا؟   حتى نتلافى مصيبة قد حلَّت بنا! إنَّها “الحكمة” التي نصبح من أهلها؛ ولكن بعد فوات الأوان! كم من البشر أُوتوا هذه “الحكمة” التي لا طائل فيها، فيقول أحدهم وهو يقاسي آلاماً ومتاعب تسبَّب بها “خطأ” ارتكبه في الماضي: “لو عدتُ إلى تلك المرحلة من الماضي لفعلتُ كل ما في وسعي من أجل أن أمنع نفسي من ارتكاب هذا الخطأ الذي أعاني وأكابد عواقبه في الحاضر”! كلاَّ، فلولا هذا “الخطأ” الذي ارتكبه في الماضي لما أوتِيَ هذه “الحكمة”! ولو عاد إلى الماضي لما فعل إلاَّ شيئاً واحداً هو ارتكاب “الخطأ” ذاته!   من هو “ابن الحاضر”؟ إنَّه الذي يؤمن بأنَّ المستحيل بعينه هو “إلغاء الماضي”، فما حَدَثَ حَدَثْ، وليس ممكناً غير شيء واحد هو أن يعتبر بتجربته ويتَّعظ. وهو، أيضاً، الذي يؤمن بأنَّ “المستقبل” ليس بالشيء المصنوع من قَبْل أو سلفاً، فهو شيء “قيد الصنع”، أي أنَّ “الحاضر” و”الماضي” ينجبانه بزواجهما الشرعي. وإذا كان “الماضي” لا يمكن إلغاؤه فإنَّ “المستقبل” يمكن التأثير فيه، فالبشر يمكنهم وينبغي لهم أنْ يصنعوا مستقبلهم بأيديهم، وعلى النحو الذي يريدون، فأحداث المستقبل ليست “خبراً” يأتينا به منجِّم بعد استطلاعه مطالع النجوم. إنَّها شيء يمكننا وينبغي لنا توقُّعه بناءً على “المعلومات” التي تأتينا بها “مطالع الواقع الذي نعيش”، والتي تضرب جذورها عميقاً في ماضينا وماضي أسلافنا. بناء على هذه “المعلومات” فحسب يمكننا “التوقُّع”، الذي ينبغي لنا أن نجتهد في جعله يشبه أكثر فأكثر توقٌّعنا أن يسقط إلى الأرض هذا الحجر الذي قذفنا به في الهواء. “الفشل” هو أن تذهب التطورات بالتوقُّعات؛ أمَّا “النجاح” فهو أن تأتي أحداث المستقبل بما يقيم الدليل على صواب التوقُّعات. إنَّ السماء تعلونا؛ ولكنها لا تعلو علينا في صُنع مستقبلنا!   (المصدر: موقع ميدل إيست أون لاين بتاريخ 17 نوفمبر  2008)  


ائمة يقاومون الايدز

   

تونس عقدت بمدينة قابس التونسية ورشة عمل تدريبية حول مقاومة مرض الايدز لفائدة الائمة والخطباء والوعاظ واساتذة التربية الاسلامية فى المحافطات التونسية الجنوبية باشراف البرنامج الانمائي للامم المتحدة ووزارة الشوون الدينية التونسية . وتهدف الورشة الى تفعيل دور القائمين على شؤون الارشاد والنصح في مقاومة الايدز من خلال اعتماد خطاب ديني يعرف باخطار هذا المرض ووسائل تجنبه 0 ويتم على مدى ثلاثة أيام تدريب المشاركين على مناهج الحوار مع الناشئة حول الموضوع وكيفية وضع خطط العمل الفردية والجماعية مع التركيز على الدور المهم الذى يضطلع به الائمة والوعاظ واستاذة التربية الاسلامية في تبصير الناس وفي مقدمتهم الشباب بخطورة هذا الفيروس. (المصدر: وكالة الأنباء السعودية ( واس ) بتاريخ 17 نوفمبر 2008)


 
 

اتهام التحكيم التونسي بالتحيز و”بالتصفير المشبوه” في الدوري الممتاز

   

تونس – خدمة قدس برس يعيش الدوري الكروي التونسي في الأسابيع الأخيرة على وقع أزمة فقدان الثقة في التحكيم وتزايد الأصوات المتذمّرة منه وهو ما ظهرت بوادره منذ الموسم الكروي الفارط. ولم يتردد عدد من المدرّبين ورؤساء الأندية في تحميل مسؤولية هزائم فرقهم إلى التحكيم إمّا بالطعن في كفاءته أو اتهامه بالانحياز والفساد. وقد ردّ اتحاد الكرة على تصريحات منجي بحر رئيس نادي حمام الأنف إثر هزيمته الأخيرة أمام الترجي التونسي بدعوته للمثول أمام “لجنة الأخلاق” بالاتحاد، بعد انتقاده اللاذع في برنامج تلفزي لحكم المباراة واعتبر الترجي في غنى عن هدايا هذا الحكم. أمّا المدرّب يونس السلمي فقد اعتبر في تصريح صحفي أنّ “الرشوة والتنازلات والتصفير المشبوه هي حقائق تعيشها كرة القدم التونسية”. وفي الوقت الذي عبّر فيه منتقدو حكام كرة القدم من لاعبين ومدرّبين ومسيّرين عن آرائهم على أعمدة الصحف وعبر البرامج الرياضية التلفزية، لم يجد الجمهور الرياضي العريض من وسائل لذلك سوى ما تجلّى في أحداث عنف مؤسفة شهدتها نهاية كل مباراة كانت نتيجتها غير مرضية، وكثيرا ما أودت بمرتكبيها إلى السجون. وفي دوري العام الماضي أنهى رئيس النادي الصفاقسي صلاح الزحاف مباراة فريقه مع الترجي التونسي قبل نهايتها عندما دعا لاعبيه إلى الانسحاب من الملعب، وبرّر هذا التصرف فيما بعد بأنّه توقّى ردود الفعل الغاضبة لجمهور ناديه احتجاجا على أداء حكم المباراة. وقد وجد اتحاد الكرة الحلّ الأنسب لإرضاء الجميع هو الاستعانة بحكام أجانب لإدارة المباريات الساخنة للفرق الكبرى، وذلك لقطع الطريق خاصة أمام الاتهامات بالانحياز واستعمال رؤساء الأندية الكبرى لنفوذهم. لكنّ ذلك لم يمنع حصول أسوأ أحداث العنف في نهائي كأس دوري العام الماضي الذي جمع الترجي بالنجم الساحلي والتي انطلقت شرارتها منذ الدقائق الأولى لمباراة بسبب أخطاء تحكيمية فادحة ارتكبها الحكم الإيطالي. وانتقد عدد من الحكام التونسيين الأداء الهزيل للحكم السويسري “جيروم لاباريار” الذي أدار مباراة الإفريقي والترجي الأخيرة. وقامت لجنة التحكيم التابعة لاتحاد الكرة بتجميد نشاط الحكم مراد الدعمي عقابا على أدائه في مباراة الترجي والملعب التونسي منذ أسبوعين. وطالب عدد من المراقبين الرياضيين بتنقية قطاع التحكيم ممّن وصفوهم بأصحاب النفوس الخبيثة والسماسرة والحزم في اختيارهم. لكنّ أصواتا أخرى تؤكّد أنّ الأمر متروك في النهاية لضمائر هؤلاء الأشخاص وتحمّلهم للأمانة ليكون ذلك الفيصل على أرضية الميدان.  

 

(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 17نوفمبر 2008)


بسم الله الرحمان الرحيم 
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين
 تونس في17/11/2008 
الرسالة رقم 502   
بقلم محمد العروسي الهاني    على موقع الانترنات
مناضل كاتب في الشأن
  الوطني والعربي والإسلامي   على موقع الانترنات  

 رجال في الذاكرة هم قدوة للشعوب وبصماتهم بارزة للعيان

   

منذ سنة 2005 أكتب عبر هذا الموقع الديمقراطي العالمي ومقره السويسرا البلد الآمن والديمقراطي أكتب بكل وفاء وأريحية واطمئنان وانشراح وبكل حرية ومسؤولية ذاتية وأيدي في ذلك خدمة وطني الكبير الأمة العربية من المحيط إلى الخليج وكذلك خدمة لوطني الأصغر تونس الخضراء الصغيرة في عيون البعض جغرافيا والكبيرة بعلمائها وزعمائها ورموزها وأبطالها ومشائخها وأوليائها المصلحون هذا البلد الذي أنجب العظماء والزعماء والأبطال وكل العالم يحترم تونس التي أنجبت الزعيم الكبير الحبيب بورقيبة رحمه الله. وأنجبت الشيخ محمد الطاهر بن عاشور ونجله الشيخ محمد الفاضل بن عاشور ، وأنجبت الزعيم الشهيد فرحات حشاد رحمه الله وأنجبت الكثير من الزعماء والرموز والأبطال وقد كان لهم تأثيرا كبيرا لا في تونس فحسب بل في العالم أجمع شرقه وغربه وفي مغربنا العربي الكبير أنجب رجال أفذاذ وزعماء وملوك مصلحون مثل الملك محمد الخامس رحمه الله الملك المصلح والمناضل الكبير والمجاهد الرمز وفي عصره أنجب المغرب الزعيم الكبير علاله الفاسي زعيم حزب الاستقلال المغربي والزعيم عبد الكريم الخطابي الطيب والزعيم والمجاهد بالندقية والحوار السياسي واليوم أنجب المغرب الشقيق الملك الشاب محمد السادس حفيد الملك محمد الخامس ونجل الملك الحسن الثاني. وهذا الملك الشاب برز نجمه عام 1999 عندما تولى العرش بعد وفاته والده رحمه الله وكان هذا الملك الشاب يتقد حماسا وحيوية وذكاء ورحمة وتواضع وقد شرع منذ توليه الحكم في دعم اللحمة الوطنية وتشريك كل الأطراف والأحزاب وفتح باب الحوار وبادر بالأعداد للمصالحة الوطنية وفعلا نجح نجاحا كبيرا في هذا الاتجاه وحقق أشياء كثيرة على درب المصالحة والصفح والعفو والتسامح وارد بهذه المبادرة الكريمة الرائعة إنجاز المشروع الحضاري مشروع طي صفحة الماضي بكل شجاعة وجرأة. وقام بهذه المبادرة بإرادة قوية وعزيمة فلاذية وهو على الطريق المستقيم وقد كان لمبادرته الأثر الطيب والصدى الكبير لا فقط في المغرب الشقيق بل في كل بلدان المغرب العربي من ليبيا إلى موريتانيا مرورا بتونس والجزائر وان اللفتة الأبوية الكريمة الرائعة التي قام بها سنة 2004 بإسناد الوسام العلوي الأكبر للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله وقام الملك الشاب محمد السادس بدعوة الحبيب بورقيبة الابن وسلمه الوسام العلوي في حفل بهيج أشرف عليه ولي العهد مولاي رشيد نيابة على الملك الشاب تكريما لنضالات الزعيم الكبير العملاق المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله ، ووسام آخر لروح الزعيم الشهيد فرحات حشاد تسلمه نجله نور الدين حشاد هذه اللفتة الكريمة لن ينساها الشعب التونسي على مدى الدهر وستبقى راسخة في أذهاننا وقد كتبت 4 مقالات على مسيرة المغرب وتطورها في شتى المجالات وأطنبت في وصف النهضة الشاملة بالمغرب ونوهت بمبادرة الملك الشاب بإقرار لجنة المصالحة والصفح والإنصاف في المغرب الشقيق . وقد ذكرت في كتابي بعنوان الوفاء بكل وضوح هذه الخطوة الرائعة التي نتمنى أن ينسج كل القادة على منوالها. وقد أهديت نسخة من كتابي لسعادة سفير المغرب بتونس عسى أن يطلع عليها كاهل المغرب حفظه الله وغايتي خدمة إعلام ورموز بلادي من المحيط إلى الخليج ونقول للمحسن أحسنت…. وقد أهديت النسخة الخامسة من كتابي إلى سعادة سفير المملكة العربية السعودية بعد أن هديت النسخ الأربعة إلى الرمز الرئيس زين العابدين بن علي وإلى الدكتور حامد القروي النائب الأول لرئيس التجمع سابقا وإلى وزير الدولة الأستاذ عبد العزير بن ضياء والنسخة الرابعة لسعادة السفير المملكة المغربية تقديرا لمجهودات المملكة وإشعاعها ودورها الفاعل كتحية قلبية وأن تحيتي إلى الخليج وعلى وجه التحديد إلى المملكة العربية السعودية وعلى رأسها الملك المصلح عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله كان لها أسبابها ومبرراتها في المملكة أنجبت الرجل المصلح الشجاع الملك فيصل رحمه الله صاحب المبادرة التاريخية لعزة وكرامة أمتنا العربية الإسلامية ولن ننسى مبادرة وقرار الملك بقطع النفط على العرب عام 1973 حتى يفهم الغرب بأن قضية فلسطين هي قضية الأمة العربية جمعاء وهذا الموقف التاريخي لن ولم ننساه أبدا الدهر وأن مواقف الملك المصلح عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حاليا هو موقف يشرف الأمة العربية جمعاء وأن دوره فاعل وحاسم لدعم المصالحة بين الأشقاء في فلسطين ولبنان وأفغانستان. وأن حضوره المميز في المحفل الأممي هذه الأيام حول حوار الحضارات قد شد انتباه العالم بأسره حتى الأعداء نوهوا بها الموقف العربي الشهم لفهم حوار الحضارات . وأريد أن أؤكد أن كتاباتي على هذا المنبر الديمقراطي حول الإشادة بمواقف الرجال الخلص هو نابع من إيماني الشديد كعربي مسلم بدور القادة ومدى إشعاعهم للدفاع عن قضايانا بكل وضوح وشفافية ولا نريد منهم إلا مواصلة هذا العمل الصادق المشرف النزيه ولا نريد جزاءا ولا شكورا ولا حجا ولا عمرة ولا جوائز لأننا نأمن بالكلمة النظيفة الصادقة والهادفة. وفي خاتمة هذه الرسالة التاريخية أنشر نص الرسالة إلى وجهتها إلى سعادة سفير المملكة العربية السعودية مؤخرا بوصفه ينوب المملكة وهو الممثل الشخصي للملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله لأمتنا العربية.       رسالة مفتوحة عبر الموقع إلى سعادة السفير ابراهيم السعد الابراهيم سفير المملكة العربية السعودية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته   وبعد يسعدني ويسرني أن أتقدم إلى سعادتكم ومقامكم الرفيع بأسمى آيات الشكر والثناء والتقدير على عنايتكم المتواصلة بشؤون المواطنين الراغبين في أداء الحج والعمرة وتمكينهم من التأشيرة بصفة مجانية في أحسن الظروف وبسرعة فائقة وبكامل اللطف والقبول الحسن والمعاملة الطبية والإنشراح والابتسامة والبشاشة وأن مصالح القنصلية العامة تؤدي رسالتها على أحسن الوجوه بفضل حرصكم وعنايتكم الموصولة الرائعة وتعليماتكم الواضحة والصادقة لكل العاملين. وأني أشاطركم الرأي وأساندكم وأدعم تصريحاتكم وأجوبتكم الصريحة بجريدة الصباح الفيحاء التي تفضلتم بالأدلى بها حول موضوع التأشيرة التي تسند مجانا وبكامل الوضوح والسرعة لكل من يرغب في أداء الحج والعمرة وبدون مقابل مجانا وكل من يدعي خلاف ذلك فهو غير صادق ومفتري وكاذب ولا يصدقه أحد كما أن تصريحاتكم حول مبادرة المملكة العربية السعودية التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين لفائدة القضية الفلسطينية فهي مبادرة هامة وهادفة وحصل حولها إجماع قادة الدول العربية في القمة العربية التاريخية في المملكة العربية السعودية والتي لا زالت الإطار الأفضل لإنجاح المفاوضات العادلة والقريبة إلى العدل والتي تعطي الحق لإقامة دولة فلسطين حرة مستقلة وتنهي الصراع الذي دام أكثر من 60 عاما من سنة 1948 إلى اليوم وقد تابعنا تصريحاتكم الرصينة والصريحة الواضحة والشفافة تبعا وتجسيما للنهج القويم والخط الواضح لسياسة المملكة العربية السعودية وقائدها خادم الحرمين الشريفين ودوره الفاعل وحرصه الدائم على فض الصراعات والنزاعات بين الأشقاء في لبنان وفلسطين وغيرهم وأن دور المملكة العربية السعودية هام للمصالحة العادلة بين الفقرااء في أفغانستان حسب الوساطة وستبقى المملكة العربية السعودية رائدة في هذا المجال ومحل إعجاب الشعوب العربية والإسلامية ولا ينكر هذا الدور الحاسم إلا المنافقين والحاسدين عفانا الله شر هذه الجماعة ؟؟؟ وإني أكتب بوضوح وصدق ولا أريد إلا إرضاء ضميري وأكرر ما قلته في هذا المقال أن غايتي خدمة بلادي وأمتي العربية ولا أريد جزاءا ولا شكورا إلا من الله تعالى. ولا أريد ولا أنتظر رسائل شكر لأن راحة الضمير أعظم وأقدس وأنبل وأرجوا أن لا يفهم أي واحد من القراء أن كتاباتي لها أهداف أخوي لأن الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة علمنا الكرامة والكرامة قبل الخبز ونحن متمسكون بهذا المبدأ.                                                                                                                         قال الله تعالى : قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا                     صدق الله العظيم      محمد العروسي الهاني  مناضل له رأس مال كبير في حزب التحرير هـ : 354 022 22


 

الإســـــــــــــــــــلام أولا ..

الحقيقة الغائبة: الشرك سلطة… سلطة الشرك… وشرك السلطة  

عبدالباقي خليفة تتمتع الأمة الإسلامية بخصائص فريدة، فهي أمة التوحيدالوحيدة في العالم. إذ أنّ التوحيد الإسلامي لم يلوث بشرك الألوهية كما هو حالالنصرانية، كما لم يلوث بشرك العنصرية كما هو وضع اليهودية. فالله في الإسلام ربّالعالمين، وليس إله شعب اليهود، أو مجلس ألوهية كما هو في النصرانية. وهذهالخاصية مهمة في السياق الحضاري، وفي سياق الحرية والأبعاد الإنسانية، والمساواةبين البشر، إذ أنّ الشرك “سلطة” سواء كانت سلطة عنصرية “شعب الله المختار” أوسلطة متعددة الأقطاب “النصرانية” أو سلطة أخرى “الحكم بغير بما أنزل الله”والاحتكام لغير شرع الله. وأكبر تجسيد لشرك السلطة أو سلطة الشرك، تلك المقولةالتي تهدف لنزع سلطة الاسلام، والتفريق بين العقيدة والعبادة، وبين الإسلاموالحياة “فصل الدين عن السياسة” أو “لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة”. مقولة لم يرد عليها العلماء بالشكل الكافي، بعد سيد قطب رحمه الله. وهي مقولةتريد انتزاع الجانب التشريعي في الإسلام، وهديه في السياسة الشرعية لصالح أهواءسلطوية، ومذاهب وضعية مستوردة، لم تكن يوما ما خيارا شعبيا، وإنّما إسقاط من قبلالنخبة المحمية من قبل أعداء الأمة، والموالية لهم في نفس الوقت، في عملية تبادلللمصالح، السلطة مقابل التمكين لمفاهيم الأعداء وأطماعهم الاقتصادية وأنماطهمالثقافية. لقد بنى التوحيد أمة عظيمة، حافظت على ريادتها قرونا طويلة، إلى أن ضعفت حلقات التوحيد لديها، وشاب أمرها الكثير من الشرك بأبعاده السياسيةوالثقافية والاقتصادية، إلى جانب اللوثات التقليدية لمفهوم الشرك. فالشرك ليس شركالقبور فحسب، كما يفهم البعض، ويريد أن يكرس هذا المفهوم فقط. بل هناك مفاهيمأخرى للشرك، فكل ما يمثل شبيها أو مثيلا أو شريكا لله سبحانه في ربوبيته وألوهيتهوذاته وصفاته، شرك. وبالتالي هو سلطة على الفرد والمجتمع، تناقض الحقيقة الأزلية”لا إله إلاّ الله محمد رسول الله”. فكل “ما يطاف حوله (الطواف بمفهومه الفلسفيوالمعنوي وليس المادي فحسب) ويرفع إلى مستوى من لا يُسأل عما يفعل، أو إعطائهقدسية توازي قدسية الخالق سبحانه، أو تمثل بديلا عنها (قوانين مخالفة لشرع الله،وشخصيات يؤخذ كلامها ولا يرد منه شيء، أو أي سلطة لا تستمد مشروعيتها من الكتابوالسنة وإجماع الأمة، شرك محض”، لا يختلف عن شرك القبور بل ضررها أكبر على العقيدةوالشريعة ومصالح الأمة العليا ودنياها وآخرتها، والواقع أكبر دليل. حيث تبدوأمتنا أضيع من الأيتام على موائد اللئام. وذلك لكثرة الآلهة التي تسوس أمورها،سياسة وثقافة واقتصادا، وغير ذلك. ولم تعد تلك الأمة التي يقول أميرها: “أمطري حيثشئت فسوف يأتيني خراجك” أمة كانت موحدة من الصين شرقا إلى جنوب فرنسا غربا. رغمتعدد الممالك في ذلك الحين، وهي ممالك ينطبق عليها المفهوم المعاصر دولة واحدةبأكثر من حكومة، فالحدود كانت مفتوحة، والتجارة بين أرجائها كانت حرة، والتنقل لاتعترضه أي جمارك ولا عسس. ولم يكن هناك فرق بين عربي وغير عربي بل أمة “التفاضلفيها بالتقوى” وبالمنزلة العلمية بعيدا عن الغرور والتعالي والنرجسية. أمة تؤمنبرب واحد، وبرسول واحد، وبكتاب واحد. ولا يصلح آخر هذه الأمة إلاّ بما صُلح بهأولها، كما قال إمام دار الهجرة مالك رضي الله عنه. وعندما فضل الله أمة الإسلاملم يفضلها بسبب عنصر أو قوم أو شعب أو لون وإنما فضلها بالأمر بالمعروف والنهي عنالمنكر، “كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنونبالله”. وأمة الإسلام هي الأمة الوحيدة التي فيها مَن يأمر بالمعروف وينهى عنالمنكر، بناء على نصوص شرعية. بينما تقوم الكنيسة بنقل الشواذ جنسيا من القساوسةمن مكان لآخر، أو ترسيمهم في دورات، دون أي عقوبات تذكر، لأنّ الخطيئة عامة. لذلك على الأمة اعتماد جملة من الخطوات في مقدمتها : 1) إحياء جذوة الإيمان بالله الواحد الأحد ونشر ذلك فيالعالم، بكل ما أتيت من إمكانيات وقوة روحية لا توجد لدى الآخرين، رغم كل المظاهرالكذابة والخداعة . 2) من الأهمية بمكان رفع مستوى الوعي السياسي والثقافي لدىأجيال المسلمين، وربطهم بقضاياهم المرحلية والمصيرية، كما يجب أن نقدم لهم مانسطيع من دعم ومن رؤى فكرية، وتوضيحات لحقيقة الإيمان والإسلام . 3) أن تتداعى الأمة إلى ضعفائها في مشارق الأرض ومغاربها،ولو على مستوى رمزي، حتى تبقى حقيقة الجسد الواحد ماثلة في واقع المسلمين، كمرحلةلها ما بعدها من النخبوية إلى الفيئوية، ثم توسيع الدائرة لتشمل أكبر عدد ممكن منالمسلمين، والمتعاطفين مع قضاياهم من أحرار العالم. 4) أن يتم بلورة مشروع إسلامي ينكب على إعداده نخبة منالعلماء والمفكرين، بدل الجهود الفردية التي مهما بلغت من العبقرية والتمكن تبقىمحدودة . 5) أن يتم رعاية المواهب في الشعر والقصة والرواية وفيالإعلام وفي الكتابة السياسية وغير ذلك. وتنظيم المسابقات وإسناد الجوائز. وقدكان ملتقى الشارقة للمنشدين من مختلف أقطار العالم الاسلامي ولا يزال، مثالا يمكنأن ينسج على منواله في مجالات أخرى. حتى لا تعير الصحوة الإسلامية بقلة كتابهاوشعرائها ومفكريها ومبدعيها. والحقيقة هي أنّ الحركة الإسلامية فصيل من أبناء هذهالأمة، وليست بديلا عنها ولا مناكفة لها. ومن الجفاء اعتبار الكتاب الإسلاميينغير الحركيين والشرفاء وكل الملتزمين طبقة بعيدة عن الحركة الإسلامية، بل هيالقاعدة العريضة التي تريد الحركة الإسلامية اتساعها على امتداد الزمان والمكان. إذ أنّ كل ما يتفق والرؤية الإسلامية للكون والحياة والإنسان هو إسلامي بالضرورة،فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها كما ورد في الحديث الشريف. ومع ذلكلا بدّ من تسجيل الأسف على عدم اهتمام كوادر الحركة الإسلامية بالبناء المؤسسيللطاقات بدل انتظار بروزها العشوائي أو الذاتي. لا شك أنّ ما يقوله البعض غير صحيحفيما يتعلق بالكوادر داخل الحركة الإسلامية فهي تعج بالكوادر في كل التخصصات، ولهاكتاب على درجة كبيرة من الأهمية وكذلك مفكريها وعلمائها، ومحاولات التقليل من ذلكلا ينفي الحقيقة. 6) لا شك أيضا أنّ الوعي الديني والوعي السياسي، ومن ثمإعداد مشروع إسلامي لنهضة الأمة، يجب أن لا يكون نظريا فحسب، بل يجب العمل علىتنزيله في الواقع، وتمحيصه وتجذيبه وتنقيحه بناء على نتائج التفاعل بين المشروعوالواقع، حتى لا يكون كلاما طوباويا بعيدا عن الواقع، ولا يحول الواقع إلى مختبرتجارب، وهو ما جنته على الأمة السياسات الارتجالية لأشباه الزعماء المتنكبين لطريقالإسلام ومصالح الأمة. 7) إنّ العمل للإسلام كما هي طبيعة الرسالات، يعتريهالكثير من الفتن، والكثير من الابتلاء، ولا بدّ من الصبر والمصابرة في نصرة الفكرة. فالإسلام ليس عبادة بين 4 جدران ولكنه يصبغ الحياة كلها. وهو يحدد سلوك المؤمنفي علاقات العمل وكل أوجه حياته، بل يدخل معه غرفة نومه، ويعلمه كيف يدخل الخلاءوكيف يخرج منه.  8) يجب أن يكون يقين جازم لدى الأمة على أنّ الإسلام، هوالحل الوحيد لكل أمراضنا والتحديات التي تواجهنا. وأن يكون ذلك محل اعتزاز كل مسلم، مما يدفع الأمة دفعا إلى المطالبة بأسلمة الحياة بما فيها من سياسة واقتصادواجتماع وتعليم ومعرفة. هذا الاعتزاز الذي تعمل بعض الأنظمة مثل النظام التونسيعلى تحويله إلى العكس تماما، ومن ذلك محاربة اللباس الإسلامي واعتباره شرقيا، تحتلافتة كذابة خداعة، مخالفة التقاليد، في وقت يروج فيه للباس الغربي واعتباره رمزالحداثة والتطور. وهي حلقة في سلسلة سلخ الأمة عن كل ما يمكن أن يجمعها أو يمثلإجماعا بين أفرادها أو تقاربا بين عاداتها ومثلها. ومن المؤكد أنّ الاعتزازبالإسلام، يحتاج إلى بيان فضائله ومحاسنه، وهذا واجب العلماء والدعاة والمفكرينالربانيين، الذين يحملون همّ تمكين الإسلام في الأرض. 9) لقد نجح الاسلام في جمع شمل قبائل العرب الضعيفةوالمتحاربة فيما بينها، وكون منهم أمة، سادت العالم خلال 50 عاما. وأصبحت أعظمأمة في ظرف وجيز. وهو لا يزال قادرا على توحيد دول الطوائف، الجديدة التي تذكرنابالأندلس وما قاله الشاعر فيها: ومما زهدني في أرض أندلــس **** ألقاب معتصم فيها ومعتضـــــــد ألقاب سلطنة في غير موضعها **** كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد لذلك وضع الرؤى التي تؤكد بأنّ الإسلام قادر على جمع شتاتالأمة من جديد، وليس الاقتصار على ذلك فحسب. 10) لقد شاب مفاهيم البعض من أفراد الأمة الكثير مناللوثات القبلية والعنصرية، والمذهبية في مراحل تاريخية، ولا بد من معالجة هذاالمرض من الجذور. إذ أنّ الاسلام يجب أن يكون الدستور الأعلى في تحديد الأولويات.كلّ ما يتعارض مع الإسلام من أبعاد قطرية وقبلية وعرقية يجب أن يكون منسوخا بأخوةالإسلام، ويكون الإسلام أولا. ويمثل الحج والصلوت في المسجد الحرام وفي المسجدالنبوي وكذلك في التجمعات التي تتعدد فيها أعراق المسلمين، نموذجا برانيا لوحدةالأمة الاسلامية، وكذلك الشعائر الإسلامية الأخرى كرمضان والعيدين، وما نحتاجه هوتجسيد وتوجيه هذا النموذج البراني (الخارجي) إلى الأعماق النفسية لأفراد الأمة. إنّ أهم ركيزة في توحيد الأمة، هي القبلة التي يتوجه إليهاالمسلمون في العالم من مختلف جهات الدنيا. لكن كم من أفراد الأمة يلمسون هذاالنعيم العميم وهذا الرابط القوي ودوره في إعادة البناء. وكان هذا الرابط مثارحقد الأعداء إلى درجة حاولوا فيها تشتيت توجه الأمة عبر افتعال الكثير من الفتنكفتنة القاديانية التي دعا مؤسسها إلى تغيير اتجاه القبلة. إلى جانب ما يثيرهالأعداء من دعوات طائفية، وفتن دموية بين المسلمين، والأمر لا يحتاج لبيان فكل شيء باد للعيان. 11) انغماس الكثير منا في معالجة التحديات التي تواجههاالدعوة في أقطارهم، انغماسا جعل من ذلك القطر (… أولا) كما لو أنّ مشاكلالمسلمين ستحل بمجرد حلّ المشكلة التي تواجهها دعوته في قطره. بينما الإسلام عالميالتوجه، عالمي المبادئ، عالمي المقاييس. كما يدعونا الإسلام إلى التعاون على البر والتقوى كمسلمينوليس كقطريين. وكبنيان وليس كأحجار متناثرة في 22 فلاة أو 57، إضافة لبقيةالمسلمين في الأطراف. إنّ الكيانات الموجودة اليوم وأنظمتها، لا يمكنها أن تحققأحلام المسلمين وأمانيهم وآمالهم. بل هي عامل وواقع ضياع وهوان وضعف وتخلف على كلصعيد. ففي الاقتصاد مجرد سوق، وفي السياسة مجرد تابع، وفي الثقافة مجرد وعاء،وفي كل الأحوال مستهلك. والكثير مما يوصفون بالقادة لا يؤمنون بالتطور العلمي،وقد ذكر أحد العلماء العرب البارزين في الخارج (الدكتور الباز) أنّ رئيس دولته قالله أنّ الانتاج التكنولوجي شأن الدول الغربية، أما نحن فلنا اهتامات أخرى! فهل مثلهؤلاء يُرجى منهم خيرا لشعوبهم فضلا عن أمتهم، بينما تخطو الهند نحو الفضاء والصيننحو اقتصاد قوي ومنافس دولي والكثير من الدول أصبحت من الدول المصنعة سواء علىالصعيد المدني أو العسكري أو كلاهما معا، بينما لا تزال أقطارنا في قاع سلمالتطورعالميا بسبب هؤلاء الذين ابتليت بهم الأمة، فشقت بهم ماضيا وراهنا، ويهددونمستقبلها إذا لم تبادر إلى إنقاذ مستقبلها، وتتولي أمرها بنفسها.لا بد من التفكيرفي الإنقاذ ومن الآن بقدر المستطاع. لا بد من هدف، والهدف عودة الإسلام لقيادةالحياة. هل هدفك عودة الإسلام لقيادة الحياة، إذن فابدأ العمل للتو ولا تنسى أبداأنّ الإسلام يجب أن يقود الحياة، وأنه سيقودها فعلا، فما هو إسهامنا في ذلك. 12) يقرأ المسلمون يوميا الفاتحة في الصلاة، وفيها آية “إيّاك نعبد وإيّاك نستعين” هل فكرت لماذا لا يقرأ أحدنا “إيّاك أعبد وإيّاك أستعين” إنّ ذلك تأكيد على أنّ ديننا دين الجماعة وليس دين الفرد فحسب. دين الدولة، فلايمكن أن يكون دين الجماعة دون أن يكون هناك منهج للجماعة يشمل كل ما يتعلق بالحضارةوالثقافة والاجتماع. وبالتالي لا يكفي أن تمتلئ المساجد بالمصلين يوم الجمعة وفيالعيدين، ما لم يشعروا بأنّ ما يربطهم يتجاوز الوقوف صفوفا المنكب حذو المنكبوالكعب حذو الكعب فحسب. بل القلوب حذو القلوب والعقول حذو العقول والمصير حذوالمصير في المقام الأول. 13) لقد جنت الكثير من الأنظمة على أمتنا حتى أصبحنا هدفالأطماع الآخرين، وكتل بشرية بدون أي وزن دولي، تترقى الأمم من حولنا، ونحن أريدلنا أن نكون زبائن في سوق خردتها. يستورد لنا ما نأكل وما نلبس وما نركب. لا نزرعولا نصنع إلاّ ما لا يكاد يذكر ولا يمكنه أن يغني من ديكنولوجيا، ولا يروي من معرفةمتخصصة. ولا توجد خطط مرتبطة بأسقف زمنية للّحاق بركب الدول الصناعية. وهذا مايتطلب هبّة جماعية تحتجّ على هذا الهوان وهذا التخلف الذي أورثته لنا الكثير منالأنظمة الحاكمة. 14) وليس الثورة الصناعية هي ما تنقصنا في ربوع أمتنا، بلالكثير من معايير الحق والعدل. فالعدالة مفقودة وتوزيع الثروات بالحق معدوم والظلممستشري، وأبناء المساجد يضطهدون في الكثير من الأقطار الاستبدادية. وإن لم يكنهناك من سبب لإقامة دولة الإسلام سوى إقامة العدل ومحاربة الظلم لكان كافيا لبذلالغالي والنفيس في سبيل ذلك. 15) ومن أجل عودة الإسلام لقيادة الحياة، لا بدّ من الأمربالمعروف والنهي عن المنكر “كنتم خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف وتنهون عنالمنكر وتؤمنون بالله” ولعظمة هذا المبدأ الذي يغفل عنه الكثير من الناس، سبقتفضيلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قدسية الايمان بالله. كما ربط المولىسبحانه وتعالى الخيرية بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا خير في الأمة بدون ذلك، إن هابت أن تقول للظالم يا ظالم كما ورد في حديث آخر. فالأمر بالمعروف هو الذييحفظ للأمة هويتها ويجعلها على الصراط المستقيم، ويشيع القيم الصالحة والطمأنينةوالانسجام. 16) إنّ الإسلام يطلب منا أن نكون رؤوسا لا أذيالا كما هوحال أقطار الأمّة اليوم. يريدنا متحدين لا متفرقين. ولذلك فإنّ الحدود التي تفرقبين الأمّة تمثل إحدى مظاهر الشرك بحكم أنّ الشرك سلطة. “اتخذوا أحبارهم ورهبانهمأربابا من دون الله والمسيح بن مريم”. وفسّر الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك بتحريمالحلال وتحليل الحرام، صنع وبيع الخمر، ومنع الحجاب، واعتماد النظام الربوي،وموالاة أعداء الأمة، والتحالف مع الأعداء ضدّ أقطار إسلامية وشعوب إسلامية أخرى،وغير ذلك من المظاهر التي تندرج تحت إطار تحليل الحرام وتحريم الحلال.

كل ذلك يجب أن يدفعنا لنقول بصوت الجماعة، بصوت الأمة،الإسلام أولا. والإسلام يجب أن يعود لقيادة الحياة من جديد. إنه هدف مقدس يجب أنيضعه كل مسلم بين عينيه لتعود له كرامته وكرامة الأمة المهدورة، فتتحد بعد تشتت،وتقوى بعد ضعف وهوان، وتتبوأ مكانها تحت الشمس كخير أمة أخرجت للناس. إنه هدفأسمى يستحق كل التضحيات، ويستحق كل ما نملك بما في ذلك الأرواح والأموال، وبمافي ذلك حريتنا وراء القضبان. يجب أن نفديه بالصبر في المهاجر، ونفديه بتحمل الأذىفي سبيل تبليغه وتحمل الأذى في محاربة الجاهلية المعاصرة وشرك السلطة، لأنّ الشركسلطة تنازع الله ملكه وتنازع الله حكمه وتنازع الله ما استأثر به لنفسه. قد ننسىالكثير ولكن أمرين يجب أن لا ينساهم المسلم وهما “الشرك سلطة” و”الإسلام أولا…ولا بد أن يعود لقيادة الحياة”. (المصدر: موقع “الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 17 نوفمبر 2008) الرابط

القاهرة تخشى اندلاع حرب شاملة اذا لم يتم اعادة التهدئة لقطاع غزة ‘القدس العربي’ :سليمان يهدد مشعل بدفع ثمن باهظ لتخلف حركته عن الحوار اولمرت يريد خططا لتصفية حماس وباراك يحذره من النتائج  

 
الناصرة ـ ‘القدس العربي’ من زهير اندراوس: ما زالت العلاقات بين حركة حماس وصنّاع القرار في مصر تشهد توتراً غير مسبوق، وكشفت مصادر فلسطينية مطّلعة أمس الأحد لـ’القدس العربي’ النقاب عن أن اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية كان في غاية الانفعال والتوتر عند لقائه ببعض القيادات الفلسطينية التي وصلت إلى القاهرة لحضور الحوار الوطني الفلسطيني قبل إبلاغها بالغاء الحوار. وقالت المصادر عينها لـ’القدس العربي’ إنّ سليمان حمّل مشعل المسؤولية عن فشل الحوار، مشيراً إلى أن مشعل ألقى بكل ثقله السياسي والتنظيمي لإصدار قرار من قيادة حماس في الداخل والخارج بالامتناع عن الذهاب إلى القاهرة، كما انتزع قراراً من قيادات الجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، والصاعقة لاتخاذ نفس الموقف، على الرغم من أن القياديين في حركة الجهاد نافذ عزام ومحمد الهندي، اللذين حضرا لقاءاً جمع قيادات الفصائل الأربعة في دمشق، كانا مع وجهة النظر التي تقول بضرورة حضور الحوار. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن سليمان ومساعديه فوجئوا بقرار حماس، حيث كان تقدير الموقف لديهم، بأن حماس تناور وتضغط لتحسين شروطها التفاوضية، وان ما دفعهم لهذا التقدير، هو أن وفد حماس برئاسة د. موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي، الذي التقى سليمان في القاهرة يوم الثلاثاء 4 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، أعطى إشارات إيجابية واضحة بأن حماس ستحضر اللقاء. وأضافت المصادر أن سليمان قال للقيادات الفلسطينية، إنّ مشعل سيدفع ثمناً باهظاً لهذا الموقف، الذي تحدّى فيه مصر، وأنه لا يمكن لأحد أن يقف في وجه مصر ويفشل توجهاتها وجهودها. وشهد قطاع غزة تصعيدا جديدا للعنف، واتهم رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية اسرائيل الاحد بـ’الانتهاك الصارخ’ للتهدئة التي قال ان استمرارها مشروط بان تكف اسرائيل عن قتل الفلسطينيين. وخلال مشاركته في جنازة احد النشطاء الذين استشهدوا الاحد في قصف اسرائيلي، قال هنية ان ‘الاسرائيليين هم من يخرقون التهدئة، وما جرى ليس خرقا فقط، بل انتهاك صارخ وتجاوز لكل التفاهمات التي تم التوصل اليها برعاية مصرية’. وتابع ‘استمرار التهدئة مرهون بوقف آلة الحرب الصهيونية للقتل بحق ابناء شعبنا وفتح المعابر وانهاء الحصار الظالم’. من جهته اتهم رئيس الحكومة الاسرائيلية المستقيل ايهود اولمرت الاحد حماس بـ’نسف’ التهدئة في قطاع غزة، في الوقت الذي قتلت فيه اسرائيل اربعة نشطاء فلسطينيين في غارة جوية اعقبت سقوط صاروخين اطلقا من القطاع على الاراضي الاسرائيلية. وقال اولمرت في الاجتماع الاسبوعي لحكومته، ان اسرائيل لا يمكن ان تقف مكتوفة الايدي اثناء تعرضها لهجمات صاروخية متكررة، مؤكدا انه امر القادة العسكريين بوضع خطط للتحرك ضد حماس. وجاءت هذه التصريحات في الوقت الذي اعلن مسؤولو الدفاع في اسرائيل ان المعابر بين اسرائيل وغزة ستبقى مغلقة امام المساعدات الانسانية رغم الضغوط الدولية المتزايدة لفتح المعابر واستئناف وصول الاغذية والوقود. وكانت مصادر سياسية وأمنية متطابقة، وُصفت بأنّها رفيعة المستوى قالت انّ حماس سلًمت المصريين رسالة واضحة مفادها أنّها معنية باستمرار التهدئة مع الدولة العبرية، وأنّها ستوقف إطلاق قذائف الهاون وصواريخ القسام باتجاه جنوب إسرائيل. وقال المراسل السياسي في صحيفة ‘يديعوت احرونوت’ شيمعون شيفر، المعروف بصلاته الوطيدة مع صنّاع القرار في تل أبيب إنّ الجنرال عاموس غلعاد، رئيس الطاقم الأمني والسياسي في وزارة الأمن الإسرائيلية أجرى نهاية الأسبوع المنصرم مكالمات هاتفية مع المسؤولين المصريين وفي مقدمتهم وزير المخابرات، الجنرال عمر سليمان، وأبلغه بأنّه في حال مواصلة المقاومة الفلسطينية إطلاق الصواريخ باتجاه جنوب الدولة العبرية، فإنّ جيش الاحتلال سيُقدم على عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة، وأنّ الضربة العسكرية ستكون قاسية للغاية. وزاد المراسل قائلاً إنّ الجنرال سليمان أجرى العديد من المكالمات الهاتفية مع قادة حماس في العاصمة السورية دمشق، وأبلغهم برسالة التهديد الإسرائيلية، الأمر الذي دفع قادة الحركة إلى تمرير رسالة بواسطة المصريين إلى إسرائيل بموجبها ستقوم الحركة بإصدار الأوامر إلى الجناح العسكري في الحركة، كتائب الشهيد عز الدين القسام، بوقف عمليات إطلاق الصواريخ، كما أنّها ستعمل لكبح جماح الفصائل الأخرى ومنعها من إطلاق القذائف باتجاه جنوب الدولة العبرية، وساقت الصحيفة الإسرائيلية قائلة إنّ الجنرال سليمان اتصل بالاسرائيليين مساء السبت، وأبلغهم بأنّه تمكن من إقناع حماس بالتوقف عن العمليات العسكرية، على حد تعبير المصادر عينها. ووفق المصادر الإسرائيلية فإنّ مصر معنية باستمرار التهدئة لأسبابها هي، فالتخوف الأكبر لدى صنّاع القرار في القاهرة، وفق المصادر ذاتها، هو أنّ مواصلة الأعمال العدائية بين إسرائيل من جهة وحماس من جهة أخرى، ستؤدي في نهاية المطاف إلى إشعال منطقة الشرق الأوسط برمتها وإدخالها في حرب إقليمية، كما أنّ مواصلة تبادل إطلاق النار بين الطرفين، وفق المصريين، سيؤثر على استتباب الأمن والنظام في المملكة الأردنية الهاشمية، وسيشكل خطراً كبيراُ على النظام الحاكم في المملكة. على صلة بما سلف، كشفت الصحيفة الإسرائيلية النقاب عن خلافات عميقة داخل المستوى السياسي الإسرائيلي حول الموقف من التهدئة، وزادت أنّ وزير الأمن ايهود باراك ليس معنياً بتصعيد الأمور، وحذّر خلال الجلسات والمشاورات التي عقدت نهاية الأسبوع من الإقدام على مغامرة في غزة، لا تعرف إسرائيل كيف تنتهي، لافتاً إلى أنّه لا يريد الغوص في الوحل في غزة، كما حدث للجيش الإسرائيلي في حرب لبنان الثانية في صيف العام 2006 مع منظمة حزب الله اللبنانية، كما أنّ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعتقد أنّ استمرار التهدئة في الجنوب مع حماس، يمنح الفرصة للجيش الإسرائيلي بمواصلة استعداداته لدرء الخطر القادم من الشمال، أي من حزب الله ومن سورية، علاوة على أنّ التهدئة تمكنه أيضاً من مواصلة الاستعداد لمواجهة إيران في حال اندلاع مواجهة بين الطرفين على خلفية مواصلة إيران برنامجها النووي. ووفق المصادر الإسرائيلية فإنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال ايهود اولمرت، يخالف وزير الأمن في وجهة نظره ويعتقد أنّ موافقة إسرائيل على التهدئة كانت عملاً خاطئاً منذ البداية لأنها منحت حركة حماس الفرصة لمواصلة تسلحها، لافتاً إلى أنّ حماس لا تأبه بالتهدئة وتواصل خرقها، وبالتالي قال اولمرت إنّه يتحتم على الدولة العبرية أن تُصحح الخطأ الذي ارتكبته، مؤكداً أنّ العملية العسكرية ضد حماس هي مسألة وقت ليس إلا. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم  17 نوفمبر 2008)

 

في حوار مع “المركز الفلسطيني للإعلام” أبو مرزوق يتحدّث عن أسباب اعتذار “حماس” والفصائل عن حوار القاهرة

   

الدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” غزة – المركز الفلسطيني للإعلام دعا الدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” ورئيس وفد الحركة إلى حوار القاهرة المؤجّل، المسؤولين المصريين إلى توفير كل مسببات نجاح الحوار الوطني الفلسطيني – الفلسطيني. وقال أبو مرزوق، في حوار خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام”: “بعد دراسة مستفيضة داخلياً ومع الفصائل الفلسطينية الأخرى مثل حركة الجهاد الإسلامي والقيادة العامة والصاعقة؛ قررّت الحركة الاعتذار عن حضور حوار القاهرة، وأبلغنا المسؤولين المصريين بهذا القرار صباح السبت (8/11)”. وأضاف أنه “بات واضحاً أن القرار جاء بعد تأكّدنا من أنه لن يتم الالتفات إلى مطالب حماس والفصائل الأخرى بتهيئة المناخات المناسبة لإجراء حوار جاد، وعلى وجه الخصوص الحملات الأمنية المستمرة حتى اللحظة ضدّ المقاومين في الضفة الغربية”. واعتبر قيادي “حماس” أنّ ما قاله رئيس السلطة محمود عباس في مؤتمره الصحفي مع وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس من إنكار وجود معتقلين سياسيين في الضفة هي “مباركة ضمنية من طرفه لممارسات الأجهزة الأمنية ضدّ أبناء الشعب الفلسطيني”، وفيما يلي نص الحوار: – الحدث الراهن الآن هو قراركم الاعتذار عن حضور الحوار والقرار المصري بتأجيله، ما هي خلفيات القرار؟ الدكتور أبو مرزوق: بعد دراسة مستفيضة لهذه الخطوة داخلياً ومع الفصائل الفلسطينية الأخرى مثل حركة الجهاد الإسلامي والقيادة العامة والصاعقة، قررّت الحركة الاعتذار عن حضور حوار القاهرة، وأبلغنا المسؤولين المصريين بهذا القرار صباح السبت الماضي (8/11). كما بات واضحاً أن القرار جاء بعد تأكّدنا من أنه لن يتم الالتفات إلى مطالب حماس والفصائل الأخرى بتهيئة المناخات المناسبة لإجراء حوار جاد، وعلى وجه الخصوص الحملات الأمنية المستمرة حتى اللحظة ضدّ المقاومين في الضفة الغربية، كما أنّ ما قاله عباس في مؤتمره الصحفي أمس من إنكار وجود معتقلين سياسيين في الضفة هي مباركة ضمنية من طرفه لممارسات الأجهزة الأمنية ضدّ أبناء الشعب الفلسطيني. – هلاّ وضعتنا بصورة مجملة عمّا كان يجري في القاهرة من خلال رئاستكم لوفد الحركة المكلّف بإجراء المباحثات مع المسؤولين المصريين؟ الدكتور أبو مرزوق: القاهرة شرعت منذ فترة غير قصيرة في إجراء حوار بين الفصائل الفلسطينية تمهيداً للقاء مصالحة لمختلف الأطراف الفلسطينية، وفي ظل هذه الحوارات الماراثونية بين القاهرة والفصائل الفلسطينية كان هناك عدة لقاءات للحركة مع الجانب المصري متعلقة بالحوار الفلسطيني أو المصالحة الفلسطينية، لأن هذا الشيء سعت الحركة إليه، فإنّه منذ الانقسام السياسي الفلسطيني الذي حصل في 14/6 والحركة تسعى لإنهاء حالة الانقسام تغليباً للمصلحة الوطنية العامة ودعماً للوحدة الوطنية الفلسطينية، حتى لا يبقى الوضع الفلسطيني على ما وصل إليه. القاهرة تحركت في الفترة الأخيرة والتقت مع الفصائل الفلسطينية صاغت والورقة تم طرحها في وسائل الإعلام وكان هذا خطأً، لأن الحوارات يجب أن لا تكون في وسائل الإعلام حول ورقة المصالحة الفلسطينية. الحركة قدمت رؤيتها لهذه الورقة وكان هناك لقاء مع الأخوة المصريين، وفي هذا اللقاء تم الحديث حول لقاءات ثنائية ولقاءات ثلاثية تتعلق بهذه الورقة حتى تدفع إلى لقاء الفصائل على ورقة عليها توافق سياسي. ولذلك لا بد من حوار ثنائي وحوار ثلاثي، وكانت القاهرة قررت في البادية بأنه لا بد أن يكون هناك حوار ثنائي بين القاهرة وفتح وحماس منفصلتين، وكانت رؤية الحركة أن يكون لقاء بين الثلاثة أطراف مجتمعة. على كل حال؛ القاهرة تجاوزت هذه اللقاءات وذكرت بأن هذه الورقة هي مسودة للحوار في اجتماع عام للفصائل، فكانت هذه نقطة لا بد من معالجتها مع القاهرة القضية الثانية التي يجب أن تعالج مع القاهرة أيضاً وهي أجواء الحوار. كنا توافقنا هناك في القاهرة في أن يكون هناك أجواء طيبة للحوار بمعنى أجواء صحية ينطلق من خلالها الحوار الفلسطيني – الفلسطيني، ففوجئنا بحجم اعتقالات كبير في الضفة الغربية وكان هذا الحجم غير مسبوق في الضفة الغربية وهو أشبه في اعتقالات 1996 في قطاع غزة، بالإضافة إلى إقفال المئات من المؤسسات المختلفة في مدن الضفة الغربية وبالتالي كان لابد من الحوار حول هذه القضية ومع الإخوة في مصر لتوفير الأجواء والبيئة الصالحة لانطلاق الحوار والتوصل إلى تفاهمات وإلى مصالحة وطنية. القضية الثالثة تتعلّق بترتيبات اللقاء، فلا بد من الحديث حول هذه الترتيبات لأنه تحدثت وسائل الإعلام وبكثرة حول هذه المسألة، وقالت التسريبات بأن المشاركين في الحوار ينقسمون إلى قسمين؛ الأول بمستوى راعي للحوار وآخر مستمع للكلمات في جلسة افتتاحية عامة، وبالتالي كان لا بد من الحديث مع الإخوة في مصر حول هذه القضايا الثلاث لاستجلاء الأمر ولتصحيح الصورة حرصاً على نجاح الحوار. – ما صحّة المعلومات التي تتحدّث عن أنّ زيارتكم الأخيرة للقاهرة جاءت على إثر مكالمة هاتفية “ساخنة” بين خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة وبين الوزير عمرو سليمان؟ الدكتور أبو مرزوق: الأستاذ خالد مشعل وقبل زيارتنا الأخيرة إلى القاهرة وضع مدير المخابرات المصرية بكامل الصورة حتى ينجح هذا الحوار، وبالتالي لا بد أن يتسم الحديث بقدر كبير من الصراحة والوضوح حتى نصل إلى نتائج حقيقية تخدم قضيتنا وتنجز أهدافنا الوطنية. – رفضتم حضور رئيس السلطة الجلسة الافتتاحية كراعٍ للحوار، وفي الوقت نفسه أنتم تعترفون به حتى الآن رئيساً شرعياً للسلطة الفلسطينية، فهل تنظرون إلى الرئيس أبو مازن كطرف من المشكلة وبالتالي لا بد أن يكون طرفاً من الحل المنشود؟ الدكتور أبو مرزوق: كان بودنا أن يُخرج الرئيس محمود عباس نفسه من هذا الخلاف وأن يكون رئيساً للجميع، خاصّة وأنّ حركة حماس تعترف به رئيساً وتتعامل معه من خلال هذا الموقع، وكان بودّنا أيضاً أن يبعد نفسه عن أن يكون هو الطرف المتحدث والطرف الأساسي فيما يتعلق بما حصل في الساحة الفلسطينية هذه نقطة. النقطة الثانية؛ نحن من خلال العام والنصف العام الذي مضى، لاحظنا أنه ليس هو فقط طرفاً في الخلاف، بل هو الطرف المقرر في هذا الخلاف وهذا من خلال تجاربنا فيما يتعلق بالتعامل مع هذه القضية في حوارات فتح وحماس، ففي السنغال مثلاً؛ الرئيس أبو مازن هو الذي أمر حكمت زيد أن ينسحب من اللقاء فنفض يديه وقال أنا جاءني أمر بالانسحاب من التفاوض، كما أنّ الذي ألغى تفاهمات صنعاء هو الرئيس أبو مازن وتجاربنا أيضاً في مكة أنه لولا وجود أبو مازن في مكة أيضاً ما كان لاتفاقية مكة أن تنجز وكذلك في اتفاقية القاهرة 2005 ما كان لها أن تنجز بغياب أبو مازن كطرف محاور يمكن نحن من خلال هذه الملاحظات سواءً أنه طرف في الخلاف أو أنه طرف مقرر في الخلاف فنحن حريصين على وجود أبو مازن في الحوارات التي تجري في القاهرة. النقطة الثالثة وبشكل موضوعي إذا أردنا لهذا الحوار أن ينجح هناك طرفي أزمة موجودين، ولا بد أن يكون الطرفان في المشهد كاملاً ولا يجوز أن يغيب طرف وأن يبقى طرف، وأن يتحدث طرف و يصمت الطرف الآخر، كذلك لا يجوز أن يرعى طرف بينما يكون الطرف الآخر أن يكون في موضع الاتهام. أريد أن أقول بأن هذه الصورة لا تصل بنا إلى نجاح عملية الحوار ولا إلى نتائج سليمة، ولذلك لا بد من تعديل هذه الصورة، لا بد من تعديل هذه القضية لذلك حاورنا الإخوة في مصر وبمنتهى الوضوح وبمنتهى الصراحة لأننا أيضاً لم نكن قد سمعنا من الطرف المصري بشكل مباشر وكل ما حصل هو قراءة من وسائل الإعلام للصورة التي تم تسريبها ولذلك لا بد من هذا الموقف حرصاً من الحركة على الوحدة الوطنية وحرصاً منها على الوفاق الفلسطيني وحرصاً منها على الوصول لنتائج وأن يكون رأيها حاضراً في هذه الترتيبات. – سرّبت بعض المصادر الإعلامية أن القاهرة أبلغتكم رسمياً بعدم الموافقة على تعديلاتكم المقترحة على الورقة المصرية، ماذا كان موقفكم؟ الدكتور أبو مرزوق: من المستحيل أن تكون الورقة المصرية مغلقة أما أي تعديل، لأن أية ورقة ستتقدم للحوار ستكون هي مشروع الحوار وليست ورقة للتوقيع، لأننا لم نأخذ الورقة حتى نتصور بجانبها، إنما من أجل أن نطلع عليها ونناقش محتواها ونتوافق حول محتواها هذا الذي يجب أن يكون في أي حوار. – الجميع يسأل عن ضمانات نجاح الحوار المؤجّل؛ ألا تخشون في حماس من تكرار ما حصل في مكة وداكار وصنعاء؟ الدكتور أبو مرزوق: الأمر هنا مختلف، وأعتقد أن الظروف في المنطقة على المستوى الفلسطيني والإقليمي وعلى المستوى الدولي بلا شك غير الظروف التي كانت، وهذه الظروف ستجعل الأمر ليس بالصورة التي كانت عليه تفاهمات الإخوة في صنعاء. هناك استحقاقات تتعلّق في تغيرات قادمة بالكيان الصهيوني وتغيرات بالإدارة الأمريكية، وكذلك تغيرات متوقعة في الساحة الفلسطينية سواء على مستوى فتح في التنظيم أو مستوى السلطة كرئاسة، فكل هذه التغيرات كان لا بد من أن يكون لها وقعها على الورقة وتفصيلاتها. بلا شك أعتقد أنه لا يوجد فصيل لم يقدم تعديلات على هذه الورقة وبلا شك أن حجم التعديلات هو حجم كبير لأن الورقة سواء كان عنوانها الأساسي يحتاج إلى تعديل، لأنه ليس مشروعاً وطنياً فلسطينياً، فلا يمكن لأي مشروع وطني فلسطيني أن يخلو من المسلّمات المتعلقة بالقضية الوطنية القضية الفلسطينية، كالقدس كاللاجئين كحق العودة كالمقاومة قضايا كثيرة في الحقيقة لا يمكن على الإطلاق أن تغفلها. بالإضافة إلى أنه ما ورد في معظم بنود الورقة إما أن يكون شيء ليس له علاقة بالحوار الفلسطيني كالتهدئة والتفاوض مع العدو الصهيوني، أو أشياء تمّ التوافق عليها مسبقاً بشكل منصوص وموقع عليه، مثلاً في وثيقة الوفاق الوطني كقضية منظمة التحرير، وهناك أشياء أخرى لا بد لها من آلية كموضوع الانتخابات؛ فهذه مؤجلة إلى لجان للبحث فيها سواء كان قضية موقع الرئاسة أو الانتخابات التشريعية أو التعديلات الدستورية كلها هذه ستكون هي موضوع الدراسة في لجنة الانتخابات. وما أريد أن أخلص إليه هو أنّه لا يمكن أن يكون هناك مواقف مقررة في الورقة، هناك مواقف يختلف حولها الناس وبالتالي من حيث المنطق أن هذه الورقة بكليتها لا تصلح لأن تكون مشروعاً للتصوير إلى جانبها والتوقيع عليها دون بحث ودراسة وتعديل. ـ الكثير من المراقبين اعتبروا ما يجري في الضفة الغربية من حملات أمنية تسميماً لأجواء الحوار، فهل يمكن للقاهرة أن تلعب دوراً إيجابياً على هذا الصعيد؟ الدكتور أبو مرزوق: نحن نعلم تماماً بأن الإخوة في مصر قادرين على تحقيق ما طُلب منهم، ونحن لا نطلب معجزات من الإخوة في مصر فيما يتعلق بالضفة الغربية، سبق للقاهرة أن أخرجت أناساً من السجون للحوار، ففي حوارات القاهرة السابقة أخرجتهم من السجون وبالتالي نحن نعلم تماماً أن القاهرة تستطيع أن تفعل الكثير في هذا الموضوع. والقاهرة قادرة على إيقاف كل مسلسل الاعتداءات، ذات مرة تمّ استدعاء أحد قيادات الحركة في الضفة الغربية، وحينما تحدثنا مع المصريين في الاجتماع نفسه مجرد مكالمة تلفونية ألغي الأمر بالاعتقال، لذلك نحن نعلم تماماً بأنهم قادرين على أن يتحدثوا مع الرئيس أبو مازن للإفراج عن الناس حتى تنتهي قصة الاعتقالات. القضية الثانية من القضايا هي الحملات الأمنية الموجهة ضدّ الحركة والتي تستهدف أشخاصاً وكوادر وقيادات، وفصل من الوظائف وإغلاق مؤسسات إغلاق محلات إغلاق لجان زكاة وغيرها، وبالتالي هي حملة تستهدف الحركة بشكل واضح، فلا يعقل أنه يكون هناك حوار مصالحة بين طرفين أساسيين وطرف يستقوي بالعدو الصهيوني لمواجهة الطرف الآخر بالضفة الغربية. – إغلاق معبر رفح، ومنع الوفد البرلماني الفلسطيني مؤخّراً من السفر، ورفض القاهرة تعديلات الفصائل ألا يدفعكم ذلك للبحث عن وسيط آخر؟ الدكتور أبو مرزوق: نحن قبلنا أن تكون مصر وسيطة وقبلنا أن نتعامل مع الإخوة في مصر بشفافية وبوضوح في مختلف المراحل، ولدينا ملاحظات على طريقة تعامل الإخوة في مصر تحديداً مع قطاع غزة ومع الحركة وهناك نقاط كثيرة نبديها للإخوة في مصر متعقلة بسياسات لا بد من تعديلها ولا بد من التعامل معها بشكل آخر إنصافاً للشعب الفلسطيني وأكثر إنصافاً للحركة. وفي الوقت نفسه أوكّد أن لا أحد يستطيع أن يضع مصر جانباً في الموضوع الفلسطيني، نحن سنتعامل مع مصر حاضراً ومستقبلاً ونحن نعلم تماماً مواقف الأشقاء في مصر بالتفصيل فيما يتعلق بالملف الفلسطيني ولكن بلا شك أنه أيضاً نحن نتعامل بصراحة ونقدم بين يدي الحوار مواقفنا بكل وضوح، نحن نتألم لكل ما ذكرتَ من لإغلاق معبر رفح ومنع الناس من السفر لكننا نحاور الأخوة في مصر من أجل تصحيح هذه القضايا وحلها بشكل نهائي. – وهل تطابقت مواقفكم مع مواقف الفصائل الأربعة التي أعلنت مقاطعتها للحوار؟ الدكتور أبو مرزوق: هذه الفصائل رأت بأن نجاح الحوار مرهون بأن يكون هناك ظروف محيطة بهذا الحوار، تكون كفيلة بإنجاحه، الفصائل ترى أيضاً بأنه في لقاء القاهرة الموسع سيكون هناك كلمات لدول عربية بالإضافة إلى كلمة للرئيس أبو مازن الذي يمثل نهجاً ويمثل وجهة نظر أحد الطرفين في الأزمة الفلسطينية. فهم يرون أنه لا بد أن تكون هناك وجهة نظر أخرى مطروحة، لأن الحوار هو بين وجهتي نظر، فإذا كان هناك فريق يريد أن يعرض وجهة نظره كاملة في مشهد الحوار (الذي هو الجلسة الافتتاحية) فلا يجوز أن يغيب الطرف الآخر، كما رأت هذه الفصائل في الاعتقالات التي تجري في الضفة الغربية تقويضاً لجهود المصالحة فهذه القضايا لا بد أن تكون واضحة وبالتالي هي قضايا معتبرة ولا بد من القاهرة أن توفر كل مسببات نجاح الحوار (المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام ( فلسطين ) بتاريخ 11 نوفمبر 2008)


تعديل دستوري في الجزائر يشرعن الرئاسة «مدى الحياة»   

توفيق المديني صادق البرلمان الجزائري  بمجلسيه ، المجلس الشعبي  الوطني و مجلس الأمة يوم الإربعاء 12نوفمبرالجاري على تعديل دستوري يتيح للرئيس عبد العزيز بوتفليقة  الترشح لولاية ثالثة تنتهي سنة 2014.و كان مشروع التعديل الدستوري قد  أعلن عنه  لأول مرة في 4 يوليو 2006، بيد أنه انتظر سنتين و بضعة أشهر ليتعين واقعياً من خلال البرلمان ، لا من خلال استفتاء شعبي كما جرت العادة. ورغم أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة (71 عاماً(، يقترب من نهاية فترة رئاسته الثانية، فإنه لم يعلن عن ترشيحه لولاية ثالثة علماً أن الانتخابات الرئاسية مقررة في ربيع 2009.و قال الرئيس  الجزائري في  رسالة  إلى البرلمان  تليت نيابة عنه بعد  المصادقة على التعديل الدستوري،  أن الهدف هو تقوية النظام السياسي في البلاد. و كان الهدف من هذا التعديل الدستوري يكمن في إلغاء المادة 74 من الدستور، و التي تتعلق أساسا بمدة شغل رئاسة الجمهورية  في الجزائر، إذ تحدد المادة المذكورة مدة شغل رئاسة الجمهورية في الجزائربولايتين غير قابلتين للتجديد، و مدة كل ولاية هي خمس سنوات. ويعتبر المحللون في الشؤون الجزائرية أن الطبقة السياسية الحاكمة في الجزائر ، ولا سيما بطانة الرئيس بوتفليقة، لها مصلحة في إجراء هذا التعديل الدستوري،  لأنها ليس من مصلحتها أن تتحول الدولة الجزائرية الحالية إلى دولة مدنية يسود فيها احترام القانون والمؤسسات. فهذه الطبقة السياسية تركز على دور الرئيس بوتفليقة في إخماد نارالحرب الأهلية بين الإسلاميين الأصوليين و المؤسسة العسكرية و الأمنية الجزائرية-لكنها ترفض التركز على مفهوم بناء الدولة المدنية الحديثة، التي يكمن جوهرها و روحها في الالتزام بمبدأ التداول السلمي للسلطة ، باعتباره الأساس في أي عملية ديمقراطية سليمة. و جاء إلغاء المادة 74 لينسف مبدأ التداول  على السلطة. و كان الائتلاف الحاكم الذي يمتلك الغالبية في البرلمان  يتكون من الأحزاب الجزائرية الثلاثة : حزب جبهة التحرير الوطني، الذي يقوده عبد العزيز بلخادم، والتجمع الوطني الديموقراطي الذي يتزعمه  احمد اويحي رئيس الحكومة، و حركة “حماس “الإسلامية ،و هي الأحزاب الثلاثة  التي تتداول السلطة، والمتهمة دوما بالتزوير. وقد باتت الأحزاب الثلاثة تتبنّى خطاب بو تفليقة في المناسبات كلّها، أو من غير مناسبة في الكثير من الأحيان، وركزت دعايتها في الفترة الماضية على تعديل الدستور، الذي وافق عليه 500 عضو و عارضه 21 عضواً وامتنع ثمانية عن التصويت. ويعكس لنا هذا التركيز سيطرة عقلية الحظوة و الولاء ات من جانب هذا الائتلاف الثلاثي الحاكم للرئيس بوتفليقة ،  الذي يتخفى بتمجيد دور الأشخاص في قيادة الدولة ، بهدف المحافظة على المصالح  والامتيازات الذاتية . فهذا الائتلاف الحاكم يرى في عدم ترشيح الرئيس بوتفليقة لولاية ثالثة، تهديداً لوجوده و مصالحه التي تنامت  كثيراً ،و لا سيما في ظل غياب المعارضة الحقيقية و الفعلية .   وبفضل التعديل الدستوري هذا سيتمكن الرئيس بوتفليقة من ترشيح نفسه لولاية رئاسية ثالثة ،ومن تغيير  طبيعة النظام السياسي ، و الانتصار لنظام رئاسي مغلق ، يقوم على تركيز شديد للصلاحيات  بيد رئيس الجمهورية  و إضعاف المؤسسات  الأخرى.وطبقا للتعديل فإن منصب “رئيس الحكومة” الحالي سيتحول إلى “وزير أول” يعينه الرئيس الذي يستطيع إقالته أيضا. كما أنه سيكون في وسعه تعيين نائب أو أكثر لرئيس الوزراء، وذلك لمساعدة “الوزير الأول” المكلف تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية وتنسيق عمل الحكومة في هذا الشأن. . ففي النظام الرئاسي الذي يتوق إليه سيتحول رئيس الحكومة مجرد منسق حكومي، وستنزع من البرلمان صلاحية مراقبة الحكومة ومحاسبتها، ولن يستطيع النواب سحب الثقة من الجهاز التنفيذي وإسقاطه. وليس خافياً أنّ بوتفليقة منذ وصوله إلى الحكم في ربيع 1999 لم يدخر جهدا في تغيير القاعدة التي تحكم النظام السياسي الجزائري، وجعل الرئاسة المؤسسة الأم وبقية المؤسسات تابعة لها بما في ذلك العسكر. ويشعر الرئيس بوتفليقة اليوم أنه في وضع قوي كفاية لكي يفرض رؤيته ورجاله، في محاولة واضحة تستهدف أخذ مسافة من الأجهزة الأمنية، والتحرر من وصايتها، بعدما استغرقت مهمات تطويع المؤسسة العسكرية وتطبيعها جانباً من انشغالات الولاية الأولى للرئيس. وتشهد دائرة المعارضين لتعديل الدستور في الجزائر اتساعًا لافتاً، و لا سيما من جانب المثقفين على اختلاف مشاربهم الفكرية و السياسية.و تتمحور هذه الانتقادات حول مسألة محددة، بالنظر لتقويم ولايتي الرئيس بوتفليقة،فإن هذا لا يبرر له الفوز بولاية ثالثة.لقد كان الرئيس بوتفليقة يريد الرئاسة مدى الحياة إسوة بما هوسائد في العالم العربي.و قد جاء التعديل الدستوري الأخير ليشرعن  هذه المسألة. أما الديمقراطية و التداول السلمي للسلطة ، فهما لا يشكلان جزءا من  الخطاب الايديولوجي والسياسي للرئيس بوتفليقة. و في الواقع تشهد جزائر بوتفليقة تراجعا سريعاًكي لا نقول انحطاطاً.فالجزائر أكبر دولة إفريقية مصدرة للغاز و هي المصدر لعشرين في المئة من واردات  الغاز الأوروبية،و مع ذلك فإن البلد يعيش في أزمة اقتصادية خانقة، إضافة إلى انتشار ظاهرة الإفقار المدقع للشعب الجزائري، رغم أن صناديق الدولة مللآنة بأموال عائدات النفط والغاز.   السؤال الذي يطرحه المحللون الجزائريون هل تسمح صحة الرئيس بوتفليقة بممارسة السلطة خلال ولاية ثالثة؟ يعتبربوتفليقة من الناجين من تطاحنات الحرب الباردة.ففي زمن تلك الحرب والإستقلالات الإفريقية، كان العالم الثالث على موعد مع الثورة المسلحة. كان كينيدي متمترساً في البيت الأبيض، وخروتشوف في الكرملين، والجنرال ديغول في قصر الإليزيه. وفي فرنسا بدأ الحديث عن جيسكار ديستان، أما شيراك فقد كان مجهولا.في غضون ذلك، نالت الجزائر إستقلالها، وتسلم الشاب بوتفليقة، بعد أن قضى وقتا قصيرا على رأس وزارة الشباب والرياضة، والسياحة، ووزارة الخارجية لمدة 16 سنة متواصلة، تنقل خلالها بين القدس الشرقية قبل إحتلالها، ونيويورك، مرورا ببيجينغ وموسكو، وباريس. لقد كان في كل مكان يدافع عن الجزائر التقدمية، والتي كانت حلم كل الذين يعتقدون بغد أفضل للشعوب المضطهدة. وها قد مر أكثر من نصف قرن، والرجل نفسه، الناجي من عهد ولى، يتسلم رئاسة الجزائر في عام 1999، وما زال مستمرا في هذا المنصب، بينما نجد زملاءه، في معظمهم، اختفوا من المسرح، وغيبهم التاريخ أو المرض. ومع ذلك، فإن جزائر بوتفليقة  هي جزائر الفضائح  المالية ، و الفساد، يشهد على ذلك فضيحة بنك خليفة ، و البنوك العامة الأخرى، و تهريب مليارات الدولارات إلى الخارج، والتراجع عن المكاسب الديمقراطية التي حققتها انتفاضة أكتوبر 1988، و الإبقاء على حالة الطوارىء في البلاد، و تضييق مساحة حرية التعبير، حيث أن الصحافيين الذين يجرؤون على نقد النظام يُزَجُ بِهم في السجون.و الحال هذه ليست الولاية الثالثة للرئيس بوتفليقة هي التي ستنقذ الجزائر من الكارثة. كاتب من تونس   (المصدر: صحيفة أوان (يومية كويتية) الاثنين, 17 نوفمبر 2008)


 خطاب ‘ليبرالي’ سعودي غريب  

عبد الباري عطوان يبدو ان الاستراتيجية الجديدة لفقهاء ‘مدرسة التطبيع’ في المملكة العربية السعودية ليست الدفع باتجاه تسريع التقارب بين حكومة بلادهم واسرائيل فقط، وانما شن حملات اعلامية مكثفة، ومدروسة، لالغاء قضية فلسطين ومحوها من العقل العربي كقضية مركزية تشكل لب الصراع الاسلامي الاسرائيلي، وتحويلها الى قضية ثانوية تحتل مكانة متدنية على سلم الأولويات، بالمقارنة مع قضايا اكثر اهمية من وجهة نظر هؤلاء مثل التعليم والتنمية، ومحو الأمية، وحقوق الانسان، والفساد. هذه الاستراتيجية الجديدة بدأت تنعكس بقوة في سلسلة من المقالات لبعض الكتاب السعوديين ظهرت في الآونة الاخيرة، متزامنة مع جولات انعقاد مؤتمر ‘حوار الاديان’ تركز في جوهرها على ضرورة فك الارتباط العربي بالقضية الفلسطينية، باعتبارها استنزفت الأمة العربية، واعاقت التنمية، وأخّرت التطور التعليمي، اي انها سبب كل مصائب الأمة. ومن المفارقة ان هذه الحملة الجديدة المتصاعدة التي تقودها شخصيات سعودية فكرية مرموقة، محسوبة على ‘الليبراليين الجدد’، من امثال الدكتور تركي الحمد تذكرنا بنظيرتها التي سادت في الصحافة المصرية قبيل واثناء وبعد زيارة الرئيس الراحل محمد انور السادات الى القدس المحتلة، حيث شنت مجموعة من الكتاب حملات ضارية ضد العرب والفلسطينيين وصلت الى حد الشتائم وتحريض الشعب المصري وتكريهه بالعرب الذين ينعمون بالمال والرخاء بينما يغرق هو في الفقر والحرمان. الحملة المصرية هذه، المدروسة بعناية، والموحى بها رسميا، قادت الى اتفاقات كامب ديفيد، والمقاطعة العربية، الرسمية والشعبية، للنظام المصري، مثلما قادت الى تبادل السفراء والسفارات للمرة الاولى في تاريخ الصراع العربي ـ الاسرائيلي بين دولة لعبت دورا قياديا في هذا الصراع وقدم شعبها آلاف الشهداء، وبين دولة عبرية احتلت اراضي عربية والحقت هزائم مذلة بالعرب. ولا نعرف الى اين ستؤدي هذه الحملة الاعلامية السعودية الحالية، وما هو الغرض الكامن من ورائها. المنهج السعودي في العمل السياسي يختلف كليا عن نظيره ‘الساداتي’، وان كانا ينتميان الى المدرسة الامريكية نفسها بطريقة او بأخرى. فالرئيس السادات اعتمد اسلوب الصدمة، وعنصر المفاجأة، وتوجه بطائرته الى مطار بن غوريون في تل ابيب ضيفا على الحكومة الاسرائيلية، ومتحدثا في الكنيست عن مشروعه للسلام. اما نظيره المنهج السعودي فيميل الى التدرج، والتريث، والخطوات الصغيرة وصولا الى الخطوات الاكبر، بسبب حساسية وجود الاماكن المقدسة في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وعدم وجود اراض سعودية محتلة تبرر الرغبة في استعادتها فتح حوارات وتطبيعا، مثلما هو حال مصر والاردن وسورية والطرف الرسمي الفلسطيني بطبيعة الحال. فاللقاءات السعودية ـ الاسرائيلية بدأت سرية على مستوى القادة الامنيين البارزين في عواصم عربية واجنبية، في تواز ملحوظ مع لقاءات علنية مع قيادات روحية يهودية في الولايات المتحدة، تمخضت عن دعوة بعضها لزيارة المملكة في اطارات متعددة، من بينها حوار الاديان، ولكن اول لقاء علني ‘غير رسمي’ جرى في مدينة اكسفورد في اطار ندوة نظمتها مجموعة اكسفورد للعمل، برئاسة الناشطة البريطانية غبرائيل ريفكند، المقربة من تل ابيب، تحت عنوان ‘تحريك’ مبادرة السلام العربية، وشارك فيها الامير تركي الفيصل قائد الاستخبارات السعودي والسفير السابق في واشنطن ولندن، والجنرال داني روتشيلد منسق الاستيطان السابق في الحكومة الاسرائيلية، الى جانب سفراء ومسؤولين امنيين عرب سابقين. ولعل الدورة الأخيرة لحوار الأديان التي انعقدت في نيويورك بدعوة من العاهل السعودي وبمشاركة شمعون بيريس الرئيس الاسرائيلي على رأس وفد كبير ضم السيدة تسيبي ليفني وزيرة الخارجية، وعدداً كبيراً من القادة العرب والأجانب، هي أحدث حلقات التقارب السعودي – الأسرائيلي، وان كانت المصافحة المتوقعة بين العاهل السعودي ونظيره الاسرائيلي لم تتم أمام عدسات التلفزة مثلما كان متوقعا. فإذا كانت هناك رغبة رسمية سعودية في اقامة اتصالات مع الاسرائيليين، سواء تحت مظلة تحريك مبادرة السلام السعودية الأصل، أو حوار الأديان، ولأسباب تتعلق بالمتغيرات في المعادلات الاستراتيجية في المنطقة بسبب بروز ايران كقوة كبرى، وتراجع العراق كعامل توازن بعد غزوه واحتلاله أمريكياً، فان السؤال هو عن الأسباب التي تدفع بعض الكتاب السعوديين لتحميل القضية الفلسطينية ما لا يمكن تحميله، وتحويلها إلى كبش فداء لتبرير هذا التوجه الجديد وغير المسبوق. فعندما يوحي الدكتور تركي الحمد، وآخرون ان الاهتمام بالقضية الفلسطينية وجعلها القضية المركزية الأولى جاءا على حساب التنمية وحقوق الانسان والتعليم. وغيرها من القضايا الحياتية الهامة، فإن في ذلك مغالطة كبيرة لا يمكن المرور عليها دون تفنيد ورد. فآخر حرب خاضها العرب تحت مسمى تحرير فلسطين كانت قبل 35 عاماً. وبعدها بسنوات، وبالتحديد منذ توقيع اتفاقات كامب ديفيد، جرى اسقاط الخيار العسكري كليا، وشاهدنا دولاً عربية تستغل اتفاق أوسلو المرحلي الذي جاء بعد حصار وعزلة قاتلة لمنظمة التحرير، لتوقيع معاهدات سلام مع الدولة العبرية. فلماذا لم يتوقف انتهاك حقوق الانسان وتعم العدالة والديمقراطية والمساواة والقضاء المستقبل؟ وربما يفيد التذكير انه عندما كانت الحكومات العربية ملتزمة بقضية فلسطين، وتدافع عن الحق العربي في مواجهة المغتصب الاسرائيلي، كان التعليم أفضل، والاقتصاد أقوى، والمستشفيات أكثر نظافة، ومعدلات البطالة والأمية أقل، والفساد في أدنى مستوياته. وحتى نكون علميين نضرب مثلاً بالأوضاع في مصر، ففي أوائل السبعينات، وبعد اشهر من تولي الرئيس السادات الحكم خلفاً للراحل جمال عبد الناصر، كانت الصحافة تتندر بنقص الفراخ في الجمعيات، وتنشر الرسوم الكاريكاتورية عن طوابيرها. الآن وبعد ثلاثين عاماً على السلام واتفاقات كامب ديفيد تنشر الصحافة نفسها رسوماً ساخرة عن طوابير الخبز، وتحول الجيش المصري إلى جيش من الخبازين وموزعي الأطعمة، وادارة معامل تربية الدواجن وصنع أعلافها. أزمات التعليم والخدمات الطبية وارتفاع معدلات البطالة والنقص الحاد في المياه، وانعدام وجود شبكة مجار في مدينة كبرى مثل جدة، واتساع نطاق مدن الصفيح والفقر حول الرياض، هذه الأزمات كلها ليست بسبب قضية فلسطين وانشغال الحكومة السعودية بها وتقديمها على قضاياها المحلية، وانما بسبب الفساد وسوء الادارة، وصمت الكتاب عن الحديث بجرأة عن القضايا الحقيقية في البلاد. نحن لا نصادر حق الآخرين في التعبير عن آرائهم بحرية مطلقة، بل نرحب بذلك ونحترمه، حتى لو تناولت قضايا تحظى بإجماع عربي مثل مركزية القضية الفلسطينية، لكن ما نرى حقاً علينا تفنيده هو المغالطة، وتزوير الحقائق، بطريقة تفتقد الى العلمية والموضوعية. فإذا كان بعض فقهاء المدرسة الليبرالية الجديدة يريدون التطبيع وغسل أيديهم من هذه القضية فليفعلوا، وهذا زمانهم على اي حال، دون الهجوم على الفلسطينيين والعمل على تهميش قضية وطن ومقدسات وقيم عربية واسلامية، سقط آلاف الشهداء العرب والمسلمين دفاعا عنها، وما زالوا، بالطريقة التي نشاهدها هذه الايام. بعض هذه الاجتهادات المتبنية للمشاريع الامريكية في المنطقة، والمروّجة لها، والتي يمارس اصحابها كل انواع الارهاب الفكري ضد مخالفيها، ادت الى الوضع المزري الذي يعيشه العراق، وما تمخض عنه من مقتل مليون ونصف المليون عراقي وإحداث خلل استراتيجي كارثي لمصلحة النفوذ الايراني المتصاعد، وهو النفوذ الذي يريدون محاربته حالياً من خلال تكوين تحالف مع اسرائيل. ان أخطر ما نراه حالياً على الساحة الفكرية العربية هو محاولة البعض تحويل ايران الى عدو، ونقل اسرائيل من خانة الاعداء الى خانة الاصدقاء، واغراق المنطقة العربية، بل والعالم الاسلامي بأسره، في حرب طائفية مذهبية دموية ربما تمتد لعقود ان لم تكن لقرون مقبلة، بسبب الخوف من القوة الايرانية النووية والعسكرية المتنامية. ما يحز في النفس ان هذه الاصوات تتعالى في وقت يتعرض فيه مليون ونصف المليون انسان في قطاع غزة للحصار والتجويع والقتل بالصواريخ الاسرائيلية، هؤلاء الذين يضربون مثلاً في المقاومة ورفع راية العقيدة الاسلامية في مواجهة الأصدقاء الجدد لبعض الليبراليين العرب. النشطاء الأجانب يركبون البحر لكسر الحصار والتضامن مع هؤلاء المحاصرين، وبعض الكتاب العرب يتحامل على الصامدين ويحملهم وقضيتهم مسؤوليات أعمال حكومات فاسدة ومستبدة. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم  17 نوفمبر 2008)  

 سلماننا وأوباماهم والقضاء السعودي بين مطالب الحكومة وحقوق خصومها  

 

 

عادل الحامدي وأخيرا انتزع الأمريكي الأسود أوباما فوزا يليق بالشعب الأمريكي على حساب غريمه الجمهوري جون ماكين الذي نازعه التسمية بشرف غير قليل ولكن بإصرار السياسي المتمرس الخبير بمزاج الناخب الأمريكي بعد خوضهما أمهات من المعارك الانتخابية شغلت العالم عن معضلاته ولطفت على كل حال من صورة البيت المقصود الذي اسودت جدرانه حياء وجزعا من مآلات الحروب.. ولكم حمدت للأصحاب الكرام يوم السقيفة والنبي صلى الله عليه وسلم مسجى كيف اهتدوا إلى تأمير الصديق بعد أن اختار النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام الرفيق الأعلى، وبعد أن غادر جبريل الأرض، كيف لم يحتكموا إلى السيف وكلهم يومئذ سيوف وفي غياب تام لأصيل الديمقراطية ولهجينها (الآليات) التي تدور في رحابها أخطر المعارك وفق معايير رياضية صندوقية لا يتمرد على أحكامها إلا انكشارية العصر وأوغاد السياسة وكهنوت السلطة المترببة. للنفس أطماع كبيرة كالجبال، فغير ملوم أنا إن حلمت فأنا ابن حضارة أفرح لمن عيرته هيلاري وهي كاللبوة في قلب الهجوم: لا تنس أنك إفريقي ـ هكذا ـ فقال الشعب: كلا ولكن الأسود ارتضيناه، الأسود ارتضيناه فأكرم به من شعب يختار، بل أكرم بها من دولة لا تملك إلا التصديق على اختيار ما اختار. وإذا كان لا بد من كان، فقد كان لأمة الإسلام والعرب شأن مماثل يوم احتضنت قريش المتغطرسة فارسيا أخرجه شوقه إلى الله من بين قومه في اصفهان فانتهى إلى المدينة المنورة.. وما هي إلا بضع سنين حتى جاء الله بقريش تقود القبائل للإجهاز على النبي فجاء روزبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشار عليه بحفر الخندق بعد أن استيقن أن ليس في الأمر وحي وإنما هي الحرب والمكيدة، فكاد الله الأحزاب وهزمهم وحده ولم يهاجم مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم عدو بعدها حتى كتابة هذه السطور. وما دام للأزمنة صروف وأحكام فقد حكم نبي الله على أن: سلمان منا أهل البيت، أما شعب أمريكا فقد حكم على أوباما بأنه أهل البيت الأمريكي، وأن على الرئيس جورج بوش وصحبه ممن رافقوه من النيوكنزيين أن يتحملوا مسؤولية هزيمة الجمهوريين، بعد أن دخلوا بهم في مغامرات غير محسوبة النتائج. وإذا كان من السابق لأوانه أن يحلم أمثالي بأن يكون الحبشي القادم من أدغال إفريقيا ليحكم أكبر دولة في العالم، معلما بارزا في تاريخ العالم من حيث تصحيحه للأخطاء ووقف الظلم الذي مارسه سلفه الراحل، وتجاوز الإرث الثقيل الذي خلفه المحافظون الجدد، فإن مما لا شك فيه أن ما قاله في خطاب الانتصار وما أشار إليه بشأن الموقف من الحرب على العراق أو رغبته في إدارة حوار سياسي مع إيران بدل التهديد بشن الحرب، يحمل في طياته امكانية مراجعة الموقف من الحرب الدولية التي أعلنتها الإدارة الأمريكية السابقة على الإرهاب، وهي حرب للأسف لازال غبارها يلبد أجواء الدول العربية ويعرقل خطوات الإصلاح السياسي المنشود. وطالما أن الشيء بالشيء يذكر فإنني أسمح لنفسي بأن أتساءل عما إذا كانت المملكة العربية السعودية، وهي حليف استراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، أن تقرأ فوز الحبشي الأسود قراءة اعتبارية لزلازل ما بعد أيلول الأسود فلا تقع في فخ إعادة إنتاج بل ابتداع تكرر سيناريوهات المحاكمات السياسية العربية التي طبعت النصف الثاني من القرن الماضي، أم أن القضاء الشرعي بالمملكة سيأخذ على عاتقه مهمة مسح المعرة التي نالت من شرف القضاء والقضاة في كثير من دول المنطقة؟ ومبرر السؤال أنه إذا كانت الأنظمة قد ضمنت لنفسها الاستمرار في تجريد المواطنين من حق التظلم لكي تستفرد بالحكم، فإن الأكيد أن عوامل التعرية الطبيعية قد نالت من سمعة هذه الأنظمة وعزلتها عن جماهيرها إلى درجة أن الاستعمار الحديث قد سولت له قوته المتهورة إلى شنق رئيس عربي ظالم ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ يوم عيد الإضحى، وللتذكير والذكرى تنفع السعوديين فليس من تقاليد المسلمين وإخوانهم من اليهود والنصارى إقامة الحدود في أعيادهم، وإنما قد فعل ذلك متكبر جبار استخف قومه وتنكر لآبائه العظماء منهم، توم جيفرسون وهاري ترومان وجون كنيدي، فغلبه شيطان القوة المادية ونالت سياساته المرتبكة من مصالح أمريكا في منطقة من العالم أحوج ما تكون لمساعدة أمريكا، فمن أين لهؤلاء الشباب أن يفهم أن حكومة بلاده وكل حكومات المنطقة تتعرض إلى بلاء عظيم، ومن أين لهم أن يعوا أن حكومتهم أشد حرصا على صون أقدس مقدسات المسلمين طيلة سبعين عاما، وأن آل سعود دفعوا البلايين لتحقيق سلامة أراضيهم وضمان استقرار السعودية؟ إن من حق من سينجو من السيف والذين فاق عددهم الألف، أن يطالبوا الحكومة السعودية بالإصلاح السياسي الفوري ولعل أدناه انتخاب أعضاء برلمان بإمكانه مساءلة الحكومة التي ينتقي أعضاءها العاهل السعودي عن كل صغيرة وكبيرة دون أن يهمش دور المرأة خاصة فيما يتعلق بحقها الإسلامي والمدني في أن تتمتع بحق الانتخاب وتوسيع المشاركة السياسية لمن له القدرة والرغبة في خدمة الشأن السعودي العام… حتى يحس كل سعودي وسعودية أن الحفاظ على مؤسسات الدولة وعلى استقلال السعودية والشح بمقدساتها من تمام إيمانه بالله ومن مصلحته الذاتية. ‘إن الفئة الضالة والحملة الإرهابية المنظمة، التنظيم الضال، والقاعدة والتكفير والهجوم الإرهابي، والمواد المتفجرة والقذائف والأسلحة الرشاشة والبنادق ومتفجرات الرياض ومبنى الإدارة العامة للمرور ومقر وزارة الداخلية ومقر قوات الطوارئ الخاصة، واستهداف مصفاة بقيق وتفجيرات الخبر والعناصر التكفيرية وتمويل الإرهاب وسجن الحائر’، نسأل الله أن لا يحتار القضاء السعودي في قراءة هذه الأحداث الأليمة وتنزيلها في إطارها الزمني يوم كانت بغداد الشقيقة تدك دكا، ويوم كانت الحكومات تلوذ بالصمت المطبق إزاء ما أسماه الرئيس بوش نفسه يومئذ بالحرب الصليبية ليلتمس القضاة الأسباب المخففة للأحكام وتجنب أحكام الإعدام بسبب الملابسات السياسية والأحداث الدولية خاصة منها دراما العراق.. لقد استقيت كل هذه الكلمات والألفاظ عن ‘الفئة الضالة’ من بيان وزارة الداخلية السعودية، فأحسست بالخوف والجزع، وأيقنت بأن دماء سعودية مسلمة قد تراق هذه المرة ‘بالحق’، فقد قتل 74 شرطيا وكذا عدد من المتهمين، وإذا كنت أكره عقوبة الإعدام لأسباب دينية: فقد تحاشى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتهرب من الغامدية التي أصرت على تنفيذ حكم الله فيها طمعا فيما عند الله ولم يتم تلبية رغبتها في دخول الجنة إلا بعد لأي، حيث لم تعدم إلا بعد ثلاث سنين وصلى عليها بنفسه وقال لابن الوليد المتشدد: ‘لقد تابت توبة لو قسمت على أهل المدينة لوسعتهم!’. أما يوم الفتح وقد نصر الله عبده ونبيه واستسلمت قريش بل وأسلمت طوعا وكرها، وفي هذه الأجواء والجميع يطوف بالبيت الحرام، إلا أن الصحابي الجليل فضالة لم يفارق الكفر قلبه بعد فكفر سكينا تحت عباءته وطفق يقترب من رسول الله لاغتياله، فالتفت إليه رسول الله قائلا: بما تحدثك نفسك يا فضالة؟ فقال متلعثما: لا شيء يا رسول الله، فالتزمه أكرم الخلق وكان فضالة يظن أنه سيضربه ووضع يده الشريفة على قلبه وطفق يردد: يا فضالة اتق الله، حتى قال قولته المشهورة بعد أن شهد بالحق فوالله لقد كان رسول الله أبغض الناس إلي قبل وضعه يده على قلبي، فلم يرفعها إلا وهو أحب الناس إلي. أما الفاروق عمر فقدعطل حدا من حدود الله وهو حد السرقة، وذلك عام الرمادة، حيث كان عام جدب وجفاف حتى استحال تراب المدينة المنورة إلى ما يشبه الرماد، وذلك من تمام فقه ثاني خلفاء المسلمين. إن التاريخ إنما يحفظ ويصان وتحرص الأمم على شرينته (to shrine) (وهي كلمة أنكليزية تعني يدون الشيء ويحفظه) للتحيين ولمعالجته ما يجد من الوقائع. ولقد كانت الحرب على العراق فتنة لشعوب المنطقة وزلزالا رهيبا لحكوماتها، والسعوديون أقدر مني على فهم ملابسات هذه الأعمال، لكن القضاء السعودي مطلوب منه أن يفقه أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، ولا نرى أي مصلحة للسعودية في إعمال السيف في رقاب من زلت بهم القدم، كما لا أخفي أن الحكومات بشكل عام لا ترغب في اختلاق الخصوم، وخاصة فيما بعد زلزال العراق، إن الحكم الأصلح ليس من يسارع إلى صرامة القانون، ولكن من يفقه الواقع كما هو ويوازن بين متطلبات السلطة وفجيعة الأسر والقبائل السعودية التي توالي حكم آل سعود الذي نجح ولسبعين عاما في قيادة هذا البلد الآمن. يقول أستاذنا المغربي محمد عابد الجابري: ‘إن حاضر الغرب الأروبي الذي يفرض نفسه كذات للعصر كله للإنسانية جمعاء، وبالتالي كأساس لكل مستقبل ممكن، الشيء الذي جعل أثره ينسحب على الماضي نفسه يلونه بلونه’، وبالمقايسة أستطيع القول إن من يقود هذا الغرب قد أخطأ خطأ فادحا بزعمه أن الإصلاح السياسي العربي يجب أن يمر عبر الدبابة والطائرة والمجنزرة ففشل الرئيس بوش وإدارته في مهمته الإصلاحية وفشل أكثر في إحلال الديمقراطية، ولم ينجح إلا في ترسيب أنظمتنا العربية في أوضاع لا تتقاطع حتما مع نبض الشارع العربي الذي يرقب التحولات نحو الأفضل تشق القارات الخمس في حين ما يزال مجرد قيادة السيارة في بعض أقطارنا العربية مثيرا للجدل. إن المواطن العربي أصبح مطلعا على جميع العوالم وليس العالم الوحيد الذي تقدمه له حكومته وأنجب حكومات المنطقة من تقدر على انتزاع علاقة صداقة محترمة مع واشنطن وتبقى محترمة لدى شعبها وتلك أكبر المحاكمات وإن كانت قضية الحال ليست صغيرة، فكم من غاغة أسقطت عثمانا. كاتب وإعلامي تونسي مقيم في بريطانيا  

(المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 17 نوفمبر  2008)


اتفاقية يالطا سقطت بسقوط الاتحاد السوفياتي …
ماذا تهيء روسيا للحرب الباردة مع الولايات المتحدة؟  
 
جورج حداد     الحياة     يرث الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما أزمات أبرزها ثلاث: الانهيارات المالية، الحرب المفتوحة في العراق وأفغانستان، تجديد الحرب الباردة مع روسيا. والأزمة الثالثة ربما تكون الأخطر وان كانت لا تبدو كذلك ظاهرياً. وكانت واشنطن ملأت الأجواء كلاماً حول طي صفحة «الحرب الباردة» والحاجة الأميركية الى التعاون مع روسيا، في مواجهة ما كانت أميركا تسميه الإرهاب والدول المارقة. وصدقت روسيا، أو تظاهرت بتصديق الادعاءات الأميركية، ووقفت مكتوفة اليدين خلال الحرب الأطلسية على صربيا في 1999، ثم على أفغانستان في 2001، ثم على العراق في 2003. لكن أميركا «كافأت» روسيا على موقفها المتعاون بتحريك أزمة الشيشان وتهديد الأمن الداخلي الروسي، وبالسعي الى تطويق روسيا بالقواعد العسكرية الأميركية في بعض دول آسيا الوسطى، والقوقاز وأوروبا الشرقية، بما فيها دول ملاصقة لروسيا مثل جورجيا وبولندا وأوكرانيا، الأمر الذي يهدد الأمن الروسي. ولأن روسيا ليست «جمهورية موز»، وليست بلداً صغيراً لا حول له ولا طول كما كانت غرانادا وباناما، حيث قامت القوات الأميركية بنزهة ساعات، لفرض ارادتها على تلك البلدان، كان من الطبيعي أن تبدأ موسكو بترتيب بيتها الداخلي واستراتيجيتها الدولية. فتمت معالجة «الفتق الشيشاني» بعملية جراحية. وبدأت عملية واسعة النطاق لتجديد القوات المسلحة الروسية واعادة تسليحها بالصواريخ وأسلحة الدمار الشامل ذات الطابع الاستراتيجي، لتوجيهها نحو أميركا وجميع القواعد العسكرية الأميركية والأطلسية. ومن المفيد، القاء نظرة سريعة على عملية اعادة التسلح الروسية، فموسكو تخطط أن يتم التسلح في سنة 2009 بأحدث صاروخ باليستيكي عابر للقارات من نوع PC-24. وللمرة الأولى بعد انهيار الاتحاد السوفياتي سيتم ادخال نظام التسلح بالمجمع الصاروخي ذي القواعد الأرضية، الذي يضم الصواريخ المجهزة رؤوساً حربية متعددة ذات توجه خاص لكل منها. ولا يعرف الى الآن سوى القليل عن مواصفات النظام الصاروخي PC-24. فمداه هو على الأقل 11000 كيلومتر، والقدرة التدميرية لكل من رؤوسه الحربية تتراوح بين 150 الى 300 كيلوطن (قوة قنبلة هيروشيما كانت 10 كيلوطن). وبحسب المعطيات فإن نظام هذا الصاروخ سيحتل مرتبة متوسطة بين الصواريخ من طراز «توبول – M»، الذي يبلغ مجموع قوة الرؤوس الواحد منها 550 كيلو طن (يمكن في المستقبل ان يحمل 3 رؤوس حربية منفصلة كل منها بقوة تتراوح بين 150 – 300 كيلوطن)، والصواريخ الثقيلة من طراز PC-20 «فويفودا» (Voyvoda)، المزودة عشر رؤوس حربية للصاروخ الواحد، كل رأس منها بقوة 750 كيلوطن. وبحسب امكاناته فإن الصاروخ PC-24 يوازي تقريباً الصواريخ المموضعة في صوامع تحت أرضية من طراز YP-100H YTTX (النسخة المحدثة من طراز YP-100H) الذي يستخدم الوقود السائل. ومثل الصواريخ «توبول – M»، ستتم موضعة الصواريخ الجديدة في حفر شاقولية ثابتة، وفي منصات مؤللة متحركة، مما يسمح برفع مستوى مرونة قوات الدفاع الجوية الروسية. وعدا ذلك يتوقع انه حتى سنة 2020 ستبقى «في الخدمة» عشرات من صواريخ «توبول» من أقدم طراز ومثلها صواريخ من طراز YP-100H YTTX. وأخيراً يتوقع ان يظهر الى الوجود نوع جديد من الصواريخ الثقيلة، التي ستحل محل الصواريخ PC-20 «فويفودا». وبشكل عام ستمتلك القوات الجوية الحربية الروسية 300 -350 صاروخاً من جميع الأنواع، ستحمل حوالى 800 مجموعة رؤوس حربية. وفي نهاية العقد المقبل سيكون اجمالي القوة النووية الروسية، ما بين 1600 – 1900 رأس نووي. دروع صاروخية وفي أعقاب اعلان الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف بأن روسيا ستنشر صواريخ قصيرة المدى من طراز «اسكندر» في اقليم كالينينغراد، كرد دفاعي على المشاريع الأميركية لنشر الدرع الصاروخية الأميركية في تشيخيا وبولندا، ردت أوساط حلف الأطلسي بأن روسيا تواجه عبثاً المخطط الأميركي للدرع الصاروخية المضادة للصواريخ، لأن واشنطن أوضحت ان الدرع الصاروخية الأميركية موجهة ليس ضد روسيا بل ضد دول كإيران، التي ستستطيع ان تحصل على السلاح النووي. وترى مصادر أوروبية شرقية ان روسيا بعد زوال الاتحاد السوفياتي السابق، لم تعد ملتزمة باتفاقية يالطا، كما ان سياسة التوسع الأميركي أسقطت أيضاً اتفاقات نزع السلاح الأميركية والغربية مع روسيا، التي سبق أن وقعها بريجنيف، وأصبحت روسيا طليقة اليدين لإعادة تسلحها كما تقتضي مصالحها القومية. وروسيا تمتلك مساحة شاسعة تمكنها من مواجهة أميركا على امتداد الكرة الارضية بأسرها، كما تمتلك من القدرات المالية والاقتصادية والصناعية والعلمية و «الحوافز» ما يمكنها ويدفعها لبناء ونشر القواعد الصاروخية والطيران الاستراتيجي وحاملات الطائرات والغواصات، المسلحة كلها بأحدث الأسلحة النووية. فهل يستطيع باراك أوباما ردم هذا «الثقب الأسود» في العلاقات الأميركية – الروسية، واعادة فتح جسور الثقة؟ * كاتب لبناني مقيم في صوفيا  (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم  17 نوفمبر  2008)

 

\Home – Accueil الرئيسي

Lire aussi ces articles

16 juillet 2008

Home – Accueil TUNISNEWS 8 ème année, N°2976 du 16.07.2008  archives :www.tunisnews.net  Association internationale de soutien aux prisonniers politiques et

En savoir plus +

12 février 2007

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 7 ème année, N° 2457 du 12.02.2007  archives : www.tunisnews.net   AP: Terrorisme: trois “plaisantins”

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.