الأربعاء، 4 نوفمبر 2009

Home – Accueil

TUNISNEWS

9 ème année, N 3452 du 04.11.2009

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو

ولقيادات إنتفاضة الحوض المنجي

ولضحايا قانون الإرهاب


حــرية و إنـصاف:الإفراج عن سجناء الحوض المنجمي

السبيل أونلاين:الحالة الصحيّة لزهير مخلوف تستدعي رقابة طبية يومية

الهيئة الوطنية للمحامين الفــرع الجهوي للمحامين تونس:بيــــــــــــان

الشـــباب الديمقــراطي التقــدمي حرية- هويّة- عدالة اجتماعيّة:بــيــــــان

المرصد التونسي:من اجل اطلاق سراح جميع الطلبة الموقوفين

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

مكاتب فيدرالية لاتحاد الطلبة بصفاقس :بيان

كلمة:وحدات أمنية تقتحم كلية الآداب بمنوبة وتوقع إصابات

كلمة:احتجاجا على طرد زميل لهم نقابيو المياه يرفعون الشارة الحمراء

« الفجر نيوز » تحاور الكاتب الصحفي والناشط السياسي والحقوقي الاستاذ علي بن عرفة

إسماعيل دبارة:تونس تشهد تزايدًا للإحتقان السياسي والإنتهاكات بحق الصحافيين

البديل عاجل:أولى نتائج الانتخابات في تونس :تهديدات، اختطافات، اعتداءات، إيقافات ومحاكمات أو سقوط مهرجان الأقنعة والمساحيق

نصرالدّين السويلمي:سنة أولى انتخاب!!..

البديل عاجـــــــــــل:أخبـــــــــــار

عبد اللطيف محمد منتص:نداء استغاثة من دمشق

خميس الخياطي:شجرة افتراضية تخفي التصحر الحقيقي (3 من 3)

الاقتصادية:إصابة 10 تلاميذ بأنفلونزا الخنازير في تونس

الصباح:أكثر من 10 آلاف حادث سير سنويا: 4 قتلى يوميا على الطرقات.. رغم حملات التوعية

الصباح:تأخر سن الزواج أهم أسبابه:العقم المؤقت يهّدد خصوبة التونسيين

رويترز:انقطاع بث قناة العالم الايرانية على نايل سات وعرب سات

ياسر الزعاترة:الجزيرة و13 عاماً من التميز والجدل والتأثير

عبدالسلام المسدّي:الإصلاح والديمقراطية المستوردة

محمد كريشان:شكرا واشنطن

منير شفيق :إدارة أوباما الفاشلة

د. عصام نعمان :دور العامل الاجنبي في ازمة الشرعية السياسة العربية

إسلام أون لاين:على هامش حوار « مدارك » مع هاشم صالح العلمانية الأصولية شلت تقدمنا دهرا (1-3)

القدس العربي:السعودية: استقالة الامير متعب بن عبد العزيز وتضامن ‘امراء كبار’ من العائلة معه

حسام أبوطالب: ايمن نور يدعو جمال مبارك الى اجراء مناظرة علنية


 (Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


منظمة حرية و إنصاف

التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

جانفي200
فيفري2009    

مارس 2009      https://www.tunisnews.net/08avril09a.htm 
أفريل 2009     
جوان2009  https://www.tunisnews.net/20juillet09a.htm      جويلية 2009  https://www.tunisnews.net/23Out09a.htm   أوت/سبتمبر2009    


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 16ذو القعدة 1430 الموافق ل 04 نوفمبر 2009

الإفراج عن سجناء الحوض المنجمي


تلقت منظمة حرية وإنصاف نبأ الإفراج عن سجناء الحوض المنجمي مساء هذا اليوم الأربعاء 4 نوفمبر 2009 بمزيد من الارتياح وهي تتقدم لكل مساجين انتفاضة الحوض المنجمي وعائلاتهم بأحر التهاني، وتعتبر أن هذا الإفراج وإن كان خطوة جيدة في الاتجاه الصحيح إلا أن تونس ما زالت في حاجة لكل أبنائها، والمنظمة تجدد مطالبتها بإطلاق سراح كل المساجين السياسيين وفي مقدمتهم الدكتور الصادق شورو، والصحفيين زهير مخلوف وتوفيق بن بريك، وهي تدعو إلى سن عفو تشريعي عام يتم بموجبه إخلاء السجون التونسية من جميع المساجين السياسيين ومساجين الرأي، وطي صفحة الماضي ووضع برنامج جدي لإعادة إدماج هؤلاء المساجين في الحياة العامة من خلال استرجاع حقوقهم المدنية والسياسية.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

عاجل..الحالة الصحيّة لزهير مخلوف تستدعي رقابة طبية يومية

 


السبيل أونلاين – تونس – عاجل   يستوجب الوضع الصحي لمراسل السبيل أونلاين في تونس ، المناضل الحقوقي زهير مخلوف الموقوف بسجن المرناقية منذ 20 أكتوبر الماضي ، والمضرب عن الطعام منذ 21 أكتوبر ، رقابة طبية يومية ، خاصة وأنه يشكو من إرتفاع نسبة السكري في الدمّ ، إضافة إلى مرور أسبوعين عن الإضراب ، وهو ما يستدعي من الجهات المعنية تحمل مسؤولياتها تجاه وضعيته الصحية المتدهورة .   ولم يتم عرض زهير على الفحص الطبي منذ دخوله في إضراب مفتوح عم الطعام منذ أسبوعين ، وذلك من أجل إطلاق سراحه وإسقاط التهم الكيدية التى أعتقل بسببها .   وتعرض زهير داخل السجن وأثناء جلسة يوم الثلاثاء 03 نوفمبر 2009 ، إلى إغماءات متكررة ، وظهرت عليه علامات الشحوب وفقد الكثير من وزنه ، وأثناء الحديث يشعر بضيق في التنفس ، وتظهر عليه حالة إجهاد كبيرة ويشكو من أوجاع حادة في الرأس .   ونحن نحذّر من التدهوّر المتسارع والخطير التى تشهده صحّة مراسلنا في تونس المناضل الحقوقي زهير مخلوف ، ونشدد على ضرورة تمكينه من رقابة طبية يومية لمتابعة حالته الصحية عن كثب، كما نطالب بإطلاق سراحه فورا ونحمّل كل الجهات المعنية المسؤولية عن أي خطر يهدد حياته .
 
(المصدر:السبيل أولاين بتاريخ 4 بتاريخ 2009 )


الهيئة الوطنية للمحامين الفــرع الجهوي للمحامين تونس 
بيــــــــــــان

على اثر الإعلام الوارد على مجلس الفرع بتاريخ 02/11/2009 من طرف الأساتـذة أحمد نجيب الشابي والعياشي الهمامي وشوقي الطبيب والمتضمّن رفض إدارة السجن المدني بالمرناقية تمكينهم من زيارة منوّبهم السيد توفيق بن بريك.   وعلى اثر تحوّل السيد رئيس الفرع يوم 03/11/2009 إلى السجن المذكور لاستفسار ادراة السجن المذكور حول الموضوع ولزيارة السجين المذكور وذلك صحبة الأستاذين راضية النصراوي والعيّاشي الهمّامي فوجئ بدوره بمنعه من الزيارة.  وأمام استفحال ظاهرة منع المحامين من حقّهم في زيارة منوبيهم وآخرهم الأستاذ فوزي جاء بالله وتعددّ الظواهر السلبية الأخرى التي تعمّق من معاناة المحامين في إطار ممارسة مهنتهم .    وأمام هاته التجاوزات الخطيرة التي تمسّ من حقوق الدفاع وأمام رفض السلط القضائية المعنية ووزارة العدل الردّ على الاستفسارات الشفوية والكتابية الموجهة لها من طرف مجلس الفرع وبالتالي عدم استعداد السلط المذكورة الانكباب على مشاغل المحامين ومعاناتهم اليومية.   فان مجلس الفرع الجهوي للمحامين الملتئم في جلسة طارئة يعبّـر عــن :   1/ استنكاره للمعاملة التي تلقاها رئيس الفرع من طرف إدارة السجن .   2/ يحمّل وزارة العدل المسؤولية لعدم الجواب على المكاتيب الموجّهة لها بعد استنفاذ كل المحاولات مع السلط القضائية المختصة.   3/يطالب السلط المختصة التعامل مع الملفات القضائية دون تمييز وذلك في إطار احترام حقوق الدفاع وحقوق المتهم المشروعة.   4/ يدعو الزملاء إلى ممارسة حقّهم في القيام أمام السلط القضائية المختصة ضدّ إدارة السجن وكل مسؤول عن رفض تنفيذ القرارات القضائية.  
عن مجلس الفرع         عبد الرزاق كيلاني قصر العدالة شارع باب بنات تونس الهاتف 71.560.979/71.573.360 الفاكس 71.564.705/71.571.976  

الشـــباب الديمقــراطي التقــدمي حرية- هويّة- عدالة اجتماعيّة تونس  في :03-11-2009 بــيــــــان  

عمدت  قوات البوليس بأعداد غفيرة على اقتحام المبيت الجامعي « الياسمين » وكلّية الآداب بمنوبة في مناسبتين ، فجر الأحد وصبيحة الثلاثاء، والاعتداء على الطلبة المعتصمين بالعنف الشديد، في محاولة لفك الاعتصام الذي يخوضه طلبة هذه الكلّية للمطالبة بالسكن الجامعي، وقد خلّف هذا الهجوم الوحشي عددا من الجرحى، من بينهم الطالب حمزة العربي في حالة خطيرة، والى اعتقال ما لا يقل عن 10 مناضلين، من بين أعضاء الاتحاد العام لطلبة تونس، الذين قاموا بتأطير هذا التحرك. ويأتي هذا الاعتداء على الطلبة في أعقاب الإعلان عن نتائج الانتخابات الشموليّة التي عاشتها تونس في الأيام الأخيرة، وعلى خلفية الخيبة السياسية التي مني بها نظام الحكم في هذه الانتخابات، وفي سياق الحملة المسعورة التي يشنّها على الإعلام والإعلاميين. إنّ الشباب الديمقراطي التقدمي: إذ يدين بشدّة هذا الاعتداء على الطلبة الذين طالبو بأبسط الحقوق، وهو الحق في السّكن، ويدين حملة الاعتقالات التي رافقتهم (الحكم على الطالب زهير الزويدي ب9 أشهر سجن نافذة، اختطاف الطالب أنيس بن فرج من مقر سكناه بمعتمدية جبنيانة من ولاية صفاقس، اختفاء الطالب محمد السوداني…)، فإنّه يؤكد وقوفه إلى جانب رفاقهم المعتصمين والمعتقلين. يطالب بتوفير السكن الضروري واللائم لعموم الطلبة دون تمييز عن الهويّة. »يطالب بإطلاق سراح جميع الموقوفين، وإيقاف كل إجراءات التتبع ضدّهم. كما يطالب السلط بالكشف عن ملابسات الاختفاء الغامض للطالب محمد السوداني منذ 22-10-2009، والمرجح لإمكانيّة اختطافه على خلفية التصريحات الصحفية التي كان قد أدلى بها لمراسلة راديو « مونتيكارلو ». يجدّد استعداده لخوض كلّ الأشكال النضاليّة المتاحة دفاعا عن المصالح المادية للطلبة، وعن الحقّ في النشاط النقابي الحرّ في رحاب الجامعة التونسيّة.   المكتب  الوطني المؤقت للشباب الديمقراطي التقدمي 

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني تونس في 04 / 11 / 2009

من اجل اطلاق سراح جميع الطلبة الموقوفين

 


يتابع المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية بانشغال بالغ حملة المضايقات والإيقافات التي طالت في الأيام الأخيرة عددا من الطلبة الناشطين في صفوف الاتحاد العام لطلبة تونس وذلك على خلفية تنظيم ناشطي الاتحاد لاعتصام في الحي الجامعي بمنوبة للمطالبة بحق السكن الجامعي , ولم يتسنى للمرصد التعرف بدقة على عدد الموقوفين لكنه توصل إلى معرفة أسماء بعضهم هم : – ضمير بن علية – طارق الزحزاح – رفيق الزغيدي – عبد الوهاب العرفاوي – اشرف مبارك – الصحبي ابراهيم – نبيل بلطي – عمر ايلاهي – رضا بن منصور – انيس بن فرج – عبد القادر الهاشمي إن المرصد يأسف على حصول هذه الإيقافات في حق طلبة نقابيين ويذكر أن العمل النقابي أمر مسموح به في الجامعة في إطار القانون وعليه يطالب المرصد برفع التضييقات المسلطة على نقابيي الاتحاد العام لطلبة تونس وإطلاق سراح الطلبة النقابين الموقوفين فورا .ويأمل المرصد من كافة التشكيلات النقابية الوطنية وكل نشطاء المجتمع المدني مساندة نقابيي الاتحاد العام لطلبة تونس من اجل ضمان حقهم في النشاط والتصدي لكل العراقيل التي تواجههم . جميعا من اجل فرض الحقوق والحريات النقابية . جميعا من اجل التصدي للانتهاكات ضد العمال والنقابيين   عن المرصد المنسق  محمد العيادي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux

الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 16 ذو القعدة 1430 الموافق ل 04 نوفمبر 2009

أخبار الحريات في تونس


1)    معاناة سجين الرأي محمد علي عبد اللاوي: يعاني سجين الرأي محمد علي عبد اللاوي المعتقل حاليا بسجن المنستير من عدة أمراض دون أن يتم عرضه على طبيب السجن، كما أنه يعيش وضعية صعبة داخل غرفة مكتظة بمساجين الحق العام تنعدم فيها أبسط شروط الإقامة حيث تفتقد إلى الإنارة والتهوية الكافية بالإضافة إلى كثرة المدخنين مما أثر سلبا على حالته الصحية. وتجدر الإشارة إلى أن سجين الرأي محمد علي عبداللاوي (أصيل حي العوينة بمدينة سوسة) يقضي بالسجن حكما بالسجن مدة خمس سنوات قضى منها ثلاثة أعوام، وتطالب عائلته التي زارته صباح اليوم الأربعاء 4 نوفمبر 2009 بنقله إلى سجن المسعدين القريب من مسكن العائلة. 2)    سجين الرأي السابق عبد السلام الطرابلسي يتعرض للمضايقة: يتعرض سجين الرأي السابق عبد السلام الطرابلسي منذ خروجه من السجن إلى مضايقات متكررة من قبل أعوان البوليس السياسي الذين يعمدون إلى استدعائه للحضور بمقر منطقة الشرطة بالعمران الأعلى رغم عدم وجود حكم عقابي تكميلي ضده يقضي بالمراقبة الإدارية، إلا أن أعوان البوليس السياسي يستدعونه شفويا في مخالفة صريحة لما ينص عليه القانون ويهددونه بإعادته إلى السجن إن هو لم يتعاون معهم. علما بأن سجين الرأي السابق عبد السلام الطرابلسي طالب سنة ثانية إعلامية بالمعهد الأعلى للإعلامية بأريانة يقطن بالعمران الأعلى، كان قضى بالسجن مدة أربعة أشهر من أجل تهمة عقد اجتماع غير مرخص فيه.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


مكاتب فيدرالية لاتحاد الطلبة بصفاقس

بيان


أقدمت قوات قوات البوليس على اقتحام الحي الجامعي بمنوبة يوم الأحد 1نوفمبر 2009 على الساعة الرابعة صباحا أين كان يعتصم عشرات الطلبة بتأطير من الاتحاد العام لطلبة تونس من أجل الحق في السكن واحتجاجا على محاكمة الرفيق زهير الزويدي على خلفية نشاطه النقابي ومساهمته في تأطير الاعتصام (صدر حكم بسجنه 9 أشهر)، حيث قامت جحافل من « البوب » بالاعتداء بالعنف الشديد على المعتصمين واعتقلت أكثر من 10 مناضلين . وقد قام البوليس أيضا باختطاف كل من الرفاق أنيس بن فرج (من مقر سكناه بجبنيانة) ورضا بن منصور كاتب عام المكتب الفيدرالي للاتحاد العام لطلبة تونس بالمعهد العالي للغات الحية بتونس وعمر إلاهي، هذا ولا يزال مصير الرفيق محمد السوداني مجهولا منذ يوم الخميس 22 أكتوبر 2009 بعد أن أبلغ في أخر اتصال هاتفي كونه محاصرا من قبل عدد كبير من قوات البوليس وسط العاصمة وهو الأمر الذي يبعث على الشك في إمكانية اختطافه وتعرضه لتعذيب نظرا لأن مثل هذه الحالات ارتبطت دوما بالاعتداء على الحرمة الجسدية خلال التحقيق. وأمام هذه الهجمة الشرسة على مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس فإننا نحن المكاتب الفيدرالية الممضية أسفله : نطالب السلطة بإطلاق سراح جميع الرفاق دون قيد أو شرط وإيقاف جميع التتبعات العدلية في حقهم. نعرب عن قلقنا على مصير الرفيق محمد السوداني بعد أكثر من 10 أيام من اختفائه كما نطالب السلطة بالكشف عن مكان تواجده. نعبر عن استعدادنا لخوض كافة الأشكال النضالية دفاعا عن منظمتنا النقابية الاتحاد العام لطلبة تونس ومناضليها وللوقوف صفا واحدا دفاعا عن الحق النقابي داخل أسوار الجامعة. نهيب بكافة القوى الديمقراطية والتقدميّة للوقوف إلى جانب الاتحاد العام لطلبة تونس للتصدي للهجمة التي تستهدف مناضليه. صفاقس في 1 نوفمبر 2009 الإمضاءات :  المكتب الفيدرالي للاتحاد العام لطلبة تونس بكلية العلوم الاقتصادية والتصرف بصفاقس  المكتب الفيدرالي للاتحاد العام لطلبة تونس بكلية الحقوق بصفاقس  المكتب الفيدرالي للاتحاد العام لطلبة تونس بالمعهد العالي لإدارة الأعمال بصفاقس  المكتب الفيدرالي للاتحاد العام لطلبة تونس بالمدرسة العليا للتجارة بصفاقس  المكتب الفيدرالي للاتحاد العام لطلبة تونس بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بصفاقس  
 
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 4 نوفمبر  2009)


وحدات أمنية تقتحم كلية الآداب بمنوبة وتوقع إصابات


التحرير في الثلاثاء, 03. نوفمبر 2009  
عمدت أعداد كبيرة من وحدات التدخل والحرس الوطني إلى اقتحام كلية الآداب بمنوبة أمس الثلاثاء حيث كان الطلبة يحضرون اجتماعا عاما بخصوص موقوفي المبيت الجامعي، وقد تم الاعتداء عليهم بالعنف الشديد باستخدام الهراوات والحجارة. وخلف الاعتداء إصابات بليغة لدى كثير من الطلبة استوجبت نقلهم إلى المستشفيات. وأثار هذا الاقتحام الهلع في صفوف العاملين بالكلية من موظفين وأساتذة الذين لم يقع استثناؤهم من الاعتداء وخاصة عميد الكلية السيد شكري المبخوت الذي تم ضربه بالحجارة من طرف احد أعوان الأمن .  وتم على إثر هذا الهجوم محاصرة الكلية بعد طرد الطلبة منها وغلق الأبواب وتعليق الدروس فيها إضافة إلى محاصرة الحي الجامعي حيث احتمى الطلبة. كما أغلقت الطرقات المؤدية للكلية ومنع المواطنون والطلبة من التنقل باتجاهها.  من جهة أخرى علمت كلمة أنّ وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس قام يوم الثلاثاء بإصدار بطاقة إيداع في السجن بحق 10 طلبة وإخلاء سبيل أربعة آخرين وهم المجموعة الذين تم إيقافهم فجر الأحد الماضي إثر مداهمة اعتصام بالمبيت الجامعي البساتين بمنوبة.  وسنوافيكم في نشرة لاحقة بتفاصيل التهم الموجهة للمعتقلين حال حصول المحامين على ملف القضية. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 03 نوفمبر 2009)  


احتجاجا على طرد زميل لهم نقابيو المياه يرفعون الشارة الحمراء


حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 03. نوفمبر 2009 نظم اعوان الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه بولاية جندوبة يوم أمس الثلاثاء 3 نوفمبر 2009 وقفة احتجاجية لمدة ساعة كما واصلوا رفع الشارة الحمراء كامل نهار أمس. وقال نقابيو المياه إنّ تحركهم جاء احتجاجا على القرارات التي يتخذها رئيس الإقليم والتي وصفوها بغير قانونية خاصة وان احد الأعوان تم طرده دون موجب وفي تغييب متعمد للطرف النقابي. وأضافت نفس المصادر أنّ رئيس الإقليم لفق التهم للعامل المطرود من أجل التغطية على احد المسؤولين بنفس الإدارة.  هذا وقد حظي التحرك بحضور الكاتب العام للاتحاد الجهوي السيد سليم التيساوي وخمسة أعضاء من المكتب التنفيذي الجهوي.   (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 03 نوفمبر 2009)  


« الفجر نيوز » تحاور الكاتب الصحفي والناشط السياسي والحقوقي الاستاذ علي بن عرفة

 


حاوره : الحبيب لعماري
الفجر نيوز: بعد صدور كتاب حاكمة قرطاج وتفشي المعلومات الواردة فيه لدى الشعب كثفت زوجة الرئيس من تحركاتها فهي التي قادت حملته الانتخابية الاخيرة وكانها بذلك تريد ان تاكد من انها هي الحاكم الفعلي ومع ورود تقارير تشير الى ان وراثة الحكم في تونس تدور بينها وبين صهرها صخر الماطري كيف ترون مستقبل الحكم في تونس؟ علي بن عرفة : بسم الله الرحمان الرحيم  في البداية اشكركم على هذه الدعوة للحوار والتحية والسلام للقراء. وان كنت لا ارى نفسي صحفيا كما ورد في تعريفكم فما اكتبه يندرج ضمن النشاط السياسي والحقوقي الذي اجتهد في اداء ما يليني منه من واجب. للأسف الشديد مستقبل الحكم في تونس لا يبعث على الإطمئنان فليس هناك تقاليد معروفة لإنتقال السلطة، فالمرة الوحيدة التي تم فيها نقل السلطة سنة 1987 كانت بانقلاب مفاجئ لإبن علي على الرئيس بورقيبة، ونظرا لما كان عليه الوضع في البلاد في تلك الفترة قدرت النخبة السياسية التجاوب مع وعود الإصلاح التي اطلقها الرئيس الجديد، فتجاوزت قضية الشرعية، ولم تشترط  ضمانات اوالتزامات بإصلاحات دستورية حقيقية تجنب البلاد مثل تلك المنزلقات في المستقبل. واليوم وبعد عقدين من ذلك التاريخ يتهددنا نفس المصير، فنحن مجددا نستقبل مرحلة صراع على الخلافة ولكنها اليوم بشكل اسوء لأنها تدور بين افراد العائلة الحاكمة او  المالكة بعد ان كانت بين نخبة الحكم، بما يعني ان البلاد صارت متاعا يورث و في ذلك إهانة بالغة للشعب التونسي. ولا ارى الخلاف حول الجكم بين ليلى الطرابلسي و صهرها صخر الماطري كما يشير سؤالكم فهذا الجذع من تلك الشجرة، بل هو مرشحها الرئيس في حال تعذر وصولها، فهناك مرشحين آخرين من أصهار الرئيس وغيرهم وقد نفاجئ بشخص جديد يمثل دور المنقذ من حالة عدم الإستقرار التي ستدفع اليها البلاد في السنوات القادمة تماما مثلما حصل مع ابن علي سنة 87، فيلقى القبول والإرتياح ليس لذاته، وانما لغيره أي لإزاحته كابوس الخيارات السيئة التي سترافق التونسيين الى حين حصول التغيير، وليس من المستبعد ان يكون تسليط الضوء في هذه الفترة على ليلى بن علي وصهرها الماطري الا لعبة في خطة جهنمية أعدت لتهيئة الأجواء للمنقذ الذي يهيء له المسرح الآن، مما يعني أن مستقبل البلاد سيضل رهينا للمفاجئات التي ستضعها أو تزكيها على الأقل القوى الخارجية، وهذا يحمل القوى الوطنية مسؤولية كبيرة في حماية البلاد من 7 نوفمبر جديد. الفجر نيوز: انتهت ما اعتادت السلطة على تسميته بالانتخابات والتي هي معلومة النتائج وما كانت لتؤدي الا لتأبيد الرئاسة ماهي قرائتكم لها؟ علي بن عرفة : رغم أن نتائج الانتخابات لم تكن مفاجئة، لأنها جرت في ظل قوانين استثنائية  أقصت الكفاءات الوطنية مثل الأستاذ أحمد نجيب الشابي والدكتور مصطفى بن جعفر وغيرهم من الكفاءات الوطنية المستقلة، فضلا عن كفاءات الأحزاب غير المعترف بها، وفي ظل تعتيم إعلامي  حتى على حملة معارضة الديكور، التي وجدت نفسها تستجدي عقد لقاء ختامي لحملة انتخابية لم تبدأ كما قال أحد المرشحين، بالإضافة الى اقصاء 65% من قائمات المعارضة المشاركة واستبعادها من 80% من مناطق البلاد، ومع ذلك شعرت بحزن عميق يوم اعلان النتائج، فهذه فرصة أخرى مهدورة عن الشعب التونسي، المتشوف لحياة سياسية متقدمة تليق بتطوره الحضاري، حتى بات يتحسر على الماضي القريب مثل سنوات الثمانينات، فيما شعوب الأرض قاطبة تتجه بأنظارها الى المستقبل وتحقق خطوات على طريق التقدم والتحرر السياسي، لقد تخلفت البلاد عن دول الجوار في هذا المجال، و تجاوزتنا حتى موريتانيا وهي دولة ناشئة، بينما كانت بلادنا والى وقت قريب، رائدة في محيطها العربي والإفريقي في مجال الحريات وتطور الحياة السياسية والنقابية والحقوقية والإعلامية.  إن نتائج الإنتخابات الأخيرة تكرس مبدأ الرئاسة مدى الحياة، فالذي يحصل على 89.27% من الأصوات بإمكانه تغيير الدستور سنة 2014 للتمديد، أما نزول نسبة الأصوات التي تحصل عليها الرئيس لما دون التسعينات المعتادة، فيكشف أن قدر الحياء عند النخبة الحاكمة لم يتجاوز 0.69%، وقديما قالت العرب « اذا لم تستح فافعل ما شئت ». الملاحظ أيضا أن حزب التجديد عوقب بتخفيض عدد نوابه لمشاكساته أثناء الحملة الإنتخابية، وتوهم مرشحه احمد ابراهم انه في منافسة حقيقية، بينما كوفئت الأحزاب التي تنافست في اظهار موالاتها بزيادة عدد مقاعدها، وهذا يعني أنه على المعارضة أن تختار بين الموالاة الكاملة أو الإقصاء والتهميش، وعندما ظهر رئيس الدولة ليلة الإنتخابات متوعدا الشعب في حال التشكيك في النتائج فقد كنا أمام مشهد فريد في العالم، مصدقا قول أنصار الرئيس أثناء الحملة الإنتخابية  » ما كيفو حد ». الفجر نيوز: يقول البعض انه لا مفر للنظام من اجراء اصلاح سياسي هل هذا حقيقة أم وهم؟ علي بن عرفة : لا يمكن الحديث عن نظام في تونس، فلا يوجد نظام بمعنى مؤسسات، وإنما هناك سلطة بسطت هيمنها على جميع السلطات التشريعية والقضائية، ومنحت جهاز الأمن الصلوحية الكاملة لإدارة شؤون البلاد، وعلى رأس هذا الجهاز شخص واحد هو إبن علي نفسه، وبالتالي من الخطأ الوهم أن هناك نظاما يتيح التقدير السياسي لملامح المرحلة المقبلة،  وليس هناك من لا يتمنى أن تشهد تونس خطوات جادة على طريق الإصلاح السياسي، فالبلاد في اأمس الحاجة الى انفراج يخفف من حدة التوتر الإجتماعي والسياسي، ويفسح المجال للحوار والتصالح وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات، ولكن مجال السياسة للأسف ليس مجال الأمنيات، خاصة في ظل موازين للقوة مختلة بالكامل لصالح السلطة، فلك أن تتمنى ما تشاء ولن يغير ذلك في الواقع شيئا لأنك لست الفاعل الرئيسي، فماذا نعني بسؤال لا مفر للنظام من إصلاح سياسي هل هناك ما يجبره على ذلك؟ أم المقصود الترتيبات الضرورية لتمرير عملية التوريث؟ ان طبيعة السلطة الأمنية انها لا تبالي بالترتيبات التي يراها السياسيون ضرورية، وإنما هي تفرض واقعها فرضا، وخير مثال على ذلك تحويرها للدستور وتمديدها للرئيس واجرائها لإنتخابات يجمع الجميع انها مهزلة، فهل اضطرت السلطة إلى تقديم أي تنازل لتمرير كل ذلك؟، ام أنها مارست العنف الأهوج أثناء الحملة الإنتخابية في المطار وأمام انظار الجميع من مواطنين وأجانب غير مبالية، بل انها اسقطت 68% من قائمات المعارضة في انتخابات اعتقد البعض ان السلطة في أمس الحاجة لإضفاء قدر من المصداقية عليها. الفجر نيوز: النخبة السياسية واقعها وآفاقها المستقبلية من حيث التشكل والفعل والوجود؟ علي بن عرفة : مصيبة تونس يا أخي ليست فقط في نظام الاستبداد الذي بسط هيمنة جهازه الامني على كل المجالات وانما ايضا في تشتت المعارضة وضعفها وتعثرها في نهج سبيل قوتها ووحدتها لحسابات شخصية وفي احسن الأحوال لحسابات حزبية ضيقة، رغم الأزمة التي تعيشها البلاد، والأخطار التي تتهدد الجميع سواء من خلال التوريث القادم، او العنف الذي ظهرت بوادره في حادثة سليمان في الضاحية الجنوبية للعاصمة، بالإضافة الى الإحتقان الإجتماعي والذي يمكن أن تتوسع من خلاله دائرة الاحتجاج لتطال مناطق أخرى وضعها ليس أفضل من جهة قفصة والرديف، وأحسب أن  تجربة الإنتخابات كانت درسا اخر للنخبة السياسة بأنه لا أمل لها في اصلاحات سياسية في ظل النظام القائم، وليس لها سوى التماهي مع خيارات السلطة او الاقصاء والتهميش، أي أن هناك رفضا مطلقا من جهة السلطة لأي تعاطي سياسي ايجابي مع كل من يطمع في حلحلة الأوضاع من داخل الإطار الذي وضعته ورسمت حدوده بعناية، وهذه يمكن ان نعدها « ايجابية » للسلطة، من جهة أنها لا تترك مجالا للوهم لمن تستهويهم الأوهام، بأنه يمكن الإصلاح من داخل منظومة الاستبداد، فهي شديدة الوضوح في رفض أي محاولة للتعاطي السياسي دون الموالاة الكاملة واللامشروطة، ومن المنتظر بعد تجربة الإنتخابات أن تستفيق قوى المعارضة التي داعبها الأمل في تغير ما في نهج السلطة، وتعود الى موقع المعارضة الجدية وتجدد تحالفها ضمن حركة 18 اكتوبر التي تكاد تتلاشى، بفعل الحسابات الخاطئة وغلبة المصالح الحزبية الضيقة ولابد من التسجيل هنا أن الحزب الديمقراطي التقدمي قد وفق في قرار لجنته المركزية بمقاطعة الانتخابات وهو ما يبشر بدور فاعل لهذا الحزب في بعث الحيوية لحركة 18 اكتوبر التي كان له إسهام كبير في بعثها وتأسيسها. الفجر نيوز: نسمع من حين لآخر باستمرار دعواة للمصالحة من اتجاه واحد بعضها وصل الى درجة تجريم الضحية وتحميله مسؤولية سنين السلخ والحرق الذي ما زالت تونس تعيش على دخانه في مقابل تزكية المجرم الحقيقي والجلاد هل من تعليق على مثل هذه الدعوات؟ علي بن عرفة : دعوات المصالحة هي دعوات نبيلة، خاصة عندما تصدر من ضحايا القمع، فهي تنم عن روح عالية من التسامح والرقي والتضحية من أجل أهداف كبرى تتعلق بالدين والوطن، ولذلك نجد ان هذه الدعوات في طابعها تكون مبدئية وشاملة وليست ذاتية وجزئية،  كما أنها تتأسس على تقدير سياسي يجد مسوغاته في ضعف المعارضة وعجزها أمام تغول السلطة التي تصبح في هذه الحالة الداء والدواء، ولا أحد يستطيع ان يزايد على الكثرين من دعاة المصالحة في النضال أو القدرة على التحليل والتقدير السياسي.  وبالتالي وجب التفريق في سؤالك بين من يدعو الى المصالحة، ومن يزكي النظام القائم، فالفريق الأول لا خلاف معه في الهدف، من حيث السعي الى تحقيق مصالحة وطنية شاملة، وانفراج سياسي يفكك حالة الإحتقان التي تشهدها البلاد، ولكن السؤال كيف الوصول الى ذلك بعيدا عن التمنيات والإستجداء الرخيص، في ظل نظام يرفض الحوار مع الجميع دعك من الإسلاميين؟ كيف يمكن الوصول الى المصالحة في ظل موازين للقوة مختلة بالكامل لصالح السلطة؟ المصالحة يا اخي تحتاج الى ارادة من الطرفين، والطرف الرئيسي المسؤول عن غياب المصالحة في تونس هو السلطة، فقد تحققت المصالحة في الجزائر رغم بلوغ الصراع الى درجة سفك الدماء ، كما تحققت المصالحة في ليبيا مع الجماعة الليبية المقاتلة وانتبه هنا الى صفة المقاتلة، فلماذا لم تتحقق في تونس؟ والجواب هو غياب الإرادة السياسية لدى السلطة، وحين توجد هذه الإرادة فكن على يقين أن المصالحة ستتحقق. أما حديثك عن الذين يزكون السلطة ويجرمون الضحية، فهم فئة محدودة من الفئات الهامشية  الكثيرة التي تدور في فلك النظام، ولكنها لبؤسها وسوء حظها ليس لها في المغنم نصيب، لأنها التحقت متأخرة جدا و في نهاية المرحلة، اذ النظام نفسه بدأ يعد لما بعدها، و ما يمنح هذه الفئة قليلا من الإعتبار هو ذلك السيل من الردود المتشجنة عليها، بينما كان من الأولى تجاهلها، لأن من يزكي نظام الإستبداد يكون قد كفاك مؤونة الرد، بعد أن  أسفر عن وجهه ووضع نفسه في خدمة جلاده وفي مواجهة الشعب بأكمله. الفجر نيوز: بوصفكم ناشط حقوقي ما هو المخرج والسبيل الناجع لايقاف هذا التردي المتزايد للحقوق في تونس؟ علي بن عرفة : هناك جهود كبيرة لمناضلي حقوق الإنسان في تونس للدفاع عن الحريات، وقد تشكلت لهذه الغاية جمعيات عديدة منها  منظمة حرية وانصاف والجمعية الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين والمجلس الوطني للحريات وغيرها، ويتعرض مناضلو هذه المنظمات للحصار والمضايقات والإعتداءات، كتلك التي تعرض لها الأستاذ عبد الرؤوف العيادي، وزهير مخلوف وعبد الكريم الهاروني وسهام بن سدرين وغيرهم،  وهذه الجهود اثمرت بحمد الله وستثمر في المستقبل المزيد من الجرأة في مواجهة عنف السلطة، ورفع حاجز الخوف لدى المواطنين، وبالتالي وجب تقدير هذه الجهود حق قدرها، وتغطيتها إعلاميا، ومساندتها والوقوف الى جانب ابطالها، لأنها في وضع مثل الوضع التونسي تعد في مقام العمليات الإستشهادية، ولكن الأزمة في تونس ليست مجرد تجاوزات حقوقية، وإنما هي أزمة سياسية تتلخص في الاستبداد، وقد انتبهت حركة النهضة لهذا المأزق منذ بداية التسعينات، فشخصت العلاج في مطلب الحريات، ولكنها مع سبقها ونجاحها في تشخيص الأزمة ورفعها لمطلب الحريات، فقد كانت سببا في تعميق الأزمة من حيث أرادت مواجهتها، وذلك بسبب الخطأ في تقدير موازين القوة، وتجاهلها لقوى المعارضة وتحملها بمفردها نيابة عن الشعب ضريبة الدفاع عن مطلب الحريات، وهو مطلب لا يمكن ان ينهض به فريق دون بقية اطراف المعارضة، ودون صاحب الشأن الحقيقي وهو الشعب، واليوم وبعد عقدين من الاستبداد يكاد يجمع الجميع حول تشخيص الازمة، وبات مطلب الحريات مطلب قوى المعارضة على اختلاف توجهاتها، واصبح من الضروري الإستفادة من تجربة التسعينات، بالعمل على توحيد جهود المعارضة، لانه لا سبيل للنهوض بمتطلبات المرحلة التي تعيشها البلاد والتي تتسم بالإنسداد السياسي والإحتقان الاجتماعي الذي بات يهدد الأمن والإستقرار، بالإضافة الى عملية التوريث التي تجري على قدم وساق، وما ترتبه القوى الخارجية لضمان مصالحها، دون توحيد جهود المعارضة الجادة حول بديل سياسي يحقق قدرا من الإجماع ويتيح بناء التفاف شعبي حول قيادات وطنية نزيهة، قادرة على خوض معركة الإصلاح السياسي ببرنامج واضح ومتفق عليه، وتحرك ميداني جماهيري يشكل ضغطا قويا على النظام، ويجبره على الإصلاح، ويشكل فيتو كبير امام شرعية اي تغيير لا يقدم التزامات وضمانات بإصلاحات دستورية وسياسية باتت ضرورية. الفجر نيوز: هل يمكن ان يعتبر اعتقال الاعلامي والناشط الحقوقي عضو الحزب الديمقراطي التقدمي زهير مخلوف تخبط امني وسياسي لانه كما يقول بعض المتفائلين جاء في فترة كان النظام يحتاج فيها الى الهدوء الاعلامي ام انه اتمرار لسياسة القمع وتكميم الافواه كما يقول البعض الاخر؟ علي بن عرفة: المناضل زهير مخلوف من ابرز النشطاء الحقوقيين في تونس في الفترة الأخيرة ولعله في جهده يصدق فيه القول رجل كألف، وقد أزعج النظام بنشاطه الحقوقي وجهوده الإعلامية وخاصة  بتقاريره المصورة عن اوضاع حقوق الانسان وآخرها عن المنطقة الصناعية بنابل، واعتقاله يندرج ضمن سياسة ممنهجة لدى السلطة بتكميم الأفواه والتعتيم عن كل الإخلالات وفي مختلف المجالات، لأنه بحسب السلطة لا صوت يجب ان يعلو فوق صوت الحمد والتمجيد لإنجازات النظام، وبالتالي لا يختلف اعتقال زهير مخلوف عن اعتقال الدكتور صادق شورو أوالأستاذ عدنان الحاجي، واذا كان اعتقال السيد مخلوف يفضح الازمة الحقوقية والاعلامية التي تشهدها البلاد وبالتالي وتدني سقف الحريات، فإن اعتقال شورو يرمز للأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ عقدين، بينما يرمز اعتقال الاستاذ الحاجي الى الأزمة الإجتماعية و النقابية، وهذا يشير الى أن الازمة التونسية شملت مختلف المجالات، ومع ذلك فإن كل من يتحدث عن ازمة في تونس مصيره الاعتقال، بغض النظر عن انتمائه، وهذه طبيعة الانظمة الاستبدادية، فهي لا تقبل الحوار لرفضها من حيث المبدأ الرأي المخالف، وبالتالي تجتهد في اقصائه بشتى الطرق والوسائل للتعتيم على اخفاقاتها. الفجر نيوز: مرت الان اربع اشهر على المؤتمر التاسيسي لمنظمة المهجرين وبعد الزخم الاعلامي الذي واكب ولادتها وامتعاض البعض من طغيان الوجود البارز للسياسيين خلال المؤتمر على حساب مطالب المؤتمرين الحقوقية برز ذلك من خلال التغطية الاعلامية حسب قولهم هل يمكن ان نعتبر النظمة اضافة دكانية الى الدكاكين التونسية الحقوقية والسياسية في الداخل او الخارج وهل يمكن ان تصل المنظمة الى تحقيق اهداف ومطالب اعضائها بالبيانات والتظاهر؟ علي بن عرفة: اعتقد ان حضور ممثلي التيارات السياسية لأي مولود وطني جديد امر طبيعي،  كما لا يمكن ان تستضيف هذه القوى ثم تفرض عليها نوعية الخطاب الذي تريد ان تعبر من خلاله عن مواقفها، واذا كانت التغطية الاعلامية قد ركزت على الخطابات السياسية فلان طبيعة الاعلام اليوم التركيز على الاثارة، بالاضافة الى ان المؤتمر وباستثناء مداولات اعضائه لم يقدم خلاله مضمون يمكن التركيز عليه اعلاميا، ولقد كان يمكن تجاوز ذلك لو كانت الجهة المنظمة اعدت خطابا لتأطير المؤتمر، او تم التعقيب على مداخلات الضيوف بإبراز طبيعة اللقاء بالنسبة للمشرفين عليه، او اعداد البيان الختامي اعدادا جيدا بما يتيح تداوله من طرف وسائل الإعلام، او عقد ندوة صحفية تسلط الضوء على نتائج المؤتمر وتعلن أهداف المنظمة وطبيعتها، ولكن شيئا من ذلك لم يحصل، وهذا في اعتقادي لا يعود فقط لضعف تجربة القائمين على هذا المشروع، وإنما لعدم جديتهم، على خلاف المؤتمرين الذين ابدو حماسا والتفافا حول المشروع منقطع النظير، وكان الرأي الغالب في المؤتمر ان ملف العودة قد وصل سياسيا الى طريق مسدود، وأما حقوقيا  فقد وقع تجاهله من قبل المنظمات الوطنية بحكم اكراهات الواقع، فكان لا بد من انشاء منظمة تتولى تنهض  بهذا الملف الحقوقي والإنساني بعيدا عن التوظيف السياسي، كمدخل جديد يمكن بحسب تقدير المؤتمرين تحقيق مكاسب من خلاله، وبغض النظر عن الموقف من هذا الخيار الجماعي لأعلى هيئة في المنظمة ، كان الواجب احترام نتائج المؤتمر والعمل بمقتضاها، ضمن المؤسسات المنتخبة، ولكن تقديري ان مشكلة تضخم « الأنا » التي اورثها  » المجاهد الأكبر » للنخبة التونسية كانت وراء اجهاض مشروع منظمة المهجرين، وهي وراء إعاقة كل عمل مؤسساتي وفشل كل جهود المعارضة للتوحد على مر تاريخها. (المصدر: « الفجر نيوز » (ألمانيا – محجوب في تونس) بتاريخ 2 نوفمبر 2009)  


تخوين للمعارضة وتحذيرات من تقلّص هامش الحريات   تونس تشهد تزايدًا للإحتقان السياسي والإنتهاكات بحق الصحافيين  


إسماعيل دبارة    بدأت تونس تشهد تضييقًا حقيقيًّا من قبل السلطات المحلية على الصحافيين ونشطاء السياسية بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية بأيام، والتي اعتبر معظم المراقبين العرب والدوليين أنّها مورست بنزاهة. حيث تعرض عدد من الصحافيين للمضايقات، فيما وعد الرئيس الفائز بولاية خامسة زين العابدين بن علي بمحاسبة كل من تسول إليه نفسه ويعكر صفو الانتخابات. واعتبر الدكتور منصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية في حديث الى ايلاف انّ تونس دخلت منزلقًا لا نعرف أين سيقود ومتى سينتهي.    تونس:   شهدت تونس خلال الأيام التي أعقبت الانتخابات الرئاسية والتشريعية تزايدًا في جرعة الانتهاكات ضدّ حرية التعبير والصحافة والعمل السياسيّ المدني. وتحت عنوان »الرئيس التونسي يفي بأولى وعوده الانتخابية » ذكرت اللجنة العربية لحقوق الإنسان في بلاغ لها انه « لم يمض أكثر من 24 ساعة على إطلاق الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وعده بمعاقبة كل من يعكر صفو الأجواء الانتخابية ويشكك بنزاهتها، حتى انتقل لتنفيذ هذه الوعود ».   وتعرض مساء الأربعاء 28/10/2009 الصحافي سليم بوخدير أمام منزله بضاحية « باردو » لاعتداء واختطاف، بعد ساعات من تصريحات أدلى بها لمحطة « بي بي سي » البريطانية مما أدى إلى إصابته بأضرار بدنية جسيمة كما تمت مضايقة مراسل قناة « الجزيرة » في تونس الصحافي لطفي حجيّ في مناسبتين في مطار تونس قرطاج الدولي، حيث ذكر أنّ أعوان الأمن اعتدوا عليه بالعنف اللفظي، كما اعتقلت السلطات الصحافي المعروف دوليًا توفيق بن بريك بعد عدد من المقالات النقدية التي نشرها بالصحف الفرنسيّة. كما يتواصل سجن الصحافي والناشط الحقوقي زهير مخلوف على خلفية نشره لتقارير إعلامية نقديّة في فترة الانتخابات.   وفي خطوات بدت لعدد من المتابعين متوقعة خصوصًا بعد أن هاجم الرئيس بن علي منتقديه عشية الانتخابات الرئاسية والتشريعية ووعد بـ »تطبيق القانون ضدّ المشككين في نتائج الانتخابات »، حجزت السلطات صحيفة « الطريق الجديد » الأسبوعية المعارضة للمرة الثانية خلال أقلّ من شهر كما تمّ حجب موقع « الجزيرة نت » انطلاقًا من تونس. وتشنّ صحف مقربة من الحكومة منذ أسابيع حملة ضدّ المعارضات التونسية وصلت حدّ « التخوين » و الاتهام بـ »العمالة للخارج » و القدح في سيرة عدد كبير من رموز المعارضة بما فيها المعارضة القانونية كقيادات الحزب الديمقراطي التقدمي والتكتل من اجل العمل والحريات.   يقول الإعلامي التونسي المستقلّ بسّام بونني لإيلاف: » مسألة الحريات أضحت المعضلة الحقيقية اليوم في تونس. فالتعرض للصحافيين والنشطاء والاعتداء عليهم والتشهير بكل صوت معارض مؤشر خطر لن يؤدي إلا إلى مزيد من الانغلاق ولن يكرس إلا خطابًا متطرفًا وعدائيًا، ولا أعتقد أن البلاد في هذه اللحظة بالذات بحاجة إلى مزيد من الضغوط ».   واستنادًا إلى بونّني فإنّ « الحزب الحاكم جيش بدوره جيوشًا في الخارج ولاستعادة التعبير السائد « استقوى » هو الآخر بالقوى الخارجية لإضفاء مصداقية على الموعد الانتخابي… يجب وضع حدّ لحملة التخوين، فكلنا تونسيون نختلف من أجل تونس لا عليها. والبلاد تتسع للجميع مهما حاول بعضهم تصنيف الناس في خانات الارتزاق والقانون واضح وصريح وهو الوحيد الذي يضمن حرية الاختلاف ».   الدكتور منصف المرزوقي رئيس حزب « المؤتمر من أجل الجمهورية » استغرب في تصريحات لإيلاف من مكان إقامته الحالي بباريس ، الحديث عن تزايد للانتهاكات ضدّ الصحافيين والسياسيين في تونس وتساءل : متى كانت لنا حرية صحافة حتى يطرح موضوع كهذا ؟ مرة أخرى أقول إنّ تونس دخلت منزلقًا لا نعرف أين سيقود ومتى سينتهي ».   الانتخابات الأخيرة كانت في نظر عدد من السّياسيين التونسيين « فرصة للقطع مع الرأي الواحد و الحزب الواحد » ، إلا أن النتائج التي جاءت مخيبة لآمال المعارضة وكرّست هيمنة الحزب الحاكم على مجلس النواب دفعت بعدد من التيارات السياسية إلى الطعن في النتائج و في شرعية العملية الانتخابية برُمتها. ولا تزال مواقف الأحزاب التونسيّة المعارضة مختلفة جوهريًا إلى حدّ اللحظة وهو ما انعكس على أدائها المُشتّت خلال الانتخابات الأخيرة بين مشارك ومقاطع ومُنسحب.   ويقول الإعلامي بسام بونني : »أعتقد أن أحزاب المعارضة الحقيقية أسمعت صوتها سواء من خلال مقاطعتها للانتخابات أو المشاركة فيها ،وكرّست بالتالي حقيقة أن في تونس قوى رفض ، لكن قواعد اللعبة لا تسمح لها بأكثر من ذلك.إلا أنّ كل القوى السياسية بما في ذلك الحزب الحاكم خرجت من الانتخابات خاسرة مهزومة. فالموعد الانتخابي لم يعكس الثراء الفكري والسياسي في البلاد.   ويرى بونني إنه على المعارضة الآن  » أن تلتقي حول نقاط وبنود لا خلاف عليها مهما اختلفت أفكارها. أما العمل الفردي فلن يؤدي إلا لمزيد من الضعف ».على حدّ تعبيره. أما الدكتور منصف المرزوقي فيقول: » كان الهدف بالنسبة إلى الأحزاب الصّورية ضمان بعض مقاعد في البرلمان فيجب القول هنا إن تماشيها كان جيدًا، وقد حصلت على ما تريد ولو كان فتات المائدة مدفوعًا بماء الوجه. وإذا كان الهدف بالنسبة إلى الأحزاب الوطنية الديمقراطية زعزعة الاستبداد البوليسي فإنها نجحت نسبيًا في ذلك لأن هذه أصعب عملية تزوير خاضها النظام إلى اليوم وستزداد صعوبة مرة بعد أخرى إلى أن تنتهي كل القصة أي إلى سقوط الدكتاتورية  » على حدّ تعبيره.   ويرى عدد من المتابعين في تونس أن النظام « لم يستسغ » الحملة الإعلامية الضخمة التي قادتها المعارضة التونسيّة عبر وسائل الإعلام الأجنبية ونددت فيها بسير العملية الانتخابيّة، وهو ما قد يفسّر لجوءه إلى الحلّ الأمني والقضائي لـ »تأديب » بعض الأقلام الناقدة والأصوات الرافضة. ولا يستبعد الملاحظون أن تشمل التضييقات أحزابًا معترفًا بها وشخصيات حقوقيّة معروفة.   (المصدر: موقع ايلاف (بريطانيا) بتاريخ 4 نوفمبر 2009 )  

أولى نتائج الانتخابات في تونس :

تهديدات، اختطافات، اعتداءات، إيقافات ومحاكمات أو سقوط مهرجان الأقنعة والمساحيق

 


انتهت الانتخابات في تونس إلى « انتصار باهر » لصالح السلطة القائمة. لكن حجم هذا « الانتصار » لا يقلّ أهمية عن حجم المهزلة. وقد اكتفى بن علي هذه المرة بنسبة 62،89%، ظنّا منه أن ذلك سيقيه سخرية الساخرين وتهكم المتهكمين ممن يهتمون بالشأن التونسي. لكننا نشير إلى أن نتائج الانتخابات المنتهية لا تختلف في شيء عن أرقام المهازل الانتخابية السابقة. في الواقع تحصل مرشحو الديكتاتورية (بن علي والأينوبلي وبو شيحة) على نسبة 98،47% من نسبة الأصوات. وتحصلت أحزابهم (التجمع، الإتحاد الوحدوي، الوحدة الشعبية، الخ) على 212 مقعدا من جملة 214 في مجلس باردو. طبعا لا أحد تكهّن بغير هذه النسب ولا أحد يُشكك في وهمية هذه الأرقام. « ميمونة تعرف ربي وربي يعرف ميمونة ». في تونس، كما في كامل وطننا العربي، تعودنا على خطاب « الانتصارات الباهرة » و »الإنجازات الكبيرة » الذي يسعى إلى حجب الهزائم وتردي الأوضاع. إن تهديدات بن علي، في آخر حملته الانتخابية، الداعية إلى مقاضاة كل من يشكك في نزاهة العملية الانتخابية ونتائجها دون تقديم أدلة على ذلك مثلت المضمون الوحيد الذي أثار اهتمام الملاحظين. ولو كانت هذه التهديدات تتضمن شيء من الجديّة لكان وزير الداخلية أول ضحاياها. فهذا الأخير ليس في مقدوره تقديم أي دليل على نزاهة هذه الانتخابات أو على عدم وهمية نتائجها. ولكن بين بن علي وأبواق دعايته يمكن القول « العصفور إيغني وجناحو إيردّ عليه ». أما النتائج الحقيقية لهذه الانتخابات فهي تتمثل في الحملة القمعية الجديدة والتي يذهب ضحيتها المعارضون والناقدون الصحفيون، من ذلك الاعتداء بالعنف على حمّه الهمامي وراضية النصراوي ومعز الباي وسليم بو خذير وسيهام بن سدرين وناجي البغوري وإيقاف زهير مخلوف وتوفيق بن بريك ومجموعة من الطلبة من كلية الآداب واختفاء محمد السوداني منذ يوم 22 أكتوبر بعد أن اختطفته مجموعة من عناصر البوليس. ومن المؤكد أن حملة القمع لن تتوقف عند هذه الاعتداءات. رغم حملة القمع هذه هناك سمات عديدة في الوضع السياسي الراهن في بلادنا يمكن أن تقينا من شر الاكتئاب السياسي لأنها تنبأ بتطورات إيجابية إذا ما عرفت القوى الديمقراطية كيف توظفها لصالحها. إن بقاء مراكز الاقتراع فارغة وعدم توافد التونسيين عليها يُشير إلى أولى هذه السمات: إن السلطة القائمة لم يعد لها أيّ مرتكز إيديولوجي لدى أوسع الجماهير ولم تعد لها أي مصداقية سياسية، كما تفتقد مؤسساتها إلى أبسط مقومات الشرعية. ممّا يفسّر عدم مقدرة السلطة على تعبئة التونسيين في موعد سياسي مثل موعد الانتخابات. وسيزداد فعل الأيام القادمة في اتجاه تعميق الانسلاخ القائم حاليا بين نظام بن علي وأوسع قطاعات الشعب. وذلك لثلاثة أسباب على الأقل. أولا سيتواصل احتداد الأزمة الاقتصادية من جهة وستستمر السلطة في تنفيذ اختياراتها الليبرالية والموالية لمصالح الدوائر الرأسمالية من جهة ثانية. عاملان من شأنهما أن يعمقا مظاهر البطالة وتدني مستوى عيش الشغالين وارتفاع وتيرة الاستغلال والتفاوت في توزيع الثروات عدى تواصل انتشار مظاهر المحسوبية وسرقة خيرات البلاد والتفريط فيها للرأسمال الأجنبي. أمّا سياسة الحكومة فهي السياسة الوحيدة التي يمكن أن تُشبع جشع العائلات المالكة الذي لا حدود له. ثانيا لم يعد لبن علي حزب سياسي بالمعنى الصحيح للكلمة. أي حزب له تأثير إيديولوجي حقيقي وكوادر وقيادات ملتحمة بالجماهير ومفكرون مبدعون. وفي الواقع يظم حزب بن علي « خيرة » ما أنجبت تونس من الانتهازيين والوصوليين بمختلف المقاييس والأحجام. ومغنطيس التجمع الدستوري الديمقراطي معدنه الجشع و »الأفاريات ». وحال هذا الحزب هو أقرب إلى حال الأربعين سارق في قصة « علي بابا ». طبيعة الديكتاتورية وحكم الشخص الواحد وعبادة الشخصية [1] يفسّر هذه المظاهر. ومع مرور الزمن لا يمكن أن يدور في فلك الزعيم إلا الانتهازيون والمنافقون. ولكن داء الانتهازية معدي وهو يستشري في كامل الإدارة والمؤسسات ويهدد أجيال كاملة بالانحطاط الأخلاقي والمدني ويرسخ لديهم الميل إلى التفريط في الصالح العام أو ما يعبرون عنه بـ »ملك البيليك »، ما دامت لهم قناعة بأن « حاميها حراميها ». ثالثا لا تتقن السلطة الحالية غير تعبئة أجهزتها القمعية الممثلة أساسا في البوليس والقضاة المؤتمرين بأوامرها. والإيقافات والاعتداءات التي انتهت إليها الانتخابات والمحاكمات القادمة والتي تشمل بصفة خاصة أصحاب الأقلام الحرة وأصوات المقاطعة فهي تؤكد هذه الحقيقة. أما المهرجان الإعلامي وصحافة القدح في الأعراض الموالية للسلطة فهو بمثابة الشجرة التي تخفي الغاب: لا يتقن رجال السلطة سياسية المناورة وليس في مقدورهم دخول حلبة الصراع الفكري أو السياسي وإلا لكانوا تركوا هامشا من المساحات لبعض أطراف المعارضة الأقل راديكالية ولكان نصيب هؤلاء من كعكة باردو أكثر من مقعدين. ولهذا الوضع أسباب موضوعية. من ناحية ليس هناك ما يُجبر السلطة على المناورة. فموازين القوى بين المعارضة والسلطة لازالت لصالح هذه الأخيرة. ومن ناحية ثانية يدرك أصحاب القرار في نظام بن علي، وهم أصحاب الأموال الطائلة والجاه أن أيّ انفتاح سياسي ولو نسبي ومحدود المساحة يمكن أن يؤدي بالنظام القائم إلى حافة الهاوية. فالشعب التونسي رغم سلبيته السياسية يكنّ الازدراء والاحتقار للعائلات المالكة ولن يُفرط في فرصة حقيقية للتخلص منهم. الوضع الراهن في تونس ومن هذه الزاوية يشبه ما عاشته أنظمة أوروبا الشرقية في سنواتها الأخيرة. فرغم غياب أحزاب معارضة قوية ورغم تضخم الجهاز القمعي انهارت هذه الأنظمة بسرعة كبيرة. ومردّ ذلك أنه لم يكن لها أي مصداقية أو شرعية لدى الجماهير ولا أية إمكانية للمناورة السياسية. بالطبع نحن لا ندعي أن تونس ستشهد قريبا ما عرفته دول أوروبا الشرقية. فمن جهة الوضع في تونس يختلف عن الوضع الذي كان قائما في تلك الدول من عدة نواحي ومن جهة ثانية نفس الأسباب لا تؤدي إلى نفس النتائج لأنها لا تخضع لنسق تاريخي متجانس. ولكن المؤكد أن أيّ انفتاح في تونس، بما يعنيه من إمكانية ترك المجال لفعل الجماهير، يمكن أن يعصف بالسلطة القائمة مثلما تعصف رياح الخريف بأوراق الشجر. لذلك فحكمة القائمين على شؤون الديكتاتورية، وهم رجالات من الصنف السياسي الثاني والثالث وهم أقرب إلى سجانين ولصوص منهم إلى رجال سياسة يسيّرون بحكمة مثلنا الشعبي القائل « الباب إلي إيجيك منو الريح، سدّو وإستريح ». أملنا طبعا في أن شعب تونس يُقدم يوما على فتح أبواب رياح التغير الحقيقي. وأملنا هذا لا يُعيق سعينا بل العكس هو الصحيح. وقد يكون المشوار النضالي ليزال صعبا وطويلا وهو يُلقي على عاتق المناضلين الديمقراطيين الصادقين مسؤوليات جمّة ويعرضهم إلى تضحيات لا تحصى ولا تعد. لقد ساهم مناضلو المقاطعة في حملة تنديد واسعة وناجحة إعلاميا أيّما نجاح. لقد غدت تحاليل المقاطعة وبراهينها في كل مقال وفي كل خطاب حتى لدى من اختار نهج المشاركة من المعارضين. وغدت تعليقات وتغطيات ومقالات الصحافة الأجنبية الجادة والمستقلة وكأنها صيغت جميعها بأقلام المعارضة التونسية الداعية إلى فضح المهزلة الانتخابية. وبرهن مناضلونا في الداخل وفي الخارج على أن المقاطعة ليست استكانة للراحة أو الفرجة. كما التحق بها من لم يكن مقتنعا بصحتها في البداية. أما جدوى المقاطعة فقد برهنت عنه ردود فعل السلطة التي ثارت ثائرتها وتحوّل الخطاب الانتخابي لمرشحها إلى خطاب وعيد وتهديد كاشفا بذلك عن وجهه الحقيقي ونازعا عنه مساحيق التهريج. كما غدا واضحا للجميع أن الضربات الموجعة للسلطة والفاضحة لمهزلتها الانتخابية لم تأتها من سلوك المشاركة بقدر ما جاءتها من سلوك المقاطعة. أما الإيقافات والمحاكمات الحالية والقادمة لمن ساهم في فضح المسرحية الانتخابية وملاحقة الصحف ووسائل الإعلام الناقدة والمستقلة فإنه لن يزيد إلا في عزل السلطة القائمة وكشف عورتها إن كان لا يزال لها ما يمكن كشفه. المؤسف في الظرف الراهن، لا يكمن لا في قمع الديكتاتورية ولا حتى في نعامة التونسيين وخوفهم، بل يكمن حسب رأينا في مسلك « المعارضة الجديّة ». وهمّ هذه المعارضة ليس في « مشاركتها النضالية » بقدر ما هو في قبولها الجلوس (بكرسيين اثنين من جملة 214) في مجلس غير شرعي ونابع عن عملية سطو على إرادة التونسيين واغتصاب فاضح وعلى الملء لحريتهم. جاء في البيان الأخير « للمبادرة الوطنية » بزعامة حركة التجديد ما يلي: «  »تسجّل المبادرة الوطنية عدم إقصاء حركة التجديد من مجلس النواب حيث ستكون ممثلة بنائبين يتحملان مسؤولية الإصداع بمواقف المعارضة الجدّية »، بينما يتمّ إقصاء الشعب التونسي بأكمله من تمثيله في برلمان حقيقي. تغض مكونات « المبادرة الوطنية » الطرف عن ذلك وفي المقابل تقبل بما تسميه عدم إقصائها هي من برلمان غير شرعي وتكتفي بفُجلتين تحت يافطة « المعارضة الجديةّ ». وفي رأينا أن الحد الأدنى من الجديّة لدى أي معارضة جديرة بهذا الاسم هو رفض الجلوس في مجلس صوري وغير شرعي. نحن نعتقد أن مسار المعارضة هو مسار عزل الديكتاتورية وتشديد الخناق من حولها ممّا يعني تجفيف كل شرايين الاتصال بها وعدم الاعتراف بمؤسساتها الصورية ورفض كل ما يصدر عنها من سياسات وقوانين وإجراءات باعتبارها مؤسسات غير منتخبة ولا شرعية لها. فلا اعتراف بسلطة بن علي ولا شرعية لبرلمانه ولا حوار مع دولته. لهذه الأسباب نحن نضم صوتنا إلى صوت الدكتور المنصف المرزوقي الداعي إلى مقاومة الاستبداد والعصيان المدني ضده ولا نرتاح إلى النداءات الداعية إلى الحوار الوطني مع سلطة اثبت التجارب بكل المقاييس أنها ليست أهلا له. لقد أثبتت الأحداث الأخيرة أن المقولة التي تتبناها بعض أطراف المعارضة الديمقراطية والداعية إلى التدرج في الديمقراطية تحت سقف الديكتاتورية، هي مقولة باطلة بل هي بث للرماد في العيون. فاثنين وعشرين سنة من حكم بن علي وثلاث وخمسين سنة من حكم حزب الدستور تركت الديمقراطية في النقطة الصفر ولم تأت بأيّ تدرج أللّهم في اشتداد نسق الاستغلال الرأسمالي وبيع البلاد للأجنبي وخيانة القضايا العربية واستفحال مظاهر الفساد والرشوة والمحسوبة وثراء العائلات الحاكمة ثراء فاحشا. وإذا ما حققت تونس بعض المكاسب فليس ذلك بفضل بن علي ولا بفضل « الطرابلسية » أو « الماطرية » ومن لفّ لفهم بل بفضل سواعد شعبها ونضاله ونضال نخبته. إن الاعتراف بمؤسسات السلطة بما فيها البرلمان الصوري والتعويل على الحوار معها من أجل تحقيق « الانفتاح السياسي » ورفض الانخراط في جبهة ديمقراطية لتشديد عزلتها لن يكون له من مفعول غير التمديد في أنفاس الديكتاتورية واستمرار أوجاع شعبنا. غسان الماجري 4 نوفمبر 2009 [1] يجب التذكير بشعار التجمع خلال الحملة الانتخابية  » الله أحد… الله أحد… بن علي ما كيفو حد  
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 4 نوفمبر  2009)  

سنة أولى انتخاب!!..


نصرالدّين السويلمي في الثلاثاء, 03. نوفمبر 2009 أيّها العربي: بطاقة ناخب وجواز سفر وتأشيرة عبور وجنسيّة إفرنجيّة وحدها هذه الوثائق تكفل لك ممارسة حق الانتخاب النزيه والحرّ والخالي من التبعات. كان ممّا دأبت عليه أن أتثاءب وأتململ قليلا في الفراش، ثم أنهض متعثرا متكاسلا حتى إذا انهمر السيل على أطرافي وأجهزت قطرات الماء على خلايا النعاس إنحصرالتكاسل ليجتاحه النشاط ، فإذا بي واقفا أسوي السجادة وأستلم ركعتي الفجر وأكبّر بعدهما للصبح دون التلفظ بالنيّة.. فأنا يا سادة مالكيّا اضطره قومه إلى بلاد الأحناف…  لكن – وعلى خلاف العادة – استيقظت هذا الصباح نشطا منتبها لولا وجوب الوضوء ما احتجت إليه.. فجرا.. صبحا… معقّبات… ثم جلت في البيت قليلا، عاودني الحنين إلى الفراش لا لكسل ونعاس ولا لطلب نوم إنّما أستعجل الوقت كي يمرّ… أصنصر الدقائق من ساعاتها أعبّها وأدفعها نحو النافذة… أستجلب بها أشعة الشمس وضياء صباح أحتاجه، وهو متمنع يماطل شوقي إليه.  تسلّلت ثانية من فراشي إلى الحمام، اغتسلت.. حففت شواربي، قلّمت أظافري، تطيّبت، ثم انتصبت أمام الخزانة أقلّب الملابس وأحفّز ذوقي الكاسد علّه يرشدني إلى « توليفة » تكون في حجم الحدث، تحسّست معطفا قذفت به رياح الهدايا إلى خزانتي ثم أزحته بلطف، لقد حالت بيني وبينه شمس صيف أو ما يشبهها. . بين أخذ وردّ أعدت ربطة العنق إلى غمدها، خفت وأنا الأميّ في عالم التنسيق أن أرجم القميص بربطة عنق تذهب صوابه، هذه جوارب جديدة متصالحة مع حذاء يلمع..  حين وضعت رجل على رجل وأنا أرتشف القهوة بلطف لا أعبّها كعادتي أحسست بنسائم الأرستقراطيّة تداعبني وتهت في عالم الإتيكيت.. لرفع اللبس واستدراك ما وجب البدأ به !! أنا الآن لست بصدد الاستعداد لصلاة عيد الفطر ولا عيد الأضحى كما وأنّي لست بصدد التهيّئ لخطبة أو عقد زواج، فبناتي ثلاث أتطلع لغدهنّ وأتحفز لغيرهنّ.. ثم وإنّي رجل يدبّ في عقده الخامس…  أنا اليوم على موعد مع التاريخ موعد مع الجديد الجديد.. أنا اليوم على موعد مع الانتخاب!!!  نعم لقد أرسلت إليّ بلدية بون – العاصمة القديمة لألمانيا الغربية – البلدة الصغيرة في ألمانيا الموحدة بطاقة ناخب!!  البلدية تعرف أنّي هنا… البلدية تعرف أنّي بلغت سنّ الانتخاب.. تعرف أنّي أستطيع أن أنتخب.. هذا يعني أنّ السلطات الألمانية أحصتني.. أنا سعيد لأنّني دخلت تحت الإحصاء،، سعيد لأنّ السلطة تعرفت لعنواني لا لترسل إليّ استدعاء إلى مخافر البوليس إنّما لتطلب مني وبلطف أن أذهب لأحد الدوائر لأقرر المصير!!  مصير الاقتصاد،، مصير الثقافة،، ومصير الحكم…. اللّــــــــــــــــــه.. الله! عشت عمري أحلم بقول كلمة حرّة جهرا لا أدفع ثمنها أمام من يحكم بلادي رغما عني، والآن أنا أقرر من يحكم ألمانيا.. السلطة الألمانية تأخذ رأيي، تستشيرني،، تعتبرني منها من شعبها من أرضها.. صحيح أنّ قبر جدّي هناك.. وأنّ أبي مدفون هناك.. وأنّ التفاحة والخوخة والأرجوحة هناك.. وأنّ صِبَايا تركته هناك.. وشبت هنا،، صحيح أنّ مغزل أمي تكسّر بعدي.. وظهر أمي احدودب بعدي.. ووشم أمّي غطّته تجاعيد السنين بعدي.. صحيح أنّ صوت أمّي لم يعد حيويّا متدفقا يسألني عبر الهاتف متى تدفع باب البيت وتدخل عليّ؟؟ صحيح أنّ صوت أمي سكنته الحشرجة وأصبح ثقيلا مائلا إلى المغيب.. أصبح صوت أمي متعثرا يتمتم بكلمات بالكاد تفهم « ربي يهنّيك وليدي رد بالك على وليداتك وما يهمش وليدي كلها أرض ربي هنا وغادي » بدا شوق أمي مستسلما لقرار مواطن باحتكار الوطن!!! مواطن واحد يملك مفتاح وطن بأسره يبيع لنا ذكرياتنا وأرحامنا وديارنا مقابل إذلالنا.. مواطن على بوابة الوطن يطلب بيعة مكرهة من مالكيّة لا يقرّونها… صحيح أنّ المقبرة ليست هنا، والوادي ليس هنا، وشجر الزيتون ليس هنا،،، صحيح أنّي لم أعد أرى عشّ القبّرة، صحيح أنّ الشمس هنا تتكلّف الأشعة وأنّ الدفء محتشم مغلوب على أمره في بلاد الثلج… لكنّ المهم أنّ الإدارة الشقراء معترفة بي، مسجل أنا في دفاترهم.. مخزّن في حواسبهم لا ليحجزوني في المطارات والموانئ إنّما ليرسلوا إليّ بطاقة ناخب…  تركت تساؤلات بناتي وتهكّمات زوجتي خلفي، لم أعبأ بتندرهنّ ونكاتهنّ الثقيلة الموجهة إليّ.. مازال العمر طويلا أمامهنّ سينتخبن حتى يتعبن، أمّا أنا فهذه فرصتي يجب أن أجرّب الانتخاب فمنذ وعيت حروف الهجاء منذ ما يناهز الأربعين عاما وأنا أستمع إلى الحديث عن الانتخابات في المذياع وأقرأها في الصحف وأشاهدها في التلفاز ولم أمارسها يوما وها قد حانت الفرصة ولن تفلت مني.. اندفعت بخطى ثابتة واثقا من نفسي نحو مركز الاقتراع.  واقف أنا الآن في وسط الألمان أقلّب ناظري.. حتى الأطفال هنا!! والشباب هنا!! والكهول هنا!! والشيوخ هنا!! الكلّ هنا!!.. شرائح المجتمع وطبقاته تجتمع في هذا الصعيد.  الصفّ ليس بالطويل والأفراد متباعدون.. بإمكانك المرور بين الفرد والآخر والبقيّة منتشرون مثنى وثلاث ورباع يحتضنون مقرّ الاقتراع، يحفّونه كأنّهم يحرسونه من تسونامي الضفة الأخرى أو من ردّة سياسيّة متطفّلة على مؤسساتهم..  سلمت عليّ جارتي السنغاليّة ثم ابتسمت وقالت: أرأيت النظام والانضباط لا يوجد عندنا هكذا في إفريقيا.. كل الانتخابات التي شاركت فيها في داكار كانت غير منظّمة وفيها من التدافع ما فيها، مرَّرْتُ لها ابتسامة مجاملة وتملّص وألقيت بنفسي داخل القاعة.. فتاة في الثلاثينات شاركت- ليس في انتخاب بل في انتخابات!! وأين؟؟ في السنغال!! ماذا سأقول لها لو سألتني وكيف سير الانتخابات لديكم في تونس؟؟ تونس فينيقيّة وقرطاجنيّة وإفريقيّة،، تونس القيروانيّة والزيتونيّة… وعناوين كثيرة قبل هذه وعناوين أكثر بعدها!..  في القاعة الكلّ مرح، الكلّ منشرح نكات يتبادلها المقترعون والمراقبون.. طبيب الأطفال هنا يرفع ابنه يعطه الورقة كي يلقها في الصندوق،، الطفل يهمّ والطبيب يتظاهر بوضع ابنه في الصندوق والكلّ يضحك.. لا أحد يتحفّز ولا أحد يتابع حركات الآخرين.. لماذا هذا الهدوء؟ من أين تأتي هذه الطمأنينة ؟ ألا يرتاب الناس ألا يشكون ألا يخافون… لا أبدا لأنّه القانون ينتخب، إنّها معادلات رياضيّة وعملية آليّة ليس للمترشّحين ولا لأنصارهم حظّ فيها إلاّ ما سلف وقدموه من برامج وإنجازات وحملات انتخابيّة علميّة مدروسة.  غادرت سيدة الحاجز الزجاجي أين كانت تمارس حقها.. فهرعت نحوه ثم خفّفت السرعة عندما أحسست أنّ قفزتي شاذة في عالم الهدوء، رغم هذا لم أنتبه لابنها المرافق لها فتعثرت به، عرفته كان مع ابنتي في الحضانة، ابن الخمس سنوات أتى مع أمه يتعلّم الانتخاب.. هذا صديق حميم وكلانا « ينتخب » لأول مرّة، فارق وحيد وطفيف بيننا أنّه في عامه الخامس وأنا في عقدي الخامس… فرق يسير آخر يفصلنا هو دخل لتوّه إلى مدرسة الانتخابات وأنا جئت على عجل لمحو أميّة انتخابيّة!!  أنهيت الأمر بنجاح وتمّ كلّ شيء على أحسن ما يرام ما عدى بعض الأخطاء الفنيّة التي لا تؤثر على سير الاقتراع، فبعد أن سجلت اختياري كنت قد توجّهت صوب طاولة المراقبين فأشاروا إليّ نحو الصندوق بحركة متبوعة بابتسامة مداعبة.. عندما كان اختياري يهوي إلى قلب الصندوق كانت عيون المراقبين مصروفة عنه تماما تداعب أطفالا، وتجامل شيوخا.. لم تكن عيونهم قد ثقبت الصندوق تلاحق ألوان الورقة أحمراء هي أم خضراء أم صفراء؟؟ أم تراها بنفسجيّة ألقاها ناجيّا من المحرقة شدّه الحنين إلى ماض تليد؟؟ أَمِنَّا هذا أم علينا؟؟ ومن ذاك الذي برفقت تلك؟؟!!…  غادرت المكان يرشح الانتشاء من أطرافي وعندما ابتعدت أمتارا عن البناية التفت إليها وابتسمت!!! لقد كنت في حالة انتخاب!!!.  عاش جدي ولم يعرف ما معنى انتخابات ولا سبر أراء ولا استبيان ولا استفتاء ولا فرز ولا إعادة ولاحجب ثقة ولا امتناع ولا مسائلة… ثم مات…رحمه الله… عاش أبي من بعده ما شاء الله له أن يعيش… التقط بعض هذه المصطلحات قادمة من بريطانيا بالكاد تصل، ذبذبات متقطعة ترسلها إذاعة لندن تغرها إلى آذان عطشى للخبر، تستبسل في صدّها شهب الأنظمة القمعيّة، بطاريات أنظمة تحمي مجالها الجويّ من وصول الحقيقة لشعبها… حقيقة تنام خلف الدار وشعب يترقب سماع أخبار قريته وداره وغرفة أبنائه وغرفة نومه.. من إذاعة الإنجليز!!!  أبي خاف علينا ولم يرسلنا ذات يوم لنرعى الشّياه ونحن في سفح جبل الشعانبي، أبي سمع إذاعة لندن التي تبثّ من خلف البحار من دولة أخرى وقارة أخرى سمعها تخبر أنّ الجيش التونسي يمشّط السفح الآخر للجبل، يلاحق « الكوموندوس..أنصار المرغنيّ..!!  » فرحون نحن لأنّنا تخلّصنا من تعب الشّياه، وخاوية بطون الشّياه، لأنّها تحتاج مرعى تحتله ناس تطارد ناسها.. ومحتار أبي يسبّ لندن يستفزّها كي تزيد جرعة ذبذباتها!!!… ولم يسعف القدر أبي ليفهم أكثر… وما لبث أن مات… رحمه الله… ثم مازلت أقتفي أثر أبي أطارد المعلومة حتى إذا هجّروني عرفت كثيرا من الكلمات والمصطلحات اللواتي جهلهنّ جدّي وغُيِّبْنَ عن أبي.. . حين ذهبت إلى الانتخاب اكتشفت أنّني صبيّ ملتحٍ أمارس حقوقا متأخرة جدا هي حلم شبه مستحيل بعيد المنال في بلادي، بديهية في بلاد الناس.  لقد حبسوا عنّا حقوقنا فأصابونا بمراهقة مدنيّة متأخرة أدركتنا في أعقاب عمر… لقد لقحونا بعقم حضاريّ فتوقّف نمونا في مهده.. فرح أنا ألوح بورقة الانتخاب مثلي مثل ذلك الشيخ المسنّ الهرم الذي يقفز طربا بصندوق حلقوم وزميرة ونفّاخة وحي ينقز.. هكذا نشأنا مشوّهين.. رضّع لحيُّنا بيض، ننتبه إلى الأصوات في الأربعين، ونضحك في الخمسين، ونقهقه في الستين.. تنبت أسناننا في السبعين، وتنبت أضراسنا حين تهوي أجسادنا إلى مثواها الأخير…. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 03 نوفمبر 2009)  


أخبـار  

من هم الطلبة الموقوفون؟ تمكنا من الحصول على القائمة الكاملة لموقوفي المبيت الجامعي بمنوبة وهم الآتي ذكرهم: ضمير بن علية، رضا بن منصور، عبد الوهاب العرفاوي، الصحبي ابراهيم، رفيق الزغيدي، طارق الزحزاح، عبد القادر الهاشمي، عمر إلاهي، محسن البناني، منذر التومي، نزيه القاهري، نبيل البلطي إضافة إلى أنيس بن فرج الذي تم إيقافه من أمام مقر عمله بمدينة جبنيانة والتلميذ أشرف المباركي (17 سنة الذي كان بصدد زيارة شقيقته وهي طالبة محرومة من السكن). بيانات مكاتب فيدرالية لاتحاد الطلبة تدين إيقاف مناضلي الاتحاد وإضراب في منوبة أصدر كل من المكتب الفيدرالي بكلية الآداب بمنوبة وكلية 9 أفريل ومعهد ابن شرف ومعهد تونس للغات الحية ومعهد الصحافة ومعهد التوثيق بيانات إدانة لسلوك السلطة الهمجي إثر إيقافها لمسؤولي الاتحاد العام لطلبة تونس والاعتداء عليهم على خلفية نشاطهم النقابي ومطالبتهم بالحق في السكن الجامعي دون محاباة أو رشوة أو تدخلات. وطالبت هياكل الاتحاد العام لطلبة تونس بإطلاق سراح الموقوفين محملة السلطة كل ما يترتب عن مواصلتها لهذا النهج القمعي السافر. من جهة أخرى علمنا أن كلية الآداب بمنوبة كانت اليوم، الإثنين 2 نوفمبر 2009، مسرحا لإضراب عن الدراسة فاق نجاحه نسبة 90 في المائة حيث نظم مناضلو الاتحاد اجتماعات عامة كبيرة وشنوا كذلك اعتصاما في الطريق العام. وطالب طلبة منوبة بإطلاق سراح موقوفي ومسجوني الاتحاد والكف عن ملاحقتهم وضرب الحق النقابي في الجامعة. تعاطف كبير لحقوقيي تونس مع موقوفي كلية منوبة أبدت شخصيات ديمقراطية عديدة ومحامين ونشطاء في المجتمع المدني والسياسي تعاطفهم مع موقوفي كلية منوبة واعتبروا ما قامت به السلطة ضربا لحرية العمل النقابي في الجامعة ومواصلة منها تذرير الحركة الطلابية والاتحاد العام لطلبة تونس. ومن المتوقع أن تأخذ قضية كلية منوبة حيزا كبيرا من اهتمام الجمعيات الحقوقية في تونس وخارجها لما تمثل من سابقة خطيرة في الجامعة التونسية. إيقاف أنيس بن فرج تمّ عشية أمس، الأحد 1 نوفمبر 2009، إيقاف عضو فيدرالية كلية الآداب برقادة والمرسم بكلية الآداب بمنوبة أنيس بن فرج من أمام مقر عمله بمدينة جبنيانة من طرف فرقة الأبحاث والتفتيش ببوشوشة وتنقلوا به إلى مدينة صفاقس ثم مباشرة تم اقتياده إلى منطقة بوشوشة. ومن المرجح أن يواجه أنيس بن فرج تهم تتعلق بنشاطه النقابي السنة الفارطة بكلية الآداب بمنوبة. الحكم على زهير الزويدي بـ9 أشهر سجن نافذة قضت المحكمة الابتدائية بتونس العاصمة يوم الجمعة 30 أكتوبر 2009 بالسجن لمدة 9 أشهر نافذة على مناضل الاتحاد العام لطلبة تونس بكلية الآداب بمنوبة زهير الزويدي بتهم ملفقة على خلفية نشاطه النقابي. وكان زهير الزويدي قد أوقف يوم 16 أكتوبر عند مغادرته المبيت الجامعي بمنوبة حيث يجري اعتصام للمطالبة بالحق في السكن. لجنة وطنية لمساندة الأستاذة راضية النصراوي على إثر الحصار والمضايقة والهرسلة الأمنية المستمرة التي تتعرض لها عائلة الأستاذة راضية النصراوي رئيسة الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب منذ مدة، تم تكوين لجنة وطنية لمساندتها تتألف من عديد المناضلين والناشطين الحقوقيين الذين قاموا بزيارة تضامنية لها. وتتألف هذه اللجنة من: الرئيس الشرفي: عميد المناضلين السيد علي بن سالم المنسق: الصحفي محمود الذوادي الأعضاء السادة: محمد عبو، سهام بن سدرين، عبد الله قرام، سليم بوخذير، أنور القوصري، محمد معالي، محمد الهادي بن سعيد، عمار عمروسية. عن اللجنة المنسق محمود الذوادي
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 4 نوفمبر  2009)


نداء استغاثة من دمشق

 


بعث إلينا السيد السيد عبد اللطيف محمد منتصر الذي يقدم نفسه كـ « إعلامي » و »رئيس لمنظمة الشباب والعمل التونسي » بهذه النسخة من رسالة توجه بها إلى مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في العاصمة السورية دمشق للنظر في وضعيته ومساعدته. ونحن ننشرها كما وصلتنا: تذكير* 3 *ومتابعة بعد الانتظار وعدم تلقي اي جواب حول وضعيتي الحرجة الفت عنايتكم اني غادرت سوريا لانتهاء مدة إقامتي القانونية باتجاه الأردن وأنا بحاجة ماسة الى دعمكم ومساعدتكم علما وانني ترددت مرارا وتكرارا على مكتب المفوضية بدمشق فكنت اتلقى منهم أساليب تعامل غير لائقة وغير انسانية تتسم بالإستعلاء والاستكبار والاحتقار لطالبي اللجوء كأنما هؤلاء الاعوان والموظفون –  ا – يشتغلون بمؤسسة عقابية او بإحدى السجون وليس بمنظمة دولية انسانية وحقوقية لذا وجبت الاشارة الى ذلك فالرجاء الإفادة والجواب أو تحويل الملف الى مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين جونيف – سويسرا وشكرا على الاهتمام . تحية طيبة، وبعد لقد تصفحت موقعكم الالكتروني عديد المرات ووجدت اهتماما بالقضايا التي تشغل بال طالبي اللجوء من اجل ذلك انا اراسلكم علني اجد حلا يشفي الغليل وتمدوا لي المساعدة في حدود الممكن والمعقول وفيما يلي اليكم  الوضعية التالية: لقد تقدمت بطلب اللجوء السياسي الى مكتب  ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بدمشق – سوريا منذ تاريخ  /04/2009 تحت رقم مرجعي  09/268 ,وتسلمت وثيقة اثبات طلب لجوء وترددت على المكتب في مناسبات عديدة حسب مواعيد لقاء محددة سلفا ولفترات متباعدة ولكن دون نتيجة تذكر مما اضطرني للسفر الى تركيا لانتهاء مدة إقامتي بسوريا وعند عودتي تعرضت الى مشكلة تمثلت في ايقافي بالسجن لمدة نتيجة وشاية حول محاولتي دخول لبنان مما تعذر علي الحضور في المواعيد اللاحقة بسبب وجودي بالايقاف مع العلم اني كذبت هاته التهمة الباطلة لكوني سبق ان اتصلت بسفارة لبنان وطلبت تاشيرة دخول بصفة قانونية إلى ان افرجت عني المحكمة بتاريخ 12/09/2009 وعندما اتصلت بمكتب المفوضية بدمشق أعلموني بغلق الملف لعدم حضوري في المواعيد المحددة وأنا مهدد بالترحيل مجددا لان إقامتي أوشكت على النهاية. فالرجاء من جنابكم المحترم إعادة فتح الملف أو المساعدة   لتمكيني من متابعة ملفي هناك نظرا لظروفي الصعب وأنا أقدر عاليا أي مساعدة تقدم لي في هذا الغرض نظرا لوضعيتي الحرجة والتدخل العاجل والايجابي من عنايتكم بصفة استثنائية ولكم الشكر سلفا على الاهتمام وأنا أنتظر ردكم. الإمضاء / عبد اللطيف محمد منتصر     إعلامي – رئيس منظمة الشباب والعمل التونسي *  email: jeunessetunis@yahoo.fr ملاحظة: كاتب هذه السطور مستشار صحفي مضطهد ومهدد في قوته وحياته بالإضافة إلى كوني مرشح للانتخابات البرلمانية ورغم فوزي فإن النتائج زورت بشكل سافر ومفضوح وتعرضت إلى الاضطهاد على المستوى الشخصي والمهني  من أجل النضال الذي أخوضه في سبيل الإصداع بالحقيقة ودعم الحكم الرشيد والاتجاه الديمقراطي.
 

العين بصيرة شجرة افتراضية تخفي التصحر الحقيقي (3 من 3)

 


خميس الخياطي نحو آفاق المصير الموحد في مقالين سابقين بهذه الزاوية، ذكرنا أن الوسيلة الوحيدة لإسعاف السينما التونسية من الشلل الذي يتسرب لأعضائها، ولجهة احتلالها جانبا هاما من التعبير الثقافي المعاصر لبلادنا إضافة لكونها عنصرا من عناصر التنمية الاقتصادية، كتبنا أن هذا الإسعاف يقوم أساسا على إنشاء « المركز الوطني للسينما والفنون السمعية-البصرية » من جهة ومن جهة أخرى الحفاظ على « العقار الثقافي » وتطويره بتطور العمران البشري لإنشاء مركبات عرض سينمائي (وليس فضاءات ثقافية) بها جانب من التجارة… خارج هاتين الدعامتين، كل محاولة إصلاح لا تعدو أن تكون إلا فعلا عبثيا على شاكلة صخرة « سيزيف » الشهيرة… أما الدعامة الثالثة فهي المصير الموحد للسينما والتلفزة، ولا سيما « التلفزة الرقمية الأرضية » (تي. ان. تي) وقد أعلن عن انطلاقها في الشهر القادم… إنهاء « الميز الثقافي » في الماضي، السينما والتلفزة كانتا كضرتين لا مكان لهما تحت سقف واحد… الأولى تنتمي لعائلة الثقافة بمفهومها الشعبي في الجانب النبيل منه في حين الثانية هي من سلالة الاتصال الذي له علاقة وطيدة بالإستهلاك… السينما لها مظهر الإبداع في حين الأخرى لها سمات الإخبار والترفيه… وإحدى أسباب ترهل السينما عندنا وضعف الإنتاج التلفزي، هو استمرار هذا « الميز الثقافي » بين الجنسين. غير أنه، مع تطور وسائل الاتصال وتعددها ونمنمتها، مع تكثف العمران البشري واتساع رقعة الطبقة الوسطى إضافة لارتفاع الدخل الفردي وتشعب رغباته، لم يعد الفارق سميكا بين السينما والتلفزة… وبالتالي، لا فرق اليوم في جميع بلدان العالم بين السينما والفنون السمعية-البصرية التي تنتمي إليها التلفزة… أما نحن، ولحد علمي، ننتمي إلى بلدان هذا العالم، ما زلنا حتى هذه الساعة ننظر إلى السينما كونها ترف مثل « الڤاتوه » قد نستغني عنه لأنه ليس ضروريا لاستمرار الحياة كما قال مرة وزير الاقتصاد في نهاية الستينات فيما ننظر إلى التلفزة كنظرتنا إلى الخبز، لا غنى عنها في إطفاء نار الجوع… وهو ما نعبر عنه في هيكليا انتماء كل واحدة إلى سلطة إشراف مغايرة. السينما تتبع الثقافة فيما التلفزة تتبع الإيصال… وأولى الخطوات في مسيرة البحث عن حل لمعضلة السينما هي تواجدهما تحت سقف واحد لسلطة إشراف واحدة تعني بالثقافة والاتصال معا… من هذه الهيكلة، يتيسر التعامل بين الطرفين في خدمة مصالح المخيال الصوري المتحرك التونسي إن سينمائيا بجميع أجناسه أو تلفزيا بجميع مكوناتها. إن إنهاء الميز الثقافي، نظريا وعمليا، هو الباب المفتوح على الحل الجذري… لجهة نوادي الفيديو ومهما كانت الزاوية التي نتناول منها قضية ترهل سينمانا، فإننا نصطدم بجدار التمويل وهو حاجز حقيقي وملموس لا يمكن أن ننظر إليه على أساس الظرفية في الميزانية العامة بل على كونه ظاهرة اجتماعية واقتصادية… فلا السوق السينمائي بقادر على استرجاع الاستثمار الإنتاجي السينمائي لضحالة مكوناته ولا التلفزات العمومية والخاصة – في الحالة الراهنة على الأقل – براغبة في المساهمة في هذا الإنتاج… حل أولي اقترحه البعض من المنتجين/المخرجين منذ سنتين ويتعلق بنوادي الفيديو المنتشرة بكامل تراب الجمهورية… يقول هؤلاء أن بتونس أقل من 70 ألف نادي فيديو بقليل. هذه النوادي تعيش من المتاجرة في البرمجيات والأفلام والمسلسلات غير التونسية… إلا أنها، تتاجر كذلك « خلسة » بالأفلام التونسية، جديدها وقديمها… من المعروف أن الميزانية المحترمة لفيلم تونسي محترم شكلا وموضوعا لا تتعدى مليون و200 ألف دينار… بالتالي، ما المانع في أن يقتني كل نادي حقوق المتاجرة بفيلم تونسي من الشركة المنتجة له مقابل 20 دينارا فقط على العنوان الواحد؟ بهذه الصيغة ولحين تكثيف شبكة المركبات السينمائية، للمنتج التونسي إمكانية استرجاع استثماره (مليون دينار) من حقوق الفيديو وحدها… ولا أخال أن 20 دينارا للقيلم الواحد قد تثقل ميزانية إحدى نوادي الفيديو ببلادنا… غير أن البعض من العارفين بقانون التجارة يقول أن الإشكال في هذا قانوني وعلى الدولة، إن ارتأت هذه الصيغة، أن تجد مخرجا يبعدها عن دكتاتورية « منظمة التجارة العالمية »… والأمر ممكن إذن إن كانت الرغبة في ذلك حقيقية وصادقة… التلفزة هي الحل مع نوادي الفيديو، التلفزات هي المستهلكة الأكبر لنتاج السينما ولا يمكن الوقوع على تلفزة لا تهتم له حتى على المستوى الإخباري… بالتالي، التعامل بين الضرتين تعامل عضوي، مصيري، لا مفر منه. التلفزة لها حاجة ماسة بالبرامج الروائية، وحتى للوثائقية ذات المواصفات السينمائية والسينما ايبوم مرتبطة بالتلفزة على مستوى الترويج إن لم نقل على مستوى الصيغ الإنتاجية والتقنية أيضا… وبما ان المنطق التجاري الصحيح يقوم على المردود المالي المكثف في فترة الاستغلال السريع، فإن التلفزة تمتلك هذه المواصفة لجهة قاعدة جمهورها الواسعة وسهولة التعامل معه وكثافة المعلنين الإستشهاريين فيها… الجدار الذي يحول دون وجود صناعة سينمائية ببلادنا هو التمويل، كما نعلم… والتلفزات لها ن جانب الاستشهار بعض المداخيل التي يمكن لنسبة ضئيلة منها أن تسعف السينما من جهة وأن تحصل على برمجة النتاج السينمائي من جهة أخرى… بكلمات أدق، على التلفزات العمومية والخاصة وبنسب مغايرة أن تستثمر 10 في المائة من الدخل الإستشهاري في صندوق. إن لم نعلم المبلغ الإجمالي للإستشهار في القنوات الخاصة، فإننا نعرف نظيره في التلفزة العمومية كما جاء في ميزانية المؤسسة التلفزية العمومية لهذه السنة وهي تقدر بـ14 مليون دينار (علما وأن مداخيلها من الكهرباء والغاز تقدر بـ20 مليون دينار إضافة إلى تكملة من الدولة ب11 مليون دينار )… وحينما نعرف أن قناة مثل جنبعل تحصل على مردود كبير من الإستشهار، فإن مسألة التمويل لم تعد بالصعوبة… هذا المبالغ المتأتية من نسبة التمويل التلفزي ومن بيع حقوق الأفلام إلى محلات الفيديو تنضاف إليها مبالغ صندوق الدعم. كلها يجب أن يعهد التصرف فيها إلى « المركز الوطني »، الجهة الوحيدة المخولة للنظر في دعم (وليس التمويل الكامل) الأفلام والمسلسلات والأفلام التلفزية (دون البرامج السيارة) ذات القيمة الفكرية والفنية والتي يجب أن تتضمن عناصر التسويق خارج البلاد… هكذا، تجد التلفزة ما تؤثث به كواتها البرمجية وتجد السينما، من جهتها، ما يمكنها من دفع عجلة إنتاجها بمواصفات تحترم الأجناس السينمائية والقيمة الفنية خدمة للجمهور الذي يبقى هو الأساس… ومن فعل ولم يصب، فله أجر وإن أصاب، فله أجران… و »الصابة جاية » لو توخينا القليل من المنطق والكثير من خدمة المصلحة العامة ونسبة أكثر من البحث عن الفرجة مع بذرات من المعرفة.  
(المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 1 نوفمبر 2009)  


إصابة 10 تلاميذ بأنفلونزا الخنازير في تونس


أصيب في تونس عشرة تلاميذ بمرض أنفلونزا الخنازير بعد رحلة مدرسية قاموا بها إلى اسبانيا.  وأفادت مصادر طبية تونسية أنه تم اكتشاف تلك الحالات في إحدى مدارس مدينة صفاقس التونسية لدى تلاميذ تتراوح أعمارهم بين 14 و 15 سنة عادوا مؤخرا من رحلة مدرسية إلى اسبانيا وجرى اتخاذ الإجراءات الوقائية بهدف منع تسرب العدوى في محيطهم خاصة وأنهم باشروا الدراسة قبل اكتشاف الإصابة .   يشار إلى أن العدد الإجمالي للإصابات بأنفلونزا الخنازير في تونس وصل إلى 130 إصابة دون تسجيل وفيات .   (المصدر: صحيفة الاقتصادية الألكترونية (السعودية ) بتاريخ 4 نوفمبر 2009 )


أكثر من 10 آلاف حادث سير سنويا: 4 قتلى يوميا على الطرقات.. رغم حملات التوعية


تونس ـ الصباح كشفت الجمعية التونسية للوقاية من حوادث الطرقات في دراسة لها نشرت خلال شهر اوت الماضي ان أكثر من 4 اشخاص يموتون يوميا في تونس بسبب حوادث السير والتي قتلت حوالي 1530 شخصا سنة 2008 و1497 سنة 2007. وتفيد بعض الاحصائيات السابقة ان المترو الخفيف شارك في ما يقارب 63 حادثا تسبب في قتل 7 اشخاص وجرح 64 اخرين كما كان للقطار نصيب في الحوادث بنحو 74 حادثا اسفر عن 56 قتيلا و54 جريحا. وحسب تفاصيل الارقام الواردة في ذات الاحصائية فان الحوادث التي يكون فيها المترو والقطار طرفا بلغت 77 حادثا مع المترجلين و21 حادثا مع سيارات خفيفة و10 حوادث مع دراجات عادية ونارية اضافة الى 7 حوادث مع شاحنات خفيفة وحادثين مع حافلة نقل. فمع ارتفاع عدد ضحايا السير في بلادنا لاسيما اولائك الذين يكونون في موعد مع قطار الموت فان السؤال الاهم والذي يطرح هو من يتحمل المسؤولية الاولى؟ وهل تكفي الحملات التوعوية؟ وما هي السبل المثلى لحماية الافراد من هذه الحوادث؟ تقوم العقلية السائدة لدى عموم المواطنين ان القطار لا يظلم ذلك ان له مسارا محددا ومسلكا خاصا به قد يكون هذا صحيحا ولكن هذا الاعتقاد يمكن للشك ان يفنده اذا ما وجدت بعض الثغرات في الوسائل الحمائية التي تحول عادة للحد من خطر قادم من هناك. عدم احترام قواعد المرور من المؤكد ان عقلية عدم احترام قواعد المرور وغياب تقييم جسامة الخطر هي السمة الرئيسية والغالبة على سلوك اغلب مستعملي الطريق. كما ان التهور والاندفاع الاعمى يدفعان الى المجازفة بالمرور امام المترو او القطار حتى بوجود الاضواء. والاشارات المحذرة وهي حالات كنا امامها شهود عيان وتتكرر يوميا على تقاطعات السكك الحديدية في مناطق وجهات عدة من البلاد وكم ام ثكلت ابنا لها او طفل فقد احد والديه او فرد فقد عضوا من اعضائه (يد او ساق او الاثنين معا). الحواجز والتقاطعات من بين الاشكاليات التي ساهمت في حصول حوادث على سكك القطار نذكر بعض الوضعيات المتصلة بالبنى التحتية والجوانب الهندسية لبعض المعابر كأن تكون الرؤية غير واضحة ولا تضمن التثبت الجيد فقد شهدت مثلا منطقة حمام الانف حادثة تمثلت في دهس القطار السريع القادم من الجنوب لاحدى الفتيات حينما كانت تستعد لقطع السكة الا انها فوجئت بالقطار الذي غطته احدى الشجرات المتواجدة على جانب الحاجز الحجري بالمكان. كما نجد ان بعض المناطق بداخل الجمهورية توجد بها اسواق اسبوعية وينتصب الباعة سواء فوق السكة او على جانبيها ولكم ان تتخيلوا المشهد عند عبور القطار بهذه الاسواق. وتشكل هذه الحالة نموذجا حيا بمنطقة جندوبة حيث تشق السكة السوق الاسبوعي للمدينة (من جهة البياسة وحي الزغادية) في مشهد يوحي بكارثة عند مرور القطار في ساعات الذروة. كما تعرف مناطق اخرى انعدام الحواجز في بعض التقاطعات او تعطل الاشارات الضوئية احيانا. كل هذه المسائل تتطلب مزيدا من المتابعة لتأمين مستوى حماية اكبر كما تتطلب بعض التقطاعات مراجعة كاملة لوسائلها الحمائية لاسيما اذا ما كانت السكة تمر وسط الاحياء السكنية.. وانطلاقا من بعض الملاحظات العينية فان معظم الحواجز تسمح بمرور السيارات والمترجلين لانها ذات منافذ عادة ما يخترقها السواق خاصة اذا غاب التنسيق بين وقت مرور القطار ونزول الحاجز الخشبي غير متناسق ويتباعد بينها وقت. حملات تحسيسية لا يمكن الحديث عن ضحايا القطار دون التذكير بالحملات التحسيسية والتوعية التي ادرجتها شركة نقل تونس ضمن اسطولها الحديدي (مترو ـ تي جي إم) للحد من الحوادث المسجلة بين الفينة والاخرى. فكان البرنامج الوطني للتصدي لظاهرة الابواب المفتوحة محور اهتمام الشركة خلال هذه الصائفة وتجندت عدة اطراف وهيئات وطنية لانجاح الحملة. كما يحرص مراقبوا التذاكر بالشركة الوطنية للسكة الحديدية على تذكير المسافرين بضرورة الابتعاد عن الابواب المفتوحة وغلق النوافذ حتى يتجنبوا الحجارة الملقاة من طرف بعض العابثين. خليل الحناشي  
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 4 نوفمبر  2009)


تأخر سن الزواج أهم أسبابه:العقم المؤقت يهّدد خصوبة التونسيين


تونس ـ الصباح   ما ان تنتهي فرحة الزواج عند المرأة حتى يبدأ انجاب الطفل الاول بمراودتها بطول الانتظار فيتحول هذا الحلم الجميل الى هاجس يتطور الى معاناة نفسية تعيشها المرأة. فما هي أسباب تأخر الانجاب عند المرأة؟   وما هي المخاطر التي أصبحت تهدد الخصوبة بتونس؟   بدأت تبرز في تونس ظاهرة جديدة تتمثل في أن جزءا هاما من النساء المتزوجات دون الخمسين يعانين من مشكل تأخر الانجاب أو ما يعرف بالعقم النسبي أو المؤقت الذي يعرفه الدكتور إلياس اللافي اخصائي في طب النساء بأنه عدم قدرة انجاب المرأة مؤقتا، أي في فترة زمنية معينة، ولسبب من الأسباب. ويضيف الدكتور «أن العلاج ممكن إذا ما تم التعرف على سبب هذا التأخر، ولكن يؤكد أن هذا التأخر قد يتحول الى عقم كلي اذا لم تتم معرفة الأسباب ومعالجتها.   تأخر سن الزواج   قام الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري بدراسات حول مسألة تأخر الانجاب وقد تمت مناقشة ذلك في اطار منتدى السكان والصحة الانجابية لسنة 2009 وقد أثبتت هذه الدراسات أن تغير نمط التوزان الديمغرافي ساهم في انخفاض معدلات الخصوبة، أي تراجع الانجاب وتأخره.   ويؤكد مسؤول بالديوان الوطني للأسرة أن هذا التراجع يعود الى ارتفاع حاد في نسبة السكان في سن العمل (بين 29 و64 عاما) خاصة النساء منهم.   ويعد تغير الوضع الاقتصادي والثقافي للمرأة من أهم الأسباب وذلك بخروجها للدراسة والعمل، ويؤكد المسؤول أنه بسبب ذلك تأخر سن الزواج الى ما بعد 30 سنة.   مضيفا أن نسبة النساء المتزوجات الأكبر سنا هن الأقل خصوبة، وقد تصل مدة تأخر الانجاب الى 5 سنــوات أو أكثر.   أسباب نفسية وعضوية    يعود تأخر الانجاب لدى النساء كذلك الى أسباب نفسية أيضا، اذ تقول الدكتورة أسماء بن طالب اخصائية نفسية في الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري أن الانجاب لدى المرأة يعد عملية اثبات للذات ولطبيعتها البيولوجية كأنثى تسعى لتحقيقها من خلال انجاب الأطفال.   وتضيف الدكتورة أن عملية تأخر الانجاب أصبحت مسؤولية الطرفين، خاصة بعد الدراسات التي أجريت مؤخرا من قبل المركز الوطني للاحصاء، اذ تقدر نسبة مسؤولية تأخر الانجاب لدى كل من المرأة والرجل بـ50%. ويتقاسم كلا الطرفين المسؤولية ما لم يتم تحديد الطرف المسؤول طبيا. وتضيف الدكتورة أنه في حال غياب الأسباب العضوية المانعة للحمل، فإن تأخر الانجاب يعود الى أسباب نفسية.   من جهته يؤكد الدكتور إلياس أن تأخر الانجاب قد يعود الى التغيرات المناخية التي تحدث ببلادنا وتؤثر على الجهاز الهرموني للمرأة. ويشير الدكتور أن المرأة ليست المسؤولة الوحيدة عن تأخر الانجاب، بل ان الرجل أيضا يتحمل هذه المسؤولية. ويضيف الدكتور أن التدخين يحدث تسمما بالحيوانات المنوية لدى الرجل ويتسبب في قتلها وبالتالي إعاقة عملية التلقيح، لذلك فإن تأخر الانجاب أصبح مشكلا يخص الثنائي.   كما يؤكد الدكتور إلياس أن 70% من الاصابة بالعقم النسبي سببها الأساسي الامراض الجرثومية والتعفنات، مما يحدث انسدادا في قنوات «فالوب» وبخلا في عمل البويضات. كذلك حدوث اضطرابات هرمونية تسببها الأدوية المقدمة من قبل الأطباء بطلب من المرأة.   وفي نفس السياق ترجح الدكتورة أسماء تأخر الانجاب الى عدم الرغبة اللاشعورية في الانجاب التي قد تنجم عن طفولة قاسية عاشتها المرأة. وفي هذا الإطار تؤكد السيدة ليلى، متزوجة منذ 4 سنوات وتعاني مشكلة تأخر الانجاب، أنه رغم وجود أي مانع جسمي أو عضوي، فهي لم تنجب الى حد الآن.   وتتوقع السيدة ليلى (28 سنة) ـ حسب الجلسات النفسية التي خضعت لها ـ أن ذلك قد يعود الى رفض لاإرادي من قبلها في الانجاب خاصة أنها عاشت طفولتها مع عائلة عديدة الافراد.   من جهتها تؤكد الدكتورة أن هذه الأحاسيس تؤثر على الإباضة وعملية التلقيح وبالتالي يحدث اضطراب في الجهاز الهرموني.   السيدة آمال ب.ي. (36 سنة) متزوجة منذ 5 سنوات وتواجه مشاكل عضوية تعيق عملية الانجاب المتمثلة في التهابات في الرحم وبقناتي «فالوب»، وتحمل السيدة آمال مسؤولية ذلك الى عدم دقة الفحوصات الطبية قبل الزواج.   وتضيف أن تأخر الانجاب ولّد لديها اضطرابات نفسية، كالخوف المتواصل من خسارة الحياة الزوجية خاصة أنها تعاني من العصبية المفرطة في التعامل مع زوجها.   وتوضح الدكتورة بخصوص هذه المسألة أن العوارض النفسية المنجرة عن تأخر الانجاب هي اضطرابات في المزاج كالعصبية المفرطة في التعامل مع الشريك والأرق أو النقص والزيادة في الوزن التي غالبا ما تكون نتيجة الاكتئاب.   وتؤكد الدكتورة أسماء أن هذه الحالات النفسية قد تسبب أحيانا الحمل الكاذب وتفسره بأن المرأة تتوهم أنها حامل فتظهر عوارض حمل جسمانية كاذبة كانتفاخ البطن وانقطاع الدورة الشهرية وقد يتسبب ذلك فيما بعد بخيبة أمل كبيرة لدى المرأة. وتصنف الدكتورة هذا الوضع أنه من الحالات النفسية المستعصية التي  قد تصيب المرأة التي تعاني من تأخر الانجاب.   يؤكد مسؤول بالديوان الوطني للأسرة والعمران البشري أنه لتفادي كل ذلك يجب أن يقوم الثنائي بالفحص الطبي الدقيق قبل الزواج واختيار الشريك المناسب، كذلك تنصح الدكتورة أسماء بالقيام بجلسات تهيئة نفسية للحياة الزوجية لكلا الطرفين لتفادي المشاكل النفسية. ويحذر الدكتور إلياس من استعمال حبوب موانع  الحمل قبل الزواج التي قد تسبب تأخر الانجاب وأحيانا العقم الكلي. كذلك الاستعمال المفرط للوالب منع الحمل التي تحدث انسدادا في قناتي «فالوب» أو حدوث حمل في القنوات في صورة حدوث حمل.   كوثر العقربي   (المصدر: جريدة الصباح  ( يومية – تونس ) بتاريخ 4 نوفمبر 2009) 
 


مدير: انقطاع بث قناة العالم الايرانية على نايل سات وعرب سات

القاهرة (رويترز) – قال مدير مكتب قناة العالم التلفزيونية الايرانية في القاهرة يوم الاربعاء ان بث القناة على القمرين الاصطناعيين نايل سات وعرب سات انقطع وانه لا يعرف سببا لذلك الاجراء. وقال أحمد السيوفي لرويترز في اتصال هاتفي ان بث القناة على نايل سات توقف في الساعة الخامسة مساء يوم الثلاثاء. وأضاف « أوقف البث أيضا على القمر الاصطناعي العربي عرب سات في نفس الوقت ولا نعرف أيضا سببا لذلك. » وتابع أنه بعد توقف البث على القمر الاصطناعي المصري طلب توضيحات من الشركة المصرية للاقمار الصناعية (نايل سات) لكنها أبلغته يوم الاربعاء فقط بوجود قرار من « جهة عليا » بوقف البث دون أن تعطي مزيدا من التفاصيل. وبدأ بث قناة العالم على نايل سات قبل ثماني سنوات ولم يتوقف في أي وقت من الاوقات قبل ذلك. ولم يتسن الحصول على تعليق مسؤولين مصريين. والقناة ناطقة باللغة العربية. ويوجد مقر المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية (عرب سات) في الرياض. وقال السيوفي « في طهران أعطونا الفرصة لنرى الدوافع والخلفيات وهم في انتظار أن نقول لهم ما وصلنا اليه. » وأضاف « لا يوجد سبب واضح يجعلنا نقول ان هذا الشيء أو ذاك هو القشة التي قصمت ظهر البعير… لا يوجد حاليا توتر من أي نوع في العلاقات (بين مصر وايران). » وبعد قيام الثورة الاسلامية الايرانية قطعت العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وطهران لخلافات حول موقف طهران الرافض للسلام بين مصر واسرائيل. وأثارت ايران حفيظة القاهرة باطلاق اسم خالد الاسلامبولي قاتل الرئيس أنور السادات على شارع في طهران ورفع صورته. وقتل السادات عام 1981 برصاص متشددين اسلاميين. وبعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق وتشكيل حكومة شيعية فيه وصمود حزب الله الموالي لطهران في لبنان في حرب طويلة مع اسرائيل عام 2006 اشتكت دول عربية سنية خاصة مصر والسعودية من تمدد نفوذ ايران في المنطقة العربية. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 4 نوفمبر 2009)


الجزيرة و13 عاماً من التميز والجدل والتأثير

ياسر الزعاترة عندما تكون الجزيرة هي العدو الألد لعدد كبير من الأنظمة الشمولية التي تهيمن على السلطة والثروة في عالمنا العربي، فهذا يعني أنها في الطريق الصحيح. وعندما يراوح أحد ألد أعداء الأمة منذ عقود (جورج بوش الابن) بين مطاردتها عمليا من كابل إلى بغداد، فضلا عن التفكير بقصف مقرها، فهذا يعني أنها في الاتجاه الصحيح. وعندما يغصّ الصهاينة بتغطيتها للحرب على قطاع غزة، وقبلها انتفاضة الأقصى وسائر تفاصيل الحدث الفلسطيني، فهذا يعني أنها في الاتجاه الصحيح. وعندما يكون الموقف منها بالغ السلبية من قادة ورموز يستمتعون بالتبعية للخيارات الأجنبية في قضايا الأمة من فلسطين إلى العراق، فهذا يعني أنها في الاتجاه الصحيح. ثمة فضائيات أخرى تناضل بهذا القدر أو ذاك في سبيل قضايا الأمة، أحيانا بنبرة أعلى كما هو حال المنار والأقصى، وأخرى بنبرة مشابهة كما هو حال فضائيات كثيرة، لكن الجزيرة تظل في الصدارة تبعا لإمكاناتها الكبيرة على مختلف الأصعدة. بمناسبة احتفالها بالذكرى الثالثة عشرة لتأسيسها، يبدو من الضروري التوقف عند أسرار نجاح الجزيرة بعيدا عن مفردات البؤس التي يشيعها البعض في سياق المناكفة، كما هو حال الحديث عن قاعدة السيلية التي تنتصب على مقربة من مقرها، الأمر الذي لا يردده للمفارقة غير أعداء خطها السياسي ممن يريدونها صدىً للأنظمة وتيارات التراجع ورفض المقاومة في الأمة. الذين يمدحون الجزيرة لا يسكتون عن قاعدة السيلية ولا سواها، بل يدينون أي قدر من التعاون مع أعداء الأمة، لكنهم لا ينسون في المقابل أن ثمة دولاً أخرى تستقبل أمثال تلك القاعدة وترتكب الكبائر السياسية والوطنية، بينما يصطف إعلامها أيضا في المربع المناهض لخيارات الأمة ووعيها الجمعي. كل هذا الاحتفاء بالجزيرة في أوساط الرأي العام العربي والإسلامي لم يأت من فراغ، وكل هذا الحقد عليها من جهات أخرى معروفة لم يأت من فراغ أيضا، فهي بالنسبة للطرف الأول الأكثر تعبيرا عن قضاياه، أما الطرف الثاني فهي المنبر الذي يفضح ممارساته. الجزيرة ليست تنظيما ولا ميليشيا مسلحة، بل منبرا للرأي والرأي الآخر، والذي يعنيهم سماع الرأي الآخر هم الذين ينحازون إليها ويعتبرونها مصدرهم الأثير لتلقي الأخبار وردود الفعل حولها، بينما يكرهها الذين لا يطيقون سماع شيء سوى صدى أصواتهم، حتى لو كانت نشازا في عرف الجماهير. الجزيرة في تعبيرها عن الوعي الجمعي للأمة لا تصل حدود تعبير ?فوكس نيوز? عن القومية الأميركية، ولا الـ ?بي.بي.سي? عن القومية البريطانية، وربما بدت أقرب إلى الـ ?سي.أن.أن? في الحالة الأميركية، لكن خروجها في فضاء عربي لا يعبر أكثر إعلامه سوى عن هواجس الأنظمة وتيارات التراجع هو الذي منحها التميز وجعلها عرضة للاستهداف في آن. لا ننسى بالطبع أن في الفضاء العربي قنوات أخرى يعرفها الجميع لا تقل من حيث الإمكانات عن الجزيرة، لكنها لا ترتقي إليها من حيث المكانة بين الجماهير، والسبب هو وقوفها الدائم في المربع الآخر، بل تفنن بعضها في مناكفة الوعي الجمعي للأمة. لا ينفي ذلك أن ثمة إمكانات كبيرة تتمتع بها الجزيرة أهّلتها لاستقطاب كفاءات كبيرة في ميدان الإعلام، لكن الأهم من ذلك هو تلك الروح التي تحكم سلوكها الإعلامي، والتي تركز على هموم الجماهير بعيدا عن هواجس إرضاء هذا النظام أو ذاك. يعلم القائمون على الجزيرة أن تعبيرها عن هواجس الناس من دون ابتذال هو الذي منحها فرصة التميز والنجاح، ولو كفت عن ذلك لما كان من الناس غير البحث عن بديل، حتى لو كان أقل كفاءة بهذه الدرجة أو تلك. سيقول البعض إن الجزيرة تمارس التحريض في بعض الأحيان، والحق أن إدمانهم على إعلام الأنظمة هو الذي يدفعهم إلى قول ذلك، فضلا عن تجاهل أن أية وسيلة إعلام لا بد لها من العمل على استقطاب الجمهور، أعني الجمهور الجاد، لأن لقنوات ?الهشك بشك? طريقتها المعروفة في استقطاب الجمهور أيضا. في ذكراها الثالثة عشرة تكبر الجزيرة وتتوسع وتكثر فروعها ويزداد تأثيرها، فتُعجب الزُرّاع والمخلصين من أبناء الأمة، وتغيظ قطاعات أخرى (محدودة بحمد الله مهما علا صوتها) لاعتبارات كثيرة يعرفها الجميع.  كاتب أردني (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية ? قطر) الصادرة يوم 04 نوفمبر 2009)

الإصلاح والديمقراطية المستوردة


عبدالسلام المسدّي (*) كان مؤتمر القاهرة الذي دعا إليه المجلس الأعلى للثقافة (1 – 3 يوليو 2003) فرصة أسمع فيها المثقفون العرب صوتهم، وأبلغوا وجهات نظرهم في الأسباب التي جلبت النوازلَ على الوطن العربي، ولئن حَمّل المؤتمرَ منظموه شعارَ (تجديد الخطاب الثقافي) فإن الإجماع كان تاماً على ضرورة البحث في (تغيير الفعل السياسي) وعلى أن المسلك الحتمي في ذلك هو الإقدام على الإصلاح الشامل، وظلت فكرة متابعة الموضوع غائمة معلقة رغم الإجماع لأنها -حين صيغت- جاءت مقرونة بضرورة اضطلاع المجتمع المدني بها خارج دوائر المؤسسة السياسية الرسمية. كان المؤتمر -كما هو بديهي- ردّا مباشرا على الاستعمار الجديد، كان ردّا خجولا في انطلاقته، عنيدا في خاتمة مطافه، مَكينا مَكينا في خطابه لأنه سرعان ما انعتق من سَوْرة الغضب ولهب الانفعال، فأرسى بنفسه على محاكمة الحال العربية قبل محاكمة من استهانوا بالعرب واستضعفوهم. وهكذا تسللت -بين يأس مخصاب وأمل مريض- فكرة الإصلاح كأنها الجنين النائم دهرا يصارع الاحتضار من أجل ما بقيَ من أنفاس الحياة. ولكن الإصلاح -بما هو فكرة يُلبسها قائلها ما عنّ له من الأردية ويحمّلها ما لذ له من الإيماءات- كانت يومئذ قد دَرَجت في الخطاب الدولي، وأوشكت أن تشِيع ممعنة في تكثيف الضباب الدلالي. أما ما قدح شرارة الإيقاظ بعد السبات فهو تفجير الأبراج الذي قلب معايير النظر قلبا جذريا، ولم يكد (برنامج الأمم المتحدة للتنمية) يصدر تقريره السنوي عام 2002 حتى انتاب الغربيين والأميركيين ذهولٌ كبير، وراحوا يعيدون على أنفسهم إلقاءَ أسئلة منسيّة تخصّ الأسباب العميقة التي فيها يتخلق اليأس فتتولد النقمة وتهيج غريزة العنف فينشأ الإرهاب. أخذت الإدارة الأميركية الموضوعَ يومئذ مأخذا جادّا، وعكف على تناوله كولين باول وزير الخارجية إذّاك، فأعلن في (ديسمبر 2002) عن مبادرة سمّاها (مبادرة الشراكة مع الشرق الأوسط) مدققا إياها بأنها (مبادرة للإصلاح السياسي والاقتصادي والتربوي والاجتماعي) لكن الإدارة الأميركية كانت تتهدّج في خيار ظليم، وكانت تنوس بين مجاذباتٍ تُراقِصها على الملأ: حمائمُ يتحدثون همسا بينهم كولين باول وصقورٌ تدوّي بصُراخها تكتسح ما يعترضها حتى تدوسَه. وفعل جورج بوش فعلته فاحتل العراق (مارس – أبريل 2003) وبدا له أن يمعن في تسويغ ما فعل، فعاد يُحْيي المبادرة متصورا أنه يفتح لشعوب المنطقة فراديس الديمقراطية محررا إياها من استبداد الحكم وفساد الأنظمة، وفي (13 فبراير 2004) أعلن عن مبادرته بعد أن عدّل العنوان الذي وضعه سابقا كولن باول، فجاء اسمها الكامل (المبادرة للشرق الأوسط الكبير) ثمّ تمّ اختصارها في (الشرق الأوسط الكبير) وكان القرار أن الولايات المتحدة تعرض وثيقة المبادرة على قمة الدول الثماني الموعودة لشهر يونيو 2004 عسى أن تلتزم بها تلك الدول الأكثرُ تصنيعا، والأكثر ازدهارا اقتصاديا، وقد دارت الوثيقة على تعليل ظاهرة «الإرهاب» بأسباب ثلاثة كبرى مستفحلة في بلدان المنطقة: غياب الحرية، وغياب المعرفة، وغياب حرية المرأة. أحدث الإعلان عن المبادرة والكشف عن كثير من مضامينها صدمة عارمة إذ جاءت في وجه الأنظمة القائمة كالطلقة التي أصابتها في مَقاتلها السياسية، ناهيك أنها تحدثت بتفاصيل دقيقة عن ضرورة مراجعة المناهج الدراسية لاستئصال ما كان يخيّل للأميركيين أنه منبع للإرهاب، بما في ذلك حفظ القرآن الكريم وفصاحة اللغة العربية، وامتزجت في الاعتراض على مشروع «الشرق الأوسط الكبير» أصوات الساسة، وأصوات المثقفين، وإذا بالجميع في خندق الدفاع المشترك، وارتفع من الجميع شعارٌ يختزل مسافات القضية الكبرى: «لا خيرَ في ديمقراطية تدخل الأوطان على ظهور الدبابات». بين غمامٍ وانقشاعٍ أومأ السياسيون بالبديل: أن الإصلاح يمكن أن ينبثق من الداخل وليس من ضرورة لاستيراده من الخارج. بعد ثمانية أيام انطلقت مبادرة جريئة، جاءت من مكتبة الإسكندرية، في عزم واضح على استيعاب الموقف العربي والدولي، مع فطنة شديدة في استثمار ذاك الاقتراح الذي صاغه مؤتمر (تجديد الخطاب الثقافي) لأن جهد المكتبة قد تأسس على مبدأ تفعيل المجتمع المدني، ولئن كان الجميع يعلم يومئذ أن الرضا الحاصل من لدن السلطة السياسية العليا، بل ربما حصل مع الرضا الحض والتحفيز، فإن أحدا من المثقفين لم يعترض ولم يتظلم. نوديَ بنا مع ثلة من الملتزمين في مجال النضال الفكري والثقافي لنجتمع في المكتبة يومي (22 – 23 فبراير 2004) فعكفنا على تصور الرد المناسب للمشروع الظالم المريب الذي يتأنق في ثوب الإهانة المكشوفة للضمير العربي بعد احتلال العراق. كان الرأيُ أن نعقد مؤتمرا حول الإصلاح العربي، وأن نصدر فيه وثيقة جامعة شاملة ترسم طريق الخروج من نفق الواقع المهترئ الذي انحشرت فيه مسيرة الأمة العربية. وحيث كنا على مسافة قصيرة من موعد القمة العربية الـ 16 حسب موعدها المعلن بدءًا (تونس: 29 – 30 مارس 2004) فقد كان لزاما أن ينعقد المؤتمر قبل ذلك التاريخ حتى يُرفع ما سيصدر عنه إلى قمة الملوك والرؤساء، خاصة ورئاسة الجمهورية في مصر أوحت باستعدادها لإيصال نتائج جهود المثقفين العرب واستعدادها لافتتاح مؤتمر الإسكندرية نفسِه، وقد حصل فعلا. وكان سباق مع الزمن، وأعدت اللجنة تصوّرا عاما، وتم الاتفاق على أن يكون اسمه (مؤتمر قضايا الإصلاح العربي: الرؤية والتنفيذ). وعكفنا على إعداد برنامجه، والتأم فعلا في الفترة (12 – 14 مارس 2004) وكانت معظم الجهود منصبّة على إعداد الوثيقة التي تجسم موقف المجتمع المدني في الوطن العربي وتبلغ صوته في اتجاهات ثلاثة: الساسة العرب، وأصحاب النفوذ الدولي، والجماهير العربية. كانت إرادة المثقفين العرب متدفقة تكاشِف القضايا ولا تباطِن، تقطع مع الأعراف الرتيبة المتراكمة من إرث الماضي، لا تستنسخه ولا تعيد إنتاجَه، تهتدي بمستحقات الوعي الحاني رغم شقائه والآسر رغم إيثاره. على مدى أيام المؤتمر اشتغل الحشد الغفير من صفوة ما أنجبت الأمة العربية، قدِموا من كل أقطارها، ومن مختلف فئاتها وبيئاتها، تاركين وراءهم انتماءهم القُطري، بل ومتخلين عما اعتادوا عليه من فرائض الالتزام، جاؤوا وكلهم امتلاءٌ بأشراط المجتمع المدني، ولم يكن سهلا دائما، فمناخنا العربي لم يرسّخ أعراف المجتمع المدني، والذين أشرفوا على تنسيق الحوار في المؤتمر، أو أداروا جلساته، بذلوا جهدا استثنائيا للتذكير بتلك الأشراط. ففضلا عن الزهد في الانتماء القُطري وحتى الإقليمي كان متعينا على كثيرين أن يجتهدوا في التخلي الطوعي عن نوازع التحزب، وميول المذهبية، وحدّة الراديكالية، وحتى صرامة الأكاديمية، ومن أوّليّات العمل في هيئات المجتمع المدني نسيان ثنائية «الولاء أو الاعتراض» وثنائية «التزكية أو النقض». وليس في النضال المدني سقف مسبق لحرية الفكر والتعبير لأن السقف الوحيد هو المسؤولية والإحساس التام بأمانتها. وانتهى المؤتمرون إلى صياغة وثيقة أصبحت تعرف بوثيقة الإسكندرية، وكانوا جميعا سعداءَ بما أنجزوا، وكانت سعادتهم أعظمَ لأنهم أحسوا بأنهم -ربما لأول مرة- يمدون جسر التعاون مع ملوكهم ورؤسائهم، وكان هؤلاء وأولئك في انتظار ما يمدّونهم بهم، وكأن اللحظة التاريخية قد جمعت شمل النخبة الفكرية مع الصفوة السياسية على واجهة واحدة، يقاومون جميعا عواصف الرياح الدولية العاتية. (*) كاتب ووزير سابق من تونس  
(المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 4 نوفمبر 2009)


شكرا واشنطن


محمد كريشان خفة أو استخفاف أو كلاهما تبديه الإدارة الأمريكية هذه الأيام بخصوص مواقفها المتقلبة والمتناقضة من المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967. كلام في القدس تقوله وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ‘يلحس’ ما قالته هي شخصيا ورئيسها من قبل عن ضرورة وقف الاستيطان، ثم كلام آخر مختلف في مراكش أريد أن يكون توضيحيا. وبين هذا وذاك، يأتي مسؤول أمريكي كبير ليقول لوكالة الأنباء الفرنسية أن كلينتون التي اعطت الانطباع في القدس أن واشنطن تراجعت عن معارضتها المبدئية لانشاء مستوطنات يهودية جديدة ‘لم ترتكب أي خطأ وكل ما قالته صحيح ومحدد’. في حزيران/يونيو الماضي كانت كلينتون نفسها تقول في مؤتمر صحافي متوتر مع وزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان أن تجميد الاستيطان ‘ أمر حيوي من أجل دفع جهود السلام’ أما اليوم فباتت تتغزل بما يعرضه نتنياهو من عرض مخادع يسمى تجميد جزئي للاستيطان بل وتصفه بــ ‘غير المسبوق’ قبل أن تقول لاحقا بأنه ‘أقل مما كنا نود لكن(…) سيكون له ‘أثر مهم’. هذا الموقف الأمريكي لم يتراجع فقط عن تعهدات يفترض أنه قطعها للفلسطينيين وإنما تراجع، وبشكل مخجل لا يليق بدولة عظمى، عن تعهدات قطعها الرئيس باراك أوباما نفسه وبشكل علني في خطابه الشهير في القاهرة قبل بضعة أشهر. هذه التعهدات ظل يكررها مبعوثه إلى الشرق الأوسط حورج ميتشل قبل أن يبلع لسانه في هذا الشأن وقبل أن تأتي كلينتون الآن لتقلب الموقف كليا بحيث بات الفلسطينيون هم من يعرقل العودة إلى المفاوضات لأنهم يتمسكون بوقف بناء المستوطنات وليس الإسرائيليين بعنادهم في رفض تطبيق هذا الالتزام. الخلاصة وباختصار شديد أعلنها معلق إسرائيلي ليبرالي بارز في صحيفة ‘هآرتس’ أول أمس الاثنين هو عكيفا ألدار حين كتب بأن ‘الجمهور الفلسطيني العريض فقد السبت الماضي (تاريخ تصريحات كلينتون في القدس) الأمل بأول رئيس أسود في البيت الأبيض بعد ان أثبت أنه يتصرف مثل أسلافه’. هذا هو بيت القصيد والعبرة الأبرز من كل التصريحات والتصريحات المضادة الأمريكية الأخيرة. من هنا يجب أن تنطلق القيادة الفلسطينية وعلى هذا الأساس يفترض أن تتصرف بعيدا عن حسابات الوهم أو التمني على غرار ما صرح به وزير الخارجية الفلسطيني رضا المالكي حين أعرب عن ‘رضاه’ في مراكش عن تصريحات كلينتون حين قالت بأن موقف بلادها من الاستيطان ‘لم يتغير’. موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الرافض لأي استئناف للمفاوضات دون وقف الاستيطان جيد إلى حد الآن وعليه التمسك به وعدم التراجع عنه بتبريرات واهية لأن هذا هو الامتحان النهائي والأخير لمصداقيته. ليس مهما ما بحثته كلينتون مع وزراء الخارجية العرب في مراكش ولا ما ستبحثه لاحقا في القاهرة إذا ظلت القيادة متمسكة بوقفها رغم كل الضغوط الأمريكية والأوروبية وقد تلتحق بها العربية. شكرا لواشنطن لأنها قصرت كثيرا من عمر الأماني والتمنيات في إدارة أمريكية أكثر إنصافا للفلسطينيين بحيث بات على الجميع مواجهة الحقيقة كما هي وليس كما هي مأمولة. وهنا أستحضر جيدا ما قاله لي الراحل الدكتور إبراهيم أبو اللغد في بيته في رام الله قبل سنوات، فهذا الأستاذ الجامعي الشهير الذي قضى ما يناهز النصف قرن في الولايات المتحدة صديقا ورفيقا للراحل ادوارد سعيد قبل أن يعود للضفة العربية ويدفن أخيرا في يافا يقول: قضينا عمرنا في الولايات المتحدة ونحن نتوسم الخير في كل قادم جديد إلى البيت الأبيض ونرى أنه أفضل من سابقه ونظل نجمع ما نعتبره مؤشرات إيجابية بل ونبحث له عن الأعذار إلى أن نستفيق على أنه مثله مثل غيره إن لم يكن أسوأ. والحبل على الجرار…. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  04 نوفمبر 2009)


إدارة أوباما الفاشلة


منير شفيق  
ظن البعض أن مجيء باراك أوباما إلى سدّة الرئاسة الأميركية، بما يتمتع به من شباب وفصاحة لسان ووعود بالتغيير سوف يشيل الزير من البير(أي يُخرج الدلو من البئر بعد أن سقط الحبل). زير أميركا التي غرقت في الفشل تلو الفشل في عهد إدارة جورج دبليو بوش التي وُصِفت بالتطرف الأحمق، و زير الذين راهنوا على إدارة بوش، فيما لا أحد منهم الآن يحِّّب أن يذكّر بذلك، وقد هَوَوْا بدورهم إلى حضيض، و زير الاقتصاد الأميركي الذي أخرج من التداول آلاف التريليونات من الدولارات الكاذبة والورقية الوهمية، وأدخل الاقتصاد في الركود، ورمى بملايين العاملين إلى البطالة، وأوقع ميزانيات الدولة في الديون. ولكن منذ اللحظة الأولى كان على أولئك الذين تفاءلوا بما سيفعله أوباما، أن يدركوا أن الفشل الأميركي أعمق ولا يعود إلى حماقة إدارة بوش وإن كانت إدارة بوش قد حفرت في ذلك العمق أكثر. وكان عليهم أن يدركوا أن أميركا أصبحت أضعف بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وليس أقوى، وأن الاقتصاد الرأسمالي عندما أوغل في العولمة أصبح أكثر هشاشة وليس أكثر فتوّة وفاعلية. وكان عليهم أن يدركوا أن أميركا لا تستطيع أن تنفرد بحكم العالم، أو أن تفرض نظاماً أحادياً عليه. وقد تأكد بأنها حين حاولت فعل ذلك في عهدَيْ كلينتون وعهدَيْ بوش الابن، أي بفرصة ممتدّة 16 عاماً، راح العالم يفلت من بين يديها وأخذت الفوضى تعمّ أرجاءه، وهذا كله عنوان صارخ على الفشل. لقد ظن أوباما أنه يستطيع في خطابيْن ألقاهما في تركيا ومصر كسب العالم الإسلامي، أو في الأدّق كسب الحرب في أفغانستان والحرب في العراق، وعملية تحقيق تسوية في فلسطين. الأمر الذي أكد أنه صاحب أوهام يباري أصحاب من راهنوا عليه في عالم الأوهام. الآن، غدا من شبه المسّلم به أن أوباما أخذ يواجه الهزيمة في أفغانستان وراح يخبط خبط عشواء هناك، بالسياسة كما بالحرب. ففي لقاء وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مع قيادة الحكومة الباكستانية تكشَّف الفشل أيضاً في حرب أوباما التي بادر بها في باكستان. وبالمناسبة أطلقت السيدة كلينتون، وزيرة الخارجية تصريحاً مُهيناً لمضيفيها الباكستانيين عندما قالت: إن ما من أحد يمكن أن يصدّق عدم معرفة وزراء في الحكومة مكان قادة القاعدة في باكستان. وهذا يعني أنهم كاذبون ولا ثقة فيهم. ولكن للأسف لم تسمع رداً من المسؤولين وإن واجهها الإعلام بالغضب. أما المسؤولون فقد ابتلعوا الإهانة كما يفعل كل مسؤول حين يقبل الهوان، فتلحقه الإهانة فيستقبلها بابتسامة المنتصرين. أما في العراق فإدارة أوباما، بلا خطة، ولا رؤية، فسياستها في حالة تذبذب، وقد زادت ارتباكاً مع فشلها الخطير في أفغانستان وباكستان. وقد أمِلت أن تحقق خلال سنتين نجاحاً مدوّياً في حرب أفغانستان ليتحسّن وضعها في العراق، ولا تنتهي بانسحاب مذلّ. ثم جاءت هيلاري كلينتون، وعلى رأسها أكاليل الفشل في أفغانستان وباكستان والعراق لتعلن فشل إدارة أوباما في مسار ما يسمّى حل الدولتين (التصفوي بامتياز). وذلك حين طالبت ببدء المفاوضات من دون شروط مسبقة، أي بلا شرط وقف الاستيطان وهو الشرط الذي حمله جورج ميتشل المندوب الخاص لعملية إطلاق المفاوضات وورّط فيه المفاوض الفلسطيني الذي راح يشترط على لسان محمود عباس وصائب عريقات ألا مفاوضات قبل وقف الاستيطان. علماً أنهما فاوضا لمدّة سنتين تقريباً بعد مؤتمر أنابوليس فيما الاستيطان متصاعد على قدم وساق. هذا التغيير في الموقف يشكل نكسة للسيد أوباما وإذا بوعوده حول التغيير يطبّقها على تغيير تلك الوعود. فكل ما أعلنه من استراتيجيات وسياسات تخصّ أفغانستان غيَّرَها في أقل من تسعة أشهر وكذلك تلك التي تخصّ موضوع التسوية في فلسطين. طبعاً هذا أمر جيد أي أن يفشل أوباما لأنه لو نجح في باكستان وأفغانستان ثم في العراق ثم لو حقق، ولو إنجازاً متواضعاً، في الضغط على نتنياهو، لرأينا العجب العجاب من أميركا والصهيونية، لاسيما في قضية فلسطين، أو على مستوى العالم العربي والإسلامي. أما الأخطر فسيعكسه التهافت على الترامي والتراخي من بعض الفلسطينيين وبعض العرب والمسلمين في مقابل نجاحه. علماً أن ذلك البعض ما زال متهافتاً حتى بعد أن سمع ما قالته هيلاري كلينتون، إذ لحقوا بها إلى المغرب يحملون رجاء تعديل، أو تخفيف تصريحها حول قولها بإطلاق المفاوضات، وتسمية تقييد نتنياهو للاستيطان إنجازاً غير مسبوق. وبالفعل جاء التعديل بالقول إن الموقف الأميركي المبدئي لا يقرّ شرعية الاستمرار في الاستيطان، وأن التجميد الجزئي الذي وعد به نتنياهو أقل كثيراً مما كنا نوّد. لكن إذا طبّق فسيكون تقييداً غير مسبوق. فالتذكير بالموقف المبدئي الذي كانت عليه إدارة بوش كذلك لا يعني التراجع عن المطالبة بمفاوضات بلا شروط أو ضمن ما وعد به نتنياهو من تقييد للاستيطان في الضفة، وعدم تقييده في القدس الكبرى (%20 من الضفة). وبقيت عبارة غير مسبوق. باختصار مبروك أوباما وهيلاري كلينتون وسياساتهما لكل من ظنّ بأن أوباما سوف ?يشيل الزير من البير? مع الأسف للذين فعلوا ذلك ونيّاتهم حسنة ولكن أخذتهم ?الهوجة? في طريقها.  منسق عام المؤتمر القومي الإسلامي   (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية ? قطر) الصادرة يوم 04 نوفمبر 2009)  


دور العامل الاجنبي في ازمة الشرعية السياسة العربية


د. عصام نعمان  يتقبّل الدكتور عبد الاله بلقزيز في بحثه (أزمة الشرعية في النظام السياسي العربي) انماط الشرعية الثلاثة لدى ماكس فيبر وهي الشرعية التقليدية والشرعية الكاريزمية، والشرعية العقلانية، لكّنه يلاحظ عدم انطباقها اليوم على خريطة توزيع الشرعيـة في البلاد العربية. فالنمط الكاريزمي الذي جسّده جمال عبد الناصر لم يعد موجوداً. كما يصعب الحديث بإطمئنان عن النمط الثالث (الشرعية العقلانية والدستورية والديمقراطية) رغم ما تزخر به بلادنا من دساتير وقوانين وانتخابات! وعليه، لجأ بلقزيز الـى تصنيف غير بعيد عن التصنيف الفيبري، يقوم على ثلاثة انماط من الشرعية: الشرعية التقليدية، والشرعية ‘الثورية ‘، والشرعية ‘الدستورية’، مع التنبيه الى نسبية المفاهيم المستعملة لوصف بعض تلك الشرعيات مثل ‘الثورة’ و’الدستور’. أتفق مع بلقزيز في تصنيفه وتحليله لنمطي الشرعية ‘الثورية’ والشرعية ‘الدستورية’، لكني ارى ان عرضه لمصادر الشرعية التقليدية يعتريه نقص ملحوظ. صحيح ان الشرعية التقليدية تستند الى مصادر دينية او عصبوية غالبة (قبلية، عشائرية، عائلية) ومنها الحكم بمقتضى المرجعية الدينية كأساس للسلطة، او بمقتضى الشريعة، او بمقتضى النسب الشريف، او بمقتضى الإنتساب الى مذهب، او تستند الى الغلبة والإستيلاء (الانقلاب العسكري)، ولكن بلقزيز يغفل، دونما تعليل، مصدراً ثابتاً للشرعية التقليدية في بلادنا هو العامل الأجنبي. لإستجلاء دور العامل الأجنبي في الإجتماع العربي، يُستحسن الإلمام بخصائص أمة العرب من حيث تركيبة نسيجها الإجتماعي، القبلي بعامة، وحضور الأقليات العرقية والدينية المذهبية فيه، وصولاً الى ظاهرة تقبّل العامل الأجنبي على مدى قرون ثمانية ودوره الفاعل، سياسياً واجتماعياً واقتصادياً. لعل السمات الرئيسية للإجتماع العربي المعاصر تتجلى في سبعٍ: أولاها، التعددية الإجتماعية المتمثلة بالإنتماءات والعصبيات القبلية والعرقية والطائفية والمحلية ونمط المعيشة والموارد الطبيعية واللهجات والازياء والتجارب التاريخية وقربها او بعدها عن المجتمعات والحضارات الاخرى (حليم بركات، المجتمع العربي في القرن العشرين، مركز دراسات الوحدة العربية، 2000، ص 24-32). ثانيتها، تنظيمه الاجتماعي والاقتصادي المتمحور حول العائلة في طابع تجاري صناعي وشبه رعوي، لاسيما في الارياف والبوادي، مع بروز دور للتجارة في تعزيز الطابع الحضري للمجتمع العربي (خلدون النقيب، بناء المجتمع العربي : بعض الفروض البحثية، مجلة المستقبل العربي، العدد 79، ايلول/سبتمبر 1985، ص 22). ثالثتها، تخلفُ المجتمع العربي وإندماجه التدريجي بالنظام الرأسمالي الاوروبي منذ القرن التاسع عشر حوّله مجموعةً من الاطراف التابعة للدول الصناعية الوالجة عصر التكنولوجيا ما افقد الوطن العربي سيطرته على موارده ومصيره (هشام شرابي، البنية البطركية: بحث في المجتمع العربي المعاصر، دار الطليعة 1987، ص 20). رابعتها، تكامل المجتمع العربي في هويته الثقافية رغم تعدديته الإجتماعية، ذلك ان الغالبية العظمى من سكانه ترى انه ‘يكوّن مجتمعاً امة، انما ينقصه النظام الموحّد الشامل’ (بركات، المرجع السابق الذكر، ص 32). خامستها، هيمنة الابوية او البطركية على المجتمع العربي والنزوع الى الاستبدادية على مختلـف المستويات ما ادى الى احتكار الدولة التسلطية مصادر القوة والسلطة والثروة (النقيب، المرجع السابق الذكر، صفحة 34-35). سادستها، توصيف المجتمع العربي بأنه مجتمع إنتقالي تتجاذبه السلفية والحداثة، ويبدو ‘موزعاً بين القديم والحديث والماضي والمستقبل من دون ان يكون اياً منها حقاً (بركات، المرجع السابق الذكر، ص 37 39). سابعتها، إحتدام صراع المجتمع العربي، في سياق السمات الست المار ذكرها، مع الغرب عموماً، ولاسيما مع اوروبا وامريكا، على جميع المستويات الحياتية، وتفاقم مفاعيل الصراع بفعل العولمة. في ضوء رصد سمات المجتمع العربي وتجلياتها السياسية والاجتماعية، يتكشّف دور العامل الأجنبي، السلبي غالباً، في التاريخ العربي ماضياً وحاضراً، ذلك ان ما من منطقة كبلاد العرب كان للعامل الأجنبي حضور ودور فاعـلان في تاريخها القديم والمعاصر. يمكن القول إن تاريخ العرب، في معظم ديارهم، مشتَرَكٌ إجتماعي وسياسي وثقافي تشاطرهم إياه شعوب أخرى. فلا عجب إن أنتجت هذه الظاهرة، على مرّ الزمن، حضارة عربية مركّبة. صحيح ان للأجنبي، فرداً وجماعة، دوراً كبيراً أو صغيراً في تاريخ كل أمم الأرض كون الحياة بطبيعتها ومتطلباتها وتعقيداتها تفرض على مختلف الأقوام والجماعات والفئات المتجاورة وحتى المتباعدة أشكالا متعددة من التواصل والتفاعـل والتقارب والتعاون والتشارك والتزاوج. غير أن نظرةً متأنية إلى تاريخ العرب بعد الإسلام تشي بحقيقة لافتة هي إتساع دور العامل الأجنبي وامتداده الزمني الطويل على نحوٍ قلّما نقع على مثيل له في أمم أخرى. لذا لا غلّو في القول إن الأجانب من المسلمين وغير المسلمين حكموا وسيطروا على بلاد العرب مدة تزيد عن نصف تاريخهم بعد ظهور الإسلام (عصام نعمان، أمريكا والإسلام والسلاح النووي، بيروت، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، 2007، ص 74 – 83). يردّ بعض المؤرخين والباحثين هذه الظاهرة إلى كون الإسلام في سماحة مبادئه وسلوك أتباعه تعددياً، ويتقبل بالتالي كل الناس المؤمنين من دون تمييز الأمر الذي مكّن أفراداً وجماعاتٍ من شتى الأقوام والألوان والثقافات من دخول بلاد الإسلام والإنخراط في نسيج مجتمعاتها، وولوج أبواب السلطة والارتقاء في مراتبها. ألم يتغلغل المماليك، وهم في الأصل تُرك وكُرد وكُرج، في مراتب الجندية أواخرَ عهد الخلافة العباسية ومطالع عهود الدويلات التي أعقبت إنهيارها حتى استولوا تدريجياً، بالدهاء والسلاح، على مقاليد السلطة في بلاد الرافدين وبلاد الشام وارض الكنانة؟ ألــم يحدث ذلك منذ أكثر من 700 عام؟ ألم يستمروا في حكم تلك الأقطار والأمصار نحو 350 عاما؟ قد يقول قائل: ‘العرب انتصروا’ في النهاية على المماليك بأن استوعبوهم وهضموا وجودهم في مجتمعاتهم وثقافتهم، وفرضوا عليهم لغتهم، فكان أن أنجب هذا التفاعل أمة عربية مركّبة ومبّرأة من العنصرية والإنغلاق. إن الإقرار بصحة هذه المقولة لا يُغني الباحث عن تحرّي سبب هذا الركون المفرط للأجنبي، والسكون المزمن إزاءه، والتقبّل شبه التلقائي لحضوره، والولاء المكين لحكمه وسلطانه ؟ هل ثمة نقص بنيوي في الشخصية العربية حال دون تبلورها وتظهير إستقلاليتها وخصوصيتها وفرادتها؟ ظاهرةُ الرضوخ للأجنبي وقبول سيطرته امتدت من عهد المماليك إلى عهد الأتراك العثمانيين الذين حكموا العرب على امتداد مساحة وطنهم الكبير أو معظمها أكثر من 400 عام. وإذا كان العرب تقبّلوا حكم المماليك لقاء تقبّل هؤلاء لغة العرب ودينهم، فإن سجل بني عثمان مع اللغة العربية والإسلام لا يدعو إلى الفخر. فقد جافوا العربية واعرضوا عن تعلمها أو التحدث بها، بل حاولوا تتريك العرب ثقافيا وسياسيا( رشيد خالدي، ‘القومية العربية في سورية: سنوات التكوين، 1908-1914 ‘، مجلة الفكر العربي، السنة 1، العدد 2، تموز/يوليو1978، ص. 35-55) أما صلتهم بالإسلام فكانت سطحية ونفعية إذ لم يؤثر عن أيِّ من سلاطين (خلفاء !) بني عثمان أن حجّ بيت الله الحرام ! (نعمان، المرجع السابق الذكر، ص 76-47). للحضور الأجنبي في بلاد العرب أسباب ودوافع أخرى، بطبيعة الحال، غير تسامح الإسلام والمسلمين. فللموقع الجغرافي الإستراتيجي أهمية بالغة في هذا المجال، ذلك ان البرزخ الممتد بين الساحل الشرقي للبحر المتوسط وشواطىء الخليج العربي الفارسي شكّل جسر الإتصال والتواصل الطبيعي بين أوروبا وآسيا. ثم كان أيضا، وما زال، جسر العبور لقوافل التجارة البرية بين القارتين ومرسى الأمان للتجارة البحرية من الغرب إلى الشرق، وبالعكس. على العموم، قاوم العرب، بدرجات متفاوتة من العنف والثبات، الدول الأوروبية الغازية، لكنهم لم يوفّقوا في تحرير أنفسهم منها الاّ بعد إنهيار بعضها أو تردّي أوضاع بعضها الآخر نتيجة الحرب العالمية الثانية وحلول الولايات المتحدة محلها في ميادين القوة والثروة والنفـوذ. وإنه لأمر جدير بالتسجيل هنا أن جمال عبد الناصر الذي تولى السلطة العام 1952 كان ربما أول حاكم لمصر من أصل عربي مذّ استولى المماليك على السلطة في أرض الكنانة قبل أكثر من 700 عام! ثمة ظاهرتان لافتتان في حقبة الإستعمار الأوروبي ومن ثم في حقبة النفوذ والهيمنة الأمريكيين. الأولى، تعاون الكثير من ‘أهل الحل والعقد’ في البلدان العربية المحتلة أو المستعمَرَة مع سلطات الإحتلال الأمر الذي أعاق نضال حركات التحرير وأطال حكم الأجانب. أكثر من ذلك: تعاونت شرائح كثيرة من أهل السلطة، قبل نيل بلدانها الإستقلال وبعده، مع الأجانب، دولاً وشركات وأفراداً، على نحو بالغ السعة والإيجابية لدرجة اضطر معها بعض المؤرخين إلى نعـت هؤلاء بأنهم وكلاء للأجانب وليس شركاء لهم: Philip S. Khoury, Urban Notables and Arab Nationalism The Politics of Damascus, 1860-1920, New York, Cambridge University Pre, 1983, p.23). الثانية، إحجام العرب بصورة عامة عن إقتباس الحداثة لمجرد أنها متلازمة مع الوجود الأجنبي أو هي من نتاجه (شرابي، المرجع السابق الذكر ص 20)، نَجَـم عن ذلك أمر غريب: تقبّل العرب حكـم الأجانب، وهو الجانب السيىء فيهم، وأعرضوا عن تقبل حداثتهم، وهي الجانب الجيد لديهم ! إذا كان التدخل الأجنبي في الإجتماع العربي هو فعل إرادي مباشر بدوافع شتى أبرزها الدافع الاقتصادي، فإن الإستدخال هو فعل مزدوج، مباشر وغير مباشر. فهو مباشر عندما يصدر عن جهة داخلية، فرداً أو جماعة، لإجتذاب جهة خارجية، فرداً أو هيئة أو شركة أو حكومة أو حلفا من دول عدة أو ثقافة وتيارات ثقافية وسياسية، للحضور والفعل في نطـاق وجود أو عمل أو فعالية الجهة الداخلية. والإستدخال غير مباشر عندما يصدر عن جهة خارجية للحضور والفعل في نطاق جهة داخلية، مستخدماً أساليب وطرائق غيـر مباشرة أو خفيّة أو شركاء ووكلاء محليين لتحقيق أغراضه الخاصة والعامة. بإختصار، الإستدخال هو إتّباع الداخل للخارج عندما يكون بإرادة جهة داخلية، وهو إستتباع الداخل للخارج عندما يكون بفعل جهة خارجية. لعل النظام الطوائفي اللبناني مثال ساطع على الإستدخال المزدوج بما هو نتاج مشترك لدوافع الإتباع والإستتباع. ذلك ان استدخال الأوروبيين، لاسيما الفرنسيين، في شؤون الاجتماع اللبناني ما كان ليتّم على هذا النحو الواسع والمديد لولا وجود قابلية لدى الطوائف اللبنانية المتصارعة لإستدخال العامل الأجنبي، الأمر الذي إتخذ شكل طلبات صريحة إلى قناصل دول أوروبا للتدخل لمصلحة كلٍ منها. وليس من الغلو القول إن التعامل الوثيق مع دول أوروبا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وحقبات القرن العشرين أضحى تقليداً راسخاً ومتّبعاً لدى زعماء غالبية الطوائف اللبنانية (كمال سليمان الصليبي، تاريخ لبنان الحديث، بيروت، دار النهار للنشر، 1967، ولاسيما الصفحات : 71-84، 136 141، 193 204). الى ذلك كله، فإن ما فعلته وتفعله الولايات المتحدة في العراق قبل إحتلاله في العام 2003 وبعده يوفر أمثلةً وشواهد ساطعة على الإستدخال المزدوج بما هو نتاج مشترك لدوافع الإتباع والإستتباع. فقد تبيّن ان فكرة الحرب على العراق كانت اختمرت لدى جماعة ‘المحافظين الجدد’ قبل إندلاعها بأشهر وسنوات، وان مخططات واستعدادات كانت قد أعدّت وعرضها وزير الدفاع دونالد رامسفيلد على رئيسه جورج بوش في المجلس الوزاري بعد يومين من الأحداث الخطيرة التي وقعت في 11 ايلول/سبتمبر 2001. ولعل ما قاله احد كبار منظـري ‘المحافظين الجدد’، بيل كريستول، رئيس تحرير أسبوعية ‘ويكلي ستاندرد’ النافذة لآري شافيت في صحيفة ‘هآرتس’ (4/4/2003) يكشف الاغراض الحقيقة للولايات المتحدة في المنطقة: ‘إن الحرب على العراق، في احد مستوياتها، حرب ضد نظام يمتلك أسلحة دمار شامل. لكنها، في مستوى أعمق، حرب من اجل صياغة شرق أوسط جديد(…) اذا لم تقم الولايات المتحدة بصياغة العالم على صورتها وشاكلتها، فسيقوم العالم بصياغتها على صورته وشاكلته’! إذْ يتضح البعد الثقافي للحرب على العراق، بل على العالم العربي، فإن الجانب غير المباشر لإستدخال العامل الأجنبي في الحرب يتجلى في ما فعلته قوى المعارضة العراقية ورجالاتها الناشطون خارج العراق. فقد تبيّن أن مجاميع من السياسيين والعسكريين والمثقفين العراقيين لم يكتفوا بتحريض إدارة بوش على شن الحرب لإقتلاع نظام صدام حسين بل وفّروا لها على مدى سنوات معلومات صحيحة وأخرى مزورة عن أوضاع النظام المذكور من اجل تسريـع شنِّ الحرب وتبرير تدخل أمريكا بما هي القوة العظمى الناهضة بمهمة ‘نشر الديمقراطيــة’ في العـالم العربي. يتضح من مجمل ما تقدّم بيانه ان ثمة معطيات موضوعية وأخرى ذاتية تتكوّن في إطار وجودها وتفاعلها وحركتها ظاهرتا التدخل والإستدخال في الإجتماع العربي. ذلك ان التعدديـة الاجتماعية، والتخلف، وهيمنة الأبوية (البطركية) والتجاذب بين السلفية والحداثة، تُضعف المجتمع العربي في صراعه المديد مع الغرب الأوروبي والأمريكي. كما ان الموقع الجغرافي للوطن العربي بما هو معقد المواصلات والاتصالات بين ثلاث قارات من جهة وموارده الطبيعية، وفي مقدمها النفط والغاز، من جهة اخرى تُغري القوى الأجنبية بغزوه لإيجاد نقاط رسوٍ إستراتيجية ومواقع استغلال واستثمار، وسوق مستهلكة. كما تغريها بالتفتيش عن فرص جديدة للكسب المادي والسياسي. هذه المعطيات على أنواعها شكّلت دوافع للقوى الأجنبية من اجل التدخل لتأسيس مصالح كبرى وإستغلال فرص متاحة للاستثمار، والتفتيش عن أخرى للمزيد منه. لكنها شكّلت ايضا إغراء وأتاحت فرصاً للقوى المحلية لإستدخال القوى الخارجية من اجل تثبيت مواقعها ودعم سلطتها والإستقواء بها على خصومها ومنافسيها في الداخل. انها عملية صراعية جدلية يفضي احد أطرافها، اي التدخل، الى الآخر، اي الإستدخال. والعكس يصح أيضا. تنعكس فواعل التدخل والإستدخال الاجنبيين على مسألة الشرعية السياسة بشكلٍ يتيح للعامل الاجنبي دوراً مؤثراً فيها. بل ان دور العامل الاجنبي يتصف في بعض الظروف بتأثير مركزي يرتقي الى مصاف مصدر فاعل للشرعية السياسية. فالعامل الاجنبي، متدخلاً او مستدخَلاً، كـان في مرحلة الانتداب الفرنسي من سنة 1920 لغاية 1943 مصدراً فاعلاً للشرعية السياسية في لبنان. كما اصبح، بصيغته الامريكية، مصدراً للشرعية في خمسينات وثمانينات القرن الماضي، وكذلك في النصف الثاني من العقد الاول للقرن الحالي. في العراق، كان العامل الاجنبي، الامريكي تحديداً، وما زال المصدر الرئيسي للشرعية السياسية منذ احتلاله في آذار/ مارس 2003. فـوق ذلك، ثمة مقبولية في بلدان عربية عدة للعامل الأجنبي في حالتي التدخل والإستدخـال تتيح له دوراً فاعلاً في السياسة والإقتصاد والثقافة. بل ان هذه المقبولية تضفي، كما في لبنان والعراق، على العامل الاجنبي مشروعيةً راسخة تجعل منه جزءاً لا يتجزأ من تقاليد البلد وثقافته.  
 
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  04 نوفمبر 2009)
 


على هامش حوار « مدارك » مع هاشم صالح العلمانية الأصولية شلت تقدمنا دهرا (1-3)

 


بقلم – نبيل شبيب / 03-11-2009  
إن تقدير المفكر والكاتب هاشم صالح تقدير تستدعيه أدبيات المنظور الإسلامي إلى إنسان مثقف من « الفكر الآخر » يتفانى في خدمة معتقده العلماني بإصرار ودأب، مع ضرورة التأكيد على أنه ليس مجرد مفكر علماني، بل هو من العلمانيين الأصوليين بامتياز. ومع الرغبة في تجنب الكتابة عن اسم بعينه، فقد استدعى هذا الحديثَ الاستثنائي حوارٌ أجراه موقع « مدارك » في بوابة مواقع « إسلام أون لاين » مع هاشم صالح، ونشر يوم 12/8/2009م، واستفز بعض المترددين على الموقع كما تشهد مشاركات المعلقين عليه.. على هذا الرابط: « هاشم صالح: الفقه القديم شل حركتنا قرونا » وفي الفقرات التالية إطار عام يستهدف وضع كلام هاشم صالح في الحوار المذكور في مكانه، ولا يتم ذلك دون استشهادات تبين أصولية هاشم صالح العلمانية إلى درجة التشدد والغلو، كما أن فيه أيضا ملاحظات أساسية يثيرها الحوار نفسه وما دار حوله. العلمانيون الأصوليون  يشير استخدام تعبير « العلمانيين الأصوليين » ضمنا إلى أن المقصود فئة من العلمانيين، فبغض النظر عن اختلاف المنطلقات والمناهج مع « عموم » العلمانيين وما يترتب على ذلك، وجب التنويه إلى أنهم ليسوا موضع الحديث تعميما في الفقرات التالية، والجدير بالتنويه أيضا أن فئة العلمانيين الأصوليين في البلدان العربية والإسلامية أصبحت في هذه الأثناء عبئا عليهم أكثر ممن تصفهم أقلامهم بالإسلاميين الأصوليين، بل هي الفئة الأشد خطرا على ما بقي من العلمانية عموما. وعلى مستوى البلدان العربية والإسلامية كان العلمانيون الأصوليون دوما مصدر الأخطار الأكبر، لا سيما في النصف الثاني من القرن الميلادي العشرين، أي عندما وصلت الحملة العلمانية المكثفة والمدعومة غربيا أقصى مداها، وكانت لها السيطرة والهيمنة على جميع مفاصل صناعة القرار السياسي والعسكري والثقافي، فكان من موبقاتها الكبرى ما صنعته عبر أنظمة علمانية استبدادية وعبر أنشطة علمانية حزبية، لإقصاء الإسلام كما أنزله الله -أي إقصاء الإسلام الوسطي- عن مختلف ميادين الحياة والحكم. أمام هذه الصورة من معايشة التاريخ الحديث مباشرة يجب التأكيد بكل وضوح: بحكم المجرى الزمني للوقائع التاريخية المحضة، يحمل العلمانيون الأصوليون المسئولية الأكبر عن جميع ما أفرزته العقود الماضية، ومن ذلك (ونتيجة لتغييب مفعول الإسلام الوسطي كما أنزله الله وليس بوجوده وتأثيره) انتشار الموجة الحديثة للتشدد والغلو تحت عناوين إسلامية، وهي الأخطر مما سبقها في الماضي البعيد. لا يعني ذلك التهوينَ من شأن مسئولية الإسلاميين الذاتية عن بقائهم لعدة عقود دون مستوى القدرة الكافية لدفع مختلف الأخطار الخارجية والداخلية، ومنها أخطار الموجة العلمانية المدعومة أجنبيا وسائر إفرازاتها، وفيها الغلو المضاد بعناوين إسلامية. إنما لا ينبغي التهوين أيضا من قيمة جهود إسلامية فكرية ودعوية كبيرة (رغم الإقصاء والملاحقة والحصار) ساهمت في تحقيق ما نسميه الصحوة الإسلامية، ثم -وهذا هو الإنجاز الأهم- تنامي مظاهر ترشيدها على طريق الإسلام الوسطي كما أنزله الله. هذا بالذات (وليس غلواء التطرف تحت عنوان إسلامي) هو ما يجعل كثيرا من العلمانيين الأصوليين يضاعفون جهودهم المضادة الآن، فهم يعتمدون على مدخل « مكافحة التطرف والغلو ».. ويستهدفون الإسلام نفسه، وعندما يتحدث قليل منهم عن تعايشٍ ما مع الإسلام أو احترام له بل حتى عن ادّعاء تبنيه دينا مع الحرص على « تجديده »، فهو يسعى من أجل « إسلام » مختزل ما، مفصلٍ على مقاس أهدافِ حشرِه وحصره تحت « القبعة » العلمانية. أما نسبة هاشم صالح إلى تلك الفئة من العلمانيين الأصوليين فتعتمد على مضامين كتاباته مباشرة، وهذا رغم أنه معروف بحذره الشديد في انتقاء العبارات وصياغتها، ربما لتسهيل الوصول بها إلى أوساط الشبيبة الإسلامية، وهو ما يسري على إجاباته في الحوار المنشور في موقع « مدارك ». رغم ذلك تظهر للعيان العلمانية الأصولية -أو التشدد والغلو- بدرجة غير عادية في قول هاشم صالح مثلا: « كنت أقول وما أزال مصرا على هذا القول أكثر من أي وقت مضى: كل مثقف عربي لا يعتبر مشكلة الأصولية بمثابة المشكلة الأساسية لعصرنا ليس مثقفا ولا يستحق هذه التسمية بأي حال »، وهذه عبارة له منشورة يوم 6/5/2006م على الرابط التالي: (الأصولية الظلامية والمعركة التي لا بد منها) في مقالة بعنوان « الأصولية الظلامية والمعركة التي لا بد منها » في موقع الحوار المتمدن (المعروف بأنه من المعاقل الشبكية للعلمانيين الأصوليين). واضح أن هاشم صالح لا يقصد الأصولية عموما، بل يقصد من يعتبرهم « ظلاميين » كما يشير العنوان، وهذا تعبير لا تكاد تخلو منه مقالة من مقالاته، وكان يفترض به كمتخصص جامعي في الآداب وفيلسوف ومترجم للفيلسوف أركون وكاتب علماني معروف أن يتجنب استخدام كلمات لا يوجد « مفهوم اصطلاحي لها » ولا طرح منهجي لمدلولها. إن كلمة « ظلاميين » تلك مجرد « شتيمة مستحبة » عند العلمانيين، وليست وصفا موضوعيا أو غير موضوعي لإنسان أو اتجاه أو تيار. الجدير بالتأمل أنها كلمة انتشرت على ألسنة العلمانيين الأصوليين وبأقلامهم، في الحقبة المشار إليها، أي التي شهدت غرق البلدان العربية في « ظلمة » حضارية شاملة، جمعت (أ) انتشار تلك الظلمة و(ب) سيطرة التيار العلماني -وليس الإسلامي- على مقاليد السلطة السياسية « المعسكرة »، وعلى مفاصل آليات توجيه الحياة الفكرية والتربوية والإعلامية والفنية وغيرها، فكانت صناعة القرار في كل ميدان علمانيةَ القلب والقالب، وكانت الحصيلة ما نعرفه على مدى جيلين متعاقبين من « ظلمة » ذكريات النكبات والهزائم والنكسات، حتى فاض تعدادها عما يستوعبه 365 يوما على مدار السنة. رغم ذلك لا ينبغي أن يكون من شيم الإسلاميين الرد على شتيمة الافتراء بشتيمة ما وإن كانت محقة من حيث المضمون، مثل تعميم إطلاق وصف الظلاميين على العلمانيين الأصوليين. على النقيض من ذلك نجد كثيرا من الإسلاميين على استعداد لاعتبار كاتب علماني، وإن كان أصوليا، مثقفا من المثقفين أو مفكرا من المفكرين من الاتجاه الآخر، وقد يمضي فريق منهم إلى فسح المجال له (كما صنع موقع « مدارك » ولا يلام على ذلك) للحوار، وبيان ما يرى بنفسه وليس تلفيقا عليه، لعل.. وعسى. ألا ينبغي أن نضع صورة « حضارية وثقافية » سوية من هذا القبيل، مقابل الصورة الاحتكارية المتمثلة في مقولة هاشم صالح المذكورة آنفا، وهو (الذي يرى نفسه مفكرا متنورا) يحصر « صفة المثقف » فيمن يشاطره خوض معركته التي « لا بد منها.. » في نظره ضد من يسميهم « ظلاميين ». فكم تذكرك هذه المقولة « الفكرية الثقافية! » بمقولة عنجهية مشابهة ومعروفة لمن أراد أن يقسم العالم إلى شطرين: « إما معنا أو ضدنا ». « حفنة من المثقفين » هاشم صالح يقر -على الأقل- بأن ما يقول به بصدد معركة المليار كما يسميها في المقالة المشار إليها نفسها، لا يجاريه فيه سوى فئة محدودة العدد، يصفها بقوله: « نحن حفنة من المثقفين العرب ». ونضيف فنقول: حفنة من المثقفين العرب العلمانيين الأصوليين.. فمشكلة هذه القلة كامنة في أصوليتهم العلمانية، وليس في مستوى ثقافي أو نوعية ثقافية. ومنبع المشكلة هو « الانبهار » (وكم يتناقض الانبهار مع خصائص الفكر والثقافة) وليس مجرد التقدير أو الاحترام أو الإعجاب تجاه حقبة التنوير الأوروبي (وهو الذي نقول فيه من المنظور الإسلامي: إن فيه كسواه من المنجزات البشرية إيجابيات وسلبيات). الانبهار هنا هو أن يصل إنسان ما -نظرية وسلوكا- إلى درجة بعيدة من الافتتان بتلك الحقبة الأوروبية التاريخية « العتيقة »، بخيرها وشرها، وقضها وقضيضها.. ثم أن يبلغ الإصرار على تعميم مقتضياتها على حاضر الدائرة الحضارية الإسلامية ومستقبلها مستوى لا يمكن تسويغه بأي منطق عقلاني. هذا يعيب أن يصاب به عموم البشر، فكيف بمن يعتبر نفسه من « النخبة » ويسوّغ لنفسه إملاء ما يرى على الآخرين وتصنيفهم بين مثقفين وغير مثقفين؟ لقد تجاوزت فئة المفكرين والمثقفين العرب العلمانيين الأصوليين بذلك الانبهار الطاغي عليها كثيرا من الغربيين المتعصبين (مثل الذين يعتبرون أوروبا هي المركز وبقية العالم أطرافا) أضعافا مضاعفة. ويوجد ما يكفي من شواهد على صحة استخدام تعبير الانبهار في هذا الموضع، فلنتأمل مثلا على ذلك العبارات التالية لهاشم صالح (والأمثلة كثيرة جدا!) من المقالة المشار إليها آنفا: « وفي مقالات سابقة كنت قد تحدثت عن بعض هذه المعارك وأبديت إعجابي أكثر من مرة بأكبر مغامرة شهدها تاريخ الفكر البشري.. مغامرة التنوير أو التحرر من الدوغمائية المتحجرة. وقلت بأنها معركة المستقبل، معركة العرب، معركة المسلمين، معركة مليار شخص، ولكن ما كنت أتخيل أنها ستتحول بمثل هذه السرعة إلى مشكلة تهم ستة مليارات شخص، أي العالم بأسره ».. يقصد المعركة ضد « الأصولية الإسلامية »، ولا بد من التساؤل: ما الفارق بين « الدوغمائية المتحجرة » التي يتحدث عنها والتي تجلّت في الإملاءات العقدية الكنسية (الدوجما) في القرون الوسطى الأوروبية عندما أرادت الكنيسة أن تجعل من فلسفتها وحدها أساسا لكل فكر وأدب وفن وعلم وسياسة وسلوك، وبين من يريد أن يجعل من فلسفات التنوير -وفيها الصالح وغيره- وحدها دون سواها أساسا لذلك كله، سواء أعطيت عنوان « الثقافة والمثقف » أم لا؟ يوجد الكثير من الشواهد الأخرى في مقالات هاشم صالح وفي كتبه، ويكفي هنا الاستشهاد بكلماته عن الموضع الذي يراه هو لنفسه عندما يذكر نفسه مع عدد من الأسماء المعروفة في الماضي والحاضر، فيقول ساخرا: (وبما أني أحد العشرة المبشرين بالنار بالإضافة إلى التوحيدي والمعري وابن الراوندي والعفيف الأخضر وابن المقفع وبشار بن برد وأبي نواس وآخرين فإني أزعم المقدرة على الرجم بالغيب والتنبؤ بالخوارق والمعجزات). وكيلا يمضي القارئ بعيدا ينبغي التنويه إلى مقصده كما يتبين في عبارة سابقة: (هل ينبغي أن نعيش عشرين ألف سنة لكي نشهد نهاية الغطرسة الإسرائيلية وانحسار موجة الأصولية الظلامية وإشعاع التنوير العربي الإسلامي على كل ربوعنا وربما نهاية حديث الفرقة الناجية وتكفير الآخرين؟!)، وكلماته هذه واردة في مقالة له من 2/4/2009م بعنوان : « داروين والثورة الداروينية (18) » في موقع « الأوان.. من أجل ثقافة عقلانية علمانية تنويرية ». وليلاحظ القارئ الكريم كيف جمعت العبارة بين الظلامية والتنوير، وبين الغطرسة الإسرائيلية ونهايتها، والمفروض أن الكاتب يعلم أن الغطرسة الإسرائيلية في قلب المنطقة العربية والإسلامية نشأت وترعرت جنبا إلى جنب مع نشأة الغطرسة العلمانية ابنة التقليد المطلق للتنوير الأوروبي (ونقول ثانية عبر التأمل البصير: فيه إيجابيات كثيرة وسلبيات) فتزامن استفحال « الغطرستين » معا، على مختلف المستويات، ومع مسلسل الانقلابات العسكرية والاستبداد والتجزئة والتخلف، وجميع ذلك جنبا إلى جنب مع ملاحقة التيار الإسلامي وحصاره إلى أبعد الحدود، وليس في ظل توجيهه للحياة والحكم، سواء سمّاه الأصوليون العلمانيون « ظلاميا » أم لم يفعلوا. كاتب وباحث مقيم في ألمانيا. (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 04 نوفمبر 2009)  


احتجاجا على تعيين الامير نايف نائبا ثانيا

السعودية: استقالة الامير متعب بن عبد العزيز وتضامن ‘امراء كبار’ من العائلة معه


لندن ـ ‘القدس العربي’ ـ من احمد المصري: في خطوة يرى مراقبون انها مؤشر على تصاعد الخلافات بين اعضاء العائلة الحاكمة في السعودية، قبل الملك عبد الله بن عبد العزيز استقالة وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير متعب بن عبد العزيز بناء على طلبه، وعين نجله منصور خلفا له. وجاء في بيان أصدره الديوان الملكي السعودي مساء الاثنين انه ‘بناء على ما عرضه علينا الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية عن رغبته في استقالته من منصبه أمرنا بما هو آت: الموافقة على قبول استقالة الأمير متعب بن عبد العزيز من منصبه بناء على طلبه’. وأضاف البيان ‘يعين الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز وزيرا للشؤون البلدية والقروية’. والوزير الجديد سبق له العمل أستاذا للإدارة العامة بجامعة الملك سعود قبل أن يتم تعيينه نائبا لوزير الشؤون البلدية والقروية بمرتبة وزير في 14 اذار (مارس) عام 2006. وقد ترأس الأمير منصور اللجنة العامة للانتخابات البلدية حيث عمل على هندسة أعمالها من حيث شروط المرشحين وإجراءات الاقتراع والطعن، فضلا عن الإشراف على إجراءات سير العمل الداخلي للمجالس البلدية. وكان الأمير منصور قد حصل على الدكتوراة في الإدارة العامة من الولايات المتحدة الأمريكية، وأثناء عمله في قسم الإدارة بجامعة الملك سعود أشرف الأمير منصور على العديد من الرسائل العلمية الجامعية. وتشير مصادر مقربة من العائلة الحاكمة في الرياض الى ان موقف بعض الامراء الكبار من ابناء عبد العزيز كان متضامنا مع الامير متعب في استقالته، حيث ان بعض هؤلاء له موقف رافض من تعيين الامير نايف بمنصب النائب الثاني. واشار المصدر الى ان امراء ‘جبهة الرفض’ هم: الامير طلال بن عبد العزيز، الامير متعب بن عبد العزيز، الامير مشعل بن عبد العزيز، الامير عبد الرحمن بن عبد العزيز. وعلمت ‘القدس العربي’ ان الامير متعب بن عبد العزيز قاطع اجتماعات مجلس الوزراء احتجاجا على تعيين الامير نايف نائبا لرئيس المجلس، حيث احدث هذا التعيين انقساما في اوساط كبار امراء الاسرة الحاكمة. ويرى مراقبون ان الملك عبد الله تجاوز بهذا التعيين اهم مؤسستين انشأهما الاولى هيئة البيعة التي يرأسها الامير مشعل بن عبد العزيز والمكلفة باختيار ولي العهد، ومجلس العائلة الحاكمة المكون من مجموعة من الامراء برئاسة الملك لبحث شؤون العائلة وحل اي خلافات يمكن ان تنشأ داخلها، وتوحيد شملها خلف العاهل السعودي. الجدير بالذكر ان ولي العهد السعودي الامير سلطان بن عبد العزيز يعاني من مرض عضال واجريت له عدة عمليات جراحية، وهو موجود بالمغرب الان، ولم يعد الى السعودية منذ ما يقرب العام، وان الامير نايف بن عبد العزيز منذ تعيينه نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء يعتبر ولي العهد الفعلي على الارض حسب المراقبين. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  04 نوفمبر 2009)


حسام أبوطالب: ايمن نور يدعو جمال مبارك الى اجراء مناظرة علنية

 


حذر مؤتمر ‘القلة المندسة’ في جلسته الأخيرة والذي عقد بالتوازي مع مؤتمر الحزب الحاكم من استمرار مخاطر توريث السلطة لجمال مبارك في غضون الفترة المقبلة.وأعربت قيادات المؤتمر من المنتمين لأحزاب وقوى المعارضة عن أن جمال مبارك وأصدقاءه من مليارديرات لجنة السياسات لن يألوا جهداً في أن يمضوا بقطار التوريث حتى النهاية ولو كان الثمن دماء تسيل في الشوارع والبيوت. وجدد د.أيمن نور مؤسس حزب الغد، دعوته لطلب مناظرة جمال مبارك أمين السياسات بالحزب الوطني، مشيرا إلى أنه سيحدد ميعاداً لعقد المناظرة، مهدداً إياه بمحاكمة شعبية إذا لم يحضر لقاء المناظرة. وأشار زعيم حزب الغد المعارض الذي يحرص على ملاحقة مبارك الإبن في جولاته بالقرى والمدن إلى أن جمال لن يتنازل عن حلمه المتمثل في وراثة عرش والده مهما كان الثمن، مشدداً على أنه يستفيد من نفوذ النظام ومن وضعه في العائلة الحاكمة حيث أصبح كل نفوذ المؤسسات في صالحه وتعمل الحكومة تحت إمرته. وأكد أيمن نور خلال الجلسات الختامية لمؤتمر ‘القلة المندسة’، الذى نظمته حركة 6 أبريل مساء أمس الثلاثاء، بمقر حزب الجبهة، أن خطاب جمال مبارك الذي ألقاه مؤخراً نسخة مكررة من نفس الخطاب الذي ألقاه عام 84 الرئيس مبارك، مضيفا أن حديث جمال مبارك مغلوط حيث انه تحدث عن حوار وطني عام 2004، لكن الحوار الذي قاده صفوت الشريف كان عام 2005. وحول الهجوم الذي شنه أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطني، الموجه لأحزاب المعارضة قال نور ‘الحقيقة أن أحمد عز لم يترك أياً من أحزاب المعارضة ولم يهاجمه ويكيل اليه الإتهامات، لكنني أقول له إذا ما هاجمت كافة أفراد الشعب المصري فلن تطول قامتك ولن يسفر بأي حال من الأحوال عن تغيير الحقيقة التي يعلمها الجميع والتي تتمثل في أن الحزب الحاكم هو المسؤول عن كل الكوارث التي حلت بمصر على مدار العقود الثلاثة الماضية’. وأكد د.محمد البلتاجي عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين، أن كافة التيارات السياسية أصبحت تواجه حائطا مسدوداً، موجهاً انتقاده لبعض الشخصيات العامة وعلى رأسهم زويل والبرادعي، لأنهم ليس لهم من الأصل الحق في الترشيح. ودعا البلتاجي كافة التيارات السياسية للتوحد حول موضوع مشترك هو رفض التوريث بعيدا عن الخلافات الأيديولوجية، منتقدا مهاجمة أحمد عز لنواب المعارضة. وقال جورج إسحق، المنسق الأسبق لحركة كفاية، إنه بعد متابعة دقيقة لمؤتمرالحزب الوطني خرج باعتقاد جازم مفاده أن قيادات الحزب وعلى رأسهم جمال مبارك يتحدثون عن دولة أخرى غير مصر، دولة من العالم الثري الذي ليس لديه أي نوع من المشاكل. وانتقد إسحق هجوم الحزب الوطني على المعارضة واتهامهم بأنهم لا يردون على حديث الوطني فقال ‘كأننا نتحدث أحاديث الطرشان’، متعجباً من تجاهل الحزب الوطني الحديث عن مرشح الرئاسة القادم، حيث ردد ‘مصر كلها تتحدث عن المعارضة عدا الوطني بمفرده في الساحة يواجه زعماؤه أنفسهم ويعيشون بمعزل عن الشعب بجميع طوائفه باستثناء حفنة من الأثرياء المرتبطين بالحزب الحاكم’. ودعا إسحق شباب المعارضة للتوحد في مواجهة الفساد، مشيرا إلى أن الوطني سعيد بالانقسامات المتتالية في صفوف المعارضة لذا يجب توحدهم. واستمر انعقاد مؤتمر القلة المندسة على مدار ثلاثة أيام بمشاركة عدد من نواب الإخوان المسلمين وكفاية وشباب، 6إبريل وناشطين في أحزاب التجمع والجبهة والغد والعمل. وقد حظي المؤتمر باهتمام قوى المعارضة، بينما حرصت بعض الصحف الموالية للحكومة والحزب الحاكم على التعتيم على انشطته، كما قامت بعض الصحف بالسعي لتشويه المؤتمر والحديث عن خلافات وقعت بين قياداته. واتهم عدد من قيادات المؤتمر الحزب الحاكم باستخدام نفوذه في إفشال المؤتمر خاصة عقب العطل المفاجئ على موقع حركة 6 ابريل قبل بدء مؤتمر القلة المندسة الموازي لمؤتمر الحزب الوطني امس، وكان من المتوقع أن يتم بث الكلمات والفعاليات بالكامل على الموقع. وأكد أعضاء الحركة أن هناك عطلاً حال دون بث الفعاليات أولاً بأول خاصة الملفات التي كانت تتصدى لمزاعم الحزب الحاكم حول إحراز تقدم هائل في مجال الصحة والتأمين الصحي والاقتصاد والسياسة الخارجية والأمن القومي والإصلاح السياسي والتعليم والزراعة. وأعلن عدد من النشطاء الحقوقيين والسياسيين الدوليين تضامنهم مع حركة 6 ابريل، على رأسهم رئيس حركة الشباب الديمقراطي ميتا متكاو، وعدد من أعضاء الحركة من الدول المختلفة، حيث أكدوا من خلال فيديو على موقع حركة 6 ابريل لأولى فعاليات المؤتمر الموازي الذي تنظمه في مواجهة مؤتمر الحزب الوطني، على تضامنهم الكامل مع الحركة ومجهودهم لدفع عجلة الديمقراطية في بلادهم. وفي سياق متصل سخر الدكتور عبد الحليم قنديل المتحدث الرسمي لحركة ‘كفاية’ من شعار ‘من أجلك أنت’ الذي أطلقه الحزب ‘الوطني’ على مؤتمره السادس الذي اختتم مؤخراً، وقال إن الشعار الحقيقي هو ‘من أجلك أنت يا مبارك’، موضحا أن ذلك انعكس على كلمات الرئيس حسني مبارك ونجله جمال وصفوت الشريف وأحمد عز. واعتبر قنديل أن ما يجري حاليا هو استمرار لمشهد فوضوي وعبثي بات لايشغل الرأي العام في شيء وهو المشغول للنهايه بلقمة الخبز والبحث عن فرصة للعلاج. وقال قنديل إن الحديث عن أغلبية الحزب ‘الوطني’ وان قواعده وقياداته موجودة في الشارع بين الجماهير هو مداعاة للسخرية حيث لا يعلم بأمرالحزب ‘الوطني’ في الشارع منذ نشأته احد بالرغم من استحواذه على كافة أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة . وأضاف أن الحديث عن انتخابات حرة ونزيهة أمر يثير السخرية ويدعو للضحك لأنه لا توجد انتخابات حرة ولا نزيهة ولا توجد انتخابات من الأساس، منتقدا تجاهل قيادات الحزب الحديث عن شعب يقبع تحت خط الفقر، ومستويات البطالة التي تجاوزت ربع القوى العاملة، وفق تقديرات البنك الدولي، وعن شعب مريض يحتل المركز الأول عالميا في أعداد المصابين بالفشل الكلوي والتهاب الكبد الوبائي والأمراض المتوطنة التي باتت تزدهر وتنتشر في العديد من المدن والقرى المختلفة بطول البلاد وعرضها. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  04 نوفمبر 2009)

 

Home – Accueil الرئيسية

 

 

Lire aussi ces articles

8 mai 2004

Accueil TUNISNEWS   5 ème année, N° 1449 du 08.05.2004  archives : www.tunisnews.net التيار الناصري / تونس: بيان الحياة: تونس تحتج

En savoir plus +

17 mars 2004

Accueil TUNISNEWS   4 ème année, N° 1397 du 17.03.2004  archives : www.tunisnews.net اللجنة الشعبية لنصرة الشعب الفلسطيني ومقاومة التطبيع مع

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.