TUNISNEWS
8 ème année, N° 2920 du 21.05.2008
النقابة الاساسية للتعليم الثانوي بالقيروان الجنوبية : بيــــــــــــــــــــــــــــان
الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان : بيــــــــــــــــــان احتجاجي
الرابطة التونسية لحقوق الإنسان فروع إقليم: بيــــــــــــــــــــان
الحزب الديمقراطي التقدمي جامــــعة بنـــزرت مكتــــب الحقوق والحريات مضايقـــات أمنيــــة
عن اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي :الحصار والمنع لن يثني عزائم نقابيي القيروان
رويترز: تونسيون سيستأنفون ضد حكم تسليم بين بيرطانيا وايطاليا
البديـل عاجل:أخبــــــــــــــــــــــــــــار
البديـل عاجل:لائحة من أهالي أمّ العرائـــــــــــــــــــــــــــس
البديـل عاجل:قتـلة… ويمرحــــــــــــــــــــــــــــون
البديـل عاجل: عائلة العباسي إلى أيـــــــــــــــــــــن؟
ايلاف : الصحافي بوخذير من زنزانته: كنت اعرف أنني سأعتقل
منصف المرزوقي : قل لنا يا بن علي من أين أتتك الخمسة مليارات دولار ؟
إسلام أونلاين : تونس.. تورط صهري “بن علي” في سرقة يخـــــــــــــــوت
لراية : 7 آلاف يهودي يحجون إلي تونس للاحتفال بتأسيس إسرائيل! بينهم 1500 قادمون من إسرائيلاا
أ ف ب : آلاف اليهود يتدفقون على جربة في الزيارة السنوية لاقدم كنيس يهودي في افريقيا
يو بي أي : يهود تونس يبدؤون غداً احتفالاتهم السنوية في معبد ‘الغريبة’ بجربة
قدس برس : المدوّنون التونسيون والدعم الأمريكي: جدل الاستقلالية والوطنية واتهامات متبادلة
معز الجماعي:المدونون التونسيون بين التهميش و التحدي
آكي: منصف المرزوقي : المنطقة العربية مقبلة على أزمات ستغير وجه العالم الشعب:”مُواطنــــــــــــون” الصباح : الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تعلن خطة عمل للخروج من الأزمة الراهنة
الصباح:على خلفية تعيين رئيس جديد للمجلس الأعلى للاتصال: هذه الملفات واستحقاقات المرحلة الإعلامية… فهل تكون على أجندة المجلس؟
مدونة زياد الهاني:في حديث لفضائية لبنانية: مدير جريدة “الصحافة” يحمّل الصحفيين مسؤولية تدهور الوضع الإعلامي و يدعو ضمنيّا إلى “إعدام” معهد الصحافة
الأخبار:خرْق فكري في تونس: بورقيبة على طاولة التشريح رجل تواصليّ تحوّل من الهوس بالإعلام إلى قمعه
الصباح : مشاركة تونسية : من المنتظر ان يشارك من تونس في المؤتمر الاسلامي العالمي للحوار الذي تحتضنه المملكة العربية السعودية
يو بي أي:تونس وسوريا توقعان على13 اتفاقية وبرنامج تنفيذي لتعزيز التعاون الثنائي
الشعب : تونس مطمورة المغرب العربي
قنا : اسثمارات قطاع الزراعة والصيد البحري في تونس
أ ف ب:طاولة مستديرة لسينمائيات الجنوب برئاسة التونسية مفيدة تلاتلي
الصباح : الفنان الفاضل الجزير :: ماذا بعد شريط «ثلاثون»؟
وات:افتتاح الدورة الاولى للمهرجان الوطنى للمقروض بالقيروان
صلاح الدين الجورشي : الأجندة الدولية تحولت من “دعم الديمقراطية” إلى “تعزيز الاستقرار والتجارة”
الشرق:أبجدية الفتنة عند العـــــــــــــــــرب
الشرق:الشيخ الحمدي رئيس مجلس الشورى بالمجلس الإسلامي بالدنمارك: أدعو أهل قطر لنصرة رسول الله بدعم بناء أكبر مركز حضاري إسلامي بكوبنهاجن
إسلام أونلاين: القرضاوي يجيز إقامة كنائس بديار الإسلام والمشاركة في بنائها أيضا، مستندا على فقه السياسة الشرعية في المعاملة بالمثل
القدس العربي : الاسلاميون في حكومة موريتانيا لأول مر
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين
21- الصادق العكاري
22- هشام بنور
23- منير غيث
24- بشير رمضان
25 – فتحي العلج
|
16- وحيد السرايري
17- بوراوي مخلوف
18- وصفي الزغلامي
19- عبدالباسط الصليعي
20- لطفي الداسي
|
11- كمال الغضبان
12- منير الحناشي
13- بشير اللواتي
14- محمد نجيب اللواتي
15- الشاذلي النقاش/.
|
6- منذر البجاوي
7- الياس بن رمضان
8- عبد النبي بن رابح
9- الهادي الغالي
10- حسين الغضبان
|
1- الصادق شورو
2- ابراهيم الدريدي
3- رضا البوكادي
4-نورالدين العرباوي
5- الكريم بعلوش
|
الاتحاد العام التونسي للشغل الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان النقابة الاساسية للتعليم الثانوي بالقيروان الجنوبية بيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان
أيها الزملاء ، أيتها الزميلات يتعرض الزميل مسعود الرمضاني منذ مدة وتحديدا منذ انطلاق الأحداث بالحوض المنجمي إلى مضايقات عديدة من طرف البوليس السياسي تتمثل في حصار متواصل لمنزله ، وهي عملية تجاوزت حدود اللياقة ووصلت إلى حد انتهاك حرمة حياته الخاصة والشخصية عبر أساليب غير أخلاقية وتجاوزت ذلك إلى حد ترويع عائلته من خلال الوجود الدائم لرجال البوليس أمام منزله ، كم تم منعه من التنقل بكل حرية ومغادرة مدينة القيروان بحيث تم إرجاعه عديد المرات وهو في حالة سفر. أيها الزملاء ، أيتها الزميلات إن أسباب الحصار تعود إلى رد فعل السلطة على نشاط الأخ مسعود الرمضاني في إطار اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي التي انبثقت اثر الأحداث التي جدت بجهة قفصة والمتمثلة في انتفاضة الأهالي ضد تجاوزات السلطة حول قضية التشغيل والبطالة. أيها الزملاء ، أيتها الزميلات إن النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالقيروان الجنوبية وهي تتابع ما يتعرض له الزميل مسعود الرمضاني تعرب عن: ·استغرابها وتنديدها بهذه الممارسات اللاحضارية والمضايقات اللاخلاقية وندعو السلطة للكف عن التعاطي الأمني مع الأحداث والأشخاص. ·كما تدعو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي لإيجاد حلول جدية تمنع تصعيد الموقف إلى هذا الحد المؤسف.
عاش الاتحاد العام التونسي للشغل حرا ديمقراطيا ومناضلا. عاشت نضالات العمال عن النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالقيروان الجنوبية الكاتب العام الهاشمي عطي
الاتحاد العام التونسي للشغل الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان القيروان في 21 ماي 2008 بيان احتجاجي
نحن الهياكل النقابية والرابطية بجهة القيروان المعتصمين ليلة 21 ماي 2008 بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان على اثر تعرض الإخوة : ·الناصر العجيلي : الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان ·مسعود الرمضاني : رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان ·عبد العزيز السبري : عضو المكتب التنفيذي والنقابة الجهوية والنقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالقيروان. ·فتحي الشريف: الكاتب العام للنقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالسبيخة الى مضايقات امنية خطيرة وغير مسبوقة تمثلت في إيقافهم من قبل أعوان الأمن في المنطقة الشرقية بسيدي الهاني ومنعهم من مواصلة سيرهم باتجاه سوسة وسحب أوراق السيارة التي تقلهم وبطاقات هوياتهم دون مبرر قانوني، ورغم انتظارهم لأكثر من ساعة ونصف في المكان الذي أوقفوا فيه ، لم يكترث أعوان الأمن بمطلبهم المتمثل في الاستفسار عن أسباب هذا التصرف اللاقانوني واللامسؤول. كما تعرضوا إلى الاعتداءات اللفظية وكيد التهم الوهمية تارة بمضايقة احد السيارات المارة بالطريق وأخرى بتعلة تجاوز السرعة القصوى المحددة في علامات الطريق. وبمطالبتهم باستعادة أوراقهم والعودة إدراجهم او مواصلة طريقهم لم يمكنهم أعوان الأمن من ذلك مما اضطرههم إلى العودة من سيدي الهاني الى القيروان -20 كم – سيرا على الأقدام متبوعين بسيارات امن حتى وصولهم إلى مدينة القيروان، لذلك: – نعبر عن تنديدنا واحتجاجنا على هذا السلوك اللامسؤول والأرعن الذي يتنافى مع ابسط حقوق الإنسان وحق التنقل الذي يضمنه دستور البلاد. -نعتبر أن ماحصل لإخواننا هو امتدادا لحصار امني خطير بدأت تعيشه بلادنا تجسدت في محاصرة إخواننا المناضلين في الحوض المنجمي لأكثر من أربعة شهور متتالية. – نعلن تجندنا الكامل واللامشروط للدفاع عن كرامة إخواننا وكرامتنا بكل الطرق النضالية المشروعة. -نحمل السلطات الأمنية تبعات هذه الخروقات وما ينجر عن مثل هذه السلوكات اللاحضارية واللامسؤولة من توترات في المناخ الاجتماعي. عاش الاتحاد العام التونسي للشغل حرا مناضلا ديمقراطيا مستقلا عاشت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان درعا منيعا وصوتا مدافعا عن المظطهدين والمظلومين. عن المعتصمين بدار الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان الكاتب العام الناصر العجيلي
الرابطة التونسية لحقوق الإنسان فروع إقليم
بيان
صبيحة يوم الخميس 15 ماي 2008 لفت نظر السيد رشيد الشملي وجود تجمهر لقرابة خمسين عاملة بمصنع Textu للنسيج بالمكنين على مدارج مدخل مبنى الولاية بالمنستير مرددات الشعارات بأصوات عالية مطالبات بإيجاد حلّ لوضعيّتهنّ المزرية. وكان المشهد من الغرابة مما يلفت انتباه المارّة من أمام مبنى الولاية خاصّة وأنّ قوات الأمن كانت تدفعهنّ بعنف وقوّة مما ألحق ضررا بهنّ . واستجابة إلى مهمته كمسؤول في هيئة فرع المنستير للرابطة التونسية لحقوق الإنسان وكمراسل جريدة الطريق الجديد واستنادا للإعلان العالمي والعهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان حرص على متابعة الحدث وتغطيته. غير أنّ أعوان الأمن كانوا له بالمرصاد وانقضّ عليه رئيس المنطقة وافتكّ منه بقوّة الوثائق التي كانت بحوزته ثمّ تدخل نقيب بمعيّة عدّة أعوان ودفعوه بقوّة نحو سيارة أين تمّ تفتيشه وأمطروه بوابل من الشتائم وسبّ الجلالة وكلّ ذلك على مرءى ومسمع من كلّ المارة من تونسيين وأجانب خاصّة وأنّ مبنى الولاية كان محاذيا لمحلات تجارية للصناعات التقليدية. ورغم فضاعة المشهد فإنّ عاملات المصنع اللاتي تمّ طردهنّ وغلق المؤسستهنّ أصررن على الإتصال بفرع الرابطة بالمنستير مستنكرات الحدث ومنددات بما تعرّضن له من عنف وإهانة مع العلم وانّ صاحب المؤسسة لم يحترم الإتفاقيات التي أمضى عليها وآخرها محضر جلسة تحت اشراف السيد والي المنستير بتاريخ 05 ماي 2008. وهذا ما يبرّر تواصل الإعتصام بالمؤسسة منذ قرابة الشهرين في ظروف صحيّة قاسية ومعنويات منهارة خاصّة بعد قطع الماء الصالح للشراب ونتيجة لذلك فإنّ فروع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بكل من القيروان وسوسة والمهدية والمنستير. 1- تندد بشدّّة مثل هذه الإجراءات التعسفية من استخدام للعنف البدني واللفظي على كلّ من السيد رئيد الشملي وعاملات مصنع Textu 2- تدين التدخل السافر من قبل رئيس المنطقة والنقيب لتعطيلهما حرية ممارسة حقّ التغطية الإعلامية. 3- تدعو السلط المعنية إلى القيام بتحقيق في هذا الحدث ومعاقبة مرتكبيه 4- تطالب بتمكين كافة منظمات المجتمع المدني والحقوقيين والصحافيين من ممارسة حقهم في الإعلام وكشف الحقائق للرأي العام – بما في ذلك فضح الإنتهاكات المخلة بأبسط الحقوق الإنسانية 5- تعبر عن مساندة مطلقة لمطالب العاملات لإيجاد الحلول الناجعة لإنهاء معاناتهنّ الإمضاء – رئيس فرع القيروان مسعود الرمضاني – رئيس فرع سوسة جمال المسلمي – رئيس فرع المهدية محمد عطية – رئيس فرع المنستير سالم الحداد
الحزب الديمقراطي التقدمي جامــــعة بنـــزرت مكتــــب الحقوق والحريات مضايقـــات أمنيــــة
اتصل بمكتب الحقوق والحريات لجامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي السيد محسن عكريش القاطن بمنطقة منزل عبد الرحمان التابعة لولاية بنزرت، وصاحب بطاقة التعريف الوطنية رقم 5619963 والمولود في 21/9/1969 ، وأعلم بأنّه يتعرّض إلى مضايقات أمنيّة عديدة تمثلت في استدعائه إلى مركز أمن المكان عديد المرّات دون سبب واضح وتعرّضه أثناء ذلك إلى الشتم وسوء المعاملة والإهانة دون مراعاة إصابته بداء القلب. كما اتصلوا بمنزله عديد المرّات وأرهبوا زوجته الحامل بأسلوب أمني غير إنساني ممّا خلف لها مضاعفات نفسية وجسديّة. وقد وصل بهم الأمر إلى مضايقته في لقمة عيشه وذلك بالاتصال بمشغله و”نصحوه” بفصله “لكي لا يتعرّض للمشاكل”. وهو يطالب السلطة بالكفّ عن هذا الأسلوب الأمني المروّع وسياسة التجويع وقطع الأرزاق. كما يطلب من المنظمات والجمعيات الحقوقيّة والأحزاب السياسيّة الوقوف معه لرفع هذه المظلمة ووضع حدّ لهذه المضايقات التي عكّرت صحّته وصحّة زوجته الحامل. منسق المكتب خالد بوجمعة
الحصار والمنع لن يثني عزائم نقابيي القيروان إعتصام بمقر الإتحاد الجهوي بالقيروان تجمع إحتجاجي أمام الإتحاد الجهوي بالقيروان
عشية الثلاثاء 20 ماي 2008 بينما كان الأخ مسعود الرمضاني بمعية الأخ الناصر العجيلي الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بالقيروان والإخوين عبد العزيز السبري عضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي، والأخ فتحي الشريف عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالسبيخة، متجهين إلى مدينة سوسة وبعد مغادرة مدينة القيروان وتجاوز مدينة سيدي الهاني أي بعد واحد وعشرين كيلومتر، تم منعهم من مواصلة طريقهم من قبل فرقة من أعوان حرس المرور وأعوان بالزي المدني وأمام هذا السلوك الماس من حرية التنقل والحريات الشخصية قرر الإخوة ترك السيارة احتجاجا على ذلك و قفلوا عائدين إلى مدينة القيروان مشيا على الأقدام قاطعين مسافة واحد وعشرين كيلومتر. مع التذكير أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض لها الإخوة نقابيي القيروان إلى مثل هذه الممارسات إذ تم منع الأخ مسعود الرمضاني والأخ الناصر العجيلي من التنقل يوم 10 ماي وبنفس الأسلوب ومنعهم من حضور الندوة المبرمجة بمدينة قصيبة المديوني حول الهجرة السرية، علاوة على الملاحقة والمراقبة اللصيقة التي يتعرض لها منذ مدة الأخ مسعود الرمضاني، حيث يخضع لمراقبة مستمرة ليلا نهارا. وأمام ذلك قرر الإخوة وبمعية أعداد كبيرة من النقابيين قضاء كامل الليل معتصمين بمقر الإتحاد الجهوي للشغل بالقيروان وكامل صبيحة الإربعاء وتنظيم تجمع إحتجاجي أمام مقر الإتحاد الجهوي للشغل – مرة أخرى نرفع صوتنا عاليا منددين بمثل هذه الممارسات الماسة من حرية التنقل والحريات الشخصية – نعبر عن مساندتنا للإخوة نقابيي وحقوقي القيروان وإننا متأكدون أن مثل هذا السلوك لن يثنيهم عن مساندتهم ووقوفهم بجانب كل القضايا الإجتماعية العادلة. – إن مثل هذه الممارسات اللاقانونية لن تزيد أعضاء اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي إلا إصرارا ومزيدا من الدعم لمناصرة الأهالي هناك، كما أكدنا سابقا أن المراقبة اللصيقة، والمنع والتصنت لن تمنع أعضاء اللجنة من التنقل كلما دعت الحاجة علما وأن آخر زيارة لعضوي من اللجنة الوطنية لمنطقة الحوض المنجمي كانت نهاية الأسبوع الماضي . عن اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي عبد الرحمان الهذيلي
تونسيون سيستأنفون ضد حكم تسليم بين بيرطانيا وايطاليا
من مارك تريفيليان
لندن 20 مايو ايار /رويترز/ حكم قاض بريطاني اليوم الثلاثاء بتسليم ثلاثة رجال تونسيين لايطاليا لمواجهة تهم تتعلق بالارهاب على الرغم من مزاعم الدفاع أنهم سيكونون عرضة لخطر التعذيب اذا رحلتهم ايطاليا الى تونس وانتقد القاضي نيكولاس ايفانز كلا من سجل حقوق الانسان التونسي وقانون الهجرة الايطالي لكنه قال انه متأكد من أن ايطاليا ستتصرف بشكل يتفق مع حكم للمحكمة الاوروبية لحقوق الانسان منعها من ترحيل رجل تونسي فى قضية مماثلة. وقال لمحمد خميري وعلي شهيدي وحبيب ايجناوة //امر الان رسميا بتسليمكم// . وقال محامون ان الرجال الثلاثة الذين اتهموا فى ايطاليا بالانضمام الى //عضوية منظمة اجرامية لاغراض ارهابية// سيستأنفون الحكم. واعتقل خميري وشهيدي في نوفمبر تشرين الثاني الماضي في حملات منسقة في شتى انحاء أوروبا على ما زعم أنه شبكة لتجنيد شبان للقتال في أفغانستان والعراق واعتقل ايجناوة في الشهر التالي. وتتوقف القضية على توقع قيام ايطاليا فى مرحلة ما قبل المحاكمة أو بعدها بترحيل الرجال الثلاثة الى تونس حيث أدانت المحاكم العسكرية هناك خميري وشهيدي غيابيا بجرائم تتعلق بالارهاب. وقال القاضي ايفانز ان ثمة احتمالا كبيرا لان يتعرض الرجال هناك لانتهاك للمادة 3 من الاتفاقية الاوروبية لحقوق الانسان التي تحظر التعذيب او المعاملة او العقوبة اللاانسانية أو المهينة. كما انتقد جزءا من تشريع مكافحة الارهاب الايطالي وهو قانون صدر عام 2005 يسمح للدولة بترحيل أي شخص يشتبه بأنه ارهابي قبل نظر استئنافه لقرار ترحيله. وقال القاضي //من الواضح ان السماح بالاستئناف ولكن فقط بعد الترحيل هو أمر غير مقبول بالمرة//. غير انه قال انه متأكد من أن ايطاليا ستغير هذا الاسلوب بعد خسارتها لقضية أمام المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان في فبراير شباط ضد نسيم سعدي وهو تونسي قبلت المحكمة دفاعه بأنه سيتعرض للتعذيب ولعاملة مهينة اذا اعيد الى تونس. وقال ايفانز ان الحكم سيجعل السلطات الايطالية تعيد التفكير فى نهجها، مضيفا //لا يوجد أي سبب على الاطلاق يدعونا لافتراض أنهم سيتجاهلون تلك القضية ويتصرفون كما كانوا يفعلون سابقا// (المصدر: وكالة (رويترز) بتاريخ 20 ماي 2008)
أخبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار
1. أخبار الرديف: – صبيحة السبت 17 ماي 2008: حــلّ بالرديف هذا الصباح المناضل الحقوقي ورئيس اللجنة الوطنيّة لمساندة الحوض المنجمي السيد مسعود الرمضاني، مرفوقا بالمناضل الحقوقي عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان السيد عبد الرحمان الهذيلي، وقد قُوبلت زيارتهما بحفاوة بالغة من طرف أهالي الرديف ومناضليها لما قدّماه للحوض المنجمي من مساندة ودعم أثناء الحصار أو أثناء الهجمة البوليسيّة، وقد توجّه المناضلان إلى قرية تبّديت في زيارة لمنزل شهيد الحركة هشام بن جدّو علائمي. – مساء السبت 17 ماي 2008: أقدم إبراهيم هوشاتي مدير شركة الحراسة “صوقاس” على إرسال مجموعة من الرجال المسلّحين بالعصي إلى الرديف على متن شاحنة وسيارة، وأخذ في توزيعهم على أماكن الحراسة بشركة الفسفاط بإقليم الرديف، في مسعى لكسر إضراب عمال الحراسة بالرديف، ولكن بمجرّد شيوع الخبـر تجمّع عدد هائل من مواطني الرديف لمساندة المُضربين رافعين شعارات مُندّدة بعمارة العباسي صاحب الشركة ومديرها إبراهيم هوشاتي، وقد توجّه وفد من المناضلين نحو مركزي الشرطة والحرس لتحميلهما مسؤولية ما يقع، وتوجّهت مسيرة هائلة نحو مواقع الحراسة حيث ألقى بشير العبيدي كلمة متميّزة ندّد فيها بعمارة العباسي والسلطة التي تتستّر عن ممارساته، وتمّ طرد الميليشيات من أماكنهم لتعود الجماهير نحو معتمديّة الرديف حيث كان التجمّع حاشدا ألقى فيه عدنان حاجي كلمة مطوّلة مُندّّدا بهذه الممارسات ومن يقف وراءها، ومدينا السلطة التي تتجاهل هذا العمل الميليشيوي. – ليلة السبت 17 ماي 2008: نتيجة الاحتقان الذي تسبّبت فيه حادثة السوقاس، يضاف إليها تراجع السلطة في اتفاقيات المناولة ومحاولتها بث الصراعات العروشية والقبليّة بين الناس، وقعت مناوشات بين بعض الغاضبين وقوات البوليس، سرعان ما تحوّلت إلى مواجهات عنيفة، وقد لوحظ أن قوات البوليس تُوجّــه القنابل المسيلة للدموع نحو الشبان مباشرة، وهو ما خلّف لهم كسورا حادة في الأرجل والكتف والوجـه، وهناك أكثر من 5 حالات نُقلت إلى المستشفى واستلزمت عمليات جراحيّة في قفصة وفي تونس، وفي أواخر الليل أصبحت المنازل عُرضة لوابل من القنابل المسيلة للدموع، وهو ما خلّف هلعا وحالات إغماء عديدة. – صبيحة الأحــد 18 ماي 2008: كان التجمّع حاشــدا وهائلا مُكذبـا الإدّعاءات التي حاولت السلطة أن توهم بها الرأي العام بأنّ الحركة قد خمدت، وكان الضيوف من أم العرايس وتبديت حاضرين بين الجموع، وكانت الشعارات حاضرة المندّدة بالسلوك السلطوي السيئ في علاقته بالمحتجّين والالتفاف حول مطالبهم المشروعة، وقد توجّــه عدنان حاجي بكلمة في الجموع جاء فيها: * تأكيد وحدة الحركـة وديمقراطيتها، وضرورة مواجهة مؤامرات السلطة في زرع الفرقة العروشيّة والقبليّة. * محاولة السلطة الالتفاف على مطالب الحركـة عبر تجاوز اللجنة الأهلية للمفاوضات، والرجوع إلى رؤساء الشعب والعُمد، وتفشي ظاهرة الرشوة والمحسوبيّة والإقصاء.. * الحوار البناء هو السبيل لحل المشاكل، لكنّ تعنّت السلطة ومراوغتها قد يُؤدّ إلى العنف والفوضى وهو ما تدفع إليه بعض الأطراف. * من مطالب الحركة اليوم محاكمة قتلة شهيد الخبز والكرامة هشام بن جدو علايمي، وإطلاق سراح نجيب زنايديّة المعتقل بسبب مطالبته بالشغل. وقبل نهاية الكلمة وقفت الجموع دقيقة صمت ترحمّا على روح الشهيد هشام بن جدو علايمي، لتعقبها الشعارات المنددة بالعنف السلطوي والقتل الهمجي. – صبيحة الاثنين 19 ماي 2008: منذ الصباح الباكـر بدأ عمال شركة الحراسة “الصوقاس” بالرديف وأم العرايس يتوافدون على مدينة قفصة في سيّارات خاصّة مرفوقين بعدد هائل من المواطنين المُساندين، وفي مدخـل قفصة نُصبت الحواجز الأمنيّة التي حاولت منعهم من دخول المدينة، لكنّ عددهم الهائل جعل قوات البوليس تتراجع عن قرار المنع، وكان أن توجّه الجميع نحو تفقديّة الشغل لعقد جلسة صُلحيّة، وبالفعل حضر الجميع وغاب عن الجلسة مدير الشركة إبراهيم هوشاتي دون مُبرّر، وهو ما دعا الجميع إلى القيام بجولة في وسط المدينة بما يُشبه الاستعراض، ثـــمّ انسحب الجميع نحو مدينة الرديف، وأثناء ذلك كان عمارة العبّاسي قد جنّد عددا محدودا من الميليشيات المأجورة من ذوي السوابق الإجرامية (35 فردا تقريبا) ليُغلقوا باب الإتحاد الجهوي للشغل، مانعين المناضلين من دخول الإتحاد، ورافعين شعارات ضدّ الرديف وقياداتها.. – مساء الاثنين 19 ماي 2008: زار الرديف الأمين العام السابق للإتحاد العام لطلبة تونس نوفـل الزيادي. 2. حراك في أم العرائس: في الوقت الذي يتواصل لليوم العشرين إضراب حوالي 50 من عمّال شركة المناولة “سوقاز” بالاتحاد المحلّي للشغل بأم العرائس، جابت أنهج وشوارع المدينة صباح الاثنين 19 ماي مسيرة ضمّت المئات من النساء والرجال والشباب مطالبة بإطلاق سراح الشاب المعطّل عن العمل عن العمل نجيب زنايدية وقد حُملت لافتات ورُفعت شعارات في الغرض على غرار “الحرّية الحرّية لنجيب زنايدية” ولقد استقرّت المظاهرة أمام مركز شرطة المدينة حيث ألقى الشاب المعطّل فاروق مصابحيّة، كلمة في الحضور. 3. احتجاج في المتلوي: أغلق المئات من سكان أولاد بن حسن يوم الاثنين 19 ماي بين الساعة الـ10 و17، الطريق الواصل بين المتلوي وأم العرائس على خلفية ممانعة معتمد المدينة في مقابلتهم لعرض المشاكل العديدة التي يعانونها، وقد تكرّر المشهد ذاته صباح الثلاثاء 20 ماي 2008. 4. إضراب جوع بالمتلوي: بعد اعتصام بثلاثة أيام بمقرّ الاتحاد المحلّي للشغل بالمتلوي، دخل 14 مطرودا عن العمل منذ يوم الخميس 15 ماي في إضراب مفتوح عن الطعام من أجل إرجاعهم إلى سالف شغلهم مع العلم أنّ عددا هامّا من المحتجّين يعانون أوضاعا صحيّة صعبة، وهذه قائمة المضربين: – الكهرباء والغاز: محمّد ساسي – الصحّة العمومية: بناني المنصوري، علي بن محمّد صدراوي – شركة الفسفاط: فتحي بن عمر سهيل، التومي محمّد علي، مقداد ساسي، نايلي منير، شكري رمضاني، بوزيان السحيمي، محمّد العربي خميلي، علي الطيب بويحي، ناجي عمّار الكتيسي، حبيب الجريدي، هشام رحّالي. وكان عصام الماجدي قد سبقهم في إضراب الجوع واستطاع النجاح في الرجوع إلى عمله السابق كإطار بشركة فسفاط قفصة. 5. خبر عاجل: 6 عاملات وعامل يضربون عن الطعام بمعمل TEXTU بطبلبة [1] علمنا أن 7 عمال (6 عاملات وعامل) من معمل TEXTU بطبلبة دخلوا في إضراب عن الطعام احتجاجا على ظروف عملهم. وكان الـ60 عاملا بهذا المعمل قد شنوا العديد من التحركات (إضراب، اعتصام بالمعمل، تجمع أمام المعتمدية، الخ.) منذ عدة أسابيع دون أن يستجيب صاحب المعمل إلى مطالبهم. لذلك قرروا بداية من ظهر اليوم دخول مجموعات من 7 عمال في إضرابات جوع بالتناوب كل يومين حتى تحقيق مطالبهم. … ندعوكم جميعا إلى مساندة هذا التحرك وترويج الإعلام حول. [1] المصدر: رسالة الكترونية من السيد محيي الدين شربيب رئيس فدرالية التونسيين مواطني الضفتين (فرنسا) (المصدر: “البديـل عاجل” (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 20 ماي 2008)
لائحة من أهالي أمّ العرائس
من أجل إطلاق سراح الشاب نجيب الزنائدي . لا للحلول الأمنية، نعم للحلول التنموية.
نحن أهالي أم العرائس المتجمعين اليوم في مسيرة احتجاجية في خضّم التحركات الواسعة التي يشهدها الحوض المنجمي منذ شهر جانفي والمعبرة عن الغضب العارم احتجاجا عن الوضعية المزرية للمواطنين من فقر وتهميش وبطالة والمطالبة بأبسط الحقوق الاجتماعية الأساسية ومنها أولا الحق في التشغيل والتنمية. وهي مطالب واجهتها السلطة تارة بالمماطلة والتسويف والحلول الوقتية الهزيلة وتارة باللعب على النعرات وتذكيتها وتارة أخرى بالحصار والقمع والانتهاكات التي طالت جميع المواطنين بلا استثناء. نطالب السلطة بـ : – الاطلاق الفوري لسراح الشاب المجاز المعطّل عن العمل نجيب الزنائدية وبإيقاف جميع التتبعات ضدّه على قاعدة تهم باطلة وملفّقة. – الكفّ عن ترهيب المواطنين ورفع الحصار عن المدينة والإقلاع عن عسكرتها . – اللجوء إلى الحلول الفعلية والصحيحة لمشاكل أم العرائس عوضا عن الحلول الأمنية والتتبعات التي لا تزيد الوضع إلا تأزما . – تدخل سلط الإشراف والعمل لأجل الحل الفوري للملفات التالية: * أعوان حراسة المؤسسات * المطرودين عن العمل بشركة فسفاط قفصة * أبناء حوادث الشغل المؤدية إلى إعاقة دائمة * طرد المناولين الذين لم يلتزموا بتعهداتهم ولم يحترموا قوانين التأجير (إبراهيم الهوشاتي – نجل عمارة العباسي- لعماري) للقوى العاملة. من أهالي أم العرائس أم العرائس في 19 ماي 2008 (المصدر: “البديـل عاجل” (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 20 ماي 2008)
قتـلة… ويمرحون
تابع الرأي العام الوطني والخارجي الكثير من حيثيات الجريمة السوداء التي راح ضحيّتها الشاب هشام بن جدّو علايمي (23 سنة)، نتيجة صعقة كهربائيّة وقف وراءها – حسب إجماع المئات من الحاضرين لحظة سقوط الضحيّة بقرية تبّديت من معتمديّة الرديف – معتمد المكان وحارس المحطّة الكهربائيّة ومسؤول أمني كبير أغلب الظن أنه مدير إقليم الأمن الوطني بقفصة. فرفاق الشهيد المعتصمين معه أكّـدوا هذا المُعطى، ومئات الحاضرين بساحة الجريمة أقرُّوا ذلك، وقد تسرّبت بعض هذه المعطيات إلى الإعلام الوطني والخارجي، إلا أنّ السلطة القائمة لم تُحرّك ساكنا تُجاه القتلة، فثلاثتهم محلّ شُبهـة في جريمة القتل إلا أنهم ما زالوا في مواقعهم يُمارسون سلطاتهم وينعمون بالحُريّــة؟؟؟ وحتّى نكون دقيقين وحده حارس المحطّة الكهربائيّة اختفى عن الأنظار ليقيم في منزل آمن بين أقاربه وذويــه.. شيّـــع المئات من الأهالي والنشطاء النقابيين والسياسيين ليلة 6 ماي جثة الشهيد الورى وأعتقد الكثيرون وقتها أن النظام سيسرع باتخاذ الإجراءات التي تضمن الحدّ الأدنى من مقتضيات مساحيق دولة القانون التي كثيرا ما تشدّقوا بها. والحدّ الأدنى المطلوب قانونا في جريمة الحال كان يقتضي الإيقاف الفوري للمضنون فيهم والشروع في تحقيق جدّي حتّى يقع تحديد المسؤوليات وفق وقوعها، وهو الإجراء الوحيد الذي كان بالإمكان اتخاذه حفظا لتطبيق الفصول القانونية المتّصلة بتلك الجريمة، وهو الإجراء الوحيد الذي كان من الممكن المسارعة به لحفظ الاحتقان والتوتّر السائد بين الأهالي. ذاك ما ذهبت إليه أكثر التخمينات، إلاّ أن منطق الديكتاتورية الغاشمة اشتغل في اتجاه آخر ضمن، أولا، حماية القتلة وتركهم في مناصبهم، وثانيا، القيام بضربة بوليسية استباقية لقطع الطريق أمام ردود أفعال الأهالي، وثالثا، استعادة هيبة الدولة المفقودة من خلال التنكيل الهمجي بالمواطنين وكسر شوكة صمودهم. ذاك كان حساب السلطة إلاّ أن الحصيلة الواقعية أتت مغايرة فالهوّة القائمة أصلا بين الأهالي وهذه السلطة تعمّقت ومحاولة كسر شوكة الصمود انتهت إلى الفشل الذريع، ولعلّ حال أعوان البوليس رغم عددهم وعتادهم في مواجهات الشوارع بأم العرائس أفضل دليل. فهل لدى هذه السلطة الشجاعة الأخلاقية والسياسية الكافية للتصريح عن عدد أعوان البوليس المصابين؟ وهل لدى هذه السلطة نفس الشجاعة لتقديم فكرة بسيطة للرأي العام عن الروح المعنوية المتدهورة لجهاز قمعها؟ وهل لديها القليل من تلك الشجاعة لتعلن عن الصعوبات الجسيمة التي تواجه إبقاء تلك القوات في حالة حرب مع الأهالي العزّل؟ وحتّى لا تذهب دماء أوّل شهداء انتفاضة الحوض المنجمي هدرا، ندعو كلّ القوى الديمقراطية إلى مواصلة النضال من أجل كشف حقيقة جريمة القتل كاملة، ومحاسبة المجرمين والآمرين بها مهما كانت مناصبهم. (المصدر: “البديـل عاجل” (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 20 ماي 2008)
لم يعُد خافيا على أحد أن وجود عمارة العباسي على رأس الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة، قد فتح له باب الإثراء المالي والنفوذ السياسي الذي تدور حوله عديد الشبهات. وقد استفادت عائلته من هذا الوضع حتّى أنّ ابنه طلال العباسي، صاحب شركة مناولة، قد أصبحت له يد طويلة في هذا المجال ممّا جعله فوق القوانين والمحاسبة. وتقدّم الرسالة الموالية إحدى الشهادات على مدى استهتاره بحقوق العمال والعاملات: الحمد لله أم العرائس في 11 مارس 2008 إلى سامي جناب الفاضل والكريم السيد: ………………… تحيّة واحتراما وبعد، الموضوع: طلب التدخّل لفائدة العاملات بمستشفى أم العرائس (الشركة العامة للخدمات ـ السيد طلال عبّاسي ) متبني العاملات بمستشفى أم العرائس بعقود عمل قانونية. حيث أننا لا نتقاضى حقوقنا الموجودة بعقود عملنا على الإطلاق، ولا يطبق بنود عقود الشغل المبرمة بيننا وبينه كما أننا ومنذ ثلاثة أشهر لم نتحصّل على جراياتنا ونحن لنا عائلات وفي وضع اجتماعي مزر للغاية وعليه نرفع لكم ندائنا ملتمسات من جنابكم الفاضل التدخّل الفوري والعاجل لتمكيننا من جراياتنا عاجلا فهي متأخرة منذ أواخر السنة الفارطة، وهي جرايات منقوصة أصلا ولا تتعدّى 103 دينارا وكانت في السابق أقلّ من ذلك حيث أنّ حقوقنا وضماناتنا الأخرى غير معترف بها من طرفه إطلاقا (المصدر: “البديـل عاجل” (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 20 ماي 2008)
الصحافي بوخذير من زنزانته: كنت اعرف أنني سأعتقل
إسماعيل دبارة إسماعيل دبارة من تونس: قبل اعتقالي كنت أعرف أنني سأعتقل ، كنت أعرف أن النظام يعدّ لي هذا المصير إن آجلا أو عاجلا ، كنت أعرف هذا المصير مسبقا منذ سنوات. أذكر أن الأخت راضية (يقصد راضية النصراوي رئيسة الجمعية التونسية لمناهضة التعذيب) قالتها لي على سبيل الدعابة في منزل محمد عبو بعد الإفراج عنه : ” الدور عليك هذه المرة .. فبن علي لا يفرج على واحد منا حتى يرمي آخر خلف القضبان”. بهذه الكلمات بدا الصحافي التونسي المعتقل سليم بوخذير رسالته التي حررها في السجن المدني بصفاقس حيث يقضي عقوبة السجن بعام واحد بسبب ما تقول السلطات المحلية انه خرق للقانون و اعتداء على الأخلاق الحميدة . و في رسالته التي وصلت “إيلاف” نسخة منها اليوم و التي عنونها” مذكراتي …حبر في زنزانة”، يقول بوخذير المراسل السابق للعربية .نت :’كانت نوايا النظام مؤجلة و طبعا كنت أعطي من غير حساب لتونس غير عابئ بهذا المصير الذي هو شرف لكل من اختار حب تونس ، كنت نهما في ملء الأوراق بالحبر الشريف من أجل العزيزة تونس و مندفعا اندفاع العاشق في إشباع الفضاءات الحقوقية المحرمة بما قدرني الله عليه من بذل ، مهما كان الثمن ، أكان عرقا أو وقتا أو تضحية بابتسامة طفليَّ أو حتى بدمي إن لزم الأمر ، لم أكن أشعر بآلام العسف و المجزرة المكتملة الملامح ، لكل حقوقي كإنسان و كصحفي التي ارتكبها النظام ( اعتداء يتبعه اعتداء ). ويتساءل بوخذير (39 سنة) و الذي اعتُقل يوم 26 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في طريق عودته من صفاقس (250 كلم جنوب العاصمة) الي العاصمة تونس، أثناء تفتيش امني:’هل سينقصر بريق عطائي لو أن النظام قذف بي في غياهب حدائقه السرية كما هو منتظر ” تكريما ” لي على جزيل الخدمات التي قدمتها من أجل إعلام نزيه و كلمة صادقة تنير السبيل إلى الفجر القادم؟ هل سأصبر على الآمال الجليلة بالنور المقبل إلى تونس التي تنثرها على قلبي بردا و سلاما أصوات نبيلة مثل أم زياد و سهام بن سدرين و عمر المستيري و المنصف المرزوقي و العياشي الهمامي و محمد النوري و مراد النوري و عميدنا علي بن سالم و كمال العبيدي و خليل زاوية و سهير بلحسن و كمال الجندوبي و خميس و فاطمة قسيلة و مصطفى بن جعفر و حمة الهمامي و راضية النصراوي و فتحي الجربي و زياد الدولاتلي و مية الجريبي و محمد الفوراتي و سامية عبو و نجيب الشابي و نجيب حسني و منذر الشارني و المختار الطريفي و عبد الرحمان الهذيلي و جلال الماطري و راشد الغنوشي و باقي الرفاق فرسان الحرية ؟ يذكر أن الزميل سليم بوخذير عمل مراسلا للعربية .نت و القدس العربي و عدد آخر من المؤسسات الإعلامية المرموقة ، وكان معروفا بتقاريره الجريئة التي تتناول حقوق الإنسان في تونس و قضايا الفساد والرشوة والمحسوبية وغياب الديمقراطية وحرية التعبير و غيرها. الامر الذي دفع بالسلطات إلى حجب موقع العربية.نت في تونس ومضايقة توزيع صحيفة القدس العربي في عدة مناسبات. ويقول بوخذير في رسالته و التي تعتبر الأولى منذ الحكم عليه إنه “محروم لفترات عديدة من أبسط حقوق الإنسان في المعتقل حتى الهواء الكافي و أحيانا حق الماء..’ ويكتب :”عشت في المعتقل كل ما لا يليق بحياة آدمية من أوساخ و رطوبة و قذارة و ضيق و منع للتهوئة و نقص الأكسجين .. إلخ ، و قد تحملت و سأتحمل المزيد ، و لن أمنح سجانيّ تونس دمعة واحدة أذرفها على عذاباتي مثلما يحلمون.. أو يسمعوا مني كلمة كفى ..فتونس أغلى و أغلى من أن نعطي سجانيها ركوعا أو خضوعا”. وتقول مصادر حقوقية وأخرى تعنى بحرية الصحافة إن الظروف التي يعيش فيها سليم بوخذير “سيئة للغاية”. وكانت منظمة مراسلون بلا حدود قد حذرت خلال إضراب جوع سابق شنه بوخذير في سجنه من أن “حياته وصحته في خطر كبير” . المصدر موقع ايلاف( لندن) بتاريخ 21 ماي 2008
مدخرات العمر عند ملوك و رؤساء العصابات العرب قل لنا يا بن علي من أين أتتك الخمسة مليارات دولار ؟ ملياراتهم والمئة مليون عربي الذي يعيشون بدولارين في اليوم
منصف المرزوقي عن ثروات الحكام العرب … اغناهم شيخ ابو ظبي وافقرهم حاكم تونس عرب تايمز – خاص نشرت مجلة فوربس في الخامس من مايو ايار الحالي تقريرا بعنوان ثروات الملوك والديكتاتوريين ذكرت فيه ان الحكام العرب يمنعون الصحف والاعلام من تناول ثرواتهم … وذكرت المجلة ان ثروة شيخ ابو ظبي تبلغ 21 مليار دولار وثروة حاكم دبي 19 مليار دولار وملك المغرب 10 مليار دولار وذكرت مجلة هاولاتي الكردية ان ثروة جلال طالباني تبلغ 400 مليون دولار بينما تبلغ ثروة خصمه مسعود برزاني ملياري دولار وانضمت جريدة صنداي تايمز الى الصحف المهتمة بثروات الزعماء العرب فذكرت ان عرفات مات عن خمسة مليارات موزعة في بنوك سويسرية والملك حسين مات عن 17 مليار موجودة في بنوك اجنبية عدا عن قصوره في بريطانيا وامريكا والحريري مات عن 21 مليار دولار اما القذافي فيمتلك 82 مليار دولار منها اكبر سلسلة فنادق في بريطانيا – فنادق كونتنينتال – وديكتاتور تونس تبلغ ثروته 5 مليارات دولار فقط ولم يرد ذكر اسم ملك الاردن الجديد ولكن يعتقد ان ثروة الملك الجديد في التقرير القادم للمجلة ستصل الى ضعفي ثروة شيخ ابو ظبي خاصة بعد ان باع الملك نصف مدينة العقبة وربع مدينة الزرقاء وشطب على اهم ضواحي عمان … وكلها بيعت سرا وبمبالغ لم يتم التصريح بها هذا عدا عن بيعه للمنح النفطية واستلامه المساعادت المالية الامريكة كاش والتي بلغت 4 مليارات حتى الان وهو الزعيم العربي الوحيد الذي يمتلك طائرة فيها مسبح ومسلحة بصواريخ مضادة للطائرات وبار يضم ما قيمته مليون دينار اردني من الخمور الفاخرة http://www.arabtimes.com/portal/news_display.cfm? (المصدر: موقع الدكتور منصف المرزوقي بتاريخ 21 ماي 2008
تونس.. تورط صهري “بن علي” في سرقة يخوت
محمد أحمد استجوب القضاء التونسي الأخوين عماد ومعز الطرابلسي صهري الرئيس زين العابدين بن علي بتهمة سرقة يخوت فرنسية وتهريبها إلى تونس ضمن عصابة منظمة، حسبما ذكرت صحف فرنسية. وقالت صحيفة “لوجورجنال دوديمونش” أمس الإثنين (19 ماي 2008): الاستجواب جاء في إطار برقية تفتيش دولية صادرة في بداية العام الجاري من طرف وكيل الجمهورية بمحكمة أجاكسيو الفرنسية جوزي تورال. وقام قاضي التحقيق التونسي بالاستماع إلى 6 أشخاص آخرين كشهود في قضية شبكة تهريب اليخوت الفاخرة من فرنسا إلى تونس. ومن المنتظر أن يستجيب الأخوان الطرابلسي في وقت لاحق لطلب المثول أمام القضاء الفرنسي. حضور فرنسي في التحقيق وذكرت الصحيفة الفرنسية أن قاضي التحقيق ووكيل الجمهورية الفرنسية وصلا تونس الخميس الماضي لحضور استجواب المتهمين في القضية التي تعود إلى عام 2006. ويتهم القضاء الفرنسي الأخوين الطرابلسي بالوقوف وراء سرقة ثلاثة يخوت من الجنوب الفرنسي، وذلك بعد الشهادة التي قدمها الوسطاء الذين نقلوا اليخوت إلى تونس خلال استجوابهم في ذات العام. وكانت السلطات التونسية قد أكدت حجز أحد اليخوت المسروقة والذي يملكه رجل الأعمال الفرنسي برونو روجيه رئيس مجلس إدارة أحد المصارف الفرنسية بعد أن سرق في كورسيكا الفرنسية وفتحت تحقيقا في القضية. وقال مصدر قضائي تونسي: “إن اليخت دخل إلى المياه الإقليمية التونسية يقوده مواطنان فرنسيان هما أوليفيي بيفي وسيدريك سارمان”. وتولت السلطة القضائية التونسية حجز اليخت حال إبلاغها من قبل الشرطة الدولية “الإنتربول” بتعرضه للسرقة. وقالت صحيفة “لو كانار أنشنيه” الفرنسية حينها إن أحد أقرباء الرئيس التونسي قام بنقل “ملكية اليخت” إليه. وتزيد قيمة اليخت الفخم عن مليون يورو، وقالت شركة التأمين إنها اكتشفت أن اليخت الذي أعيد طلاؤه نقل إلى اسم أحد أفراد أسرة الرئيس التونسي. “لا ضغوط” ونفى وكيل الجمهورية الفرنسي جوزي تورال ما تردد عن وجود ضغوط سياسية تونسية وفرنسية على سير التحقيق في القضية. وقال: “لو كانت هناك ضغوط سياسية أو حتى خلافات بين الطرف التونسي والجانب الفرنسي لما تم استجواب الأخوين الطرابلسي من قبل القضاء التونسي ولما تمكن القضاة الفرنسيون من حضور المحاكمة”.
وحمل القضاء الفرنسي القضاء التونسي المسئولية عن كشف الجهة التي تقف وراء عملية السرقة. وقالت الحكومة التونسية إنها ستقوم بإجراء التحقيقات اللازمة وفق الترتيبات الجاري بها العمل، مضيفة أن تونس “تحرص على أن يتم تحديد المسئوليات بعد التحري، وليس بطريقة اعتباطية لا تأخذ بعين الاعتبار حقوق المواطنين”. ومنذ عام 2006 – وهو العام الذي شهد أول ذكر للقضية – لم يتم اتخاذ إجراءات قانونية ضد المشتبه بهم. وقالت جريدة لبيراسيون الفرنسية حينها: “إنّ علاقة الصداقة التي تجمع من جهة الرئيس الفرنسي جاك شيراك بنظيره التونسي، وشيراك وبرونو روجيه من جهة أخرى، هي التي قد تجد في النهاية مخرجا دون فضائح للقضية”. ثاني واقعة إجرامية وتعد هذه القضية ثاني واقعة إجرامية تلحق بعائلة الرئيس زين العابدين بن علي، ففي مستهل التسعينيات، حكم على شقيقه الحبيب المنصف بن علي غيابيا في فرنسا بعشر سنوات لتورطه في قيادة عمليات تجارة بالمخدرات في فرنسا. ورفضت السلطات التونسية حينذاك تسليم الحبيب قائلة إنه لا يوجد في سجلاتها شخص تحت اسم “المنصف” وهو الاسم المعروف به والذي شمله الحكم الفرنسي، قبل أن يعلن التلفزيون التونسي وفاته وأظهر صورا يقبل فيها الرئيس التونسي التعازي. وقالت تقارير إن الحبيب لقي مصرعه في مدينة الحمامات في ظروف لم يتمّ الكشف عنها. (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 20 ماي 2008)
7 آلاف يهودي يحجون إلي تونس للاحتفال بتأسيس إسرائيل! بينهم 1500 قادمون من إسرائيل
تونس – الراية – إشراف بن مراد : تضم جزيرة جربة الواقعة في جنوب شرق تونس، والبالغ عدد سكانها حوالي 120 ألفا غالبيتهم من العرب المسلمين، 11 معبدا يهوديا يؤمها نحو 1000 من التونسيين الذين يدينون باليهودية، والذين يعيشون في حيّين هما الحارة الكبيرة والحارة الصغيرة . وللإشارة تعيش الطائفة اليهودية التونسية في الجزيرة منذ عشرات القرون، فهي تمتلك إرثاً تاريخياً متميزاً، نظرا لانها تعتبر وارثة أقدم كنيس يهودي خارج أرض فلسطين، ووارثة أقدم نسخة من التوراة في العالم. وفي هذا الصدد، أكّد، مؤخرا، رئيس الطائفة اليهودية في جزيرة جربة أنّ أكثر من ستة آلاف يهودي من بينهم إسرائيليون سيتجمعون الاسبوع المقبل في تونس لأداء شعائر دينية بكنيس الغريبة تزامنا مع احتفال إسرائيل بالذكري الستين لقيامها. وقال رئيس الطائفة اليهودية بجربة بيريز الطرابلسي ننتظر قدوم ما بين ستة وسبعة آلاف يهودي سيحجون إلي كنيس الغريبة بجربة لأداء شعائرهم الدينية يومي الخميس والجمعة المقبلين من بينهم نحو 1500 قادمون من إسرائيل . ويتزامن هذا العام قدوم اليهود إلي كنيس الغريبة بجربة – وهو أحد أقدم المعابد اليهودية في إفريقيا – مع إحياء الفلسطينيين ذكري النكبة واحتفال دولة إسرائيل بالذكري الستين لقيامها وسط حضور لافت للرئيس الأمريكي جورج بوش الذي يزور إسرائيل. وتوقع الطرابلسي أن يزيد عدد الحجاج اليهود القادمين إلي معبد الغريبة هذا العام بنسبة 40 بالمئة وقال إن عددا كبيرا سيحضر من فرنسا وايطاليا وألمانيا إضافة إلي يهود من إسرائيل عبر رحلات غير مباشرة. وتجدر الإشارة إلي أنّ مزار الغريبة تعرض لهجوم انتحاري منذ ستة أعوام حين اقتحم مهاجم في سيارة صهريج محملة بغاز الطهي مقر المعبد في عام 2002 ليقتل 21 شخصا غالبيتهم من السياح الألمان. وكان تنظيم القاعدة قد أعلن مسؤوليته عن الهجوم. وفي هذا الصدد، قضت محكمة تونسية بسجن التونسي بلقاسم نوار بالسجن عشرين عاما بتهمة التخطيط لتفجير المعبد. وينتظر أن يجري هذا الاحتفال الديني اليهودي السنوي وسط إجراءات أمنية مشددة بجزيرة جربة التي يعيش فيها أكثر من ألف يهودي. ولم يتبق منهم الاّ حوالي 100 ألف يهودي كانوا يعيشون في تونس منذ نصف قرن سوي نحو الفين بعد أن هاجر أغلبهم لأوروبا والبعض الآخر لإسرائيل. يهود تونس تعد قصة الوجود اليهودي في تونس من أعرق العلامات في تاريخ هذه الطائفة، حيث إنّهم اتخذوا من جربة ملجأ لهم مباشرة بعد أن قام نبوخذ نصر، ملك بابل، بتدمير الهيكل الأول.إذ يقول الحاخام الأكبر في الجزيرة عندما غادر اليهود القدس حملوا معهم بعضاً من حجارة هيكل سليمان وبنوا معبدهم هنا، كانت رحلتهم طويلة ومرهقة عبر البحر الأبيض المتوسط إلي أن انفتحت أمامهم أبواب المستحيل بوصولهم إلي شاطيء بكر، فارتموا علي رماله الصفراء النقية، وبدأوا في اكتشاف مأواهم الجديد كان ذلك سنة 580 قبل الميلاد، عندما كانت جحافل الإمبراطور نبوخذ نصر تدك مدينة القدس وتسبي اليهود لتعود بهم مقيدين إلي بابل. ثم أصبحت الجزيرة مقصد طوائف يهودية أخري بعضها قادم من الشرق والبعض الاَخر من الغرب، يتكلمون فيما بينهم لغة عبرية قديمة، وفي محلاتهم وداخل مؤسسة المجتمع يتحدثون بلغة عربية دارجة مصحوبة بلكنتهم الخاصة التي تبقي وحدها مفتاح التمايز بين العرب/ العرب والعرب اليهود في الجزيرة الخضراء. ويحج الآلاف من اليهود القادمين من مختلف أرجاء العالم، إلي الغريبة ليقضوا أياماً في أداء مناسكهم الدينية يختمونها بليلة الحج الكبيرة التي عادة ماتكون حفلا فنياً بهيجاً يؤدي فيه الفنانون أغاني شعبية من الفولكلور اليهودي في المنطقة. وفي هذه المناسبة يتعرف الحجيج إلي بعضهم فيقومون بإعلان الخطوبات والوصايا وجمع التبرعات لأبناء الطائفة من المحتاجين حتي لا يكاد يكون بينهم محتاج واحد. وأغلب زوار الغريبة من اليهود العرب وخاصة من ذوي الجذور التونسية والليبية والمغربية والجزائرية الذين يقيمون في بلدان أمريكا وأوروبا (وخاصة فرنسا) وكثيراً ما تأتي رسائل حزينة باكية من أفراد المجموعات اليهودية المغاربية والعربية التي وقع التغرير بها في عقود ماضية فسافرت إلي فلسطين المحتلة لتقيم داخل إسرائيل. والتي ظلت تشتاق معبد الغريبة . ويقول اليهود إن كنيس الغريبة الذي ترقد فيه واحدة من أقدم نسخ التوراة، ارتبطت نشأته بامرأة قدمت إلي جربة وعاشت فيها بعفة وورع إلي أن ماتت في مكان الكنيس الموجود حاليا. وقد شهد المعبد أعمال بناء وتوسيع منذ عام 1920 ليستوعب الأعداد المتزايدة من الزوار واليهود الذين يأتون من كل مكان في العالم لحضور الاحتفال الديني السنوي، وفي فترة الربيع والذي يطلقون عليه اسم الهيلولة وهو الإسم الذي يستخدمه التونسيون كذلك، بصرف النظر عن ديانتهم، علي أي احتفال يقيمونه. وفيما لا تشير المؤلفات العربية والتاريخ الرسمي للبلاد التونسية، إلي أي إسهام لليهود في حضارة قرطاج، يقول اليهود التوانسة إنّهم شاركوا في إمبراطورية قرطاج التي ساهمت في إغناء الحضارة الفينيقية واليهودية بسمات كلّ الشعوب السامية التي كانت تعيش في الشرق الأوسط. وينحدر يهود تونس من مجموعتين، الأولي هي التونس التي لجأت إلي البلاد منذ تدمير هيكل سليمان الأول، ويهود الغرانة ذوي الأصول اللاتينية البرتغالية الإيطالية. ويذكر أنّ يهود الغرانة كانوا قد حلوا بتونس في القرن السادس عشر بعد أن تمّ طردهم من أوروبا مع المسلمين. وقد اختاروا إقامة ما يشبه الغيتو ، حيث منعوا التزاوج مع الطوائف الأخري، بما فيها يهود التونس. وانتظرت المجموعتان حتي عام 1944 ليشهدوا ما يشبه الوحدة بعد أن تمّ رفع القوانين التي تحّرم التزاوج بينهما أو الدفن في نفس المقبرة.ويعود سبب ذلك إلي قيام النازيين بحرق إحدي مقابرهم. وللإشارة تضم جربة مدارس تلمودية لتعليم الأطفال تاريخ اليهود واليهودية واللغة العبرية.وفي القرن العشرين بدأ اليهود موجة من الهجرة إلي إسرائيل. غير أنّ العديد من اليهود فضّلوا البقاء في تونس، لاسيما من أجل عدم التفريط في ممتلكاتهم، وهم الذين ساهموا في الحركة التجارية والاقتصادية في البلاد. وعند استقلال تونس عام 1956، اختار الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، رجل الأعمال باروخ ضمن حكومته وكلفه بوزارة السياحة.وفي حرب الأيام الستة، عام 1967 شهدت تونس موجة جديدة لهجرة يهودها إلي إسرائيل وفرنسا، لاسيما بعد أن قام غاضبون بحرق كنيسهم في ضاحية لافيات بتونس العاصمة. فإلي غاية1951 قدر عدد اليهود في تونس بنحو 135 ألف نسمة كان ثلثهم علي الأقل يحمل الجنسية الفرنسية وتطبق عليهم قوانين فرنسا إبان احتلالها لتونس أما البقية فكانوا يحملون الجنسية التونسية ويخضعون للقانون المدني التونسي في ظل المملكة الحسينية، في حين كانوا يخضعون في مجالات الأصول الشخصية لقانونهم الطائفي الخاص وقد عاش يهود تونس في أمن وسلام مع مواطنيهم المسلمين ونظرائهم في الوطن، حتي أن قادة حركة التحرير الوطني التونسية سعوا جاهدين لحمايتهم من الزحف النازي خلال الحرب العالمية الثانية التي كانت تونس إحدي مواقعها الكبري. هجرة اليهود من تونس بدأت هجرة يهود تونس إلي فلسطين المحتلة بعد الإعلان عن قيام دولة إسرائيل (15/5/1948) ثم زادت هجرتهم خلال السنوات من 1950-1952 تحت تأثير حملة نفسية واجتماعية قامت بها المنظمات اليهودية والصهيونية علي امتداد البلاد العربية، فانتقل أكثر من عشرة اَلاف يهودي أغلبهم من حاملي الجنسية الفرنسية إلي الكيان الوليد، ومع تطور حركة المطالبة بالاستقلال وقيام الثورة التونسية (18/1/1952) ووقوع حوادث عنف ضد اليهود الفرنسيين بدأ بعضهم في إعداد العدة لمغادرة البلاد، علي رغم أن حكومة (الاستقلال الداخلي) في العام 1955 عيّنت اليهودي البير بسيّس وزيراً للتخطيط والبناء، وعلي رغم انتخاب عضوين يهوديين في أول مجلس نواب (برلمان) في تونس المستقلة سنة 1956. وحسب الإحصائيات المتوفّرة، فإنّ حوالي 40% من اليهود التونسيين غادروا البلاد في ما بين العامين 1948 و1957 حيث اتجه أغلبهم إلي إسرائيل واختار الباقون الاستيطان في فرنسا، وفي عام 1961 وعلي إثر معركة بنزرت ضد بقايا الوجود الفرنسي، هاجر أكثر من 20 ألف يهودي، ثمّ استمرت حركة هجرة يهود تونس بعد حركة التأميم واتساع دائرة التجربة الاشتراكية علي يد رئيس الحكومة التونسية الأسبق أحمد بن صالح الذي سعي إلي تطبيق تجربة التعاونيات بمصادرة أملاك التونسيين من المسلمين واليهود حيث اضطرت النسبة الكبري منهم إلي المغادرة نحو بلدان تحترم سياسة الاقتصاد الحر والملكية الفردية وتعتمد المبدأ الرأسمالي مثل إيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية. وتقول بعض الأرقام إن هناك حوالي 50 ألف يهودي من أصول تونسية يقيمون في مناطق وقري داخل إسرائيل وهم يمثلون حالة اجتماعية وثقافية داخل المجتمع الإسرائيلي حيث يحافظون علي نفس عادات وتقاليد آبائهم وأجدادهم التونسيين، فيأكلون الكسكسي ويقيمون الحضرة ويشربون الشاي الأخضر ويستمعون إلي المالوف الأندلسي والموسيقي التونسية الأصيلة، ومن أشهر هؤلاء المهاجرين، وزير خارجية إسرائيل السابق سيلفان شالوم الذي غادر تونس مع عائلته سنة 1962 وهو لم يتجاوز الثامنة من عمره، ومازالت أسرته تحن إلي مراتع الصبا وموطن الجذور في مدينة قابس الجنوبية الغافيّة علي شاطئ البحر الأبيض المتوسط وفي أحضان واحات النخيل الباسق وبساتين الرمان والحناء وقد صرّح بأن أمه تتمني زيارة قابس قبل وفاتها، وهو ما حققته لها الحكومة التونسية في موقف إنساني متميز خلال شهر نوفمبر 2005. عادات اليهود في الجزيرة تتعدد أعياد اليهود حيث لا يكاد يمّر شهر واحد من دون أن يحتفلوا بعيد أو مناسبة في طقوس خاصة عادة ما تستمر طويلاً، ومن ذلك عيد رأس السنة دروش العام وعيد الغفران كيبور وعيد الصمت العشايش و حنوكان (القنديل) وعيد الفصح وغيرها من المناسبات التي يمتنعون فيها عن العمل فلا يتعاطون البيع والشراء، وفي أغلب هذه الأعياد يصومون عن الأطعمة، ويتجنبون التدخين عند صيام كيبور ويمكنهم التدخين عند صيام عيد حزن الجدود الذي ينقطعون فيه عن الأكل والشراب لمدة 24 ساعة متتالية. كما يحتفل يهود جربة ببعض الأعياد المرتبطة بأصناف من الطعام مثل عيد التمر وعيد الدجاج وعيد الفطير. من جهة أخري، مازال يصر اليهود التونسيون المقيمون في أوروبا علي تعليم أبنائهم اللغة العربية إلي جانب اللغة العبرية ولغة البلد الذي يقيمون فيه. كما يقومون باحياء حفلات الزفاف حسب التقاليد التونسية ويستدعون الفنانين التونسيين لذلك، ولعل الطريف أكثر من غيره أن التونسي الذي يريد أن يعيش الأجواء التونسية الأصيلة في فرنسا ما عليه إلاّ أن يزور أحياء اليهود التونسيين حيث الأكلات و المازات والمشروبات والموسيقي والكلمات التونسية. ويقول يهود جربة إن منطقتي حومة ترب الله و القنطرة تضمان مقبرة لليهود فيها قبران طول الواحد منهما أربعة أمتار ولا يعرف أحد من المدفونان فيهما؟ فظلا لغزين مجهولين إلي اليوم. ولم يحاول أحد حرث هذه المقبرة أو هدمها اعتقاداً بأن من يحرثها يموت أو يموت جمله في نفس العام، وهكذا بقيت المقبرة أرضاً مهملة بوراً إلي اليوم. أما في منطقة حومة الحدادة جهة ميدون فتوجد مقبرة يهودية أخري لها أيضاً أسطورتها الخاصة اذ لم يجرؤ أي شخص علي حرث أرضها المهملة منذ قرون لظن الناس أن من يقدم علي ذلك يصاب بالجنون. لا زفاف إلا يوم الأربعاء يعد الزفاف عند اليهود مهرجانا متكاملا يستمر 12 يوماً، لكن أبرز سمة لديهم هي أن الدخلة لاتتم إلا يوم الأربعاء، وتنطلق احتفالات الزواج قبل تسعة أيام من الدخلة وتستمر إلي السبت الذي يليها.. في مساء الخميس وليلة الأحد تقام سهرات في منزل أهل العروس، وللعريس الحق في إقامة حفلة موسيقية في بيته ليلة الثلاثاء، وفي يوم الأربعاء يتم نقل العروس إلي بيت زوجها، وبعد القيام بالمناسك الدينية الضرورية يقدم الزوج لزوجته الخاتومة أو الخاتم الذي عادة ما يكون من الذهب أو الفضة، كما يحتفل الأهل قبل الزفاف بيوم التطريفة وهي عادة يشتركون فيها مع مسلمي الجزيرة، وتتمثل في وضع الحناء بأطراف اليد والأصابع. ومن عادات الزفاف طهي الكسكسي بكميات كبيرة، ووضع قصاع منه تسمي تصبني مغمورة بلحم الخرفان تحت أشجار الزيتون ليتناولها الفقراء وأبناء السبيل. أما بالنسبة إلي عقد القران فقد كان العدول اليهود قديماً هم الذين يقومون بتوثيق العقد، لكن في ظل النظام القانوني والاجتماعي التونسي الحديث، واعتباراً لمدنية الزواج، أصبح الكاهن اليهودي الربي يتولي كتابة عقد القران ثم يسلمه إلي كاتب عدل مسلم يقوم بتوثيقه ليصبح قانونياً. ويحي يهود جربة مثلهم مثل يهود تونس والمغرب العربي سهراتهم من خلال العوادة أي التخت الموسيقي اليهودي المتميز، وهو تخت شرقي يعتمد آلات العود والقانون والإيقاع والكمنجة، وقد عرفت تونس خلال القرن الماضي عدداً مهماً من الفنانين المتميزين المنتمين إلي الطائفة اليهودية والذين كانوا مطربين لكل التونسيين من المسلمين واليهود، مثل المطربة حبيبة مسيكة، والمطرب الشيخ العفريت، ورؤول جورنو، وهناء راشد وغيرهم، وفي جربة لمع نجم الفنان يعقوب بشيري بعوده وفرقته ما دفع بالمخرج التونسي نوري بوزيد إلي إعطائه دوراً مؤثراً في فيلمه الشهير ريح السد (1984). تأثير الطائفة اليهودية في تونس وتجدر الإشارة، إلي أن الطائفة اليهودية في تونس أثرت تأثيراً بالغاً في الحياة الفنية والفكرية والثقافية عموماً بإنجابها لكتاب وملحنين وممثلين مثل الممثل ميشيل بوجناح والكاتب ألبير ممي والإعلامي الكبير سارج عدة والكاتب والناشط الحقوقي ضد الصهيونية جورج عدة ورجل الاقتصاد وزيفة الطرابلسي. يقدر عدد الطائفة اليهودية في تونس بحوالي الثلاثة آلاف نسمة، يقطن أغلبهم في جزيرة جربة وتتوزع بعض العائلات الأخري في مدن مثل تونس العاصمة وصفاقس وقابس وجرجيس، ويتشبث يهود تونس بأرضهم رافضين الانسلاخ عنها، إلا أنهم يشتكون من هجرة أغلب الشباب اليهودي المتعلم والمثقف إلي أوروبا وخاصة إلي فرنسا. ويمثل يهود تونس في فرنسا ظاهرة اجتماعية واقتصادية وثقافية وحضارية حيث انتقلوا إلي الأحياء الفرنسية مصحوبين بالأكل التونسي واللباس التونسي والموسيقي التونسية والعادات والتقاليد التونسية الأصيلة وبحبهم الجارف إلي تونس. وإذا كان يهود جربة يتحدثون عن جذورهم العائدة إلي القدس قبل السبي البابلي، فإن في تونس يهوداً ذوي أصول أندلسية وهناك من جاءوا من البلاد المجاورة ومن الضفة الشمالية للمتوسط. ويذكر أنّ أغلب يهود تونس يعملون في ميادين التجارة، وخاصة تجارة المصوغات، وكاد سوق الذهب في جزيرة جربة يكون حكراً عليهم حيث كان يوجد أكثر من خمسين محلاً يعمل بها تجار يهود عرفوا بإتقانهم لأشغالهم وبقدرتهم الفائقة علي اكتساب ثقة الحرفيين. إلا أن أسرار هذه الحرفة انتقلت إلي المسلمين بفضل دعم حكومي لمن يود تعلم المهنة لكي لا تتعرض إلي انقراض في ظل تناقص أعداد اليهود، وقد تأثر المسلمون في عدة مناطق تونسية بثقافة اليهود الاقتصادية حيث تعلموا منهم الكثير من أسرار البيع والشراء والادخار والتحكم في السوق واختيار الوقت المناسب لعرض البضاعة، ويعرف عند التونسيين أن الجرابة سكان جربة والصفاقسية سكان صفاقس أكثر أهل تونس دهاء وتفوّقا في ميادين التجارة بسبب المعارف التي حصدوها من علاقاتهم بالطائفة اليهودية. اليهود في السينما التونسية لقد حضر العنصر اليهودي في بعض هذه الأفلام، فالمخرجة سلمي بكار قدمت شريطها الطويل الأول عن المطربة اليهودية التونسية حبيبة مسيكة وتجربتها الفنية والعاطفية وعلاقتها بالمطرب العراقي محمد القبانجي ثم وفاتها محترقة وهي في ريعان الشباب. وقد خصص المخرج نوري بوزيد حيزاً مهمّاً من فيلمه ريح السد لشخصية الفنان اليهودي المحب للحياة والنغم مستوحياً ذلك من معايشته ليهود صفاقس ودورهم الثقافي والحضاري فيها، كما خصص المخرج فريد بوغدير موقعاً لشخصية يهودية في شريطه صيف حلق الوادي الذي تدور أحداثه في عقد الستينيات حيث كانت تتعايش الطوائف والأقليات اليهودية والإيطالية واليونانية والفرنسية وغيرها مع الأغلبية العربية المسلمة. يعتبر يوم السبت.. راحة إجبارية مثل كل يهود العالم، فهو يوم مقدس لدي يهود جربة من مغيب شمس الجمعة إلي مغيب شمس السبت، حيث يدخل كل يهودي في فاصلة زمنية لا يبيع فيها ولا يشتري ولا يعمل.. ولا يخرج فيها أي نقود من جيبه ولو كان ذلك لتناول فنجان قهوة في أحد المقاهي، وهم عادة ما يدفعون المقابل مسبقا ويقتطعون تذاكر السينما قبل يوم ليتمكنوا من تقضية عشية السبت في مشاهدة أحد الأفلام. وإذا احتاج أحدهم إلي دواء أو أيّة بضاعة فإنه يقتنيها دون تسديد ثمنها ويؤجل الدفع إلي اليوم التالي.. كما أن الطبخ ممنوع في يوم السبت وعلي ربّات البيوت إحضار ما يلزمهن من طعام قبل مغيب شمس الجمعة. المصدر جريدة الراية يومية قطر بتاريخ 21 ماي 2008
آلاف اليهود يتدفقون على جربة في الزيارة السنوية لاقدم كنيس يهودي في افريقيا
جربة (تونس) تواصل تدفق آلاف اليهود القادمين من اوروبا واسرائيل والولايات المتحدة الاربعاء على جزيرة جربة في الجنوب الشرقي التونسي وذلك بمناسبة الزيارة السنوية لاقدم معبد يهودي في افريقيا الخميس. وقال بيريز طرابلسي رئيس الطائفة اليهودية في جربة لوكالة فرانس برس “يأتي الزوار بالمئات منذ الاحد وسنكون نحو 6 آلاف بحلول موعد الزيارة السنوية” الخميس. ويشهد عدد الزوار اليهود للمناسبة زيادة سنوية ويتوقع ان تبلغ الزيادة خلال هذا العام 40 بالمئة بينهم 1500 قدموا من اسرائيل وهو عدد غير مسبوق، كما اضاف طرابلسي موضحا انه سيستقبل للمرة الاولى اكبر حاخامات برلين ابراهام هوس وعشرات اليهود القادمين من كندا. وتبقى فرنسا مع نحو اربعة آلاف زائر في طليعة الدول التي يأتي منها اليهود للمناسبة. ويأتي الباقون من ايطاليا وبريطانيا والمانيا بحسب نجل رئيس الطائفة اليهودية في جربة رينيه طرابلسي الذي يتولى تنظيم الزيارة السنوية انطلاقا من باريس. والاربعاء فتح كنيس الغريبة الذي يعود الى 2500 عام كما تقول الاسطورة واعيد بناؤه في القرن الماضي، امام الزوار في جزيرة جربة السياحية التي تشهد اقبالا سياحيا كبيرا على مدار العام. وتم تزيين ساحات الجزيرة وشوارعها باعلام تونس الحمراء والبيضاء وصور الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وسط اجراءات امنية مشددة وحواجز امنية نصبت عند اهم المحاور. ونصبت بوابة الكترونية لمراقبة كل الداخلين محيط الغريبة. وكان تم تعزيز الاجراءات الامنية الخاصة بهذه المناسبة بشكل كبير اثر الاعتداء الانتحاري الذي استهدف الغريبة في 11 نيسان/ابريل 2002 والذي تبنته القاعدة واوقع 21 قتيلا بينهم 14 سائحا المانيا. وسيزور وزير السياحة التونسي خليل العجيمي جربة للمناسبة لاستقبال الزوار وتهنئة الطائفة اليهودية التونسية. وتعتبر الطائفة اليهودية التونسية الاكبر في العالمين العربي والاسلامي ويبلغ عدد افرادها نحو 1500 شخص يقيم نصفهم في جربة. وكان عدد اليهود في تونس نحو مئة الف شخص قبل انشاء دولة اسرائيل عام 1948 موزعين خصوصا بين جربة ومنطقة تونس العاصمة. وغادر معظمهم تونس اثر الاستقلال في 1956 في موجات ترافقت خصوصا مع الحروب العربية الاسرائيلية، وتوجهوا خصوصا الى فرنسا واسرائيل. وتشير موسوعة ويكبيديا الى ان يهود العاصمة التونسية قدموا من اسبانيا اواخر القرن الخامس عشر في حين ان يهود جربة قدموا من المشرق بعد حرق معبدهم من قبل نبوخذ نصر قبل 2500 عام. (المصدر: وكالة فرنس برس (أ ف ب) بتاريخ 21 ماي 2008)
يهود تونس يبدؤون غداً احتفالاتهم السنوية في معبد ‘الغريبة’ بجربة
تونس / 21 مايو-أيار / يو بي أي: تبدأ غداً الخميس في جزيرة “جربة” التونسية الاحتفالات السنوية ليهود تونس في معبد “الغريبة” اليهودي الذي يعتبر من أقدم المعابد اليهودية في منطقة شمال إفريقيا. وتوقعت مصادر من الطائفية اليهودية التونسية اليوم الأربعاء أن يشارك في هذه الإحتفالات أكثر من ستة آلاف يهودي يقيمون في تونس وفي بعض الدول الأوروبية، إلى جانب نحو 700 يهودي يقيمون في إسرائيل. وتقضي الطقوس الدينية بإضاءة شموع في الكنيس مع توجيه دعاء والحصول على البركة من الحاخامات، وإجراء حفل مبيعات منوع يعود ريعه للجالية اليهودية في جربة. وبحسب بيريز الطرابلسي،رئيس الطائفة اليهودية بجزيرة “جربة” التونسية،فإن عدد اليهود الذين سيشاركون هذا العام في هذه الاحتفالات التي ستتواصل على مدى يومين سيرتفع بنسبة 40% بالمقارنة مع العام الماضي. وعزا الطرابلسي في تصريح أدلى بها اليوم الأربعاء هذا الارتفاع إلى ما اعتبره “الأجواء الإيجابية،وروح التسامح والتعايش” التي تتميز بها تونس. وأوضح أن عددا من اليهود من أصل تونسي الذين يقيمون حاليا في إسرائيل وصلوا إلى “جربة” ضمن رحلات جوية غير مباشرة، أي عبر الأردن وتركيا ومالطا وإيطاليا، وذلك للمشاركة في هذه الاحتفالات. ولا توجد خطوط نقل جوي مباشر بين تونس وإسرائيل، علما وأن تونس لا تقيم علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل ولكنهما تبادلتا في العام 1996 فتح مكتبين لرعاية المصالح وعينت كل منهما “مندوبا دائما” فيه. وأُغلقت هذه الممثليات خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2000 بمبادرة من تونس وذلك احتجاجا على الإجراءات القمعية التي يتّخذها الجيش الإسرائيلي ضد أبناء الانتفاضة الفلسطينية. وبحسب مصادر متطابقة، فإن السلطات التونسية إتخذت إجراءات أمنية مشددة لضمان أمن هذه الاحتفالات التي عادة ما يشارك فيها وزير السياحة وبعض المسؤولين التونسيين. وكان معبد “الغريبة” اليهودي بجزيرة “جربة” التونسية التي تبعد نحو 500 كيلومتراً جنوب شرقي تونس العاصمة قد تعرض في الحادي عشر من إبريل/نيسان من العام 2002 لهجوم إرهابي. وخلف الهجوم الذي تبناه تنظيم القاعدة،21 قتيلاً، هم 14 سائحا ألمانيا، وفرنسيين اثنين وخمسة تونسيين. يشار إلى أن الطائفة اليهودية التونسية تعد واحدة من أكبر الطوائف اليهودية في الدول العربية ولكن عددها تراجع بشكل كبير على مر السنين،حيث يقدر عدد أفرادها حاليا بنحو ألفي شخص. كما يوجد في تونس حاليا حوالي 100 كنيس،منها 19 في جزيرة “جربة” وحدها التي يوجد فيها أيضا أكثر من مدرسة تلمودية ومدرسة حكومية يدرس فيها اليهود والمسلمون معا. (المصدر: وكالة يونايتد برس انترناشيوال (يو بي أي) بتاريخ 21 ماي 2008)
المدوّنون التونسيون والدعم الأمريكي: جدل الاستقلالية والوطنية واهمات متبادلة
تونس – خدمة قدس برس أثارت الدعوة التي وجهها مركز الأبحاث والتبادل الدولي (آيريكس) لعدد من المدوّنين التونسيين لحضور دورة تدريبية بالدار البيضاء بالمغرب من 23 إلى 25 من الشهر الجاري جدلا داخل المدونين التونسيين وبين قرائهم. وقد أطلق هذا الجدل رفض القائمين على إحدى المدوّنات الدعوة التي وجهت إليهم وذلك لأسباب سياسية قاموا بشرحها. غير أنّ عددا من المدونين التونسيين والقراء اختلفوا حول الموقف من المشاركة بين مؤيّد ومساند تم فيه طرح عدة قضايا تتعلق بمنهج التغيير والوطنية والتطبيع والموقف من الإدارة الأمريكية الحالية. وترجع أسباب رفض المشاركة إلى كون الجهة الداعية هي برنامج مبادرة الشرق الأوسط للشراكة (ميبي) الذي أنشأته الإدارة الأمريكية سنة 2002 وله مكتبان في العالم العربي بتونس وأبو ظبي. ويموّل هذا البرنامج المنظمة الأمريكية الدولية (آيريكس) التي ستقوم بتنظيم الدورة التدريبية. ويشارك في هذا المؤتمر عدد من المدوّنين من شمال إفريقيا، يهدف البرنامج إلى تنمية قدراتهم الإعلامية وتعزيز دور ما يطلق عليه “صحافة المواطنة” وتأثيرها في المجتمع. ويندرج ذلك في إطار أحد أهداف برنامج “الميبي” المتعلقة “بتعزيز المواطنة والديمقراطية وحرية الإعلام”. واعتبرت هيئة تحرير مدونة “بودورو” أنّ الإدارة الأمريكية تقوم بحسم صراعاتها بمنطق السلاح وبالتالي فهي غير مؤهّلة لتنظيم مؤتمرات عن الديمقراطية. وقالت الهيئة “إنّ جمع شمل المدوّنين المغاربة تحت خيمة الإدارة الأمريكية الحالية قد يُعد في نظر الساهرين على مخططات بوش خطوة ناجحة في إستراتيجيتها الفاشلة”. وبناء على ذلك دعت هيئة تحرير المدوّنة جميع المدوّنين التونسيين والمغاربة إلى مقاطعة هذا المؤتمر. والتنبه إلى الخلفية السياسية والإيديولوجية للقائمين عليه. أمّا محمد مومني وهو متخرج من الجامعة عاطل عن العمل يدير مدّونة ضد الإقصاء من حق الشغل على خلفيات سياسية فقد اعتبر أنّ النضال من أجل الحرية ليس حجة للجلوس مع منظمة أمريكية حكومية مرتبطة رأسا بالبيت الأبيض، فهذا الأمر لا علاقة له بالحوار بين الحضارات و الثقافات، على حد تعبيره. وقال إنّه من الغباء تصور أن الإدارات الأمريكية وقفت أو ستقف يوما مع الشعوب ضد الديكتاتورية. مشيرا إلى أنّ المخابرات الأمريكية تلجأ إلى ما أسماه الطابور الخامس عندما تريد الإطاحة بنظام ما. وهذا الطابور “يتم تكوينه و تفريخه في مثل المبادرة الأخيرة”. ونبّه قارئ على منتدى مدونة “بودورو” إلى أنّ “الميبي” والسفارات الأمريكية ووزارة الخارجية تسيّر منذ سنة مجموعات من الموظفين مهمتهم الولوج إلى المدونات التي تنتقد الأعمال الهمجية التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية في العالم و يتمثل شغلهم الشاغل في الدفاع عن مشغلهم. و وصل الأمر في بعض الدول العربية إلى انتداب شبان عرب يقومون بهذا العمل. وفي الطرف المقابل انتقد عدد من القراء رفض الدعوة على اعتبار أنّ رفض أية مبادرة داعمة للحرية والديمقراطية فقط لأن من ورائها الإدارة الأمريكية يعتبر قرارا عاطفيا متسرعا بل مستجديا لردود الفعل الحماسية. وتساءل آخر ما العيب أن تموّل الإدارة الأمريكية مؤتمرا و هي التي أصلا تمول حكومات وجيوشا وهل تعني المشاركة بالضرورة العمالة أم هي فقط قلة ثقة بالنفس و بحث عن بطولات دون كيشوتية وهل نرفض الديمقراطية فقط لأن إدارة بوش تطالبنا بها ؟ وحذّر آخرون من أنّ تهمة العمالة للأمريكيين هي نفسها التهمة التي توجهها الحكومة التونسية للخارجين عن طاعتها من صحفيين ومعارضين. وبالتالي فإنّ ربط المشاركة بالارتباط بالأجنبي يعتبرا في رأيهم تأكيدا ومساندة لموقف السلطات التي ترى في الصحفيين والمعارضين الديمقراطيين عملاء للأجنبي. واتهم متدخل آخر القوميين والإسلاميين واليساريين برفع الشعارات الثورية التي لا تحل المشاكل الحقيقية، داعيا إلى ضرورة تعلّم مبادئ التداول السلمي على السلطة وحرية تعبير واستقلال قضاء وحياد الإدارة و مقاومة الفساد والاقتناع بها ولم لا أخذها عن الأوروبيين والأمريكيين وغيرهم. (المصدر: وكالة قدس برس انترناشيونال بتاريخ 21 ماي 2008)
المدونون التونسيون بين التهميش و التحدي
يتجاوز عدد المدونات التونسية على موقع “مكتوب” الخمسمائة مدونة و على الرغم من أهمية هذا الرقم يلاحظ المتتبع لعالم التدوين في تونس الغياب الشبه كلي للمواضيع المهتمة بالشأن العام و السياسي و الحقوقي…و عدم تطرق المدونون لمشاكل الشباب و تحديد أسبابها و طرح حلولا لتجاوزها. و في المقابل نجد عدد لا يتجاوز الخمسة عشر مدونة تونسية يحمل أصحابها شعار التحدي في وجه السلطة بالتطرق لمواضيع جريئة و مثير للجدال و فضح إنتهاكات الحزب الحاكم لحقوق الإنسان و مصادرته للحريات ، و على قلة عدد هذه النوعية من المدونين تسعى السلطة التونسية جاهدة للتصدي لهم بشتى الطرق كتهديدهم و الإعتداء عليهم بالعنف كلما لم يرق لها مضمون المواضيع المنشورة و في نفس السياق نجدها تستغل التطور التكنولوجي لصالحها و توظفه لإتلاف القاعدة المعلوماتية لهذه المدونات و حجبها عن المبحرين إنطلاقا من تونس. نقرأ من هذا التحليل للمدونات التونسية تناقض في النوعية و تفاوت في العدد من حيث المضمون بالتزايد اليومي لعناوين مدونات جديدة لا تتضمن أي جدية و تساهم في تهميش الشباب و إلهائه عن معرفة حقوقه وواجباته المدنية و السياسية و هو ما يراه الفريق الحاكم في تونسي فضاءا إيجابيا يضمن له عدة أشياء مثل عدم إنزلاق الشباب للفكر السلفي و عدم محاسبته على تأخر تونس عن ركب بلدان المغرب العربي في مجال الديمقراطية . و يبقى العدد القليل للمدونين التونسيين الذين يتطرقوا للمواضيع السياسية و الحقوقية الشيء الملفت للإنتباه في عالم التدوين الذي إختاروه لنقل المواجهة بينهم و بين السلطة من مواجهة مباشرة و ملموسة إلى فضاءا لا تقدر فيه السلطة على تجفيف أحبار أقلامهم و تكميم أفواههم لممارسة إعلام حر لا يخضع للرقابة. معز الجماعي مدون تونسي
المنطقة العربية مقبلة على أزمات ستغير وجه العالم
منصف المرزوقي دمشق (21 أيار/ مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء رأى السياسي التونسي المعارض منصف المرزوقي أن “الديمقراطية” التي نراها هذه الأيام في لبنان هي “الدرجة الصفر من المسار الديمقراطي”، وشدد على أنها “مجرد صراع القبائل القديمة والطوائف الأزلية بآليات العصر لا أكثر”. ورأى أن الشرق الأوسط والعالم العربي عموماً مقبل على “أزمات خارقة للعادة” لن تغير فقط وجهها وإنما وجه العالم وحول مفهوم الديمقراطية قال المرزوقي في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن الديمقراطية هي تنافس سلمي بين أحزاب سياسية تتصارع على برامج سياسية، ولا علاقة لها بصراعات القبائل والطوائف”، أما عن “الديمقراطية” التي نراها في لبنان فقال “هي كتلك التي نراها في العراق أو حتى في الكويت، هي الدرجة الصفر من المسار الديمقراطي، لأنها مجرد صراع القبائل القديمة والطوائف الأزلية بآليات العصر لا أكثر”، وأضاف “إن العنصر الغائب هنا المواطن الشاق للأعراق والطوائف، والمأساة أنه وجد في الستينات والسبعينات حيث كان هناك قوميون أو شيوعيون عرب من السنة والشيعة والدروز والمسيحيين، هذا المواطن كأنه اختفى اليوم تحت ردّة هجمة مختلف الأصوليات”، إلا أنه أعرب عن تفاؤله بالمستقبل وقال “إنني واثق أن المواطن ينتظر فقط نهاية الصخب الأصولي وفشله الحتمي للعودة بقوة للساحة” وأضاف “الصورة الأكثر تقدماً للديمقراطية هي ما نراه اليوم في الولايات المتحدة حيث يصوّت رجال سود في صالح امرأة بيضاء ونساء بيض في صالح رجل أسود قد يصبح رئيس دولة، بينما العرق الذي ينتمي إليه أقلي ومضطهد” وحول حال “الأمة العربية” التي ترزح شعوبها بين ضغوط أنظمتها الشمولية من جهة والأطماع الخارجية من جهة ثانية، قال المرزوقي، رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية “يذكّر وضع الأمة العربية اليوم بالأمة الصينية في أواخر القرن التاسع عشر، على السطح تجزئة وانحلال وتفكك ودكتاتورية المافيات وأمراء الحرب وتدخل خارجي واستعمار مباشر وثروات هائلة مكدسة في أيادي قليلة بينما الفقر يكتسح مواقع تتوسع”. وأوضج “في العمق غليان بركاني لطاقات هائلة يتمازج فيها السخط والمهانة والرغبة في الانتقام، ويعلمنا التاريخ أن الأمم التي لها الكثير من الفضاء والزمان والموارد والأنفة مثل الأمة العربية تصحح مثل هذه الاختلالات بثورات عارمة” وأردف “السؤال هنا هل سيكون السلفيون هم من سيلعبون الدور الذي لعبه الشيوعيون في الصين؟ وهل ابن لادن هو ماوتسي تونج العرب؟ بالطبع لا، فهذا سيزيد الأمور سوءاً، والخيار الذي أدافع عنه هو أن تنتظم المقاومة المدنية لإسقاط الدكتاتوريات وبناء دول عربية ديمقراطية يمكن أن تتحد بينها على شاكلة الاتحاد الأوربي فتعود للأمة مكانتها وقدرتها، والثابت أن المنطقة مقبلة على أزمات خارقة للعادة لن تغير فقط وجهها وإنما وجه العالم” وعن حالة الاستقرار الأمني في ظل بعض الأنظمة الشمولية العربية والوضع المهتز في بعض البلدان الديمقراطية في المنطقة قال المرزوقي المعروف عنه نشاطه في مجال حقوق الإنسان “إن استقرار الاستبداد هو استقرار السجون، أي صمت المساجين الاضطراري عن كل المظالم تحت وطأة الخوف. وغالباً ما ينتهي هذا الاستقرار المزعوم للثورة في العنابر وسيادة الفوضى في ساحة السجن. فتاريخ العرب دوران في حلقة مفرغة من الاستبداد والفوضى. أين يوجد الاستبداد تدب الفوضى في العقول والقلوب والمؤسسات ثم تنفجر بالثورة. آنذاك يجب الخروج من الفوضى بجولة جديدة من الاستبداد وهكذا دواليك. المثال الكاريكاتوري على هذا السيناريو العربي هو العراق، ولبنان قد يكون في الطريق هو والجزائر وبقية البلدان العربية. التحدي المصيري هل سنستطيع كسر هذه الحلقة الجهنمية بإصلاحات حقيقية للنظام السياسي العربي تخرجنا من الحلقة المفرغة القاتلة لتضعنا أخيراً على طريق مستقيم؟ المصدر وكالة الانباء الإيطالية ( آكي )بتاريخ 21 ماي 2008
“مُواطنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون”
يكتبها: محمد الصالح فليس تأسّست منذ مدّة في مصر جمعية أهليّة أطلقت على نفسها اسم «مواطنون ضدّ الغلاء» طارحة على نفسها مقاومة ظاهرة غلاء أثمان السّلع ولاسيما الغذائية منها، وبالتّحديد تلك التي تُشكّل أساس قوت الفئات الفقيرة والمعدمة. وقد أطلقت هذه الجمعيّة تحذيرات متعدّدة للحكومة على لسان المتحدّث باسمها الصحافي محمود العسقلاني مُعتبرة أنّ بقاء الحكومة دون حراك ازاء ظاهرة غلاء المواد الأساسية للغذاء المواطني يُهدّد بانتفاضة شعبيّة من قبيل تلك التي عرفتها البلاد المصريّة في مطلع العام 1977 اثر اعلان الحكومة رفع أثمان بيع الخبز. وقد أودت أحداث هذه الانتفاضة وما ترتّب عنها بحياة سبعين مواطنا مصريّا. وآمام استمراريتها لم تجد الحكومة يُدّا من التراجع في قراراتها وأرجعت الأسعار إلى ما كانت عليه. وبالعودة الى الثقافة الشعبية الصينيّة فإنّ المواطن له فمٌ واحد ويدان اثنتان، أي أنّه ينتج أكثر ممّا يأكل! وبالفعل، فإنّ المفارقة في الحالة المصرية مدعاةٌ للتساؤل المُرّ: كيف لم يعد ممكنا لسبعين مليون مصري أن يوفّروا من عملهم وكدّ جبينهم قوتهم بعد أن كانوا قادرين على ذلك؟ ويبدو أنّ جملة الاجراءات التي حدّت من السّياسات الدّاعمة لصغار الفلاّحين قد دفع بجانب مهم من سكان الأرياف إلى التخلّي عن نشاطهم فتوقّفت منتجاتهم وتسلّلوا إلى صف جمهور المبتاعين لرغيف خبزهم من السّوق الخاضعة لمنطق العرض والطلب!! ومن العلامات الحارقة أنّ طوابير المواطنين أمام المخابز أصبحت يوميّة ودائمة الكثافة، وغرابتها في أنّها تبدأ في الانتظام منذ السّاعات الأولى للصّباح الباكر. ويبدو أنّ صور التّشاجر صلب هذه الطّوابير أمام المخابز قد بلغت حدّا انعدمت معه أبسط شروط الأمان طبيعيّة أنّ وفياتٍ سُجّلت وجروحا أصابت مواطنين جرّاء حدّة التّدافع وضراوته. ومن ثمّة فقد تحوّل رغيف الخبز إلى مدار معركة يحمى وطيسها بانتظام مذهل وتخضع لثقافة تتنامى في مصر وفي غير مصر قوامها زرعُ شبح الجوع جرّاء انخرام السّياسات الليبراليّة التي أوْلت وجهها نحو الرّبح وضمان تحقيق مزيد من الأرباح. كثيرة هي البلدان التي دقّت فيها نواقيسُ خطر المجاعة المهدّدة لهذا المليار من سكّان العالم الذي يعيش فيه الفردُ الواحد بأقلّ من دولار واحد يوميّا!! ولذلك فقد تكاثرت النّداءات لحكومات البلدان الفقيرة لتتّخذ جملة اجراءاتٍ جريئة ومتأكدة لتلافي كارثة انسانيّة جسيمة. فالجوع مُولد لكلّ النّعرات ولكلّ صيغ ردود الفعل الانفعاليّة العنيفة لاسيما عندما تُسمن مكاسبها من جرّائه جيوبٌ المُرابين والجشعين والمُضاربين. وهو أكبرُ خطرًا على الاستقرار والتوازن العالميين من كلّ خطورة ما تدعوه الامبراطوريات الانتفاعيّة بالارهاب. لأنّ الجوع يمثّل شكلاً جدّ مُتخلّف من ارهاب يدفع بموجبه الثّراءُ وأهله الى توسيع دائرة اغتيال الفقراء والمُمعدمين. أي أبي ذرّ الغفاري هذا الذي صرخ: «عجبتُ لمن لا يجد قوت يومه في بيته كيف لا يخرج الى النّاس شاهرًا سيْفه!». (المصدر: جريدة “الشعب” (أسبوعية نقابية – تونس) الصادرة يوم 17 ماي 2008)
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تعلن خطة عمل للخروج من الأزمة الراهنة
صالح عطية
تونس – الصباح: في خطوة جاءت لتؤكد ما كانت انفردت به “الصباح” منذ نحو أسبوعين، عندما نشرنا مضمون الاتفاق الذي حصل بين غالبية أعضاء قيادة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، بشأن أجندا الحل لأزمة المنظمة، علمنا أن الرابطة اقترحت ما وصفته بـ “حزمة متكاملة من الإجراءات”، للوصول إلى عقد “المؤتمر الوفاقي المنشود”، وفق مراحل مترابطة.. وجاء في بيان للرابطة، حصلت “الصباح” على نسخة منه، أن هذه الحزمة من الإجراءات، تتضمن جملة من النقاط أهمها: ــ فتح المقرّ المركزي ليحتضن لقاءات بين الهيئة المديرة وفروع تونس، وكذلك بين الهيئة المديرة والذين تقدّموا بشكاوى قضائية لدى المحاكم، على أن تكون هذه اللّقاءات بصفة أوّلية للوقوف على مواقف الجميع، إذ تقدم الهيئة المديرة تصورها للحلّ فيما يقدّم محاوروها تصوّراتهم أيضا، ويتمّ خلال هذه اللّقاءات ضبط روزنامة ما يتوجب من لقاءات لاحقة، لإنهاء الحوار والوصول إلى توافقات بشأن المشاكل العالقة. وتتم هذه المرحلة خلال أجل لا يتجاوز الشهر من بداية تطبيق الخطة.. ــ يتم بعد ذلك مباشرة فتح مقرّات الفروع داخل الجمهورية لنفس الغرض وخاصة للقاء هيئات الفروع والمنخرطين بتلك الجهات لإنضاج الحلول المقترحة.. وتسعى الهيئة المديرة لإنهاء هذه المرحلة خلال أجل لا يتجاوز شهرا من بداية تطبيقها.. ــ يتمّ عقد مجلس وطني ـ مع تقدّم الحوار وبلورة المقترحات المختلفة ـ يدعى إليه بصفة ملاحظين من يمكنهم طرح وجهة النظر غير الممثلة في المجلس أو التي يمكن الاستفادة منها للخروج من الأزمة.. ــ يتمّ الشروع في تنفيذ ما يتّفق عليه بشأن الهيكلة، وبالتوازي مع ذلك، يتمّ سحب القضايا العدلية التي تمّ القيام بها ضدّ الهيئة المديرة حتى يمكن عقد المؤتمر الوفاقي دون تعطيل.. ــ يتمّ تحديد تاريخ المؤتمر خلال مجلس وطني ثان (يكون من بين أعضائه رؤساء الفروع التي شملتها عملية استكمال الهيكلة)، يتولى كذلك تشكيل لجان عمل لإعداد ذلك المؤتمر.. ــ على أن يعقد المؤتمر في أجل لا يتجاوز الذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، أي في تاريخ العاشر من ديسمبر من العام الجاري.. وشددت قيادة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، على أن هذه “الحزمة” من الإجراءات، “غير قابلة للتجزئة”، معربة عن استعدادها الفوري للشروع في إنجازها عبر تلك المراحل، عسى أن يتم التوصل إلى إنهاء هذه الأزمة، وعقد المؤتمر في أسرع وقت ممكن، على حدّ تعبير بيان المنظمة.. حول الاستقلالية والتمويل.. وأعرب البيان الذي وقعه رئيس الرابطة، السيد مختار الطريفي، عن تمسك الرابطة “باستقلالية المنظمة، وصيانة حرية قراراتها والاحتكام إلى هياكلها الشرعية المنتخبة”.. وأوضحت أن هذه الاستقلالية تجاه جميع الأطراف، السلطة والأحزاب والتيارات السياسية، مشددة على أن الرابطة “منظمة حقوقية تحتكم إلى الإعلان العالمي والعهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان”.. وحول مسألة الاستقلالية التي عرفت تباينات مختلفة سواء داخل المنظمة أو خارجها، سجّل البيان “تمسك الرابطة بانتمائها إلى الشبكة الدولية لحقوق الإنسان”، معتبرة أن هذه الشبكة، تعدّ “السند الطبيعي للرابطة”، باعتبار أن المنظومة الحقوقية تتجاوز الحدود الجغرافية وتقوم على مبدأ التضامن لمواجهة كل أنماط التجاوزات”، حسب تعبير البيان.. وفيما يتعلق بالتمويل العمومي، الذي يمثّل أحد مكونات أزمة الرابطة منذ انطلاقها العام 2000، اعتبرت المنظمة “أن التمويل العمومي غير المشروط حق من حقوقها، إضافة إلى كونه الأصل والأساس للقيام بنشاطها وتغطية جميع حاجياتها.. لكنها في المقابل، لم تتردد في التأكيد على أن “التمويل الخارجي مكمّل للأول، ويقع اللجوء إليه عند الضرورة، وبالأخص عندما تحرم منظمات المجتمع المدني من أي سند مالي، كما هو الشأن بالنسبة للرابطة”.. ولفت بيان الرابطة إلى الاجتماعات التي عقدت مع رئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات العامة، السيد منصر الرويسي، منذ فيفري من العام 2007، بغاية الخروج من الأزمة التي تشهدها، خصوصا في علاقتها بالسلطة، منذ المؤتمر الخامس (أكتوبر 2000).. مبادرة متفق عليها.. وأعلنت الرابطة في هذا السياق، عن توجيهها رسالة بتاريخ 21 جوان 2007 إلى رئيس الجهورية عن طريق السيد الرويسي أكدت فيها ” تطلعها إلى عنايتكم السامية لكي تثمر الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة وعقد مؤتمر الرابطة في مناخ توافقي بناء ..” وشددت على تمسك الهيئة المديرة بالوفاق، “كصيغة مثلى لتحقيق التعايش داخل هياكلها بعيدا عن كل إقصاء على أساس سياسي وحزبي”… ويعدّ هذا البيان، الأول من نوعه الذي تصدره الرابطة منذ عدة سنوات، متضمنا سيناريو للخروج من أزمة الرابطة بشكل نهائي.. وقال صلاح الدين الجورشي، نائب رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في تصريح هاتفي لـ “الصباح”، أن خطة العمل هذه، ما تزال تعبّر عن وجهة نظر الهيئة المديرة للرابطة، التي أقرتها بغالبية أعضائها.. ونفى الجورشي أن تكون قد حصلت خلافات بشأن هذه الخطة، أو تم التراجع عنها، كما نفى حصول نكوص من أي من مسؤولي الرابطة، وهي بذلك تمثل وجهة النظر الرسمية المتفق عليها صلب المنظمة.. (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 21 ماي 2008)
على خلفية تعيين رئيس جديد للمجلس الأعلى للاتصال: هذه الملفات واستحقاقات المرحلة الإعلامية… فهل تكون على أجندة المجلس؟
بقلم: صالح عطية قرر رئيس الدولة، تعيين السيد عبد الباقي الهرماسي، رئيسا للمجلس الأعلى للاتصال، خلفا للمرحوم يوسف علوان، الذي توفي قبل أكثر من شهر.. ويأتي هذا التعيين، بالتزامن مع الإجراءات الجديدة المعلنة قبل فترة قصيرة بخصوص تطوير مهام المجلس وهيكلته.. ولا شك أن اختيار الأستاذ الهرماسي، لترؤس المجلس الأعلى للاتصال، لم يكن لمجرد سدّ شغور فحسب، بقدر ما يرمز إلى جملة من الرسائل المهمة من بينها: ــ تعزيز استقلالية المجلس، على اعتبار استقلالية السيد الهرماسي سياسيا عن جميع الأحزاب السياسية، بما في ذلك التجمع الدستوري الديمقراطي، مما سيوفر هامشا إضافيا من حرية اتخاذ القرار أو التحرك على الأقل.. ــ الرهان على وجهة جديدة في خطاب المجلس وأسلوب عمله، تحاول الاستفادة من شخصية رئيسه الجديد، الذي يعدّ أحد الجامعيين والمثقفين الذين أسهموا في الحراك الثقافي، الوطني والعربي، سواء من خلال توليه وزارة الثقافة لمدة تجاوزت الثماني سنوات، أو من خلال تمثيله للحكومة التونسية في اليونسكو.. استحقاقات المرحلة.. غير أن الرئيس الجديد للمجلس الأعلى للاتصال، سيكون أمام ملفات شديدة الحساسية، تخص وضع الإعلام والمشهد الاتصالي في بلادنا.. ومن بين هذه الملفات: ++ درجة حرفية المؤسسات الإعلامية، سواء الصحفية أو التلفزيونية.. ذلك أن أداء إعلامنا يتفاوت في هذا المجال إلى حدّ التباين إن لم نقل التباعد أيضا.. حيث يهيمن على الإعلام الوطني، خطاب (لغة وأسلوبا تحريريا وزاوية التناول) قد لا يصمد في معظمه أمام أي معيار تمحيص مهني حقيقي وشفاف..
++ الانتقال من مرحلة الحديث عن حرية الإعلام وضرورة الانفتاح في الإعلام، إلى مرحلة تكريس هذا الواقع عمليا، عبر تشجيع المنابر الصحفية والأقلام الوطنية، وحمايتها معنويا وسياسيا.. فقد قضينا وقتا كثيرا يربو عن الخمس سنوات، ونحن “نتحدث” عن حرية الإعلام، فيما أن هذه الحرية، تحتاج إلى ممارسة من ناحية، وإلى رعاية متواصلة من ناحية أخرى.. ++ محاربة سلوك إعلامي، تفشى بشكل خطير في بعض المنابر الصحفية، ويتعلق بثقافة السبّ والشتم والتقريع لشخصيات تونسية، سياسية وثقافية وإعلامية، على خلفية مواقفها ومقارباتها.. فتحولت بعض الصحف ـ بذلك ـ إلى أشبه ما يكون بـ”المؤسسات القضائية”، التي تصدر أحكاما معيارية وأخلاقوية على هذا وذاك، فيما يفترض فيها أنها محايدة ومستقلة.. ++ لقد حان الوقت لطرح موضوع استقلالية المؤسسات الإعلامية على الطاولة، ووضع حدّ فاصل بين صفة المؤسسة الخاصة والمستقلة.. فالاستقلالية شيء وصفة “الخاصة” شيء آخر مختلف تماما.. ونحن بحاجة في مشهدنا الإعلامي الوطني، أن نميّز ـ عمليا ـ بين الاثنين.. فليس كل مؤسسة إعلامية خاصة هي بالضرورة مستقلة.. وهنا لا بد من توضيح مفهوم الاستقلالية على مستوى المفهوم والمعايير والأدوات، حتى نزيل بعض الضبابية المنتشرة في المشهد الإعلامي.. ++ إيجاد تصورات لكيفية مساعدة المؤسسات الإعلامية على امتلاك ناصية التكنولوجيا الرقمية الاتصالية الحديثة، التي باتت خريطة الطريق لقطار الإعلام العصري الناجح، المواكب للثورة الاتصالية الجديدة.. ++ فكّ “شفرة” الإشهار في المشهد الإعلامي، وذلك باتجاه ضبط معايير شفافة وموضوعية للحصول على الإشهار، في مقدمتها الحرفية والاستقلالية وخدمة القضايا الوطنية، إلى جانب الجرأة في تناول ملفاتنا ومشكلاتنا بوضوح ومسؤولية.. فلا معنى لحرية الإعلام وحرية اقتصاد السوق (بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى)، من دون تحرير سوق الإشهار العمومي والخاص على حدّ السواء.. إنه تحدّ، ما في ذلك شكّ، والمطلوب اليوم رفعه بكل مسؤولية، وليس أفضل من المجلس الأعلى للاتصال لطرحه وتفكيك شفرته تلك.. ميثاق شرف جديد ++ طرح موضوع القوانين المنظمة للإعلام، عبر ندوة يحضرها كل المتخصصين، من إعلاميين وسياسيين ورجال قانون وحقوقيين، لبحث كيفية تطوير “مجلة الصحافة”، التي على الرغم من التعديلات التي أدخلت عليها، إلا أنها تظل بحاجة ماسة وملحة إلى مراجعتها، بشكل يستجيب لتطور المشهد الاتصالي الدولي.. على أن تخرج الندوة بمقترحات ترفع إلى الحكومة للاستنارة بها.. ++ فتح ملف الصحافة الإلكترونية، التي ما تزال تتحرك بشكل مشوش، في غياب قوانين منظمة لها.. ويحتاج هذا النوع من الصحافة، إلى مناخ منفتح على اعتبار أن آليات رقابتها تختلف عن الآليات المستخدمة في القطاع الإعلامي التقليدي.. ++ وقد لا يبالغ المرء، عندما يشير إلى حاجة المشهد الاتصالي في بلادنا إلى ميثاق شرف مهني وسياسي جديد يخص ملف الإعلام، تشارك فيه كل الأطراف، بحيث يدشّن مرحلة جديدة من تاريخ الإعلام في بلادنا، ويكون ملزما لجميع الأطراف.. ولا شك أن هذه الملفات وغيرها، تبدو على طاولة الرئيس الجديد للمجلس الأعلى للاتصال.. صحيح أن المجلس ليس سلطة قرار، وأنه هيئة استشارية، لكن وضع التصورات ـ في إطار هذه المهمة الاستشارية ـ يدخل ضمن مهمة المجلس وصلاحياته.. فهل يفتح المجلس هذه الملفات والقضايا خلال الفترة المقبلة، ويسهم بالتالي في “تغيير” صورة المشهد الإعلامي، أم يحافظ المجلس على دور غير مرئي، بالكاد يمكن متابعته أو تحسس نتائجه؟؟ (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 21 ماي 2008)
في حديث لفضائية لبنانية: مدير جريدة “الصحافة” يحمّل الصحفيين مسؤولية تدهور الوضع الإعلامي و يدعو ضمنيّا إلى “إعدام” معهد الصحافة
أعادت الفضائية اللبنانية ANB مساء الثلاثاء 20 ماي 2008، بثّ الحلقة التي سجلها الإعلامي برهان بسيّـس مع السيد عبد الجليل بوقرّة مدير رئيس تحرير جريدة “الصحافة” وتناولا فيها موضوع الإعلام في تونس. بوقرّة المدير السابق لمعهد المعلمين بسبيطلة الذي وجد نفسه بشكل مفاجئ ومطعون في قانونيّتـه مديرا لجريدة الدولة؟!! صرح بأنه يملك حلولا واقتراحات كثيرة لتطوير المشهد الإعلامي لكنه لم يستعرضه!! وبعد أن حمّل الإعلاميين المسؤولية الكاملة لتدهور القطاع، واعتبرهم “العقدة”، انتقد التكوين في معهد الصحافة وصولا إلى المطالبة ضمنيّا بحذفه. ولم يفته بالمناسبة التعريض ببعض أساتذة المعهد والتشكيك في كفاءتهم. تصريحات السيد بوقرة تضمنت عديد المغالطات سأقوم بالرد عليها تباعا. وإليكم في هذه الحلقة الأولى، مقتطفات من الحوار برهان بسيّـس: تفضلت بشكل واضح بالدفاع عن المكاسب التي تحققت للإعلام التونسي خلال عشرية على الأقل أو أكثر من عشرية بقليل، ولكن المعضلات؟ لو كنت صاحب قرار، ماذا تفعل؟ عبد الجليل بوقرّة : أنا شخصيا عن أن الحلول كثيرة والاقتراحات كثيرة. ولكن يجب التركيز حسب الأولوية، والعقدة (فين)؟ أنا أعتقد أن العقدة في الإعلامييـن! قبل كل شيء يجب مراجعة منظومة تكوين الإعلاميين في تونس. إن الإعلامي يكون مستوى ثانوية عامة ثم يذهب إلى معهد عالي، معهد الصحافة وعلوم الإخبار، ويتكوّن على المستوى التقني كيف يضع الصورة وكيف يضع العناوين!! وبعد ذلك يقع تسميته كصحتفي في جريدة أو في الإذاعة أو في التلفزيون. ثم بالأقدمية يصبح ربما مسؤول عن مؤسسة إعلامية أو مدير أو (حاجة) من هذا القبيل وهو لا يستطيع أن يكتب مقال. أنا أعتقد اليوم في تونس، كما تمت مراجعة منظومة تكوين المعلمين، أصبح التعليم لا ينتدب معلمين من مستوى الثانوية العامة(الباكالوريا).. الإعلامي هو مثل المعلم.. يجب أن يكون إجازة في أيّ اختصاص، لايهمّ. ويقوم بمناظرة يثبت فيها كفاءته في كتابة المقال، وبعد ذلك يقع تكوينه تكوين تقني حرفي.. ثم بخصوص معهد الصحافة وعلوم الإخبار ربما هناك من الأساتذة من لم يمارس الإعلام طيلة حياته إطلاقا، ولم يكتب أيّ افتتاحية، ويدرّس طريقة كتابة الافتتاحية وطريقة كتابة المقال. يعني طبيب يدرّس الجراحة وهو لم يقم بعملية جراحية طيلة حياته؟ (المصدر: مدونة زياد الهاني الألكترونية بتاريخ 21 ماي 2008) الرابط:
http://journaliste-tunisien.blogspot.com/2008/05/blog-post_21.html
اسثمارات قطاع الزراعة والصيد البحري في تونس
تونس في 20 مايو / قنا / ارتفعت قيمة استثمارات قطاع الزراعة والصيد البحري في تونس خلال الشهور الثلاثة الاولى من العام الحالي الى ما قيمته 5ر42 مليون دينار تونسي / نحو 36 مليون دولار امريكي / مقابل 3ر32 مليون دينار خلال نفس الفترة من العام الماضي مسجلة نموا بنسبة 31 بالمائة0 وستمكن هذه الاستثمارات التي ساهمت تحويلات المغتربين التونسيين فيها بمبلغ 05ر2 مليون دينار مقابل 326ر0 مليون دينار ـ من توفير 800 فرصة عمل قار مقابل 684 فرصة خلال الشهور الثلاثة الاولى من عام 2007 0 وتشير تقارير الوكالة التونسية للنهوض بالاستثمار الفلاحي الى ان المعدل السنوي للاستثمارات في هذا القطاع ارتفعت من ما قيمته 167 مليون دينار خلال خطة التنمية الخماسية الثامنة الى ما قيمته 270 مليون دينار في خطة التنمية الخماسية العاشرة / 2002 ـ 2006 / 0 واضاف المصدر نفسه ان جانبا من هذه الاستثمارات موجهة للمشاريع التصديرية لا سيما قطاعات انتاج الزهوروالنباتات الطبية والعطرية واستخراج الزيوت العطرية ومستخلصات النباتات الطبية وانتاج المواد الغذائية البيولوجية وتربية الحلزون والاحياء المائية0 (المصدر: وكالة الأنباء القطرية (قنا) بتاريخ 20 ماي 2008)
خرْق فكري في تونس: بورقيبة على طاولة التشريح رجل تواصليّ تحوّل من الهوس بالإعلام إلى قمعه
لطفي حجي تعدّدت في الفترة الأخيرة في تونس الدراسات عن الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، التي تناولت علاقته بشتّى المجالات التي كانت له مساهمة فيها، من السياسة إلى الدين، مروراً بالقضايا العربية التي أثارت مواقفه فيها جدلاً لم يهدأ إلى الآن: موقفه من مصر الناصرية، ومن القضية الفلسطينيّة عندما دعا الفلسطينيين والعرب إلى قبول قرار التقسيم، ممّا أثار سخطاً واسعاً ضدّه في عدد من الأقطار العربية. تجمّعت عشرات الكتب في المكتبة التونسية عن بورقيبة، دشّنتها منذ عقد من الزمن مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات، وهي مؤسسة بحثية خاصة تسلحت بجرأة لتبدأ في نبش المرحلة البورقيبية التي امتدت ثلاثين سنة، في وقت كان فيه من غير المحبذ، إن لم نقل من الممنوع، التطرق إلى سيرة الزعيم الراحل، خوفاً ربما من المقارنات بين مرحلتين. آخر الكتب عن بورقيبة كتاب للصحافي التونسي خالد الحداد بعنوان «بورقيبة والإعلام: جدلية السلطة والدعاية». وهو في الأصل بحث جامعي في معهد الصحافة وعلوم الأخبار بتونس، تطرّق فيه صاحبه إلى تعامل بورقيبة مع الإعلام الذي لم يكن عادياً حسب الاستنتاجات التي استخلصها، وحسب ما أكّده صحافيون وعدد من مسؤولي الإعلام في الفترة البورقيبية عبر شهاداتهم الواردة في الكتاب. يتجلّى من خلال ما ورد في الكتاب أن بورقيبة مهووس بالإعلام، وله عشق غير محدود له، وقد أدرك مبكراً، أي منذ بدايات القرن الماضي أهميته، فكان حريصاً على حضوره الإعلامي وعلى تصريحاته، وعلى إقامة علاقات جيدة مع الإعلاميّين. فقد كان يدرك أنه يمكنه من خلال الإعلام أن يصنع رأياً عامّاً. كان بورقيبة من دعاة سياسة الاتصال المباشر، وهي تنقسم عنده إلى قسمين: أول، يحقّقه من خلال اتصاله بوسائل الإعلام، حتى يكون دائم الحضور ويصنع الحدث برسائله إلى الرأي العام المحلي والفرنسي، وإلى المسؤولين الفرنسيين بالأساس. وثانٍ، يتولّاه بنفسه من خلال الاتصال المباشر بعامة الناس، فكان يحرص على أن يلتقي الجماهير في القرى والأرياف والمدن ويخطب فيهم، حتى في المنازل الخاصة حيث تتجمع الجماهير شوقاً لرؤية الزعيم الذي كان يدرك أنه يؤثر فيهم بسحر بيانه، في وقت كانت فيه وسائل الاتصال العام محدودة بل منعدمة، وفي وقت كان أغلب الناس لا يحسنون القراءة والكتابة. يرى محمد الصياح، الوزير السابق في العهد البورقيبي، وأحد أهم المنظرين للبورقيبية من خلال كتبه العديدة التي ألّفها لهذا الغرض، أنّ بورقيبة كان يتحرك طوال حياته السياسية، سواء أثناء مرحلة التحرّر من الاستعمار أو خلال تأسيسه دولة الاستقلال، وفق استراتيجية إعلامية واضحة، قاعدتها ما كان يردّده دوماً للمقرّبين منه: «أريد الكتابة للناس غير المقتنعين ومخاطبتهم، مع التفكير في المستقبل أكثر من الحاضر». ولعلّ إيمان بورقيبة بأهمية الإعلام هو الذي جعله يبدأ حياته صحافياً أثناء الفترة الاستعمارية، على الرغم من أنه درس القانون والفكر السياسي في فرنسا. كان يدرك أن واجبه كقائد سياسي أن يكتب في أدق القضايا التي كانت محل نقاش، وأن يتوجه إلى الرأي العام الفرنسي بلغته حتى يشرح وجهة نظره كزعيم سياسي يتوق من خلال حزبه الذي أسسه بصحبة جمع من رفاقه إلى تحرير بلده. تواصل شغف بورقيبة بالإعلام بعد الاستقلال ليؤسس الصحف الخاصة بحزبه، وليتحول من موقع السياسي / الكاتب في المرحة الاستعمارية، إلى الخطيب الذي يوظف الإذاعة في مرحلة أولى، ثم التلفزيون في ما بعد، ليشرح سياساته وتصوراته في جميع الميادين التنموية والسياسية والثقافية. كان يرى أنّ جميع وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية جزء من العملية السياسية، بل إن السياسة عنده لا معنى لها دون أدوات اتصال ودون جمهور يبرز من خلاله طاقاته التواصلية. أبرز تحليل الكاتب لمضمون خطب بورقيبة الأساسية عن الإعلام، جملة من النقاط الثابتة في منهجيته الإعلامية، تقوم على التواصل مع المواطنين وتوجيه الشعب، والسعي المستمرّ للتأثير على العقليات السائدة، والدفع نحو تغييرها عبر التوعية والتثقيف. لقد كان بورقيبة من خلال ما يبرز من الشهادات المتناثرة عبر الكتاب، حريصاً على إيصال كل تلك المعاني إلى وزرائه وجميع المسؤولين في الدولة. كان يحثّهم على الاتصال المباشر وعلى الخطب وسط الناس، حتى يمتحن قدرتهم على إبلاغ المضامين التي يسعى لتحقيقها. وكان حريصاً على إبلاغ تلك المفاهيم إلى الجيل الجديد الذي لم يواكب مراحل كفاحه، ولم يطلع على كتاباته الأولى. وقد كانت لافتة المحاضرات المسترسلة التي ألقاها مطلع سبعينيات القرن الماضي أمام طلبة معهد الصحافة، التي أبرز من خلالها رغبة في تعليمهم أصول المهنة، وإعطائهم دروساً في السياسة والتاريخ، ومنهجاً في التعامل مع الأحداث بطريقة لا تخلو من نرجسية واستعراض للعضلات، يستمدّها بورقيبة من شرعيته التاريخية التي سمحت له بالتطرق إلى جميع المواضيع دون حياء أو رقابة ذاتية، بما في ذلك أدق التفاصيل عن حياته الخاصة. ولكن بورقيبة الذي كان مدركاً لأهمية رسالة الإعلام، وكان اتصالياً بامتياز مثلما يشهد على ذلك كل من استمع إلى خطبه أو شاهدها، وكل من اطلع على مقالاته، لم يستطع أن يحافظ على أسس الإعلام المعاصر بما تقتضيه من حرية تعبير وتعدد في الرؤى. فقد تضخمت الذات البورقيبية حتى احتكرت جميع الفضاء الإعلامي، فبدأ مبكراً مسلسل توقيف الصحف المخالفة لسياسته. فبعد سبع سنوات فقط من الاستقلال، منعت صحيفة «منبر التقدم» للحزب الشيوعي التونسي، وحوكم الطلبة الذين كانوا يصدرون منشورات يعبّرون فيها عن آراء مخالفة لسياسة الدولة. إنّها مفارقة بين رغبة التغيير عبر الإعلام وإرادة التسلط التي قد تقضي على كل فكرة مخالفة وتجعل من احتكار الفضاء الإعلامي وقمع الرأي المخالف القاعدة، وتحوّل الإعلام إلى أداة للدعاية فحسب… على الرغم من كل الخطب الجميلة التي قد ينطق بها الزعيم. * كاتب وصحافي تونسي المصدر جريدة الأخبار اللبنانية بتاريخ 21 ماي 2008
مشاركة تونسية من المنتظر ان يشارك من تونس في المؤتمر الاسلامي العالمي للحوار الذي تحتضنه المملكة العربية السعودية في الفترة من 26 الى 28 ماي الجاري بمكة المكرمة الدكاترة كمال عمران، محمد صالح الجابري، عبد
الرزاق الحمامي وجمعة شيخة. في الهيئة الوطنية للمحامين علمنا أن العلاقات بين الهيئة الوطنية للمحامين والجمعية التونسية للمحامين الشبان عادت الى مجراها الطبيعي وذلك بعد أن قرر مجلس الهيئة تمكين الجمعية من المنحة السنوية المخصصة لها، مع الترفيع فيها لتصبح 15 ألف دينار سنويا بعد أن كانت في السابق في حدود 12 الف دينار. وقد علمنا أنه قد تم فعلا إسناد القسط الاول من هذه المنحة لفائدة الجمعية وذلك خلال الفترة الاخيرة. كلفة الترفيه في استطلاع للرأي أجراه المرصد الوطني للشباب حول كلفة الترفيه بين 47 فاصل صفر 8 من المشاركين فيه عن طريق الانترنيت أنهم يرونها مرتفعة جدا و37 فاصل 96 يعتبرونها مرتفعة و14 فاصل 96 بالمائة يعتبرونها مناسبة. السياحة البيئية في المحميات بالتعاون مع وزارة السياحة ينظم الصندوق العالمي للطبيعة يومي السبت والأحد 24 و25 ماي الجاري بولاية جندوبة لقاء إعلاميا حول السياحة البيئية والفضاءات الطبيعية المحمية في تونس وسيتم خلاله تنظيم زيارة ميدانية لمسالك بيئية وتقديم مداخلات علمية حول المسالك السياحية البيئية بالشمال الغربي ودور القطاع السياحي في التنمية المستديمة بالشمال الغربي وخصوصيات السياحة البيئية بهذه المنطقة. دوار هيشر وموزع البريد مازال سكان دوار هيشر بمنوبة يعانون من غياب خطة موزع البريد، حيث يضطرون وخاصة منهم المتقاعدين والعجائز والارامل الى الوقوف في طوابير طويلة أمام مقر البريد الوحيد بالمنطقة والبعيد عن مقرات سكناهم عادة لاستيلام بريدهم. كما أن السكان يضطرون الى البحث عن عناوين اخرى كمقرات عملهم لتلقي مراسلاتهم وخاصة بطاقات اعداد ابنائهم التلاميذ. لذا فهم يطلبوم من السلط المعنية الاهتمام بهذا الجانب وتنظيم النشاط البريدي بالمنطقة . (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 21 ماي 2008)
تونس وسوريا توقعان على13 اتفاقية وبرنامج تنفيذي لتعزيز التعاون الثنائي
تونس / 21 مايو-أيار / يو بي أي: وقعت تونس وسوريا، في ختام أعمال الدورة التاسعة للجنة المشتركة العليا، على 13 إتفاقية وبرنامج تنفيذي ومذكرة تفاهم، وذلك لتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات تنموية عدة. وذكرت الإذاعة التونسية الحكومية اليوم الأربعاء أن التوقيع على هذه الاتفاقيات تم خلال حفل أقيم بالمناسبة مساء أمس في تونس بحضور رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي ونظيره السوري محمد ناجي عطري الذي يزور حاليا تونس. وأوضحت أن الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة، هي اتفاقية للتعاون في المجال الشبابي، وثانية للتعاون في مجال التكوين المهني، وثالثة تهم توحيد قواعد ترخيص واستيراد الأدوية واللقاحات البيطرية، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم للتعاون في المجال التلفزيوني، وأخرى للتعاون في المجال الإذاعي. كما تم خلال هذه الدورة التوقيع على بروتوكولين للتعاون الأول يهم الشؤون الدينية، والثاني مجال الأرشيف، إلى جانب التوقيع على6 برامج تنفيذية تتعلق بتعزيز التعاون في مجالات النهوض بالمرأة والأسرة والطفولة والبيئة والرياضة. وكان رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي ونظيره السوري محمد ناجي عطري قد أشرفا على الجلسة الختامية لأعمال الدورة التاسعة للجنة المشتركة العليا التونسية-السورية، حيث أكدا حرصا مشتركا على تعزيز التعاون بين بلديهما في مختلف المجالات. (المصدر: وكالة يونايتد برس انترناشيوال (يو بي أي) بتاريخ 21 ماي 2008)
تونس مطمورة المغرب العربي
بمناسبة اليوم الوطني للفلاحة، وزعت الجامعة العامة للفلاحة (التابعة للإتحاد العام التونسي للشغل – التحرير) بيانا جاء فيه: قديما عرفت تونس بمطمورة روما وجغرافيا بالبلاد الفلاحية وكانت مطمعا للغزات لنهب خيراتها وانتاجها الفلاحي. أما اليوم فبوسعنا ان تصبح تونس مطمورة المغرب العربي فالسواعد موجودة والخبرات متنوعة وحتى الامكانيات المادية يمكن توفيرها ويبقى فقط القرار السياسي الجريء. ان المكتب التنفيذي للجامعة العامة للفلاحة بالاتحاد العام التونسي للشغل وبمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للفلاحة يتقدم بأحر التهاني الى كل الاسرة الفلاحية ويتمنى لهم مزيدا من الازدهار والرفاهة ويدعو كل الساهرين على قطاع الفلاحة الى توحيد الجهود والعمل لرفع شأن فلاحتنا ورد الاعتبار الى العاملين فيها، فلا يمكن ان تكون الفلاحة ذات معنى وجدوى والآجر الادنى الفلاحي اقل من الاجر الادنى الصناعي والتمييز المجحف في أنظمة التغطية الاجتماعية حيث تقلل من الحقوق بنظام الفلاحي المتميز. فبمراجعة بعض التشريعات التي تقلل من شأن العامل في الفلاحة سيعود الشباب لمعانقة الارض وحب العمل الفلاحي حيث يتوفر التشغيل ويعود الفلاح للتمسك بأرضه ويتقلص النزوح ويصبح لشعار «من كد وجد ومن زرع حصد» ألف معنى. اما الامكانيات المادية فأمرها هين فكما تم تشجيع صناعتنا حتى اشتد عودها وصمدت امام اعاصير العولمة والشراكة وتم تشجيع سياحتنا لتصبح اليوم جزءا من اقتصادنا، فبنفس الاجراءات والقرارات يمكن اليوم دعم فلاحتنا والعاملين فيها فمن الضروري: ـ ان يكون نصف انتاجنا من الحبوب مرويّا ـ مراجعة قانون الاستثمار الفلاحي ـ سن عقد اطاري مشترك للعاملين بشركات الاستثمار الفلاحي ـ تشغيل المتخرجين من المدارس الفلاحية ـ المحافظة ودعم المؤسسات الفلاحية العمومية ـ الاعتناء بالبحوث الفلاحية هكذا سنحقق اكتفاءنا الذاتي من الحبوب وسنؤمن قوتنا وقوت جزء كبير من مغربنا العربي في اوقات وجيزة جدا وتصبح تونس مطمورة المغرب العربي. (المصدر: جريدة “الشعب” (أسبوعية نقابية – تونس) الصادرة يوم 17 ماي 2008
اسثمارات قطاع الزراعة والصيد البحري في تونس
تونس في 20 مايو / قنا / ارتفعت قيمة استثمارات قطاع الزراعة والصيد البحري في تونس خلال الشهور الثلاثة الاولى من العام الحالي الى ما قيمته 5ر42 مليون دينار تونسي / نحو 36 مليون دولار امريكي / مقابل 3ر32 مليون دينار خلال نفس الفترة من العام الماضي مسجلة نموا بنسبة 31 بالمائة0 وستمكن هذه الاستثمارات التي ساهمت تحويلات المغتربين التونسيين فيها بمبلغ 05ر2 مليون دينار مقابل 326ر0 مليون دينار ـ من توفير 800 فرصة عمل قار مقابل 684 فرصة خلال الشهور الثلاثة الاولى من عام 2007 0 وتشير تقارير الوكالة التونسية للنهوض بالاستثمار الفلاحي الى ان المعدل السنوي للاستثمارات في هذا القطاع ارتفعت من ما قيمته 167 مليون دينار خلال خطة التنمية الخماسية الثامنة الى ما قيمته 270 مليون دينار في خطة التنمية الخماسية العاشرة / 2002 ـ 2006 / 0 واضاف المصدر نفسه ان جانبا من هذه الاستثمارات موجهة للمشاريع التصديرية لا سيما قطاعات انتاج الزهوروالنباتات الطبية والعطرية واستخراج الزيوت العطرية ومستخلصات النباتات الطبية وانتاج المواد الغذائية البيولوجية وتربية الحلزون والاحياء المائية0
(المصدر: وكالة الأنباء القطرية (قنا) بتاريخ 20 ماي 2008)
طاولة مستديرة لسينمائيات الجنوب برئاسة التونسية مفيدة تلاتلي
بقلم هدى ابراهيم كان (فرنسا) 21-5-2008 (ا ف ب) – تتراس المخرجة التونسية مفيدة تلاتلي تظاهرة “مسارات نسائية” في مهرجان كان التي افتتحت الثلاثاء بطاولة مستديرة دعيت اليها اكثر من 20 مخرجة او ممثلة او منتجة من العالم العربي وافريقيا خصوصا. ومن ابرز المشاركات العربيات في هذه التظاهرة التي يجري خلالها عرض وتوزيع عدد كبير من افلام الجنوب اضافة الى مفيدة تلاتلي المخرجتان اللبنانية نادين لبكي والسودانية تغريد السنهوري والمنتجة المصرية ماريان خوري. وكان ينتظر حضور العراقية عواطف نعيم لكنها ولصعوبة الانتقال لم تتمكن من الوصول الى كان للمشاركة في فعاليات هذه التظاهرة التي تتضمن ثلاث طاولات مستديرة وتختتم نقاشاتها الخميس بعرض فيلم “على حدود الفجر” للمخرج الفرنسي تييري غاريل المشارك في المسابقة الرسمية. وتنظم الاربعاء طاولة مستديرة حول “السينما والالتزام لدى امرأة الجنوب” بحضور عدد من العاملين في المهنة من البلدان العربية والافريقية خصوصا. وكانت الطاولة المستديرة الاولى عقدت بعد ظهر الثلاثاء وشاركت فيها مفيدة تلاتلي ونادين لبكي من لبنان وانغريد سينكلير من زيمبابوي حيث تكلمت كل منهن عن تجربتها ومسارها في العمل السينمائي. وقالت مفيدة تلاتلي في مداخلتها ان كل واحدة من المخرجات العربيات فرضت نفسها على طريقتها وكافحت ضد الافكار المسبقة وضد خوفها الشخصي اما فيما يخصها شخصيا فقالت “كانت معركة كبيرة وكان كل شيء ضدي”. وذكرت تلاتلي بانها جاءت في الاساس من اسرة متواضعة وانها حصلت عل منحة لدراسة السينما في فرنسا وانها لم تقل ابدا لا للعمل حتى للافلام القصيرة مؤكدة ان الاخراج “جاء كحادث عرضي” في حياتها حين مرضت والدتها واضطرت لملازمتها وتركت العمل. واوضحت انها في هذه الفترة بدات في طرح تساؤلات حول العائلة وحياة امها خاصة حين كانت تجلس لفترات طويلة بجانبها قرب البحر الى ان اشترت يوما قلما وورقة وشرعت في الاجابة عن كل تلك الاسئلة التي كانت هربت منها في صباها. وشددت تلاتلي على ان الجيل الجديد من المخرجات العربيات اكثر جرأة على مواجهة نظرة المجتمع اليه وعلى كتابة نظرته السينمائية وطرح قضاياه. من ناحيتها تحدثت نادين لبكي عن تجربتها مشيرة الى انها كانت منذ طفولتها ونظرا لعدم استطاعتها الخروج من المنزل بسبب الحرب في لبنان تشاهد التلفزيون والافلام المصرية كثيرا لتعرف باكرا جدا انها تريد العمل في مجال الصورة. واشارت نادين مجددا الى ان العمل في الكليبات والافلام الدعائية ساعدها كثيرا لانها تمكنت من اختبار كل شيء في هذا المجال الى ان جاء وقت احست فيه انها تريد شيئا آخر من الصورة. نادين لبكي ارادت ان تتكلم عن المراة الحديثة في بيروت اليوم وعن تناقضاتها فهي تظل ممزقة بين الحداثة وبين التقاليد وليست حرة تماما “لم اكن اعرف من انا وما اريد قوله في الحياة ولم اكن اعيش حريتي الى النهاية”. وادلى عدد من نساء الجنوب من مختلف البلدان العربية والافريقية بشهادات عن تجاربهن في الطاولة المستديرة التي استغرقت ساعة ونصف. وكان فيلم “صمت القصور” الشريط الذي كشف مفيدة تلاتلي قدم في تظاهرة 15 يوما للمخرجين عام 1994 فيما قدم فيلم “سكر بنات” لنادين لبكي العام الماضي. وتختتم الطاولات المتسديرة التي تنظم في اطار فعاليات “سينمات الجنوب” الخميس بطاولة مستديرة حول “المواهب الافريقية الشابة” وتتناول خصوصا الافلام القصيرة بحضور صانعيها. (المصدر: وكالة فرنس برس (أ ف ب) بتاريخ 21 ماي 2008)
الفنان الفاضل الجزيري: ماذا بعد شريط «ثلاثون»؟
تونس ـ الصباح: ربما يكون الفنان الفاضل الجزيري قد انتهى ـ او يكاد ـ من وضع اللمسات الأخيرة لشريطه السينمائي «ثلاثون» الذي اعتبر بأنه الشريط الاضخم في تاريخ السينما التونسية.. فالميزانية تجاوزت تقريبا قيمتها الخمسة مليارات بالمليم التونسي.. والمشاركون بين ممثلين وتفنيين وكومبارس يعدون بالآلاف.. هذا فضلا عن «طبيعة» الديكور والأمكنة والملابس والمناظر التي ستكون جميعها مستوحاة من اجواء تونس في فترة الثلاثينات من القرن المنقضي (القرن العشرين). شريط العمر! الفنان الفاضل الجزيري مخرج شريط «ثلاثون» وعلى الرغم من رصيده الوافر والنوعي في مجال العروض الفرجوية بين مسرحية وفنية وعلى الرغم مما تحقق له من نجومية سواء بصفته ممثلا مسرحيا أو مخرجا وصانعا لعروض فنية فرجوية («النوبة» و«الحضرة») ـ على سبيل الذكر لا الحصر ـ فانه لا يتردد في القول بان شريط «ثلاثون» هذا الذي لا يزال يشتغل عليه وربما يكون قد انتهى من وضع لمساته الاخيرة يمثل بالنسبة اليه «حلم العمر»! هذا الكلام سبق للفنان الفاضل الجزيري ان صرح به لـ«الصباح» بل انه ذهب اكثر من ذلك عندما قال بان كل اعماله ومساهماته المسرحية في اطار مجموعة «المسرح الجديد» بمعية الفاضل الجعايبي وجليلة بكار ومحمد ادريس.. لم تكن في الواقع الا «عملية تمويه! فأنا كنت دائما احلم ـ والكلام للفاضل الجزيري ـ بان احوّل وجهي نحو السينما.. والواقع أن المتأمل في مسيرة الفنان الفاضل الجزيري لا بد ان تستوقفه ـ ايضا ـ تلك «المحطة» السينمائية التي تعكسها المشاركات المختلفة لهذا الفنان في بعض الاعمال السينمائية شأنه في ذلك شأن بعض زملائه فيما كان يعرف بمجموعة المسرح الجديد مثل الفاضل الجعايبي وجليلة بكار.. فهؤلاء بدوْا حريصين حتى وهم يتعاطون فن المسرح على البرهنة على أنهم شغوفون بالسينما وذلك من خلال تحويل عدد من انتاجاتهم المسرحية مثل «العرس» و«عرب» الى افلام سينمائية.. غير ان اللافت في مسيرة الفنان الفاضل الجزيري بالذات انه الوحيد من بين زملائه في مجموعة «المسرح الجديد» الذي قرر أن يتوقف نهائيا عن النشاط المسرحي وان يحول وجهته نحو الأعمال الفنية الفرجوية التي تنهل من التراث.. فكانت عروض «النوبة» و«الحضرة» و«زغندة وعزوز» وغيرها وصولا الى «الزازا» وذلك قبل أن يطلع على الساحة الثقافية بـ«حكاية» شريطه السينمائي «ثلاثون» بوصفه التجربة الشخصية الاولى بالنسبة له ـ لا فقط ـ في الاخراج السينمائي وانما ايضا في متابة القصة والسيناريو.. فسيناريو شريط «ثلاثون» هو من كتبه بالتعاون مع الكاتبة عروسية النالوتي.. تاريخ.. أم جغرافيا ؟! الذين جلسوا للفنان الفاضل الجزيري، وتحدّثوا اليه وحاوروه حول شريطه «ثلاثون» لما كان بصدد التحضير له ـ وكاتب هذه السطور احدهم ـ لاحظوا خاصة ذلك الحماس الكبير لهذا الفنان والرغبة القصوى التي تحدوه ـ لا فقط ـ في ان ينجز شريطه السينمائي هذا بل وفي ان يكون موضوع الشريط هو فترة ورموز واجواء مرحلة ثلاثينات القرن المنقضي من تاريخ تونس وهي فترة شهدت بروز شخصيات وطنية سياسية وفكرية واصلاحية كان لها تأثيرها الكبير في توجيه مسار الحراك الاجتماعي والسياسي في بلادنا مثل الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة والطاهر الحداد والشاعر ابو القاسم الشابي وعبد العزيز الثعالبي. الفنان الفاضل الجعايبي بدا في رأينا متحمسا لهذه الفترة من تاريخ تونس ورموزها لا من منطلق تأريخي فحسب بل ايضا من منطلق جغرافي ـ ان صح التعبير ـ فهو يتحدّْث بحماس وحب عن هؤلاء الرموز بوصفهم شخصيات وطنية تحيل من بين ما تحيل على حيز جغرافي وطني حميمي اسمه تونس او حاضرة تونس في ثلاثينيات القرن المنقضي بأرباضها وزيتونتها واجوائها.. على أن السؤال الذي يبقى مطروحا وذلك في انتظار خروج شريط «ثلاثون» للقاعات هو ذاك الذي مفاده: الآن وقد تحقق حلم الفاضل الجزيري في أن يتحول بالفعل الى مخرج سينمائي فهل تراه سيواصل على هذا الاختيار أم انه ـ وكما فعل من قبل ـ سيفاجئ الساحة الثقافية بتوجه اخر جديد في مسيرته الفنية والابداعية.. توجه لا علاقة له ـ ربما ـ بالسينما ـ لا من قريب ولا من بعيد ـ؟! محسن الزغلامي (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 21 ماي 2008)
افتتاح الدورة الاولى للمهرجان الوطنى للمقروض بالقيروان
القيروان 20 ماى 2008 (وات) افتتحت يوم الثلاثاء بالقيروان الدورة الاولى للمهرجان الوطنى للمقروض الذى ينظمه الاتحاد الجهوى للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بالتعاون مع الديوان الوطنى للصناعات التقليدية. واشرف السيد خليل العجيمى وزير السياحة على فعاليات هذا المهرجان حيث طاف بمختلف اروقة سوق المقروض التي اقيمت للغرض وتضمنت خيام للتذوق المجانى للمقروض بجميع أصنافه وعرض كل مكوناته ومواد تصنيعه0 كما تم عرض عدد من أعمال الحرفيين وطلبة المعهد العالى للفنون والحرف فى مجال لف وتعليب المقروض0 وتخللت هذه التظاهرة الاحتفالية مسابقة /اكبر اكول للمقروض/ شارك فيها السياح الوافدون على المدينة . كما تم اعداد أكبر قطعة مقروض فى العالم بلغ طولها 5ر2 مترا وعرضها 95 سنتم واستوجب تحضيرها 30 كلغ من الفرينة و18 كلغ زبدة و25 كلغ لوز و21 كلغ سميد و23 كلغ عسل. واكد السيد خليل العجيمي خلال ندوة فكرية انتظمت على هامش المهرجان تحت شعار /المقروض أصالة عراقة وتنمية/ ان المهرجان يعد فرصة لتنمية الحركة الاقتصادية بالجهة ودافعا لمزيد التعريف بالخصوصيات التراثية والمخزون التاريخى لمدينة القيروان. وثمن مبادرة تسجيل مقروض القيروان طبقا للقانون المتعلق بتسميات المنشأ والموءشرات الجغرافية وبيانات المصدر لمنتجات الصناعات التقليدية التي من شانها حماية المنتوج وتاطير القطاع واخضاعه لقواعد الجودة . وبين ان اجراء مسح الناشطين فى القطاع وانتخاب مجلس حرفة وامين للقطاع وتكوين غرفة نقابية جهوية لصانعى المقروض سيمكن من مزيد التعريف بهذه الحلويات وطنيا وعالميا . وتخللت الندوة مداخلات ابرزت بالخصوص الامتيازات والحوافز التى يقدمها الديوان الوطنى للصناعات التقليدية لحرفيى صناعة المقروض والرامية الى تنمية هذا القطاع والنهوض بتصدير هذا المنتوج الوطنى الاصيل . كما ابرزت المداخلات القيمة الغذائية للمقروض الذى تخلو مكوناته من اى مواد كيميائية. وكان للسيد خليل العجيمى زيارات ميدانية اطلع خلالها على مكونات مشروع تهيئة ساحة الشهداء والشارع الثقافى بكلفة تقدر ب960 الف دينار ويساهم في تمويله صندوق تنمية المناطق السياحية بقيمة 550 الف دينار. واطلع الوزير على معالم المسلك السياحى الثقافى الذى يمر عبر المدينة العتيقة مطلعا على مشروع اعادة تأهيل بطحاء الجرابة وتهذيبها باعتبار القيمة التاريخية لهذا الفضاء الذى كان يقوم بدور المركز التجارى ويحتوى اليوم على دكاكين النساجين وغازلى الصوف والصباغين. كما زار المركز التنشيطى السياحى الذى تم بعثه للتعريف بتاريخ ومعالم مدينة القيروان بواسطة الوسائل الحديثة للاتصال وبعشر لغات مختلفة. (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 20 ماي 2008)
الأجندة الدولية تحولت من “دعم الديمقراطية” إلى “تعزيز الاستقرار والتجارة”
صلاح الدين الجورشي – تونس تتوالى المؤشّـرات منذ عدة أشهر حول تراجُـع الإدارة الأمريكية والحكومات الغربية عن أجندتها السابقة، بإعطاء الأولوية من جديد لقضايا الأمن والتجارة. وبالتالي، دعم الأنظمة العربية وتجنّـب إحراجها، بقطع النظر عن ملفّ حقوق الإنسان والديمقراطية الذي تضعه المعارضات والحركات الديمقراطية في مقدمة أولوياتها، وما حدث في أعقاب زيارة ساركوزي إلى تونس، ليس استثناءً، بقدر ما جاء ليؤكِّـد هذا التوجّـه. عندما أعلن الرئيس جورج بوش عن عزم إدارته مُـمارسة الضّـغط على الأنظمة العربية لتفسَـح المجال أمام تحقيق إصلاحات ديمقراطية، وذلك ضِـمن ما سُـمي بمشروع الشرق الأوسط الكبير، الذي عدّلته فيما بعد مجموعة الدول الثمانية، انقسمت النُّـخب العربية إلى اتّـجاهين، أغلبية رفضت هذا التوجّـه الجديد الذي سلكته السياسة الخارجية الأمريكية تُـجاه المنطقة بسبب تداعِـيات أحداث 11 سبتمبر، واعتبرت هذه الأغلبية أن ذلك هو مُـحاولة لفرض وِصاية إمبريالية مُـباشرة على المِـنطقة، مؤكِّـدة على أن الديمقراطية يجِـب أن تكون تعبيرا داخليا مستقلا. وفي المقابل، دعت أقلية من النّـخب العربية إلى محاولة الاستفادة من هذه الضغوط الخارجية على الأنظمة العربية، عسى أن يُـساعد ذلك على التخفيف من حجم القمع والتسلط، وبالتالي، فسح المجال أمام القِـوى الديمقراطية حتى تنتعِـش وتتمكّـن من إعادة ترتيب أوضاعها واحتلال مواقِـع فاعلة في المعادلات السياسية المحلية. تدهور في 10 دول عربية في (كييف) العاصمة الأوكرانية، عقدت “الحركة العالمية من أجل الديمقراطية” في شهر أبريل الماضي مؤتمرها الخامس، بحضور حوالي 500 من النشطاء السياسيين ومنظمات المجتمع المدني، قدِموا من أكثر من 100 دولة، مُـعظمهم من دول الجنوب، التي تواجه صعوبات الانتقال الديمقراطي أو أنها لا تزال خاضعة لنظام الحزب الواحد أو الأنظمة المُـهيمنة بالكامل على الدولة والمجتمع. وإذ تعدّدت الاهتِـمامات والمسائل ضِـمن برنامج واسع ومتنوّع، إلا أن مسألتين دار حولهما جدل حيوي داخل بعض الورشات أو في الكواليس، أولهما يتعلّـق بتعدّد المخاطر والعوائق التي تُـواجهها المجتمعات المدنية في كثير من دُول العالم، حتى بدا للبعض بأنه كلّما زاد الحديث عن اعتبار منظمات المجتمع المدني شريكا في التّـنمية وصناعة القرار، إلا وجاءت ممارسات الحكومات مناقضة لذلك. “الدفاع عن المجتمع المدني: التقرير الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا / رؤى قادة المجتمع المدني”، هو عنوان الوثيقة التي أصدرتها “الحركة العالمية من أجل الديمقراطية” بمناسبة انعقاد هذا المؤتمر، وذلك بالتعاون مع “المركز الدولي لقوانين الجمعيات”، وقد سبقت عملية إصدار التقرير، القِـيام بسلسلة من المُـشاورات تمّـت في عديد من المناطق الإقليمية في العالم، بما في ذلك المنطقة العربية، حيث نظّـم لقاء بالدار البيضاء شارك فيه عدد من النشطاء والخبراء العرب. وتوقف التقرير عند دراسة عشر دُول عربية هي “السعودية واليمن وتونس والعراق والمغرب والبحرين ومصر وإيران وفلسطين والأردن”، واعتبر التقرير أن القاسِـم المُـشترك بين هذه الدول هو “الوضع السيئ للحقوق السياسية والمدنية” فيها. ولاحظ التقرير، أن أوضاع المنظمات غير الحكومية في هذه الدول متفاوتة، لكن جميعها تُـواجه عوائق قانونية، وأخرى تتعلّـق بالتمويل، كما توضع في طريقها صعوبات للحيلُـولة دون تواصلها مع المنظمات الدولية، وتتّـهم من قِـبل الحكومات بكونها تنفِّـذ أجندة خارجية وأنها تهدِّد الأمن العام. كما استعرض أصحاب التقرير، العوائق العملية التي تُـواجهها هذه المنظمات، مثل المراقبة الأمنية ومنع نشاطاتها وعدم نشر بياناتها وأدبياتها بوسائل الإعلام المحلية. حركية وتنازلات أما المسألة الثانية، التي لفتت اهتمام عديد المراقبين والخُـبراء الذين حضروا فعاليات هذا المؤتمر، فهي تخصّ المأزق السياسي الرّاهن بمنطقة الشرق الأوسط، التي خصّصت لها ورشة مستقلة. وإذ تفاوتت أهمِـية المُـداخلات التي قدّمت، إلا أن العديد منها قام بتوصيف الحالة السياسية الرّاهنة بعد مرور أربع سنوات، عن الجدل الذي دار في المنطقة حول الإصلاح السياسي. وفي هذه الجلسة، وجِّـه نقدٌ شديدٌ للسياسة الأمريكية في المنطقة، التي تميَّـزت بالتَّـناقض وازدواجية الخِـطاب والممارسة، لكن قِـيل أيضا بأن المنطقة شهِـدت خلال هذه المرحلة حِـراكا سياسيا غير مسبوق، كما اضطرّت عديد الحكومات العربية إلى تقديم تنازلات لم تكُـن واردة في أجندتها، لولا الضُّـغوط التي مورست عليها من قِـبل الخارج. هذه الحركية والتّـنازلات وفّـرت مناخا جديدا وسمحتا بفرصة لاختبار القِـوى المتحرّكة على الساحات المحلية، وكانت النتيجة أن في مقدِّمة القِـوى التي استفادت من الديناميكية التي ولَّـدتها حالة التَّـجاذب بين الداخل والخارج، الحركات والأحزاب الإسلامية التي طفَـت بسرعة فوق السطح وهدّدت أحيانا موازين القوى، بل تمكَّـنت في الحالة الفلسطينية من أن تُـزيح القِـيادة التقليدية ممثلة في حركة فتح، وتغامر بتشكيل حكومة بشكل منفرد. وبالرغم من الانتِـعاشة النِّـسبية التي شهدتها أوساط الحركات السياسية العلمانية، إلا أن تأثيرها بقِـي محدودا، ولم تتمكَّـن من تجاوُز عوائِـقها الذاتية، كما كشف هذا الاختبار الظرفي والجُـزئي عن حجم الهشاشة التي تُـعاني منها أنظِـمة عربية عديدة، وعدم قدرتها على ضمان استمراريتها في أجواء تعتمِـد على إطلاق الحريات وتوسيع دائرة المشاركة الشعبية. ولعل المثال المصري قد شكَّـل المِـثال الأكثر دلالة على ذلك، حيث كان الرئيس مبارك صريحا جدّا عندما واجه الأمريكيين – من قبل إجراء الانتخابات البرلمانية التي شهدتها مصر – بالقول بأن البديل الذي ستقود إليه سياستهم، هو وصول الإسلاميين إلى الحُـكم في سبع دُول عربية، وطبعا من ضمنها مصر. التخلي بصمت عن “دمقرطة العالم العربي” هذه النتائج الأولية التي تمثَّـلت في صُـعود حماس، إلى جانب القُـدرات التعبوية التي أبرزها الإخوان خلال الانتخابات التشريعية في مصر، وظهور “حزب العدالة والتنمية” في المغرب كقوة سياسية رئيسية، إلى جانب المشهد العراقي واللُّـبناني والأردني والبحريني والكويتي، كل هذه العيِّـنات كانت كافية لتجعل الرئيس بوش ومعظم المُـحيطين به يصغَـوْن جيِّـدا للحلفاء الإسرائيليين، الذين كانوا منذ البداية رافضين بوضوح ممارسة أي ضغط على الأنظمة العربية لدفعها نحو الإصلاح السياسي. كان هؤلاء الحلفاء، وفي مقدمتهم (شمعون) بيريز، يعتقدون بأن الديمقراطية في العالم العربي لن تخدِم سوى “قوى التطرف”، وهو ما عبَّـر عنه الرئيس الفرنسي ساركوزي بصيغة أخرى، عندما حذّر من “وصول طالِـبان إلى رأس السلطة في دول المغرب العربي”.. ولم يتوقَّـف الحديث عن ضرورة مُـراجعة الموقف الأمريكي من مسألة دعم الديمقراطية في المنطقة العربية عند حدود الدوائر الرسمية، بل انتقل النِّـقاش إلى مراكز البحث الإستراتيجي. فالتقرير الأخير الذي أصدره “مركز كارنيغي للشرق الأوسط” – وهو مركز معروف بتحمُّـسه للديمقراطية، كشَـف موقفا مخالفا، حين اعتبر أن “مصالح أمريكا في الشرق الأوسط تتعارض مع القِـيم الأمريكية على المستوى المنظور، وذلك لأن مصالح أمريكا الأساسية في المنطقة متضاربة”، وفي مقدمة هذه المصالح، الحفاظ على أمن إسرائيل وتأمين تدفُّـق نفط الشرق الأوسط، وهما هدفان يتعارضان، حسب أصحاب التقرير مع “مساعي أمريكا لنشر الديمقراطية في المنطقة”، وبالتالي، فالمفترض أن تتعاون أمريكا مــع “قوى الاستقرار في المنطقة، وهي الدول الكبيرة الحليفة لها، وعلى رأسها مصـر والسعوديــة”، إلى جانب التعاون مع “أحزاب عِـلمانية ليبرالية في الشرق الأوسط”، حيث لا تميل أمريكا نحو “التعامل مع الإسلاميين، وهم القوى الرئيسية الموجودة بين الجماهير العربية”. وبناء عليه، ينتهي التقرير إلى التَّـأكيد على أنه يجب على الولايات المتحدة “أن تنظر إلى مشروعِـها لنشر الديمقراطية كمشروع يطبَّـق على المدى البعيد”. في ضوء تلك النتائج، بدأت إدارة الرئيس بوش، ومن قَـبلها بقية الحكومات الغربية، خاصة في ظل صعود اليمين في معظم الدول الأوروبية، تتخلَّـى بِـصمْـت عن أجندة “دمقرطة العالم العربي”، وهو ما التقطته حكومات المِـنطقة بشكل سريع، لتبدأ عملية استعادة ضبط الأمور من جديد، وذلك باسترجاع ما تمّ التنازل عنه اضطرارا، وفي هذا السياق، يُـمكن فهم ما يجري على أكثر من صعيد، وفي أكثر من بلد. “ديمقراطية نادي المعتدلين” من جهة أخرى، يعتقِـد البعض بأنه من التسرّع القول بأن الإدارة الأمريكية الحالية أو خاصة القادمة (في حالة فوز “أوباما”)، ستتخلى عن المطالبة باحترام الحريات الديمقراطية في العالم العربي، لكن حول الإشكال المطروح عن “أي ديمقراطية” يجري الحديث. فالأصوات التي ارتفعت مؤخَّـرا، تتحدّث عن ديمقراطية مشروطة ومضمونة النتائج أو حسب تعبير وزيرة الخارجية الإسرائيلية “ديمقراطية نادي المعتدلين”، أي كلّ ما من شأنه أن يهدّد هذا النادي المزعوم، يجب التصدّي له والقضاء عليه. في مقابل ذلك، يجد الديمقراطيون العرب أنفسهم في مأزق هو أقرب إلى التراجيديا، هم غير قادرين، وفق أوضاعهم الرّاهنة، على تغيير المعادلات لصالحهم، والأنظمة لن تسمَـح لهم بتجاوُز ما تعتبِـره الخطوط الحمراء الضّـامنة للاستمرارية، كما أنهم لم يتَّـفقوا على استراتيجيا موحَّـدة لتوظيف العامِـل الخارجي لصالح نِـضالهم من أجل الإصلاح السياسي، خلافا للأنظمة التي استفادت من كلّ التَّـناقضات ووفَّـرت كل الضَّـمانات لحماية استقرارها وتمتُّـعها بجميع أشكال الدّعم الدولي. وفي انتظار أن تهبّ ريح جديدة “مواتية”، يتولَّـى الواقع الموضوعي، توفير كلّ الشروط المساعدة على إخراج “التَّـنين” من مِـصباح علاء الدين. (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 21 ماي 2008)
أبجدية الفتنة عند العرب
د. أحمد القديدي (*) كان يوم الخامس عشر من مايو تأكيدا ليقين زادته الأيام توطيدا وهو أن أعداء العرب والمسلمين اختاروا ملعب الفتنة ليضطهدونا و يغتصبوا حقوقنا ويضعونا خارج التاريخ. ويكفي أن نفكك استراتيجية المستقبل التي حددها الرئيس جورج بوش في خطابه أمام الكنيست لنتأكد أن أبرز عنصر في هذه الاستراتيجية هو تعميق الفتنة العربية الاسلامية، مما يخدم أو تعتقد الادارة الأمريكية الراهنة أنه يخدم مصالح دولة اسرائيل في ذكرى نشأتها الستين. فالرئيس بوش يدرك تمام الادراك أنه سيغادر البيت الأبيض و معه سيغادر المتطرفون من المحافظين الجدد سدة القرار الأمريكي، و لهذا السبب يأتي السباق المحموم مع الزمن، حيث جاء الخطاب كما وصفه شيمون بيريز “انجيليا” بدون أي مساحيق. فالطائفية التي تمزق الدين المسيحي التي يعتنقها رسميا الاسرائيليون غائبة تماما في رؤية الرئيس الأمريكي وهي في الواقع الأقوى والأشد ضراوة، في حين أن طائفية المسلمين نتيجة للقهر واغتصاب الحقوق! فالفتنة العربية الاسلامية قائمة لا شك فيها لكنها تبقى ردة فعل المستضعف أمام طاغوت المستكبر، ونحن نشاهد الذي يجري في لبنان من تناحر سياسي يلبس كسوة الطائفية (نأمل أن توفق مفاوضات الدوحة لانهائه) والذي يحدث في العراق من تقسيم قسري للوطن على أساس خدمة المصالح الاسرائيلية والغربية المتطرفة ثم يزين بعباءة الطائفية، والذي يهدد فلسطين من فتنة بين حماس وعباس، والذي يخطط في العلن لسوريا وايران من عزل نادى به ودعا اليه الرئيس الأمريكي يوم 15 مايو في عاصفة من التهليل والتصفيق أمام الكنيست. ويجب ألا ننسى أن الاتحاد الأوروبي بسبب انعراج فرنسا نحو الخط الأطلسي ربما ينخرط في عدوان عسكري اقليمي ضد ايران وسوريا وفلسطين ولبنان تحت ستار اخماد لهيب الطوائف، بينما سلاح التطرف العنصري الاسرائيلي والغربي هو تغذية الفتنة الطائفية لا اخمادها. وهنا يتجلى الأنموذج العراقي واضحا ساطعا كالشمس حيث جاء الاحتلال الأمريكي للعراق مؤذنا باطلاق الوحش الطائفي من عقاله والشروع الفعلي في تقسيم العراق الى كنتونات طائفية يمكن التعامل معها كل على انفراد. والذي يرتب له من الخارج في بلدان عربية عديدة من تعلات حماية الأقليات المسيحية، يندرج أيضا في هذه الاستراتيجية الشاملة التي يمكن أن نسميها بالأبجدية العربية للفتنة. ولا نملك سوى الاقرار بأن العرب، كل العرب يقعون في خريطة العواصف العاتية القادمة وهي خريطة طريق استعادة الأمبريالية الاستخرابية العظمى التي لم تهضم بعد رياح التغيير والتحرير التي هبت على العالم الاسلامي منذ نهضته في القرن العشرين على أيدي الآباء المصلحين المؤسسين ومنذ استرجاع الشعوب المسلمة مقاليد مصائرها بعد حركات مقاومة و ممانعة أعادت الروح للجسد المنهك منذ الغاء الخلافة الاسلامية و بدأ المسلمون يتبوأون منزلتهم الرفيعة في العالم. والغريب أن استراتيجية أبجدية الفتنة تعمل على طمس الحقائق التاريخية بالتزييف، حيث لم يعد هناك حق فلسطيني حتى لو اعترف به القانون الدولي، وحيث إن الرئيس الأمريكي ضرب بكل المواثيق والقرارات الأممية عرض حائط المبكى حين أعلن أن الشرق الأوسط الجديد ستقوده اسرائيل الديمقراطية نحو المستقبل خلال الستين سنة القادمة وانه يتوقع محو حزب الله وحماس والقاعدة وايران من هذه الخريطة (لا حظوا الخلط المقصود بين العناصر المختلفة المتباينة ووضعها في نفس السلة). وأنا أعجب من أمر أولئك الشباب العرب المغرورين الذين ينصحوننا عن حسن نية بعدم الانخراط في منطق توقع المؤامرات و الخوف من الغرب، وهم معذورون بسلامة الطوية لأنهم ولدوا ونشأوا في دول مستقلة، بينما نحن ولدنا ونشأنا في شعوب تخضع لنير الاستعمار وطالما شهدنا ونحن أطفال عسف المستوطن الفرنسي الاقطاعي وظلم الضابط الفرنسي المتعجرف ضد أهلنا في تونس والجزائر والمغرب، وتربينا على الربط الجدلي بين مقاومة الغرب كاستبداد سياسي واستلاب ثقافي وتشويه فكري وتحريف لغوي وبين اعادة الاعتبار للهوية العربية المسلمة كأداة ضرورية للبقاء. ثم ان هؤلاء الشباب لم يقرأوا في أغلب الاحتمالات كيف كانت صحيفة (لوكولون أي المستعمر) تنشر عام 1931 مقالات للعنصري الفرنسي (فكتور دوكارنيار) يقول فيها بالحرف: “اذا ما اعترض سبيلك عربي وحية فاترك الحية و اقتل العربي”. وعاش جيلي أيضا عهدا كنا نسمع فيه صباح مساء من وسائل اعلام الغرب الطاغي أن المقاوم الجزائري ارهابي وأن المناضل الفيتنامي ارهابي وحتى نيلسن منديلا ارهابي بل ومدرج في القائمة الأمريكية للارهاب ! والحبيب بورقيبة ارهابي (مجلة باري ماتش الباريسية يناير1952 ) والجنرال شارل ديجول ارهابي محكوم عليه بالاعدام عام 1940 في باريس ! هؤلاء الارهابيون صنعوا التاريخ ودار الزمن ليتحولوا الى أبطال، وتبين أن المؤامرات هي السير بعكس اتجاه التاريخ. هذه المعاني والقيم تعود الى أذهان جيلي حين نسمع خطاب الرئيس بوش يقسم العالم اليوم الى ارهابيين عرب ومسلمين والى خيرين اسرائيليين ! أي ان خط الامعان في السير ضد اتجاه التاريخ متواصل. (*) كاتب وسياسي من تونس (المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر) الصادرة يوم 21 ماي 2008)
الشيخ الحمدي رئيس مجلس الشورى بالمجلس الإسلامي بالدنمارك: أدعو أهل قطر لنصرة رسول الله بدعم بناء أكبر مركز حضاري إسلامي بكوبنهاجن
بتكلفة 15 مليون ريال ويضم مسجداً وقاعات وصالات ثقافية.. الشيخ الحمدي رئيس مجلس الشورى بالمجلس الإسلامي بالدنمارك: أدعو أهل قطر لنصرة رسول الله بدعم بناء أكبر مركز حضاري إسلامي بكوبنهاجن | تاريخ النشر:يوم الثلاثاء ,20 مايُو 2008 1:04 أ.م. أكثر من 2000 دنماركي دخلوا الإسلام بعد نشر الرسوم المسيئة 95% من الشعب الدنماركي مسالم وفئة قليلة محسوبة على اليمين المتطرف حاقدة على الإسلام هذه هي القصة الحقيقية لتداعيات أزمة الرسوم وكيف جعلها الله نصرة لنبيه ولدينه حوار ـ مساعد عبدالعظيم : دعا الشيخ عبدالحميد الحمدي رئيس مجلس الشوري بالمجلس الإسلامي بالدنماارك جميع اهل الخير بقطر لدعم بناء مسجد خير البرية الذي سيكون اكبر مركز حضاري إسلامي في الدنمارك.. يستهدف التعريف بخصائص الرسول صلى الله عليه وسلم والجوانب العظيمة في حياته مؤكدا في حوار لـ الشرق أن نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أوجب الواجبات وأهم أبواب النصرة التعريف به صلى الله عليه وسلم، حيث إن من قاموا بنشر الصور الكاريكاتورية لم يعرفوا الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يستطع المسلمون وفي ظل انتشار الإعلام والفضائيات أن يغيروا هذه الصورة، لهذا فان إنشاء هذا المشروع العظيم يهدف للتعريف بالجوانب المضيئة في حياة رسولنا صلى الله عليه وسلم. مشيراً الى ان من يريد ان يدعم المشروع يكون من خلال مؤسسة الشيخ عيد الخيرية. مؤكدا ان أزمة الرسوم عادت بالنفع على المسلمين بالدنمارك حيث اعتنق اكثر من 2000 دنماركي الاسلام بعد الازمة واصبح الشعب الدنماركي يبحث ويقرأ عن الاسلام كما كان للازمة ايضا ايجابيات أخرى هي وقف قرار منع المسلمات في الدنمارك من ارتداء الحجاب وذلك بعدم اقرار والغاء مشروع منع ارتداء الحجاب في الدنمارك.. وسمح لفتاة دنماركية محجبة بالظهور في برنامج تلفزيوني لمدة ستة شهور متواصلة. وقال إن نصرة رسول الله الحقيقية هي ان نساهم في بناء هذا المشروع الحضاري الذي سيكون منارة لنشر سيرة الرسول والدين الإسلامي والرد الحقيقي على كل من يريد الإساءة إلى خير البرية خاصة ان وزيرة الأديان في الدنمارك قالت في تصريحات لها ان المسلمين في الدنمارك في حاجة إلى هذا المشروع الحضاري وأعربت عن استغرابها من عدم قيام المسلمين في العالم بتنفيذ هذا المشروع.. في لسطور القادمة يقدم الشيخ عبدالحميد ملامح المشروع ويروي تداعيات قصة الرسوم وكيف جعلها الله نصرة للاسلام والمسلمين. في البداية يقول الشيخ عبدالحميد الحمدي رئيس مجلس الشوري بالمجلس الإسلامي بالدنمارك ان الوجود الإسلامي في الدنمارك يمثل ثقلا بشريا كبيرا حيث يصل تعداد المسلمين إلى مائتي ألف نسمة يسكن ربعهم ـ حوالي 50000 مسلم ـ في العاصمة كوبنهاجن وما حولها. وهناك العديد من المؤسسات والمراكز والجمعيات والاتحادات الإسلامية التي تقدم وتبذل جهوداً مشكورة من أجل خدمة قضية الإسلام والمسلمين في الدنمارك، ويعتبر المجلس الإسلامي الدنماركي ـ فرع الدنمارك لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا ـ إحدى هذه المؤسسات. وأضاف انه جاء في جولة الى قطر ضمن جولة في المنطقة من اجل دعم مشروع مسجد خير البرية بمدينة كوبنهاجن والذي يتضمن عددا من المصليات والمراكز والمؤسسات الإسلامية المتواجدة على امتداد الساحة الدنماركية تختلف في سعتها مابين كبير وصغير، كانت في السابق مصانع أو مساكن أو مستودعات حول فناؤها الداخلي ليأخذ شكل المسجد إلا أن شكلها الخارجي لا يوحي أبدا بذلك، ويفتقر معظمها إلى قواعد السلامة، والتهوية، ومصاف للسيارات، وأماكن للمحاضرات والندوات، إضافة إلى كونها مباني قديمة وبعضها متهالك.و غدت لاتكفي حاجة المسلمين المتزايدة للمساجد. وقال ان العاصمة الدنماركية ـ كوبنهاجن ـ من العواصم الأوروبية القليلة التي تفتقر إلى مركز حضاري إسلامي يضم في جنباته المسجد الجامع بالقبة والمنارة و قاعات رياضية وصالات ثقافية ومسابح،إضافة إلى «سوق إسلامي» بازار ومعرض، ويقوم بناؤه على أسس فن العمارة الإسلامية والدنماركية ليعكس نوعا من الانسجام والرونق، ويجتذب المارين من حوله للتعرف على الحضارة الإسلامية عن كثب. ويكون محط أنظار كل من يتطلعون إلى العيش بوئام جنبا إلى جنب لبناء مجتمع دنماركي قوي متماسك متعدد الثقافات ويؤمن بالحوار القائم على الإحترام المتبادل. وأضاف الشيخ عبدالحميد انه أصبحت الحاجة ملحة لهذا المشروع بعد أزمة الرسوم المتتالية، حيث لم نستطع أن نستقبل البعوث الإعلامية والسياسية القادمة من أوروبا والعالم للتعاطف والوقوف معنا في محنتنا، فوجود المسجد أمر ضروري ليكون لنا عنوانا واضحا ومعلما يليق بالديانة الإسلامية التي تعد الثانية في البلاد بعد المسيحية، وبإذن الله سيكون المظلة التي تجمع تحت خيمتها كل المسلمين بكل شرائحهم وتنوعاتهم. لذلك أخذ المجلس الإسلامي الدانماركي ـ ممثل تيار الوسطية والاعتدال في الدنمارك ـ هذا الأمر على عاتقه، وبدأ السعي لتحقيق هذا الحلم الكبير للمسلمين والذي طال انتظارهم له، ليكون منارة إشعاع حضاري إسلامي وجسرا حقيقيا للتواصل بين المسلمين وغير المسلمين في المجتمع الدانماركي. واستطاع أن يحصل على موافقة بلدية العاصمة كوبنهاجن على ذلك، وتم فرز اثنتي عشرة قطعة أرض لهذا الغرض على أن يسعى المسلمون لاختيار واحدة منها والتفاوض مع مالكيها فيما يتعلق بموضوع الشراء. وبعد بحث وتمحيص دقيق قام به المجلس الإسلامي ا تبين أن ثلاث أراض تصلح لهذا المشروع. إحدى هذه الأراضي باهظة الثمن وتم بالتالي إسقاطها من الخيارات المتاحة والثانية بعيدة عن التجمعات السكنية للمسلمين وعليه فالخيار المتبقي هو أرض النوربو القريبة من المسلمين، وأخيرا صدر كتيب عن بلدية العاصمة، تحدث عن المشاريع المستقبلية للعاصمة، وأفرد فصلا كاملا عن مشروع المسجد، والآن التفاوض جار على تقليص الثمن، وبإذن خلال هذا العام نكمل شراء الأرض. وقال إن المسلمين في الدنمارك في أمس الحاجة لهذا المشروع العظيم الذي سيخدم قضية الإسلام والمسلمين،ويكون منبرا للذود عن الإسلام ونبيه عليه الصلاة والسلام، ويبقى وقفا للأجيال المسلمة، وصدقة جارية للمحسنين ولهذا فإنني أتوجه بنداء لأهل قطر حكومة وشعبا التي دائما لها اياد بيضاء في دعم أعمال الخير في جميع بقاع العالم ولهذا فانه يحدونا الأمل أن نرقى إلى دعم وتأييد أياديكم البيضاء الممتدة إلى أنحاء الدنيا في بناء بيوت الله وعمارتها حيث ان ما تم تجميعه حتى الآن حوالي 500 الف دولار والمبلغ المتبقي تقريبا 14 مليون دولار ونصف مليون لانجاز المشروع. وحول تداعيات ازمة الرسوم قال الشيخ عبد الحميد الحمدي ان تفاصيل قيام بعض الصحف الدنماركية بنشر صور تسيء للرسول صلى الله عليه وسلم هي ان رئيس تحرير جريدة بولاند بوستن الدنماركية استدعى 30 رساما قبل أحداث نشر الرسوم باسبوعين واقترح عليهم مسابقة برسم شخص النبي صلى الله عليه وسلم بأبشع واشنع الأوصاف وتوظيف الاتهامات التي تساق من حين لاخر من بعض المستشرقين فاستجاب له 12 رساما واعتذر 18 بعدما أكدوا ان حب المسلمين لنبيهم يفوق حبهم لانفسهم وأضافوا ان هذا الفعل خطأ لو وقعنا به فسندفع الفاتورة غالية ومع الاسف استجاب 12 رساما وقاموا برسم تلك الرسوم وما ان طالعتنا جريدة بولاند بوستن في 30 سبتمبر 2005 بتلك الرسوم حتى أحسسنا ان المعركة والحدث كبيران ويستدعيان تحركا فاعلا لان القضية ليست الاساءة لأفراد أو لمجموعة من المسلمين وقد نغض الطرف عنها لكن ان يصل الأمر للاساءة لشخص النبي صلى الله عليه وسلم فالمعركة وصلت للعظم، فجمعت كل المراكز الإسلامية في الدنمارك وقررت التحرك لمواجهة هذه المشكلة وأسست لجنة سميت اللجنة الاوروبية للدفاع عن الرسول والإسلام. حتى تكون تحركاتنا قانونية وسلمية وايجابية وسجلت هذه اللجنة بشكل قانوني وفضلنا ان يتم التحرك داخل الدنمارك فقط لأنه لا يمكن ان ندافع عن القضية خارجها بل يجب حلها في الدنمارك، فقمنا بتنظيم مظاهرات سلمية تندد بالرسوم.. واشترك معنا الكثير من المنظمات والاحزاب الدنماركية وحتى اتحاد القساوس الدنماركية اصدر بيانا شديد اللهجة وشاركنا بكل المظاهرات وكانت تكتب على اللوحات التظاهرية «آسف يامسلم»، كما شارك بالمسيرات بعض المفكرين ورئيس الحكومة السابق ووزير الخارجية وجزء من الحكومة الحالية لدرجة جعلت وزيرة الثقافة السابقة تتعاطف معنا في هذه القضية وقضية الحجاب فقامت بمظاهرة سلمية تضامنا مع إحدى المحجبات. واضاف الحمدي ان نسبة %95 من الشعب الدنماركي مسالم وفئة قليلة محسوبة على اليمين المتطرف الحاقد على الإسلام والدين الإسلامي والذي ساهم بكره الدين الإسلامي وتعميقه هو تصرف بعض الاشخاص المحسوبين على المسلمين من مرتكبي بعض الاخطاء ويدفع بقية المسلمين فاتورة تلك الاخطاء.. وبعد تنظيمنا المظاهرات قمنا بتوجيه رسائل إلى وزير الثقافة الدنماركي ورئيس الوزراء وجميع الجهات الرسمية ومع الاسف الشديد وزارة الثقافة لم ترد علينا.. فرفعنا قضية ضد الصحيفة إلى المحكمة الا انها قررت حفظ القضية ولم ينظر فيها بذريعة انها قضية تتعلق بحرية الصحافة والتعبير ولا يسمح لها نظرها.. وذلك لعدم وجود قانون يمنع سب الانبياء.. ونحن الان نريد تفعيل هذه الفقرة في الدستور ونطالب بالنظر فيها. واضاف عندما اغلقت جميع الابواب امامنا توجهنا إلى سفراء العالم الإسلامي في الدنمارك والتقينا بهم وتعاطف بعضهم معنا والبعض منهم لم يعر الموضوع اهتماما وقال ان الموضوع فبركة اعلامية ستنتهي بسرعة. وبعدها اخذت المبادرة سفيرة مصر وكان موقفها شجاعاً حيث جمعت 11 سفيرا إسلاميا طلبوا مقابلة رئيس الوزراء ليضعوه امام خطورة هذه الرسوم وليحملوه المسؤولية الكبيرة امام تعنت الجريدة لعدم اعتذارها ومع الاسف الشديد رفض رئيس الوزراء مقابلة هذا الوفد متعللا أن طلبهم غير مقبول عقلا وانه لا يتدخل بحرية الصحافة. واكد: لقد اضطررنا إلى نقل المشكلة إلى خارج الدنمارك للمسلمين جميعا لنقول لهم ان هناك اساءة رسم لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمطلوب منهم التحرك.. فذهب وفد منا إلى مصر والى السعودية والى لبنان والى الخليج والتقوا بالامين العام للجامعة العربية حيث تعاطف معنا تعاطفا شديدا واصدر اول بيان يدين فيه الرسوم المسيئة وطلبه الاعتذار على تلك الاساءة. كما التقى الوفد الذي توجه إلى السعودية بمفتي الديار السعودية والامين العام لرابطة العالم الإسلامي، والامين العام للمؤتمر الإسلامي ووضعوهم امام المشكلة.. وفعلا كان اول تحرك ملموس باستدعاء السعودية سفيرها بالدنمارك احتجاجا على تلك الرسوم. وامام الضغط والاحتجاج الشعبي واستدعاء السعودية سفيرها احتجاجا على تلك الرسوم ان لم يعتذر. ألقى رئيس الوزراء الدنماركي خطابا في البرلمان وقال ان هناك ازمة الآن بين الدنمارك والعالم الإسلامي ولا بد من حلها. وقال ان الضغط السياسي افضل لأن مقاطعة المنتجات الدنماركية لم تنجح كون الدنمارك استطاعت تسويق بضاعتها عبر الاتحاد الاوروبي ونحن الآن طلبنا من العالم الإسلامي الضغط السياسي والدبلوماسي عليهم، لتقديم الاعتذار. وبعد خطبة رئيس الوزراء في البرلمان بضرورة حل القضية، وجه خطابا شديد اللهجة إلى تلك الجريدة بقوله «نعم الحرية مكفولة ولكن ليس بهذه الحماقة.. ولابد من حلها»، مضيفا انا بشخصي ضد هذه الرسوم ولكن لن استطيع الاعتذار لأنني لم اقترفها». لكنني اتأسف عليها واطالب الجريدة ان تعتذر وتنهي المشكلة وفعلا اعتذرت الجريدة من سحب السعودية سفيرها وتنظيم المظاهرات والاحتجاجات وتم الاعتذار بتلك الصحيفة وبثلاث لغات هي العربية والانكليزية والدنماركية ونحن قبلنا هذا الاعتذار وذلك لفتح حوار معهم ولاننا نعيش في بلد واحد وانتهت المشكلة في شهر مارس من عام 2006 وقمنا بفتح باب الدعوة للاسلام بعد تعاطف المواطنين هناك للدين الإسلامي اسلم 2000 شاب دنماركي ومن الجنسين الذكور والاناث. وهذه الازمة عادت بالنفع على المسلمات الدنماركيات وذلك بالغاء مشروع منع ارتداء الحجاب على غرار فرنسا التي منعت ارتداء الحجاب وفي ضوء ذلك غضب الحزب اليميني واثاروا ضجة كبيرة داخل الدنمارك لدرجة جعلت رئيسة الحزب اليميني المتطرف لابد ان نرمي بالفتاة المتحجبة في مخيمات اللاجئين. وعن اعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول مرة اخرى في الصحف الدنماركية قال الحمدي بعد صدور الفتاوى من العالم الإسلامي بقتل كل من رسم هذه الرسوم لم يستطع احد من هؤلاء الرسامين الخروج من منازلهم خوفا من قتلهم وكان احد الرسامين الذين يبلغ من العمر 73 ممن قام برسم صورة للنبي صلى الله عليه وسلم وعلى رأسه قنبلة وبعد خروجه من منزله ومشاهدته 3 شبان مسلمين ينظرون له بنظرات ازدراء قام بالاتصال بالشرطة بحجة نية قتله قامت السلطات بالقبض على هؤلاء الشباب واعتقالهم. واكد الحمدي ان ازمة الرسوم مفتعلة من جهات خارجية كلفت الجريدة افتعالها وشكوكنا تدور حول اليهود بافتعال الازمة كما تفعل بفلسطين. وطلب من المسلمين ان يظهروا الصورة الحقيقية للاسلام وان يدافعوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم بسن قوانين تجرم سب الذات الالهية والأنبياء واضاف ان مسلمي الدنمارك قاموا بتقديم مشروع لهذا القانون. وأشار إلى نائب دنماركي مسلم من اصل فلسطيني طلب من كل مواطن ان يسب الرسول صلى الله عليه وسلم واضاف انه استقال من الحزب الديمقراطي التحرري لخروج رئيسة الحزب المسيحية مع الفتاة المحجبة في المظاهرة التي تؤيد لبس الحجاب واسس حزباً آخر وبعد فوزه بالانتخابات اكتشف انه مزور وتمت احالة حزبه وأشار إلى استاذ جامعي ايراني قام بسب الرسول صلى الله عليه وسلم. ومن خلال انطلاق مظلة الاتحاد الإسلامي الدنماركي تفعيل التواصل مع السفارات الإسلامية وابتكار وسيلة عصرية للرد على الاساءات بحجز ساعات عدة في التلفزيون الدنماركي كدعاية إعلامية عن الاسلام دفع مبالغ لنشر مقالات للدفاع عن الإسلام والتواصل مع المؤسسات الدنماركية ممن تعاونت معنا فترة الازمة وقمنا بطباعة كتب إسلامية. تعرف بشخصية الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ واقامة معارض متنقلة داخل الدنمارك تزخر بكتب ومقالات ومنشورات عن الحضارة الإسلامية. وجمع اهم الاسئلة عن الاسلام والرد عليها عبر فريق متخصص باللغة الدنماركية وضمها في كتاب يوزع في البلاد. وأضاف: وقمنا باستصدار ترخيص انشاء مركز إسلامي يضم عدة اجنحة ومسجداً ومصلى ومنارة وغرفاً لتحفيظ القرآن وطباعة كتب إسلامية تعرف بشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ـ والخلفاء الراشدين. وطلب الحمدي من الشعب القطري والحكومة بدعم هذا المشروع البالغ تكلفته 15 مليون دولار وان يكون التبرع عن طريق مؤسسة الشيخ عيد التي وعدت بتبني حملة لدعم المشروع. (المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر) الصادرة يوم 21 ماي2008)
القرضاوي يجيز إقامة كنائس بديار الإسلام والمشاركة في بنائها أيضا، مستندا على فقه السياسة الشرعية في المعاملة بالمثل
محمد صبرة الدوحة – أفتى العلامة د. يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بجواز “إقامة كنيسة للمواطنين والمقيمين المسيحيين وغيرهم في الدول الإسلامية إذا كانت لهم حاجة حقيقية إليها، وأذن لهم ولي الأمر الشرعي بذلك”. وردا على سؤال أيد الشيخ القرضاوي “السماح للنصارى بإقامة كنيسة في قطر”، مشيرا إلى أنه “من حقِّ ولي الأمر السماح بذلك، بناء على فقه السياسة الشرعية التي تقوم على رعاية مقاصد الشرع، ومصالح الخلق”، داعيا ولي الأمر في الوقت نفسه إلى الرجوع إلى فتوى العلماء الراسخين في هذا الشأن “حتى لا يقع فيما لا يحبُّه الله ولا يرضاه”. وأجاز الشيخ القرضاوي للمسلمين أيضا المشاركة في بناء وإقامة الكنائس، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن “كثيرا من علماء المسلمين يكرهون ذلك للمسلم، لأنه يعين على أمر يعتقده في دينه باطلا وضلالا”. واستند القرضاوي في تأييده لإقامة كنائس ودور عبادة لغير المسلمين في الدول الإسلامية إلى رأي الإمام أبي حنيفة النعمان، مخالفا آراء علماء المالكية، والحنابلة، وجمهور الشافعية، وأبي يوسف ومحمد صاحبي أبي حنيفة الذين أفتوا بتحريم بناء الكنائس والعمل على تشييدها وإقامتها. وشهدت قطر في مارس الماضي افتتاح أول كنيسة كاثوليكية تحمل اسم “سيدة وردية”، وسمحت ببناء أربع كنائس لباقي أتباع الطوائف المسيحية، وقد شهد افتتاح الكنيسة جدلا بين علماء قطر ما بين مؤيد ومعارض. فقد أيد د. عبد الحميد الأنصاري عميد كلية الشريعة السابق بجامعة قطر إنشاء كنائس في الدول الإسلامية؛ استنادا لمبدأ المعاملة بالمثل ولأن الإسلام يعترف بالمسيحية كديانة سماوية. وعارض من جهته د. نجيب النعيمي إنشاء الكنيسة بحجة عدم وجود مواطنين قطريين مسيحيين ولعدم وجود إجماع شعبي من مسلمي قطر على إنشاء كنائس. وجاءت فتوى القرضاوي ردا على سؤال تلقاه من أحد المقيمين في قطر يستفسر عن: “حكم المشاركة في مناقصة بناء إحدى دور العبادة غير الإسلامية (كنيسة) مثل عمل شبابيك.. وفي حالة المشاركة فما حكم الربح الذي عاد على الشركة؟” واستهل القرضاوي إجابته على السائل بالإشارة إلى اختلاف أقوال الفقهاء حول مشاركة المسلم في بناء إحدى دور العبادة لغير المسلمين، مثل: معبد للهندوس أو كنيسة للنصارى. القائلون بالتحريم واستعرض القرضاوي أولا رؤى الفقهاء القائلين بالتحريم، مبينا أنه ذهب إلى تحريم بناء الكنائس والعمل على تشييدها وإقامتها: المالكية، والحنابلة، وجمهور الشافعية ، وأبو يوسف ومحمد صاحبا أبي حنيفة. وبعد أن عرض بالتفصيل لآراء هؤلاء الفقهاء المعارضين لبناء الكنائس أو لإعانتهم في تشييدها، أجمل الأدلة التي قدموها في النقاط الخمس التالية: 1- قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة:2]، وفي تصميم الكنائس وبنائها وتشييدها إعانةٌ لهم على كفرهم، وتعظيمٌ لشعائرهم الباطلة. 2- أنّه عقد إجارة على منفعة محرَّمة، والمنفعة المحرَّمة مطلوب إزالتها، والإجارة عليها تنافيها، سواء شرط ذلك في العقد أم لا، فلا تجوز الإجارة على المنافع المحرَّمة. 3- أنّ الإجماع منعقد على حرمة بناء الكنائس وتشييدها وكذلك ترميمها، نقل الإجماع السبكي في فتاويه فقال: (بناء الكنيسة حرام بالإجماع، وكذا ترميمها). 4- أنّ الشرائع كلها متفقة على تحريم الكفر، ويلزم من تحريم الكفر تحريم إنشاء المكان المتخذ له، فكان محرما معدودا من المحرَّمات في كلِّ ملَّة، والكنيسة اليوم لا تتَّخذ إلا للكفر بالله، فإنشاء الكنيسة الجديدة محرَّم، وإعادة الكنيسة القديمة كذلك، لأنها إنشاء بناء لها، وترميمها أيضا كذلك، لأنه جزء من الحرام. 5- قوله تعالى: { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ} [الشورى:21]، فمَن أحلَّ بناءه فقد أحلَّ حراما، ومَن أذن في بنائه، فقد أذن في حرام، وشرع ما لم يأذن به الله، إذ لم يأذن الله في حرام أبدا. رؤية الإمام أبي حنيفة وانتقل رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بعد ذلك لعرض رأي الإمام أبي حنيفة الذي ذهب إلى جواز تعاقد المسلم على بناء الكنيسة أو إجارة الدار لتتخذ كنيسة، خلافا لرأي صاحبيه أبي يوسف ومحمد. وعرض أيضا لأدلة ثلاثة طرحها الإمام أبو حنيفة وهي: 1. أنه لو بناها للسكنى لجاز، ولا بد فيها من عبادته. 2. أن المعصية لا تقوم بعين العمل (البناء)، وإنما تحصل بفعل فاعل مختار. 3. القياس على مَن أجر نفسه على حمل خمر لذميٍّ، وعنده: أن الإجارة على الحمل ليس بمعصية ولا سبب لها، والشرب ليس من ضرورات الحمل؛ لأن حملها قد يكون للإراقة أو للتخليل. رؤية القرضاوي وخلص القرضاوي في ضوء هذه الرؤى إلى أن “إقامة الكنيسة لغير المسلمين من أهل الذمّة، أو بعبارة أخرى: للمواطنين من المسيحيين وغيرهم، ممَّن يعتبرهم الفقهاء من (أهل دار الإسلام) لا حرج فيه إذا كان لهم حاجة حقيقية إليها، بأن تكاثر عددهم، وافتقروا إلى مكان للتعبُّد، وأذن لهم ولي الأمر الشرعي بذلك، وهو من لوازم إقرارهم على دينهم”. ورأى أن ذلك ينطبق أيضا على “غير المسلمين من غير المواطنين الذين دخلوا دار الإسلام بأمان، أي بتأشيرات دخول وإقامة، للعمل في بلاد المسلمين، وتكاثرت أعدادهم، واستمر وجودهم، بحيث أصبحوا في حاجة إلى كنائس يعبدون ربهم فيها، فأجاز لهم ولي الأمر ذلك في حدود الحاجة، معاملة بالمثل، أي كما يسمحون هم للمسلمين في ديارهم بإنشاء المساجد لإقامة الصلوات”. وأعرب عن اعتقاده بأن “السماح للنصارى بإقامة كنيسة في قطر يدخل في هذا الباب، وهو من حقِّ ولي أمر، بناء على فقه السياسة الشرعية التي تقوم على رعاية مقاصد الشرع، ومصالح الخلق، وتوازن بين المصالح بعضها وبعض، والمفاسد بعضها وبعض، والمصالح والمفاسد إذا تعارضتا”. وشدد على أنه “يجب على وليِّ الأمر الرجوع إلى فتوى العلماء الراسخين، حتى لا يقع فيما لا يحبُّه الله ولا يرضاه”. وأوضح القرضاوي في فتواه أنه “إذا أجزنا لهم إقامة هذه الكنائس في دار الإسلام، فما سُمِح لهم به، وأجازه علماء الشرع، يجوز المشاركة في بنائه وإقامته، وإن كان كثير من العلماء يكرهون ذلك للمسلم، لأنه يعين على أمر يعتقده في دينه باطلا وضلالا، فالمعاونة فيه داخله بوجه في قوله تعالى: {وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة:2]. وعلمت “إسلام أون لاين.نت” أن الشيخ القرضاوي سيكتب في وقت لاحق مقالا مفصلا يتناول فيه معنى ودلالة الحديث النبوي الشريف: «لا يجتمع دينان في جزيرة العرب»، وسيوضح فيه بشكل خاص المراد بجزيرة العرب: هل هي شبه الجزيرة العربية كلها، أم أرض الحجاز فقط (مكة والمدينة وما حولهما؟)؛ باعتبار أن شبه الجزيرة العربية مسمى يراد به أرض الحجاز مجازا؛ حيث يطلق اللفظ في لغة العرب أحيانا على الكل ويراد به الجزء. (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 20 ماي 2008)
الاسلاميون في حكومة موريتانيا لأول مرة
شريف بوبحري
حسم حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) موقفه بشكل نهائي وقرر لأول مرة المشاركة في الحكومة كاسرا بذلك صورة نمطية رسختها أربعة عقود مرت علي النشأة الأولي للتيار الإسلامي الذي يمثله الحزب. قرار تواصل شكل صدمة غير مسبوقة في صفوف أنصار وأعضاء التيار الإسلامي، كان وقعها أكبر من أي قرار اتخذته الحركة الإسلامية في تاريخها، ربما لأنه قرار نوعي ولم تكن نفوس الأنصار قد هيأت له بالقدر الكافي، كما أن الجانب العاطفي في مواقف الأنصار ـ وأغلبهم من الشباب ـ كان أكثر حضورا من الجانب العقلاني والعلمي الذي يفترض أن يبني الأمور علي أساس الموازنة بين فوائدها وأضرارها ويميز المتداخل بين المصلحة الآنية ذات الضرر الكبير في المستقبل والمصلحة الاستراتيجية ذات الضرر الآني والنفع بعيد المدي. وإذا نظرنا إلي قرار الإسلاميين في المشاركة في الحكومة في سياقه الزمني والسياسي وتفاعله مع المحيط نجد أنه قرار كان متوقعا بل كان مطروحا حتي في المرحلة الأولي من الانتخابات الرئاسية، فقد ورد اسم المرشح سيد محمد ولد الشيخ عبد الله في قائمة الخيارات التي استشار فيها الإسلاميون أنصارهم قبل اتخاذ القرار بدعم المرشح صالح ولد حننا، الذي لم يكن محل إجماع، وإن كان الرافضون له انساقوا وراء الخيار بحكم التزامهم الفكري والتنظيمي. مدرسة نحناح ولم يكن الإسلاميون الموريتانيون في قرار المشاركة السياسية بدعا، فمدرسة المشاركة الإسلامية عريقة ولها روادها ومنظروها، وينظر إليها كأنجح المدارس وأكثرها قابلية للاستمرارية، وتصنف الجزائر والأردن واليمن كنماذج تطمح إلي الوصول إلي النموذج التركي الذي يجسد أرقي مستويات الطموح السياسي للحركات الإسلامية. والأقرب من بين تلك النماذج إلي الحالة الموريتانية هو النموذج الجزائري فهناك عدة ظروف متشابهة بين البلدين كتحكم الجنرالات في المسار السياسي والاقتصادي للبلدين، وظهور الحركات الإسلامية المسلحة، والقمع الذي قوبل به الإسلام السياسي في البلدين. ففي الجزائر يطبق الجنرالات علي مصادر الرزق ويتحكمون في من يدخل قصر المرادية، فلا يلجه إلا من لمسوا لديه الجدية في تنفيذ مطالبهم، وأمنوا مكره كما هو الحال في موريتانيا ؛ إذ يطمح الجنرالات الجدد إلي إحكام السيطرة علي منافذ الدولة والتحكم في الموارد الاقتصادية وإن كان من وراء حجاب. وعلي صعيد القمع السياسي وجدت حركة مجتمع السلم (حماس سابقا) نفسها بين فكي كماشة طرفها الجنرالات والاستئصاليون الذين يرفضون أي وجود سياسي أو شعبي للتيار الإسلامي مهما كانت مبادئه. وعلي الطرف الثاني كانت الحركات التكفيرية المسلحة تعتبر ناشطي الإخوان المسلمين الذين يقودون حماس متواطئين مع النظام، ولذلك قدمت حماس مئات من قادتها ثمنا لمواقفها ضد أعمال العنف التي تقوم بها الحركات الإسلامية المسلحة وضد استئصالية جنرالات الجيش، وهي حالات تشترك فيها -وإن كان بشكل أقل حدة – الحركة الإسلامية الموريتانية مع الجزائرية. ففي الأعوام الأخيرة شن نظام ولد الطايع حملة شعواء ضد كل ما هو إسلامي؛ فحورب التيار الإسلامي بمختلف مدارسه،وزج بقادته في السجون، وحرموا من حقهم الدستوري في العمل السياسي المشرع، وصبروا وأوذوا حتي أتتهم الديمقراطية. وتقاطعت في ذلك برامجهم ورؤاهم إلي درجة كبيرة مع البرنامج الانتخابي للمرشح سيد محمد ولد الشيخ عبد الله، ومنعهم من دعمه في ترشحه حلف سياسي تقليدي كانوا دخلوه من أيام ولد الطايع، ولم يكن من اللائق خرقه، حتي وإن بدت أركانه متداعية بفعل الصراعات الحزبية. وقد نتج عن مقاطعة الإسلاميين للأنظمة السابقة حرمانهم من تولي أي منصب حساس، وحوصرت أطرهم حصارا ممنهجا، وتكدست لديهم ملفات خريجي الجامعات العاطلين عن العمل،ّ فكان لزاما عليهم البحث عن منفذ يدخلون منه أروقة الدولة. ومع الديمقراطية الوليدة انتظر الإسلاميون أن تتساوي الفرص فيجد أطرهم لفتة عادلة تكفيهم مؤونة الانضمام لركب السلطة البغيض غير أن الحصار استمر. فخلال عام من الديمقراطية لم يعين للإسلاميين إلا عنصران في وظائف متوسطة. وإذا قسنا علي التجربة النحناحية نجد أن إسلاميي الجزائر استطاعوا خلال عقد من مشاركتهم في السلطة تكوين مئات من الدكاترة والأطر في مختلف قطاعات الدولة، وأصبحوا قادرين علي التحدي، فسيطرت نقاباتهم الطلابية علي المشهد، واتخذوا من الجامعة محضنا تكوينيا، ينتقون منه العناصر الجدية فيختارون لكلٍ ميدانه, وما لبثوا أن عززوا المشاركة في السلطة بدخولهم الحلف السياسي الداعم للرئيس عبد العزيز بوتفليقه فزادت حصتهم من الوزارات وتغلغلوا في الدوائر الحكومية وتعرفوا عن قرب علي التسيير الإداري لأمور الدولة وأضحوا علي علم بكل ما يدور في أروقة السياسة الداخلية والخارجية. وهو ما جعل رئيس حركة مجتمع السلم السيد أبو جرة سلطاني يقول إن حركته قادرة علي تولي أي منصب حكومي باستثناء رئاسة الجمهورية، وليس الاستثناء عجزا، وإنما تفهما للظروف الدولية وإمعانا في الاستفادة من دروس العشرية الحمراء التي كان قادة الحركة وقودا لنارها. خياران صحيح أن الإسلاميين الموريتانيين ظلوا محرومين من دوائر الحكم نتيجة الخصومة المستحكمة بينهم والأنظمة السياسية السابقة وخاصة نظام ولد الطايع، إلا أن الانتقال إلي نظام يتبني الخيار الديمقراطي ويديره شخص علي مستوي من التدين في جانبه الشخصي، وأبدي استعدادا للتعاطي مع قضايا ظل الإسلاميون لعقود من نشاطهم السياسي يعتبرونها محورا في برنامجهم؛ كقضايا المبعدين والعبودية والعلاقات مع إسرائيل بالإضافة إلي حجر الزاوية المتمثل في السماح لهم بحزب سياسي، كلها أمور قطعت الحبل في يد الإسلاميين وجعلتهم أمام خيارين: إما أن يفوتوا فرصة التعاطي مع نظام يوصف بالمنفتح فيخسروا مصالح عديدة قد لا تجلب الديمقراطية في طبعتها الثانية بعد أربعة أعوام من هو باستعداد وانفتاح ولد الشيخ عبد الله. وبذلك تضيع خمس أعوام تضاف إلي عمر الدكاترة العاطلين عن العمل وتزيد عجز الإسلاميين عن تسيير الأمور ـ إن كتب لهم ذلك ـ لانعدام رصيد مسبق من التجربة الإدارية لدي أطرهم. والخيار الثاني الأكثر مرارة أن يشاركوا في حكومة كانوا في الأمس القريب يعتبرون من فيها رموزا للفساد وسببا مباشرا لما وصلت إليه موريتانيا وهو خيار ستكون له هزات إرتدادية يسقط بفعلها كوادر ممن تعلقوا بالخيار الإسلامي وهم يعتقدون زهده في الدنيا وبعده عن السلطان. وستزيد النقمة علي قادة الإسلاميين حين يعجزون عن تسيير القطاعين الحساسين اللذين اختاروا توليهما، وهما أكثر القطاعات الوزارية خطرا ومطالب. فالتعليم العالي ساحة لصراع الإدارات السياسية، وقد يسعي نقابيون من أحزاب منافسة لإظهار عجز الإسلاميين عن السيطرة علي زمام الأمور وتقديمهم للرأي العام ككتلة سياسية فاقدة لأي برنامج واضح المعالم، وسيساهم في هذا الطرح حداثة القطاع وما يتطلبه ترتيب الهيكل المؤسسي وتقسيم الصلاحيات من وقت قد لا ينتظره المرجفون كما أن قطاع التشغيل والدمج والتكوين المهني الذي اختار الإسلاميـــــون توليه هـــو مربط الفرس في أزمات البلد، فهناك عشرات الآلاف من العاطلين عن العمل الذين ستزيد مطالبهم، بعدما أوكل القطاع إلي قوم مظنة للاستقامة والحرص علي مصالح البسطاء ولن ينتظر المحرومون ما يكفي من الوقت ليتعرف وزير جديد علي خبايا قطاع متشابك. إن التحدي الحقيقي القائم أمام الإسلاميين اليوم هو تحديد المجال والأفق الزمني لهذا الحلف الجديد، فإما أن ينجح الوزيران الجديدان في حفظ ماء الوجه للتيار ويكسبان التجربة صدي يشجع علي استمرارها، وقد تدخل بذلك في الخيارات الاستراتيجية لبرنامج التيار كما حدث في الجزائر. وإما أن تحول العوائق الموجودة والتي ستوجد لاحقا دون تحقيق الأهداف فيخسر الإسلاميون ما أملوه من المشاركة ويخسروا اسمهم كتيار معارضة ويخسرون أمورا كثيرة أخري. كاتب من موريتانيا (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم21 ماي2008)