(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
21- الصادق العكاري 22- هشام بنور 23- منير غيث 24- بشير رمضان |
16- وحيد السرايري 17- بوراوي مخلوف 18- وصفي الزغلامي 19- عبدالباسط الصليعي 20- لطفي الداسي |
11- كمال الغضبان 12- منير الحناشي 13- بشير اللواتي 14- محمد نجيب اللواتي 15- الشاذلي النقاش/. |
6- منذر البجاوي 7- الياس بن رمضان 8- عبد النبي بن رابح 9- الهادي الغالي 10- حسين الغضبان |
1- الصادق شورو 2- ابراهيم الدريدي 3- رضا البوكادي 4-نورالدين العرباوي 5- الكريم بعلوش |
بيـــان: حصار مدينة الرديف وإيقافات بالجملة
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين بـــــــلاغ
تحيين العـــريـضــة الوطنية ضــد الــفــساد
البوليس يقود حملة شرسة في مدينة سليمان ضد المحجبات وأهاليهم
الأهالي يحتجون على إيقاف أبنائهم في «بنزرت» تونس: حملة ضد حزب التحرير في العاصمة
جماعات حقوقية تتهم تونس “بترتيب” مناقشة ملفها في مجلس حقوق الإنسان
تونس تدافع عن نفسها أمام مجلس حقوق الإنسان بجنيف
المنظمات الحقوقية التونسية المستقلة تؤكد حضورها وتقول كلمتها بجنيف
جنيف في 08/04/2008
بادرت مجموعة من مكونات المجتمع المدني التونسي بسويسرا ، في إطار عمل مشرك إلى عقد ندوة صحافية تسبق مداولات مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة بجنيف يوم 08/04/2008 لتقرير اللجنة الدولية حول حقوق الانسان في تونس، وذلك مساء الاثنين 7 افريل بجنيف بدعوة ممثلين عن المنظمات الحقوقية التونسية والدولية وشخصيات حقوقية واعلامية من تونس وخارجها لغرض التعبير عن حقيقة الوضع التونسي، وتفعيل دورها رغم سياسة المحاصرة التي تنتهجها السلطات تجاه كل صوت مخالف.
انطلقت فعاليات الندوة على الساعة السابعة مساء بـ: “Maison du quartier” بجنيف بعرض شريط وثائقي حول ظاهرة التعذيب في تونس من إنتاج المجلس الوطني للحريات بتونس “CNLT” والذي كان منطلقا للنقاش للندوة حيث قدم لها منسق التحرك السيد عبد الوهاب الهاني بتاطير حول أهمية هذا الحدث الحقوقي والتفاعلات الممكنة مع تقرير اللجنة الدولية لحقوق الإنسان.
في البداية تناول الكلمة رئيس اللجنة الدولية لمناهضة التعذيب الذي أبرز تعاون المنظمة مع منظمات المجتمع المدني التونسي في الداخل والخارج وتطرق للناحية القانونية المتعلقة بقانون مكافحة الارهاب والذي استند الى تعريف عام ومطاط للإرهاب مكن السلطات التونسية من التوسع في استخدامه دون ضوابط طال كل أشكال المعارضة السلمية. ثم أعقبته مداخلة ممثلة الفدرالية الدولية لحقوق الانسان “FIDH”، تحدثت عن آليات المراجعة الدولية لحقوق الإنسان بالمجلس الأممي. وأشارت إلى أن هذا الحدث سياسي بامتياز، ينعقد بمشاركة منظمات حكومية رسمية في غياب خبراء مستقلين، مما يجعل مصداقية الامتحان الدوري لتقريرملف حقوق الإنسان حول تونس في الميزان وان حضي بمباركة أعضاء المجلس.
وفي كلمة لممثل عن التجمع الدولي لمراقبة حرية التعبير، وهي عبارة عن تحالف لـ 18 جمعية، ذكر فيها أن التجمع الدولي مد مجلس حقوق الإنسان بتقرير ضم جملة من الملاحظات والتوصيات كانت أهمها حول ظاهرة مراقبة الكتب والانترنت في تونس وألمح الى المضايقات الأمنية وعمليات التعذيب التي ينتهجها البوليس السياسي التونسي ضد كل أطياف المعارضة من اعلاميين وحقوقيين.
من جهته، تطرق رئيس الرابطة التونسية لحقوق الانسان، الاستاذ مختار الطريفي، الى واقع مؤسسات المجتمع المدني التونسي مؤكدا على قيمة استقلالية هذه المنظمات والدور المنوط بها في ممارسة الجهد الرقابي كاشفا ان ما تروج له السلطات التونسية من تعدد هذه المنظمات ما هو الا تزييف للحقائق، وأشار الى أزمة الرابطة مع السلطة رغم محاولات هذه الأخيرة للحوار والبحث عن حلول مرضية للطرفين. لكن السلطة تستمر في مضايقاتها ومحاصرة مناشطها عبر غلق مقراتها بالعاصمة والفروع. وأخبر الأستاذ الطريفي الحضور انه قد أبلغ هاتفيا اثناء هذه الندوة بحملة اعتقالات موسعة تجري في ولاية توزر ضد ابناء فرع الربطة بالجهة في ظروف سيئة للغاية.
أما مداخلة السيدة خديجة الشريف فقد تركزت على زيف الخطاب الرسمي التونسي حول مكاسب المرأة التونسية وتحدثت عن المضايقات وسياسة التهميش التي تعتمدها السلطة التونسية ضد منظمة النساء الديمقراطيات التي هي منظمة معترف بها لكن موقعها لا يتميز عن حال باقي المنظمات المدنية المستقلة القانونية وغير القانونية.
بعد فترة الاستراحة عرض المكتب الحقوقي لجمعية الزيتونة شهادة مصورة للسجين السياسي السابق وأمين عام الاتحاد العام التونسي للطلبة المهندس عبد الكريم الهاروني وصف فيها تفاصيل عقوبة السجن الانفرادي التي كان ضحية لها مع العديد من السجناء السياسيين في قضية حركة النهضة وعدد فيها جملة النضالات التي خاضوها من اجل تحسين ظروفهم داخل السجن ورفع كل المضايقات عليهم وتمكينهم من حقوقهم كباقي السجناء العاديين. وأصر الهاروني في كلمته على أن المعركة لم تنته بعد مشيرا إلى مواصلة نضالاته خارج السجن من اجل حصوله وباقي إخوانه على حقوقهم المدنية.
وفي الحصة الثانية للمداخلات تحدثت الأستاذة المحامية راضية النصراوي بدقة عن التعذيب من خلال اطلاعها على وضعية سجين الرأي الشاب زياد الفقراوي الذي تعرض الى تعذيب شديد وانتهاك صارخ لكرامته. و في نفس سياق الحديث عن الانتهاكات المستمرة للمجتمع، ركز الأستاذ عبد الرءوف العيادي على ظاهرة التعذيب في تونس حيث شكلت سيفا بيد النظام يسلطه على كل من يخالفه الرأي. والسلطة مختزلة، حسب قوله، في شخص الرئيس بن علي. كما نبه إلى ضرورة توفير شروط استمرار العمل الحقوقي للأجيال الشابة التي تشهد عزوفا عن العمل الحقوقي والسياسي جراء سياسة مصادرة النفس الجمعوي في كل مناشط المجتمع التونسي.
ثم تناول الحديث الأستاذ عبد الوهاب المعطر فأبرز استفادة النظام التونسي من السياسة الدولية التي تكرسها الولايات المتحدة الأمريكية في مكافحة ما يسمى بالإرهاب حيث اتجه الى استصدار منظومة من التشريعات والقوانين المتعلقة بهذه الظاهرة لتوظيفها في مواجهة مؤسسات المجتمع المدني بمنع حراكها عبر هذه القوانين لتظهر بمظهر المستجيب لاستحقاقات السياسة الدولية ولكن باتجاه القمع الداخلي.
من جهتها بينت رئيسة جمعية الحقيقة والعمل، السيدة صفوة عيسى، تجربة جمعيتها كمنظمة حقوقية غير حكومية بالمهجر قامت منذ سنة 1997 بدورها النضالي وتميزت كجهة مستقلة تعنى بالشان التونسي مارست مهمتها في متابعة حرية التعبير. وذكّرت بما قامت به الجمعية من دور لاعداد تقريرها الذي قدمته لمجلس حقوق الانسان بمناسبة مناقشة الملف التونسي .
أثناء الندوة وزع أعضاء المكتب الحقوقي لجمعية الزيتونة على الصحفيين والمهتمين بالشأن التونسي نسخا من تقريرهم لسنة 2007 حول حقوق الإنسان بتونس “ الخطاب والممارسة” باللغة الفرنسية وكذلك ملفا حوى شهادتين عن واقع الإستبداد والقمع بتونس للدكتور منصف بن سالم والمهندس عبد الكريم الهاروني وكذلك تعليقه على التقرير الأخير للجنة حقوق الإنسان بمنظمة الأمم المتحدة (أنظر الملحق).
أما كلمة الحقوقي المعروف السيد خالد المباركي عضو “OMCT” فقد تمحورت حول تجربته في متابعته للحيثيات القضائية لملف الطالب فيصل بركات الذي قضى تحت التعذيب بوزارة الداخلية سنة 1991 مبينا طول الإجراءات القانونية والقضائية التي عرفها الملف حيث خاضت فيها العديد من الجهات الحقوقية نضالا طويلا و مستمرا لكن في كل مرة كان يصطدم بتدخل السلطات التونسية لإبطال مفعول الإدانة لمرتكبي هذه الجريمة النكراء.
من جهة أخرى عدد رئيس جمعية الزيتونة بسويسرا المهندس العربي القاسمي في تدخله جملة من الملاحظات عن تقرير اللجنة الدولية لحقوق الإنسان حول تونس، والذي تغافل عن معطيات كثيرة تبين حجم الانتهاكات اليومية والقمع الوحشي الذي يتعرض له أحرار تونس خاصة سجناء الرأي، الذين طالت محنتهم، و كذلك المسرحون الذين تحولوا الى سجن كبير. ونوه بالعمل المشترك لمنظمات ومكونات المجتمع التونسي في الداخل والخارج بالتعاون مع الشركاء الدوليين داعيا الى تعزيز هذه المبادرات وتطويرأدائها من أجل صالح الوطن.
وفي تعقيبها على جملة المداخلات دعت السيدة سهام بن سدرين كل المناضلين اشخاصا ومؤسسات الى التمسك بمطالبهم المشروعة رغم التحديات وما يتطلبه المسار من طول نفس. ثم ذكر الحاضرون في آخر الندوة بالجزء الثاني لفعاليات التحرك في الغد. حيث شهد صباحا إقامة تجمع أمام مقر الأمم المتحدة حضرته عدة وجوه حقوقية تونسية قبيل انعقاد جلسة المناقشة للملف التونسي عبر فيها الحضور عن رمزية هذه الوقفة الاحتجاجية مثمنين جهد المشاركين وداعين الى الاستمرار في مراكمة الجهد النضالي الحقوقي وممارسة دور الرقابة لحالة حقوق الإنسان في تونس ثم انتقل وفد منهم لحضور المداولات داخل المجلس.
المكتب الحقوقي لجمعية الزيتونة
z_militants@yahoo.fr
الرواية الرسمية لما حدث في جنيف كما أوردتها وكالة تونس افريقيا للأنباء مساء 8 أفريل 2008:
إشادة دولية بتونس في المجلس الاممي لحقوق الانسان بجينيف
ارتياح لتعاون تونس مع الاليات الاممية لحقوق الانسان
حزب تونسي معارض يدعو الأمريكيين للتعجيل بالانسحاب من العراق
التأمين على المرض: ماذا عن غير المضمونين اجتماعيا؟
(ومن ضمنهم عشرات الآلاف من المساجين السياسيين السابقين وأفراد عائلاتهم؟؟؟ – التحرير)
مرتكبة أبشع جريمة في تاريخ تونس تخرج من السجن
وفاة المغنية التونسية شبيلة راشد
الفنانة الأصيلة شبيلة راشد في ذمة الله
تونسي يقيم باختياره في المستشفى منذ 44 عاما
تكريم الطيب البكوش
روبرت بيلترو مساعد وزير الخارجية الأمريكي سابقا لـ«الصباح»: فرص جديدة للتعاون بين الجامعات التونسية والأمريكية
** لدي 3 اقتراحات لرئيس أمريكا القادم
بسم الله الرحمان الرحيم
في المسألة الحضارية – الحلقة الرابعة
تفاعلات مع نص “الهوية والدولة والديمقراطية” (1) تقديـم ورشة حضاريات : هذه هي الحلقة الرابعة في محور”المسألة الحضارية”، وقد خصصناها لجملة التفاعلات مع نص “الهوية والدولة والديمقراطية” الذي نشرناه في الحلقة السابقة. و ستبقى هذه التفاعلات مفتوحة حتى يستوفي الموضوع حظه . التفاعلات الأولى وردت علينا من الأخ محمد شمام – جازاه الله خيرا – الذي وعد بمساهمات أخرى سيرسلها لنا تباعا إن شاء الله. وقد جعلنا مساهمته الأولى هذه ، الجزء الأول من هذه الحلقة، في انتظار مساهمات أخرى منه ومن غيره، إن شاء الله . وهذه المساهمة هي التالية:
حركة النهضة والمشروع الإسلامي لا يا أخي حمادي لن نقبل التفريط في المشروع الإسلامي
بقلم : محمد شمام
تفاعلا مني مع نص “الهوية والدولة والديمقراطية”، الذي نشرته السبيل أون لاين في الحلقة الثالثة من محور المسألة الحضارية ، راغبة في تنضيجه عبر الحوار؛ أساهم بهذا النص على أمل أن يوفقني الله إلى مساهمات أخرى بإذنه تعالى. وقبل البداية، أرى من الضروري التمهيد بالملاحظتين التاليتين:
1.الملاحظة الأولى : العلاقة بين هذه المساهمة وبين النص
لا أرى في نص “الهوية والدولة والديمقراطية” أنه يعبر عن الأخ الصحبي عتيق، بقدر ماهو تأليف لمواقف وأراء جاهدت نفسها لتقديم فتوى على قياس 18 أكتوبر. ومنها مواقف الأخ حمادي. ولذلك يكون من المناسب جدا التعرض لمثل هذه المواقف والأراء قبل التعرض للنص ذاته.
2.الملاحظة الثانية : هذه المساهمة هي من منطلق شرعي
هذه المساهمة هي من منطلق شرعي الذي يقتضي الصدع، وليس من منطلق تنظيمي ذو الطبيعة الداخلية. إن الحديث هنا هو عن الشرع، وهو أمر عام يهم الناس جميعا وليس فقط التونسيين. وقد ضرب الله لنا مثلا في نبيه صلى الله عليه وسلم وفي صحابته رضي الله عنهم ، حيث كان يتنزل القرآن يُقوّمهم على الملإ حتى في حال الحرب مع أعداء المشروع الإسلامي. ماسنقوم به هنا هو قريب من ذاك القبيل الذي لم يعد يجوز معه السكوت.
كيف يقدم الأخ حمادي جبالي حركة النهضة ؟ في حوار مع أخينا حمادي الجبالي – كما ورد نشره في “السبيل أون لاين“-(والحوارلصحيفة العرب القطرية – تنويه التحرير) طرح محمد الحمروني هذا السؤال : أنتم تنتمون إلى حركة سياسية أثارت – وما زالت تثير- الكثير من الجدل حولها فكيف تقدمون هذه الحركة..؟ فأجاب: حركة «النهضة» بتونس – وكانت تسمى «حركة الاتجاه الإسلامي» – حركة سياسية مدنية ذات مرجعية إسلامية، تعتمد الفكر الإسلامي الوسطي والمنهج السلمي في الإصلاح، وتسعى للمساهمة في إحداث نهضة شاملة للمجتمع والأمة. وعملت الحركة منذ تأسيسها سنة 1981 على الانتظام في حزب سياسي قانوني يعمل على إثراء الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية ببرامجه ويدعو للرجوع إلى الشعب عبر صناديق الاقتراع لتحديد الاختيارات الكبرى وانتخاب ممثليه وحكامه.[نشر في النسخة الألكترونية لصحيفة العرب القطرية بتاريخ 05 أفريل 2008 ] هذا تعريف أراد أن يعرفنا بهوية حركة النهضة، وهو تعريف مبتدع أخذ مسافة عن الصفة الإسلامية وعن حقيقة المشروع الإسلامي الحضارية. إنه تعريف ألصق حركة النهضة بالصفة السياسية المستحدثة والموضوعة في موقع الأولوية والإبراز، وثنى عليها بالصفة “المدنية” على قياس مطالب الآخرين، تثنية بصيغة الإثبات، وثلث عليهما بالصفة الإسلامية بصيغة التمريض.
وهكذا، بهذه المعاني المبتدعة، يغدو هذا التعريف ذا دلالات خطيرة، شرعية قبل أي دلالة أخرى، مما لم يعد معه مقبولا السكوت، في الظرفية التي يمر بها المشروع الإسلامي في تونس ، وتمر بها حركة النهضة والبلاد، ويمر بها العالم. ولولا الاعتبار الشرعي أساسا، ما سوغنا لأنفسنا التعرض لأخينا حمادي الجبالي، في مثل الظرف الذي يعيشه كما هو منشور في وسائل الإعلام.
ليس هذا المقال هو إذن تعرض لأخينا حمادي، ولا لأحد من إخواننا في الداخل أو الخارج، ولكن هو وقوفٌ عند ثغرة من ثغور المشروع الإسلامي ، ثم ثم ثم حركة النهضة.
هذا التعريف مس بقوة من علاقة الحركة بالمشروع الإسلامي
إن المشروع الإسلامي التونسي يعيش غيبة كبرى لم تنته، برّرناها غالبا بمواجهة محنة عاصفة ومقاومة مشروع ممنهج للتصفية وتجفيف المنابع، تركنا هذا الجانب الحقوقي على سعته وحضوره وإنسانيته يهيمن على كل الفضاء، فانحسر وجود جيل كامل في إحدى فترات تواجده أو نضاله في هذا المد الحقوقي الضاغط. وخوفنا ليس على المشروع، فهو مشروع حق وعدل، فإن لم نكن بناته، فسوف يكون أصحابه من غير حارتنا، وتتكفل به أياد من غير ذواتنا، والاستبدال منهج قرآني شعاره البقاء للأصلح، ولكني خائف أن لا يكون لنا بصمة فيه، أن لا يكون لنا أثر في ثناياه، أن نكون مقصرين نحوه بانسحابنا أو تقاعسنا أو وقوعنا في الفخاخ….
لا أشك أن هناك خطرا يحيط بالمشروع الإسلامي يتمثل في ماهيته ووجوده، ورغم ذلك فقد غلب الدفاع عن التنظيم الدفاع عن المشروع، وكأن غياب المشروع ليس بالمنزلة الكبرى التي تستدعي إعلان الطوارئ!
(من كلام د. خــالد الطراولي بتصرف في إثارات أولية لإشكالات تونسية / إشكال المشــروع الإسـلامي التونسـي المنشور بالسبيل أون لاين بتاريخ 22 مارس 2008 )
اختزال مشط لحركة النهضة :
من يقرأ التعريف الذي قدمه الأخ حمادي لحركة النهضة، وكذلك الحوا رالوارد فيه هذا التعريف لا يخلد في ذهنه إلا أن حركة النهضة هي حزب سياسي. ولم يقف الأخ حمادي عند ذلك الحد، بل تجاوزه إلى وسم الحركة بالصفة المدنية ليجعل الباب مفتوحا إلى المفاهيم المدنية ذات الجذور العلمانية. وكل ذلك بأي ترتيب ؟ إنه يذكر قبل المرجعية الدينية، بما يوحي بأولوية المرجعية المدنية العلمانية، وخاصة مع تقليص الصفة الإسلامية وتمريضها إلى صيغة “ذات مرجعية إسلامية”.
وهذا اختزال وتغيير مشطين لحركة النهضة يهدد حقيقتها وروحها ولونها لتغدو مجرد حزب سياسي لا حقيقة لها ولا روح ولا لون، ويفقدها أي قدرة على التجدد والانبعاث من جديد بعد الحال الذي أصبحت عليه.
أنا متأكد أن بعض هذا الكلام سيبقى الأخ حمادي مشدوها أمامه ، متعجبا من مثل هذا الفهم البعيد عن مقصود تصريحه. وهذه غفلة خطيرة، فللغة مدلولاتها الموضوعية بغض النظر عن النيات والمقاصد المضمرة أو المعلنة.
المشكلة تتمثل أساسا في روح عامة واضحة منسابة في هذا الحوار وغيره:
وليست المشكلة – كما يفهم بعض إخواننا – في كلمات وألفاظ وصياغات، ولا في بعض المسائل الفرعية فقط ، ولكن أساسا في روح عامة واضحة منسابة في مثل هذا الحوار وغيره، اختزلت حركة النهضة الإسلامية في حزب ذي مرجعية إسلامية في تناقض واضح مع مواثيق هذه الحركة، كما في العينات الموالية:
1.تعريف حركة النهضة:
“لا يمس نص القانون الانتقالي مضمون ديباجة القانون الأساسي المصادق عليه في مؤتمر الحركة لسنة 1986 الذي عرف حركة الاتجاه الإسلامي باعتبارها حركة أصيلة تستهدف الدعوة إلى الله عز وجل، وبناء المجتمع الإسلامي والدولة الإسلامية التي تحكم بما أنزل الله. ” ( ميثاق المرحلة الانتقالية ص 11 )
2.حضور الخطاب ووضوحه:
“ اختزل خطاب الحركة في السنوات الأخيرة في بعدين: أولا البعد التنظيمي، وثانيا البعد السياسي باحتشام ودون مضمون جديد، وهذا نقص وخطأ. نقص لأن الخطاب الإسلامي أشمل من ذلك بكثير، وخطأ لأن المرحلة تقتضي التركيز على الأبعاد الأخرى وخاصة الأبعاد الدعوية والروحية والتأصيلية لأنها الركن المتين الذي تعود إليه الحركة لاستمداد قوتها وتجددها، وخاصة بعد الاهتزازات الأخيرة (ميثاق المرحلة الآنتقالية ص10)
في الثوابت العامة لمشروع الحركة :
” تتلخص – هذه الثوابت – في المبادئ التأسيسية للحركة وما اشتملت عليه وثائقها من قيامها على أساس الهوية الإسلامية باعتبارها الإطار المرجعي لها ومضمون مشروعها ورسالتها الإصلاحية، وأيضا على النضال من أجل الحرية والعدالة، والتأكيد على استقلال البلاد عن مراكز الهيمنة الدولية ضمن انتمائها الحضاري لأمة العروبة والإسلام.
1 – الهوية الإسلامية :
باعتبارها هوية البلاد والإطار المرجعي للحركة ومضمون مشروعها ورسالتها الإصلاحية…. . مما يطرح باستمرار وبإلحاح واجب النهوض بأعباء الدفاع عن الشخصية العربية الإسلامية لتونس، محور وجودنا الحضاري وعصب ضميرنا الجمعي. إن حركتنا تشارك في هذا المجهود الحضاري من منطلق تبنيها ( لتصور للإسلام يشكل الأرضية العقائدية التي منها تنبثق مختلف الرؤى الفكرية والاختيارات السياسية والاقتصادية والإجتماعية التي تحدد هوية هذه الحركة، وتضبط توجهاتها الاستراتيجية ومواقفها الظرفية ). وقد اجتهدت الحركة في إصدار وثيقة الرؤية الفكرية والمنهج الأصولي كميثاق فكري يحدد منهج فهمها للإسلام وتعاملها مع النص تنزيلا على الواقع. وقد أثمر ذلك تأكيدا لوحدتها الفكرية والعقائدية، وعصمها بفضل الله من نوازع الشذوذ والتعصب….
2 – النضال من أجل الحرية :
لقد ثبّتت حركتنا في مجمل أدبياتها مطلب الحرية من منطلق مبدئي وعقائدي، واعتبرت النضال من أجله تكليفا من الوجهة الإسلامية، ومهمة حضارية وجب أن تتحمل أعباءها مع سائر الأطراف المؤمنة بذلك…….”(اللائحة العامة ص23)
هوية الحركة إذن هي واضحة بمثل هذه النصوص، فما الذي يحدث لها هذه الأيام من قيادتها؟ لعلها ترى أن في هذا دفعا نحو التجديد. ومن أجل ماذا؟ أم هي اجتهادات في صياغة حركة النهضة رجاء أن تحضى بالقبول ؟ وممن؟
وإلى الجزء الموالي إن شاء الله والله من وراء القصد عليه توكلت وإليه أني
حق العودة الى ترابنا الوطني لن يسقط بالتقادم !
وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التونسية تحارب ارتقاء الجامعيين المادي والمعرفي أيضا؟؟؟
كيف حقّق الشعب التونسي هويته العربية الاسلامية و ناضل من أجلها على مرّ السنين
الحياة في ضلّ الهوية العربية الاسلامية والحريات الشخصية نعمة و المحافظة عليها واجبة وضرورة
الحق في الاختلاف واجب واحترام المصالح العليا للبلاد والعباد ضرورة. أيجوزللمسلم المغلوب ان يهاجرمن وطنه؟ لا تقدم بدون ضمان حرية التفكير والتعبير..
ولا تنمية اقتصادية واجتماعية وثقافية دون حد ادني من الحريات والتنمية السياسية..
(الجزء الاوّل)
قال تعالى” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا” صدق الله العظيم.
“قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله” (سورة يوسف 108)
من وحي المعاناة : يوم 26 أفريل 1906 جدت أحداث تالة كما صدرت جريدة “التونسي” الناطقة باللغة الفرنسية وهي لسان حركة الشباب التونسي يوم 7 فيفري 1907 وانعقد مؤتمر شمال افريقيا بباريس من 6 إلى 10 أكتوبر 1908 وصدرت باللغة العربية في 8 نوفمبر 1909.
كما شهد شهر أفريل من عام 1909 إضراب الطلبة لجامع الزيتونةالمعمور وصدرت جريدة “الاتحاد الاسلامي” يوم 19 أكتوبر 1911 ثمّ شهدت البلاد أحداث الزلاج بتاريخ 7 نوفمبر 1912 وتم يوم 13 مارس 1912 قمع حركة الشباب التونسي وتوقف جريدة “التونسي” عن الصدور. وفي شهر فيفري 1919 تأسس لأوّل مرّة الحزب التونسي وكان من أبرز زعمائه خير الدين بن مصطفى وعبد العزيز الثعالبي وأحمد الصافي وحسن القلاتي والصّادق الزمرلي.
و في شهر جانفي 1920 صدركتاب تونس الشهيدة بباريس واحتوى على برنامج لتسع نقاط حول المطالبة بالدستور وفي غرة فيفري 1920 رفع قرار المنع على الصحافة العربية الذي سلّط عليها منذ سنة 1911.
وفي 18 مارس 1920 تمّ تأسيس الحزب الحر الدستوري التونسي كما وقع ارسال أوّل وفد دستوري إلى باريس بقيادة أحمد الصافي خلال شهر جوان 1920وتمّ لقاء الباي محمد الناصر بقصر المرسى لوفد من 40 شخصية من مختلف الأوساط بقيادة الصّادق النيفر.
وفي 16 أفريل 1921 تأسيس الحزب الإصلاحي بتونس بزعامة حسن القلاتي ومعه المنشقون عن الدستور وشهدت تونس سنة 1922 أصلاحات تنص على إحداث المجلس الكبير وصدر قانون التجنيس يوم 20 ديسمبر 1923 وشهدت تونس سنة 1924 تنفيذ حكم الاعدام في محمد علي الدغباجي في حامة قابس وتأسيس أول نقابة تونسية أعلن عنها محمد علي الحامي.
وفي الثلاثينات تجذّرت الحركة الوطنية فشهدت صدور جريدة “صوت التونسي” وانعقد المؤتمر الأفخارستي بقرطاج واحتفلت فرنسا يوم 12 ماي1931 بخمسينية بسط الحماية على تونس. و يوم 12 ماي 1933 انعقد مؤتمر الحزب الحر الدستوري بنهج الجبل الذي ضم جماعة “العمل التونسي” الذين عرفوا بمواقفهم الراديكالية.
وفي يوم 4 سبتمبر 1933 استقال الحبيب بورقيبة من اللجنة التنفيذية للحزب الحر الدستوري التونسي. وعقد مؤتمرا للحزب الحر الدستوري بزنقة غرناطة يوم 27 أفريل 1934 حيث طرد المنشقين وعدم الاعتراف بالحزب الجديد. ومنذ ذلك التاريخ ظهر حزبين وهما “الدستور القديم” اللجنة التنفيذية و”الدستور الجديد “الديوان السياسي” و شهدت تونس يوم 8 أفريل 1938 مظاهرة ومطالب ببرلمان تونسي وحكومة وطنية وسقوط الامتيازات وكانت أحداث 9 أفريل إثر اعتقال علي بلهوان وسقوط عديد القتلى والجرحى وتم يوم 12 أفريل 1938 حل الحزب الدستوري الجديد ومواصلة الاعتقالات وشرع الحبيب ثامر الذي عاد من فرنسا في تنظيم المقاومة السرية في 22 نوفمبر 1938.
ومن أجل وضع حد لألام التونسيين في سنة 2008 وإطفاء فتيل الكراهية بين أبناء الشعب التونسي في هذه الايام نطالب بسن قانون عفو عام والتعويض للسجناء الرأي والسياسيين. وحيث أن الهدف من العمل السياسي هو الخروج من التخلف وبناء المستقبل الأفضل للشعب التونسي ولإن بوجوده يتحقق عامل الإستقراروالرخاء والأمان في البلاد.
لأن نظام يدعي بأنه ديمقراطي وأن الديمقراطية والتنمية متلازمان فهو بذلك يكون قد كذب على تونس و على شعبها مرتين عندما يدعي الديمقراطية ،وعندما يقول بأن الديمقراطية والتنمية متلازمان.
أن حديث الجياع عن الطعام وأصنافه لا يجعلهم يشعرون بالشبع ،وإنما يزيدهم شوقا للطعام . كما يزداد شوق الشعب التونسي للحريات والديمقراطية ، كلما أمعن النظام التونسي بأن له وصلا بها .52 سنة من الاستقلال وحزب أوحد يهيمن على كل شئ في البلاد ، وطالما استعان ذلك الحزب بالجيش الوطني وبقوة البوليس الذي هو لحماية الحدود الخارجية.
ديكتاتورية جعلت من القانون لاخضاع الشعب التونسي الأبي وقمعه ، وجعلت من المؤسسات طبولا فارغة تقرع في المناسبات. بينما القرار الأخير في يد مجموعة من محترفي التزييف والتزوير السياسي والاعلامي لاظهار النظام الحاكم بمظهر عصري.
اليوم وبعد مرور سبعين سنة على المظاهرة الحاشدة التي شهدتها تونس في 9 أفريل 1938 التي انتفضت للتعبير عن رفض الحماية الاستعمارية والمتواطئين معها وللمطالبة ببرلمان تونسي يكرّس السيادة الشعبية الوطنية . فإننا نعبّر عن تقديرنا لكلّ من دفع ضريبة النضال الوطني منذ ذلك اليوم إلى يومنا هذا.
واليوم وبعد مرور سبعين عاما فلئن تغيرت الظروف وتطوّرت الأوضاع اذ اندثرت العديد من المظاهر القديمة وبرزت في محلها مظاهر جديدة وتحققت بعض المكاسب، كما حدثت الكثير من الانتكاسات، فانّ المسار العام يبقى متسما بالنضال في سبيل السيادة الوطنية والحقوق والديمقراطية والتقدم.
فاننا اليوم لا نزال نجابه النهب والاملاءات التي تقودها قوىالاستبداد و الأستكبار كما نواجه الحملات الرامية لدعم التيارات الأكثر تطرفا والتي تدفع الفئات الشعبية غالبا تداعييتها من غلاء المعيشة وتفاقم بطالة وفساد وتدني خدمات اجتماعية في القطاعين العام والخاص وفي كل الميادين الصناعية والفلاحية و الخدماتية .
كما لا نزال نسعى للظفر بحقوق المواطنة الذي يكفل تكافؤ الفرص بين كلّ المواطنين و المواطنات في الحقّ في انتخابات شفافة وفي برلمان يعبّر عن الارادة الشعبية وحقّ التنظم للأحزاب والجمعيات المدنية ومن بينها الأحزاب التي لا تزال محرومة من حقّها المشروع في العمل القانوني والعلني إلى غير ذلك من المطالب الديمقراطية. وتقترن هذه الذكرى بالذكرى الخامسة لاحتلال العراق على يد الجيوش الأمريكية والبريطانية واتباعها، وأدى ذلك لتحطيم منجزات ومكتسبات العراق وتأجيج النزاعات العرقية والطائفية بين أبنائه وبناته والاستحواذ على خيراته .
احمد نجيب الشابي يرفع سلاح مقاطعة الانتخابات الرئاسية : هدد أحمد نجيب الشابي من أبرز وجوه المعارضة التونسية بمقاطعة الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر 2009. وقال في مؤتمر صحفي بباريس إن الحزب الديمقراطي التقدمي (يسار وسط) الذي أسسه عام 1983، لن يشارك ما لم تقم السلطات بإصلاح حقيقي للقانون الانتخابي وتنقي الجو السياسي. وبرر أحمد نجيب الشابي قرار حزبه بترشيحه للانتخابات مبكرا برغبة في الاستفادة من الوقت الفاصل بين إعلان القرار وتاريخ الاقتراع، للضغط إعلاميا وسياسيا على الرئيس زين العابدين بن على الذي يحكم منذ عقدين, ليسمح بخلق “ظروف منافسة شفافة وشريفة”. وانتقد أحمد نجيب الشابي -الذي ظل أمينا عاما لحزبه حتى ديسمبر 2006 تاريخ تخليه عن المنصب لمناضلةٍ بالحزب- بشدة مقترح تعديل قانون الانتخاب الذي أعلن عنه الرئيس قبل أسبوعين, ويسمح بترشح المسؤول الأول في ثمانية أحزاب معترف بها رسميا شريطة إكماله عامين على رأس تنظيمه السياسي يوم دفعه ملف الترشح.
الشرط المستحيل تحقيقه : وقال أحمد نجيب الشابي (60 عاما) إن هدف التعديل المعروض على البرلمان منعه شخصيا من الترشح, واعتبر أن القانون الحالي لا يسمح بانتخابات تعددية إذ يلزم كل مرشح بالحصول على تزكية ثلاثين منتخبا, وهو أمر وصفه بالمستحيل “فكل العمد و80%من أعضاء البرلمان ينتمون إلى حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم”.
كما تحدث أحمد نجيب الشابي في المؤتمر الصحفي عن مباحثات بين حزبه وحزبي التجديد ( شيوعيون سابقون) و “المنبر الديمقراطي من أجل العمل والحريات” وشخصيات ديمقراطية مستقلة لاتخاذ موقف موحد من الاقتراع الرئاسي, ودافع عن حواره مع قادة حزب النهضة المحظور قائلا إن عزل التيار الإسلامي المعتدل وقمعه لا “يساعدان على استقرار البلد”.
وذكر أحمد نجيب الشابي بأن حزبه عضو منذ 2005 في “لجنة 18 أكتوبر للحقوق والحريات” التي تضم تيارات المعارضة الديمقراطية والإسلامية, وهي لجنة أفضى النقاش داخلها إلى توقيع إعلانين مشتركين تمسكت كل الأطراف الموقعة عليه بما فيها النهضة، بمساواة الجنسين وحرية المعتقد, وتعد إعلانا ثالثا يوضح الموقف من علاقة الدين والسياسة في ظل نظام ديمقراطي . إن إقصاء أحمد نجيب الشابي من خلال لعبة التعديلات الدستورية والقانونية أظهر النظام في حجمه الجماهيري الحقيقي ، كعصا سليمان تماما. فالدائرة الضيقة للنظام تدرك تماما أن الشعب لم يريدها ، وينتظر بفارغ الصبر تلاشيها وأن تذروها رياح تغيير حقيقي وهي تدرك أن الشعب يتعاطف مع الضحايا ولا يصدق خطابها.
حقوق الانسان : أن الحديث عن حقوق الانسان ” نصا وممارسة ” كما جاء في خطاب بن علي “وشمولية حقوق الانسان وتكاملها وترابطها ” كما ورد في نفس الخطاب ،لا يجعل المعارضة ا� �حقيقية والشعب التونسي يغفل عن معاناة المعارضة في السجون وحالة القمع داخل تونس ،وأوضاع حقوق الانسان المعاشة وسط تغول البوليس. ففي كل حومة أو حارة في المدن وفي كل منطقة هناك مأساة نسجها النظام الحاكم . اذ يعيش المواطن بسبب تدهور المقدرة الشرائية و تزايد البطالة و الفقر و تفشي الجريمة و انحدار القيم و اتساع أساليب الرشوة و المحسوبية
جاء خطاب الرئيس ليؤكد تشبثه بالوصاية على الشعب حارما بذلك التونسيين من طموحاتهم للعيش في دولة حديثة تقوم على مبادئ الحرية و المساواة و المواطنة و التداول على السلطة عبر انتخابات حرة و نزيهة و بدلا من إصلاحات دستورية حقيقية تنهي الشروط التعجيزية أمام الترشح و تفتح الباب أمام التداول الديمقراطي أعلن عن قرب إستصدار قانون دستوري غايته الأساسية حرمان عدد من الشخصيات الوطنية من حق الترشح للرئاسية
و أمام إمعان السلطة في احتكار الحياة السياسية و غلق الباب أمام أي إصلاحات جدية و على رأسها تحرير الإعلام و التنظم و المساجين و سن عفو تشريعي عام يعيد لعشرات الآلاف من المواطنين حقوقهم و كرامتهم باعتبارهم ضحايا محاكمات سياسية تعسفية على مدى خمسين سنة و أمام تمسك السلطة بأساليب الإقصاء و الانتقاء و سلب الأحزاب حرية اختيار مرشحيها فضلا على إلغاء حق المستقلين و إزاء هذه الإجراءات التي تعمق الأزمة و الفساد بالبلاد و تعمل على جعل المحطة الانتخابية القادمة كسابقاتها
فاننا نسجل و نشهد الرأي العام على سياسة السلطة الاحتكارية و الإقصائية و الانتقائية و ندافع بقوة عن حق جميع الأحزاب و الشخصيات الوطنية في المشاركة و المنافسة السياسية في كنف المساواة و العدل و تكافؤ الفرص و نجدد دعمها الكامل لحق الجميع في الترشح للرئاسة و مساندتها التامة لكل الجهود و النضالات الهادفة إلى حمل السلطة على فتح الأبواب أمام المنافسة الحقيقية.
كما نعتبر إن مشكلة البلاد هي الاستبداد و الفساد و من ثم فان المهمة الرئيسية لكل القوى الوطنية هي توحيد الجهود و تصعيدها بكل الوسائل السلمية من اجل تحريرالحياة السياسية و إطلاق سراح المساجين و حرية الإعلام و التنظم و استقلال القضاء و حياد الإدارة و الإشراف المستقل على الانتخابات
إن هذه الأساسيات لا تمثل أهدافا في حد ذاتها بل شروطا لانتخابات حرة و نزيهة ليمارس الشعب سيادته و ليعبر بها عن إرادته. كما نؤكد انخراطنا في كل الجهود المشتركة و مواصلة التشاور مع شركائنا باتجاه توحيد المواقف و انفتاحنا على كل الصيغ التي تدعم وحدة القوى الوطنية من أجل تحول ديمقراطي حقيقي باعتباره هدفا و شرطا للتصدي الناجع لمشاكل البلاد في كل المجالات.
فالشعب لا يحتاج لقراءة جرائد ومواقع المعارضة على الانترنت لتكون له فكرة عن واقع بلاده ، فهو يرى جاره أو قريبه في السجن أوالمنافي أو في الوطن محروم من حقوقه الانسانية فضلا عن حقوقه الاخرى ،بسبب سياسة النظام الاستبدادية التي تمنع جوازات السفر عن التونسيين المعارضين في الخارج حتى لا يعودوا ،وفي الداخل حتى لا يخرجوا ، وأصبحت تونس كالقبر الداخل فيه مفقود والخارج منه مولود . وعشرات الذين لا يزالون يقبعون في السجون من المناضلين الاحرارالناهضين من اجل عزة تونس ورفعتها منهم من الذين لا تغيب أسمائهم عن الذاكرة و كثير ممن لا تذكرهم الذاكرة ولكن موقعهم في القلب من جنود الخفاء. صدق في وجه بيانات الكذب حول الديمقراطية والحريات ،التي ما انفك النظام الحاكم يرددها في كل مناسبة .
قصص من وحي المعاناة فـي.تونس : نعم أقول هذا وأنا أتذكر الدكتور الفاضل صادق شورو ورفاقه المجاهدين القابعين وراء القضبان منذ ما يقارب العقدين وأتحدى أيا كان إذا وجد في تاريخنا أطول من هذا السجن. ومن المنطق السليم أننا اصاحب حق ومعنا الحق ويوم يعلى صوت الحق في الخضراء سنقاضي من يريد قتل الحق , وإلى ذاك الزمان المنظور سنصارع البؤس والحرمان والظلم مع إخواننا الصّادق شورو وأخوه عباس شورو و حمادي الجبالي و الدكتور منصف المرزوقي و احمد نجيب الشابي و الدكتور مصطفى بن جعفر ، ومنجي الخماسي، ، مع كثير من أبناء تونس الخضراء. نعم أقول هذا وأنا أتذكر معاناة الدكتور منصف بن سالم و الصحافيين حمادي الجبالي و سليم بوخذير والسجين السياسي رضا بوكادي وبقية إخوانه داخل السجون والمنافي ولا سيما الحالات الخاصة مثل وضع الصحافي عبدالله الزواري.
المقاومة الوطنية للــفــساد : نظرا لكوننا جزء لا يتجزء من الشعب التونسي الذي هو صاحب السيادة وانطلاقا من شعورنا بالمسؤولية ومن قيم الوطنية التي تعني فيما تعنيه التضامن بين أبناء الوطن الواحد وانطلاقا من الغيرة على مصلحة الوطن ووقاية له من الهزات التي قد تحصل جراء الاستبداد وتحصينا للشباب من الوقوع في اليأس من النضال السلمي والتوجه نحو الحلول المتطرفة ونظرا لكون الشعب هو المتضرّر من الفساد ونتائجه
فإنّنا ننبه للأوضاع التي لم يعد المقبول السكوت عليها و هي استغلال بعض الأشخاص لنفوذهم وتكديسهم للثروات على حساب الأموال العامة ومصلحة الاقتصاد الوطني ومصلحة المواطنين. وانتشار ظاهرة الرشوة في الإدارة و في اكثرّ المجالات بما في ذلك في الانتدابات التي يتطلع إليها الشبان العاطلون عن العمل الذين ارتفع عددهم بشكل يدعو إلى الفزع. وندعوالى نشر مبدأ المساواة وتكافئ الفرص والشفافية في الصفقات العمومية وعمليات الخوصصة المشبوهة.
فإنّنا ننبه لاستعمال مؤسسات الدولة للتجويع والمحاصرة اقتصاديا وقطع موارد الرزق للمعارضين كتوظيف سياسي لإدارة الجباية أو مضايقة الموظفين منهم بتسليط النقل التعسفية عليهم وغير ذلك من الأساليب.
وندعوالى الكف عن منح الامتيازات الغير قانونية لغاية سياسية كتوزيع الإعلانات الرسمية على الصحف الموالية وشراء ذمم أصحاب الأقلام المأجورة والتدخل في توزيع قضايا المؤسسات العمومية والشركات التي تساهم فيها الدولة وغيرها على بعض المحامين وهي السياسة المتبعة في بعض القطاعات التي جعلت الولاء يحلّ محلّ الكفاءة ونشرت الأحقاد والفوضى داخل الكثير من المؤسسات.
قبل المطالبة بإلغاء عقوبة الإعدام : انّ مسألة المطالبة بالغاء عقوبة الاعدام([1])مهمة وان الحق في الحياة مقدس ولكن خشية تفاقم جرائم القتل التي استفحلت خلال السنوات الاخيرة مسألة تستحق التحليل و الفهم والدراسة. وينبغي التذكير ان القانون التونسي لا يبيح عقوبة الاعدام الا اذا رافقت جريمة القتل ظروف مشددة كالقتل العمد مع سبق الاصرار والترصد أو القتل العمد بعد الاغتصاب أو هتك العرض أو القتل العمد الذي تتبعه سرقة ارتكبت بعنف شديد..
ويعتبر القانون التونسي مقارنة بمثيله في الدول العربية والاسلامية مراعيا لما يحفّ باقتراف جريمة القتل من ظروف وملابسات.. ومن هذا المنطلق فانه على رغم تعدد جرائم القتل فان من حُكِمَ عليهم بالاعدام منذ مطلع التسعينات والى اليوم عددهم دون التسعين بقليل من ضمنهم 14 حوكموا غيابيا.
المطلوب قبل الخوض في مسألة الغاء عقوبة الاعدام المساهمة بالمقترحات وبالدراسات وبالعمل الميداني للحد من تفاقم الجرائم التي تمسّ بحرمة الفرد البدنية والاخلاقية وبممتلكاته والتي تفسح المجال لمقترفيها للترسّخ في عالم الجريمة وإحتقار الذات البشرية الى حد يصبح فيه قتلها لا يعني شيئا.
المطلوب من كل الراغبين في الغاء عقوبة الاعدام كل من موقعه المساهمة في وضع حد لتفاقم الجرائم، في فهم المجتمع وسبر اغواره وتحليل اضطرابات افراده واقتراح الحلول البديلة لماهو مستخدم من آليات للحد من الانحراف قبل الخوض في مسألة العقاب حتى يقع الغاء الاعدام في المهد. مضايقة النشطاء السياسيين والصحفيين متوالصلة : حاصرت قوات البوليس منزل السجين السياسي السابق المهندس حمادي الجبالي يوم الأربعاء 2 أفريل 2008 من أجل تنفيذ قرار هدم صدر ضده بحجة أن البناء فوضوي و يقضي القرار بتنفيذه عاجلا في البناء الكائن بنهج عمر الخيام عدد 12 بوحسينة سوسة جوهرة ، و قد كان السجين السياسي مقيما بالبناء المذكور و أكد للأعوان المكلفين بالهدم ” إذا أردتم أن تهدموا بيتي فليكن ذلك على رأسي ” .
و تجدر الإشارة إلى أن السيد حمادي الجبالي يتعرض منذ خروجه من السجن لمضايقات عديدة و خطيرة تتمثل في المراقبة اللصيقة في التنقلات و المنع من السفر و من التنقل خارج ولاية سوسة و حرمانه من أبسط حقوقه الشخصية و حرمان أبنائه و عائلته من جوازات سفرهم و حرمانه من حقه في العمل.
عزوف الشباب عن العمل السياسي : تشير الإحصائيات الصادرة عن المرصد الوطني للشباب أنّ قرابة 17 بالمائة من الشباب التونسي يهتمون بالسياسة([2]). وأنّ 27 بالمائة منهم يشاركون في المواعيد الانتخابية وأنّ 64 بالمائة منهم لا تعنيهم انتخابات الجمعيات والمنظمات الوطنية.
ولا شك أنّ عزوف الشاب عن الشأن الوطني مقلق في وقت تسعى فيه مختلف أجهزة الدولة إلى التواصل بين الشباب والعمل السياسي والجمعياتي. وأنّ هذه القطيعة لها انعكاسات سلبية على مستقبل العملية السياسية لا سيما وأنّ القلب النابض للمجتمع وهي الفئة الشبابية التي فقدت ثقتها في العمل السياسي لاعتبارات شتّى وفي مختلف تعبيراته الفكرية والإيديولوجية.
أنّ للشباب في تونس مشاغل أخرى تشدّ انتباهه وتشدّ طاقاته وأهم هذه المشاغل هي مشكلة البطالة التي تمسّ أساسا الشباب المتعلم حيث تؤثر هذه المشكلة في توجهه السياسي. فالشباب الذي يمتلك كلّ مقومات المشاركة السياسية من حيث الثقافة والتكوين المعرفي يجد نفسه أسير البحث عن عمل والاستقرارالاجتماعي والبحث عن الاستقلالية الاقتصادية وأسير الضغوط الاجتماعية المتعددة.
أما الأحزاب السياسية والمعارضة منها خصوصا، فهي لا تملك برامج وإيديولوجية قادرة على الاستقطاب للشباب. كما أنّ المشاكل الداخلية للأحزاب والتباس مفهوم المعارضة لديها جعلها غير قادرة على ممارسة فعل الاستقطاب. فليس في جعبتها السياسية ما يدفع الشباب للانخراط فيها باستثناء الشباب الاسلامي. وحتى على مستوى مقاربتها لقضايا الوضع العربي فثمة مفارقة حقيقية بين ما يسمح به من تظاهرات يمكن من خلالها للشباب أن يعبّر عن رأيه وبين عمق المشاكل في المنطقة العربية مثل العراق ولبنان وفلسطين.
فعدم قدرة هذه الأحزاب على تحقيق توازن فعلي بين الخطاب السياسي والممارسة السياسية ونشر هذا التوازن بين الجمهور يجعلها غير قادرة على جذب الشباب إليها.
الى جانب غياب قيادات حزبية التي ليس لدينا قيادات قادرة أن تكون قوة جذب بين الشباب وقضاياه لذلك يمكن القول إنّ الشباب يعيش اليوم في أكبر أزمة يعيشها. وبشكل عام فإنّ الناس أصبح لهم يأس من السياسة خاصة في ما يتعلق بالوضعية العربية.
أنّ الرؤية لدى الشباب تجعل من العمل السياسي مرادفا لعدم الاستقرار الاجتماعي. فممارسة العمل السياسي قد تنجر عنه تبعات اجتماعية وتسلط على عائلاتهم ضغطا مما يجعل الابتعاد عن الشأن السياسي أسلم طريق للنأي بالذات .والعامل الآخر يمكن اختزاله في أنّ الأحزاب والجمعيات لم تنتج خطابا يقترب أو يلامس مشاغل وهموم الشباب اليوم. فالخطاب الثقافي يحتاج الى تجديد حتى يلامس تطلعات الشباب التونسي كما أنه لا بدّ من التفكير في تطوير أساليب عمل دور الثقافة والشباب لتستقطب الشباب بعيدا عن التوظيف السياسي.
أما عضوة المكتب السياسي لحزب الخضر للتقدّم فاتن الشرقاوي فهي ترى الحاجة لمصارحة وطنية وإنه لا يمكن معالجة أيّ ظاهرة قبل تشخيص واقعيّ وموضوعيّ وصريح لها. وإن طغى على السّاحة السياسيّة الحديث عن ما سميّ بعزوف الشباب عن الممارسة والمشاركة السياسيّة فلا بدّ الاعتراف بادئ ذي بدء أنّ هذه الظاهرة أصبحت متفشّية منذ عديد السنوات وذلك بفعل عوامل متعدّدة.
وأصبح من البديهيّ أيضا الاعتراف بأنّ الأحزاب السياسيّة والمجتمع المدنيّ عموما يتحمّلون مسؤوليّة في هذا الجانب على اعتبار أنّ الفئة الشبابيّة لا تؤمن بجدوى الالتحاق بهذه التنظيمات السياسيّة، خاصّة وإنّ كان هذا الانخراط رهين ظرفيّة انتخابية .
وبالتالي فأمام هذه الجفوة تجاه المؤسّسات والتنظيمات السياسيّة والحزبيّة وحتّى الجمعياتيّة نبقى في حاجة إلى مزيد تعميق حسّ المواطنة وترسيخ مفاهيم المشاركة الديمقراطيّة ودعم التعدّديّة. كما يتوجّب على هذه الأحزاب إعادة صياغة خطابها المتآكل والعاجز عن مواكبة التطوّرات والمتغيّرات العالميّة المتسارعة.
ونحن نعيش أفول الإيديولوجيا اليسارية التي أجّجت حماسة الطلاّب في السبعينات والثمانينات لمّا كانت الجامعة مضطلعة بدورها الطلائعيّ، ليس فقط في تونس بل في معظم البلدان المغاربيّة والعربيّة، وأمام لجوء بعض الفئات إمّا للإنغلاق على الذّات أو إلى التطرّف أو الإنحراف و اللامبالاة وهي طرق مختلفة لتعبير الشباب عن رفضهم لحالة التهميش والفراغ ومنطق الإقصاء.
أنّنا نعيش شعور باللاطمانينة جرّاء الإضطرابات وعدم الإستقرار في العديد من بلدان المعمورة ونشوء أنواع جديدة من التمييز والعنصريّة الطاغية في الغرب. وبالحديث عن الوضع الدوليّ، فلا يمكننا غضّ النظر عن حقيقة أنّ الجيل الجديد يحسّ بنوع من الإستهداف لقيمه ومبادئه وحضارته نتيجة الحروب والصراعات التي تعصف خاصّة بفلسطين والعراق ولبنان والصومال وغيرها من البلدان العربيّة الشقيقة.
ومن الأسباب المؤديّة أيضا ولو بصفة ضمنيّة للقطيعة بين الشباب والعمل السياسي يمكننا الذكر لا الحصر العائلة التي تهيمن فيها فكرة التجنيب من المشاركة السياسيّة والخوف من عواقب الإنضمام للتنظيمات وخاصّة السياسيّة منها و يوجد تقصير في إقناع الناشئـــة بقيم حـــبّ الوطـــن والإعتزاز بالهويّة وتعميق الشعور بالإنتماء وغياب الحريات العامة. وان تسويق صورة تونس في الخارج هي مهمّة كلّ النّخب و الأحزاب السياسية ولكن كيفّ المشاركة السياسيّة والخوف من عواقب الإنضمام للتنظيمات السياسيّة و في غيإب قيم حـــبّ الوطـــن والإعتزاز بالهويّة و في غيإب الشعور بالإنتماء وغياب الحريات العامة.
الشباب و الااستحقاقات المقبلة : أنّ شبابنا اليوم يعيش حالة قلق وفزع وتخوّف من المستقبل في ظلّ تفاقم حدّة الوضع الإجتماعيّ والإقتصادي وغلاء المعيشة جرّاء التقلّبات والأزمات الإقتصاديّة والماليّة العالميّة الذي قد يؤدّي إلى إنتشار حالة من الإحباط والإستياء ويبقى السعي إلى لقمة العيش هو الأساس دون التفكير في الإنخراط في المساهمة والتأثير على صناعة القرار السياسيّ.
وأمام الرهانات والإستحقاقات والإنتظارات المطروحة تجدر الإشارة إلى ضرورة تحفيز الشباب من كلّ الجهات والفئات والأوساط الإجتماعيّة إلى المشاركة في الحراك السياسيّ و تعزيز قيمة الإنتماء لديه عبر إدماجه في الحياة العامّة والمراهنة عليه وتحميله المسؤوليّة وغرس ثقافة المبادرة لديه وفهم مشاغله وتطلّعاته وتأطيره ومساعدته على إبلاغ صوته.
وإنّ القرار القاضي بالتخفيض في سنّ الانتخاب إلى 18 سنة والّذي سيُمكّن أكثر من 400 ألف شاب من حق المُشاركة في المواعيد الانتخابات المُقبلة والتي قد تقيم الدليل على الحرص على تمكين الشباب من المشاركة في الحياة السياسية وصنع القرار. من المؤكّد أنّ ما ينتظرنا في الفترة المقبلة أكبر وأهمّ، ونحن في حاجة إلى مُصارحة وطنيّة شاملة لتقييم الوضعيّة الحالية عموما وللشباب بصفة أخصّ على أسس واقعيّة تخدم المستقبل بجدّ وعزيمة. يقر النظام نفسه وجود 70 في المائة من الشباب غير منخرطين في الاحزاب السياسية و الجمعيات المختلفة بالبلاد ، وهي نسبة كبيرة جدا .
مراجعات سياسية وإرادة وطنية : أن السياسة إذا مارسها المرء في تونس تصبح جريمة ، ،ما لم يكن مؤطرا وفق القوالب التي صنعوها . فقبل الاعتراف بالاحزاب السياسية ، كان خطاب النظام يصر على أن “الحزب الاشتراكي الدستوري ” هو الاطار الوحيد للعمل السياسي المشروع ،وعندما فشل في استقطاب الجماهير ، صنع بعض الأحزاب للديكور ونادو من أراد العمل السياسي فليكن ضمن هذه الأطر السياسية التي سمح بها ،ولا توجد خيارات أخرى ، لانه شعب الدولة ، والدولة أعرف بمصلحته من نفسه بنفسه .
و لسان حالهم يقول شعب الدولة قاصر ،وفي حاجة لمن يفكر نيابة عنه ،ويحكم باسمه نيابة عنه ،ويختار له الاحزاب التي يجب أن ينضم إليها ،ولكن بشروط أن لا يتعدى الخطوط الحمراء وإلا يصيبه ما أصاب حركة النهضة عندما شاركت في انتخابات 1989 م رغم انّ هذا الأمر مر عليه أكثرمن 19 سنة .
يتحدث البعض عن انتصار النظام على حركة النهضة ، وقد يظن من لا يدري أن الشعب التونسي اصطف وراء النظام الحاكم في معركة انتخابية ، أقصت حركة النهضة من الميدان أو انتصر في معركة عسكرية جرت بين الطرفين والجميع يعلم ما حدث ،وكيف كان انتصار النظام على شعبه أو تيار داخل الشعب باستخدام أدوات حماية المواطنين لقمعهم ، وأدوات نشر الأمن لترويعهم ،وأدوات تحقيق العدالة لارتكاب أكبر جريمة ضد الانسانية في تاريخ تونس .
لم ترتكب حركة النهضة أي جريمة سوى مطالبتها بتغيير معادلة “شعب الدولة “إلى معادلة “دولة الشعب “وكانت تلك جريمة لا تغتفر ارتكبتها النهضة في نظر النظام القمعي ، وهو ما لا ينساه التاريخ . وكعادة الانظمة الاستبدادية فقد استغلّت في حربها ضد حركة سياسية سلمية على حوادث معزولة. ولو أرادت النهضة مواجهة أمنية مع النظام لربما تغير وجه تونس منذ زمن بعيد ، ولكن حركة النهضة لا تريد انتصارا دمويا كما جنح لذلك النظام ، وعلى أساس ذلك يحكم اليوم . (البقيّة في الجزء الثاني) “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” (النحل:97).
باريس في 10 أفريل 2008
بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس
——————————————————-
[1] – المصدر: صحيفة “الصباح الأسبوعي” (أسبوعية – تونس)، الصادرة يوم 24 مارس 2008
[2] – المصدر: صحيفة “الصباح الأسبوعي” (أسبوعية – تونس)، الصادرة يوم 24 مارس
في ندوة التونسيات للبحث حول التنمية:
هل يتبنّى التونسيون والمغاربة قيمة المساواة بين الجنسين؟؟ (الجزء الأول)
بين نقابة الصحفيين وصندوق التآزر: حرب خاطفة، أم هي البسوس؟؟؟
تنظيم وتسيير صندوق الحيطة والتقاعد للمحامين أول تعليق على فصول الأمر عدد 355 لسنة 2008 المؤرخ في 11 فيفري 2008 والمتعلق بتنظيم وتسيير صندوق الحيطة والتقاعد للمحامين
إنهم لا يبصرون
الشهداء… من هُـمْ؟!
لأول مرة في التاريخ.. الإسلام أول دين في العالم
ليبيا باشرت إطلاق «ثلث» سجناء «المقاتلة»
رسالة اعتذار من سبعين كلمة وهروب آخر من سجن القنيطرة
باسم الله الرحمن الرحيم..
لا للظلم، فهو ظلمات يوم القيامة. سلكنا كل السبيل وطرقنا كل الابواب دون جدوي، فلم يبق لنا سوي هذه الوسيلة. نتمني ان تتفهموا الامر فلن نؤذي احدا الا اذا اذيتمونا. نريد حريتنا فقط. اننا نتمني ان لا تكرروا اخطاءكم السابقة وسياسة العقاب الجماعي وتحميل المسؤولية لمن يتحملها فقط. فلا احد من الاخوة السلفيين الجهاديين يعلم بامر هذا الفرار، فنحن من يتحملها فقط ولا دخل لسجين بريء ولا موظف بسيط، ونعتذر لكم علي الازعاج. هذا هو الحل الوحيد .
الرسالة وقع عليها عبد الهادي الذهبي (اعدام) وهشام العلمي ومحمد موهيم وعبد الله بوغمير وطارق اليحياوي وحمو الحساني (مؤبد) ومحمد الشاذلي وكمال الشطبي ومحمد الشطبي (20 سنة). مصادر السلطة المغربية تقول ان ادارة السجن اكتشفت فرار المعتقلين التسعة صباح يوم الاثنين وبعد البحث وجدت نفقا صغيرا يربط بين الزنزانة 48 والزنزانة 46 التي وجد فيها نفق اخر بعمق ثلاثة امتار يمتد الي حديقة منزل مدير السجن (25 مترا). وفورا اعلنت خارج السجن حالة الطوارئ والاستنفار في المغرب كله، وشددت المراقبة علي مداخل المدن وعلي نقاط الحدود الجوية والبحرية ونقاط التهريب مع الجزائر. اما داخل السجن، فالتحقيق مع كل من يمكن ان يكون قد ساهم او غض النظر او اهمل من سجناء او سجانين او مسؤولين في السجن. هذا المشهد السينمائي تكرر قبل اربعة اشهر، لكن السيناريو كان مختلفا وبطله كان تاجر مخدرات كبير. ففي يوم 7 كانون الاول/ديسمبرالماضي نجح محمد الوزاني المشهور بـ النيني وهو احد اكبر مهربي المخدرات في المغرب بمساعدة 8 حراس من الهروب من نفس السجن ولم يتم ابلاغ وزارة العدل بهربه الا بعد اسبوع وتحدثت تقارير عن نجاحه في الخروج من المغرب والوصول الي اسبانيا. الايام القادمة ستفتح ملف السجون الـ60 بالمغرب، فالتقارير تشير دائما الي الاوضاع السيئة التي تعرفها، ان كان علي صعيد ازدحام زنازينها او الفساد الذي يضرب اطنابها، والروايات المتداولة حول هذا الفساد تتعدد وتتراوح بين المحزن والساخر بين المبكي والمضحك. هناك روايات عن تجارة مزدهرة للمخدرات وعمليات بيع للسجناء الفتيان لممارسة الشذوذ الجنسي عليهم لكن الاكثر سخرية كانت نجاح احد السجناء في سجن عكاشة بالدار البيضاء في إدخال امرأة الي زنزانته وعاشرها لعدة ايام قبل ان يفشي به لادارة السجن شريكه في إدخال المرأة الي الزنزانة. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 9 أفريل 2008)
المغرب: ترتيب فرار معتقلي «السّلفية الجهادية» تطلّب سنة لحفر نفق تحت سجن القنيطرة
غرق 13 مهاجرا الى أوروبا قبالة سواحل الجزائر
النظام العربي: عملية تحيين لأنموذج من الرقابة الاجتماعية