الأربعاء، 4 مارس 2009

TUNISNEWS

8 ème année, N 3207 du 04 .03 .2009

 archives : www.tunisnews.net


البديـل عاجل: الطلبة المضربون عن الطعام: يوميات الإضراب والصمود عــــــــــــــــدد (20-21) المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية:نداء الى كافة مكونات  المجتمع المدني التونسي

البديـل عاجل: الاتحاد العام لطلبة تونس: بيان

البديـل عاجل: فنانون تونسيّون: رسالة مساندة

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:عبد الوهاب معطر :  » تخفيف  » الحكم بالخطية إلى.. مائة ألف دينار..

 » لا للقمع بالجباية  » لجنة مساندة الأستاذ عبد الوهاب معطر** بيــان **

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين السجين السابق حافظ العفلي ضحية للإحتجاز التعسفي ..

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان:إعــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام

الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان فرع توزر ـ نفطة: بـــــيــــــان

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية:عمال نزل نفطة بلاص يدخلون في إضراب جوع

البديـل عاجل:صفاقس:مجالس تأديب لمناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس

البديـل عاجل: مناضلات ومناضلون دائما متحدون

شوقي بن سالم: ردّ ثان على قرار تجميدي من حزب الوحدة الشعبية

توضيح « لكلمة » من مسؤول بحركة التجديد

الصباح:سفيران جديدان بواشنطن وروما

صالح عطية:على أبواب الانتخابات: عبد الرحمان كريم لـ«الصّباح»: القانون الانتخابي يحتاج إلى تعديلات: وهذه أبرز ملامحها

كلمة:باعة « الفريب » ببوسالم يلوحون باعتصام

جعفر جعفر:مدرسة طلح المراقب بالمزونة: فضاء للتعليم أم مسرح لمعاقرة الخمر ؟

العمري : نظام تونس بن علي يعتدي على الآذان ويسرق تكبيرتيه؟؟

رويتز: في تونس… التلفزيون حلال المشاكل

الصباح:ظاهرة العنف والتعصّب الأعمى: أسبابها وخلفياتها.. والحلول الكفيلة بالقضاء عليها

راديو 6 تونس:برنامج الأسبوع (4 – 11 مارس 2009)ـ

وات:رئيس الدولة يهتم بالاستعدادات للاحتفــال بالمولــد النبــوي

موقع «الصّباح» الإلكتروني الأول في ترتيب مواقع وسائـل الإعـلام  المكتوبة والثاني في ترتيب جميع وسائل الإعلام (التونسية)

الشروق:سيارات فخمة تهرب من تونس وتستخرج وثائقها بقسنطينة

الخبر:اثنان مستقلان والآخرون مرشحون لأحزابهم »فارس » وخمسة  »أرانب » في سباق الرئاسيات

بدر السلام الطرابلسي:آسف على الإزعاج أول فيلم مصري يقتبس  بنجاح..

د.منصف المرزوقي :بشرى البشير

توفيق المديني:جدل العروبة الحضارية ومفهوم الأمة العربية

عبدالسلام المسدّي :الحدث حين تصنعه الصورة

شاكر الجوهري:حكومة الشد العكسي

عبدالحميد العدّاسي:قافلة غزّة ومائوية الشابّي

منير شفيق:تصريحات نسف الوحدة

ياسر الزعاترة:اللعب مع نتنياهو.. مكتب دائم لميتشيل في القدس

عبد الباري عطوان:شرم الشيخ ووهم الاعمار

د. فيصل القاسم : عباس انتصر على حماس

محمد القشتول : رسالة إلى التايمز: « لا سلام بدون حماس »

الخبر: اثنان مستقلان والآخرون مرشحون لأحزابهم  »فارس » وخمسة  »أرانب » في سباق الرئاسيات

ضاحي حسن :عن رسالة أوباما « السريَّة » إلى الروس وبرنامج إيران النووي


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة  http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:


يوميات الإضراب والصمود عــــــــــــــــدد (20-21) يوميات الصمود

 
اليوم العشرون، 2 مارس 2009  
يتواصل إضراب الجوع الذي يشنه خمسة من مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس وذلك دفاعا عن أبسط الحقوق ألا وهي الحق في الدراسة. هذا الحق الذي تغتصبه سلط الإشراف (وزارة التعليم العالي ووزارة التربية والتكوين) وتمنع أيّ تلميذ أو طالب من التمتع به كلما حاول الخروج عن صفّ التدجين والهامشية. (مقتطف من رسالة المساندة لتلامذة جبنيانة) مكالمات هاتفية: اتصل كل من السيد: –  أنور القوصري، محامي وعضو فرع رابطة حقوق الإنسان ببنزرت. –  وسام السعيدي، محامي ومناضل سابق بالإتحاد العام لطلبة تونس. –  السيد محمد عبّو، محامي وناشط حقوقي. بالمناضلين المضربين وقد عبر كل منهم عن تضامنه المطلق و اللامشروط مع إضرابهم عن الطعام من اجل حقهم في الدراسة. قام فرع حركة التجديد بالمنستير ببعث إرسالية قصيرة عبّرت عن تضامنهم التام مع المضربين عن الطعام. بيانات وبرقيات مساندة: تلامذة جبنيانة: في حركة معبّرة، قام تلامذة معتمدية جبنيانة ببعث برقية مساندة للطلبة المضربين عن الطعام عبّروا فيها عن تضامنهم ومساندتهم التامة لإضراب الجوع نقتطف منها ما يلي: « نحيي صمودكم البطولي دفاعا عن حقكم في حرية العمل النقابي والسياسي دون أي قيود أو ضغوطات ». زيارات: بعد إرساله لبيان مساندة من فرنسا، قام الأمين العام السابق للإتحاد العام لطلبة تونس السيد سمير حمودة بزيارة المضربين عن الطعام بالمقر المركزي للإتحاد وعبّر لهم عن دعمه المتواصل ومساندته المطلقة واللامشروطة لمطالبهم المشروعة. تحركات الكليات: –  المعهد العالي للعلوم والإنسانيات ابن شرف: عقد المكتب الفيدرالي بالجزء اجتماعات عامة تمحورت حول آخر تطورات إضراب الجوع والحالة الصحية الحرجة للمضربين كما اعتصم مناضلو الإتحاد أمام مكتب الكاتب العام احتجاجا على تمزيق نشرياتهم الحائطية التي تمحورت حول المضربين عن الطعام وقاموا بتوزيع عريضة مساندة للمضربين على الطلبة. –   كلية الحقوق بالمنار: بتأطير من المكتب الفيدرالي بكلية الحقوق بالمنار، قام مناضلو الإتحاد باعتصام أمام إدارة الكلية مساندة لإضراب الجوع واحتجاجا على تجاهل سلط الإشراف لمطالب المضربين المشروعة. –  كلية الآداب بمنوبة: تواصل الإضراب عن الدروس الذي يخوضه طلبة الجزء بتأطير من المكتب الفيدرالي « فاطمة البحري » احتجاجا على منظومة « إمد » ومساندة لمطلب المضربين عن الطعام. –  المعهد العالي للتنشيط الشبابي « بئر الباي »: نظم مناضلو الاتحاد العام لطلبة تونس بالجزء إضرابا عن الدروس تخللته اجتماعات عامة تطرقت لعديد المشاكل التي يعيشها الطالب (منظومة « إمد »، مرافق الحياة اليومية، التشغيل…) ولآخر تطورات إضراب الجوع والحالة الصحية للمضربين من أجل الحق في الدراسة. –  المعهد العالي لإطارات الطفولة « درمش »: عقد مناضلو الجزء اجتماعا عاما تلته حلقة نقاش تطرقوا فيها إلى آخر تطورات إضراب الجوع وكيفية تفعيل طرق الاحتجاج والمساندة للمضربين عن الطعام. –  المبيت الجامعي الفارابي بصفاقس: عقد مناضلون بالاتحاد العام لطلبة تونس اجتماعات عامة تواصلت إلى حدّ ساعة متأخرة من الليل تمحورت حول تطورات إضراب الجوع وتدهور الحالة الصحية للمضربين وطرق تفعيل حركات الاحتجاج والمساندة للمضربين وتواصل تجاهل وزارة التعليم العالي لمطالب المضربين عن الطعام المشروعة. اليوم الحادي والعشرون، 3 مارس 2009  
أمام ما وصل إليه إضراب عن الطعام الذي يخوضه خمسة من مناضلي الإتحاد العام لطلبة تونس بالمقر المركزي بنهج نابلس من وضعية حرجة وأمام تدهور صحتهم بعد 21 يوما من « الماء والسكر »، تواصل سلط الإشراف في نهج إغلاق أبواب الحوار والنقاش وتمضي في التشكيك في شرعية مطلب المضربين (العودة إلى مقاعد الدراسة) عبر الحملة التي الإعلامية التي تشنها ضد الإتحاد العام لطلبة تونس ومناضليه. الزيارات والمكالمات الهاتفية: –  حاول البوليس الرابض أمام مقر الاتحاد منع الأستاذ وسام السعيدي (محامي ومناضل سابق في الاتحاد العام لطلبة تونس) من الدخول لزيارة المضربين عن الطعام لكنه تمكن من الإفلات من حصارهم. –  اتصل السيد مسعود رمضاني رئيس فرع الربطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان وأكد للمضربين مساندته لمطالبهم المشروعة. –  اتصل كل من الأستاذة آسيا الحاج سالم (محامية ومناضلة سابقة في الإتحاد العام لطلبة تونس) والأستاذ وسام السعيدي (محامي ومناضل سابق في الإتحاد العام لطلبة) بالمضربين للاطمئنان على صحتهم وعبّروا عن تضامنهم ومساندتهم المطلقة واللامشروطة لهم. تحركات الكليات: –  كلية الآداب بمنوبة: اجتماعات عامة تمحورت حول مشروع « إمد » المسقط و المؤتمر الموحد و مناضلي الإتحاد العام لطلبة تونس المطرودين والمضربين عن الطعام من أجل حقهم في الدراسة. بعد أكثر من أسبوع من الإضراب الذي شهدته كلية الآداب بمنوبة احتجاجا على المشاريع المسقطة في التعليم، خرج طلبة الكلية للاعتصام في الطريق المؤدية للمركب الجامعي ممّا أدّى إلى تعطيل حركة المرور لأكثر من ساعة. –  كلية العلوم الإنسانية 9 أفريل: تعليق بلاغات إعلامية في ما يخص إضراب الجوع. اجتماعات عامة داعية لمساندة المضربين في استرجاع حقهم في الدراسة. خروج الطلبة من الكلية في مسيرة إحتجاجية رافعين شعارات مطالبة بإرجاع المطرودين ممّا استفز قوات البوليس المترصدة أمام الكلية والتي تدخلت محاولة تفريق صفوف الطلبة مستعملة العنف اللفضي والمادي. حلقات نقاش في ساحة الكلية بحضور عدد كبير من الطلاب التي تمحورت حول أشكال مساندة المضربين. –  كلية العلوم بتونس: تم توزيع عريضة مساندة على عدد كبير من الطلبة ودعوة إلى اجتماع عام وتجمّع سيعقد غدا في كلية الحقوق بتونس. –  كلية العلوم ببنزرت: تضاهرة حائطية تمحورت حول الإضراب عن الطعام تمحورت حول تطورات إضراب الجوع وتدهور الحالة الصحية للمضربين وطرق تفعيل حركات الاحتجاج والمساندة للمضربين. –  المعهد العلي لإطارات الطفولة « قرطاج درمش »: شهدت ساحة الكلية اجتماعات عامة وتضاهرة حائطية تمحورت حول الإضراب عن الطعام و التحضير لـ « أسبوع الإتحاد » كما تم توزيع وتعليق يوميات الصمود. –  المعهد العالي للتنشيط الشبابي « بئر الباي »: اجتماعات عامة تطرقت لآخر تطورات إضراب الجوع والحالة الصحية للمضربين من أجل الحق في الدراسة. –  الكليات بصفاقس: تواصل اليوم في صفاقس التحضير للتجمع الطلابي الذي سينعقد بكلية العلوم الاقتصادية والتصرف بصفاقس يوم الخميس القادم والذي من المتوقع أن يكون أكبر تجمع بالجهة هذا العام وسيتمحور حول الإضراب عن الطعام الذي يخوضه مناضلو الإتحاد من أجل حقهم في الدراسة وحق الإتحاد العام لطلبة تونس في عقد مؤتمره الموحد. كما يتواصل تعليق يوميات الإضراب في معظم الأجزاء وسط اهتمام كبير من قبل الطلبة الذين يستفسرون عن حال المضربين وسبل إعانتهم. لجنة الإعلام
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 4 مارس 2009)


المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com تونس في 04 / 03 / 2009

نداء الى كافة مكونات  المجتمع المدني التونسي

 


دخل إضراب الجوع الذي يخوضه الطلبة سمير النفزي ومحمد السوداني  وايمن الجعبيري وعلي بوزوزية  ومحمد بوعلاق المطرودون من الجامعة على خلفية نشاطهم النقابي يومه الواحد والعشرون وإمام تدهورهم وضعيتهم الصحية ووصولها إلى حالة حرجة فان المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية يؤكد مجددا على مساندته المطلقة واللامشروطة للطلبة المضربين عن الطعام ويحمل سلطة الإشراف مسؤولية ما قد ينجر عن إضرابهم من مخاطر  ويوجه نداءا إلى كافة مكونات المجتمع المدني التونسي من جمعيات ومنظمات ونشطاء نقابيين وحقوقيين من اجل الانخراط في حركة نضالية واسعة  تضامنا معهم وضغطا على وزارة الإشراف من اجل الاستجابة غالى مطالبهم في أسرع وقت ممكن. إن المرصد يأمل أن تجد دعوته التجاوب المطلوب وان تكلل بإرجاع الطلبة المضربين إلى مقاعد الدراسة  احتراما للحق النقابي وللمواثيق الوطنية والدولية الضامنة له. جميعا من اجل التصدي للانتهاكات ضد العمال والنقابيين. جميعا من اجل فرض الحقوق والحريات النقابية. المرصد فضاء نقابي مستقل ديمقراطي وهو مفتوح لجميع النقابيين بدون استثناء ويمكن التواصل مع المرصد على العنوان الالكتروني التالي : http://nakabi.unblog.fr عن المرصد المنسق محمد العياد  

الاتحاد العام لطلبة تونس: بيان  


 
تونس في 3 مارس 2009 في الوقت الذي يخوض فيه 5 من مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس إضرابا عن الطعام منذ 22 يوما بالمقر المركزي للاتحاد من أجل حقهم في الدراسة، تواصل وزارة الإشراف المضي في نهجها الانغلاقي حيث ستقع إحالة 8 من مناضلي الاتحاد منهم 5 أعضاء مكتب فيدرالي بكلية الاقتصاد بصفاقس بالإضافة إلى مناضلة من المعهد الأعلى للرياضة والتربية البدنية بقصر سعيد و4 مناضلين من كلية الآداب برقادة القيروان على مجلس التأديب على خلفية الإضراب الوطني الذي دعت له الهيئة الإدارية الوطنية يوم الخميس الفارط 26 فيفري 2009، وعليه فإن المكتب التنفيذي للاتحاد العام لطلبة تونس يعلن التالي: 1. يحمل وزارة التعليم العالي المسؤولية كاملة في ما ستؤول إليه الأوضاع من مزيد التوتر نتيجة لنهجها الانغلاقي الرامي إلى مزيد محاصرة المنظمة النقابية بملاحقة مناضليها عبر مجالس التأديب الصورية بالرغم من النداءات المتواصلة لقيادة الاتحاد بضرورة فتح حوار جدي ومسؤول من أجل معالجة كل القضايا. 2. إن كل هذه المحاولات الرامية إلى ثنينا عن عقد مؤتمرنا الوطني أيام 10، 11 و12 أفريل 2009 لن يكون مآلها إلا الفشل على اعتبار أننا استنفذنا كل السبل لعقده في ظروف طبيعية خاصة بعد تأجيله في مناسبتين وتفصّي وزارة التعليم العالي من وعودها والتزاماتها تجاه الأطراف الجامعية التي ما عادت تخفي استياءها مما آل إليه الوضع الجامعي. 3. نعبر عن استعدادنا للدفاع عن مناضلينا والتصدي لكل أشكال التعسف وتوتير الأوضاع من قبل سلطة الإشراف بكل الأشكال النضالية. 4. نحمل وزارة التعليم العالي كامل المسؤولية حول الوضع الصحي الخطير الذي أصبح عليه مناضلي الاتحاد بعد 22 يوما من إضرابهم عن الطعام دفاعا عن حقهم في الدراسة والنشاط بعيدا عن كل أشكال التصفيات والملاحقات. ختاما، يهيب المكتب التنفيذي للاتحاد العام لطلبة تونس بكل القوى الوطنية الوقوف إلى جانبه أمام الهجمة الشرسة التي تستهدف حقه في النشاط وتستهدف الجامعة بخلق مناخ من التوتر والاحتقان. عن المكتب التنفيذي الأمين العام عز الدين زعتور (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 4 مارس 2009)  

فنانون تونسيّون: رسالة مساندة  


 
منذ أكثر من 20 يوما يتواصل إضرابكم عن الطعام، متمسّكين بذلك في حقكم، في الترسيم، الحق في العلم، طردتم من الجامعة على خلفية نشاطكم النقابي، لأنكم رفضتم الهامشية والتدجين والدخول في صف المستهلكين، نتوجه إليكم نحن جملة من الفنانين التونسيين العاملين في الحقل الدرامي بهذه الكلمات معبّرين عن مساندتنا لكم في تحرككم ونحيي نضالكم وصمودكم ونشدّ على أياديكم من أجل قضيتكم العادلة من أجل العودة إلى مدارج الجامعة. إلى الأمام. رضا بو قدّيدة، أستاذ بالمعهد العالي للفن المسرحي سامي النصري، أستاذ بالمعهد العالي للفن المسرحي ريم الحمروني، ممثلة صالح حمـّودة، ممثل
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 4 مارس 2009)
 


أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 09 ربيع الأول 1430 الموافق ل 04 مارس 2009

أخبار الحريات في تونس


1)من جديد سجين الرأي السابق الشاب حافظ العفلي رهن الاعتقال: اعتقل أعوان البوليس السياسي بإدارة أمن الدولة يوم الثلاثاء 03 مارس 2009 سجين الرأي السابق الشاب حافظ بن ضو بن محمد العفلي بعد أن حضر لديهم إثر استدعائه من قبل الإدارة المذكورة و لا تزال عائلة الشاب تنتظر عودته بفارغ الصبر علما بأنه اعتقل في السابق و قضى بالسجن مدة عامين كاملين و أطلق سراحه في أفريل 2008 بعد أن صدر ضده حكم ابتدائي بالسجن مدة 20 سنة وقع تخفيفها إلى سنتين في الطور الاستئنافي. 2)معاناة سجين الرأي السابق حمزة الصفاقسي: يعاني سجين الرأي السابق الشاب حمزة الصفاقسي ( 21 سنة ) من أزمة نفسانية حادة نتيجة أعمال التعذيب التي تعرض لها أثناء اعتقاله بإدارة أمن الدولة بوزارة الداخلية في شهر أوت 2007 حيث وقع تجريده من كامل ثيابه و تعليقه و ضربه و تهديده بالصعق الكهربائي مما خلف له اضطرابات نفسية شديدة استوجبت عرضه على الدكتور عبد الجبار بلحسن الذي أشار على عائلته بعرضه على طبيب نفساني مع منحه راحة مدة شهرين. و لم تستطع عائلة الشاب عرضه على الطبيب النفساني بسبب الانطواء الشديد الذي يعاني منه حيث يعمد إلى إحكام غلق غرفته على نفسه و يبقى طيلة عدة أيام دون أكل أو شرب ، و مما زاد في تعكير حالته الصحية تواصل محاكمته باعتبار أنه في حالة سراح مؤقت على ذمة المحكمة التي أجلت النظر في القضية للمرة الرابعة على التوالي. و حرية و إنصاف تطالب بوضع حد لهذه المحاكمات العشوائية التي تسببت في أضرار مادية و معنوية و نفسية لعديد الشبان من بينهم الشاب حمزة الصفاقسي. 3)البوليس السياسي في زيارة ليلية للشيخ عبد الوهاب الكافي: اقتحم ثلاثة من أعوان البوليس السياسي على الساعة العاشرة و النصف من ليلة الثلاثاء 03 مارس 2009 منزل الشيخ عبد الوهاب الكافي العضو المؤسس لمنظمة حرية و إنصاف رغم إعلام ابنه لهم بأنه على فراش المرض ، و قد عبر لهم الشيخ عبد الوهاب الكافي عن استنكاره لهذه الزيارة الليلية المفاجئة إلا أنهم طمأنوه و بكل لطف إلى أن زيارتهم تندرج ضمن عملهم العادي. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  

لا للقمع الجبائي ضد الأستاذ عبد الوهاب معطر “ الحرية لجميع المساجين السياسيين“   “الحرية للدكتور الصادق شورو“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 04  03 200

عبد الوهاب معطر في مواجهة العقاب بالجباية:  » تخفيف  » الحكم بالخطية إلى.. مائة ألف دينار..

 


نظرت الدائرة الجبائية بالمحكمة الإبتدائية بصفاقس برئاسة القاضي سفيان البرجي اليوم الإربعاء  04 مارس 2009  في القضية عدد 825 التي رفعتها إدارة الجباية  ضد الأستاذ عبد الوهاب معطرمطالبة إياه بدفع مبلغ  232.530.855 دينار وقضت بالمصادقة على قرار التوظيف الإجباري مع تعديل مبلغ الأداءات المذكور أعلاه إلى ما قدره 93.572.865 دينار، وإذ تذكر الجمعية بالطابع الكيدي الإنتقامي لهذه القضية المقصود بها ترهيب الأستاذ معطر و إثنائه عن مواصلة نضاله السياسي و الحقوقي فإنها تجدد دعمها الكامل له و تعتبر هذه المحاكمة غير عادلة و لا قانونية . كما تدعو الجمعية كل المنظمات المستقلة داخل البلاد و خارجها إلى الوقوف إلى جانب الأستاذ عبد الوهاب معطر ومواصلة إسناده في مواجهة ما يستهدفه من توظيف للقضاء والعقاب بالجباية .  عن الجمعيــــــــة الهيئة المديرة

 » لا للقمع بالجباية  » لجنة مساندة الأستاذ عبد الوهاب معطر

** بيــان **


أصدرت الدَّائرة الجبائيَّة بالمحكمة الابتدائية بصفاقس برئاسة القاضي سفيان البرجي في ساعة متأخّرة من نهار يوم  الإربعاء 4 مارس 2009  » حكمها  » في القضيَّة عدد 825 المتعلّقة باعتراض الأستاذ عبد الوهاب معطر على قرار التَّوظيف الذي يلزمه بدفع مبلغ  232.530.855 دينار بعنوان الأداء عن سنتي 2004 و 2005. و قد قضى هذا  » الحكم  » بالمصادقة على قرار التوظيف الإجباري المعترض عليه مع تعديله و ذلك بالحطّ من مبلغ الأداءات إلى ما قدره 93.572.865 دينار. و قد فاجأ  هذا الحكم الأساتذة المحامين النَّائبين في القضيَّة و المطَّلعين على حجم الخطأ و التعسف الذي تعمَّدتهما إدارة الجباية بما كانوا ينتظرون معه إلغاء قرار التوظيف أصلا من طرف المحكمة إلاَّ أنَّه يظهر أنَّ القضاء يظلّ أبعد ما يكون عن الاستقلال و الحياديَّة ذلك أنَّ الحكم الذي أصدره القاضي سفيان البرجي و إن تضمَّن الحطَّ من المبلغ الأصلي فإنَّه لا يستند على أي معطى واقعي أو قانوني و هو استمرار قضائي في خط الخطأ و التعسف الذين انتهجتهما إدارة الجباية لاستهداف الأستاذ عبد الوهاب معطر من أجل إقدامه على الطَّعن في استفتاء 2002 و من اجل إصراره على النضال الحقوقي و السياسي , و إنَّ اللًَّّجنة إذ ترى أنَّ الحكم المذكور هو بالدرجة الأولى ذو طبيعة سياسيَّة و أنَّ ما تضمَّنه من الحطّ في الأداء لا هدف منه إلاَّ تهدئة الوضع و تخفيف الضّغوطات الناجمة عن المساندة الواسعة من الداخل و الخارج لقضيَّة الأستاذ عبد الوهاب معطر العادلة فإنَّها تؤكّد أنَّ المظلمة مازالت متواصلة على الزميل و أنَّها مقرَّة العزم على مواصلة النضال من أجل رفعها بجميع الوسائل القانونية بما فيها استئناف  » الحكم  » الابتدائي الجائر و توسيع دائرة الدعم و المساندة . و إذ تشكر اللَّجنة كافَّة الزّملاء المحامين في الداخل و الخارج عن المساندة التي أبدوها فإنَّها تدعوهم إلى تكثيف الدعم و الجهود للتَّصدّي لمحاولات توظيف الجباية و توظيف القضاء. تونس في 4 مارس 2009 عن لجنة مساندة الأستاذ عبد الوهاب معطر المنسق الأستاذ محمد عبّو  

لا للقمع الجبائي ضد الأستاذ عبد الوهاب معطر “ الحرية لجميع المساجين السياسيين“   “الحرية للدكتور الصادق شورو“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 04 مارس 2009

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين السجين السابق حافظ العفلي ضحية للإحتجاز التعسفي ..  


لا تزال عائلة السجين السابق حافظ العفلي دون أي خبر عنه بعد مرور يومين على احتجازه بمصالح وزارة الداخلية ، و قد أكد شقيقه رابح العفلي للجمعية أن  » الإستدعاء  » قد تم عبر الهاتف على الساعة التاسعة من صباح الثلاثاء 03 03 2009 ، و تذكر الجمعية أن حافظ العفلي قد قضى سنتين مسجونا بمعتقل المرناقية سيئ الذكر بتهم تتعلق بقانون 10 ديسمبر 2003 لمكافحة ما  يسمى« الإرهاب » وحكم عليه في الطور الإبتدائي بـ20 سنة سجناً  وخُفّضَ الحكم في الطور الإستئنافي إلى سنتين ليُفرج عنه بإنقضاء مدة الحكم. وإذ تجدد الجمعية رفضها لسياسة الهرسلة المستمرة للمساجين المسرحين بعد قضائهم للعقوبات المحكوم بها عليهم ،  و ترى في هذه السياسة تكريسا لسياسة الباب الدور حيث يفرج عن بعض الشبان ليعتقل آخرون أو ليعاد اعتقال بعض المسرحين ، فإنها تدعو محتجزي السيد حافظ العفلي إلى كشف مصيره و الإفراج الفوري عنه و تجدد المطالبة  بإلغاء قانون 10 ديسمبر 2003  اللادستوري ، و تغليب لغة الحوار مع الشباب على حملات التمشيط و المحاكمات . عن الجمعية لجنة متابعة أوضاع السجناء السياسين المسرحين


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان 4 مارس 2009 إعــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام

علمنا انه تم إيقاف مجموعة جديدة من الشباب بالقيروان مابين يومي الاثنين 2 مارس واليوم، الأربعاء 4 مارس . اغلب هؤلاء ممن حوكموا سابقا بموجب « قانون الإرهاب ». و هم: ·حلمي القداح، صاحب محل، يوم الاثنين ·خالد الشايب، طالب ، يوم الاثنين ·ناصر بن علي الجمعاوي، عامل يومي، يوم الاثنين\ ·ياسين لوصيفي ، طالب، يوم الاثنين ·سيف الدين الرايس ، صاحب محل، يوم الأربعاء وأعلمنا بعض الأهالي أنهم يجهلون سبب هذا الإجراء. فرعنا يجدد مطالبته بمد الأهالي بكافة المعلومات عن أبنائهم، حول أسباب وأماكن وظروف إيقافهم. عن هيئة الفرع مسعود الرمضاني


الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان فرع توزر ـ نفطة نفطة في : 04 مارس 2009  بـــــيــــــان


 
إن هيئة فرع توزر ـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بعد اطلاعها على الأوضاع المؤلمة والمأساوية التي وصل إليها عمال وعاملات « نزل نفطة بلاص » الذين امتدت محنتهم ما يزيد عن الأربعة أشهر ولا تزال متواصلة حيث حرم عدد منهم من حقهم في الشغل ومن جراياتهم الشهرية ومن العيش الكريم في استقرار وطمأنينة لا لشيء إلا لأنهم أسسوا نيابة نقابية وقالوا لا للاعتداء على حقوقهم المضمونة قانونا من ناحية ، ونظرا إلى أن هؤلاء المقهورين وغير المسعوفين حتى بتطبيق القوانين والتشاريع الجاري بها العمل قد دخلوا يوم 04 مارس 2009 في إضراب جوع سعيا للحصول على حقوقهم وأولها الحق في استئناف العمل ضمانا لكرامتهم ولحقهم في الحياة . فإن هيئة الفرع 1.     تعبر عن تضامنها اللامشروط مع هؤلاء العمال ومساندتها لنضالاتهم الرامية إلى استرجاع حقهم في الشغل وتحقيق بقية مطالبهم 2.     تدعو السلط المعنية إلى ممارسة صلاحياتها كي يستجيب صاحب المؤسسة لمطالب العمال القانونية في أقرب وقت. 3.     تستنهض كل قوى المجتمع المدني لبذل كل ما بوسعها لغاية حصول هؤلاء المقهورين على كل حقوقهم وأولها حقهم في استئناف العمل في ظروف تصون كرامتهم. عن فرع توزرـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الرئيس شكري الذويبي  

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com تونس في 04 / 03 / 2009

عمال نزل نفطة بلاص يدخلون في إضراب جوع

 


دخل اليوم 04 / 03 / 2009 عمال نزل نفطة بلاص في إضراب جوع بمقر العمل وذلك بعد استنفاذ كل الأشكال النضالية المتاحة الأخرى من إضرابات واعتصامات دفاعا عن حقوقهم ورفضا للطرد التعسفي الذي طال 14 عامل منذ نوفمبر الماضي ( 2008 ) , علما أن صاحب المؤسسة يكن عداءا كبيرا للعمل النقابي ويخرق الاتفاقية القطاعية للسياحة في مستوى الأجور إذ يدفع للعمال أجورا دون الأجور القانونية بكثير كما لا يلتزم بالزيادات الناجمة عن المفاوضات الاجتماعية ولا يدفع منح إنتاج ولا يمتع العمال بالراحة الأسبوعية والسنوية والتغطية الاجتماعية  وهو ما يعتبر انتهاكا خطيرا لحقوق العمال وتجاوزا صارخا للقوانين الجاري بها العمل. أن المرصد يعبر عن تضامنه المطلق والالمشروط مع عمال نزل نفطة بلاص ويأمل أن يجد تحركهم النضالي كل أشكال الدعم والمساندة من كافة التشكيلات النقابية المحلية والجهوية والوطنية كما يأمل المرصد من السلط ذات الاختصاص جهويا ووطنيا التدخل العاجل والضغط على صاحب المؤسسة للتقييد بالقوانين الجاري بها العمل  وإرجاع العملة المطرودين تعسفيا إلى سالف عملهم وذلك حفاظا على السلم الاجتماعية ومنعا لكل توتر أو احتقان في صفوف العمال والنقابيين . جميعا من اجل التصدي للانتهاكات ضد العمال والنقابيين. جميعا من اجل فرض الحقوق والحريات النقابية. المرصد فضاء نقابي مستقل ديمقراطي وهو مفتوح لجميع النقابيين بدون استثناء ويمكن التواصل مع المرصد على العنوان الالكتروني التالي : http://nakabi.unblog.fr                                 عن المرصد المنسق محمد العيادي

صفاقس مجالس تأديب لمناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس

 

بعد أن استجوبت إدارة كلية العلوم الاقتصادية والتصرف بصفاقس ثمانية من مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس بالجزء على خلفية مقاطعة انتخابات نواب الطلبة بالمجلس العلمي، أرسلت يوم 2 مارس 2009 برقيات لإعلامهم بعقد مجلس تأديب لنفس الغرض بتاريخ 17 مارس 2009 مع العلم وأن هذا التاريخ يصادف ثالث أيّام عطلة الربيع. أسماء المحالين على مجلس التأديب: –  ناجح صغروني: كاتب عام مكتب فدرالي بالاتحاد العام لطلبة تونس –  أحمد سويسي: عضو مكتب فدرالي بالاتحاد العام لطلبة تونس –  ريم صغروني: عضو مكتب فدرالي بالاتحاد العام لطلبة تونس –  حسن الغول: عضو مكتب فدرالي بالاتحاد العام لطلبة تونس –  عواطف منصري: عضو مكتب فدرالي بالاتحاد العام لطلبة تونس –  وائل عمار: مناضل بالاتحاد العام لطلبة تونس –  وئام سويسي: مناضلة بالاتحاد العام لطلبة تونس –  ربح الرمضاني: مناضلة بالاتحاد العام لطلبة تونس مع العلم أن مناضل الاتحاد بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجيّة بصفاقس أيوب عمارة أحيل يوم الثلاثاء 3 مارس 2009 على مجلس التأديب لنفس السّبب بعد أن تأجّل المجلس في مناسبتين سابقتين بطلب من المحاميين الذين حضرا للدّفاع عنه(الأستاذان نعمان مزيد وقيس البرادعي).
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 4 مارس 2009)  

مناضلات ومناضلون دائما متحدون

 
صفاقس في 4 مارس 2009 تحيي الحركة الثورية والتقدمية هذه الأيام 8 مارس، اليوم العالمي للمرأة، هذه الذكرى العزيزة على قلب كل مناضل ومناضلة بالاتحاد العام لطلبة تونس. وتعتبر هذه الذكرى فرصة لتقييم مدى التقدم الحاصل في مستوى علاقة النساء بالرجال في المستويين الحقوقي والواقعي وسبل مزيد تطويره. وفي تونس، ورغم ما تتشدق به أبواق الدعاية الرسمية حول المكانة المرموقة التي تتبوؤها النساء فإن أوضاعهن لا تزال متخلفة. فنسب الأمية والتعرّض للطرد التعسفي ما تزال مرتفعة في صفوفهن مقارنة بالرجال، هذا بالإضافة إلى تواصل النظرة المتخلفة للمرأة والتي لا تزال تعتبرها كائنا دونيا مقارنة بالرجال أو « مواطنا » من درجة ثانية. هذه العقلية التي نجد لها صدى حتى في الأوساط المحتضنة للعلم والمعرفة بما في ذلك الكليات. ومثلهن مثل رفاقهن المناضلين يتعرّض النساء إلى كافة أنواع المهانة والتعسف من قبل النظام الذي يقف حجر عثرة في وجه تطور تونس السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي. ولكن من رحم القمع المزدوج الذي تتعرض له المرأة في تونس كانت تولد دائما مناضلات يقفن جنبا إلى جنب مع رفاقهن الرجال مقدمات أرقى درجات التضحية في سبيل قضية تحرر الشعب التونسي. لقد أنجب الصراع من أجل الحرية في هذه العشرية مناضلات من طراز كريمة بوستة ونساء الحوض المنجمي تصدين ولا يزلن لإرادة السلطة في إسكاتهن. إن مجالس التأديب الأخيرة ضد مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس، ومنع المنظمة من عقد مؤتمرها هي أدلة إضافية على المساواة الحقيقية التي ينعم بها النظام على النساء، إنها المساواة في القمع. وهي مناسبة لنا مناضلات المؤتمر الموحد للاتحاد العام لطلبة تونس ونحن نحيي ذكرى 8 مارس لكي نجدد فيها العهد مع رفاقنا من أجل العمل على فرض مساواة حقيقية وفعلية بين النساء والرجال ومن أجل تدعيم وحدة مناضلي ومناضلات الاتحاد من أجل فك الحصار على منظمتنا والتسريع بعودة المطرودين. مناضلات بالمؤتمر الموحد للاتحاد العام لطلبة تونس : –   يافا الغريبي: عضو مكتب فيدرالي علوم صفاقس –   نصرى نعمان: مناضلة بالاتحاد العام لطلبة تونس –   دلال الزعيبي: عضو مكتب فيدرالي آداب صفاقس –   هاجر زعتور: مناضلة بالاتحاد العام لطلبة تونس –   ريم صغروني: عضو مكتب فيدرالي اقتصاد صفاقس
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 4 مارس 2009)  


ردّ ثان على قرار تجميدي من حزب الوحدة الشعبية


نشرتُ منذ أيّام ردّا موجّها إلى الرفيق عضو المكتب السياسي لحزبي حزب الوحدة الشعبية المكلف بالنظام الداخلي تعلّق بما رصدته من خلل شكليّ طبع نصّ قرار تجميد نشاطي في صلب الحزب. وقلت إنّ هذا القرار ليس به منفذ واحد يمكن من خلاله مباشرة محتواه لأنّه كتب بطريقة لم تحترم أبسط القواعد القانونية. وقد اكتشفت بعد كتابتي لردّي الأول خطأين شكليين، الخطأ الأوّل يتمثّل في سهو الرفيق عضو المكتب السياسي المسؤول عن النظام الداخلي ذكر سنة انعقاد المجلس المركزي للحزب. والخطأ الثاني ورد في نصّ الرّسالة التي وُجهت إلى الرفيق عبد الحميد بن مصباح الذي شمله أيضا قرار التجميد حيث أخطأ الرفيق في كتابة لقبه فحذف الألف واللام والياء. وأرجو من الرّفاق أعضاء المكتب السياسي للحزب سؤال من يثقون بهم من القانونيين ليجيبوهم عن مآل قرار التجميد كما كتبه المكلّف بالنظام الداخلي لو قررنا اللّجوء للقضاء للطعن في هذا القرار. كما طلبت في رسالتي الأولى من الرفيق عضو المكتب السياسي المكلف بالنظام الداخلي إعلام الرأي العام بالتهم التي وُجهت إليّ ويكشف لهم (حجم التجاوزات) التي قُمتُ بها لكنّه للأسف الشديد لم يستجب لطلبي على شرعيته. ولأنّي أكثر شجاعة وأشدّ إيمانا بعدالة قضيتي أكفي رفيقي مؤونة نشر هذه التّهم فأنشرها بنفسي لأرفع عنه الحرج وكما وردت في نصّ صادر عن المكتب السياسي بتاريخ 02 مارس 2008 ونشر بجريدة الوحدة لسان الصحيفة الناطقة باسم الحزب بتاريخ 08 مارس 2008 🙁 كما نظر المكتب السياسي في تقرير حول تعمد بعض المنتسبين إلى الحزب تكرار الإساءة إلى قيادته عبر الانخراط في ترويج الأخبار الزائفة والمقالات الممضاة بأسماء مستعارة، وعدم الانضباط إلى ما أفرزه المؤتمر الأخير من قيادة منتخبة ديمقراطيّا، وقرر تجميد عضوية الرفيقين عبد الحميد بن مصباح وشوقي بن سالم في الحزب في انتظار أن يحدد المجلس المركزي موقفا نهائيا). فقط أدعو الرفيق عضو المكتب السياسي المكلف بالنظام الداخلي العودة إلى نصوص النظام الداخلي ليذكر لي ولغيري في أيّ فصل قانوني وردت هذه التهم ويذكر لي ولغيري العقوبات المتربة عن هذه التهم. ولأنّ دعوتي لن تجد لديه إجابة أقول لكم أنّ هذه التهم لا نجد لها أثرا في النظام الداخلي للحزب. وأطلب منه بكلّ ودّ أن يخبر النّاس بهذه الأخبار الزائفة وإلا سأجد نفسي مضطرا لكشفها بنفسي في رسالة قادمة. أختم رسالتي هذه بسؤال للرفيق العياشي بالسايحية لِمَ يصمت على التجاوزات التي يقوم بها بعض أعضاء المكتب السياسي وهي تجاوزات تمسّ لوائح الحزب وأدبياته وتوجهاته وسنأتي على هذه التجاوزات في مرّة قادمة بالحجة والبرهان، لأنّ ما خفي كان أعظم. وكم كنت أتمنى أن تكون مؤسسات الحزب هي الفضاء لمناقشة كلّ قضايانا وما زلت مستعدا إلى الآن برغم كلّ ما جرى و رغم كلّ الظلم الذي تعرضت له أن إلى العودة إلى هياكل الحزب لأواصل مع رفاقي رحلة نضالنا لدعم المسار الديمقراطي الوطني ومواصلة الإسهام في مشروع التحديث الوطني لأنّي أعتبر قرار التجميد باطل وما بُني على باطل يظل باطلا. شوقي بن سالم


توضيح « لكلمة » من مسؤول بحركة التجديد


على إثر نشرنا يوم الأحد 1 مارس 2009 لخبر حول عدم توزيع أسبوعية « الطريق الجديد » حتى مساء السبت دون إشعار إدارتها من قبل الجهات المسؤولة بأي إجراء في حقها يستهدف مصادرتها بما رجّح لدينا حصول « عملية حجب مقنّع »، اتصل بنا المسؤول السياسي بحركة التجديد السيد حاتم الشعبوني منوّها بأنّ العدد الأخير من أسبوعية حزبه لم تقع مصادرته بل تم تأخير توزيعه على الأكشاك من قبل شركة التوزيع، وأضاف المتحدث بأنّ إدارة هذه الشركة ادّعت أنّ نسخ الصحيفة وصلت متأخرة من المطبعة. لكنّ الشعبوني يؤكّد بأنّ الطريق الجديد طبعت وأرسلت إلى الموزّع في موعدها المعتاد. (المصدر: موقع مجلة « كلمة » (اليكترونية – محجوبة في تونس) بتاريخ 4 مارس 2009)


سفيران جديدان بواشنطن وروما


قرطاج (وات) تولى الرئيس زين العابدين بن علي خلال موكب انتظم صباح أمس الثلاثاء تسليم السيد الحبيب منصور الاوراق التي تعتمده سفيرا لتونس بواشنطن والسيد الحبيب عاشور الاوراق التي تعتمده سفيرا لتونس بروما. وقد أدى السفير الجديد لتونس بروما اليمين أمام رئيس الجمهوريـــــــــة. وجرى الموكب بحضور وزير الدولة المستشار الخاص لدى رئيس الجمهورية الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 4 مارس 2009)

 


على أبواب الانتخابات الحقوقي والخبير في الانتخابات عبد الرحمان كريم لـ«الصّباح»: القانون الانتخابي يحتاج إلى تعديلات… وهذه أبرز ملامحها


حاوره: صالح عطية تونس/الصباح كيف سيكون الاستحقاق الانتخابي القادم؟ وما هي الشروط القانونية والترتيبات العملية لضمان انتخابات شفافة وذات مصداقية؟ وهل يمكن للانتخابات المقررة في خريف العام الجاري ان تفرز معادلة سياسية جديدة، أم سيحافظ المشهد السياسي على ذات  موازين القوى  الموجودة؟ الى أي حد تعد المشاركة الشعبية الواسعة مؤشرا لنجاح الانتخابات؟ وهل يمكن للاستحقاق الانتخابي ان يشكل نقلة نوعية في دور الاحزاب المعارضة، أو تفوّت هذه الأحزاب الفرصة؟ وما الذي يتعين القيام به لانجاح الموعد الانتخابي قبل نحو سبعة اشهر من عملية التصويت؟ وأخيرا وليس آخرا، كيف سيكون حظ الاعلام في هذه الانتخابات؟ هذه التساؤلات وغيرها طرحناها على السيد عبد الرحمان كريم المحامي والحقوقي وعضو المجلس الاعلى للاتصال بالنظر الى خبرته في مجال الانتخابات، سيما وقد كان عضوا في مرصد الانتخابات الذي شكلته الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان  عام 1994، وعضوا بمرصد الانتخابات الذي أذن رئيس الدولة بتشكيله في الانتخابات البلدية لسنة 2005. وفيما يلي نص الحوار الذي خصنا به السيد كريم والذي ندشن به مجموعة من المحاورات تحت عنوان: «على ابواب الانتخابات».. ظروف.. وتعديلات ** بوصفك عضوا سابقا بالمرصد الوطني للانتخابات في مناسبتين، كيف تنظر الى الاستحقاق الانتخابي القادم في ضوء المشهد السياسي الراهن والمنظومة القانونية الانتخابية؟ ـ بالرغم من انعدام التشويق فيما يتعلق بنتيجة الاستحقاق القادم فان الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة لهذه السنة تعدّ حدثا هاما ومساهمة جادة في المسار الديموقراطي وتدريبا على ممارسة حق الاختيار في ظل استبعاد الخوف، واحترام القانون وحياد الادارة وشفافية النتائج… واعتقادي انه في ضوء القانون الانتخابي الحالي، فان الانتخابات ستفرز، في ظل موازين القوى السياسية في البلاد انتخاب رئيس للجمهورية في دورة واحدة، واحراز قائمات التجمع الدستوري الديموقراطي على جميع المقاعد المخصصة للدوائر، فيما تتقاسم بعض احزاب المعارضة المقاعد المخصصة على المستوى الوطني.. ** ما هي الجوانب القانونية  والترتيبية، والاضافات الممكنة لضمان انتخابات شفافة؟ ـ لقد استطاعت التنقيحات الاساسية الاربعة التي ادخلت على المجلة الانتخابية (سنوات 1988 و1990 و1993 و2003)، ان تلبي بعض الطلبات الملحة ضمانا للشفافية والمصداقية وحياد الادارة.. ** ما هي أبرز هذه التعديلات؟ ـ في تقديري، تمحورت أهم الاصلاحات حول تقليص عدد مكاتب الاقتراع بنسبة الربع تقريبا، وايجاد آليات تعميم توزيع البطاقات  الانتخابية على اصحابها، واقرار المراجعة المستمرة للقائمة الانتخابية، ودعم حضور المراقبين والتأكيد على مبدا دخول الخلوة، وتناول الناخب ورقة تصويت من كل قائمة ترشح، الى جانب حضور ممثلي القائمات عملية الفرز وتوسيع صلاحيات المجلس الدستوري.. وينتظر ان تصدر قريبا تنقيحات اضافية تهدف الى مزيد تقليص عدد  مكاتب الاقتراع لتسهيل عملية الرقابة، والتمديد في الأجل الاصلي وفي أجل التمديد المخوّل للمجلس الدستوري للبت في الطعون، وتنظيم حصص تسجيل وبث كلمات المرشحين بالاذاعة والتلفزة، بالاضافة الى تكليف رئيس المجلس الاعلى للاتصال او من ينوبه بضمان قانونيتها.. كما ينتظر صدور قرارات رئاسية من شأنها دعم تركيبة المرصد الوطني لمراقبة الانتخابات، بحضور مختصين في القانون وشخصيات وطنية مشهود لها بالاستقلالية والكفاءة.. ضمانات أساسية.. ** ما هي الضمانات الممكنة في هذا السياق؟ ـ في الحقيقة بالامكان تصور المزيد من الضمانات، عبر اقرار وجوبية الاستظهار ببطاقة التعريف الوطنية عند الانتخاب، حتى لا يصبح تعريف الهوية بالوساطة هو الأصل، مع ما قد يصاحب ذلك من احتمال الغش.. ويمكن في هذا السياق ايضا تنقيح الفصل 48 من المجلة الانتخابية في اتجاه تعميم تسلم الناخب لجميع اوراق التصويت، سواء تعلق الامر بانتخاب اعضاء مجلس النواب او المرشحين للرئاسية والقطع مع الفرز القاعدي بالمكاتب لما قد يثيره الاحتساب في هذا الفضاء من خلل مشاع، واجراء الفرز الاول بمكاتب الجمع او بالمكتب المركزي ان لم يوجد مكتب جمع.. وانهاء الفصل بين مكاتب الرجال ومكاتب النساء، وتعويض الصناديق الخشبية بأخرى بلورية شفافة. لجنة رقابة مستقلة.. ** هناك من يتحدث عن ضرورة احداث هيئة مستقلة للاشراف عن الانتخابات كيف تنظر الى هذا الموضوع؟ ـ اعتقد ان الاصلاح الاجرائي الانتخابي الجوهري المنتظر يتمثل فعلا في انشاء لجنة اشراف ورقابة مستقلة تعهد اليها مهمة الاشراف على العملية الانتخابية، يبدأ بتعيين اعضاء مكتب الاقتراع، والاشراف على تكوينه وهيكلته، وصولا الى مراقبة سير الانتخابات في المكاتب، وحضور عملية الفرز.. ان الحرص على شفافية الانتخابات ومصداقيتها يمثل سلوكا متحضرا منبثقا من روح التغيير والاصلاح، لما يكرّسه في النظام من نزاهة، وفي الادارة من حياد، وفي القانون من علوية، وما يضمنه للأطراف المتنافسة من مساواة.. وقد ترجمت الارادة السياسية هذه المعاني بتأكيد رئيس الدولة ضمانة «لانتخابات نزيهة وشفافة تعكس بحق الارادة الشعبية».. واذا كانت شفافية الانتخابات ومصداقيتها غاية في حد ذاتها لانها تعكس مدى احترام السلطة لارادة  الشعب، وتنمي في الناخبين الشعور بالمواطنة ومعاني الاعتزاز بالانتماء للوطن والمساهمة في رسم خياراته، فان نتيجة الانتخابات تتجاوز التتويج الى مستوى تحقيق الاهداف الوطنية المشتركة بحيث يكون رئيس الجمهورية المنتخب، هو رئيس التونسيين جميعا واعضاء المجلس النيابي هم نواب الشعب بأكمله.. المعادلة السياسية.. ** في رأيك وانت المتابع للمشهد السياسي الراهن هل يمكن للانتخابات القادمة أن تغيّر من المعادلة السياسية الموجودة في البلاد؟ ـ في الواقع، لم يسجل المشهد السياسي في تونس اي تغيير جوهري منذ انتخابات اكتوبر 2004، وباستثناء دخول حزب الخضر للتقدم الساحة السياسية، فان المعادلة التي اشرت اليها ظلت على حالها: حزب اغلبي حاكم يستمد رصيده من إرثه للحزب الحر الدستوري ودوره النضالي من أجل الاستقلال وبناء الدولة الوطنية وجهود الاصلاح والتحديث، وثمانية احزاب قانونية تسعى لمزيد الاستقطاب والاشعاع، احزاب تمكنت من دخول سدة البرلمان لاول مرة في انتخابات 1994، وتوفقت خمسة منها في انتخابات اكتوبر 2004 في اقتسام المقاعد المخصصة على المستوى الوطني (37 مقعدا من جملة 189 في مجلس النواب)، وهي النسبة التي من المقرر ان ترتفع من 20% الى 25% انطلاقا من الانتخابات القادمة. اما على مستوى الانتخابات الرئاسية وامام الاستحالة الفعلية لتوصل المعارضة مجتمعة الى تزكية مرشح لرئاسة الجمهورية، طبق ما يقتضيه الفصل 40 من الدستور والفصل 66 من المجلة الانتخابية، فقد تم للمرة الثالثة، سنّ قانون دستوري استثنائي يخوّل للمسؤولين الأوَل للأحزاب، والواقع انتخابهم لمدة لا تقل عن سنتين صلب الحزب، الترشح للرئاسة وهو ما سوف يفتح مجال المنافسة الرئاسية التعددية.. لقد اثار هذا القانون الاستثنائي ردود فعل كثيرة بين مرحب ومنتقد، انطلاقا من تأويل مفهوم الانتخاب داخل الحزب، وعدم شمول النص لقادة الاحزاب التي لا تتوفر فيها الشروط الاصلية، وامكانية عدم التطابق بين الشروط المقررة، ورغبات الحزب في اختيار مرشحيه بكامل الحرية.. حول المشاركة الشعبية… ** هل يمكن المراهنة على توسيع مجال المشاركة الشعبية في هذه الانتخابات؟ ـ  بالرغم من النتائج المتوقعة في هذه الانتخابات فان توسيع مجال المشاركة يعد مظهرا من مظاهر النضج السياسي.. فالمعركة الانتخابية هي بالأساس، تنافس بين برامج سياسية مختلفة وهي فرصة لتثبيت ثقافة الحوار والاختلاف، ومناسبة للأحزاب لمزيد التعريف ببرامجها وقادتها ومناضليها.. ان التنافس مكسب هام يقطع مع الاحتكار، ويمهّد للوفاق ويضمن حق الأقلية في تبليغ رأيها المخالف.. ** هل ان نسبة المشاركة مؤشر على مصداقية الانتخابات؟ ـ في الحقيقة هذا المؤشر لم يعد المقياس الرئيسي الذي تصنّف على أساسه الدول، بل اصبح تقييم الانتخابات مقترنا بما يتوفر  للمواطن من ارادة واعية، وتلقائية عند الاختيار، لذلك اضحى مفهوم المشاركة الواسعة مفهوما نسبيا لا يرتبط بالنسب المسجلة بل على العكس من ذلك تماما، اضحت المغالاة في النسب قرينة على المبالغة ومدعاة للتشكيك في مصداقية النتائج.. من هنا من الضروري التحرر من هاجس تدني المشاركة، والعمل على كسب رهان المشاركة الواعية والحرة واحترام ارادة الناخب عبر تبديد عناصر الشك لديه، وارجاع الثقة في اختياره.. أما الشرط الثاني، فيتعلق بتعميم الوعي بآليات العملية الانتخابية وبمعانيها السياسية والاجتماعية، وما تغذيه  من روح المواطنة والمساهمة في الخيارات الوطنية وما ينتج عن الاختيار من تأثير على حسن الاداء السياسي.. وكلنا نعلم ان قانونا جديدا سيصدر قريبا من شأنه توسيع قاعدة الناخبين ليشمل 500 الف ناخب جديد ممن بلغوا سن 18 عاما، وهم اساسا من التلاميذ والطلبة.. لذلك من المستحسن تعريف هؤلاء وغيرهم بمضامين وآليات العملية الانتخابية، والقيام بحملة تحسيسية تربوية، في جميع وسائل الاعلام والاتصال والتثقيف بعيدا عن كل توظيف.. شروط ضرورية.. ** ما هي الشروط السياسية والقانونية التي تؤسس لمرحلة  سياسية قادمة مختلفة عن المشهد الراهن؟ ـ بالاضافة الى الاصلاحات التي مست القوانين  المنظمة للحياة السياسية والتي ارتقت بالمسار التعددي الى مستوى القيمة الدستورية في سلم قيم الجمهورية، من المفيد اليوم ـ على مستوى العمل السياسي المشترك ـ اعادة الحياة لمجلس الجمهورية، وتوسيع تركيبته بقصد ابداء الرأي في المسائل التي يعهد اليه بها رئيس الجمهورية، على غرار ايجاد آلية للتكوين والتأهيل السياسي المشترك في صيغة اكاديمية سياسية او غيرها من مراكز التنمية الديموقراطية، يلتقي من يرتادها حول مرجعية وطنية تستند الى ميثاق شرف سياسي محيّن يرسم الاهداف الوطنية المشتركة ويعمل على تحقيقها.. وبخصوص التنمية الحقوقية فبالامكان تصور هيكل رسمي تعهد اليه سلطة النظر في المصالح ذات الصلة بحقوق الانسان، والاشراف على مراكز التوثيق والدراسات والمراكز المتخصصة في التنمية الحقوقية والسياسية. دور الأحزاب السياسية.. ** يرقب الكثيرون دور الاحزاب السياسية في الاستحقاق الانتخابي القادم.. هل يمكن ان نتوقع ـ في رأيك ـ دورا فعالا للأحزاب؟ وهل ان المضمون الراهن لقانون الاحزاب يسمح بذلك؟ ـ اداء احزاب المعارضة، ظل متواضعا على الرغم من الأدوار التي ضبطها قانون الاحزاب عبر قانون ماي 1988.. فقد فشلت مساعيها في بناء عمل جبهوي، وحال ذلك دون تحوّلها الى ثقل سياسي مضاد، مما ادى الى التشكيك في قدراتها على التداول السلمي على السلطة، او حتى في نجاعة تشريكها في الحكم.. ورغم كل ذلك تبقى الاحزاب اطراف المعادلة السياسية والتنافس النزيه، واعتقد ان قوة الحزب الحاكم جزء من قوة احزاب المعارضة، على اعتبار ان تونس للجميع، ومن حق كل التونسيين المشاركة في بناء مصيرها.. ولا بد من الاشارة هنا الى دعوة رئيس الجمهورية تكثيف فضاءات الحوار في القنوات التلفزية ودعم حضورها في الملفات، ولا شك ان هذا التوجه الرئاسي يحتاج الى مسايرة مركزية وجهوية بوجه خاص حتى يتعزز المسار الديموقراطي جهويا ولا يظل حكرا على العاصمة.. ** ما هو المطلوب في هذا السياق؟ ـ هناك ضرورة ماسة لتعميم التمويل العمومي على جميع الاحزاب القانونية وعلى صحافتها التي تستجيب للمواصفات القانونية، ومن شأن ذلك تجسيم الخيار الوطني في ضمان مساهمة الأحزاب في حياة سياسية متطورة.. كما يتعيّن ترشيد النظام الانتخابي عبر اعادة النظر في مقتضيات الفقرة السادسة من الفصل 105 مكرر المتعلق باسناد المقاعد المخصصة على  المستوى الوطني وذلك باعتماد الترتيب عند تقديم الترشحات، بالنظر  لما افرزته هذه الآلية من تنافس بين الاطارات الحزبية على رئاسة القائمات وتهميش المترشحين. التمثيلية البرلمانية.. ** على الرغم من وجود ثمانية احزاب قانونية في البلاد، فان التمثيلية في مجلس النواب تستثني بعض الأطراف السياسية، كيف تنظر الى هذا الموضوع من زاوية القانون الانتخابي؟ ـ ما من شك في ان التمثيل التعددي الوجوبي للعائلات السياسية داخل  مجلس النواب والمجالس البلدية والجهوية قد مثّل مكسبا هاما وهو ما اعطى بعدا أخلاقيا للتنافس، غير ان هذا الاجراء على اهميته ظل قاصرا على ضمان تمثيلية جميع الاحزاب القانونية في مجلس النواب باعتبار ان المحدد في توزيع المقاعد هو أكبر المتوسطات، وعند التساوي في مجموع الاصوات المتحصل عليها مما يؤول عمليا الى امكانية استثناء حزب او اكثر من الوصول الى المجلس.. لذا وجب التفكير ـ مسايرة للمنطق الوفاقي الذي تأسس عليه الخيار السياسي ـ في اعادة النظر في هذا الاجراء الانتخابي، بما يحقق عند التوزيع اسناد كل حزب مشارك في الانتخابات المقعد الاول للقائمة الأكثر تمثيلية والمحرزة على اكثر الاصوات عند الاقتراع، ثم توزيع بقية المقاعد بين جميع القائمات حسب الاجراءات المعمول بها قانونا وفي ذلك ضمان للتمثيلية الحزبية الشاملة داخل مجلس النواب، على ان تكون الاحزاب المعنية بالتوزيع قد ساهمت في الانتخابات في عدد من الدوائر وفق صيغ يضبطها القانون الانتخابي.. الاعلام.. والانتخابات.. ** في ظل هذه «المعمعة» الانتخابية القادمة، ان صح القول، كيف تنظرون الى دور الاعلام؟ وما الذي يتعين اقراره لكي يلعب الاعلام  وظيفته في الاستحقاق الانتخابي؟ ـ اذا كانت الارادة السياسية تصنع الخيارات، والمواطن يصنع النتيجة فان للاعلام دور الشريك الفاعل في التحسيس باهمية الحدث الانتخابي، عبر ابراز معاني المشاركة وتعريف المواطن بحقوقه واطلاعه على مراحل سير العملية الانتخابية بكامل الرشد والحرفية، الى جانب قيامه بالدور الموكول له في التحليل والاستنتاج. ونعتقد بانه باعتماد الموضوعية والنفاذ الى مصادر الخبر وبالحرية والنزاهة يتوفق اعلامنا الوطني الى غلق باب الاشاعة والاثارة لما قد تروجه بعض الوسائل من معلومات مشوهة للحقائق من مصادر مختلة فاقدة للمصداقية.. ونأمل ان تكون هذه المحطة الانتخابية مرحلة تجديدية غير مسبوقة من شأنها التأسيس لطور جديد في اعلام تونسي يدعم البناء الديموقراطي المتوازن للمجتمع، ويكون رافدا من روافد الحرية والتنمية السياسية والتربية على المواطنة.. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 4 مارس 2009)


باعة « الفريب » ببوسالم يلوحون باعتصام


مولدى زوابي لوح عدد من باعة الملابس القديمة ببطحاء محمد علي من مدينة بوسالم بالاعتصام بعضهم بمكان نقطة بيعه وبعضهم الاخر امام مقر بلدية المكان. وقد جاء هذا التلويح حول الطريقة التي تعاملت بها بلدية بوسالم مع المنتفعين بنقاط بيع بالسوق الجديدة التي تعتزم نقل الباعة لها في غضون الايام القليلة المقبلة. وقد أبدى عدد من الباعة الذين توجهوا بشكايات بتاريخ 3 مارس الجاري الى كل من والي جندوبة ورئيس بلدية بوسالم استيائه من تعمد البلدية استنادها على مقاييس عدها البعض غير قانونية وغير عادلة فضلا على انها تفتقر الى الشفافية،لاسيما وان عملية الانتفاع شملت عدد من المنتفعين الذين لا تربطهم بالنشاط اية علاقة علاوة على ان العملية شملت بعض التجار المعروفين على مستوى محلي وجهوي هم في غنى عن تلك النقاط. يذكر ان جل العاملين بنقاط البيع هم من الشباب الذين فضلوا العمل والاعتماد على الذات بدلا من الركون الى البطالة وطرق ابواب بعض المسؤولين الذين تاكدوا من عدم قدرتهم لمجرد الاصغاء لمطالبهم الحياتية. يحدث ذلك في الوقت الذي لازال رئيس بلدية بوسالم يصم اذانه واذان مستشاريه خاصة وان السوق سبق وان تعرض لحريق شب يوم الرابع من ديسمبر /كانون الاول 2007 وبالرغم من ايهام الباعة المتضررين بان البلدية ستعوض لهم ما لحقهم من اضرار فان السلط المعنية لم تقم باي خطوة بهذا الاتجاه الامر الذي فقد الثقة لدى عدد من التجار والباعة الذين لامورد لهم سوى نقطة البيع التي يستغلها منذ اكثر من عشر سنوات مضت بعد ان امرت السلط المعنية بتغيير نقاط البيع التي كانت تتموضع بجانب الطريق الرئيسي ابان زيارة رئيس الدولة للمدينة في ماي 2003 . (المصدر: موقع مجلة « كلمة » (اليكترونية – محجوبة في تونس) بتاريخ 4 مارس 2009)


مدرسة طلح المراقب بالمزونة: فضاء للتعليم أم مسرح لمعاقرة الخمر ؟


جعفر جعفر – تونس على مرمى حجر من حرمة المدرسة الابتدائية بطلح المراقب ( من معتمدية المزونة ) يوجد بائع للخمر غير مرخص له  marche noir) ) ، يتعامل مع حرفائه في وضح النهار، حتى أنك تشاهد عبر نوافذ قاعات التدريس عمليات البيع والشراء، ويشق جدران الفصل ضجيج الاختلاف في الثمن (مثلا : لا يا سي …. الواحدة بدينار ونصف ! غالية برشة… خليها بدينار ومائتين ونشري منك أستيكة …)، حتى أصبحت هذه المشاهد مألوفة عندي وعند العامة، وسكتنا عليها غبنا وقهرا وخوفا، نعم خوفا من المزود الرئيسي لهذا التاجر والذي يشاع عن شخصه كونه صاحب علاقات وسلطة مالية كبيرة ، وله شبكة توزيع واسعة النطاق تتجاوز ربوع المزونة . في المدة الأخيرة أصبح الفضاء المدرسي (من حين لآخر) مرتعا لبعض الوجوه الغريبة ترتاده أواخر الليل لاستكمال جلستهم الخمرية وسط أجواء من الضحك الهستيري والأغاني الهابطة والنكت المستمدة من قاموس ما تحت الصرة، وطبعا في الصباح الباكر يلاحظ بدون عناء بقايا العلب المتناثرة والسجائر من هنا وهناك على أطراف المدرسة (إن جاز القول بأنها مدرسة ) فيكاد الواحد يصاب بالإغماء والتقيؤ من قرافة المشهد، وسكتنا أيضا….. همست في أذن السيد المسؤول الأول عن المدرسة  لتلمس انطباعه عن فداحة الوضع فاكتشفت أنه مرعوب في حالة فزع يرثى لها، ولقنني درسا لن أنساه ما حييت ومفاده اختصارا « ابعد على الشر وغني له »، حينها أدركت أني لست الوحيد ممن سكتوا غبنا وقهرا وخوفا، وفهمت أن التعاطي مع هذه المسألة يعد لعبا بالنار. بقيت ليالي والموضوع يقض مضجعي وأنا في حيرة من أمري بين مطرقة اللعب مع الكبار وسندان فلذات أكبادنا وهي تترعرع في بيئة مشوهة وملوثة لم نسمع بها إلا في أحياء كولومبيا أو البيرو. فقررت أضعف الإيمان أن أكتب، وها أنا أفعل، وما توفيقي إلا بالله . (المصدر: موقع « الحوار.نت » (ألمانيا) بتاريخ 4 مارس 2009)

 

نظام تونس بن علي يعتدي على الآذان ويسرق تكبيرتيه؟؟


منذ أيام خلت أردت الاطلاع على بعض أحوال البلاد التونسية ولم يكن عندي من وسيلة لذلك سوى (التلفزة الوطنية الموقرة) تلفزة العهد الجديد……الى غير ذلك من الخرافات؟  فتحت التلفزة فاذا بي أسمع الآذان بصوت الشيخ البراق رحمة الله عليه, والآذان كما هو معروف يبتدئ بأربع تكبيرات ولكني فوجئت به يبتدئ بتكبيرتين فاتهمت نفسي وسمعي ؟ وقلت لعلي لم أسمع جيدا,أوألهاني الصبية عن سماع الآذان فترصدت آذان صلاة العشاء بتاريخ 2 مارس 2009 فسمعت تكبيرتين فقط في أول الآذان ؟؟ تقريبا كل التونسيين يعرفون آذان الشيخ البراق فهو الآذان الوحيد الذي نسمعه في آذان صلاة المغرب في رمضان , ومن يسمع التكبيرتين الثانيتين يعلم علم اليقين من طريقة آداء الشيخ البراق للآذان أنه قد سبقتهما تكبيرتان, ولكن هاتان التكبيرتان مؤخرا سطا عليهما نظام النفاق وحذفهما , وزيادة في التأكد سمعت آذان صلاة العشاء ليوم 3 مارس؟؟؟   لا زال الاصرارعلى الخطأ ,بل الأحرى أن يقال أنه سطو مع سابق الاضمار والترصد لتكبيرتي الآذان . الآذان الذي يعتبر من أكبر شعائر الاسلام ,والذي يدل على اسلام أهل البلد, ولكن ماالعمل مع نظام لا يستحي لا من الله ولا من المسلمين ؟ أفبعد هذا النفاق نفاق؟؟ نظام تونس بن علي يسعى بشتى الوسائل لتشويه دين الاسلام ,بل وتحريفه ؟؟ يريد أن يرسخ في أذهان مشاهدي التلفزة أن الآذان يبدأ بتكبيرتين فقط ؟؟ ويربيهم على ذلك ؟؟ ولكن هيهات هيهات؟؟ قال تعالى في سورة المنافقون ( واذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم) هذا هو نظام الجور والنفاق, يخشى كلمة الله أكبر؟؟ فكان أن برمجت التلفزة حذفها قدر المستطاع؟؟؟يحسب أن ماله وسلطته تجعله أكبر من كل شيء؟؟؟ حتى من الله؟؟ ولكن الله أكبر الله أكبر الله أكبر.   نظام (يحسبون كل صيحة عليهم) أذاق قافلة فلسطين القادمة من بريطانيا الويلات وحجبها عن الناس بجميع الوسائل وكأنه هو دولة اسرائيل ؟؟ كاد المريب أن يقول خذوني؟؟   ولا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم.   العمري


 في تونس… التلفزيون حلال المشاكل


تونس – طارق عمارة
شدت برامج تلفزيونية جديدة بدأت تبث بتونس في الفترة الأخيرة الاهتمام اليها بسبب جرأة الطرح والتناول لمواضيع سياسية واجتماعية وثقافية. ويقول محللون ان السماح بعرض برامج ذات طابع سياسي واجتماعي بجرأة نادرة في البلاد هو تعبير عن الانفتاح الاعلامي الذي تشهده. وكانت فئات واسعة من التونسيين تلجأ الى شاشات قنوات عربية اخبارية لمتابعة اخبار وبرامج متعلقة بتونس. لكن مؤسسات استطلاع الرأي اشارت ان معدلات مشاهدة التلفزيون الحكومي وتلفزيون حنبعل الخاص ارتفعت بشكل ملحوظ خلال شهري يناير كانون الثاني وفبراير شباط. وقالت مؤسسة سيجما كونساي لاستطلاع الرأي في تونس ان طفرة جديدة من البرامج التلفزيونية تبث على القناتين تتصدر نسب المشاهدة لدى التونسيين. ومن بين هذه البرامج برنامج « الحق معاك » الذي يسعى لحل مشاكل كل من يثبت انه له مشاكل ادارية او ما شابهها وبرنامج « الرابعة » الذي يستضيف صحفيين لمناقشة مسائل شائكة مثل حرية الاعلام في البلاد والتحرش الجنسي وغيرها. كما شد البرنامج الحواري « نقاط على الحروف » الذي تبثه قناة حنعبل الاهتمام اليه لتطرقه لمسائل سياسية مختلفة واستضافته لشخصيات معارضة ومستقلة الف المشاهدون ظهورها على قنوات أجنبية. واضافة الى البرامج الحوارية يبث التلفزيون الحكومي وحنبعل برامج اجتماعية مثل « في دائرة الضوء » و »عن حسن نية » وهي برامج تقول فئات واسعة من التونسيين انها اصبحت صوتا لهم تجاه مظالم يتعرضون لها. وبالفعل قال مقدمو هذه البرامج ان مسؤولين في الحكومة تدخلوا لفض اشكاليات بعد مشاهدة حلقات من البرامج. وقالت صحيفة الصباح الاسبوعي في مقال نشر الاثنين الماضي أنها تنصح أي تونسي له مشاكل معقدة مع الادارة الا ينتظر الطوابير في الادارات بل ان يتوجه مباشرة الى مقر تلفزيون تونس 7 الحكومي او حنبعل لتفتح بعد ذلك كل الابواب امامه. وأضافت ان عديد المسؤولين اصبحوا يخشون الصحافة وكاميرات خوفا من ان تكشف سلوكهم مع المواطن. اما مجلة الملاحظ الاسبوعية فقالت في عنوان بصفحتها الاولى « التلفزيون حلالة المشاكل » مع صورة لمقدمي هذه البرامج. ويرى الكاتب والصحفي برهان بسيس ان هذه المساحات الحرة ظلت مطلبا حقيقيا ارتبطت به العناوين المطالبة بالانفتاح الاعلامي في تونس. وأضاف لرويترز « نحن الان بصدد معاينة تمثلات تكرس حرية الاعلام في فضاءاتنا الاعلامية المحلية على مستوى المضامين وثراء الحوارات وانفتاحها على مختلف المشارب بشيء من الجرأة المطلوبة. » وطالما شكا العديد من التونسيين من ان التلفزيون الحكومي لا يقدم برامج ومادة ترقى الى مستوى تطلعاته. لكن مؤسات استطلاع الرأي تؤكد ان التلفزيون الحكومي وحنبعل يعيشان احدى ازهى الفترات منذ سنوات طويلة بفضل هذه البرامج التي اصبحت أحاديث طاغية في المقاهي والعمل والشارع. ويرى بسيس ان مكاسب هذه التجربة لا تحصى من بينها ان نقاش التونسيين سيتحول الى نقاش داخلي محلي بعيدا عن عدد من وسائل اعلام أجنبية لها أجندتها الخاصة أحيانا. (المصدر: وكالة رويتز للأنباء بتاريخ 4 مارس 2009 )


رؤساء خلايا أحباء الأندية الكبرى في ضيافة معهد الصحافة

ظاهرة العنف والتعصّب الأعمى: أسبابها وخلفياتها.. والحلول الكفيلة بالقضاء عليها


بين الفينة والأخرى تتحفنا بعض الفئات الشاذة من الجماهير التي تدعي انتماءها الى هذا الفريق او ذاك ـ بافعال يندى لها الجبين.. وآخر ما جاء به الزمن علينا ما قام به بعض المتهورين من اعتداءات على مركبي النادي الافريقي والترجي الرياضي على طريقة الهوليغانز قبل اسبوع من الدربي كانت تلك القطرة التي افاضت الكأس ورسخت لدينا الانطباع بان داء التعصب متغلغل في بعض النفوس المريضة الى درجة يصعب الشفاء منها وحتى خلنا ان الروح الرياضية اصبحت غاية لا تدرك وكدنا نعلن عليها الحداد.. لكن ايماننا بالرسالة النبيلة للصحفي وقدرته على التصدي لهذه الظواهر بسلاح القلم والكلمة المعبرة، ابقى لدينا الامل. ولذلك وبعد الصدى الطيب الذي لاقته مبادرة نادي الاعلام الرياضي بمعهد الصحافة وعلوم الاخبار الذي يشرف عليه الاستاذ الصادق التواتي والمتمثلة في استضافة الرباعي حمدي القصراوي (قائد الترجي الرياضي)، وزهير الذوادي (لاعب النادي الافريقي)، ورضوان الفالحي (قائد النجم الساحلي)، وعصام المرداسي (قائد النادي الصفاقسي)، في اطار تشجيع الروح الرياضية والقضاء على الانتماءات الضيقة اختار النادي ان يواصل في هذا الدرب باستضافة كل من القاضي الفاضل نجيب بالحاج منصور رئيس لجنة احباء الترجي الرياضي ونائبه العروسي مجبور ومنتصر بوزرارة رئيس لجنة احباء النادي الافريقي وقيس عاشور رئيس لجنة احباء النجم الساحلي ومحمد الجمل نائب رئيس لجنة احباء النادي الصفاقسي الى جانب شكري بن عيسى ممثل اللجنة الوطنية لمقاومة العنف. في البداية نوّه شكري بن عيسى بالمجهود الذي يقوم به نادي الاعلام الرياضي من اجل تكريس المبادىء الرياضية السامية وتشجيع الروح الرياضية ولم شمل العائلة الرياضية بعيدا عن كل اشكال التعصب والجهوية والانتماءات الضيقة. دور لجان الاحباء نظرا للغموض النسبي الذي يكتنف دور هذه اللجان تطرق منتصر بوزرارة الى تعريف رئيس لجنة الاحباء الذي يعتبر «عضوا في الهيئة المديرة حسب القانون التونسي وهو همزة الوصل بين الهيئة المديرة والجمهور» وهو ما دعمه شكري بن عيسى حينما استشهد بالفصل الخامس من قانون الهياكل الرياضية الذي ينص على ان الهيئة المديرة ملزمة وجوبا بتعيين مسؤول عن هيئة الاحباء والروح الرياضية» واجمع الحاضرون على اهمية الدور الذي تقوم به لجان الاحباء من اجل تأطير الجماهير وتوجيه بلاغات توعوية ومطبوعات تشجع على الروح الرياضية الا ان المهمة تزداد صعوبة وجسامة عندما يتعلق الامر بالمباريات ذات الرهانات الهامة وفقا لما جاء على لسان منتصر بوزرارة فيما اكد نجيب الحاج منصور ان النية اتجهت الى تطبيق تجربة جديدة ـ امام استحالة السيطرة على جمهور يعد بعشرات الالاف ـ متمثلة في الاستعانة بمؤطرين شبان يتولون تأطير الجمهور داخل الملعب وخارجه وان كانت المباريات الكبرى المرآة العاكسة للبطولة التونسية بما يتطلبه ذلك من السعي الى ضمان سيرها في افضل الظروف فان المفروض عدم انتظار المواعيد الكبرى للحديث عن لجان الاحباء وهو ما صرح به قيس عاشور مضيفا ان الاعلام لا يهتم برؤساء لجان الاحباء الا في المواعيد الرياضية الكبرى. الصحفيون الدخلاء ساهموا في تسميم الاجواء رغم التأكيد على اهمية الدور الذي تلعبه صاحبة الجلالة في المنظومة الرياضية من خلال التشهير بكافة اشكال العنف والتعصب والجهوية، فقد ندد الضيوف ببعض ممارسات بعض الدخلاء على الميدان الرياضي الذين يبحثون عن الاثارة وتسميم الاجواء وفي هذا الاطار يقول منتصر بوزرارة ان الصحفي كغيره من الناس له انتماءات رياضية لكنه «مطالب بان يكون محايدا لمدة ساعة ونصف» يقوم فيها بعمله بعين رقيبة متجنبا استفزاز المسؤولين والبحث عن الاثارة والتجريح وفي هذا الاطار سانده قيس عاشور الذي اعتبر ان بعض الصحفيين تجاوزوا حدودهم متناسين ان ثمة خطوطا حمراء لا يمكن تعديها ومشاهد عنف وهستيريا يجب ان لا تقتحم البيوت ويشاهدها الناشئة. واكد الحضور ان بعض المتطفلين على الصحافة هم الذين ساهموا في تغذية الثغرات الجهوية وعلى هذا استشهد العروسي مجبور بالعناوين المثيرة في الصحف التي حولت المقابلات الرياضية العادية الى ما يشبه المواجهات الحربية. نعم للتشجيع.. لا للتعصب النتائج زائلة وتبقى العلاقات بين النوادي هي القائمة هكذا اتفق المسؤولون الحاضرون اذ ابرز قيس عاشور ان رؤساء لجان الاحباء مطالبون بتحمل مسؤولياتهم وعدم الانخراط في منظومة العنف والفوضى بما يقتضيه ذلك من تجنب «التصريحات النارية وعدم رمي الهزيمة على شماعة التحكيم معتبرا ان رئيس لجنة الاحباء باعتباره المسؤول الاول عن الجمهور وهمزة الوصل بينهم وبين الهيئة مطالب بان يكون قدوة حسنة ومسؤولا مثاليا بعيدا عن التعصب والانتماء الضيق. وعن تساؤلات الطالبة بشأن تواصل مسلسل العنف في الملاعب اشار العروسي مجبور ان نسبة هامة من الشباب الذي يرتاد الملعب غير مثقف كرويا ومعارفه الرياضية محدودة لذلك نجده يحتج على التحكيم والاختيارات الفنية مضيفا ان الجمهور لا يغفر للاعب اضاعة فرصة او تمريرة خاطئة في الوقت الذي يبيح لنفسه تكسير الممتلكات العامة ورمي المقذوفات. ولم يفت ممثلي جماهير الاندية الكبرى التطرق الى مظاهر الجهوية التي لم تعد مقتصرة على مقابلات الاندية بل بلغ الامر مباريات المنتخب الوطني التونسي التي اصبحت فرصة يستغلها البعض لابراز انتماءاتهم الجهوية. كما اشار قيس عاشور رئيس لجنة احباء النجم الساحلي الى الملتقى الوطني للجان الاحباء المزمع تنظيمه خلال شهر افريل القادم بسوسة من اجل تكريس مبادىء ميثاق الرياضي والروح الرياضية ككل. مقترحات قد ترى النور في ختام الجلسة تولى الطلبة الحاضرون تقديم مقترحاتهم من اجل الحد من حمى التعصب والعنف وتكريس الروح الرياضية التي يجب ان لا تبقى شعارات صامتة على الورق وبلاغات تقتصر على المواعيد الكبرى وانما يجب ان تتحول الى واقع ملموس ولم لا يسعى رؤساء لجان الاحباء الى الاقتداء بمبادرة نادي الاعلام الرياضي بعقد اجتماعات دورية فيما بينهم. واعرب الضيوف في نهاية اللقاء على انبهارهم بمستوى طلبة نادي الاعلام الرياضي وتدخلاتهم الرشيقة متمنين لهم التوفيق والمساهمة من موقعهم في تنقية الاجواء الرياضية من الدخلاء والمتمعشين. سلاف الحمروني وفاطمة عبدلي ورشة الاعلام الرياضي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 4 مارس 2009)


راديو 6 تونس أول إذاعة حرة في تونس برنامج الأسبوع (4 – 11 مارس 2009)ـ

 


ـ وثائق تاريخية (عربية). ـ أخبار الحريات (عربية/فرنسية). ـ « في ضيافة راديو 6 »: مع ناجي مرزوق مدير دار صامد للنشر بمناسبة إصدار « الفكرية » (عربية). ـ « خارج الصف »: بمناسبة اليوم العالمي لحرية الموسيقى مع فوزية الهمامي و محسن بن حمد من فرقة « العودة ». ـ « الديمقراطية الآن »: بمناسبة اليوم العالمي لحرية الموسيقى (فرنسية). ـ مائوية أبو القاسم الشابي (عربية). ـ استثنائيّا بث مباشر يوم الجمعة 6 مارس 2009 من الساعة الثالثة و النصف إلى الساعة الرابعة و النصف مساء مع ضيف مفاجأة

 


رئيس الدولة يهتم بالاستعدادات للاحتفــال بالمولــد النبــوي


قرطاج (وات) كانت الاستعدادات للاحتفال بالمولد النبوي الشريف على الصعيد الوطني وفي المستويين الجهوي والمحلي محل اهتمام الرئيس زين العابدين بن علي لدى اجتماعه صباح أمس الثلاثاء بالسيد بوبكر الاخزوري وزير الشؤون الدينية. وأوصى رئيس الدولة في هذا الصدد بتكثيف أنشطة التوعية الدينية في بيوت الله وفي أوساط التونسيين بالخارج بما يجعل هذه الذكرى العطرة مناسبة متجددة لاستخلاص العبر من السيرة النبوية الشريفة ولتعميق الوعي بقيم الاسلام السمحة. كما أوصى بايلاء المزيد من العناية بتحفيظ كتاب الله وترتيله وتدبر معانيه الخالدة بتوسيع مدى المشاركة في المسابقات القرآنية وضمان الجدوى التربوية من التعليم الجاري في الكتاتيب. وشدد سيادة الرئيس على احكام التعاون بين الجهات والدوائر المعنية بتنظيم تظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية سنة 2009 تحقيقا لنجاح الفعاليات المندرجة في اطارها. كما أذن باحياء الذكرى المائة لميلاد العلامة الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور في شهر أكتوبر المقبل. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 4 مارس 2009)

 


موقع «الصّباح» الإلكتروني الأول في ترتيب مواقع وسائـل الإعـلام التونسية المكتوبة والثاني في ترتيب جميع وسائل الإعلام التونسية


تونس – الصّباح: ما انفك عدد الصحف الالكترونية في تونس يتزايد من يوم لآخر، وفرضت الأنترنات والمواقع الاكترونية نفسها على الساحة الاعلامية ونجحت عديد المواقع في جلب انتباه آلاف المبحرين يوميا وذلك بفضل ثراء المادة المقدمة من طرفها وكذلك المصداقية التي عرفت بها. وباعتبار أن المواقع الالكترونية، لا موارد مالية لها باستثناء تلك المتأتية من الاعلانات الاشهارية، فإن المستشهرين يبحثون دائما عن المواقع الأكثر قراءة والأكثر تداولا لتكون محملا للاشهار لمنتوجاتهم. وتسهل معرفة عدد المبحرين وعدد رواد كل موقع وذلك عبر تملك وسيلة قيس مثل «غوغل أناليتيكس» (Google Analytics) أو «كسيتي» (Xiti) لكن يجب على الجميع الانخراط في هذه المنظومة ونشر نتائج عمليات القيس وهو أمر غير معمول به اليوم. وهناك طريقة ثانية لمعرفة نسبة التتبع وأخذ فكرة على التوجهات وترتيب المواقع وهي منظومة «ألكسا» Alexa التي تم انتقاءها  منذ سنوات ولكن تم تطويرها تدريجيا إلى حد أصبحت فيه وسيلة هامة تمكن من تتبع ومعرفة المواقع الأكثر زيارة وترتيبها. وتعطي هذه المنظومة السهلة الفرصة لجميع المبحرين لمعرفة ترتيب أفضل المواقع الالكترونية في كل دولة على حدة. وبالنظر في الترتيب الخاص بوسائل الإعلام التونسية الموجود في «ألكسا» بتاريخ 2 مارس 2009 والذي يأخذ بعين الاعتبار ترتيب المواقع التي تم زيارتها من تونس وكذلك الترتيب الخاص بالزيارات التي تتم عبر مختلف دول العالم ونسبة الزيارة من تونس مقارنة بمجموع الزيارات ووضع معدل الزيارات طيلة الـ90 يوما الأخيرة نجد أن موقع جريدة «الصّباح» www.Assabah.com.tn حصل على المرتبة الأولى في ترتيب جميع الصحف المكتوبة والمرتبة الثانية في ترتيب جميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة. واحتل موقع «الصّباح» المرتبة 42 من جملة المواقع الالكترونية التونسية والمرتبة 22440 من جملة المواقع الالكترونية في العالم والتي تعد بالملايين. وقد بلغت نسبة الابحار في موقع الصّباح من تونس الـ49,9% في حين كانت نسبة الإبحار من مختلف دول العالم 50,1%. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 4 مارس 2009)


تعليق من تونس نيوز:

يوم 4 مارس 2009، جاء موقع تونس نيوز (المحجوب في تونس منذ إطلاقه في 1 ماي 2000) في المرتبة 194,983 على المستوى العالمي بحسب « ألكسا ».


الدرك يحجز 15 مركبة بولايات الشرق سيارات فخمة تهرب من تونس وتستخرج وثائقها بقسنطينة

 


أنهت فصيلة الأبحاث لقيادة الدرك الوطني بقسنطينة، التحقيقات التي باشرتها منذ أكثر من عام حول تهريب سيارات فخمة دون وثائق عبر الحدود التونسية، لتسجيلها على مستوى بنك المعلومات التابع لمصلحة البطاقات الرمادية بمديرية التنظيم والشؤون العامة لقسنطينة، بغرض حصولها على البطاقات الرمادية بتواطؤ أطراف داخلية بالمصلحة المذكورة. وقد تم في هذا الشأن استرجاع 15 سيارة مزورة.  علمت  »الخبر » من مصادر مطلعة بأن فصيلة الأبحاث لقيادة الدرك الوطني بقسنطينة سلمت، مؤخرا، ملف التحقيقات المذكورة للجهات القضائية، بغرض استكمال الإجراءات القانونية في حق الأشخاص المتورطين في هذه العملية. وحسب مصادرنا، فإن التحقيقات الأمنية التي دامت أكثر من عام على مستوى قسنطينة قبل أن يتم توسيع نطاقها إلى أم البواقي، جيجل وعين الباردة بعنابة، كشفت بأن السيارات يتم تهريبها عبر الحدود التونسية برا، قبل أن يتم إدخال الرقم التسلسلي لهذه السيارات في بنك المعلومات الخاص بمصلحة البطاقات الرمادية في ولاية قسنطينة، مكان السيارات المسجلة على مستوى البنك المذكور، وتحمل نفس المواصفات، من أجل تأكيد وجود السيارة والحصول على البطاقة الرمادية، ليتم بعدها سحب السيارة المهربة من النظام المعلوماتي وإعادة السيارة القديمة إلى مكانها. علما أن الرقم السري الذي يسمح بالدخول إلى النظام المذكور لا تعرفه إلا فئة قليلة من موظفي مصلحة البطاقات الرمادية. وحسب مصادرنا، فإن مصالح الدرك استعانت بخبراء مختصين في الإعلام الآلي تم جلبهم من معهد مكافحة الإجرام بالعاصمة، تمكنوا من تعقب واكتشاف موضع عمليات التزوير، التي تمت في مصلحة البطاقات الرمادية بولاية قسنطينة. كما كشفت مصادر أخرى لـ  »الخبر » أن التحقيقات بينت وجود خبراء في الإعلام الآلي من داخل قسنطينة وخارجها قاموا بقرصنة الشبكة المعلوماتية لمصلحة البطاقات الرمادية بقسنطينة، من أجل الحصول على تأكيد وجود السيارات. وحسب مصادرنا، فإن محققي فصيلة الأبحاث لقيادة الدرك الوطني تمكنوا من احتجاز 15 سيارة مزورة من مختلف الولايات، مع الاستماع لأقوال 95 شخصا ما بين موظفين بولاية قسنطينة وآخرين لهم علاقة بالقضية المذكورة. ( المصدر: صحيفة « الشروق » ( يومية- الجزائر ) الصادرة يوم 4 مارس  2009)

 


اثنان مستقلان والآخرون مرشحون لأحزابهم  »فارس » وخمسة  »أرانب » في سباق الرئاسيات

 


 
أفرز غربال المجلس الدستور ستة مترشحين لرئاسيات ,2009 خمسة رجال وامرأة، تماما كما أفرزته نتائج الهيئة الدستورية خلال انتخابات .2004 فمن هم هؤلاء؟  خسارة بوتفليقة في الرئاسيات ضرب من ضروب الخيال، فرجل مثل بوتفليقة الذي ولد من رحم السياسة لا يرضى لا هو ولا مقربوه العيش خارج القصر الرئاسي، بعد أن أوصد المنافذ أمام المترشحين من الأوزان الثقيلة، أطعم النواب ومسح ديون الفلاحين وسيمحو ديون  »شباب لونساج ». تمكن من حشد تأييد الكبير والصغير بين الأحزاب الموصوفة بالكبيرة كما في مؤسسات وهيئات الدولة. هو أكبر المترشحين سنا، وأشدهم حنكة ودهاء، غازل المرأة فأعطاها مكانة في الدستور الجديد، وبث  »الرعب » في نفوس الوزراء وجعلهم يتصببون عرقا من أجل إتمام مشاريعهم حتى يواجه الشعب بوجه مريح في الحملة الانتخابية. الكثير من الناس لم يكونوا على دراية بأن الاسم الحقيقي لمحمد السعيد هو  »بلعيد محند أوالسعيد »، ابن قرية  »بوعدنان » التي ينحدر منها أحمد أويحيى، سياسي ارتبط مساره بمسار وزير الخارجية الأسبق، أحمد طالب الإبراهيمي، الذي استدعاه ذات يوم لتعيينه سفيرا للجزائر في البحرين وتقلد مناصب أخرى بمنظمات إقليمية عربية وإسلامية. محمد السعيد لا ينكر أبوة الإبراهيمي الروحية له، كما لا ينفي وجود بصماته على مشروع الحزب الجديد  »العدالة والحرية »، ويصف نفسه بأنه  »أرنب بري صعب تدجينه »، وإن يعترف بأن مشاركته في الرئاسيات لن توصله لقصر المرادية، إلا أنه يراهن على مكسبين: افتكاك  »اعتماد الحزب، ونفض غبار النسيان على شخصه ». ربح علي فوزي رباعين من ترشحه في انتخابات 2004، التي أحدث بها المفاجأة، إثـر تمكنه من جمع أكثـر من 75 ألف توقيع. رجل لا يحب الظهور إعلاميا، ويتغذى من ماضي أسرته الثورية، فهو ابن المجاهدة فطومة  »فاطمة أوزقان »، يقدم نفسه كناشط سياسي مشبع بمعارضة شرسة وهادئة في نفس الوقت، يقال إنه ربح كذلك من سعي النظام إلى إخراج مرشحين من منطقة القبائل من أجل رفع نسبة المشاركة في الانتخابات، ويعتبر عضوا مؤسسا للجنة الوطنية لمناهضة التعذيب في أحداث أكتوبر 1988، ونشط رباعين، 54 عاما، في الظل، بحيث لا يعرف عنه سوى أنه من مؤسسي حزب عهد 54 قبل أن يعتلي رئاسته. عارض رباعين تعديل الدستور وانتقد فتح العهدات الرئاسية وهو موقف ميزه عن باقي المترشحين. موسى تواتي، هو كذلك ابن الأسرة الثورية، لكنه فضل ممارسة السياسية مباشرة بتأسيسه الجبهة الوطنية الجزائرية. من المعارضين للنظام، يقال عنه إنه تعب كثيرا في صباه، إذ قضى ما يقارب 10 سنوات في مراكز التكفل بأبناء الشهداء بعد الاستقلال، وكانت له الشجاعة لانتقاد تعديل الدستور، والتصويت بالامتناع، مسجلا بذلك موقفا متفردا، رغم الهزة الداخلية التي عرفها حزبه. تعرض تواتي، 55 سنة، لمقصلة المجلس الدستوري، في انتخابات 2004، ويشير إلى  »إقصاء متعمد » لكنه استفاد هو الآخر من تراجع تضييق السلطة على المعارضة التقليدية من قبل الأفافاس والأرسيدي، وتضاعف حضوره السياسي والإعلامي عقب تشريعيات 2007 بحصوله على 15 مقعدا. عوض جهيد يونسي، جاب الله، في رئاسيات 2009،  بعد أن قاد حملة شعواء ضده، استفاد هو الآخر من موقف السلطة المعادي لغريمه الشيخ جاب الله، ينحدر من ولاية فالمة، شكلت انتخابات هذا العام  »ترمومتر » بالنسبة له يقيس بها حجمه السياسي، رغم  »نكبة » التشريعيات، يقول يونسي إنه سيسعى إلى إقناع المواطن بالمشاركة والإدلاء بصوته وتفويت الفرصة على من يراهنون على غيابه. سجل يونسي رفضه لأي حضور أجنبي في مراقبة الانتخابات  »باعتبار أن الانتخابات شأن داخلي ». كما عبر عن أمله في تغيير الخريطة الانتخابية في البلاد. ويراهن على القضاء على  »يأس الشباب وإنقاذ البلاد من السياسات الفاشلة ». ويرى  »أن مأساة الجزائر يصنعها عجز الحكومات المتعاقبة رغم فرص التنمية الكبيرة ». يعتبر يونسي أصغر المترشحين لرئاسيات .2009  حنون، ابنة جيجل، من مدافعة عن الفيس ومناصرة للعمال إلى حليفة لتعديل الدستور، ترشحت إلى جانب الرئيس بوتفليقة في انتخابات 2004، بما مكنها من تعزيز قواعد حزب العمال. معارضة شرسة لسياسة الخوصصة التي يقودها الوزير طمار، نهلت حنون من الفكر التروتسكي، وتقول إن حزبها ليس  »حزبا معارضا ». تشن هجمات متتالية على سياسات الحكومة في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، لا يعجبها البرلمان الحالي وتدعو إلى  »مجلس تأسيسي سيد ». معجبة بالرئيس الفنزويلي هيغو شافيز، وتذكر اسمه في كل خرجاتها وندواتها. يقال إنها تلقت عروضا متعددة للدخول في الحكومة، لكنها رفضت. حنون المرأة الوحيدة التي تدخل غمار الانتخابات الرئاسية، ولثاني مرة.  ( المصدر: صحيفة « الخبر » ( يومية- الجزائر ) الصادرة يوم 4 مارس  2009)  

آسف على الإزعاج أول فيلم مصري يقتبس  بنجاح..

 


بدر السلام الطرابلسي من تونس آسف على الإزعاج أحد الأفلام الذي يمكن اعتباره خارجا عن المألوف السينمائي المصري لارتقائه إلى حدود الأعمال الإبداعية العالمية فكرة وسيناريو وإخراج وتمثيل لولا علمنا المسبق بأنه مستنسخ، إذ غضضنا الطرف طبعا على بعض الجزئيات والأحداث التي لاءمها السيناريست أيمن بهجت قمر مع النص المصري ليتمايز بها عن السيناريو الأمريكي  لفيلم  » أجمل عقل  » Beautiful Mind . راسل كراو في فيلم  » أجمل عقل  » Beautiful Mind يجسد دور المريض الفصامي( سكيزوفران) وكذا الأمر بالنسبة لأحمد حلمي في آسف على الازعاج كما يتمتع البطلان بالعبقرية والذكاء فالأول يتحصل على جائزة نوبل والثاني ينجح في ترويج مشروعه لتطوير محرك الطائرة هذا إضافة إلى مرور كليهما بفترة العلاج الإكلينيكي وعدم شفائهما لعودة الشخصيات الوهمية التي صاحبتهما طوال مرحلة المرض. بالمقابل، فإن نقل فكرة الفيلم الأمريكي في هذا العمل الفني المصري لا يعني أنه لا يتمتع بخاصيات سينمائية فارقة سواء على مستوى الإخراج أو على مستوى أداء الممثلين. ولكن قبل أن نتعمق أكثر في تحليل هذا العمل الفني والغوص في عمق أبعاده الدرامية والسيكولوجية وأداء أبطاله دعنا نبسط فكرة الفيلم حتى يكون لكلامنا معنى وتحليلنا جدوى. تدور أحداث الفيلم حول المهندس حسن – أحمد حلمي- الذي يعمل في شركة طيران ومرتبط كثيرا بوالده « محمود حميدة »الطيار والمتأثر به كثيرا حيث يستشيره في عديد الأمور بما فيها إعجابه بفتاة المطعم « منة شلبي «  التي يعيش معها قصة غرام . حسن شخصية مركبة ومتقوقعة على ذاتها وتعاني من فوبيا الاضطهاد والمعاملة السيئة من الآخرين. يقع فصله من العمل بسبب عدم امتثاله لأوامر المشرف عليه في العمل ويكتشف أنه مريض بفصام وبأن والده غير موجود أصلا والفتاة التي عاش معها قصة حب ليست سوى تهيئات  فتقرر أمه « دلال عبد العزيز » أخذه لمصحة نفسية ليتعالج فيها وبعد امتثاله للشفاء يخرج من المصحة ويعلن حبه لفتاة المطعم ولكن بشكل حقيقي هذه المرة ويطلبها للزواج و ينجح في تنفيذ مشروعه في ورشة العمل إلا أنه وبعد عدة سنوات تعوده تلك الحالة المرضية… هذا إذا موجز القصة التي لمسناها عبر هذا الفيلم. ولنا الآن أن ندلو من معانيه والإشكالات التي طرحها قدر الإمكان .. ثلث الفيلم الأول عشنا فيه مع حسن « أحمد حلمي »غرابة المجتمع فالآخرون مزعجون..مثرثرون..متأخرون  يمتهنون الألم ويعرقلون سير نماء العبقرية « مشهد رئيسه المباشر في العمل وهو يجبره على الإجازة من العمل ثم يعلمه بعدها بفترة بقرار إيقافه عن العمل »وفي هذا المقام الدرامي تبرز الحبكة الفنية وتضخم الأداء الفني للمبدع أحمد حلمي الذي استطاع أن يجعلنا نحس ما يحسه المهندس حسن ونرى ما يراه ونلعن الظروف التي تهمش الذات الإنسانية لنخلص في نهاية نفق الاضطهاد والإزعاج إلى النتيجة الوجودية السارترية « الآخر هو الجحيم » . إن السلوكات العدوانية وغير الطبيعية للآخرين جعلت حسن يرى أنه السوي والبقية مرضى أو هكذا أريد لنا أن نفهمه ونعيش معه هذا الإحساس من قبل السيناريست أحمد بهجت قمر وقد نجح المخرج خالد مرعي والممثل أحمد حلمي في تشريك المهندس حسن لنا هذ الرؤية إلى حد بعيد وهي تقنية ذكية ومتطورة تحسب لهم جميعا وتقطع مع السائد السينمائي المصري الذي عالج دراميا الحالات النفسية المرضية والتي غالبا ما تكشف عن هويتها منذ بداية الفيلم. وإذا ذهبنا بعيد في هذا الجزء من الفيلم نلحظ نوع من السير غير الطبيعي للأحداث نلمسه في المشهد الذي وقف فيه حسن مع مفيدة )فتاة أحلامه( لأول مرة عندما لحقت به خارج المطعم لتستفسره عن المتحيل الذي نهب منها خمسة عشر ألف جنيه مصري وبمرور أحدهم بجانبه بقي يتثبته بغرابة مما استفز حسن وجعله ينهره مستغربا من فعله، كما نلحظه في المشهد الذي كان فيه صحبة والده )محمود حميدة( يعد قهوة وحينما عرض عليه البعض منها رفض تناولها..الخ، وهو ما يمهد للأحداث التالية في الجزء الثاني من الفيلم ويزيد في جرعة التشويق لمعرفة سر الغموض المحيط بهذه المواقف.. الثلث الثاني من الفيلم عبارة على قنطرة عبور لانفراج الأحداث السعيد والدراماتيكي في الآن ذاته. فبعد تقديم الإطار العام للأحداث، كدأب السيناريوهات الكلاسيكية، يتحول بنا بهجت قمر، على غرار السيناريو الأمريكي لفيلم « أجمل عقل » إلى تطورات متصاعدة في الحبكة الدرامية للفيلم حيث يوجد التعقيد النابع من الصراع المزدوج الذي يعيشه البطل سواء أكان بينه وبين أناه عندما بدأ يكتشف مرضه وعدم قبوله بالحقيقة الجديدة بأنه فصامي ويرى شخوصا وهمية أو أنه يجري حوارات مع باقي الشخوص مختلفة تماما ، في غالب الأحيان، عن الحوارات التي يعتقد في أنه أجراها من ذلك  مشهد المطعم وهو جالس على طاولته يشتغل على حاسوبه المحمول وتخيله بأن النادل يأتي من خلفه ويضربه على قفاه فيسجل اللقطة بكاميرا حاسوبه ويعيد مشاهدتها ليكتشف أن النادل لم يلمسه أبدا ولقطات أخرى يسجلها بكاميرا جواله ليكتشف فيما بعد حوارات مختلفة عما كان أجراها أول مرة..من هنا تبدأ تمظهرات الأزمة تطفو على سطح الأحداث  ويتبين لنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود..و يتسارع نسق التطورات ولحظات الكشف والصدمة إلى أن يتبين له بالكاشف في الثلث الأخير من الفيلم حقيقة مرضه في مواقف تراجيدية بامتياز أبدع الممثل أحمد حلمي صحبة باقي الشخصيات في التعبير عنها ونخص بالذكر هنا ثلاث مشاهد رئيسية الأول الذي يجمع بين أحمد حلمي ووالدته دلال عبد العزيز ووالده محمود حميدة عندما تصارحه والدته أن والده الذي نراه يتعامل معه طوال الثلثين الأولين مات فيختفي الأب من الصورة وتظهر لنا الميزة المعتادة لمريض السيكيزوفران في موقع المدافع عن الوهم والمتمسك بالتهيئات العدمية من خلال مخاطبته لوالده برغم تأكيد أمه له بأنه غير موجود ، الصدمة كانت قوية ليس للمهندس حسن فقط وإنما أيضا للجمهور ، يليه مشهد آخر لا يقل تأثيرا عن الأول عندما كان بصحبة أبيه في مكتبه، وعلى عكس لقاءاته السابقة به لم يعره الاهتمام المعتاد وقام بالترفيع في صوت الأغنية الأجنبية» لا تتكلم  «  don’t speak) ( لينخفض معها صوت الأب )الوهمي( ويمرر لنا المخرج خالد مرعي مقطع الأغنية المتلائم تماما مع تلك الوضعية: « You and me We used to be together Everyday together always I really feel That I’m losing my best friend I can’t believe This could be the end … اختيار موسيقي ذكي من المخرج خالد مرعي عبر من خلاله عن حدة الألم التي عصفت بالمهندس حسن لاكتشافه بأن ملجأه وقت الشدائد قد انهار..وقد أبدع الممثل محمود حميد حقيقة في تجسيده بنبرات صوته و نظراته القوية رغم الهزيمة التي حاقت به لاكتشافه بأن وجوده في حياة ابنه ذاهب للزوال.. والمشهد الثالث عندما كان بصدد تصفح صوره مع مفيدة ) منة شلبي(5 التي التقطها عندما كانا بصحبتها في رحلة العين السخنة ليكتشف أنها خالية من وجود مفيدة تماما وأنها كانت مجرد تهيئات.. جسد إذن المشهد الأول والثاني والثالث ذروة الدراما التي وصل إليها الفيلم، وقد أثبت فيها أحمد حلمي ودلال عبد العزيز موهبة خلاقة استنهضت قواها الداخلية لتقدم لنا لوحة فنية قليل تواترها في السينما المصرية ..لنخلص منها إلى انفرجات شتى لعل أهما قبوله العلاج في مصحة نفسية وحضوره لجلسات السيكوترابي وتناوله الأدوية وبعد شفائه )المنقوص( تزوج من مفيدة بعد مصارحته بحبه لها إلا إن النهاية السعيدة تبقى منقوصة لعودة السكيزوفران وان كان قد تحسن بعد العلاج بشكل ملحوظ.. ولا يفوتنا في سياق الحديث عن العلاج الإكلينيكي الذي خضع له أن نتحدث عن المشهد الأول في المستشفى عندما جلس بجانب والده محمود حميدة على الأريكة وسط حديقة المستشفى واضعا يديه فوق بعضهما ومائلا برأسه لوالده محدقا أمامه يستجلي معاني لا يفهمها إلا المريض الفصامي..وهذا يعتبر دليلا آخر على أن السكيزوفران يمكن لهم أن يحسوا أو يسمعوا أو يرو أحدا آخر جالسا بجانبهم دون أن يتسنى للإنسان السوي أن يراه.. خلاصة القول.. وان كان فيلم آسف على الإزعاج مقتبس عن الفيلم الأمريكي « أجمل عقل » Beautiful Mind في فكرته وكثير الشبه بالسينما الهوليودية في تقنياته الإخراجية التي نلمسها في عديد المشاهد واللقطات والصور من ذلك المشهد الذي يركب فيه أحمد حلمي على دراجته النارية الكبيرة رفقة حبيبته )مفيدة( منة شلبي على الطريق للعينة السخنة أو الصورة التي بدأ بها الفيلم حينما دخل المهندس حسن )أحمد حلمي( لورشة مراجعة محركات الطائرات..الخ  ولولا المشاهد التي صورت على أحد المقاهي الشعبية ودارت فيها حوارات بين البطل وصديق المقهى الممثل محمد شرف حول البطالة والفقر والتهميش لما أمكن التعرف على هوية الفيلم الثقافية والحضارية والاجتماعية..إذا قلنا برغم الاقتباس والتقليد المفرط للسينما الأمريكية في الكثير من المشاهد والصور فإن الفيلم يعتبر تحفة فنية تم من خلالها معالجة ظاهرة السكيزوفرانيا معالجة درامية سبرت أغوار هذه الحالة السيكولوجية بأدوات فنية متقدمة أبدع المخرج خالد مرعي في توظيفها.. هذا إضافة للأداء الدرامي الجديد والمتميز للمبدع أحمد حلمي الذي لم يعودنا به في أعماله الفنية السابقة التي اتسمت بكوميديا هادئة ومتناسقة تقدم بها على سلفه من رواد الكوميديا المصرية وتمايز بها عن معاصريه من هواة التهريج و تدوير) الوسط ( ، دون أن ننسى كذلك أن فيلم آسف على الإزعاج كان بمثابة المسبار الذي كشف عن الموهبة الحقيقية لبعض الممثلين  وهنا نخص بالذكر محمد شرف و دلال عبد العزيز أما محمود حميدة فقد أثبت بأنه ليس مجرد أب المهندس حسن فقط بل أب السينما المصرية الراهنة.. *المصدر: القدس العربي بتاريخ 26 / 02 / 2009          ركن أدب وفن   


بشرى البشير د.منصف المرزوقي


قلّ من لم يسمع بالإيطالي مكيافال وكتابه الشهير الأمير الذي يفسر فيه الفيلسوف لكل من يريد الاستيلاء على الحكم والبقاء فيه كيف يجب أن يكتسب مكر الثعلب وخبثه وقسوة الأسد وبطشه وكيف يجب عليه التخلص من كل ما له علاقة بالضمير والشفقة والإنسانية وعموما بما يسمى الأخلاق ، فهذه الأخيرة ليست إلا احتجاج الضعيف ونفاقه. لكن قلّ من سمع بالهندي شانياكا – ويعرف أيضا تحت اسم كوتيلا- أو بالصيني سن-تزو وهو الآخر من مخترعي المكيافيلية ألفي سنة قبل ولادة مكيافال، مما يعني أن أفكار  » الواقعية السياسية » كما يفهمها كل الطغاة على مرّ العصور – أي التصرف في الرعايا تصرف الراعي في قطيعه- هي أقدم مما نتصوّر . السؤال هل يمكن للقرن الحالي أن يولّد خدما فكريين للطغاة كهؤلاء يشرعون لتنكيلهم بالناس وخروجهم عن الأعراف والقوانين التي يفترض أنهم حماتها وممثليها. ثمة شكّ كبير في حدوث شيء كهذا ، لا لأن طبائع البشر والسلطان على وجه الخصوص تغيرت، وإنما لأن الوضع الاجتماعي والعالمي انقلب رأسا على عقب . من يريد أن ينصح السلطان اليوم عليه أن يبصّره طويلا بنهاية حقبة طويلة من التاريخ تمثلت في كون اعتلاء سدة السلطة يعني التحرّر من القوانين والأخلاق وأنه طالما قبض السلطان بيد من حديد على أعناق الخصوم والحلفاء فلا خوف  من أي محاسبة. عليه خاصة تذكيره بأنه مسؤول كشخص ولو كان رئيس دولة أمام – وسائل الإعلام التي لم يعد يجدي معها مكر أو خديعة وهي التي تعيش وتكتسب قوتها بفضح مكر وخديعة السلطان. – المعارضات السياسية التي لا تؤدي محاولة اجتثاثها إلا لتجددها واكتساب مزيد من القوة وكأنها نباتات مضرة لا ينفع في استئصالها مكر أو عنف ، لسبب بسيط أنها نبض جزء من المجتمع ومن الأحسن التفاعل الذكي معه بدل الإنكار المتعجرف أو التزييف الغبيّ . – المحكمة الجنائية الدولية التي يعتبر التعذيب ركنا من أركان الجرائم ضد الإنسانية الداخل  في صلاحياتها وتستطيع أن تأمر بإلقاء القبض عليه وحمله إلى مدينة لاهاي والأصفاد في يديه وفي حالة عدم تمكنها من ذلك مؤقتا لغياب الآليات في.المرحلة الحالية فإنها تستطيع بمجرّد إصدار القرار تسميم عيشه وبثّ البلبلة في صفوف أنصاره وتحريض البعض منهم على قطف الثمرة الطازجة. يا لها من نهاية لمن أراد أن يتحرّر من كل القيود فلم يعد يتحرك من قفصه الذهبي. العدالة الإلهية  في حالة بقاء شيء من الإيمان نتيجة الاعتداء على الكائن الذي كرمه الله وجعله خليفته في الأرض. لست متأكدا أن مثل هؤلاء الحكماء سيسمع لهم صوت لا لشيء إلا للتركيبة الذهنية والنفسية التي تجعل من إنسان عادي وأحيانا أقلّ من عادي ، دكتاتورا يذهب للفراش قرير العين وأقبية وزارة الداخلية تعجّ بصراخ الإنسان ، بل ويتحذلق لتبرير التصرف في حياة ملايين الناس هو الذي لاحق له في التصرف في حياة واحدة ، بالإدعاء أنه يجوز التضحية بالثلثين الفاسدين للحفاظ على الثلث الصالح وهو وزمرته أفسد خلق الله. المهمّ أنه لا أحد فكّر في كتابة  » المأمور » لينصح المحكومين بأجدى الطرق لمواجه مرضى نفسيين وعقليين وحتى مجرمي حق عام تسللوا لأعلى مراكز السلطة ويؤمنون بما علمهم إياهم مكيافال . لو كنت من الراغبين في تدبيج مثل هذا الدليل لركّزت على جملة من التقنيات منها عدم تصديق البيان الأول و » سبق الخير  » وإنما الحذر المطلق والتظاهر باكرا قبل أن يستتب الوضع ، وممارسة الضغط المتواصل للحصول على كل الحقوق دون التفريط في ذرة منها، والإكثار من الجمعيات المدنية وتعلّم قواعد العصيان المدني حتى لا يكون الحكم إلا للمؤسسات والقيم والقوانين الشرعية ، لا للأشخاص والجماعات والمصالح والأهواء… أخيرا ولا آخرا سأنصح بتوثيق كل حالة تعذيب ، كل موت مشبوه، كل اختفاء ، ثم حمل هذه القضايا للمحكمة الجنائية الدولية للمطالبة بمحاكمة رأس النظام وكبار مساعديه ، انطلاقا من قاعدة مطلقة أننا أمام أناس بلا أخلاق لا يستحون وإنما يخافون. خوفهم اليوم ، بعد صدور مذكرة اعتقال البشير سيرتفع ولا بدّ من تعهده بكل الوسائل لعلهم يفهمون – أو البعض منهم على الأقل- أن كرة الخوف أصبحت وستبقى لزمن طويل في ملعبهم،  وإذا أرادوا العيش ا بلا خوف فلا حلّ غير أن يطلقوا بلاهة الحكم به في عالم كعالم اليوم.  www.moncefmarzouki.net
 

جدل العروبة الحضارية ومفهوم الأمة العربية


توفيق المديني
في عالم عربي يعاني التأخر التاريخي، ويعيش في ظل طلاق بين عالم السلطات الحاكمة وعالم المجتمعات العربية، من الصعب جدا على أي باحث أو كاتب أن يزحزح المقولات والمفاهيم التي ترسخت عبر عقود من الزمن، فضلا عن صعوبة تقبل نقدها وإعادة إنتاج مدلولاتها في نسق ديموقراطي جديد ورؤية ديموقراطية جديدة. الصعوبة تكمن في غياب النقد/ ولا سيما النقد الراديكالي للمفاهيم والمقولات التي دأب الفكر السياسي العربي على اعتبارها من المسلمات إلى درجة أنها باتت من الصنم الذي يعبد. وآن الأوان لمراجعة كل أساسيات الفكر القومي العربي، ما يتعلق بالمفاهيم والمقولات الإيديولوجية:الايديولوجية: الأمة العربية، الوحدة العربية، الدولة القومية العربية، إذ أن حصاد أكثر من خمسين عاماً كاف لإصدار أحكام قطعية. نقطة الانطلاق الرئيسة في هذا البحث النقدي من وجهة نظر الباحث السوري جاد الكريم الجباعي هي الإنسان المتعين، حسب استخدامه للمفهوم الهيغلي، الكائن العاقل والأخلاقي، الاجتماعي والسياسي، الذي ماهيته هي الحرية. « إذاً نقطة الانطلاق الرئيسة هي الحرية بخلاف جميع إيديولوجيات التحرر القومي والتحرر الاجتماعي وما إليها. الحرية في منظور البحث أهم من الأمة، وأهم من الوحدة العربية، وأهم من الدولة القومية، و أهم من الاشتراكية، وغيرها، لأنه ليس لهذه جميعاً ولغيرها أيضاً أي قيمة من دون الحرية ومن دون الكرامة الإنسانية » (ص 14 من المقدمة). لماذا الحرية أهم من الدولة القومية، لأن الحركات القومية العربية التي عملت أو ادعت أنها بصدد بناء الدولة القومية، تراجعت في الميادين جميعها، ولاسيما في المواجهة مع الإمبريالية، والمشروع الصهيوني، وعلى الصعيد الدعوة والعمل للتغيير السياسي والاجتماعي لبناء الدولة الوطنية الديموقراطية، وعلى صعيد العمل الرسمي والسعي من أجل الوحدة العربية، حيث واكب ذلك انفصال وحدة 1958، وإخفاق المشاريع الوحدوية الأخرى، وحدوث انشقاقات وتصدعات في الحركات القومية. فالدولة الوطنية الديموقراطية هي الشكل الجنيني للدولة القومية، وهي تجسيد للعقل والحرية، بل هي « ملكوت الحرية الموضوعية »، لأنها تستند إلى مفهوم سيادة الشعب، وسيادة القانون. لكن هل هذا هو واقع الحال في العالم العربي؟ الوقائع تقول إن الحركات القومية التي وصلت إلى السلطة في البلدان العربية، تراجعت في المواجهة مع إسرائيل، بتبني شعارات التسوية، تحت أسماء مختلفة، وتراجعت عن شعار التحرير الذي كان شعارها بعد أن تغلبت دعوات التسوية و »التعقل » و »الواقعية » خلال العقود الأخيرة، وقادت المشروع القومي إلى الهزيمة تلو الهزيمة، بعد أن تغلبت الاتجاهات القطرية والطبقية الضيقة، وتحولها من تبني الأهداف القومية الأساسية إلى تبني أهداف قطرية محدودة، واحتدمت الصراعات داخل الحركات القومية احتداماً فرض معها معارك ضارية، ولا سيما بين سوريا والعراق، أضعف الحركة القومية والديموقراطية كلها، وخدمت أعدائها المختلفين. ولا غرابة في مثل هذه الظروف، أن هددت الحريات والكرامات في العالم العربي، واستشرى القمع، واتسع نطاق الاستغلال، وفقد أبناء الشعوب العربية حقوق المواطنة. في بحثه النقدي الراديكالي، يقول الباحث الجباعي: « ما كان يسمى « حركة التحرر الوطني » العربية، وقد يطيب لبعضنا أن يسميها « حركة التحرر القومي » أو « حركة الثورة العربية »، أفصحت تباعاً في سياق التجربة العملية، عن جميع مكنوناتها وعن جميع خصائصها، وتبدو لنا اليوم جلية، لا في الأنظمة « القومية » الشمولية، وما جرته على بلدانها من خراب فحسب، بل في الأحزاب والتنظيمات الشمولية المعارضة و »المقاومة » أيضاً. فإن إمكانية احتلال العراق ودمار دولته كانت ثاوية في قاع « ثورة » الثامن من شباط 1963 وتحولاتها، وفي بنية حزب البعث العربي الاشتراكي، الذي اغتصب السلطة واحتكر جميع مصادرها، منذ عام 1968، واحتكر جميع مصادر الثورة وجميع مصادر القوة، وأعاد تنسيق بنى المجتمع وفق نسقه الشمولي، ووفق المصالح الخاصة العمياء لطغم رعاعية سمسارة، ونهابة. وكانت ثاوية بالقدر نفسه، في بنى الأحزاب التي تحالفت معه، في « جبهة قومية »، ولم تكن هذه جميعا سوى خلاصة موضوعية لبنى المجتمع العراقي، الذي لا تزال جماعاته الإثنية والمذهبية والطائفية والعشائرية متحاجزة ومتفاصلة، كالزيت والماء » (ص22 ـ 23). إن نقد الحركات القومية العربية ليس مجرد نقد أفكار وآراء يتفق المرء مع بعضها ويختلف مع بعضها الآخر، بل صار يفترض أن يكون نقدا للتجربة السياسية والأيديولوجية لهذه الحركات القومية العربية، التي أخفقت في حل مجموعة من المعضلات التي تواجهها حركة التحرر العربية، وهي: ـ الإخفاق في إقامة علاقة صحيحة مع الشعب، وانتهاج سياسات غير ديموقراطية بمجملها، حيث طغت مظاهر التسلط والاستبداد والطغيان واحتقار الشعب. ـ ازدراء كل ما هو عام ومشترك بين جميع مواطني الدولة المعنية، حيث أنتجت الحركات القومية العربية نوعاً من ثقافة جماهيرية هي ثقافة الاستبداد، وثقافة الخوف. ـ لقد حلت الثورة محل الدولة، وحلت إرادة القيادة الثورية الخاصة، ثم إرادة القائد الفرد، « القائد الملهم » محل الإرادة العامة. ـ وعجزت عن انتهاج سياسة تنموية سليمة، تقود إلى تنمية الموارد، وبناء زراعة وصناعة تحققان المزيد من الاكتفاء، ووقف نزف المواد الخام، واستيراد السلع المصنعة والمواد الغذائية. لقد أخرجت المجتمع الأساسية من عالم السياسة ومن عالم الثقافة وتعطلت عملية الإنتاج الاجتماعي تحت عنوانات: التأميم الاشتراكي ومجابهة الامبريالية والصهيونية والرجعية. ولهذا المسار مغزى آخر هو تذرير المجتمع وتفكيك عرى التضامن والتكافل بين الأفراد والجماعات والفئات الاجتماعية. وقاد كل ذلك إلى انحلال الروابط الوطنية، التي كانت آخذة بالتشكل في العهد الليبرالي القصير، بعيد الاستقلال، وتعمق الظاهرة الجماهيرية، ونموها طرداً مع تغول السلطة وتوحشها. يتخذ الناقد جاد مصطلح « النزعة الكلبية » للتعبير عن الطغيان الذي أزهق روح الشعب وجفف منابع الإبداع، على كل صعيد. ويعتبر أن النزعة الكلبية ونزعة التقوية تلبستا الأحزاب الشمولية، على اختلاف مرجعياتها الأيديولوجية: القومية والماركسية، والإسلامية، وصارت من أبرز خصائصها. فيقول: « جذر النزعة الكلبية والنزعة يكمن في عقيدة القوميين والإسلاميين والاشتراكيين أو في اقتناعهم الذاتي، أنهم مناضلون في سبيل « الأمة العربية » وفي سبيل « القومية العربية » و »الوحدة العربية » أو في سبيل « الأمة الإسلامية » و »الدولة الإسلامية » أو في سبيل دكتاتورية البروليتاريا وإلغاء استغلال الإنسان للإنسان وأنهم قد نذروا أنفسهم لهذه القضية، وإن هذا النضال يمنحهم حقا مطلقا في تحديد مبادئ الحق والأخلاق وفق اقتناعهم الذاتي، لتغدو هذه المبادئ مبادئ قومية أو ثوابت قومية خاصة وحصرية لا تمت بصلة إلى المبادئ الاجتماعية والإنسانية شأنها في ذلك شأن المبادئ والثوابت « الإسلامية » لدى الجماعات الإسلامية والمبادئ الاشتراكية لدى الأحزاب الشيوعية » (ص 26). ويضيف الناقد جاد قائلا: « الحزب القومي يتماهى مع « الأمة العربية » في هوية واحدة، حتى لا يعود من وجود خارج حدوده، والجماعة الإسلامية تتماهى مع « الإسلام » في هوية واحدة، فتصير « عقيدتها »هي حدود الدين القويم، وتصير هي وحدها « الفرقة الناجية »، والحزب الشيوعي يتماهى مع « الطبقة العاملة وحلفائها الطبيعيين » في هوية واحدة فيصير هو الحزب « الثوري » الوحيد وحامي حمى العقيدة الماركسية اللينينية » (ص 27). على أن نظرة الاتجاه القومي إلى غير القوميين لا تختلف عن نظرتهم إليه. فالقوميون كانوا وربما لا يزالون يرون أن كل من ليس منهم ليس من الأمة التي يحتكرون حق تمثيلها والتحدث باسمها كما يحتكر الإسلاميون مثلاً حق تمثيل الإسلام والتحدث باسمه. وبذلك تحولت الاتجاهات الإيديولوجية والأحزاب السياسية إلى مذاهب مغلقة أسهم انغلاقها في إضعاف قوى الأمة وتفتيتها، وحال دون وعي حقيقة أن كل حزب أو تيار هو جزء من الكل الاجتماعي، جزء من الأمة، محكوم به أو بها أي بالأمة حكم الجزء بالكل. وإنه ليس لأي حزب أو اتجاه أو تيار حق تمثيل الشعب كله أو الأمة كلها. لأنه لا يمكن أن يكون كذلك في الواقع، وإلا كنا خارج المنطق والمعقولية. فالرؤية التي تنصب نفسها كلاً أو تحل نفسها محل الكل هي رؤية استبدادية لا ينجم عنها في المحصلة سوى تدمير الكل وتدمير نفسها أيضاً. هذه الرؤية الحصرية، الواحدية السائدة في صفوف الحركة السياسية العربية على اختلاف مشاربها ومناهجها وبرامجها، حالت دون تحقيق توافق أولي ومبدئي على القضايا الأساسية للأمة. وحالت بالتالي دون تحقيق إجماع وطن/ قومي على أي أمر من الأمور، وذلك لغياب مرجعية وطنية/ قومية تنجدل التعارضات الاجتماعية على محورها. وتنضبط المرجعيات الإيديولوجية على إيقاعها. التيارات السياسية الأساسية في العالم العربي اليوم تتبنى رؤية حصرية وإيديولوجيا حصرية، تطرد الآخر من عالمها ولا تنظر إلى الاختلاف إلا على أنه مروق وكفر وإضعاف لوحدة الجماعة في أحسن الفروض. في ثنايا هذا البحث المعمق الذي يتسم بالنقد الراديكالي للمقولات الأيديولوجية القومية، يركز الباحث جاد على المسألة الديموقراطية، لكنه لا يعير اهتماماً كافيا للمسألة القومية والمسألة الوطنية، بل إنه يصل إلى خلاصات تناقض قناعات الباحث جاد نفسه الذي ظل يدافع عنها لعقود، ولا سيما المشروع القومي الديموقراطي، الذي يعتبر أهم خاصية فكرية وسياسية في مدرسة المفكرين الراحلين ياسين الحافظ وإلياس مرقص اللذين أسهما في إنشاء حزب العمال الثوري، الذي انتمى إليه الأستاذ جاد سابقا. فالأمة العربية التي حولها الفكر القومي إلى صنم يعبد، ليس لها من وجود عياني بالنسبة للباحث جاد، لأن وجودها العياني يفترض أن يتجسد ماديا في إطار دولة قومية مركزية، هي الدولة ـ الأمة بالمعنى البرجوازي الحديث، وهذا ما عجزت عن تحقيقه الحركات القومية العربية التي وصلت إلى السلطة. بينما العرب يعيشون منذ أكثر من ألف سنة، أي من عصر المماليك إلى العصر العثماني، رعايا، ولاسيما في ظل الامبراطورية العثمانية التي اتسمت بطابع استبدادي، وإقطاعي شرقي. وعرب اليوم الذين يعيشون في ظل الدول التي قامت على أساس خريطة التقسيم الكولونيالي والولايات الموروثة من العهد العثماني، تختلف أشكال وجودهم عن أولئك العرب في الماضي. مع التأكيد أن هناك فرقا شاسعا بين مفهوم الماضي الذي هو عبارة عن تعاقب زمني، ومفهوم التاريخ بوصفه فعلاً بشرياً. لقد سقط الباحث جاد في موقف اللحظة التاريخية، حين وضع مقولة العروبة الحضارية التي تشمل استمرار اللغة العربية، والثقافة العربية، في معارضة مفهوم « الأمة العربية » و »القومية العربية » الذي تحول إلى ماهية خالصة. فالأمة العربية موجودة منذ آلاف السنين، وهي الأمة الوحيدة في العالم التي كان العنصر الثقافي هو المساهم الرئيس في خلقها واستمرار وجودها، على نقيض الأمة البرجوازية الحديثة التي كان العنصر الاقتصادي هو العامل الرئيس في اكتمال وجودها. لقد أصبح الباحث جاد يؤكد على ضرورة الانطلاق من الدول الوطنية الحديثة: الدولة السورية، والدولة اللبنانية، والدولة العراقية، والدولة المصرية، بوصفها أمماً حديثة قيد التشكل، وإعادة التفكير في المسألة القومية بوجه عام، وفي مفهوم الأمة العربية بوجه خاص، بدلالة الدولة الأمة أو الدولة الوطنية. إن مثل هذا الطرح يتناقض كليا مع طرح حزب العمال الثوري الذي دأب على الدفاع عن المشروع القومي الديموقراطي بوصفه قضية الوجود العربي ونمائه، وقضية الصراع مع الإمبريالية، في عصر يناهض الإمبريالية، والصهيونية، والأنظمة الشمولية. وهو مشروع الفئات والطبقات الكادحة والمستغلة، لا مشروع السلطات الحاكمة والفئات الكمبرادورية. فالمشروع القومي العربي الديموقراطي، هو حركة جماع الأمة في نزوعها إلى التحرر والديموقراطية. وهو التاريخ المعوق بالضغوط الاستعمارية والامبريالية ولاسيما الأميركية منها، وبالاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي. وهذا ما يجعل منه بؤرة أساسية من بؤر الصراع العالمي ويجعل مستقبل النظام العالمي ونسق العلاقات الدولية مرتبطين بوتائر نموه واتجاهات تطوره، بقدر ارتباطه بهما. المشروع القومي الديموقراطي هو الحركة التي يتعين بها موقع الأمة العربية في التاريخ وفي العالم، والتي يعاد فيها إنتاج الوجود الاجتماعي ـ السياسي للأمة وتتحدد هويتها القومية بما هي هوية النمو والتغير، هوية التعدد والاختلاف والتعارض.والحركة كما هو معلوم حركة مد وجزر، تقدم وتراجع، والتاريخ ليس تقدماً أو تراجعاً على خط مستقيم، ففيه انتصارات وهزائم وانكسارات وانقطاعات وقفزات أو ظفرات. وما نحن فيه اليوم ليس نهاية التاريخ لا على الصعيد الوطني/ القومي ولا على الصعيد العالمي. المشروع القومي العربي لا يختزل إلى اتجاه واحد من الاتجاهات الفكرية والإيديولوجية والسياسية المختلفة التي تتجابه وتتقاطع في المجال الثقافي للأمة ثم في المجال السياسي. فهو لا ينحل في الأحزاب التي تتبنى إيديولوجية قومية أو مذهباً قومياً. والمؤسف أن الوعي السائد عندنا يساوي بين المشروع القومي والأحزاب القومية، لاسيما تلك التي وصلت إلى سدة الحكم. لذلك ينظر غير القوميين إلى الهزيمة التي منيت بها الأمة على أنها هزيمة هذا الاتجاه القومي فقط وليست هزيمة للأمة كلها. هؤلاء الذين يتعارض بل يتناقض وعيهم الذاتي مع واقعهم الموضوعي، سواء أكانوا شيوعيين أم إسلاميين يصنعون أنفسهم، ذاتياً بالطبع، خارج نطاق المشروع القومي والحركة القومية ويعارضون مفهوم الأمة العربية بالأمة الإسلامية أو بالأممية البروليتارية. لقد آن لنا أن نعي أن المشروع القومي الديموقراطي يضم جميع الاتجاهات والتيارات والقوى والأحزاب السياسية على اختلاف مرجعياتها الإيديولوجية وانتماءاتها الاجتماعية والفكرية.. [ الكتاب: وردة في صليب الحاضر ـ نحو عقد اجتماعي جديد وعروبة ديموقراطية [ الكاتب: جاد الكريم الجباعي [ الناشرون: دار الفرات للنشر والتوزيع ـ بيروت ـ ودار بترا للنشر والتوزيع دمشق، الطبعة الأولى نهاية عام 2008 (صحيفة المستقبل – الاربعاء 4 آذار 2009 – العدد 3237 – ثقافة و فنون – صفحة 20 )

الحدث حين تصنعه الصورة


عبدالسلام المسدّي     
عندما حل جورج بوش ببغداد يوم 14 ديسمبر 2008 مودّعا كانت اللحظة تاريخية بمعناها الرمزي المكين، يومئذ لم يبق له في سدة الحكم إلا أيام، وسنواته الثماني استنزفها على أرض العراق، يوم مجيئه لبغداد لم يكن قد مضت على عيد الأضحى لسنة 1429 للهجرة إلا ستة أيام. كانت الذاكرة تعج بما يفتت الأواصر، كان في الذاكرة طاغية مات ذليلا مُهَانا منذ حوالي عشرين سنة (يوم 25 ديسمبر 1989) مات رميا بالرصاص إثر محاكمة لم تدم إلا ساعتين، ولم يبكه أحد، ولا احتج أحد على محاكمته الصورية، لأن الذي انتفض عليه حتى أطاح به هو شعبه، والذين شمتوا به وبزوجته المدلعة «آلينا» هم جماهيره، إنه الشعب الروماني حين انقض على نيكولا تشاوشيسكو.. كان في الذاكرة المشهد التلفزيوني الذي يندرج في سلسلة الرمزية القصوى، مشهد قتله. وكان في الذاكرة عند مجيء جورج بوش في زيارته «الفجئية» التي لم يسمع بها نوري المالكي إلا بعد أن حلّ الضيف في المنطقة الخضراء، مشهدُ إعدام صدام حسين حسب توضيب الصورة المعروضة، وكان في الذاكرة أن رمزية الحدث اتكأت على خلفية لا هي سمعية ولا هي بصرية، ولكنها «ظرفية» بحكم الزمن الذي تحيّنت فيه الواقعة: صبيحة عيد الأضحى لعام 1427 هجريا. وغيرُ مجد –بعد الذي حللناه– أن نفيض في تشخيص الكثافة الرمزية التي تصل حد المعاضلة، ولكن بعدا من الأبعاد يستحق الإبراز لأنه يقيم الجسر –ولو في اللاوعي المغمور- بين حادثة 30 ديسمبر 2006 (يوم الإعدام) وحادثة 14 ديسمبر 2008 (يوم التوديع). إنه خلط أوراق القومية العربية بأوراق المرجعية الإسلامية، وفي ذلك الصنيع قراءتان لا تتعارضان، الأولى: الانسجام مع ما فعله صدام حسين نفسه يوم أضاف على العلم العراقي عبارة «الله أكبر» وجيوشه تنسحب من الكويت أمام قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، والثانية: إنعاش ذاكرة السياسة عودا على بدءٍ حين نذر جورج بوش غداة أحداث سبتمبر 2001 بإحياء ذاكرة التاريخ بحرب صليبية جديدة، فثنى عليه سيلفي بيرلسكوني مزكيا في 26 سبتمبر 2001 بمقولته حول الأفضلية المطلقة للثقافة الغربية على الثقافة الإسلامية. حادثة الرابع عشر من ديسمبر 2008 تعنينا في سياقنا هذا لا من حيث هي فعل منجز، ولكن من حيث هي مادة استثنائيّة جدّا لعالم البث الفضائيّ الغزير، أما عمقها «الاستراتيجيّ» فيكمن في أن تصوّرها، وتوضيبَ تفاصيلها، وترتيبَ جزئياتها، ما كان بوسع أحد أن يتخيّله إلا في أحد احتمالين: إمّا في المخيال الفنيّ كما في القصص الأدبيّ أو الرواية السينمائيّة، وإمّا في مخيال الفانتازيا الفرديّة كحلم من أحلام اليقظة يصنعه المهووس بعوالم اللامعقول، ويكفيها استغراقا لدلالة الرمز أن اسم فاعلها، منتظر الزيدي، قد تحول إلى رمز، ولا نقصد الكائن الآدميّ منتظر الزيدي ابن فلان وابن فلانة، وإنما نقصد اسمه منتظر الزيدي، وهذا معنى أن تحليلنا للفضاء المفارق –أي الافتراضي– يتخذ من الاسم في ذاته موضوعا للفحص والاستكشاف وإن ارتبط الاسم بمسماه ضرورة، ولا يتخذ موضوعَه من المسمى وإن كنا لا نتحدث عنه إلا بواسطة اسمه أو اسمٍ بديل له. إننا هنا لا نتناول الواقعة كفعلة سياسية رغم أن الاستطراد إلى حِمْلها السياسي يُغري، ولكننا على حذر من اختلاط سياق بسياق، وسياقنا هذا لا شأن له بإرسال الأحكام القيمية جزافا: انتصارا للفعلة أو اعتراضا عليها، ابتهاجا بها لأنها فرّجت عن كروب أو بكاءً لها لأنها –في حد ذاتها- لم تزحزح قدَمَ جنديّ واحد من بين الـ140 ألف جندي أميركي كانوا حاضرين على أرض العراق ليلة حصولها. فالذي يعنينا هنا هو الحادثة من حيث إنها قد حصلت فعلا، فهي حقيقيّة على معنى أن البث كان مباشرا فجاءت بلا توضيب، وبلا اختزال، وبلا تركيب تقنيّ، إن بلاغة المشهد تحددت في الزمن الحقيقيّ لا في الزمن الافتراضيّ، لذلك جاءت تعبّر بامتلاءٍ نادر عن ثلاثيّة جون بودريار وقد انصهرت أضلاعها: حقيقة الواقع، وحقيقة الوعي، وحقيقة الخيال. أما مشهد الرمزيّة المركّبة فتمثلَ في التناوب بين حركتين: حركة الإلغاء وحركة الإلغاء المضاد. ففي يوم 9 أبريل 2003 كانت الأحذية تتطاير لتصيب تمثال صدام حسين، وفي 14 ديسمبر 2008 كان النعلان يُقذفان على شخص جورج بوش، لا على تمثالٍ لجورج بوش، ولا على رسم من رسوم صوره، ولا على قطعة قماش تلونت بالأزرق والأحمر على البياض لتكون عَلَما لبلاده. فإذا أعدنا قراءتها بمنظور المسافة المتعيّنة فهمْنا القفزة التي حققتها الحادثة بالارتقاء من الفعل المنجَز إلى المخيال المنفلت، ودليلُ ما نقول هو تراكم الأدبيّات الجمّة التي غزت شاشات العالم كمّا ونوعا، واستمرارُها في زمن غير مسبوق، وإسهامها في تشغيل آلة البرمجيّات الحاسوبيّة، جدّا وهزلا، واختراقها لعالم مفارِق آخرَ هو إنتاج الطرفة، والمُلحة، والنكتة، والدعابة المرة، والأدب الشعبي الساخر، فضلا عن القصائد الشعرية المنشورة التي اختارت أن تجيء خليلية الوزن، عتيقة البحور، عروضية الإيقاع وفضلا أيضا عن معرض الرسوم الذي أنجزه 34 فنانا تشكيليا في مصر (في 21 يناير 2009) اتخذوا موضوعا للوحاتهم «الحذاء وأبعاده الاجتماعية» وجعلوا عنوانه «الجزمة». وهناك ملمح دقيق يقدّم قرينة أخرى عن الارتقاء الأقصى في منطق دلالة الرمز، يتمثل في أن الجملة التي قالها منتظر الزيديّ، والتي تمثلت في عبارة «الوداع» مضافا إليها تلك الشتيمة المقذعة، قد توارت فاعليتها –في المشهد الحيّ– أمام القذفة ذاتها، وَمَن يتتبعْ طوفان الصياغات العربيّة يومئذ يتضحْ له سرّ من أسرار الانصهار في اللغة: بدأت صياغة الخبر باستعمال لفظ الحذاء، وفردة الحذاء، وفردتيْ الحذاء، ثم بدا لبعضهم استعمالُ لفظ عاميّ –مصريّ وأحيانا خليجيّ– وهو لفظ الجزمة (بالنطق المصريّ القاهريّ للجيم) ثم عُدِلَ عن ذلك كله واختيرَ لفظ النعل ومثناه النعلان، وغنيّ عن الاستفاضة في التركيبة الصوتية -لاسيَّما إذا قلَبت مواقع حروفها وما يفوح منها من إيحاء اللعان– فذلك كله هو أيضا عنصر مهم في فضاء الدلالات الرمزية. ما إن جاء جورج بوش إلى سدة البيت الأبيض حتى تيقظ الأميركيون إلى أنه قاصر المدارك في إدارة أمور السياسة، وقاصر أكثر في إدارة فن الكلام، ولكنهم انتبهوا إلى أن نائبه –ديك تشيني– ماكر في اللفظ، داهية في التخطيط. وتشاء الأقدار أن يحضر الاثنان حفل تنصيب باراك أوباما يوم 20 يناير 2009، فأما الأول فعلى ملامحه بقايا لعنة الحذاء، وأما الثاني فكان على كرسي مجرور يركبه القاصرون عن الحركة العضوية، وبعيدا عن كل شماتة بلهاء يهمنا من الأمر أن الارتضاض العضلي العارض الذي انتاب ديك تشيني وهو يوضب أمتعته للمغادرة قد أرجعنا إلى رمزية الصورة فكانت توحي بمشهدِ مَن أصابته جلطة سياسية فأمسى يتحرك على كرسيّ المشلولين عضويا.  (المصدر: جريدة العرب ( يومية – قطر)   بتاريخ 4 مارس 2009 )

 

حكومة الشد العكسي

 


 
شاكر الجوهري فاقد الشيئ لا يعطيه.. هذا أول ما يخطر على البال لدى الإستماع إلى وعود حكومات غير منتخبة بتحقيق الديمقراطية. الوعود التي صدرت عن المهندس نادر الذهبي في هذا الخصوص، صدر ما هو أكثر منها عن جميع الحكومات السابقة، التي صارح رئيس احداها نفسه، والناس، في أنه لا يعرف لم جيئ به رئيسا للوزراء، ولم أخرج من هذا الموقع..! ويسجل هنا للمهندس الذهبي أنه صارح الناس (من خلال العشرة المبشرين بجنة الحكومات) أن حكومته مضطرة لتحقيق الإصلاح، لأن الإدارة الأميركية الديمقراطية الجديدة تريد ذلك، وأنها تعتزم الربط بين المساعدات التي تقدمها للدول، وخطوات الإصلاح التي تحققها هذه الدول. قياسا على ذلك، نرجو من دولة الرئيس التعامل مع هذا المقال باعتبار أن نشره يحقق مصلحة كبيرة للدولة الأردنية على صعيدين: تبرير تواصل المساعدات الأميركية، وتنوير الناس بضرورة انتخاب الحكومات، كي تتحقق مصالحهم..! الربط بين الأمرين غاية في الأهمية، على الأقل لأن الديمقراطية لا يمكن أن تتحقق بغياب حكومات منتخبة. نحن لا نتجنى على الحكومة الذهبية حين نقرر أن الديمقراطية لا يمكن أن تتحقق في عهدها، ليس فقط قياسا على اخفاق، أو عدم رغبة جميع الحكومات السابقة في تحقيق ذلك، وإنما استنادا إلى حقيقة أخرى هي أن الحكومات.. رؤساء ووزراء، هم المكون الأساس لقوى الشد العكسي في البلد. الهدف الأساس للشد العكسي هو مواصلة تغييب الشعب عن تقرير السياسات الحكومية التي تخدم مصالحه، من خلال حكومات منتخبة. ورؤساء الحكومات يعرفون أنهم غير مؤهلين لأن يفوزوا في أية انتخابات برلمانية أو حتى بلدية..! هذه الحقيقة يعرفها الجميع، وتسعى الحكومات في ضوئها للتكيف مع منغصات منتجاب القوانين الإنتخابية المتعاقبة، وما تفرزه من مجالس نواب خدمية، غير برامجية، لأنها غير مسيسة، ولا تنتجها انتخابات تتم على قاعدة التمثيل النسبي، والتنافس الحزبي. هنا يكمن سبب رئيس آخر في محاربة الحكومات للأحزاب. فالأحزاب تريد أن يؤول الحكم لها عبر تداول سلمي للسلطة، يأخذ الحكم من الحكومات التي لا تمثل أحد..!! لكن، هكذا مجالس نيابية عشائرية خدمية جاهزة دوما لأن تنقلب على الحكومات لأحد سببين: الأول: رفع الضغط غير الحكومي عنها، كما حصل مع الحكومة الذهبية. الثاني: عدم تلبية الحكومات لمطالب النواب الخدمية. أما عن حرية الصحافة، فحدث ولا حرج.. آخر الصرعات الحكومية في هذا المجال العمل على « تنظيم » و »ضبط » وابتداع « رقابة ذاتية » داخل المواقع الألكترونية، كما تم تفريغها من شريط تسجيلي لمداخلة الرئيس..! للحق، أن دولة الرئيس الذهبي استخدم هذه المصطلحات الثلاثة بالتتابع، شجعه على ذلك تجاوب بعض الزملاء لأسباب لا علاقة لها بأي مقياس مهني. أكثر ما يهمنا في هذا المقام هو كلمة « تنظيم » التي شدد دولة الرئيس عليها كثيرا، قبل أن ينتقل إلى « الضبط » ثم إلى « الرقابة الذاتية ».. « النظام » و « الأنظمة » هي التي تهدف إلى التنظيم.. هكذا يقول علم الحقوق، وهو ما فات زميلنا الحقوقي المتحمس الإشارة إليه في معرض تأكيد انحيازه للقانون، والقوننة..! يضيف علم الحقوق أن الأنظمة، وما تنتجه من تنظيم يجب أن تستند إلى قوانين سارية. وقد اتفقنا مع دولة الرئيس في هذا الصدد على أمرين: أمر اشرنا إليه نحن، حين لفتنا النظر إلى أن قانون المطبوعات والنشر لا ينطبق على المواقع الألكترونية. وقد فعلنا ذلك مستندين إلى القرارات الأخيرة لمحكمة الإستئناف. وأمر أشار إليه دولة الرئيس مؤكدا، أنه ليس في وارد وضع قانون للمواقع الألكترونية، أو تعديل قانون المطبوعات، بما يجعله شاملا المواقع. سبب موقف الرئيس ليس الحرص على الحريات، أو على تطبيق القوانين، بدليل أن دولة الرئيس يريد من رؤساء ومدراء المواقع الألكترونية أن يمارسوا رقابة ذاتية على انفسهم ومواقعهم، خارج قانون المطبوعات.. ذلك أن فرض تقييدات حكومية على المواقع الألكترونية يتعارض مع الإصلاح الذي تطلبه الإدارة الأميركية الجديدة. الحل يكمن إذا في تراجع المواقع الألكترونية عن حريتها من تلقاء ذاتها..! بالدفع الذاتي..!! ثم إنه لكل قانون ونظام أسباب موجبة يا دولة الرئيس.. ولقد سألناك عن الأسباب الموجبة للتنظيم الذي تطلبه من المواقع الألكترونية، فأشرت إلى أنك ستشرحها، لكنك اكتفيت على ما يبدو بالكلام المرسل الذي صدر عن بعض الزملاء، مشيرا دون شواهد، أو طرح أمثلة إلى اغتيال الشخصيات، والتمويل الأجنبي، والأجندات الخارجية المشبوهة..! هكذا يا دولة الرئيس..؟! للحق أنك لم تؤيد أيا من هذه الإتهامات غير المستندة لغير كلام انشائي أجوف، لكنك لم تعارضها أو تعترض عليها. وللحق يا دولة الرئيس أنك مع ذلك نفيت كل هذا بشكل غير مباشر، وربما عن غير قصد، بقولك إن طلب تنظيم المواقع هو خطوة استباقية قبل أن تحدث كوارث، كما حدث على يدي شركات المضاربة في البورصات العالمية..؟ حسنا دولة الرئيس.. إذا المواقع الألكترونية لم تقع بعد في أخطاء، ولم تتسبب بكوارث، ولم تفعل كل ما اتهمها به نفر من أهلها، فهل هذا هو السبب الذي تريد دولتك معاقبتها عليه..؟! وهل تمثل هذه المخاوف مسوغا قانونيا..؟ والأهم من كل هذا وذاك يا دولة الرئيس..هل يجوز، وهل من المنطق في شيئ أن يكون أول اجراء تقدم عليه حكومتك بعد التعديل، وبعد الإقرار بمتطلبات استمرار المساعدة الأميركية، وربطها بتحقق الإصلاح، هو السعي إلى فرض الرقابة الذاتية على المواقع الألكترونية..؟ وبعد كل هذا وذاك، هل يجوز مواصلة الحديث عن ضرورة أن يأتي الإصلاح من الداخل، في معرض رفض أن يهل علينا الإصلاح المنتظر من الخارج..؟!! حنانيك يادولة الرئيس.. لقد مللنا انتظار قدوم الإصلاح من الداخل يا دولة الرئيس..!!
 
(المصدر: موقع المستقبل العربي الإلكتروني بتاريخ 4 مارس 2009) www.almustaqbal-a.com


قافلة غزّة ومائوية الشابّي

   

لم يكد بلقاسم (أبو القاسم) الشابي يفرغ من إلقاء قصيدته الموبِّخة الصارخة في الهمم الرّاقدة والتي منها:   أيُّهَا الشعبُ! ليتنِي كنتُ حَطّا    بًا فأهْوِي على الجُذوعِ بفأسِي . . ليتَ لِي قوّةَ العواصفِ يَا شعـ    ـبِـي فأُلقِي إليكَ ثورةَ نفسِي . . . أيُّهَا الشعبُ؟ أنتَ طفلٌ صغيرٌ  لاعبٌ بالترابِ والليلُ مُغسِ   حتّى هبّ الشعبُ يمثّله مُثقّفوه يُحيون الذكرى المائوية لميلاده، هناك في الشابّة ضاحية توزر عاصمة الواحات التي كانت قد احتفلت يوم الرّابع والعشرين من فيفري / شباط سنة 1909 بمقدمه دون كثرة انتباه إلى براعته الشعريّة المتخفيّة وراء صرخة الإهلال بالحياة.   وغير بعيد مِن مكان الاحتفالات كان النّظام التونسي يُعدّ العدّة للإبقاء على ذات الصفات التي ترك عليها الشّابي – رحمه الله – شعبه، صغيرا لاعبا بالتراب، غير عابئ بالظُلمةِ التي قد لفّه الظَّلمةُ بها لفّا!… فقد تزامن مع الاحتفالات بالمائوية مرورُ قافلة التضامن مع غزّة أو « قافلة إحياء فلسطين »، تلك القافلة التي انطلقت من لندن تحت رعاية بعض الأحرار وعلى رأسهم جورج قلوي – الوجه البريطاني المعروف والذي لا يزال يشعر بالحرج من آثار جريمة بلفور، الوزير الأوّل البريطاني، ووعده المشؤوم الصادر في الثاني من نوفمبر 1917 م والقاضي بزرع الجسم السرطاني الصهيوني الخبيث في أرض فلسطين – للتخفيف من آثار الاعتداء والحصار المُميتين والمسلّطين على غزّة… وقد كان يمكن للشعب التونسي – لو أحسن الاحتفال بالمائوية – أن يعدّ عدّته هو الآخر ليصدع – عَمَلاً وفعلا – بما حفظ من الشابّي رحمه الله القائل:   إذا الشعب يوما أراد الحياة    فلا بدّ أن يستجيب القدر ولا بدّ للّيل أن ينجلــــــــي    ولا بدّ للقيد أن ينكســــر   فيكسر القيودَ مُريدا للحياة، سيّما وهو حديث عهد بشعارات محفّزة رفعها خلال أكثر من عشرين يوما « غزّة غزّة رمز العزّة »، غير أنّ شيئا مِن ذلك لم يحدث، فقد تمكّن النّظام التونسي المنافق(*) من إحكام القيد على القافلة ليحرم التونسيين -« بموافقتهم »- من مخالطة أناس دفعتهم رجولتهم وشهامتهم ومروءتهم إلى تجشّم الصعاب التي قد يكون من أعوصها المرور بمنازل اللئام النوفمبريين!…، ولولا بقيّة نخوة هناك في منطقة بنقردان بالجنوب التونسي – حسبما أفادت الأنباء الواردة من تونس – لكان الاحتفال بالمائويّة زيادة أذى للشاعر الثائر الذي لا زال صدى صوته يتردّد في الآفاق:   البؤسُ لابنِ الشعبِ يأكلُ قلبَــــه     والمجدُ والإثراءُ للأغــرابِ الشّعبُ معصوبُ الجفونِ مقسَّـمٌ     كالشّاة بين الذئبِ والقصّابِ والحقُّ مقطوع اللّسانِ مكبّــــــلٌ    والظُّلمُ يمرحُ مُذهَبَ الجِلبابِ هذا قليلٌ من حياةٍ مـــــــــــــرّةٍ     في دولةِ الأنصَابِ والألقـابِ   ـــــــــــــــــــــــــــ (*): خطاب النّظام مخالف دائما لعمله، ما يؤكّد حصول النّفاق عنده!… فإنّ النّظام التونسي من أكثر الأنظمة العربيّة المتبجّحة بدعم ومناصرة القضية الفلسطينية!…   عبدالحميد العدّاسي

 


تصريحات نسف الوحدة


 
منير شفيق فيما كادت الفرحة تعم الساحة الفلسطينية، إلى جانب العرب والمسلمين بعامة، مع التأكد من الاتجاه نحو المصالحة والوحدة الوطنية بين فتح وحماس، كما على مستوى الفصائل كافة، إذا بالرئيس محمود عباس يصدر تصريحات مصاحبة تذهب بتلك الفرحة ليحل مكانها الخوف من العودة إلى الانقسام مجدداً. ولنقرأ ما قاله حرفياً: «إن الحكومة (سواء أكانت حكومة وفاق أو حكومة وحدة وطنية) يجب أن تلتزم التزاماتنا المعروفة، ومن ضمنها حل الدولتين». لافتاً إلى أن السلطة (التي هي هو) لا تريد حكومة تعيد الحصار الذي فرضه العالم على الحكومات السابقة التي شكلتها حركة حماس أو شاركت فيها. هذا ينسف كل معنى للمصالحة، إلا إذا فهمت إذعاناً من قبل حماس والجهاد -بل أغلب الفصائل الفلسطينية- لتبني السياسات التي تبناها محمود عباس وسلام فياض (سياسات أنابوليس، والمفاوضات الثنائية المباشرة، والرباعية، وخريطة الطريق، وتفكيك خلايا المقاومة من خلال تطبيق البند الأول من جانب واحد، أي الجانب الفلسطيني). وهذا يوضح من جهة أخرى أن الذي صنع الانقسام في رفض حكومتي إسماعيل هنية الأولى والثانية هم أولئك الذين يرون أن من غير المقبول أن تقوم حكومة يحاصرها العالم (المقصود بالعالم الكيان الصهيوني وأميركا، وإلى حد أقل أوروبا)، ومن ثم فإن أي نتائج للمصالحة الراهنة أو الانتخابات القادمة يمكن أن تأتي بحكومة ترأسها حماس أو تشارك فيها ويعترض عليها «العالم» ستكون مرفوضة من جانب محمود عباس، ليس باعتباره الشخص وإنما بوصفه الممثل الأوحد للشرعية الفلسطينية، والمقرر الأوحد لما يجب أن تكون عليه الحكومة الفلسطينية المقبلة. وبناء عليه، لماذا المصالحة؟ ولماذا الوحدة الوطنية؟ ولماذا الانتخابات؟ وما الحاجة إلى كل من في الساحة الفلسطينية غير الذين يؤيدون محمود عباس وسياسة إقصاء حماس والجهاد بالضرورة؟ وهو في الحقيقة -كما حدث في تجربة السنة ونصف السنة الماضية- إقصاء أو تهميش لفتح وللشعبية والديمقراطية ولكل المستقلين، وهو ما عبرت عنه حكومة سلام فياض، كما عبرت عنه جملة من الاعتراضات التي أطلقتها قيادات من الفصائل المعنية أبدت فيها تحفظاتها عن سياسات محمود عباس فيما يتعلق بالمفاوضات، كما سياسات حكومة سلام فياض فيما يتعلق بتفكيك خلايا المقاومة والاعتقالات، ومواقف وزير إعلامها من الحصار والعدوان حين وضع المسؤولية فيها على حماس، وبهذا نكون أمام حكومة وحدة وطنية أسوأ من الانقسام. ثم إن البلاغة في هذه التصريحات ليس في مقصدها المشار إليه أو أبعادها فحسب، وإنما أيضا في كونها موجهة إلى خافيير سولانا المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، وذلك بالقول له: إياكم أن تتراخوا عن محاصرة أي حكومة تشارك فيها حماس. كما أوضحت بعض التصريحات. أما في لقائه مع المبعوث الأميركي جورج ميتشل، فقد نقل عن صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير (هذا لقب جديد، وخطوة كما يبدو باتجاه «تفعيل» المنظمة!) قوله إن محمود عباس أبلغ ميتشل أن «برنامج حكومة الوحدة الوطنية الجديدة» سيكون «الشرعيات الدولية والعربية والفلسطينية».. وهذا تعبير جديد أسقط القرارات الدولية وأحل مكانها «الشرعيات» -وما أدراك ما هي؟- إلى جانب «الشرعيات العربية والفلسطينية». وهنا أيضاً ما المقصود بها لاسيما الفلسطينية منها مثلاً، هل تشمل المجلس التشريعي؟ على أن الأبلغ أن محمود عباس في هذه المرة يصر على أن لا مفاوضات إلا إذا اعترفت حكومة نتنياهو بـ «حل الدولتين»، إلى جانب شرط وقف الاستيطان بكل أشكاله، بما فيه ما يسمى «النمو الطبيعي في المستوطنات». لنسأل أولاً: لماذا وضع هذا الشرط الآن ولم يوضع لمفاوضات أنابوليس، والتي حسب تصريح لصائب عريقات بلغت 268 جلسة مفاوضات، ودامت أكثر من سنة ونصف السنة، وقد زاد فيها الاستيطان بنسبة 58%، وتصاعدت فيها عمليات تهويد القدس ومصادرة الأراضي والتوسع ببناء الجدار؟ هل كان ذلك خطأ أصبح من الضروري تداركه؟ ولكن لم نسمع نقداً، أو تصحيحاً له. ويبدو جرياً على «الفذلكات» الكلامية سيقال لنا كان ذلك الموقف التفاوضي مع استمرار الاستيطان وتصعيده بأقصى سرعة سياسة صحيحاً، ومثلها سياسة تنفيذ حكومة سلام فياض للبند الأول لخريطة الطريق مع عدم وقف الاستيطان، والآن أصبح الموقف الصحيح هو رفض المفاوضات ما لم يوقف الاستيطان بما في ذلك «النمو الطبيعي». وبكلمة التفاوض مع الاستيطان صحيح، وصحيح لا تفاوض مع الاستيطان. والعجب هنا أن لا ذكر لتفكيك المستوطنات أو اعتبارها غير مشروعة، إلا إذا كان للشرعيات الدولية «رأي آخر». والعجب الآخر أن يصبح «حل الدولتين» الذي أطلقه جورج دبليو بوش الابن -وهو أخطر حل تصفوي للقضية الفلسطينية- مطلباً فلسطينياً يحتاج إلى الإصرار عليه ولي ذراع نتنياهو وذراع ليبرمان للموافقة عليه إذا أرادا التفاوض! (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 4 مارس 2009)  

اللعب مع نتنياهو.. مكتب دائم لميتشيل في القدس


 
ياسر الزعاترة من الصعب على المراقب أن يمر مرور الكرام على قرار المبعوث الأمريكي جورج ميتشيل إقامة مكتب دائم له في القدس، لا سيما أنه جاء بعد تسمية نتنياهو رئيساً للوزراء في الدولة العبرية، فضلاً عن تعيين دينيس روس رمز حقبة أوسلو المعروف مستشاراً جديداً لوزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الخليج وإيران، وبالضرورة الشأن الشرق أوسطي. حتى اللحظة لم يشكل نتنياهو حكومته المقبلة، لكنه يصر بكل ما أوتي من قوة على جعلها حكومة وحدة بمشاركة كاديما والعمل، في وقت تصر فيه ليفني على التزام معلن من طرفه بقبول حل الدولتين، الأمر الذي رفضه، ليس لأنه ضد الفكرة من حيث المبدأ (عندما كان في الحكومة كان يقول: لتكن تلك الدولة بشروطنا وليسموها إمبراطورية)، بل لأنه لا يريد الظهور بمظهر من ينكسر سريعاً ويغير برنامجه خضوعاً لشروط خصومه. من الصعب الجزم بأن حكومة نتنياهو ستكون حكراً على اليمين واليمين المتطرف، لا سيما أن قوىً كثيرة: غربية وأمريكية لا زالت تدفع في اتجاه حكومة الوحدة، لكن تشكيلها على هذا النحو سيعني بكل وضوح أننا إزاء حكومة قصيرة العمر. أياً يكن الأمر، فنتنياهو يدرك حساسية الانقلاب على عملية التسوية. وهو حين يضع إيران على رأس أولوياته كخطر وجودي، فلا بد له من التعاون مع واشنطن لمواجهة ذلك الخطر، الأمر الذي لن يحدث من دون السير على هدي محطاتها السابقة، وبخاصة أنابوليس، لا سيما أن تجييش بعض الدول الدول العربية في صالح المعركة ضد إيران سيكون مستحيلاً في حال أصرّ على مواقفه المعلنة. نتنياهو الذي عمل في الولايات المتحدة يدرك الإجماع الدولي على ضرورة إبقاء عملية التسوية على قيد الحياة، تماماً كما يدرك أن المعادلة السياسية والأمنية والعسكرية في دولته تريد ذلك وتصرّ عليه، بما في ذلك المجتمع الإسرائيلي الذي لم يعد راغباً في مزيد من الحروب، لا سيما بعد التجارب المرة الأخيرة في لبنان وغزة، ولذلك يستبعد أن يبادر إلى الانقلاب عليها. لكن المشهد السياسي لن يتوقف عند حدود الإبقاء على التسوية على قيد الحياة، أي استمرار المراوحة، وعندما يفتح ميتشيل مكتباً دائماً له في القدس، فهو لا يفعل ذلك فقط من أجل مجرد التأكيد على الاهتمام الأمريكي بالتسوية، بل يفعله وفي نيته التوصل إلى نتيجة عملية. لقد بات واضحاً أن حجم التأييد لتسوية ما يسمى الدولتين صار كبيراً داخل الأوساط المؤيدة للدولة العبرية في التجمعات اليهودية في الولايات المتحدة والغرب، وهذه لها تأثيرها الكبير على القرار السياسي الإسرائيلي، وهي تسوية تحظى بتأييد مماثل في الداخل، الأمر الذي لا يعكسه اتساع نطاق اليمين في الانتخابات، لأن المجتمعات في حالة الضعف والخوف غالباً ما تتشبث بالأكثر تطرفاً. لا خلاف على أن الطرف الفلسطيني الرسمي هو الأكثر حرصاً على استمرار لعبة التسوية، لأن اعترافه بفشلها سيرتب عليه سؤال البديل، وهو خيار المقاومة من دون شك، الأمر الذي لن يقبله بحال، ومن يريد العيش تحت رحمة الاحتلال والتمتع بتسهيلاته لا يمكن أن يعلن عليه الحرب. هذا البعد يبدو حاضراً في القرار، لأن السلطة لن تتمكن من إقناع الناس بمواصلة الانتظار، ولا بد أن تكون هناك انتفاضة جديدة لا يريدها المجتمع الصهيوني ولا الأمريكان والغربيين، وبالطبع تبعاً لتداعياتها على الدولة العبرية وعموم المنطقة، في ظل صعود قوى المقاومة والممانعة، بخاصة الإسلامية منها. من هنا سيركز ميتشيل على تحقيق إنجاز يعتقد أنه ممكن، وسيصر على النجاح بصرف النظر عن لون الحكومة القادمة، لكن إصرار نتنياهو على مسار آخر سيكلفه نهاية سريعة لحكومته، وبالطبع كي يفسح المجال لمجيء من يؤمنون بخط ميتشيل وضرورة النجاح في إتمام الصفقة. على أن النجاح المذكور لا يعني أن كل شيء سيكون على ما يرام، فالصفقة المشوهة كما هو متوقع، لن تستقر بحال، وفي هذه المنطقة من الرفض والمقاومة ما هو كفيل بإفشالها وإعادة المسار إلى سكته الصحيحة.
(المصدر: صحيفة « الدستور » (يومية – الأردن) الصادرة يوم 4 مارس  2009)

شرم الشيخ ووهم الاعمار


 

عبد الباري عطوان بعد انقشاع غبار مؤتمر شرم الشيخ الذي انعقد يوم أمس الأول تحت عنوان اعادة اعمار قطاع غزة، يمكن أن نقول بأن الخاسر الأبرز هو أبناء القطاع أنفسهم على المديين القصير والبعيد، أما الرابح الأكبر، ودون أي جدال، فهو الرئيس المصري حسني مبارك، في الوقت الراهن على الأقل، ويأتي بعده، وبدرجة أقل، رئيس السلطة في رام الله السيد محمود عباس. رصد خمسة مليارات دولار نصفها لدعم السلطة في رام الله ونصفها الآخر لاعادة الاعمار هو خطوة تبدو انجازاً للوهلة الأولى، ولكن علينا ان نتذكر ان ما حدث هو مجرد ‘وعود’ بدفع هذه المبالغ، مشروطة بتحقيق أهداف سياسية، وتوفير ظروف ووقائع معينة على الأرض. لنكن أكثر صراحة، ونقول إن هناك هدفين وراء عقد هذا المؤتمر، الأول جوهري، والثاني ثانوي، الجوهري هو رد الاعتبار للرئيس المصري حسني مبارك ونظامه، بعد ان اهتزت صورته داخلياً في أوساط الشعب المصري، وخارجياً في أوساط العرب والعالم، بسبب ادارته السيئة اثناء العدوان الوحشي على قطاع غزة، وتخبطه في التعامل مع مسألة المساعدات الانسانية إلى الفلسطينيين من خلال اغلاق معبر رفح. صورة النظام المصري اهتزت وبلغت ذروة اهتزازها عندما طعنها اقرب حلفائها، اي الاسرائيليون والأمريكيون، فالاسرائيليون أوقفوا الحرب من جانب واحد، ودون أي التزام بالمبادرة المصرية، والأمريكيون وقعوا اتفاقاً أمنياً معهم لمراقبة حدود مصر ومنع التهريب عبرها إلى غزة دون علم النظام المصري ، ناهيك عن التشاور معه. الرئيس مبارك أفاق، وربما متأخراً، على تراجع دور بلاده، وتفاقم حالة الغليان الداخلي بسبب ذلك، فقام بجولات أوروبية وعربية، وتضامن مع البحرين في مواجهة تشكيك ايراني بعروبتها، وطار إلى الخرطوم للقاء الرئيس البشير، ولم ينس زيارة الرياض لتنسيق المواقف ازاء المصالحة مع سورية. مؤتمرا شرم الشيخ، الأول الذي انعقد قبل قمة الكويت الاقتصادية، والثاني الذي اختتم اعماله أمس الأول، جاءا بمثابة ‘فزعة’ لدعم الرئيس مبارك من قبل اصدقائه مثل نيكولا ساركوزي (فرنسا) وسلفيو برلسكوني (ايطاليا) اللذين شاركا في المؤتمرين، والسيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية التي شاركت في الثاني. جميل ان يحاول الرئيس مبارك استعادة دور مصر الضائع وسط نهوض ايراني وآخر تركي وثالث اسرائيلي متغول، ولكن المهم ان يجري توظيف هذا الدور في الاتجاه الصحيح، وبما يعيد لمصر مكانتها الريادية، وليس من خلال خداع النفس، وتصديق الأوهام. فمن طالع الصحف المصرية الرسمية أمس وصفحاتها الأولى وهي تتغنى بالانجازات الكبرى في شرم الشيخ، وتدبيج الافتتاحيات حول استعادة مصر لدورها وريادتها، وعناوين بكل الألوان من أحمر وأخضر وأسود يدرك ما نريد الوصول إليه. حضور برلسكوني وكلينتون وساركوزي مؤتمر شرم الشيخ لا يعيد لمصر دورها أو مكانتها، وانما بتغيير منهجها السياسي الراهن الذي ثبت فشله وكارثيته على مصر والمنطقة بأسرها، وبالعودة إلى المنابع التي فرضت الريادة والزعامة المصرية على المنطقة بل والعالم الثالث. نحن لا نطالب بخوض حروب، لأننا ندرك استحالة التجاوب مع هذا الطلب، وانما باستخدام أوراق ضغط كثيرة يمكن أن تؤدي إلى اصلاح الخلل الذي لا يختلف عليه اثنان. لا ننكر ان رقم الخمسة مليارات دولار الذي تعهدت برصده الدول المانحة في شرم الشيخ، هو رقم كبير بكل المقاييس، ولكنه كم يبدو ضئيلاً اذا ما وضعنا في اعتبارنا ان الدول الخليجية وحدها خسرت أكثر من 600 مليار دولار على صعيد استثماراتها وصناديقها السيادية في الخارج، ناهيك عن الاستثمارات والمشاريع الداخلية بسبب الانهيار المالي الرأسمالي، وهذه الخسارة مرشحة للزيادة مع استمرار هذا الانهيار. الرئيس عباس الذي انهالت عليه عبارات المديح من كل الاتجاهات، سيحصل على بعض الدعم المالي الذي يخرج ميزانية السلطة من حال الافلاس التي تعيشها، وجعلتها تستلف مبلغ 70 مليون دولار لدفع رواتب موظفيها في الضفة والقطاع (140 ألف موظف). وهناك من يقول ان هذا العجز مفتعل هدفه ‘ارهاب’ هؤلاء في حال ‘انحرافهم’ نحو الجبهة الأخرى بعد وصول الرهان على مفاوضات التسوية إلى نهاية مأساوية مهينة. المشردون في قطاع غزة هم الضحية، لان أموال الإعمار لن تصلهم فوراً، وستحتاج بعض الوقت ريثما يتم الاتفاق على ‘المرجعية’، والحصول على بعض التنازلات الجوهرية من حكومة ‘حماس’، استجابة لشروط المانحين، عرباً وأجانب، مثل الاعتراف الكامل الصريح بدولة اسرائيل وحقها في الوجود، والقبول بحل الدولتين وفق التعريفات والمعايير الاسرائيلية المصدق عليها أمريكياً، واسقاط حق المقاومة. رصد الأموال، كبر حجمها أو صغر، قد يعكس حرصاً مزيفاً على أبناء الشعب الفلسطيني وأرواح أطفاله، فأين كانت هذه الدول (75 دولة) عندما بدأ العدوان الاسرائيلي على القطاع، ولماذا لم تتدخل لوقفه، وتركته يستمر ثلاثة أسابيع، حتى لم تعد تجد الطائرات والزوارق والدبابات الاسرائيلية أهدافاً تقصفها فقررت التوقف والاكتفاء بما سفكته من دماء. تابعت شخصياً جميع الكلمات التي القيت أثناء جلسة افتتاح مؤتمر شرم الشيخ، والمؤتمرات الصحافية التي اعقبته، ولم أسمع عبارة واضحة تشير بقوة إلى المجازر الاسرائيلية في القطاع وتدينها، بما في ذلك كلمات المتحدثين العرب. ولم يطالب أي من المتحدثين اسرائيل بدفع قيمة اعادة اعمار ما دمرته، بل استجداء لها بأن لا تعيد تدمير ما سيتم اعادة بنائه. كنت اتمنى لو وقف زعيم أو مسؤول عربي وقال للرئيس الفرنسي أو الايطالي أو السيدة كلينتون الذين اشترطوا على ‘حماس’ الاعتراف باسرائيل وحل الدولتين، ماذا ستقدمون لهم في مقابل الاستجابة لكل هذا، وهل ستفرضون على نتنياهو الذي يرفض هذا الحل، ويعلن ان رفضه هذا هو سبب عدم دخول حزبي ‘كاديما’ و’العمل’ في اي حكومة يشكلها، وكم من الوقت ستحتاجون لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ثماني سنوات اخرى ام ثمانين عاماً؟ انهم يبيعون ‘الوهم’ لأبناء فلسطين، وباتت المعادلة الجديدة المنبثقة عن مؤتمر شرم الشيخ ‘الإعمار مقابل التهدئة الدائمة’، مما يعني التخلي عن مجرد التفكير بالمقاومة، والاستمرار في الدوران في مفاوضات عبثية حتى تكمل حكومة اسرائيل الاستيطان في كل انحاء الضفة الغربية. فلهذا نحذر من عملية اعمار تريد خلق ‘فتنة’ اضافية للفلسطينيين، وكأنهم بحاجة الى المزيد من الفتن وتقسيم الصفوف، ومن اجل تحقيق الاهداف نفسها التي فشل الحصار والعدوان في تحقيقها. فلو كان الهدف من الاعمار تخفيف معاناة الفلسطينيين فلماذا يجري تسييسه من خلال شروط تعجيزية، ومن خلال سلطة لا تملك سلطة في القطاع؟ هناك حلول اخرى لتجنب الكثير من المشاكل، ابرزها تسليم الاموال والاشراف عليها الى هيئة الامم ومنظماتها المتخصصة للقيام بهذه المهمة، والزام الجميع بالتعاون معها، ولكن الهدف ليس الاعمار وانما تركيع الشعب الفلسطيني واذلاله، ودفعه الى نسيان ثقافة المقاومة. النغمة الجديدة التي يكررها القادة والمسؤولون العرب هذه الايام هي ان المبادرة العربية للسلام لن تبقى موضوعة على المائدة الى الابد.. هذا كلام طيب، ولكن قولوا لنا متى ستسحبونها، وهل هناك سقف زمني، سنة سنتان عشر سنوات؟ وفي حال سحبها هل هناك خطة بديلة؟ المنطق يقول بأن هناك ‘الخطة ب’ في حال فشل ‘الخطة أ’، فهل يتعامل النظام الرسمي العربي بهذا المنطق؟ لا نرى مؤشرا يفيد بالايجاب. لم يأتنا من شرم الشيخ ومؤتمراته ما يسرنا كعرب ومسلمين، فهذا المنتجع اصبح مطبخاً للخطط التآمرية والتدميرية ونصب الافخاخ والمصائد للامة العربية، ولا نعتقد ان مؤتمر شرم الشيخ الاخير سيكون استثناء، ولذلك لا بد من الحذر الشديد في التعامل مع نتائجه تقليصاً للخسائر اذا لم يتأت منع الكوارث المترتبة عليه. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 4 مارس  2009)  

 عباس انتصر على حماس  

 
د. فيصل القاسم لا شك أن العنوان أعلاه محبط للغاية، لكنه، مع كل أسف، حقيقة واقعة لا ريب فيها. ويكاد المثل العربي الشهير: « الفعل لذياب والصيت لأبو زيد » ينطبق حرفياً على الوضع الفلسطيني. لقد خاضت حركة المقاومة الإسلامية حماس على مدى اثنين وعشرين يوماً حرباً ضروساً ضد واحدة من أعتى القوى العسكرية في العالم، وأبلت بلاء رائعاً رغم قدراتها العسكرية المتواضعة جداً، ناهيك عن أن رجالها وأهلها في قطاع غزة تعرضوا لمحرقة نازية بكل المقاييس، فسقط ألوف من الشهداء والجرحى، ناهيك أن أهالي غزة الصامدين خسروا البنية التحتية للقطاع من مدارس ومستشفيات وطرق ومراكز حيوية ومحطات طاقة وغيرها الكثير تحت تأثير القصف الإسرائيلي الهمجي والعشوائي. ولا ننس ألوف المنازل التي دمرتها إسرائيل فوق رؤوس أصحابها، بحيث أصبح الوضع في غزة كارثة إنسانية رهيبة بكل المقاييس. مع ذلك فقد خرجت المقاومة من معركتها التاريخية مع إسرائيل مرفوعة الرأس. لكنها، وبكل صراحة، تعرضت لهزيمة نكراء أمام خصمها الفلسطيني، المتمثل بمنظمة التحرير الفلسطينية بزعامة الرئيس محمود عباس. لقد ظن الشارع العربي أن السلطة الفلسطينية ممثلة بعباس قد انتهت إلى غير رجعة بسبب مواقفها المشينة أثناء العدوان الصهيوني على غزة، فمن المعلوم أن قوات الأمن في الضفة الغربية حيث تقبع جماعة رام الله منعت الفلسطينيين حتى من مجرد تنظيم مظاهرات للتضامن مع أشقائهم في قطاع غزة، ناهيك عن مساندتهم عسكرياً. وقد تعرض المحتجون على العدوان الإسرائيلي في الضفة إما إلى القمع والسحق أو السجن. لا بل ذهب أحد عتاولة السلطة »التاريخيين« إلى أبعد من ذلك عندما انتقد إسرائيل لوقفها الهجوم على قطاع غزة. كان يريد طبعاً القضاء على المقاومة عن بكرة أبيها حتى لو قضى معها كل سكان القطاع المحاصرين. وقد تبيّن لاحقاً، حسب بيانات حماس، أن حشداً من أزلام سلطة رام الله قد شاركوا الإسرائيليين في الهجوم على غزة بطرق عدة. وقد أظهرت حماس اعترافات العديد من جماعة عباس على شاشات التلفزيون وهم يعترفون بفعلتهم الشنعاء ضد أبناء جلدتهم في القطاع السليب، ناهيك عن أنها قامت أيضاً بتصفية بعض العملاء. وفي الوقت الذي كان الشارع العربي من المحيط إلى الخليج يحيي المقاومة الفلسطينية، ويناصرها بشتى الطرق، كان رئيس السلطة محمود عباس يصف صمود الشعب في غزة ومقاومته الباسلة بالعبثية، وذلك في تناغم تام مع الحرب النفسية التي كانت تشنها إسرائيل على الغزاويين. لقد ساد انطباع عام في العالم العربي بأن السلطة الفلسطينية ستكون خجولة جداً من أفعالها، ولن تكون قادرة بعد العدوان على مجرد الظهور أمام الناس بسبب مواقفها البشعة والمخجلة أثناء الحملة على غزة. لكن هيهات، فما أن انجلى غبار الحرب حتى ظهر رئيس الوزراء الفلسطيني ليطالب بكل تبجح بالإشراف على إعادة إعمار غزة، مع العلم أنهم كانوا يتآمرون على المقاومة بشكل مفضوح، كما أوضحت مصادر حماس نفسها. أما رئيس السلطة محمود عباس، فظهر على الشاشات بكل عنجهية وكأن شيئاً لم يحدث، وراح يتبختر يمنة ويسرة، ليشد الرحال إلى أوروبا، حيث تلقفته العواصم الغربية بحفاوة بالغة، ولا أدري مكافأة على ماذا، ثم استقبله البرلمان الأوروبي استقبال الفاتحين، فألقى خطاباً نارياً تناقلته كل وسائل الإعلام، ثم راح الإعلام الغربي يلمعه أيّما تلميع، ويشيد بحكمته البالغة، ويعيد الهيبة إليه بطريقة مفضوحة، وكأنه المنتصر في الحرب الأخيرة. وما لبث أن زار تركيا، ليستقبل أيضاً كأحد أهم زعماء الشرق. وعندما عُقدت قمة الكويت الأخيرة، ظهر عباس كبطل زمانه وهو يتصدر الصفوف الأولى بجانب كبار الزعماء العرب. وكان قبلها طبعاً قد ظهر إلى جانب الرئيس الفرنسي وغيره من كبار الشخصيات العالمية في مؤتمر شرم الشيخ. وقد ظننا، وكل الظن إثم هنا، بأن حركة المقاومة ستتولى عملية إعادة إعمار القطاع، خاصة وأنها ذادت عن حماه، وتكبدت كماًّ هائلاً من الخسائر المادية والبشرية. لكن خافيير سولانا المنسق الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي أعلنها على رؤوس الأشهاد بأن سلطة محمود عباس هي التي ستشرف على إعمار غزة شاء من شاء وأبى من أبى، بالرغم من سجلها الفظيع في نظافة اليد. وليس أمام حماس أن تفعل شيئاً سوى أن تمنع ذلك، مما سيجعلها تبدو في أعين العالم على أنها تزيد في معاناة سكان القطاع، وهو ليس في صالحها. لقد نجحت أمريكا وإسرائيل وعرب الاعتدال في تعويم محمود عباس دولياً مرة أخرى بعد أن سقط سقوطاً مريعاً في أعين الشارعين الفلسطيني والعربي، وحتى الإسلامي. وعاد الرجل ينتقل من عاصمة عربية إلى أخرى ليمشي فوق السجاد الأحمر. وعاد بعد كل مواقفه الفظيعة ممثلاً للشعب الفلسطيني الذي كان يتفرج قبل أسابيع فقط على إبادته في قطاع غزة ببرودة عز نظيرها. والمضحك في الأمر أنه بدا مشمئزاً في أحد لقاءاته مع وسائل الإعلام من التغطية الإعلامية التي رافقت أحداث غزة، مستخدماً هنا تكتيك الهجوم أفضل وسيلة للدفاع. تصوروا بربكم هذه المكابرة والصلف. ألا يكفي أنه مذنب حتى أذنيه، بل يريد أيضاً أن يبيع العالم مزايدات، ويحمله »جمايل«. أما المقاومة وأهلها فقد غدوا كالأطرش في الزفة لا يشاركون في كل ما يحدث من تحركات عربية ودولية في زمن ما بعد العدوان على غزة. صحيح أن على الجميع أن يرحب بالمصالحة الفلسطينية ولمّ الشمل التي تجري الآن، لكن أليس من شأن تلك المصالحة أن تبرأ ساحة سلطة رام الله، وتبييض صفحتها، وصافي يا لبن بعد كل ما فعلته؟ لا بل إن سلطة أبو مازن بدأت تكشر عن أنيابها، وتتخذ مواقف أكثر حدة وتجبراً، فهي تريد أن تفرض على المقاومة أن تقبل بشروط أوسلو بعد كل التضحيات والمآسي التي لم تجف دماء ضحاياها بعد. فقد طالب عباس من حماس بأن تقبل بحل الدولتين، وكأنك يا بو زيد ما غزيت. تيتي تيتي مثل ما رحتي مثل ما جيتي. لو كان هناك مجتمع دولي وعرب يحترمون أنفسهم، لما عملوا على إعادة تأهيل سلطة شاركت بشكل مباشر وغير مباشر في العدوان والتآمر على شعبها على مرأى من العالم. لقد انتظر الكثيرون أن تلقى تلك السلطة ورموزها العقاب الذي تستحقه سياسياً وقضائياً بعد العدوان على غزة، فإذا بها تعود إلى الواجهة مظفرة ومكللة بالغار بدلاً من العار. آه كم كنا مخطئين عندما ظننا أن المستقبل للمقاومة الفلسطينية، وأن مزابل التاريخ مآل المتآمرين عليها. ها هم ديناصورات منظمة التحرير يصولون ويجولون، ويتبخترون، ويتصدرون الشاشات والمؤتمرات، بينما حسب المقاومين أن يلعقوا جراحهم.  ( المصدر: صحيفة « الشروق » ( يومية- الجزائر ) الصادرة يوم 4 مارس  2009)

رسالة إلى التايمز: « لا سلام بدون حماس »  


محمد القشتول وفاة نجل زعيم المعارضة البريطانية ديفيد كاميرون وهو في سن السادسة، وخطاب الرئيس الأمريكي أمام الكونجرس، هما الموضوعان اللذان استأثرا باهتمام كل الصحف البريطانية. وتفردت كل صحيفة على حدة بإثارة بعض القضايا ذات الصلة بالعالمين العربي والإسلامي كما هو الشأن مع صحيفة التايمز التي نشرت رسالة إلى رئيس التحرير تدعو إلى إشراك حماس في العملية السلمية. وقع الرسالة عدد من الساسة والدبلوماسيين الكبار من بينهم مايكل أنكرام اللورد أشداون والدكتور شلومو بن عمي وزير خارجية إسرائيل السابق (2000-2001)، وألفارو دي سوتو منسق الأمم المتحدة الخاص لشؤون الشرق الأوسط ومبعوث الرباعية الدولية ما بين سنتي 2005 و2007، وجاريث إيفانز وزير خارجية أسترالي سابق، وجيري كيلي عضو جمعية أيرلندا الشمالية عن الشين فين، وجون هيوم زعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي لأيرلندا الشمالية ما بين عامي 1979 و2001، واللورد باتن أوف بارنز السياسي البريطاني المحافظ وآخر حكام هونج كونج والمفوض الأوروبي السابق. حماس أمر واقع تبدأ الرسالة بالتذكير بالحرب الأخيرة على غزة وبالقول إن من بين ما يستخلص من هذه الحملة العسكرية « الدموية » هو أن « سياسة عزل حماس لا يمكنها أن تجلب الاستقرار. وتقول الرسالة: « نعتقد بصفتنا مفاوضين سابقين بضرورة التخلي عن هذه سياسة العزل الفاشلة، وبضرورة إشراك حماس في العملية السلمية. » وللتدليل على صحة موقفهم يلتجئ الموقعون على الرسالة إلى برهان منطقي وإلى واقع الوضع في المنطقة. ويستشهدون في هذا السياق بالقول الشهير لوزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشي ديان: « أنت لا تتفاوض مع أصدقائك إذا أردت السلام بل مع أعدائك. » وتقول الرسالة كذلك: « لن تختفي حماس أحببنا هذا أم كرهناه. » فالحركة فازت بالانتخابات في انتخابات ديمقراطية عام 2006، تقول الرسالة، وقد استطاعت أن « تحافظ على الدعم الشعبي لها في المجتمع الفلسطيني على الرغم من محاولات نسفه بواسطة الحصار الاقتصادي ». وتؤكد الرسالة على ضرورة أن تعترف حماس بإسرائيل لكنها ترى أن هذا الاعتراف لن يتم عن طريق سياسة العزل. ويعتبر الموقعون في هذا الصدد: « أن الشروط التي فرضتها الرباعية الدولية على حماس لبدء المفاوضات شروط غير عملية بالمرة. » وتعتقد الرسالة أن الشرط الأساسي ينبغي أن يكون وقف العنف، وأن فك العزلة عن حماس من شأنه أن يساهم في رأب الصدع في صفوف الحركة الوطنية الفلسطينية وخلق « شروط مواتية لبروز طرف فلسطيني مفاوض ذي مصداقية »، كما من شأنه أن يعزز من موقف المعتدلين في الحركة. ويعرب الموقعون في ختام الرسالة أن يكون تعيين جورج ميتشل مبعوثا أمريكيا خاصا إلى الشرق الأوسط « فاتحة عهد جديد للتعامل مع أزمة الشرق الأوسط بواقعية وليس استندا إلى معتقدات أيديولوجية. » « ماذا فعلنا بالعراق؟ » يعلق ريتشارد بيسون محرر الشؤون الخارجية في التايمز في صفحتها للرأي عن قرار وزير العدل البريطاني جاك سترو عدم نشر سجلات اجتماعات مجلس الوزراء البريطاني حول حرب العراق إبان رئاسة توني بلير للحكومة. ويرى الكاتب أن النقاش الدائر حاليا حول شرعية خوض خرب العراق لا طائل من ورائه لأن الأهم هو بحث ما حدث منذ اندلاع الحرب وليس قبلها. ويقول الصحافي البريطاني في مقاله: « بفضل شهادات عدد من الضباظ والجنود البريطانيين السابقين، نعلم الآن أن التخطيط لما بعد غزو العراق كان منعدما وأن المال لم يكن متوفرا لإعادة البناء. » بل إن الحكومة البريطانية -يقول الكاتب- تعاملت مع تدهور الوضع الأمني بخفض عدد الجنود إلى درجة أن ما تبقى منهم لم يكن يكفي سوى لتوفير حمايتهم الشخصية. ويقارن الكاتب بين هذا الموقف « المتخاذل » وبين الطريقة التي تعامل بها الأمريكيون مع الوضع ويخلص إلى أن الحكومة البريطانية أعطت الانطباع بأنها كانت تريد أن تتخلص من هذا الملف. ويعرض الكاتب في ختام مقاله لبعض الأسئلة التي ينبغي أن تطرح في هذا الصدد لإثراء النقاش. ومن بين هذه الأسئلة سؤال عن مدى ما استفادته بريطانيا من « غزو العراق بعد أن أدت ثمنا باهضا في الأرواح والأموال ». وكتب الصحافي قائلا: « لقد تمكنت إيران -التي ساعدت الميلشيات ضد البريطانيين- من الحصول على صفقة عقارية في البصرة، وزار نيكولا ساركوزي رئيس فرنسا -التي اعترضت على غزو العراق- بغداد لأول مرة للحصول على صفقات نفطية. » « وماذا تعلمنا منه؟ » بهذا السؤال تقريبا يفتتح باتريك كوكبورن مراسل الإندبندنت في الشرق الأوسط مقاللا للرأي يعلق فيه على قرار الرئيس الأمريكي المرتقب للإعلان عن خطة الانسحاب من العراق لتعزيز صفوف القوات الأمريكية في أفغانستان. ويفهم من سياق المقال أن رد الكاتب على تساؤله هو النفي. فاول الدروس التي لم تستخلصها الولايات المتحدة -على حد اعتقاد الكاتب- من تاريخ تخلها العسكري الخارجي هو عدم التورط في شؤون بلد انهارت دولته، لأن انهيار الدولة لا يعني غياب المقاومة. ويقول الكاتب إن الولايات المتحدة خاضت حرب العراق لاعتقادها أن العداء الطائفي بين السنة والشيعة كفيل بإضعاف الحس القومي. ويرى الصحافي البريطاني في هذا السياق أن المصدر الكبير لمثل هذه الرؤية المغلوطة هو اعتقاد واشنطن الراسخ بأنها هي التي تصنع الأجواء السياسية في بلدان العالم. ومثالا على ذلك يسوق الكاتب مسألة تراجع العنف في العراق. فالولايات المتحدة تعتقد أنه بفضل التعزيزات العسكرية التي قررتها وبفضل الخطة الجديدة الهجموية التي اعتمدتها. « لكن السبب الحقيقي في تراجع أعمال العنف مرتبط بصفة رئيسية بانتصار الشيعة على السنة بعد حرب أهلية من أفظع ما يكون، وبعدم التجاوب مع تنظيم القاعدة، وبالهدنة التي سنتها ميليشيا جيش المهدي. » ويعتبر الكاتب أن خطورة هذا الاعتقاد الخاطئ في قدرات الولايات المتحدة على رسم الخريطة السياسية للعالم، هو أن « مزاعم الانتصار الأمريكي في الحرب على العراق تغذي الآمال في تحقيق انتصار مماثل في أفغانستان. » ويخشي الصحافي البريطاني أن يقع الرئيس الأمريكي الحالي في نفس خطأ التقدير هذا. فعندما قضت الولايات المتحدة على عدوينن لدودين لإيران عامي 2001 و2003 بلغت الدهشة والاستغراب بالإيرانيين مبلغا جعل أحد رجالات الدين يعتقد أن  » البلادة الأمريكية وحي من الله وعلامة على عودة الإمام الغائب. » (المصدر: موقع بي بي سي العربية – لندن بتاريخ 4 مارس 2009 )  


عن رسالة أوباما « السريَّة » إلى الروس وبرنامج إيران النووي  

ضاحي حسن تحت عنوان « باراك أوباما يعرض التخلي عن درع الدفاع الصاروخي »، تنشر صحيفة التايمز البريطانية الصادرة اليوم تقريرا تتحدث فيه عن الرسالة « السرية » التي قيل إن الرئيس الأمريكي بعث بها الشهر الماضي إلى نظيره الروسي ديميتري ميدفيديف، عارضا عليه فيها مثل هذا التنازل مقابل قيام الأخير بإقناع الإيرانيين بالتخلي عن طموحاتهم النووية. ويكشف التقرير التايمز، الذي أعده مراسلا الصحيفة في واشنطن وموسكو، تيم ريد وتوني هالبين، تفاصيل جديدة عن الرسالة التي تقول إنها تظهر بأن مبادرة أوباما بالتخلي عن خطط واشنطن بنشر درع الدفاع الصاروخي في أوروبا الشرقية لم تكن سوى جزءا من الجهد الدبلوماسي الذي تبذله إدارة الرئيس الأمريكي لتحسين العلاقات الأمريكية-الروسية في العديد من القضايا والمجالات، بما فيها ملفَّات إيران وأفغانسان وتقليص الترسانة النووية. تحفيز الروس ويضيف التقرير، الذي أُرفقته الصحيفة بصورة لمفاعل نووي من الداخل وتحتها تعليق يقول « إن وحدة معالجة اليورانيوم ستزود الوقود فقط للمفاعل الذي بناه الخبراء الروس »، قائلا إن مبادرة أوباما لتقليص الترسانة النووية تتضمن إمكانية أن توضع خطط نشر الدرع الصاروخي المذكور على الرَّف الآن، وليكون ذلك كنوع من الحافز للروس لكي يشرعوا بمفاوضات بشأن معاهدة جديدة مع واشنطن ترمي إلى قيام الدولتين بتخفيض كبير في ترسانتيهما من الأسلحة النووية. ما قلته في الرسالة هو بوضوح قيامنا بتقليل التزام (أي سعي) إيران بالحصول على الأسلحة النووية، ومن ثم تخفيف الضغط من أجل، أو لنقل الحاجة إلى نظام دفاع صاروخي الرئيس الأمريكي باراك أوباما وتنقل الصحيفة عن أوباما بشأن رسالته إلى ميدفيديف نفيه بأنها تضمنت طرح عملية « مقايضة واحدة بواحدة »، أي ما الربط بين ما بين تعليق واشنطن لبرنامجها بنشر الدرع الصاروخي في أوروبا الشرقية مقابل مساعدة موسكو بتجميد البرنامج النووي الإيراني. وفي هذا الصدد، يقول أوباما خلال لقائه بالصحفيين مع ضيفه رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون: « ما قلته في الرسالة هو بوضوح قيامنا بتقليل التزام (أي سعي) إيران بالحصول على الأسلحة النووية، ومن ثم تخفيف الضغط من أجل، أو لنقل الحاجة إلى نظام دفاع صاروخي. » تنبيه أمريكي صحيفة الإندبندنت هي الأخرى تهتم برسالة الرئيس الأمريكي إلى ميدفيديف، فتعنون تقريرها الرئيسي « رسالة أوباما إلى موسكو »، وتنقل فيه عن سيد البيت الأبيض قوله إنما كان يقصد بها التنبيه إلى أن الخطر الناجم عن تطوير إيران صواريخ يمكن أن تحمل أسلحة نووية « يهدد إما الولايات المتحدة أو أوروبا. » كما تنقل الصحيفة عن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، والتي كانت تتحدث في مدينة القدس، قولها إن الدرع الصاروخي الذي تعتزم بلادها نشره في أوروبا الشرقية « إنما كان القصد منه دوما هو ردع إيران والتصدي لأي صواريخ قد تطلقها. » وتقول كلينتون، التي تقول الصحيفة إن الإسرائيليين حمَّلوها قائمة جديدة بالمقترحات والشروط التي تتعلق بالملف النووي الإيراني، إن واشنطن لديها « جدول أعمال واسع وغني لتناقشه مع موسكو خلال المحادثات التي ستبدأ بين البلدين يوم الجمعة المقبل. » هيلاري وحل الدولتين وعن كلينتون وزيارتها الأولى لإسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط كوزيرة لخارجية بلادها، تنشر التايمز تحقيقا لمراسلها في القدس، جيمس هايدر، بعنوان « كلينتون تقول إن حل الدولتين لا مفر منه في منطقة الشرق الأوسط ». يقول التحقيق، الذي ترفقه الصحيفة بصورة لكلينتون وهي تتقبل باقة ورد من الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، وقد بانت عليهما علامات الانشراح والسرور، إن وزيرة الخارجية الأمريكية ألقت بنفسها في معمعة أزمة الشرق الأوسط وأدخلت نفسها في أتونها المضطرب من خلال التعبير علانية عن دعمها لقيام الدولة الفلسطينية على الرغم من معارضة من سيشكلون الحكومة الإسرائلية المقبلة لمثل هذا المبدأ. وتنقل التايمز عن كلينتون، التي كشفت أنها قد أرسلت مسؤولين رفيعي المستوى من وزارتها إلى دمشق بحثا عن فرص إحياء محادثات السلام المتعثرة في المنطقة، قولها بخصوص قيام دولة فلسطينية: « نحن نعتقد أن التحرك باتجاه حل الدولتين يصب في مصلحة إسرائيل. » رد إسرائيلي غاضب صحيفة الإندبندنت تتابع أيضا تغطية مشاكل الإسرائيليين مع جيرانهم الفلسطينيين والعرب، وإن كانت هذه المرة من زاوية بريطانية، إذ تعنون تقريرها اليوم لمراسلها في القدس، دونالد ماكينتاير، « الإسرائليون يردون بغضب على الدعوة البريطانية للمقاطعة ». يقول التقرير إن العلماء والمسؤولين الإسرائيليين قد ردوا يوم أمس بغضب على الدعوات التي وجهها قرابة 400 أكاديمي بريطاني للمتحف العلمي في بلادهم، يناشدونه من خلالها بإلغاء ورش العمل وحلقات البحث التربوية والتعليمية التي يخطط لعقدها يوم غد بغرض الترويج للتقدم العلمي في إسرائيل. وتنقل الصحيفة عن الأكاديميين البريطانيين قولهم إن دعوتهم لإلغاء الورش وحلقات البحث في المتحف المذكور جاءت على خلفية « دعم الجامعات والعلماء في إسرائيل لاحتلال الأراضي الفلسطينية وللسياسات التي تنتهجها حكومة بلادهم، لا سيما نشرها واستخدامها الأسلحة بشكل كارثي في قطاع غزة مؤخرا. أما صحيفة الجارديان، فتهتم بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي اليوم من خلال تقرير بعنوان « مهمة جالاوي في غزة تواجه الاحتجاجات ». يقول التقرير إن الجدل أخذ يلف الحملة الإنسانية التي يرأسها جورج جالاوي، عضو مجلس العموم البريطاني عن حزب « ريسبيكت »، والتي تهدف إلى إيصال مساعدات إلى قطاع غزة، إذ أن العديد ممن كانوا يخططون لملاقاته والترحيب به قد قرروا المكوث في منازلهم احتجاجا على خططه لحضور حفل استقبال رسمي في مصر رغم انتقاداته السابقة للحكومة المصرية. انفعال البشير وفي الشأن السوداني، نقرأ اليوم في التايمز تحقيقا بعنوان « موظفو وعمال الإغاثة يخشون المزيد من أعمال العنف في الوقت الذي يستعد فيه السودان لإصدار الحكم بجرائم الحرب. » يقول التحقيق، الذي أرفقته الصحيفة بصورة وجهية للرئيس عمر حسن البشير وهو يخطب بانفعال بمؤيديه يوم أمس الثلاثاء ويهاجم من أوصى باعتقاله، إن العديد من موظفي وعمال هيئات الإغاثة الدولية قد أُخلوا بالفعل من المخيمات والمعسكرات والمواقع المختلفة في إقليم دارفور السوداني تحسبا لاندلاع أعمال عنف في أعقاب الإصدار المرتقب لقرار من قبل المحكمة الجنائية الدولية بخصوص قضية اعتقال البشير. أوباما وبراون وعن جديد زيارة براون إلى واشنطن، نطالع في صحافة اليوم عددا كبيرا من التقارير والتحقيقات والمقالات النقدية والتحليلية عن محادثات رئيس الوزراء البريطاني مع مضيفه الرئيس الأمريكي، وانعكاسات اللقاء على « العلاقات الخاصة » بين البلدين. صحيفة الجارديان عنونت تقرير مراسلها في واشنطن، باتريك وينتور، عن الزيارة بـ « إنه خطاب العمر بالنسبة له، لكن براون لن يقول آسفا. » يقول التحقيق إن براون سوف يستخدم اليوم خطابه أمام الكونجرس، والذي قد يكون الخطاب الأهم له خلال مسيرته السياسية، وذلك لكي يحث السياسيين الأمريكيين على ألا ينزلقوا في متاهة الحمائية الاقتصادية، لكنه سيصر في الوقت ذاته على عدم حاجته للاعتذار عن الأخطاء الشخصية التي ارتكبها وحكومته قُبيل بدء الأزمة الاقتصادية الراهنة التي تعصف ببريطانيا والعالم. خلاف لغوي أما التايمز، فتنشر مقالا تحليليا لمراسلها في واشنطن، تيم بولدوين، يحاول أن يرصد من خلاله جوانب الاستعراض اللغوي الذي ميز لقاء أوباما مع أول زعيم أوروبي يستقبله في البيت الأبيض منذ استلامه مقاليد الأمور في البيت الأبيض في العشرين من شهر يناير/كانون الأول الماضي. يتساءل الكاتب بداية في مقاله، الذي جاء بعنوان « جوردن براون وباراك أوباما مرتاحان بعد خلاف لغوي بسيط »، ما إذا كان لقاء الزعيمين بالصحافة في البيت الأبيض يُعتبر مؤتمرا صحفيا بالفعل، كما حاول طاقم براون ان يُظهره، أم كان مجرد لقاء عادي متواضع مع مجموعة منتقاة من الصحفيين؟ نحن نعتقد أن التحرك باتجاه حل الدولتين يصب في مصلحة إسرائيل وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون كما يعرج بولدوين أيضا على تحليل الكلمات والتعابير التي يستخدمها كل من أوباما وبراون في وصف علاقة بلديهما وعبارات المديح التي راح كل منهما يكيلها للآخر، مرورا بكلمات الثناء التي استخدماها في وصف زوجتيهما، وبلغة الجسد والذوق في اختيار الحركات المحسوبة والهدايا المتبادلة، والتي كانت هي الأخرى منتقاة بعناية فائقة. ومع ذلك، فلم تغب لغة الكاريكاتير الساخرة عن رصد زيارة أوباما لواشنطن، إذ تنشر الجارديان رسما يظهر فيه براون على هيئة كائن غريب وقد ارتطم رأسه عندما سقط في حديقة البيت الأبيض، بينما ارتفعت قدماه في الجو أمام عيني أوباما المشدوه الذي بدا وكأنه يشير له بأن يخرج سريعا من المكان، « وإلاَّ….! » أما في التعليق، الذي يأتي على شكل تساؤلات على لسان سيد البيت الأبيض الحائر بطبيعة الكائن الزائر، فنقرأ: « ترى، هل هو طائر؟ أم طائرة؟ أم شعاع شمس صغير؟! » قبر فرعوني ومن مصر الفراعنة، نختتم عرض صحافة اليوم مع خبر على صفحات التايمز يقول: « العثور على قبر حفيدة ملكية بالقرب من القاهرة. » أما في تفاصيل الخبر، فنقرأ أن علماء التنقيب عن الآثار قد عثروا على قبر عمره آلاف السنين، وهو يعود لإحدى نبيلات مصر القديمة في منطقة تقع جنوبي العاصمة المصرية القاهرة. وتنقل الصحيفة عن أعضاء البعثة الأثرية اليابانية في مصر قولهم إنهم يعتقدون بأن القبر يعود لإيسيسنوفريت، حفيدة رمسيس الثاني، الفرعون المنتمي للسلالة الحاكمة التاسعة عشرة، والتي حكمت مصر بين عامي 1304 و1237 قبل الميلاد.
 
(المصدر: موقع بي بي سي العربية – لندن بتاريخ 4 مارس 2009 )
 

Lire aussi ces articles

2 juin 2005

Accueil TUNISNEWS 6 ème année, N° 1839 du 02.06.2005  archives : www.tunisnews.net أعضاء مراقبة حالة حرية التعبير في تونس  يدينون

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.