TUNISNEWS
8 ème année,N°2976 du 16.07.2008
سمير القنطار، عميد الأسرى العرب لدى العدو الصهيوني تحرّر اليوم من قيده.. وعميد الأسرى التونسيين لدى دولة الحداثة لا زال يقبع في الأسر..
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:حملة اعتقالات جديدة ببنزرت ..!
العرب : تونس: لجنة وطنية للتضامن مع المضربين عن الطعام من حركة «النهضة»
ممثلــــــي:التكتل الديمقراطي- الديمقراطي التقدمي- التجديد – الديمقراطيين الاشتراكيين:بجندوبــــــــــــة : بيان مشترك
المعهد العربي لحقوق الإنسان: دعــــــــــــــــــــوة
قدس برس : القضاء التونسي يرفض دعوى لإبطال استفتاء على الدستور .. والمدعي يستغرب
حركة النهضة: تهنئ حـــــــــــــــــــــــــــــزب الله
توفيق العيّاشي : استعدادا للجلسة العامة ” قانون انتقالي” يقصي أغلب الصحفيين من الترشح لعضوية لجان النقابة!!
موقع تلفزيون لبنان : رفات ثمانية تونسيين في صفقة التبادل بين اسرائيل و”حزب لله”
القدس العربي: رفات 6 شهداء من تونس
القدس العربي: منظمة حقوقية تونسية تقول إن عملية التبادل بين حزب الله وإسرائيل تشمل رفات 8 ‘شهداء’ تونسيين
عبدالسلام الككلي: المؤتمر 31 للاتحاد الدولي للجغرافيين في تونس: إسرائيل في قلب الحدث
وات:الرئيس زين العابدين بن علي يشرف على جلسة ممتازة للمجلس الجهوى لولاية قفصة
وات:جلسة ممتازة للمجلس الجهــــــــــــــــــــوى لولاية قفصة
الصباح : المؤتمر الخامس للتجمع: رهانات.. وتحديات جديدة
يو بي أي:الرئيس التونسي يبحث التعاون العسكري بين بلاده وجنوب إفريقيا
يو بي أي: الخطوط الجوية التونسية تعلن شراء 16 طائرة من نوع ‘ايرباص’
يو بي اي:إرتفاع صادرات زيت الزيتون التونسي إلي أكثر من 126 ألف طن
الصباح : هل تفتح جالطة سواحلها للسيــــــــــــــــــاحة؟
كلمة:لم يبق للعاطلين غير الانتحــــــــــــــــــــــــــــــــــار
كلمة: ما ضاق به الفضاء من أخبار المحاماة والقضاء
نهضة انفو: حوار مع العلامة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله [*] – (الجزء 2)
د. محمد الهاشمي الحامدي : التوحيد في قصة نوح عليه السلام
لطفي حجي : الفريضة الغائبة في الاتحاد من اجل المتوسط
الخبر: أمن تبسة يحقق في خلايا المد الشيعي
د. أحمد القديدي:العالم على أعتاب حقبة ما قبل الحرب محمد كريشان : إعلان باريس والمجتمع المدني
عبدالحميد العدّاسي: شيء ينطّـــــــــــــــــق الحجر
عبدالإله بلقزيز: الجابري وفكرة المشـــــــــــروع
منظمة العفو الدولية : الاتحاد المتوسطي: طريقة للابتعاد عن حقوق الإنسان؟
فهمي هويدي : اللامعقول في غــــــــــــــــــــــــــزة
إفتكار البنداري:المحكمة الدستورية التركية: حظر “العدالة” لن يقيم القيامة
محمد نور الدين:تركيا: »أرغينيكون« خططت لتسـلم رئاسـة الأركـان!
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين
21- الصادق العكاري
22- هشام بنور
23- منير غيث
24- بشير رمضان
25 – فتحي العلج
|
16- وحيد السرايري
17- بوراوي مخلوف
18- وصفي الزغلامي
19- عبدالباسط الصليعي
20- لطفي الداسي
|
11- كمال الغضبان
12- منير الحناشي
13- بشير اللواتي
14- محمد نجيب اللواتي
15- الشاذلي النقاش
|
6-منذر البجاوي
7- الياس بن رمضان
8-عبد النبي بن رابح
9- الهادي الغالي
10- حسين الغضبان
|
1-الصادق شورو
2- ابراهيم الدريدي
3- رضا البوكادي
4-نورالدين العرباوي
5- الكريم بعلوش
|
سمير القنطار، عميد الأسرى العرب لدى العدو الصهيوني تحرّر اليوم من قيده.. وعميد الأسرى التونسيين لدى دولة الحداثة لا زال يقبع في الأسر..
منذ نوفمبر 1990، لا زال محمد نجيب اللواتي، عميد المساجين السياسيين في تونس رهن الإعتقال والعزل والتعذيب والتنكيل وهو الذي لم يزهق روحا و لا اعتدى على أشخاص أو ممتلكات و لا ارتكب عنفا أو دعا إليه… فإلى متى يظل هذا الرجل البريء الذي قضى ثلث عمره وراء القضبان بدون جرم ارتكبه محروما من عائلته وابنيه ومن حقه في الحرية والحياة الكريمة؟ أليست هذه جريمة مكتملة القرائن ضد الإنسانية يا مستر أوكامبو ويا أيتها المحكمة الجنائية الدولية؟
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في16/07/2008 الموافق ل 13 رجب 1429
الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية
أكدت وزارة شئون الأسرى والمحررين بأن سلطات الاحتلال صعدت خلال هذا العام من حملات الاعتقال العشوائية التي تمارسها ضد أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة في الضفة الغربية المحتلة حيث اعتقلت ما يزيد عن (1800) أسير منذ بداية العام الجاري ،وهذا العدد لا يشمل أكثر من (1300) مواطن فلسطيني اعتقلوا داخل الخط الأخضر بحجة عدم حصولهم على تصاريح ،و من بين المعتقلين أكثر من(205) من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم ال18 عاماً ، و(11) أسيرة ، وهنالك العشرات من المرضى وكبار السن ، وأقدمت على إبعاد أسيرة إلى الأردن بشكل يخالف كل الاتفاقيات الدولية . ونتيجة لسياسة تصاعد الاعتقالات التي تمارسها سلطات الاحتلال في الضفة الغربية والقدس وخلال الإجتياحات المتكررة للمناطق الحدودية في قطاع غزة ،فان أعداد الأسرى في ارتفاع مستمر حيث وصل عدد الأسرى في السجون إلى (11700) أسير ،موزعين على (28 ) سجن ومعتقل مركز تحقيق وتوقيف ،ويعانون من ظروف سيئة وقاسية وتمارس بحقهم كافة أشكال الاضطهاد والتعذيب والتضييق ، وتسعى إدارة السجون بشتى الوسائل الالتفاف على منجزاتهم التاريخية التي حققوها بالدماء والإضرابات على مدار تاريخ الحركة الأسيرة منذ عام 1967 ، وتقلص باستمرار من حقوقهم الإنسانية التي نصت عليها القوانين الدولية ذات العلاقة ، وتستخدم ضدهم أساليب التعذيب المحرمة دولياً ، ولا زالت تحرم اسرى قطاع غزة بشكل جماعي من الزيارة. ان سلطات الاحتلال صعدت خلال هذا العام ايضاً من سياسة الاعتقال الإداري التي تعتبر من أكثر الأساليب خرقاً لحقوق الإنسان حيث يحتجز الأسير دون تهمة أو محاكمة أو محامى ، ولا يعرف له تاريخ إفراج حيث يتم التجديد له لفترات مختلفة ، بحجة وجود ملف سرى للأسير ،ولم يستثنى الاحتلال من الاعتقال الإداري احد حيث طال كافة الفئات من نساء وأطفال وقادة ونواب ووزراء ، وقد أصدرت محاكم الاحتلال منذ بداية هذا العام أكثر من (850) حكماً جديداً بالا دارى أو التجديد لمرة أو لأكثر ، وكانت قد أصدرت تلك المحاكم خلال عام 2007 ما يقارب من (3000) أمر أدارى ضد معتقلين فلسطينيين ، حيث يلاحظ وجود ارتفاع في أوامر الاعتقال الإداري. ان الأسرى المعزولين في زنازين وسجون العزل يعانون الموت البطئ ،ومنهم من مضى على عزله أكثر من (10) سنوات وأشهر أقسام العزل هي “أيلون” الرملة حيث يتسع لأكثر من 15 زنزانة لا تتوفر فيها أي شروط للحياة الإنسانية وقسم العزل في سجن “اوهلي كدار” (بئر السبع) وفيه عشر زنازين وهناك قسم عزل في سجن “ايشل”- بئر السبع- وكذلك في عسقلان وشطة، ويمكن القول إن كل السجون أصبحت الآن تضم أقساما للعزل ، ولا تتعدى مساحة الزنزانة الواحدة 2 متر طولاً و1.40 متر عرضاً. وهناك نوع آخر من العزل وهو “العزل الجماعي” كما هو الأمر في قسم “3” في سجن ” هداريم اذ يحوي أربعين غرفة يتواجد في كل غرفة “3” أسرى علماً أنها لا تتسع لاثنين ، وكذلك قسم العزل الجماعي رقم “4” في سجن أيشل في بئر السبع والذي يحتوي على “25” زنزانة في كل واحدة أسيرين وغرفة واحدة تتسع لستة اسري ، وتخلوا هذه الزنازين من شروط الحياة الإنسانية فغالبيتها لا ترى الشمس ومليئة بالرطوبة والبرودة ومليئة بالحشرات والفئران التي تتسرب من الدورة الأرضية التي هي جزء من نفس الزنزانة، اما الإضاءة فتتسم بشروط قاسية حيث أنها خافتة وتلحق الأضرار بالعيون،إضافة إلى البرودة الشديدة في الشتاء والحرارة في الصيف وانعدام الرعاية الصحية والاهتمام الطبي بشكل تام ، كما يحرم الأسرى المعزولين من الزيارات والتحرك ويخرجون للساحة لفترة قصيرة ، ويحرمون من الكنتين. ومن بين الأسرى المعزولين النائب في المجلس التشريعي (محمد جمال النتشة ) من مدينة الخليل الذي مضى على عزله أكثر من ثلاثة سنوات في العزل الانفرادي بايلون الرملة . ومن بين الأسرى ( 5090 ) معتقلاً محكوماً اى ما نسبته 43.5% من اجمالى عدد الأسرى، و( 5610 ) معتقل موقوفين وبانتظار المحاكمة اى ما نسبته 48%، و(1000) معتقل إداريا ويشكلون ما نسبته 8.5%، وأن هناك أكثر (720 ) أسيراً من بين الأسرى محكومين بالسجن مدى الحياة مرة واحدة أو عدة مرات ، الأسيرات وعن الأسيرات فان سلطات الاحتلال تواصل سياسة اعتقال النساء الفلسطينيات بحجة مقاومة الاحتلال حيث اعتقلت منذ بداية هذا العام (11) أسيرة من المنازل وعن الحواجز، واعتقل الاحتلال منذ بداية انتفاضة الأقصى أكثر من (730) أسيرة لا يزال منهن فى السجون (105) أسيرات يحجزن فى سجن التلموند (هشارون) ونفيه تريتسا فى (الرملة) ومواقع عزل أخرى، ، منهن (98 )أسيرة من سكان الضفة الغربية و(4 )أسيرات من سكان القدس، و(3) أسيرات من قطاع غزة، وهن (وفاء البس ) 27 عاماً ، والأسيرة (روضة حبيب ) 30 عاماً ، و( فاطمة الزق) 39 عاماً والتي وضعت مولودها “يوسف” داخل السجون قبل شهرين ونصف . ومن بين الأسيرات ستة أسيرات لم تتجاوز أعمارهن الـ 18 عاماً ، وكانت سلطات الاحتلال قد اعتقلت عام 2004 (63) أسيرة ، وفى عام 2005(36) أسيرة ، وفى عام 2006 اعتقلت (45) أسيرة، و يعتبر عام 2007 من أكثر السنوات التي تم فيها اعتقال أسيرات حيث اعتقل الاحتلال (75) أسيرة خلال ذلك العام . ومن بين الأسيرات (52) أسيرة محكومة، و(47) أسيرة موقوفة ، و(6) أسيرات يخضعن للاعتقال الإداري دون تهمة أو محاكمة ويقبع في سجن الرملة (58)أسيرة وفي تلموند (50) أسيرة ،ومن بين الأسيرات (20) أسيرة متزوجة منهن (19 ) أسيرة أم ، وعدد أبنائهن يتجاوز (70) ، يعشن مرارة السجن ومرارة الحرمان من الأبناء والأهل . ان عدد شهداء الحركة الأسيرة من جراء الإهمال الطبي وصل إلى (48) أسير شهيد كان أخرهم الشهيد (فضل شاهين) من قطاع غزة ،ولكن الشهيد (شاهين) على ما يبدو لن يكون الأخير فهناك العشرات من الأسرى مهددين بالموت فى اى لحظة نتيجة إصابتهم بامراض خطيرة جداً ولا تجد من يقدم لهم العلاج المناسب ، ومنهم الأسير (منصور موقده ) وهو مصاب بشلل نصفى وتهتك شديد في المعدة والأمعاء، وتم تركيب أجزاء اصطناعية في المعدة والأمعاء لكي تستمر في العمل بشكل جزئي ، و لا تقدم له إدارة سجن مستشفى الرملة سوى الأدوية المسكنة فقط. ،كذلك الأسير (سالم محمد الشاعر ) من قطاع غزة، ويعانى من وجود ورم سرطاني في الرئتين، استدعى استئصال الرئة اليسرى له، نتيجة تأخر الكشف الطبي على حالته ، والأسير ( رائد عبد الرحمن بشارات)وهو مبتور اليدين، وحالته الصحية سيئة جدا، و حالته تزداد سوء يوما بعد يوم . ان المعاملة السيئة التي تتعرض لها الأسيرات داخل السجون، حيث يحتجن في أماكن لا تليق بالبشر ويتعرضن للتفتيش العاري، وللعقاب لأتفه الأسباب، ويعانين من عمليات اقتحام الغرف الليلية ، وتفرض عليهن الغرامات المالية، ويحرمن من الزيارات، إلى جانب وجود العديد من الحالات المرضية بين الأسيرات يعانين من الإهمال الطبي ،ومن بينهن الأسيرة ( وفاء البس ) من غزة التي تعاني من حروق بكل أنحاء جسمها بنسبة 50% و هي بالفعل بحاجة لكل مساعدة طبية ممكنة، ولا يتم إعطاؤها إلا كريمات لا تؤثر على وضعها شيء فهي بحاجة لعدة عمليات لجسمها لتخفيف الآلام التي تعاني منها ، وكذلك الأسيرة (أمل جمعة ) من مخيم عسكر ، تعاني من تساقط أسنان والتهاب كلى وضعف عام ، والأسيرة (أحلام التميمي ) والمحكومة ستة عشر مؤبدا وتعاني من آلام حادة في المفاصل ، كما تعانى معظم الأسيرات من انتشار الأمراض الجلدية بسبب قلة النظافة ، وعدم اهتمام إدارة السجن بمكافحة الحشرات والفئران وتوفير ظروف صحية مناسبة للحيلولة دون انتشار هذه الأمراض . ولا تزال سلطات الاحتلال مستمرة في سياسة عزل الأسيرات ،حيث ال تزال الأسيرة (أمنة منى) والأسيرة (مريم الطرابين) في العزل الانفرادى . الأطفال الأسرى ان سلطات الاحتلال تحتجز أكثر من (360) طفلاً ما دون سن ال18 عاماً ،وهو ما تبقى من (7000 )طفل تعرضوا للاعتقال منذ انتفاضة الأقصى، منهم (200) طفلاً موقوفون بانتظار المحاكمة، و (145) طفلاً محكومون لمدد مختلفة، و(15) طفل يخضعون للاعتقال الادارى دون تهمة، ويعانى العشرات من الأطفال من الأمراض المختلفة وبحاجة لعناية طبية خاصة الأمر الذي لا توفره إدارة السجون لهم. وذكر التقرير أن هناك أكثر من 500 أسيراً اعتقلوا وهم أطفال وتجاوزوا سن 18 داخل السجن. وعن أعمار الأطفال الأسرى ذكر التقرير بان من بين الأطفال ( 162 ) طفل يبلغون من العمر 18 عاماً ، و(95) يبلغون 17 عاماً ، و(67) يبلغون 16 عاماً ، و(25) يبلغون من العم ر(15) عاماً ، وهناك(10) أطفال لم يتجاوز عمرهم 14 عاماً ، وهناك أسيرين لم يتجاوزا العامين من العمر وهما الأسير (يوسف الزق) ابن الأسيرة فاطمة الزق ويبلغ من العمر شهرين ونصف ، والأسيرة (دعاء) وهى ابنة الأسيرة( خولة زيتاوى ) وتبلغ من العمر (سنة وثمانية شهور) وقد انضمت إلى والدتها الأسيرة داخل السجن بعد أن تركتها رضيعة. وقد صعدت إدارة مصلحة السجون من إجراءاتها التعسفية ضد الأسرى الأطفال ، حيث أكد العشرات من الأطفال المعتقلين لمحاميهم أثناء الزيارة بأنهم جميعاً يتعرضون للضرب على جميع أنحاء الجسد أثناء الاعتقال وخلال التحقيق ، ويضغط عليهم المحققون للقبول بالعمل والارتباط معهم ، ويجبرونهم على توقيع أوراق لا يعرفون ماهيتها مكتوبة باللغة العبرية ، وتكتظ سجون الأطفال بالأسرى حيث ينام معظمهم على الأرض من كثرة العدد ، ويعانى الأطفال فى مراكز التوقيف اشد المعاناة ،حيث ان وضع تلك المراكز لا يليق بالبشر ،وترفض الإدارة تزويدهم باحتياجاتهم وخاصة الملابس، أدوات النظافة معدومة ويعاني الأسرى من انتشار الجرذان والحشرات ، التي تسبب الأمراض المعدية ولا يوجد ماء ساخن للاستحمام. ويتعرض الأسرى لمعاملة قاسية من السجانين وخاصة عند اقتحام ومداهمة الغرف بحجة التفتيش، ويتعرض الأطفال للتفتيش العارى بشكل مذل ومهين ،و يعانى القاصرين من سوء وجبات الطعام المقدمة لهم كما ونوعا،ورفض إدارة السجن تحسين وجبات الطعام في وقت تتحكم فيه بالكانتين ،والذي ترتفع فيه الأسعار بشكل خيالي مما يشكل عبء اضافياً على أهالى ، أضف لذلك سوء المعاملة السيئة ومنع الزيارات والحرمان من التعليم والعزل . إهمال طبي كل يوم يمر ترتفع فيه أعداد الأسرى المرضى نظراً لسياسة الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة السجون والتي تترك الأسرى المرضى فريسة سهلة للأمراض الفتاكة التي تنهش أجسادهم دون رحمه ، ،حيث وصل عدد الأسرى المرضى إلى (1300) أسير مريض، بعضهم مصاب بإصابات خطيرة جداً تهدد حياتهم بالموت في اى لحظة ، هذا بالإضافة الى اعتقال اسري هم مرضى من الأساس كان أخرهم اعتقال المعاق والمصاب بشلل نصفي طولي في يده وقدمه ( عامر عليان) من مخيم عسكر قضاء نابلس ،وكذلك الأسير المريض (أيمن شاكر الجنيدي) 37 عاما، من الخليل ويعانى من سرطان فى الرقبة . و أن من بين الأسرى المرضى (500) أسير بحاجة إلى عمليات جراحية عاجلة ،و(150) أسير يعانون من أمراض خطيرة جداً كالسرطان والكلى والقلب والشلل والسكري ،و (17) أسير يستخدمون الكرسي المتحرك والعكاكيز في حركتهم وتنقلهم، وذلك نتيجة إصابتهم بالإعاقة اثر تدهور أوضاعهم الصحية داخل السجون وعدم تلقيهم العلاج المناسب لحالاتهم المرضية ،و(3) اسري فاقدي البصر بشكل كامل وهناك العشرات مهددين بفقدان البصر ،و (45) أسير مصابين بالرصاص والشظايا أثناء الاعتقال وقبله ،و (3) اسري مصابين بالشلل النصفي ويتنقلون على كرسي متحرك . ومن الاسرى المرضى (60 ) معتقل يعانى من مرض القلب و(173 )من مرض ضغط الدم ،و(56 )يعانوا من مرض السكري، و(17) معتقل يعانوا من أمراض في الكبد، و(45) من أمراض في الكلي ،( 54 ) يعانوا من أمراض في المعدة. و(43) معتقل يعانوا من أمراض في الأذن والأنف وعلى الأخص ضعف في السمع،بينما( 209) معتقل يعانوا من أمراض في الجهاز التنفسي، و(175 )يعانوا من أمراض في العيون ، و(37) يعانوا من أمراض الشيخوخة، و(164)معتقل يعانوا من وجود شظايا في أجسادهم
“ أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين “ “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 16 جويلية 2008
حملة اعتقالات جديدة ببنزرت ..!
عمد البوليس السياسي بمدينة بنزرت إلى ابتكار طريقة جديدة للإيقاع ببعض الشبان ممن يتعرضون لحملات التمشيط و الإعتقال التعسفي تمثلت في الأيام الأخيرة في ” الإستدعاءات الهاتفية ” ..! و في إطارها تم تكليف ..مركز المرور ..! بمنزل بورقيبة باستدعاء الشاب يوسف بن عبد السلام العمري ( البالغ من العمر 36 سنة ) يوم الثلاثاء8 جويلية 2008 و رغم كل محاولات عائلته للتعرف على مصيره و اتصال والده عديد المرات بمركز ..المرور ..فقد بقي يوسف مجهول المصير ، كما تم يوم السبت 12 جويلية 2008 إيقاف السيد معاذ بن محمد شيخ علي من مقر عمله بصيدلية في مدينة منزل جميل على الساعة العاشرة صباحا وبقي والده دون علم بمكان اختطافه بعد إنكار أعوان مركز الأمن ببوقطفة أي علم لهم بمكان تواجده ..قبل أن يتم إطلاق سراحه يوم الاثنين 14 جويلية بعد الظهر. و إذ تنبه الجمعية إلى خطورة ممارسات الإختطاف التي تكررت في الأشهر الأخيرة فإنها تطالب بالتوقف عنها و كشف مصير يوسف العمري كما تطالب بمحاسبة جميع المتورطين في جرائم الإحتجاز التعسفي ..! عن فرع بنزرت عثمان الجميل
تونس: لجنة وطنية للتضامن مع المضربين عن الطعام من حركة «النهضة»
تونس – محمد الحمروني
أُعلن مؤخّرا في تونس عن تشكيل لجنة وطنية للتضامن مع ثلاثة مضربين عن الطعام من المساجين السابقين لحركة «النهضة» الإسلامية المحظورة. وتشكلت اللجنة من وجوه سياسية وحقوقية وفنية بارزة من أبرزها الفنانة المسرحية الكبيرة حليمة داود، والقاضي السابق مختار اليحياوي، ورئيس المنظمة العربية للمحامين الشبان الأستاذ شوقي الطبيب، وعضو هيئة الدفاع عن الرئيس صدام حسين المحامي أحمد صديق. وكان كل من محمد عمار وعادل العوني ولطفي الورغي قد دخلوا في إضراب عن الطعام منذ شهر تقريبا للمطالبة بحقهم في الشغل والعلاج وجواز السفر ومجمل الحقوق الأساسية التي يتمتع بها كل المواطنين. ويعاني المضربون من أوضاع اجتماعية وصحية صعبة للغاية بسبب عدم توفر موارد الرزق، وبسبب المخلفات الصحية لمرحلة السجن، علما بأن هؤلاء المضربين قضوا نحو 8 سنوات في السجن بتهمة الانتماء لحركة «النهضة». وقال أعضاء لجنة المساندة في بيان حصلت «العرب» على نسخة منه إن تضامنهم يأتي إيمانا منهم بعدالة مطالب المضربين.. ولأن العمل والعلاج من الحقوق الأساسية التي تضمنها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان ويكفلها الدستور التونسي، إضافة إلى شعورهم بالمسؤولية تجاه ما يتهدد حياة المضربين من مخاطر حقيقية بعد تقدمهم في الإضراب في ظروف قاسية وفي غياب أية متابعة طبية. وطالبت اللجنة بالاستجابة السريع والعادل لمطالب المضربين بما يكفل لهم كرامتهم ويشعرهم بمواطنتهم. وتعبيرا عن تضامنها معهم قام وفد من منظمة «حرية وإنصاف» للدفاع عن حقوق الإنسان بزيارة المضربين. وقالت المنظمة في بيان لها صدر أمس إن حالة المضربين الصحية تبعث على القلق الشديد ودعت السلطات التونسية إلى التعامل مع الموضوع «بجدية وإيجابية خاصة أنه يتعلق بحياة مواطنين لا تتعدى طلباتهم الحقوق الدنيا لأي مواطن في أية دولة متحضرة». من جهة أخرى تتواصل في تونس الحملة الدولية من أجل إطلاق مساجين العشريتين. ودخلت الحملة التي تقوم بها «الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين» وهي جمعية التونسية و «منظمة الحقيقة والعمل» السويسرية يومها العاشر. وتطالب الحملة بإطلاق سراح من تبقى من مساجين حركة «النهضة» الذين يقبعون في السجن منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي، ولذلك أطلقت المنظمتان على حملتهما إطلاق سراح مساجين العشريتين. وما يزال نحو 25 من قيادات «النهضة» في السجن على رأسهم الدكتور الصادق شورو (آخر رئيس للحركة قبل ضربها في بداية التسعينيات) وإبراهيم الدريدي ورضا البوكادي ونورالدين العرباوي. (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 16 جويلية 2008)
ممثلــــــي التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات الحزب الديمقراطي التقدمي حركة التجديد حركة الديمقراطيين الاشتراكيين بجندوبــــــــــــة بيـــــــــــــــان مشترك
تعرض ليلة الأربعاء 9 جويلية 2008 الكاتب العام لجامعة الحزب الديمقراطي التقدمي بجندوبة ومراسل قناة “الحوار التونسي” بالشمال الغربي للبلاد التونسية : المولدي الزوابي إلى اعتداء همجي من قبل أعوان بالزي المدني تابعين لمنطقة الحرس الوطني بجندوبة وهم منير الحمدي ،الناصر الهذلي ومرافقه علي، وتم رميه ليلا عند مدخل مسلك فلاحي كائن بمنطقة العشايشية من معتمدية بلطة بوعــوان (طريق بلاريجيا).بعد ان أخذت منه بطاقة تعريفه وانتزعت منه آلة التصوير الرقمية وهاتفه الجوال .وقد خلف له هذا الاعتداء أضرارا شخصهــا طبيب الصحة العمومية بالمستشفى المحلي ببوسالـــم ومنحه راحة مرضية بـ7 أيام. نحن ممثلي الأحزاب المذكورة أعلاه بجندوبـــــــــــة: – ندين هذا الاعتداء الوحشي ونطالب بفتح تحقيق. – نطالب السلطة برفع الحصار المضروب على قناة الحوار التونسي ومراسليها وإرجاع محجوزاتهـا وإيقاف مسلسل الاعتداءات على صحفييها. – نعلن تمسكنا ودعمنا للحق في العمل السياسي والإعلامي العلني والقانوني. جندوبـــــــة في 12 جويلية 2008 الأستاذ الهادي المناعي عن التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات الأستاذ رابح الخرايفي عن الحزب الديمقراطي التقدمي السيد معاوي البغوري عن حركة التجديد السيد بلقاسم المحسني عن حركة الديمقراطيين الاشتراكيين
دعـــــــــــــــــــــــوة
بمناسبة انعقاد الدورة التدريبية الإقليمية في مجال حقوق الإنسان “عنبتاوي الثامنة عشرة” التي تنعقد في مدينة الحمامات الجنوبية بفندق ” كارطاقو، حمامات، يشرّف المعهد العربي لحقوق الإنسان دعوتكم لحضور حفل الافتتاح”وذلك يوم الثلاثاء 22 جويلية 2008على الساعة العاشرة صباحا. ويمكنكم حضور المحاضرة الافتتاحية حول “التطور التاريخي والفلسفي لحقوق الإنسان” مباشرة بعد حفل الافتتاح. قسم الموقع والإعلام بالمعهد العربي لحقوق الإنسان الرجاء تأكيد الحضور : الهاتف: 889 767 71 / 003 767 71+216 الفاكس :911 750 71 +216 البريد الإلكتروني:media@iadh-aihr.org دورة عنبتاوي 18
تهدف الدورة إلى توسيع قاعدة المستفيدين من نشر ثقافة حقوق الإنسان وإلى تطوير المعارف النظرية والمهارات العلمية في مجال حقوق الإنسان لدى الكوادر الوسيطة في منظمات حقوق الإنسان العربية والجمعيات النسائية وجمعيات الطفولة والتنمية. ويشارك في هذه الدورة قرابة 35 مشاركة ومشاركا من مختلف البلدان العربية. مع العلم أنه يمكنكم متابعة أشغال الدورة ( محاضرات وصور ونقاشات وورشات عمل) يوميا عبر موقع المعهد العربي لحقوق الإنسان www.iadh-aihr.org
القضاء التونسي يرفض دعوى لإبطال استفتاء على الدستور .. والمدعي يستغرب
تونس – خدمة قدس برس أصدر القضاء الإداري في تونس، اليوم الثلاثاء (15/7)، حكماً بعدم قبول الدعوى التي رفعها المحامي عبد الوهاب معطر، نيابة عن سبعة من الناشطين التونسيين، من أجل إبطال دعوة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي لإجراء استفتاء على تعديل الدستور وإلغاء النتائج المترتبه عنه. واستغرقت هذه الدعوى ست سنوات ليتم النظر فيها، قام خلالها المحامي عبد الوهاب معطر بمساع حقوقية دولية كبيرة من أجل تمكينه من التقاضي. وكان الرئيس ابن علي قد دعا في سنة 2002 إلى إجراء استفتاء على الدستور، تم بموجبه تعديل بنود تتعلق أساساً بشروط الترشح لرئاسة الجمهورية، ومكنته من تجديد ترشحه لولايتين رابعة وخامسة. وقضت المحكمة الإدارية برفض الدعوى في الجزء المتعلق بالنتائج المترتبة على الاستفتاء، بحجة عدم اختصاصها. واستغرب المحامي عبد الوهاب معطر، في تصريح خاص لـقدس برس، صيغة الحكم الصادر في القضية، باعتبارها غير معتادة، ففي العادة درج القضاء التونسي على اعتماد عبارة قبول الدعوى شكلا ثم يتم الحديث في الأصل. لكن في هذه الحالة تم اعتماد عبارة جديدة وهي عدم قبول الدعوى، حسب توضيحه. وأضاف معطر أنّ المحكمة الإدارية مختصة بالنظر في هذه القضية، وأنّ إجراءات الدعوى كانت سليمة، واعتبر أنّ الحجة الظاهرة لرفض القضية هو أنّ القضاء الإداري عاجز عن إبطال الدعوة إلى الاستفتاء الذي جرى في 2002، باعتباره من أعمال السيادة، شأنه شأن قرارات الحرب والسلم، ففي تلك الحالة ونظراً للرهانات المعلقة عليه لا يمكن للمحكمة إبطاله، كما قال. المصدر: وكالة أنباء قدس برس أنترناشيونال بتاريخ 15 جويلية 2008
بسم الله الرحمان الرحيم ” يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ”
بعيون باكية وقلوب مكلومة شيعنا اليوم 16 جويلية 2008 جنازة أخينا العزيز الصادق العايب إلى مطار ستوكهولم في طريقه إلى تونس مثواه الأخير بعد أن صلينا عليه في الجامع الكبير. أخونا الصادق العايب أصيل بني خداش من ولاية مدنين توفي يوم الجمعة11 جويلية حوالي الساعة العاشرة ليلا على إثر مرض القلب زاده السكري تعقيدا . لقد كان من قدماء الإخوة الذين وردوا على السويد وهو من الأفاضل الذين ساندوا العمل الإسلامي منذ بدايته فآوى ونصر أفواج المهجرين من الإخوة وساهم بجهده وماله وحضوره في جل المجهودات الإسلامية. كان حسن الخلق طيبا محبوبا من كل الناس سهلا لينا يضحي بكل ماعنده من أجل إخوانه ولا يقبض يده على أحد. إنا نشهد الله ياأخي الصادق أنك كنت تحب الله ورسوله والمؤمنين وأنك كنت مثلا للأخ المحب الودود الذي يتفانى في نصرة الإسلام والمسلمين، وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لفراقك يا صادق لمحزونون. رحم الله الأخ الصادق رحمة واسعة ورزق أهله وأحبابه جميل الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون. للتعزية : السويد صهره : نهيل 0046704833981 تونس شقيقه : منير 0021624370630
استعدادا للجلسة العامة ” قانون انتقالي” يقصي أغلب الصحفيين من الترشح لعضوية لجان النقابة!! ماذا لو وقع تطبيقه كما أقترح في صيغته الأولى؟؟
توفيق العيّاشي /تونس تجري الاستعدادات حثيثة لعقد الجلسة العامة العاديّة للنقابة الوطنيّة للصّحفيين التونسيين وذلك يومي الجمعة والسبت 18 و19 جويلية 2008 والتي سوف يتم على إثرها انتخاب 10 لجان قارة وسط أجواء من التجاذبات والتعبئة العامة نظرا لأهميّة رئاسة اللجان التي سوف تحدد هويّة المكتب التنفيذي الموسّع ، وقد عقد المكتب التنفيذي للنقابة اجتماعا يوم الخميس 10 جويلية 2008 جرى خلاله عرض مشروع “قانون انتقالي” على التصويت يقضي بحصر حق الترشّح لعضويّة لجان النقابة في المتمتعين بثلاثة انخراطات سابقة فما أكثر باعتبار الانخراطات الخاصة بجمعية الصحفيين المنحلّة، وقد صوّت لصالح هذا المشروع ستّة أعضاء من المكتب التنفيذي مقابل اعتراض ثلاثة أعضاء من ضمنهم رئيس النقابة وكاتبها العام. *1* القانون الانتقالي والعودة من النافذة وقد أثار مشروع “القانون الانتقالي” المقيّد لعمليّة الترشح للجان حفيظة عدد هام من الصّحفيين باعتباره يمثّل عملية “إقصاء ِآلي ممنهج” لجميع الصحفيين الشبّان وحرمانهم من فرصة المشاركة في الهياكل التسييريّة للنقابة رغم أنّهم يمثّلون القاعدة الأوسع في القطاع والأكثر عرضة للانتهاكات فيما يتعلق بهشاشة أوضاعهم الماديّة والمهنيّة، كما يحرم هذا القانون جميع الصحفيين الذين لم يسبق لهم الانخراط في جمعيّة الصحفيين التونسيين من حقّ الترشّح لهياكل النقابة التي لم يمرّ على مؤتمر التأسيسي ستة أشهر. وفي المقابل يفتح هذا القانون الأبواب على مصراعيها أمام عمليّة احتكار عدد من القيادات السابقة لجمعيّة الصحفيين وانفرادهم بتسيير هياكل المهنة بعد أن أُبعدوا عن الواجهة بطريقة ديمقراطيّة خلال المؤتمر التأسيسي للنقابة، حيث اختار أكثر من 700 صحفي، في انتخابات نزيهة وشفّافة، من يمثّلهم في أوّل نقابة مهنيّة قانونيّة مستقلّة . وبعد أن حاول عدد من قدماء “القيادات” العودة إلى موقع القرار بطرق ملتوية، آخرها كان المطالبة بعقد “الهيئة التنفيذيّة الموسّعة، دون إجراء انتخابات اعتمادا على رؤساء اللجان والفروع السابقين في جمعيّة الصحفيين المنحلّة والتهديد باقتحام مقرّ النقابة وعقد اجتماعهم متجاوزين سلطة المكتب التنفيذي المنتخب، اختارت هذه “القيادات” غطاءا “قانونيّا” لعرقلة عمليّة تشبيب هياكل النقابة وتكريس مبدأ التداول على المسؤوليّات بشكل ديمقراطي وشفّاف يقطع مع جميع أشكال الاحتكار والتسلّط التي لا تشرّف قطاع الإعلام. *2*أبعد عن القانون، أقرب إلى”البيع المشروط”!! أمّا من الجانب القانونيّ فلئن كان القانون الأساسي للنقابة يخوّل للمكتب التنفيذي صلاحيّة إصدار بعض “الأحكام الانتقاليّة” ذات الصبغة التسييريّة، فانّ تشريع قانون بهذه الأهميّة يتّصل بانتخابات هياكل النقابة كان من الضروري اقتراحه للتصويت أمام الجلسة العامة صاحبة القرار الفصل في هذه القوانين الهامة، على أن لا يؤخذ هذا القانون أثرا رجعيّا في التطبيق على غرار غيره من التشريعات المعمول بها. أي إذا كانت الجلسة العامة قد أقرّت القانون بعد انقضاء الفترة القانونيّة المخصصة لتقديم الترشّحات فلا يحقّ لأيّ إن كان إبطال أي ترشّح لأنّ القانون يصبح ساري المفعول بعد المصادقة عليه وليس قبلها. كما أنّ نص البلاغ الذي دعا فيه المكتف التنفيذي عموم الصحفيين إلى تقديم الترشّحات لعضوية اللجان لم يتضمّن أي إشارة لشرط حول ضرورة أن يكون للمترشّح ثلاث انخراطات سابقة، وهو العرف المعمول به في جميع البلاغات التي تصدر عن المؤسّسات والهياكل العموميّة والخاصة قبل كل مناظرة أو عملية انتخابية، هذا فضلا على غياب تنصيص في القانون الأساسي للنقابة على ضرورة حيازة المترشّح على ثلاثة انخراطات سابقة في جمعيّة وقع حلّها . أمّا من حيث التوقيت فمن المثير للريبة أن تقع المصادقة على هذا ّالحكم الانتقالي” قبل يوم فقط من تاريخ غلق باب الترشّح لعضوية اللجان وحصر تطبيقه على من لم يتمكن من تقديم الترشّح قبل يوم 10 جويلية مقابل قبول كلّ من تقدّم بترشّحه قبل هذا التاريخ؟؟؟، فاذا كان الحكم الانتقالي يشرّع لسد الفراغ القانوني الموجود في القانون الأساسي ، لماذا لا يقع استصداره قبل فتح باب الترشّحات وتطبيقه على الجميع دون استثناء؟؟؟ ولعل من المفارقة أن يدعوا بعض أعضاء المكتب التنفيذي إلى ضرورة اعتماد ارث جمعية الصحفيين فيما يتعلق بالانخراط، مقابل رفضهم لدعوة المحافظة على الأعضاء السابقين في الهيئة الموسعة للجمعية وتشّبثهم بالتنقيح الذي ينصّ على ضرورة إجراء انتخابات الفروع واللجان، والتمسّك بقاعدة أن “النقابة الوطنية للصحفيين ترث الهياكل ولا ترث الأشخاص”. والسؤال الذي يُطرح في هذا السياق، هو التالي: ألا يعتبر اعتماد انخراطات الجمعيّة المنحلّة لحصر حق الترشّح لانتخابات اللجان في أشخاص دون غيرهم عمليّة توريث للأشخاص؟. وقد نبّه أحد أعضاء المكتب التنفيذي، خلال الاجتماع الذي عرض فيه “القانون الانتقالي” على التصويت، إلى معضلة أن يكون جميع المرشّحين لعضويّة لجنة ما ليس في رصيدهم 3 انخراطات سابقة، وقد بقي التساؤل معلّقا ليحيل على أنّ أصحاب فكرة المشروع فكّروا في النتائج المنتظرة من القانون وكيف يمكن إيصاد الأبواب أمام أكثر عدد ممكن من الصحفيين وإقصاء أسماء بعينها دون التفكير في المسائل التقنية الإجرائية والمزالق التي يمكن أن تعترض عمليّة تطبيق هذا “القانون”. وقد ذهب بعض الصحفيين إلى اعتبار أنّ مشروع قانون الترشّح لعضويّة اللجان هو أشبه بظاهرة البيع المشروط، حيث أن هناك من الصّحفيين من رفض الانخراط طوعا في جمعيّة الصحفيين لعدم إيمانه بالدور الذي كانت تلعبه كهيكل مهني، ثم انخرط في النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين كأوّل هيكل نقابي يمثّل الصحفيين ليجد نفسه مجبرا على دفع ضريبة “الزبلة والخرّوبة” –كما علّق أحد الصحفيين ساخرا-المتعلّقة بذمته ويعاقب على عدم انخراطه في وداديّة الصحفيين التونسيين سابقا، *3*أهداف مبيّتة و قانون على المقاس أمّا الأهداف المبيّتة من اقتراح “القانون الانتقالي” فيمكن إيجاز ما تردد حولها في النقاط التالية: -أ- التخوّف من حضور الطاقات الشبابيّة داخل الهياكل التسييريّة للنقابة بما يحجّم دور القيادات القديمة ويضخّ في الهياكل روح جديدة تدفع بالعمل النقابي وواقع المهنة إلى الأمام، الأمر الذي قد يخلق لبعض المؤتمنين على تأبيد الوضع إحراجا أمام السلطة.هذا إلى جانب اتّعاظ البعض من تجربة انتخابات المؤتمر التأسيسي للنقابة حيث انتصرت القاعدة الشبابية لشق الاستقلاليّة وضربت بـ”التعليمات” عرض الحائط. -ب- التصدي للملتحقين الجدد بالنقابة الوطنيّة للصّحفيين بعد تأسيسها والعمل على منعهم بشتّى الوسائل من التمثّل في الهياكل القياديّة تحسّبا لاتّخاذ النقابة المنعرج التي لا ترتضيه السلطة . -ج- الاستهداف الشخصي لبعض الصّحفيين وصدور “تعليمات” في شأنهم بعدم تمكينهم من الترشّح لعضويّة لجان النقابة، خاصة فيما يتعلّق بلجنة الحريّات. وهو ما تردد بالنسبة للصّحفي لطفي حجّي، حيث أثار تقديم ترشّحة حالة استنفار قصوى عجّلت بمقترح القانون المقيّد لحريّة الترشّح. هذا ومن المنتظر أن تشهد الجلسة العامة العاديّة أجواء مشحونة نظرا لحالة التعبئة والاستنفار لدى الفريق المقرّب من السلطة حيث وقع تجنيد عدد هام من الصحفيين خاصة من الجهات الداخلية للتوافد على الجلسة العامة التي سوف يحتظنها أحد النزل وسط العاصمة . كما عرفت قائمة المرشحين لعضويّة اللجان أسماء صحفية تتقلّد مناصب هامة في الشعب المهنيّة التابعة للحزب الحاكم.
بسم الله الرحمن الرحيم حركة النهضة تهنئ حزب الله
أنجز حر ما وعد ، إذ تحقق بفضل الله ثم بصمود المقاومة الباسلة ،” الوعد الصادق”. فهاهو عميد الاسرى العرب سمير القنطار بين اهله في وطنه ومعه بقية الاسرى اللبنانيين ومعهم أسرى فلسطينيون ومعهم مئات من الرفات الطاهرة للشهداء على امتداد تاريخ المقاومة اللبنانية بمختلف أجيالها وفصائلها التي سبقت حزب الله الى ساحة المقاومة والشرف، قادمة الى ساحة الصراع ضد المحتل الصهيوني ، من مختلف بلاد العرب والمسلمين وأحرار العالم. ولم تتخلف تونس العربية المسلمة ، فكان بين جثامين الشهداء المحررين ثمانية تونسيين ، شاهدين على عروبة تونس وإسلامها.تقبّلهم الرحمن جميعا في جنات النعيم. ويهمّ حركة النهضة في هذه المناسبة السعيدة ، في هذا اليوم من أيام الله ، من أيام لبنان الموحد حول المقاومة،من أيام العروبة والاسلام والحرية، أن : – تهنئ حزب الله على ما أكرمه الله به من نصر مبين، إذ فرض على العدو الصهيوني توقيع هذه الصفقة الكبرى التي تعدّ نصرا آخر ينضاف وثمرة طبيعية لانتصارات سابقة على العدو وخصوصا في معركة التحرير سنة 2000حيث اندحر الاحتلال من الجنوب اللبناني يجرر أذيال الهزيمة دون قيد ولا شرط، على نحو انسحابه من غزة- وهزيمته المنكرة التي تكررت في غزوه للبنان سنة 2006. – تهنئ الاسرى الميامين وفي طليعتهم عميدهم سمير القنطار وتهنئ أسرهم، ومنها أسر الشهداء التونسين العشرة، وتطالب الحكومة التونسية أن تخرج من صمتها فترتفع الى مستوى هؤلاء الشهداء، فتستقبلهم في مواكب تليق بهم – تسجل بفخر ما تحققه المقاومة من انجازات على صعيد الصراع التاريخي بين امتنا والعدو الصهيوني ،وذلك مقابل تعثر نهج استجداء السلم من العدو وما أفضى اليه من كوارث حلت بالقضية الفلسطينية – تسجل كذلك باعتزاز انجازات الصراع ضد العدو الصهيوني على صعيد توحيد قوى الامة، بما استقطبته ساحة الصراع من خيرة الشباب والشابات من أرجاء الامة والانسانية ، على اختلاف محاضنهم الفكرية المناضلة . وإن للتونسيين أن يعتزوا بإسهامات شبابهم في هذه المعركة النبيلة على خطى أسلافهم الذين هبوا بالآلاف سنة 1947لنصرة فلسطين فروّوا بدمائهم ارض فلسطين الطاهرة ، ومنهم من عاد الى ارض الوطن ، دون ان يتعرض للمحاكمة والتنكيل ، كما يحصل الآن لأمثالهم ممن يدفعهم إيمانهم بوحدة الامة الى الاسهام في تحرير كل أرض من أراضيها المحتلة – تذكّر والفرحة تملأ الجوانح وهي ترى اسرى لبنانيين وفلسطينيين محررين في صحة جيدة، بحالة أكثر من عشرة آلاف سجينا في المعتقلات الصهيونية . كما تذكّر بالحالات المؤسية والبائسة لعشرات الآلاف من المساجين السياسيين على امتداد الوطن العربي في أوضاع اشد تعاسة – من امثالهم في السجون الصهيونية- وبعضهم كما هي الحالة التونسية- سجناء عشريتين، مخضعين لخطة موت بطيئة، أودت بحياة العشرات منهم قبل أو بعد سراحهم .وإذا كان هناك أمل في تحرير الاسرى من السجون الصهيونية عبر الخطف والتبادل ، فكيف السبيل الى تحرير الاسرى في سجون الاحتلال المحلي، دون تكثيف الضغوط المدنية والشعبية لصالح وضع حد للسجن السياسي ولمختلف ضروب قمع الحريات ونهب الارزاق، قبل أن تنفجر الاوضاع؟.قال تعالى”وما كان الله ليضيع إيمانكم. إن الله بالناس لرؤوف رحيم”
حركة النهضة
16-7-2008
رفات ثمانية تونسيين في صفقة التبادل بين اسرائيل و”حزب لله”
ذكرت منظمة “حرية وانصاف” التونسية للدفاع عن حقوق الانسان اليوم ان عملية التبادل بين اسرائيل و”حزب الله” تشمل رفات ثمانية تونسيين، ودعت الى تسليمها الى عائلاتهم في اقرب وقت. وأوضحت المنظمة، في بيان، ان الجثامين الثمانية هي لـ”ميلود بن ناجح” الذي قتل في 27 تشرين الثاني1987 خلال عملية الطائرات الشراعية التي نفذتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة. كما تضمّ رفات “عمران الكيلاني المقدمي” الذي قتل في 26 نيسان 1988 في عملية ردا على اغتيال خليل الوزير “ابو جهاد” في تونس الشهر عينه. وتشمل الصفقة ايضا جثامين كل من خالد بن صالح الجلاصي وفيصل الحشايشي وسامي بن الطاهر الحاج علي ورياض بن الهاشمي بن جماعة وكمال بن السعودي بدري والطالب بليغ بن محمد انور اللجمي. وطالبت المنظمة بـ”استقبال الجثامين في اقرب وقت، وتكريمهم بجنازة تليق بما قدّموه من تضحيات من اجل كرامة الوطن وعزته”. المصدر: موقع تلفزيون لبنان الآن بتاريخ 16 جويلية 2008
رفات 6 شهداء من تونس
بيروت، تونس – الحياة أعلنت حركة «الجهاد الإسلامي» أمس، عن تنظيم حملة إعلامية تحت عنوان «بصمودنا ومقاومتنا نحقق الانتصار»، وعن سلسلة إجراءات تحضيرية لتشييع شهدائها الـ12 الذين سقطوا أثناء تنفيذهم عمليات عسكرية انطلاقاً من جنوب لبنان خلال التسعينات، وذلك في عدد من المخيمات الفلسطينية في لبنان وبحضور ذويهم. ويرتقب ان تشمل صفقة تبادل الاسرى بين اسرائيل و «حزب الله» رفات هؤلاء. والشهداء هم: محمد أبو ناصر وأحمد فايز أحمد وأحمد قاسم العاص ومحمد خالد كريم ووليد حسين حمدي ومحمد مصطفى عبدالوهاب ويحيى محمد الخميس وغسان محمد الجدع وأحمد عبدالفتاح العلي وأشرف خليل الشيخ خليل وخالد محمد حسن ونزار محمود مهودر خصاف. من جهتها، قالت منظمة «حرية وإنصاف» التونسية إن عملية التبادل بين «حزب الله» وإسرائيل تشمل رفات ثمانية تونسيين استشهدوا خلال عمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي بين جنوب لبنان والمستوطنات الإسرائيلية بين عامي 1988 و1996. وأشارت في بيان أصدره عضو الهيئة الإدارية حاتم الفقيه، إلى أن الشهداء هم: سامي بن الطاهر الحاج علي ورياض بن الهاشمي بن جماعة وكمال بن السعودي بدري وبليغ بن محمد أنور اللجمي وميلود بن ناجح وعمران بن الكيلاني المقدمي وخالد بن صالح الجلاصي وفيصل الحشايشي. وأشارت المنظمة إلى أن محمد أنور اللجمي والد الشهيد بليغ اللجمي اتصل بها، وطلب منها التدخل من أجل الدفاع عن حق عائلته في تسلم جثمان إبنها. ونقلت «يو بي أي» عن الفقيه أن أهالي الشهداء أكدوا له أن العمليات التي نفذها أبناؤهم تتبناها «الجبهة الشعبية – القيادة العامة» بزعامة أحمد جبريل. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 جويلية 2008)
منظمة حقوقية تونسية تقول إن عملية التبادل بين حزب الله وإسرائيل تشمل رفات 8 ‘شهداء’ تونسيين
تونس- يو بي اي: قالت منظمة حرية و إنصاف التونسية (منظمة حقوقية مستقلة غير معترف بها) إن عملية التبادل بين حزب الله اللبناني وإسرائيل تشمل رفات ثمانية شهداء تونسيين. وأوضحت في بيان أصدره عضو الهيئة الإدارية في المنظمة توقيع حاتم الفقيه نشر في موقع ألكتروني امس الثلاثاء، أن التونسيين المعنيين بهذه الصفقة استشهدوا في شمال فلسطين خلال الفترة ما بين عامي 1988 و1996 . وأشارت إلي أن هؤلاء الشهداء هم سامي بن الطاهر الحاج علي ورياض بن الهاشمي بن جماعة (استشهدا يوم الخميس 19/01/1995 في عملية ضد الإحتلال الإسرائيلي بالطريق الواقعة بين بلدة الطيبة اللبنانية و مستوطنة ”مسكاف عام” بفلسطين المحتلة)، وكمال بن السعودي بدري وبليغ بن محمد أنور اللجمي (استشهدا في 27/01/1996 في عملية ضد الاحتلال في منطقة السريرة قضاء جزين في جنوب لبنان) . أما خامس هؤلاء فهو ميلود بن ناجح الذي أستشهد في عملية الطائرات الشراعية التي نفذتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة في 27/11/1987، بينما سادسهم هو عمران بن الكيلاني المقدمي الذي أستشهد في 26/04/1988 في عملية في (منطقة) أصبع الجليل”. والسابع هو خالد بن صالح الجلاصي الذي أستشهد في 28/12/1988 في عملية نفذت في ‘المنارة’ بالجليل الأعلي ، في حين يدعي الثامن إسم فيصل الحشايشي الذي أستشهد في 08/07/1993 في عملية نفذت في منطقة ‘العيشية’ بجنوب لبنان . وأشارت منظمة حرية وإنصاف في بيانها إلي أن محمد أنور اللجمي والد الشهيد بليغ اللجمي إتصل بها، وطلب منها التدخل من أجل الدفاع عن حق عائلته في تسلم جثمان إبنها. وقال الفقيه ليونايتد برس إنترناشونال إن أهالي الشهداء أكدوا له أن العمليات التي نفذها أبناؤهم تتبناها الجبهة الشعبية-القيادة العامة، بزعامة أحمد جبريل، الموالية لسوريا. يشار إلي أن صفقة التبادل بين حزب الله وإسرائيل التي توسطت فيها الأمم المتحدة ستنفذ صباح غد الأربعاء في منطقة الناقورة علي الحدود اللبنانية-الإسرائيلية. وسيسلم حزب الله بموجب هذه الصفقة جنديين إسرائيليين أسرا في تموز (يوليو) 2006، مقابل خمسة سجناء بينهم عميد الأسري اللبنانيين سمير القنطار، إلي جانب رفات نحو مائتي مقاتل لبناني وعربي سقطوا في جنوب لبنان وشمال إسرائيل. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 جويلية 2008)
المؤتمر 31 للاتحاد الدولي للجغرافيين في تونس إسرائيل في قلب الحدث
عبدالسلام الككلي تحتضن تونس المؤتمر 31 للاتحاد الدولي للجغرافيين الذي سينعقد سنة 2008 بالعاصمة بمشاركة ما لا يقل عن ألفي عالم وباحث وخبير مختص من كل بلدان العالم علما وان المؤتمر السابق للاتحاد قد انتظم سنة 2004 في اسكتلاندا وان المؤتمر 32 سيلتئم سنة 2012 في ألمانيا . وسيقام هذا الحدث العلمي الدولي الذي تشارك في تنظيمه جمعية الجغرافيين التونسيين على ثلاثة مراحل و ذلك في شكل ورشات عمل تحضيرية في إطار اللجان العلمية للاتحاد وذلك قبل أشغال المؤتمر وأثناء انعقاده. وفي هذا الإطار التقى في وقت سابق مسؤولون بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي بوفد علمي يضم بالخصوص الأستاذ ادالبارتو فالاجا رئيس الاتحاد الدولي للجغرافيين والدكتور ووايك يو نائب رئيس الاتحاد والسيد عدنان حيدر رئيس جمعية الجغرافيين التونسيين. وتم خلال هذا اللقاء النظر في مساهمة وزارة الإشراف في إنجاح هذه التظاهرة وذلك بتقديم مساندة لوجيستية ومالية لإعداد وتنظيم هذا الموعد الدولي للجغرافيين في تونس . وقد كان الجغرافيون قد قرروا سنة 2004 في اسكتلاندا عقد مؤتمرهم الدولي الحادي والثلاثين بتونس شريطة أن لا يقع استبعاد الوفد الاسرائيلي وهو ما احدث انقساما خطيرا في صفوف الجغرافيين التونسيين بين مؤيد لحضور الوفد الاسرائيلي ورافض لذلك . ويتصارع في هذا السياق منطقان : 1) لا لشعار المقاطعة يرى المؤيدون لهذا الحضور أن الدعوات للمؤتمر ليست من مشمولات جمعية الجغرافيين التونسيين بل من مشمولات الاتحاد الدولي الداعي للمؤتمر وأن التطبيع مسالة سياسية تتعلق بالتمثيل الدبلوماسي للدول وأنه لا صلة له بالأعمال العلمية الأكاديمية مؤكدين أن إسرائيل عضو بالاتحاد وان من يريدون مقاطعتها في تونس قد تعودوا على الجلوس معها في المؤتمرات التي تعقد في كل بلاد الدنيا . و هم يلاحظون أيضا أن منطق المقاطعة وأسلوب الكراسي الفارغة موقف عاطفي لم يعد يجدي نفعا وانه من الأفضل أن يستمع العلماء العرب إلى الجغرافيين الاسرائليين وان يواجهوهم بمنطق الحوار العلمي لا بمنطق الشعار السياسي الذي لا نفع فيه . ويؤكدون أن شعار المقاطعة يضر بتونس ومصالحها بالنظر لما لهذه التظاهرة الأكاديمية من مستوى رفيع خاصة وهي ستلتئم في السنة التي أعلنتها الأمم المتحدة سنة عالمية ل”كوكب الأرض” وبالنظر أيضا إلى عديد المواضيع العلمية ذات العلاقة بالجغرافيا البشرية والطبيعية والاقتصادية والعمرانية والبيئية. و يشيرون أخيرا إلى أن المؤتمر سيشكل فرصة لنشر وتوزيع رصيد ثرى من الوثائق والمعطيات العلمية التي تعرف بتراث تونس الجغرافي مما سيجعل من بلادنا عاصمة دولية لعلوم وتقنيات الجغرافيا لأكثر من شهر. كما سيتم في إطار هذه المناسبة الدولية التي تدوم أسبوعا كاملا تنظيم برنامج رحلات استطلاعية لعديد المواقع 2) لا للتطبيع ولا للمطبعين في حين يرى أنصار المقاطعة انه سبق وأن عبرت الجمعية الجغرافية التونسية عن موقفها الرافض للتطبيع مع الجغرافيين الاسرائليين انسجاما مع موقف منظمات المجتمع المدني والنقابات والأحزاب الوطنية التونسية المتمسكة بقرار مقاطعة إسرائيل المحتلة للأراضي العربية والمنكلة بالشعب الفلسطيني والمتمردة على الشرعية الدولية وحقوق الإنسان ويذكرون تبعا لذلك بقرار الجمعية الجغرافية التونسية القاضي بمقاطعة الجغرافيين الاسرائيليين وعدم الالتقاء والتحاور معهم في الملتقيات الدولية ورفض حضورهم في مؤتمر 2008 في تونس بناء على قرار الهيئة المديرة للجمعية بتاريخ 15 جويلية 2004. . ويذكرون أن رئيس الجمعية التونسية السيد عدنان حيدر الذي كلف بتمثيل الجغرافيين التونسيين في المؤتمر الجغرافي الدولي بقلاسقو أوت 2004 وبتبليغ قرار الجمعية بكونها ترحب بعقد المؤتمر الجغرافي الدولي في تونس بشرط عدم حضور الوفد الجغرافي الصهيوني قد انقلب على قرار المقاطعة وتجاوز قرار الهيئة المديرة وموقف الجغرافيين التونسيين من التطبيع فاجتمع بالوفد الجغرافي الاسرائيلي وقدم اعتذارا عن المقاطعة والموقف من التطبيع باسم الجغرافيين التونسيين وتكريما له على هذا الموقف وكفاتحة تطبيع قبل الاتحاد الجغرافي الدولي عقد مؤتمره القادم 2008 على أرض تونس وشرطه الوحيد في ذلك حضور الوفد الجغرافي الاسرائيلي كمشارك كامل الحقوق.موضحين أن الاتحاد الجغرافي الدولي قد بعث برسالة إلى الجمعية الجغرافية التونسية ضمنها جملة من التهديدات وطلبا مذلا بالتراجع عن الموقف من التطبيع وبتقديم اعتذار رسمي وجماعي موقع من جميع أعضاء الهيئة المديرة للجمعية ومدعّم من طرف وزاري رسمي وتمسكا بقرار المقاطعة والموقف برفض حضور الوفد الجغرافي الاسرائيلي اتخذت الهيئة المديرة لجمعية الجغرافيين التونسيين قرارا بسحب الثقة من رئيس الجمعية وتجريده من مسؤولية رئاسة الجمعية معلنة للرأي العام الوطني والعربي والجغرافيين عموما أنها متمسكة بقرار المقاطعة ورفض قبول أي وفد جغرافي إسرائيلي أو الالتقاء به. وأكد أنصار المقاطعة انه “إصرارا من رئيس الجمعية عدنان حيدر على إنجاح مسيرة التطبيع التي انخرط فيها دعا إلى جلسة خارقة للعادة غير قانونية ولا ممثلة للجغرافيين (الحضور 24 منخرط على أكثر من 300 منخرط مع استبعاد جميع جغرافيي التعليم الثانوي وطلبة المرحلة الثانية والثالثة) لينصّب هيئة مديرة جديدة تتبنى التطبيع وتعمل على استضافة المؤتمر الجغرافي الدولي 2008 وفي المقدمة منه علماء وجغرافيو جامعة بن غوريون وعلى رأسهم يهودا قرادوس ممثل اسرائيل في الاتحاد الجغرافي الدولي والمنظر دون منازع لجغرافية الأرض الموعودة وحركة الهجرة والاستيطان والمدعوم من الكاتب العام للاتحاد وهو أمريكي صهيوني من أنصار “إسرائيل الكبرى “) الهـادي المثلوثي لسنا في حاجة إلى اتحاد جغرافي دولي تاريخه حافل بدعم الاستعمار) الجمعية الجغرافية الفلسطينية على الخط وما أجّج هذا الجدل في الأسبوع الماضي المكتوب الذي أرسله د. مسلم أبو حلو مدير الجمعية الجغرافية الفلسطينية رئيس دائرة الجغرافيا بجامعة القدس الى الجغرافيين التونسيين و ربما من ورائهم إلى الحكومة التونسية الداعمة للمؤتمر والذي نشرته جريدة الحياة في عددها الصادر يوم 26-جوان .لقد أكد الأستاذ أبو الحلو أن الجغرافيين الإسرائيليين يحملون رتبتين الأولى عسكرية دموية , والثانية علمية جغرافية عنصرية؛ فجميعهم وبلا استثناء ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي, قتلوا بأيديهم وأصدروا أوامر بقتل الفلسطينيين, ووظفوا علمهم في ترسيخ الاحتلال بتهويد القدس وبناء الجدار العنصري , والتخطيط لإقامة المستوطنات, وسرقة المياه والأرض وغيرها من ممارسات الاحتلال المرئية والمسموعة والمقروءة, السالفة والحالية والمستقبلية. و أضاف مخاطبا كل من قد يشكك في هذه الحقيقة “لا يكلفكم التأكد من كل ما سبق أكثر من سؤال أي واحد منهم عن رتبته ووحدته العسكرية التي ينتمي إليها. إنهم بكل بساطة مجرمون ضد الإنسانية، ومتهمون بممارسة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني و.إن حضورهم مؤتمر تونس العربية ممنهج في استغلال المؤتمر كمنبر لتضليل العالم عن جرائمهم من على ارض تونس العربية المعروفة بأصالتها ونضالها ” وأعلن في الأخير ” نسجل تحفظنا على حضور الوفد الإسرائيلي الموصوف أعلاه ونعلن مقاطعتنا للمؤتمر. كما ونناشد الجغرافيين العرب الشرفاء الى مقاطعته، مع رفع عريضة احتجاج لرئاسة المؤتمر على مشاركة المتهمين بجرائم ضد الإنسانية في أعمال هذا المؤتمر “. في الأخير وبقطع النظر عن موقف هذا وذاك من حضور الوفد الاسرائيلي فعاليات المؤتمر الدولي للجغرافيين في تونس فانه عندما يعني الأمر الجغرافيا فانه من الصعب جدا فصل السياسي عن الأكاديمي فالموقف الاستعماري كما قال ادوارد سعيد هو “في التحليل الاخيرعمل عدواني جغرافي يتم عمليا بواسطة اكتشاف كل جزء من العالم ورسم خرائط له والسيطرة عليه في النهاية “. وهو أمر اضطلع به في اغلب الأحيان فيما يخص الأرض الفلسطينية جغرافيون إسرائيليون على خلفية الأساطير التوراتية مساهمين في خلق تصور عن الماضي ينكر أي مطالب عربية على أرض فلسطين .
الرئيس زين العابدين بن علي يشرف على جلسة ممتازة للمجلس الجهوى لولاية قفصة
قرطاج 16 جويلية 2008 (وات)اشرف الرئيس زين العابدين بن علي يوم الاربعاء على الجلسة الممتازة للمجلس الجهوى لولاية قفصة. وافتتح رئيس الدولة هذه الجلسة الممتازة بالكلمة التالية “أيها السادة والسيدات اشرف اليوم على هذه الجلسة الممتازة للمجلس الجهوى لولاية قفصة في اطار حرصنا على دفع التنمية الجهوية وسعينا المتواصل الى اشاعة التطور والتقدم بمختلف انحاء الجمهورية. وأتوجه بهذه المناسبة بالتحية اليكم والى سائر مواطني ومواطنات هذه الولاية التي عرفت بعراقة مخزونها التاريخي والحضارى وبثراء مواردها الطبيعية وخصوصياتها الاقتصادية وبحيوية اهلها ووطنيتهم ووفائهم مما يوءهلها لان تصبح قطبا تنمويا نشيطا ومتميزا. ايها السادة والسيدات لقد جدت ببعض معتمديات الحوض المنجمي احداث ناجمة عن الاخلالات المسجلة في عملية الانتداب بشركة فسفاط قفصة والتجاوزات الحاصلة بشانها من قبل المسؤولين عنها وما خلفته لدى الشبان المعنيين بعملية الانتداب من خيبة واحباط . واذ بادرنا بتصحيح الوضع في ابانه فاننا نرفض رفضا قاطعا ان تكون هذه الاحداث او غيرها سببا للاخلال بالامن العام والاعتداء على الاملاك العمومية والخاصة لان بلادنا بلد القانون والمؤسسات كما انه بلد العدل والمساواة وحقوق الانسان. واريد ان اشير بهذه المناسبة الى اننا وان لم نتغلب بعد على معضلة التشغيل ولم نستوعب جميع اصحاب الشهادات العليا فقد نجحنا رغم محدودية امكانياتنا في التقليص من نسبة البطالة والرفع من نسق الاستثمار ومن وتيرة احداثات مواطن الرزق والمحافظة في كل الاحوال والظروف على سنة الحوار والوفاق في علاقاتنا السياسية والاجتماعية مع مختلف الاطراف المعنية وسنواصل العمل بكل اصرار من اجل تحقيق التوازن والتكامل والتكافل بين سائر الافراد والفئات والجهات . أيها السادة والسيدات لقد حظيت هذه الولاية بعناية مستمرة منذ التحول تتجلى في تضاعف حجم الاستثمارات بها ثلاث مرات بين المخطط السابع والمخطط العاشر لتبلغ في مجملها اكثر من الفين ومائة مليون دينار وهو ما ساعد على تطوير مختلف القطاعات بها وحقق لها مكاسب متنوعة في جميع المجالات . ففي الميدان الفلاحي بلغت الاستثمارات العمومية المنجزة 272 مليون دينار مكنت بالخصوص من تعبئة واستغلال 77 بالمائة من الموارد المائية المتوفرة بالجهة وذلك باقامة ثلاثة سدود و350 بئرا عميقة اضافة الى مجموعة من الابار السطحية وتهيئة 9000 هكتار من المناطق السقوية وبعث مشروع للتنمية الفلاحية المندمجة بالحوض المنجمي بكلفة جملية تناهز 46 مليون دينار وتهيئة عدة واحات على مساحة 3500 هكتار بكلفة 12 مليون دينار وشهدت البنية الاساسية بالجهة تطورا مطردا باستثمارات بلغت حوالي 200 مليون دينار كان من ابرزها انجاز المطار الدولي قفصة/القصر وتهيئة 260 كيلومترا من الطرقات المرقمة وبناء ثلاثة جسور ومد وتعبيد 500 كيلومتر من المسالك الريفية وتهيئة 15 هكتارا من المناطق الصناعية. كما حظيت قطاعات التربية والتكوين والتعليم الجامعي برعاية متميزة حيث تم احداث 56 مدرسة ابتدائية و38 مدرسة للتعليم الاعدادى والثانوى مما اسهم في تحسين نسبة التمدرس بالجهة التي تجاوزت 96 بالمائة للفئة العمرية بين 6 و14 سنة . وتم كذلك تطوير جهاز التكوين المهني باعادة هيكلة بعض اختصاصاته وتعزيز طاقة استيعابه واحداث جامعة قفصة التي اصبحت تشتمل على ثماني موءسسات يوءمها حاليا 12 الف طالب. وفي الميدان الثقافي تم بناء مركب ثقافي بمدينة قفصة وانجاز ثماني مكتبات عمومية بكامل الجهة واقامة متحف واحداث ثلاثة مسارح للهواء الطلق ومعهدين جهويين للموسيقى ومركز للفنون الدرامية. كما تواصل الاهتمام بالطفولة والشباب والرياضة باحداث سلسلة من مركبات الطفولة ودور الشباب ونوادى الشباب الريفي وباحداث المركب الرياضي 7 نوفمبر بقفصة وتعشيب خمسة ملاعب رياضية وبناء قاعة رياضية ومركز جهوى لالعاب القوى ونواة معهد عال للرياضة والتربية البدنية ومركز لتكوين الرياضيين ومركز جهوى للطب الرياضي أما في مجال الصحة العمومية فقد تركزت العناية على مزيد تكثيف المستشفيات ومراكز الصحة الاساسية وأقسام الطب الاستعجالي والتجهيزات الطبية مما ساعد على تحسين موءشر عدد السكان للطبيب الواحد بالجهة ليبلغ 1623 ساكنا حاليا وقد أمكن كذلك تحقيق عدة مكاسب في ما يخص تحسين ظروف عيش المواطنين اذ ارتفعت نسبة التنوير الريفي الى 6ر99 بالمائة وبلغت نسبة التزود بالماء الصالح للشراب بهذا الوسط 5ر99 بالمائة وتطور الربط بشبكات التطهير بالوسط الحضرى ليصل الى 63 بالمائة وقد تدعمت هذه الانجازات بجملة من المشاريع الاضافية التي بادرنا باقرارها في المجال لفائدة الجهة باستثمارات جملية بلغت 92 مليون دينار. وسعيا منا الى تحفيز الاستثمار والنهوض بالمبادرة الخاصة أدرجنا كامل معتمديات ولاية قفصة ضمن مناطق التنمية الجهوية ذات الاولوية بما مكنها من الحصول على الحد الاقصى من الامتيازات ومنها منحة الاستثمار التي تبلغ 30 بالمائة من كلفة المشروع بالنسبة الى الباعثين الجدد. كما أدرجنا عدة معتمديات ضمن المناطق المعنية بالامتيازات الممنوحة للسياحة الصحراوية . وتم افراد معتمديات الحوض المنجمي بامتيازات خصوصية في مجالات الاستثمار الصناعي والايواء والتنشيط السياحي علاوة على افراد الجهة بصندوق اعادة توجيه الحوض المنجمي وتنميته وتمكينها من الانتفاع بتدخل شركتي الاستثمار والتنمية بالجنوب والوسط الغربي والاستفادة من الفرص التي يتيحها بنك تمويل الموءسسات الصغرى والمتوسطة والبنك التونسي للتضامن لفائدة الباعثين بالجهة اضافة الى القطاعات التي أحدثناها في هذا الاطار من محضنة ومركز أعمال وشباك موحد ومركز للعمل عن بعد. وقد عززنا كل هذه المبادرات بالمشاريع التي أقررناها لفائدة ولاية قفصة ضمن المخطط الحادى عشر قصد تنويع القاعدة الاقتصادية بها واستحداث المزيد من موارد الرزق ودعم القدرة التنافسية ومواصلة تحسين نوعية الحياة. ويبلغ حجم الاستثمارات المبرمجة لفائدة الجهة خلال فترة المخطط الحادى عشر 851 مليون دينار منها 481 مليون دينار من استثمارات القطاع العمومي. وتم ضبط خطة مندمجة في الميدان الفلاحي تهدف بالخصوص الى مزيد تعبئة الموارد المائية للجهة وذلك ببناء سد وادى الكبير واحداث ودعم 844 هكتارا من المناطق السقوية واعادة تهيئة وتطوير عدة مناطق سقوية أخرى وتهيئة مصبات الاودية على مساحة 15 الف هكتار وانجاز 60 وحدة لنشر المياه و 100 منشأة لاصلاح مجارى الاودية ونأذن في هذا السياق بتعزيز النشاط الفلاحي بمعتمديات الحوض المنجمي وذلك ببعث مشروع ثان بها للتنمية الفلاحية المندمجة بكلفة جملية تقدر ب 25 مليون دينار دعما للمشروع الاول الذى تم انجازه خلال المخطط العاشر . وهو ما سيمكن من توسيع المناطق السقوية الى 3460 هكتارا ومن مزيد تطوير المساحات المخصصة لغراسة الزياتين والاشجار المثمرة وتربية الماشية وتحسين المراعي على مساحة 6000 هكتار ومقاومة التصحر باقامة 200 كيلومتر من الطوابي واستحداث تسعة ابار استكشافية وثلاثة ابار للاستغلال وتجهيز أربعة ابار وكهربة 40 بئرا سطحية. كما نأذن بانجاز دراسة لمشروع التنمية الفلاحية المندمجة بشمال الولاية لفائدة 28 منطقة ريفية يقطنها قرابة 168 الف ساكن اما في مجال التنمية الصناعية والتكنولوجية فقد حرصنا على ان يتضمن المخطط الحادى عشر للتنمية عدة مشاريع من شانها ان تحفز الى مزيد الاستثمار وبعث الموءسسات والرفع من طاقة الانتاج واستيعاب اكثر عدد ممكن من طالبي الشغل وذلك بمد المنطقة الصناعية بقفصة على مساحة 12 هكتارا واحداث منطقة جديدة بالمتلوى على مساحة 10 هكتارات بكلفة جملية تقدر ب 7ر3 مليون دينار. وتكريسا لحرصنا على توفير المزيد من فرص الاستثمار امام اصحاب المال التونسيين والاجانب ناذن ببعث مركب صناعي وتكنولوجي متكامل العناصر والمكونات بسائر معتمديات الحوض المنجمي يمتد كل مركب منها على مساحة 25 هكتارا ويشتمل على فضاءات ادارية وخدماتية ومركز عمل عن بعد ومركز نداء ومحلات صناعية تمتد على مساحة 6000 متر مربع وقرية حرفية مع ربط كل مركب بالالياف البصرية. كما ناذن من ناحية اخرى بربط ولاية قفصة بشبكة الغاز الطبيعي بكلفة تفوق 31 مليون دينار وباحداث منطقة صناعية بالقطار ومنطقة حرفية ببلخير بكلفة مليون و300 الف دينار. وناذن كذلك دعما للطاقة التشغيلية بالمنطقة بالتخفيض من المعلوم الموظف حاليا على استغلال المقاطع الحجرية التابعة لاملاك الدولة بنسبة 75 بالمائة شريطة ان يكون التحويل الاولي على عين المكان. وسعيا منا الى تنويع مصادر التنمية بالجهة وتكثيفها وتوسيع طاقة استيعابها لمواطن الشغل ناذن برصد 300 مليون دينار لفائدة صندوق اعادة وتوجيه وتنمية المراكز المنجمية وشركة فسفاط قفصة للمساهمة في راس مال الشركات التي يتم احداثها في مرحلة اولى لاستيعاب المزيد من طالبي الشغل. ومن ذلك مثلا احداث معمل للاسمنت بكلفة 300 مليون دينار سيوفر 300 موطن شغل ومنها ايضا اقامة معمل لانتاج ثلاثي الفسفاط الرفيع بكلفة 600 مليون دينار وبطاقة تشغيلية تبلغ 400 موطن شغل علاوة على الشراكة المزمع انشاوءها بين مجموعة من اصحاب الاعمال التونسيين والاجانب لتحقيق انجازات بالحوض المنجمي في قطاعات الفلاحة والمواد الانشائية والصناعات المعملية والخدمات . وناذن في مجال تحقيق التوازن بين مختلف مناطق الولاية بانجاز اربعة مشاريع في التنمية المندمجة بمعتمديات الحوض المنجمي بكلفة 20 مليون دينار. ويطيب لي أن أشكر في هذا المجال أصحاب المجامع الذين عبروا عن عزمهم الاستثمار بجهة قفصة لاحداث مصانع في عدة اختصاصات قادرة على استيعاب أكثر من 3000 عامل. وهم بهذه المبادرات الاستثمارية المحمودة يجسمون تجسيما رائعا تكامل الادوار بين القطاعين العمومي والخاص ويوءكدون الوعي الوطني الذى يتحلى به أصحاب الاعمال في تونس للمشاركة في دعم العمل التنموى ببلادهم واثرائه في مختلف الجهات. فاليهم شكرى وتشجيعي وتقديرى. واذ وجهنا عنايتنا باستمرار الى النهوض بالتشغيل بكل الجهات وتنويع الياته وتوفير المزيد من ايام العمل في اطار مختلف فرص التدخل المتاحة فقد خصصنا لهذه الجهة مبلغ 22 مليون دينار سنويا للتدخل لفائدة حوالي 15 الف منتفع. وتعزيزا لهذه التدخلات التي تحتاج اليها الجهة ناذن بتخصيص ستة ملايين دينار اضافية لفائدة خمسة الاف من طالبي الشغل وذلك بالترفيع في ايام العمل الموضوعة على ذمة الجهة وعلى ذمة تدخلات الصندوق الوطني للتشغيل. كما ناذن بوضع برنامج تكوين وتاهيل لفائدة طالبي الشغل الذين يمكن انتدابهم من قبل الشركات والمشاريع المزمع احداثها. أيها السادة والسيدات لقد حرصنا في اطار المخطط الحادى عشر على مزيد ادماج الجهة في محيطها الجغرافي والاقتصادى وذلك بدعم البنية الاساسية بها وربط مواقع الانتاج بالاقطاب العمرانية الكبرى فتضمن المخطط تهيئة 53 كيلومترا من الطرقات وتحسين 43 كيلومترا أخرى وبناء جسر على مستوى وادى الكبير وتعبيد 180 كيلومترا من المسالك الريفية. ونأذن في هذا المجال بتهيئة ودعم الطريق الجهوية الرابطة بين أم العرايس والرديف بكلفة 5 ملايين و 800 الف دينار وبناء مسلك القويفلة برج المزيندة بالمظيلة بكلفة مليون و 500 الف دينار. أما في ميدان السياحة فنأذن بادماج المواقع الاثرية والبيئية والموروث الحضارى والثقافي للجهة ضمن المسالك السياحية تعزيزا للتنمية المحلية بالمناطق الداخلية. وندعو في هذا المجال الى اقرار المشاريع المتعلقة بادراج المغاور البربرية بالسند ضمن المسلك السياحي والى تهيئة وتطوير مسلك القطار الاحمر بالمتلوى وتعهد تجهيزاته مع تعبيد المسلك الرابط بين محطة الارسال وجبل بياضة والسند الجبل واحداث منطقة حرفية للصناعات التقليدية بالقطار. وتظل العناية بمواردنا البشرية في مقدمة مشاغلنا اذ أدرجنا بالمخطط الحادى عشر تطوير الخدمات الصحية بالجهة ببناء وحدة اقليمية لمعالجة أمراض السرطان وأمراض الدم واحداث قسم اقليمي لمعالجة أمراض القلب والشرايين مع تهيئة واستحداث أقسام اخرى. وسنواصل مدة المخطط تعزيز منظومة التعليم باحداث المعهد التحضيرى للدراسات الهندسية واعادة هيكلة مركز التكوين المهني بقفصة قصر واحداث ثلاثة مدارس اعدادية ومعهدين. ولمزيد الاحاطة بقطاع الشباب والرياضة بالجهة يجرى الان الاستعداد لتعهد بعض دور الشباب بالاصلاح والتجهيز ونأذن في هذا في هذا المجال باحداث مركب شبابي متعدد الاختصاصات بالمتلوى بكلفة مليون و 250 الف دينار وباحداث دار شباب بام الخير بكلفة 400 الف دينار وبتعويض 4 حافلات لفائدة الشباب بالجهة. كما ندعو الى الاسراع باتمام اشغال التوسعة لمدارج المركب الرياضي 7 نوفمبر بقفصة والشروع في تعشيب ملعب القمودى بقفصة وتعشيب ملعب الرديف واعادة تعشيب ملعب المتلوى وتنويره. أما في الميدان الثقافي فسنتولى انجاز دور الثقافة وقاعات العروض ونوادى الاختصاص والمكتبات العمومية المبرمجة بالمخطط الحادى عشر. وأما بخصوص تحسين ظروف عيش المتساكنين فقد تضمن المخطط الحادى عشر توسيع محطتي التطهير بقفصة والرديف وترميم وتهذيب عدد من شبكات التطهير وانجاز 15 مشروعا للماء الصالح للشراب بالمناطق الريفية اضافة الى حماية مدينة لاله ومدينة قفصة من الفيضانات. وتعزيزا لهذه البرامج المقررة ناذن بتزويد 2400 عائلة بقفصة الشمالية بالماء الصالح للشراب بكلفة تقدر بمليونين و 300 الف دينار أيها السادة والسيدات اننا حريصون على المضي قدما في دفع مسار التنمية العادلة والمتوازنة بمختلف انحاء الجمهورية والارتقاء بمستوى عيش التونسيين والتونسيات الى الافضل في كل شوءون الحياة معتمدين على ما يتوفر لبلادنا من فرص وامكانيات وما يحدو شعبنا من عزم على مغالبة الصعاب وتجاوز ما يطرح عليه من تحديات ورهانات . ويقيني أن أهالي هذه الولاية يدركون كغيرهم من سكان بقية الولايات المجهودات الجبارة التي نبذلها لفائدتهم جميعا حتى يكون العمل التنموى المحلي والجهوى عنصرا اساسيا في تطوير التنمية الوطنية واثرائها وينعم كل التونسيين والتونسيات على اى شبر من تراب الوطن بمقومات العيش الكريم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته” (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 16 جويلية 2008)
جلسة ممتازة للمجلس الجهوى لولاية قفصة
الرئيس زين العابدين بن علي يعلن عن جملة من القرارات الهامة لتعزيز مسيرة التنمية ولدعم فرص التشغيل بالجهة رئيس الدولة لدى اشرافه على الجلسة الممتازة قرطاج 16 جويلية 2008 (وات) أعلن الرئيس زين العابدين بن علي عن عدد هام من الاجراءات لفائدة ولاية قفصة تهدف بالخصوص الى دعم فرص التشغيل بمختلف معتمديات هذه الجهة وتحسين ظروف عيش متساكنيها وتوسيع وتنويع قاعدتها الاقتصادية كان ذلك خلال اشرافه يوم الاربعاء على جلسة ممتازة للمجلس الجهوى لولاية قفصة وافتتح رئيس الدولة هذه الجلسة بكلمة استعرض فيها ما خصص لهذه الولاية من استثمارات تضاعف حجمها ثلاث مرات بين المخططين السابع والعاشر ووجهت لتطوير القطاع الفلاحي وتعبئة الموارد المائية وتهيئة 9000 هكتار من المناطق السقوية وبعث مشروع للتنمية الفلاحية المندمجة بالحوض المنجمي وذلك فضلا عن تطوير البنية الاساسية في مختلف القطاعات الاخرى ودعم ظروف العيش وتحسينها عن طريق برامج رئاسية اضافية. وتعزيزا لهذه المكاسب أعلن رئيس الدولة خلال الجلسة الممتازة عن الاجراءات التالية القطاع الفلاحي : / تعزيز النشاط الفلاحي بمعتمديات الحوض المنجمي وذلك ببعث مشروع ثان بها للتنمية الفلاحية المندمجة بكلفة جملية تقدر ب 25 مليون دينار دعما للمشروع الاول الذى تم انجازه خلال المخطط العاشر . وهو ما سيمكن من توسيع المناطق السقوية الى 3460 هكتارا ومن مزيد تطوير المساحات المخصصة لغراسة الزياتين والاشجار المثمرة وتربية الماشية وتحسين المراعي على مساحة 6000 هكتار ومقاومة التصحر باقامة 200 كيلومتر من الطوابي واستحداث تسعة ابار استكشافية وثلاثة ابار للاستغلال وتجهيز اربعة ابار وكهربة 40 بئرا سطحية / انجاز دراسة لمشروع التنمية الفلاحية المندمجة بشمال الولاية لفائدة 28 منطقة ريفية يقطنها قرابة 168 الف ساكن في مجال التنمية الصناعية والتكنولوجية : / بعث مركب صناعي وتكنولوجي متكامل العناصر والمكونات بسائر معتمديات الحوض المنجمي يمتد كل مركب منها على مساحة 25 هكتارا ويشتمل على فضاءات ادارية وخدماتية ومركز عمل عن بعد ومركز نداء ومحلات صناعية تمتد على مساحة 6000 متر مربع وقرية حرفية مع ربط كل مركب بالالياف البصرية . / ربط ولاية قفصة بشبكة الغاز الطبيعي بكلفة تفوق 31 مليون دينار / احداث منطقة صناعية بالقطار ومنطقة حرفية ببلخير بكلفة مليون و300 الف دينار / التخفيض من المعلوم الموظف حاليا على استغلال المقاطع الحجرية التابعة لاملاك الدولة بنسبة 75 بالمائة شريطة ان يكون التحويل الاولي على عين المكان / رصد 300 مليون دينار لفائدة صندوق اعادة وتوجيه وتنمية المراكز المنجمية وشركة فسفاط قفصة للمساهمة في راس مال الشركات التي يتم احداثها في مرحلة اولى لاستيعاب المزيد من طالبي الشغل ومن ذلك مثلا احداث معمل للاسمنت بكلفة 300 مليون دينار سيوفر 300 موطن شغل واقامة معمل لانتاج ثلاثي الفسفاط الرفيع بكلفة 600 مليون دينار وبطاقة تشغيلية تبلغ 400 موطن شغل علاوة على الشراكة المزمع انشاوءها بين مجموعة من اصحاب الاعمال التونسيين والاجانب لتحقيق انجازات بالحوض المنجمي في قطاعات الفلاحة والمواد الانشائية والصناعات المعملية والخدمات في مجال تحقيق التوازن بين مختلف مناطق الولاية : / انجاز اربعة مشاريع في التنمية المندمجة بمعتمديات الحوض المنجمي بكلفة 20 مليون دينار / تخصيص ستة ملايين دينار اضافية لفائدة خمسة الاف من طالبي الشغل وذلك بالترفيع في ايام العمل الموضوعة على ذمة الجهة وعلى ذمة تدخلات الصندوق الوطني للتشغيل / وضع برنامج تكوين وتاهيل لفائدة طالبي الشغل الذين يمكن انتدابهم من قبل الشركات والمشاريع المزمع احداثها / تهيئة ودعم الطريق الجهوية الرابطة بين ام العرايس والرديف بكلفة 5 ملايين و800 الف دينار وبناء مسلك القويفلة/ برج المزيندة بالمظيلة بكلفة مليون و500 الف دينار في الميدان السياحي : / ادماج المواقع الاثرية والبيئية والموروث الحضارى والثقافي للجهة ضمن المسالك السياحية تعزيزا للتنمية المحلية بالمناطق الداخلية / اقرار المشاريع المتعلقة بادراج المغاور البربرية بالسند ضمن المسلك السياحي / تهيئة وتطوير مسلك القطار الاحمر بالمتلوى وتعهد تجهيزاته / تعبيد المسلك الرابط بين محطة الارسال وجبل بياضة والسند الجبل واحداث منطقة حرفية للصناعات التقليدية بالقطار في قطاع الشباب والرياضة : / احداث مركب شبابي متعدد الاختصاصات بالمتلوى بكلفة مليون و250 الف دينار / احداث دار شباب بام الخير بكلفة 400 الف دينار / تعويض 4 حافلات لفائدة الشباب بالجهة / الاسراع باتمام اشغال التوسعة لمدارج المركب الرياضي 7 نوفمبر بقفصة / الشروع في تعشيب ملعب القمودى بقفصة / تعشيب ملعب الرديف / اعادة تعشيب ملعب المتلوى وتنويره في مجال تحسين ظروف العيش : / تزويد 2400 عائلة بقفصة الشمالية بالماء الصالح للشراب بكلفة تقدر بمليونين و 300 الف دينار وقد تم فسح المجال لتدخلات الوالي وأعضاء المجلس الجهوى الذين ثمنوا ما حظيت به مسيرة التنمية بولاية قفصة وبالخصوص ما يتصل بظروف عيش متساكنيها بكافة معتمدياتها من عناية موصولة واهتمام مستمر بمشاغل هذه الجهة من قبل رئيس الجمهورية وجددوا اكبارهم وتقديرهم لعناية رئيس الدولة بولاية قفصة مؤكدين تعلق مواطني الجهة بخيارات الرئيس زين العابدين بن علي باعتبارها الضامن لمستقبل تونس . (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 16 جويلية 2008)
المؤتمر الخامس للتجمع: رهانات.. وتحديات جديدة
بقلم: كمال بن يونس مشاغل الشباب وملفات التشغيل والتعددية والهوية تتصدر أولويات المرحلة القادمة تساؤلات حول تفعيل الدور السياسي لبعض الهياكل تونس ـ الصباح : تتابع اللجنة المركزية لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي صباح اليوم اجتماعها التاسع والاخير قبل انعقاد مؤتمرالحزب المقرر لموفى الشهر الجاري.. هذا الاجتماع الذي افتتح أمس ـ بحضور مئات من كبار المسؤولين في الدولة والحزب ـ سيختتم صباح الجمعة من قبل الرئيس زين العابدين بن علي.. بعد أيام من الحوارات في مستوى الجلسة العامة واللجان حول فحوى اللوائح التي ستعرض على المؤتمر.. والتي صاغتها لجان مفتوحة بعد اجتماعات ماراطونية عقدت في دار التجمع خلال الاشهر الماضية برئاسة أعضاء في الديوان السياسي واللجنة المركزية للحزب. من ابرز التحديات والرهانات التي طرحت في مستوى اللجان التحضيرية للمؤتمر الخامس للحزب وفي كواليس التجمع منذ أسابيع استقطاب الشباب والكفاءات الوطنية.. بصرف النظر عن المواقف التي يمكن أن يعبر عنها هؤلاء الشباب وممثلو النخب.. التي قد تكون مستقلة أو متعاطفة جزئيا مع المعارضة.. «حزب بلا شباب لا مستقبل له» هذا الرهان على الشباب والنخب كشفته عدة تصريحات ومواقف وقرارات صادرة عن كبار المسؤولين في الدولة والحزب خلال الاسابيع الماضية.. من أبرزها القرار الرئاسي القاضي بتخصيص ما لا يقل عن مقعدين في اللجنة المركزية القادمة للشباب دون الثلاثين عاما.. وهو ما يعني دخول ما لا يقل عن 56 شابا وشابة للقيادة العليا للحزب بعد الديوان السياسي في 2 أوت القادم. وتتزامن هذه الخطوة مع سنة الحوار مع الشباب والاستشارة الوطنية حول التشغيل.. ومع الدراسات الصادرة عن المرصد الوطني للشباب وغيره من مراكز الرصد للسلوكيات الاجتماعية والسياسية والثقافية والدينية لتيار عريض من الشباب التونسي.. ذكورا وإناثا.. ومن بينها العنف اللفظي والمادي في الملاعب وخارجها والاستعداد للانخراط في مجموعات منحرفة أو متطرفة..ويؤكد هذا التمشي ما سبق أن عبر عنه الرئيس بن علي في أكثر من كلمة بينها خطابه يوم 22 جوان 1994 الذي أورد فيه بالخصوص: “لقد سبق أن أكدت أن حزبا بلا شباب لا مستقبل له وأن ثراء الفكر السياسي ببعديه النظري والتطبيقي مرتبط بمدى انخراط المفكرين والمثقفين في العمل الحزبي ولذلك فإن إيماننا بفسح المجال واسعا أمام الشباب وأمام المثقفين والجامعيين ومختلف الاطارات والكفاءات هو الضامن لتجدد نسق الحياة في الحزب وتجدد قواه وعزائمه وتعزيز قدرته علاوة على تحقيق الترابط بين الاجيال”. مواكبة المستجدات الإعلامية والسياسية العالمية ومن بين أكثر التحديات التي تواجه حزب التجمع الدستوري الديمقراطي ـ الذي يستعد لاحياء ذكرى ميلاده الـ90 بعد عامين ـ مواكبة المستجدات الاعلامية والسياسية الاقليمية والدولية.. بعد ثورة الفضائيات والانترنات والهاتف المحمول المخصص لنقل الخبر مصورا في وقت قياسي عبر الاقمار الصناعية.. انعكاسات هذه الثورة المعلوماتية والاعلامية نوقشت في مستوى لجنة الثقافة والاعلام التحضيرية للمؤتمر وتتصدرالقضايا المعروضة على لجان اللجنة المركزية ولوائح المؤتمر.. وتدعمها ارادة سياسية عليا عبر عنها الرئيس بن علي مرارا لتشجيع التعددية الاعلامية والديمقراطية الداخلية في التجمع وفي البلاد.. مثلما جاء في كلمة ألقاها يوم 18 ماي 1991: “إن الديمقراطية مطلوبة داخل التجمع لصالح التجمع نفسه دعما وقوة له يكون بها قدوة لسائر الاحزاب والمنظمات وبالتالي ضامنا للديمقراطية في البلاد”. العلاقة بالأحزاب والمنظمات غيرالحكومية وفي عصر العولمة وتداخل أجندات السياسة والديبلوماسية والاعلام والعمل الحزبي فان من بين أولويات حزب التجمع توظيف علاقاته بالاحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية التونسية و”الصديقة والشقيقة” خدمة لتوجهات الدولة.. ولخيارات الديبلوماسية التونسية وأجندتها السياسية والامنية.. بعد أن تبين أن صناع القرار اقليميا ووطنيا باتوا يتاثرون كثيرا بالدور المتزايد للجمعيات المستقلة والمنظمات الحقوقية والانسانية غير الحكومية والاحزاب السياسية الفاعلة.. وهذا التمشي يسير ضمن تعليمات سبق أن أصدرها الرئيس بن علي في خطاب قال فيه بالخصوص: “أدعوالتجمّع إلى مزيد توسيع علاقاته مع الاحزاب الشقيقة والصديقة والمنظمات السياسيّة الاقليميّة والدوليّة، واستغلال ما تتيحه هذه العلاقات من فرص وإمكانات لخدمة بلادنا، وتمتين أواصر التعاون بينها وبين مختلف بلدان العالم وتعزيزا لجهود تونس من أجل خدمة قيم السلم والعدل والتضامن بين الشعوب، والتصدّي للتعصّب والتطرّف والارهاب، ومناصرة قضايا الحق في العالم”. الهوية التونسية وفي سياق التفاعل مع مشاغل الشباب الجديد الثقافية والسياسية ومن بينها تساؤلاته حول الهوية والدين والتراث والحداثة والخصوصيات والعولمة فان من بين ابرز التحديات التي تواجه المؤتمر القادم بلورة “ملامح هوية تونسية”.. وفق مرجعيات الحزب الفكرية وقراءته العقلانية تاريخيا للتراث العربي الاسلامي من جهة ولقيم الحداثة والمعاصرة من جهة ثانية. وكانت مراجع الحزب منذ مؤتمر الانقاذ في جويلية 1988 ـ المؤتمر الاول بعد تغيير 7 نوفمبر1987 ـ أكدت على الوفاء لتراث حركة الاصلاح التونسية المعاصرة في القرنين الـ19 والـ20 ومكاسب دولة الاستقلال واضافات تيار الاصلاح الذي قاده الرئيس بن علي الذي بنى سياسته على المصالحة مع الهوية العربية الاسلامية للشعب والبلاد مع الوفاء الكامل للقيم التحديثية التي كان يرمز لها الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة. هذه المواقف وغيرها ستحظى بمساحة مهمة في لوائح المؤتمر القادم وفي الميثاق الوطني للشباب وتوصيات اللجنة الوطنية للاستشارة حول التشغيل لا حقا. الإستمرارية.. ورهان التغيير واجمالا فان المؤتمر القادم سيتلمس مشاغل الشباب ومضاعفات العولمة السياسية والاقتصادية والثقافية والاعلامية.. لكن مع تركيز واضح على الرهان على الاستمرارية وتجنب سيناريوهات “المجازفة والتطور نحو المجهول”. وكان “مؤتمر الانقاذ” في 1988 رسم الملامح العامة لتوجهات حزب التجمع “بعد بورقيبة” اذ ورد في اللوائح المنبثقة عنه “تشبث التجمعيين بالمبادئ التي انبنى عليها مشروع التغيير الذي بشر به الرئيس زين العابدين بن علي” وفي مقدمتها: – تجذير الهوية العربية الاسلامية لتونس – تركيز الديمقراطية بتمكين المواطنين من المشاركة المسؤولة والفاعلة في اتخاذ القرار. – حماية حقوق الانسان والحريات العامة. – دعم النظام الجمهوري ودولة القانون والمؤسسات. – الدفاع الشامل عن الوطن. – تنظيم العلاقة بين التنظيمات النقابية والاجتماعية والمهنية. – ترشيد الادارة التونسية وتطوير الاعلام بما يتماشى ومقتضيات المرحلة الجديدة”.. وقد أكد مؤتمر المثابرة (28 جويلية 1 أوت 1993) الوفاء لنفس الخيارات.. ومهد لانتخاب أول برلمان تونسي تعددي في 1994 ضمن ما عرف بـ”سياسة الوفاق”. وقد أعطى مؤتمر” الامتياز ” الذي عقد بين 30 جويلية و2 أوت 1998 ثم مؤتمر “الطموح” (جويلية 2003) أولوية ل”تامين دخول تونس مرحلة القرن الحادي والعشرين ومغالبة تحدياتها وكسب رهاناتها”. ومن أبرز المهمات التاريخية لحزب التجمع خلال المرحلة الماضية أن أقرّت اللجنة المركزية للتجمع في دورتها العادية السادسة في 26 سبتمبر 2001 اختيار الرئيس زين العابدين بن علي مرشحا للتجمع للانتخابات الرئاسية لسنة 2004. وهو ما مهد للحدث السياسي الكبير الذي شهدته تونس في 26 ماي 2002 عندما نظم “الاستفتاء الشعبي العام حول مشروع الاصلاح الدستوري من أجل إرساء جمهورية الغد”. ومن أولى القضايا السياسية التي سوف يحسمها المؤتمر القادم للتجمع ترشيح الرئيس زين العابدين بن علي للدورة الرئاسية القادمة. تعديلات.. واصلاحات سياسية في نفس الوقت فان من بين التساؤلات الاكثر إلحاحا التي تخامر التجمعيين والمستقلين والمعارضين في تونس تلك التي تهم العلاقة بين الادارة والحزب محليا وجهويا ووطنيا.. وتكريس اللامركزية في القرارات في عدد من المؤسسات الادارية والحزبية بالنسبة لعدد من الملفات.. ومراجعة دور الجامعات ولجان التنسيق والشعب وصلاحياتها.. الخ. وعلى المستوى السياسي تتساءل عديد الاوساط عن مفاجات المؤتمر وما بعده.. بما في ذلك بالنسبة لاسماء الشخصيات التي قد تكلف بمسؤوليات جهوية ووطنية حكومية وحزبية مهمة.. خاصة أن الصائفة تقترن في تونس بموسم التعيينات والتعديلات في جل القطاعات.. أسماء.. ورموز يذكر أن شخصيات تداولت على الادارة المركزية للحزب منذ التغيير وهم على التوالي السادة: حامد القروي وعبد الرحيم الزواري والشاذلي النفاتي وعبد العزيز بن ضياء وعلي الشاوش والهادي مهني.. فيما تطور عدد أعضاء اللجنة المركزية من أقل من 100 عضو في العهد السابق الى 250 حاليا.. وسيرتفع العدد الى حوالي 322 بعد مؤتمر “التحدي” بعد قرار زيادة عدد أعضاء كل لجنة تنسيق (28 لجنة) بعضو واحد (مواكبة لارتفاع عدد المنخرطين) وقرار اختيار عضوين دون 30 عاما من كل لجنة تنسيق.. والبقية تاتي.. المصدر: الصباح ( يومية – تونس) بتاريخ 16 جويلية 2008
الرئيس التونسي يبحث التعاون العسكري بين بلاده وجنوب إفريقيا
تونس / 16 يوليو-تموز / يو بي أي: بحث الرئيس التونسي زين العابدين بن علي اليوم الأربعاء علاقات التعاون العسكري بين بلاده وجنوب أفريقيا وآفاق تطويره، مع وزير دفاع جنوب إفريقيا موسينوا جيرار باتريك لكوتا. وقال وزير الدفاع الجنوب إفريقي في أعقاب المحادثات مع بن علي في تونس إنه أطلع الأخير على سير التعاون العسكري بين البلدين وآفاق تطويره في المرحلة المقبلة. وأعرب في هذا السياق عن إرتياحه للمستوى الذي بلغه هذا التعاون،كما أعرب أيضا عن تقدير بلاده لتونس على الدور الهام الذي يقوم به الأطباء التونسيون في أداء مهامهم بإفريقيا الجنوبية. وكان وزير الدفاع التونسي كمال مرجان قد إجتمع في وقت سابق مع نظيره الجنوب إفريقي وبحث معه التعاون العسكري بين البلدين في مجالات والتدريب والصحة العسكرية،وتبادل الخبرات في مجال المشاركة في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. يشار إلى أن زيارة وزير دفاع جنوب إفريقيا إلى تونس تندرج ضمن إطار إجتماعات الدورة الثانية للجنة العسكرية المشتركة بين البلدين التي تشكلت بموجب إتفاقية بين البلدين تم توقيعها خلال شهر مايو/آيار من العام 2005 بتونس. المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 16 جويلية 2008
الخطوط الجوية التونسية تعلن شراء 16 طائرة من نوع ‘ايرباص’
تونس / 16 يوليو-تموز / يو بي أي: أعلنت شركة الخطوط الجوية التونسية عن شراء 16 طائرة من نوع ايرباص بينها ثلاث من نوع “أ 350-800” وثلاث من نوع “أ ” 330-200 و10 من نوع “أ 320″. وأشارت الشركة في بيان نقلته وكالة الأنباء التونسية الحكومية مساء اليوم الأربعاء إلى أن التوقيع على عقد هذه الصفقة تمّ أمس مع المصنع الجوي الأوروبي. ولم تذكر الخطوط الجوية التونسية قيمة هذه الصفقة التي تقدر بنحو 1.94 مليار دولار،وإكتفت بالإشارة إلى أن هذه الصفقة ” تندرج ضمن برنامج واسع لعصرنة أسطولها والإستجابة لبرامجها التوسعية على المدى البعيد بالنسبة للرحلات الطويلة بإتجاه أمريكا الشمالية وآسيا” . ونقلت وكالة الأنباء التونسية عن نبيل الشتاوي الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية التونسية قوله إن شركته “ستتمكن من خلال هذه الصفقة النهائية من البدء في تطبيق مشاريعها والإعداد للمستقبل سواء على المدى القريب أو البعيد بفضل هذه الطائرات الأكثر قدرة على التأقلم مع حاجياتها”. وأضاف أن الطائرات من نوع “أ 330” و “أ 350″ ستمكن الخطوط الجوية التونسية من تطوير سوقها للرحلات البعيدة”. يشار إلى أن التوقيع الأولي على هذه الصفقة تمّ في تونس على هامش الزيارة الرسمية للرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي لتونس خلال شهر ابريل/نيسان الماضي. المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 16 جويلية 2008
إرتفاع صادرات زيت الزيتون التونسي إلي أكثر من 126 ألف طن
تونس – يو بي اي: إرتفعت صادرات زيت الزيتون التونسي خلال الأشهر الستة الماضية إلي 126.9 ألف طن، مقابل 120.6 ألف خلال الفترة نفسها من العام الماضي. وبحسب بيانات إحصائية نشرها امس الثلاثاء المرصد التونسي للفلاحة، فإن قيمة هذه الصادرات 572.3 مليون دينار(485 مليون دولار)، مقابل 473.9 مليون دينار(401.61 مليون دولار) خلال الفترة نفسها من العام الماضي. وأشار المرصد إلي أن الأسواق الإيطالية والإسبانية والأمريكية إستأثرت لوحدها بنحو 90.5 % من إجمالي الصادرات التونسية من زيت الزيتون، إذ إستوردت إيطاليا 66.7 ألف طن من الزيت التونسي بقيمة 302.9 مليون دينار(256.69 مليون دولار). أما إسبانيا، فقد إستوردت لوحدها 34.6 ألف طن من الزيوت التونسية بقيمة 146.5 مليون دينار(124.15 مليون دولار)، بينما استوردت أمريكا 14.3 ألف طن بقيمة 60.54 مليون دينار(51.30 مليون دولار). وتتوقع السلطات التونسية أن تبلغ الكميات المصدرة من زيت الزيتون حوالي 150 ألف طن في نهاية شهر تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، بعائدات تقدر بنحو 650 مليون دينار (550.84 مليون دولار). يشار إلي أن تونس التي يوجد فيها حاليا نحو 50 مليون شجرة زيتون، تعتبر رابع أهم منتج لزيت الزيتون علي الصعيد العالمي، حيث بلغ اٍنتاجها 8% من اٍجمالي الاٍنتاج العالمي، وذلك بعد اٍسبانيا 36%، واٍيطاليا 25% واليونان 18%. ويساهم قطاع الزيتون الذي تغطي أشجاره مساحة 1.67 مليون هكتار من الآراضي التونسية بنسبة 10% من إجمالي الإنتاج الزراعي التونسي وبنحو 50% من صادرات المنتجات الغذائية و5% من الحجم الإجمالي لصادرات البلاد. (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 جويلية 2008)
هل تفتح جالطة سواحلها للسياحة؟
آسيا العتروس تونس ـ الصباح : قد لا يكون موسم الصيف افضل المواسم لاستكشاف الجزء الشمالي من البلاد التونسية وما تخفيه طبرقة وشمتو وبيلاريجيا وكذلك جزيرة جالطة من خصوصيات طبيعية وكنوز اثرية تاريخية عظيمة ضاربة في القدم لم تبح بعد بكافة اسرارها الدفينة.. الا ان الاكيد انه عندما تتاح الفرصة لاستكشاف هذه المنطقة في أي موسم فان النتيجة ستكون دون ادنى شك مزيدا من القناعة بان هذه الارض الطيبة تحمل في باطنها من الاساطير والثروات الطبيعية والبشرية ما يدفع الى عدم التفويت من اقتناصها والاستفادة منها.. والحقيقة انه رغم وعورة الطريق وكثرة المرتفعات وحرارة الصيف فان المغريات التي قد تدفع الى استكشاف مختلف مواقع المنطقة تكاد لا تحصى ولا تعد.. سواء بالنسبة للباحثين وخبراء الاثار وطلبة علوم التاريخ والحضارات القديمة، كما بالنسبة للاطفال والتلاميذ من مختلف الاعمار والمستويات الذين قد يجدون فيها اكثر من سبب يجمع بين المتعة والافادة… الى جانب ذلك فان المنطقة تبقى بالتاكيد قريبة من جيوب وامكانيات كل تونسي وان كانت بعيدة عن تفكير الكثيرين لعدة اسباب قد تكون مرتبطة بغياب المعلومة المطلوبة وبصعوبة المنطقة وكثرة مرتفعاتها بما قد لا يشجع على ان تكون وجهة سياحية في الصيف القائظ. وباستثناء جزيرة جالطة التي تحتاج الى ترخيص ليس بالهين الحصول عليه فان بقية المواقع تظل ذراعاها مفتوحة لاستقبال الراغبين في استكشاف معالمها الخفية. على بعد ثماني كيلومترات شمال مدينة جندوبة التي احتفظت باسمها البربري الذي يتكون من معنيين الاولي «جن» ومعناها السوق والثانية «دوبة» ومعناها القمح وتحديدا على سفح جبل ربيعة تقع مدينة بلاريجيا اشهر المدن في العهد القرطاجيني والروماني والبيزنطي حيث يرقى تاريخ هذه المنطقة الى اواخر القرن الخامس وبداية القرن الرابع ولايزال البعض من اثارها الفسيفسائية الرومانية يحكي جوانب من حياة عصرها من خلال ما بقي من اثار وتماثيل وبيوت ارضية ومن خلال الكنيسة والمسرح هناك… وغير بعيد ايضا عن بيلاريجيا وعلى بعد عشرين كيلومترا غرب جندوبة تنتصب شمتو شامخة بآثارها وبالمقبرة النوميدية التي تروي رسومها حكايات الاهالي مع القرابين والآلهة وحرصهم على ارضائها وتجنب غضبها ونقمتها.. ويمكن للمتامل في الرسوم المتبقية على الهضبة المقدسة والجسر الحجري على وادي مجردة متابعة بعض من رسوم لم تندثر بعد عن طقوس وعادات مرتبطة بتقديم القرابين.. ولا شك ان المتحف الاثري بشمتو يبقى تحفة فنية راقية اجتمعت في تاسيسه جهود وافكار وتمويلات تونسية وألمانية ليقدم لزائريه بسطة تاريخية موثقة بتحف فنية واثار ومكتشفات حديثة تعود الى القرن الخامس قبل الميلاد تنقل خصوصيات تلك المرحلة التاريخية وتنقل الكثير عن الوسائل الفلاحية والزراعية وطريقة السقي والحياة اليومية للمنطقة وما تتميز به من انواع الرخام الشهيرة. وتبدا الرحلة بين اروقة المتحف المضيء بهندسته العصرية انطلاقا من الماضي البعيد وتحديدا منذ اكثر من ستمائة وخمسين مليون سنة عندما كانت تونس تحتل في المعمورة الموقع الحالي لمنطقة نيويورك على حد مرافقنا السياحي “سليم” الذي كان يبدي الكثير من الحماس في حديثه عن المنطقة وما يتفرد به اهلها من خصائل متوارثة كانت ولا تزال وراء تنمية ثقافة حب الاطلاع والمعرفة لدى الزائرين من الاجانب والباحثين عن اسرار الحضارات والشعوب ومن ابرز المعالم ضريح اقامه الملك النوميدي ماكيبسا لوالده ماسينيسا… والحقيقة ان استكشاف المنطقة لا يمكن ان يكتمل بدون اطلالة على جزيرة جالطة التي عرفناها ايام الدراسة من خلال صور الزعيم الراحل الرئيس الحبيب بورقيبة وهو جالس على تلك الصخرة الشهيرة في منفاه البعيد ايام الاحتلال.. والوصول الى جزيرة جالطة انطلاقا من ميناء طبرقة قد يستغرق في احسن الاحوال ساعتين اذا حالفتك الاحوال الجوية ولم تسيطر عليك اعراض آلام البحر المزعجة.. ومن بعيد ستطل عليك جالطة اكبر جزر ارخبيل جالطة الذي يتكون من ست جزر صغيرة قبالة الساحل الشمالي للبلاد التونسية وهي جالطة وجاليطون والفوشال وجزر الكلاب الثلاث على بعد ثمانين كيلومترا عن مدينة بنزرت ونحو ستين كيلومترا شرقي مدينة طبرقة.. ويبلغ طول الجزيرة 5,3 كيلومتر ولايتجاوز عرضها الثلاثة كيلومترات.. وجزيرة جالطة محمية طبيعية ويمنع الصيد حولها ومن خلال مكتشفاتها يبدو ان الجزيرة كانت آهلة بالسكان في العصور القديمة رغم مرتفعاتها الصعبة.. وفي العصر الحديث فقد سكنها منذ القرن التاسع عشر نحو مائتي ايطالي كانوا يقيمون في اربعين مسكنا ولهم كنيسة لا تزال قائمة ومدرسة قبل ان يرحلوا عنها بعد قرار الحكومة التونسية تأميم اراضي المعمرين قبل اربعين عاما.. ولعل ابرز ما ارتبط بجالطة انها كانت منفى الزعيم بورقيبة على مدى سنتين منذ 21 ماي 1952 الى 20 ماي 1954 وقد كان يدوّن فيها رسائله الى الوطنيين.. واليوم فقد يستغرب الزائر ان البيت الذي كان مأوى للزعيم الراحل لم يبق منه غير لوحة خارجية تشير الى تاريخ نفي بورقيبة اليه وقد كتب على اللوح المعلق على جدار البيت “في هذا البيت فوق هذه الصخرة قضى المجاهد الاكبر الرئيس الحبيب بورقيبة 743 يوما اسيرا ومن هنا رغم العزلة كان يغذي لهيب ثورة التحرير المقدسة ويعلم ابناءه المجاهدين التضحية والصمود” والبيت اليوم يأوي احدى العائلات القليلة التي تقيم بالجزيرة ضمن الاعوان المنتشرين هناك.. اما الصخرة فيقول من بقي هناك بانها قد تدحرجت وسقطت ولم يبق غير موقعها الذي من شانه ان يثير في الاذهان اكثر من سؤال حول امكانية احياء ذلك الموقع واعادة ترتيبه ليكون متحفا خاصا بمرحلة معينة من مسيرة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة.. حتى اذا ما فتحت جالطة يوما سواحلها وميناءها للسياحة الداخلية او الخارجية كان موقعا سياحيا وصفحة من صفحات تاريخ تونس التي لا تزول. الى ان يحين التفكير في ذلك فان جالطة اليوم وبالاضافة الى بعض اشجار الكروم فان الجزيرة تظل مرتعا لبعض الحيوانات كالماعز والغنم.. ولا شك ان جزيرة جالطة بموقعها الاستراتيجي ومكانتها التاريخية في حاجة لمزيد الاهتمام ولم لا اعادة التفكير في كيفية الاستفادة من فتحها امام الطلبة والجامعيين الذين يحتاجون للاطلاع عن قرب عن خصوصياتها الجيولوجية وعدم الاقتصار عما يقدم لهم من وثائق او دراسات مكتوبة، كما اسرت الينا استاذة جامعية كانت تصطدم في كل مرة برفض السلطات المعنية تلبية طلبها السماح للطلبة بزيارة الجزيرة ودراسة خصوصياتها الطبيعية وصخورها… كثيرة هي اذن الفرص المتاحة في رحاب منطقة الشمال الغربي التي تنتظر البحث عن تفعيلها وفتح مزيد الافاق والمجالات امام ابناء الجهة لخلق مزيد من فرص العمل والمشاريع الانمائية والاستثمارية التي ينتظرها الكثير من شباب المنطقة ممن يبحثون عن تحسين وتطوير ظروفهم الاجتماعية القاسية في احيان كثيرة… المشاريع الانمائية والاستثمارات.. (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 16 جويلية 2008)
لم يبق للعاطلين غير الانتحار
نشرة لطفي حيدوري في دهاليز, 2008/07/16
أقدم الشاب جمال بن مصباح في أم العرائس على محاولتي انتحار أولاها بتناول مادة الددت السامة نجا منها بعد إقامة 4 أيام بالمستشفى الجهوي بقفصة وفي الثانية صعد عمودا كهربائيا وهدد بإلقاء نفسه ولم تنجه سوى توسلات المواطنين. هذا الشاب يطلب مورد رزق أو التضحية بحياته وإنهاء المأساة التي يعيشها منذ فقدان والديه الذين ماتا حرقا في منزل العائلة سنة 1976 بعد انفجار تسبب فيه مصباح يوقد بالكربون “كربيلة”. الوثائق السرية في فسفاط قفصة تقول مصادر من نقابة المتقاعدين بالمتلوي إنّ هناك وثيقة إدارية تخص منصب مستحدث بشركة فسفاط قفصة مصنّفة ضمن “سري للغاية يمنع حتى على النقابات والوزارات المعنيةّ الاطلاع عليه”. وقد أصدرت النقابة المذكورة بلاغا طالبت فيه بالكشف عن حقيقة هذه الوثيقة إلى جانب جملة مطالب تخص الجرايات والإحاطة الاجتماعية والصحية. نفايات المناجم على عقارات المواطنين تتذمّر عائلتا العربي بن محمد بن أحمد وعمر بن عبد الله بن حامد من اتخاذ شركة فسفاط قفصة لأراضيهما مصبّا لنفايات المنجم دون أي وجه قانوني. وقد شرعت العائلتان منذ فترة في توجيه مراسلات إلى المصالح المعنيّة إنذارا قبل الدخول في تحركات احتجاجية. هيبة القضاء في نادي سكرة تناول المجلس الوطني لجمعية القضاة الموازية بنادي القضاة بسكرة الأحد 15 جوان 2008 ما أسماه “مهاترات أقلام” ولوّح المجتمعون بالتصدي لكل “من تسوّل له نفسه المساس بالمؤسسة القضائية وهيئاتها”. وذكر في هذا الصدد كتابات نشرت مؤخرا على شبكة الإنترنت انتقدت هيئات قضائية ذكرتها بالاسم. ورغم القلق الذي يثيره فينا هذا التهديد القضائي باعتبار أنّ “كلمة” من أبرز المعنيين بالخطاب، فإنّه بات من الواضح –ولحسن الحظ- أنّ الدعوى المفترض تحريكها ستكون جريمة رأي وكتابة لا جريمة حق عام !! المقرر الإفريقي للسجون وأوضاع الاعتقال في إفريقيا غير مرغوب فيه في تونس تقدم المقرر الإفريقي للسجون السيد مومبا ماليلا (زمبيا) بعديد المطالب لدى الدولة التونسية للقيام بمهمّة تقصّي إلاّ أنّ مطالبه لم تلق غير التجاهل. وهذا ما تم تذكير ممثل الدولة التونسية به في آخر اجتماع للجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب في أفريل 2008. تحويل وجهة خبرية ذكرت وكالة الأنباء الرسمية أنّ المقررة الإفريقية الخاصة بشؤون المدافعين عن حقوق الإنسان أعلنت خلال إحدى لقاءاتها الرسمية عن رغبتها في عقد الاجتماع القادم بتونس، في حين أنّ مقر الاجتماع القادم في أكتوبر ونوفمبر 2008 محدد سابقا في غمبيا. تأجيل غير معلن للمجلس الوطني للكنام كان من المفروض انعقاد المجلس الوطني للصندوق الوطني للتأمين على المرض في شهر جوان المنقضي غير أنّه لم يتم دون إعلام بموعده اللاحق في الوقت الذي ينص فيه النظام الأساسي على أن ينعقد مرة كل ستة أشهر حيث كان آخر اجتماع في موفّى ديسمبر 2007. الإلغاء تم على خلفية عدم التوصل إلى اتفاق بين وزارة الشؤون الاجتماعية ونقابة أطباء الاختصاص. مصادر من نقابة أطباء الاختصاص تؤكد أنّ إدارة الصندوق والدولة يراهنان على ربح الوقت ومزيد الضغوط على المنخرطين بأنظمة العلاج الجديدة حتى يتوجهوا إلى الأطباء المنضوين تحت نظام التأمين الصحي الجديد. المصادر النقابية تحذّر من أن تؤدي هذه السياسة إلى إحالة عدد من أطباء الاختصاص في القطاع الخاص على البطالة الإجبارية. زيادات غير معلن عنها تم مؤخرا الترفيع في سعر الأرز الأبيض العادي بنسبة 25 بالمائة أي من 890 مليم إلى 1100 مليم. ورفع سعر الكلغ من الأرز الأصفر المعالج بالبخار من 1250 مليم إلى 1500 مليم. وهي زيادات لم يعلن عنها وفوجئ بها المواطنون على غرار زيادات أخرى تهم الطماطم المعلب والزيت النباتي غير المدعم. (المصدر: مجلة “كلمة” (اليكترونية شهرية)، لشهر جويلية 2008)
ما ضاق به الفضاء من أخبار المحاماة والقضاء نشرة عبد الرؤوف العيادي في اخبار القضاء
, 2008/07/13
القاضية ليلى بحرية تطلب دعم هيئة المحامين لهياكل القضاة الشرعية القاضية الفاضلة ليلى بحرية التي تنتمي إلى أحد الهياكل الشرعية لجمعية القضاة التونسيين المنقلب عليها حضرت الملتقى الذي نظّمه فرع تونس للمحامين بالقصرين يومي 30 و31 ماي 2008 عن فنّ المرافعة- علما وأنّ القاضية المذكورة قد طالها إجراء نقلة شأنها شأن بقية أعضاء المكتب التنفيذي الشرعي- وقد توجهت إلى عميد الهيئة الوطنية الأستاذ بشير الصيد الذي كان حاضرا بالمنصّة مذكّرة بموقف العميد السابق عبد الستار بن موسى في دعم الهياكل الشرعية للقضاة وطلبت منه استمرار المحامين على هذا الدعم للقضاة الذين رفعوا مطلب الاستقلال والتحرر من وصاية الإدارة عليهم. ولكلّ بيان ثمن ما إن عاد السيد عميد الهيئة الوطنية للمحامين إلى تونس بعد حضوره محاكمة بعض شباب المتلوي بمحكمة قفصة الابتدائية حتى حضرت إحدى الزميلات بمكتب رئيس الفرع الجهوي للمحامين الأستاذ عبد الرزاق الكيلاني طالبة منه التدخل لدى العميد ليؤدّي دينا قدره خمسة آلاف وخمسمائة دينار بقي متخلدا بذمّته لفائدة البنك العربي لتونس يعود تاريخه إلى سنة 2002 ! هذا الإجراء السابق للنزاع قرأه العديد من المحامين على أنّه رد فعل السلطة على البيان الذي أصدره مجلس الهيئة يوم 9/6/2008 إثر تعمّد قوات الأمن استخدام الرصاص الحيّ في مواجهة المحتجّين بالرديف، والذي تضمّن تنديدا بقتل أحد المتظاهرين وطلب فتح تحقيق في الموضوع. هيجان وطغيان (1) صبيحة محاكمة شباب المتلوي بمحكمة قفصة يوم 13 جوان 2008 انتشر البوليس خاصة منه المنتمين لفرقة الإرشاد وفرقة أمن الدولة بأعداد غفيرة حتى أنّ المرء تصيبه الحيرة وهو يرى شعار “وِيبَة حاكم في صاعْ رْعِيّة” حقيقة لا مراء فيها. وكانوا على درجة من التوتر والنرفزة من حضور صاع الرعية التي اقتحمت عليهم فضاء المحكمة. فكان أن اختطف أحدهم جهاز هاتف جوّال من يد إحدى كتبة المحكمة بدعوى أنّها التقطت بواسطته صورا لقاعة الجلسة فتعقّبه أحد الكتبة وانتزعه منه وسرى الخبر بين الكتبة فتدخلت نقابتهم وقررت الإضراب حينا وأمضيت عريضة احتجاج، وبعد التحري اتضح أنّ المختطف هو عون تابع لأمن الرئاسة حسب ما أكّده مدير إقليم أمن قفصة سامي اليحياوي لوكيل الجمهورية ! هيجان وطغيان (2) لمّا كانت المحكمة تحت حصار البوليس السياسي وتعذر للمتهمين بحالة سراح الدخول إلى قاعة الجلسة حيث انتصبت الدائرة الجنائية برئاسة القاضي النوري الغريبي طلب القاضي المذكور من الحاجب الخروج إلى باب المحكمة والمناداة على أولئك المتهمين، إلاّ أنّ يقظة البوليس الذي غلب هيجانه عقله كانت له بالمرصاد فانقضّوا عليه واعتدوا عليه بالعنف، وهذا كان أحد أسباب إضراب الكتبة والحجّاب الذي حصل يومها. أمّا تبرير هذا التجاوز فكان بالزعم أنّ المعتدين ينتمون إلى فرقة لا تعمل بقفصة قدمت للتعزيز ! ولكلّ جريمة تبرير. أبت اليوروات إلاّ أن تخرج أعناقها جاء بخبر نشرته صحيفة البيان الإماراتية الصادرة يوم 12 ماي 2008 أنّ نائب مدير الإدارة العامة للأمن الوقائي في شرطة دبي كافأ أحد سائقي سيارة تاكسي باكستانيّ الجنسية الذي عثر بالسيارة على حقيبة غفل عنها أحد الراكبين، واتضح أنّه يحمل الجنسية التونسية ويدعى لطيف منتصر. وقد تولى السائق المذكور تسليمها إلى مركز الأمن الذي بفتحها تبيّن أنّها لا تحتوي سوى على 130 ألف يورو ! وسواء أكان هذا الاسم حقيقيا أم مستعارا فإنّ هذه الحادثة تؤكّد ما يتداول عن تهريب دوائر المافيا بتونس الأموال إلى دولة الامارات. وطبعا ما عثر عليه هو غيض من فيض. فهذه دفعة من حقائب- نسي الراكب إحداها- وما خفي أعظم. فهل تفتح النيابة العمومية بحثا في الموضوع حتى نتبيّن نصيب العاطلين المحتجّين من هذا المال المهرّب ؟ وقديما قيل “أبت الدراهم إلاّ أن تخرج أعناقها”… حتى من حقائب المافيا ! البوليس يمنع رئيس الفرع الجهوي للمحامين من دخول قصر العدالة لما كان رئيس الفرع يتهيّأ لدخول قصر العدالة صحبة الزميل المحامي الفرنسي الأستاذ فرانسوا فوجار وهو عميد سابق موفد عن المجلس الوطني لهيآت محامي فرنسا الذي كان من المقرر أن يلقي محاضرة يوم 6 جوان 2008 تحت عنوان “علاقة المحامي بالمحيط المهني” إذا بعون البوليس يتقدم إلى الأستاذ عبد الرزاق الكيلاني دون إخفاء حرجه قائلا “لا يا سي عبد الرزاق ممنوع الدخول”، علما أنّ مكتب رئيس الفرع يوجد بقصر العدالة عفوا بقصر “بن علالة” الذي هو بدوره يخضع للتعليمات ينفّذها بوخبشة. ولا يهمّ “منين جات”. مجلس الفرع أصدر بيانا ندد فيه بهذا الاعتداء. محامية تشكو محاميا كانت الزميلة تروي وقائع اعتداء المحامي الشاب على زوجته وهي تعرض صورا فوتوغرافية للزوجة المسكينة التي فتح الاعتداء لها جروحا خاطها الطبيب وزرقة لن يزيلها إلاّ الزمن. وكانت الصورة تكشف عن جريمة فظيعة. الغريب أنّ التحريات كشفت عن أنّ الزوج المحامي له سوابق آخرها كانت القضية عدد 71942 التي صدر فيها الحكم في حقه بستة عشر يوما نافذة قضاها حسب ما تثبته بطاقة الخروج من السجن المؤرخة في 11/6/2006 لكن يبدو أنّ هذا المعطى في سيرته قد تم إخفاؤه من قبل الأستاذ المقرر عضو مجلس الهيئة عند ترسيمه. (المصدر: مجلة “كلمة” (اليكترونية شهرية)، لشهر جويلية 2008)
حوار مع العلامة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله [*] – (الجزء 2)
حاوره فوزي الصدقاوي عديدة هي الحركات الإسلامية التي تحقق بعض الانتصارات السياسية بفضل زخمها الجماهيري وهي إذ تتوفر على عناصر القوة التي تخول لها أن تعبئ جماهير عريضة ضد أعدائها المحليين والإستكبار العالمي فإنها تنتكس بعد انتصاراتها السياسية تلك فتعجز على مواجهة معوقات اجتماعية وسياسية ذات عمق تاريخي من قبيل المعوّقات المذهبية والطائفية والعشائرية والإقليمية، الشيء الذي يربك مسارها ويهمّش تطلعاتها ويُفتر طاقاتها ويشوّه بدائلها وأمثلة ذلك أفغانستان والسودان ، ألا ترون في هذا السياق أن تعمل الحركات الإسلامية بما لها من زخم جماهيري وقدرة تعبوية وما تتمتع به من قيم إنسانية على وضع برنامج لمعالجة هذه المعوّقات التي إستغلّ الإستعمار القديم تناقضاتها ويستفيد الإستكبار العالمي اليوم منها لإجهاض التجربة الإسلامية . لابد لأي حركة إسلامية أن تبدأ بدراسة الأرض التي تتحرك فيها والظروف الموضوعية والاجتماعية والسياسية التي تحيط بها، لتدرس كيف يمكن أن تتجنب كل الضغوطات التي يمكن أن تتحرك فيها هذه الألغام المزروعة في الأرض وذلك بأن نعترف واقعياً بوجود خصوصيات إنسانية في المجتمع فيما هي الشعوب وفيما هي القبائل وفيما هي القوميات، لنتعرّف العناصر الحيوية الموجودة داخلها، فنعرف كيف يمكن احتواء هذه العناصر بطريقة إيجابية لإبقائها في ساحة العمل على أساس إعطائها شيئاً من الإحترام ممثلاً هناك في الواقع الإسلامي. فهناك قوميات تختلف ثقافتها ولغتها عن تاريخ العرب وهناك الأكراد وهناك الفرس وهناك الأتراك وهناك البربر. والواقع أن هناك إتجاهاً لدى الإسلاميين في إبعاد الخصوصية عن الواقع على أساس أن الإسلام يلغي الخصوصية ولا يعترف لهذه القومية أو تلك بلغتها وثقافتها لكننا عندما ندرس كلام الله نقرأ ( يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لـتعارفوا )[الحجرات-13 ]. فالله سبحانه وتعالى لم يلغ خصوصية أي شعب في عناصره الذاتية سواء كانت ثقافية أو تاريخية ولم يلغ خصوصية أية قبيلة ومن الطبيعي أن التعددية في الشعوب والقبائل تنطلق من تعدد الخصوصيات وتعدد العناصر، فالإسلام لايريد للإنسان أن يتنكر لقوميته أو يتنكر لقبيلته ولكنه لا يريد للقبيلة أن تكون سجناً يسجن فيها الإنسان نفسه ليعزلها عن غيره وهكذا لايريد الإسلام للقومية أن تكون دائرة مغلقة يعيش الإنسان في داخلها بشكل ذاتي بعيداً عن الواقع من حوله ، إن أفضل تعريف للعصبية السلبية في الإسلام هو ما جاء على لسان الإمام زين العابدين بن الحسين عليه السلام الذي يقول (إن العصبية التي يأثم عليها صاحبها أن يرى الرجل شرار قومه خيراً من خيار قوم آخرين) فليس من العصبية أن يُحِبَ الرجل قومَه ولكن أن يُعين قومه عليها. فالإسلام عندما جاء لم يعمل على أساس أن يلغي للناس لغاتهم أو يلغي للناس ثقافاتهم التي قد لا تتنكر للخطوط الإسلامية للثقافة ، ولكنه يريد أن لا تكون القبيلة و القومية والإقليمية أساساً للتقويم الإنساني ، لأن الإنسان يتقوّم بعناصره الإنسانية المنفتحة على الله من حيث هو إنسان يلتقي بالناس في إنسانيته ومن حيث هو عبد لله ينفتح على الله من خلال إيمانه ومن خلال تقواه . فالقيمة هي هذه وليست بشراً أو لغة أومالاً وجاهاً وما إلى ذلك، كما جاء في بعض أدبيات الإمام زين العابدين عليه السلام ( واُعصمني من أن أظن بذي عدم خساسة أو أظن بصاحب ثروة فضلاً ، فإن الشريف من شرفته طاعته والعزيز من أعزته عبادته ) لذلك فلا بد من الحركة الإسلامية من أن تدرس الواقع القومي في إختلاف القوميات والواقع الشعبي في إختلاف الشعوب والواقع القبلي في إختلاف القبائل لتدرس مطالب كل هذه الجماعات وتتفاهم معها على ما يمكن للإسلام أن يُبقيَه في مجتمعه ودولته من حقوق لهؤلاء بالمستوى الذي يشعرون فيه بالإحترام لإنسانيتهم وخصوصياتهم وما ينبغي لهم أن يتمردوا عليه من خصوصيات العصبية التي تحبسهم في دائرة ضيقة وتبتعد بهم عن الدائرة الواسعة . وهكذا عندما نلتقي بالطائفية في الوضع الديني أو المذهبية فإن علينا أن نتعرّف كيف نعالج المسألة الإسلامية بعيداً عن الخطوط الحساسة لندفع بالمواضع الحساسة إلى ساحة الحوار في إطار مواقع الحوار بعيداً عن تكفير هذا المسلم أوتكفير ذاك المسلم وبعيداً عن التعنت في مواجهة هذا الكتابي أو ذاك الكتابي . إننا ندرك صعوبة هذه المسألة وقساوتها بفعل تاريخ التخلف الذي تلقفه واقع الإستكبار العالمي الذي عمل على الاستفادة من هذه التعقيدات الموجودة فيما بين المسلمين ليدفع بها إلى ساحة الصراع الداخلي وإثارة الضعف في الواقع الإسلامي . إن المسألة هي أن الحركات الإسلامية التي تندفع لتعبأ ولتحتوي ولتدفع الواقع الشعبي ثم تواجه هذه الصعوبات ثم تنكفئ وتتراجع ، مشكلتها أنها لم تخطط لذلك ، فعليها أن تخطط لذلك قبل اندفاع الحركة وتخطط لذلك حتى ونحن نعيش داخل التجربة الصعبة ، حتى لا تسقطنا طفيليات الواقع ولا تتأثر بسلبيات التجربة . لعل تجربة الحركات الإسلامية خلال عقود هذا القرن ومع تطور الساحة السياسية الراهنة دفعت الحركات الإسلامية عامة إلى التزحزح عن فضاء الفكر الإخواني دون أن تبلور تصورات واضحة وثابتة عن طبيعة الصراع والمهام المطروحة عليها في هذه المرحلة ، هل يعني ذلك إيذان بضرورة إنفتاح مدرسة آل البيت على مثل هذه الحركات بمختلف مشاربها من أجل تشريكها في بلورة مشروعها الحضاري الإسلامي . من الطبيعي أن التجربة الإخوانية كانت رائدة في إطلاق الإسلام من الأجواء الضيقة الذي اُقحم فيها إلى الأجواء الواسعة التي أريد له أن يتحرك فيها لينطلق الإسلام كقاعدة للفكر والعاطفة والحياة ولكن مشكلة هذه التجربة إنها لم تكن تجربة شاملة وواسعة ولم تنفتح على التجربة الإسلامية السائرة في خط آل البيت عليهم السلام الذين يملكون الكثير من الغنى في الفكر والمنهج والحركة بما يمكن له أن يحلّ الكثير من المشاكل الإسلامية التي يواجهها الفكر الإسلامي والواقع الإسلامي . ومن هنا فإننا نتصوّر أن على الحركات الإسلامية التي تحركت في خط الصحابة أن تجرّب كيف تُزَاوج هذا الخط مع خط آل البيت عليهم السلام لأن ذلك يمكن أن يُوحّد الحركة الإسلامية ويُغني تجربتها لاسيما أن هناك من الحركات الإسلامية التي نشأت في أجواء خط آل البيت كحركة الدعوة الإسلامية في العراق وحركة فدائيان إسلام في إيران وحركة الإمام الخميني ، هذه الحركات التي انفتحت على الحركات الإسلامية التي كانت على خط الصحابة ولم تتنكر لها لأنها كانت تفكر أنه من الضروري أن تنفتح على الإسلام كله وعلى الساحة كلها . نحن نفهم أن هناك كثيراً من التعقيدات الموجودة في أجواء الثقافة المنتسبة إلى آل البيت تماماً كماهي السلبيات الموجودة في ثقافة الحركات المنتسبة إلى خط الصحابة ولكن الحركيين الواعين يستطيعون القفز على جميع هذه السلبيات ليعيشوا إيجابيات الخطوط الإسلامية حتى نستطيع أن نستفيد من إيجابيات هذا الخط وإيجابيات ذاك الخط.. إن هناك فرقاً، ونقولها لكل الإسلاميين سُنةً وشيعةً ، بين أن تتعصب لمذهبك وبين أن تلتزم بمذهبك ، إن التعصب حالة إختناق ، يختنق فيها الإنسان بانفعالاته ومشاعره المعقدة وإن الإلتزام يمثل حالة إنفتاح يعيش الإنسان فيها المذهب في الجانب الفكري ليلتقي بالفكر الآخر في المذهب الآخر على أساس حوار فكر لفكر وعلى أساس التخطيط للتوحيد بين فكر وفكر والتنسيق بين فكر وفكر على الأقل . إننا ندعو إلى المذهبية الفكرية ونحارب المذهبية الطائفية لأن الطائفية حالة عشائرية تحوّل المسلمين إلى قبائل تأخذ عنواناً إسلامياً أما المذهبية الفكرية فهي حالة ثقافية وروحية تملىء وجدان الإنسان ليعمل على أساس الوحدة في التنوع أو التنوع في الوحدة . في هذا السياق نسألكم إلى أي مرحلة وصلت محاولة الإئتلاف السني الشيعي ،وماهي برأيكم مقومات الحوار التي بإمكانها أن تحقق تلاقي ترفع الحواجز المذهبية ؟ المسلمون لو إنفتحوا على القواسم المشتركة التي تجمعهم أو على الكلمة السواء التي إستخدمها القرآن في علاقة المسلمين بأهل الكتاب ليكون لنا كلمة سواء مع أهل القرآن لإستطاعوا حل الكثير من المشاكل الفكرية والشعوبية ولكن المشكلة بين المسلمين أن كل فريق وضع نفسه في غرفة ضيقة ومغلقة الأبواب وأضاع المفتاح لأنهم لايريدون للآخرين أن يفتحوا باباً على باب أو نافذة على نافذة . إن مشكلتنا هي مشكلة التخلف الذي إستطاع أن يعقّد الذهنية الإسلامية ويجعلها تتحرك في الهوامش بدلاً من أن تنفتح على الأصول لذلك نحن نريد أن نقول للمسلمين أن هناك قواعد إسلامية مشتركة بيننا والإيمان بالله واليوم الآخر وكتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لا بزيادة ولا بنقصان والإيمان بالأركان الخمسة والانفتاح في اجتهاداتنا على أكثر من لقاء حتى أننا نقول إن المسلمين يلتقون في اجتهاداتهم الفقهية بنسبة 80٪ على الأقل لأنهم حتى ولواختلفوا فإن هناك رأياً شيعياً في حركة الإجتهاد الشيعي يلتقي برأيّ سنيّ في حركة الإجتهاد السني.فقد يستوي ما بين السنة من إختلاف وما بين الشيعة من اختلاف لأن الإجتهاد يفسح المجال للتنوع . لهذا نقول إن المطلوب أن نعيش الحوار القرآني على أساس الكلمة السواء وعلى أساس الجدال بالتي هي أحسن وعلى أساس القول بالتي هي أحسن وعلى أساس الدفع بالتي هي أحسن وعلى أساس أننا إذا تنازعنا في شيىء فإن علينا أن نردّدهُ إلى الله ورسوله وعلى أساس أن نلتقي فيما اتفقنا عليه وأن نحاور بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه . هذا هو الخط المنهجي لنبحث قضايانا الإسلامية بدون حساسيات ونبحث تاريخنا الإسلامي بدون تعقيدات. أن نبحث هذا وذاك سواء في علم الكلام أو في علم الفقه أو في قضايا التاريخ بطريقة موضوعية كما لو كان تاريخاً لا علاقة لنا به وكما لو كانت عناصر ثقافية أو فقهية لاعلاقة لنا بها .
كيف نبحث القانون الروماني ؟ علينا أن نبحث القانون الإسلامي في الشريعة الإسلامية كما لو لم يكن لنا علاقة به حتى نستطيع أن نفهمه بكل موضوعية وهكذا عندما نبحث في علم الكلام أو عندما نبحث في التاريخ في كل أحداثه. المشكلة هي الذهنية الملتهبة التي تثور أمام أية كلمة تثير حساسية أو أمام أي حوار يمكن أن يخلق تعقيداً . إن المشكلة في الحوار الإسلامي- الإسلامي أولاً في التخلف الذي لا يزال المسلمون يعيشون فيه والتعصب الذي لايزال يحكم الذهنية الإسلامية هنا وهناك ليختنق الإنسان المسلم هنا في مذهبه ويختنق الإنسان المسلم هناك في مذهبه . والشيء الأساس هو أن الحوار الإسلامي-الإسلامي ممنوع إستكبارياً ،إنهم يعملون من خلال كل هؤلاء الذين وظّفوهم في دائرة المخابرات المركزية الأمريكية ودائرة المخابرات الدولية لحراسة التمزق الإسلامي ولحراسة المذهبية الطائفية لأن المطلوب هو أن لا تكون هناك وحدة إسلامية كما أن المطلوب هو أن لاتكون هناك وحدة إسلامية كما أن المطلوب أن لا تكون هناك وحدة قومية أو حتى وحدة وطنية لأن قضية الوحدة في داخل الأمة وبين المسلمين تمثل خطاً ،على الإستكبار العالمي لذلك لابد أن تدخل حركة الوحدة الإسلامية في ساحتنا الإسلامية في دائرة الواقع السياسي في الصراع مع الإستكبار العالمي ، كما تدخل في ساحة الواقع الثقافي في صراعنا مع الجهل والتخلف . لا يزال الفكر الإسلامي اليوم حبيس سلفيته وبحوثه التقليدية ومناهجه القديمة دون أن ينفتح على مناهج البحث العلمي الحديثة فيستثمرها في قضاياها الفلسفية والاجتماعية والنفسية والسياسية . ألا ترون ضرورة أن تقوم المعاهد الشرعية والحوزات العلمية بتطعيم برامجها لتدريس طلابها العلوم الإنسانية كعلم النفس وعلم الإجتماع والعلوم السياسية ..إلخ من أجل إكساب طلاب العلوم الشرعية قدرة علمية وتحليلية تمنح الدراسات الإسلامية عمقاً علمياً وتمكّن الفكر الإسلامي المستقبلي من نقلة نوعية وانفتاح على العالم وهمومه .[5] نحن من دعاة الانفتاح على الله والعاملين في سبيله على واقع العصر كله حتى يعيش الإنسان عصره في فكر عصره.. وفي روح عصره.. وفي أساليب عصره.. وفي كل مواقع الإنسان المتنوعة في عصره.. لأن الداعية إلى الله إذا لم يكن معاصراً للحياة التي يتحرك فيها فكيف يمكن أن يدخلها ؟ وكيف يمكن أن يفهمها؟ وكيف يمكن أن يهندس الطريق إلى وعي الناس الذين يريد أن يدعوهم إلى الإسلام أو ينفتح بهم على ثقافة الإسلام ؟ لذلك فنحن دائماً نؤكد على أن تعيش الحوزات والجامعة الدينية العلوم الإنسانية في بعدها العَلْمَاني المعاصر وأن يأخذ طلاب الحوزات والجامعات الدينية الإسلامية بأسباب الوعي السياسي والإجتماعي لا بمجرد النظرية السياسية والاجتماعية لكن من خلال الواقع السياسي و الاجتماعي لأن الذين كتبوا نظريات علم السياسة وعلم الإجتماع كتبوا تجربتهم والذين عاشوها ونحن نريد أن نعيش تجربة جديدة تأخذ من عمق تجربة أولائك ونحاول أن تنتج تجربة جديدة لمستقبلها ولمستقبل الحركة الإسلامية. نحن نعيش مشكلة الذين يلتزمون الدعوة إلى الإسلام ولايعـيشون عصرهم ولا يفهمون إنسان العصر ولا يتحركون من أجل أن ينفتح على روح هذا العصر ونحن نقول: الذهنية لغة والروح لغة والأسلوب لغة فإذا لم تكن لك ذهنية العصر ولا أسلوبه ولا روحه فأنت تماماً كمن يتحدث مع الناس بلغة أخرى ونعرف ماذا تكون النتيجة عند ذلك .
تجارب عديدة في مسيرة الحركات الإسلامية دفعت بها إلى الدخول في اللعبة الديمقراطية، هذه الديمقراطية التي جُـهّـزت على مقاس الحركات الإسلامية لتفجيرها وإجهاضها وأمثلة ذلك تونس والجزائر… فإذا كان العنف الذي لوّحت جهات عديدة على أنّه الحل الأنسب في معركة الحركة الإسلامية ضد الأنظمة المحلية خياراً مفخخاً ، فإن الديمقراطية التي دعيت الحركات الإسلامية للدخول في لعبتها ليس بالحل الأقل تفخيخاً وخطورة على مسيرة هذه الحركات . فأي خيار يظل للحركة الإسلامية أن تتحرك على أرضه حفاظاً على سلامة وجودها وإستمراراً على خط رسالتها بعيداً على خياري الموت هذين ؟[6] إننا نتصور أنك عندما تتحرك في ساحة الصراع في مواجهة القوة المضادة ، فليس لك أن تحدد نوع سلاحك بشكل تام، لأن المعركة قد تفرض عليك نوع السلاح الذي تستعمله، فمعركة الثقافة لابد أن يكون سلاحها الفكر ومعركة السياسة لابد أن تكون أداتها السياسة أيضاً، أما كيف يمكن لنا أن نحرك الأسلحة السياسية في الحرب السياسية؟ فإن علينا أن ندرس الساحة، نحن كإسلاميين لا نعترف بالعمق الفكري للديمقراطية الذي يعني أن الديمقراطية أساس شرعية الإسلام عندما يأخذ به الناس وهو غير شرعي عندما لا يأخذ به الناس لكننا قد نستفيد من اللعبة الديمقراطية بشرط أن ندرس الظروف التي تتحرك فيه هذه اللعبة وبشرط أن ندرس الخلفيات التي تختفي وراءها ، ربما كانت الديمقراطية فخاً يُرَاد للإسلاميين أن يدخلوا فيها ليعرف الآخرون مدى قوتهم ليركزوا حربهم على إسقاط هذه القوة وإضعافها ، ربما يراد أن يستفيد الإسلاميون منها كما حدث ذلك في لبنان ولو من الناحية الإعلامية أو من ناحية إثبات الوجود السياسي وهكذا نحن لا نستطيع أن نلغيَ العنف دائماً، بل لا بد أن ندرس المسالة في واقعية العنف وفي طبيعة المرحلة التي تقطعها الحركة الإسلامية للوصول إلى أهدافها الكبيرة . إنني أؤمن بتنوع الوسائل، ولكن لكي تحرك أية وسيلة عليك أن تدرس ظروفها الموضوعية وأرضيتها وحركتك أنت ، أين أنت؟ وكيف أنت؟ وأين هي خطواتك في الساحة؟ لتحدد نوعية الساحة حتى لا يَحفر لك الآخرون أكثر من حفرة مغطاة بالرمال لتقع فيها من حيث لاتشعر. إن على الإسلاميين أن تكون لهم عيون في كل مكان، والعيون العيون ضرورية لكل حركة إسلامية ، لأن من يتحرك من دون عين تحدق في الواقع وتقول له ماذا هناك هو إنسان يتحرك في الظلام ومشكلة الحركيين الإسلاميين أنهم دخلوا الساحة وحملوا السلاح من دون أن تكون بيدهم سلاح الأمن فإنطلق سلاح الأمن من هناك يقضي على سلاح السيف هنا . الـقضية عندما تكون الحركة الإسلامية تحدق في كل العيون التي تواجهها عند ذاك يمكن للمعركة أن تكون متوازنة.
تؤاخذ حركة النهضة الإسلامية في تونس لتصالحها مع السلطة وهي من جهة أخرى تـُدان لإستعمالها عُنفاً لم يثبت صحة نسبته إليها ، كيف تقيمون هذه العلاقة للحركة بالسلطة من جهة وبالعنف من جهة ثانية ؟ أنا لا أتصور أنها دخلت في علاقة تصالح ولكنها كانت تهادن السلطة، ربما خطأها أنها لم تكن تعرف جيّداً خلفيات السياسة الدولية والإقليمية التي تكمن في الواقع السياسي هناك وفي ضوء هذا كان الخطأ الأول وإذا صحت مسألة العنف، فقد يكون خطأً لأنه عنف لم يدرس الظروف الموضوعية المحيطة بالساحة،ولا أدري هل أن ما يقال حقيقي أو غير حقيقي، كما أني لا أستطيع أن أتحدث بشكل واضح إن كانوا قد اختاروا العنف وإذا كانوا قد دخلوا حقاً في لعبة العنف أو أنه فرض عليهم. وأنتم مطلعون على الساحة السياسية في الواقع التونسي كيف تقيّمون وتشخّصون المرحلة الراهنة في تونس من منظور الدور الرسالي الذي يحمل الإسلاميون رايته. إنني أتصور أنه من الضروري جداً في هذه المرحلة هو رعاية الإسلام التقليدي ، أن يندفع الناس إلى المساجد ولو إكتفوا بالصلاة ، أن تتحرك الجماهير لتملأ الشوارع في يوم الجمعة لصلاة الجمعة حتى ولو كان الخطيب يتحدث بطريقة تقليدية،إن المرحلة هي إبقاء الروح الإسلامية وهذه ما لا تستطيع دولة تسمي نفسها إسلامية أن تلغيه . إنها قد تستطيع أن توظف خطباء المساجد وقد تستطيع أن تمنع الناس من التحرك السياسي في المساجد لكنها لن تستطيع أن تقمع المساجد وتمنع الصلاة. إننا نتصور أن بقاء الروح الدينية العبادية المنفتحة على الله وعلى اليوم الآخر وبقاء صرخات الله أكبر تمثل صرخة في وجه كل التيارات الأخرى والسياسات الأخرى، فإذا لم نستطع أن نتحرك بطريقة سياسية مباشرة فصلاتنا سياسة وحجنا سياسة وصومنا سياسة ونستطيع أن نكتشف المعنى السياسي في إيحاءات الكلمة وفي كل إيحاءات الأعمال لنعيش روحية ذلك ولندخل في مقارنة الأكبر الذي هو الله والأصغر الذي هو كل هؤلاء المستكبرين وكل هؤلاء الظالمين . نود من سماحتكم أخيراً أن تتفضلوا بالتوجّه إلى الشباب المسلم في تونس بالنصيحة التي تنير طريقهم وتشحذ عزائمهم وترفع معنوياتهم.[7] إنني أقول لهم كما قال الله على لسان يعقوب في قصة يوسف ( يا بنيّ إذهبوا فتحسسوا ليوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لاييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) [يوسف-87 ]. وأقول لهم عن حديث الله عن أولائك ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم..) [آل عمران-173 ] وقد قال لكم الناس أيها الأحبة إن الناس قد جمعوا لكم، إن المستكبرين قد جمعوا لكم،إن عملاء المستكبرين قد جمعوا لكم، إن وعّاض السلاطين قد جمعوا لكم ، إن المتخلفين السائرين في ركاب الإستكبار من خلال تخلفهم قد جمعوا لكم…فأخشوهم ..حاولوا أن تبتعدوا عن الساحة.. حاولوا أن تعيشوا الهزيمة، حاولوا أن تعيشوا اليأس، حاولوا أن تعيشوا الخوف. (..فاخشوهم فزادهم إيماناً..) [آل عمران-173 ] وعليكم أن تزدادوا إيماناً.. عندما تدخلون في مقارنة بين الله وبين كل هؤلاء.. وقولوا كما قالوا (.. حسبنا الله ونعم الوكيل* فإنقلبوا بنعمة من الله وفضلِ ..) [آل عمران-174 ] بعد صبر و جهاد وجُهدٍ وانفتاح وإصرار على الموقف وثبات في الواقع (..لم يَمْسَسْهم سوء واِتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم، إنما ذلكم الشيطان..) [آل عمران-174 ] الشيطان المستكبر والشيطان الظالم والشيطان المتخلف (.. يخوّف أولياءه.. ) [آل عمران-175 ] (.. فلا تخافوهم..) [آل عمران-175 ] لأنكم أقوياء (.. وخافوني إن كنتم مؤمنين ) [آل عمران-175 ] ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) [آل عمران-139 ] ( إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس..) [آل عمران-140 ] (..إن تكونوا تألمون..) [آل عمران-104 ] في تشريدكم وتألمون في إبتعادكم عن ملاعب صباكم وتألمون في سجونكم وتألمون في خنق حريتكم (.. فإنهم يألمون..) [آل عمران-104 ] بكل مشاكلهم وكل ضغوطاتهم وكل الذل الذي يستشعرونه من المستكبرين (.. وتَـرْجون من الله ما لا يَـرْجون.. ) [آل عمران-104 ]. أيها الأحبة إن الله يُحدثنا على أنه بعث في الأميين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلِمُهم الكتاب والحكمة، كونوا مع الكتاب في كل آياته وفي كل الأمل الأخظر الذي يفتحه لكم فيما هو أوسع من السماء والأرض. كونوا مع الحكمة التي تعني وضع الشيء في موضعه، اُدرسوا الأرض دائماً أدرسوا الظروف دائماً اُدرسوا الواقع دائماً وإذا وقفتم تحت تأثير الضغوط القاسية تذكروا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم(.. إذ أخرجه الذين كفروا ثاني إثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه..) [التوبة-40 ] وسينزل الله سكينته عليكم ( ..وأيده بجنود لم تروها..) [التوبة-40 ] وسوف يؤيدكم الله بجنود لن تروها ( وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا ) [التوبة-40 ] وستبقى كلمة الله هي العليا لأن الله هو الأكبر وهو الأعلى وهو العظيم فأنطلقوا مع الله ومع رسوله وقولوا لكل الذين يخوفونكم بالموت ويخوفونكم بالعذاب( قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين) [التوبة-52 ] فنحن ننتصر بالنصر عندما يفتح الله لنا أبوابه وننتصر بالشهادة عندما يريد الله لنا أن نعيشها في كل جهادنا وفي كل حركتنا في سبيله . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجازاكم الله خيراً ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [5] إلى عهد ليس ببعيد كان السؤال«… في العلوم الإنسانية…» الذي طرحناه سنة 1996 على السيد يعد في أوساط شرعية واسعة ولدى عدد من المشتغلين على العلوم الشرعية ضرباً من «الهرطقة»، لكن يلح اليوم عدد كبير من المشتغلين على العلوم الشرعية على ضرورة تعلمها و ضرورة مراجعة المختصين في العلوم الإنسانية قبل إستصدار الفتوى في شؤون تتعلق بشكل مخصوص بالظاهرة الإنسانية وتشعباتها. [6] تطرح اليوم مسألة الديمقراطية كما لو أنها الترياق السحري لمشكلات العالم العربي والإسلامي ، جاءت القوات الأمريكية بدباباتها والتحالف الدولي بجيوشه، ليشد أزر المعارضات الوطنية التقدمية ويدعم مطالبها لأجل تحقيقها على أرض الواقع،ففي حين كانت ذات الديمقراطية منذ عقد الثمانينات تُقدَم مفخخة على مقاسات الحركات الإسلامية لتصفيتها وكانت تلك الحركات المناضلة تدفع لأجلها الآلاف من أبنائها في السجون بعد إنتخابات1989 (تونس)وتدفع بمائات غيرهم من أبنائها إلى الساحات العامة للموت تحت رصاص الأنظمة الفاشية بعد الدورة الأولى من الانتخابات التي فاز بها الإسلاميون ( الجزائر) ويدان نجم الدين أربكان بسبب قبوله اللعبة الديمقراطية والعمل وفق قواعدها فيُحل حزبه ويُحجرعليه العمل السياسي، كان ذلك وغيره يحدثُ بموافقة من الغرب الديمقراطي الذي ظل يرعى الدكتاتوريات العربية والإسلامية ويقويها ضد شعوبها طوال العقود الخمسة الماضية. [7] حين طلبنا من السيد محمد حسين فضل الله أن يتوجه إلى الشباب التونسي بالنصيحة والإرشاد كان« لايزال الجمر حينها متّـقِد..‼.» وكانت لاتزال لجان اللأحياء ولجان اليقظة متيقظة ولم يكن قد أنهكها بعد تعب السهر والتجسس على بيوت الناس عند صلاة الفجر ، وكنا نعلم أن الشباب التونسي جميعه قد هجر المساجد التي لم يعد يؤمها غير المتقاعدين(المحالين على المعاش) وصار يحرس بواباتها أعوان الأمن بأزياء مدنية يتفحصون وجوه الخلق يوم الجمعة عند انقضاء الصلاة ، واختفت في تونس كل مظاهر التدين المعروفة: حجاب، لحية ، علامات السجود على الجباه ،تحية «السلام عليكم »عند دخول المحال التجارية أوالحوانيت أو الإدارات وكانت لاتزال الإيقافات والاعتقالات والإحتفاظات بمخافر الأمن تجرى على شبهة التدين بحجة الصلاة أو تحية الناس بتحية الإسلام أوانتعال البلغة التونسية،أوكل ما يمكن أن يبدو على الرجل من حسن للخلق والحشمة والأدب الرفيع أوما يمكن أن يَرد على لسانه من إستشهادات دينية. ولم يكن يجرؤ أحد حينها أن يفتح بمتجره عند الصباح، أو يختم عند المساء، قبل الغلق، مُسَجلٌ للقرآن الكريم يستهل بآيات كريمات يومه أو ينهي بها نهاره ، وأصبحت خطب الجمعة في معظم جوامع البلاد نشرات ممجوجة لتوجيهات حزبية، وتوقفت الدروس بالمساجد وتوقفت مجالس علم كما توقفت أوراد و حلقات للذكر ولحفظ القرآن كانت قد بُعثت منذ ما يزيد عن خمسة عقود لم تنقطع طوال تلك الفترة مطلقاً. وقُـُدَّ للتونسيين من طرق الصوفية وزوايا أولياء الله الصالحين والموروث الغنائي القديم ( الحضرة) وموروث التونسيين من الألبسة (جبة وكدرون- سفساري وفوطة وبلوزة وملية) دين جديد تفخر السلطة التونسية بنجاحها في « حمايته» من التطرف والتشدد والمغالاة.
(المصدر: موقع “نهضة انفو” (أوروبا) بتاريخ 16 جويلية 2008) الرابط:
http://www.nahdha.info/arabe/modules.php?name=News&file=article&sid=769
بسم الله الرحمن الرحيم
التوحيد في قصة نوح عليه السلام
د. محمد الهاشمي الحامدي هذه هي الحلقة الثالثة من رسالة علمية عن “الإيمان قبل قيام الفرق والمذاهب”، وهي تهدف إلى بيان أركان الإيمان في الإسلام، كما عرضها محمد رسول الله وخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم في حياته على الناس، وقبل تفرق الأجيال التي جاءت بعده من المسلمين إلى فرق ومذاهب. إنها رسالة تسعى إلى بيان العقيدة الإسلامية بلغة واضحة ومبسطة يفهمها المسلمون وغير المسلمين في القرن الهجري الخامس عشر، الحادي والعشرين للميلاد، ومن يأتي من بعدهم، بالإستناد إلى القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية الشريفة. هذا وبالله التوفيق، هو المستعان، وعليه التكلان. * * * في سورة هود إلحاح شديد على أعظم حقائق الوجود التي ينبغي للإنسان أن يعرفها ويعمل بمقتضاها: حقيقة التوحيد. القرآن الكريم يوضح ويرشد ويهدي للتي هي أقوم، والإختيار موكول لكل إنسان، يقبل أو يرد. فإذا قبل مبدأ التوحيد بإرادته الحرة، فإن عليه بعدئذ ترجمته في حياته، بأن يخلص دينه لله، ويعبده لا يشرك به شيئا، ويجعل صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين. يرد هذا التأكيد في خطاب مباشر يوجهه الخالق عز وجل لعباده. ويرد عبرة واضحة جلية في قصص الأنبياء السابقين. من ذلك قصة نوح عليه السلام مع قومه، وقد وردت مفصلة في سورة هود عليه السلام، ولا تحتاج لكثير شرح وتفسير. قال تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (25) أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللَّهَ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (26) فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيَ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28) وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَاْ بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّهُم مُّلاقُوا رَبِّهِمْ وَلَكِنِّيَ أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (29) وَيَا قَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ (30) وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ (31) قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32) قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللَّهُ إِن شَاء وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ (33) وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ (35) وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (36) وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ (37) وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (39) حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ (40) وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (41) وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44) وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ (47) قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48) تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49) صدق الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. هذه سيرة نوح عليه السلام تدل على أن أعظم أمر من أمور الدين هو عبادة الله وحده. تلك كانت خلاصة رسالته لقومه: (أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللَّهَ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ)، وهي مطابقة لما أرسل به محمد صلى الله عليه وسلم للناس في عصره وللبشر في كل عصر بعده إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وقد سبق بيان ذلك وتأكيده في الآية الثانية من سورة هود في قوله تعالى: “الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2)” إن أولويات البشر كثيرة. والمسلمون في هذا العصر، وفي كل عصر، لديهم القابلية لأن يغفلوا عن هذه الحقائق الناصعة الساطعة في القرآن الكريم. لديهم القابلية لأن يروا في التأكيد على أهمية التوحيد ضربا من ضروب المبالغة. لديهم القابلية لأن يقولوا إن الحديث في السياسة والتنظيمات الحزبية، أو في مناقب الصالحين، أو في أي شأن آخر من شؤون الحياة، أوكد وأهم. لديهم القابلية لصياغة التخريجات النظرية لإعادة ترتيب الأولويات بما يضعف من مركزية مبدأ التوحيد في حياة الإنسان ونظرته لنفسه والكون من حوله. وهم يفعلون ذلك في العادة من دون أن يعترفوا به رسميا: فمن منهم يستطيع أن يصرح بمثل هذ القول؟ إن التصريح يأتي من الأفعال. عندما تصبح قبور الصالحين مزارات عظمى يؤمها ملايين الناس. عندما تعقد النذور عند هذه القبور وتدفع لها الأموال الكثيرة. عندما يصبح خوف المسلم من صاحب قبر أكثر من خوفه من ربه. عندما تستأثر مآثر هؤلاء الموتى ومناقبهم بأكثر وقت الإنسان المسلم. عندما يجوز المسلم لنفسه الكذب إذا أقسم بالله تعالى ويخاف من الكذب إذا أقسم بعبد صالح من عباده. عندما يتجه المسلم بدعائه لهؤلاء الموتى، وهو يظن أنه يدعو الله، أو أنه يتقرب إليه بهم زلفى. عندما تصبح التنظيمات الحزبية التي يتم تأسيسها بنية نصرة الإسلام هدفا أسمى وحجة على الإسلام. لن يجد السائرون في هذه الدروب الملتوية حجة واحدة تؤيد صنيعهم من القرآن الكريم ومن سيرة محمد صلى الله عليه وسلم ومن سبقه من الأنبياء والمرسلين عليهم السلام. مرة بعد مرة، ينطق الأنبياء لأقوامهم أن أعظم أمر جاؤوا به هو عبادة الله الواحد الأحد. كل شيء آخر غير التوحيد الخالص لا يجدي. أما ترى أن ابن نوح هلك مع الهالكين، وغرق مع المغرقين، ولم ينفعه أنه ابن نبي كريم، ولم ينفعه دعاء والده بعد ذلك، كما تدل الآيات التي أوردناها من سورة هود؟ التوحيد الخالص هو نهج الفلاح الحقيقي والفوز الذي لا فوز أعظم منه. والله تعالى هو وحده من يجب أن يتجه إليه اهتمام كل إنسان: يعبده لا يشرك به شيئا، فيتحرر بطاعته لا من الأصنام والأوهام فحسب، بل من العبودية لأي كائن آخر في الوجود، ويهتدي بهذا الإيمان وبهذه الطاعة لمبادئ العدل والسلام والحرية والمساواة بين البشر وحقوق الإنسان، ويصبح ترجمانا لمكارم الأخلاق. هذا يعني أن اعتناق مبدأ التوحيد الخالص كما جاء به القرآن الكريم هو ما يضمن الحرية الحقيقة للإنسان وسعادته في الدينا والآخرة.
الفريضة الغائبة في الاتحاد من اجل المتوسط
لطفي حجي من حقّ النشطاء الحقوقيّين ومناهضي العولمة أن يعبّروا عن تخوّفهم من مشروع الاتحاد من أجل المتوسّط الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي. فالمشروع يحتوي على ثغرات عدّة تمسّ جوهر الشراكة الأورو ــــ متوسطية التي انطلقت مع مسار برشلونة منذ أكثر من عشر سنوات. وبعيداً عمّا أُثير من احترازات من بعض الدول العربية المعنية بهذا المشروع الجديد ومن الأوروبيّين حول قضايا مثل الطاقة والبيئة، فإنّ القضيّة الأهم التي تخلّى عنها الرئيس الفرنسي في مشروعه الجديد هي قضية حقوق الإنسان عامة بمختلف عناصرها. يسعى ساركوزي منذ انتخابه إلى البروز كزعيم صاحب مبادرات تخص فرنسا والاتحاد الأوروبي والمنطقة المتوسطية عامة. فكان مشروعه عن الهجرة الذي يعدّ روح القانون الجديد الذي أقرّه البرلمان الأوروبي الشهر الماضي، وكان أيضاً مشروع الاتحاد من أجل المتوسط الذي أزعج في بداية الإعلان عنه مجموعة من الدول الأوروبية في مقدّمها ألمانيا. غير أن المتأمّل في المشروع الجديد يجده قد تخلّى عن مبادئ أساسية في مسار برشلونة، لعل أهمها البند الذي ينص على احترام شركاء الاتحاد من جنوب المتوسط لحقوق الإنسان. وتقوم فلسفة هذا المسار على أنّ تأهيل دول جنوب المتوسط لا يجب أن يكون اقتصادياً وتجارياً فحسب، بل يجب أن يصاحب ذلك تنمية سياسية قوامها تغيير التشريعات بما يجعلها تضمن حقوق الإنسان. وإذا كان مسار برشلونة لم يحقق الكثير من أغراضه المعلنة في هذا المجال، فإنّ ما ذهب إليه ساركوزي يعدّ تخلّياً كلياً عن النيّات الطيّبة للأوروبيّين في احترام حقوق الإنسان. ولم يقف ساركوزي عند حدّ التغاضي عن تجاوزات شركائه في مجال حقوق الإنسان، بل أمعن في تمجيد بعضهم، مثل تصريحه خلال زيارته الأخيرة إلى تونس بأن مجال الحريات يتطور في تونس، مما أثار حفيظة الكثيرين، لأنّ تصريحه تزامن مع شنّ السلطات التونسية حملات اعتقال في الجنوب ضدّ المتظاهرين المطالبين بتحسين الأوضاع الاجتماعية. كما أنّ النظام التونسي لم يتخلَّ عن سياسته في ممارسة أقصى درجات الضغط على هيئات المجتمع المدني. والأمر نفسه ينطبق على سوريا وليبيا اللتين يلاقي سجلّهما في انتهاك حقوق الإنسان نقداً واسعاً من جانب المنظمات الحقوقية المحلية والدولية. لقد بدا واضحاً للجميع أن ساركوزي لم يمانع في إجراء مقايضة مع قادة دول جنوب المتوسّط مقابل قبولهم بمشروعه الجديد. وقوام هذه المقايضة أن يندمجوا في المشروع مقابل تغاضي فرنسا وحلفائها الأوروبيين عن مطالب الإصلاح السياسي في تلك الدول، وقد كانت مطالب أساسية في بداية انطلاق مسار برشلونة. وكان من الطبيعي أن تثير مواقف ساركوزي الامتعاض في أوساط العديد من الحقوقيين والخبراء الفرنسيين الذين رأوا أن أكبر متضرر من مواقفه سيكون المجتمع المدني في بلدان جنوب المتوسط، وأن سياسته ستطلق العنان أمام الأنظمة الشريكة له للإمعان في انتهاك الحقوق الأساسية لشعوبها. لم يعد الإصلاح السياسي من الأولويات في مشروع الاتحاد من أجل المتوسط، بل أصبحت مثابرة الدول العربية في مقاومة الإرهاب والهجرة السرية هي الأساس. وهو ما يقودنا إلى قانون الهجرة الجديد في الاتحاد الأوروبي، وهو الذي سينتهك حقوق الإنسان في داخل أوروبا ويهدد المهاجرين واللاجئين، إلى درجة أن مجموعة من المنظمات الناشطة في الدفاع عن المهاجرين في فرنسا لم تتردد في وصفه بـ«قانون العار». مع قانون الهجرة الجديد الذي تبنّاه الاتحاد الأوروبي والذي سيكون دليل الاتحاد من أجل المتوسط، بات يُخشى من أن تدفع فرنسا باتجاه انتهاك الكثير من حقوق المهاجرين واللاجئين! فالقانون الجديد يحد من حرية التنقل ويسمح باعتقال المهاجرين غير الشرعيين لمدة قد تصل إلى سنة ونصف، علاوة على أن ظروف الاعتقال لا تتوافر على الضمانات اللازمة لحقوق الإنسان. وعلاوة على المهاجرين، فإن اللاجئين باتوا بدورهم مهددين. فبعد أن كانوا يجدون في الغرب ملاذاً من جحيم القمع في بلادهم، أصبح التضييق عليهم في الميثاق الجديد هو القاعدة، مما دفع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى تحذير الاتحاد الأوروبي من أن تكون سياسته الجديدة المتشددة بخصوص الهجرة تتغاضى عن حقوق اللاجئين. لقد أعاد مشروع ساركوزي عن الاتحاد من أجل المتوسط إلى السطح نقاشاً حول طبيعة أوروبا الجديدة وخصائصها، وأبرز تيّارين: الأوّل تقدّمي تتبنّاه منظّمات وأحزاب مدافعة عن الحريات وحقوق الإنسان، رأت في انحراف أوروبا اتجاه القوانين الزجرية والمشاريع الأحادية مخالفة واضحة لقيم أوروبا ما بعد الحرب العالمية الثانية والمتمثلة بالخصوص في الإنسانية والسلم والتضامن والكرامة وغيرها من القيم الأخرى. أما التيار الثاني فهو يميني لا تخلو أطروحاته من حنين إلى ماضي أوروبا الاستعماري، لذلك يدفع في اتجاه سن قوانين لا تراعي حقوق الشعوب التي تعد شريكة في التنمية وفي الفضاء الجغرافي. أبرزت تقويمات مسار برشلونة أنّ دول جنوب المتوسط الشريكة مع الاتحاد الأوربي في اتفاقيات رسمية، بقدر ما نجحت ــــ ولو نسبياً ــــ في تأهيل مؤسساتها التجارية والاقتصادية (بغض النظر عن مسألة التنمية)، وبقدر ما فتحت أسواقها للبضائع ورؤوس الأموال الأوروبية، أخفقت إخفاقا تاماً في الالتزام ببند حقوق الإنسان. وكان على الاتحاد الجديد أن يدفع في اتجاه معاكس تماماً لما يباشره، اتجاه يجعل شعوب المنطقة شركاء في التنمية وفي الحقوق أيضاً، لكن ذلك المطلب يبدو بعيد المنال مع «المدرسة الساركوزية». المصدر صحيفة الاخبار( لبنان)بتاريخ 16 جويلية 2008
أمن تبسة يحقق في خلايا المد الشيعي
كشفت مصادر مطلعة “للخبر” أن الفرقة المختصة للشرطة القضائية لأمن دائرة الشريعة، باشرت منذ أكثر من أسبوع، تحقيقا أمنيا في وقائع العثور على عدة مصاحف مدنّسة بكتابات مختلفة بأحد مساجد وسط مدينة الشريعة، 47 كلم جنوبي غرب عاصمة الولاية تبسة. ويأتي فتح هذا التحقيق الأمني على خلفية تلقي المصالح الأمنية بدائرة الشريعة لشكوى من الجمعية المسيّرة لذات المسجد، أن عدة مصاحف تعرضت للتشويه باعتماد مرتكبي هذا الفعل الدنيء والمسيء للدين الإسلامي لتدوين كتابات تكون البعض منها قد أشارت لتمجيد المذهب الشيعي. يذكر أن معلومات سابقة تحدثت عن تكاثر خلايا المد الشيعي بمدينة الشريعة وبعض البلديات المجاورة بولاية تبسة، وتعرضت ”الخبر” لتحقيق مفصّل عن ذلك بولاية سطيف بعدد سابق. وأضافت مصادر أخرى أن الأجهزة الأمنية الاستعلامية وسّعت التحقيق المحلي إلى خارج ولاية تبسة لمحاولة جمع أدلة وقرائن عن لقاءات مشبوهة في ذات الموضوع. تبسة: ع. زرفاوي المصدر : جريدة الخبر الجزائرية بتاريخ 16 جويلية 2008
العالم على أعتاب حقبة ما قبل الحرب
د. أحمد القديدي (*) يجب أن يكون المراقب الأمين للأحداث أعمى البصر والبصيرة لكي لا يرى من حولنا هدير الموج في بحر العلاقات الدولية، ولكي لا يسمع قرع طبول الحرب هنا وهناك استعدادا لبعض المواجهات التي ستحدد مصائرنا في القرن الحادي والعشرين. ويكفي المراقب الذكي أن يطالع بيان قمة حلف شمال الأطلسي المنعقدة مطلع الشهر في بوخارست ليدرك أن العالم يعيش منعطفا خطيرا ظللنا نحن العرب مع الأسف غافلين كما يجري فيه دون عباد الله جميعا، كأننا محكوم علينا أن نتحمل تبعات الأزمات الكبرى، وأن نضع أنفسنا ومصالح شعوبنا خارج دائرة التحكم في أقدارنا، أي أن نكون في موقع التسلل الدولي لا حول لنا ولا قوة أمام العاصفة المعلنة! وهذا البيان ليس وثيقة منعزلة فريدة تحدد ملامح المواجهات القادمة بل ان التغيير الكبير الطارئ على العقيدة النووية للحلف الذي أعلنه أمينه العام يتزامن ويتناغم مع الانعطاف الكامل للسياسة الخارجية لباريس، أكدها الرئيس ساركوزي في خطابه أمام مجلس العموم البريطاني منذ أيام حين نزل ضيفا على الملكة إليزابث الثانية، ثم القرار الفرنسي بدعم الحضور الغربي العسكري في أفغانستان بكتيبة فرنسية جديدة، وهو قرار أدانه البرلمان الفرنسي يوم الثلاثاء 8 أبريل بنسبة %42. يأتي كل هذا بعد حدث آخر بالغ الأهمية والتداعيات يتمثل في التوقيع على ميثاق الاتحاد الأوروبي المعدل في قمة لشبونة في مارس الماضي وينص الميثاق على ما سماه المعارضون الأوروبيون تذييل الاتحاد عسكريا وسياسيا لارادة الحلف الأطلسي في طبعته الجديدة المنقحة، أي المستعدة للضربات الاستباقية ضد أهداف يقررها المتحالفون على طريقة المحافظين الجدد الذين صادروا سلطات البيت الأبيض منذ حادثة الحادي عشر من سبتمبر 2001 والتي تأكد من فشلها اليوم أغلب الساسة الغربيين! أضف إلى ذلك ما توصل اليه الرئيسان الأمريكي بوش والروسي بوتين أثناء القمة الثنائية في المنتجع الروسي (سوتشي) على ضفاف البحر الأسود من اتفاق على عدم الاتفاق! لأن الرئيس الأمريكي حمل إلى نظيره الروسي مخطط نشر الصواريخ النووية على حدود القارة الأوروبية بقيادة الناتو (الملقب بالدرع الصاروخي الرادع) بينما لا يوجد أي توافق أمريكي روسي حول هذه الحدود، ولا أية نية لروسيا في السماح للناتو بالاتساع عبر قبول جورجيا وأوكرانيا في عضوية الحلف، لأن موسكو تسعى منذ انهيار أمبراطورية الشيوعية السوفييتية إلى استعادة عافيتها الاقتصادية والعسكرية، مدفوعة بغريزة البقاء، ومستعينة بتغيرات جغراستراتيجية مهمة وحاسمة جعلت دولا كبرى وصاعدة كالصين والهند والبرازيل تلعب على عودة الحرب الباردة الضامنة لمصالحها، عوض تحالف خطير بين الولايات المتحدة وروسيا يقزم أدوار هذه الدول الطموحة ويحجم انطلاقتها، ومستعينة أيضا بظاهرة عصيان معلن من قبل دول متزايدة العدد في أمريكا اللاتينية للهيمنة التقليدية الأمريكية، هذا العصيان الذي تتزعمه فنزويلا بقيادة هوجو شافيز وبدأ يجلب تعاطف رؤساء يساريين آخرين انتخبتهم شعوبهم بكل حرية. لا يخفى على أي عاقل اليوم أننا نعيش عصر الأمم القارات الذي يعوض الأمم الدول. فالقوة أصبحت في أيدي تجمعات قارية عملاقة تشكلت على أسس التجانس الجغرافي والتاريخي والاقتصادي والقومي والعرقي والديني، لتفرض وجودها ومصالحها وربما هيمنتها على الأمم المشتتة. فكل من الولايات المتحدة واتحاد الجمهوريات الروسية والاتحاد الأوروبي والصين والهند هي من صنف الأمم القارات، لها حضورها في المحافل الدولية والمنظمات الأممية وأسواق التجارة والمال والطاقة والصناعة والتكنولوجيا الرقمية، بما يؤهلها لتكون لاعبا محوريا في تجاذبات العلاقات الدولية واحتلال موقعها على رقعة الشطرنج الاستراتيجية التي بدأنا نشاهد نذرها. وقد بدأ المخططون لمستقبل العلاقات الدولية في الغرب في رسم ملامح صدام الحضارات منذ نظر له المنظر الأمريكي صامويل هنتنجتن، واقتنع به بعض المتعصبين الانجيليين الذين يسيطرون على مصائر بعض الدول الغربية بأن الخطر المحتمل الذي يعوض الخطر السوفييتي، هو تشكل مجموعة عملاقة يربط بين شعوبها الاسلام كحضارة تعود بهذه الأمة إلى سالف اشعاعها لا لتفتح وتغزو، ولكن لتحمي مصالح المسلمين في عالم لا مكان فيه للدول المنعزلة كالعنز الشاردة التي يختارها الذئب من دون القطيع. نعم! نحن نعيش حقبة ما قبل الحرب. فقد استعدت الدول الغربية إلى مواجهة دون الرجوع إلى استفتاء شعوبها، وهبت قوى المجتمعات المدنية الغربية ذاتها لرفض هذا المنطق المحارب فتكلم منهم العقلاء حتى من مؤسساتهم العسكرية، مثلما فعل الجنرال جون لويس جورجولان رئيس أركان القوات الفرنسية حسب ما أوردته صحيفة (لوكانار) يوم 19 مارس ليندد بالقرار الرئاسي بإرسال فيالق جديدة من الجيش الفرنسي إلى أفغانستان، واصفا الساحة الأفغانية بالمستنقع الخطير الذي لا يمكن التحكم فيه، وكذلك أساتذة القانون الدولي في أكبر جامعات أوروبا الذين يقدمون هذه الأيام اعتراضات موثقة ضد قرارات حكامهم بتذييل الاتحاد الأوروبي لارادة البيت الأبيض، مثل الأستاذ الألماني شاشت شنايدر واربعة من زملائه رفعوا للمجلس الدستوري الألماني عريضة طعن في هذه التوجهات. ولا يغيب عن أذهان هذه النخب الرافضة للتصادم مع العالم الاسلامي بأن مستأجر البيت الأبيض الحالي سيغادره في نوفمبر القادم، ليحل محله رجل ثان أو امرأة ثانية لا يسلك أيهما نفس الطريق المحفوفة بالمخاطر مهما كان، لأن ما وصلت اليه البشرية منذ 2001 إلى اليوم من تهديد للسلام العالمي والأمن الدولي ومن انتكاس التضامن واتساع شبكات التطرف والعنف، قل أن عرفت الانسانية مثله منذ ستين عاما. إن العالم يحتاج إلى إعادة الاعتبار للأخلاق والفضيلة وترجيح كفة العقل في ميزان العلاقات الدولية، وهي قيم منسية لا بد من تفعيلها اذا ما أراد الانسان البقاء كخليفة لله في الأرض. (*) كاتب وسياسي من تونس (المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر) الصادرة يوم 16 جويلية 2008
إعلان باريس والمجتمع المدني
محمد كريشان (*) في إعلان باريس الصادر الأحد 13 جويلية عن قمة مسار برشلونة- الاتحاد من أجل المتوسط فقرة صغيرة قد لا تثير فضول كثيرين وبالتأكيد لن يبرزها الإعلام في تغطيته لهذا الحدث الذي حضره أكثر من أربعين زعيم دولة أوروبية ومتوسطية جنوبية. تشير هذه الفقرة إلي أهمية مشاركة المجتمع المدني والهيئات المحلية والإقليمية والقطاع الخاص لإنجاح الاتحاد الجديد مع التركيز علي الندية في التعاون والعمل المشترك وتقريرا لمشاريع وتنفيذها.. وعندما نتحدث عن المجتمع المدني في نوع كهذا من المناسبات والمشاريع التي يطغي عليها الجانب الاحتفائي فإنما هو من باب محاولة توفير أقصي ما يمكن من شروط النجاح لعملية وصفتها لوموند الفرنسية بأنها تجمع بين الكثير من الطموحات والشكوك ذلك أن القوي الحية في هذه الدول التي اتفقت بصعوبة علي صيغة فضفاضة من التعاون والتنسيق قد تكون الأقدر علي لعب دور حيوي وفعال شرط أن تتضح أكثر الرؤية والهدف من وراء هذه الصيغة. وقد تكون الأحزاب ومنظمات حقوق الانسان هي المعنية أكثر من غيرها في هذا المجال ولكن المشكل الحقيقي أن هؤلاء بقدر ما هم فاعلون ومؤثرون في أوروبا سواء في صياغة الرأي العام أو القرار الرسمي هم في الضفة الجنوبية من المتوسط إما ضعفاء أو ملاحقون أو كليهما، وبالتالي فمن الصعب أن يقع التعويل عليهم في مهام بهذا الحجم وهم العاجزون أصلا عن تعبئة الرأي العام في قضايا داخلية أكثر إلحاحا بالنسبة للمواطن هناك وهمومه اليومية.. وقد يكون إيجابا أن إعلان باريس لم يشر، ولم يكن في وارد أن يشير الحقيقة، إلي أي ربط بين قضايا التعاون الاقتصادي والتجاري بين ضفتي المتوسط وبين ضرورة احترام دول الشاطئ الجنوبي للحريات وحقوق الانسان فمثل هذا التمشي سبق وإن أعتمد في اتفاقات التجارة الحرة بين الطرفين واتضح كم هو هش بل ومنافق أيضا. أما مسألة الندية في التعاون بين أطراف هذا المشروع الجديد الذي عمل كثيرا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي علي رعايته وتسويقه، حتي وإن أدخلت عليه تعديلات كثيرة علي صيغته الأولي بتأثير من ألمانيا خاصة، فقد تطرح الكثير من الإشكالات في المقبل من الأعوام ذلك أن الدول الفقيرة نسبيا في الاتحاد الأوروبي، وأغلبها من الملتحقين به حديثا من المعسكر الشرقي سابقا، قد تري في نفسها الأولي بالكثير من المساعدات والاستثمارات التي قد توجه إلي دول الجنوب وبالتالي قد تعمل علي عرقلتها أو معارضتها داخل الاتحاد. ومن هنا فإن دور المبادرات الفردية ضمن القطاع الخاص هي التي قد تتحمل العبء الأكبر في المشاريع الاقتصادية وفرص الاستثمار المتزايدة في دول جنوب المتوسط. هذه المشاريع هامة للغاية لأنها فضلا عن التنمية الاقتصادية الصرفة التي ستؤدي إليها من شأنها أيضا أن توفر مناخات اجتماعية واقتصادية طاردة للهجرة السرية نحو أوروبا لكن الأمر يحتاج لسنوات تحترم فيها الوعود الأوروبية السخية التي ينتظرها البعض مع ضرورة التنبيه من الآن أن الفساد والمحسوبية وغياب الشفافية قد تجهض الكثير من نوايا الاستثمار الخاص في دول الجنوب بحيث لا تبقي إلا الاستثمارات الحكومية التي جربت منذ انطلاق عملية برشلونة عام 1995 واتضح أنها ليست كريمة بأية حال. (*) كاتب تونسي (المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 جويلية 2008)
شيء ينطّــــــــــــــــــــــق الحجر
كتبه عبدالحميد العدّاسي يُعتبر البشير من أحسن، إن لم نقل أحسن، الرؤساء المتواجدين على الساحة العربية والإسلامية بل والعالميّة. فهو المؤمن الصادق نحسبه، وهو العامل المخلص نراه، وهو القائد المغوار الذي حفظ له المتشوّقون إلى العزّة الكثير من المواقف التي تغيض الكفّار، وهو العربي الإفريقي السوداني المسلم، وهو – بكل ما سبق من أوصاف – “الإرهابي” المحارَبُ من طرف الصهيونية العالمية التي قنّنت صنائعها السوداء بتمريرها عبر هيآت وهياكل “دولية”، أنشأتها، تحمل كلّ الحقد والبغض الدوليين على الإسلام والمسلمين لعلّ من أبرزها “محكمة الجنايات الدولية”… وقد تحدّثتُ سابقا بإيجاز عن دافور وإقليمها وأشرت إلى أنّ المعلومات التي تروّج من قِبل أبواق خبيثة – نشطت أساسا مباشرة بعد استشهاد اللواء الركن الزبير محمّد صالح رحمه الله وإجبار الكثير من أولي العزم من أبناء ثورة الإنقاذ العسكريين على الانسحاب تحت ثقل تولّي ما أسموه يومئذ بالصفّ الأوّل، وبعد تواتر الحديث عن الثروات الطائلة التي تحويها الأراضي السودانيّة هنا وهناك في أرجاء السودان الأسمر – معلومات شديدة الانتفاخ كثيرة البعد عن الحقيقة. فالمُدن المُتَحدَّث عن تحطيمها وحرقها في دارفور وتهجير أهلها لا تمثّل كلّها مجتمعة حيّا واحدا من أحياء بغداد التي داسته القنابل الأمريكية “البدينة” الذكيّة. وكلّ الذين زاروا المنطقة يدركون ذلك ويعلمون أنّ أغلب المساكن (عدا مركز الولاية أو المحافظات التي – في حدّ ذاتها – ليست مدنا كبيرة) هي من الطوب الليّن الذي لا يصمد أمام سيل بسيط واحد أو هي من “الخيش” الذي لا يقي بردا ولا يقاوم شعلة، كما أنّ الملايين المملينة من اللاّجئين كذبة لا تستقيم إلاّ باحتساب أعداد الجنوبيين الذين عادة ما يلجؤون إلى أطراف المدن المسلمة للاستقرار بها هروبا من نار الحرب التي ظلت دائرة بالجنوب عشرات السنين، ثمّ لمراقبة أهلها وربّما الانقلاب عليهم في الوقت المناسب كما حدث في الخرطوم إبّان موت غارنغ في حادث الطائرة المعلوم (*). وإذ أؤكّد هذه الجوانب فليس لأنّي أستحسن ما يجري من اقتتال (إن صحّ ذلك) في إقليم دافور أو غيره من الأقاليم بسبب التنازع حول الرعى والموارد المائية، أو الذي كان مسبّبه دائما الخارج على الدولة (المتمرّدون) وليست الدولة، وإنّما لألفت الانتباه – كما فعل غيري – إلى النّفاق الذي ميّز تصرّفات أقوياء العالم. فها هنا في فلسطين بِيض مستورَدون إلى المنطقة بوعد الرّجل الأبيض الذي لا يَمْثل أبدا أمام محاكمَ أمَرَ هو بإنشائها، يحطّمون المدن وعظام أهلها ويحرقون الأخضر واليابس ويجرّدون الأراضي ويرفعون الأسوار على الجماجم ويمنعون الحياة دون أن يجدوا من ينبّههم إلى خطيئة ارتكبت أو إلى ظلم أشيع، ودون أن يطالب مدّع عام بإيقافهم أو توقيف جرائمهم. وهناك في أفغانستان والعراق والصومال وغيرها من بلاد المسلمين يجري ما يجري بفعل الأيادي البيضاء أو وكلائهم من الفلاشا السود (**) دون أن ينتبه موريس مورينو أوكامبو إلى جرائم “قد” تتشابه مع الجرائم التي يدّعي هذا المدّعي أنّ البشير قد ارتكبها!… ولقد ساءني كثيرا موقف قائد الصحوة السودانية ومرشّد مسيرتها (الترابي) يُري من نفسه – وقد أعماه حرصه الشديد على الصدارة – شبه موافقة على ما يفعله أعداء الحرّيات وقتلة العجّز والأطفال، ليثأر من البشير المسلم فيُسلمه ويخذله ويظلمه، فحسبنا الله ونعم الوكيل… ولقد جرحني بعمق موقف بعض النّاس أو الهيآت وهي توجّه الرّسائل والجوائز إلى رؤساء عرب كهذا الذي عندنا في تونس تشكره على القيام بأعمال لا تكاد تذكر، من حيث قيمتُها، مع ما قام به البشير في السودان منذ تولّيه القيادة، دون أن تلومه على ما اقترف من أعمال في حقّ أهله التونسيين – الذين لا يفرّقهم لون قد ينحو بهم ناحية الزنوجية أو دين قد يسرع بهم إلى الوثنية أو أصل قد يجعل منهم عربا وأفارقة كما في السودان – وهو الذي أرسل جنوده البرابرة من الأمن والجيش يقتّلون ويسرقون ويعتقلون ويعذّبون ويعتدون على الأخلاق في مدينة الرّديّف وأخواتها الأخريات من الحوض المنجمي في قفصة التي يعاني أهلها من الفاقة وغياب العدالة الإجتماعية…. وأمّا عدم انتباه هذا العيّي المدّعي إلى ما يقوم به أولمرت وبوش وبعض حكّام العرب الظلمة فإنّما هو ترجمةُ الكيل المطفّف والميزان الخاسر المُخسر… فإنّما هو النّفاق الفاتِن المذهِب لمعنى الأمن الإنساني!… ظنّي أنّ البشير لن يُغلب بإذن الله وعونه!… لأنّ الله سبحانه وتعالى قد حكم بأنّه لن يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا…. ــــــــــــــــــــــــــــ (*): بيّنت الإحصاءات الأخيرة أنّ العدد الجملي للسكّان في ولايات دارفور الثلاث هو 7.4 مليون نسمة. والمعروف أنّ التجمّعات السكنية في السودان وغيره تكون في المدن. والمعلوم أنّ كلّ المدن في الإقليم هي محكومة من طرف السلطة السودانية بواسطة رجال يوالونها، وأنّ دارفور من أحسن أقاليم السودان تديّنا وحفظا للقرآن الكريم. ما يجعل الحديث عن الاغتصابات وغيرها من الجرائم التي يتحدّث عنها الغرب والمستجيرون بالكيان الصهيوني ممّن فتحوا لهم مكاتب بفلسطين المحتلّة سبب توقّف طويل لكلّ مسلم سويّ… (**): أنظروا إلى التدخّل الأثيوبي في الصومال، وقد كان أوضح وأبشع من التدخّل العراقي في الكويت!…
عبدالإله بلقزيز (*) بعد سبع سنوات على صدور الجزء الأول من مشروعه في «نقد العقل العربي»، وسنة واحدة على صدور الجزء الثالث منه، كتب الأستاذ محمد عابد الجابري: «… لم أكن أفكر ولا كان يخطر ببالي – عندما بدأت خطواتي الأولى في البحث العلمي مع منتصف الستينات حينما شرعتُ في إعداد أطروحتي عن ابن خلدون… – … في إنجاز «مشروع فكري» ما». كان ذلك الشعور طبيعياً، شأن أي شعور يُخامر صاحبه في البدايات، أي في لحظة لمّا تزل أسئلة التأسيس تتردد في نفسه فتضع تفكيره أمام سلسلة من الخيارات… والاستفهامات. وحين نستعيد حقيقة أن الأمر يتعلق – في بدايات الجابري – بفترة لم يكن قد تجاوز فيها الثلاثين من عمره (= منتصف الستينات كما ورد في إشارته)، أدركنا أن»الاعتراف» صادق، وليس ضرباً من التواضع المكذوب. والحق إن الأمر لكذلك. فالقارئ في كتابات الجابري منذ أطروحته عن ابن خلدون وحتى صدور الجزء الأول من: نقد العقل العربي يلحظ أنها ما وضعت نفسها في سياق فكرة «المشروع الفكري» على أي نحو قد يوحي بذلك. وليس يحملنا على هذا الاعتقاد خلُوّ كتابات الجابري – خلال الفترة الواقعة بين منتصف الستينات ومطلع الثمانينات – من أية إشارة توحي بنيّته الإقدام على تدشين مشروع فكري، وإنما لأن نوع نصوصه التي كتب يشهد بذلك. فمعظمها تناول موضوعات جزئية في مجالي الفلسفة والايبيستيمولوجيا أو في مجال التربية والتعليم، ما خلا الدراسة الموسعة التي كرسها لتحليل الخطاب العربي المعاصر. وهذه جميعها لا تندرج ضمن ما يمكن تسميته بالمشروع الفكري حتى وإن هي حملت معها جدة فكرية ومنهجية مؤكدة. ضم نحن والتراث ست دراسات مميزة تناولت أهم لحظات الإنتاج الفلسفي العربي – الإسلامي الوسيط ورموزه (الفارابي، ابن سينا، ابن باجة، ابن رشد، ابن خلدون). وجمع بينها هاجس الجدة في قراءة التراث وتجريب المناهج الحديثة في تلك القراءة. لكنها لا تكوِّن – في حدِّ ذاتها – مشروعاً. حتى أن المؤلف نفسه لم يدّع ذلك في مقدمته المفصلة والتنظيرية التي صدّر بها للدراسات عند جمعها في كتاب. واهتم كتابه: مدخل الى فلسفة العلوم (بجزءيه) بتقديم مادة تفصيلية عن مناهج الدراسات المعرفية الحديثة والمعاصرة (= الايبيستيمولوجيا) في مجالي الرياضيات والفيزياء ضمن هاجس جامعي رام تكريس المفاهيم الايبيستيمولوجية في حقل الدرس الفلسفي بالمغرب. أما الخطاب العربي المعاصر، فأتى يطبّق بعض أدوات التحليل الايبيستيمولوجي في نقد بنية التفكير العربي المعاصر وصلتها بآليات التفكير الموروثة منذ «عصر التدوين» وعوائقها الايبيستيمولوجية بحسب الجابري. ليست في هذه الكتب – وفي أطروحته عن ابن خلدون – ما يفرض النظر اليها بصفتها مشروعاً فكرياً، فقد كان الجابري – حتى ذلك الحين – لا يزال يبحث عن سبيل الى بناء مقالة جديدة في حقل دراسات التراث، وإن كانت الأمانة تقضي بالاعتراف له بسرعة الاهتداء الى ذلك الخيار: إن في المنهج أو في الرؤية. غير أن تأملاً متأنياً في نصوصه خلال هذه الفترة يسمح بالاعتقاد أن الرجل لم يكن بإزاء إنتاج قراءة نقدية جديدة للتراث فحسب، تكتفي من ذلك التراث بإنتاجه الفلسفي حصراً، وتجدُّ في البحث عن السبل المناسبة لاستثمار نتائج تلك القراءة في واقعنا الثقافي العربي المعاصر، وصراعات التيارات المختلفة فيه، وتجنيدها لخدمة مشروع ثقافي عربي جديد، وإنما كان – فوق ذلك – يضع على عاتقه ما هو أعلى من مجرد انتاج قراءة و (حتى) تكريس رؤية: نقد العقل العربي. ليس معنى ذلك، بالضرورة، إنه فكّر في بناء مشروع. غير أن طرح مهمة بذلك الحجم على نفسه ما كان يمكنه أن يقوده إلا الى فكرة المشروع. نحن، هنا، نتحدث عن مرحلة نضجت فيها قراءات الجابري للتراث العربي – الإسلامي (نهايات السبعينات ومطالع الثمانينات)، ونضج فيها طموحه العلمي أو لم يعد متواضعاً على نحو ما كانه في أواسط الستينات. ومن علامات نضوج تلك القراءات إدراكها الحاد لصلة الحديث في الفلسفة (والكلام والتصوف) بالحديث في الفقه وأصول الفقه والحديث واللغة والنحو البلاغة وسواها من فروع المعرفة العربية – الإسلامية. وهو الترابط الذي سيُلحّ على فكر الجابري وكتاباته منذ عقد الثمانينات حتى اليوم عارضاً نفسه من خلال كلية مفهومية هي العقل العربي، أي الكلية التي لم يعد الجابري في نطاقها يكتفي بالنظر الى التراث من نافذة الفلسفة والعلوم العقلية فحسب، وإنما من البوابة الفسيحة للعقل العربي، والتي لم يعد التراث في نطاقها هو المعرفة العقلية حصراً، بل أيضاً – وربما أساساً – المعارف الشرعية والبيانية على وجه العموم. من يقرأ الفصل الأخير (= الخامس) من كتابه الخطاب العربي المعاصر، لن يقف على نية الجابري المعلنة في إطلاق نص فكري جديد تحت عنوان نقد العقل العربي فحسب، وإنما سيلحظ أن عُدّة ذلك النقد، من مقدمات نظرية ومفاهيم وموضوعات themes وتصنيفات، يتردد التعبير أو الإفصاح عنها في هذا الفصل. بل هو لا شك ينتبه (أعني القارئ) الى أنها موظفة في الكتاب برمته، وأنه تمرّن على الكثير منها في تحليل الخطاب العربي المعاصر ونقده قبل أن يبدأ في تشغيلها في مشروعه الذي أبصر النور في جزئه الأول (= تكوين العقل العربي) عام 1983. ولعلّي أزعم أن الخطاب العربي المعاصر نفسه كُتب بالتزامن مع تكوين العقل العربي وفي ارتباط بفكرته على نحو بدا فيه صدوره عام 1982 وكأنه تمهيد لمشروع نقد العربي وتبرير نظري له. وهل من تبرير أقوى من أن يُقال – مثلما قيل في الكتاب – إن الخطاب العربي المعاصر محكوم بالسلطات المرجعية عينها التي حكمت العقل العربي كما تحدد داخل إطار الثقافة العربية في الماضي؟ على أن الجابري، الذي أصبح منذ ثمانينات القرن الماضي صاحب مشروع فكري (هو مشروع: نقد العقل العربي)، لم يعد ينظر الى سؤال التراث بما هو سؤال معرفي بحت يتعلق بنوع معرفتنا (المطلوبة) به، ونوع الصلة الفكرية التي تقوم – أو التي ينبغي أن تقوم أو لا تقوم – بين معطياته وبين ثقافتنا وفكرنا المعاصرين فحسب، وإنما بات ينظر إليه بما هو، في الوقت عينه، سؤال الحداثة العربية: عوائقها، دينامياتها المضطربة، صلاتها غير الصحية بمراجعها… وعليه، ليس في وسعنا قراءة مشروع الجابري إلا ضمن هذا الأفق الذي ينطرح فيه السؤال عن معضلة قيام حداثة في فكرنا وثقافتنا. مساءلة التراث وفحصه ونقده جزء من مطالعة الأسباب التي تمنع تأسيس الحداثة. وهذا ما يفسّر تلازم التراث والحداثة في فكره. (*) كاتب من المغرب (المصدر: ملحق “تراث” بصحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 جويلية 2008)
الاتحاد المتوسطي: طريقة للابتعاد عن حقوق الإنسان؟
)بروكسيل، 11 يوليو/تموز) أبدت منظمة العفو الدولية مخاوفها من أن تؤدي مبادرة الاتحاد المتوسطي، التي سيتم تبنيها في 13 يوليو/تموز، إلى خرق خطير من جانب الاتحاد الأوروبي لواجباته في إثارة بواعث القلق المتعلقة بحقوق الإنسان في علاقاته الثنائية. فحقيقة أن المقترح الراهن يخلو تماماً من أية إشارة إلى حقوق الإنسان يعني في نهاية المطاف أن زيادة التعاون والحوار سيؤسَّس بصورة خالصة على الاعتبارات التجارية والمالية – خلافاً للآليات الراهنة، التي تتضمن بُعداً يُعنى بحقوق الإنسان. وتساءل نيكولاس بيجير، مدير مكتب منظمة العفو الدولية لشؤون الاتحاد الأوروبي: “هل تم ابتكار هذا المقترح جزئياً للابتعاد عن الواجبات المتصلة بحقوق الإنسان؟ فالغياب التام للأحكام المتعلقة بحقوق الإنسان في المقترح تترك هذا التساؤل دون إجابة شافية”. ومضى إلى القول: “إذا كان الأمر كذلك، فإننا سنكون في مواجهة سابقة خطيرة: وهذه السابقة لا تقوض فحسب المبادئ الأساسية التي تقوم عليها علاقات الاتحاد الأوروبي مع الدول الثالثة، وإنما تفتح الأبواب على مصراعيها أيضاً لنبذ حقوق الإنسان جانباً لمصلحة التجارة”. وفي رسالة بعثت بها منظمة العفو الدولية إلى الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي،)يمكن الاطلاع عليها من الموقع الإلكتروني(www.amnesty-eu.org أعربت المنظمة عن بواعث قلقها هذه وطالبت الاتحاد الأوروبي بتعزيز التزامه بمبادئ حقوق الإنسان في علاقاته الخارجية عوضاً عن إضعافها عبر أية مبادرات جديدة للاطلاع على مزيد من التعليقات/المعلومات المرجعية والمقابلات: مكتب منظمة العفو الدولية لشؤون الاتحاد الأوروبي (بروكسيل:( هاتف: 32-2-5021499؛ فاكس: 32-2-5025686 amnesty-eu@aieu.be :بريد إلكتروني http://www.amnesty-eu.org: موقع إلكتروني
اللامعقول في غزة
فهمي هويدي (*) الحاصل في غزة يندرج بامتياز تحت اللامعقول، وذلك أمر سيئ لاريب، لكن الاسوأ منه ان نعتاد عليه ونكف عن الدهشة لحدوثه، حتى نعتبره أمراً معقولاً. (1) زارتنى في الاسبوع الماضى صحفية أمريكية متعاطفة مع القضية الفلسطينية، والقت عليَّ السؤال التالى: لماذا وكيف سكت العالم العربى على حصار مليون ونصف مليون فلسطينى في غزة لأكثر من عام، رغم علمهم بان ذلك من شأنه ان يدمر حياتهم ويعرضهم للموت البطئ؟ – وقبل ان اجيب استطردت قائلة ان الصمت العربى على الحصار، الذى هو جريمة حرب وابادة مقنعة يصدمها ويحيرها منذ عدة اشهر، ولذلك قررت ان تقوم بجولة في العالم العربى بمناسبة مرور سنة على فرضه، لكى تبحث عن اجابة للسؤال. وافقتها على الفكرة الاساسية التى تطرحها، وقلت ان العالم العربى ليس شيئا واحداً ولم يكن كله ساكتا. والقراءة المنصفة له تقتضى التفرقة بين الانظمة والشعوب، ثم ان درجة الممانعة امام الضغوط الغربية مختلفة فيه من بلد الى آخر. وفى غيبة الممانعة المنشودة فان تلك الضغوط اصبح لها تأثيرها القوى في المنطقة العربية.و كان ذلك واضحا حين قرر وزراء الخارجية العرب كسر الحصار في شهر سبتمبر عام2006 ، ثم اصدر وزراء خارجية الدول الاسلامية قرارا مماثلا بعد شهر واحد، لكن الذين أصدروا القرارين عجزوا عن تنفيذهما بسبب الضغوط الغربية، والأمريكية منها بوجه أخص. مما قلته ايضاً ان ذلك القرار الوحشى الذى أرادت به القيادة الاسرائيلية خنق القطاع على مرأى ومسمع من الجميع ألفه الناس بمضى الوقت، حتى لم يعد يستفزهم حرمان فلسطيني غزة من الغذاء والدواء والوقود، ولا أصبح يوجعهم موت اكثر من 200 شخص بسبب نقص الدواء، ولا احتشاد المرضى وذوى الحاجات أمام المعابر. اخبرتنى صاحبتنا الأمريكية في النهاية بانها لم تقتنع بكلامى. وعلقت بأربع كلمات هى: انه شئ مروع ولا يصدق! (2) ليس هذا هو اللامعقول الوحيد في المشهد الفلسطينى، لانك حيثما وليت وجهك في جنباته وجدت نماذج أخرى مماثلة. خذ مثلا حكاية التفاوض و”المصالحة” التى باتت حلالاً بين الفلسطينيين والاسرائيليين وحراماً على الفلسطينيين والفلسطينيين. ذلك انه مباح ومطلوب ان يتفاوض الرئيس أبو مازن مع الحكومة الاسرائيلية حول القضايا العالقة، ومطلوب ايضا ان يستمر التفاوض حتى اذا لم يحقق شيئا -حتى الآن على الاقل- والمستفيد في كل ذلك هو الاسرائيليون، لانهم يحققون بذلك ثلاثة اهداف هى: انهم يقومون بتخدير العالم الخارجي، حيث يوهمونه بان محادثات التسوية مستمرة. الهدف الثانى انهم خلال المفاوضات يبتزون الفلسطينيين ويحاولون الحصول على أكبر قدر من التنازلات منهم. اما الهدف الثالث فهو انهم في الوقت الذى يخدرون فيه الجميع ويتفاوضون، يواصلون بأقصى ما يستطيعون التوسع في الاستيطان وتغيير الحقائق على الأرض، بحيث يصبح تحقيق حلم الدولة الفلسطينية مستحيلا. كما ان التفاوض مباح ومطلوب، كذلك “التهدئة” في قطاع غزة، التى لم تحقق شيئا يذكر للفلسطينيين المحاصرين حتى الآن، لان اذلالهم استمر ولكن بدرجة اخرى وما يقال عن فتح المعابر وتيسير دخول مستلزمات الحياة الانسانية لم يغير شيئا من جوهر الحصار، لانه من بين تسعة آلاف سلعة كان يتم استيرادها سمحت اسرائيل بدخول تسع منها فقط! لا مبالغة في هذا الكلام لان مصلحة اسرائيل في التهدئة محققة، في حين ان مصلحة الفلسطينيين مشكوك فيها الى حد كبير. إذ من خلالها فان اسرائيل تضرب أربعة عصافير بحجر واحد. فهى تريد ان تطلق سراح جنديها الاسير جلعاد شاليط، وهى تريد ان توقف اطلاق الصواريخ التى سببت ازعاجاً مستمرا لسكان بلدة سيدروت وسكان جنوب اسرائيل. تريد ايضا ان تعمق الانقسام بين رام الله وغزة، لان التهدئة مع غزة ستمكن اسرائيل من الاستفراد بالضفة وتدمير بنية المقاومة فيها. من ناحية رابعة فان التهدئة تمكن اسرائيل من التفرغ وهى مطمئنة للتعامل مع المشروع النووى الايراني، الذى تصر على ان تجد له حلاً حاسماً قبل نهاية ولاية الرئيس بوش في آخر هذا العام. (3) الحرام ان يتصالح الفلسطينيون والفلسطينيون. آية ذلك ان كثيرين تفاءلوا أخيرا حين تحدث الرئيس ابو مازن عن تلك المصالحة بين فتح وحماس في الرابع من شهر يونيو الماضي. صحيح ان الاجتهادات تعددت في تفسير اطلاقه للدعوة، وربط البعض بينها وبين شعوره بالاحباط ازاء الموقفين الامريكى والاسرائيلى، إلا ان الحفاوة بالمصالحة غطت على دوافعها. هذا التفاؤل اخذ يتراجع بمضى الوقت، حين لاحت في الافق سحابات معتمة كادت تحجب تردداتها. فمن ناحية زارت المنطقة بعد كلام ابو مازن السيدة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية، تحمل معها ضغوطاتها المعهودة. ومن ناحية ثانية، بدأت بعض الأصوات المحيطة برئيس السلطة تتحدث عن “شروط” للقاء، مستعيرة خطاب ما قبل مبادرة أبو مازن. وكان واضحا ان هناك أطرافاً غير مرحبة بالمصالحة، وبدأنا ندخل في مرحلة التسويف في العملية، عن طريق الحديث عن ضرورة الالتزام “بمبادرة صنعاء”، التى كان ابو مازن قد اقنع بها القيادة اليمنية يوما ما فتبنتها، وكان البند الاول فيها يدعو الى اعادة كل الأوضاع في غزة الى ما كانت عليه قبل حسم الوضع هناك في منتصف يونيو 2007، فى مقابل ذلك كانت قيادة حماس تتحدث عن “اتفاق صنعاء”، الذى كان البند الاول فيه ينص على ان يتباحث الطرفان حول كيفية تنفيذ المبادرة. والفرق بين الاثنين هو ان المبادرة كانت تدعو حماس للتسليم، والانصراف بلا تفاهم، في حين ان الاتفاق الذى وقعه ممثل ابو مازن يدعو الى التفاهم حول الموضوع. والى جانب اللغط المثار حول “المبادرة” أو “الاتفاق”، اثير لغط آخر هو رعاية المصالحة، وهل تكون تحت مظلة الجامعة العربية ام تحت الرعاية المصرية، وقام ابو مازن بجولة عربية ذات صلة بالموضوع، وحين مر بدمشق فانه التقى مع ممثلى الفصائل الفلسطينية هناك وفوجئنا بانه قاطع السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، التى هى الطرف الاساسى المفترض في المصالحة. وحتى يكتمل المشهد العبثى، فان أبو مازن بعد ان رفض لقاء مشعل في دمشق، سافر الى باريس لكى يلتقى اولمرت هناك! بعد مرور حاولى شهر ونصف الشهر على كلام المصالحة، فانها لم تتقدم خطوة الى الامام، وانما تراجعت كثيرا الى الوراء. ولم تستمر حيرتنا طويلا، لان السيد عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية فضح السر، وقال صراحة ان هناك “فيتو” يرفض المصالحة بين فتح وحماس. وكان ذلك اثناء انعقاد مؤتمر دولى حول الامن في الاراضى المحتلة، الذى عقد في برلين يوم24 يونيو الماضى. ورغم انه لم يذكر الجهة صاحبة الفيتو، الا ان الامر لم يكن بحاجة الى افصاح. (4) لا تتوقف الغرائب والعجائب غير القابلة للتصديق في غزة. فلا أحد يتصور مثلا ان هناك أكثر من 70 الف موظف حكومى قاعدين في بيوتهم بلا عمل منذ اكثر من عام في حين يقبضون مرتباتهم شهريا (أكثر من50 مليون دولار). وهؤلاء هم الموظفون الذين استجابوا لدعوة حكومة رام الله مقاطعة الحكومة المقالة في غزة (جميعهم من اعضاء فتح لان الاغلبية الساحقة من الموظفين ورجال الأمن اعضاء في الحركة). ومن الناحية العملية فان الجهاز الحكومى في القطاع يعمل بـ43 ألف موظف يتلقون رواتبهم من دوائرهم. ومن الواضح ان سلاح قطع الرواتب كان ولايزال أحد أسلحة الضغط التى تمارسها رام الله ضد غزة. وحتى الآن فانه كل من يثبت بحقه -أو يبلغ ضده- انه تعامل مع حكومة القطاع يقطع راتبه. وقد قيل لى ان مسؤولي القطاع حاولوا عبر الوسطاء استثناء قطاعى التعليم والصحة من حملة المقاطعة. ولكن هذا الطلب رفض، الامر الذى أدى الى اضعاف الخدمات التى يقدمها القطاعان. وكانت النتيجة مثلا ان قطاع الصحة اصبح غير قادر على تشغيل سيارات الاسعاف بسبب عدم توافر النفط جراء الحصار الإسرائيلى، كما ان المستشفيات أصبحت غير قادرة على تقديم خدماتها للمرضى بسبب مقاطعة بعض الاطباء واطقم التمريض التى دعت إليها حكومة رام الله. من المفارقات ذات الدلالة ايضا انه بعد اسبوع من اطلاق ابو مازن دعوته للمصالحة مع حماس، فان حكومة رام الله قطعت رواتب600 شخص في غزة بسبب الشك في انتمائهم لحماس. اما الأكثر غرابة من كل ما سبق فهو ان ذلك الصراع الذى لم يتوقف بدأ يحدث تأثيره على النسيج الاجتماعى للاسر والعائلات في القطاع. ذلك ان بعض المواطنين ذوي العلاقة مع الحكومة بدأوا في تجنب الاتصال بجماعة حماس، حتى لا تساء “سمعتهم السياسية” في رام الله وتُقطع رواتبهم. فى الأسبوع الماضى مر بالقاهرة الدكتور باسم نعيم وزير الصحة في الحكومة المقالة، وقال لى انه ذهب لكى يقوم بواجب العزاء في استشهاد أحد المقاومين، وفوجئ بان ابن عمه رفض ان يصافحه حتى لا ينقل عنه ذلك. وفى مناسبة ثانية كان ذاهبا لعزاء آخر وفى الطريق صادف قريبا له، فتوقف لتحيته لكن الرجل أبدى حرجا في مصافحته، وأخبره انه ذاهب الى العزاء ذاته فاصطحبه معه ثم انزله في مكان قريب من مكان العزاء، حتى لا يدخل الاثنان معا، ويقطع راتب الرجل لهذا السبب. وحين تحريت الامر من آخرين قيل لى ان اعلاميا يعمل بالاذاعة منذ 12 عاما قُطع راتبه لانه زَّوج ابنته من عضو في حماس، وان بعض العائلات قطعت علاقاتها مع جيرانها لذات السبب، حيث كفوا عن مشاركتهم في افراحهم واحزانهم، حتى تستمر في تلقى رواتب ابنائها من رام الله، بعدما أصبحت المصافحة تهمة، والظهور في الصور مع أحد أعضاء حماس دليلاً دامغاً على “خيانة” فتح يسوغ قطع الارزاق. اما الظهور مع الاسرائيليين في الصور فقد غدا عملا وطنيا مشروعا وسعيا مقبولا لاقرار السلام- صدق أو لا تصدق. (*) كاتب ومفكر من مصر (المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر) الصادرة يوم 15 جويلية 2008)
المحكمة الدستورية التركية: حظر “العدالة” لن يقيم القيامة
إفتكار البنداري في تصريح اعتبره مراقبون يسعى لتهيئة الرأي العام التركي لتقبل الحكم المرتقب بحظر حزب العدالة والتنمية، قال رئيس المحكمة الدستورية العليا التي تنظر دعوى الحظر: إن حكما بإغلاق الحزب “لن يتسبب في اندلاع يوم القيامة في تركيا؛ لأن تركيا قوية بشكل كاف للتعامل مع هذا الأمر”. ورفض رئيس المحكمة هاشم كيليك الإفصاح عن تاريخ محدد للنطق بالحكم في دعوى حظر الحزب ذي التوجهات الإسلامية؛ بدعوى تهديده للنظام العلماني في تركيا، غير أن نائبه عثمان باكسوت قال: إنه يتوقع صدوره نهاية يوليو الجاري، أو في أوائل أغسطس. ونقلت صحيفة “حريت” التركية” الثلاثاء 15-7-2008، عن كيليك قوله: “تركيا بلد عظيم، ولن تقوم عندنا القيامة، هذا البلد عاش الكثير من الأزمات؛ ولذا فلا يحق لأي شخص أن ينتابه القلق مما سيحدث”. ووصف مؤسسات الدولة بأنها “منظمة بشكل كاف، ومستمرة في أداء واجبها على أكمل وجه”. واعتبرت الصحيفة التركية أن تصريحات كيليك للصحفيين “محاولة لتهدئة مشاعر القلق حول مرحلة ما بعد إغلاق الحزب إن صدر الحكم بذلك”، بينما قرأه مراقبون على أنه مسعى لتهيئة الرأي العام من أجل تقبل الحكم المرتقب بحظر الحزب. وفي السياق نفسه، طلب رئيس المحكمة الدستورية -التي يسيطر عليها العلمانيون المتشددون- ملف قضية رُفعت ضد العالم التركي الشهير فتح الله جولن، ذي الصلة بحزب العدالة، والذي كان متهما بتشكيل منظمة (جولن) “إرهابية وغير قانونية”، تهدف إلى فرض الشريعة الإسلامية “بوسائل القوة والعنف”، وهي التهمة التي سبق أن برأته منها المحكمة المختصة. وأشارت “حريت” إلى أنه بالرغم من أن محكمة التمييز برأت جولن (67 عاما) من التهم المنسوبة إليه في يونيو الماضي، إلا أن كيليك طلب ملف القضية؛ ليأخذها بعين الاعتبار في تناوله لقضية حزب العدالة؛ وذلك لأن حيثيات قضية “جولن” كانت تشير إلى أن رئيس الجمهورية عبد الله جولن حين كان وزيرا للخارجية أوصى سفاراته بالتعاون مع المدارس الإسلامية التي تديرها منظمة جولن في أنحاء العالم. وأقامت المنظمة نحو 800 مدرسة داخل وخارج تركيا، تركز بشكل عام على تدريس العلوم والتكنولوجيا، وتشجع الطلبة على أن تكون طموحاتهم كبيرة، وفي تركيا تتبع المدرسة المنهج الوطني، وفي العلوم الدينية لا تدرس إلا الدراسات الدينية المقارنة، وفقا للقواعد التي حددتها الدولة. “هزة” اقتصادية ولا تتماشى تطمينات رئيس المحكمة الدستورية العليا حول مرحلة ما بعد حظر الحزب الحاكم مع تحذيرات أطلقها مسئولون وخبراء أتراك من “هزة اقتصادية شديدة” قد تضرب البلاد حال صدور مثل هذا الحكم. فقد توقع محللون من عدة بنوك تركية أن يكون الأثر المالي والاقتصادي لحظر الحزب “بالغ السوء”، مستذكرين الأزمة الاقتصادية الحادة التي ضربت البلاد عام 2001، حين أصدرت المحكمة الدستورية حكما بحل حزب الفضيلة الإسلامي بقيادة نجم الدين أربكان بتهمة “معاداة العلمانية”؛ مما أدى لمحو 10% من الاقتصاد، وفقدان آلاف الوظائف. وفي وقت سابق من هذا الشهر، حذر وزير الدولة للشئون الاقتصادية، محمد شيمشك، من أن النمو الاقتصادي سيشهد تباطؤا في بلاده خلال النصف الثاني من العام الجاري بسبب الأزمة السياسية الحالية، والتي اعتبر أن تأثيرها على الوضع الداخلي أكبر من تأثير التقلبات الاقتصادية العالمية الأخيرة. وأورد أرقاما تدلل على مخاوفه، منها: أن “الوضع السياسي الهش” أدى إلى ارتفاع معدل الفائدة في الأشهر الأربعة الأخيرة بنسبة 5.5%، وتحملت الخزينة العامة عبئا ماليا إضافيا تجاوز 16 مليار دولار نتيجة تسرب رءوس أموال الاستثمارات الأجنبية للخارج، وتباطؤ قطاع الإنشاءات. وكان حزب العدالة والتنمية قد حقق ما اعتبره خبراء اقتصاديون “معجزة اقتصادية” منذ وصوله إلى الحكم عام 2002؛ حيث ارتفعت صادرات تركيا عام 2007 إلى 100 مليار دولار، ونما الناتج المحلي الإجمالي من 181 مليار دولار ليصل إلى 400 مليار دولار. وبينما كان النمو الاقتصادي في تركيا يشكل نسبة 2.6% في الأعوام ما بين 1993 وحتى عام 2002، فقد ارتفعت هذه النسبة بشكل هائل وسريع إلى 7.3% في الأعوام ما بين 2003 -2007. وبعد أن كانت تركيا تحتل المركز الـ 26 في سلسلة الدول الأعلى نموا في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي عام 2002، فقد تقدمت إلى المركز الـ 17 عام 2007. وفي تقرير صندوق النقد الدولي لعام 2008 احتلت المركز الـ 55 على مستوى العالم في الدول الأعلى بالنسبة للدخل السنوي للفرد الذي وصل إلى 10 آلاف دولار. وتزداد المخاوف على أداء الاقتصاد التركي مع تفجر قضية منظمة “أرجينيكون”، بداية يوليو الجاري، المتهمة بتدبير محاولة انقلاب عسكري ضد حكومة حزب العدالة والتنمية، والتي أثرت على أسواق المال، وأثارت قلق المستثمرين الأجانب، وفق ما ذكرته وكالة “رويترز” أمس الثلاثاء. وذكرت وسائل الإعلام التركية أن محكمة في إستانبول أعلنت الإثنين 14-7-2008 لائحة الاتهام للمنظمة القومية المتطرفة، وتشمل جرائم مثل: “تشكيل جماعة مسلحة إرهابية، ومحاولة الإطاحة بالحكومة بالقوة”. ووصل عدد من وُجهت لهم التهم في هذه القضية حتى اليوم إلى 86 شخصا، من بينهم جنرالات، وضباط متقاعدون، وإعلاميون، ورجال أعمال. (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 16 جويلية 2008
تركيا: »أرغينيكون« خططت لتسـلم رئاسـة الأركـان!
محمد نور الدين (*) أعلن مدّعي عام الجمهورية في اسطنبول ايقوت جنكيز، في مؤتمر صحافي، أمس، تفاصيل الادعاء على شبكة »ارغينيكون« الإرهابية. ويقع الادعاء في ٢٤٥٥ صفحة، أو ٤٤١ ملفاً، ويطال ٤٨ معتقلا و٣٨ مشتبها فيهم غير معتقلين. وتتوزع التهم على عضوية في منظمة إرهابية أو تقديم الدعم لمنظمة إرهابية واستخدام العنف والإكراه من اجل الإطاحة بالحكومة، أو عرقلة عملها، وتحريض الشعب للعصيان ضدها وشراء وتفجير مواد متفجرة وجمع معطيات شخصية والحصول على وثائق رسمية سرية تتعلق بأمن الدولة، والتحريض على العصيان على الأوامر العسكرية ونشر الكراهية والحقد بين الناس. وفي حال ثبوت الاتهامات فإن قائد جيش ايجه السابق خورشيد طولون وقائد الدرك السابق شينير اراويغور، وربما رئيس غرفة التجارة في أنقرة سنان ايغون، ستنزل بهم عقوبة السجن المؤبد مع الأشغال الشاقة، والسجن لكل منهم مرتين بمجموع ١٦٤ سنة. وقال المدعي العام إن قضية اليوميات التي نشرت نقلا عن قائد القوات البحرية السابق اوزدن اورنك، والتي تتحدث عن خطتي انقلاب قبل أربع سنوات، لن تشملها التحقيقات، وهي مسألة منفصلة عن الادعاء الحالي. في هذا الوقت ظهر تطور جديد عندما طلب المدعي العام العسكري من قاضي التحقيق في منظمة »ارغينيكون« زكريا اوز معلومات حول القضية، فيما ذكرت معلومات إن القضاء العسكري التركي بدأ بالفعل تحقيقاً خاصاً به، ولا سيما بعدما أثار النائب السابق محمد بكار اوغلو ضرورة فتح التحقيق عسكرياً، واحتمال وجود امتدادات حالية داخل الجيش لمنظمة »ارغينيكون«. ونشرت صحيفة »طرف« وثائق تعكس دعم رئيس الجمهورية السابق احمد نجدت سيزير لجمعية »الفكر الاتاتوركي«، التي كان يرأسها لدى اعتقاله المتهم الرئيسي بقضية »ارغينيكون« شينير اراويغون. وأوضحت أن سيزير منح، حتى العام ،٢٠٠٦ الجمعية مساعدات من ميزانية رئاسة الجمهورية تقدر بـ ١٧٠ ألف دولار، وهو ما اعتبرته الصحيفة »رعاية رسمية« بصورة غير مباشرة من سيزير لمنظمة »ارغينيكون«. وفي إطار القضية ذاتها، كشف رئيس الأركان السابق حلمي اوزكوك، الذي يعتبر مفتاحاً مركزياً في كشف ألغاز منظمة »ارغينيكون«، ان اراويغور أراد تعطيل عمل اوزكوك كرئيس للأركان وإبعاد رئيس الأركان الحالي ياشار بويوك انيت عن المنافسة لرئاسة الأركان، وقاد لذلك حملة لتشويه سمعة بويوك انيت عبر إثارة الشبهات حول أصله وثروته. وأوردت صحيفة »راديكال« معلومة عن حادثة حصلت مع قائد القوات الجوية التركية إبراهيم فيرتينالي في ٢٠ تشرين الأول ،٢٠٠٣ عندما التقطت الرادارات الإسرائيلية مقاتلة غريبة تبين في ما بعد أنها قاذفة تركية من طراز »اف ـ ٤«، التي كانت إسرائيل قد حدّثتها وكان يقودها فيرتينالي بنفسه، وذهب بها إلى إسرائيل من دون إبلاغ مسبق بذلك. ولم تفصح الصحيفة سبب قيام فيرتينالي بهذا الأمر، وما إذا كانت لذلك حسابات وظيفية داخل الجيش بدعم إسرائيلي، علما ان فيرتينالي كان من المعترضين على حصر تعيين رئيس للأركان بقائد القوات البرية، وكان يتساءل »ولماذا لا يستطيع ذلك قائد القوات الجوية؟«. وقد وضع البعض تصرف فيرتينالي في إطار الصراعات داخل الجيش في تلك الفترة، والتفرد في بعض السلوكيات والعصيان على القيادة ! وكتب المعلق البارز فهمي قورو في صحيفة »يني شفق« إن فيرتينالي كان يخطط مع اراويغور على إرغام اوزكوك على الاستقالة من رئاسة الأركان، وإبعاد بويوك انيت عن المنافسة عبر التشهير به ليكون فيرتينالي رئيساً جديداً للأركان لفترة قصيرة وليصبح بعدها اراويغور هو الرئيس اللاحق. بمعنى انه لو نجح هذا السيناريو لكان زعيم منظمة »ارغينيكون« الإرهابية شينير اراويغور اليوم رئيساً للأركان! (*) خبير لبناني في الشؤون التركية (المصدر: صحيفة “السفير” (يومية – بيروت) الصادرة يوم 15 جويلية 2008)