Home – Accueil – الرئيسية
TUNISNEWS
8 ème année, N° 2556 du 23.05.2007
تقرير منظمة العفو الدولية لسنة 2007 الخاص بتونس المؤتمر من أجل الجمهورية: اعتداء على نائب رئيس الحزب عبد الرؤوف العيادي أسماء تنضاف لعريضة التضامن مع الصحفي محمد فوراتي السيد سليم بوخذير يتحدّث عن ملفّات فساد أشقاء ليلى بن علي ، على قناة “الحوار” اللندنيّة صابر: أمهات ضحايا قانون مكافحة الإرهاب .. أطلقوا سراح أبناءنا وكفى تنكيلا بنا يو بي أي: الادعاء العام التونسي يوجه تهمة التآمر علي امن الدولة لـ30 شخصا رويترز :.. “تقول السلطات اللبنانية انها اعتقلت سعوديين وجزائريين وتونسيين ولبنانيين اعضاء بالجماعة” إسلام أونلاين: تونس..اتهام 30 بالإرهاب والحملة علي الحجاب تتواصل تونس وسوريا من ضمن الأكثر رقابة للأنترنت رويترز: أمريكا وتونس تبحثان سبل تعزيز التعاون العسكري الحوار نت: حـصـاد الأسـبـوع “مواطنون:المجلس الوطني للحريات ممنوع من النشاط طيلة ثلاثة أيام “مواطنون: السند: ماذا يجري في الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري بعد مؤتمر 17 / 04 / 2006 ؟؟ “مواطنون: جمل بروطة وعرش المدينة محمد معالي: اقرأ جيدا تكتب جيدا فتحي الشامخي: كيف نخرج من نفق البطالة ؟ عدنان المنصر: ترياق عجيب يشفي من الإيدز… أخيرا: “وإذا مرضت فهو يشفين” عبدالحميد العدّاسي: بلا عنوان عمار: ارفع هذا المطلب للرئيس جمال الدين أحمد الفرحاوي: وإني فتى خلق للصعاب القدس العربي: المخرج التونسي شوقي الماجري: مسلسلي الاجتياح يؤرخ لفظائع الإسرائيليين ssوهو سيسبب لنا مشاكل مع بعض الجهات بما فيها العربية
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows (
تقرير منظمة العفو الدولية لسنة 2007 الخاص بتونس
تونس
الجمهورية التونسية
رئيس الدولة: زين العابدين بن علي
رئيس الحكومة: محمد الغنوشي
عقوبة الإعدام: غير مطبَّقة في الواقع الفعلي
المحكمة الجنائية الدولية: لم يتم التصديق
ظلت حرية التعبير وتكوين الجمعيات تخضع لقيود مشددة. وحُكم على ما لا يقل عن 12 شخصاً بالسجن لمدد طويلة بعد محاكمات جائرة بتهم تتعلق بالإرهاب، بينما كانت محاكمة نحو 50 شخصاً لا تزال مستمرة بحلول نهاية العام. واستمر ورود أنباء عن التعذيب وسوء المعاملة. وظل في السجون مئات من السجناء السياسيين الذين صدرت ضدهم أحكام بعد محاكمات جائرة خلال السنوات السابقة، وبعضهم من سجناء الرأي، وما برح كثيرون منهم محتجزين منذ ما يزيد على 10 سنوات، وتدهورت صحتهم، حسبما ورد.
خلفية
قُوبل انتخاب تونس، في مايو/أيار، لتكون عضواً في “مجلس حقوق الإنسان”، الذي أُنشئ حديثاً في إطار الأمم المتحدة، بانتقادات واسعة النطاق من جماعات حقوق الإنسان، بالنظر إلى القيود المشددة التي تفرضها الحكومة على الحريات الأساسية.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، دعت مجموعة من أعضاء البرلمان الرئيس زين العابدين بن علي بأن يرشح نفسه في الانتخابات الرئاسية في عام 2009، وبحلول هذا الموعد سيكون قد مضى عليه 22 عاماً في منصبه. ويُذكر أنه أُجري في عام 2002 استفتاء على تعديل الدستور التونسي بما يجيز للرئيس البقاء في منصبه لولايات متعاقبة غير محددة، مدة كل منها خمس سنوات.
وأُفرج عن 153 سجيناً سياسياً إفراجاً مشروطاً، بموجب عفو رئاسي، وأُفرج عن 81 منهم في فبراير/شباط، وأُفرج عن الباقين في نوفمبر/تشرين الثاني. وكان معظم هؤلاء قد سُجنوا لما يزيد عن 14 عاماً بسبب انتمائهم إلى حركة “النهضة” الإسلامية المحظورة، وصدرت الأحكام عليهم بعد محاكمات جائرة أمام محاكم عسكرية في بوشوشة وباب سعدون في عام 1992 . وظل في السجون نحو 100 من الأعضاء الآخرين في حركة “النهضة، ويعاني بعضهم من اعتلال صحتهم، حسبما ورد، بسبب قسوة الظروف في السجن والتعذيب الذي تعرضوا له في فترة الاحتجاز السابق على المحاكم قبل سنوات عدة. وكان بعضهم في حاجة ماسة للعلاج الطبي.
وفي يونيو/حزيران، اعتمد البرلمان الأوروبي قراراً يطالب بعقد اجتماع “لمجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وتونس” لمناقشة وضع حقوق الإنسان في تونس، وذلك بعد أن واصلت الحكومة منع “الرابطة التونسية لحقوق الإنسان”، وهي منظمة غير حكومية، من عقد مؤتمرها العام. وفي أكتوبر/تشرين الأول، وجه اتحاد الأوروبي مزيداً من الانتقادات للحكومة التونسية، بعد أن ألغت مؤتمراً دولياً عن حق العمل في الدول الأوروـ متوسطية، وذلك قبل وقت قصير من الموعد المحدد لانعقاده في تونس العاصمة، في سبتمبر/أيلول.
وفي ديسمبر/كانون الأول، وقع تبادل لإطلاق النار بين الشرطة وأفراد، قيل إنهم من “الجماعة السلفية للدعوة والقتال”، وهي جماعة زُعم أنها على صلة بتنظيم “القاعدة”، مما أسفر عن مصرع عشرات الأشخاص وإصابة كثيرين آخرين، من بينهم بعض ضباط الشرطة.
الانتهاكات في سياق “الحرب على الإرهاب”
لم تستجب السلطات بعد للطلب الذي تقدم به “مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بتعزيز وحماية حقوق الإنسان أثناء مكافحة الإرهاب” من أجل زيارة تونس لتقييم سجل الحكومة في مجال حقوق الإنسان في سياق “الحرب على الإرهاب”. وواصلت السلطات استخدام قانون مكافحة الإرهاب الصادر عام 2003، والذي كان مثار خلاف، في القبض على من يُشتبه في صلتهم بالإرهاب، وفي احتجازهم ومحاكمتهم. وقد صدرت على المدانين أحكام بالسجن لمدد طويلة. كما استُخدم قانون مكافحة الإرهاب ومواد في قانون القضاء العسكري ضد بعض المواطنين التونسيين الذين أعادتهم السلطات على غير رغبتهم إلى تونس من بلدان أخرى، مثل البوسنة والهرسك وبلغاريا وإيطاليا. واتُهم كثيرون منهم، أثناء وجودهم في حجز السلطات التونسية، بأن لهم صلات مع تنظيمات إرهابية تعمل خارج البلاد، وأُحيل بعضهم إلى القضاء العسكري. وكانت هناك قيود متزايدة على اتصال محامي الدفاع بموكليهم في القضايا المتعلقة بالإرهاب.
وفي يونيو/حزيران ويوليو/تموز، قُبض على عشرات المشتبه في صلتهم بالإرهاب، وبعضهم ممن زُعم أنهم أعضاء في “الجماعة السلفية للدعوة والقتال”، واحتُجزوا بمعزل عن العالم الخارجي لعدة أسابيع، تعرضوا خلالها للتعذيب، حسبما ورد، ثم أُحيلوا للمحاكمة أمام محكمة الجنايات في تونس العاصمة. وبحلول نهاية العام، كانوا لا يزالون محتجزين بدون محاكمة. ونُقل كثيرون منهم إلى سجون نائية، تبعد مئات الكيلومترات عن عائلاتهم.
* وفي يونيو/حزيران، أُعيد القبض على هشام السعدي، الذي كان قد أُطلق سراحه في فبراير/شباط بموجب عفو رئاسي، بعد أن حُكم عليه، في عام 2004، بالسجن لمدة 12 عاماً بتهم تتعلق بالإرهاب. وقد احتُجز بمعزل عن العالم الخارجي لمدة 25 يوماً، تعرض خلالها للتعذيب، حسبما ورد، واتُهم بالانتماء إلى “الجماعة السلفية للدعوة والقتال”. وفي أكتوبر/تشرين الأول، قفز من نافذة في محاولة فاشلة للهرب، أثناء مثوله أمام قاضي التحقيق في تونس العاصمة. وكان لا يزال محتجزاً لحين المحاكمة بحلول نهاية العام.
* وفي سبتمبر/أيلول، أُعيد بدر الدين الفرشيشي، الذي يُعرف أيضاً باسم “أبو مالك”، إلى تونس من جمهورية البوسنة والهرسك، بعد أن رفضت السلطات هناك طلبه من أجل اللجوء. وقد احتُجز عدة أيام، تعرض خلالها للاعتداء، حسبما زُعم، ثم مثل أمام قاض عسكري، في 6 سبتمبر/أيلول، ووُجهت إليه بموجب قانون القضاء العسكري تهمة “وضع نفسه في زمن السلم تحت تصرف جيش أجنبي أو منظمة إرهابية تعمل بالخارج”. وكان الفرشيشي قد شارك في القتال كمتطوع في قوات مسلمي البوسنة خلال الحرب التي دارت من عام 1992 إلى عام 1995 في يوغسلافيا السابقة. وبحلول نهاية العام، كان لا يزال في انتظار المحاكمة أمام محكمة عسكرية، وقد يُحكم عليه بالسجن لمدة تصل إلى 10 سنوات في حالة إدانته.
* وأُطلق سراح ستة من أعضاء ما يُسمى جماعة “جرجيس”، في فبراير/شباط. وكان كل من عبد الغفار قيزة، وعمر شلندي، وحمزة محروق، ورضا بلحاج إبراهيم، وعمر راشد، وأيمن مشارك، وجميعهم ينحدرون أصلاً من بلدة جرجيس في جنوب تونس، قد اعتُقلوا في عام 2003، وصدرت ضدهم أحكام بالسجن بتهم تتعلق بالإرهاب، في إبريل/نيسان 2004، إثر محاكمة جائرة أمام محكمة عسكرية في تونس العاصمة. واستُخدمت الاعترافات، التي زُعم أنها انتُزعت تحت وطأة التعذيب أثناء احتجازهم بمعزل عن العالم الخارجي في فترة الاحتجاز السابق للمحاكمة، باعتبارها الأدلة الأساسية ضدهم.
حرية التعبير
ظلت حرية التعبير تخضع لقيود مشددة. وفُصل اثنان على الأقل من الصحفيين الذين ينتقدون الحكومة من عملهما بموجب قرارات من مديري الصحيفتين اللتين يعملان بهما، وواصل آخرون العمل؛ ولكنهم واجهوا ضغوطاً حكومية وإجراءات قضائية في محاولة لترهيبهم.
* وفي إبريل/نيسان، مُنعت نقابة الصحفيين التونسيين من عقد اجتماع لهيئتها التنفيذية، وظل أعضاؤها يتعرضون للمضايقة والترهيب على أيدي الشرطة. واحتُجز رئيس النقابة، لطفي حجي، لفترات وجيزة في ثلاث مرات منفصلة على الأقل في غضون العام.
* وصعدت السلطات من مضايقة النساء والفتيات اللاتي يرتدين الحجاب. وجاء ذلك في أعقاب تصريحات لوزيري الخارجية والداخلية والكاتب العام لحزب “التجمع الدستوري الديمقراطي” الحاكم، ضد تزايد ارتداء الحجاب في أوساط النساء والفتيات، وتزايد إطلاق اللحى وارتداء القميص الطويل في أوساط الرجال والشباب. وطالب الثلاثة بأن يُطبق بشكل صارم المرسوم رقم 108 لوزارة التعليم، والذي يحظر على الإناث ارتداء الحجاب داخل المؤسسات التعليمية، ولدى العمل في الإدارات الحكومية. وأفادت الأنباء أن بعض الإناث أُمرن بخلع الحجاب قبل السماح لهن بدخول المدارس أو الجامعات أو مواقع العمل، وأُجبرت أُخريات على خلع الحجاب في الشارع. كما اقتيدت بعض الإناث إلى مخافر الشرطة، وأُجبرن على التوقيع على تعهدات بعدم ارتداء الحجاب مرة أخرى، حسبما ورد.
نشطاء ومنظمات حقوق الإنسان
استمر تعرض المدافعين عن حقوق الإنسان للمضايقة كما تعرض بعضهم للعنف الجسدي. وخضع كثير من المدافعين عن حقوق الإنسان، هم وأفراد أسرهم وأصدقاءهم، للمراقبة من جانب السلطات، كما فُرضت عليهم قيود تحد من أنشطتهم بشدة. وما زالت عدة منظمات غير حكومية معنية بحقوق الإنسان تُحرم من الاعتراف القانوني بها.
* فقد استمر منع “الرابطة التونسية لحقوق الإنسان” من عقد مؤتمرها العام السادس واستعمال مقرها في تونس، والذي لا يُسمح بدخوله إلا لأعضاء الهيئة التنفيذية للرابطة. كما استمر إغلاق فروع الرابطة أمام الجمهور وأعضاء الرابطة المنتخبين. وأُجل مرة أخرى نظر الدعوى القضائية المرفوعة ضد الهيئة التنفيذية للرابطة إلى يناير/كانون الثاني 2007 . وأجرت السلطات اتصالات مع سفارات عدد من الدول في تونس، وهددت على ما يبدو بقطع العلاقات الدبلوماسية مع هذه الدول؛ إذا استمر ممثلوها في مقابلة تونسيين من المدافعين عن حقوق الإنسان. وحظرت السلطات، بصفة خاصة، المقابلات مع أعضاء “الرابطة التونسية لحقوق الإنسان” استناداً إلى وجود دعاوى قانونية مرفوعة ضدها. وبالرغم من ذلك، زار عدد من العاملين في عدة سفارات مقر الرابطة لإظهار تضامنهم معها.
* وفي أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني، فرض مسؤولو إدارة أمن الدولة رقابة مشددة على مقر “المجلس الوطني للحريات بتونس”، وهو منظمة غير حكومية محرومة من التسجيل القانوني. وأدت هذه الرقابة في واقع الأمر إلى منع عائلات السجناء والسجناء السياسيين السابقين من دخول المقر. وورد أن بعض الذين زاروا المقر قد قُبض عليهم لدى مغادرتهم، واقتيدوا إلى مخافر الشرطة، وأُجبروا على كتابة تعهدات بعدم زيارة مقر “المجلس الوطني للحريات بتونس” مرة أخرى.
* وفي مايو/أيار، قام بعض ضباط الشرطة بإخراج إيف ستاينر، عضو اللجنة التنفيذية في الفرع السويسري لمنظمة العفو الدولية، قسراً من أحد الفنادق في مدينة سيدي بو سعيد، حيث كان يُعقد الاجتماع السنوي للفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية، واقتيد إلى المطار، وأُبعد من تونس. وقد عامله المسؤولون بغلظة لدى نقله إلى المطار، وصُودر الهاتف النقال الخاص به. وكان ستاينر قد ألقى في اليوم السابق كلمة أمام أعضاء الفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية، انتقد فيها انتهاكات حقوق الإنسان في تونس، بما في ذلك القيود على حرية التعبير وحرية تكوين الجمعيات.
* وفي مايو/أيار أيضاً، قُبض على هشام عصمان، الذي كان يشغل آنذاك منصب رئيس الفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية، وذلك داخل الجامعة التي يعمل بها، واحتُجز ست ساعات، وخضع للاستجواب بخصوص أحداث جرت في اجتماع الفرع. وأبلغته الشرطة أن الاجتماع لم يلتزم بالقانون الأساسي للفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية، حيث أتاح مجالاً لانتقاد الحكومة التونسية ورئيس الجمهورية، وأُبلغ رسمياً بأن الفرع سوف يُحل إذا ما تكرر ذلك.
استقلال القضاء
في أكتوبر/تشرين الأول، وجه رئيس وفد “المفوضية الأوروبية” في تونس، المنتهية ولايته، انتقادات علنية للبطء في مسار الإصلاح السياسي، ودعا إلى توفير مستوى أفضل من التدريب للقضاة والمحامين من أجل تعزيز استقلال القضاء.
وفي مايو/أيار، نظم بعض المحامين عدداً من الاعتصامات احتجاجاً على قانون جديد بإنشاء المعهد الأعلى للمحاماة. واحتج المحامون على أن الجمعية الوطنية التونسية (البرلمان) قد اعتمدت القانون دون أن تأخذ في الاعتبار نتائج المشاورات مع “هيئة المحامين”، حسبما ينص اتفاق تونس مع الاتحاد الأوروبي بخصوص تمويل عملية إصلاح النظام القضائي. ومن المقرر أن يتولى المعهد الأعلى للمحاماة، والذي سيخضع لإشراف وزارتي العدل والتعليم العالي، مسؤولية تدريب المحامين، وهي مهمة كانت حتى الوقت الراهن من اختصاص “جمعية المحامين” و”جمعية القضاة التونسيين”. وعارض المحامون القانون الجديد على اعتبار أنه سوف يقوِّض استقلال القضاء. وتعرض كثير من المحامين لاعتداءات بدنية من جانب الشرطة خلال الاعتصامات.
* ومُنعت وسيلة الكعبي، وهي قاضية ومن أعضاء “جمعية القضاة التونسيين”، من السفر إلى المجر، في سبتمبر/أيلول، للمشاركة في اجتماع “للاتحاد الدولي للقضاة”. ويقضي القانون التونسي بضرورة حصول القضاة على تصريح من وزير العدل من أجل السفر للخارج.
سجناء الرأي
ظل منتقدو الحكومة وخصومها عرضة لخطر السجن والمضايقة والترهيب بسبب تعبيرهم عن آرائهم بصورة سلمية.
* وأضرب سجين الرأي محمد عبو عن الطعام عدة مرات احتجاجاً على استمرار اعتقاله، وسوء المعاملة التي يلقاها على أيدي السلطات في سجن الكاف. وتعرضت زوجته وأبناؤه للمضايقة والترهيب من جانب الشرطة، والتي تربض بصفة مستمرة خارج منزله في تونس العاصمة. وفي نوفمبر/تشرين الثاني، نُقل محمد عبو إلى مستشفى الكاف لإجراء فحوص على كليتيه. وفي ديسمبر/كانون الأول، توجهت زوجته سامية، مع المحامي سمير بن عمر؛ ومنصف المرزوقي، وهو من قادة المعارضة؛ والصحفي سليم بو خذير لزيارته في السجن. وقد أوقفتهم الشرطة تسع مرات في الطريق، من تونس العاصمة إلى الكاف، بدعوى الاطلاع على بطاقات الهوية الخاصة بهم، وعلى وثائق تسجيل السيارة. وفيما بعد، تعرض الأربعة، لدى مغادرتهم أحد المطاعم في الكاف، لاعتداء من قرابة 50 من الرجال والنساء والشبان المجهولين، الذين انهالوا عليهم سباً ودفعاً ولكماً وبصقاً. وتمكن الأربعة من الإفلات من المعتدين، وعادوا إلى السيارة. وعندما وصلوا عند مدخل السجن، ظهر آخرون واعتدوا عليهم ومنعوهم من الوصول إلى السجن. ووقع الاعتداءان في حضور عدد من ضباط الشرطة، الذين لم يتخذوا أي إجراء لحماية الأربعة أو للإمساك بالجناة.
التقارير/الزيارات القطرية لمنظمة العفو الدولية
الزيارة
زار مندوبون من منظمة العفو الدولية تونس، في يوليو/تموز، والتقوا مع عدد من المدافعين عن حقوق الإنسان والمسؤولين الحكوميين وممثلي حكومات دول في الاتحاد الأوروبي.
المؤتمر من أجل الجمهورية
حتى تتحقق السيادة للشعب والشرعية للدولة والكرامة للمواطن
33 نهج الجزيرة-تونس http://www.cprtunisie.net/ في 23-5-2007
بيان
يعلم المؤتمر من الجمهورية الرأي العام أن نائب رئيس الحزب عبد الرؤوف العيادي قد تعرض لاعتداء جديد تمثل هذه المرة في تسوّر بيته وتدمير ممتلكات بداخله منها سيارة زوجته كآخرحلقة من سلسلة متعددة الحلقات استهدفته في عمله وممتلكاته وأمنه الجسدي.
هذا الاعتداء يأتي مباشرة بعد الذي تعرض له سليم بوخذير بصفته صحفيا وأيضا بصفته عضوا في المؤتمر، وبعد مسلسل الإعتداءات المتكررة التي استهدفت قيادة المؤتمر وعلى وجه الخصوص نزيهة رجيبة وعبد الوهاب معطر وفتحي الجربي وسمير بن عمر.
وإذ يصدر المؤتمر هذا البيان فليس من أجل تأكيد تضامنه مع نفسه أو للتوجه للسلطة الباغية وإنما للفت نظر الرأي العام لظاهرتين على قدر كبير من الخطورة وعلى الشعب على الأقل أن يعي بها بانتظار أن يجد الحلول الملائمة لها.
الظاهرة الأولى تتعلق بريادة النظام الاستبدادي الذي يتحكم في رقابنا في وضع تقنيات جديدة للقمع تتمثل في الاستهداف المتواصل والمبرمج والمنظم بدقة للأشخاص الذين يراد تحطيمهم وإذلالهم ،وذلك عبر اعتداءات تبدو بلا قيمة بالقياس لما تحفل به الشاشات من مآسي.
إلا أنه عندما يتعرض المرء طيلة سنوات للحرمان من الشغل واستهداف عائلته المتواصل وسرقة وتحطيم سيارته والتعرض لحقه في الرأي وفي السفر، فإننا أمام حالة من التعذيب التي لا تقول اسمها، كل هذا دون تكلف أعباء سجن أو محاكمة بالنسبة للسلطة الباغية.
وعندما لا يشمل هذا القمع الخفي فقط بعض الشخصيات المعروفة القادرة على الدفاع عن نفسها وإنما آلاف من الأبطال المغمورين الذين لا تنتبه منظمات حقوق الإنسان لما يعانون ، فإننا نجد أنفسنا أمام ظاهرة حقوقية وسياسية بالغة الخطورة. لذلك ندعو منظمات حقوق الإنسان التونسية والعربية والعالمية إلى الانكباب على هذا الإنجاز الباهر للعهد الجديد في تطوير العلوم القمعية ودراسة أساليب مواجهته.
الظاهرة الثانية التي تفضحها هذه الاعتداءات هي تواصل انحطاط صورة الدولة ونزيفها المتواصل من كل هيبة و مصداقية . لقد أصبح واضحا للجميع في تونس خواء مفهوم القانون والعدالة والمؤسسات من كل محتوى وبلطجية النظام هم الذين يسرقون أموال الشعب من جهة و يستعملون من جهة أخرى في مواجهة اشرف رجال ونساء تونس وسائلهم المنافية للأخلاق الخارجة على القانون… والتي يفترض من كل دولة جديرة بهذا الاسم استئصالها لا استعمالها.
ورغم اختلال موازين القوى لصالح الاستبداد وهشاشة المعارضة وصعوبة التحرك والعمل في ظل الاخطبوط البوليس فإن المؤتمر من أجل الجمهورية يجدد للرأي العام الوطني عهد مناضليه على قلتهم بمواصلة الدفاع عن شرف التونسيين وعدم المساومة في حقوقهم في ديمقراطية فعلية ويدعوهم لرفع الرأس وشحذ الهمم وتحمل مسؤوليتهم تجاه أنفسهم وتجاه الأجيال المقبلة لتخليص تونس من نظام جوهره الفساد والقمع والتزييف وأسلوبه كل ما هو بذيء وخسيس وحقير وسيبقى وصمة عار في تاريخنا إلى الأبد.
عن المؤتمر من أجل الجمهورية
د. منصف المرزوقي
أسماء تنضاف لعريضة التضامن مع الصحفي محمد فوراتي
باريس / 24 – 5 – 2007
الجمعية الدولية للصحفيين الأفارقة بالمنفى ـ
نحن صحفيون من مختلف المنابر، ومؤسسات إعلامية متنوعة، من عديد البلدان العربية والأوروبية، نتوجه بهذه العريضة للرأي العام الدولي والعالمي، للتعبير عن تضامننا المطلق مع زميلنا محمد فوراتي، الصحفي الحالي بجريدة الشرق القطرية، وسكرتير تحرير سابق لجريدة الموقف التونسية، وعضو هيئة تحرير مجلة أقلام أونلاين الإلكترونية، من أجل استرداد حقه المسلوب، على إثر محاكمة مصطنعة، تدلّ كل القرائن أنها ذات طابع سياسي، برّئته منها المحاكم عديد المرات، ونطالب السلطات المعنية بغلق ملف القضية، ورفع هذا الحيف، الذي يحرم الزميل من العودة إلى تونس لزيارة الأهل والعائلة، والكفّ عن توزيع التهم المجانية.
كما أننا نغتنم مناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، لنجدّد وقوفنا المبدئي والأخلاقي مع الزملاء: سامي الحاج مصوّر قناة الجزيرة، وتيسير علوني الصحفي بنفس القناة، والمناداة بإطلاق سراحهما، وسنظل متمسّكين يقينا وقناعة ومبدأ بالدفاع عن حرية الرأي والتعبير.
نداء هـــــــــام جــــــــــــدا
* نحيط علما كل الشرفاء، وكل الضمائر الصاحية، وكل العقول الرافضة للحيف والتسلط، وكل المنتفضين على الظلم، والمرابطين بوعيهم وحسّهم للوقوف إلى جانب الحق والعدل، أننا سنقوم قريبا بتحرّك إعلامي وحقوقي مستديم ومتواصل، لفائدة السجين السياسي السابق الصحفي عبد الله الزواري المنفي داخل وطنه، ولن نهدأ حتى ترفع هذه المظلمة الفظيعة، انه من المخجل أن يظل عبد الله الزواري مهجّرا في بلده، ويعيش وضعية عائلية مأساوية تتجاوز حدود المعقول…
* نحيّي كل المساندين على هذه الوقفة المشرفة، التي تدل فيما تدل على الوعي الوطني، والحس الإنساني الراقي تجاه القضايا العادلة، من أجل أن نكون دروعا واقية ضد سهام المظالم، وسوف نظل مرابطين حتى ترفع المظلمة المسلطة على الصحفي الحر محمد فوراتي.
الطاهر العبيدي / taharlabidi@ free.fr
الكاتب العام للجمعية الدولية للصحفيين الأفارقة بالمنفى / www.jafe.org
**********************************
قائمة الموقعين على العريضة حسب الحروف الأبجدية
1 / أحمد فال ولد الدين / مسؤول الاعلام بالمرصد الموريتاني لحقوق الإنسان
2 / أمينة الزواري القوماني / عضوة باللجنة المركزية للحزب
الديمقراطي التقدمي
3 / الطاهر الأسود / باحث في ” أمريكا الشمالية”
4 / احمد قعلول / مدير موقع مجلة أقلام أونلاين
5 / الشادلي العيادي / عضو استشاري ومحلل في الإستراتيجيا الأمنية للبرلمان السويدي
6 / الحسين بن عمر / حقوقي تونس
7 / فريق الحوار نت www.alhiwar.net
8 / احمد فرحات حمودي / أستاذ اقتصاد غمراسن / عضو باللجنة المركزية للحزب الديمقراطي
التقدمي
9 / عبد الناصر نايت ليمام / رئيس جمعية ضحايا التعذيب بتونس
10 / الطاهر العبيدي / رئيس تحرير مجلة تواصل
11 / بسام بونني / صحفي
12 / فريق تونس نيوز www.tunisnews.net
13 / فريق تونس أونلاين www.tunis-online.net
14/ ثريا وقاص / أستاذة جامعية عضو هيئة تحرير مجلة تواصل
15 / جلال الورغي / صحفي بوكالة قدس برس
16 / جمال دلالي / فني في قناة الحوار لندن
17 / جوزيف غطاس كرم / كاتب
18 / جمال عبد الرحمان / كاتب وباحث تونس
19 /جمال الطاهر / كندا
20 / جمال فرحاوي / شاعر
21 / حيدوري لطفي / صحفي بموقع مجلة كلمة
22 / حسن محمد الأمين / إعلامي ليبي / مشرف موقع ليبيا المستقبل www.libya-almostakbal.com
23 / حبيب العماري
24 / حافظ الجندوبي / أستاذ
25 / حبيب أبو وليد المكني / جامعي
26 / د. خالد الطراولي / رئيس اللقاء الإصلاحي الديمقراطي
27 / خميس الشماري / حقوقي ونائب برلماني سابق وعضو في تجمع 18 أكتوبر
28/ رابح الخرايفي / محام ناشط حقوقي عضو بالمكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي جندوبة
رياض الحجلاوي / دكتور في الفيزياء 29 /
30 / رجاء الشامخ / مناضلة يسارية باريس
31 / رضا الرجيبي
32 / طارق شامخي / Australia Journalist Free lance
33 / طارق السوسي / أستاذ معطل وحقوقي
34 / طارق العبيدي / محام
35 / طه بعزاوي / صحفي بموقع مجلة كلمة
36 / صالح عطية / صحفي
37 / عبد الباقي خليفة / صحفي
38 / عامر عياد / تاجر المنستير تونس
39 / د. عادل السالمي / جامعي
40 / عبد الوهاب الهاني / حقوقي واعلامي
41 / عبد الله الزواري / صحفي
42 / عبد اللطيف العبيدي / صحفي
43 / عبد الوهاب عمري
44 / عبد الحميد العداسي / الدنمارك
45 / عمار بوملاسة / باحث تونس
عزيز كريشان /46
47 / عقيلة صالح بدر / الولايات المتحدة
48 / عبد الوهاب معطر / محام وأستاذ بجامعة صفاقس / تونس
49 / عماد الدايمي / مهندس / عضو المؤتمر من أجل الجمهورية
50 / عارف معالج / استاذ جامعي
51/ عبدو معلاوي / كندا
52 / منظمة غادني لحقوق الإنسان / WITH BEST REGARDS
SINCERLY
GANDY HUMAN RIGHTS ORGANISATION
IN THE MIDDLE EAST AND NORTH AFRICA
53 / سفيان الشورابي / صحفي بجريدة مواطنون
54 / سامي نصر / صحفي بموقع مجلة كلمة التونسية
55 / سليم بوخذير / صحفي
56 / سمير ديلو / محامي وحقوقي
57 / سمير عبيد / كاتب وباحث مركز الشرق للبحوث والدراسات / أوروبا
58 / سالم خليفة موظف سوسة
59 / سعداني فرجاني / صحفي
60 / د . شيماء الصراف / عضو هيئة تحرير مجلة تواصل
61 / شكري يعقوب
62 / شعبان الشارني / طالب
63 / فتحي نصري / محامي وحقوقي تونسي
64 / فرحات العبار / صحفي
65 / فتحي الجوادي / إعلامي لندن
66 / فتحي عبد الباقي / إطار فني وحقوقي
67 / فراس قصاص / المتحدث باسم حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية
)www.hadatha4syria.com(
68 / كمال الغالي / شاعر وكاتب
69 / مية الجريبي/ الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي
70 / د.منصف المرزوقي / رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية
71 / محمد القوماني / أمين عام مساعد للحزب الديمقراطي التقدمي والمدير المالي ومحرر بجريدة الموقف
72 / منصف بوسحاقي / مهندس صوت
73 / محمد طنيش / إطار فني / ناشط حقوقي ألمانيا
74 / منير دبور / عضو بجمعية التونسيين بسويسرا
75/ محمد بن هندة / جمعية التونسيين بسويسرا
76 / محمد اليزيدي / صحفي
77 / محمد الحمروني / صحفي بجريدة الموقف
78 / محمد النوري / فرنسا
79 / مرسل الكبيسي / الوسط التونسية
80 / نجيب الحسني / محام وحقوقي
81 / نبيل الريحاني / صحفي
82/ نجيب البكوشي / جامعي
83 / د.نصيف الجبوري / عضو هيئة تحرير مجلة تواصل
84 / نورالدين الخميري / أستاذ
نور الدين ختروش / كاتب
85 / د . هيثم مناع / رئيس تحرير مجلة مقاربات
تابعوا السيد سليم بوخذير يتحدّث عن ملفّات فساد أشقاء ليلى بن علي ،
على قناة “الحوار” اللندنيّة في هذه الأوقات
إستضاف برنامج “حقوق الناس” على قناة “الحوار”اللندنية في حلقته الجديدة التي وقع بثّها مساء اليوم الإربعاء 23 ماي 2007 على الساعة الثامنة و النصف مساء بتوقيت تونس ، الصحفي التونسي السيد سليم بوخذيرالذي تحدّث بكل ّجُرأة عن موضوع ملفّات فساد أصهار الجنرال بن علي من آل الطرابلسي و عن موضوع محاباة أقارب قرينته ليلى بن علي وعن حكاية الإعتداءات الجسدية المتكرّرة عليه في الفترة الأخيرة بسبب كتاباته في هذا الموضوع بعديد وسائل الإعلام العربية ، وإستضافت الحلقة كذلك السيد أحمد قعلول رئيس تحرير مجلّة “أقلام أون لاين” الذي تحدّث من لندن عن حرية التعبير المعدومة في تونس . و لمن فاته متابعة البرنامج مساء اليوم ، يمكن له متابعته في فترات الإعادة في الأوقات التالية بتوقيت تونس : ** يعاد بث البرنامج في الساعة 06:00 صباحا يوم غد الخميس 24 ماي بتوقيت تونس ، و في الساعة الخامسة بعد الزوال بتوقيت تونس يوم غد الخميس أيضا . ** و في الساعة 12:30 من يوم الجمعة 25 ماي وفي الساعة الخامسة بعد الزوال بتوقيت تونس يوم الجمعة 25 ماي أيضا ** و في الساعة العاشرة صباحا من يوم السبت 26 ماي بتوقيت تونس . للإشارة فإنّ قناة “الحوار” الندنية تبث برامجها على قمر “نايل سات” و على قمر “هوتبيرد” .
أمهات ضحايا قانون مكافحة الإرهاب .. أطلقوا سراح أبناءنا وكفى تنكيلا بنا
تحت طائلة ما يسمى قانون مكافحة الإرهاب الذى أحدثه النظام التونسى بتاريخ 10 ديسمبر 2003 , يُزج بالمئات من الشباب التونسى المتدين فى أتون الإعتقال التعسفى , التعذيب , السجون والمحاكمات الظالمة , وتشقى من وراء تلك الممارسات النوفمبرية المتوحشة عائلات وتنتحب أمهات , وتنعطف بهذه الممارسات البلاد إلى منعطف إضافى من الإسبداد والظلم الذى درج على إحترافه نظام تونس العهد الجديد فى لقاء جمعها بقناة الحوار التونسى عبرت السيدة زينب الشبلى ( العرفاوى) أم السجين خالد العرفاوى و رئيسة لجنة الدفاع عن مساجين ضحايا قانون الإرهاب عن جوانب من قضية الشباب التونسى ضحايا قانون الإرهاب وعائلاتهم وقد وردت المقابلة فى العدد الأخير (54) من قناة الحوار التونسى قام بعملية القص والتسكين : صابر المقابلة على 3 أجزاء الجزء الأول
Sur Google Vidéos
http://video.google.fr/videoplay?docid=-7622135601224261286 Sur dailymotion http://www.dailymotion.com/video/x221wo_rencontre-avec-mm-zaynab-chebli1 الجزء الثانى
Sur Google Vidéos http://video.google.fr/videoplay?docid=7694860649135430133 Sur dailymotion http://www.dailymotion.com/video/x2226y_rencontre-avec-mm-zaynab-chebli2eme الجزء الثالث
Sur Google Vidéos http://video.google.fr/videoplay?docid=-7737181699298692858 Sur dailymotion http://www.dailymotion.com/video/x2239g_rencontre-avec-mm-zaynab-chebli3eme صـابر: سويســرا
الادعاء العام التونسي يوجه تهمة التآمر علي امن الدولة لـ30 شخصا
تونس ـ يو بي أي: قال مصدر حقوقي تونسي امس الثلاثاء ان الادعاء العام التونسي وجه رسميا عددا من التهم الي ثلاثين شخصا مشتبه بتورطهم في الاشتباكات المسلحة مع قوات الأمن في الضاحية الجنوبية لتونس العاصمة مطلع العام الجاري. وأوضح المصدر أن هذه التهم هي التآمر علي أمن الدولة ،و المشاركة في عصيان مسلح ، و الانضمام الي تنظيم ارهابي ، و تلقي تدريبات عسكرية بهدف ارتكاب جرائم ارهابية ، و توفير أسلحة ومتفجرات لتنظيم له علاقة بجرائم الارهاب ، وغيرها من التهم الأخري التي تدور جميعها حول الارهاب والقتل المتعمد. وأشار الي أن هذه التهم وجهت الي أكثر من 30 شخصا وذلك وفقا لعشرات الفصول من القانون الجنائي، من دون ان يحدد ما اذا كان جميعهم من التونسيين. وكانت هذه الاشتباكات المسلحة التي دارت خلال الفترة ما بين الرابع من كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي،والثالث من شهر كانون الثاني/يناير من العام الجاري، قد أدت الي مصرع 12 فردا من عناصر المجموعة المسلحة، واثنين من رجال الأمن، واعتقال 15 مسلحا.
(المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 23 ماي 2007)
.. “تقول السلطات اللبنانية انها اعتقلت سعوديين وجزائريين وتونسيين ولبنانيين اعضاء بالجماعة”
فلسطينيون ينزحون عن مخيم بلبنان والهدنة متماسكة
نهر البارد (لبنان) (رويترز) – نزح الاف اللاجئين الفلسطينيين يوم الأربعاء عن مخيم محاصر بلبنان بعد هدنة هشة اوقفت القتال بين الجيش اللبناني ومسلحين مرتبطين بالقاعدة. وازدحم الطريق الرئيسي بالسيارات الخارجة من مخيم نهر البارد حيث اندلع قتال عنيف بين الجيش اللبناني وجماعة فتح الاسلام منذ يوم الاحد في أسوأ اقتتال داخلي منذ الحرب الاهلية التي اندلعت بين عامي 1975 و1990. وقتل 22 مسلحا و32 جنديا و27 مدنيا على الاقل في القتال الذي اندلع بين الجانبين في مدينة طرابلس الساحلية ومخيم نهر البارد. وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر انه لا توجد ارقام دقيقة عن الاصابات نظرا للخطر الذي يحيق بالداخلين إلى المخيم والخارجين منه. وتحدث النازحون عن مشاهد الدمار في مخيم نهر البارد الذي تعرض لقصف عنيف من الجيش. وذكر نزار شرف (35 عاما) الذي كان يحمل ابنه البالغ من العمر اربعة اعوام والذي قال انه اصيب بجروح في اليوم الاول من القتال “كل المنازل دمرت. غادرنا ولا نعرف ماذا حصل لبيتنا. لقد مشينا معظم الطريق الى هنا.” وقال راضي رباني (55 عاما) وهو يحمل كيسا من الخبز وزعه عمال الاغاثة في مدرسة في مخيم البداوي حيث لجأ معظم النازحين “انا خائف. اشعر كأنني أموت.” وخفت حدة القتال يوم الثلاثاء عقب هدنة غير رسمية. وقال مصدر عسكري ان هناك هدوءا لكن “الامر لم ينته”. واضاف “لن ينتهي الامر إلا بنهاية هذه العصابة.” وقال عمال إغاثة إن بعض السكان لم يغادروا المخيم الذي يعيش به 40 الف فلسطيني. وقالت هدى الترك المتحدثة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) “التحرك داخل المخيم خطير جدا بسبب القناصة. نحاول ان نهتم بالناس الذين ما زالوا داخل المخيم.” وبرزت جماعة فتح الاسلام السنية المتشددة بزعامة فلسطيني في العام 2006 عندما انشقت عن فتح الانتفاضة وهي جماعة فلسطينية مدعومة من سوريا ومتمركزة في لبنان. وتعهدت الحكومة بالقضاء على جماعة فتح الاسلام التي يقول اعضاء الحكومة الائتلافية انها اداة للمخابرات السورية. وتنفي سوريا أي صلة بالجماعة. وتقول السلطات اللبنانية انها اعتقلت سعوديين وجزائريين وتونسيين ولبنانيين اعضاء بالجماعة. ولا تحظى فتح الإسلام بدعم كبير بين الفلسطينين لكن قصف الجيش اغضب سكان المخيم. ومن غير المسموح للجيش بالدخول الى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وفقا لاتفاق عربي يرجع لعام 1969. وقالت منظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومان رايتس ووتش) انه يجب على الجيش اللبناني ان يتوخى المزيد من الحذر لتجنب مقتل المدنيين. وقال جو ستورك نائب مدير المنظمة في الشرق الاوسط “يجب على فتح الاسلام الا تختبيء بين المدنيين.” وتعهدت الحكومات العربية بتقديم دعم عسكري للجيش اللبناني في اجتماع خاص عقد أمس الثلاثاء. وقالت الولايات المتحدة التي تدعم الحكومة انها تدرس طلبا عاجلا تقدم به لبنان للحصول على مزيد من المعونة العسكرية. وندد الامين العام للامم المتحدة بان جي مون “بالهجمات الاجرامية” ضد الجيش اللبناني ودعا إلى تأمين وصول الامدادات إلى المدنيين فورا. (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 23 ماي 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
تونس..اتهام 30 بالإرهاب والحملة علي الحجاب تتواصل
محمد الحمروني تونس – وجه الادعاء العام التونسي اتهامات إلى نحو 30 شخصًا بالمشاركة في جرائم إرهاب والتآمر على أمن الدولة الداخلي، بحسب صحيفة تونسية. يأتي ذلك في وقت تواصل فيه السلطات الأمنية التونسية شن حملة واسعة ضد الحجاب ومظاهر التدين بين طلاب الجامعات في تونس، شملت اعتداء الأمن على المحجبات ومنعهن من أداء الامتحان بالحجاب، فيما يعرف بـ”حملة نهاية العام على الحجاب” بحسب مراسل “إسلام أون لاين.نت”. وقالت صحيفة الشروق التونسية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء 22-5-2007: إن التهم الموجهة إلى المشتبه بهم تتضمن “التآمر على أمن الدولة الداخلي، وحمل السكان على قتل بعضهم بعضًا وإثارة الهرج والقتل، والمشاركة في عصيان مسلح”. ولفتت الصحيفة إلى أنه تم إلقاء القبض على المتهمين إثر اشتباكات مسلحة وقعت مطلع العام الحالي بين جماعة سلفية وقوات الأمن أسفرت عن مقتل 14 شخصًا في ضاحية سليمان الواقعة على بعد 40 كم جنوبي العاصمة. وأعلنت تونس أنها تمكنت من القضاء على الجماعة السلفية، وقالت: إنها كانت تنوي تنفيذ عمليات إرهابية على منشآت حيوية في البلاد. ويقدر محامون تونسيون عدد المعتقلين بتهم متعلقة بالإرهاب بنحو ألف شخص.
حملة ضد الحجاب
وفي سياق متصل تواصل السلطات الأمن التونسية حملة واسعة ضد الحجاب ومظاهر التدين بين طلاب الجامعات في تونس. وذكرت تقارير إعلامية أن قوات الأمن حاصرت الجمعة 18-5-2007 الحرم الجامعي بمدينة صفاقس، وحاولت نزع الخمار بالقوة من على رؤوس المحجبات وتعنيفهن وإهانتهن، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة من قبل الطلاب، مما أدى إلى حدوث اشتباكات خطيرة بين الطلاب وقوات الشرطة. وأكدت مصادر من مدينة صفاقس التونسية لـ”إسلام أون لاين.نت” وجود طالبة في حالة صحية “سيئة جدًّا”؛ جراء الاعتداء الذي تعرضت له. وأوضح مراسل “إسلام أون لاين.نت” أن التعرض لمحجبات صفاقس يأتي في إطار حملة تشنها السلطة في الفترة الأخيرة على كل مظاهر التدين وعلى رأسها الحجاب. وأضاف: “تتركز هذه الحملة خاصة في المعاهد والجامعات فيما بات يعرف بحملة نهاية العام الدراسي على الحجاب؛ إذ يعمد المسئول المشرف على المؤسسات التربوية مدعومًا بعناصر الأمن إلى منع المحجبات من الدخول إلى قاعات الامتحان أو المراجعة”.
خطف واعتقالات وبالتزامن مع الحملة على المحجبات تتواصل حملة الاعتقالات والاختطاف ضد عدد من الطلاب المعروفين بتدينهم، بحسب مصادر حقوقية. وفي هذا الإطار كشف علي بن سالم رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بمدينة بنزرت عن اختفاء الطالب خالد بن الحسين الورغي (21 عامًا) منذ يوم 3 مايو الجاري دون أن يتلقى والداه أي خبر من قبل الجامعة أو من زملائه عن مكانه. وأكد بيان للرابطة نبأ اختفاء الطالب عصام عز الدين الحناشي (21 عامًا) وانقطاع أخباره عن عائلته منذ يوم 4 مايو الجاري، وكان الشابان قد تعرضا من قبل إلى عمليات خطف متعددة من قبل أعوان الأمن كما جاء في البيان، وقال بعض أهالي منطقة سليمان: إنه تم اعتقال 5 من أبنائهم.
فقد الذاكرة من جهة أخرى تواصل جمعيات ومنظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية التنديد “بسوء المعاملة الشديدة” التي يتعرض لها المعتقلون وفق قانون الإرهاب، الأمر الذي أدى بأحدهم إلى فقدان مداركه العقلية. سمية زوجة السجين السياسي وليد العيوني الذي فقد الذاكرة جراء التعذيب الشديد الذي تعرض له، أكدت لمراسل “إسلام أون لاين.نت” أن الطبيبة المتابعة لحالته الصحية بمستشفى الأمراض العقلية (الرازي) قررت “إيقاف عملية إيوائه بالمستشفى، وإعادته إلى السجن”. وبررت الطبيبة اتخاذها لهذا الإجراء بعدم وجود أمل في تحسن صحته، خاصة بعد أن تأكد فقدانه التام للذاكرة. أما فطيمة بوراوي (52 عامًا) والدة وليد العيوني فقد نقلت إلى المستشفى بعد أن دخل إضرابها المفتوح عن الطعام أسبوعه الثالث على التوالي من أجل المطالبة بإطلاق سراح ابنها.
التوأم المعتقل ومن جانبها قالت زينب الشبلي -والدة السجينين التوأم خالد ووليد العرفاوي، والناطقة باسم لجنة أمهات وعائلات الشبان ضحايا قانون الإرهاب-: “إن قوات الأمن منعتها عشية الثلاثاء الماضي من زيارة السيدة فطيمة في منزلها بمنطقة قليبيا (تبعد 50 كم عن العاصمة)”. كما منعت قوات الأمن محمد النوري المحامي ورئيس الجمعية الدولية لمساندة المعتقلين السياسيين وعددًا آخر من الناشطين الحقوقيين والسياسيين من زيارة فطيمة أيضًا. وفي واقعة أخرى، قالت السيدة سارة زوجة وليد العرفاوي: إن إدارة سجن “المرناقية” منعتها من زيارة زوجها، وأوضحت “أنه (زوجها) يتعرض إلى أسوأ معاملة ممكنة، فهو ينام على الأرض ولا تفارق الأصفاد يديه ليلاً ولا نهارًا، ولا تنزع عنه حتى عند دخوله الخلاء أو قيامه بالوضوء أو أدائه للصلاة”. وازدادت سوء المعاملة لوليد منذ أن رفض الخضوع للاستجواب من طرف وكالة الاستخبارات الأمريكية على خلفية اتهامه بالمشاركة في تفجيرات أنفاق أحبطت في نيويورك، حسب زعم الإدارة الأمريكية. وتم توقيف خالد ووليد العرفاوي في الإمارات العربية المتحدة بطلب من الإدارة الأمريكية على خلفية ما زعمت أنهما شاركا في القتال ضدها في معارك الفلوجة بالعراق عام 2004، وتم ترحيلهما مع عائلتهما عام 2006 إلى تونس، حيث اعتقلتهما أجهزة الأمن التونسية.
(المصدر: موقع “إسلام أونلاين.نت” (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 22 ماي 2007)
تونس وسوريا من ضمن الأكثر رقابة للأنترنت
خلصت دراسة حديثة إلى أنّ 25 دولة على الأٌقلّ، عبر مختلف أنحاء العالم، تقوم بفرض رقابة على محتويات الانترنت لأسباب سياسية واقتصادية واجتماعية. وقالت أسوشيتد برس إنّه تمّ القيام بالدراسة من قبل منظمة تطلق على نفسها اسم بادرة OpenNet التي تضمّ أخصائيين كنديين وأمريكيين وبريطانيين. ووضعت المجموعة هدفا لها “تحديد وتوثيق” تطبيقات المراقبة” على الانترنت وإعلام الرأي العام الدولي بها. ووفقا للمنظمة فإنّه من الممكن أن يكون عدد الدول التي تمارس هذه الأساليب أكثر من الـ25 التي أشار إليها التقرير. غير أنّ الأخصائيين الذين ينتمون لجامعتي أوكسفورد وكامبريدج البريطانيتين وهارفارد الأمريكية وتورنتو الكندية، شدّدوا على أنّه لم يكن لديهم لا الوقت ولا الموارد الضرورية لدراسة أكثر من 40 دولة. ووفقا للدراسة، فإنّ الصين وإيران وميانمار وسوريا وتونس وفيتنام تمارس أكبر مراقبة على المواقع السياسية. كما أنّ كلا من إيران وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والسودان وتونس واليمن، تفرض حدودا صارمة على المواقع ذات البعد الاجتماعي لاسيما من خلال منع المواقع الإباحية والألعاب ومواقع المثليين والسحاقيات. وفي كوريا الجنوبية يتمّ فرض رقابة على المعلومات المتعلقة بكوريا الشمالية. وقال الأخصائيون إنّهم لم يلاحظوا قيودا في روسيا وإسرائيل والأراضي الفلسطينية، وذلك في دراستهم التي لم تشمل أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية وكوريا الشمالية وكوبا.
المصدر : موقع “فلسطنيي 48 ” بتاريخ 22 ماي 2007 الرابط http://www.pls48.net/default.php?sid=18695
أمريكا وتونس تبحثان سبل تعزيز التعاون العسكري
تونس (رويترز) – قالت مصادر رسمية يوم الاربعاء إن وفدا عسكريا امريكيا يزور تونس الحليف الوثيق لواشنطن لبحث تكثيف التعاون العسكري بينهما بهدف مكافحة الارهاب الذي زادت وتيرته بشكل ملحوظ بشمال افريقيا. وتأتي زيارة الوفد الامريكي الذي ترأسه تيريزا ويلان مساعدة وزير الدفاع للشؤون الافريقية في اطار الدورة الثانية والعشرين للجنة العسكرية المشتركة. وقال كمال مرجان وزير الدفاع التونسي إن هذا اللقاء يندرج في اطار علاقات الصداقة بين البلدين ويترجم الارادة المشتركة لتنمية التعاون الثنائي. وتزامن هذا الاجتماع العسكري مع تزايد الخطر الذي باتت تشكله جماعة (القاعدة في بلاد المغرب) بعد أن أعلنت مسؤوليتها عن تفجيرات هزت الجزائر والدار البيضاء الشهر الماضي. وتسعى الولايات المتحدة إلى ضرب طوق حول الجماعات المسلحة في افريقيا. وأشادت ويلان بدور تونس في ارساء الامن والاستقرار والسلم وفي مجال مكافحة الارهاب. (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 23 ماي 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
أخبار:
* تنظّم الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ( إدارة المرأة )، وجمعية نهوض وتنمية المرأة، ومركز المرأة العربية للتدريب والبحوث مسابقة للأعمال الإعلامية المتميزة في تناول قضايا المرأة. ويدخل ضمن فعاليات المسابقة الأعمال الصحفية والإذاعية والتلفزيونية والقصة القصيرة من كافة الدول العربية. لاختيار أفضل التحقيقات الصحفية، والبرامج التليفزيونية والإذاعية، والقصة القصيرة التي تناولت قضايا المرأة العربية المطروحة على الساحة، و تبلغ قيمة جوائز المسابقة 30 ألف دولار. آخر موعد للتقدم بالأعمال يوم 1 أوت 2007.
* لوحت النقابة العامة للتعليم الثانوي القيام بإعلان يوم الخميس 24 ماي 2007 يوم اضراب اذا لم تستجب وزارة التربية والتكوين لمطالب القطاع وقد يتم اللجوء لمطالب الأساتذة التي تعتبر في حدها الأدنى. و تقول مصادر نقابية أنه في صورة عدم استجابة إلى الإضراب الإداري خلال الأسبوع المغلق و عدم إرجاع الأعداد واعتماد أشكال نضالية أخرى خلال دورة الباكالوريا. * الكونفيدرالية الديمقراطية للشغل بتونس تعود إلى الظهور:
بعد فترة من الغياب أصدرت الكونفيدرالية الديمقراطية للشغل بتونسبإمضاء السيد الطاهر الشايب بيانا بعنوان ” السلطة تنسف النظام الاجتماعي والقانوني بتأويلاتها لدستورها” وذلك بمناسبة الاحتفال بعيد الشغل غرة ماي الجاري. وتناول البيان ما تتعرض له الكونفيدرالية الديمقراطية من محاصرة تامة طالت مناضليها منذ نشأتها في شهر ديسمبر 2002 . وأشار البيان إلى ما يتعرض له أعضاء الكونفيدرالية من تعسف واضطهاد وانتهاك لحرمة منازلهم ومنعهم من السفر وتكسير سياراتهم حسب البيان . كما رحب البيان بتأسيس الجامعة العامة التونسية للشغل متمنيا لها النجاح التام لتكريس التعددية الحقيقية. وقال البيان: “أن الكونفيدرالية تسجل بكل انزعاج وأسف أن السلطة لا تحترم دستورها بل تجنح إلى تأويله على هواها وتكيل بمكيالين فتبيح وتمنع على خاطرها. فانتهاك الدستور الذي يكتسب بحدّ ذاته هيبة ووقارا بلا مثيل لأنه يؤسس الدولة نفسها ويكيف توجهاتها ويصيغ قيمها ـ يمثل جريمة كبرى لأنه يفقد الشعب ثوابته ويهدمُ النظام الاجتماعي والقانوني ويزيل كلّ ثقة في العدالة والقانون لأنه يؤكّد أن الجميع مع كلّ شيء يخضع لنزوات السلطة ممّا يعرقل تنمية البلاد وتطوير الأفكار”. وأدان البيان في خاتمته هذه التجاوزات معتبرا إياها سلوكا مؤذيا للبلاد ومستقبلها.
. عبد الله الزواري يطالب برفع الإقامة الجبرية.. و عريضة مساندة :
صدر بيان ممضي من السيد عبد الله الزواري الصحفي السابق بجريدة الفجر التونسية والسجين السياسي السابق لحركة النهضة طالب فيه الرأي العام الوطني والنشطاء السياسيين والحقوقيين مساندته من أجل استرداد حقّه في الحرية وكان عبد الله الزواري قد حوكم بـ11 سنة سجنا قضّاها كاملة و5 سنوات من المراقبة الإدارية تنقضي مدتها في الأيام القليلة القادمة وهو يخضع طيلة 5 سنوات إلى مراقبة أمنية لصيقة ومستمرّة ليلا ونهارا كما حدّد مجال تنقله بـ 30 كلم علما وأنّه منفي عن عائلته التي تقطن بتونس العاصمة طيلة مدة المراقبة و مجبر على الإقامة بمدينة جرجيس في الجنوب التونسي. كما صدرت عريضة مساندة ممضاة من طرف عدد كبير من الشخصيات الوطنية و الدولية. و أسرة تحرير مواطنون تعبر عن تضامنها مع الصحفي عبد الله الزواري من أجل استرجاع حقوقه.
(المصدر: صحيفة “مواطنون” (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 20 بتاريخ 23 ماي 2007)
أخبار:
* بعثة حقوقية دولية في تونس تزور تونس من يوم 20 إلى 24 ماي الجاري بعثة حقوقية دولية تتكون من ممثلين عن ” منظمة حقوق الإنسان أولا ” و ” الخط الأمامي ” وذلك بغرض تقصي أوضاع حقوق الإنسان في تونس. وقد ضم برنامج عمل البعثة لقاءات متعددة مع نشطاء حقوقيين وجمعيات مستقلة بالإضافة إلى ممثلي بعثات الاتحاد الأوروبي وسفارة الاتحاد الأوروبي والسفارة الأمريكية. كما ستتوجه البعثة أيضا إلى وزارة العدل وحقوق الإنسان وإلى سجين الرأي الأستاذ محمد عبو في زيارة رمزية له وذلك يوم غد الخميس 24 ماي الجاري. * طرد تعسفي : تعرضت الطالبة بالمرحلة الثالثة وعضوة التنسيقية الوطنية لاتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل الآنسة فلّة الرياحي إلى عملية طرد تعسفي منظم من المبيت الجامعي الذي تسكن فيه وذلك خلال فترة امتحانات الماجستير بعد أن صدر حكم قضائي مستعجل يطالبها بمغادرة المبيت، و أكدت لنا مصادرنا أن هذا المبيت لا يخضع في هيكله إلى المواصفات القانونية التي تسمح له بإيواء السكان هذا بالإضافة إلى أن صاحبه غير حاصل على رخصة تسمح له باستغلال عقاره المتهاوي في هذا الغرض. وقد استصدر صاحب المبيت حكما استعجاليا ضد الآنسة فلّة خلال فترة الامتحانات بغرض التشويش عليها مسنودا من أطراف أمنية هدفها معاقبتها على نشاطها النقابي في صفوف خريجي الجامعة المعطلين. كما تعمد حجز أدباشها طيلة أسبوع كامل.
* ستة أشهر سجنا من أجل سرقة كتاب: صدر في حق أحد الطلبة حكم بالسجن مدة ستة أشهر وذلك على خلفية قيامه بسرقة كتاب من المعرض الدولي للكتاب بتونس وقد ضل هذا الطالب رهين الإيقاف طيلة عشرة أيام إلى أن أحيل على القضاء. هذا وقد اشتكى أغلب زوار المعرض من ارتفاع أسعار الكتب التي دفعت القراء والطلبة منهم بالخصوص إلى العودة من زيارة المعرض دون اقتناء ما يرغبون فيه من كتب.
* المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالكاف: يضرب المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالكاف بإدارة الفنان الأسعد بن عبد الله موعدا مع عشاق الفن الرابع يومي 25 و27 ماي الجاري لحضور عرض مسرحية ” تارة ” نص وتمثيل البحري الرحّالي وإخراج عبد الرزاق المساهلي يوم الجمعة 25 ماي على الساعة السابعة مساء. ” تارة ” واحدة من الأعمال المسرحية الجديدة التي أنتجها المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالكاف لفائدة الموسم المسرحي 2007 ـ 2008 . ” تارة ” عنوان المسرحية واسم الشخصية الرئيسية لواحدة من شخصيات المسرحية الثلاث عشر التي يتقمصها الممثل المسرحي بحري الرحالي، شخصية إنسان راغب في تغيير بيئته فيصطدم بالصدى يعبث برغباته الجامحة فيتلاشى تحدّيه وتضعف عزيمته الأمر الذي يدفعه إلى الانسحاب بهدوء.
الموعد الثاني سيكون من نصيب الطفولة مع العرض المسرحي تحولات، اقتباس وإخراج رضوان الهنودي. تحولات واحدة من عديد القصص والأساطير التي كتبها ” أوفيد OVIDE ” وبرع في حياكة نسيجها فجاءت غنية بالصور، زاخرة بالمعاني الوجدانية والإنسانية التي وظفناها لتكون عملا فنيا متواتر المشاهد زاخرا بالحركة وغنيا بالصورة باعتماد بعض التقنيات المسرحية. والعرض سيكون على الساعة العاشرة صبيحة يوم الأحد 27 ماي 2007. ** أخبار قفصة:
* بلدية قفصة تتجاوز القانون: سبق وأن نشرنا على أعمدة صحيفة ” مواطنون ” الإغلاق غير القانوني لـ : نهج الخنساء بتعلة أشغال بناء ( قطاع خاص ) وما انجر عنه من تذمر المواطنين وتعطل مصالح العديد منهم وزاد في تعقد وضع حركة المرور بوسط المدينة المختنقة أصلا.
ما نريد حقا أن تجيبنا عليه البلدية ( بلدية قفصة ) هو هل هناك حقا إذن بغلق النهج من مصالح إدارة التجهيز وكم ستدوم مدة هذا الغلق؟ ولماذا لا توجد علامة على بداية النهج تبين القرار وآجاله القانونية؟؟ السؤال سيظل طبعا دون إجابة لأن البلدية عودتنا بسياسة الأمر المقضي بعيدا عن العمل بمقتضيات القانون وضوابطه. وتتواصل معاناة المواطن إلى أجل غير مسمى.
* إلى متى تتواصل معاناة كريم المليتي: وافتنا عائلة كريم المليتي الموقوف بسجن المرناقية منذ سبعة أشهر تحت طائلة قانون الإرهاب بما مفاده أن ابنهم لا يزال يواصل إضرابه عن الطعام الذي انطلق يوم 01 أفريل المنقضي وأن وضعه الصحي قد تدهور مما استوجب عزله عن بقية الموقوفين وناشدت العائلة الصليب الأحمر الدولي التدخل من أجل وضع حدّ لمعاناة ابنها بتقديمه للمحاكمة وضمان عدالتها. ** إضراب المالية: نجاح ب 80% وتمسك بالمطلب بعد فشل الجلسات التفاوضية المراطونية بين نقابة المالية وسلطة الإشراف شن أعوان المالية يوم الثلاثاء 15 ماي الفارط إضرابا قطاعيا وطنيا احتجاجا على المماطلة في التفاوض وعدم تطبيق الاتفاق الممضي في 27 أكتوبر 2006. ولقد سجل الإضراب نسبة نجاح فاقت الـ 80% بمختلف جهات الجمهورية. وفي اتصال لنا بالسيد الشاذلي البغراوي الكاتب العامة لنقابة المالية أكد لنا أن قرار الإضراب جاء بعد قرار الهيئة الإدارية الأخيرة التي رأت في عدم تقدم المفاوضات والمماطلة أسبابا وجيهة للإضراب وأفاد السيد البغراوي بأنه رغم أهمية دور أعوان المالية, إلا أنهم محرومون من العديد من الحقوق كالترقيات ومراجعة المنح وإحداث المنح الخصوصية كمنحة الشباك على غرار البريد والبنوك وبالرغم من تعدد المطالب إلا أن الطرف النقابي اقتصر على مراجعة منحة الاستخلاص والمراقبة والتحفيز خصوصا وأن منحة الاستخلاص والمراقبة لم تراجع منذ إحداثها في 1976 ومنحة التحفيز لم تراجع بدورها منذ إحداثها في 1991. وأكدّ السيد البغراوي أنّ الطرف النقابي متمسك بمطالبه ومقترحاته بشأن مراجعة المنح المذكورة وفتح باب التفاوض الجدّي و المسؤول لتمكين الأعوان من مطالبهم المشروعة. ** التعليم الثانوي: اتفاق حول قيمة منحة العودة المدرسية: التأم صبيحة الثلاثاء 15 ماي الجاري موكب رسمي بوزارة التربية والتكوين تم خلاله إمضاء ما تبقى من اتفاقية 17 أكتوبر 2006 والمتعلق بمطالبي التعليم الثانوي. وقد حضر هذا الموكب السادة المنصف الزاهي الأمين العام المساعد المسؤول عن الوظيفة العمومية ومحمد شندول الأمين العام المساعد المسؤول عن الإعلام والاتصال الداخلي والنشر ووفد من النقابة العامة يتركب من السادة الشاذلي قاري الكاتب العام ولطفي لحول وزهير المغزاوي عضوي مكتب النقابة العامة. ولقد عبّر الحاضرون في الجلسة على اعتزازهم بإمضاء الاتفاق مثمنين ما قامت به كلّ الأطراف من جهود للوصول إلى هذه النتائج في كنف التفاوض الممضي بين وزارة التربية والتكوين من جهة والمكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل والنقابة العامة للتعليم الثانوي من جهة أخرى على تنفيذ ما ورد بمحضر الاتفاق الممضى بتاريخ 17 أكتوبر 2006 وتطبيق ما ورد بالفقرة الثالثة منه والقاضي بتمكين مدرسي التعليم الثانوي المباشرين للتدريس من منحة خصوصية سنوية تمكن الأستاذ من تغطية مصاريف اقتناء المستلزمات المدرسية وتسند هذه المنحة مرة واحدة في بداية كلّ سنة دراسية وتبلغ قيمتها الجملية مائة وثمانين دينارا (180 د) تصرف على ثلاثة أقساط. يصرف القسط الأول منها في سبتمبر 2007 وقيمته ستون دينارا (60 د). ويصرف القسط الثاني في سبتمبر 2008 وقيمته ستون دينارا (60 د) يضاف إلى القسط الأول. ويصرف القسط الثالث في سبتمبر 2009 وقيمته 60 دينارا يضاف إلى القسطين الأول والثاني. وسجّل الطرفان التقدم الحاصل في تطبيق البند الثاني من اتفاق 17 أكتوبر 2006 والمتعلق بإدماج الأساتذة المعاونين صنف ” أ”. كما سجلت الوزارة التزامها بما ورد في الفقرة ” ج” من البند نفسه والقاضي بإنهاء العمل بالصيغة ذاتها في أقرب الآجال. كما اتفق الطرفان الوزاري والنقابي على انطلاق جلسات تفاوض خلال شهر أكتوبر 2007 حول النظام الأساسي لأساتذة التعليم الثانوي على أن يتم تحديد روزنامة في الغرض. محضر اتفاق أمضاه الطرف النقابي والوزاري قد يشكل بداية نقاش موسع داخل الأوساط التربوية خاصة وأن العديد من المعنيين قد عبروا عن عدم رضاهم بقيمة المنحة المتفق عليها واعتبروا اتفاق ماي هزيلا ولا يفي بالحدّ الأدنى المطلوب.
ايمان المدّاحي (المصدر: صحيفة “مواطنون” (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 20 بتاريخ 23 ماي 2007)
* المملكة المغربية واعتقال الحقوقيين: أصدر المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بيانا حول حملة الاعتقالات التي قامت بها السلطات المغربية وشملت مناضلي الجمعية وعدد من المسؤولين النقابيين في مدن متفرقة بالمملكة. وتأتي هذه الاعتقالات على خلفية نشاط هؤلاء النقابيين والحقوقيين وممارساتهم لحق التعبير والتظاهر بشكل سلمي. وقد كثفت السلطات المغربية لعمليات الاعتقال والإيقاف للناشطين الحقوقيين اثر تفجيرات الدار البيضاء في الآونة الأخيرة وتعمّدت في كثير من الأحيان توجيه تهم تتعلق بالمسّ بالمقدسات. هذا وقد أصدرت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان يوم 18 ماي الجاري بيانا ندّدت فيه بحملة الاعتقالات التي تعتمد فيها السلطات المغربية ” مبررات واهية ” فيما عبّرت عن مساندتها وتضامنّها مع المعتقلين. * محاكمات للحقوقيين في سوريا: أصدرت محكمة أمن الدولة العليا بسوريا أحكاما بالسجن على عدد من النشطاء الحقوقيين بتهم مختلفة لكنها لا تستند إلى أدلة مادية. وشملت هذه الأحكام السيد كمال اللبواني الذي حوكم بـ 12 سنة سجنا بتهمة الاتصال بدولة أجنية كما قضت نفس المحكمة بسجن خلدون الفوال ب 15 سنة سجنا بتهمة الانتساب لجمعية تهدف إلى تغيير كيان الدولة الاقتصادي والاجتماعي وياسر ماردنلي بتهمة إضعاف الشعور القومي كما نال نفس الحكم كلّ من المعارضين: ميشال لحيو ومحمود عيسى بنفس التهمة وعبرت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان عن إدانتها لهذه ” المحاكمات الجائرة التي تمت أمام محاكم استثنائية ودون أن تتوفر فيها شروط المحاكمة العادلة ” مطالبة بالإفراج عن هؤلاء السجناء وإيقاف المحاكمات الجائرة وإطلاق الحريات في سوريا. * الداخلية تمنع ندوة للرابطة: أعلمت وزارة الداخلية يوم 18 ماي 2007 رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بمنعها عقد الندوة المزمع القيام بها يومي 26 و 27 ماي والتي تتمحور حول المنتدى الاجتماعي التونسي وأبلغ المسؤول بوزارة الداخلية رئيس الرابطة بأن الهيئة المديرة للمنظمة ممنوعة من أي نشاط باستثناء عقد مؤتمرها الذي سبق ومنعته السلطات في مناسبتين مستعملة ” الأمن والقضاء “. وعلى هذا الأساس تراجعت مؤسسة فريد يريش ايبارت عن اتفاقها السابق بتمويل الندوة بناءا على دعوة ممثلها من قبل وزارة الخارجية والتي أعلمته بأنّ الهيئة المديرة للرابطة غير شرعية وأن أي تعامل معها يعتبر مخالفا للقانون. وقد أدانت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في بيان لها هذا الاعتداء الصارخ على حقها في الاجتماع والنشاط. ودعت الرابطيات والرابطيين إلى الالتفاف حول منظمتهم وكذلك كل القوى من أحزاب ومنظمات وشخصيات وطنية ومنظمات دولية للوقوف إلى جانبها ومؤازرتها في الظروف الصعبة. * إضراب عن الطعام: تواصل السيدة فطيمة بوراوي والدة السجينين السياسيين خالد ووليد لعيوني إضرابها عن الطعام الذي بدأته منذ 03 ماي الجاري وقد بدأت حالتها الصحية تتدهور حيث أصبحت في وضعية خطرة. وتلقت السيدة فطيمة اتصالات مكثفة من عديد المنظمات والجمعيات الحقوقية وعائلات المساجين السياسيين عبروا فيها عن مساندتهم لها وعن سخطهم لما يتعرض له المساجين السياسيين من تعذيب وسوء معاملة. *إدانة: أدانت منظمة مراسلون بلا حدود ما يتعرض له منذ فترة الصحافي التونسي سليم بوخذير من اعتداءات جسدية متكررة على خلفية مقالاته المتعلقة بمقتل شبان وشابات في حفل موسيقي احتضنه مسرح بمدينة صفاقس كما أصدر الاتحاد الدولي للصحفيين الأربعاء الماضي بيانا بنفس الغرض ووصف السيد أيدن وايت الأمين العام للاتحاد الدولي ما يتعرض له الزميل سليم بوخذير بأنه ” تراجيديا تتكرر من خلال الاعتداءات عليه لإثنائه عن أداء دوره كصحفي مستقل ومحايد ” مطالبا السلطات التونسية بالتوقف عن ذلك. * الإصلاح البنكي: أكد تقرير اقتصادي أعده خبراء تابعون للبنك العالمي وصندوق النقد الدولي أنّ البنوك التونسية تعاني خللا واضحا في عملها. وذكر التقرير أن غياب جهاز رقابي مستقل حول النشاط البنكي التونسي هو ما يسمح بارتكاب عديد التجاوزات سواء في البنوك المحلية أو المصارف الأجنبية المنتصبة في تونس وشدّد التقرير على الحاجة الماسة إلى فرض عقوبات صارمة تجاه الهيئات البنكية كما أشار إلى خلاف كبير مع البنك المركزي بخصوص الحاجة إلى وضع نظام متكامل للعقوبات حتى يحافظ البنك المركزي على مصداقية هياكله. كما طالب بتحويل لجنة البنوك المكلفة بمعاقبة المخالفين إلى هيئة قارة وتمكينها من الصلاحيات التي تسمح لها بمعاقبة المخالفين. وأثار التقرير قضية هامة متمثلة في انعدام الحزم في تطبيق القانون على عمليات تبييض الأموال غير الشرعية وضرورة معاقبة مرتكبيها وفضح التقرير انعدام اتفاقيات بين أجهزة السلط الأجنبية وأجهزة الرقابة البنكية مبيّنا عدم وجود معاهدات دولية مع حكومات وهيئات تقوم بتبادل المعاملات وتتبع المخالفين مستخلصا رداءة أداء القطاع البنكي التونسي وانعدام صورة المعاملات والمعلومات المقدمة للزبائن كمؤشرات تدعو للقلق. * تحوير في مجلس إدارة قناة الجزيرة: أصدر أمير دولة قطر قرارا بإعادة تشكيل جديد لمجلس إدارة قناة الجزيرة حيث تمّ خروج مدير عام الشبكة وضّاح خنفر من مجلس الإدارة وعيّن الشيخ حمد بن ثامر رئيسا وذلك على خلفية حملة الانتقادات الواسعة التي استهدفت قناة الجزيرة لغياب العناصر القطرية. وقد يعود حسب عديد المصادر خروج وضّاح خنفر من مجلس الإدارة إلى انتقادات بخصوص “هيمنة الإخوان المسلمين ” على سياسة القناة إلا أنّ مصادر قطرية قالت أن قرار مجلس تشكيل إدارة جديدة لا يعود لأسباب سياسية. بل هو قرار عادي الهدف منه مراجعة مسيرة القناة خصوصا أنّ خروج وضّاح خنفر من مجلس الإرادة لا يعني خروجه من القناة بل سيواصل إدارته للقناة. * سيغولين روايال في تونس: أعلنت رويترز للأنباء أنّ مرشحة الحزب الاشتراكي الفرنسي للرئاسة الفرنسية في بداية شهر ماي الجاري تقضي عطلة بجزيرة جربة صحبة أطفالها وقالت رويترز أنّ روايال تقضي أيام عطلتها مابين الخميس والأحد الفارطين في كنف السرية والهدوء حيث تجنبت اصطحاب المرافقين. * مغربية وزيرة للعدل الفرنسي: تم تعيين السيدة رشيدة داتي وزيرة للعدل في الحكومة الفرنسية الجديدة وهي أوّل شخصية من أصل مغاربي تتولى منصب وزارة العدل في الحكومة الفرنسية وتعود أصول رشيدة داتي إلى أب مغربي كان يعمل عاملا يوميا وأم جزائرية وهي قاضية مولودة في فرنسا سنة 1966 وشغلت منصب الناطق الرسمي باسم الرئيس الفرنسي الجديد نيكولا ساكوزي طيلة الحملة الانتخابية. * اختفاء شبان في ظروف غامضة: أصدر فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بيانا طالب فيه السلطات بالكف عن التصرفات القمعية وإطلاق سراح الشبان الموقوفين بدون موجب قانوني وبوضع حدّ للتعذيب وباحترام الذات البشرية وبتفعيل القوانين التونسية في صورة حدوث مخالفة ثانية قانونية وكان البيان في إطار المطالبة بإطلاق سراح الشاب خالد بن حسين الورغي من مدينة سجنان وهو طالب يبلغ من العمر 21 عاما اختفى منذ يوم 03 ماي الجاري عندما كان بالجامعة ولم يتحصّل والده عن أي معلومة حول مكانه فيما داهمت فرقة من البوليس بالزي المدني منزل عائلته يوم 06 ماي الجاري على الساعة التاسعة صباحا وقامت بتفتيشه والجدير بالذكر أنه سبق وأن أوقف هذا الشاب صحبة مجموعة من الأطفال في صائفة 2005 وتعرضوا للتحقيق حول شؤون دينية لا يمكن أن تكون لهم القدرة على المعرفة بها وفهمها. كما أشار البيان إلى اختفاء الشاب عصام عز الدين الحناشي ذو 21 عاما وهو من مواطني مدينه سجنان وذلك منذ 4 ماي الجاري ولم يظهر له أثر في مراكز الأمن بالمنطقة. كما نفت وزارة الداخلية أن يكون هذا الشاب موقوفا لديها رغم أنّه قد سبق إيقافه بعد اقتحام مقر سكناه وتفتيشه في شهر ديسمبر الماضي. (المصدر: صحيفة “مواطنون” (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 20 بتاريخ 23 ماي 2007)
* انتداب للعمل بصفة إرهابي: في الوقت الذي تتراكم فيه أزمات الشباب في البلدان العربية والأفريقية من بطالة وفقر وقمع لحرية التعبير من قبل أنظمتها. أعلن تنظيم القاعدة ممثلا في فرعه بشمال أفريقيا عن عزمه انتداب عناصر انتحارية لتعزيز صفوفه. الإعلان الذي صدر عن وكالة رويترز للأنباء ونشر على موقع بالأنترنات يوم 09 ماي الجاري على الساعة السابعة والنصف صباحا دعمه شريط فيديو مصور كانت قد عرضت مقتطفات منه قناة الجزيرة القطرية. وهذا ما يكشف واقع ما يعانيه الشباب في البلدان المذكورة بين أخطاء أنظمتها وفشل سياساتها وبين الشبكة العالمية لتنظيم القاعدة التي أصبحت المستفيد الأول من تسلط هذه الأنظمة التي تمكنها من يد عاملة نشيطة اختصاصها الانتحار وبث الموت طالما وأنها تعاني من واقع المحاصرة والمنع والموت البطيء في بلدانها مما يجعلها فريسة سهلة لمثل هذه التوجهات التي لا تمت بصلة لا للدين ولا للسياسة. (المصدر: صحيفة “مواطنون” (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 20 بتاريخ 23 ماي 2007)
إضراب عن العمل: أفادنا 6 أساتذة متعاقدون مع المعهد الخاص “الحرية” بالرديف من ولاية قفصة ببيان جاء فيه أنهم دخلوا منذ يوم الثلاثاء 8 ماي 2007 في إضراب عن العمل مفتوح إلى حين تحقيق مطالبهم كما جاء فيه أن مدير المعهد يضرب عرض الحائط بكل القوانين المنظمة للعمل بمثل هذه المؤسسات معوّلا على صفته الحزبية وقد بلغ به الأمر أن رفض دفع أجور هؤلاء الأساتذة طيلة أشهر طويلة متعللا بوضع المعهد المادي الحرج… وأمام المماطلة والتسويف والتراجع المتكرر عن الاتفاقات الصلحية المعقودة بتفقدية الشغل قرر الأساتذة الستّة الدخول في إضراب مفتوح حتى تسوية وضعيتهم وقد ناشدوا في بيانهم السلطات المحلية والجهوية التدخل العاجل لوضع حدّ لمأساتهم. البرج البيزنطي مهدّد بالسقوط: تشكو الجهة الغربية للبرج البيزنطي بقفصة من تصدعات وشقوق عميقة تنذر بسقوط وشيك إذا لم تتدارك السلطات المختصة الأمر … إذ أن الصدّوع على هذه الواجهة تتسع من يوم لآخر مهددة المارة والباعة بكارثة تذكرنا بحادثة سقوط جدار سوق قابس… السؤال للبلدية والهيئات المختصة في صيانة الآثار…إذا لم يعن لكم التاريخ والتراث المعماري للبلاد أمرا ففكروا على الأقل في سلامة المارة والباعة والمتسوقين … وقد راجع عدد من المواطنين الإدارة المختصة بصيانة وصيانة الآثار بمقرها بوادي الباي بالأحواض الرومانية ولكن ما من مجيب. (المصدر: صحيفة “مواطنون” (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 20 بتاريخ 23 ماي 2007)
* اتفاق حول قضية الصحراء الغربية: بعد الدعوة التي وجهها قرابة 170 نائبا في مجلس الشيوخ الأمريكي إلى الرئيس بوش لدعم المقترح المغربي حول حل أزمة إقليم الصحراء الغربية توصل طرفا النزاع إلى القيام بمحادثات مباشرة في أول مرة منذ اندلاع الأزمة حيث أعلنت الحكومة المغربية وجبهة البوليزاريو الدخول في مفاوضات وذلك مباشرة إثر إعلان مجلس الأمن دعمه مشروع الحل المقترح غير أن ممثل جبهة البوليزاريو لدى الأمم المتحدة أعلن عن إمكانية فشل المفاوضات إذا لم يجر المغرب استفتاء حول قضية الصحراء. وتسعى جبهة البوليزاريو إلى استعادة المنطقة الصحراوية التي كانت خاضعة للاستعمار الإسباني والتي ضمها المغرب إليه منذ رحيل الأسبان كما تم توقيع هدنة بين البوليزاريو والمغرب في عام 1991 برعاية الأمم المتحدة باشتراط تنظيم استفتاء يحسم المسألة إلا أن المملكة المغربية لم تقدم على هذه الخطوة منذ بداية الهدنة حيث اقترحت الحكومة المغربية أن تحصل الصحراء الغربية على حكومة إقليمية. ويذكر أن هذه المنطقة المتنازع عليها تتضمن ثروات طاقية ومعدنية هامة. * تأشيرة أمريكية على البريطانيين: تتجه نوايا الولايات المتحدة الأمريكية في إطار إجراءاتها الوقائية ضد العمليات الإرهابية إلى فرض تأشيرة دخول إلى أراضيها على البريطانيين ذوي الأصول الباكستانية. ولم تكن الولايات المتحدة تفرض قيود التأشيرة على المسافرين الحاملين لجواز سفر بريطاني .
* حرب الرئاسة في إسرائيل: احتدت في الأيام القليلة الماضية المواجهات الكلامية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت ووزيرة خارجيته تسيبني ليفني التي قالت في اجتماع وزاري أنه على اولمرت الاستقالة بعد التداعيات التي أفرزتها الحرب الإسرائيلية على لبنان في الصائفة الماضية. فيما رد هو على ذلك قائلا بأنه ليس مضطرا للتقليص من صلاحياته مؤكدا أنه مطالب بإصلاح الأخطاء التي حصلت نتيجة الحرب. وتعد ليفني أهم وجه في الحكومة الإسرائيلية الحالية يسعى إلى البحث عن تدعيم نفوذه في حزب كاديما وفي الحكومة الائتلافية للوصول إلى منصب رئاسة الوزراء.
* فينزويلا تنسحب من صندوق النقد الدولي: في خطابه بمناسبة عيد العمال العالمي قرر الرئيس الفينزويلي القيام بزيادة في الأجور مقدارها 20 % فيما أعلن في نفس الخطاب عن قرار فينزويلا الانسحاب من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وقال شافيز أنه كلف وزير المالية الفينزويلي رودريجو كابيزاس بالقيام بالإجراءات الضرورية للانسحاب وتأتي هذه الخطوة في إطار الحملة المضادة للسياسة الأمريكية والتي يقودها الرئيس الفينزويلي تشافيز في أمريكا اللاتينية. ويجدر بالذكر أن فينزويلا تسعى إلى أن تتحول على بلد اشتراكي وقد أكد عديد المرات أن البنكين الموجودين في واشنطن هما سبب الفقر الذي تعانيه شعوب أمريكا اللاتينية، مذكرا بأن فينزويلا هي خامس دولة في العالم تورد النفط إلى أمريكا. (المصدر: صحيفة “مواطنون” (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 20 بتاريخ 23 ماي 2007)
تونس في :22 ماي 2007 سيمينار الذاكرة الوطنية:
مع أحد الوجوه النقابية الفاعلة السيد محمد عز الدين
يوم السبت 26 ماي 2007
دعونا عديد الشخصيات النقابية للحديث عن مسارات الحركة النقابية منذ إنشاء الاتحاد العام التونسي للشغل وإنجازاته العمالية وخلافاته مع الحكومة ومع أطراف نقابية أخرى. وها نحن اليوم ندعو السيد محمد عز الدين ليثير معنا ملفين أساسيين أولاهما : – ملف 26 جانفي 1978 ؛ – ثانيهما خلفيات مؤتمر قفصة وتداعياته. والدعوة مفتوحة للجميع ابتداء من الساعة التاسعة صباحا في مقر المؤسسة المذكور أسفله. الأستاذ عبد الجليل التميمي
حـصـاد الأسـبـوع: الإثنين 21 ماي 2007
E-Mail : info@alhiwar.net Site : www.alhiwar.net
أعدّه : عبد الله زواري
1)علمت:
معتوق العير، سجين سياسي ، أصيل قرية العامرة من معتمدية جبنيانة، استقر منذ سنوات طويلة بالضاحية الشمالية الغربية للعاصمة، بالعقبة تحديدا، استرجع هامشا بسيطا من حريته يوم 5 نومفبر 2006، حيث أسند إليه سراح شرطي، و كغيره من الآلاف من المساجين السياسيين سلطت عليه ” المراقبة الإدارية” كعقوبة تكميلية، و طلبوا منه أول الأمر الحضور لدى مركز الأمن بالعقبة مرة في الأسبوع، و سعى صاحبنا بالليل و النهار بحثا عن عمل يرتزق منه، و لم يكن ذلك بالأمر اليسير خاصة بالنسبة لسجين سابق… و ما لبث أن طلبوا منه الحضور يوميا لدى مركز الأمن بالعقبة، لماذا؟ ماذا فعل معتوق ليتخذوا هذا الإجراء؟ ما الحرم الذي ارتكبه؟يؤكد صاحبنا أنه لم يفعل أي شيء يمكن أن يؤاخذ به… غير أن أمر تشغيله أصبح أعسر من ذي قبل، فمن الذي يقبل تشغيل شخص مجبرعلى التغيب أكثر من ساعة عن موقع عمله يوميا… و انشغل والده الطاعن في السن و والدته العجوز بوضع فلذة كبدهما، فتدبروا أمرهم، و باعوا ما باعوا مما امتلكوا إضافة إلى تلك القروش البيضاء المدخرة للأيام السوداء، فابتاعوا شاحنة لابنهما عساه بذلك يخرج من جحيم البطالة، خصوصا و ان ابنهم يمتلك رخصة سياقة لمختلف الأصناف منذ كان…، و منذ عشرة أيام أصبحت الشاحنة صالحة للاستعمال، و في اليوم الأول من تشغيل الشاحنة تكثفت المضايقات و لنتجاوز المضايقات التي يمكن ان تجد مبررا( التثبت في أوراق الشاحنة…)، فقد صدرت التعليمات يومها بوجوب حضور معتوق بمركز الأمن على الساعة ألحادية عشرة تحديدا، و حاول صاحبنا التأقلم مع التعليمات الجديدة لكنه تبين له ان ذلك يعد من المستحيلات.. فأرسل إلى رئيس الدولة يعلمه بما اتخذ ضده من إجراءات، ثم توجه إلى مركز الأمن، و قد تجاوزت الساعة ، و بمجرد دخوله أزبد رئيس المركز و أرعد، و أوعد و تهدد، و اتخذ قراره بإيقاف معتوق، و زج به في زنزانة هناك، و طالت غيبة معتوق عن المنزل، فذهبت أمه إليهم سائلة مقابلة ابنها و رغم رفضهم لمطلبها بادئ الأمر إلا انهم استجابوا لها بعد إصرارها، و أخبرها ابنها ان ” قيس منصور” أوقفه، و خرجت الأم ملتاعة… و يبدو أنهم بعد ذلك رأوا الاكتفاء بتعنيف معتوق عساه يرتدع.. و خرج معتوق من عندهم متجها مباشرة إلى مستشفى الرابطة لإجراء فحص طبي و نظرا لكونه الكدمات و الزرقة كانت تعلو عينيه أحاله الطبيب هناك إلى مستشفى الهادي الرايس المختص بالعيون، و أسند له طبيب العيون راحة ب 10 أيام…
يوم الأربعاء ابرق معتوق من جديد لرئيس الدولة معلما إياه يما تعرض له من تعنيف.. ثم توجه إلى منطقة الحرس الوطني بباردو حيث طالب بتغيير المركز الذي يحضر إليه للإمضاء .. للتعسف الدي يمارسه ضده “قيس منصور”…
ثم كان دور الأستاذ عبدالرؤوف العيادي ليقدم باسم موكله قضية عدلية ضد من عنفوا صاحبنا و أرفق شكواه بالشهادة الطبية… فهل ترى هذه الشكوى النور يوما؟؟؟
2) تدبرت:
“لذة العابدين في المناجاة، ولذة العلماء في التفكير، ولذة الأسخياء في الإحسان، ولذة المصلحين في الهداية، ولذة الأشقياء في المشاكسة، ولذة اللئام في الأذى، ولذة الضالين في الإغواء والإفساد.”
الشيخ مصطفى السباعي. “هكذا علمتني الحياة”
3) سمعت:
في سابقة من نوعها ألغت السلطة المحلية ( أو الجهوية أو…) صلاة الجمعة بمسجد الرياض أو الحارة الصغيرة بجربة أثناء احتفاء الطائفة اليهودية بالغريبة، و قد أشرنا سابقا إلى إلغاء الأسواق الأسبوعية بكامل جزيرة جربة و جرجيس في نفس تلك المدة…
4) رأيت:
في الوقت الذي تتعرض فيه بعض الأحزاب إلى مضايقات شديدةفي ممارسة نشاطها سواء بمحاصرة مقراتها و الحيولة دون الوصول إليها أو بغلق مقراتها جملة، تتمتع أحزاب أخرى بمختلف التسهيلات..أجد الأحزاب الذي من عليه بتأشيرة العمل السياسي دون سعي من أصحابه افتتح مقرا له بجرجيس، و اعترافا بالجميل و تعبيرا على خالص وطنيتهم رأوا أن يزينوا واجهة مقر حزبهم بصورة دعائية لرئيس الدولة، لكن لا أدري لم ألصقوها في ذلك المستوى من الارتفاع عن المعبد؟؟
و سعيت أن أجد مقر شعبة واحدة تابعة للتجمع الدستوري الديمقراطي قد ازدانت واجهتها بصورة رئيس الحزب فلم أظفر بذلك في جرجيس كالة تقريبا. ألا يقول الفرنسيون في وصف بعض بأنهم ملكيون أكثر من الملك؟؟
5): قرأت
وزارة الداخلية المصرية تنشئ إدارة لمتابعةالإنترنت:
قررت وزارة الداخلية ولأول مرة في مصر وعلى مستوى الشرق الأوسط إنشاء أول إدارة مباحث جديدة لمكافحة جرائم الحاسبات وشبكات المعلومات, وهي الجرائم الإلكترونية المستحدثة والتي تولدت مع الانتشار الرهيب لأجهزة الحاسبات واستخدماتها وظهور الاقتصاد العالمي الجديد المبني على ثورة الاتصالات والمعلومات وازدياد حجم العلاقات والتعاملات عبر جميع الشبكات العالمية والداخلية. ويقول اللواء سامي بهنساوي مساعد وزير الداخلية المصري ومدير الإدارة العامة للمعلومات والتوثيق: إن البعض استغل ما أتاحه العلم والتقدم التكنولوجي الحديث استغلالاً سيئًا وبدأ في ارتكاب أعمال أو أفعال ترقى لمستوى الجريمة، وأصبحت تشكل هاجسًا وتحديًا للأجهزة الأمنية، وبات واضحًا أن التهديد القادم شديد الخطورة في ظل ظروف دولية وإقليمية متشابكة ، حيث جري الإعداد منذ أكثر من سنتين على تكوين وحدة مباحث جديدة تكون معنية بعملية رصد ومتابعة وضبط جميع الجرائم المستحدثة بجميع أشكالها وأساليبها والتي يكون الكمبيوتر عنصرًا في ارتكابها خاصة بعد أن بدأت هذه الجرائم تأخذ أشكالاً وأبعادًا دولية وعالمية جديدة وبشكل سريع. وأخذ مساعد الوزير يعدد جرائم الإنترنت حيث يقول: أهمها جرائم استخدام بطاقات الائتمان المملوكة للغير وتم سرقتها في شراء سلع وخدمات من الخارج, ثم ظهرت بعض الجرائم الأخرى متنوعة من خلال استخدام جهاز الكمبيوتر مثل جرائم الشبكات واختراقها والدخول على أجهزة الحاسب الآلي للغير وسرقة المعلومات التي تمثل سرية خاصة لبعض الأشخاص أو المؤسسات أو الشركات, كما ظهرت جرائم الإنترنت وقيام البعض بنشر مواقع تسيء لأشخاص آخرين أو تسيء لشكل ومظهر الدولة, ثم ظهرت جرائم عالمية أخرى يقوم بها بعض هؤلاء الهاكرز ومنها إطلاق الفيروسات والاختراقات، ومنها اختراق المواقع الرسمية أو الشخصية أو اختراق الأجهزة الشخصية وأنظمة شفرات الكمبيوتر للمؤسسات والأفراد، وجرائم التجسس الصناعي، وجرائم الأموال مثل السطو والاحتيال والنصب وسرقة بطاقات الائتمان والتزوير والجريمة المنظمة، وجرائم المخدرات وغسيل الأموال، وجرائم الآداب وتجارة السلاح وجرائم الابتزاز الإلكتروني، وجرائم الغش الإلكتروني, بالإضافة إلى جرائم القرصنة وجرائم محتوى الإنترنت من المواقع الإباحية أو المعادية سواء دينيًا أو سياسيًا. ويقول مدير هذه الإدارة الجديدة: إن هناك مجموعات عمل بالإدارة لمتابعة شبكة الإنترنت يوميًا على مدى اليوم لمراقبتها وفحص التعاملات والمعاملات التي تتم عليها من وإلى الخارج، وإذا ما ظهر أية مخالفات أو أعمال تمثل خروجًا على القانون والشرعية أو تهديد أمن واستقرار الوطن يتم التدخل فورًا بالتنسيق مع الأجهزة النوعية الأخرى. يذكر أن التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة المصرية مع تنظيم الشواذ الذي تم ضبطه العام الماضي اعتمدت فيه على أدلة مستقاة من موقع هؤلاء الشواذ على الشبكة العنكبوتية.
ملاحظة: لم يحفظ المصريون الدرس جيدا، اعملوا في صمت، راقبوا، أغلقوا، ارتكبوا ما تشاؤون من حماقات دون ضجيج، و املؤوا الدنيا عن الحرية، حرية التعبير و حرية الإعلام و حرية الإبحار على الشبكة.. ألا تجدون من الصحفيين من يزين أعمالكم و يكفيكم شر أعدائكم… و لا تهمكم التقارير الدولية و المنظمات المختصة فنحن نستطيع أن نوفر لكم من يمتدحكم و يشيد و بيض صنائعكم… يكفيكم بعض الرحلات خالصة الأجر و أيام تقضى في منتجعاتكم السياحية و إعلانات تشجيعية…. مثلما نفعل نحن منذ زمن…
6) نقلت:
قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية، أمس: إن مسؤلا في الفرع القطري لجامعة جورج تاون أبلغ مراسلها في واشنطن، بأن جامعته تفتح أبوابها أمام طلاب من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الكيان الصهيوني.
أكد “جيمس ريردون أندرسون” عميد الفرع القطري لجامعة جورج تاون أنه يقصد الطلاب الجامعيين الصهاينة من اليهود وليس فقط من الفلسطينين “عرب 48“. وقال: لقد استقبلنا في قطر خلال السنوات الماضية العديد من الاسرائيليين، بمن في ذلك طلاب شاركوا في لقاءات بتنظيم الأمم المتحدة، ولا أرى مشكلة على الاطلاق في استصدار تأشيرات دخول للاسرائيليين، يهودا وعربا. وحسب الصحيفة: توجد في الدوحة قرية تعليمية تضم خمسة فروع لجامعات أميركية، وهذه الفروع بحاجة الى استيعاب المزيد من الطلاب حتى تحافظ على وجودها، إذ أن غالبية الطلاب القطريين يفضلون السفر إلى الخارج للدراسة الجامعية، مما يتسبب في هروب العقول. نشرت الصحيفة هذا النبأ بشكل بارز، لكنها أضافت تحذيرا للطلاب الصهاينة قالت فيه: احذروا حين تصلون إلى قطر ستجدون أنفسكم على مقعد الدراسة مع طلاب من الأمراء والأميرات من الأسرة الحاكمة وطلاب من سورية وفلسطين وستستمعون إلى محاضرة من عزمي بشارة.
7) دعــــــــــاء
” اللهم أنت رب المستضعفين و أنت ربنا إلى من تكلنا؟”
إعداد الصحفي عبد الله زواري
المجلس الوطني للحريات ممنوع من النشاط طيلة ثلاثة أيام
نظم المجلس الوطني للحريات بتونس دورة تدريبية أيام 18 و19 و20 ماي الجاري حول موضوع ” السلامة المعلوماتية ” وذلك بإشراف منظمة ” الخط الأمامي FRONT LINE” ومقرها دابلن بأيرلندا وهي منظمة تعنى بشؤون المدافعين عن حقوق الإنسان.
ضيوف من خارج تونس:
وكان الغرض من تنظيم هذه الدورة التدريبية تمكين عديد النشطاء في مجال حقوق الإنسان من تونس وخارجها من تكوين سريع فيما يخص الدقة والموضوعية المعلوماتية من أجل ضمان قدر أكبر من النجاعة في التعامل مع المعلومات المتعلقة بالقيام بأعمال انتهاكات لحقوق الإنسان. وقد وجهت الدعوات إلى نشطاء حقوقيين من تونس وهم المناضل علي بن سالم رئيس فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والسيد عمر القرايدي عن الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين وبلقاسم بن عبد الله عن الجمعية التونسية لمناهضة التعذيب ولطفي عزوز عن منظمة العفو الدولية والناشط الحقوقي حسين بن عمر فيما حضر من خارج تونس عن الجمعية النسائية المغربية سميرة بيكردان ويوسف الريسوني ومن الصحراء الغربية الأمين سهيل ومحمد مهاري وأميدان القوريا عن الجمعية الصحراوية لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان ومن الجزائر حضر سيد علي جلّولي عن جمعية عائلات المفقودين الجزائرية أما من مصر فقد دعي الأمين حرز الله عن الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان والتنمية البشرية غير أن السلطات التونسية منعت عنه تأشيرة الدخول فيما مثل حبيب نصار الولايات المتحدة الأمريكية عن جمعية حقوق الإنسان أولا.
الدورة تمت ومجلس الحريات مغلق:
والجدير بالذكر فيما يخص هذه الدورة الضرورية في بلد تدعي سلطاته تبنيها لحقوق الإنسان واحترامها لهذه الحقوق أن الدورة تمت لكن خارج مقر المجلس الوطني للحريات وذلك بعد أن منع كل المشاركين التونسيين من الدخول إلى مقر المجلس صبيحة اليوم الأول للدورة أي يوم الجمعة الفارط فيما سمح للضيوف الأجانب من الدخول تحت حصار أمني مكثف كان قد ضرب منذ الصباح الباكر حول المقر. وأبلغ المسؤول المني المشرف على محاصرة مقر المجلس الصحفي لطفي الحيدوري وعضو مجلس الحريات بأن النشاط ممنوع بتعلّة أن الاجتماع غير مرخص فيه رغم أن الموضوع لم يكن اجتماعا بل دورة تدريبية لمجموعة من الحقوقيين وأكد المسؤول الأمني أنه بصدد تطبيق القانون من خلال منعه لدخول المدعوين إلى مقر منظمة محظورة.
أما يوم السبت وهو اليوم الثاني للدورة فقد تم إغلاق مقر المجلس تماما وأعلم أعضاءه بأنه لا يسمح لهم بالنشاط ولا بفتح مقرهم طيلة يومي السبت والأحد كما تمت ملاحقتهم من قبل أعوان البوليس بالزي المدني حتى داخل المقاهي.
وعلى هذا الأساس اضطر النشطاء المدعوون إلى إجراء دورتهم التدريبية داخل غرفهم بالفندق حيث اقتصرت الدورة التي أشرف عليها السيد فوتيك بوغوص من بولونيا على المشاركين الأجانب. وكان من المفترض تنظيم الدورة التدريبية بأحد قاعات نزل ” خامسة ” بضاحية ڤـمرت إلا أن إدارة النزل تراجعت في آخر لحظة بدعوى وجود تسرب مياه داخل القاعة. أحمد ثابت (المصدر: صحيفة “مواطنون” (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 20 بتاريخ 23 ماي 2007)
السند
ماذا يجري في الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري بعد مؤتمر 17 / 04 / 2006 ؟؟
بشيء من التأخير نعود إلى ما تطرقنا له في أحد الأعداد الأخيرة ل”مواطنون” ضمن أخبار الجهات بعنوان” معتمدية السند: واقع تعيس ومستقبل مظلم” والذي أشرنا فيه إلى مهزلة إنزال اللافتة الدالة على الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري بالسند وإفساد اللافتات وإعلام الزينة…وحرصا على إنارة الرأي العام المحلي والوطني عموما, ارتأينا أن نعود إلى الموضوع بأكثر التفاصيل بعد إلمامنا بحيثيات المؤتمر وما انجر عنه من مهازل تأتي بعد سنة من بلوغ المواطن التونسي درجة من الوعي لتحمل مسؤولياته…
بداية نذكر بأن المؤتمر انعقد يوم 17 /14/2006 وقع على إثره انتخاب مكتب محلي. رئاسة السيد عبد الحميد بن يامنة حسب محضر مؤتمر ولم يباشر هذا المكتب مهامه إلا بعد مراسلة من رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بقفصة إلى رئيس المكتب المحلي للفلاحة والصيد البحري بالسند مؤرخة في 24 مارس 2007 أي سنة من تاريخ انعقاد المؤتمر وهي سابقة لا مثيل لها فحتّى ساركوزي تسلم مفتاح النووي الفرنسي في أقل من شهر بعد انتخابه وببحثنا عن الأسباب تبين أن المكتب المتخلي رفض الخروج من المحل والتسليم المستندات إلى من يهمه الأمر. رغم أنه لم تكن هناك ضغوطات مسجلة في محضر المؤتمر وبقي يباشر مهامه بتعلة أنه مدعوم من طرف الجمعية الدستورية وهي التي تفرز متى ومن له صلوحية التصرف في شؤون الاتحاد المحلي خاصة بعد أن قامت الجامعة الدستورية بغلق المقر الجديد ل لاتحاد بعد أن قام المكتب المنتخب بكراء محل جديد وبتفويض من الاتحاد الجهوي لكن الجامعة الدستورية رأت عكس ذلك وقامت بغلقه ونزع اللافتة الدالة على وجوده وكان ذلك بتاريخ 16/03/2007 وهذا ثابت في المراسلة التي أشرنا إليها في البداية والتي جاء فيها حرفيا:” بناءا على مكتو بكم الوارد بتاريخ 17/03/2007 والمتعلق بغلق الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري بالسند من طرف الجامعة الدستورية نلفت نظركم إلى ضرورة فتح المقر وترتيب تجهيزاته ومباشرة النشاط فور وصولكم هذا المكتوب. والغريب في الأمر ونحن في دولة القانون والمؤسسات أن تمر هذه الحادثة مرور الكرام كيف تسمح مجموعة لنفسها بالتصرف بهذه الطريقة التي تذكرنا بقانون الغاب على مرأى من الجميع, ونحن هنا لسنا في موقع دفاع هذا أو ذاك لكن أمام هذا السلوك الرّهيب وفي عهد لم تعد فيه ممنوعات ولا محظورات أمام الإعلام وفي موقع حياد في ما يخص الشأن الداخلي للاتحاد لكن عديد الأسئلة تطرح نفسها:
– من كان يسير الاتحاد المحلّي للفلاحة والصيد البحري بالسند في الفترة الممتدة بين 17/04/2006 تاريخ المؤتمر إلى 28/03/2007 تاريخ فتحه؟ – متى يتم إنزال اللافتة الدالة على مقر الاتحاد المحلي القديم متى يعي الفلاح بأنه هناك مقر وحيد للاتحاد؟ – من كان يشرف على الانخراطات ( بطاقة مساعدة وبطاقة اشتراك وتلك حكاية أخرى) – كيف يقع الإمضاء على أذون التزويد (العلف, النخالة, الشعير المدعم)
ثلاثة أطراف تمضي على إذن التزويد: معتمد المنطقة وممثل عن وزارة الفلاحة بالجهة وممثل الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري.
السؤال المطروح: من كان يمثل الاتحاد وهو لم يباشر مهامه خلال سنة كاملة.
– كيف يمكن لعضو في الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري أن يكون في الوقت نفسه صاحب نقطة بيع للعلف ويدافع عن مصالح الفلاحين.
بقي أن نشير واليوم الوطني للفلاحة لم يمر عليه الكثير إلى مصير تعاضدية الأمل للخدمات الفلاحية والصيد البحري وما كانت توفره من مساندة لفلاحي الجهة إلا أنه وبقدرة قادر أفلست وأقفلت أبوابها ولم يبقى منها سوى سيارة بالمنطقة؟؟ وبعض الآلات المعطبة , فهل تظهر الحقيقة؟ خاصة وأن حاجة الفلاح لها أكيدة. أخيرا وليس آخرا من كان وراء هدم السدّ الموجود بين منطقتي القوسة وعليم وراجعا إداريا إلى معتمدية السند والذي كانت كلفة انجازه في حدود 60 ألف دينار تقريبا…
عن أي تنمية يصم المسؤولون من هنا وهناك أذاننا بالحديث عنها في وقت تستفحل فيه الأزمات على كل الأصعدة. البطالة, السكن, التصحر, الانجراف, مشاكل نقص مياه الري واستصلاح الأراضي فلا تنمية في جهات قاحلة ومساحات شاسعة صالحة للزراعة من غير برنامج جاد في أجواء من الحرية والديمقراطية والعدل والمساواة… سنعود مع الأوضاع الاجتماعية والعائلات المعوزة وجمعية التنمية بالسند والجهة عموما والمفارقات العجيبة. الهادي ردّاوي (المصدر: صحيفة “مواطنون” (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 20 بتاريخ 23 ماي 2007)
محمد معالي
أصدرت جمعية الصحافيين، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة تقريرها السنوي “حول واقع الحريات الصحفية في تونس ».
وقد سجل التقرير في مقدمته: “التقدم الكبير في الملفات المطروحة مع سلطة الإشراف » وعبر عن الأمل في “أن يتواصل هذا التعاون الإيجابي” مشيرا “إلى أن هذه العلاقة لم تمس استقلالية الجمعية ومواقفها المساندة لحقوق الصحافيين ولإعلام حر تعددي ومسؤول »…
ومما جاء في التقرير في خصوص صحافة الأحزاب السياسية ما يلي:
« رغم تعزيز مشهد الصحافة الحزبية خلال هذا العام بإضافة عنوان جديد (مواطنون) وعودة صدور صحف أخرى (الأفق والوطن) وانتظام بقية الصحف (الحرية ولورونوفو والموقف والوحدة والطريق الجديد)، نسجّل بأسف شديد استمرار ما أسميناه في التقرير الماضي « بالارتباط” بين الأحزاب بكل تلويناتها والعمل الصحفي.
وباستثناء صحف دار العمل وبدرجة محدودة جريدتا “الوحدة” و”مواطنون”، التي أثث صحافيوها مادة متنوعة من حيث المواضيع والأجناس الصحفية فإن بقية الصحف الحزبية ظلت عبارة عن أوعية للبلاغات الحزبية التي يتداخل فيها الخبر والتعليق. »
ونحن وإن كنا لا نريد الدخول في جدل مع معدي التقرير حول ماهية “تنوع المواضيع والأجناس الصحفية” و”أوعية البلاغات الحزبية” هذه، فإننا ندعوهم إلى التثبت من المعطيات التي بين أيديهم قبل الانتقال إلى إصدار الأحكام مثلما هو الشأن بالنسبة لما ورد في تقريرهم، حيث أكدوا أنه “… بالنسبة لجريدة “الطريق الجديد” والتي وفرت 170 ألف دينار حسب ما جاء في موازنتها المنشورة في حين لا يتوفر فيها صحافي واحد محترف قار وكذلك هو الشأن في جل صحف المعارضة. »
فهل يعقل أن توفر صحيفة شهرية مبلغا كهذا، خاصة إذا علمنا أنها حددت ثمن النسخة التي يتراوح عدد صفحاتها بين 20 و24 صفحة بـ800 مليم فقط؟ في حين تبيع صحف أخرى النسخة بثمن أرفع مقابل صفحات أقل!! وهل يمكن لعاقل أن يصدق أنه يمكن لصحيفة يصدرها حزب معارض أن تحقق أرباحا صافية تصل نحو 17 ألف دينار، للعدد الواحد، إلا إذا كان “وعاء البلاغات الحزبية” هذا من ذهب!
وما من شك في أن الزملاء معدي التقرير، ونحن نفترض حسن النية، قد بلغهم خبر يتعلق بموازنة حركة التجديد التي نشرت بالطريق الجديد ولم يتثبتوا من الأمر، إذ لا يعقل أن يخلط هؤلاء الزملاء مثلا بين ميزانيتي دار العمل والتجمع الدستوري أو بين ميزانية دار « لابريس” وميزانية الحكومة التي تملكها!! ألم يكن الأحرى بزملائنا أن يقرؤوا جيدا حتى يكتبوا جيدا؟!!وحتى لا يكونوا أيضا مصدرا لإشاعة الأخطاء لدى من ينقل عنهم دون ترو، في هذه النقطة بالذات رغم تعامله النقدي مع بقية مكونات هذا التقرير!
أما الزعم بأنه “لا يتوفر فيها، أي الطريق الجديد، صحافي واحد محترف قار” فهو مثير للحيرة حقا خاصة إذا علمنا أن الزميلة هندة العرفاوي الصحفية المحترفة بالجريدة كانت تعمل في نفس المؤسسة التي لا يزال يعمل بها عدد ممن أعدوا التقرير، ولعل مرد نسيانهم لها اليوم هو نفس سبب عدم تضامنهم معها بالأمس، وهم يتحملون المسؤولية في الهيئة المديرة للجمعية، لما طُردت!!… ثم كم يحدد زملاؤنا عدد الصحافيين المحترفين الذين تحتاجهم صحيفة ما لإصدار 10 أعداد سنويا، إضافة إلى مناضلي الحزب والأصدقاء المشتغلين بها على سبيل التطوع؟
وأخيرا هل يمكن أن يُعدّ ما ورد في هذا التقرير تراجعا من الجمعية عما أثبتته في تقريرها من أنه: “…ومن منطلق إيمانها بأهمية الصحافة الحزبية في إرساء الإعلام التعددي وصحافة الرأي، أحدثت جمعية الصحافيين التونسيين جائزتها السنوية حول “صحافة الرأي » وأسندتها في عيد الصحافة لعام 2006 إلى جريدة الطريق الجديد.”؟ أم أن التقرير لا يعبر إلا عن رأي معديه ولا يعبّر في شيء عن رأي الجمعية؟!!
(المصدر: القسم العربي بمجلة “الطريق الجديد”، العدد 60 لشهر ماي 2007 )
كيف نخرج من نفق البطالة ؟
فتحي الشامخي تعُدّ القوّة العاملة التونسيّة أكثر من 3.3 مليون ناشط حسب التعداد العامّ للسكان والسكنى لسنة 2004. وتمثل النساء ربع عدد المشتغلين، ويبلغ الوزن الديمغرافي للقوّة العاملة ثلث إجمالي السكان، وأقل من 46% من السكان البالغين سنّ العمل (15 سنة فما فوق). وتنقسم القوّة العاملة إلى مشتغلين وعاطلين.
تجاوز عدد المشتغلين 2.8 مليون مشتغل سنة 2004 مقابل 2.3 مليون سنة 1994. أي أنّ الاقتصاد مكّن من إحداث مواطن الشغل بمعدّل 53.4 ألف شغل جديد في السّنة. مع الملاحظ أنّ هذا المردود التشغيلي لم يتحسّن منذ عشرين سنة، لذلك ظل أقلّ من تزايد الطلب على الشغل، الذي ارتفع من معدّل 57 ألف طلب شغل إضافي في السّنة ما بين 1984 و 1994، إلى أكثر من 80 ألف في المدّة الأخيرة. وقد أدّى ذلك إلى ارتفاع عدد “المكرهين على البطالة” أي من هم بصدد البحث النشط عن شغل لكن دون جدوى.
ويذكر تعداد سنة 2004 أنّ حوالي 433 ألف تونسيّة وتونسي (ما بين 18 و 59 سنة)، أي أنّ ما يمثل 13.9 % من إجمالي القوّة العاملة، هم محرومون من حقّهم في الشغل. كما تشير نتائج التعداد إلى الانخفاض النسبي لمعدّل البطالة بـ 1.9 نقطة قياسا بمستوى 1999، وكذلك انخفاض عدد العاطلين عن العمل بحوالي 25 ألف مقارنة بحجم البطالة سنة 2002.
إن المتأمّل في أرقام البطالة تسترعي اهتمامه، بالإضافة إلى حجمها المرتفع، المسائل التالية :
· تمثل النساء ثلث العاطلين عن العمل، في حين لا يمثلن سوى ربع القوّة العاملة. لذلك تفوق نسبة البطالة في صفوفهنّ (16.7%) المستوى المسجّل لدى الرجال (12.9%). · في نفس الوقت لا يتعدّى عُمر ثلاثة أرباع المعطلين عن العمل 29 سنة. · كما تجاوزت نسبة البطالة في صفوف المحرزين على مستوى تعليم عال 10% مقابل 1% سنة 1984. ممّا تسبّب في ارتفاع عدد المعطلين عن العمل الذين زاولوا الدراسة بالجامعة بما فيهم المتخرّجين، إلى حدود 41 ألف سنة 1994. علما بأنّ هذا العدد رغم ضخامته، لا يبدو سوى الجزء البارز من جبل الجليد. · إضافة إلى كلّ ذلك، تفوق نسب البطالة في الولايات الدّاخليّة بكثير ما تسجله الولايات الساحليّة، من ذلك أن نسبة البطالة في ولاية الكاف تبلغ 22%، وتصل هذه النسبة في ولايات زغوان وقفصة والقصرين وجندوبة إلى 21%. · أخيرا، لا تشير نتائج التعداد المنشورة إلى الأصل الاجتماعي للمعطلين عن العمل، كما لا تصنفهم حسب أحياء السكنى. لذلك لا يتسنّى لنا معرفة نسبة البطالة في صفوف بنات العمّال وأبنائهم والفقراء عموما، ومستوى البطالة في الأحياء الشعبيّة. علما بأنّ المعلومات التي يتمّ جمعها أثناء التعداد تُمكّن من معرفة ذلك وأشياء أخرى كثيرة. لكنّ الدّوائر المُتحكّمة ترى أنّه من الأفيد لنا إعلامنا مثلا بعدد الأيام الممطرة في السّنة، أو توزيع الصيدليّات حسب الولاية، أو عدد المسافرين في جولات بحريّة، أو الذبائح المراقبة في جميع البلديّات…
ما هي إذا حقيقة البطالة في تونس اليوم ؟ هل نصدّق الأرقام الرسميّة التي تزعم تحسّن أوضاع التشغيل خلال السنوات الأخيرة ؟ أم على العكس هل نشاطر الرأي الذي يدّعي أن الوضع قد زاد سوءا ؟
ليس من الغريب أن تسعى السلطة القائمة إلى تقديم كشف حساب إيجابي حول مستوى التشغيل العامّ بالبلاد، وهي التي ما انفكت تعلن عن عزمها على العمل من أجل تحسين مستوى التشغيل : “يمثل خلق مواطن الشغل وامتصاص البطالة أولى أولويّات عمل السلطات العموميّة” (تقرير البنك المركزي لسنة 2001. الطبعة الفرنسيّة ص 97). ولكن لا يفيدنا إعلان النّوايا في شيء، وإنّما العبرة بالأفعال، والاحتكام إلى النتائج.
لقد توخّت السّلطة القائمة منذ بداية السّبعينات سياسة خاصّة بالتشغيل، وهي التي تعلم ما لقضيّة التشغيل من تأثير على استقرار الأوضاع بالبلاد، وعلى الحفاظ على السّلم الاجتماعيّة. لكن على الرغم من السّنوات الطويلة والآليّات المتعدّدة والكلفة الماليّة الهامّة التي بلغت نسبتها في السّنين الأخيرة 1.5% من إجمالي الناتج المحلي، فإن عروض الشغل ظلت دون مستوى الطلب، ممّا يزيد في تردّي أوضاع التشغيل. وماانفكت سياسة التشغيل المعتمدة تحاول تطويق آفة البطالة في حين أن المطلوب هو القضاء عليها.
ليس بإمكاننا أن نحدّد المستوى التشغيلي والنسبة الحقيقيّة للبطالة في البلاد، فذلك يتطلب إمكانيّات مادّيّة كبيرة، كما يشترط ضمان حرّيّة البحث العلمي. لكن بإمكاننا، استنادا إلى جملة من المعطيات والظواهر التي تقرّ بها كافة الأطراف، الإقرار بتدهور مستوى التشغيل العامّ في تونس واستفحال البطالة، ويمكننا أن نذكر منها المسائل التالية :
· يتسبّب خضوع تونس المتواصل منذ عشرين سنة لسياسة إعادة الهيكلة الليبراليّة ولسياسة التقشف في المصاريف الاجتماعيّة العموميّة في تدمير الشغل على نطاق واسع. · لا أحد ينكر أهميّة النموّ الاقتصادي بالنسبة للتشغيل. لذلك لا غرابة أن يُراهن المخطط العاشر على الزّيادة في نسبة النموّ إلى مستوى 6,2 % كشرط لتحسين مستوى التشغيل. فيما ذهب البنك العالمي إلى أبعد من ذلك، حيث أكّد أنه ” يبدو من الصعب، في الظرف الاقتصادي الراهن، توقع بلوغ أهداف المخطط العاشر المتعلقة بالتشغيل… ومن المفروض أن ترتفع نسبة النموّ بقدر هامّ (حوالي 10 % في السنة، مقابل 6,2 % المتوقعة حاليّا) وذلك بغية خلق قدر كاف من مواطن الشغل لاستيعاب السكان النشيطين الذين ما انفك عددهم يتزايد”.(تقرير رقم 25456 ماي 2004، والتقرير رقم 29847 أكتوبر 2004) لكن ما عسى أن تكون الانعكاسات على أوضاع التشغيل عندما تكون نسبة النموّ التي تحقّقت فعلا أقلّ من توقعات المخطط العاشر بكثير ؟!! · ثم، وبالإضافة إلى عدم بلوغ معدل النموّ الاقتصادي المؤمّل، برز في السّنين الأخيرة، جرّاء سياسة إعادة الهيكلة الليبراليّة للاقتصاد، عامل آخر غير مناسب يتعلق بما يسمّي “المحتوى التشغيلي للنموّ” (أو المردود التشغيلي للنموّ الاقتصادي). وفي هذا الصدد أيضا يذكر التقريران المشار إليهما، أنّ “انخفاض المحتوى التشغيلي للنموّ الاقتصادي، خاصّة في القطاعات غير الفلاحيّة من بين الأسباب التي تفسّر المستوى المرتفع للبطالة”. أو بعبارة أخرى: ” عندما تنفتح الأسواق، فإن إعادة الهيكلة تتسبب عامّة في تدمير الشغل قبل أن تخلق، في وقت لاحق، مواطن شغل جديدة. وبالتالي فإن النتيجة، على المدى القريب على الأقل، هي ارتفاع معدلات البطالة”. (نفس المرجع) · ثمّ لا ننسى التطوّر المشهود لما يسمّى بالأنشطة غير المهيكلة التي تتضمّن أشكالا لا حصر لها ولا عدّ من النشاطات الاقتصاديّة التي ينتمي جزء كبير منها إلى الأشكال العديدة للبطالة المقنعة والتشغيل الجزئي والظرفي والعرضي… وهي أنشطة تدخل في إطار الاستراتيجيّات الشعبيّة من أجل تحقيق الشغل الذاتي لضمان حدّ أدنى من الدّخل. ويعدّ تطوّر هذه الأنشطة في حدّ ذاته دليلا على فشل سياسة التشغيل في تفادي استفحال البطالة في البلاد. · كما يفصح تطوّر البطالة في صفوف شرائح اجتماعيّة كانت بالأمس تتمتع بحقّ الشغل، ونعني هنا خرّيجي التعليم العالي عن مدى تدهور أوضاع سوق الشّغل. هكذا أصبح النّجاح في الدّراسة وإحراز التفوّق جسرا للعبور إلى البطالة. وتُدعّم الاعتقاد ذاته تنامي ظاهرة “الحرقة” التي أصبحت الملاذ الأخير لعشرات الآلاف من الشّباب التّونسي.
هل أنّ البطالة قدر مُبرم أم هي نتيجة خيارات اقتصاديّة واجتماعيّة محدّدة ؟ وهل بالإمكان أفضل ممّا كان وكيف ؟
يزعم الفكر السّائد أن نظام دكتاتوريّة السّوق قضاء مُبين. وليست هذه هي المرّة الأولى التي يدّعي فيها غلاة الرأسماليّة أن نظامهم فوق قوانين التاريخ، وأنّ الحاضر هو المستقبل الوحيد الممكن. إن تاريخ الرأسماليّة مليء بالأحداث التي ما انفكت تسفّه ادّعاءاتهم. علينا فقط أن نتذكر انهيار البورصة سنة 1929، أو الحرب العالميّة الثانية، أو غيرها من الأزمات التي تعبّر عن التناقضات التي كانت ولا تزال تهزّ أركان النظام الرأسمالي العالمي. كما يبدو اليوم احتداد التفاوتات، ما بين الشمال والجنوب، بعد أن بدّدت العولمة الليبراليّة أوهام التنمية، أفضل دليل على صحّة ما نقوله. إنّ النّظام الرّأسمالي يُبرهن من خلال ذلك عن عجزه المتأصّل على تقديم الإجابات التي يتطلبها ضمان حاضر آمن للبشريّة جمعاء، ومُستقبل مُستديم للأجيال القادمة وللطبيعة.
نشأ النظام العالمي الجديد، منذ ما يزيد عن ربع قرن، على أنقاض كافة أشكال الوفاق الاجتماعي القائمة. وما من شكّ في كون المنطق الرّأسمالي الليبرالي الذي يسود العالم وسياسات الحكومات الرّأسماليّة الليبراليّة المرافقة له، والتي تدمّر الشّغل وتنتج البطالة والتّهميش على نطاق واسع لتكديس المزيد من الأرباح، لا تستطيع أن تكون مصدر إلهام لسياسات اجتماعيّة هدفها “خلق مواطن الشّغل وامتصاص البطالة”. إنّه بات من الضروري والملحّ في آن، الدّعوة في تونس لبرنامج إنقاذ وطنيّ تشرع خطواته الأولى في الخروج من المنطق الليبرالي السّائد الذي يزرع العنف على نطاق واسع في المجتمع ويغذيه ويدفع به إلى متاهات لا تحمد عقباها. إنّ في ضمان الحقّ في الشغل وتعزيز حقوقه وتطويرها أفضل دعامة لحاضر آمن ومستقبل دائالتخلي عن إستراتيجية مُرونة التشغيل التي حوّلت قوّة العمل إلى بضاعة “جوتابل” التي تنشر الفقر والهشاشة والتهميش في أوساط المجتمع. ويتطلب الخروج من هذا المنطق الهدّام، ردّ الاعتبار للعمل، خاصّة من خلال تدعيم قانون الشغل بإضافة إجراءات جديدة من شأنها أن تعزّز حقوق العمل وتمنع طرد العمّال لأسباب اقتصاديّة، وتنصّص على منحة ماليّة للتعويض لكلّ مواطن يحرمه النشاط الاقتصادي من حقّه في الشغل، منحة تراعي كفاءته المهنيّة والعلميّة وتمكنه من وسائل العيش الكريم ريثما يجد شغلا.
· اعتبار قطاعي التعليم والصّحّة قطاعين يحظيان بالأولويّة الوطنيّة المطلقة، لأنّ شعبا متعلم وفي صحّة جيّدة هو شرط التقدّم الاجتماعي وأفضل حافز للتقدّم الاقتصادي. وإنه لغنيّ عن القول إنّ هذين القطاعين يحتويان على ذخيرة هائلة من الشّغل المُفيد اجتماعيا واقتصاديّا. فعلى سبيل المثال يكفي حظر السّاعات الإضافية في المرحلة الثانية من التّعليم الأساسي والثانوي لتوفير آلاف مواطن الشّغل في مُستهلّ السّنة الدّراسيّة القادمة لحاملي الشهادات الجامعيّة المعطلين (تحديدا 7778 باعتبار معدّل ساعتين إضافيّتين فقط بحساب 70 ألف أستاذ)، كما يُمكـّن التّخفيض في سنّ التقاعد للأساتذة من تدعيم هذا المجهود، حيث يوفر التّخفيض بسنة واحدة في سنّ التقاعد حوالي 2000 موطن شغل جديد. كما يُمكّن التّخفيض في معدّل التّلاميذ في الفصل الواحد من مستواه الراهن (32 تلميذ) إلى مستوى 25 تلميذ من خلق 17.038 موطن عمل إضافي… إنّ بناء “مدرسة الغد” يبدأ من اليوم.
· تُبرز تجارب عديدة، ماضية وحاضرة، لشعوب كثيرة، أهمّية الاستهلاك الأسري في دعم النشاط الاقتصادي وإعطائها ركيزة صلبة ممّا يسمح بخلق المزيد من مواطن الشغل، على عكس الاستثمار أو الصّادرات التي تتميّز بقدرتها العالية على “التبخّر” نظرا لتأثرها الشديد بالظرفيّة العالميّة وبكلفتها الاجتماعيّة الباهظة. ففي الولايات المتّحدة الأمريكيّة تبلغ نسبة الاستهلاك الأسري من إجمالي الناتج المحلي 70%، وتبلغ هذه النسبة 62% في المملكة المتحدة، وهو ما يعتبره العديد من المحللين الاقتصاديّين من العوامل التي تفسّر ضعف مستوى البطالة وتماسك نسب النموّ الاقتصادي في هذين البلدين، على عكس فرنسا التي لا تتجاوز فيها هذه النسبة 58%. أمّا في تونس فإن نسبة الاستهلاك الأسري من إجمالي الناتج المحلي تساوي 47.7% !! تتطلب الزيادة في مستوى الاستهلاك الأسري بالضّرورة، الزّيادة المعتبرة في المقدرة الشرائيّة للأجور من أجل تنشيط الدّورة الاقتصاديّة وتحسين أداءها التشغيلي. كما يمكّن التخفيض من نسب البطالة وتحسين مستوى التشغيل من الزيادة في حجم الاستهلاك الأسري.
أعلم أنّ هذه الاقتراحات سوف تثير لدى العديد تساؤلات كثيرة خاصّة في ما يتعلق بالتمويل، وموقف المستثمرين الخواصّ محليّين كانوا أو أجانب، وحول موقف المؤسّسات الماليّة الدّوليّة راعية السّياسة الليبراليّة بالجنوب. لكن هذه الاقتراحات يمكن أن تكون موضوع نقاش يعرض فيها كلّ رأي حججه. · أخيرا، تتطلب مهمّة الإنقاذ الوطني بشكل عاجل تثبيت الآليّات الديمقراطية التّي تضمن الشفافية والمُشاركة الواسعة للمُواطنين في الشؤون التي تحدّد مصيرهم المشترك، وتتيح لهم الإمكانيّات الفعليّة للمتابعة والمُراقبة، وهي وحدها قادرة على ضمان التحكم في المَوارد الماليّة للبلاد وتوجيهها نحو توظيف أفضل، أي ذلك الذي يستجيب لمصالح أكبر قدر ممكن من المواطنات والمواطنين والتي في مقدّمتها ضمان حقّ الشغل.
فتحي الشامخي (المصدر: القسم العربي بمجلة “الطريق الجديد”، العدد 60 لشهر ماي 2007 )
ترياق عجيب يشفي من الإيدز… أخيرا
“وإذا مرضت فهو يشفين”
عدنان المنصر غمبيا بلد صغير جدا يقع غرب إفريقيا، ولمن لا يعرف عنه شيئا فإن مساحته في حدود أحد عشر ألف كلم2، في حين لا يتجاوز عدد سكانه المليون والنصف معظمهم مسلمون، كما أنه حصل على استقلاله من بريطانيا سنة 1965، ويحكمه نظام جمهوري يتمتع فيه رئيس الجمهورية بأوسع السلطات. كان بالإمكان أن يظل هذا البلد مغمورا كعادته لولا أن رئيسه أصر على أن يجلب إليه اهتمام العالم منذ بضعة أشهر. فقد قرر الرئيس يحيى جماح فجأة أن يصبح طبيبا، كما قرر أن يختص في تطبيب المصابين بمرض الإيدز بالخصوص الذين تقدر منظمة الصحة العالمية عددهم بغمبيا بأكثر من عشرين ألفا. ففي اجتماع دعا إلى حضوره ممثلي الدول الأجنبية والمنظمات الدولية عقد في العاصمة بانجول في شهر جانفي من هذه السنة أعلن الرئيس الغمبي اختراعه عقارا كفيلا بالقضاء على تطور المرض العضال استطاع التوصل إليه من خلال تركيبة من سبع حشائش يقع طلي المريض بها مع قراءة آيات من القرآن في الأثناء. الخبر في حد ذاته مثير للإهتمام، وقد كان من الطبيعي أن يتساءل الحاضرون، ولو همسا، عن مصداقية الإختراع العجيب وأن يطلب بعضهم، على استحياء، تفاصيل أكثر تجعل الشك يقينا. غير أن ممثلي الدول الأجنبية المعتمدين لدى جمهورية غمبيا أحجموا عن التصريح بشكوكهم بل أحجموا عن كل تعليق من شأنه أن يؤول كتشكيك في صدقية الإختراع الرئاسي، لسبب بسيط وهو أنهم أكثر من يعلم بأن المسألة أبعد ما تكون عن العلم عموما وعن الطب خصوصا. وفي المقابل بدأ بعض ممثلي المنظمات الدولية في الحديث عن الموضوع، طالبين تفاصيل أكثر، فقط “ليزدادوا إيمانا”، ومع إلحاحهم بدأ يتضح “للرئيس المعجزة” سوء نواياهم، فكان أن صدر عن رئاسة الجمهورية بيان اعتبر المنسقة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة في غمبيا شخصا غير مرغوب فيه مع ضرورة مغادرة البلاد في غضون 48 ساعة. وقبل ذلك كان صحفيان في جريدة الدايلي أبزورفر الحكومية قد أطردا من وظيفتيهما لعدم تحمسهما الواضح أثناء تغطية خبر الاختراع الرئاسي. وقد ذهبت مساعي منظمة الصحة العالمية للحصول على ما يطفئ الظمأ من تفاصيل (تتيح تحقيق استفادة البشرية كلها من هذا الاختراع) أدراج الرياح، فالرئيس جماح مصر على سرية الاختراع، وحتى يكمل معروفه فهو يرفض تقديم تركيبة الترياق العجيب لمن يعتقد أنهم سيتاجرون به وبآلام البشر، لذلك فقد أنشأ مستشفى خاصا يعود فيه مرضى الإيدز بنفسه أربعة أيام في الأسبوع كما أنشأ صندوقا خاصا بمداواة مرضى الإيدز افتتح له حسابا ببنك غمبيا العربي الإسلامي. ومنذ ذلك الحين فإن النشاط الطبي للرئيس جماح يحظى بأكبر تغطية إعلامية في غمبيا حيث تسخر إمكانيات التلفزيون الغمبي لمتابعة نجاحات “الطبيب الأول”، كما يسمح للمرضى بالقول، وهم في كامل وعيهم وفي حل من أية ضغوط طبعا، بأن نتائج العلاج إيجابية وأنهم تخلصوا من المصيبة التي كانت تسمم حياتهم بفضل طريقة رئيسهم المصيبة. وبديهي هنا أنهم سيتوقفون عن متابعة علاجهم السابق، لأن ذلك سيعتبر تشكيكا في قدرات رئيسهم الطبية، وهذه مسألة تهم سلامة الدولة قبل سلامتهم الخاصة. ومنذ أن بدأ الناس في الحديث عن الترياق العجيب أكثر الرئيس الغمبي من التصريحات وقد جاء في إحداها (فيفري 2007) أنه بإمكانه أن يعد الشعب الغمبي بتحقيق التطور في حدود سنة 2020. وللإشارة فإن الرئيس الغمبي الذي قدم إلى السلطة في بلاده غداة انقلاب عسكري ناجح تزعمه في 1993 قد أعيد “انتخابه” في سبتمبر 2006 لفترة رئاسية ثالثة تدوم خمس سنوات. معنى ذلك أن الرئيس جماح يحتاج إلى دورتين رئاسييتين أخريين (دون احتساب الدورة الجارية التي تنتهي في 2011) ليحقق الازدهار للشعب الغمبي. وهو غير مبال بالانتقادات التي توجه لحكمه من قبل المنظمات الدولية وجمعيات الدفاع عن حرية التعبير وعن حقوق الإنسان بسبب ما يشاع عن ارتكاب حكمه انتهاكات صارخة في هذا المجال، حيث يذكر أنه صرح بعيد انتخابه في سبتمبر 2006 بأن “بإمكان العالم كله أن يذهب إلى الجحيم الآن”. لقد أصبح قرار جماح بدخول عالم الطب قرارا لا رجعة فيه، حتى أنه طغى على ما عداه من مهام رئاسية. فالرجل يترك شؤون الدولة كلها ويتفرغ أربعة أيام في الأسبوع لعيادة مرضاه، أما بقية أيام الأسبوع الثلاث فهو إما يدعو الناس للتبرع “طوعا” لبرنامج مكافحة الإيدز أو يطالع التقارير عمن يشكك في ترياقه المعجزة لتحريره من حريته أو قطع رزقه. وبالفعل فإن المعارضة، على ضعفها، لم تعد ترهق نفسها كثيرا فيما يبدو في البحث عن مساوئ حكم الرئيس جماح، حيث أصبحت تعرف أنه يكفي أن تشكك في اختراعه حتى تثير حنقه. أما وزير الصحة المسكين فقد أضحت مهمته منذ ذلك الحين تسويف الصحافة والمنظمات المعنية بالملف، في حين صام الأطباء عن الكلام بطريقة مثيرة للاستغراب. ماذا يمكن للدكتاتوريات أن تستخدم في سبيل البقاء بالحكم؟ لم تعد الوسائل الكلاسيكية لغلق الباب أمام التداول على السلطة كافية فيما يبدو. ولم تعد القوة والبطش المرادفين لأي حكم عسكري بقادرتين على طمأنة الماسك بزمام الأمور، القادر فوق عباده، على مصير سلطته. من هنا فإن عملية تجديد للشرعية السياسية أضحت أمرا ملحا. ولكن تجديد الشرعية لا يتم في هذا النموذج بإتباع الأسس المتعارف عليها في عالم اليوم، وذلك بالرغم من “العراقة الجمهورية” للنظام المعني، وإنما بالعودة إلى الوراء، إلى ممارسات خالت البشرية أنها ماتت بانقضاء الآجال. ذلك أن النظام الجمهوري، المفترض أنه ديمقراطي، قد قسم المهام بطريقة تشبه إلى حد بعيد تقسيم العمل: السلطة تحكم، والمعارضة تعارض…. والأطباء يهتمون بالمرضى. وفي عالمنا المغرق أكثر فأكثر في التخلف فإن رأس النظام لا يكتفي فقط بالاستحواذ على صلاحيات السلطات الأخرى، وإنما يتجاوز ذلك إلى التدخل في ميادين تتطلب قدرا أدنى من المعرفة بالعلم الحديث وبتطبيقاته الأكثر دقة. ولا بأس هنا من تغليف الموهبة الجديدة بغلاف الدين، والتأكيد على أن عجز العلماء عن الاقتناع بجدية الترياق العجيب مرده إلى كونه نتاج موهبة ربانية وأن من سوء حظ العلم الحديث أنه لا يؤمن بالمواهب الربانية. هنا ينتقل الجدل إلى مستوى آخر بسرعة ضوئية : الخلاف يعود في الأصل إذا إلى اختلاف الثقافات، وما هو صالح بالنسبة للغرب ليس بالضرورة صالحا لغيره، لذلك فعلى الحلول أن تكون من جنس المشاكل التي تعيشها كل ثقافة، وما يسري على الإيدز يسري حتما على غيره، فكلها علل. خذ مثالا على ذلك مسألة الديمقراطية وما يتبعها من تقسيم للسلطات وضبط لصلاحياتها: هذه ليست مشكلة إفريقيا (ولا آسيا حتما)، حيث يتضور الناس من الجوع، وحيث تنتشر الأمية بشكل مخيف، وحيث يتوجب إدارة الثروة بما يحقق للشعب قوته اليومي على الأقل، وكرامته لاحقا. أما مسألة تجديد الشرعية بإتباع الوسائل الديمقراطية وبفسح المجال أمام الشعب ليختار قيادته بكامل الحرية فأمر مبتدع هو الآخر، لأن شعبا جائعا (وبالمناسبة فهو جائع وإن أكد تخمته) لا يمكن أن يختار بحرية من يسير أمره. وفوق ذلك فإن المسألة مسألة وقت ومراحل وأولويات، وما استغرقت أوروبا للوصول إليه قرنين أو ثلاثة، سنصل إليه نحن أيضا، بعد قرنين أو ثلاثة. المهم أن النية متوفرة، وهذا أول الطريق. (*) كاتب ومؤرخ تونسي (المصدر: صحيفة “الموقف”، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 406 بتاريخ 18 ماي 2007)
بلا عنوان (محاولة للتخفيف عن إخواننا أصحاب أسماء الشهرة)
ملحوظة: كتبت البارحة، أو لأقل بالتدقيق نقلت موضوعا وعلّقت عليه، في محاولة منّي التخفيف عن إخوة كرام لنا، اختاروا الكتابة بأسماء شهرة لأسباب يروها هم دافعة لذلك، غير أنّ الاخوة المتعاملين بأسمائهم الحقيقية وجدوا في ذلك الإجراء السبب الكافي لإفراغ شحناتهم فيهم بسبب وبدون سبب. وقد شاء الله لحكمة يراها أن أرتكب خطأ في الإلحاق. فبدل أن ألحق “بلا عنوان” ألحقت “بدون عنوان” وهو موضوع قديم مخزّن في ذات المجلّد، ثمّ إنّي لم أتفطّن لذلك إلاّ هذا اليوم بعد مراجعة الموضوع على صفحات تونس نيوز والحوار.نت. ثمّ بعد أن أخذ منّي الاستغراب وفهمت مصدر الفعل العجاب، تنبّهت إلى الخير الكثير الذي جاءت به هذه “الغلطة”. فقد كان “بدون عنوان” – سبحان الله – منسجما مع الظرف حيث الجميع يقف بالنصرة المستطاعة مع الأخ الفاضل عبدالله الزواري، فسبحان الله ولا إله إلاّ الله. وأمّا الآن فإلى موضوع “بلا عنوان”
نقل وتعليق عبدالحميد العدّاسي
هو الداعية المربي عبد المنعم صالح العلي العزي، وكنيته أبو عمار. من مواليد بغداد في الثامن من شهر يوليو عام 1938 من عشيرة بني عز، وهم من عبادة، ويرجعون إلى عامر بن صعصعة (أي من العرب المضرية العدنانية). درس الابتدائية في مدرسة تطبيقات دار المعلمين، وهي أرقى مدرسة في العراق. وكان وهو ابن ثماني سنوات يقرأ المجلات الأدبية كمجلة الأنصار وغيرها بتشجيع من أخيه الأكبر. عبدالحميد: هل عرفتم الرّجل؟! قد يكون عرفه القليل منكم… لنواصل معه إذن… تتلمذ على العلماء السلفيين، ومنهم: الشيخ عبد الكريم الشيخلي، وهو من علماء السلف، وقد قاتل مع الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله في كثير من معاركه، وقد تتلمذ على يديه في الحديث. وكذا الشيخ الدكتور تقي الدين الهلالي في علوم الحديث. والشيخ محمد القزلجي الكردي في علم الفقه، والشيخ أمجد الزهادي رحمه الله رئيس علماء العراق، ثم الشيخ محمد بن حمد العسافي وهو صاحب توجه سلفي ومن أهل نجد الذين سكنوا مدينة الزبير، ثم انتقل إلى بغداد، وغيرهم من العلماء الذين كانت تزخر بهم العراق. ثم خرج الشيخ من العراق إلى الكويت، بسبب اضطرار أمني، حيث انشغل في الكويت بالعمل كمحرر في مجلة المجتمع التي تصدرها جمعية الإصلاح، فكتب فيها سلسلة مقالات إحياء فقه الدعوة. ثم انتقل إلى الإمارات وعقد دورات كثيرة فيها ودروسًا واستفاد منه دعاتها وشبابها. ولا يزال الشيخ عبد المنعم صالح العلي حتى الآن يتنقل ما بين ماليزيا وأوروبا وغيرها من الدول يلقي الدروس والمحاضرات ويحيي فقه الدعوة بين الدعاة وينشر العلم الشرعي. عبدالحميد: هل عرفتموه الآن؟! قد يكون البعض منكم عرفه. ولكنّكم ستعرفونه ابتداء من هذه اللحظة، فاستمعوا….
و للشيخ من المؤلفات، مثل: · في علوم الدعوة: المنطلق/ العوائق/ الرقائق/ صناعة الحياة/ المسار/ رسائل العين. · في العلوم الشرعية: دفاع عن أبي هريرة/ أقباس من مناقب أبي هريرة (وهو مختصر الدفاع)/ تهذيب مدارج السالكين/ تهذيب العقيدة الطحاوية. · ومقالات في مجلة المجتمع، ومحاضرات في المؤتمرات. · منهجية التربية الدعوية، في مجلد واحد. · الفقه اللاهب، وهو تهذيب لكتاب الغياثي للجويني. · صراطنا المستقيم، وهي أول رسالة من سلسلة مواعظ داعية، وهي سلسلة جديدة تمزج الموعظة بفقه الدعوة، وستصل بإذن الله إلى سبعين رسالة أو أكثر. · آفاق الجمال، وهي الرسالة الثانية من سلسلة مواعظ داعية. · الترجمة الإنجليزية لصناعة الحياة. وكانت بعض دور النشر التركية قد نشرت ترجمات لكتب إحياء فقه الدعوة، وصدر المنطلق بالملاوية والتاميلية، وسيصدر المسار قريبا بالملاوية بإذن الله، وتحت الإعداد ترجمات فارسية وروسية وصينية أيضًا، إضافة للإنجليزية والفرنسية.
عبدالحميد: عرفتموه! أليس كذلك؟!… إنّه هو … إنّه الشيخ محمّد أحمد الرّاشد!…
نقلتُ لكم الموضوع من الفضاء الافتراضي وأردتّ بذلك أمرين: الأوّل، وهو الأهمّ، التعريف بأحد رموزنا الإسلاميّة المنارات، وأمّا الثاني فهو بيان أنّ أغلبنا لا يعرف الشيخ عبدالمنعم صالح العلي العزي ولكنّ الكثير فينا يعرف الشيخ محمّد أحمد الرّاشد ويحبّه ويحترمه ويجلّه ويبجّله ويرى هامته مرتفعة بين الخلائق ويرى عمله مُربِي لخيره وفضله على المسلمين.
وأسماء الشهرة أو الأسماء المستعارة كما نسمّيها اليوم لا تنقص أبدا من قيمة صاحبها إذا كان معدنه حسنا ومقصده طيّبا ومبدأه ثابتا وعمله صوابا. ومن المشاهير ممّن تخفى علينا أسماؤهم الكثير، إذ الغالبية فينا تعرف ابن القيم وقد لا تعرف محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعي الدمشقي، وتعرف النووي وقد لا تعرف يحيى بن شرف، وتعرف البخاري وقد لا تعرف محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه الجعفي، وتعرف الجاحظ وقد لا تعرف عمرو بن بحر، وتعرف الشاطبي وقد لا تعرف إبراهيم بن موسى اللخمي الغرناطي، بل الكثير منّا لا يعرف لماذا سمّي أحد تفاسير القرآن الكريم ” بتفسيرالجلاليل”… وإذن فلماذا هذا التنابز؟! ولماذا يرى صاحب الاسم الحقيقي أفضليته على صاحب اسم الشهرة؟!
نعم هناك القليل ممّن يتخفّى باسمٍ مَا ليسيء لغيره، ولكنّ ذلك ليس عامّا بل لقد رأيت فضل بعض هؤلاء الاخوة علينا نحن أصحاب الأسماء الحقيقية في طرحهم للمواضيع الملامسة لواقعنا، في استشهاداتهم، في ثباتهم على المبدإ وعلى الحقّ بل وحتّى في تصانيفهم ولا ضير في أن أتذلّل لهم لأتعلّم منهم … ومن هؤلاء من تيسّرت لي معرفتهم، وإنّي لأراهم في بعض الأحايين يقعون تحت وابل من النقد والشتائم المنكرة من أصحاب الأسماء الصحيحة التي ربّما تمنّت عليهم (هذه الأسماء) التخفّي، فحسبنا الله ونعم الوكيل…
ارفع هذا المطلب للرئيس
بقلم عمار عفوا سادتي ومعذرة عن هذه السطور، فأحيانا تتشقق الصخور وحتى الصمت يصرخ أوقفوا المهزلة. المسألة برغم الزينة والصناعة تبقى عارية ولا ثوب عليها.
لقد سقط من سقط وليست مراقد الرجال واحدة، فقد تعصي ربك وتسقط… لكنه شأن ربك قد يغفره لك وتزداد من بعد ضعف إيمانا… وقد تظلم امرءا ومن بعد سنين إن لم تكن شهورا يتجاوز عنك وتسترضيه… وقد تخالف جماعة وتشق عصاها وتحمل زادك وحيدا أو في عصابة أخرى… لكن ماذا تفعل لو ظلمت تاريخ شعبك وظلمت رجولتك وكرامتك؟؟؟؟؟
الحل حسب بعضهم بسيط جدا… لا تقل إنك سقطت، وسارع بالهبوط أكثر حتى يرى الناس جميعا أنك تفعل أمرا عن دراية… متمرس بالسقوط الناجح… ولاتكن مخبرا للسفارة… بل كن مخبرا لتجار الكلمة وسماسرة الملوك والحكام… امضي كما أردت فبعد أن مت، نأسف أن ضاقت الأرض بأبخرتك ونتنك ونسأل الله من يواري عفنك عنا… وقديما لم أجرّب نهايات الحدود والأخاديد… لكن انكسارك أكد لي أن لا أفرح بشموخ الغرابيب السود… فرب هضبة لا تكاد ترى بين الشوامخ… يثبت الدهر والعلم أنها أعرق وأشد على الرياح من أمثالك الذين ملئوا الأرض صدى ثم تركوا الصدى وحيدا كمواقع من بادوا…
أعلم أنك لن تتوب وسيمنعك كبرياؤك أن ترفع رأسك في عالم السياسة…بل ستلعنها وقد فعلت… بل لعلك أصبحت عرابا للسقوط السياسي…
بالأمس كنا نكتب لمساجين الحق العام مطالب السراح الشرطي والعفو لدى قاضي التحقيق… وقد كنا نتخير لهم من الكلمات ما يدغدغ جوانح القضاة والقوانين…وما ظننت يوما أن يقع أحدنا، فيُكتب له ويوقع و يستف نعال من عذبوننا وأذلوا أهلنا وخلعوا حياء أخواتنا…لكن اليوم هناك منا من باع كل شيء… ، حتى قطرة الحياء التي بها نراجع إنسانيتنا…
خذ معك من شئت من” الرجال”، فلن نأسى على الغربان، ولن يضعف السيل بذهاب غثاءه، فما كان عدتنا بمن ذهب معك إلا كعدتنا بك… ويوما بعد يوم يثبت أقوام أنهم لا يقدرون على شيء، ولعل المضحك أن يصمدوا أمام الجلاوزة والجلادين ويسقطوا أمام السماسرة وحثالة المنابر… من أجل ذلك الأمور بخواتمها وغاياتها، نسأل الله حسن الخاتمة والثبات على رجولة الرجال…
لم أعد قادرا على الكتابة.. لأن الكتابة ضاقت وتضايقت، فمعذرة أن نبشت جيفة كنت قد هجرتها منذ قبرتها…
وإني فتى خلق للصعاب
وليل تلحف صمته بسواده فحل ببابي يزيد إغترابي
وأرخى ستارا من النأي فيّ وباعد بيني وبين إيابي
وأردف بالصمت سمتا خلياّ برجع صداه تناءى جوابي
ولفّــني فـيه سـواد بهــيم تساوىبه حزني وغيابي
وأرّقني الليل حين تمطى ومد ّبطوله حبل عذابي
وفتحت الذكريات جراحا تعنى بها الشوق ملء الرحاب
وأنهكني العشق للغا ئبين وللواقفين هناك ببابي
وأمسيت دون البلاد غريبا يعانق صمتي خيوط السراب
فلا أنا غربت نأيا بهجري ولا للبلاد تمادى انتسابي
وأضحيت بين الهنا والهناك أطارد هجرا أراه نأى بي
وهزني نحو الوجيعة ضيم ألــم بـيَ وبـكلّ صـحابي
جفاني الكرى والليالي طوال وزاد النوى عند كل إقتراب
وزادني شوقا لكل البلاد غيابي وبعدي وطول انسحابي
ولفني صمت تلبس ذاتي وأردف نأيــا بــأرض يبــاب
سلوت النوى وهجرت البعاد وصادرني الشوق دون عتاب
وألزمني الحرف عشق الكلام ونظم القصيد بسمت صواب
فأرخــيت للقـافيات العـنان وأرسلت شعري بكل انسيابي
وأجريت حرفي بحبر عصي ِّ مـدادا يـزلزل عــند الحراب
وإنـي الـذي لا تـهزه ريـح وإنـي فتـى خلق للصـعاب
ولست أبالي إذا قلت حقاّ على أي أرض يكون غيابي
ولا أنا باللذي يخشى الحمام ولكني أخشى قيام الحساب
وأرجو إلاها كريما رحيما عفوا ليرحمني من عذابي
جمال الدين أحمد الفرحاوي
لاهاي في22/05/2007
المخرج التونسي شوقي الماجري: مسلسلي الاجتياح يؤرخ لفظائع الإسرائيليين ssوهو سيسبب لنا مشاكل مع بعض الجهات بما فيها العربية
حاوره وصوره في تونس: كارم الشريف شوقي الماجري.. أسطورة منسية في زمن ما زال يبحث عن أسطورته.. حكايته غريبة.. عجيبة.. متفرّدة.. كلحن رومانسي.. كتبها طموحه بحبر مقدود من حلمه الآتي من رحبة أشهر أحياء تونس العاصمة باب سويقة التي اختارها محطة يستريح فيها، بين كل رحلة ورحلة في الزمان والمكان والإنسان… هناك تحت ظل طفولته وبين أحضان أمه وتحت نظراتها يحلو له المكوث استعدادا لرحلة قد تأخذه إلي إخوة التراب وصراعاتهم أو الأرواح المهاجرة وأحلامها أو الطريق الوعر وآلامها أو شهرزاد وحكاياتها أو عمر الخيام وأشعاره.. وها هو الآن يحط الرحال في جنين الفلسطينية وأوجاعها ليخلد الاجتياح الذي تعرضت له من مغول هذا الزمن.. ..قدره كأبطال الملاحم الرحيل في الفضاءات بقلبه وبصره.. زاد المبدع الحقيقي وتاجه الوحيد… نال العديد من التتويجات منها الجائزة الذهبية لأحسن إخراج عن مسلسل أبناء الرشيد أو الأمين والمأمون .. لكن التتويج الحقيقي الذي ينتظره هو أن يفيد وطنه تونس بالكنز الذي يحمله في روحه… هو الآن هناك.. في أرض ما يحلم كل نجوم التمثيل بالوقوف تحت ضوء قمره.. لكن قلبه هنا في تونس.. لقد طال انتظارنا لك يا صديقي.. وأحلم أن لا ينفد صبرك.. وحتما سيعانق الوطن حلمك.. لأن الأوطان كالإنسان لها أحلامها.. بادرني شوقي بطلب غير عـادي قـائلا: أنا من سيحاورك، سأسألك وتجيبني بكل صراحة؟ تفضل ما هو سؤالك الأوّل؟ ما هي حكايتكم مع الحوارات… أنا غاضب قليلا من الصحافيين التونسيين ـ وهم أصدقائي ـ لأنني أري أنهم قادرون علي كتابة تحاليل للأعمال التي نقوم بإنجازها، لكن للأسف لم أقرأ مقالات نقدية حقيقيّة تكون بمثابة صدي لما يقدّم من إبداعات. أنا أتفق معك فلم أقرأ ولو مقالا نقديا حقيقيا واحدا عن الأعمال الدرامية التي عرضت علي الفضائية التونسية تونس7 أو غيرها من الفضائيات العربية.. هناك غياب واضح لهذه النوعية من المقالات في الصحافة التونسية. وأري أنه يجب أن يكون هناك مجهود جدّي أكثر من المبذول حاليا إذا كنّا نعتبر أن ما ننجزه تتوفر فيه جدية تستحق أن يكتب عنها. وبما أنّك أثرت هذه الإشكالية، (غياب النقد الجدي) هل لك أن تتحدث عن أسبابها؟ وما هي الحلول التي تقترحها؟ إما أن تكون الصحف أصبحت تخضع لهذا التوجه أي أنها لم تعد تعتمد المقالات التحليلية العميقة، وأصبحت جرائد أخبار وانطباعات، أو أن هناك نقصا في الكفاءات القادرة علي الرؤية والكتابة بعين ناقدة وتحليلية، أو صار ثمّة نوع من الكسل، أو أشياء أخري لا أعرفها.. وما هو الحل الذي تقترحه؟ القضية شائكة. فعلا هي إشكالية كبري ومحيّرة في الصحافة التونسية؟ الحل موجود لأن الجرائد التونسية في السابق كانت تتضمن المقالات التي أشرتُ إليها. وهو حسب رأيي بيد الصحافيين أنفسهم الذين عليهم أن يفرضوا هذا النوع من المقالات ولا يبقوا في الشكل الحواري أو الانطباعي… هذه ظاهرة تونسية لأن الجرائد في البلدان العربية الأخري.. (يقاطعني) فيها كل الأساليب والأشكال الصحافية. وتفشي هذه الظاهرة في تونس هو حالة مرضية عاجزة عن تحقيق أي إضافة، وتحديدا الهدف الأساسي من الصحافة ألا وهو التقدّم بكل المجالات. لأن ما هو موجود انطباعي. أنا مع الشكل الحواري لكن لا يجب أن يصبح كل شيء.. فما يهم المبدع هو أن يتم الحديث عن أعماله بطريقة تحليلية حتي تتحقق له الاستفادة المرجوّة، و حتي لا يكرّر نفسه. وفي كل الحالات حديث المبدع عن إبداعه ليس محبذا، لأنني أعتبر حديثي مقارنة مع ما أنجزه ساذجا ومرتجلا. أترك لك المجال لتبدأ حوارك.. رغم الظروف التي أنجز فيها مسلسل الأمين والمأمون فإنه حقق نجاحا كبيرا وكل الاستفتاءات اختارته أفضل مسلسل، واختارتك أحسن مخرج لرمضان 2006، بماذا تفسر هذا النجاح؟ هناك عدّة عوامل تكاثفت وتناغمت حتي يكون المسلسل بمثل هذه الجودة، ولو أنجز في ظروف أحسن لكان أفضل. وعموما هو عمل كل العناصر المكونة له وصلت إلي درجة هامّة من الهرمونيا اللاّزمة من الكلمة والنص والموضوع والطرح الفكري وأماكن التصوير والممثلين والموسيقي وإيقاعه، وعرضه الأول كان في (MBC)، وكل هذه الشروط ساهمت في أن يأخذ المسلسل حقّه، وجاء عملا دراميا بالقوة اللازمة. خاصة وأنه متماه مع ظرفه. وحسب رأيي فإنه كاقتراح فكري وفني وسياسي متفاعل مع لحظتنا الراهنة وجاء في وقته. يتحدّث الأمين والمأمون عن الفترة العباسية، لكن في عمقه يتجاوزها ليكشف المرحلة الحالية ومن هنا تتأتي إضافة شوقي الماجري، لأن المسلسلات التاريخية السابقة حافظت علي بعدها التوثيقي وتمسكت به، لكنك منحت التاريخ أبعادا فكرية وسياسية وفنية معاصرة ومنحته حياة جديدة. فهل قمت بذلك عن قصد؟ طبعا قصدت تحقيق هذه الإضافة 100%، لأنني عندما أنجز عملا تاريخيا فان طموحي لا يتمثل في تقديم متحف متحرّك من المعلومات عن فترة ما، فهذا لا يهمّ أحدا اليوم. إن ما يهمني عندما أنجز عملا تاريخيا هو أن نراه نحن أبناء اليوم بنظرة معاصرة تحيل علينا وإلينا. لذلك فإن الاقتراح الذي أنجزت وفقه هذا المسلسل هو ضدّ إعادة فترة وشخصيات معينة بطريقة غير متحفية تقوم علي إعادة تقديم المعلومات. فقد سعيت إلي تقديم قراءة عصرية عن تلك الفترة تطالنا نحن اليوم وتهمنا كثيرا، فمثلا عندما أطرح أسئلة لها علاقة بالسلطة أعتبر أنها عمود فقري في مسلسلي لأن مسألة السلطة خطيرة جدّا، وكذا مسألة الدولة، وذلك لأكشف أنه حتي مَنْ يمارس السلطة بمن فيهم الرشيد نفسه يكون مضطرا لفعل ما حتي تبقي الدولة والسلطة، وهذه الأخيرة هي أقوي حتي من الممارسين لها. فالسلطة هي التي أدخلت الأمين و المأمون في حرب فرضت عليهما رغما عنهما. كنت أتساءل مع الممثلين اللّذين تقمصا دوريهما، ماذا كان يحدث لو تقابل الأمين والمأمون بعد الصراع، الأكيد أن الوضع سيختلف، وسيأخذ مسارا مغايرا كليا لما حدث، لأن ما وقع فرضته عدة معطيات منها الحاشية والتأثيرات السياسية وغيرها بسبب السلطة، وهي التي فرضت حربا نتيجتها الحتمية قتل أحدهما. أنا أحبّ بشكل خاص عدّة لحظات في مسلسل الأمين والمأمون وتحديدا المتعلقة بالجانب الإنساني الفردي الحميمي لشخصيتيهما، وهي ميزة عموما لم نكن نشاهدها في المسلسلات التاريخية. ومنها مثلا: مشاهد الأمين وهو في لحظات خلوته في الليل وهو يقول بصدق لا متناه أنا لا أرغب في السلطة ويا حبّذا لو يعفيني المأمون من الصراع معه ، والعكس أيضا حدث عندما يقول المأمون في قمّة لحظات صفائه: لماذا لست مثل عمر بن الخطاب وأبي بكر الصديق ـ رضي الله عنهما ـ في طيبتهما؟ لماذا أنا الرجل الذي كنت أؤمن بأن السلطة لا تعني لي شيئا فجأة أحسست بأن هذا الكرسي الوثير يشدني إليه ويأسرني؟ . طبعا كل هذا تمّ في لحظات ذاتية عندما يختليان بنفسيهما كلّ واحد علي حدة، وهو يعني أن هناك أشياء أقوي من الإنسان في علاقته بالسلطة وهذا طبيعي لأن جهاز السلطة أقوي من أفراده وحتي ممن ينفذونه ويمارسونه إنه أقوي منهم بكثير. مثال ذلك ما قاله هارون الرشيد لما قتل جعفر البرمكي لإبنه المأمون لما قال له: يا أبتي هذا جعفر البرمكي ، فأجابه الرشيد: وهذه الدولة، والدولة أقوي من جعفر وأقوي من يحيي وأقوي من هارون نفسه . أقول هذا لأبرز أن إحدي الأطروحات المهمّة جدّا التي ضمنتها مسلسلي هي الخاصة بسؤال السلطة والعلاقة معها وبعصرها. وهذا حسب رأيي طرح معاصر يستجيب ويتفاعل مع ما يحدث الآن. وهناك أيضا الطرح الفكري المهم جدّا المرتبط بقضية السلطة في بعدها السياسي، ويتمثل في القضية العقائدية، فالإشكالية الخطيرة المطروحة في العمل هي العقلانية، لما دعا المأمون إلي إعمال العقل حتي في المسائل الدينية، أثار مسألة خطيرة جدّا هي خلق القرآن، وأيضا مسألة القضاء والقدر وحرية الإنسان في الاختيار وقد سيطرت عليه في لحظة ما لما شيّع الدولة لكنه تراجع بعد ما قتل علي موسي الرضا الذي ولاّه العهد، وقال أنه أتي به ليقتل ونفي قتله ونسبه إلي الفضل بن سهل… وهكذا… أي أن كل هذه التشعبات هي من فكر اليوم، فقضايا العقل والقضاء والقدر والشيعة والسنة والفرس والعلاقة بين الفرس والعرب لا تزال متواصلة وحاضرة بقوّة إلي اليوم، لم تنته ولم يحسم في أمرها، ونحن لمَا نتحدّث عنها فذلك من منطلق أننا نحياها اليوم. تمكنت وأنت في أول إخراج لمسلسل تاريخي من تحقيق إضافة نوعية تحسب لك، لأن الدراما التاريخية التي تعودنا عليها ظلت توثيقية ومتحفية؟ أكيد… وأضيف إلي ما قلته في إجابتي عن هذا السؤال بسؤال آخر: ماذا أقصد بقولي قدمت عملا يتحدث عن أبناء اليوم وواقعهم السياسي إلخ…؟ إجابتي هي التالية: أنا أنجزت مسلسلا علي نفس منوال الطرح المعاصر، وتلاحظ النفس التمثيلي في المسلسل وحركة الكاميرا وردود أفعال الممثلين في توجيه الشخصيات أو ما يسمي بإدارة الممثل ستتضح أشياء مهمة جدّا، سأكشف لك سرّا هاما يتمثل في أنني كنت أطلب من الممثلين أن يكونوا كما هم أي أن لا يتقمصوا الشخصيات في بعدها التاريخي فقط وأن لا يكونوا غير مرتاحين في ملابسهم وفي لغتهم، بل عليهم أن يكونوا في منتهي الراحة وأن يستعملوا ملابسهم ويوظفوا إكسسواراتهم من أجل القيام بردة فعل كما يحسها ويعيشها اليوم، فمثلا عندما يريد أحد الأبطال أن ينظر في عيني امرأة أو يلمسها يفعل ذلك كما يقوم به في حياته الطبيعية… وهذا تم دون الوقوع في أخطاء تاريخية لأننا متوجهون إلي إنسان الآن وهنا. من هنا يأتي الاختلاف في الرؤية عندما أنجز عملا ما، لأن كل عمل له ثوابته. وقد أكّدت كثيرا علي هذا الجانب في مسلسل الأمين والمأمون أي أن يكون معاصرا في إيقاعه وفي تمثيله وأن يكون خاصا جدّا وأن تكون هناك أشياء لا تقرأ فقط في الكلمة. صحيح أن هناك حوارات طويلة ـ هي من أطول الحوارات التي أنجزتها طيلة مسيرتي ـ وكذلك مشاهد طويلة أيضا، لكنها أنجزت بطريقة مدروسة وبمنتهي الدقة.إلي حد أن المشاهد لا يحسّ أنه أمام ممثلين يمثلون. هذا هو الاقتراح الفكري الجمالي الذي تحدثنا عنه. ماذا يعني لك أن يتم إخبارك بأنك أحسن مخرج وأن يكون مسلسلك أفضل مسلسل؟ هذا أمر يفرحني لأنني في السابق كنت أتّهم بأنني أقدّم وأنجز اقتراحات فنية جميلة جدّا، لكن هناك من ينعتها بالنخبوية أو لا تشد كل الناس… إلخ لكنني كنت متمسكا باختياراتي ومتشبثا بمقترحاتي الفنّية لأنني أؤمن بأنني لست مطالبا بأن أشد كل الناس بل مدعوا بأن أكون صادقا معهم عبر اقتراحي الجميل والحقيقي. ربما يلزم بعض الوقت حتي يتعوّد الناس علي ما أريد اقتراحه. كما أن شرط العرض مهم جدّا، لأنني أنجزت أعمالا مهمّة جدّا لكنها لم تعرض حصريا علي فضائية (MBC) التي هي المحطة الأولي عربيا في رمضان، وهذا المعطي مؤثر علي جميع الأصعدة. وعموما أنا فرح لأنه يؤكد أن تشبثي بخصوصيتي ورؤيتي كان موفقا، ويبرز أنني كنت أعرف ما أنا بصدد التأسيس له. كما أنني لم اسع إلي كسب الناس بأي طريقة من خلال تقديم أي موضوع فيه قضية كبري استفزازية عمدا حتي أنال رضا الناس.أنا أحاول أن أعمل كما أحس وأري، وإذا أصبحت اليوم مشتركا في هواجسي وأعمالي مع مجموعة كبري من الناس، فإن هذا لا يمكن إلاّ أن يسعدني. جيل كامل من المخرجين اشتهر في العقد الأخير منهم نجدت أنزور وباسل الخطيب وبسام الملاّ وحاتم الخطيب، وهو جيل سوري، نقل مركز الثقل الدرامي من مصر إلي سورية. كيف تفسّر هذه النقلة كأحد رموز المخرجين المنتمين إلي هذا الجيل؟ أري أنه انتقال مفيد للعرب بصفة عامة بمن فيهم المصريون حتي يتجاوزوا حالهم، وسبب الانتقال يتمثل في أن المصريين كانوا متقوقعين علي حالهم لفترة طويلة جدّا، وظلوا يكررون نفس المسلسلات بنفس الحقيقة بمجهود بسيط جدّا وبطريقة راديوفونية مخيفة جدّا مع نفس الوجوه ونفس التقطيع وباختصار.. هم كانوا يقومون بإخراج حوارات فقط، ولم تكن هناك أعمال بالمفهوم الحقيقي للدراما لأن أغلبها ينجز في منازل واستوديوهات و السلام عليكم ، لأنهم يملكون السوق الذي هو حكر عليهم. وحدثت النقلة لما ابتعد السوريون قليلا عن هذه الرؤية وتصورهم للأعمال وخرجوا من الأستوديو وأعطوا قيمة أكثر للحركة والصورة وغيّروا في المواضيع وخاصة في بداياتهم، لأن السوريين الآن مستواهم تراجع قليلا، لكنهم في بدايتهم أنجزوا مواضيع عربية مكّنتهم من كسب الجمهور العربي وشده إليهم ونيل رضاه واستحسانه تدريجيا، ممّا مكّنهم بعد ذلك ـ أي اليوم ـ من أن يكون أي عمل لهم مقبولا في أي مكان، كلهجة أو كبيئة أو أي شيء… من هنا أتت النقلة. والذي يحدث الآن هو أن السوريين أنفسهم وقعوا في خطأ المصريين من خلال وقوعهم في التكرار، وعليهم أن ينتبهوا لأن ما حصل هو أن المصريين بدأوا اليوم خوض عدة تجارب مختلفة نوعا ما وهو أمر إيجابي. لأن هذه ديناميكية يجب أن تخلق منافسة، فليس من المعقول أن يبقي التلفزيون أو المسرح أو السينما أو كل الفنون التي لها علاقة بالجمهور الكبير، حكرا علي جيل أو بلد. لكن هذا الثقل ينحصر بين مصر وسورية فقط، فأين المغرب العربي؟ وأي موقع يمكنك أن تضعه فيه؟ هذه مشكلة أخري… خاصّة وأن المغرب العربي بدأ يفرض نفسه في السينما والمسرح، لكن دراميا هو غائب ويكتفي بالفرجة؟ صحيح… هو غائب دراميا ولنكن واضحين أقول: إنه غائب لأنه ليس هناك قرار يخوّل له أن يكون حاضرا… والمسألة لا تتعلق بعدم وجود مبدعين. هل هذا ينطبق علي جميع البلدان المغاربية؟ لا… أعتقد أن هناك بداية حركيّة في الجزائر التي أنجزت عدّة أعمال مشتركة مع سورية، والعاملين في هذا القطاع لهم رغبة واضحة في الدخول بمنطق مختلف، والتلفزيون الجزائري بدأ السير في هذا الاتجاه. كما أن المغاربة (المغرب) بدأ يبرز عندهم نوع من الديناميكية وهو ما يوضحه الإيقاع المستمر لعدد الأفلام والمسلسلات، ويبدو لي أنهم واعون بضرورة الانفتاح علي الآخرين. ولكن بالنسبة إلي تونس أنا لا أعرف.. هناك مشكل حقيقي ما زال متواصلا إلي حدّ اليوم، فهي لم تدخل في إنتاجات مشتركة حقيقية ولم تنجز أعمالا عربية كبري تسمح للناس بأن تراها وهذا حسب رأيي يقتضي جرأة من المسؤولين علي هذا القطاع. أي الحلول موجودة؟ الأكيد أنها موجودة.. وحسب رأيك هل الإمكانيات موجودة؟ موجودة.. (يقولها بكل ثقة ودون أدني تردد). وما هي القرارات التي يجب أن يتم إصدارها لتجاوز هذا الوضع؟ يتمثل القرار أولا وقبل كل شيء في أن يؤمن ويتأكد المسؤولون بأن هذا الأمر مهمّ لنا. وعموما فإن التلفزيونات الحكومية والمؤسسات الثقافية غير مطالبة بأن تربح ماديا، لكنها مطالبة بأن تنفق علي أعمال مهمّة كي يشاهدها الجمهور. وقد يكون هذا الأمر لا يهم أصحاب القرار لأننا مكتفون بما يقدم، وراضون عنه. لكن المشكل اليوم يتمثل في أن التونسي لم يعد يرغب في مشاهدتها والمشكل أيضا يتمثل في أن إيقاع هذه الأعمال غير مواكب وغير متماش مع إيقاع بلدنا، خاصّة وأن التونسيين لهم إمكانية مشاهدة أعمال أخري علي فضائيات أخري. وحسب رأيي الحل سيفرض، وهو إما أن يتم اللّحاق بالإيقاع الموجود حاليا ويسن قرار يدعو إلي إنجاز أعمال مهمّة يشاهدها التونسيون وغيرهم، وإمّا أن تبقي خارج التاريخ، خاصة وان العالم كلّه صار يتحرك وفق الواسطة البصرية في الدراما أو في غيرها، لأن الدراما لم تعد منحصرة في إطار فني أو ثقافي فقط، بل بالعكس هي متشابكة مع كل مكوّنات المنظومة الحضارية: سياسيا ودينيا واجتماعيا… إلخ، مثلا الدراما السورية حققت إشعاعا هاما لسورية وشعبها وثقافتها وسياحتها وكل ما يهمّها. وأريد التأكيد علي أن انفتاح الدراما التونسية والمغاربية علي المشاهد العربي سيخدم هذه البلدان علي كل الأصعدة: اقتصاديا وسياحيا وثقافيا وسياسيا… إلخ، وسيفيدها بدون حدود، لأنه سيخدم طبيعتها وممثليها وتقنييها وكل شيء.. كل شيء.. الدراما السورية بدأت تشهد تراجعا ملحوظا مقارنة ببدايتها باستثناء أعمال قليلة جدّا، ما هو تفسيرك له؟ يتضمن سؤالك محورين، الأول يتمثل في أنه من الطبيعي أن يحدث هذا التراجع لأنه من المستحيل إنجاز 30 أو 40 مسلسلا سنويا علي نفس المستوي، هذه طبيعة الأشياء.. وثانيا صحيح أن هناك نوعا من التراجع، وصحيح أن السوريين بدؤوا بمواضيع أعمق مما نراه حاليا، لأن في سورية نفسها صارت الأعمال تخضع للجمهور الذي أصبح يرغب في الخروج من تلك الأعمال ويطالب بتجاوزها، وبالاهتمام أكثر بالأشياء والمسائل التي تخصه في بيئته وخاصة المشاكل الاجتماعية، هذه ردّة فعل السوري نفسه وأقول هذا لأنني أعرف عن قرب المجتمع والمشاهد السوري. وتبعا لهذا حدث تراجع للمنتجين والكتاب والمخرجين عن الأعمال الدرامية التاريخية، والسوريون هذه السنة لم ينجزوا سوي عمل تاريخي واحد فقط، ومسلسل الأمين والمأمون هو إنتاج مشترك وهذا يجعل المتلقي يحس بأن هذه الأعمال اليوم كقيمة فنية لا تتوفر علي المجهود اللازم، حتي أنها تكاد تشبه الأعمال المصرية. ولذلك لا بدّ هنا من الانتباه إلي هذه المسألة، المخرج الحقيقي يجب أن يحكي عن الذي يريده في الوقت الذي يختاره هو. بالنسبة لي ليس هناك أي فرق بين عمل تاريخي أو معاصر، لأن كل عمل هو اقتراح فني بالأساس، وهذا الأخير حضوره ضعيف في أغلب الأعمال المقدمة لأنه حسب رأيي هناك استسهال أو تعويل علي شيء آخر هو أن الناس يريدون رؤية مشاكلهم، أنا موافق، لكن نحن في ميدان فني (بين ظفرين). هذه هي المشكلة الخطيرة التي تواجهها وتتعرض لها الآن الأعمال السورية. أمام تنوّع المواضيع والاقتراحات الفنية بين عمل درامي تاريخي وعمل درامي واقعي أو اجتماعي، أي منها تفضّل؟ ولماذا؟ كل الأعمال التي أنجزتها تتحرك في عالم واحد رغم اختلافها لأن كل عمل له خصوصيته ورؤيته ولكن ما أحاول القيام به هو أن أطوّع الأعمال لمقترحي الفني الخاص، ولا يهم إن كانت تاريخية أو معاصرة أو روائية بحتة أو مقتبسة والكثيرون صاروا يعرفون أعمالي قبل أن يروا اسمي في الجنريك من خلال مشاهدتهم لبعض اللقطات. أي أصبح لك أسلوبك الخاص؟ وهذا يعني أن أمنح كل أعمالي علي تنوّعها بصمتي الخاصّة لأنها تتحرك في عالمي الخاص الذي أعرفه وأحسه والذي هو لا يتبع لا للدراما السورية ولا لغيرها، هو إبداع شخصي. بعد هذه التجارب ابتكرت أسلوبك الخاص وهذا يحسب لك، لكن يحمّلك مسؤولية أكبر ألا وهي كيف يمكنك أن تحافظ عليه وتعمل علي تطويره؟ هل لك حلول فنّية؟ وألا تخشي أن تتراجع مثلما حدث للدراما السورية؟ لا.. أنا مهدّد بالتراجع عندما لا تكون لديّ إمكانيات أو عندما أقبل مشروعا لا يعنيني، لكن إذا توفرت الإمكانيات وكان المشروع المقترح يمكن أن يصبح مشروعي وأتبناه فليس لي أي سبب لأن أتراجع، لأن المسألة ليست مسألة صنعة أو أي شيء آخر، يبدو لي أن هناك طاقة ذاتية إضافة إلي المعرفة… وإذا توفرت الشروط التي ذكرتها، أعتقد أنني في كل مرة سأقدّم اقتراحا مهماً بقطع النظر إن كان سيعجب المشاهدين، أو أكثر أو أقلّ أهمّية ممّا أنجزته، هذا موضوع آخر، ولكن هناك مستوي معيّن أؤكد لك بأنني لن اسمح لنفسي بأن أتراجع عنه.. شوقي الماجري وتونس؟ سؤال كبير جدّا والإجابة عنه طالت أكثر من اللازم؟ حسب رأيي يجب أن نتوقف عن طرح إشكالية وجودي في تونس لأن وجودي في أي مكان مرتبط بمشاريعي. وطالما ليس هناك مشروع فني واضح ومتفق عليه يمكنني من العمل، فأنا أنجز مشاريعي في مكان آخر. ولا يهم وقتها إن كان في تونس أو غيرها… اليوم أنا قادر علي التواصل مع كل الناس بمن فيهم التونسيون من خلال المحطات الفضائية والأعمال نفسها التي تعرض في تونس أو خارجها، هذا الجانب الذي يخصني شخصيا، أما الجانب الآخر فأنا بكل صراحة لم تعد لدي رغبة للحديث عنه لأنه لم يعد يخصني فأنا موجود بالطريقة التي حدثتك بها. لكن لنكن واضحين، يجب أن نؤكد علي أن تغييبك ـ أو إقصاءك بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان ـ من تونس، هو بالأساس خسارة للدراما التونسية، لأنك قادر علي تحقيق إضافة هامّة جدّا لهذا المجال الذي يعدّ متأخرا جدّا علي كل المستويات مقارنة بالمجالات الأخري؟ أكيد أنني قادر علي المساهمة في خلخلة وتحريك هذا الركود ولكن المسألة ليست مرتبطة بي والآن أنا لا أستطيع أن أفعل أي شيء في ظلّ ما ذكرته سابقا. وبمستطاعي المساهمة في تحريك هذا الركود إذا كان هناك قرار واضح وحقيقي وصادق وعيني، عندها لكل حادث حديث. والدراما ليست مسألة سحرية، لأن لي شروطي التي أقدمها في كل الأعمال التي أنجزها وقد ذكرتها منذ قليل لأنني لست مستعدا أن أخرج عملا اجتماعيا بيئيا صغيرا في 15 حلقة، هذا لا يعنيني وهم لا يحتاجونني لينجزوه، لذا لا بدّ من تغيير عقلية كاملة، وإذا توفرت الشروط فإنني أؤكد لك، بأنني قادر علي إنجاز أعمال مهمّة جدّا، وربّما أهم مما أنجزته في أي بلد آخر.. وإذا لم تتوفر شروطك؟ الله غالب (قالها بكل حسرة). السؤال المطروح لدي أغلب الممثلين التونسيين: لماذا لم تمنحهم الفرصة في أعمالك؟ أقول مشكلة الممثلين التونسيين سببها الدراما التونسية، فالأعمال التي أنجزها تتبع القطاع الخاص، والمسؤول عن أي مشروع خاص عندما تقترح عليه اسما لا بدّ أن يعود بالفائدة المباشرة للعمل. لذا من الصعب جدّا أن أقترح بعض الممثلين التونسيين لأن المنتج لا يعرف شيئا عن الدراما التونسية وعنهم وليس من السهل أن يقبل بممثّل ما لأنه يبحث في المقام الأول عن الربح. وهو ولما يرغب في ممثل من بلد بعيد فإنه يفضل أن يكون معروفا لدي المشاهد العربي. لذا فإن العملية ليست سهلة بالطريقة التي يتوقعها البعض. ومع ذلك فأنا في كل مرة أحاول أن أقنع المنتجين بضرورة المساهمة في التعريف والاستفادة بممثلين من المغرب العربي وهناك بعض الأسماء التي أصبح حضورها عاديا في الدراما العربية. ولكنها عملية صعبة جدّا ولهذا أؤكد علي أن المشكلة تكمن في الدراما التونسية، لأنه لو كان لنا انتاجات مهمّة كانت ستحظي بالعرض في الفضائيات العربية وحينها سيتم مشاهدة الممثل التونسي، ووقتها فإن عملية إقناع المنتجين والمخرجين والمشاهد العربي ستكون أسهل بكثير. لكن في إطار مشروعك ألست قادرا علي فرض من تريد من الممثلين في أعمالك، أم أن هذا من عمل المنتج؟ هناك فضاء نتحرّك فيه، ولا أحد يفرض علي الآخر، والعملية تتمثل في تقديم اقتراحات منطقية، وأنا لست قادرا علي فرض شيء غير منطقي. وفي النهاية يهمني ما يفيد العمل. ويخضع الكاستينغ لمنطق معين، فالشخصيات تفرض عليك نوعا من الممثلين وهم موجودون في الفضاء الذي نتحرّك فيه هناك. لذا فإنه من الأسهل في التعامل بيني وبين الجهة المنتجة أن يكون الاتفاق علي ممثلين من المكان الذي أعمل فيه، إضافة إلي منطق السوق الذي أخضع له، فأنا أنجز الأعمال الفنية في سوق منطقه التالي بالنسبة للمنتج: وهو أن تشرك ممثلا خليجيا حتي تهتم بالعمل محطات خليجية، لماذا هي وليست المغاربية، لأن تونس مثلا عندما تقتني العمل لا تدفع ثمنه رغم أنّها تقتنيه بسعر رخيص ـ وهذا أقوله بكل جدّية ـ لذا فما هي فائدة المنتج؟ مع ذلك فإني أختلف معك، لأن المخرج الذي يمتلك مواصفاتك لا يجب أن يتحكّم فيه منطق السوق أو طلبات المنتج وشروطه، والمخرج الحقيقي والمبدع في إطار تقديمه لمقترحه الفني عليه أن يغامر بتقديم ممثلين مجهولين وكبار المخرجين في العالم هم وحدهم القادرون علي صنع النجوم أي فتحوا أبوابا أخري لمقترحاتهم الفنية، وهذا يحسب لهم في مسيرتهم. وأنت كشوقي الماجري قادر علي تحقيق كل هذا؟ فلماذا لم تقم به؟ حتما هذه المرحلة ستأتي ومع ذلك فإن الممثلين اللذين أديا دور الأمين والمأمون غير معروفين ولكنهما من الأردن بلد الجهة المنتجة. وهما صغيران في السن وعملا معي في العمل السابق شهرزاد في أدوار بسيطة ولأول مرة يؤديان دور البطولة المطلقة، وغامرت بهما لأنني كنت متأكّدا من أنني سأبلغ بهما إلي تقديم أداء عال وممتاز أفضل من أداء بعض النجوم السوريين والمصريين. بالنسبة لهذا المنطق أنا أوافقك. أما بالنسبة لمغامرتي بممثل تونسي.. بغض النظر عن أنه تونسي أو جزائري أو ليبي أو مغربي، أنا ما زلت بحاجة إلي بعض الوقت، أو كما قلت فإن العملية لا تتم فقط من خلال المخرج، فمثلا: ما الذي أدي بجمال سليمان الي أن يقوم ببطولة مسلسل مصري وينجح نجاحا مهما، الجواب بسيط وهو: لان جمال من خلال الدراما السورية أصبح ممثلا عربيا مهمّا. علينا أن نبدأ بالعمل هنا في (دارنا تونس) إذا أردنا أن نبرز تاريخنا وبلدنا وممثلينا ونحقق لهم الإشعاع. ونحن كأفراد وكتونسيين في كل مكان، نحاول أن نساهم في التعريف بمبدعي تونس، وأنا اقترحت أكثر من مرة القيام بإنتاج مشترك، لأنه ستسهل أمامي وقتها كل الأمور وأفيد الممثل التونسي، وأقول نحن لدينا ممثلون ومواضيع وحضارة وطبيعة. وأذكر لك مثلا أنني عندما أقترح علي منتج أن يصوّر عملا أندلسيا في تونس عوضا عن المغرب ـ وأنا دائما أقدّم مثل هذه الاقتراحات ـ يفضل المغرب لأنه تعوّد علي تسهيلات أكثر وأقل تعقيدا وأرخص من ناحية الكلفة… وبالتالي اقتراحي لا يلقي السند اللاّزم، لكن يمكن أن يتحقق عندما تتوفر الظروف اللازمة، لأنه عندما نمنح التسهيلات المطلوبة ولا نعقد الأمور ولا تكون الكلفة غالية، تستطيع تونس أن تدخل ضمن البلدان التي يمكن التصوير فيها. هناك من الممثلين من يروّج بأنك لا تؤمن بوجود ممثلين تونسيين مهمين؟ هذا غير صحيح، وأنا أعرف بعض الممثلين في تونس قيمتهم وطاقاتهم التمثيلية مهمّة جدّا وربما هم أهم من بعض النجوم المصريين والسوريين.. هل لك أن تذكر أسماءهم؟ لا.. حتي لا أنسي بعضهم وأكون بذلك قد ظلمتهم.. لكن يوم أنجز عملا في تونس ستري كيف سيتغير الممثل التونسي وستعرف حقيقة ما يختزنه من طاقة، لأنني سأضعهم في الإطار الذي يمكّنهم من تقديم أفضل ما عندهم، وستكون صورتهم مغايرة كليا لما هو موجود لأن مهمة المخرج تتمثل في وضع ممثليه في إطار يحفّزهم علي إبراز أجمل ما لديهم. وأعتقد أنني قادر علي فعل هذا مع الممثل التونسي، وسيأتي يوم ويتحقق هذا الحلم الخاص بي إذا توفّرت الإمكانيات. يحكي أن رفوف وزارة الثقافة التونسية صارت لا تقدر علي فراق مشروعك فيلمك السينمائي الطويل مملكة النمل بعد سنوات طويلة من استضافتها له؟ فماذا عنك أنت؟ هذا الموضوع وبكل صدق لم أعد ارغب في الحديث فيه، وأصبح يمثل لي كابوسا متكررا والحسم فيه طال أكثر من اللازم. وحسب رأيي هذه السنة في كل الحالات سيتم إيجاد حل له. والمشكلة بالنسبة إلي شخصيا غير مفهومة، الموضوع موجود، النص مكتوب. وأعتقد أنني قادر بعد الأعمال التي أنجزتها علي إخراج فيلم، لكن هناك شيء ناقص لم أفهمه وهو سيحدد إن كان سيكتمل أم لا، لأن ما يحدث أصبح لا يطاق. العملية الدرامية مختلفة عن العملية السينمائية، فأين يكمن الاختلاف عندك؟ طبعا الاختلاف موجود علي عدة مستويات منها المدة الزمنية لكل منهما، فمثلا الفيلم مدته ساعتان في حين أن المسلسل يوازي عشرين فيلما، أي أن الطاقة الموضوعة فيه لا يمكن أن تكون بقيمة ساعتين، والفيلم السينمائي فيه دقة وتحليل أكثر، وطريقة إنتاجه أسهل بمعني أن المخرج يكون متأكّدا من تفاصيله أكثر وملما بها، أما إنتاج المسلسلات فهو صعب جدّا.. جدّا.. وأن يتم إنتاج مسلسل في نفس ظروف الأمين والمأمون هي معادلة قاتلة كما أن هناك وعيا آخر في التلفزيون، فلما تحكي حكاية في 30 حلقة ستتشعّب في مسارات وأشياء أخري لا تقدر السينما علي تحمّلها، والحمد لله أنها لا تتحملها كما أن ظروف العرض مختلفة فالمسلسل يراه الملايين في حين أن السينما أكثر حميمية ولا يراها إلاّ الآلاف وهذا يسمح بأن يتقبل الناس أكثر التفاصيل الدقيقة. كيف تقرأ السينما التونسية، التي أري أنها تعرف تراجعا محيرا؟ وأنا أيضا أعتقد أن هناك تراجعا فمنذ فترة طويلة لم أر فيلما مهمّا ويعبر عنّي هناك نوع من التراجع مقارنة بسينما السبعينات والثمانينات. ما هي الأسباب؟ عديدة، وأهمها تقوقعها في مواضيعها التي تتحرك في فضاء واحد مع نفس الأشخاص وفي طريقة التناول وحتي في الإخراج، ولم يعد هناك ديناميكية، هذا التراجع يطال كذلك المجالات الأخري كالمسرح.. وطبعا هذا أدي كما نري جميعا إلي مقاطعة الناس للسينما التونسية، وهو ما يؤكد وجود مشكل في الطريقة والتناول.و الحل يكمن في أن تتحرك السينما في فضاءات أخري، وان تكون متفرّدة في اقتراحاتها ولا تتبع الموجة الموجودة، وعلي المخرجين العودة إلي مرجعياتنا السينمائية حتي نري كم أن السينما قادرة علي أن تكون مفتوحة بمعني تحكي عمّا تحبه.. السينما فن حقيقي وعلينا أن نعود لكل هذا، ونعطي إمكانية الاختلاف ودعم المخرجين الشبان لا بدّ من خلق ديناميكية جديدة. حاليا أنت بصدد تصوير الاجتياح الذي هو من إخراجك والمسلسل يحكي قصة اجتياح جنين ، الأكيد أن الأعمال الدرامية السياسية تخضع لشروط وخطوط حمراء، كيف تتجاوزها فنّيا؟ إن تحديد الخطوط الحمراء صعب نوعا ما. لأن تعريفها يختلف من فترة إلي أخري.. فيم يتمثل هذا الاختلاف؟ مثلا الحديث اليوم عن القضية الفلسطينية أصبح خطا أحمرا، في حين من قبل (يتنهّد بحرقة ويواصل) كان العكس واليوم عندما تُختار القضية الفلسطينية كموضوع لعمل درامي تثار عدة أسئلة، كيف وأين ستحكي عنها؟ ووفق أي رؤية، وهذا قد يعجب بعض الناس وقد لا يعجب البعض الآخر وهناك من يرفض عرضه وأخري يرحّب به، وهناك من سيحتج علي عرضه ، وسأروي كيف أن الإسرائيليين لما اجتاحوا جنين قاموا بفظائع لا بدّ من محاكمتهم عليها كما ينص القانون الدولي لأنها تدخل في باب الإجرام في حق الإنسانية. وهذا من شأنه أن يسبب لنا مشاكل مع بعض الجهات بما فيها جهات عربية، وعليك أن لا تستغرب من هذا القول لأن هذا هو الوضع الذي وصلنا إليه مع الأسف. وبما أن المواضيع السياسية هي حساسة وحاضرة في الواقع وآنية وتخص الوضع العربي اليوم ومتغيرة، ففي كل مرة نوجد أمام خطوط حمراء جديدة، لذا نحن لا يمكن أن نحددها وأحيانا أستغرب من بعض المواقف، لماذا ومنها لما يُثار موضوع ما في فترة ما أو بعد الانتهاء من إنجازه يتعرض لمشاكل، كما أن العكس يحدث أحيانا واستغرب من أن العمل لم يخضع لأي رقابة. وأين تتحرك أنت ضمن كل هذا؟ أحاول التوفيق، ولكن في النهاية أنا مدعو وجوبيا أن أكون مسؤولا عن نفسي ومع الناس وأمتنا والتاريخ أي عندما أقترح عملا لا بدّ أن أكون مقتنعا به وصادقا حتي أستطيع الدفاع عنه أمام نفسي أولا ثم أمام الآخرين وعندما تكون كاذبا لا يمكن أبدا أن تنجز عملا بمواصفات معينة وإن تمّ فهو يسبب مشاكل، وقد حدثت أشياء من هذا النوع، وأتمني أن لا يحدث هذا معي. وان لا يفرض عليّ أي شيء من هذا القبيل لأنني وبكل صدق مسؤول عن أعمالي وأحس بمسؤولية كبري تجاه أمّتي والناس والفن والتاريخ. وعندما أقترح عملا أعرف ما يجب عليّ أن أقوم به. كانت لك مشاركة ناجحة في مسلسل الطريق الوعر ؟ ولو أنني إلي حد اليوم لي مشاكل مع هذا المسلسل لأنني كنت أريده أن يكون ملكي أكثر مما أنجز، فأنا حاولت كثيرا أن أقوم فيه بنوع من المعادلة التي هي حسب رأيي لم تكن ناجحة 100% لأن الموضوع كان حساسا وكنت أحس كما لو أني أمشي علي الحبل وشخصيا لي مشاكل ذاتية مع الطريق الوعر. وفي مسلسل الاجتياح سأعمل علي تجاوزها وقد ساهمت بجزء كبير في كتابته وكانت لي لقاءات يومية علي امتداد حوالي شهرين مع كاتبه، وتعبنا في كتابته، وحسب رأيي هو نص جميل جدّا وهو يمثلني بنسبة كبيرة جدّا، وأنا أتبنّاه بنسبة 100% ومن الآن أستطيع أن أقول أنه ليس لي أي مشكلة معه. تتميز عن زملائك المخرجين باشتراكك في كتابة سيناريو مسلسلاتك؟ النص هو الأساس وأي اقتراح يقٌدّم يبدأ من اقتراح النص وأنا لست منفذ نصوص أو حوارات، أنا منفذ مشاريع وبالتالي يهمني المشروع ككل.. وهو ينطلق من كلمته وجملته وفكرته والدراما الخاصة به…. وهذا الكل يدخل في إطار عملي ونلاحظ في السينما أن المخرجين الذين تمكنوا من تأسيس وتأصيل خصوصيتهم هم عموما إمّا أنهم يكتبون سيناريو أعمالهم أو يشتركون في الكتابة وأنا بصراحة لا امتلك النفس لكتابة 30 حلقة وهو عمل يتطلب مني 5 سنوات. وهذا غير ممكن ولكن لي القدرة علي تطويع النص بمقترحي الفني. لا يوجد أي نص نفّذ كما هو في كل الأعمال التي قدّمتها لأني أومن بأن النص مادة حية متحركة، وأنا مخرج تهمّه كثيرا الدراماتوروجيا وإيقاع النص وأطروحاته. والنص هو جزء من كل أنا من يجب أن يسيطر عليه في النهاية. تتميّز أعمالك بشاعرية مرهفة علي كل المستويات (الصورة/الحوار…)؟ أنا أحب الشعر كثيرا، ومارست هواية قراءته والاستمتاع به وفهمه لفترات طويلة من حياتي. كما أنني مارست المسرح والموسيقي وأستهلك الأدب بالمعني الحقيقي. وكل هذا أوصلني إلي قناعة أن من يقرأ الشعر أو أي أثر أدبي ويحبّه بصدق ويفهمه يصبح كأنه كاتبه، لأن القراءة الحقيقية هي في صعوبة الكتابة كما يقول غوته وأنا الشعر الذي أحاول أن أكتبه في أعمالي وفق مقترحي الفني ينتمي إلي المدرسة الشعرية لكبار الشعراء في السينما التي هي طبعا مدرستي الأولي. وأنا من الذين يستبطنون كثيرا من الخمسة أو الستة شعراء في تاريخ السينما، وهؤلاء المخرجون ومنهم فيلليني ودارتفسكي وكوروزاوا وبرادجانوف وأستاذي الكبير هاس. ومن خلال هؤلاء المخرجين فهمت أن السينما فن كبير. وهم اثروا ميدان الفن باقتراحات خطيرة جدّا. وعندما نقول فنا نقول شعرا لأنه أبو الفنون. وهؤلاء أعتبرهم شعراء لأن الشعر في مفهومه العميق بالنسبة إليّ ليس نوعا أدبيا، بل هو موقف ورؤية فنية وهو يخص الفرد والمؤلف بالمعني الشامل والشعر لا يمكن أن يكون إلاّ خاصا، وأنا أتفاعل معه في هذا المعني. كيف تقرأ المدونة الشعرية العربية؟ أنا لا أتابعها بالمفهوم النقدي، ولا املك الدقة المطلوبة للحديث عنها، وأنا في أكثر حالتي الذاتية أستمتع ببعض الأبيات. ومن قال أن العرب هم شعراء كلامه صحيح، وهو ما زال متواصلا إلي اليوم، وبعض أبيات محمود درويش يحقق لي الامتلاء بالحياة. بهذا المعني أتعامل مع الشعر… ومن يشدّك أكثر من هؤلاء الشعراء: محمود درويش أم بدر شاكر السياب أم سميح القاسم، أم البياتي…؟ كل الذين ذكرتهم ولكن بتفاوت، فمثلا أنا أعتبر أن محمود درويش في بعض الحالات أضطر للإجابة علي وضع الاستعمار الحقيقي للإجابة بطريقة معينة ويكتب بطريقة ما، تُؤطّر في حالة ما. ولكن في قصائد أخري أنا أعتبره من اشعر الشعراء المعاصرين ونفس الشيء بالنسبة للسياب. وأنا لا أتعامل مع شعراء معينين بل مع قصائد وأبيات. لأن الشعر عندي هو أن يقول الحياة بطريقة خاصة تعمق تفاصيل مقترحه الإبداعي.
(المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 22 ماي 2007)
Home – Accueil – الرئيسية