TUNISNEWS
7 ème année, N° 2186 du 17.05.2006
الهيئة الوطنية للمحامين بتونس: الإعتصام في يومه الثامن
دفاعا عن كرامة المحاميات واستقلالية القطاع, 33 محامية تونسية أعلن الدخول في إضراب عن الطعام الحزب الديمقراطي التقدمي- جامعة قابس: بيان الحياة: أسماء السجناء التونسيين المعتقلين في غوانتانامو إيلاف: نائب رايس في تونس لبحث الإرهاب الحياة: ارتفاع في الصادرات الإسرائيلية الى عدد من البلدان العربية سويس إنفو: تونس تقول إنها ساهمت في إعادة العلاقات الأمريكية الليبية القدس العربي:أنباء إسرائيلية عن اجتماع سيف الإسلام القذافي بمسؤول إسرائيلي كبير القدس العربي: الفضل في تغيير موقف القذافي يعود لابنه سيف ولرئيس mi6 السابق قدس برس: ابن عم القذافي إلى الجزائر لاحتواء التوتر .. فتور ورسائل غير ودية بين الجزائر وليبيا على خلفية مواقف من قضايا إقليمية الصباح: أجواء احتفالية في التظاهرة السياحية السنوية «الغريبة» بجربة موقع الحزب الديمقراطي التقدمي: سوسة: اجتماع تضامني مع الشعب الفلسطيني المعهد العربي لحقوق الإنسان: مع الجالية العربية بلندن د. عمر النمري: قراءة في الحوار الدائر حول موضوع العودة على صفحات تونس نيوز الاستاذ عبد الله الزواري: أمراء الطوائف يعودون من جديد في ثقافة القبول والرفض إحسان عافي: حول انتخاب تونس لعضوية مجلس حقوق الإنسان محمد العروسي الهاني: حول انتخاب تونس عضوا في مجال حقوق الإنسان الدولي يعطي دفعا جديدا لمزيد تجسيم الغايات السامية لحقوق الإنسان الحبيب أبو وليد المكني: من القاهرة إلى تونس …تتواصل معركة فرض الحريات الوسط التونسية: مقاصد الشريعة الخمسة و نظام الابرتايد، في تونس د.أحمد القديدي: العلماء الأمريكان يتوقعون عودة الخلافة عام 2020 محمد كريشان: نصيحة إلي حماس خالد الحروب: أفكار الترابي عن المرأة وثقافة اللاحوار واللاتسامح الحياة : واشنطن أبلغت جمال مبارك الاعتراض على قمع التظاهرات القدس العربي: جمال مبارك والمبايعة الأمريكية هويدا طه: دعوة الي تأجير فضائية تدعم المصريين بتمهيد الطريق الي سبتمبر مبارك قدس برس: فيلم “ماروك” يشعل المواجهة بين الإسلاميين واليساريين في المغرب
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
|
الهيئة الوطنية للمحامين بتونس قصر العدالة ~ تونس الحمد لله وحده،
تونس في : 17 ماي 2006
الإعتصام في يومه الثامن
زميلاتي الفضليات، زملائي الأفاضل، لقد بلغ الإعتصام يومه الثامن، وقد شهد إقبالا مكثفا للمحامين الأمر الذي أزعج السلطة فاستعانت ببعض المحامين الخلويين الذين عمدوا تحت رعاية أعوان الأمن إلى تمزيق بيانات المساندة وإلى الإعتداء على الأخلاق الحميدة بأبشع الألفاظ والتهديد بالإعتداء بالعنف على الزملاء والزميلات، زميلاتي، زملائي، إن مهنتنا في حاجة إلى وقوفنا جميعا كالرجل الواحد ندافع عن إستقلالها ونصون كرامتها وعزتها ونتضامن مع هياكلها المنتخبة.
العميد عبد الستار بن موسى
دفاعا عن كرامة المحاميات واستقلالية القطاع
33 محامية تونسية أعلن الدخول في إضراب عن الطعام
دخل اعتصام المحامين التونسيين الذي انطلق يوم 9 ماي بدعوة من الهيئة الوطنية للمحامين تطورات خطيرة ,فبعد الاعتداء الذي تعرض له عضو الهيئة الوطنية الأستاذ عبد الرزاق الكيلاني والأستاذ العياشى الهمامي أمام مقر دار المحامي المقابلة لقصرا لعدالة بنهج باب بنات بالعاصمة مما استوجب نقلهما للمستشفي,وقع الاعتداء الجسدي والمعنوي مساء يوم الأحد 14 ماي على الأستاذة ليلى بن دبة من قبل البوليس الذي يحاصر مقر الاعتصام وعمد إلى نعتها بشتى أنواع القذف الأخلاقي وتكرر نفس السلوك مع الأستاذة راضية النصراوي مساء يوم الأمس حيث تهجم عليها حوالي 20 عون من البوليس وانهالوا عليها شتما بعبارات منحطة وتفطنت على اثر ذلك إلى تعمد البوليس العبث بعجلة سيارتها بسكين .
و على خلفية هذه التطورات توافد صبيحة اليوم عشرات من المحاميات والمحامين على مقر الاعتصام لمساندته دفاعا عن استقلالية مهنتهم وتنديدا بالانتهاكات الخطيرة التي تعرضت لها زميلاتهم وزملائهم ,ولقد أعلنت في اثناء ذلك33 محامية كقائمة أولية عن دخولهن في إضراب عن الطعام تنديدا بازدواجية خطاب النظام حول وضعية المراة والاعتداءات الأخيرة ودفاعا عن استقلالية القطاع وهن كل من الاساتذة.
ليلى بن دبة
راضية النصراوي
ليلى بن محمود
منية العابد
نزيهة بوديبة
سعيدة العكر مي
نزيهة بو ذيب
نزيهة الجموسي
سهام رستم
سنية بن عمر
صباح الزواغي
سعيدة قراج
فريدة ألعبيدي
بشرى بالحاج حميدة
نزيهة جمعة
لطيفة حباشى
نجاة اليعقوبى
مفيدة بالغيث
بسمة التسولى
بسمة الخلفاوي
يسر فراوس
لمية التليلى
ربيعة الغزواني
ليلى الحمروني
رفيعة المديني
هادية عتيق
شافية عليبى
إنصاف بن عون السالمى
ربيعة بحيرى
خديجة كنزاري
نجوى بن سعيد
سلوى حرز الله
هاجر عبد الكافي
باريس17 ماي 2006
لطفي الهمامي
الحزب الديمقراطي التقدمي
جامعة قابس
قابس في 15/05/2006
بيان
تواصل السلطة تصعيد هجومها على منظمات المجتمع المدني المستقلة و عرقلة نشاطها و الاعتداء على مناضليها في حملة تستهدف إسكات كل القوى الرافضة للاستبداد و بَوْلَسَةَ الحكم.
فقد عمدت يوم 11/05/06 قوات من الشرطة بالزي المدني و الرسمي إلى الاعتداء بالعنف الشديد على العديد من المحامين لمنعهم من دخول دار المحامي حيث يعتصم المحامون للاحتجاج السلمي على تمرير السلطة في برلمانها لقانون جديد يحد من استقلالية المهنة مما أدى إلى إصابات خطيرة طالت خاصة الأستاذين العياشي الهمامي و عبد الرزاق الكيلاني مما استوجب نقلهما على عجل إلى مستشفى شارل نيكول. و تواصل قوات الشرطة محاصرة دار المحامي ومنع المناضلين من الاقتراب منها.
و في حين تفتح أبواب البلاد لقطعان الصهاينة ليمرحوا فيها تحت حراسة البوليس الذي يدفع الشعب رواتب أفراده، يُقطع الطريق على المناضلين و يمنعون من التنقل بحرية في بلادهم. ففي يوم الأحد 07 ماي الجاري قامت قوات الأمن بمنع الاحتفال باليوم الوطني لمناهضة التعذيب الذي يقام سنويا بمقبرة قعفور في ذكرى استشهاد المناضل نبيل البركاتي الذي مات تحت التعذيب حيث عمدت إلى غلق مداخل قعفور و وضعت الحواجز في الطرق المؤدية إليها لمراقبة السيارات و الهويات و حاصرت منازل بعض المناضلين ومنعتهم من مغادرة مدنهم.
و يتواصل مسلسل التضييق على الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إذ حاصرت يوم 05 ماي قوات كبيرة من البوليس مقرها المركزي في محاولة لإفشال احتفالها بذكرى تأسيسها فمنعت وصول الناشطين و أعضاء الفروع إليها و لم تسمح إلا لنفر قليل بالمرور كما وقع قطع الانترنيت على مقرها و عاد المأجورين لحملاتهم البائسة ضد المنظمة و رئيسها.
كما يتواصل تشديد الخناق على بقية المكونات المستقلة للمجتمع المدني فيحاصر مقر جمعية النساء الديمقراطيات يوم 06/05/06 لإفشال اليوم التضامني مع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و يقع الاعتداء على رئيسة الجمعية ويقع استدعاء بعض أعضاء المكتب الشرعي لجمعية القضاة للتفقدية العامة لترهيبهم و الضغط عليهم و كذلك يقع استدعاء رئيس نقابة الصحفيين التونسيين السيد لطفي الحاجي للتحقيق معه لمدة ساعات حول عقده لاجتماع خاص في منزله كما وقع إيقاف تعسفي لعضو الحزب الديمقراطي التقدمي ببنزرت السيد خالد بوجمعة لمدة ست ساعات تعرض خلالها للتعذيب و الاهانة و التهديد بقطع الرزق.
إن مناضلي الحزب الديمقراطي التقدمي بقابس الذين لم يفتهم هذا التزامن بين الهجوم على قوى المجتمع المدني المستقلة و الخطوات التطبيعية مع الكيان الصهيوني ينددون بكل ذلك و يعلنون وقوفهم و تضامنهم مع كل المناضلين من أجل فرض الحقوق و دحر الاستبداد و يحملون السلطة تبعات كل ما قد ينجر عن تزايد الاحتقان و التوتر في البلاد.
عبدالوهاب عمري
دعوة تغيير مكان الاجتماع
AGk 177 rue Charonne 75011 Métro Alexandre Dumas
بحضور عضو هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات بتونس السيد مصطفي بن جعفر
وذلك للوقوف على آخر التطورات الحاصلة في تونس من موجة قمع ومحاصرة ومن اعتداءات جسدية ضد المناضلين وتواصل التنكيل بالمساجين السياسيين , وللتشاور حول السبل المقترحة لمساندة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان التي تتعرض إلى الحصار ومنع منهجي لأنشطتها ولإعدادها للمؤتمر الوطني السادس وعمل النظام على منعه من الانعقاد مجددا . بحث سبل نضالية لمساندة اعتصام المحامين الذي انطلق منذ يوم 9 ماي الجاري والاعتداءات الأخيرة على لسان الدفاع. والإضراب عن الطعام الذي أعلنته اليوم 17 ماي 33 محامية . باريس في 14 ماي 2006 عن لجنة المتابعة هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات –باريس-
أسماء السجناء التونسيين المعتقلين في غوانتانامو
أوردت صحيفة الحياة اللندنية في عددها الصادر يوم الأربعاء 17 ماي 2006 اللائحة الكاملة بأسماء المعتقلين العرب في غوانتانامو والتي وردت في 18 صفحة ونشرتها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مؤخرا على موقعها على الانترنت. نقتطف منها فيما يلي أسماء المعتقلين التونسيين:
تونس: سيف بن عبدالله، رفيق بن بشير بن جلود الحامي، عبدالهادي بن حديدي، عادل مبروك بن حميدة، عادل بن احمد بن إبراهيم حكميل، لطفي بن سوي لاغا، رياض بلمحمد طاهر ناصري، عبدالله بن عمر، عبدالله بن محمد بن عباس أورغي.
ارتفاع في الصادرات الإسرائيلية الى عدد من البلدان العربية
الناصرة – الحياة
اعلن معهد التصدير الاسرائيلي أمس ان ارتفاعا بنسبة 35 في المئة طرأ في الربع الأول من هذا العام على حجم صادرات المنتجات الاسرائيلية الى الدول العربية، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، فبلغ 57 مليون دولار.
وأضاف المعهد ان المبلغ المذكور لا يشمل التصدير الاسرائيلي الى السلطة الفلسطينية أو الى دول عربية عبر طرف ثالث. وأشار الى ان التصدير الى مصر، خصوصاً في مجالي النسيج والكيماويات، ارتفع في الأشهر الثلاثة من هذا العام بنسبة 148 في الــمئة وبلغ 26.5 مليون دولار.
وسجل الرقم ذاته في التصدير الى الأردن بينما بلغ حجم التصدير الى المغرب مليوني دولار والى تونس نصف مليون دولار.
ووفــقا للــمعهد الاســرائيلي فان 27 مــصدرا اسرائيليـاً يعـــملون في مجال التكــنولوجيا العسكرية باعـــوا الجيش الأميركي في العراق «مـــنتجات» اسرائيلية بمبلغ 620 ألف دولار، ما يشـــكل زيادة بنسبة 46 في المـــئة مـــقارنة بالربع الأول من العام الماضي.
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 17 ماي 2006)
نائب رايس في تونس لبحث الإرهاب
تونس تقول إنها ساهمت في إعادة العلاقات الأمريكية الليبية
تونس (رويترز) – قالت تونس حليف واشنطن الوثيق في شمال افريقيا يوم الاربعاء انها بذلت جهود وساطة لاستئناف العلاقات الدبلوماسية كاملة بين الولايات المتحدة وليبيا وشطب ليبيا من القائمة الامريكية للدول الراعية للارهاب.
واستأنفت الولايات المتحدة العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع ليبيا يوم الاثنين مكافأة لها على التخلي عن برامجها لاسلحة الدمار الشامل بعدما ظلت في عزلة طويلة.
وقالت وزارة الخارجية التونسية في بيان (*) نشرته صحيفة لورنوفو الناطقة باسم حزب التجمع الدستوري الحاكم في البلاد يوم الاربعاء “ان هذا التطور الايجابي الذي جاء تتويجا لحوار بناء ساهمت فيه تونس بجهد مخلص وموصول من شأنه ان يعزز جسور الثقة ويدعم روح الوفاق والوئام.”
وتونس أحد أبرز الشركاء الاقتصاديين في المنطقة لليبيا الغنية بالنفط ويتدفق عليها أكثر من مليون سائح ليبي سنويا.
ووصفت تونس استئناف العلاقات الثنائية وشطب واشنطن اسم ليبيا من قائمة الدول الراعية للارهاب بانه “قرار حكيم وحدث تاريخي ومصدر ارتياح للشعبين الليبي والأمريكي ولشعوب المنطقة عموما.”
ويقول محللون سياسيون ان الحكومة التونسية ايدت في السنوات الاخيرة مساعي جارتها طرابلس للانفتاح على العواصم الغربية التي ترى في تونس احد النماذج الجيدة في المنطقة العربية.
(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 17 ماي 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
(*) نص البيان:
استئناف العلاقات الليبية الامريكية
تتويج لحوار بناء ساهمت فيه تونس
يعتبر الإعلان عن استئناف العلاقات الدبلوماسية كاملة يوم الاثنين بين الجماهيرية العربية الليبية الشقيقة والولايات المتحدة الأمريكية وإزالة اسم ليبيا من قائمة الدول الراعية للإرهاب قرارا حكيما وحدثا تاريخيا لم يكن مصدر ارتياح للبلدين والشعبين الليبي والأمريكي فحسب وإنما لشعوب المنطقة وللمجموعة الدولية أيضا.
ان طي صفحة الماضي وفتح عهد جديد في العلاقات بين البلدين بقدر ما يؤكد عزمهما على المضي قدما في التعاون بقدر ما يجسم جدوى الدبلوماسية الهادئة والرصينة وتوخي سبل الحوار والتفاوض في معالجة المشاكل مهما استعصت.
كما أن السياق الإقليمي والدولي الذي يتم فيه هذا التطور الايجابي والهام في العلاقات الليبية الأمريكية يؤكد بما لا يدع مجالا للشك حاجة المجموعة الدولية إلى انتهاج هذا الأسلوب لتعزيز أركان الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة وفي العالم.
ويتنزل هذا التطور الهام أيضا في إطار ما يربط الولايات المتحدة الأمريكية منذ عقود لا بالجماهيرية العربية الليبية فحسب بل وبكافة دول المنطقة الأخرى من علاقات عريقة ويعكس أيضا الحرص المشترك على تعزيز عرى التعاون والتضامن وتوثيق علاقات الصداقة بين شعوبها.
وان هذا التطور الايجابي الذي جاء تتويجا لحوار بناء ساهمت فيه تونس بجهد مخلص وموصول من شأنه أن يعزز جسور الثقة ويدعم روح الوفاق والوئام بما يعود بالخير والنفع على الشعبين الليبي والأمريكي وعلى شعوب المنطقة.
ويفتح هذا الحدث التاريخي افاقا رحبة أمام حركة الاستثمار وفرص الشراكة والتبادل التجارى بما يخدم المصالح الليبية والأمريكية.
(المصدر: موقع “أخبار تونس” الرسمي بتاريخ 16 ماي 2006)
أنباء إسرائيلية عن اجتماع سيف الإسلام القذافي بمسؤول إسرائيلي كبير
تل أبيب ـ يو بي آي: قال مصدر في وزارة الخارجية الاسرائيلية امس الثلاثاء ان مدير عام وزارة الخارجية الاسرائيلية رون بروس اور التقي مؤخرا سيف الإسلام القذافي نجل الرئيس الليبي معمر القذافي.
ولم يحدد المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، موعد اللقاء ولا مكانه.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ليئور بن دور لـ يونايتد برس انترناشيونال أمس نحن لا نؤكد ولا ننفي هذا النبأ . ولكن بن دور قال ان أنباء تحدثت عن لقاء بين بروس اور ومجموعة من الليبيين قبل سنتين.
وأفادت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان اتصالات بين اسرائيل وليبيا توقفت بادعاء تسريب نبأ اللقاء إلي مجلة كويتية في حينه.
وقال بن دور علينا ألا ننسي أن رؤية الرئيس الليبي معمر القذافي لحل الصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني من خلال ما يسمي بدولة اسراطين (اسرائيل وفلسطين) لا تتناسب مع الرؤية الاسرائيلية كون ليبيا تري إقامة دولة ثنائية القومية بين نهر الاردن والبحر الابيض المتوسط .
واضاف بن دور انه عندما تقرر ليبيا تجديد الاتصالات مع اسرائيل فإنها تعرف كيف ستصل إلينا .
وأضاف ان ليبيا تعرف أننا نريد إنشاء علاقات مع جميع الدول العربية والاسلامية .
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 17 ماي 2006)
توبة ليبيا وسام وحيد علي صدر الرئيس الامريكي
الفضل في تغيير موقف القذافي يعود لابنه سيف ولرئيس
mi6 السابق
توبة ليبيا وسام امتياز بارز، لكنه وحيد جدا، علي صدر جورج بوش، وهي ايضا البرهان الذي يستعمله المحافظون الجدد ، وهم جماعة من الموظفين الكبار يخدمون في وزارة الدفاع ومسؤولون عن صياغة السياسة الخارجية للادارة، علي أن السياسة الخارجية العنيفة والمتصلة تؤتي أُكلها حقا.
عُدّ القذافي لسنين طويلة، وكذلك عدّه نظراؤه في الدول العربية، الزعيم الأكثر تشددا وجنونا من الجميع. فقد أيدت عشرات المنظمات الارهابية، وفي ضمنها منظمات لم تكن له بها أية صلة مثل جماعات نازية جديدة والعصابات السرية في ايرلندا، حتي كان يبدو أنه يفعل ذلك ببساطة تلذذا بذلك. وقد وقف من وراء المبادرات الأكثر تشددا علي اسرائيل والغرب، وأرسل اموالا الي أكثر الجهات تطرفا، وطلب توحيد العالم العربي تحت أجندة اسلامية غير مهادنة بل حاول أن يُنظم انقلابات في عدد من الدول التي حاولت التحلل منه.
ولهذا لم يعجب أحد ايضا عندما أعلنت الـ (سي.آي.ايه) في بداية 2001 للموساد بأن القذافي قد قطع شوطا بعيدا في طريق انتاج السلاح النووي.
طوال السنين حاولت الولايات المتحدة اسقاط نظام حكم القذافي بالقوة لكنها فشلت. وصلت الي أقرب مدي في 1986، عندما أمر الرئيس ريغان بقتله. لكن القنبلة التي قذفتها قاذفة امريكية نجحت في أن تقتل الابنة الصغيرة فقط لزعيم ليبيا.
بعد أن تم اثبات علي مشاركة ليبيا في تفجير طائرة بان امريكان في سماء سكوتلندا في 1988 غيرت الولايات المتحدة الاستراتيجية وأقنعت المجموعة الدولية أن تفرض علي ليبيا قطيعة تامة في جميع المجالات.
أصبحت ظروف الحياة في الدولة، والتي كانت أصلا فقيرة ضعيفة، غير محتملة. ان حلم القذافي بأن يجعل ليبيا جوهرة تاج العالم العربي تلاشي في نقص عميق وجهل طاغٍ.
كان أبناء القذافي، وفي الأساس سيف الاسلام، هم الذين جلبوا التغيير. ان الابن خاصة الذي رأي جثة أخته قد أدرك أن مصلحة ليبيا تقتضيها طلب العفو، وأن تكف كفا تاما عن تأييد الارهاب وأن تحل مشروع الذرة. ربما لو لم يحصل الابن سيف الاسلام علي دراسته في بريطانيا، حيث أصبح مشجعا كبيرا لكرة القدم الاوروبية، لبقي القذافي الأب متشددا، ومعزولا وخطرا.
في نهاية الأمر انتجت العقوبات. فقد سلمت ليبيا المتهمين بالمشاركة في قضية بان امريكان ، ودفعت مئات ملايين الدولارات الي عائلات الضحايا وفتحت منشآتها النووية أمام مراقبي الامم المتحدة. وباختصار أصبح العالم مكانا أكثر أمنا. حدث التحول المفاجئ للقذافي قبل أكثر من سنتين. لم تعجل الولايات المتحدة باحتضانه. أمر الرئيس بوش بالفحص عن صدق التصريحات عن وقف تأييد الارهاب. أمس فقط، عندما أجازت الجهات الاستخبارية أن القذافي أصبح ولدا طيبا، أعلنت رايس عن تجديد العلاقات معه.
تستحق حكومة بريطانيا وساما خاصا، وبخاصة السير ريتشارد بيرلاف، رئيس الـ ام.اي 6 سابقا، والذي عمل من وراء الأستار بسرية تامة من اجل عودة القذافي الي عائلة الشعوب.
فشل الموساد الاسرائيلي بمقابلة ذلك، مرتين: قبل كل شيء عندما لم ينجح في الحصول علي معلومات جليلة ما عن مشروع ليبيا الذري، الذي كان في طور متقدم جدا، والثانية عندما قرأ أفراده في الصحيفة عن التحول الحاد للقذافي.
رونين بيرغمان
كاتب في الصحيفة (يديعوت احرونوت) 16/5/2006
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 17 ماي 2006)
محمد فال يزور تونس
الدورة الثانية للجنة العسكرية المشتركة التونسية الجزائرية من 14 إلى 18 ماي 2006
تحادث السيد كمال مرجان وزير الدفاع الوطني مع اللواء محمد زناخرى الذي يرأس وفد بلاده في اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة التونسية الجزائرية في دورتها الثانية المنعقدة بتونس من 14 الى 18 ماى 2006 .
وتناولت المقابلة المسائل المدرجة في جدول اعمال اللجنة والمتعلقة بتقييم نتائج الدورة الاولى التي التامت في سنة 2005 بالجزائر واعطاء دفع متجدد لتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات العسكرية.
وثمن الوزير بالمناسبة دور اللجنة العسكرية المشتركة في المساهمة في تمتين العلاقات الاخوية المتميزة بين تونس والجزائر تجسيما للارادة السياسية التي تحدو كلا من الرئيس زين العابدين بن علي والرئيس عبدالعزيز بوتفليقة.
كما اعرب عن ارتياحه لسير اشغال الدورة الحالية ولما حققته من نتائج في هذا الاتجاه خاصة من حيث تكثيف اللقاءات بين الوفود العسكرية وتبادل الخبرات وبرامج التكوين مؤكدا عزم تونس على مزيد تنمية التعاون الثنائي وتنويعه لما فيه خير البلدين الشقيقين.
(المصدر: موقع “أخبار تونس” الرسمي بتاريخ 17 ماي 2006)
سوسة
اجتماع تضامني مع الشعب الفلسطيني
بدعوة من جامعة سوسة للحزب الديمقراطي التقدمي التأم يوم السبت 13 ماي 2006 بمقر الجامعة اجتماع تضامني مع الشعب الفلسطيني بمناسبة ذكرى النكبة خاصة و أن الشغب الفلسطيني يتعرض في هذه الفترة للحصار و التجويع.
و قد قدم في مستهل هذا الاجتماع السيد عدنان المنصر أستاذ التاريخ بكلية الآداب بسوسة و صاحب كتاب “دولة بورقيبة” و صاحب العديد من البحوث و الدراسات مداخلة قيمة نالت إعجاب الحاضرين حول تاريخ الحركة الصهيونية و الظروف التي حفت بتغلغلها في فلسطين. وقد دحض المحاضر المرتكزات الثلاثة التي قامت عليها الحركة الصهيونية ألا و هي التاريخ و العرق و الدين. و اعتبر المحاضر أن الفكرة الصهيونية ارتكزت من جهة على ضرورة بناء دولة لليهود قابلة للحياة و من جهة أخرى على حركة متدينة تعتبر انطلاقا من التعاليم التوراتية أن فلسطين هي أرض الميعاد و أن هذين المرتكزين أي العلمانية في إدارة الدولة و العقيدة التوراتية بقيت صفات ملازمة للكيان الصهيوني إلى حد الآن. و أضاف المحاضر أن تغلغل الصهيونية في الأرض العربية استفاد كثيرا من الظروف الملائمة آنذاك و بصورة خاصة غياب القدرة على المقاومة و هجرة النخب و عدم وضوح المشروع الصهيوني و تخاذل الأنظمة العربية الرسمية إضافة إلى مساندة أوروبا التي كانت تسعى إلى تجميع اليهود في بلد قومي و هو ما جسمه وعد بلفور سنة 1917 الذي وعد اليهود بإقامة دولة لهم في فلسطين و صولا إلى قرار تقسيم فلسطين.
أما الأستاذ محيي الدين لاغة رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب بسوسة فقد قدم مداخلة حول حق العودة مذكرا بموجات التهجير المتعاقبة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني سواء في سنوات 1947 – 1948 أو في سنة 1967 أو بعد ذلك. كما أكد على أن حق العودة لا يجد مشروعيته فقط من قرار الأمم المتحدة رقم 194 و الذي يعتبرا مرجعا في هذا المجال بل أيضا انطلاقا من الإتفاقيات و المعاهدات الدولية و منها اتفاقيات جينيف و مبادئ حقوق الإنسان و المدونات الدولية ذات الصلة. و قد تعرض الأستاذ لاغة إلى المؤامرات التي تحيكها الإمبريالية و الصهيونية و حتى بعض الأطراف العربية لإسقاط حق العودة التي هي حق مشروع للشعب الفلسطيني الذي هجر من أرضه.
و بعد هاتين المحاضرتين دار نقاش تناول عديد الجوانب في الوضع الفلسطيني و بصورة خاصة الوضع الراهن و سبل تفعيل مساندة الشعب الفلسطيني في مواجهة الحصار الذي يتعرض له.
دقيقة صمت
وقف المجتمعون دقيقة صمت كما تليت الفاتحة ترحما على روح الفقيد العزيز المناضل الكبير عادل عرفاوي الذي توفي يوم 11 ماي. و قد تم التذكير بخصال الفقيد حيث كان من مؤسسي فرع جندوبة لمنظمة العفو الدولية و ترأس فرع جندوبة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان قبل أن يتم انتخابه في المؤتمر الخامس عضوا في الهيئة المديرة الخالية التي كان عادل من أنشط أعضائها.
مساندة للمحامين المعتصمين
عبر الحاضرون عن مساندتهم للمحامين المعتصمين دفاعا عن مطالبهم المشروعة
مراسلة خاصة بموقع الحزب الديمقراطي التقدمي
(الموقع: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 16 ماي 2006)
صفاقس في 16 ماي 2006
عدد 05-2006-04
إلى السادة أعضاء المكتب التنفيذي
للاتحاد الجهوي للصناعة و التجارة و الصناعات التقليدية بصفاقس
الموضوع:
حول عدم إجابتكم عن طلبي إصدار تنبيه مسبق للصدّ عن العمل.
تحية طيبة،
و بعد فإنه لإجراء وقائي و كَرَدّْ فعل إزاء العمال بعد تنظيمهم خمسة اضرابات تُوّجِت باعتصام مجموعة منهم اعتصامًا متواصلا بمركز العمل (رغم تعليق العلاقة الشغلية) نَاهَزَ إحدى عشرة شهرًا لَجأت للقيام بصد ثالث عن العمل و قد رفعت إليكم بتاريخ 10-04-2006
و تحت عدد 4-2006-05 مراسلة (عن طريق الفاكس بتاريخها و على الساعة 12.15 تحت عدد 74780725 و عن طريق البريد المضمون الوصول مع إعلام بالتبليغ، و قد تم الإمضاء على تسلمها يوم 12-04-2006) موضوعها طلب إصدار تنبيه مسبق للصد عن العمل طالبًا المصادقة عليه تطبيقا للفقرة الثانية من الفصل 376 مكرر من مجلة الشغل ليتسنى بعد ذلك إصدار التنبيه المسبق للصد عن العمل في آجَالِه.
و المؤسف أنني في الوقت الذي أتوقع أن تقف منظمة الأعراف إلى جانب منظوريها الشرعيين و أن تدعم وقوفهم في وجــه الظــلم و التحدي و محـاولة تَرْكِيعِهم و إذلالـهم حماية لأدوارهم الاقتصادية و الاجتماعية و ذلك من أبرز مـهامها… فإنني إلى تاريخ هذا لم يَصـلني موقفكم الذي طلبته منكم بالطريقة الإدارية المعهودة. علما و أن الأمر خطيرٌ و لا يتحمل الانتظار، و إن السكوت و التغافل عنه هو دعم مهما كانت النّوايا للطرف الآخر و شد لأزْره ليزداد تسلطا
و مواجهة لأصـحاب المؤسسات الذين يتزايد عدد المتضررين منهم من الاضرابات و الاعتصامات التي إضافة إلى تحديها للقانون و العرف فإنها تزيد في تكبيد المؤسسات الخسائر الأدبية و المادية الفادحة مما قد يؤدي بها إلى العجز أو الإفلاس، و مما قد يُنَفِّرُ الراغبين في الاستثمار عن طريق إحداث مؤسسات جديدة أو توسيع القائم منها.
هذا و قد علمتُ بصفة غير رسمية أنكم أحلتم طلبي على المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للصناعة و التجارة بصفاقس لينظر فيه في اجتماعه الدوري. هل تَوَقّفَتْ سُنَّة الاجتماعات الطارئة أو الاستثنائية في الحالات الاستعجالية؟ كما علمت بأنكم رفعتم نسخة من طلبي للادارة المركزية معللين ذلك بأن أمر المصادقة على الطلب هو من أنظارها.
و إذ أجدد الإعراب عن أسفِي الشديد لهذه المماطلة في أمر لعلكم أدرى الناس بخطورته و أهميته و ضرورة الإسراع بالإجابة عنه و لو بعدم المصادقة. و في خصوص القول بأن الأمر موكول للمنظمة المركزية غير وجيه و إن صَرَّحَتْ الفقرة الثانية من الفصل 376 مكرر بذلك، حيث ورد ما يَلي تعليقا على ذلك، (…..طَرَح مفهوم المنظمة النقابية المركزية العديد من الإشكالات على المستوى العملي… و قَدْ تَمَّ تَجَاوزُ هذا الغموض حيث نصَّ المنشور الصادر عن وزير الشؤون الاجتماعية و المتعلق بتوضيح أحكام قانون 11 أوت 1976 أن المصادقة يمكن أن تصدر عن أحد المسؤولين بالمنظمة النقابية على المستوى المركزي أو الفيدرالي أو الجهوي) “كتاب نزاعات الشغل الجماعية و طرق تسويتها في قانون الشغل الجماعي”.
و قد اعتُمد مَضمُون هذا التوضيح – ومازال – في كل التنابيه المسبقة للاضرابات حيث تَمَّ الاكتفاء فيها بإمضاء الكاتب العام للمنظمة الشغيلة و في نفس المسار كانت المصادقة جهوية في الصدّين السابقين اللذين أقرهما و أمضى عليهما رئيس المنظمة الجهوية للأعراف بصفاقس، و لم تطعَن الدائرة الشغلية بالمحكمة الابتدائية بصفاقس في شرعية الصد و هو على تلك الحالة. و ذلك كله عين الصواب و تجسيم فعلي لممارسة منظمة الأعراف لأدوارها و بالأساس الوقوف إلى جانب منظوريها الشرعيين ما داموا يدافعون عن حقهم وكرامتهم و سمعتهم في حدود القانون.
و في غياب ذلك خاصة في ظرف اقتصادي خطير تتزايد فيه إثارة و تأليب العملة ضد المؤجرين فيشنون الاضرابات و يفتكون الحوز بالقوة و يمنعون حرية العمل و أصحاب المؤسسات من الدخول إليها و التصرف في شؤونها مصرحين بأن أفعالهم بأمر و بتنسيق مع منظمتهم مدعومين بعناصر أجنبية تجاهر بأنها تمثل الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس.
إنما وقع و يقع ينتظر من منظمة الأعراف أن تباشر دورها بالوقوف إلى جانب منظوريها، و إن لم تفعل ذلك تلقائيا و بحزم باعتباره من أوكد واجباتها فما يشد الأعراف إليها وكيف تلوموهم إن إبتعدوا عنها و فكروا في غيرها آملين أن لا يكون البديل منشغلا عنهم بما لا ينفعهم.
والســـــــــــــــلام
الممثل القانوني للمصنع
رفيق بن عبد الوهاب معلى
قراءة في الحوار الدائر حول موضوع العودة على صفحات تونس نيوز
بقلم: د. عمر النمري
تابعت على صفحات تونس نيوز الحوار الدائر بين عدد من الاخوة ـ شارك فيه بعض المجهولين ـ حول موضوع العودة إلى تونس. والحقيقة لقد تألمت شديد الألم وتأسفت كثيرا على المستوى المتدني الذي انحط إليه أسلوب الحوار من مثل وصف بعضهم لإخوانهم الذين خالفوهم الرأي بالجبن، والضعف النفسي، والهرولة، والسعي إلى الخلاص الفردي، وتنكب الصراط المستقيم، والخذلان، والذل، والهوان، وانتفاء الأخلاق، وانعدام الرجولة؛ إلى الحد الذي وصل ببعضهم إلى الرجم بالغيب وتقرير المصير الأخروي لإخوانه مشيرا إلى أن ((…..الجنة التي نطمح أن نكون من أهلها ترفض أصحاب النفوس الضعيفة والمهرولين والخانعين )) – المنجي الفطناسي: “المتساقطون على طريق الهجرة” – تونس نيوز . متغافلا عما نطق به الحديث الصحيح من أن الرجل ليعمل بعلم أهل الجنة فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضي الله عنه ـ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الزَّمَنَ الطَّوِيلَ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ثُمَّ يُخْتَمُ لَهُ عَمَلُهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الزَّمَنَ الطَّوِيلَ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ ثُمَّ يُخْتَمُ لَهُ عَمَلُهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ. رواه مسلم. والأولى بالأخ الفطناسي أن يكف لسانه عن إيذاء الآخرين حتى يضمن لنفسه الجنة فقد جاء في الحديث الشريف عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ. والحديث عند البخاري.
ولقد شاهدتُ تنامي وتصاعد هذا التوجه في النظر إلى أصحاب الرأي المخالف بأنهم ضعفوا واستكانوا وركنوا إلى الدنيا وتخلوا عن القضية التي من أجلها فارقوا الأهل والأحبة، وتكبدوا الصعاب والمشاق، وقطعوا البحار والبراري، ولسان حالهم يقول رذّلوهم وخوّنوهم حتى يتسنى لكم تسفيه رأيهم وتقبيحه والمضي بالسفينة قدما حسب اجتهادكم ورأيكم. مثل هذا الأسلوب لا يليق ولن يورث الحركة إلا انقساما ولن يزيد أفرادها إلا تشتتا، وانحصارا في العلاقات وسوء ظن.
ينبغي أن يتوقف الجميع عن أسلوب الترذيل هذا وخصوصا الاخوة في القيادة، وقد طفح مقال الأخ محسن الجندوبي (( معا لإنقاذ تونس وأحرارها)) ببعض تلك الأوصاف وهو أمر شبيه بما نسمعه من حين لآخر من قيادات معروفة في الحركة في حواراتنا الداخلية.
والناس في ذلك صفان: صنف استقل برأيه وانعتق من ربقة التنظيم وعمل باجتهاده وهو في ذلك لن يُعدم الأجر سواء أصاب أم أخطأ، ولا يجوز بأي حال من الأحوال وصفه بمثل هذه الأوصاف من مثل ما حصل مع الأخ عبدالله بوعبدالله مع كونه أظهر أدبا جمّا وخلقا رفيعا في ردوده على من أنكر عليه عودته إلى الوطن ، ويكفيه شرفا أنه أمضى عقدا ونيف في غياهب السجون وذاق عذاباتها وويلاتها، ولاينقص فسخُه عقدَ ارتباطِه بالحركة من تدينه شيئا ولا تنقص عودتُه إلى تونس من نضاله وجهاده ورجولته وشهامته شيئا، بل هو محض اجتهاد ورأي رآه قد يكون فيه على صواب .
وصنف ثان: خالفوا قيادة الحركة في كيفية التعامل مع السلطة وفي مسألة أولوية الحقوقي عن السياسي وفي مسألة العودة وظلوا يناضلون من داخل الحركة دون أن يفكوا هذا الرباط الذي بينهم وبين حركتهم، ولا ينقص اجتهادهم هذا من جهادهم ونضالهم شيئا، ولا يليق وصفهم بمثل تلك الأوصاف بأي حال من الأخوال.
ليعلم الجميع أن عمر هذه الحركة المباركة أكبر من عمر ابن علي وحكومته، بل أكبر من عمر قيادات الحركة نفسها، وان “الحربَ كرٌ وفرٌ” كما يقول المثل ـ إن صح لنا أن نصف هذه الخصومة السياسية بيننا وبين الحزب الحاكم بذلك على وجه المجازـ فقد نقبل بالتنازل عن بعض حقوقنا لنكسب حقوقا أدنى منها وقد نجني بذلك قوة ومنعه في مرحلة لاحقة، والأمر كله اجتهاد وتقدير.
إن الأمر ياقادة لا يعدو أن يكون خلافا في وجهات النظر وتنوعا في الاجتهاد والقراءات ولادخل فيه للرجولة والشجاعة والنضال، ولا للهرولة والجبن والسقوط على درب النضال، سواء تعلق الأمر بالخلاف الدائر منذ سنوات حول كيفية التعامل مع السلطة ومسألة أولوية إطلاق سراح المساجين أم الاستحقاقات السياسية وأخيرا مسالة العودة من عدمها. لايعدو الأمر يا سادة أن يكون تباينا في وجهات النظر مرجعه الخلاف في تقدير ميزان القوى داخل البلد وفي تقدير قدرة الحركة و المجتمع المدني على تعديل كفة الميزان لصالح المجتمع في مقابل سلطة مستبدة غاشمة استحوذت على مقدرات الدولة واستخدمتها لصالحها. وسواء أكان هذا التحسن الطارئ على ميزان القوى لصالح المجتمع بفعل تأثيرات إقليمية وظروف دولية أم بفعل نضالات المعارضة في الداخل والخارج، فمناط الخلاف أيضا هو كيف يمكن استثمار هذا التحسن؟ هل في حدود سياسية “لي اليد دون كسرها” مما يضطر السلطة للتنازل دون الشعور بما يهدد وجودها وبقاءها في السلطة؟ أم في حدود “سياسة كسر العظم” التي تشعر السلطة بأنها مهددة في أصل وجودها وبالتالي تستميت في الدفاع عن نفسها استماتة الضعيف الذي يخبط خبط عشواء ويظل يصارع حتى آخر رمق في حياته وقطرة من دمه.
وتحضرني فقرة للعلامة ابن خلدون في مقدمته في (( فصل أن الدعوة الدينية من غير عصبية لاتتم)) انقلها للقارئ الكريم لعله يستبين أن الأمر مجرد اجتهاد؛ بل إن ابن خلدون وصف أصحاب هذا الاجتهاد الثوري بالموسوسين والمجانين وقال إن مصير هؤلاء المناضلين الثوار إما الهلاك أو الإحالة على المصحات النفسية.
وللقارئ الكريم أن يرجع إلى مقدمة ابن خلدون ليتحقق بنفسه من وصف ابن خلدون لهؤلاء الثوار الذين أساءوا تقدير إمكانياتهم وتقدير امكانيات الدولة التي خرجوا عليها دون التترس بعصبية قوية فكان مصيرهم الهلاك والخذلان مأزورين غير مأجورين. يقول ابن خلدون: (( كل أمر تحمل عليه الكافة فلابد له من العصبية وفي الحديث الصحيح ما بعث الله نبيا الا في منعة من قومه، واذا كان هذا في الأنبياء وهم أولى الناس بخرق العوائد فما ظنك بغيرهم أن لا تخرق له العادة بغير عصبية…ومن هذا الباب أحوال الثوار القائمين بتغيير المنكر من العامة والفقهاء فان كثيرا من المنتحلين للعبادة وسلوك طرق الدين يذهبون إلى القيام على أهل الجور من الأمراء داعين إلى تغيير المنكر والنهي عنه والأمر بالمعروف رجاء في الثواب عليه من الله فيكثر أتباعهم والمتشبثون بهم … ويعرضون أنفسعم في ذلك إلى المهالك وأكثرهم يهلكون في تلك السبيل مأزورين غير مأجورين لأن الله سبحانه لم يكتب ذلك عليهم وإنما أمر به حيث تكون القدرة عليه؛ قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ) والحديث في صحيح مسلم كتاب الإيمان . وأحوال الملوك والدول راسخة قوية لايزحزحها ويهدم بناءها إلا المطالبة القوية التي من ورائها عصبية القبائل والعشائر كما قدمناه وهكذا حال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في دعوتهم إلى الله بالعشائر والعصائب وهم المؤيدون من الله بالكون كله لو شاء، لكنه إنما أجرى الأمور على مستقر العادة والله حكيم عليم.
فإذا ذهب أحد من الناس هذا المذهب وكان فيه محقا قصر به الإنفراد عن العصبية فطاح في هوة الهلاك، وأما إن كان من المتلبسين بذلك في طلب الرياسة فأجدر أن تعوقه العوائق وتنقطع به المهالك لأنه أمر الله لايتم إلا برضاه وإعانته والإخلاص له ” مقدمة ابن خلدون ، طبعة دار الفكر، ص ص 125-126.
والعصبية التي أشار إليها ابن خلدون هنا هي عينها ما نعنيه اليوم بمصطلح “ميزان القوى” داخل الدولة؛ وأغلب خلافنا يدور حول تقديرنا لمدى قدرة الحركة وقوى المجتمع المدني على تعديل كفة ميزان القوة لصالح المجتمع في المدى المنظور ؛ فمن ظن أن المعادلة توشك أن تنقلب لصالحنا وأن سلطة ابن علي توشك أن تنهار وأننا في الهزيع الأخير من الليل لم ير أولوية للمسألة الحقوقية وإطلاق سراح المساجين بل عدها تتويجا لمصالحة وطنية شاملة عمودها وذروة سنامها الاستحقاقات السياسية؛ ومن ذهب في تقديره لقدرة الحركة والمجتمع المدني على تعديل كفة ميزان القوى في المدى القريب غير هذا المذهب رأى أن الأنسب هو اتباع سياسة “لي اليد دون كسرها” التي توجع صاحبها فينحني أو يلتوي ليتجنب الألم وذلك في إطار ضغط موجه نحو تحقيق هدق قابل للتحقيق في ضوء ميزان القوى الحالي المائل أصلا لصالح السلطة وذلك من قبيل إطلاق سراح المساجين السياسيين، وعودة المهجرين، ورفع الحظر على أوجه التعبير الديني في الداخل وهذا الأخير قد حصل بالفعل بفضل الله ومنته وتحققت منه أقدار لا يمكن للسلطة أن تتراجع عنها إلى ما كان عليه الوضع في بدايات التسعينات.
ألا ترى أيها القارئ الكريم أن مرد الأمر كله إلى الخلاف في التقدير وما تأتى عنه من اجتهاد ورؤية للتغيير ولا صلة له بالنضال والجهاد بل إن بعضَ أوجه النضال تهورٌ وسوءُ تقدير على النحو الذي ذكره ابن خلدون. والحقيقة التي لا شك فيها أن أصحاب كلا الرأيين مجتهدون ومأجورون على اجتهادهم أخطؤوا أم أصابوا ، والله غالب على أمره. وحري بالجميع أن يحفظ لسانه ويمد حبل المودة عسى الله أن يرحمنا جميعا برحمته ويمدنا بمدد من عنده إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير، سبحانه، تباركت أوصافه وتقدست أسماؤه.
17 ماي 2006
أمراء الطوائف يعودون من جديد
بقلم: الاستاذ عبد الله الزواري
أن تستمد الأمة ، في العموم، العظات و العبر و الدروس من عصر نهضتها و تألقها فهذا طبيعي و منتظر و معقول، أما أن تستمد الأمة العظات و العبر من عصر انحطاطها و ذهاب ريحها فهذا لا يعني غير بلوغ الأمة درجة من الانحطاط وذهاب الريح أسوأ بكثير من تلك التي استمدت العظة و العبرة منها…
في عصر الطوائف بالأندلس و في لحظة حاسمة من تاريخ إمارة أشبيلية، قيل للمعتمد بن عباد و قد أوشكت إمارته على السقوط على أيدي يوسف بن تاشفين الصاعد نجمه، قيل للمعتمد بن عباد ألا نلتجئ إلى الأسبان نستمد منهم العون للتصدي لهذا القادم من الصحراء و المحافظة على ملكك و إمارتك، فرد ألمعتمد بن عباد بكلمات بليغة: “لئن أرعى الإبل عند ابن تاشفين أحب إلي من أن أرعى الخنازير عند الأسبان”
ذكرت هذا و قد زال ملك ابن عباد و لقي ما لقي من الأسر، وهو الذي كان يدرك ما يمكن أن يؤول إليه أمره، لكنه مع ذلك لم يول وجهه شطر الغرب… بل بقي في أحرج اللحظات موليا وجهه قبل المشرق… وكأنه يقول:” إن ولائي لا يمكن أن يكون لغير من يشاطرني الثقافة و الفكرة والهوية و إن انتزعوا ملكي وأزاحوني عن سلطاني و نكبوني في كل ما أملك…
ذكرت هذا و أصوات أمراء الطوائف الجدد ترتفع من هنا و هناك تطالب إيران بتطمينات حول برنامجها النووي، أو تبدي قلقها من هذا البرنامج ، أو تدعوها دون حياء إلى الانصياع إلى الشرعية الدولية والامتثال إلى ومطالب وكالة الطاقة النووية- بل مطالب الولايات المتحدة الأمريكية تحديدا-، و قد يذهب البعض منهم أكثر من ذلك فيرفض امتلاك إيران مثل هذا البرنامج ، و ليستر سوأته يضيف في خجل بطلب إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية …
فأن عجز هؤلاء على تحقيق ما حققته الثورة الإيرانية في مدة أقصر من تلك التي قضاها هؤلاء متربعين على عروش شعوبهم يحكمونهم بالحديد و النار، فتقهقرت شعوبهم عما كانت عليه قبل وصولهم – إذا استثنينا مظاهر النمو الطبيعي التي يشهدها كل كائن حي- ألم يكن من الأولى لهم أن يلازموا الصمت إن قصرت هممهم عن التفكير في ما يصلح أمتهم و إعداد ما يلزم لحماية استقلال قرارها و توفير كفايتها من الغذاء و الدواء و اللباس و مختلف مرافق الحياة و محسناتها، ألم يكن من الأولى للصغار الذين ضيعوا أوطانهم أن يلازموا الصمت عندما يتكلم الكبار الذين يسعون إلى بناء مجد أمتهم، لكننا نسمع جعجعتهم تملأ الآفاق ونرى سحرتهم وأبواق دعايتهم آناء الليل وأطراف النهار تسبح بحمدهم وتمجد أفعالهم وتعلي من أقدارهم، وتضيف إليهم من الصفات ما لا يليق بأسيادهم ويستنكف الأنبياء والحكماء منه تواضعا
فهذا يبشرنا بالعبور إلى المستقبل، لكنه لم يبين لنا أي مستقبل يريد أن يعبر بنا إليه؟ أمستقبل العلم أم الجهل؟ و مستقبل الحرية أم الاستبداد؟ و مستقبل الرخاء أم العوز والفاقة؟ و مستقبل القانون والمؤسسات أم مستقبل العشيرة و العائلة والبطانة؟ ومستقبل التداول السلمي على السلطة إثر انتخابات تتوفر فيها كل مواصفات العملية الديمقراطية الحقيقية أم التوريث و الانتخابات الصورية المرتكزة على التزييف بمختلف صوره…
وهذا يبشرنا بجمهورية الغد… أفلم تكفنا جمهورية اليوم قهرا و استبدادا و تحجرا وسباحة عكس التيار حتى نبشر بجمهورية أخرى تكون أشد و أنكى، ألم تكفنا جمهورية اليوم تدميرا للحياة العامة و الخاصة و اعتداء على الحريات المختلفة و عسكرة للمجتمع و ضربا لطلائعه المستقلة و تدجينا لمنظمات المجتمع المدني المستقلة و المنافحة عن حقوق الإنسان سياسية كانت أو إقتصادية أو اجتماعية أو بيئية…
و كل يغني على ليلاه، لكن الشعوب أدركت أن” ليلى هذه” لا تعدو أن تكون أحلاما جميلة لا يقدر هؤلاء المطربون و بأي حال من الأحوال أن يقدموا المهر المناسب الذي من شأنه أن يحول هذه الأحلام إلى حقيقة تدرك و واقعا يعاش و هواء نقيا يتنفسه المرء حيثما حل في الأرياف و المدن، داخل البيوت و على كراسي الدراسة و في كل الفضاءات العامة و الخاصة…
ماذا ستتركون لشعوبكم بعد رحيلكم- عجل الله به- و ثروات النفط و المحروقات عموما ناضبة عما قليل، وكذلك شأن بقية الثروات وان اختلفت آجال النضوب…أي طاقة ستستعمل شعوبكم بعد خمسين سنة؟ ومن أين ستأتون بها؟ و هل ستتركون لشعوبكم من الثروة و المال ما يمكنهم من سد حاجتهم؟ و أي مقابل ستدفعون لأعضاء النادي النووي المغلق لتزويدكم بالوقود إن رضوا قبل ذلك بتجهيزكم و بناء ما يلزمكم من مفاعلات نووية؟ و ماذا سيكون شأنكم مع أكثر من مائتي علم تستند إلى تقنية نووية تفتقدونها الآن و لا تحدثون أنفسكم باكتسابها، بل تسعون – تصريحا و تلميحا- إلى دفع غيركم للسير على طريق الخنوع والخضوع الذي تسابقتم إليه فعبدتموه تعبيدا بفعل انبطاحكم و زحفكم و هرولتكم؟ كم من اللعنات ستلحقكم وأحفادكم يقرؤون عن ثروات خيالية أسأتم التصرف فيها فبددتموها في أقل من جيلين؟ ثروات خيالية بذرتموها على شهواتكم من أطعمة وأشربة و أمتعة زائلة، كم من اللعنات ستلحقكم و هم يقرؤون خطبكم الرنانة المبشرة بمجتمع الرفاه و يحصون عدد المهرجانات التي نظمت من أجل فرحة الشباب – شبابكم- ويطلعون على جرد للأموال التي نهبتموها تأمينا لمستقبل أطفالكم فهربتموها بعيدا عن البلد، و لم تفكروا في غيرهم ممن يأتي بعدكم؟
نعم قصر أجدادنا و أجداد أجدادنا و أجداد أجداد أجدادنا…نعم قصروا علما و عملا فأورثونا ضعفا و هوانا و بلادا محتلة و دولا غاصبة تستعمر أرضنا و تنهب ثرواتنا و تعمل جاهدة على مسخ شخصيتنا و ثقافتنا و إلحاقنا بثقافتهم, و مع ذلك أورثونا شيئا من العزة و بوصلة ترينا الطريق عند الحيرة و شعورا فياضا ليس بوحدة وجودنا فحسب بل بالقدرة على تغييره و أملا في تبوء هذه الأمة مكانها المناسب بين الأمم… نعم أورثونا غثا وسمينا فهل ترانا قادرين على فعل ما فعلوا؟؟؟؟
هل تعتبون – بل تشنعون- على إخواننا في إيران إن فكروا في مستقبل أبنائهم فسلكوا الطريق التي تؤمن لهم هذا المستقبل، كما فكروا في استقلالية قرارهم الذي لن يكون كذلك ما لم يستطيعوا توفير كل ما يحتاجونه على أرضهم، أما التعويل على الغير لتوفير حاجياتهم فلا يعدو أن يكون منة يمكن أن يمن بها عليهم حينا كما يمكن أن يحرموا منها حينا آخر محافظة على سر أو دفعا لتنازل إن بقي هناك ما يتنازل عنه أو مجرد ابتزاز…
حفظ عن العربي في ” جاهليته” قوله: أنا و أخي على ابن عمي، و أنا و ابن عمي على الغريب، أما عرب القرن الواحد و العشرين يقولون: ” أنا و الغريب على ابن عمي..”
و إن كان المعتمد بن عباد في عصر طوائف الأندلس فضل أن يكون راعيا للإبل عند ابن تاشفين على أن يرعى الخنازير عند الإسبان فإن معتمدي الطوائف المعاصرة يفضلون رعي الخنازير في مزرعة في صحراء النقب أو في تكساس أو في صقع آخر غربا لكنهم يرفضون رعي الإبل في “قم” أو في “مشهد”…
لكن الأمل باق في أن يجدد بعض هذه الأمة لها شبابها فيرفض ان يكون راعيا عند غيره، بل يكون راعيا لمصالح أمته عاملا من أجل سؤددها و رفعة مجدها…
فهل من عظة؟؟؟
جرجيس في 13 ماي 2006
(المصدر: موقع نهضة.نت بتاريخ 17 ماي 2006)
في ثقافة القبول والرفض
من يقبل أو لا يقبل بمن؟
1– جريدة الموقف عدد:359 – بتاريخ:12 ماي 2006
2– من رسالة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه إلى القاضي أبي موسى الأشعري
حول انتخاب تونس لعضوية مجلس حقوق الإنسان
إحسان عافي
خلال مشاهدتي لإحدى نشرات أنباء قناة التجمع (قناة اغتصبها حزب التجمع الدستوري من الشعب التونسي ويطلق عليها إسم قناة “تونس 7”) إستغربت لمدة التطبيل (حوالي 15 دقيقة!) التي خصصت لموضوع حصول تونس على مقعد بمجلس حقوق الإنسان.
لذلك إرتأيت أن أنظر أكثر لمعرفة حقيقة الموضوع (عادة ما يضطر مشاهد تلك القناة لمفكك رموز لمعرفة حقيقة الأخبار الوطنية التي تنقلها). ولأن هذه القناة تمادت في نقل المدح والكذب حول هذا الموضوع، أردت أن أنشر هذا التعليق في هذه النشرية لكي يتسنى لبعض التونسيين على الأقل معرفة الحقيقة:
[1] نظرا لطبيعة تنظيم الأمم المتحدة فإنه عادة ما يسبق مثل هذه الإنتخابات العديد من الحسابات السياسية. ومما ورد عن الإنتخابات الأخيرة فإن إنتخاب تونس يعتبر شبه أوتوماتيكي: لقد خصص 13 مقعد للدول الإفريقية ولم تترشح إلا 13 دولة. فكينيا (الدولة رقم 14) فجأة سحبت ترشحها في آخر وقت.
[2] يفهم من طريقة صياغة الخبر عبر قناة التجمع بأن تونس تحصلت على أعلى عدد للأصوات في مجموعتها. الواقع أن غانا تحصلت على أعلى عدد أصوات (183 من 191) ضمن الدول الأفريقية (و هو كذلك الأعلى على نطاق جميع الدول). تونس، مثلها مثل الكامرون، تحصلت على 171 صوت.
[3] خلافا لما تروجه حكومة بن علي فإن إنتخاب تونس لا يعتبر بأي شكل من الأشكال اعتراف بريادة تونس في مجال حقوق الإنسان. من المعروف جيدا أن أهم عنصر لتحديد العضوية في المجلس هو العنصر الجغرافي. ، مثلا إفريقيا خصص لها 13 مقعدا.
[4] لقد فشل مخططو و مستشاري بن علي هذه المرة فشلا ذريعا. فخارجيا كل ما تداولته وكالات الأنباء هو إستغراب الملاحظين من تشكيلة المجلس و عادة ما كان يذكر إسم تونس على أساس أنه مثال سيء لتغييرات في هذا المجلس. أما داخليا، فأن التونسي النبيه تعود أن يشكك فى صحة كل ما تطبل له قناة التجمع. كذلك فالمتتبع للطريقة التي روج بها هذا الخبر يستنتج بأنه أمام نظام وكأنه مجرم بصدد الإحتفال بالإفراج عليه. فإن كان نظام واثق من سجله الحقوقي فما كان يستحق لكل هذه الدعاية والتوظيف لخبر لا يكاد يذكر في صحف الدول التي تطبق حقوق الإنسان وإنتخبت للمجلس.
17 ماي 2006
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على اشر المرسلين
تونس في 15/5/2006
بقلم محمد العروسي لهاني
حول انتخاب تونس عضوا في مجال حقوق الإنسان الدولي يعطي دفعا جديدا لمزيد تجسيم الغايات السامية لحقوق الإنسان
تابع الرأي عام التونسي نبا انتخاب تونس عضوا في مجال حقوق الإنسان في المنتظم الاممي وهذا كسب جديد في مجال دعم حقوق الإنسان في البلدان العربية والإسلامية و الافريقية على غرار حقوق الإنسان في الغرب ….وانتخاب تونس يؤكد مجددا على عناية المجتمع الدولي وانشغاله بأوضاع حقوق الإنسان وقد تم انتخاب السعودية وإيران وكوبا و تونس و الصين و ليبيا ..وفي ذلك إشارة الى ضرورة مزيد العناية بحقوق الانسان وحرية التعبير و الراي و الإعلام والاجتماع وممارسة النشاط السياسي بأكثر حرية وبعث الجمعيات …تلك هي مفاهيم حرية الإنسان .
إلى جانب هذه الحقوق نجد كذلك الحق في الشغل ولقمة العيش بكرامة وكل الجوانب الحياتية بدون استثناء او تهميش او اقصاء او تمييز …واعتقد ان انتخاب بلادنا بأغلبية كبيرة في المجتمع لدولي المنتظم الاممي يفرض علينا ويحملنا مسؤولية مضاعفة في مجال صيانة ودعم حقوق الانسان التي الخّصها في عشر نقاط اساسية .
1 – حرية الرأي و التعبير و النفس و المشاركة في الحوار بحرية و الكتابة في الصحافة بصراحة ووضوح و الحديث في التلفزة بشجاعة كبيرة وحرية .
2- حرية التجمع و المشاركة السياسية بكل حرية والسماح بممارسة حقيقية للعمل السياسي في مناخ وطني سليم دون ضغوط
3 – حرية الاختيار التلقائي بقناعة وإيمان وبعث الجمعيات وحذف الترخيص المسبق و ابداله بصيغة الاعلام و احترام قواعد العمل ونظام الجمعيات وقوانينها ومراجعتها لدعم مفهوم حقوق الانسان .
4 – حق الشغل بالمفهوم الواسع والشامل للكلمة فلا إقصاء وتهميش اوابحاث طويلة ولا فرض شروط الانتماء السياسي وإزالة كل العراقيل التى تحول دون إعطاء شريحة كبيرة من المواطنين حقها في الشغل والخبز اليومي الذي هو حق لكل المواطنين.
5 – حق السفر و امتلاك جواز السفر لكل مواطن مهما كان انتماؤه وتفكيره وهو حق مكفول بالدستور .
6 – المساواة أمام الحقوق و المنافع والمعاملات البنكية وتطبيق لقانون على الجميع بنفس الشروط و الضمانات حتى لا يختل التوازن وحتى لا يحرم المواطن من حقه في قرض ب30الف دينار في حين هناك من يقترض المليارات وفي كثير من الأحيان دون ضمانات .
7 – مزيد تطوير مجلة القمارق و الحقوق في هذا المجال و تطبيق النصوص القمرقية على مختلف شرائح بنفس الطريقة حتى لا يشعر المواطن بالتمييز
8 – التركيز على إخلاء السجون من معتقلييها خاصة سجناء لانتماء السياسي في انتظار تهيئة الأرضية لسن العفو التشريعي العام مستقبلا ولعل الذكر التاسعة عشرة للتحول فرصة مناسبة لإطلاق مثل هذه المبادرة
9 – الحق في الإعلام وجعله في متناول الجميع دون قيد آو شرط وإفساح المجال أمام الراغبين في تنويع المشهد الإعلامي بضرورة بعث محطات تلفزية و إذاعية من طرف الخواص و تحرير الإعلام كما تحررت أسعار اللحوم الحمراء والعديد من المواد .
10 – حرية اللباس و المظهر و المعتقد و احترام ممارسة المواطنين في لباسهم شريطة أن لا يكون منافيا لأخلاق كظاهرة العراء وكشف البطن والصدر و أخيرا حذف الهاجس المتعلق بالتدين وتوسم الخير في المتدينين و المصلين ومنحهم نقاط ايجابية لان الذي يخاف الله لا يعبث بمكاسب الوطن أو يخونه .
هذه العناصر الهامة التي يجب العناية بها وإذا تطورت العقليات فاني اعتقد انه يمكن معالجة مختل القضايا الواردة في ما سبق ..خاصة بعد أن وفر الزعيم بورقيبة أسباب الكرامة البشرية الذي خصص 33 في المائة من ميزانية الدولة للتعليم و17 في المائة للصحة والشؤون لاجتماعية ….ولا اعتقد أن أخونا برهان بسيس قد أصاب الحقيقة عندما قال إن حقوق الإنسان هي المدرسة والمستوصف والسكن ….
نؤكد له ولغيره ان الزعيم بورقيبة رحمه الله لم يدخر جهدا في إيجاد الضروريات في أول عهد لاستقلال رغم إمكانات البلاد المتواضعة لأنه يؤمن بان كرامة الإنسان هي مقدمة مشاغل الدولة و الإنسان في سياسة بورقيبة هو الغاية والوسيلة ….وعندما استغرب رئيس دولة مجاورة تركيز بورقيبة على التعليم وعدم اهتمامه بشراء وتكديس الأسلحة أجابه بورقيبة رهاننا الحقيقي هو نشر التعليم . وعندما قال الباهي لدغم الوزير الأول للزعيم بورقيبة إن اهتمامكم بنشر العلم و مجانيته سيعود بالمضرة عليكم عندما ينتشر الوعي و النضج والثقافة أجابه الزعيم أفضّل ان أسوس شعبا مثقفا على ان أسوس شعبا جاهلا .
أردت ذكر هذه الحقائق حتى يعلم أخونا بسيس أن الزعيم بورقيبة العملاق في كل شيء فكر قبل ولادة صاحبنا بعشرة سنوات أي منذ سنة 1956 في نشر العلم و هو ليس منّة من احد وهو يدخل في حقوق الانسان الذي هو الغاية في فكر الزعيم الراحل .
واليوم تطور مفهوم ومجال حقوق الاسان والنقاط العشرة التى ذكرتها من اوكد الواجبات بالنسبة لكل من يريد ان يعيش بكرامة و عزة .
الشعب لا يرضى بالذل و المذلة
حتى في ابسط الأشياء …فصياح مسؤول على مواطن يؤثر سلبا والسب والثلب يؤثر سلبا و البحث عن الهوية وطالب الهوية امام العموم يؤثر سلبا وحرمان إنسان من الشغل يؤثر سلبا وهذه أمثلة ما وزلنا نعيشها وارجوا أن تصبح هذه الممارسات من الماضي ونفتح صفحة جديدة من حقوق الإنسان .
هذه الخواطر اكتبها من أعماق قلبي وبعد تجربة نضالية طويلة في حزبي حزب التحرير وقد ساهمت في عديد حلقات الحوار على امتداد 40 سنة وكانت تلك هي طريقتي في الحوار والكتابة حتى أن بعضهم من إخواني واصدقائي في الحزب كانوا يخافون عليّ وبعضهم كان يقول لي يا سي لعروسي لاتنسى انك أب ل8 أطفال واحدهم قال لي هذه الجملة في المغرب عام 1977 و للحديث بقية
قال الله تعالى
“ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين “
صدق الله العظيم
محمد العروسي الهاني
مناضل دستوري صريح
من القاهرة إلى تونس …تتواصل معركة فرض الحريات
مقاصد الشريعة الخمسة و نظام الابرتايد، في تونس
** ما الذي يدفع نظام ” الابرتايد ” في تونس إلى كل هذه العربدة ..؟
** عندما يطلب من الضحايا مدح جلاديهم …
عبد الباقي خليفة-الوسط التونسية- خاص
في مقاصد الشريعة الاسلامية الخمس ، منهجية حضارية عظيمة ، يجدر بالانسانية جمعاء تفحصها و التعلم منها و هي ، حفظ الدين ، والعقل ، والنفس ( الحياة ) ،والعرض ، والمال . هذه المقاصد الخمس التي تدور حولها كينونة بني آدم ، منتهكة في تونس ، حتى أصبح القول بحق الانسان في لبس ما يريد “اسلام أميركاني” بتعبير شاعر مشعوذ ،كان ضيفا في أحد البرامج الاديولوجية في فضائية مشبوهة . فالانسان في تونس لا يأمن على دينه ، بعد تأميم الدين في بلد العبادلة السبعة ، وعقبة بن نافع ، وابن الحبحاب ، وابن عرفة ، وابن خلدون ، و الشابي ، والثعالبي ، والطاهر بن عاشور ، و محمد صالح النيفر ، و القائمة الطويلة من المنارات الذي اضاءت و لا تزال تنير تاريخ و حاضر و مستقبل تونس .
الاضطهاد الديني : ففي بلد عرف تاريخه العريق بالتسامح و التعايش بين الرؤى والافكار ، يحجر فيه على المرء التفكير خارج ذلك السرير الاسطوري ، الذي يوضع فوقه الانسان ، فإذا كان أطول منه قطعت أطرافه ، و إذا كان أقصر منه مزعت أعضاءه حتى يتساوى معه . فلا يوجد من رأي سوى راي واحد يحتكر فهم الدين و يفرضه على الآخرين ، و يصادر ما سواه من آراء على قاعدة ” لا أريكم إلا ما أرى ” ورغم أن المذهب الفقهي السائد في تونس هو المذهب المالكي إلا أن ” الابرتايد ” الحاكم في تونس يهوي في ظلمات سحيقة ، وتفصله عن الامام مالك رضي الله عنه مسافات تعد بالسنين الضوئية ، فعندما أراد الخليفة حمل الناس على الموطأ ،رفض الامام مالك ذلك ، وترك للناس حرية الاختيار بين المذاهب والافكار في إطار الدائرة الاسلامية وهو ما عبر عنه تلميذه الامام الشافعي رحمه الله بقولته المشهورة ” رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب ” . هذه العظمة وهذه القمة الشامخة لم يبلغ نظام ” الابرتايد ” حتى سفحها، فتلغى الاحكام الشرعية و يتعسف بحقها و تلوى أعناق النصوص ويجبر الناس عليها . و يصبح بعدها الحجاب لباسا طائفيا ،وغريبا عن مجتمعنا ، وكأن الملابس الوافدة من ايطاليا وفرنسا و غيرها وما تحمله من تهتك و اخلال بالطابع العربي الاسلامي المحافظ مثل مواطنينا بالخارج من ، أصل تونسي .
عندما تغلق بعض المساجد ، مثل مسجد الحي الجامعي بتونس لعدة سنوات ، ولا يزال الاغلاق مستمرا ، ويمنع الناس من أداء فرائضهم الدينية ، وعندما تغلق كتاتيب القرآن الكريم في كامل التراب التونسي ، وعندما يصبح المرء مشبوها لانه أعفى لحيته ، أو بادرت زوجته أو واحدة من أفراد أسرته بلبس الحجاب ، ماذا يبقى من حفظ الدين ، في بلد ينص دستوره على أن الاسلام دين الدولة الرسمي ؟!
محاربة العقل : و عندما يحارب ، العقل ، فتمنع الكفاءات من خدمة وطنها مثل الدكتور منصب بن سالم ، أو يمنع الصحافيون من أداء رسالتهم ، مثل حمادي الجبالي ، وعبدالله الزواري ، وبوخذرير ، والفراتي ، وغيرهم ، ويسجن الانسان لانه انتقد نظام ، الابرتايد ، في تونس . و يعتدى على المحامين والحقوقيين والسياسيين ،و يسلط عليهم الاوباش والحثالات بألبسة رسمية و مدنية ، ماذا يبق من العقل . بل عندما يمنع السجين من الشكوى من التعذيب ، فيزجر ويقال له وهو ينزف ” ليس هناك تعذيب في تونس ” ويجبر على انكار تعرضه للتعذيب في نفس اللحظة ، و يمن عليه بأنه تعرض لأدنى درجات التعذيب وهو أن يعلق بحبل بعد لف رجليه بما يمنع ظهور آثار الحبل على ساقيه ، ويطلب منه تقديم الشكر على ذلك ، ماذا يبقى من العقل . وعندما تبلغ ازدواجية الخطاب حدا يتفاخر فيه بحرية التعبير وحقوق الانسان في تونس و أنها تدرس في المدارس ، و يتفاخر بمشاركة المرأة في الانتخابات ،و أنها سبقت المرأة في بعض الدول الاوروبية و الجميع يعلم كم من مناضل يقبع خلف القضبان بسبب فقدان حرية التعبير ، المهندس الحبيب اللوز الذي فقد النظر في احدى عينيه ، والدكتورالصادق شورو ، والعجمي الوريمي ، والهاشمي المكي ، و عبو ، وغيرهم، ممن يعانون داخل الزنازين ، أو الموجودون في السجن الكبير ، ولا سيما الذين يحبرون على التوقيع في 12 مركز شرطة يوميا حتى أن بعضهم يفضل حياة السجن على ذلك الوضع المهين ، في بلد تدرس فيه حقوق الانسان في المدارس .
أما المرأة فتلك قصة أخرى ، قصة طويلة ، ف( الحقوق ) تعطى للمدجنات و السائرات في الركب ، أما من تقف في صف المعارضة والتي تريد تونس حرة و لجميع ابنائها و تناضل من أجل الديمقراطية و حقوق الانسان ، ( فلا حرية لها ) ،في بلد يزعم نظامه الخمسيني تحرير المرأة ! و لا تختلف الانتخابات عن ذلك ، فما معنى مشاركة المرأة و الرجل بالطبع ، في انتخابات تفتقد لادنى مستويات الشفافية و النزاهة ، وهي بذلك شهادة زور ،وإمعان في التزوير و التزويق . فالحرية تكمن في قول لا في تونس اليوم ، لا ، للابرتايد .
الحياة مهددة في نظام الابرتايد : أي حفظ للنفس والداخل للسجون التونسية ، و أحيانا مراكز الشرطة ، مفقود ، والخارج منها مولود ، ففي سلخنات السجون ومراكز الشرطة أهوال وألوان من التعذيب ، ولم يسلم أي سجين سياسي من الامراض المزمنة و المعدية أحيانا ، و هناك من قضى نحبه تحت التعذيب ، أو بسبب المرض الناتج عن التعذيب ، و سوء التغذية ، وعدم توفير الدواء و العلاج اللازمين .وحتى المواطن العادي ، فضلا عن السياسيين والكتاب ورجال الصحافة الاحرار و المحامين والقضاة و غيرهم لا يأمنون على أنفسهم أو أسرهم ، إذا ما قالوا أو كتبوا عن الاربرتايد في تونس . فأي حفظ للنفس ، أي حقوق للانسان ، وقبل أكثر من 1400 سنة حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من مغبة عدم ممارسة حق التعبير ، و أن الامة إذا هابت أن تقول للظالم يا ظالم فقد أصابها الخلل و الوهن . وقال ” أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ” وقالها الخليفة الاول ” إن أحسنت فأعينوني و إن أخطأت فقوموني ” و قالها الخليفة الثاني ” لا خير فيكم إن لم تقولوها و لا خير فينا إن لم نسمعها ” . سنين ضوئية تفصلنا عن ذلك الواقع و لكن في الاتجاه المعاكس ، و على الذين يرون في ذلك ماضوية أن يخجلوا من أنفسهم لانهم لم يبلغوا عظمة هذا الماضي الذي عمره أكثر من 1400 سنة ، و لا شراك نعله ، و هم في القرن الواحد و العشرين . ولو قارنا وضع الاسير المحارب في الاسلام ، مع وضع المساجين السياسيين في تونس و لا سيما الاسلاميين منهم لادركنا صحة وصف الدكتور منصف بن سالم لهذا الواقع الاليم بوضع المورسكيين إبان محاكم التفتيش الاسبانية .
الاعراض المنتهكة: وعندما نتحدث عن حفظ العرض تتبادر للاذهان الممارسات النذلة و المنحطة ، التي تدفع زبانية الابرتايد و محاكم التفتيش لتجريد الضحايا من ملابسهم تماما ،واهانتهم و هم على تلك الحال ، والاعتداء عليهم جنسيا وبوسائل مختلفة . ولم يسجل التاريخ أن الانسان جرد من ملابسه كما خلقه مولاه سبحانه ، حتى الوحشية الرومانية التي كانت تلقي بالناس للاسود ، لم تكن تجردهم من ملابسهم ، قال تعالى “و لقد كرمنا بني آدم ” و قال تعالى ” و الفتنة أشد من القتل ” . كما أن سياسة التجويع لاسر المساجين والمناضلين تهدف لهتك حرمة الاعراض ، و تعرضها للتهديد بدل الحفاظ عليها .
الحقوق الاقتصادية : و إذا تطرقنا إلى المظالم الاقتصادية ، أو ، حفظ المال ، وسحب التراخيص ، والمنع من العمل ، وتهديد أرباب الشغل بالعقوبات ،في حالة قاموا بتوظيف مناضل سياسي و لا سيما من الاتجاه الاسلامي ، والمضايقات التي يتعرض لها من خرجوا من السجن الصغير إلى السجن الكبير ، ولا سيما المضايقات المالية ، ومعاقبة من يقدم لهم مساعدة ، و حرمانهم من جوازات السفر ، وهو ما ينطبق على التونسيين بالخارج وكاتب هذه السطور أحدهم ، نجد أن نظام الابرتايد ليس متخلفا عن العصر فحسب ، بل مناقضا للاسلام ، فهو لم يراع مقاصد الشريعة الخمسة ، و أولها حفظ الدين ، المقدم على حفظ النفس .
و يبقى السؤال ، ما الذي يدفع نظام ، الابرتايد ، في تونس للعجرفة و العربدة بهذا الشكل ؟ هل قوته الشعبية أم البوليسية تقف وراء ذلك ، هل هناك جهات خارجية تمده في غيه ، و لا سيما فرنسا الرسمية ، التي استبدلت القناصلة الفرنسيين بقناصلة تونسيين أكثر ولاءا و أكثر خدمة لمصالحها . و هل يمكن تغيير هذا الواقع المرير و المؤلم في نفس الوقت ؟
إن الاجابة على هذه الأسئلة رهن بمدى استعداد المعارضة للمساهمة بشكل جمعي في تقديم ضريبة الحرية ، فالمعروف أن النظام لا يتمتع بأي تأييد شعبي ، وكل ما هنالك مجموعات من النفعيين الاذكياء المستعدين لتغيير جلودهم وفق الظروف ، و مجموعات من الدهماء ممن قال فيهم ابن خلدون ” يجمعهم الطبل و تفرقهم العصا ” و تكثيف الاتصالات مع الجهات الدولية المؤثرة و لا سيما المتنافسة من شأنه أن يرخي قبضة الظلم الذي حاق بتونس منذ عدة عقود . وحتى أنصار الحداثة التونسية المزيفة و المغشوشة في الغرب بدأوا يدركون من خلال النقاشات و الاتصالات بأنه لا توجد حداثة في تونس ، و أن البلاد لا تزال مجموعات من الفلاحين بتعبير أحد السياسيين الايطاليين ، و الاحتفاء بالفرنسية و عقد مسابقات للطلبة في اللغة الفرنسية ، والخروج للريف لنشر الفساد تحت مسمى الثقافة الجنسية ، لن يجعل من تونس دولة حداثية بتعبير الغربيين الذين استفاقوا من وهم الحداثة المغشوشة ، و لن تساهم تلك الممارسات البشعة في اقتلاع شعب من جذوره ، و إنما ستجعل منه على أقصى تقدير مثل ذلك الغراب الذي أراد تقليد البومة فنسي مشيته و لم يصبح بومة . و ما يمثل وبالا على الجميع .
(المصدر: “الوسط التونسية” بتاريخ 17 ماي 2006)
وصلة الموضوع: http://www.tunisalwasat.com/viewarticle.php?id=index-20060517-537
العلماء الأمريكان يتوقعون عودة الخلافة عام 2020
د.أحمد القديدي (*)
في الصفحة 83 من التقرير الخطير الصادر هذه الأيام عن مؤسسة روبير لافون للنشر الباريسية بعنوان: كيف ترى المخابرات الأمريكية العالم عام 2020 ؟ نقرأ الفقرة التالية:
“سوف يتمتع الإسلام السياسي من هنا إلى عام 2020 بانتشار واسع على الصعيد العالمي، ونتوقع أن ترتبط الحركات الإسلامية العرقية و الوطنية ببعضها البعض و تسعى ربما إلى تأسيس سلطة تتجاوز الحدود القومية“.
هذا بالضبط ما يتوقعه علماء أمريكيون و أشهرهم على الإطلاق عالم الاجتماع و أكبر خبراء استشراف المستقبل ألفين توفلر صاحب كتاب صدمة المستقبل و العالم تيد غوردن أكبر خبراء المشروع : ميلينيوم بروجكت الذي أنجزته منظمة الأمم المتحدة و العالم جيم ديوار من مؤسسة راند كوربوريشن و العالم جاد ديفيس المخطط لكل برامج شركة شال البترولية و غير هؤلاء من الأعلام الذين لا يشق لهم غبار في علوم استشراف المصير.
و بالطبع فان هذه الكوكبة من الأساتذة الجهابذة عملوا لمدة عامين لفائدة الوكالة المركزية للمخابرات بواشنطن و خرجوا بتقرير خطير و أمين يرسم ملامح العالم بعد 15 سنة من اليوم كما يرونه و من خلال المؤشرات التي بين أيديهم. و سبق أن أشرنا إلى التقرير المذكور بعجالة في بعض وسائل الإعلام العربية لكننا لا بد أن نتوقف عند نقاط نراها هامة جدا أو تستحق التركيز حتى نفيد الرأي العام العربي بهذا الصنف من الأدب السياسي الرفيع و المؤسس على العلم لا على الرجم بالغيب.
إن مبدأ الوحدة الإسلامية مبدأ مؤسس للأمة المسلمة و للحضارة الإسلامية منذ فجر النبوة الطاهرة و قيام دولة الخلافة الراشدة، و لعل كتاب الشيخ محمد عبده بعنوان الوحدة الإسلامية أفضل من جمع تلك القيم التي دعا إليها القران الكريم حتى تكون الأمة المسلمة أمة واحدة. و لكن لقائل أن يقول، كما كان الحال دائما بأن تاريخ المسلمين كان باستمرار تاريخا مليئا بالحروب و الانقلابات و انهيار الدول، و هذا قول نسمعه دائما ولكنه قول مردود لأن تاريخ الحضارة الإسلامية مختلف عن تاريخ السياسة لدى الشعوب المسلمة فالسياسة أينما كانت هي تاريخ التناحر على الحكم لدى المسلمين و لدى غير المسلمين، و من التجني معاداة مبدأ الوحدة الإسلامية برفع أشباح التدافع العنيف حول السلطة، فالعروش في كل الحضارات مواقع صراع و النفس البشرية مسلمة كانت أو مسيحية أو بوذية أو كافرة هي ذاتها النفس البشرية بفجورها و تقواها، كما جاء في الذكر الحكيم.
أما الحضارة الإسلامية فهي الفتوحات الرائدة و أسلمة الفرس و تحويل القسطنطينية إلى قوة عظمى و جعل الأندلس مصدر حوار الحضارات و فتح المأمون باب الترجمة من اليونانية و تأسيس بيت الحكمة و تطوير الطب و الكيمياء و الرياضيات و الفلك و رسم الإدريسي لخريطته للعالم على ظهر جمل و فكر العلامة ابن خلدون و قبله الجاحظ و المعري و الأدب السياسي لابن المقفع و حكمة ابن سينا و ابن الجزار و حلم صلاح الدين الأيوبي و استقلال القضاء عند الإمام سحنون … و إلى أخر القائمة التي تمتد إلى العالم الحقوقي أبو الدساتير العربية المرحوم عبد الرزاق السنهوري الذي أنجز رسالة الدكتوراه في جامعة باريس عام 1922 حول الخلافة الإسلامية و كبف نبعثها من جديد على أسس العصر الحديث.
و هذه الرسالة القيمة المتميزة نشرتها ابنة السنهوري و زوجها الدكتور توفيق الشاوي في التسعينات بالعربية و لم يحظ هذا الكتاب الجليل بما يستحقه من الرواج و التعريف، كشأن أغلب الأعمال الثرية في الوطن العربي، بالرغم من أنه كتاب لم يصدر عن شيخ أزهري و لا زيتوني و لا عن متطرف، بل عن عقل مستنير تخرج من السربون و لكنه لم ير سوى الاتحاد الإسلامي طريقا نحو التقدم و المناعة والاستقلال، و حتى يصبح المسلمون قوة من قوى العالم الحديث كبقية القوى و كما كانوا في الماضي القريب. و هكذا فكر و خطط رجال دولة من أمثال نجم الدين أربكان و علي عزت بيجوفيتش و مهاتير محمد. أي إن فكرة الخلافة ليست دينية محض بل تنطلق من وحدة العقيدة لتؤسس للتعاون الاقتصادي و التكامل التجاري و التلاحم الثقافي و تحصن الشعوب المسلمة من المؤامرات و التهميش و الظلم. و أذكر أنه في العام 1966 تحمس لهدا المبدأ طيب الذكر الملك فيصل بن عبد العزيز و الزعيم الحبيب بورقيبة و أطلقا إشارة إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي تمهيدا لاتحاد إسلامي قائم على خدمة الأمة ومصالحها العليا ومصيرها الأفضل.
و أوروبا المتحدة اليوم هي شعوب تتكلم عشرين لغة و تدين بأديان و مذاهب شتى و قادمة من أصول و أعراق متباينة ثم هي دخلت فيما بينها ثلاث حروب أوروبية و عالمية متوحشة ذهب ضحيتها مئات الملايين من الضحايا في ظرف قرن واحد، وهي حروب 1871 و1914 و 1939 و قريبا منا حرب الكاتوليك والبروتستان في ايرلندا و حرب التطهير العرقي في ما كان يسمى بيوغسلافيا. و لكن على عكس المسلمين لم يقل من الأوروبيين قائل بأن هذا التاريخ المشحون بالدماء و التناحر و العدوان هو المانع من الوحدة، بل إن الأوروبيين تجاوزوا تلك الفتن الكبرى و حققوا اتحادهم.
و مع الأسف نجد اليوم من أبناء جلدتنا من اتخذ مبدأ الخلافة هزءا تماشيا مع المخططات الامبريالية و الصهيونية التي تريد تقزيم المسلمين و تلبيس الإسلام عار الإرهاب، فتراهم ينعقون في كل وادي( أي في كل مؤتمر و مناسبة) بأن فكرة الخلافة وهم واهمين و حلم حالمين، و نحن ما نزال ندعو إليها و نطالب بها كمشروع مستقبلي. و حتى أكبر علماء أمريكا و صناع قرارها أقروا بأنه مشروع المستقبل. و بالطبع فان اتحاد الشعوب المسلمة سوف يكون الحامي من التطرف و الجهل و يفتح أبواب الحداثة الحقيقية في وجوه الأمة أي يمكنها من الإبداع التكنولوجي و الاعتزاز بهويتها و المشاركة في رسم المستقبل الإنساني، لا أن يظل المسلمون كما هم اليوم شتاتا من رعايا الأمم الأخرى.
ثم أليس مؤتمر العلماء المسلمين الذي انعقد بالدوحة لمناصرة حكومة حماس و الشعب الفلسطيني هذا الأسبوع مؤشرا ساطعا بأن الأمة إذا قدرت أن تقول فهي قادرة أن تفعل.
(*) كاتب وسياسي تونسي
(المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 17 ماي 2006)
نصيحة إلي حماس
محمد كريشان
في كل الحركات السياسية قيادات لا تتشابه بالضرورة، منها من يوصف بتلك الأوصاف التقليدية من قبيل المعتدل والمتشدد، ومنها ما يثير أحيانا حديثا عن أجنحة أو تيارات داخل هذه الحركات بحيث لا يكون تصريح هذا القيادي أو ذاك ملزما آليا لها طالما أنه لم يصدر عن أطرها التنظيمية المعروفة. وحركة حماس في هذا السياق ليست استثناء بالتأكيد ولكن لأن كل الأضواء مسلطة عليها في كل شاردة وواردة، سواء كحكومة فلسطينية تتزعمها أو كحركة لها أنشطتها في الخارج، وجب عليها، كما نري، أن تكون أكثر حصافة ورصانة حتي لا تمد المتربصين بها بذخيرة إضافية ضدها وهي التي لا تعوزهم أصلا.
ما كنت لأثير هذه النقطة لولا تعدد التصريحات والتصرفات غير الموفقة بالمرة لأحد قياديي حماس البارزين هو محمد نزال، فإذا ما استثنينا عثرة خالد مشعل في خطابه الملتهب في دمشق قبل أسابع قليلة وهو الذي كان يعرف عموما بأنه هادئ وتصالحي في أحاديثه، وما أعقبه من مواجهات مؤسفة بين أنصار حركتي فتح وحماس في الأراضي الفلسطينية، فإن نزال يكاد يصبح المحتكر في حماس لكل ما هو مستفز في تصريحات قيادات حماس في الخارج وهو هنا أحد أمرين: إما أنه مخول أو مكلف بذلك مع ما يتبع ذلك من استنتاجات تفرض نفسها وإما أنه يتصرف هكذا من وحي اجتهاداته الشخصية مما يستوجب لفت انتباه إخوانه له من مخاطر ذلك.
ما استدعي هذا الحديث هو ما حصل في الدوحة الأسبوع الماضي في مؤتمر مناصرة الشعب الفلسطيني عندما وقف أحدهم يهتف بكل عفوية واندفاع تأييدا للحديث عن ضرورة المصالحة الوطنية الفلسطينية كلنا في الثورة عباس، كلنا في المنهج حماس فالتفت إليه نزال شزرا مستنكرا ونهره بصوت مسموع إيش عباس..إيش عباس؟! فساد جو ثقيل لم يصححه أحد من الحضور. نزال نفسه صرح لجريدة الشرق القطرية قبل أسابع بأن الحركة تعتزم أن تشكو إلي القاهرة (هكذا!) ما وصفه بتصرفات الرئيس محمود عباس المعرقلة لعمل الحكومة، وهي نفس الصحيفة التي صرح لها قبل يومين بأن سفارات فلسطين في الخارج هي سفارات لفتح وليس للشعب الفلسطيني وأنه لا بد من تصحيح ذلك.
والسيد نزال بتصريحاته هذه، وربما غيرها مما لم أطلع عليه، يذكرني بأول مرة رأيته فيها عام 1992 وكان ذلك في تونس عندما انطلقت وقتها في المقر السابق لقيادة منظمة التحرير محادثات تنسيقية بين فتح وحماس. كان الصحافيون في بهو إحدي الفيلات ينتظرون تسلم البيان الختامي لهذه المحادثات الذي كانت السكرتارية تطبع نسخته النهائية بعد كل التعديلات. التفت يومها السيد نزال لأحدهم قائلا له بحزم: اذهب هناك فما أدراك أنهم لن يغيروا لفظا أو جملة؟! قلت في نفسي وقتها إذا كان هؤلاء لا يأمن بعضهم البعض علي كلمة فكيف يؤتمنون أصلا علي قضية شعب بأكمله!!.
وعندما تجد أن هذه التصريحات والحركات تصب ضد شخص الرئيس أبو مازن يزداد العجب فالرئيس الفلسطيني هو من أصر علي الانتخابات في موعدها واحترم نتائجها التي أوصلت حماس للمجلس وتشكيل الحكومة، فإذا كان هذا مآل من يفترض أن تشيد له الحركة تمثالا فكيف بمن يعلن ليلا نهارا عزمه القوي علي خوض الصراع السياسي معها ومع برامجها ومواقفها؟! إن الخوف الآن أن السيد نزال احتل في الحركة ذات الموقع الذي كان يحتله من قبله أحد قيادييها السابقين السيد إبراهيم غوشة الذي كان مدافعا لا يهدأ ضد القيادة الفلسطينية حتي قرر الصمت والتقاعد خاصة بعد أن فرضت حقيبة الخارجية علي السيد محمود الزهار لغة تصالحية أنيقة لم يكن متعودا عليها من قبل، أما الخوف الأشد فهو أن تكون اللهجة التي يتحدث بها نزال تعبيرا عن المزاج العام داخل حركة حماس وقيادييها.
في هذه الحالة تكون حماس للأسف الشديد قد بدأت تسكر بفوزها الأخير حتي بدأت تفقد بعض توازنها الذي يعمقه أكثر ربما تدافع الكثيرين للتضامن معها والنفخ فيها دون كلمة صدق ومصارحة مفيدة لها وللقضية التي عانت الكثير من النكسات والمزايدات ولم يعد ظهر هذا الشعب الصبور المثابر يتحمل المزيد منها. فلتتوقف الحركة قليلا بعيدا عن صخب المؤتمرات التضامنية الحماسية لتقيم خطواتها وتصريحات قيادييها بنفس سياسي مسؤول حتي لا تبدد الحركة رصيدها مبكرا وتفقد بسرعة الغيورين الحقيقيين الراغبين فعلا في نجاحها.
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 17 ماي 2006)
أفكار الترابي عن المرأة وثقافة اللاحوار واللاتسامح
خالد الحروب – كامبردج
كنت قد كتبته قبل أسبوعين مؤيدا آراءً لحسن الترابي بشأن وضع المرأة في مجتمعات المسلمين. وتحديداً اجتهاداته بشأن اعتبار شهادة المرأة مثل شهادة الرجل، وجواز زواج المسلمة من غير المسلم، ذاك أن هذه الاجتهادات هي ما يحتاج إليه المسلم المعاصر في عالم اليوم، إن أراد أن يصالح ما بين العقل والنقل. ورغم أنني لم أكن “المفتي” الذي أطلق تلك الاجتهادات فلست في موقع الفتيا ولا أزعم ذلك، فإنني تلقيت سيلاً من الردود الغاضبة والمتشنجة التي تستحق وقفة خاصة بها. لكن قبل إيراد “عينة” ممثلة من تلك الردود، من المهم القول ان ما أثار غضب كثيرين هو الصورة التالية التي وردت في المقال، والتي ليست بافتراضية أو تخيلية، بل محتملة الحدوث جداً هي أو ما هو قريب منها، وتقول الآتي:
“إذا حدثت جريمة وشهدتها امرأة معروفة بذكائها حاصلة على دكتوراه في القانون والمحاماة، وتشتغل محامية أو قاضية، ومتحدثة لبقة، وفي نفس الوقت شهد الجريمة رجل معروف بمحدودية قدراته العقلية، وعاطل عن العمل، ولا يستطيع أن يصف ما رأى فبأي منطق يمكن أن تُرفض شهادة تلك المرأة المتفوقة وتُعتبر نصف شهادة ذلك الرجل المتواضع القدرات؟ وإذا تقدم لخطبة فتاة مسلمة شاب نبيل الأخلاق، وكامل الأهلية، ومعروف بصدقه وحسن معشره، وأحبته ورغبت فيه، وفضلته على شاب آخر ذميم الخلق، ومعروف بكذبه وسوء معشره، وغير مؤهل لها، ولم تحبه أو ترغب به، فبأي منطق يُرفض زواج الفتاة من الشاب الأول لأنه غير مسلم، ويُقبل الثاني لأنه مسلم؟ إذا وجدت الفتاة نفسها أمام خيار صعب، خاصة في الغرب، بين مسلم غير نبيل وكذاب ومخداع، ورجل غير مسلم لكنه نبيل وصادق وشريف، هل من الدين أو المنطق أو الحق أو العدل أو السوية النفسية دفعها لاختيار الأول على الثاني؟ سيقول قائل طبعاً إن المسلم غير المستقيم ستتحسن أحواله في قادم الأيام ولن يظل على حاله المعوج، بالإضافة إلى أن مستقبل الأطفال، وهو الأهم، سوف يُضمن بحيث يبقون مسلمين وهكذا. هذه المحاججات تتعامى عن نقطة أساسية وهي رأي المرأة نفسها ورغبتها وميلها، ولا تلقي لها بالاً وكأن مسألة الزواج عملية بيع وشراء وتعاقد خال من العواطف والرغبات. إضافة إلى ذلك وماذا لو لم يستقم حال ذلك المسلم سيىء الخلق؟ كما من يضمن حسن أو سوء إسلام أبناء الأزواج المسلمين أنفسهم، حتى يُشار إلى نقطة ضمان دينهم إن كان والدهم غير مسلم. وفوق هذا وذاك أليس ثمة افتراض في كل هذه المحاججات قريب من العنصرية يقول إن المسلم هو أنبل من الآخرين بعمومهم، حتى لو كان شريراً وخسيساً؟”
وإليكم غيض من فيض الردود الرثة التي وردتني أو كتبت تعليقاً على المقالة: “لن نقبل بهذه الفتوى حتى لو صدرت عن ابن تيمية”، “من نصبك أنت والترابي للحديث باسم مسلمي العصر؟”، “يبدو ان الكاتب إن كان مسلما فبضاعته من العلم قليلة، لا لن ارد على جميع ما يجهله فليس ذنبى جهله بالاسلام”، “زمن أغبر حين نسمح لهم بمخاطبة الجماهير ونسمع صوتهم المليء بالغباء والحقد”، “كيف نقبل بحكم شخص بدون أي معلم من معالم الإسلام، حليق اللحية والشارب، خريج جامعة علمانية تفتخر بفصل الدين عن الدولة”، “صدق الله تعالى وكذب خالد الحروب”، “من الواضح أن لك عقلية لا داعي لمتابعة هذيانها”، “اللي مش عاجبه الإسلام ويرى تعاليمه رجعية ومتخلفة فياريت يعلن إلحاده او يتحول لديانة موديرن أخرى بدل من الافتراء على هذا الدين العظيم وادخال عليه ما ليس فيه … يا رب احفظ الإسلام من أعدائه الظاهر منهم والخفي”، “ولماذا تريدون تغيير الثوابت من اجل ادعاءات فارغة؟ انتم تريدون تغيير الدين حسب الموجة السارية في هذا العصر الكل الى التغيير حتى الدين يريدونه حسب الموضة”، “ما تطالب به باختصار هو شحنة من الفتاوى الملتهبة من اي جهة تبيح لكل شخص كل شئ حسب احتياجاته وبالذات فتوى خاصة بك لتكتب ما تريد من غير ان تحاسب الامر الذي حاصل فعلا”، “لماذا الدين الاسلامى أصبح هينا على المسلم وغير المسلم للأفتاء فيه باسم الاجتهاد وروح العصر ومواكبة التقدم وغيرها من الأعذار غير المنطقيه”، ” الى ذلك الخروب وليس الحروب اقول : ان هذا الامر دين وليس بالمنطق”، “كلام غير منطقي والمسلمة العاقلة والصادقة هي من تتبع كتاب الله وسنة رسوله، القرآن لم يقل كذلك نحن نعرف ان القرآن ذكر المرأة تعادل نصف شهادة رجل ونعرف السبب وفسر كلام الله المرآ ة كثيرة النسيان والمشاغل ونارية العاطفة”، “حكم شخص بدون أي معلم”، “لن أرد على الكاتب ولكن لا أعرف كيف يسمح بنشر آرائه!”، “من أنت حتى تحكم بصحة الفتوى أو خطئها”، “مقال يدل على جهل مركب بالشريعة …”.
من بين عشرات الردود التي كانت غالبيتها الكاسحة تشتم وتسب وتلعن، وبعضها يهدد ويتوعد. لم يكن هناك رد واحد تناول التساؤل الذي حمله المقال. لم يحاول أحد من أولئك الغاضبين أن يتناول بهدوء وإقناع المسألة أو يتأمل فيها، بعقلانية وروية مقنعة. الإستثناء الوحيد جاء مع رد يقول “من قال لك إن المرأة إذا حصلت على دكتوراه في القانون تصبح أفضل من الرجل الغبي الذي ذكرته في مقالك؟ لمعلوماتك إنها تصبح أسوأ كلما حصلت على درجات علمية أعلى!”. في نفس المقال كتبت أن مشكلتنا اليوم هي أن كل من يطرح تساؤلاً من هذا النوع يتم اسكاته بنص قرآني أو نبوي، وذلك بترا للحوار وقطعاً له. وكذا كانت نوعية الردود التي أذهلني عددها وأضحكتني ضحالتها، لكن عمومها تدعو للرثاء و تشير إلى بؤس حالتنا الفكرية والثقافية، وغياب أدنى تسامح أو استعداد للحوار.
غياب العقل واغتياله هو القاسم المشترك بين الردود، ويضاف إليه مقادير مدهشة من عدم القدرة على استيعاب جوانب القضية المطروحة، وفصل جوهرها عن أية أبعاد شخصية. والأكثر مدعاة للدهشة والحزن هو غياب التسامح مع الرأي الآخر، وعنف الخطاب وغلبة النزعة الاقصائية التكفيرية. فما الذي يضير كل أولئك الغضبى لو أنهم عبروا عن آرائهم بكل قوة وحماسة، لكن من دون حرمان الآخرين من إبداء رأيهم أيضاً؟ ولماذا يتمنطق الصغير والكبير، الأمي وشبه الأمي، بمنطق الفاهم الوحيد للدين، وكأنه يتحدث باسم الخالق؟ وهل يحق لنا الزعم بأننا ثقافة تسامح ونحن نصل إلى درجة قريبة من اغتيال المخالفين لنا بالرأي؟ وكيف يمكن أن يتطور الاجتهاد في الدين، وسيوف أصحاب الفكر المتعصب مشهرة في وجه كل رأي جديد؟ لو يعلم هؤلاء أنه لو قيض لطريقة تفكيرهم أن تسود خلال قرون الإزدهار الحضاري الإسلامي لما دخل المسلمون التاريخ أبداً، ولما صار لحواضر كدمشق وبغداد وبخارى ومدن الأندلس أي ذكر في مسار البشرية.
(المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 17 ماي 2006)
جمال مبارك والمبايعة الأمريكية
اعترف الحزب الوطني الحاكم في مصر بالزيارة التي قام بها السيد جمال مبارك نجل الرئيس والامين المساعد ورئيس لجنة السياسات في الحزب الي واشنطن، ولكنه قال انها جاءت بهدف شرح الاصلاحات السياسية التي يعكف الحزب علي تطبيقها.
واذا افترضنا ان ما قاله الحزب صحيح، فلماذا جاءت الزيارة سرية وغير معلنة، ولم يتم الاقرار بها رسميا إلا بعد افتضاح امرها؟
الأرجح ان السيد جمال مبارك ذهب الي واشنطن من اجل قضية اكثر اهمية من شرح الاصلاحات، وتهدئة التوتر في العلاقات بين البلدين، وهي مسألة ترتيبات التوريث وعقد صفقة سياسية استراتيجية مع الادارة الامريكية مقابل موافقتها علي انتقال السلطة من الأب الي الابن.
فاللافت ان السيد جمال التقي الرئيس بوش ونائبه ديك تشيني، والسيدة كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية، وستيفن هادلي مستشار الأمن القومي. وهذه اللقاءات التي حصلت في ايام معدودة، لا يمكن ان تتم من اجل شرح الاصلاحات او تهدئة التوتر، علاوة علي كونها تقتصر فقط علي الملوك والرؤساء والامراء، وليس كل الملوك والرؤساء والامراء، بل علي نخبة مختارة منهم، وحسب اهمية دولهم، ومكانتها علي سلم الاولويات الاستراتيجية الامريكية.
السيد جمال مبارك زار واشنطن كرئيس جمهورية، وحاكم فعلي لمصر، وهذا هو سر اهتمام الادارة الامريكية به، واستقباله علي أعلي المستويات لوضع اللمسات النهائية علي بعض التفاصيل الاستراتيجية، خاصة تلك التي تتعلق بدور مصر علي اكثر من صعيد، خاصة الملفين الفلسطيني والعراقي، والحرب الامريكية المتوقعة ضد ايران بسبب برنامجها النووي، واصرارها علي المضي قدماً في تخصيب اليورانيوم.
فالتوتر في العلاقات بين واشنطن والقاهرة لا يمكن ان يحدث بسبب ضرب المتظاهرين وديكتاتورية النظام وغياب الاصلاحات. فها هي واشنطن تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع ليبيا، وتستعد لارسال السيدة رايس لزيارة طرابلس، رغم ان سجل ليبيا في مجال حقوق الانسان هو الاسوأ في محيطه، ورغم انها لا تعرف أي انتخابات ديمقراطية، بل لا تعترف بالديمقراطية الغربية، وتسخر منها، وتعتبرها نوعاً من التدجيل، مثلما ينص علي ذلك الكتاب الاخضر.
الادارة الامريكية لا تتعامل إلا مع الديكتاتوريات العربية، خاصة تلك التي تقبل باملاءاتها، ومصر تعتبر اكثر الديكتاتوريات العربية ديمقراطية، وفيها برلمان شبه منتخب، وصحافة تتمتع بالكثير من الحرية، وحكومتها تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع الدولة العبرية، وتمدها بالبترول والغاز وتقيم معها مشاريع صناعية مشتركة، فلماذا تغضب منها الادارة الامريكية، ولماذا تتوتر علاقتها معها؟
السيد جمال مبارك سيعود من واشنطن وقد حصل علي مبايعة البيت الابيض رئيساً في مملكة مصر المباركية، فالاتفاق جري التوصل اليه، والرئيس الأب بات مشغولا في سفراته الخارجية، وحتي ان حل بالبلاد فهو يحل كضيف يقضي معظم ايامه في منتجعه المفضل في شرم الشيخ بعيداً عن منغصات السياسة ومشاكل الشعب المصري المتفاقمة.
التوريث جري اعتماده علي الاغلب، والمسألة مسألة اخراج وتسويق واختيار الوقت الملائم.
(المصدر: افتتاحية صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 17 ماي 2006)
دعوة الي تأجير فضائية تدعم المصريين بتمهيد الطريق الي سبتمبر مبارك
هويدا طه (*)
تشعر وانت تتابع تفاصيل (معارك القاهرة) ان (كل) الاطراف تكاد توقن انه ربع الساعة الاخير.. مبارك وسلالته وافراد عصبته، القضاة، رجال الشرطة، المعارضون الناشطون، الصحافيون، المراقبون مصريين كانوا او اجانب، المواطنون مهتمين كانوا او حتي لا مبالين، الشرفاء واللصوص، الصغار والكبار، النساء والرجال، الاثرياء والفقراء.. الجميع، الجميع يستشعر ثقل لحظة الانفجار القادمة.. الجميع يعرف انها قادمة، ورثنا في مصر (جينا اجتماعيا) يستشعر تلك اللحظة قبيل سقوطها علي الرؤوس، ما نجهله فقط هو كيف ومتي ستحل تحديدا (ساعة الصفر)؟ ومع ذلك.. يستمر الجميع في الترقب.. فالقادم معروف نتيجة.. لكنه غير معروف التفاصيل..
لحظة الانفجار تلك ـ وفي هذا الزمن شديد التأثر بالفعل الاعلامي ـ تقترب او تبتعد (في احد اركان تحليلها) حسب قدرة كل من تلك الاطراف علي (توظيف الاعلام) بوسائله المختلفة، يحتقن الشارع المصري بشدة عندما يركز الاعلام اضواءه علي قضية.. تبدو وكأنها تلك القشة التي تنتظرها كل الاطراف، ويسترخي ذلك الشارع (ظاهريا علي الاقل) عندما يتباطأ او يتميع الاعلام في لمسه لهذه القشة المنشودة.. لكن في جميع الاحوال تتصارع كل الاطراف علي (المساحة الاكبر) في وسائل الاعلام.. وعلي الوصول الي اوسعها انتشارا.. الفضائيات خاصة.. بينما تترقب تلك الفضائيات بدورها الحدث المنتظر.. وبحذر شديد.. فهي دائما (واغلبها تملكها جهات ترتبط بمصالح ما مع مجموعة مبارك) تدعي الحياد والموضوعية وما الي ذلك من مصطلحات مائعة! فلا تريد المغامرة بالاشارة الي قشة بعينها.. فتقسم ظهر البعير قشة اخري.. فيفشل رهانها.. فتكون من الخاسرين!
داخل مصر تبدو الصحافة المستقلة اكثر جرأة وكسرا للحدود، وبدأ بالفعل في العامين الاخيرين التصادم المباشر مع افراد العصابة بالاسم والصورة والفعل.. لكن بالطبع القراء هم دائما الاقل عددا من مشاهدي التلفزيون في مصر، والتلفزيون بدوره اما حكومي لا يرجي منه نفعا.. فهو غير مصدق وغير مؤثر بل ومثير للسخرية والتهكم في لا معقوليته.. عندما يدفن رأسه في وحل نظام مبارك! او غير حكومي مثل قناة دريم مثلا.. حيث يتوفر فيها سقف اعلي مما سبق.. لكنه يظل دائما سقفا آيلا للسقوط، يمنع تلك القنوات الخاصة ومنها قناة دريم من رفع الرأس اكثر مما ينبغي، النتيجة ان معركة المصريين مع نظام مبارك ـ والتي يتقدمها القضاة في اللحظة الحالية ـ لا تجد اعلاما متحيزا لها ولهم بوضوح وحسم وبدون خوف، وربما عدم وجود وسيلة اعلام (مرئية) متحيزة بوضوح للمصريين هو السبب في غياب القاعدة الشعبية الأوسع عن هذه المعركة، الثورات الآن ليست كأخواتها التاريخيات.. الثورات الآن تنتشر تلفزيونيا وربما حتي يصنعها التلفزيون، والثورات تحتاج الي تحرك ملايين وليس بضع مئات.. وملايين مصر هم من الفقراء والفلاحين وسكان القري والمدن الاخري البعيدة عن القاهرة والاسكندرية، هؤلاء هم الضحايا اساسا لفساد وطغيان مبارك ونظامه.. وهؤلاء هم المعنيون اساسا بكل اصلاح او بالاحري تغيير مأمول.. واي تغيير لا يغير اوضاعهم المزرية هو تزييف وليس تغييرا، لكنهم ربما لا تصل اليهم الصحافة المستقلة.. وان فعلت فقد لا يلتفتون اليها.. اما لغياب الوعي او لحضور الامية، انما من المؤكد ان التلفزيون هو صلتهم الفعالة بالعالم وربما بالوجود ذاته، وبدون تحركهم ـ او تحريكهم ـ لن تكون هناك ثورة ولن يكون هناك تغيير.. ولن يأتي ابدا سبتمبر مبارك الذي ينتظره المصريون ان عمدا او قضاء وقدرا..
قبيل سقوط شاه ايران كان (شريط الكاسيت) المسجلة عليه خطب الخميني تدخل ايران وتنتشر بين الناس.. حتي تم (الحشد اللازم) فسقط الشاه الي قاع التاريخ وتغيرت ايران (بغض النظر عن الموقف مما تغيرت اليه فالعبرة في الامر هي ذلك الحشد الذي تم فقامت تلك الثورة).. كان شريط الكاسيت في ذلك الحين يشبه الفضائيات الآن، وجود محطة تلفزيونية ما معنية اساسا بحشد تلك الملايين من المصريين عمدا وبحسم وبدون تذرع بكلمة الموضوعية (تلك الكلمة المايعة!) هو شيء مهم للتسريع بالوصول الي سبتمبر مبارك.. لانهاء هذه الحقبة المظلمة في تاريخ مصر ومصرييها، لكن التفكير الآن هو حول السؤال: كيف يمكن لأي حركة تعلن الرغبة في (دك حصن النظام الهمجي) حشد تلك الملايين في هذا الزمن التليفزيوني؟ هل نبدأ في التفكير جديا في امكانية (تأجير) قناة فضائية؟! هل يمكن ان يتكاتف المصريون الناشطون (بطريقة ما!) لاتخاذ القرار ببدء مرحلة شريط الكاسيت او بالاحري مرحلة القناة الفضائية.. بغرض حشد الشعب المصري علي جانبي الطريق الي سبتمبر مبارك؟! هل نبدأ اذن بالاعلان: مطلوب فضائية ايجار مؤقت؟!
ريموت كنترول
بسطاويسي: للانصاف.. قناة الحرة اكثر وضوحا في مس الحالة المصرية (حتي وان كان لغرض في نفس يعقوب!)، يوم الاثنين الماضي كان برنامج (ساعة حرة) يناقش أزمة القضاء المصري.. (او بالاحري اشراقة القضاء المصري!) وكان المستشار هشام بسطاويسي ضيفا علي البرنامج.. المستشار بسطاويسي ناشد الامن المصري (مناشدة تحمل تحذيرا واضحا) ان (يرفق) بالمواطنين يوم الخميس القادم، وقال ان المواطن المصري لا يساند مكي وبسطاويسي بالذات في تظاهرات الدعم التي يخرج فيها.. وانما يساند القضاء المصري.. وانه ـ بسطاويسي ـ يفضل (العزل) علي ان يري المواطنين المصريين تنتهك كرامتهم بهذا الشكل، حسنا سيادة المستشار.. كم كان أمل دنقل جميلا حين قال: لا تصالح ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ.. والرجال التي ملاتها الشروخ.. لا تصالح.. فليس سوي ان تريد انت فارس هذا الزمان.. وسواك المسوخ، لا (تنعزل) عنا يا سيادة المستشار.. حتي وان عزلوك!
مصر علي المستقلة: هناك قنوات فضائية صارت بالنسبة للمشاهد العربي مصدر (ادمان).. يعرفها ويعرف برامجها ميعادا ومذيعا وهدفا.. بل يعرف كيف يفكر القائمون عليها.. حتي انه يتوقع ما ستقدمه هذه القناة او تلك في برنامجها هذا اليوم.. قبل ان تعلن عنه علي شاشاتها، لكن هناك قنوات عندما تسأل الآخرين عنها تجدهم يعرفون اسمها.. وعندما تسألهم عما شاهدوه من برامجها لن تجدهم ـ غالبا ـ قد شاهدوا او تابعوا منها شيئا ذات يوم! وهذه خاصية للريموت كنترول.. الذي يجعلنا نعرف اسماء العديد من القنوات دون ان نعرف متي ولماذا ومن انشأها، من قنوات الظل تلك.. قناة المستقلة ، قناة تحظي بين رفاق الريموت كنترول بشهرة.. لكنها شهرة بلا بريق، مع ذلك فانها ـ ورغم ان مالكها ليس مصريا ـ تقدم برنامجا يتمتع برؤية استراتيجية فيما يتعلق بموضوع التغيير.. وهو موضوع الساعة في العالم العربي، برنامج (مصر الديمقراطية) وتعلن عنه بدعاية ترويجية مضمونها انه اذا ما تغيرت مصر يتغير العالم العربي ، هذه بالفعل رؤية استراتيجية.. لأن التاريخ يدلل علي انه كما تنطلق نهضة الاقليم العربي من مصر.. فان ترديه وانحطاطه يبدأ عندما تنحط مصر.. سياسة وثقافة واقتصادا وكرامة، ألم يتفهم عبد الناصر تلك النقطة بعمق.. عندما حوصر في الفالوجا اثناء حرب 48. وقال عندئذ.. تحرير فلسطين يبدأ بتحرير القاهرة؟!
دافنشي كود: في حلقة من حلقات برنامج القاهرة اليوم كان الحديث ذات يوم ـ او الدردشة ـ عن فيلم دافنشي كود.. وما يثيره من ضجة بسبب ما يقال من انه يشكك في الديانة الكاثوليكية، وافتي عمرو اديب في دردشته الافتائية انه لا يجوز المساس بالعقائد! (ما علينا.. فوتناها دي للسيد عمرو مقابل بضع حسنات اخري في هذا البرنامج، لكن ذلك لا يمنع (بداهة) السؤال البريء: ولماذا لا يفكر الناس في العقائد؟!).. ثم حدث هذا الاسبوع شيء ملفت للنظر.. ضجة اثيرت في مصر بسبب السماح بعرض الفيلم.. اذ خرج الي السطح اقباط يحتجون وراحت الكنيسة المصرية تحتج وترغي وتزبد.. وكأننا لا يكفينا ما يفعله الأزهر بنا! وكأننا في مصر لم تعد لدينا هموم سوي الدفاع عن التكلس الديني.. قديمه ومستقبله، اسلامه ومسيحه.. كأننا لا نعيش حاضرا سخاما يستحق التمرد عليه وننتظر مستقبلا مظلما يستحق ان نتحداه، المؤسسات الدينية في مصر ـ اسلامية ومسيحية ـ لا تقوم الا بدور المنع والتحريم وعرقلة الحرية والابداع والتقدم والاستنارة.. يا إلهي متي ينتهي عصر محاكم التفتيش هذا؟! ام انها هي مصر.. التي كتب عليها ـ دون سائر الامهات ـ ان تظل ام الدنيا والدين والخرافة والقمع.. وكل سلالة اللامعقول؟!
هل تصدقون هذا؟ مجلس امناء جديد لهيئة الاذاعة والتلفزيون في مصر يضم.. مفتيا؟! مفتي؟! بم سيفتي المفتي في التلفزيون؟! ماذا نفعل بعقولنا المسكينة اذن.. اذا كان المفتي ينوب عنا وعنها.. في غرف نومنا وحماماتنا ومطبخنا ومأكلنا ومشربنا وملبسنا وما نتفوه به وما نخطط له وما نحسه وما نتعلمه في المدارس والجامعات وما نشتريه وما نبيعه وبأي قدم نخطو وبأي يد نأكل وبأي عين نري ومن نحب ومن نكره ومن نتزوج وكم ننجب بل وكيف ننجبهم!.. حتي صار الافتاء هوسا يتملك الناس.. وعصا تقود قطيعا لا يري ولا يسمع ولا يتكلم الا بفتوي.. مفتي في التلفزيون؟! هي ناقصة!
(*) كاتبة من مصر
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 17 ماي 2006)
تضمن مشاهد جنسية بين مسلمة مغربية ويهودي ..
فيلم “ماروك” يشعل المواجهة بين الإسلاميين واليساريين في المغرب
الرباط – خدمة قدس برس
بدأت دور السينما المغربية في عرض فيلم “ماروك” الذي أثار جدلا واسعا قبل عرضه، في الساحة الثقافية والسياسية المغربية. وتحول الفيلم إلى سلاح للمواجهة بين الإسلاميين، الذين اعتبره مسيئا للقيم الدينية، وللشخصية المغربية، وبين اليساريين الذين وجدوا في موقف خصومهم السياسيين فرصة لاتهامهم بـ”الإرهاب”، ومعاداة الفن والإبداع، كما أكدت عدة مقالات في يومية /الأحداث المغربية/ التي تمثل ما يعرف بالتيار الاستئصالي المغربي.
وكان فيلم “ماروك” الذي يصور لقطات جنسية بين مغربية مسلمة ومغربي يهودي، قد أثار استياء كبيرا حتى في صفوف بعض المخرجين السينمائيين، وبعض الرموز الفنية المغربية التي اعتبرته إهانة للشخصية المغربية.
غير أن بيانات الاستنكار التي تلت عرض الفيلم في إحدى المهرجانات المحلية، لم تمنع المركز السينمائي المغربي من الترخيص لعرض فيلم “ماروك” في القاعات السينمائية العمومية. ودخلت القناة الثانية المغربية على خط المواجهة، عبر القيام بحملة إعلانية مكثفة لصالح الفيلم، وهو ما اعتبره حزب العدالة والتنمية، ذو الميول الإسلامية، انسياقا “وراء حملة مكشوفة تقف وراءها جهات استئصالية، انتهزت هذه الفرصة لمزيد من الاستفزازات للمشاعر الدينية والوطنية لعامة المغاربة، ولإشاعة الجرأة على الاستهزاء بالشعائر والمشاعر الدينية، والعادات والتقاليد التي يحميها قانون الصحافة، وتضمنها المعايير التي تتحكم في مراقبة الأعمال السينمائية والممارسات الإعلامية”، حسب ما ورد في بيان توصلت “قدس برس” بنسخة منه.
واستنكر البيان إقدام اللجنة المختصة والمركز السينمائي، على الترخيص لعرض الفيلم رغم ما في مضامينه من مخالفة صريحة لمقتضيات الدستور، الذي ينص على أن المغرب دولة إسلامية، وكذا للمقتضيات القانونية ذات الصلة في استهانة واضحة بشعور المغاربة، حسب تعبيره.
وندد حزب العدالة والتنمية بما وصفه “باستغلال قناة عمومية ممولة من أموال الشعب المغربي للدعاية للفيلم، والإشهار له، وانخراطها في الحملة الاستفزازية المذكورة”، محملا ” الحكومة المسؤولية في ذلك، ومطالبا بإيقاف عرض هذا الفيلم، وسحب الترخيص منه.
وراسلت حركة التوحيد والإصلاح، ذات الميولات الإسلامية كلا من الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى، ووزير الاتصال، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، والأمين العام لنقابة المسرحيين المغاربة، على إثر ترخيص المركز السينمائي المغربي لفيلم “ماروك” ليعرض في قاعات السينما.
هذا واعتبرت أصوات أخرى، مثل الناقد وأستاذ علم الاجتماع في جامعة محمد الخامس بالرباط محمد الدهان، أن الفيلم “يخدم أهدافا صهيونية ويجعل من الشخصية اليهودية القوة المتميزة القادرة على الوصول إلى أي مكان تريد”.
وردت يومية /الأحداث المغربية/ على هذه المواقف، عبر وصفها لحزب العدالة والتنمية بحزب “المهربين الدينيين” ناعتة إياهم بأنهم “أعداء الفن”. بينما وجهت يومية /بيان اليوم/ التابعة لحزب التقدم والاشتراكية، نقدا عنيفا للفنانين الذين رفضوا عرض “ماروك” في قاعات السينما، معتبرة موقف الممثل والمخرج المغربي محمد حسن الجندي “لم يصدر عن قناعة بل مجرد إرضاء للإخوان الذين يشهرون سيوفهم في وجه حقوق الإنسان”، حسب تعبيرها.
ووصفت /بيان اليوم/ في عددها الصادر السبت (13/5) إسلاميي العدالة والتنمية بـ”الإخوان النكوصيين الملتحين الذين يعادون الفن”. واحتفلت بما اعتبرته “انتصارا” لمخرجة الفيلم بعد أن رخصته الرقابة، وبدأ يعرض في القاعات العمومية.
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 16 ماي 2006)