الاثنين، 10 مارس 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2847 du 10.03.2008
 archives : www.tunisnews.net
 

 


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: محاكمة مجموعة الـ ” 19 ” :  الدفاع يطالب بالإفراج عن الشيخ الضّرير الخطيب البخاري ..و النيابة العموميـّة تعترض ..! حــرية و إنـصاف: واقع الحريات في تونس الحملة الإسلامية لنصرة الرسول الكريم: عريضة رويترز: جناح القاعدة في شمال افريقيا يقول إنه يحتجز سائحين نمساويين في تونس يو بي أي: : تونس تستبعد اختطاف ‘القاعدة’ لسائحين نمساويين من داخل حدودها د ب : تونس تنفي اختطاف “القاعدة” سائحين نمساويين فيها وات: تونس – النمسا: توضيحات من مصدر رسمي في تونس يو بي أي: محادثات تونسية-أمريكية لتعزيز التعاون الإقتصادي والتجاري يو بي أي: إرتفاع حاجة تونس الإستهلاكية من الحبوب إلى 31 مليون قنطار قدس برس: تونس: الحزب الحاكم يحكم سيطرته على أغلبية مقاعد مكتب المحامين الشبان رويترز: نواب بالبرلمان التونسي يبدأون حملة لإلغاء عقوبة الإعدام صلاح الدين الجورشي: ظاهرة السلفيين في تونس: كيف نشأت وكيف تعالَـج؟ أحمد شاكر بن ضيـــة: “أوراق الزنزانة 2” أحمد نجيب الشابي في مدينة قفصة: – نريد إنشاء مجالس جهوية منتخبة لها ميزانياتها الخاصة محامي شاب: انتخابات جمعية المحامين الشبان: قراءة أولية في نتائج التصويت هدى العبدلي: الاستبداد في تونس: عوامـل مساعدة ومظاهر مستفحلة مراد رقية: وزارة التعليم العالي والبحث العلمي – وزارة التسويف والعقاب الجماعي؟؟؟ عادل القادري : موقف غريب: “صحفي” يسرق ويشتم  محمد العروسي الهاني: رجال في ذاكرتي أثروا في حياتي الوطنية طيلة 54 عاما مهدي التونسي: لماذا تأخرّ المسلمون وتقدمّ غيرهم ؟ الشرق: تحت شعار «الغرب يقاتل.. الغرب موجود» …هنري كيسينجر يدعو لمواصلة الحروب توفيق المديني: دبلوماسية البوارج!! خالد شوكات: الليبراليون العرب بين الأمس واليوم آمال قرامي: الجسد الأنثوي والعلامة: قراءة في ما وراء الحُجُبِ


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين لا تزال معاناتهم وماساة عائلاتهم متواصلة بدون انقطاع منذ ما يقارب العقدين. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين اعتقلوا في العامين الماضيين ف رجا قريبا عاجلا- آمين  

21- رضا عيسى

22- الصادق العكاري

23- هشام بنور

24- منير غيث

25- بشير رمضان

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


 
 
 “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 10 مارس 2008 كشف الحساب..لقضاء ..” يكافح الإرهاب “:

محاكمة مجموعة الـ ” 19 ” : الدفاع يطالب بالإفراج عن الشيخ الضّرير الخطيب البخاري .. و النيابة العموميـّة تعترض ..!

 

* نظرت الدائرة الجنائية الأولى  بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي  الهادي العياري  اليوم الجمعة 29 فيفري 2008  في : القضية عدد 10600  التي يحال فيها كل من : خطيب البخاري( مولود في 30/08/1955 ) ،  و العيد الجوادي( مولود في 14/11/1975 )  ، و حافظ الصمودي( مولود في 17/05/1983 ) ،  و حسيب الشابي ( مولود في 06/06/1984 ) ، و رمزي البريني ( مولود في 30/01/1985 ) ، و سامي القديري( مولود في 02/03/1976 )   و عبد الجليل العلياوي ( مولود في 27/06/1984 )  و عبد السلام بالي( مولود في 09/06/1984) ،  و علي العافي( مولود في 03/06/1977 )  ، و غسان سليان ( مولود في 17/07/1987 ) ، و القمودي حمد ( مولود في 16/08/1981 ) ، و مختار العكوري ( مولود في 23/10/1985 )  و مراد السعدي ( مولود في 15/07/1986 ) ، و نجم الدين البرقوقي( مولود في 06/03/1979 )  ، و نور الدين الهريش ( مولود في 16/12/1985 ) ، و محمد علي الحرشاني ( مولود في 04/05/1971 ) ، و الحبيب الحفصي( مولود في 12/01/1984 ) ،  و رمزي الرمضاني( مولود في 18/04/1977 )   و علي العمري ( مولود في 09/02/1983 )  بموجب قانون 10 ديسمبر 2003 ” لمكافحة الإرهاب ” ، و تضمنت لائحة الإتهام تهم الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية و الإنضمام إلى تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية و استعمال اسم و كلمة و رمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي و بأعضائه و بنشاطه و الإنضمام داخل تراب الجمهورية و خارجه إلى تنظيم إرهابي اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و تلقي تدريبات عسكرية بالبلاد التونسية و خارجها بقصد ارتكاب جرائم إرهابية داخل تراب الجمهورية و استعمال تراب الجمهورية لانتداب و تدريب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخل تراب الجمهورية و توفير أسلحة و متفجرات و ذخيرة و غيرها من المواد و المعدات و التجهيزات المماثلة لفائدة تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية ووضع خبرات على ذمة تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية و توفير معلومات لفائدتهم بقصد المساعدة على ارتكاب جرائم إرهابية و إعداد محل لاجتماع أعضاء تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية و المساعدة على إيوائهم و إخفائهم و العمل على ضمان فرارهم و التبرع و جمع أموال مع العلم بأن الغرض منها تمويل أشخاص و تنظيم و أنشطة لها علاقة بالجرائم الإرهابية و المشاركة في ذلك ، و قد حضر للدفاع عنهم الأساتذة  عبادة الكافي و عبد الفتاح مورو و عبد الرؤوف العيادي و المختار الجلالي و كمال الحامدي و بوبكر بن علي و سمير بن عمر و العياشي الهمامي   ، و بعد تلقي طلبات المحامين بالإفراج عن المتهمين الموقوفين و خاصة الخطيب البخاري ( الذي يشكو من فقد البصر) قرّر القاضي تأخير النظر في القضية لجلسة يوم 24 مارس 2008 . و إذ تجدد الجمعية المطالبة بوقف حملات الإعتقال الواسعة في إطار المكافحة الإستباقية لـ ” الإرهاب ” فهي تهيب بكل الجمعيات و المنظمات الحقوقية المستقلة أن تضم إليها صوتها في المناداة بالإفراج عن الخطيب البخاري الذي لا ينسب له سوى إبداء الرأي في بعض المسائل الدينية دون أن  يرتكب أي عمل مجرّم .. و لا تسمح له إعاقته البصرية بأن يتحمل ظروف الإعتقال القاسية ..! عن لجنة متابعة المحاكمات        الكاتب العام للجمعية  الأستاذ سمير ديلو

“ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 10 مارس 2008   كشف الحساب..لقضاء ..”يكافح الإرهاب ” ..! : تهنئة
 
على إثر فوز عضوي الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين الأستاذين خالد الكريشي و ضياء الدين مورو في انتخابات الهيئة المديرة للجمعية التونسية للمحامين الشبان ، تتقدم لهما الهيئة المديرة للجمعية بالتهنئة متمنية لهما التوفيق و سداد الخطى . عن الجمعيــة    الهيئـــــة المديــــــــرة


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte_equite@yahoo.fr تونس في 10/03/2008

واقع الحريات في تونس

1)  بعث إلينا السجين السياسي السابق السيد محمد القلوي بالرسالة التالية:

رب السجن أحب إليّ مما أعانيه

رغم مرور سبعة أشهر على إطلاق سراحي في شهر جويلية 2007 و رغم أني استخرجت بطاقة تعريفي الوطنية بتاريخ أوت 2007 و إمضائي محضر كف تفتيش في أواخر سنة 2007. فإني تعرضت اليوم الاثنين 10/03/2008 على الساعة الثامنة و النصف عندما كنت قاصدا عملي إلى الإيقاف و اقتيادي إلى مركز شرطة شارل نيكول و منه إلى منطقة باب بحر بشكل مهين حيث بقيت إلى ما يقارب منتصف النهار بدعوى أن هناك منشور تفتيش صادر ضدي عن محكمة الاستئناف بقابس ، هذه القضية التي عانيت منها الويلات عندما اعترضت عليها في نوفمبر 2005 عندما كنت بالسجن و بُت فيها باتصال القضاء في شهر أفريل 2006 و مع هذا لم يقع كف التفتيش كما لم يقع إعلامي به. لقد فوتوا عليّ يوما من العمل كما سبق لهم و أن فوتوا من عمري 6666 يوما في السجون دون احتساب فترات الإيقاف و أيام التشريد. و ها إني اليوم أعيش هرسلة متواصلة ، تبتدىء بالتعب إلى حد الإرهاق بحثا عن القوت لأبناء يرون فيّ رمز الحرمان إذ حرموا من طفولة سوية و ها هم اليوم يحرمون من حق المواطنة الكريمة كحرمان ابني حسام من جواز سفره منذ خمسة عشر شهرا أضف إليها المساءلة الأمنية المتكررة حيث يتم إحصاء أنفاسي عليّ فالسجن رغم أنه موت بطيء لأن فيه تسليم بسلب الحرية أما ما نعيشه اليوم خارج السجن فهو الموت السريع لتواصل و استمرار إحساس الإنسان بالملاحقة و كأن الحياة في السجن تسير إلى نهاية معلومة في طريق سالكة أما الحياة خارج السجن فهي سباق حواجز لا ينتهي. السيد محمد القلوي سجين سياسي سابق

2)    إنا لله و إنا إليه راجعون

انتقلت إلى رحمة الله يوم الجمعة 6 مارس 2008 والدة السجين السياسي السابق و اللاجئ بفرنسا السيد عبد الله الأسود ( بو بكري ) و قد تم دفنها اليوم الاثنين 10مارس 2008 بمقبرة بوشمة بقابس و حرية و إنصاف تدعو المولى العلي القدير أن يتقبلها بقبول حسن و أن يرزق أهلها جميل الصبر و السلوان. لتقديم التعازي يرجى الاتصال بالسيد عبدالله الأسود ( بوبكري ) على الرقم التالي : 0033618245722

3)    اعتقال صدري كروط

وقع يوم الاثنين 4 مارس 2008 اعتقال الشاب صدري كروط أصيل مدينة بني خيار من ولاية نابل و اقتياده إلى جهة مجهولة و أصبحت عائلته تخشى على مصيره. و الشاب صدري كروط طالب جامعي يدرس بالسنة الأولى رياضيات.

4)    ماهر عبد الحميد تبخر بعد تسليمه إلى تونس

أبلغنا السيد محمد بن صالح بن علي عبد الحميد أن شقيقه ماهر طالب بسوريا  منذ سنة 2004 أصبح مفقودا و أن زملاء شقيقه السوريين اتصلوا بعائلته و أبلغوها بأنه وقع ترحيله إلى تونس منذ ستة أشهر و عائلته لا تعلم عنه شيئا منذ ذلك التاريخ و هو ما دعاها لتكليف أحد المحامين الذي اتصل بوكالة الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس للمطالبة بفتح بحث حول مصيره كما أن شقيقه محمد بن صالح بن علي عبد الحميد قام بلفت نظر وكالة الجمهورية إلى هذا الموضوع وحرية و إنصاف تطالب السلطات المختصة بإعلام عائلة ماهر عبد الحميد بمآله سواء كان في سوريا أو في تونس .

5)    البحث عن مفقودين

أعلمنا السيد زهير الجابلي أن أخاه يشتغل فوق سفينة ” الرفراف ” المختصة في صيد التن في حدود المياه الإقليمية التونسية و أن السفينة المذكورة غرقت قرب سواحل جزيرة ” لامبدوزا ” منذ عشرة أيام و كان على متنها عشرة أنفار وقع انتشال جثث ثلاثة منهم و إسعاف أربعة بقوا على قيد الحياة و فقدان الثلاثة الباقين . و العائلات المنكوبة تطالب السلطات التونسية بانتشال جثث أبنائها و تسليمها إليها في صورة حدوث الوفاة.    عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte_equite@yahoo.fr تونس في 10/03/2008
وردت الى منظمة حرية و إنصاف رسالة من والد السجين السياسي وحيد ابراهمي أحد شباب الحزب الديمقراطي التقدمي نوردها كما جائتنا : اعــــلام ان السجين وحيد ابراهمي المسجون في سجن المرناقية سيدي علي الحطاب و على اثر مطالبته بالاستحمام كبقية المسجونين تعرض إلى التعنيف الشديد على كامل جسده من قبل بعض أعوان السجن مخلفين له أضرار بدنية جسيمة كما تم إخضاعه إلى السجن الانفرادي ـ السيلون ـ لمدة عشرة أيام متتالية. إن اللجنة الجهوية للدفاع عن وحيد ابراهمي إذ تحيط الرأي العام بهذه التجاوزات الخطيرة التي تمس من كرامة الإنسان و التي تتنافى و جميع المواثيق و الأعراف الدولية التي أمضت عليها الحكومة التونسية فإنها تدعوا منظمات المجتمع المدني بكل هياكلها و جميع الهياكل الإقليمية و الدولية للتصدي بحزم لهذا السلوك و العمل على الإفراج فورا على الأخ وحيد ابراهمي المسجون ظلما و عدوانا بعد أن تبين أن التهمة الموجهة إليه ملفقة و لا تتوفر على أي إثباتات قانونية ، وتهمته الوحيدة انه ناشط في صفوف شباب الحزب الديمقراطي التقدمي.
عن المنسق الأسعد بوعزيزي
عن المكتب التنفيذي للمنظمة   الأستاذ محمد النوري


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte_equite@yahoo.fr تونس في 10/03/2008 تعـــــــزية
 
انا لله و انا اليه راجعون توفي يوم الأحد 09-مارس-2008  حسن الكريفي  والد نجيب الكريفي السجين السياسي السابق و عبد الرحمان الكريفي الاجئ السياسي في المانيا  ، و بهذه المناسبة الأليمة يتقدم المكتب التنفيذي لمنظمة حرية و انصاف بأحر التعازي للأخوين سائلين الله تعالى ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته و ان يرزق اهله جميل الصبر و السلوان. و لمن اراد تعزية الأخوين الرجاء الاتصال على الهواتف التالية :  نجيب الكريفي 98.628321 عبدالرحمان الكريفي :  00491783797284 عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري
 

 

الحملة الإسلامية لنصرة الرسول الكريم

” إلا تنصروه فقد نصره الله “

عريضة

مقاطعة البضائع الدانمركية

في ظل تكرر  الإساءات الخطيرة لنبينا الأكرم محمد صلى الله عليه و سلم من قبل الدانمرك حكومة و شعبا لا إعلاما فقط فإنه من أقل الواجب علينا ألا نتعامل معهم و نستهلك بضاعتهم و أن نشهر في وجوههم سيف المقاطعة الذي طالما لوح به الغرب في وجوه شعوب العالم الثالث حتى أنهكها.

الحملة الإسلامية لمقاطعة البضائع الدانمركية ترى أن صوتك أمانة و تعاطفك واجب قال تعالى : ” إلاّ تنصروه فقد نصره الله ” صدق الله العظيم.

منسق الحملة الشاعر و الروائي فريد خدومة

feridkhaddouma@yahoo.fr

 

 

 

الاسم و اللقب

الصفة

البريد الالكتروني

1

فريد خدومة

شاعر و روائي و سجين سياسي سابق

feridkhaddouma@yahoo.fr

2

محي الدين الفرجاني

سجين سياسي سابق

 

3

كمال حمدي

تاجر

 

4

منصف سبعي

أستاذ رياضيات

 

5

الأستاذ طارق النوري

محامي

nourtar@yahoo.fr

6

سعيد الجازي

ناشط حقوقي

 

7

فوزي قاره علي

ناشط حقوقي

 

8

السيد المبروك

ناشط حقوقي

 

9

عامر عياد

إعلامي

 

10

Corinne Deltete

دكتورة – باريس/ Paris

 

11

عبد الباقي خليفة

صحفي و ناشط سياسي

 

12

مكرم مقني أو ماكني

مهندس

 

13

محمد صدقي العبيدي

طبيب من مؤسسي الحركة الاسلامية

 

14

عمر القرايدي

ناشط حقوقي

graidi_amor@yahoo.fr

15

زهير مخلوف

ناشط حقوقي

zouhairmakhlouf@yahoo.fr

16

حمزة حمزة

ناشط حقوقي

map5a@yahoo.fr

17

زياد الدولاتلي

سجين سياسي سابق

 

18

حمادي الجبالي

سجين سياسي سابق

 

19

الحبيب اللوز

سجين سياسي سابق

 

20

مصطفى عبد الله لونيسي

أستاذ و مستشار ديني / باريس

 

21

براء لونيسي

تلميذ سابعة ثانوي علوم /باريس

 

22

رباح لونيسي

تلميذ ثانوي علوم / باريس

 

23

عدنان بوزاية

تاجر

 

24

ابراهيم نوار

سجين سياسي سابق سويسرا

 

25

المنجي بن صالح

 

Monbeen2005@yahoo.fr

26

صالح عطية

صحفي بجريدة الصباح و مراسل الشرق

Salah_attia@yahoo.fr

27

ليلى الشابي العياري

موظفة

leila.ayari@yahoo.fr

28

خميس بن علي الماجري

المشرف على موقع تونس المسلمة

mejrikhemis@yahoo.fr

29

الحبيب لعماري

لاجئ سياسي

lamariha@googlemail.com

30

عبد الله النوري

لاجئ سياسي

jomni@gmx.net

31

محمد العيادي

أستاذ و ناشط نقابي و حقوقي

med_ayadi@yahoo.fr

32

ليديا بللونة

مقيمة في تونس

lydiabellalouna@yahoo.fr

33

عبد الناصر نايت ليمام

ناشط حقوقي و لاجىء جنيف سويسرا

avttnsie@gmail.com

34

جمال رحماني

طالب تونس

grouperjx@yahoo.fr

35

كريم المسعودي

لاجىء بألمانيا

sami100@freenet.de

36

عبد الله الزواري

صحفي

abzouari@yahoo.fr

37

أحمد زكريا الماقوري

ناشط سياسي

 

38

منصف بلهيبة

ناشط سياسي

 

39

عمر راشد

سجين انترنت سابق

 

40

حسين راشد

والد سجين سابق

 

41

عبد الغفار بن قيزة

سجين أنترنت سابق

 

42

محمد بن قيزة

والد سجين سابق

 

43

عمار بو ملاسة

ناشط سياسي

 

44

محمد فرج الله

سجين سياسي سابق

 

45

فاروق النجار

ناشط حقوقي

 

46

محمد القلوي

سجين سياسي سابق

 

47

حليم شعبان

سجين سياسي سابق

 

48

حمادي شلابية

سجين سياسي سابق

 

49

محمد الحمروني

صحفي و ناشط حقوقي

 

50

عبد الكريم الهاروني

سجين سياسي سابق

 

51

الطاهر الحرزي

ناشط حقوقي

 

52

حسين بن عمر

ناشط سياسي

 

53

حسين الجلاصي

سجين سياسي سابق

 

54

حسونة النايلي

سجين سياسي سابق

 

55

إكرام بن حميدة

سجين سياسي سابق

 

56

ماجدة المدب

ناشطة حقوقية

 

57

عماد منصور

سجين سياسي سابق

 

58

جلال بدر

ناشط سياسي

 

59

خالد بوجمعة

ناشط حقوقي و سياسي

 

60

نجيب الكريفي

سجين سياسي سابق

 

61

محمد لطفي الرزقي

سجين سياسي سابق

 

62

عبد اللطيف الطرابلسي

سجين سياسي سابق

 

63

منذر لوصيف

سجين سياسي سابق

 

64

كمال مكرم

ناشط حقوقي

 

65

علي النفاتي

سجين سياسي سابق

 

66

رفيق بن قارة

سجين سياسي سابق

 

67

محمد ساسي

سجين سياسي سابق

 

68

نهى البوكادي

ناشطة حقوقية

 

69

محمد محجوب

سجين سياسي سابق

 

70

محمد مخلوف

سجين سياسي سابق

 

71

محمد المنصف الطريقي

سجين سياسي سابق

 

72

محمد المنصف الورغي

مدرب و سجين سياسي سابق

 

73

الأستاذة إيمان الطريقي

محامية متمرنة

 

74

محسن الشمنقي

سجين سياسي سابق

 

75

محمد بن رمضان

سجين سياسي سابق

 

76

نسيبة القرايدي

تلميذة

 

77

المولدي الغول

سجين سياسي سابق

 

78

فرحات العباسي

تاجر

 

79

محمد الطاهر القرايدي

متقاعد

 

80

معز بن منى

ناشط سياسي ح د ت

 

81

زينب الشبلي ( أم خالد )

ناشطة حقوقية

 

82

جميلة عياد ( أم ماهر )

ناشطة حقوقية و أم شهيد و سجين

 

83

فاطمة عوجي

زوجة سجين سياسي سابق

 

84

فتحي الورغي

سجين سياسي سابق

 

85

توفيق العسكري

سجين سياسي سابق

 

86

الصادق العرفاوي

سجين سياسي سابق

 

87

فتحي الماجري

سجين سياسي سابق

 

88

تيسير القرايدي

تلميذة

 

 


جناح القاعدة في شمال افريقيا يقول إنه يحتجز سائحين نمساويين في تونس

 تونس (رويترز) – قال تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي يوم الاثنين انه يحتجز سائحين نمساويين خطفهما في تونس في 22 فبراير شباط وربط هذا العمل بالهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة. وقالت تونس انها أجرت عمليات تمشيط برية وجوية بحثا عن السائحين لكن ليس هناك ما يثبت انهما موجودان في تونس او اختطفا داخل البلاد. وبثت قناة الجزيرة التلفزيونية الفضائية تسجيلا صوتيا لرجل عرف نفسه باسم صلاح ابو محمد وقال انه متحدث باسم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي وذكر أن الجماعة ستعلن قريبا شروطها للافراج عن الرهينتين. وقال ابو محمد ان السائحين في حالة طيبة لكنه حذر السياح الغربيين من زيارة تونس التي تجتذب الزوار من العديد من الدول الاوروبية. وقال “نقول للسياح الغربيين الذين يتدفقون على الاراضي التونسية طلبا للاستمتاع في الوقت الذي ينحر فيه اخواننا في غزة على ايدي اليهود بتواطؤ من الدول الغربية وفي الوقت الذي تقتل فيه حكوماتهم اخواننا في كل قطر.” وأنهت اسرائيل الاسبوع الماضي هجوما قتل فيه 120 فلسطينيا في غزة. وعرفت وسائل اعلام نمساوية السائحين بانهما اندريا كلويبر (43 عاما) وفولفجانج ابنر (51 عاما) وذكرت أنهما من منطقة قريبة من سالزبرج. وقال ابو محمد انهما ممرضة ومستشار وذكر نفس الاسمين لكن بلهجة عربية. ولمح بيان الجماعة الى أنهما قد يكونان محتجزين في الجزائر المجاورة. وقالت الجماعة في جزء أخر من البيان نقلته مجموعة “سايت” للمخابرات في الولايات المتحدة “نعلن لدولة النمسا أن أي تحرك عسكري من طرف الدولة الجزائرية المرتدة لتحرير المختطفين سيعرض حياتهما للخطر.” وتكثف دول شمال افريقيا التعاون في المجال الامني لمحاولة منع جماعات اسلامية متشددة من التنسيق لتنفيذ هجمات على أهداف في المنطقة وفي اوروبا. وجاء في بيان للحكومة التونسية أن السلطات بادرت “باجراء عمليات بحث وتمشيط مكثفة برا وجوا” مضيفة أن اخر ما عرف عن السائحين أنهما كانا يعبران الصحراء الغربية في اتجاه يؤدي بهما الى خارج الحدود التونسية. وأضاف البيان التونسي قائلا “الى حد الان ليس هناك اية عناصر يمكن ان تثبت ان المواطنين النمساويين موجودان على التراب التونسي او انهما قد اختطفا داخل الحدود التونسية.” والحوادث الامنية الخطيرة نادرة الحدوث في تونس المطلة على البحر المتوسط والتي يعرفها معظم الاوروبيين كمقصد هاديء لقضاء العطلات. لكن في عام 2002 قتل 14 ألمانيا وخمسة تونسيين وفرنسيان عندما صدم مهاجم انتحاري شاحنة مزودة بصهريج مليء بغاز الطهي بمزار يهودي. وكان التفجير الذي وقع في جزيرة جربة بجنوب تونس وهي المقصد الرئيسي للسياح في البلاد هو الاول الذي زعم تنظيم القاعدة المسؤولية عنه في بلد عربي منذ هجمات 11 سبتمبر أيلول على الولايات المتحدة. وكان افراد من اسرتي السائحين النمساويين قد بدأوا حملة اعلامية لمحاولة العثور عليهما قبل صدور بيان القاعدة. وقال برنارد ابنر الاسبوع الماضي ان والده كان يزور منطقة الصحراء سنويا منذ عام 2000 وان تونس “ليست بلدا جديدا عليه”. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية النمساوية ان السائحين اعتبرا رسميا في عداد المفقودين وان الحكومة تحاول التحقق من التقارير الخاصة بخطفهما. من طارق عمارة (شارك في التغطية اينال عرسان في دبي والكسندرا زافاديل في فيينا)
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 10 مارس 2008)


تونس تستبعد اختطاف ‘القاعدة’ لسائحين نمساويين من داخل حدودها

 
تونس / 10 مارس-اذار / يو بي أي: استبعدت تونس أن يكون تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” قد اختطف سائحين نمساويين داخل ترابها،وذلك خلافا لما أعلنه ناطق باسم هذا التنظيم في تسجيل صوتي. وقال مصدر رسمي تونسي في بيان تلقت يونايتد برس أنترناشونال مساء اليوم الإثنين نسخة منه إنه”إلى حد الآن،ليس هناك أي عناصر يمكن أن تثبت أن المواطنين النمساويين موجودان على التراب التونسي،أو أنهما اختطفا داخل الحدود التونسية”. وكانت قناة الجزيرة القطرية ذكرت ظهر اليوم الاثنين أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أعلن مسؤوليته عن احتجاز سائحين نمساويين خطفهما في تونس في الثاني من شهر فبراير/ شباط الماضي. وبثت شريطا صوتيا لشخص يدعى صلاح ابو محمد قدم نفسه على أنه المسؤول الإعلامي للتنظيم ،أشار فيه إلى أن المختطفين في صحة جيدة ويعاملان معاملة حسنة وفق تعاليم الشريعة الإسلامية. وبحسب المصدر الرسمي التونسي،فإن المواطنين النمساويين المذكورين “دخلا تونس للقيام بجولة صحراوية في العاشر من الشهر الماضي عبر ميناء حلق الوادي،ويبدو أنهما توغلا في الصحراء إلى اتجاه خارج الحدود التونسية حسب آخر المعلومات المتوفرة بعد اتصالهما هاتفيا بخبير ألماني في مسالك الصحراء”. وأضاف أن السلطات التونسية “بادرت منذ بلغتها معلومات حول اختفاء المواطنين النمساويين المذكورين،بإجراء عمليات بحث وتمشيط مكثفة برا وجوا”. وكانت وزارة الخارجية النمساوية أعلنت في وقت سابق عن اختفاء سائحين نمساويين رجل(51 عاما) وإمرأة(40 عاما) وسط الصحراء التونسية ،وأشارت إلى أنها بعثاتها الديبلوماسية في تونس وليبيا والجزائر تحركت لمعرفة مصير السائحين. ولم تستبعد وزارة الخارجية النمساوية إحتمال أن يكون السائحين قد تاها قرب الحدود التونسية-الجزائرية،بينما لم يستبعد الخبير الألماني في مسالك الصحراء وارنر نوثر احتمال أن يكونا عبرا بالخطأ تونس باتجاه الجزائر. غير أن الناطق باسم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أكد في تسجيله الصوتي الذي بثته قناة الجزيرة، أن احتجاز السائحين النمساويين تم داخل التراب التونسي،وأشار إلى أن التنظيم سيعلن لاحقا عن شروطه للإفراج عن المختطفين.  
 


تونس تنفي اختطاف “القاعدة” سائحين نمساويين فيها

 
تونس – د ب أ – نفى مصدر إعلامي مقرب من السلطات التونسية مساء اليوم الاثنين أن يكون “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” (المرابط بالجزائر) قد اختطف سائحين نمساويين في تونس. وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): “لا وجود لأي خلايا للتنظيم المذكور في تونس ومن غير المستبعد أن يكون المواطنان النمساويان اللذان دخلا تونس للقيام بزيارة في الصحراء على متن سيارة رباعية الدفع قد دخلا التراب الجزائري على وجه الخطأ فتم اختطافهما هناك”. كان تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي” قال في رسالة صوتية بثتها قناة “الجزيرة” الإخبارية على لسان صلاح أبو محمد الذي عرف نفسه بأنه المسؤول الإعلامي للتنظيم إن السائحين المختطفين يلقيان معاملة وفق تعاليم الشريعة الإسلامية “السمحاء. ودعا المسؤول الإعلامي للتنظيم السائحين الغربيين إلى عدم زيارة تونس في الوقت الراهن مؤكدا أن الحكومة التونسية “المرتدة” لن تستطيع توفير الحماية لهم، مشيرا إلى أن ذلك يأتي ردا على “نحر إخواننا المسلمين” في غزة على “أيدي اليهود وبتواطؤ من الدول الغربية”. وأعلن التنظيم أنه اختطف منذ 22 شباط (فبراير) الماضي زوجين نمساويين (رجل 51 عاما وزوجته في الأربعينات في العمر) من تونس وأنهما في صحة جيدة. كان ألماني متخصص في علوم الصحراء قال في السادس من الشهر الجاري في تصريحات صحفية إنه تلقى آخر مرة اتصالا هاتفيا من الزوجين عندما كانا في مدينة مطماطة. ولم يستبعد الألماني أن يكون الزوجان تاها في الصحراء الجزائرية بعد أن دخلاها على وجه الخطأ. يذكر أن الحدود بين تونس والجزائر تمتد على مسافة ألف كيلومتر. وتحكم السلطات التونسية مراقبة هذه الحدود تحسبا لتسلل عناصر “إرهابية” إلى البلاد. (المصدر: موقع صحيفة “القدس” (يومية – مدينة القدس) بتاريخ 10 مارس 2008)

تونس – النمسا: توضيحات من مصدر رسمي في تونس

 
تونس 10 مارس 2008 (وات) على اثر إعلان متحدث باسم تنظيم إرهابي اختطاف مواطنين نمساويين من التراب التونسي صرح مصدر رسمي في تونس بما يلي: “دخل المواطنان النمساويان المذكوران تونس يوم 10 فيفرى 2008 عن طريق ميناء حلق الوادى قادمين من ميناء جنوة الايطالي للقيام بجولة في المناطق الصحراوية. ويبدو أن المواطنين المعنيين توغلا في الصحراء الى اتجاه خارج الحدود التونسية حسب أخر المعلومات المتوفرة على اثر اتصالهما هاتفيا بمختص ألماني في مسالك الصحراء. هذا وقد كانت السلطات التونسية بادرت منذ بلغتها معلومات حول اختفاء المواطنين النمساويين باجراء عمليات بحث وتمشيط مكثفة برا وجوا. والى حد الآن ليس هنالك أية عناصر يمكن أن تثبت أن المواطنين النمساويين موجودان على التراب التونسي أو أنهما قد اختطفا داخل الحدود التونسية. (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء بتاريخ 10 مارس 2008)

 

محادثات تونسية-أمريكية لتعزيز التعاون الإقتصادي والتجاري

تونس / 10 مارس-اذار / يو بي أي: بحث رضا التويتي وزير التجارة والصناعات التقليدية التونسي اليوم الإثنين في العاصمة تونس علاقات التعاون بين بلاده و أمريكا مع شون دونالي مساعد وزير التجارة الأمريكي المكلف بأوروبا والشرق الأوسط، . وقال مصدر رسمي إن المحادثات بين الجانبين التونسي والأمريكي “تناولت واقع التعاون الثنائي في المجالين الإقتصادي والتجاري،والآفاق المتاحة لمزيد دفعه ضمن إطار الإتفاق الإطاري للتجارة والإستثمار بين البلدين”. وأضاف أن الجانبين التاونسي والأمريكي إستعرضا أيضا”الميزات التفاضلية لمناخ الأعمال على ضوء اتفاقيات التبادل الحر الثنائي ومتعدد الأطراف التي وقعتها تونس،بالإضافة إلى تبادل الآراء بشأن المفاوضات في صلب المنظمة العالمية للتجارة”. وكان المسؤول الأمريكي وصل أمس الأحد إلى تونس على رأس وفد يتألف من مندوبين عن وزارات الخارجية والزراعة والتجارة والمالية،وذلك في زيارة تندرج في سياق الإجتماع الثالث لمجلس الإتفاق الإطاري للتجارة والإستثمار بين البلدين. ويهدف مجلس الإتفاق الإطاري للتجارة والإستثمار “تيفا”(TIFA) الذي انطلق عام 2002 إلى الدفع بفرص التبادل التجاري والإستثمار من خلال إزالة العراقيل التي تعيق سيولة المبادلات بين الولايات المتحدة الأمريكية وتونس. يشار إلى أن الإجتماع الأول حول الإتفاق الإطاري للتجارة والإستثمار بين تونس والولايات المتحدة كان قد عُقد خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2003 بتونس، بينما عُقد الإجتماع الثاني في منتصف شهر يونيو/حزيران من العام 2005 بواشنطن.


إرتفاع حاجة تونس الإستهلاكية من الحبوب إلى 31 مليون قنطار

تونس / 10 مارس-اذار / يو بي أي: ارتفعت حاجيات تونس الإستهلاكية من الحبوب بجميع أنواعها إلى 31 مليون قنطار خلال العام الماضي،مقابل 25 مليون قنطار عام 2006. وقال مدير ديوان الحبوب التونسي عبد العزبز الليلي إن هذا الإرتفاع ترافق مع تطور الواردات التونسية من الحبوب من 19 مليون قنطار عام 2006 إلى 24.7 مليون قنطار عام 2007 وتوقع في مداخلة ألقاها خلال إجتماع للمجلس الإستشاري للإتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري بثتها وكالة الأنباء التونسية اليوم الإثنين ،أن يبلغ إنتاج بلاده من الحبوب خلال العام الجاري 13 مليون قنطار منها 6 ملايين قنطار من القمح الصلب ومليوني قنطار من القمح اللين . وإعتبر أن هذه الكمية ستغطي 47% من إجمالي حاجيات تونس الإستهلاكية من الحبوب خلال العام الجاري،مقابل 24% عام 2007،ما يعني تراجع الواردات التونسية من الحبوب من 21 مليون قنطار إلى نحو 14.5 مليون قنطار . وكانت السلطات التونسية قد أعربت في وقت سابق عن تخوفها من تواصل المنحى التصاعدي لأسعار المواد الأولية والمنتجات الزراعية ،خاصة منها الحبوب في الأسواق العالمية. وتوقعت أن تصل نفقات دعمها لواردات الحبوب خلال العام الجاري إلى 413 مليون دينار(344.16 مليون دولار)،مقابل 240 مليون دينار(200 مليون دولار). وتستورد تونس سنويا ما قيمته 360 مليون دينار(300 مليون دولار) من القمح اللين،بإعتبار ان الشعب التونسي ينفق حوالي مليون دينار(833 ألف دولار)يوميا لتغطية إستهلاكه من العجين بمختلف أنواعه.
 


سجل دخول ابن المحامي الإسلامي البارز عبد الفتاح مورو تونس: الحزب الحاكم يحكم سيطرته على أغلبية مقاعد مكتب المحامين الشبان

 
تونس – خدمة قدس برس حافظ الحزب الحاكم في تونس على سيطرته على مكتب جمعية المحامين الشبان المتكوّن من تسعة أعضاء. في حين أفرزت النتائج صعود اثنين من المستقلين وتجديد انتخاب خمسة من الهيئة السابقة.   وقد أعلن عن نتائج الانتخابات صباح أمس الأحد (9/3) بعد حوالي سبع عشرة ساعة من فرز أصوات ألف وستمائة مقترع.   وتنافس على مكتب الجمعية 33 محاميا من جملة ألفي منخرط. وتقدمت إلى الانتخابات قائمات ضمّت إحداها عناصر ما يعرف بخلية الحزب الحاكم في مهنة المحاماة، وأخرى تحت اسم “القائمة المهنيّة المستقلّة” وضمّت تحالفا من المحامين المقربين من التيار الإسلامي ومحامين قوميّين، وفاز منها اثنان هما المحامي خالد الكريشي الذي سبق أن صعد إلى المكتب في دورة سابقة، وضياء الدين مورو ابن المحامي المعروف الشيخ عبد الفتاح مورو أحد مؤسسي حركة النهضة. كما ترشحت قائمة تضمّ عناصر من أقصى اليسار ولم تحز سوى على أصوات معدودة.   وقال الكريشي في تصريح خاص لـ”قدس برس” إنّ القائمة المهنيّة المستقلّة كان بإمكانها تحقيق نتيجة أفضل خاصّة وأنّ الفارق في الأصوات بين محاميي الحزب الحاكم والأصوات التي حازها المستقلون ضئيل، وكان بالإمكان تداركه. وقال إنّ ذلك يعود إلى “عدم تنسيق وللحسابات الإيديولوجية التي طغت لدى بعض الأطراف السياسية، إذ كان بالإمكان الفوز بقائمة كاملة من المستقلين وهي القائمة الوحيدة التي واجهت الحزب الحاكم وصمدت أمامه. أمّا قائمة اليسار فقد أعلنت أنّها تقاطع أي تحالف مع الإسلاميين أو القوميين”.   ورجّح أحد المحامين فضّل عدم ذكر اسمه أن تكون تلك العناصر اليسارية وضعت في حساباتها التكتيكية إمكانية التحالف مع الحزب الحاكم إلاّ أنّ حساباتها سقطت في الماء.   وبحسب مصدر من المحامين فإنّ الحزب الحاكم قد وفر إمكانيات مادية كبيرة لضمان الفوز في هذه الانتخابات حيث تكفل بنقل حشد هائل من المحامين إلى العاصمة وبإقامتهم ومصاريفهم.     وكان التجمع الدستوري الحزب الحاكم قد نظّم قبل يومين من الانتخابات ندوة وطنية للمحامين التجمعيين بالعاصمة حضرها أمين عام الحزب ووزير العدل.   وقد سيطر الحزب الحاكم على مكتب الجمعية لدورتين متتاليتين. وجرت آخر انتخابات في آذار (مارس) 2006 ومنع خلالها المحامون من غير الحزب الحاكم من الدخول إلى مكتب الاقتراع من قبل عناصر الحزب الحاكم المدعومة بالبوليس السياسي.   وقد شهدت الجلسة العامة لجمعية المحامين الشبان يوم الجمعة الماضي (7/3 ) اتهامات للهيئة المتخلية “بالسطو على الجمعية” وروى بعض المحامين كيف وقع منعهم قبل سنتين من دخول مقر الاقتراع بأحد نزل العاصمة والاعتداء عليهم بالعنف.   وكانت هيئة المحامين التونسيين قد رفضت الاعتراف بنتائج تلك الانتخابات، غير أنّ مكتب الجمعية واصل عمله. وفي تشرين ثاني (نوفمبر) 2007 وبمناسبة الذكرى العشرين لوصول الرئيس بن علي للحكم، أصدر مكتب الجمعية مناشدة له بالترشح للانتخابات الرئاسية لولاية خامسة والمقررة في نهاية 2009.   ويقلل مراقبون من أي رهان قد يعلّق على جمعية المحامين الشبان طالما أنّ الهيئة الوطنية للمحامين وعلى رأسها العميد هي الممثل الوحيد والجامع لقطاع المحاماة في ما يهمّ شؤون القطاع.   وقال المحامي الفائز خالد الكريشي لـ”قدس برس” إنّ جمعية المحامين الشبان تبقى “جمعية ثقافية حقوقية، كانت رائدة في الدفاع عن القضايا العادلة داخل القطر وعلى المستوى القومي والمستوى العالمي”، مضيفا إنّه رغم أنّ المستقلّين أقلية داخل المكتب فإنّهم سيدافعون عن الخط الاستقلالي للمهنة.
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 10 مارس 2008)


 انتخابات المحامين الشبان – فوز ساحق للتجمعيين وسـقوط مدوّ لقائمة التحالف

 

 
تونس ـ الاسبوعي: أسفرت انتخابات الجمعية التونسية للمحامين الشبان عن فوز قائمة ذات أغلبية تجمعية بمقاعد الهيئة المديرة حيث كانت النتائج كما يلي: ـ منير بن صميدة: 669 صوتا ـ توفيق بكار: 663 صوتا ـ  وليد الشيخ العربي: 645 صوتا ـ خالد بن سعد: 644 صوتا ـ خالد الكريشي: 635 صوتا ـ ضياء الدين مورو: 630 صوتا ـ كريم جوايحية: 629 صوتا كما فاز عن الجهات كل من: ـ هيثم خضيّر عن فرع سوسة: 554 صوتا ـ أكرم مرزوق عن فرع صفاقس: 525 صوتا   هذا وتواصلت انتخابات الهيئة المديرة للجمعية من العاشرة صباحا يوم السبت الى حدود الساعة 11 من صباح أمس لتكون بذلك أطول انتخابات في تاريخ الجمعية، وقد اضطرت لجنة الاقتراع التي ترأسها الاستاذ علي قريسة الى اعادة فرز الاصوات بالنسبة لـ 6 مترشحين وهم الاساتذة محمد بن صميدة وخالد بن سعيد، كريم جوايحية (عن قائمة المترشحين التجمعيين) وخالد الكريشي وعلا بن نجمة وضياء الدين مورو (عن قائمة التحالف الاسلامي القومي) وذلك امام اصرار بعض هؤلاء على اعادة فرز الاصوات بسبب اختلاف النتائج بين أعضاء لجنة الاقتراع المكلفين بتسجيل الاصوات.   وقد تم الحسم في النتائج المتعلقة بخمسة مترشحين قبل اعادة الفرز وهم الاساتذة منير بن صميدة ورفيق بكّار ووليد بالشيخ العربي وأكرم مرزوق وهيثم بوخضير وهؤلاء الخمسة المترشحين ضمن قائمة المحامين التجمعيين وجميعهم من الجددين باستثناء الاستاذ وليد بالشيخ العربي الذي يترشح لأول مرة.   وقد رفض رئيس لجنة الاقتراع اعادة فرز الاصوات بالنسبة للاستاذة ريم بلقايد التي أصّرت على ادراجها ضمن قائمة المراجعين مما أدى الى حصول مشادات كلامية كادت ان تتسبب في توقف عملية المراجعة.   وكان واضحا مع انطلاق الانتخابات صباح السبت بأحد فنادق العاصمة ان التنافس انحصر أساسا بين قائمتين إحداهما تضمّ 9 مترشحين تجمعيين من بينهم 6 محامين اعضاء في الهيئة المديرة المتخلية.. أما القائمة الثانية فضمت الاساتذة خالد الكريشي عبد العزيز العايب (عن صفاقس) وشوقي الحلفاوي وحسين الحجلاوي (عن سوسة) وأربعتهم من المنتمين الى تيار القوميين الذي يتزعمه أنصار العميد وعلاء بن نجمة وعبد الحميد عبد الله وضياء الدين مورو ومحسن السحباني والطاهر يحي وهم من المنتمين الى التيار الاسلامي.   وبدا واضحا انضباط نسبيّ للمحامين التجمعيين في التصويت لقائمتهم أنتهى الى فوز 7 مترشحين من مجموع تسعة ولم تعرف بعد الاسباب الحقيقية التي أدت لسقوط الاستاذين محمد بن صميدة وريم بلقايد رغم ان الأوّل من المترشحين المجددين الذي عرف بخلافه مع الرئيس المتخلّي.. وقد يكون هذا الخلاف وراء فشله.   وكانت المفاجأة في سقوط قائمة التحالف القومي اليميني سقوطا مدويّا إذ لم يفز منها غير مترشحين اثنين أحدهما وهو الاستاذ ضياء الدين مورو الذي ساهم إسم والده الى حدّ كبير في نجاحه فيما لم يفز من مجموعة العميد الصيد غير الاستاذ خالد الكريشي وهو ما يطرح أسئلة عديدة تعلّقت بمدى تيّار العميد رغم ما تحقق من مكاسب في عهده في مواصلة المعارك الانتخابية بنفس النفس. (المصدر: صحيفة “الصباح الأسبوعي” (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 10 مارس 2008) علاج تونسي للكوليسترول؟ لندن- الحياة     توصل طبيب تونسي إلى تركيبة طبية لعلاج الكوليسترول، أثبتت، كما يقول، نجاحها وفاعليتها بنسبة 100 في المئة. العلاج سجل لدى الجهات المختصة ويــدخل قــريباً مرحلة التصنيع، وهو يرفع نســبة الكوليسترول الــمفيد فــي الدم، الأمر الذي يــمنع تراكم الكوليــسترول الضــار في الأوعـية الــدمويــة وشــراييــن القلب، بحــسب مــا نـشــر على مـوقع «ســي ان ان الالكتروني». يذكر أن تونس باتت تشكل وجهة لقاصدي الجراحات التجميلية ومحطة للـسياحة التـجميلية لـكفـاءتــها فــي المجال الطبي وتـدني التكاليف مــقارنة بـأوروبا. وتشهد مطارات تونس يومياً رحلات مباشرة، على متنها آلاف الأوروبيين الذين يخضعون لجراحات تجميلية ضمن برنامج استشفائي سياحي يتيح لهم التمتع بشواطئ البلاد والخضوع لحصص في العلاج بأعشاب البحر. (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 10 مارس 2008)  

 

نواب بالبرلمان التونسي يبدأون حملة لإلغاء عقوبة الإعدام

تونس (رويترز) – قالت مصادر بمنظمات للدفاع عن حقوق الإنسان يوم الاثنين ان نوابا في البرلمان التونسي بدأوا حملة لإلغاء عقوبة الإعدام في البلاد من خلال طرح مشروع قانون توطئة لعرضه على البرلمان لأول مرة في تاريخ السلطة التشريعية بالبلاد  وتعتبر مبادرة اقتراح مشروع قانون سابقة جديدة من نوعها وخطوة غير مسبوقة في تاريخ البرلمان التونسي حيث جرت العادة أن تعرض وتناقش المشاريع التي يقترحها رئيس الجمهورية أو الحكومة فقط  وأضافت المصادر أن المبادرة التي أطلقها نائبان وتتعلق باقتراح مشروع لإلغاء عقوبة الإعدام وقع عليها أكثر من 25 نائبا ينتمون إلى عدة احزاب. ووفقا للقانون يحق لأعضاء البرلمان عرض مشاريع قوانين ولكن تبقى الاولوية للمشاريع التي يعرضها رئيس الجمهورية. ومن المقرر أن ينظر رئيس البرلمان في المشروع قبل تحديد إمكان عرضه على جلسة عامة لتقرير مصيره. ولا تنفذ في تونس أحكام الإعدام منذ عام 2000 رغم صدورها بحق عدد من المجرمين.  لكن منظمات حقوقية تخشى أن يتم تنفيذ عقوبة الإعدام في حق الشاب صابر الرقوبي المتهم بالإرهاب الذي صدر بحقه حكم في 19 فبراير شباط الماضي.  واعتقل الرقوبي في مطلع العام الماضي برفقة مجموعة سلفية مؤلفة من 30 شخصا بعد مواجهات مسلحة مع قوات الأمن تسببت في مقتل ما لايقل عن 14 شخصا.   ويضم البرلمان التونسي 189 نائبا أغلبهم من حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 10 مارس 2008)
 

ظاهرة السلفيين في تونس: كيف نشأت وكيف تعالَـج؟

 
صلاح الدين الجورشي – تونس أسْـدِل السِّـتار على محاكمة “مجموعة سُـليمان”، التي اتُّـهِـم أفرادها بمحاولة قلب نظام الحكم. ولم يبق من تلك المحاكمة – حاليا على الأقل – إلا احتجاجات المحامين على الظروف التي حفت بها، والذين اضطروا إلى الاستمرار في المرافعات مدة 24 ساعة دون توقّـف، إلى جانب الجهود المستمِـرة من أجل إنقاذ الشاب صابر الراقوبي من حبل المشنقة، بعد أن تم تخفيف العقوبة على صديقه. لكن، إذا كان المِـلف القضائي لأخْـطر قضِـية شهِـدها حُـكم الرئيس بن علي قد طُـوي، فإن المِـلف السياسي لا يزال مفتوحا في انتظار الإجابة عن الأسئلة التالية: كيف تحوّلت تونس إلى أرضٍ خصْـبة لتفريخ الفِـكر السلفي الجهادي؟ وهل الحُـلول الأمنية ستكون قادرة على تحجيم هذه الظاهرة والحدّ من تداعِـياتها؟ وما الحلول التي يُـمكن أن تطرحها النّـخبة للوقاية من أحداث أخرى، قد تكون أكثر خطورة واتِّـساعا من تلك التي عرفتها البلاد في نهاية السنة قبل الماضية؟ للإجابة على مثل هذه الأسئلة، حاورت سويس أنفو بعض ذوي الرأي في تونس، كلّ من موقِـعه واختصاصه. وإذ لا تزال الجِـهات الأمنية تحتكِـر جزءً حيويا من المعلومات، خاصة تلك المتعلِّـقة بملابسات قضية مجموعة “جند أسد بن الفرات”، إلا أن “الجمعية الدولية للدّفاع عن المساجين السياسيين” قد وفّـرت في تقريريها الأخير، جملة من المُـعطيات قد تُـساعد على الاقتراب من ظاهرة “السلفيين التونسيين”، وذلك انطلاقا من عيِّـنة لا بأس بها، شملت أكثر من 1200 حالة. مع ذلك، هناك سؤال لا مفَـرّ من طرحه في هذا السياق. لقد سبَـق أن حاولت سلفية الجزيرة العربية، المتأثِـرة بدعوة الشيح محمد بن عبد الوهاب، أن تخترق تونس في رسالة شهيرة تَـم توجيهها خلال الأربعينات من القرن الماضي إلى أحد “البايات”، تدعُـوه إلى تنقِـية الإسلام في بلاده من البِـدَع التي انتُـشرت، مثل الشفَـاعة والتوسّـل بقبُـور الأولياء. وقد طلب يومها حاكم البلاد من شيخين من شيوخ الزيتونة، بالردّ على تلك الدعوة في رسالة ضعيفة، ذكرها ابن أبي الضياف في كتابه. فما الذي حدث أو تغيّـر في تونس، حتى تمكّـن الخطاب السلفي من اختراق البلاد التونسية، التي كان يعتبِـرها البعض “قلعة حصينة من قِـلاع الحداثة”؟ سلفية مُـعولَـمة يلاحظ الدكتور أحميدة النّـيفر، أستاذ أصول الدِّين، أن السلفية القديمة مُـختلفة من حيث طبيعتها عن السلفِـية الجديدة، الموصوفة بالجهادية. فالأولى، كانت مُـكتفية بمُـقاومة البِـدع والرجوع إلى النصوص الدِّينية مُـباشرة، دون المرور بالمذاهب الفِـقهية بحثا عن حالة الطهورية مع الولاء للسلطة القائمة، في حين أن الثانية، لا تتّـخذ من الجانب العقائِـدي مدخلها الرئيسي، بقدر ما تحرِص على تغيير الأوضاع برمّـتها، وِفق تصوّرها الخاص، بما في ذلك أنظِـمة الحُـكم التي تقدح في شرعيتها الدِّينية. فهذا النّـمط الجديد من السلفية مُـعولَـم، انطلاقا من رؤية شمولية، ساعدتها كثيرا وسائل الاتِّـصال الحديثة على تجاوُز الحدود التي كانت تشكِّـل في الماضي عقَـبة أساسية في وجه انتشار الدّعوات والأفكار. لقد تغيّـر في هذا العصر مفهوم الحدُود. كما يلاحظ النّـيفر أنه، على الصعيد المحلِّـي، يشهد الخطاب الدّيني في تونس منذ الاستقلال حالة ضُـعف شديدة، حيث اعتقدت السلطة والنّـخبة بأن نمَـط التّـحديث، الذي تم اختياره، سيكون كفيلا بحَـسم المسألة الدِّينية وتجاوزها، ولكن جاءت الأحداث لتُـثبت خطأ الرِّهان وهشاشة هذا الاختيار. عالم الاجتماع مهدي مبروك، يلتقي مع النيفر في أكثر من مَـفصل، وهو إذ يُـعطي أهمية للعامل الخارجي، حيث لم يعُـد من المُـمكن تحصين “إسلام قُـطْـري أو محلّـي” وضمان عدم اختراقه من قِـبل الشبكات السلفية، وهو يعتقد بأن مرحلة الحركات الإسلامية، التي تنشأ محليا وتبقى محكومة الخصوصيات، قد انتهت بعد أن حصل انتقال اليوم من مفهوم الحركة إلى مفهوم الشبكات العابِـرة للقارّات والحدود، وهي شبكات تغذِّيها الأحداث العالمية، خاصة تلك التي لها علاقة بالمسلمين أو بالعالم الإسلامي، وهي أحداث تُـقرأ بشِـفرة خاصة من قِـبل الشبكات السلفية، وتغذّي لدى أعضائها مفهوم المؤامرة. المهدي أيضا، لا يكتفي بدور العامل الخارجي ويعتبر أن المناخ الدّاخلي قد ساعد كثيرا على تسهيل عملية الاختراق، ويشير بالخصوص إلى عُـنصرين يراهما هامّـين، إذ يرى بأن اختفاء الزيتونة وتغييب حركة النهضة وسياسة ما سُـمي بتجفيف المنابع التي قامت بها السلطة، أدّى كل ذلك إلى “غياب زعماء إسلاميين تونسيين، ممّـا فسح المجال لظهور صُـوَر “زعاماتية” جديدة من الخارج، أي عَـولمة القيادات ونشأة مرجعِـيات غير محلية”. ويُـلح المهدي على خُـطورة الجُـمود الثقافي، الذي ولَّـد حالة من الفراغ، زادته حِـدّة الأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي يمر بها قِـطاع واسع من الشباب التونسي، الذين يُـعانون من فقدان ما يُـسميه بـ “مشروع حياة” تتوفر فيه موارِد أساسية، مثل العمل والحرية والإنصاف والكرامة. فراغ جاثم في الحياة الفكرية والروحية والثقافية أما الصحفي والكاتب رضا الكافي، فيُـلفت النظر إلى ما يتعرّض له المجتمع الإسلامي من “هجمة إمبريالية” واعتِـداءات متكرِّرة. وعلى الصعيد الداخلي، يحمِّـل مسؤولية انتِـشار الثقافة السلفية إلى غياب الحُـريات والديمقراطية والمشاركة، إلى جانب الأوضاع الاقتصادية الصّـعبة، وإن كان لا يُـعطي للبُـعد الاقتصادي دورا أساسيا في فهم الظاهرة، نظرا لتفشِّـيها في دُول نفطية، مثل السعودية وليبيا. لاحظ الكافي باستغراب في افتتاحية نشرها مؤخرا بمجلة “إكسبرسيون”، التي يتولّـى رئاسة تحريها، أن محاكمة مجموعة سُـليمان لم تثر نِـقاشا على الصعيد الوطني، وعندما سألته سويس انفو كيف يفسِّـر غِـياب مثل هذا النقاش، أرجع ذلك إلى الثقافة السياسية السائدة في تونس، وهي في الأساس، حسب رأيه، “ثقافة السلطة التي لا ترى أي داعٍ لطرح المشاكل الكُـبرى على مائدة الحِـوار وبمشاركة الجميع. فالسلطة تعتقد بأنها هي المَـعنية فقط بتحديد المشاكل ووضع ما تراه حلولا لها”. فالمثقفون وقِـوى المجتمع المدني ليسوا، حسب اعتقاده، مسؤولين عن غياب الجَـدل حول قضية السلفية وتداعياتها، وإنما الدولة هي التي “تحتكِـر المُـبادرة وتعزِّز الثقافة الأحادية”. ويلتقي هؤلاء الثلاثة، رغم اختلاف تخصّـصاتهم وتجاربهم، حول القول بأن الفراغ الجاثم على الحياة الفِـكرية والروحية والثقافية في تونس، لا يخفِّـف منه إلا فتح حِـوار وطني حول هذه الظاهرة. ليست هناك حلول سحرية للمعضلة! ويُـلح النّـيفر على ضرورة تنسيب الخطاب التحديثي والعمل على بناء خطاب إسلامي بديل، ويشير إلى أزمة القِـيم التي تمُـر بها أوروبا والعالم الغربي. فالشباب التونسي كان في مراحل سابقة يذهب للدراسة في العواصم الغربية، فيعود متأثرا بالفِـكر الاشتراكي والليبرالي، أما اليوم، فالكثير منهم يعودون محمّـلين بالأفكار السلفية؟ ويعلِّـل النِّـيفر ذلك باعتقاده أن أوروبا تمُـر بحالة تعثّـر كبير، ولم تعُـد قادرة على “تصدير الأفكار”، كما أنه لا يكتفي بالدّعوة إلى حِـوار وطني، بل يعتقِـد وُجوب توسِـيع هذا الحوار ليُـصبح عربيا. فتركيا وماليزيا قد تمكنتا من معالجة المشكلة الدّينية، بعد الشوط الذي تمّ قطعه في سبيل تجسير العلاقة بين الحداثة والإسلام، ولهذا يعتقد بأن مشكلة السلفية هي مشكلة عربية في الأساس. أما مهدي مبروك، فهو يعترِف بعدم وجود حلول سِـحرية، لكنه يعتقد بأنه في الإمكان “تقليص عدد الوافدين على الدائرة السلفية”، وهو يستغرب في مقَـالٍ نشره بصحيفة الموقف التونسية “كيف يرفع الخطاب الرسمي شعار 2008، سنة الحوار مع الشباب، ولم تبادر السلطة بمثقّـفيها وصحفيِّـيها بالتّـحاور مع هؤلاء السلفيين”؟ ويختم سؤاله “فهل يُـمكن للسِّـجن أن يكون معدِّلا لأفكار الشباب أو فرصة للمراجعة”؟ ويشير إلى أن “السلفية الجهادية”، مهما كانت تعبيراتها، “تظل فِـكرا عقائديا تعجِـز الحلول الأمنية في معالجته في عالم تعَـوْلَـم فيه الإسلام”. ومما لاحظه في دراسته للظاهرة، أن هؤلاء الشباب ليست لهم علاقة بالمجال الثقافي من مسرح وسينما وموسيقى، ولهذا، يراهن كثيرا على إصلاح مسارات هؤلاء من خِِـلال تدعيم الثقافة والمنتديات الثقافية. ويشاطره في ذلك رضا الكافي، الذي يؤكِّـد من جانبه على أن الحلّ الأمني قاصِـر عن مُـعالجة هذه الظاهرة، ويُـلِـح على ضرورة فتح مجال المشاركة في الحياة العامة وتوسيع دائرة الحريات، داعيا إلى ضرورة التعجيل بملء الفراغ، حتى لا تتّـسع دائرة اليأس، ويقع الانزلاق نحو حركات التطرّف. (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 10 مارس 2008)

في الإتحاد الجهوي للشغل بسوسة

 

  نواصل كما أشرنا في مراسلاتنا السابقة نشر أهم تجاوزات الإتحاد الجهوي للشغل بسوسة والذي اصبح مسرحا للممارسات التي لاتمت لمبادئ المنظمة العتيدة بأي صلة وفيما يلي أهم التجاوزات:   *كلمة حق :

إن كلمة الحق هذه المرة توجهها لمن ينشر بجريدة الشعب مراسلات تحت عنوان “كلمة حق” وهو الحاج محمد الكاتب العام للفرع الجامعي للنقل لنقول له ياسي محمد كفاك تدليسا وتزويرا للإنتخابات فكيف تسول لك نفسك وانت من يدعي بأنه الضامن للديمقراطية بأن ترفض مرافقتك من طرف مراقب الصندوق في إنتخابات النقابة الاساسية بجوهرة وأن تقف بسيارتك r 19 في زنقة وتقوم بتغيير الأوراق فهل هذه هي الديمقراطية التي تتدعيها أم أنك تريد المحافظة على مكانك صلب الإتحاد الجهوي بكافة السبل هذا إضافة إلى أنك ترفض رفضا قطعيا مراقبتك أثناء الفرز في مؤتمر النقل بالنفيضة  ونحن نقول لك ياسي محمد إن الغش حرام حتى في الإنتخابات……..   *توزيع مسؤليات بالقوة: إن المتامل في نشاط الإتحاد الجهوي بسوسة يلاحظ  ان توزيع المسؤوليات يتم بحضور العديد من الأنصار او بالأحرى أصحاب السواعد المفتولة وذلك لإرغام الحاضرين على التصويت لفائدة مرشحهم  وإلا فإن الضرب والشتم سيكون مصيرهم   *رسالة على كمال زيان وأمال ملوكة:   إن ماتقومون به من إنبطاحية و”تلحيس”  لن يمكنكم من الدخول إلى الإتحاد الجهوي فانتم مجرد وسائل عمل وبيادق سيقع الإستغناء عنكم وسؤال نقوله بكل لطف لأمال كم كان ثمن زغاريدك في للإتحاد الجهوي ؟؟؟؟ ونتمنى أن تكون هذه الزغاريد مجانية …………؟؟؟؟   وإل اللقاء في مراسلة قريبة تكشف بالصور تلاعب سي محمد بن رمضان ومحمد الجدي …………………………………وانا في إنتظار كل من يريد الكتابة إلينا على العنوان التالي nakabi_soussi@yahoo.fr   بهاء الدين نقابي من حي الرياض


مكان أحمد شاكر بن ضيّة مدارج الكليات وليس الزنزانة……

الرسالة الثالثة لأحمد شاكر بن ضّية من داخل السجن : أوراق سجنية مهداة  للإخوة والرفاق بالإتحاد العام لطلبة تونس أرادها أن  تكون على شاكلة كتاب” إعدام سجان” للدكتور عصمت سيف الدولة.”   ولد طالب الحقوق بكلية الحقوق والعلوم السياسية والإقتصادية بسوسة أحمد شاكر بن ضّية بمدينة القيروان في غرة سبتمبر  1982 وهو طالب قومي ناصري وشاعر  متحصل على عديد الجوائز الإبداعية في الشعر العربي وشارك في العديد من الندوات والملتقيات الشعرية، تم إعتقاله يوم 27 ديسمبر2007  على إثر التحركات الطلابية الإحتجاجية التي شهدتها بعض الأجزاء الجامعية بسوسة منتصف شهر نوفمبر 2007 ومازال إلى حد الآن موقوفا على ذمة التحقيق صحبة عديد الطلبة الناصريين واليساريين ،وفيما يلي رسالته الثانية من داخل السجن لإخوته ورفاقه بالإتحاد العام لطلبة تونس والحركة الطلابية:     باسم الله الرحمان الرحيم  

“أوراق الزنزانة 2”

(الجزء الثاني) الآن تعرف أن صمتك لم يكن خشبا و لا ذهبا… و أنّك حين تصمت يصعدون إلى فمك أبدأت تحصي أضلعك كم من ضلوعك و الحصار يضيق قد وقفت معك -معين بسيسو- “معتقل المسعدين”… يبدو أنه الوصف الأنسب لهذا المكان من كلمة” سجن”،و هكذا يسميه السواد الأعظم من المساجين هنا،و ذلك مقارنة ببقية سجون القطر التي إرتادوها،بداية من هندسته المعمارية الخانقة(ضيق مفرط و إنغلاق شديد,حتى أن الهواء يصلنا بقا و عفنا في بعض الأحيان)مرورا بمدى قسوة نظامه الداخلي و وصولا إلى درجة الإذلال و الإهانة التي يعامل بها السجن ،و الله على ما يصفون شهيد- بدأت أقتنع بهذه التسمية أيضا و لأسباب أخرى:فهذا المكان أخذ يمتلئ من زملائي و رفاقي مناضلي”الإتحاد العام لطلبة تونس”اليوم بعد الآخر و الواحد تلو الآخر،و هذا المكان لا يكتفي بحبسنا دون العالم الخارجي بل يحبسه دوننا أيضا.. في معتقل المسعدين ،من المفترض أن تصلك الأخبار-طبعا بعد تنظيفها-عن طريق وسائل الإذعان”الإقليمية”غير أن المساجين الذين يتقافزون بين قنوات”الصرف التلفزي”الثلاث المسموح بها،لا يتركون مجالا لنشرات الأخبار المغسولة للنفوذ منها،فهؤلاء المساجين الذين زجّ النظام “الشرعي” “الوطني “العادل” “الديمقراطي”…بالكثير منهم هنا،من أجل تناول أو ترويج مواد مخدرة،لهم فرصتهم التي يمنحها إياهم نفس النظام في تناول جرعاتهم اليومية من المخدرات الرسمية التي يروجها عبر هذه القنوات(كوكايين,غوغاء خليعة،أقراص مخدرة من فئة برامج الألعاب المراهنات،حشيش،مسلسلات نابية…) «بلاد الناس تملأ أبيض الأشياء إنسانا و توصله إلى ألوانه و أنا بلادي.. تفرغ الإنسان من إنسانه و تظل ظمأى للأبد» و نظرا لما سبق فإن القلة القليلة المهتمة بأخبار ما وراء أسوار المسعدين تلتجئ إلى الجرائد،و في السجن لا تصل طبعا إلا الصحافة المأجورة تلك التي ترقص على ملهى صحافتها أقلام المرتزقة من أبواق  السلطة. و بما أنني لا أستعمل المخدرات،و بما أني أتفق مع”أحلام مستغانمي”في أن هناك جرائد يجب أن تغسل يديك منها بعد تصفحها،فما بالك إن لم أرد أن تتسخ يدي أصلا ،فإني أبقى معزولا و غائبا تماما عما يحدث خارج هذه القضبان. …لكن فجأة جاءت الأخبار،جاءني بها الأستاذ المحامي المناضل”هشام القرفي”،كانت أخبار حزينة ومؤلمة,لكنها في الحقيقة رغم ما أثارته في من ألم جعلتني أزداد شعورا و تمثلا للوحدة و لو كانت وحدة المعاناة،وزادتني ثباتا على مبادئ التي دخلت من أجلها السجن . ها قد تحولت غزة إلى سجن يضيق على أبنائها و يجعل دونهم كل أساسيات الحياة و آلة الإحتلال الصهيوني تمطرهم جحيمها من كل الجهات…. هو نفس العدة الذي يحاصر الآن غزة ذلك الذّي مزق الوطن العربي و رفع بين أراضيه الحواجز حتى حوّل الأقطار العربية إلى سجون تضيق على سكانها ووكّل أنظمة قطرية عميلة “سجّانه”لحراسة الحدود الإقليمية لهذه الأقطار و لتعطيل مشروع تحرر ثم وحدة هذه الأمة. و ذلك العدو الذي يعتقل مناضلي غزة و شرفاءها و يقتل فيها أمهاتنا و آبائنا و إخواتنا  و أبنائنا هو نفسه الذي يعتقل مناضلي الحرية في كل شبر من هذه الأرض الطاهرة و هو الذّي يمنع أبناء شعبنا العربي في تونس  من التعبير عن إحتجاجه السلمي لما يتعرض له  أهلنا في غزة . ذلك العدو الذي يتفنن في القمع و القهر و التعذيب لم يفهم بعد أننا أمة صامدة و لن يستطيع إضعاف عزيمتها بأساليبه القذرة. «لا تخف إننا امة لو جهنم صبت على رأسها واقفة ما حنى الدهر مرة إنما تنحني كي تعين المقابر إن سقطت أن تقوم ،تتم مهمتها الهادفة».                                                 – مظفر النواب-   سلاما أرضي العربية بغزة ،سلامي أهلي المحاصرون لست أتضامن معكم بل أتوحد معكم في أوجاعكم…. و إن كان كل فرد في هذه الأمة يساهم حسب موقعها،فإني و حسب موقعي (معتقل المسعدين )سأساهم بالكتابة لفضح هذا العدو و وكلائه من الأنظمة القطرية العملية…. (يتبع إن شاء الله)   الطالب القومي الناصري أحمد شاكر بن ضيـــة   سجن المسعدين سوسة في 6 فيفري 2008

 

أحمد نجيب الشابي في مدينة قفصة: نريد إنشاء مجالس جهوية منتخبة لها ميزانياتها الخاصة

 تجمع عدد من المشاركين في الاجتماع الذي عقدته جامعة قفصة للحزب الديمقراطي التقدمي بمشاركة هيئة متابعة النداء من أجل بديل ديمقراطي، يوم الأحد 09 مارس 2008، أمام مقر الجامعة ليستقبلوا المرشح بهتافات من بينها ” حريات، حريات، لا رئاسة مدى الحياة” و” يا نجيب، يا نجيب، للنداء نستجيب” ثم انطلق الاجتماع بكلمة افتتاحية ألقاها الكاتب العام للجامعة السيد عبد الرزاق داعي” رحب فيها بالحاضرين والضيوف وذكر فيها بموقف الجنة المركزية للحزب الذي رشح الأستاذ أحمد نجيب الشابي إلى الانتخابات الرئاسية القادمة موضحا أن حق المشاركة هو الرديف لحق الشعب التونسي في الاختيار وشرط من شروط الانتخابات الحرة والنزيهة مبينا أن ممارسة هذا الحق من قبل الكفاءات الوطنية وحشد التأييد والدعم له هو أفضل سبيل للضغط على الحكم وحمله على فتح مجال المشاركة السياسية في وجه المواطنين. ثم تناول الكلمة ممثل هيئة متابعة “النداء من أجل بديل ديمقراطي” السيد خميس الشماري الحقوقي والسياسي المعروف فبدأ كلمته بتحية صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وطلب من الحاضرين الوقوف دقيقة صمت ترحما على أرواح شهداء الغارات الإسرائيلية على القطاع وبعد قراء سورة الفاتحة من طرف الحضور ذكر بأن الاجتماع يتزامن مع الاحتفالات بذكرى 8 مارس والذي خصص هذه السنة للسجينة الطالبة كريمة بوستة المعتقلة في سجن بجهة سوسة على خلفية الاحتجاجات الطلابية بالمركب الجامعي بتلك المدينة ووجه إليها رسالة تضامن وتآزر  نيابة عن هيئة المتابعة وأنصارها كما حي صمود أهالي الحوض المنجمي بجهة قفصة الذين عادوا للاحتجاج دفاعا عن حق العمل وذكر في هذا الخصوص بأنه كتب بصحيفة “لوموند ديبلوماتيك” الفرنسية مقالا سنة 1981 وقف فيه على مظاهر اختلال التوازن بين الجهات انطلاقا من الوضع بجهة قفصة ليستخلص بأن الوضع يكاد يكون هو نفسه اليوم وبعد مرور سبع وعشرين عاما على ذلك التاريخ. وانتقل بعد ذلك إلى الحديث عما يوحد هيئة المتابعة والحزب الديمقراطي التقدمي في هذه المعركة من أجل الحق في الترشح فتلا ديباجة النداء من أجل بديل ديمقراطي التي شخصت الوضع الراهن بالبلاد ووقف على الأهداف المشتركة بين الطرفين وسعيهما الموحد لفتح مجال المشاركة السياسية في وجه الجميع دون استثناء من خلال حملة سياسية ميدانية في مختلف أرجاء البلاد مدعومة بحملة إعلامية واسعة النطاق. وقال إن الإقصاء السياسي يطال الجميع سواء كانت أحزابا غير معترف بوجودها القانوني كالنهضة وحزب العمال الشيوعي والمؤتمر من أجل الجمهورية وغيرهم أو أحزابا قانونية وخص بالذكر منها الحزب الديمقراطي التقدمي والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات. وأضاف بأن الهيئة والحزب الديمقراطي التقدمي ينويان إحداث ورشات عمل لبلورة بدائل المعارضة الديمقراطية في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية بمناسبة انتخابات 2009. وشدد الشماري في كلمته على أن تشتت المعارضة ليس مرده التسرع في إعلان ترشيح الحزب الديمقراطي التقدمي وهيئة متابعة “النداء من أجل بديل ديمقراطي” للأستاذ أحمد نجيب الشابي إلى الانتخابات القادمة وإنما مرده القانون الانتخابي الجائر واحتكار الحزب الحاكم لكل فضاءات العمل العمومي والذي شن حملة انتخابية منذ ما يزيد عن السنة والنصف وأضاف بأن الهيئة تعمل على فك أي توتر يمكن أن يحصل بين أطراف المعارضة الديمقراطية بسبب اختلافها حول أفضل الطرق لمواجهة استحقاق 2009 مبينا أنه يحترم كل الاجتهادات سواء منها تلك التي تدعو إلى المقاطعة أو تلك التي تقدم تحسين المناخ السياسي كشرط للمشاركة في هذه الانتخابات مذكرا بأن هذه الانتخابات على أهميتها لا تمثل سوى محطة من محطات النضال الديمقراطي وأن المهم هو الحفاظ على وحدة المعارضين على قاعدة الحد الأدنى الذي يوحدهم وفي أفق ما بعد هذه الانتخابات. وقدم السيد الخميس الشماري في نهاية كلمته ورقة الطريق التي قررتها هيئة المتابعة والمتمثلة  في اقتراح عريضة وطنية من أجل الحق في الترشح بعد الانتهاء من مرحلة النداء ثم الانطلاق في تنظيم ورشات العمل لبلورة بدائل المعارضة الديمقراطية في مختلف المجالات. ثم أسندت الكلمة للمرشح أحمد نجيب الشابي الذي عبر عن تشرفه بالحضور  إلى مدينة قفصة، هذه المدينة العريقة إذ بها اكتشفت آثار أقدم وجود للجنس البشري والذي رمز إليه علماء الانتروبولوجيا “بالإنسان القفصي”. ثم نوه المتحدث بدور هذه المدينة في نهضة البلاد الحديثة مذكرا أنها مثلت مهدا للحركة النقابية منذ العشرينات وشكلت أحد رافديها الرئيسيين عند تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل في أواسط الأربعينات من القرن الماضي وكانت معقل المقاومة الوطنية المسلحة في الخمسينات فدفع أهاليها ضريبة الدم من أجل أن تصبح تونس حرة مستقلة. وأشاد الشابي برواد الحركة الوطنية والنقابية من هذه المنطقة وعلى رأسهم المرحوم أحمد التليلي وطالب بهذه المناسبة أن تنظر السلطة بعين العرفان إلى أرملته التي قاسمت زوجها التضحيات زمن الاستعمار والتي اضطرت اليوم إلى الدخول في إضراب عن الطعام وهي في سن التسعين للمطالبة بتحسين ظروف اعتقال ابنها عبد الرحمان التليلي المعتقل منذ زهاء الخمس سنوات بتهم الفساد على إثر محاكمة اعتبر المحامون أنها لم تتوفر على شروط المحاكمة العادلة.   ثم انتقل المرشح إلى الحديث عن عودة الاحتجاج إلى الحوض المنجمي وخاصة بمدينة الرديف للمطالبة بحق العمل فعبر عن تضامنه مع المحتجين ومؤازرته لمطالبهم العادلة مذكرا بأن المسكنات التي وعدت الحكومة بإسعاف المضربين بها من مثل تشغيل أبناء العمال الذين توفوا جراء حوادث شغل أو الزيادة في كميات العلف في منطقة تعاني من الجفاف للسنة الثالثة على التوالي أو الزيادة في أيام العمل بحظائر الشغل العمومية بأجور بخسة ، هذه المسكنات لا تعد حلا في منطقة ينحبس فيها الاستثمار بالرغم من وجود مشاريع تنموية ترقد في أدراج بيروقراطية الدولة وشركة صفاقس-قفصة منذ سنوات.   وذكر بهذه المناسبة بأن الدراسات أثبتت أنه بالإمكان بعث مصنع للاسمنت بمنطقة أم العرائس ومصنع للآجر بمنطقة المظيلة وثالث للكوابل في منطقة الرديف كل ذلك بالاستناد على الموارد الطبيعية القابلة للتحويل الصناعي بالمنطقة غير أن المستثمرين الخواص رفضوا توظيف أموالهم في هذه المشاريع.   وبين المرشح أن إعراض الخواص عن استثمار أموالهم بالجهة مرده حالة التخلف التي تعانيها الجهة جراء حرمانها من التجهيزات العمومية. فجهة قفصة تعاني من التلوث، تلوث الهواء والماء، لعدم تجهيز معمل الصناعات الكمياوية بالمصفيات الضرورية لتنقية الهواء من الدخان الكثيف الذي تبثه مداخنها ويصيب البشر والشجر على حد سواء كما أن تكديس مادة الفسفو جيبس على مد عقود جعل مادة الكبريت تتسرب إلى المائدة وتلوث مياه الشراب مما جعل مرض السرطان ينتشر بشكل مخيف بين السكان.   وفي المقابل تشكو المدينة من نقص فادح في الإطار الطبي وخاصة من الأطباء من ذوي الاختصاصات لأن الأطباء التونسيون يستنكفون من العمل في مثل هذه المناطق التي تنعدم فيها شروط العيش الكريم، فالحياة الثقافية والفنية بالجهة في حالة سبات عميق فلا مسرح ولا سينما ولا استثمار في الآثار ولا تنظيم لمهرجانات فنية ولا ترفيه فيها من أي نوع للمواطنين.   وتعد الجهة من أكثر الجهات رسوبا في التعليم سواء كان ذلك في امتحانات الباكالوريا أو امتحان الكاباس وعلى الرغم من بعث مركب جامعي بها فإن المؤسسات الجامعية بها تعد من أضعف المؤسسات تأطيرا علميا ولا يوجد بها كلية للطب من شأنها أن تعين على سد الشغور في ميدان الطب الاختصاصي ودعم الصحة العمومية بالمنطقة.   وتشكو المدينة من ضعف في البنية التحتية إذ تحتاج إلى خط للسكك الحديدية يربطها بكبريات مدن البلاد ويخصص لنقل المسافرين كما تحتاج إلى طريق حزامي يخفف من اكتظاظ حركة المرور فيها وإلى تحسين المسالك والطرقات الداخلية.   أما الواحة داخل المدينة فهي في طريقها إلى الانقراض بعد أن كانت تشكل رئتها وكذلك الفلاحة التي تعتمد بالكامل على كميات الأمطار الشحيحة والحال أن المائدة المائية بمقدورها تطوير الري في مساحات شاسعة صالحة للزراعة، كأرض الشنوفية، لو جهزت بالآبار العميقة ولعرفت زراعة الفزدق والزياتين واللوز مزيدا من التطور بالجهة.   واستخلص الشابي أنه طالما لم تنل المنطقة نصيبها من الاستثمارات العمومية في التجهيزات الأساسية فليس من المنتظر أن يعرف الاستثمار الخاص نهوضا في ربوعها وستضل تعاني من الفاقة والبطالة والخصاصة.   وذكر الشابي بمقترحات جامعة الحزب بالجهة، التي وجهتها بمكتوب إلى الوالي، وطالبت فيها بأن تقوم الشركات العمومية كشركة الفسفاط وشركة المعامل الكيمياوية وشركة السكك الحديدية ببعث مؤسسات صناعية للآجر والرخام والإسمنت والكوابل وغيرها وفتح مجال المساهمة فيها لأعوان تلك الشركات وتعاونياتهم التي تتوفر لديها رؤوس أموال معتبرة إلى حين أن يأخذ القطاع الخاص دوره في هذه الميادين للنهوض بالاستثمارات وخلق الخيرات   وذكر الشابي بأن وضع قفصة ليس سوى حالة من وضع عام يهم الهلال المنسي الذي رأسه بجندوبة وذنبه بقابس وهو العمق التونسي الذي لم ينله من الاستثمار خلال العقود الخمسة من الاستقلال سوى النزر القليل إذ تكدس الاستثمار في الشريط الساحلي من بنزرت إلى صفاقس بنسبة تسعين بالمائة بينما لم يكن نصيب باقي البلاد سوى عشرة بالمائة من الاستثمارات الكلية. وطالب على هذا الأساس ببعث مجالس جهوية في الولايات تكون منتخبة انتخابا عاما من المواطنين وتكون لها ميزانية للتنمية في جهاتها تخصص لها من مداخيل الدولة ونسبة من الضرائب المحلية وقال أن مثل هذه الهيئات المنتخبة أضحت شرطا من شروط الإصلاح السياسي والحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيزها على قاعدة اللامركزية والديمقراطية المحلية   ثم عرج المرشح حديثه على معنى ترشحه للانتخابات القادمة وقال بأنه لا خيار للمعارضة الوطنية إذا ما أرادت الخروج من حالة المنظمات الحقوقية المتقوقعة والمنكفئة على ذاتها إلى وضع القوى السياسية الفاعلة سوى الاستفادة من الموعد الانتخابي القادم للتوجه إلى الشعب ببرنامج وفريق ورمزية تربط بين ما يعانيه المواطنون من مصاعب في حياتهم اليومية، سواء من جهة الصحة والتعليم أو التشغيل أو تآكل طاقتهم الشرائية، وبين ما تحتاجه البلاد من إصلاحات اقتصادية واجتماعية وثقافية وعلاقة كل ذلك بالإصلاح السياسي وبالتداول السلمي على الحكم.   وفي معرض رده على ما أثاره ترشحه من حملات صحفية قال إنه الدليل على أن خيار الترشح حرك المياه الراكدة وأزعج الحكم الذي كان يتمنى أن يمر الموعد الانتخابي القادم بالرتابة والسلبية المعهودتين وأن يكون مناسبة أخرى لتجدد نظام الحكم الفردي والحزب الواحد وأضاف إن دور المعارضة يكمن بالذات في جعل هذا الاستحقاق موعدا للإصلاح السياسي لا بالمطالبة وحسب وإنما بممارسة الحقوق والدفاع عنها في الميدان وحشد القوة لها من قبل الرأي العام الواسع باستعمال كل وسائل الاتصال من اجتماعات وصحف ومناشير ومعلقات وأقراص مضغوطة ومواقع انترنت وفضائيات حتى يطلع الشعب على برنامج المعارضة ومقترحاتها فتكسب تعاطفه وتأييده وتشكل على ذلك الأساس قوة ضغط فاعلة وحقيقية.   ثم عرج على العلاقة بين الوطنية ومطالب الإصلاح السياسي فقال بأن كل ما تحتاجه المنطقة لتعزيز مناعتها هو الإصلاح السياسي فلا مجال للمغرب العربي أن يعرف طريقه إلى الوجود طالما استبد به حكام يقطعون الحدود  ويتسابقون للتسلح في نزاعات حدودية لم تستشر فيها الشعوب وفي وقت تلغي فيه أوربا الحدود بين بلدانها وقد أنهت عصر الحروب بينها بفضل الديمقراطية كما أن العالم العربي لن يعرف طريقه إلى التعاون الاقتصادي فضلا عن الوحدة السياسية ما لم يقم فيه حكم المؤسسات والتمثيل الشعبي وأن الشعوب العربية ستضلل تتفرج على الملايين تتظاهر في مدريد ولندن وروما ضد الحرب على العراق وللتضامن مع فلسطين وهي ممنوعة من التعبير عن مشاعرها فضلا عن تقديم العون المادي لإخوانها تحت الاحتلال وأضاف حينما تقوم الديمقراطية فسيصبح الوزراء والحكام مساءلين من قبل نواب الشعب المختارين اختيارا حرا عن كل ما يقومون به في الخفاء ضد مصالح ورغبات شعوبهم وعندها فقط يتعزز الاستقلال الوطني أما محاولة ضرب الإصلاح الديمقراطي بالدفاع المزعوم عن الاستقلال ومحاولات النيل من وطنية المعارضين فهو هراء مآله مزبلة التاريخ. وانتهى إلى القول بأن الوطنية تكون بالديمقراطية أو لا تكون.   وبعد حوار مع الحاضرين أخذ السيد خميس الشماري الكلمة من جديد ليؤكد على أن الحوار مع الإسلاميين مسؤولية وطنية وشرط من شروط الحفاظ على الاستقرار ودرء خطر التطرف والإرهاب كما استغل المناسبة للمطالبة بإلغاء حكم الإعدام في حق الشاب صابر الرقوبي مؤكدا بأن محامي الدفاع أجمعوا على أنه لم يثبت في حقه أي فعل يرتب عليه القانون التونسي عقاب الإعدام وقال أن المطالبة بإلغاء هذا الحكم مثل مناسبة لإطلاق حملة وطنية لإلغاء هذه العقوبة المنافية للإنسانية. ثم تطرق من جديد للحديث عن الخلافات وسط المعارضة الوطنية الجادة ليطالبها بالتحلي بروح الحوار والنظر إلى ما بعد هذا الاستحقاق الانتخابي لأن الإصلاح السياسي يتطلب على المدى الطويل تكتيل قوة الجميع مهما اختلفت الاجتهادات الظرفية. وتوجه في النهاية إلى النساء الحاضرات ليطالبهن بالانخراط في اللجان الجهوية أسوة بسامية عبو ومية الجريبي التين تضربان مثالا يقتدى به في تحرر المرأة وتحملها لمسؤولياتها كاملة في النهوض بالبلاد.   (المصدر: قائمة مراسلة المرشح أحمد نجيب الشابي بتاريخ  10 مارس 2008)

انتخابات جمعية المحامين الشبان: قراءة أولية في نتائج التصويت

 
نطق صندوق انتخابات المحامين الشبان المنعقدة يوم 8 مارس الفارط, وأفرز عن اختيار الناخبين لهيئة مديرة متكونة من سبعة أعضاء يمثلون تيار الحزب الحاكم داخل المحاماة وعضو عن مجموعة القوميين ممثلة في شخص الأستاذ خالد الكريشي وعضو عن الاسلاميين هو الأستاذ ضياء الدين مورو. وفي قراءة سريعة و أولية لهاته النتائج , يمكن الخروج بالملاحظات البرقية التالية :  أولا :تميزت هذه الانتخابات باستنفار وحضور كامل للمحامين الملتزمين بالتصويت لقائمة الحزب الحاكم في مقابل غياب لما يناهز 500 ناخب هم بالأكيد رصيد المستقلين في هذه الانتخابات وقد أدى عدم حضورهم لخسارة أصوات كانت بالتأكيد ستصنع الفارق عند الفرز. ثانيا:وفي نفس السياق لوحظ تدخل وتجند يوم التصويت من طرف المحامين التجمعيين ممن لهم مهام وطنية_لجان تنسيق , نواب , مستشارين_ بالإضافة لأعضاء الهياكل المهنية للمحامين من التجمعيين, لفائدة قائمتهم في انتخابات الشبان, إذ أنهم حضروا منذ الساعات الأولى بالنزل المحتضن للتصويت وقاموا بدعوة المحامين للتصويت لقائمة التجمع بكل حماسة و دون حياء ضاربين عرض الحائط بالعرف القائل بحياد الهياكل المهنية, في مقابل غياب واضح وملحوظ لعميد المحامين.  ثالثا :تشتت أصوات الناخبين من غير المصوتين لقائمة الحزب الحاكم بين المرشحين المستقلين, مما أدى بصفة أوتوماتكية لخسارة هاته الأصوات من طرف المرشحين من ذوي الحظوظ الحقيقية, وهاته النقطة بذات أي تعدد الترشحات داخل الصف المستقل هي بالتأكيد انعكاس للتشتت الواقع اليوم داخل المعارضة السياسية بالبلاد وانعكاس كذلك لطفولية الحركة المدنية داخل مختلف القطاعات إلى درجة فقدت فيها البوصلة وأصبح فيها هم البعض, ممن يعتبرون أنفسهم رموزا داخل القطاع, ينصب تجاه افشال وعرقلة صعود نظرائه من المستقلين لا الوقوف أمام مرشحي الحزب الحاكم. رابعا:المنافسة الحادة بين قائمة تحالف القوميين والاسلاميين وقائمة التجمعيين, حتى أن فارق الأصوات بين الفائزين ومن لم يسعفه الصندوق بالتمثيل داخل الهيئة, لم يتجاوز العشرة أصوات بالنسبة للأستاذة علا بالنجمة على سبيل المثال. وعلى كل حال فإن النتيجة الأهم لهاته النتخابات  في اعتقادنا, هي حتما القطع مع مرحلة عدم الشرعية التي مرت بها الهيئة المديرة السابقة ذلك أنه وبالرغم من عدم نجاح المستقلين داخل المحاماة من افتكاك الهيئة المديرة من أيدي التجمعيين إلا أن مجرد اجراء الانتخابات بطريقة شفافة ودون تدخل من البوليس وبغض النظر عن نتائج التصويت يعتبر في حد ذاته مكسبا للمحامين في مقابل التدليس والتزوير الطاغي على الانتخابات في البلاد عموما. محامي شاب
 

الاستبداد في تونس: عوامـل مساعدة ومظاهر مستفحلة

هدى العبدلي تعيش المعارضة التونسية بمختلف تياراتها ومكوناتها استبدادا سياسيا بلغ ذروته خلال العقد الاخير من الالفية الثانية وتجفيفا شاملا لمنابع التمويل وحصارا شديدا لثقافة الاختلاف والتنوع الشىء الذى خلق حالة جدب سياسي وتصحر ثقافي وضعت البلاد في ركب التخلف السياسي بالمقارنة مع دول جوار واخرى افريقية كانت منذ سنوات معدودة فى ذيل قائمة البلدان المتخلفة  واذا كانت هذه المعارضة قد واجهت ولا زالت تواجه تحدي الاستبداد رغم شراسته برباطة جأش وثبات على المبدإ واستمرارية فى النضال من أجل تحرير المجتمع والدولة من هيمنة الحزب الواحد وإرساء نظام تعددي يسع الجميع ويستجيب لتطلعاتهم فى الحرية والكرامة والتنمية فان معركتها اليوم تبدو اكثر تعقيدا واكثر ازدواجية . مظاهر مستفحلة: لا زالت عملية التداول السلمى على الحكم أبرز حلقة مفقودة فى بلادنا لمدة  نصف قرن من الزمن قبض فيها التجمع الدستورى الديمقراطى ( الحزب الاشتراكى الدستورى سابقا ) على الحكم بيد من حديد وخضع فيها التونسيون لرئاسة مدى الحياة محت دولة القانون وألغت التعددية السياسية والفكرية وأطلقت العنان لسرطان الاستبداد ينخر جسد المجتمع بلا توقف وظل الجميع حبيسى وضع تسلطي غاشم تجلى في مظاهر عديدة من أبرزها: إجراءات الملاحقات والمداهمات والتصفيات والاعتقالات والمحاكمات الجائرة  وعمليات التعذيب الصارخة وقطع الأرزاق وأسباب الحياة .   الرقابة الصارمة والشاملة والتضييقات الشديدة على الأفراد المخالفين وغير المخالفين وعلى الأحزاب والمنظمات غير الموالية بإستخدام كل الإمكانيات المادية و البشرية المساعدة على ذلك.    استخدام جهاز أمنى ضخم تجاوز140000 عون تسنده خلايا حزبية نشطة في ضمان استقرار السلطة وإشاعة مناخ من الخوف لترويض المواطنين وضبط حركتهم وتذكيرهم بمزيد من الطاعة والخضوع.   نشر ثقافة الخنوع والولاء والتواكل عبر تبريرات عقيمة شائعة  وتفسيرات دينية متخلفة تروج لها أقلام مأجورة ووسائل إعلام غير مستقلـة وخطباء مساجد موالين .  غياب الشفافية بشكل كامل وحجب المعلومات الهامة والمعطيات الحساسة واعتماد أساليب المغالطة  حول كيفية اتخاذ القرارات ورسم السياسات والتزييف المفضوح لسائر المحطات الانتخابية والاستفتائية… احتكار كل وسائل الاعلام وتسخيرها فى الدعاية للأسس التى تقوم عليها السلطة الحاكمة وفى تشويه المخالفين والتشهير بهم واعتبارهم أعداء للوطن والدين. وقد ساعد على استفحال ظاهرة الاستبداد وشيوع ثقافة القمع عاملان أساسيان: العامل الأول: يتمثل فى ضعف المعارضة  أو استضعافها لذاتها وعدم ثقتها  بقدراتها وإمكانياتها المحدودة وتراجع زخمها النضالى وانحسار فاعليتها السياسية ذلك أن آلية الاستبداد وآلية الاستضعاف تغذي بعضها البعض ومتى أمسكت الحركة الديمقراطية بزمام المبادرة في التعبئة ضد الـتسلط ارتد نظام الاستبداد إلى حدوده الدنيا وتقلص عدد ضحاياه. أما العامل الثاني: فيتمثل في المتغيرات الدولية والمنحى الجديد الذي سلكته الادارة الأمريكية على إثر واقعة الابراج إذ قدّم النظام التونسى نفسه للعالم رائدا سابقا في مقاومة الارهاب وشريكا مثاليا في الأخذ بأسباب اقتصاد السوق ومقتضيات التطبيع وحاز بذلك الاعجاب والثقة والمساندة والدعم ولم يعد موضوع الاستبداد وانتهاك الحريات هاجسا دوليا خصوصا لدى الادارتين الأمريكية والفرنسية بما انه لا يشكل تهديدا للمصالح والسياسات الخارجية.

وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وزارة التسويف والعقاب الجماعي؟؟؟

 
مراد رقية 
التأمت جلسات عمل بين مسؤولين من وزارة التعليم العالي والجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي يوم الاربعاء27 فيفيري 2008،ووصف الكاتب العام للجامعة الأستاذ سامي العوادي للصحافة في أعقاب اجتماعه بمسؤولين اداريين في وزارة الاشراف،اللقاء ب”التقني” باعتباره شمل جملة من القضايا والمطالب المادية التي كانت الجامعة العامة تقدمت بها الى الوزارة قبل فترة…ومن بين المسائل التي تم طرحها،موضوع احداث منحة تكاليف بيداغوجية،والترفيع في منحة الانتاج،بالاضافة الى الترفيع في المنحة الكيلومترية ومراجعة طرق احتساب الساعات الاضافية ومقابلها المادي.   وقد كان الوفد النقابي سلّم الوزارة ملفا مفصلا تضمّن شرحا مدعما بالحجج القانونية والمسوّغات الاقتصادية الضرورية التي تبرّر مثل هذه المطالب سيما المادية منها،وأوضح الكاتب العام للجامعة النقابية بأن المسؤولين في وزارة الاشراف أبدوا الكثير من التفهم لهذه المطالب من دون أن يعلنوا موافقتهم أو رفضهم لها،لكنهم وعدوا باحالة الملف الى السلطات العليا(؟؟؟) لابداء الرأي فيه لاحقا على حد قوله…وقد تمسك الطرف النقابي بضرورة والحاح تقديم الوزارة للردود على المطالب في أقرب الآجال وقبل انطلاق المفاوضات الاجتماعية.   وعلى الرغم من جهود الوفد النقابي للتعرف على موقف الوزارة بخصوص هذه المطالب،وتحديد موعد قبيل انطلاق المفاوضات الاجتماعية،والتوصل من ثمة الى توقيع اتفاق مبدئي ثنائي يتهي التباينات الموجودة،ويغلق الملف المطلبي للجامعيين،فان الوفد الاداري للوزارة تمسك باحالة الملف الى دوائر القرار(أنظر جريدتي الصباح والشروق بتاريخ1 مارس2008)،والحقيقة أن هذه المستجدات تثير فينا بعض الأسئلة والملاحظات التي تلخص بشكل ما ردود الفعل التي يمكن تسجيلها في الوسط التدريسي الجامعي   *يتخذ هذا التفاوض بالصيغة المعروضة علينا شكلا غريبا اذ أن الاقتراحات المقدمة من قبل الهيكل النقابي أي الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي لم تجد لها أي رد فعل لا ايجابي ولا سلبي لدى الطرف المقابل الذي اكتفى بالتسجيل،وكأننا صرنا أمام حصص للاستماع،لا للأخذ والعطاء؟؟   *لا أحد يفهم معنى كلمة”دوائر القرار”فهل هي وزارة التعليم العالي،أم الوزارة الأولى،أم جهة أخرى غير معلومة؟؟؟وماذا يعني صمت الوزارة؟؟؟فهل صارت وزارات الاشراف مفرغة من صلاحياتها تفاوض النقابات بالنيابة عن جهات أخرى(غير معلنة عن نفسها) بحيث لا تقدر والحال تلك أن تمتلك أي سلطة للادلاء برأيها فيما يخص المطالب المقدّمة؟؟؟   *اذا افترضنا أن هذه الجهة غير المعلومة هي الحكومة نظرا الى أن المطالب المقدمة تتضمن مفعولا ماديا لا يمكن أن يناقش الا ضمن المفاوضات الاجتماعية،فان مفهوم التفاوض بالوكالة يثير قضية أكبر وأعمق وهي صلاحية النقابات القطاعية للتفاوض أصلا اذ أن المفاوضات مع الحكومة هي من صلاحيات الاتحاد العام لا الجامعات،أو التقابات العامة هذا من جهة،ومن جهة أخرى،هل أن التطور العام للنشاط النقابي في تونس،وفي ظل الزيادات الممنوحة بعنوان تلافي تدهور المقدرة الشرائية سيقود عمليا الى تهميش القطاعات لصالح المركزية النقابية التي يسهل التفاهم معها ان لم نقل السيطرة عليها؟؟؟ولقد نوقش هذا الموضوع بحدة في المؤتمر الأخير للاتحاد بالمنستير،وعبّرت كثير من النقابات عن مخاوفها من أن يقود هذا الوضع الى مزيد من المركزية التي لا تخدم البتة حيوية المطالب القطاعية المسنودة بالنضال القاعدي.   *اذا كانت المطالب الخاصة المقدمة من قبل الجامعة العامة ستناقش فعليا ضمن المفاوضات العامة فان الجامعيين يخشون أن تهمل تماما،أو في أفضل الأحوال تهمش ويقع الالتفاف على جوهرها؟؟؟   *هل يمكن أن يأمل الجامعيون بافرادهم ببند خاص ضمن الاتفاقية العامة للزيادات في قطاع الوظيفة العمومية؟؟؟،قد يحدث ذلك وهو أمر ايجابي بلا شك،ولكنه وعلى فرض وقوعه فان المستفيد منه أكثر هي وزارة الاشراف لأنه سيجنبها توقيع اتفاق ثنائي مع الجامعة العامة وهو ما يعني اعترافا رسميا قانونيا واداريا بها،هذا من جهة،ومن جهة أخرى فان الامضاء على اتفاق ثنائي على فرض وقوعه سيثير بلا شك مشكلة تقنية تتعلق بالأسلاك التي ستشمله الزيادات،وبالرتب أيضا لأن تعدد النقابات داخل الجامعة التونسية(وهو تعدد وهمي مرضي تحرص عليه الوزارة)ا يمنعها عمليا أن تقرّ للجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي بتمثيليتها لكل مكونات الجسم التدريسي الجامعي التي سيشملها الاتفاق في جوانبه المادية والمعنوية لأن اقرارها بذلك سيعني عمليا نهاية خرافة الأطر المزيّفة التي خلقتها الوزارة ومكنت لها لمزاحمة الهيكل القانوني والشرعي الوحيد الممثل للجامعيين والتشويش عليه؟؟؟   *اننا لا نفهم معنى بلاغ الوزارة الصادر عقب جلسات التفاوض الذي ذكّر “أن اللقاءات التي تمت مع الممثلين لنقابات التعليم العالي جرت في مناخ طيب ساده الارتياح من جميع الأطراف”،اننا لا نفهم معنى هذا الرضى الجماعي،فاذا كانت النقابات الممثلة منها،والصورية تقدمت بمشاريع مختلفة،بل أحيانا متناقضة على حد اطلاعنا فلأي منها ستستجيب الوزارة؟؟؟ ان المنطق يدعونا الى القول أنها اذا اختلفت في ما بينها فلا يمكن أن يكون أكثر من واحد من بينها مقنعا ومقبولا،ولكن يبدو أنها كلها مقبولة في نظر الوزارة لأنها في الواقع تمارس نوعا من التفاوض التجميلي التجاملي الذي سيمكنهامن الانسحاب من أي اتفاق ثنائي أو غيره،بل الأفضل اذا استجابت لأي مطلب مهما كان نوعه أن يكون ذلك منّة منها،لا نتاجا لحراك نقابي؟؟؟ ولذلك فاننا نعتقد أنه ما لم تحل مسألة التمثيلية داخل الجامعة فان وزارة الاشراف ستظل تتعامل مع جلسات التفاوض بينها وبين الجامعة العامة باعتبارها مسألة ديكورية تنتهي دائما بنفس الألفاظ التي تعودنا عليها،وبنفس اللغة المتخشّبة التي مللناها”وعبّرت كل الأطراف عن ارتياحها للأجواء التي سادت اللقاءات” الكل مرتاح وراض ودار الجامعة التونسية كدار لقمان على حالها؟؟؟

موقف غريب: “صحفي” يسرق ويشتم

 
أشرنا في العدد 582 من جريدة الوحدة إلى الممارسة الصحفية غير النزيهة التي قام بها أحد صحفيي جريدة “الموقف” في عددها 439 (بتاريخ 15 فيفري 2008 )، فقد تعمد النسخ الحرفي لفقرات من مقال منشور تحت عنوان ” في كتاب جديد لنورة بورصالي: أحمد بن صالح يشحذ الذاكرة الوطنية” في العدد 579 من جريدة “الوحدة” ( بتاريخ 2 فيفري 2008 ) والمنشور كذلك بالصحيفة الالكترونية تونس نيوز بتاريخ 7 فيفري 2008. و تبين لنا أن “الصحفي” الناسخ الممضي على المقال باسم “سمير” هو السيد سمير ساسي. وكنا ننتظر من الزميلة المحترمة “الموقف” ذات المصداقية العالية جدا، وصوت المعارضة ” الحقيقية”،  أن تعتذر على الأقل عما صدر منها، حيث بادرنا قبل خمسة أيام من نشر ملاحظتنا المذكورة بالاتصال برئيس تحريرها لإعلامه بالموضوع قصد التنبيه على المعني بالأمر حتى لا يعيدها مرة أخرى معنا أو مع غيرنا، وقد وعدنا السيد رشيد خشانة بالتثبت في الأمر بعد أن أوضحنا له أن المسألة لا تتعلق بالاشتراك في المصدر بين المقالين، غير أنه لم يقدم أي اعتذار أو توضيح في العدد 440 من جريدة الموقف. وقلنا لعل ذلك الصمت يعود إلى التحرج من الاعتراف بالخطأ لاعتبارات سياسية غير صحفية، وكدنا نتغاضى عن الموضوع الذي لا يستحق أكثر من ذلك خصوصا ونحن نعلم أن كتبا ودراسات وأطروحات كاملة تم استنساخها فما بالك بمجرد مقال صحفي. ولكن العدد 441 من الموقف جاءنا بما لم نكن نتوقعه على الإطلاق حيث نزل إلى الدرك الأسفل من التعنت و الصفاقة، فقد عمد “الصحفي” الدعيّ إلى إنكار فعلته الموثقة والمؤكدة (انظر صورة المقالين)، وعوض الاعتذار أو التصويب أو الصمت، كان الشتم المجاني لجريدة الوحدة واتهامنا بأننا نظن أنفسنا محور الكون وبأن فمنا مر مريض على لسان المتنبي (مع خطأ في البيت الشعري).  ولأن الأمر وصل هذا الحد المخجل فإنه من حقنا ومن حق القارئ علينا تقديم الملاحظات التوضيحية التالية: عدد كلمات المقال المنشور بجريدة الموقف والمنسوب إلى السيد سمير 369 كلمة، من بينها 346 كلمة وردت عشرات منها متتالية حرفيا وبالفاصلة والنقطة والقوسين في مقالنا المنشور بجريدة الوحدة (أي أكثر من 91 بالمائة من مجموع كلمات المقال). هذا من ناحية الكم مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية الترجمة والشكل اللغوي والتركيبي للجزء العادي المتعلق بتقديم فصول الكتاب الصادر باللغة الفرنسية والذي يبدو أن السيد سمير لم يقرأه أصلا. ولئن أحجم السالخ المحترف عن نسخ الفقرات التي تحمل رؤية خاصة بصاحب التقديم الأصلي ولا سيما المتعلقة منها بمقارنة الشهادات التاريخية والمفاضلة بينها، فإن الطريف أنه لم يتفطن ـ ربما لتسرعه وقصور بصيرته ـ إلى أن بعض العبارات التي نسخها عنا حرفيا تحمل نفس الرؤية. وقد تأكد لدينا هذا الجهل المركب وضعف المستوى عند الاطلاع على تقديمه للكتاب الجديد لنورة البورصالي (بورقيبة في اختبار الديمقراطية 1956 ـ 1963) الذي صنفه ضمن تاريخ الحركة الوطنية (هكذا). وما لا يعلمه السارق الذي يحمل شمعة وشماعة أن المعنيين بالكتاب قد تفطنوا أيضا إلى ما ارتكبته جريدة الموقف في حق جريدة الوحدة. و قد لاحظنا أن نفس العدد من جريدة الموقف الذي تضمن شتمنا يحمل مقالا حول التنصير “بقلم” صاحبنا لم نحتمل أن نقرأ منه إلا العنوان وننصح زملاءنا بجريدة “الوطن” ومجلة “حقائق” أن يتفقدوا جيوبهم ونقصد أرشيفهم لعل وعسى… فمن فعلها مرة مع سبق الإصرار والتعنت قد يكررها مرات ومرات.  الملاحظة الثانية والأخيرة، لكيلا نطيل مع من لا يستحق الرد، تتعلق برمينا بالظن أننا محور الكون. ونقول “للصحفي” خفيف اليد، إنما المسؤول عنك أعلم منا ومنك بهذه المسألة ذات الطبيعة النفسية المرضية ولا علاقة لها بفن الصحافة و أصولها وأخلاقياتها. ونكتفي بهذا  حتى لا يختلط أكثر الجانب الصحفي بالجانب السياسي … عادل القادري (جريدة الوحدة عدد 584 بتاريخ 8 مارس 2008 )

بسم الله الرحمان الرحيم                                                 تونس في 2008/03/10
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين                                   بقلم محمد العروسي الهاني
الرسالة رقم 414                                                         مناضل كاتب في الشأن التونسي و العربي والإسلامي
على موقع الحرية                                                                                            
رجال في ذاكرتي أثروا في حياتي الوطنية طيلة 54 عاما
 
تجسيما لخط الوفاء لأهل الوفاء وأصحاب الوفاء أواصل الكتابة لحديث عن فترة زمنية عشتها من 1954 إلى 1970 بولاية صفاقس على الصعيد السياسي والحزبي فقد انخرطت مبكرا في صفوف الحزب الحر الدستوري التونسي وكان عمري 14 سنة في سن الدراسة وانخرطت في الشبيبة الدستورية التابعة لحزب التحرير يوم 1954/04/27 وواصلت العمل في هذا التنظيم الحزبي الهام والهيكل العتيد الذي كان بحق مدرسة وطنية عليا تعلمنا فيها حب الوطن والذود عنه والتمسك بالقيم والثوابت والعمل الجماعي والتطوع النضالي لخدمة الوطن والتفاني في خدمة المواطن وتعلمنا الصراحة والصمود والصبر والتضحية والإثارة ثم بعدها تدرجنا في سلم المسؤوليات الحزبية إلى قائد للشبيبة الدستورية وبعدها عميد الشباب بهيئة الشعبة عام 1960  وواصلنا النضال على صعيد العمل الحزبي في صلب الشعبة وفي عام 1962 وعلى وجه التحديد يوم 1962/04/27 انتخبت رئيسا للشعبة في سن 22سنة أصغر رئيس شعبة في الجمهورية وأصغر نائب في المؤتمر الجهوي بصفاقس لانتخاب أعضاء المجلس الملي للحزب 1963. وأصغر نائب بمؤتمر المصير ببنزرت عام 1964...وقد تأثرنا في هذه الفترة من شبابي بعدة عناصر حزبية هامة على الصعيد الوطني في قيادة الحزب الحر الدستوري التونسي أثناء مؤتمر صفاقس 1955 ومؤتمر سوسة 1959 وفي طليعتهم المجاد الاكبر الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله وأعضاء الديوان السياسي الباهي الأدغم – الهادي نويرة – المنجبي سليم – جلول فارس – الفرجاني بالحاج عمار – احمد التليلي – علي بلهوان – محمد المصمودي – عبد المجيد شاكر – احمد المستيري – عبد الله فرحات – الطيب المهيري رحم الله الاموات منهم ورزق الأحياء ومتعهم بموفور الصحة والعافية ومن باب الوفاء أذكرهم تكريسا للمحافظة على الذاكرة الوطنية وبالمناسبة أيضا أذكر الإخوان الذين عاشرتهم وتعلمت منهم مبادئ وقيم الوفاء وحب الوطن وهم على الصعيد الجهوي بصفاقس المناضل الدكتور الصادق القرمازي مندوب الحزب والمناضل الشيخ أحمد دريرة مندوب الحزب والمناضل محرز بالامين…والمناضل المرحوم عامر بن عاشئية الكاتب العام للجنة التنسيق وسالم بن حجل وميمون الشطي وحامد الزغل وقاسم بوسنينة واحمد بالأسود رحم الله الاموات منهم وأمدّ الأحياء بالصحة والعافية ولا أنسى الإخوة البشير يعيش والهادي الزغل ومططفى المصمودي ومحمد بكور والتيجاني مقني ومحمد البقلوطي والحسين بالحاج خالد وحمده بن عمر والحاج يوسف خماخم وحسين بلّعج ومحمد الجمل هؤلاء الإخوة المناضلين الذين لا أنسى مجهوداتهم ومساعدتهم ونضالهم وتضحياتهم ووفائهم للوطن وصدق أعمالهم ووهج محبتهم ونصائحهم ومثابرتهم وتطوعهم للعمل الحزبي لوحه الله ولفائدة الوطن وعلى الصعيد القاعدي في شعبتي الأم سيدي حسن الجوفية لا أنسى المناضلين الذين احتضوننا وعلمونا حب الوطن وكانوا قدوتنا في النضال الوطني وفتحوا لنا أبواب النضال دون فكرة الإقصاء والإحتكار بل فتحوا الأبواب امام الشباب المتحمس الذي يتقد حماسا وحيوية في سن الشباب وأذكر هؤلاء للتاريخ ومن حسن الحظ عملنا سويا وأصبحت عام 1962 رئيسا للشعبة وهم معي الأباء في المسؤولية الحزبية وهم المناضلين سالم بن عبد الله حمودة – الحاج عمار بوعجيلة – الحاج حمدة المرداسي – ومؤسس الشعبة عمر الحاج حمدة – الهادي العياشي – علي بن ابراهيم – ناجي بن عمارة – الحاج عمار المدلل – حمده بن عمر – البشير فريحة – الحاج المبروك العروسي – نصر بن عبد السلام – مصطفى شكبون والحاج محمد قلد ومحمد بن احمد الجمل – وجمعة شوشان والحاج البشير جاب الله و المرحوم السلامي المدلل وعلي بن سعد المدلل ولا أنسى صاحب النادي المناضل الكيلاني بن سعيد الذي فتح محله ووضعه على ذمة الشبيبة الدستورية عام 1954 لكل هؤلاء أتوجه إلى الله العلي القدير أن يتغمدهم بالرحمة والمغفرة ويسكنهم فراديس جنانه ويرزق أبنائهم وأحفادهم مزيد الصبر وليمتعهم بموفور الصحة ليواصلوا نضال آباءهم وأجدادهم ويعتزون بهذا الرصيد النضالي وشرف المسؤولية والإنتساب للحزب الذي حرر البلاد والعباد وهذا هوعنوان الوفاء لكل من ضحى من أجل الوطن من الزعيم الاكبر إلى المناضل القاعدي وتلك سنّة الله في الكون.
ملاحظة هامة : عاش أصحاب الوفاء المتمسكين والمتشبعين بروح الوفاء من القمة إلى القاعدة و بعض من اللذين ماتوا من المناضلين لم يحضر جنازتهم أي مسؤول وتلك من عجائب الدهر ؟ ؟
 قال الله تعالى : “هل جزاء الإحسان إلا الإحسان” صدق الله العظيم.

محمد العروسي الهاني هـ : 22 022 354


السبيل أونلاين – تونس
بسم الله الرّحمان الرّحيم

لماذا تأخرّ المسلمون وتقدمّ غيرهم ؟

 

إلى الشباب الظامئ للمجد التليد…. إلى الأمة الحيرى بين مفترق الطرق…. نهدي هذه الكلمات…. قال تعالى:”ذلك بأنّ الله لم يك مغيّرا نعمة أنعمها على قوم حتّى يغيّروا ما أنفسهم وأنّ الله سميع عليم ” سورة الأنفال الآية 53 قال تعالى:” إنّما المؤمنون الّذين ءامنوا بالله و رسوله ثمّ لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون ” سورة الحجرات الآية 15 لقد أحدث سقوط الخلافة و ما سبقه و ما لحقه من غزو إستعماريّ صدمة عنيفة في شعور المسلم أيقظته من نومة الإنحطاط وأزالت عنه الطمأنينة المزيّفة الّتي كان يعيش عليها و ممّا زاد في هذه الصدمة و إستفزاز شعور المسلم ما صاحب الحملة الصليبيّة على العالم الإسلامي من غزو ثقافي و تبشيريّ في محاولة لإجتثاث الثقافة الإسلاميّة من جذورها وإنشاء جيل من المسلمين منبتّ عن جذوره ، مولع بالمستعمرـ شأن المغلوب مع غالبه ـ فلا عجب و الحال هذه أن كان السؤال المطروح في العالم الإسلامي في أوائل هذا القرن : لماذا تأخرّ المسلمون وتقدمّ غيرهم ؟ و كان الجواب على نحوين متناقضين لا يزالان يقسمان العالم الإسلاميّ إلى معسكرين متصارعين: فريق علمانيّ متغربّ زعم أنّ التخلفّ يكمن في الإسلام ذاته ، ساعيا الي تكديس ادوات الحضارة الغربية وقد فاته ان الحضارة تنتج ادواتها و ليس العكس ! هذا الجواب تطورّ عند الماركسيين إلى الدعوة للتخلّي عن الإسلام جملة ومحاربته و مثال ذلك صادق جلال العظم في كتابه ” نقد الفكر الدينيّ” وقد تهافت هذا الطرح و تهاوى على يد الحركات الوطنيّة و القوميّة والإشتراكيّة الّتي إستمدت صورها ومثلها من الغرب الرأسماليّ و الإشتراكيّ ، و هي الّتي حكمت العالم الإسلاميّ في مرحلة ما بعد الإستقلال وظهر فشلها واضحا في إحداث نهضة في العالم الإسلاميّ ، بل إتجه المسلمون في ظلّ قيادتها إلى المزيد من التبعيّة للغرب و مزيد من الهزائم العسكريّة(حرب 48­ و حرب67) والإقتصاديّة و الممارسسات الديكتاتوريّة. لقد تنبه لذلك عدد من المفكرين العرب المنصفين فعادوا لينهلوا من معين دينهم (منيرشفيق – مصطفى محمود – فتحي عثمان …) أمّا الفريق الثاني فينطلق من فهم ربانيّ نطق به الصحابيّ الجليل عمربن الخطّاب رضي الله عنه حين قال :” لقد أعزنّا الله بالإسلام، فمن إبتغى العزّة في غيره أذلّه الله” فالحقيقة أنّ الأمّة لم تستقل إستقلالا واسعا إلاّ بالإسلام و لم تعرفها الأمم البعيدة و لم تخضع لها الممالك العظام و القياصرة و الأكاسرة ، ولم يقعدوا من التّاريخ المقعد الّذي أحلّهم الصفّ الأوّل من الأمم إلاّ بمحمد صلّى الله عليه و سلمّ . لقد حوّل الإسلام العرب من رعاة للغنم إلى قادة للأمم لذلك نقول أنّ الأمّة لن تصلح إلاّ بما صلح به أوّلها من تمسكّ بشريعة الإسلام و منهجه. الفعاليّة الإيمانيّة و الدفع العقائدي و دورهما في بناء الحضارة : إنّ المسلمين قبيل 1492م (تاريخ سقوط الأندلس) إبتعدوا عن دينهم لا بمعنى الرّدة و فساد العقيدة و إنّما بمعنى غياب الفاعليّة الإيمانيّة و الدفع العقائديّ فصارت العقيدة اليوم علما تجريديّا وحبرا ورقيّا و متون تحفظ وتردد لا محفزّا حضاريّا يجعل من كلّ مسلم مصدرا للإنبعاث الحضاريّ و يدفع المسلم نحو الإنقلاب الحضاريّ العالميّ “وما ارسلناك الارحمة للعالمين” و هو ما عبّرعنه الصحابيّ ربعيّ بن عامرحين قال لرستم عظيم الفرس :” نحن قوم إبتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله ربّ العباد،ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام،ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا و الآخرة ” ذلك التمثّل الذي يجعل المسلم قرآنا يمشي على الأرض وذلك الدفع الذي يجعل منه قدر الله فيها. قال صلّى الله عليه و سلمّ:” إنّ الله تعالى قال : من عادى لي وليّا فقد آذنته بالحرب و ما تقربّ إليّ عبدي بشيء أحبّ إليّ ممّا افترضته عليه و لا يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتّى أحبّه فإذا أحببته كنت سمعه الّذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها و لئن سألني لأعطينّه و لئن استعاذني لأعيذنّه ” رواه البخاريّ. إنّ الإسلام حين يضع هدف الاعمال مرضاة الله و تنفيذ أوامره يضع أمام النّاس هدفا أكبر من أيّ هدف مادّي-أرضي, إنّه هدف أكبر من عنف الغرب مهما بلغت قدرته العسكريّة وهو هدف أكبر من التجزئة و دول التجزئة و أكبر من التغريب و أكبر من أيّة عبوديّة لقوّة طاغية أو لحالة يأس أو لشهوة أو ضغط أو إنجذاب للمجتمع الإستهلاكي . إنّ من يتّخذ من الله غاية أعماله قولا و عملا لن تستطيع قوّة قاهرة أن تجبره على التخلّي عن هذه الغاية أو تدفعه للمساومة عليها بما يغضب الله عزّ و جلّ . إنّ الإسلام المراد بلوغه هنا هو ذاك الإسلام الذي عمر قلوب المسلمين في حملة تبوك حيث كان الحرّ فوق ما يحتمل البشر و قد وصف ذلك عمر رضي الله عنه قائلا:”خرجنا إلى تبوك في قيظ شديد فنزلنا منزلا و أصابنا فيه عطش حتّى ظننّا أن رقابنا ستقطع و حتّى أنّ الرجل لينحر عيره فيعتصر فرثه فيشربه ثمّ يجعل ما بقي على كبده“. لقد كانت “ساعة العسرة” كما جاء فى القرآن الكريم فهل كان من الممكن ان يحتمل تلك الشدة جيش غير جيش إسلامي صادق الإيمان قال تعالى:” إلاّ تنفروا يعذّبكم عذابا أليما و يستبدل قوما غيركم و لا تضرّوه شيئا و الله على كلّ شيء قدير” التوبة-39 – الاستبداد السياسي صنو للتّخلّّف الحضاري و أخ له من الرضاعة : على إثر معركة صفّين شهد العالم الإسلامي ما يمكن أن نطلق عليه طلاقا بين المجتمع و السلطة السياسية فتقلّص بذلك دور الدولة و انحصر في بعض الوظائف (الجهاد و حماية الدولة, جمع الزكاة…) وظهرت بوادر للاستبداد و أفرغت بعض المبادئ إسلاميّة من محتواها (الشورى…).
إنّ المجتمع الإسلامي (الأمّة) و طوال تاريخنا كان أقرب إلى تمثّل الإسلام من طبقة الحكّام مما يجعلنا نعتبر الحضارة الإسلاميّة هي أساسا نتاج مجتمعي فنظريات التقعيد اللغوي و الفقهي , وعلم الكلام و الكيمياء و الفلسفة و الرياضيات..انتجها المجتمع الإسلامي لذلك فإنّ الباحث في التاريخ الإسلامي عليه أن يميّز بين التاريخ السياسي(الملوك) على ما فيه من ومضات مشرفة وبين التاريخ الاجتماعي المشرق . ولكن خفوت حركة المجتمع زمن بن تيمّية و أفولها زمن بن خلدون صارت الأمّة إلى انحطاط ….”و باعتبار العدل و الحريّة أساس العمران” ظلّت الحضارة الإسلاميّة تطير بجناح واحد “المجتمع” دون “السلطة” مما أثّر على استمرارية تحليقها الحضاري مما يجعلنا نعتبرالإستبداد السياسي كان و لا يزال أحد أسباب وعوائق النهوض. إنّ على طلائع البعث الإسلامي الحضاري أن تأسس لحضارة إسلاميّة يتمثّل فيها كلّ من المجتمع و السلطة أحسن تمثّل لشريعة الإسلام و مثله. قال تعالى:” قل إنّ ربّي يقذف بالحقّ علاّم الغيوب, قل جاء الحقّ وما يُبدئ الباطل و ما يُعيد, قل إن ظللت فإنّما أظلّ على نفسي و إن إهتديت فبما يُحي إليّ ربّي إنّه سميع قريب

سلفيون دون تعصّب و جمود : حتّى لا تكون السلفيّة موقفا رجعيا , لو طالعنا كتب السلفيين باحثين عن تعريف للسلفيّة لوجدنا أن السلفيّة دعوة و منهج يقومان على المبادئ التالية : الرجوع إلى الكتاب الكريم و السنّة الصحيحة و فهمها على النهج الذي كان عليه السلف . محاربة العقائد الباطلة و التحذير من الوقوع في الشرك و البدع . احياء التفكير الإسلامي الحرّ في حدود القواعد الإسلاميّة و ازالة الجمود الفكري الذي ران على عقول كثير من المسلمين و أبعدهم عن منهل الإسلام الصافي . السعي نحو إستئناف حياة إسلاميّة و إنشاء مجتمع إسلامي و تطبيق حكم الله في الأرض . و لا تعني السلفيّة حرب على المذاهب الفقهيّة بل تستفيد منها دون تعصّب فهي تعني : التحرّي في معرفة حكم الله من الكتاب و السنّة قدر المستطاع . عدم التعصّب للمذهب والإشتغال بالدعوة إلية حتّى لا يصبح المذهب أو الشيخ بديلا عن الإسلام و نبّيه. التسامح مع المخالف واعتبارأخوّة الإسلام فوق كلّ اعتبار. فالسلفيّة معناها الإقتداء بمنهج السلف في التفاعل مع الإسلام فكرا و سلوكا و إعتقادا, فالسلف أخذوا الدين من مصادره الأولى (القرآن و السنّة) و على أساس فهمهم للنصوص يجتهدون في البحث عن حلول للمشكلات المطروحة في عصرهم و قد عرفت الحضارة الإسلاميّة آنذاك تطوّرا واسعا و تفاعلت تفاعلا إيجابيّا مع منتجات الحضارات الأخرى ولم تكن السلفيّة في يوم من الأيّام إنكماشا أو جمودا أو إنكارا للواقع المتطوّر كما يظنّ بعض دعاتها للأسف!! فالأقتداء بالسلف ليس معناه الإلتزام و التقّيد بالحلول التي إقترحها السلف لمشكلات عصرهم و إنّما يعني إتّباع منهجهم في فهم الإسلام ثمّ التغيير و التجديد (ايجاد حلّ لمشاكل عصرنا),فموضوع الإقتداء هو المنهج في حدّ ذاته و ليست الحلول التفصيليّة لأنّ هذه الأخيرة قد تتغيّر بتغيّر الأوضاع و قد تُطرح مشكلات جديدة لم تُطرح من قبل. (امرعمربن الخطاب حذيفة بن اليمان باخلاء سبيل اليهودية التي تزوجها بالمدائن قائلا له”اعزم عليك الا تضع كتابي هذا حتى تخليها فاني اخاف ان يقتدي بك المسلمون فيختاروا نساء اهل الذمة لجمالهن وكفى بذلك فتنة لنساء المسلمين ” . لقد اوجد عمرحلا لمعضلة اجتماعية انطلاقا من الشريعة فاجتهاده حل خاص بتلك الظروف اوما شابهها “الاقليات المسلمة في الغرب” لكن بعض الجمود الذي اعترى الامة جعل بعض الاراء الفقهية تحمل حكم زواج المسلم من كتابية من الاباحة الى الكراهة) . إننا نقول أنّ الإلتزام بهذه الحلول ينافي منهج السلف ذاته, فأن نكون أمناء للسلف هو أن نتفهّم منهجهم في التعامل مع الإسلام دون أن نضفي قداسة لاجتهاداتهم و من ثمّ لا يكون الإقتداء بهذا السلف و خلفهم مدعاة للجمود و التحجّر و إنّما على العكس هو المدعاة للتجديد بمعنى أعطاء الأجوبة الإسلاميّة المناسبة للمشاكل الرّاهنة بل يمكن القول هنا أن السلفيّة شرط للتجديد و لا تجديد بدونها ما دام المقصود بها العودة إلى هذه الينابيع الصافية (الكتاب والسنة). v إنّّ قصر الإسلام على منحى دون غيره من مناحي الحياة جعل الأمّة تسقط من أهمّ سمات الإسلام ألا وهي شموليته لكافة مناحي الحياة الروحيّة و الإجتماعيّة والإقتصاديّة والثقافيّة والسياسيّة ، ممّا أفقد الأمّة حيويتها ، فكلّ جزئيّة من جزئيات الحياة تتصلّ بكلّ مترابط : فالعقيدة والشريعة والعبادة كلّ متكامل متصلّ بجميع مناحي الحياة . ان الاسلام وطن ودولة وامة. إنّ تمثلنا لكوننا حلقة في مسيرة الأنبياء وبأنّنا رقم صعب في معادلة صحيحة تنهض بأمّتنا وبأنّ لفعلنا حظّ في فعل التجديد هوالذي يعطي لوجودنا معنى ولحياتنا طعما. قال صلّى الله عليه وسلمّ:” إنّ الله يبعث إلى هذه الأمّة على رأس كلّ مائة سنة من يجدّد لها دينها v إنّ العمل للإسلام والنضال من أجله والدعوة إليه خاصّة لدى جيلنا الذي يرزح تحت وطأة الهزائم العسكريّة وتسلطّ الأنظمة الديكتاتوريّة والتبعيّة الثقافيّة والسياسيّة والفقر والذلّ والحرمان، هذا العمل وذاك النضال وتلك الدعوة لا ينطلق من منطلق معرفيّ هو إشباع الرغبة في المعرفة والإطلاّع , ولا من منطلق صوفيّ يستهدف البحث عن ملجإ روحيّ آمن، وإنّما هو تحدّ حضاريّ يعالج الواقع المعيشيّ وفشل الحلول الغربيّة المستوردة ويعيد للأمّة عزّتها وكرمتها قال تعالى “

و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين

” إنّ الإلتزام بالإسلام والعمل له هو فريضة دينيّة وضرورة تحتّمها تحديّات العصر. قال تعالى:” وعد الله الّذين ءامنوا منكم وعملوا الصّالحات ليستخلفنّهم في الأرض كما استحلف الّذين من قبلهم و ليمكنّنّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم و ليبدّلنّهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فألئك هم الفاسقون” سورة النور الآية 55 v لقد خسرت الإنسانيّة كثيرا بإنحطاط المسلمين نلمس ذلك خاصّة من خلال حالة الخواء والقلق التي تعيشها الإنسانيّة نتيجة طغيان حضارة المادّة التي أخرجت الله و الإنسان من دوائر الإهتمام. إنّ الحضارة الإسلاميّة هي حضارة الإنسان-الخليفة, فالإنسان-الخليفة ليس هو الأنسان بدون الله و ليس هو الإنسان في مقابل الله و لكنّه الإنسان المتخلّق بأخلاق الله, الأمين على وحييه و رسالاته, إنّه الإنسان الرّسالي. أيّها الشاب المسلم كن حلقة في دورة حضاريّة جديدة يكون مجراها ومرساها إعلاء كلمة الله في الأرض ونصرة أمّته وتمكين شرعه،فلا يلتفت أحد منكم إلى دنيا يصيبها أو شهوة يشبعها وامضوا حيث تأمرون إلى كدح متواصل إلى جنّة عرضها السّموات والأرض أعدّت للمتقّين. قال تعالى:” وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريبمهدي التونسي

طالب غيورعلى دينه وامته
 
المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 10 مارس


 

دبلوماسية البوارج!!  
 
توفيق المديني* نشطت الحركة الدبلوماسية  الأميركية في ضوء زيارة وزيرة الخارجية الأميركية  كونداليزا رايس إلى المنطقة، المتسلحة في مهمتها الدبلوماسية بالمدمرة “كول” وأخواتها لطمأنة من قالت إنهم حلفاء الولايات المتحدة، مؤكدة أن قوى السلطة اللبنانية يجب أن تحكم لبنان. وبالتزامن مع جولة رايس أبدلت البحرية الأميركية  بارجتين كانت أرسلتهما قبالة الساحل اللبناني، الأسبوع الماضي. وقال مسؤولون أميركيون  إن الطراد “بحر الفلبين” والمدمرة “روس” حلا محل المدمرة “كول” وسفينة للتزود بالوقود، وأضاف هؤلاء أن سفينة أخرى للتزود بالوقود بقيت في مكانها، ما يعني أنه ما زالت للولايات المتحدة ثلاث بوارج حربية في المنطقة. استراتيجية البوارج الحربية الأميركية  عبرت عنها وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس، حين قالت ، إنّ إرسال المدمرة “كول” قبالة السواحل اللبنانية هو رسالة تستهدف إرسال إشارة قوية إلى سوريا ودول أخرى في الشرق الأوسط، بأن الولايات المتحدة ملتزمة باستقرار المنطقة، وبالدفاع عن  مصالحها ومصالح حلفائها من قوى لبنانية ، و تطبيق الحصار على اجتماعات وزراء الخارجية العرب التحضيرية  لعقد القمة العربية في دمشق نهاية أذار الحالي. في خضم التصعيد السياسي الحربي في لبنان والمحرقة الصهيونية الجديدة في قطاع غزة،يعتبر استعراض القوة العسكرية الأميركية  أمام السواحل اللبنانية، قرارا أميركيا بامتياز، أراد منه الرئيس جورج بوش توجيه رسالة قوية إلى سورية و إيران ، تكاد تقطع بدفع واشنطن لتل أبيب في حرب موسعة قادمة تبدأ باجتياح غزة، وهو ما قد بدا عمليا على الأرض، ثم تاليا تكتمل فصول القصة لتمضي عبر بيروت إلى دمشق ومن ثم إلى طهران. وتراهن استرتاتيجية البوارج الحربية الأميركية على بروز قوى عربية  ذاتية تنفذ المخطط الأميركي، من دون استبعاد  احتمالات التدخل العسكري الأميركي المباشر في لبنان.فالخطط التي يتم رسمها بين كبار الضباط الأميركيين والإسرائيليين الذين يتنقلون جيئة وذهابا مؤخرا بين واشنطن وتل أبيب، والتي أسفرت عن إعلان واشنطن عن البدء في تزويد إسرائيل بمائة طائرة مقاتلة جديدة من طراز F35 وهي الأحدث عسكريا وتكنولوجيا إذ يمكنها الهبوط والإقلاع عموديا وتصل تكلفة الطائرة الواحدة 350 مليون دولار،تؤكد أن الرئيس بوش قرر اللجوء إلى استخدام العصا الغليظة بلا تحفظ، من أجل إعادة هيبة السياسة الأميركية في المنطقة. وتتحدث تقارير غربية وروسية على أن إدارة بوش جن جنونها وأنها على استعداد للقيام بأي شيء بالفعل في إطار حرب مفتوحة من خلال تصفية قادة ميدانيين في حماس وحزب الله، وإقامة  معسكرات لتدريب قوات تكون جاهزة للتدخل إضافة إلى دور الدعم اللوجستي الذي ستلعبه القوات الأمريكية المتواجدة في العراق في الحرب القادمة، وأخيرا إشاعة حالة من الفوضى المخطط لها مسبقا ما بين لبنان وسوريا للوصول إلى نقطة الغليان ،ولاحقا يحدث الانفجار الكبير الذي يهيئ للتدخل العسكري الذي يسبق اندلاع حرب إقليمية شاملة ، ستكون لها انعكاسات عسكرية و أمنية مباشرة ، ليس في الساحة اللبنانية فقط، بل على مجمل منطقة الشرق الأوسط ،ولاسيما بعد أن أصبح هاجس التخلص من إيران وسوريا وقوى المقاومة الفلسطينية و اللبنانية هاجسا أميركيا أكثر منه صهيونيا. من هنا ينبع التهديد الأميركي المباشر لسورية عبر استعراض القوة العسكرية على مقربة منها، وهوتهديد يقوم على أن الولايات المتحدة الأميركية لن تتراخى في قبضتها العسكرية خلال فترة الحملة الانتخابية الرئاسية، وأن الإدارة الحالية لن تسمح لسورية باستغلال هذه الفترة من أجل إحداث تغييرات في موازين القوى الراهنة، وبالتالي لن تتردد في تشددها تجاه سورية حتى آخر يوم من ولاية بوش.. فقد قال الرئيس خلال جولته الأخيرة لمنطقة الشرق الأوسط انه سيترجم هذا الكلام بالأفعال، وتعهد بأن تقوم واشنطن بمشاورات مع حلفائها الأوروبيين وأصدقائها في المنطقة العربية من أجل التحرك العاجل على هذا الصعيد. وكررت رايس في جولتها في المنطقة  التصريحات عينها في القاهرة ورام الله”، مبررة للمحرقة “الإسرائيلية” في غزة وتحميل المسؤولية عنها ل “حماس”، ومركزة على ضرورة “استئناف المفاوضات” بين السلطة الفلسطينية و”إسرائيل”، ومعربة عن الأمل بإمكانية التوصل لاتفاق قبل انتهاء حكم الرئيس جورج بوش، ومتجاهلة في الوقت عينه  دعوة مصرية للعمل على وقف إطلاق نار في غزة، الأمر الذي فسّره المراقبون بالمباركة المسبقة في حال استأنفت “إسرائيل” عدوانها على غزة، حيث كانت رايس واضحة في حديثها بلغة المستقبل عندما قالت إن “إسرائيل” ستمارس حقها في الدفاع عن النفس.. وأن حماس تريد تدمير عملية السلام.. ويجب أن تحاسب على ذلك”، لكن عباس قال “لا يستطيع أحد وتحت أي ذريعة، تبرير ما قام به الجيش “الإسرائيلي”. المحللون المتابعون لجولة رايس في المنطقة، يعتبرون هذه الزيارة نذير شؤم وغير مرحب بها، وأنها تأتي في إطار ممارسة مزيد من الضغط على الأطراف العربية وإخماد حالة التململ الشعبي والجماهيري التضامنية مع الشعب الفلسطيني.. وتوفير مزيد من الدعم للاحتلال الصهيوني .ذلك أن الإدارة الأمريكية لا تريد لقمة دمشق العربية أن تنعقد، بل إنها تسعى إلى إلغائها أو تفشيلها.وكانت تصريحات رايس خلال جولتها أظهرت التطابق بين موقفها خلال العدوان على لبنان والعدوان الحالي على غزة، سواء بتأييدها ما تسميه “حق” إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وضرورة وقف الصواريخ الفلسطينية، وتجاهلها حمام الدم الفلسطيني، وتهديدها بضرورة أن “تحاسب” حركة حماس على أفعالها واتهامها بالتسلح من إيران، ومنعها من تحقيق الانتصار، ما يشكل إذناً أميركياً صريحاً لاسرائيل بمواصلة مجازرها. ولم تكن رايس هذه المرّة قادمة لتبحث في أمور تفصيلية تتعلق بتسوية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي ،بل  كانت تريد، بناءً على نصيحة إسرائيلية ، “فتح سياسي”، بوصفه تكتيكاً  في استراتيجية أميركية عامّة شعارها استئناف الهجوم على المنطقة واستخدام المسار السياسي قاعدة ينهض عليها تحالف إقليمي جديد باسم “إعادة الاصطفاف” ووضع “المعتدلين”ضد “المتطرّفين”. * كاتب تونسي
 
(المصدر: موقع صحيفة “الثورة” (يومية – سورية) بتاريخ 10 مارس 2008)


الليبراليون العرب بين الأمس واليوم

 خالد شوكات (*)   ليس مقبولا أن يقلد بعض المثقفين الليبراليين بعض شعراء وفناني الحداثة, من الذين يقولون بأنهم لا يكتبون الشعر أو الرواية أو النقد للناس, ولا يرسمون لوحاتهم أو ينحتون أعمالهم للجمهور, وبرأي هؤلاء فإن على الناس والجمهور أن يرتقي إلى مستواهم الرفيع, لا أن يحاولوا هم مخاطبة الناس على قدر عقولهم وبما يفهمون. الخطاب الليبرالي هدفه تحقيق مصالح الناس, أفرادا و مجتمعات ودولا, من خلال تشجيعهم على التفكير العقلاني الحر, الذي هو قاعدة كل تقدم علمي وتقني وحضاري, ومن خلال تحفيزهم على التحرر من التابوهات السياسية والدينية والاجتماعية, وبناء علاقات جماعية وسياسية قائمة على مبادئ المساواة والعدل والديمقراطية, ولا شك أن استفزازهم وتحقيرهم والاستهزاء بأوضاعهم ومعتقداتهم والتعالي عليهم ليس هوالسبيل الأمثل لإدراك هذه الأهداف, فالمحتقر لا يسمع ولا يتجاوب. الخطاب الليبرالي خلال النصف الأول من القرن العشرين, لم يكن خطابا نخبويا كما هو في الوقت الراهن, بل كان خطابا شعبيا كاسحا, وكانت الأحزاب الليبرالية في مصر وسورية ولبنان والعراق, وفي كل مكان في العالم العربي يعيش حياة ديمقر اطية, هي الغالبة انتخابيا, أما في الأقطار العربية التي كانت رازحة تحت نير الاستعمار, فقد كانت أحزاب الحركات الوطنية من قبيل “الحزب الحر الدستوري” في تونس, و “حزب الاستقلال” في المغرب, و”حزب الشعب” في الجزائر, أحزابا ليبرالية بامتياز. على صعيد الرموز أيضا, كانت أغلب الشخصيات السياسية العربية الرائدة منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى نجاح حركة الضباط الأحرار في مصر سنة 1952, شخصيات ليبرالية عظيمة, من أمثال سعد زغلول باشا والنحاس باشا والحبيب بورقيبة ومصالي الحاج وعلال الفاسي وغيرهم, وكانوا بالنسبة لشعوبهم آباء لأمم و شخصيات محبوبة ذات شعبية كاسحة وسمعة لا غبار عليها. لقد اشتغل الليبراليون الرواد في العالم العربي بأسلوب عقلاني وبراغماتي (وليس انتهازي), كان مستوعبا للمرحلة التاريخية التي تمر بها شعوبهم, ومتفهما للحالة الاجتماعية التي تميز مخاطبيهم, متدرجا في نزعته الإصلاحية, جامعا بين الليونة والصلابة في آن, وبين الخصوصية الحضارية لأممهم والقيم الإنسانية التي يجب الاستفادة منها, ولهذا أنصت إليهم الناس وصدقوهم وساروا وراءهم في سائر المعارك التي خاضوها, داخليا وخارجيا, ثقافيا وسياسيا, وفي مرحلة مقاومة الاستعمار وساعة تحقيق الاستقلال. لقد اتصل الخطاب الليبرالي العربي نظريا منذ نشأته, بعديد القضايا الجوهرية, كالحرية والإصلاح الفكري والسياسي والديمقراطية, غير أن ممارسة أجياله المتعاقبة قد اختلفت بشكل يكاد يكون متناقضا كليا, خصوصا بين جيل مطلع القرن العشرين وجيل مطلع القرن الواحد والعشرين, وهو ما جرى ترجمته على صعيد الشعبية, بين تيار ليبرالي كاسح الشعبية وتيار ليبرالي كسيح الشعبية. كان جيل الليبراليين العرب مطلع القرن العشرين قائدا لمعارك التحرر الوطني في نظر الناس, بينما تحول جيل الليبراليين العرب الجدد مطلع القرن الواحد والعشرين – في نظر الناس دائما- إلى مروجين لعودة الاستعمار ومنظرين لتبعية أمتهم للغرب, بقطع النظر عن مصداقية هذه النظرة من الناحية الواقعية. وكان جيل الليبراليين العرب منذ القرن التاسع عشر, طلائع التجديد الديني الإسلامي, حيث كانوا يقدمون أنفسهم إلى الناس كفقهاء مجددين, يرون في غيبة الإسلام الصحيح (الليبرالي) المكتنه لقيم الحرية والعقلانية والمساواة سببا في تردي أوضاع المسلمين, وليس الحال كما هو في الراهن, حيث يصور الليبراليون الجدد أعداء للإسلام وسعاة لنقضه وتدميره. على صعيد العلاقة مع الغرب, كان الليبراليون العرب الأوائل قادة لمقاومة نزعاته الاستعمارية, يفرقون تماما بين نهضته العلمية والسياسية التي يجب أن يستفاد منها, وبين توجهاته الامبريالية والقومية, التي تتناقض أصلا مع القيم الليبرالية, والتي يجب التصدي لها, انطلاقا من إيمان عميق بحق الشعوب – كل الشعوب- في تقرير مصيرها وبناء دولها المستقلة. بالعودة إلى سيرة الزعماء الليبراليين, يبدو تاريخ الرئيس بورقيبة مثالا يحتذى, فقد كان الزعيم التونسي أول من خرج في مظاهرة أوائل ثلاثينيات القرن العشرين في مظاهرة شعبية عارمة اقتحمت على علماء جامع الزيتونة مجالسهم, احتجاجا على تعدي السلطات الفرنسية على حجاب المرأة التونسية, باعتباره في ذلك الوقت أحد رموز الهوية الوطنية, كما كان أول من سعى إلى استصدار فتوى تحرم على التونسيين التجنس بالجنسية الاستعمارية, وأخرى تحرم دفن المتجنسين في مقابر المسلمين, في حين كان هو نفسه من دعا المرأة التونسية مطلع الاستقلال إلى التحرر من كل القيود التي تحول بينها والانخراط في مجتمع الحداثة, وهو من دعا علماء الزيتونة إلى مساعدته من خلال فتاوى ثورية إلى تحقيق كافة الإجراءات الإصلاحية المعروفة, والتي تفتخر تونس اليوم بآثارها. زعماء ليبراليون آخرون, من الجيل الرائد, جمعوا في سيرهم بين مقاومة المستعمر وبناء الدولة الحديثة, وعرفوا كيف يفرقون بين قناعاتهم الشخصية التي لا تهم غيرهم في بيوتهم وخاصتهم, وبين معتقدات شعوبهم التي يجب أن تحترم وتصان ما دامت لا تحول دون تحقيق الأهداف الوطنية, فقد كان الأهم لديهم على سبيل المثال, أن تمارس السياسة باعتبارها قرارا بشريا مسؤولا لا نيابة إلهية مقدسة, ولهذا لم يعبأ هؤلاء الزعماء بالمصطلحات بقدر ما كانوا مهمومين بالتطبيقات, فالأهم من “العلمانية” ككلمة إقامة النظام السياسي على أساس إنساني عقلاني. لقد كان قادة التيار الليبرالي العربي يشعرون بمسؤولية تجاه العناصر المكونة لهوية شعوبهم, ولهذا فقد أدركوا أهمية أن لا يترك الإسلام مثلا للتأويلات الرجعية المتخلفة أو للتفسيرات الحرفية والظاهرية المتطرفة, وذلك من منطلق اختلاف مسارات التاريخين العربي والغربي, ومكانة الدين المغايرة في كل منهما, و أهمية التفريق بين أولويات المجتمعات العربية والغربية. إن التيار الليبرالي العربي, كسائر التيارات الفكرية والسياسية العربية الأخرى, متعدد و غير متجانس, غير أن أخطر التحديات المطروحة عليه حاليا, هو وقوعه تحت تأثير الجناح الأكثر تطرفا فيه, فليس أكثر إساءة للفكرة الليبرالية من بعض الليبراليين, وليس أكثر تشويها للبرنامج الليبرالي من خطاب بعض المثقفين الليبراليين. وثمة في هذا السياق خلط لا بد من تبيينه لليبراليين قبل غيرهم, ف”العقيدة اللادينية” التي يعتنقها بعض الليبراليين العرب, هي “دين” كغيرها من الأديان, وإذ كان الليبراليون في العالم العربي يرون أنه لا مجال لبناء دولة ديمقراطية ناهضة دون الفصل بين الدين والسياسة, وبالتالي جعل الإسلام دينا للمجتمع لا دينا للدولة, فإن بعض هؤلاء الليبراليين يصورون أنفسهم وبرامجهم وكأنها مخططات لكي تكون عقيدتهم الدينية “اللادينية” العقيدة الرسمية الجديدة لدولهم, مقدمين للتيارات الإسلامية المتشددة كل الحجج على أن الليبرالية ليست في حقيقتها سوى مؤامرة غربية على الإسلام. إن بعض الليبراليين العرب, من الذين يصرون على إعلان وجهات نظرهم الذاتية, وأحيانا أحقادهم الشخصية, حيال بعض القضايا بالغة الحساسية, كمكانة الإسلام في النظام السياسي, والعلاقة مع الغرب, من دون مراعاة لطبيعة الموقع الذي يتحدثون من خلاله, ومن دون فهم حقيقي لطبيعة مجتمعاتهم والأولويات المطروحة عليها, إنما يوجهون لليبرالية إساءات ويلحقون بها أضرارا, أكثر مما يفعله بها أعداؤها, ليس أقسى من أن تفهم في بيئتك خطأ. (*) كاتب تونسي           (المصدر: صحيفة “السياسة” (يومية – الكويت) الصادرة يوم 10 مارس 2008)  


الجسد الأنثوي والعلامة: قراءة في ما وراء الحُجُبِ

آمال قرامي (*)   سيطر موضوع “الحجاب” على الساحة الفكرية والاجتماعية واحتل حيّزا كبيرا من الجدل الثقافي الراهن. ولئن كان الأمر في ظاهره، متعلّقا بصورة المرأة وعلاقتها بالرجل وموقعها في المجتمع إلاّ أنّ المتأمّل في خطاب أنصار”الحجاب” من جهة، ودعاة”السفور” من جهة أخرى، ينتبه إلى أنّ التركيز على مظهر المرأة واختزال كلّ قضاياها في النقاب والخمار والحجاب والبرقع…يخفي في الواقع، قضايا أساسية تتصل بالديمقراطية والعلمانية وحقوق الإنسان والهوية والمواطنة، والخيارات الأيديولوجية وطريقة تمثّل الحداثة وغيرها من المسائل. وفي الواقع، تحجب عنا مسألة الحجاب قضايا أهمّ بكثير من تلك التي تظهرها. لن نعالج ، في عملنا هذا، موضوع الحجاب من زاوية دينية تبرز “الحكم الشرعي” لزي النساء باعتباره فرضا مؤكدا أو تنظر في إمكانية تأويل آيات الحجاب تأويلا جديدا يراعي خصوصيات السياق التاريخي الثقافي للمجتمعات الإسلامية. كما أنّنا لن نتطرّق إلى موضوع الحجاب من زاوية سياسية تروم النظر في الرهانات التي تخفيها ظاهرة ’تحجيب’ النساء قسرا أو منعهن من ارتداء الحجاب. ثم إنّنا لن ننظر في الحجاب من زاوية اجتماعية نفسية تسعى إلى تحديد الأسباب التي تقف وراء تفشي الحجاب في جميع البلدان، سواء كانت عربية أو غربية وفي كلّ الأوساط الطبقية، سواء كانت أرستقراطية أو فقيرة فتلك جوانب كتب فيها قبلنا كثيرون بقطع النظر عن قيمة ما حبّروا. أردنا في هذا العمل استقصاء صلة النساء بالحجاب باعتباره علامة سيميائية واضعين علاقتهن بأجسادهن موضع تساؤل محاولين تبيّن مدى إدراكهن لدلالات وضع هذه العلامة ومدى تأثيرها في شبكة علاقاتهن ورؤيتهن لذواتهن وللكون. ننطلق في تحليلنا هذا بتوضيح مجموعة من الملاحظات الأساسية: أولّها أنّنا نختلف مع أغلب الذين سبقونا في تناول هذا الموضوع، في إصرارنا على استعمال صيغة الجمع “الحُجُب” بدل صيغة المفرد “الحجاب”. فكلمة “الحجاب”، التي سادت في الخطاب العربي المعاصر تستعمل على الإطلاق، والحال أنّها لا تحوي دلالة واحدة، بل دلالات متعددة كما أنّ هذه العلامة تنهض بوظائف مختلفة حسب شخصية حاملتها وانتماءاتها الفكرية والثقافية وغيرها. وتتمثل الملاحظة الثانية في كون معالجة الحُجُبتقتضي الإقرار بأن لا مجال للتعميم. فكلّ محجبة تمثل حالة فردية ولا يمكن الانطلاق من تجربة امرأة واستقراء النتائج وتعميمها فيما بعد على الأخريات. فوراء الحُجُبحكايات نساء وحيوات. أمّا الملاحظة الثالثة فتكمن في أنّ الحُجُبالتي شاعت في مجتمعاتنا المعاصرة تختلف مادة وشكلا وتوظيفا ودلالة عن المجتمعات التقليدية القديمة التي ظهرت فيها أغطية الرأس وتطورت على مر العصور. وتتمثل الملاحظة الأخيرة في أنّ تناول مسألة الحجب يختلف من مجتمع إلى آخر نظرا إلى أنّ العلامات السيميائية مرتبطة بسياقات متعددة منها التاريخي والديني والاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي والنفسي، وهي عوامل تجعل تحليل علاقة المرأة بالعلامة علاقة مخصوصة. فلبس التونسية اليوم للحجاب لا يتماثل مع صلة السعودية بهذه القطعة من القماش التي ترسخت ضمن منظومة التقاليد والعادات على امتداد الأزمان، ومن ثمة تبرر فئة من السعوديات أو الخليجيات نزعهن للعباءات والحجب في الطائرة بأنّ التزامهن بالزي التزام داخلي احتراما للموروث الاجتماعي. ويكفي النظر إلى أشكال الحُجُبوتنوعها واختلافها من بلد إلى آخر لتبيّن دور العرف والثقافة المحلية والأيديولوجيا في الظاهرة الدينية وأوضاع النساء. حُجُب ودلالات أدت العولمة إلى اختراق الحدود التي كانت تفصل المجتمعات عن بعضها البعض. فتحوّل الحجاب إلى شعار عابر ومتحرك في جميع الفضاءات، ووسيلة دعوية فاعلة حتى وإن ادّعت صاحبته غير ذلك. وما من شك أنّ هذه العلامة حبلى بمجموعة من الدلالات التي تصلها بعلامات سيميائية أخرى نجدها في عالم الإشهار، وفي ممارسات يومية متعددة. فالشاب الذي يرتدي قميصا عليه صورة “غيفارا” لا يعلم، في الغالب، تاريخ هذا الرمز إنّما يتخذه شكلا من أشكال التبادل الرمزي ووسيلة للتعبير تعكس حالة من حالات التواصل الاجتماعي. وفق هذا الطرح يتحوّل غطاء الرأس إلى أيقونة، وهو أمر يستدعي دراسته على هذا الأساس. تتعدّد الحُجُب، فمنها:     حجاب العادة السائد في بلدان الخليج منذ القدم (يتراوح بين كشف مقدّمة شعر الرأس والنقاب و…)     – حجاب شرعي/الإسلامي يخضع لشروط ويعرّف بأنّه”كلّ لباس يكون ساتراً للرأس وفضفاضاً على الجسد بحيث لا يظهر أيّاً من أعضاء البدن التي حرّم الشرع إظهارها” فلا يكون ضيّقا ولا شفافا.    الحجاب الإلزامي المفروض قسرا على النساء(إيران، السعودية،..)    حجاب النجمات: الفنانات الشهيرات، وهو حجاب مركّب ومعقّد، يشمل غطاء الرأس الذي يعكس ذوق صاحبته وبصمتها الشخصية وله لوازم: مجوهرات وأدوات التجميل وعطور، ونظارة شمسية وعدسات لاصقة وغيرها من الوسائل التي تبرز الاحتفاء بجمال الهيئة والتضلع في ’لباس الشهرة’ والولع بالتفاصيل الدقيقة للزي.    حجاب الداعيات الإسلاميات أو”الحجاب المحتشم”، المعتدل أو “التوفيقي”الذي يزاوج بين مقتضيات الحياء وتوابع الأناقة كما أنّه لا يقوم على معاداة أنوثة المرأة وإنّما يجعلها تبدي جانبا من زينتها.    حجاب العقيدة والالتزام السياسي، وهو يُبين عن انتماء صاحبته إلى تيار إسلامي محدد كالسلفية، السلفية الجديدة، السلفية الجهادية،……والسمة الغالبة على هذا الحجاب التنميط إذ أنّه يستبدل الألوان الزاهية بالألوان الداكنة (الأسود، الرمادي، البني،)، والأشكال المتنوعة والزخرف والزركشة بالبساطة.    ’الحجاب المعاصر’ أو ’حجاب الموضة’ ويقوم على ابتداع طرق جديدة في تغطية الرأس منها استبدال الحجاب بالقبّعة أو لف الشعر بقطعة قماش مربوطة من خلف مع ترك العنق مكشوفا…. وتصدر حول أسلوب ارتدائه وتفاصيله دوريات ومجلات ومطبوعات وتخصص له برامج.    الحجاب ’العلماني’/ الرأسمالي’ (انظر فضائية “الرأي” حصة 19 فبراير 2008) وهو حسب البعض “تبرّج يتمسّح في الزى الشرعي” لأنّه يروّج لقيم الاستهلاك ويرغّب المرأة في الأناقة الجديدة المستوحاة من التصاميم الغربية. ويواجه هذا الحجاب بانتقادات لاذعة وينسب الإسلاميون ظهوره إلى دعاة العلمانية الذين يواجهون الدين بأسلحة جديدة. فهو بالتالي وليد مؤامرة من الداخل والخارج. ولئن اعتبر البعض أنّنا إزاء “فوضى الحجاب”، فإننا نذهب إلى أنّ تنوّع الحُجُب واختلاف التسميات المطلقة عليها يحيل إلى اتساع دلالاتها وتعدّد وظائفها. ويمكن أن نجمع الدلالات الرائجة في خطاب من تطرقوا إلى هذا الموضوع في الآتي:     دلالة دينية مخبرة عن ’أسلمة’ المجتمعات الحديثة واتساع المد الإسلامي ومشيرة إلى التنافس بين مختلف التيارات ورغبتها في تسجيل حضورها في العالم من خلال وسائل عديدة: الكتب، الأموال، وأجساد النساء. لعلّ أهمّها ’الفكر الوهابي’ الذي غادر حدوده ليغزو بلدانا كانت فيما مضى منفتحة نسبيا (كالكويت والبحرين واليمن..) إذ بها اليوم تتقوقع على ذاتها بعد أن انتشرت بها العدوى.     دلالة أيديولوجية سياسية. فالحجاب وسيلة للتمييز بين المنتمي إلى تيار إسلامي وغير المنتمي، وبين أتباع هذا الاتجاه وذاك (انظر مثلا لباس “القبيسيات” في سوريا).     دلالة سوسيوثقافة تكشف النقاب عن الحراك الاجتماعي وتومئ إلى تغيير أصاب مختلف الأنساق والبنى. فالثقافة المهدّدة صارت اليوم تبحث عن وسائل مقاومة متعددة لتواجه بها ’أعداء الإسلام’ منها الحجاب الفاصل بين مقوّمات هويتنا وهويتهم، ديننا ودينهم، أخلاقنا وأخلاقهم، نساءنا ونساءهم إلى غير ذلك من الثنائيات المتضادة الموضّحة لعلاقة الأنا بالآخر.    دلالة جندرية معبّرة عن الرغبة في رسم الحدود بين الجنسين بعد “التشويش” الذي حل بها. فيغدو الحجاب محددا جندريا يحول دون ’تشبّه النساء بالرجال والرجال بالنساء’ وانتشار ’الفوضى واللبس’ في الفضاء العمومي.    دلالة نفسية تعكس حالة التأزم الذي تعانيها فئة من النساء. فهن منشطرات بين الطاعة والعصيان، الانصياع والتحكم…. فضلا عن شيوع حالة الخوف من النساء أو كرههن لدى صنف من الرجال.    دلالة أخلاقية تصر على تقسيم الفضيلة والأخلاق تقسيماً حسب الجنس من جهة وربط الأخلاق بالتدين من جهة أخرى. ويترتب عن ذلك اعتبار الحجاب شعارا إشهاريا دالا على العفة والطاعة والإيمان ويتم في مقابل ذلك تجريد ’السافرة” من سائر الفضائل، والنظر إلى المرأة(محجّبة كانت أو غير محجّبة) على أنّها مركز الأيروسية وحدها.    دلالة جنسانية ترتبط بوضع الجسد الأنثوي المسيّج داخل ثنائية الحجب/الكشف في مجتمعات بطريكية تختزل حضور المرأة في إثارة الرغبة والفتنة والغواية…. فتحاول تجريد هذا الجسد من “سحر الأنوثة’ أو وجهها الآثم. ولكن بين الصورة التي روّج لها المجتمع الذكوري والصورة التي ارتضتها المرأة لنفسها، حتى وإن كانت محجّبة… مسافة. ولئن اختلفت الأسباب الداعية إلى إقبال النساء على التحجّب من مجتمع إلى آخر فإنّ ما ينبغي الانتباه إليه علاقة المرأة بغطاء الرأس والزي عموما، سواء كانت هذه الهيئة مفروضة عليها قسرا أو هي التي تبنتها. الجسد الأنثوي والعلامة الجسد الأنثوي حامل للعلامات معروض للملاحظة والمراقبة والعقاب، وهو موضوع للإدراك على كافة المستويات. كما أنّه نص مفتوح على كلّ الاحتمالات الممكنة للتأويل. ومن ثمّة تتعدد القراءات وزوايا الإبصار إلى هذا الجسد. فمنهم من لا يرى فيه إلاّ مواطن الجمال والسحر والغنج….ومنهم من يلفه العمى فيستقصي مواطن القبح والبشاعة والأذى….وبين الجسد الفتنة والجسد الآثم أجساد تتعدد صفاتها وتتنوع دلالاتها، وهو ما يؤكد أنّ فعل إدارك الجسد هو قائم بالأساس على عملية بناء. فنحن نحمل تصوّرا للأجساد يشبع هواماتنا ويستجيب لما ترسّخ في متخيّلنا. فعلاقة الناس بأجسادهم تعكس، في كلّ الثقافات، نمط علاقاتهم بالأشياء المحيطة بهم، كما أنّها تحدّد نمط علاقاتهم الاجتماعية. فما هي إذن علاقة المرأة بغطاء الرأس؟ مرتديات الحجاب ’المُسيّس’ المصحوب بالزي الشرعي”الإسلامي” الفضفاض يحرصن على طمس معالم الأنوثة لديهن ويجاهدن في سبيل تحويل أجسادهن إلى مجرد كتل “لحمية” عديمة الشكل بريئة من الفتنة. فيكون سلوكهن معبّرا عن مقت لهذا الجسد الأنثوي من جهة، ودخلنة للخطاب التأثيمي الذي لا يرى في المرأة إلاّ جسدا يستهدف القضاء على الرجال كيدا وإغراء وفتنة…من جهة ثانية. وما من شكّ أنّ معاداة المرأة لأنوثتها تدفعها إلى تبني سلوك مرضي فنرى بعضهن مهوسات برصد حركات أجسادهن (عدم التفريج بين الرجلين،الضمّ، مراقبة كلّ شعرة تنفلت من أسر الحجاب…)، واتخاذ سلوك التجنّب والخوف من النظر إلى الآخر. أمّا اللواتي فرض عليهن الزي “الإسلامي” فإنّ صلتهن بأجسادهن قائمة على التعهّد ومتابعة كلّ ما يجري في عالم الموضة والتجميل. ولئن دعين إلى قصر زينتهن على الداخل: الفضاء الحميمي والالتزام بمجموعة من الأوامر فإنّهن برزن متبرّجات في العالم الخارجي، عابثات، لا يتوانين عن ملامسة الأصدقاء والرقص والغناء، بل المشاركة في مسابقات الجمال… وهذا يعني أنّ وراء الإذعان الشكلي للضغوط الاجتماعية القاهرة ’مقاومة’ تتجلّى في طريقة وضع الحجاب وفي حركات اليدين والسيقان وفي اختيار الألوان وفي وضع المساحيق وفي غيرها من السلوكيات التي تثير الاستغراب لدى شرائح كبيرة من الناس، وهي مقاومة لجأت إليها النسوة منذ عهود حين فرضت عليهن السلطة الذكورية الإلتزام بمجموعة من الأوامر كتقصير الأكمام، والكف عن جر الذيول….(يمكن الرجوع إلى تفاصيل أكثر، في كتابنا، “الاختلاف في الثقافة العربية الإسلامية: قراءة جندرية، دار المدار الإسلامي، بيروت، 2007،ص381-383). وإذا تأمّلنا في واقع المرأة التي اختارت لبس الحجاب العصري (الموضة/ العلماني/التبرّج المقنّع) أدركنا أنّ وراء التشبّث بالعلامة رغبة في إظهار الجسد الأنثوي في صورة جديدة أيروسية. فليس الحجاب في مثل هذه الحالة، إلاّ وسيلة جديدة في عرض مفاتن الجسد الأنثوي وانفلاته من السائد والمشترك والمنمّط والاتباعي، وهو أمر يخبر عن تحوّل طرأ على علاقة المرأة بالحجاب من جهة، وبجسدها وبالناظر من جهة ثانية. فالحجاب لم يعد عائقا أمام حبّ البروز وعرض المفاتن كما كان من قبل، بل بات يشدّ أنظار الجموع : شيبا وشبابا، رجالا ونساء: الكلّ يقف مفتونا بسحر جمال تناسق الألوان وتعدّد الأشكال وزخرفة الرسوم وتجميل العيون بالعدسات اللاصقة والأشفار الصناعية والمساحيق المتعددة الألوان وإبراز شكل الفم… صحيح أنّ الشعر غُطي، ولكن صار موطن الجمال في الوجه والقد المتمايل و… وهكذا أبرزت المحجّبة مفاتنها أكثر ممّا سترت. ولم تعد سهام إبليس ترشق السافرات بل المحجّبات المتبرّجات. ولئن قال الشاعر قديما: قل للمليحة في الخمار الأسود ماذا فعلت بناسك متعبّد فقد جاز القول اليوم: قل للمحجّبة في الخمار الملّون ماذا فعلت بالمارين في الطرق إنّ طريقة توظيف الحجاب لممارسة الغنج والاستمتاع بنظرات الإعجاب، والشعور بالنرجسية لا تومئ إلى وعي حصل لدى المرأة، بل هي دليل ارتداد على مستوى إدراك صورة الأنا وعلاقتها بالآخر وبالأشياء. ذلك أنّ المحجّبة التي تعرض مفاتنها تثبت دخلنتها للمعايير الذكورية التي لا ترى في الجسد الأنثوي إلاّ شيئا أو بضاعة معدّة للاستهلاك. وسواء تحدثنا عن ثقافة إغراء ’السافرات’ أو المحجّبات المتبرّجات، فإنّ هذه الثقافة لا تحرّر المرأة، حتى وإن ادعت صاحبتها أنّ لها وعيا مختلفا بجسدها، فهي مالكة هذا الجسد وتتحكّم في طريقة تقديمه فتحجبه أو تعريه عن إرادة، كما أنّها قد تتخذ الحجاب شكلا من أشكال الاحتجاج بالزي. بيد أنّ هذا الوعي يتعارض، في تقديرنا، مع ما تقوم عليه الشّريعة الإسلاميّة من مرتكزات تتعلّق بالمعاملات، وخاصّة فيما يتصل بعقد النّكاح، وبمفهوم الحجاب الإسلاميّ وشروطه والقيم التي يرمز إليها حسب المدافعين عنه(العفّة، الطهارة، الستر، التقوى، الإيمان، الحياء…). تخفي الحُجُب أزمة وعي لدى الفرد في المجتمعات العربية المعاصرة وتكشف النقاب عمّا ترتب من ممارسة الإكراه والضغط على النساء من نتائج خطيرة، إن كان ذلك على مستوى السلوك وموقف الفرد من الآخر وصلته بالمنظومة الأخلاقية وبالدين. ونتفق مع ما ذهب إليه نبيل عبد الفتاح، حين اعتبر أنّ الحجاب قد تحوّل في الوسط الأرستقراطي إلى نوع من استعراض للتديّن الظاهري. وهو أمر يعكس استشراء التديّن الشكلاني الطقوسي على حساب الروحانيات. نخلص إلى القول إنّ تعدّد دلالات الحُجُب تُبين عن التغيير الطارئ على الأزياء وعلى صلة الأفراد بالأشياء ومدى تصرفهم في العلامات. فالحجاب المعاصر/ العلماني ليس خارج عالم الموضة، بل إنّه صار يسجّل حضوره في عدة قاعات عروض أزياء في العواصم العالمية. ويومئ هذا التغيير في نسق الأزياء إلى ظهور مرحلة جديدة في تاريخ الأزياء العربية يمكن التمعّن فيها لتبيّن تاريخ اللباس من جهة، وتاريخ الجسد من جهة أخرى. لقد صار من الصعب “تديين” الفضاء العمومي والتحكّم فيه وإفراغه من كلّ أشكال التعدد والتنّوع والاختلاف. فالحضور الأيديولوجي للإسلام السياسي باتت تزاحمه علامات أخرى تشي بالتوتر، بل بالصراع الداخلي بين دعاة الحجاب الشرعي ومروّجي “لباس الشهرة” “الحجاب العلماني” الحجاب المزوّر” “التبرّج المقنّع”…وصار التراشق بالتهم لا بين المحجّبات و”السافرات” فحسب، بل بين المحجّبات الملتزمات بالزي الشرعي والمحجّبات المتبرّجات. وهكذا صارت “الحصون مهدّدة من الداخل، ولم تعد غير المحجّبة وحدها المدانة أخلاقيا، بل صارت المحجّبة هي أيضا موضع استهجان بل تكفير. فهؤلاء النسوة “كاسيات عاريات” (اللباس الشفاف والضيق) “ويتشبهن بالكافرات وبالرجال (الحجاب البنطلوني). ولم يعد ينظر إلى جميع المحجّبات على أنّهن عنوان الفضيلة والحياء والإيمان والأمومة المقدسة. فهنّ “الدرر المصونة” و”المحصنات البعيدات عن التهم والنواقص”. وفي السياق نفسه لم يعد الحجاب بصيغة الإطلاق شعار الهوية الإسلامية وعنوان المشروع المجتمعي لدعاة تطبيق الشريعة أو حجّة على “التخلّف والرجعيّة والتزمّت وانعدام الوعي”. وفضلا عن ذلك لم يعد الحجاب يهدف إلـى”حجب الجانب الأنثوي” في المرأة والتركيز على إنسانيتها. كما أنّه لم يعد يضطلع بمهمّة حماية المرأة من”الذئاب” التي تتحرّش بالنساء. ليس الحجاب حينئذ ’الحصن الحصين’ والملاذ العتيد للمرأة. فالتوسّل بالعلامة لبلوغ بر الأمان وهم معبّر عن عسر التخلّص من ربقة الصور النمطية التي تقرن المرأة بالإيروس وتنفي صلتها باللوغوس.   (*) جامعية وباحثة تونسية (المصدر: موقع شفاف الشرق الأوسط بتاريخ 7 مارس 2008) الرابط: http://www.middleeasttransparent.com/article.php3?id_article=3485  

 

Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

10 novembre 2003

Accueil TUNISNEWS   4 ème année, N° 1269 du 10.11.2003  archives : www.tunisnews.net النهضة.نت: دعوة إلى القنوت لرفع الظلم عن

En savoir plus +

6 août 2008

Home – Accueil TUNISNEWS 8 ème année, N° 2997 du 06.08.2008  archives :www.tunisnews.net   Reuters:Putsch en Mauritanie après le limogeage

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.