الأحد، 20 أبريل 2008

Home – Accueil

 

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2888  du 20.04.2008
 archives : www.tunisnews.net


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: متابعات إخبارية لجنة “حوار مفتوح بين الشباب”: بـيـان تـأسيـسـي حركة النهضة : تهنئ أنور ابراهيم البديـل عاجل: منع وتهديدات ضدّ الأستاذة راضية النصراوي البديـل عاجل:النظام التونسي يدفع بعض الأهالي للجوء خارج الحدو البديـل عاجل: لنرفع أصواتنا ضدّ آفـة التّعذيب البديـل عاجل:الرديف… وهذه هزيمة أُخـرى البديـل عاجل:أخبــار الحوض المنجمي أ ف ب:بن على يلتقى عباس مجددابعد جولة قادته الى موسكو وعمان رئيس السلطة الفلسطينية يبدأ زيارة الى تونس محيط :الرئيس عباس يزور تونس اليوم أ ف ب:وصول الرئيس محمود عباس الى تونس رويترز :قلب صحراء تونس ينبض بايقاعات موسيقى الشرق وافريقيا الخبر: 52 ألف عائلة جزائرية تستهلك زيوت المائدة المهرّبة من تونس محيط:تطوير التعاون التونسي ـ الفرنسي في القطاع المالي محمد العيادي: جندوبة :بعض شركات الإحياء ألفلاحي في حاجة إلى الإحياء عبدالحميد العدّاسي:لا خير في إسلاميين لا يندّدون د. خــالد الطــراولي : امرأتنــا وبنـاء الأنثـى الإنسـان محمـد العروسـي الهانـي:متابعة البرنامج الرئاسي للإحاطة بالأحياء الشعبية والمناطق النائية ذات الأولوية حسبما أعلنه رئيس الدولة عبد اللطيف الفراتي انتخابات بلا نتائج إسلام أونلاين.نت:”مكتبة المقاومة” في باريس الصحافة:”الصحافة” تفتتح ملف النقد السينمائي في تونس: لعبة الحضور والغياب هل لدينا نقد سينمائي في تونس؟ من يمارسه وما هي محامله الاعلامية ؟ تونس اليوم: الممثل رؤوف بن يغلان:ارفعوا أرجلكم عن الثقافة القدس العربي: ثأر بعض الإسلاميين من الناصريين مقدم علي إنقاذ مصر! محيط :التطبيع .. تاريخ من التنازلات المجانية إسلام أونلاين.نت:دراسة سعودية عن “تطرف” المناهج بإسرائيل د. محمد نور الدين: التغيير من الخارج ووحدة الذهنية في الداخل


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين

 

 

21- الصادق العكاري

22- هشام بنور

23- منير غيث

24- بشير رمضان

25 – فتحي العلج  

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش

 

 
“ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 20 أفريل 2008 متابعات إخبارية  
على إثر البلاغات المتعلقة بالعزل الفردي المفروض على بعض المحكومين في ” قضية سليمان ” ، و بحرمان كل من السجين السياسي السابق  فوزي البجاوي و ابنة اللاجئ السياسي محمد الهادي الكافي من جواز السفر ، و نية السلطات الهولندية تسليم طالب اللجوء توفيق ميزان للبوليس السياسي التونسي ،  و المضايقات المسلطة على ابن الشهيد الهاشمي المكي ، تسجل الجمعية حصول تطورات إيجابية في هذه الملفات : رفع العزلة الفردية عن عماد بن عامر و علي العرفاوي .. و تواصل معاناة المحكوم بالإعدام صابر الراقوبي ..! اتصلت عائلات المساجين الخاضعين للعزلة الفردية بسجن المرناقية للإعلام  بأن إدارة السجن               قد رفعت إجراء العزلة الفردية المفروض على السجينين  عماد بن عامر و علي العرفاوي ( المحكومين بالسجن المؤبد في القضية عدد 10604 المعروفة بـ ” قضية سليمان ” ) و قامت بإيداعهما في زنزانة جديدة  صحبة توفيق الحويمدي ( المحكوم بـ 30 سنة سجنا ) ،  و إذ تسجل الجمعية بارتياح رفع  العزلة عن علي العرفاوي و خاصة عن عماد بن عامر الذي يشكو من أمراض مزمنة عديدة ، فإنها تعيد  المطالبة برفع العزلة المسلطة دون أي موجب قانوني على الشاب صابر الراقوبي و تجدد الدعوة لمراجعة حكم الإعدام غير المبرر المحكوم به عليه ، كما تطالب الجمعية إدارة سجن المرناقية باحترام قانون السجون و مقتضيات المواثيق الدولية و الشروط الدنيا لمعاملة السجناء و ذلك بتوفير ظروف إقامة إنسانية للمساجين  الثلاثة و نقلهم من الزنزانة الرطبة و المظلمة التي يتم احتجازهم بها حاليا .  تمكين فوزي البجاوي و  وئام الكافي من جوازي سفرهما .. علمت الجمعية أن القنصلية التونسية بـ ” بنتان ” ( باريس ) قد استدعت التلميذة وئام الكافي ابنة اللاجئ السياسي محمد الهادي الكافي ، و سلمتها جواز سفرها مع إبلاغها أن هذا التسليم ” لا علاقة له بما نشر على الأنترنيت و لا ببلاغات الجمعيات الحقوقية ..! كما استدعت القنصلية التونسية بإيطاليا السجين السياسي السابق فوزي البجاوي ( المقيم حاليا في إيطاليا )  و سلمته جواز سفره بعد مماطلة دامت قرابة سنة كاملة ، و إذ تسجل الجمعية بارتياح تسلم لاجئ سياسي و ابنة لاجئ سياسي لجوازي سفرهما فإنها تلاحظ أن تسليم السلطات الإدارية و الأمنية للوثائق الإدارية مهما كان نوعها هو واجب تعتبر المماطلة في القيام به خرقا للقانون يستوجب محاسبة مقترفيه ، و تؤكد على حق كل التونسيين مهما كانت وضعياتهم القانونية و خلفياتهم السياسية في استخراج و تجديد أوراق الهوية ووثائق السفر دون أي مساومة أو مقابل احتراما للفصل 11 من الدستور الذي ينص على أنه : ” يحجر تغريب المواطن عن تراب الوطن أو منعه من العودة إليه “. إيقاف المضايقات المسلطة على حامد المكي علمت الجمعية أن البوليس السياسي بمدينة منزل بورقيبة قد رفع الحصار الذي كان يفرضه على منزل الشهيد الهاشمي المكي حيث يقيم ابنه حامد المكي ، و إذ تعبر الجمعية عن ارتياحها لهذا الإجراء فهي تعبر عن عميق استغرابها لإصرار البوليس السياسي على اضطهاد أبناء الشهداء بعد أن تسبب التعذيب و سوء المعاملة و الإهمال في حرمانهم من آبائهم ، فهل للتشفي و العقاب الجماعي من حدود ..!؟ وزارة الهجرة الهولندية تمدد المهلة ليوم 05 جويلية 2008 .. قبل تسليم توفيق ميزان ..!  
علمت الجمعية أن وزارة الهجرة الهولندية قد مددت المهلة الممنوحة لطالب اللجوء توفيق ميزان إلى يوم 05 جويلية 2008 على أن يقدم ، تحت طائلة التسليم ، عناصر قوية و حجج تفيد جدية المخاطر التي يتعرض لها في صورة تسليمه للسلطات التونسية ، و إذ تجدد الجمعية مناشدتها السلطات الهولندية الإمتناع عن تسليم توفيق ميزان للبوليس التونسي ، مذكرة إياها بمقتضيات المادة الثالثة من اتفاقية مناهضة التعذيب و غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة ، التي تمنع التسليم ” إذا توافرت أسباب حقيقية تدعو للإعتقاد بأن المنويّ تسليمه سيكون في خطر التعرض للتعذيب ” ، فإنها تهيب بكل الجمعيات و المنظمات الوطنية و الدولية و كل مناهضي التعذيب فعل كل ما بوسعهم لمساندة توفيق ميزان و إقناع السلطات الهولندية بأن تسليمه للبوليس السياسي التونسي ..خطأ غير قابل للتدارك ..! عن الجمعيــــــــــة الرئيس الأستاذة سعيدة العكرمي  


 لجنة “حوار مفتوح بين الشباب” بــيــان تــأســيــســي  
على إثر إصدار الشعارات المزيفة حول ما يسمى “الحوار مع الشباب” الذي طرحته السلطة و التي عمدت من خلاله إلى تكثيف حملات اللاتوعية في فضاءات شبه خالية، حيث لاحظنا أن الحوار تمّ تحديده بسنة واحدة فقط و كمحاولة فاشلة لإمتصاص غضب الشباب دون طرح عملي. و في ظل هذه الظروف إرتأينا نحن الشباب اللاحق ذكرهم تأسيس لجنة “حوار مفتوح بين الشباب” تعمل على: – أن يكون  الحوار أفقيا “بين الشباب” و ليس “مع الشباب” و لا يخضع للوصاية من أي طرف كان. – أن تكون الحوارات بين الشباب غير مشروطة بمدّة زمنية محدّدة. و تهدف اللجنة إلى: – توعية الشباب و النهوض به. – فتح نقاش شامل و عميق. – معالجة مشاغل الشباب. أعضاء اللجنة: –   شيماء فريجات: منسقة اللجنة –   هيثم جماعي: مكلف بالإعلام و التوثيق. –   خالد ضاوي –   عبد السلام العريض –   أسماء فريجات –   أسامة الجريدي –   عماد خرداني –   حسام سلايمي –   زياد بن شويخة –   رفيقة جلالي –   وليد ميلاد –   صالح مخلبي  
قـابـس فـي 19/04/2008


 

بسم الله لرحمن الرحيم               حركة النهضة تهنئ أنور ابراهيم

                       

الى أخينا  د. أنور ابراهيم  زعيم كتلة المعارضة في دولة ماليزيا الشقيقة السلام عليكم لقد تلقت حركة النهضة ببالغ المسرة والابتهاج نبأ استعادتكم  هذا الاسبوع حقوقكم السياسية التي سلبتموها ظلما وعدوانا في مسعى كيدي إجرامي لتحطيم سمعتكم ومكانتكم  تخلصا من المنافس السياسي الاقوى عبر تلفيق الاتهامات والاستخدام التعسفي للقضاء  ، فزج بكم لسنوات طويلة في غياهب السجون، ولكنكم بفضل الله صمدتم صمود الابطال حتى استعدتم حريتكم وحقكم في خدمة وطنكم، وبسرعة توفقتم الى تشكيل ائتلاف وطني معارض حقق في الانتخابات التشريعية نتائج أذهلت الخصوم وفاجأت الجميع فضاعفت الاحزاب المؤتلفة معكم نتائجها أكثر من أربع مرات وانتقل حزبكم(عدالة الشعب) من هامش بمقعد واحد الى الحزب الاول في المعارضة بما يربو عن ثلاثين مقعدا ، فكان ذلك تعبيرا عن تحول  جذري في اتجاه الرأي العام ،انتصافا لكم وشهادة شعبية على براءتكم ومكاتنكم في قلوب شعبكم ، بما  بوّأكم زعامة المعارضة ويرشحكم – غير بعيد- لزعامة البلاد لإنقاذها مما تردت فيه من فساد ومظالم. من أعماق القلوب  نهنئكم  مبتهلين الى العزيز الرحيم أن يحفظكم ويحقق على أيديكم المزيد من النجاح والتقدم لشعب ماليزيا الشقيق وللشعوب المسلمة  والسلام عليكم  لندن في 18-4-2008 
رئيس حركة النهضة: راشد الغنوشي


 

منع وتهديدات ضدّ الأستاذة راضية النصراوي  

 
تعرضت رئيسة الجمعية التونسية لمناهضة التعذيب الأستاذة راضية النصراوي إلى العنف اللفظي والتهديد بالعنف الجسدي من قبل حوالي 30 عونا بالزي المدني، قاموا بمنعها من الدخول إلى الإدارة العامة للسجون لتقديم مطلب زيارة قانوني لكل من السجينين الهادي الغالي، الذي يقبع بالسجن منذ أكثر من 17 سنة، والصحفي سليم بوخذير. وقد ألحق هؤلاء الأعوان الذين يوجد بينهم مسؤولون أمنيون كبار أضرارا بسيارتها ولاحقوها على بعد 1 كلم أو أكثر من مقر الإدارة. وقدمت الأستاذة شكوى إثر ذلك للهيئة الوطنية للمحامين. كما مُنِعَ بالمناسبة 6 محامون آخرون من تقديم مطالب زيارة من بينهم الأساتذة محمد عبّو والعياشي الهمامي وسمير ديلو وعبد الرؤوف العيادي وخالد الكريشي. (المصدر:  “البديـل عاجل” قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 20 أفريل 2008)


 

النظام التونسي يدفع بعض الأهالي للجوء خارج الحدود

 

عرفت قرية أم الڤصاب التابعة لمعتمدية أم العرايس التي تبعد حوالي 700 متر على الحدود الجزائرية في الأيام الأخيرة سلسلة من التحرّكات الاحتجاجية ضدّ الحرمان والفقر وتفشّي البطالة وانعدام وجود المرافق الاجتماعية الضرورية للعيش. وبالرغم من انعقاد تجمّع شعبيّ وسط البلدة يوم الاثنين 14 أفريل 2008 وتقديم الأهالي لائحة للجهات المسؤولة تضمّنت مطالبهم التي يمكن حوصلتها في: 1- توفير مواطن العمل القارّ للمعطّلين. 2- إحداث مدرسة ابتدائية وإعدادية ثانوية لأطفالهم 3-إيقاف الفساد المستشري لدى المسؤولين المحليين (عمدة، رئيس شعبة…) وبالرغم من توجيه إنذار يقضي باشتراط بقائهم داخل تونس بتحقيق مطالبهم البسيطة، فإنّ الجهات المسؤولة لازمت كعادتها الصّمت وأدارت ظهرها لمواطنيها. الأمر الذي أجبر العشرات من العائلات على التوغّل داخل الحدود الجزائرية والانتصاب في العراء منذ صبيحة الاثنين 14 أفريل 2008، وقد علمنا أنّ قنصل الجمهورية الجزائرية بمدينة قفصة تحوّل منذ اليوم الأوّل لزيارة اللاجئين كما علمنا أنّ السلط هناك مدّتهم ببعض الخيام والمواد الأساسية للعيش. وبسرعة فائقة تحوّلت بعض وسائل الإعلام الحرّة بالقطر الشقيق إلى متابعة أوضاع المشرّدين وقد بادرت صحيفة “الخبر” بنشر مقال توضيحي حول أسباب هذا اللجوء وظروف اللاجئين، وكعادة هذه السلطة ووسائل إعلامها المدجّنة وخدمها لازم الجميع الصمت والتستّر على فضيحة كبيرة قلّ وندر أن عرفت بلادنا مثلها، ونحن على يقين بأن فضائح هذه السلطة متّجهة نحو التزايد بجهة قفصة وغيرها. (المصدر:  “البديـل عاجل” قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 20 أفريل 2008)

 


لنرفع أصواتنا ضدّ آفـة التّعذيب

 

أفرجت السلطات التونسيّة في بحر الأسبوع الماضي عن آخـر المُعتقلين من النشطاء النقابيين والمُعطّلين بمدينة الرديف، وغنيّ عن البيان أنّ ذاك الإفراج ليس إلا ثمرة الصّمود البطولي لأهالي تلك البلدة مُضافا إليها بطبيعة الحال مجهودات الحركة الديمقراطيّة في الداخل والخارج. وعلى قدر فرحتنا بهذا الانتصار الكبير على الديكتاتوريّة النوفمبريّة الغاشمة، فإنّ الكثير من مشاعر الألم والسُخط اعترتنا ولا زالت، وهي نفس المعاني التي كانت حاضرة بقوّة لدى الأهالي بهذه البلدة، وفي مُحيطها الجغرافي القريب، ذلك أنّ كل المُسرّحين عادوا إلى بيوتهم وأهاليهم يحملون على أجسادهم آثـارا بيّنة تشي بفظاعة التّعذيب الهمجي الذي مُورس ضدّهم، ليس فقط أثناء اعتقالهم على مرأى ومسمع الحاضرين وإنما في مكاتب التحقيق والاستنطاق بمنطقة الشرطة بقفصة. استعاد الجميع حُريّتهم، ولم نعثر على نفر واحد من بينهم لم يـرو لنا ولأهله حكايات مُفزعة عن التعذيب الوحشي الذي طالهم، إما لحظة الإيقاف بمنازلهم أو الساحـات العامّـة، وإمّـا في سراديب الاعتقال جميعهم وإن بدرجات مُتفاوتة، فقد تــمّ إخضاعهم إلى أشكال لا إنسانيّة في الاستنطاق، بعض تلك الأساليب أضحى معروفا في بلادنا وبعضها الآخر جاء حديثا ومبتكرا من الآلة البوليسية لنظام بن علي. وضمن هذا السياق نذكّر إبقاء بعض المُوقوفين طوال مُدّة الإيقاف في زنزاناتهم مجرّدين من ملابسهم مثلما أفاد السيد بوجمعة الشرايطي. أو ذاك الذي تعرّض له المناضل عادل جيّار(أستاذ التعليم الثانوي) الذي أكّد تعرّضه أكثر من مرّة إلى الحرق بالولاّعات في معصميه المقيّدين للوراء بهدف مضاعفة آلامه (ألام الحرق والقيد الحديدي). نال كلّ الموقوفين نصيبهم من التنكيل والتعذيب الذي مسّ حتّى المرضى والأحداث. فالمناضل عدنان الحاجّي الذي يعيش بكلية واحدة وأمراض عدّة نال نصيبه من تلك الهمجيّة، أيضا بعض الشبّان الأحداث تمّ تعليقهم على طريقة “الفرّوج” لأوقات طويلة قاربت الإغماء وفق ما أعلمونا. وقد يكون المناضل الطيّب بن عثمان (نقابة الأساسي) الذي حمل كفنه على كتفه للدفاع عن العراق الشقيق إبّان الغزو في 2003 أكثر الموقوفين عرضة لهمجيّة البوليس السياسي لسبب بسيط يتّصل بما ذكرناه سابقا. ولعلّ نفس العقلية الانتقامية هي التي حدّدت درجات العنف ضدّ المناضل الطلاّبي غانم الشرايطي الذي أُوقف وهو تلميذ سنة 2002 على خلفيّة تحرّكات احتجاجية ضدّ اجتياح غزّة. فقد صرّح لنا الأخير أنّه تمّ تعليقه في وضع “الهليكوبتر” مرّتين، وأنّه قضى كلّ ليالي الإيقاف عاريا… وقد لاحظنا على صدره ومؤخّرته آثار حروق السجائر. هكذا عامل بوليس بن علي طالبي الشغل والمنتفضين على الفقر والحرمان وأقام الدليل مرّة أخرى على أنّ ممارسته للتعذيب والعنف هي سلوك قارّ لهذه السلطة وأدواتها القهرية، مفنّدا بذلك مزاعم الخطاب الرّسمي حول حقوق الإنسان واحترام الذات البشرية. وفي كلمة فإنّ ما تعرّض له موقوفي انتفاضة الرديف يشكّل من جهة وصمة عار لنظام بن علي، ومن جهة أخرى تحدّيا صارخا للحركة الديمقراطية في الداخل والخارج. ونحن نعتقد أنّ من أوكد واجبات هذه الحركة اليوم وعلى ضوء الفظاعات المرتكبة، تنشيط الحملات الدعائية والتشهيرية ضدّ آفة التعذيب ومهنة الجلاّد، والانطلاق من شهادات مناضلي الرديف، وما توفّر من قرائن ملموسة (صور، مخلّفات التعذيب: حرق سجائر وسقوط أسنان…) للشروع العملي في محاصرة مرتكبي جرائم التعذيب وملاحقة مصدري الأوامر مهما علت مراكزهم في جهاز هذه الدولة. وفي قضيّة الحال فإنّ أسماء كثيرة من مرتكبي هذه البشاعات معروفون بأسمائهم ومناصبهم مثل المدعو محمّد اليوسفي رئيس فرقة الإرشاد بقفصة، الذي كان حضوره أثناء حصص التنكيل عنصرا قارّا جعله الأكثر دمويّة وفضاضة مع مجموعة النقابيين وغيرهم، بل أكثر من ذلك فقد جاهر أمام المناضل عادل جيّار باسمه وصفته معلنا تحدّيه بالقول: “هذا اسمي… أفعل بك ما أريد وحتّى عند خروجك من السجن لا تقدر أنت وكلّ حقوق الإنسان على فعل شيء…” وحتّى نضمن إيقاف هذا الاستهتار بالذات البشرية لكلّ موقوف في أيّ قضيّة كانت، وحتّى نضع حدّا لمثل هذا الاستخفاف بالهيئات الحقوقيّة، نؤكد مرّة أخرى على إعلاء الصوت عاليا ضدّ آفة التعذيب وفضح مهنة الجلاّد وحشد كلّ الطاقات الوطنية والدولية من أجل فضح الوجه الدمويّ لنظام بن علي ومعاقبة كلّ من تبيّن تورّطه في التنكيل بموقوفي الرديف وسواهم. وقد علمنا أنّ جميع الموقوفين بصدد الإعداد المادّي لرفع شكاوي لدى المحاكم وما على الرأي العامّ الوطني سوى الإسهام النشيط في هذه المعركة المهمّة. –  جميعا ضدّ آفة التعذيب. –  جميعا من أجل محاسبة الجلاّدين. (المصدر:  “البديـل عاجل” قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 20 أفريل 2008)
 


إيقافات ومحاكمة  
تمّ يوم الجمعة 27 مارس2008 إيقاف 4 شبّان من معتمدية المظيلة وهم: –  الشاذلي عكرمي –  وليد عكرمي –  محفوظ قوادر –  عمر قوادر إذ مثلوا يوم الخميس 3 أفريل 2008 بحالة إيقاف أمام الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بقفصة بتهمة تعطيل حرّية الشغل طبق الفصل 136 من المجلّة الجنائية. وعند استنطاقهم تمسّكوا بأنهم استنفذوا كلّ السبل للحصول على شغل وقد اتصلوا بجميع السلط الإدارية التي واصلت مماطلتهم فاضطروا إلى التحرّك سلميا في الشارع بهدف إيصال صوتهم وتحقيق مطالبهم. وقد قدّمت شركة الفسفاط مطلبا في القيام بالحق الشخصي للمطالبة بجبر الضرر وطالبت بالتأخير لتقديم طلباتها النهائية، وقد طالب محامي الدفاع: إلياس قوادر، منية فجراوي، ناجي الزواري بالإفراج المؤقّت على المتهمين من سجن الإيقاف، إلا أنّ المحكمة رفضت ذلك وأخّرت القضيّة ليوم 10 أفريل 2008 التي رافع فيها مجموعة أخرى من المحامين مثل: رضا الردّاوي وعلي كلثوم وعيّاشي الهمامي ومنذر الشارني وخالد الكريشي… وانتهت بالحكم بشهرين سجن مع تأجيل التنفيذ. وكان وكيل الجمهورية بالمحكمة بقفصة قد أذن يوم 28 مارس بالاحتفاظ بالشبّان الثمانية أصيلي منطقة المظيلة: ماهر معامرية، رمزي الهنشيري، النفطي الهنشيري، أكرم الخياري: كمال الخياري، رمزي سواعي، هاشمي الهنشيري، حلمي رزيق. وعند إحالتهم على حاكم التحقيق يوم 31 مارس 2008 تمّ إطلاق سراح الأخيرين في حين تمّ الإبقاء على البقية في حالة إيقاف من أجل جرائم: تكوين وفاق قصد الاعتداء على الأملاك وهي جريمة فصلي 132 و133 من المجلّة الجزائية، وتعمُّد وضع أشياء بالسكّة الحديدية من شأنها إخراج الأرتال عن السكّة، والمشاركة في ذلك وهي الجريمة المنصوص عليها بالقانون المؤرخ في 19 أوت 1998 المتعلّق بالسكّة الحديدية، ولا يخفى على أحد أنّ هذه الاعتقالات والمحاكمات تأتي على خلفية الاحتجاجات التي ضربت مدن الحوض المنجمي منذ 5 جانفي الماضي مطالبة بحق الشغل وتجرّم المتحرّكين سلميا من أجل الحق في الحياة الكريمة ممّا يجعل من إطلاق سراحهم وتبرئتهم مطلبا عادلا يتطلّب إلتفافا حقوقيا وشعبيا ضروريا من أجل إيقاف المهزلة التي تسري عليهم. وقد علمنا أنّ مجموعة الموقوفين قد دخلت في إضراب جوع مفتوح منذ يوم الاثنين 14 أفريل للمطالبة بإطلاق سراحهم، كما اعتصمت عوائلهم يوم الخميس 17 أفريل ساعة أمام منطقة الأمن بفقصة وأمام مقرّ الولاية، وقد أُعلموا أنّ والي قفصة يرغب في مقابلتهم يوم الاثنين 21 أفريل. (المصدر:  “البديـل عاجل” قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 20 أفريل 2008)  


أبُــو ذرّ يُحــذر: يعبُرون الحُــدُود ثقــالا

 

الخبر: –  أهالي الرديف يطلبون من الصليب الأحمر الدولي تأمين خروجهم من المدينة لاجئين هاربين من الحصار والاعتقال والتعذيب والموت.. خبر خطيـــر.. –  أهالي أم القصاب (سيدي بوبكر- أم العرائس) يعبرون الحدود التونسيّة الجزائرية، لتُنصب لهم الخيام ويُحضر لهم الغذاء والماء، يرفضون العودة إلى تونس إلا بالتشغيل والكرامة.. خبـر أخطـــر.. –  أثناء اجتماع بلجنة تنسيق التجمّع الدستوري بقفصة، اقترح أحد أبطالهم قطع ألانترنت عن مدينة الرديف.. خبر شنيع واقتراح حقيــر.. –  احتشد مئات الشباب المعطّل عن العمل بالرديف داخل مقر المعتمدية، وطالبوا المعتمد بالخروج إليهم، الذي رفض أوّل الأمر، لكنّه تحت الضغط خرج ليُعلن أنّـه لا يملك حُلولا لمشاكلهم وعاجـز تمام العجز.. خبـر عجيب وغريب.. –  التلفزة التونسيّة تعرض هذه الأيّام مسلسل “ضفائر”، أحداثه تدور في الرديف فيما قبل الاستقلال.. عرفناهم.. –  النظام التونسي يحتفل بالذكرى 52 لتأسيس قوات الأمن الدّاخلي.. جرّبناهم.. التحليل: كثيرة هي المعاني التي يمكن أن نستخلصها من هكذا أخبار: –  إنّ المطالبة بالحماية للخروج، أو حتّى العُبور إلى ما وراء الحدود لا يُعبّران عن عمالة أو عدم الولاء للوطن، فالتّاريخ يُثبت مدى مقاومة هذه الجهات للمُستعمـر الفرنسي، بل إنّ هذه الجهات هي من حافظ على سلامة الحدود بناء وتعميرا، لكنّ الدولة لم تُراعي سكّان الحدود والتُخُوم، فهي آخـر اهتماماتها قديما وحديثا، نحن لا نشكّ في كرم الجزائريين حين أمدّوا الهاربين-النازحين بالماء والغذاء، لكنّنا نعتقد أنّها أنظمة مُتواطئة، بينها تنسيق أمني كبير، وبالتالي سيكون الضغط مُضاعفا على أهالي أم القصاب، وربّما أعادوهم بالقوّة أو التهديد.. حذّرنا من المجزرة فوقعت، وحذّرنا من فقر القُـرى فهُجرت.. –  تُعتبر هذه الحركـة سابقة خطيرة في تاريخ تُونس القديم والحديث، بل إنّها مُـؤشّر على مدى الظلم والجور وعدم المساواة بين الجهات والمواطنين، نُزوح وهجرة وهروب.. إنّ مثل هذه الحركة تُشبه إلى حد بعيد “حالة الانتحار الجماعي”، نتيجة اليأس المُتنامي في مناطق الدّاخل، وجـرّاء سياسة الحرمان والتجويع التي تنتهجها الدولـة.. –  أن يخرج أكبر مسؤول بمعتمديّة الرديف ليُعلن عجزه، معناه أن الدولة تهرب من الحلول.. الدولة تخلّت عن مسؤولياتها الأخلاقية والسياسيّة والاجتماعية، ولكنّها تُريد أن تحفظ النّظام، وأن تحفظ هيبتها؟ على حساب الشعب؟ ليس مُهم.. بل على حساب كل القيم والمفاهيم، فهي لا زالت تعتبرُنا قُصـّرا تُخطّط وتُنفّذ دون أن تأخذ برأينا.. شعب مُتعلّم مُلتزم يستحق قيادة مُتعلّمة تحمل مشروعا فكريّا وسياسيّا، لا أن تحكمنا عصابة من عائلات اللصوص والفاسدين، نحن شعبُ وطني جدّا يحتاج حُكما وطنيّا جادّا.. –  انتصرت الرديف في معركتها ضدّ الهراوات الغليظة مُسقطة الحل الأمني كخيار وحيد لهذا النّظام، ولكنّ الانتصار الأهم كان على الساحـة الإعلامية، فقوّة الحركـة أرغمت القنوات الإخباريّة كالجزيرة والعربية والقنوات الفرنسيّة على التطرّق لأحداث الرديف، بل إن أهالي الرديف وفّروا لها المادة التصويريّة من مشاهد وصور، فاستطاعت الرديف أن تكسر العزلة الإعلاميّة مثلما كسرت العزلة الأمنيّة، لهذه الأسباب فكّرت العقول التجمّعيّة في قطع الإنترنت عن الرديف، وربّما قطع الاتصال عنها، ولكنّهم في الرديف أتقنوا اللعبة بعد أن فهموها، فكانت سلاحهم الذي يُقاومون به الإعلام الرسمي في انفصامه.. إنّ السلوك الإعلامي لنظام بن علي يُذكرّنا بالسياسة اليهوديّة وإليكم هذه القصّة: عندما ظهرت الكاميرا والتلفاز نظر إليهما يهودي مُتعصّب وخاطب بني دينه قائلا: “إن سيطرتم على هذه- أي الكاميرا- سيطرتم على العالم بأسره..”، ومع فارق بسيط نظام بن علي يرى أنّ حُريّة الإعلام هي حُريّة شعب، يعني زوال حُكمه الأبديّ.. فصورة في الإنترنت أو خبر قصير في قناة أجنبيّة يُمثّـل كابُـوسا مُزعـجا.. ونحن نُريد لنظامنا النّوم الهادئ والحلم السعيد… –  ليس صحيحا أنّ الإعلام الرسمي تجاهل الرديف ومجزرتها، وقفصة وهمومها، ولكن نحتاج بعض التحليل النفسي لفهمه في عيوبه.. ما معنى أن تكون الحلقة الأولى من برنامج “أحلى الناس” حول قفصة؟ وما معنى أن يُعاد مسلسل “ضفائر” هذه الأيام والذي تدور أحداثه في الرديف؟.. فوضع قفصة والرديف حاضران بالغياب.. حاضران كهواجس.. فهذا المسلسل يحكي التاريخ كما يرونه لا كما نراه، لا يحكي واقعا مريرا نعيشه بتفاصيله المُرعبة، حركة الجماهير اليوم تبحث عن تاريخ جديد لتكتُبه.. –  يبدو أنّ انتفاضة الرديف في أسبابها ومساراتها وأهدافها تحتاج كثيرا من التدبّر لتخرج عن إطارها الضيّق في مدينة نائية من الجنوب التونسي، وعليه فإنّ بقيّة المناطق مدعـوّة إلى نهج المسار عينُه لمواجهة نظام ليست له مشرعيّة لمواصلة الحكم، ولا مشروع يحكم به، انغلقت الآفـاق في هذه البلاد، وأصبحنا نُحذّر من الكارثـة التي نحن في الطريق إليها.. يُفترض من مُناضلي الصالونات أن يلتحموا بالجماهير ليس لطرح مشروع وإنّما لاستنباط مُكوّنات المشروع الحقيقي للتغيير والإصلاح.. مثل هذه الحركة تحتاج وعيا حادّا بالأزمة وبعُمقها حتّى نُحسن استثمارها اجتماعيّا وسياسيّا.. –  وأخيرا بقي أن نُهنأ نظامنا القمعي بالعيد 52 لتأسيس القوات الداخليّة بقنابلها وهراواتها وكلابها التي نهشت لحمنا وعظمنا، وإن كانت الكلاب البشريّة لم تترك فينا ما يُنهش ويُنهب.. جـرّبنا هذه القوات الأمنيّة في الرديف، لم تُرهبنا.. ولم تُفزعنا.. ورأينا فيها عُنفا شديدا حينا وتثاقُـلا حينا آخـر، هم في النهايـة من أبناء الشعب، يعملون لكـفّ الشّغب وليس لصـدّ حركات الشعوب نحو الحُريّـة والكـرامـة، أُشفق عليهم ولكنّ قانون اللعبة يفترض منّي مُجابهتهم كي لا يكونوا حُرّاسا لعصابة اللصوص والقوّادين وزناة اللّيـل.. مـــن كان في طـريق الحُريّـــة داستـه النّعال البشـريّـــة.. كم أنت جميل يــا أبا ذرّ في هذيانك، قبيـح في تحليلاتـك… أبو ذرّ الغفاري (المصدر:  “البديـل عاجل” قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 20 أفريل 2008)


الرديف… وهذه هزيمة أُخـرى

 

مثلما هو معلوم عرفت الأوضاع بهذه البلدة تدهورا خطيرا ليلة الأحد 7 أفريل الجاري تمثّل في إقدام الديكتاتورية النوفمبريّة على الشروع العملي في المُعالجة الأمنيّة، بما تعنيه من وحشيّة بوليسية، ليس فقط ضدّ النشطاء النقابيين والمعطّلين، وإنّما ضدّ كل ألأهالي بشيوخهم وعجائزهم وأطفالهم بهدف الإجهاز على الحركة الاحتجاجية وإطفاء شُعلتها المُتّقدة لمدّة تجاوزت الـثلاثة أشهر. وقد سبق لنا أكثر من مرّة على أعمدة “البديل” التنبيه إلى خُطورة مثل هذا التمشّي، وحذّرنا نظام بن علي من الانزلاق إلى هذه الدّائرة سواء في المظيلة أو أم العرائس، وخصوصا في الرديف، لأنّنا نعلم مُسبّقا فشل مثل هذه الخيار مهما كانت قسوته ووحشيّته، وتلك لم تكن قناعاتنا المُتأتية من تصوّراتنا الفكريّة والسياسيّة العامة، وإنّما من بناء على مُعطيات مادية ملموسة مُرتبطة بواقع الحركة الاحتجاجية الحاليّة وتجارب سابقة بهذه الجهة وتحديدا الرديف. ولمزيد استيعاب التطوّرات الحاصلة حتّى الآن نتعرّض إلى المسائل التالية: 1- توضيحات حول حادثة الأحد 7 أفريل. 2- في الصمود البطولي لأهالي الرديف. 3- انتصار من الحجم الثّقيل. 1- توضيحات حول حادثة ليلة الأحد 7 أفريل. أقدم مجموعة من المُلثّمين الليلة على تنظيم هُجوم عنيف بالحجارة والعصي على مركز شرطة البلدة، الأمر الذي اضطر الأعوان إلى إطلاق عيارات ناريّة في الهواءـ أعقبها خروج المئات من الأهالي إلى الساحات العامة لاستجلاء حقيقة الأمور وبسرعة قياسيّة بادرت قوات البوليس بمهاجمة المواطنين العُزّل مُستعملين كلّ ما توفّر لديهم من كلاب وهراوات وقنابل مُسيلة للدموع… ومع مطلع الفجر تمّ اقتحام حُرمات المنازل وترويع النساء والأطفال، وانتهى الأمر إلى إيقاف العشرات من الشبّان وفق قوائم معدّة سلفا. ومن الأكيد أنّ هذه الحادثة (الاعتداء على مركز الشرطة) مثلت بداية تقهقر الأوضاع نحو الحلّ الأمني، والسؤال الذي طرح نفسه وقتها تمثل في: من الواقف وراء تلك الحركة؟ بعبارة أخرى هل هي مندرجة ضمن الاحتجاجات التي عرفتها البلدة؟ أم هي عمل استفزازي مدبّر من السلطة وخدمها؟ كانت كلّ العلامات تدّل على اندراجها ضمن السياق الثاني لتوفير ذريعة للهجوم الهمجي على الأهالي وشنّ حملة اعتقالات واسعة في صفوف النشطاء، وقد تأكّد هذا الاحتمال بعد أن سارعت بعض رموز السلطة والبيروقراطية النقابية إلى شنّ حملة تشويهية واسعة ضدّ الحركة الاحتجاجية ورموزها متعمّدين تهويل الحادثة مثل قولهم”أنه تمّ حرق العلم وقطع الهاتف والنور الكهربائي…” ووصل الأمر ببعض رموز الفساد النقابي بالجهة اتهام السيد عدنان الحاجّي بالوقوف وراء مثل هذه العملية . وهو افتراء بيّن لأن الأخير لم يصل بلدته إلاّ صبيحة يوم الاثنين صحبة المناضل عادل جيّار . والأهمّ من كلّ شيء هوا لعناصر التالية: ـ مثلت حادثة الأحد 7 أفريل نشاز غريبا عن السياق العام للحركة الاحتجاجية بالرديف التي تواصلت أكثر من 3 أشهر،فهذه الحركة حتّى في أوج ذروتها التي وصلت حدّ الانتفاضة الشعبية أواخر شهر جانفي لم تعرف أي خروج عن مسار الاحتجاجات المدنية الواعية. ـ مثل توقيت الحادثة مصدر شكوك كبيرة حول منفّذيها، فهي قد جاءت سويعات قليلة قبل موعد تشغيل العناصر الناجحة في مناظرة شركة فسفاط قفصة، ونحن نعلم أنّ تمرير مثل هذا القرار استعصى على السلطة لأكثر من 3 أشهر. وعليه فإنّ تسهيل تحقيق مثل هذه الرغبة يقتضي فبركة حادثة لاتخاذها ذريعة للإجهاز على العودة المنتظرة للاحتجاجات. وغنيّ عن البيان أنّ البيروقراطيّة النقابية ورموزها بالجهة “عمارة العبّاسي” هم على نفس الهدف مع السلطة.ولا نستبعد بالمرّة مشاركتهم المباشرة فيما وقع. ـ عرفت الرديف قبل هذه الحادثة محاولات عدّة لجرّ الحركة الاحتجاجية إلى دوائر العنف، لعلّ أبرزها محاولتان: الأولى أشرف على تمويلها والتخطيط لها كاتب عام الجامعة الدستورية بالرديف، إذ عمد مجهولون ليلا إلى تخريب ساعة كبيرة تتوسّط البلدة والسطو على دكان لبيع الهواتف المحمولة، وانتهت هذه العملية بفشل أصحابها إذ تمّ القبض على هذه العصابة من قبل المحتجّين وتسليمهم لقوات البوليس الذي أطلق سراحهم بعد إدعاء التحقيق معهم. أم الثانية فقد أدار خيوطها عمارة العباسي وكاتب عام جامعة المناجم وتمثّلت في إرسال نفر قليل من الناجحين في المناظرة المهزلة للاعتصام بالاتحاد المحلّي للشغل، وبالرغم من تكرّر هذه العملية لمدّة 4 أيّام متتالية بهدف استفزازيّ لا أكثر ولا أقلّ. و قد انتهت هذه المحاولة بالفشل ولم ينجرّ المحتجّون إلى العنف الذي كان من الممكن أن يمثل ذريعة لتخّل أمنيّ. 2 – الصمود البطوليّ للأهالي: بعد أن فبركت السلطة تعلّة الانزلاق للمعالجة الأمنيّة، تحرّكت بسرعة فائقة آلة القمع والترويع وتحوّلت الرديف منذ منتصف ليلة الأحد إلى ساحة حرب مفتوحة بين الأهالي وجحافل البوليس ولمزيد ضمان مقوّمات مخطّطتها الإجرامي عمدت بعض الفرق الخاصّة للمسارعة بإيقاف العشرات من الشبّان وأردفته أوّلا بإلقاء القبض على أبرز الوجوه النقابية لحرمان الأهالي من قياداتهم في هذه المعركة، وثانيا بتعزيز الحصار البوليسي على البلدة وتسريح أيادي رجال البوليس للقيام بحملات تمشيط داخل الأحياء والمنازل لبثّ الهلع والرعب أكثر ما أمكن وعلى عكس مطامح السلطة تعزّزت الحركة الاحتجاجية إلى آفاق أقصى في الاتساع والشمول وصلت ذروتها يوم الاثنين بإعلان الإضراب العامّ المفتوح الذي تجاوز حدود الموقّعين على النداء المذكور(كلّ الوظيفة العمومية) ومسّ عمّال المناجم رغم معارضة نقابتهم وطال التجّار والحرفيين، حتّى أنّ البلدة أضحت محرومة من جميع الخدمات. وفق ذلك تمكّنت الحركة الاحتجاجية من تنويع مبادرتها النضالية وإعطائها بعدا شعبيّا قوامه من جهة مقاومة البطش البوليسي والدفاع عن حرمات المنازل والأحياء ومن جهة ثانية تسيير المسيرات الشعبية وتنظيم الاعتصامات الجماهيرية يوميا في الساحات العامّة وأمام مقرّات السيادة (معتمدية، مركز شرطة…) ومع كلّ يوم جديد كانت إرادة الأهالي تتقوّى وتبدع أشكالا جديدة للاحتجاج(مسيرات وإعتصامات نسائيّة ) وأضحى الليل عبئا ثقيلا على قوات البوليس لأنّه الإطار الأفضل لإدارة المعارك الميدانية ضدّ وجودهم داخل الأحياء، ومن الطبيعي أن يلعب الشباب الدور الرئيسي في هذه المعركة وهو ما تمّ فعلا خصوصا وقد وجدوا في الجبال المحيطة بالبلدة ملاذا آمنا يؤويهم بالنهار و بالليل بعد أداء واجباتهم الميدانية دفاعا عن بلدتهم وأهاليهم. ومع صباح كلّ يوم جديد كانت إرادة الغاضبين تتعاظم وبدأت تظهر منذ صبيحة الأربعاء مؤشرات متعدّدة على، أوّلا انكسار الروح المعنويّة لقوات البوليس، وثانيا على توسّع السيطرة الواقعيّة على ساحات البلدة لصالح الأهالي، وثالثا على التحوّل الحاسم لسير المعركة لصالح المواطنين الذين أضحوا يتحكّمون بصفة تكاد تكون مطلقة في إدارة المواجهة. ومع مطلع نهار الخميس عادت الرديف بصفة نهائية لأهلها وأضحى التواجد البوليسي رغم كثافته وعتاده مشلولا وعاجزا عن أداء أبسط أدواره القمعيّة، وأمام تدفّق السيول البشريّة نحو قلب المدينة وتكثّف الاعتصامات أمام مقرّات الدولة وانتشار المهرجانات الاحتفالية بخروج العشرات من المعتقلين ليلة الأربعاء،أضحى حتّى ذاك الوجود المشلول لقوات البوليس أمرا غير ممكن، الأمر الذي استوجب إعادة انتشاره إمّا خارج البلدة أصلا أو في أماكن محدودة، وهو في الحالتين وجود مهزوز معنويّا وعاجز عمليّا حتّى في المهامّ الدفاعيّة. 3 ـ انتصار من الحجم الثقيل: انتهى الهجوم الشرس على بلدة الرديف إلى فشل ذريع أكّد صحّة توقعاتنا وأثبت بصفة ملموسة للجميع عقم الخيار الأمني مهما كانت قسوته ووحشيّته. بل إنّ هذا الخيار في وضعيّة الرديف تحوّل إلى مُغذّي حقيقي لتنشيط الحركة الاحتجاجية وإكسابها بُعدا شعبيا شاملا، كيف لا؟ ومنذ الهجوم على البلدة والشروع في حملة الاعتقالات خرجت المعركة من دائرتها التقليدية إلى فضاء أرحب استقر منذ يوم الاثنين إلى صراع مفتوح بين الأجهزة القمعيّة والأغلبية الساحقة من الأهالي وبذلك أصبحت قضيّة الدفاع عن المعتقلين قضيّة شعبية بأتمّ معنى الكلمة كما غدت مسألة الدفاع عن البلدة شأنا عامّا. ومن الطبيعي أن يمثّل هذا التحوّل عنصرا حاسما في تحديد النتائج القادمة، فكان نصر الأهالي مضاعفا،إذ انكسرت شوكة الوحشيّة البوليسيّة وبدت عاجزة أمام صمودهم البطولي وتمّ مساء الخميس الإفراج عن كلّ المعتقلين الذين تمّ استقبالهم وسط أجواء احتفالية وحضر عشرات الألوف من الأهالي في سابقة فريدة من نوعها. (المصدر:  “البديـل عاجل” قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 20 أفريل 2008)


أخبــار الحوض المنجمي  

1- لجوء: في تطوُر خطير لتحرّكات الحوض المنجمي اضطرت عشرات العائلات مرفوقة بأبنائها من منطقة أم القصاب، التابعة لسيدي بوبكر من معتمديّة أم العرايس، صباح الثلاثاء 15 أفريل إلى اجتياز الحدود باتجاه الجزائر حيث وفّرت لها السلطات الجزائرية الخيام وعديد الحاجيات، وقد جاءت هذه الخطوة بعد عديد المناشدات لتحسين الأوضاع الحياتية بالمنطقة التي هي في حاجة ماسّة إلى مدرسة وإعدادية، وتتهم عمادتها بحجب الإعتمادات التي ترصد لها. 2- احتجاجات بالرديف: تجمّع العشرات من المعطّلين عن العمل صباح الثلاثاء 15 أفريل أمام معتمديّة الرديف طلبا لتشغيلهم وصون كرامتهم الإنسانية وأجتاز عدد كبير منهم الباب الرئيسي للمعتمدية، لكنّ المعتمد الذي رفض مقابلتهم أضطر بعد تواصل التحرّك وتعالي الهتافات، إلى الخروج إليهم والتحدّث معهم، مُعبّـرا عن عجزه لحل مشاكلهم. 3- تواصل الاحتجاج بأم العرايس: خرجت أعداد كبيرة من تلاميذ أم العرايس صباح الثلاثاء 15 أفريل في مسيرة للتنديد بالحصار البوليسي الذي يلفّ المدينة، وقد استعملت قوات الأمن الهراوات والقنابل المسيلة للدموع لتفريقهم. كما يتواصل أمام إقليم شركة الفسفاط اعتصام أكثر من 100 رجل وامرأة مطالبين بتسوية وضعيّة عائلات ضحايا حوادث الشغل أمام شيوع أخبار عن تلاعب ممكن بها. 4- تجمّع طلاّبي: أُقيم صباح الثلاثاء 15 أفريل بكليّة العلوم بقفصة تجمّع خطابي تضامنا مع أهالي الحوض المنجمي تمّ التوقّف فيه على مجمل الأوضاع والأسباب والتداعيات، ولم يُنسى فيها تحيّة زميلهم غانم الشرايطي بالمعهد الأعلى للعلوم التكنولوجية الذي أُوقف في الاحتجاجات المنجمية الأخيرة ووقع التنكيل به. 5 – جلطة: بعد أقل من شهرين من تعيينه معتمدا بمنطقة أم العرايس، تعرّض هذا الأخير إلى جلطة حتّمت خروجه من تلك المسؤولية وتعويضه بمعتمد قفصة الجنوبية. نتمنى ألا تتكاثر مثل هذه المصائب على مسؤولى الجهة حتى لا نضطر لتوريد من يُسيّر شؤوننا..؟ 6- سحب ثقـة: تجمّع يوم الإربعاء16 أفريل أكثر من 100 عامـل منجمي أمام مقر الإتحاد المحلي للشغل بالرديف للتنديد بنقابة المنجم التي كان أعضاؤها مُجتمعين بالمقر، وقد بدأ المُحتجّون بالإمضاء على عريضة سحب ثقة من المكتب النّقابي الحالي، على خلفيّة تمعّشه من النشاط النقابي، وقد إنظم لهذا التجمّع عديد المُعطّلين والنقابيين، وقد اضطرّ المُجتمعون إلى التخفّي عند خُروجهم مخافة تعرّضهم إلى سوء جرّاء الغضب الشعبي والنقابي لتصرّفاتهم. 7- مسيـرة: عرفت مُعتمديّة أم العرائس صباح الخميس 17 أفريل مسيرة حاشدة جابت شوارع المدينة وتوقّفت أمام مقرّ المعتمديّة، رُفعت فيها الشّعارات مُندّدة بالفقر والبطالة، ومُطالبة بتحسين الأوضاع المعيشيّة المُتردية لأهاليها، وكان من بين الشّعارات: “هيُّـوا معانا يا بطّالـة” و”رانا جُعنا يا الزّيـن في القـرن الواحـد والعشرين”. 8- إضراب جُـوع: أقـدم حبيب التبّاسي أستاذ التعليم الثانوي بأحد معاهـد مُعتمديّة القطار يوم الأربعاء 16 أفريل على دخوله في اعتصام واضطراب جوع احتجاجا على تحويل المعهد ليلا إلى مأوى للمئات من أعوان فرق التدخّل، الذين باتوا يستفزّون التلاميذ والأساتذة عبر شتّى التصرّفات المُتهوّرة واللاّأخلاقية وبعد تدخّل مُدير المعهد والسلط الأمنيّة والتعهّد بإخلاء المعهد من الغُرباء، وقد تـمّ تعليق إضراب الجوع، وقـد رُوّجت عريضة في الصدد هذا نصّها: “نحن أساتذة المعهد الثانوي بالقطار نستنكر تحويل مُؤسّساتنا التربويّة إلى ثكنة أمنيّة وتُطالب بإخراج كل غريب ودخيل احتراما لوقار هذه المُؤسّسة” وقـد أمضى أغلبيّة الحُضور من الأساتذة على هذه العريضة، وليس مُستبعدا أن يدخل هذا المعهد صبيحة السّبت 19 أفريل في إضراب عن العمل بساعة احتجاجا على المُمارسة المذكورة. 9- تملمُـل: توجّـه يوم الأربعاء 16 أفريل مجموعة من الأساتذة بمعهد الحسين بوزيّان بقفصة إلى مدير المعهد للتغيير عن غضبهم من تواجـد البوليس بمعهدهم أحمد التليلي بقصر قفصة. وقد علمنا أنّ النقابة الجهويّة للتعليم الثانوي توجّهت للسلط المعنيّة بطلب يتمثّل في إخلاء المعاهد من كل وُجود غريب… 10- هـل تعود سيدي بوبكر للاحتجاج: يبدُو أنّ سياسة المُماطلة والتسويف لم يعُد تُجدي نفعا مع أهالي هذه المنطقة الذين شرعوا في إعداد العُدّة للتحرّك مُجدّدا دفاعا عن حقّهم في الشّغل والمياه والعلف. 11- تحرّكات في أم العرائس: اعتصم يوم الجمعة 18 أفريل عدد كبير من المُعاقين، من أبناء ضحايا حوادث بشركة الفسفاط من أجل رفض استثنائهم من حقّهم في العمل بالشركة المذكورة. كما اعتصم العشرات من عُمّال البلديّة أمام مقر الشرطة المكان احتجاجا على سياسة التسويف التي يُجابهونها. 12- مجلس تأديب: من المُنتظر أن يُحال ثمانية تلاميذ بمدينة أم العرائس على مجلس التأديب على خلفيّة مُشاركتهم في التحرّكات الاحتجاجية إلى التي تعرفها المدينة منذ 5 جانفي 2008، وقد منع البوليس التلاميذ من الدخول إلى وسط المدينة. 13- استياء في الرديف: عبّـر أهالي الرديف عن استيائهم ممّا أوردته جريدة “الشعب” عن زيارة لجنة تقصّي الحقائق بإتحاد الشغل، وعن الهيئة الإداريّة الجهويّة بقفصة، ومصدر الاستياء تمثّل في جحود ونكران تلك الأطراف للدور الرئيسي لأهالي وحركة التضامن وطنيّا ودوليّا، ونسبوا الفضل لأنفسهم؟؟؟ 14- إضراب جوع تضامني: دخـــل 28 تلميذا بمعهد 18 جانفي بجبنيانة في إضراب جـوع بيومين بداية من الجُمعة 18 أفريل مُسانـدة لتحرّكات الرديف وأم العرائس. 15- إطلاق سراح تم يوم أمس إطلاق سراح موقوفي المظيلة الستة (6) الذين تمّ اعتقالهم يوم 28 مارس الفارط إثر التحركات التي عرفتها بلدتهم. (المصدر:  “البديـل عاجل” قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 20 أفريل 2008)


بن على يلتقى عباس مجددا بعد جولة قادته الى موسكو وعمان رئيس السلطة الفلسطينية يبدأ زيارة الى تونس

 

تونس- العرب أونلاين- ا ف ب: ينتظر وصول الرئيس الفلسطينى محمود عباس الى تونس الاحد فى زيارة “اخوة وعمل” من يومين، على ما افاد مصدر رسمي. وتاتى زيارة عباس تلبية لدعوة الرئيس التونسى زين العابدين بن علي، على ما نقلت وكالة تونس افريقيا للانباء عن الناطق باسم الرئاسة. وسيكون فى استقبال الرئيس الفلسطينى نظيره التونسى كما سيلتقى اعضاء فى اللجنة المركزية فى فتح يقطنون تونس، على ما علم من مصدر فلسطيني. واضاف المصدر نفسه ان المحادثات ستدور حول الوضع فى قطاع غزة ومسار المفاوضات بين الفلسطينيين واسرائيل. وتندرج زيارة عباس فى اطار جولة سبق ان قادته الى موسكو وعمان. ويفترض ان يزور عباس واشنطن الاسبوع المقبل للقاء الرئيس الاميركى جورج بوش.  
(المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) بتاريخ 20 أفريل 2008)
 


 

الرئيس عباس يزور تونس اليوم

 

تونس : أفاد مصدر رسمي بأنه من المنتظر وصول رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى تونس اليوم الاحد ، في زيارة أخوة وعمل من يومين . وتأتي زيارة عباس تلبية لدعوة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وسيكون في استقبال الرئيس عباس نظيره التونسي كما سيلتقي اعضاء في اللجنة المركزية في فتح يقطنون تونس، على ما علم من مصدر فلسطيني ، وذلك وفقأً لما ورد بجريدة “الحياة الجديدة” الفلسطينية . وأضاف المصدر نفسه أن المحادثات ستدور حول الوضع في قطاع غزة ومسار المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل. وتندرج زيارة عباس في اطار جولة سبق أن قادته إلى موسكو وعمان. ويفترض أن يزور الرئيس عباس واشنطن الاسبوع القادم للقاء الرئيس الاميركي جورج بوش . المصدرشبكة الأخبار العربية 20أفريل 2008


وصول الرئيس محمود عباس الى تونس

 
تونس – ا.ف.ب – ينتظر وصول الرئيس محمود عباس الى تونس اليوم الاحد في زيارة “اخوة وعمل” من يومين، على ما افاد مصدر رسمي. وتأتي زيارة عباس تلبية لدعوة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، على ما نقلت وكالة تونس افريقيا للانباء عن الناطق باسم الرئاسة. وسيكون في استقبال الرئيس عباس نظيره التونسي كما سيلتقي اعضاء في اللجنة المركزية في فتح يقطنون تونس، على ما علم من مصدر فلسطيني. واضاف المصدر نفسه ان المحادثات ستدور حول الوضع في قطاع غزة ومسار المفاوضات بين الفلسطينيين واسرائيل. وتندرج زيارة عباس في اطار جولة سبق ان قادته الى موسكو وعمان. ويفترض ان يزور الرئيس عباس واشنطن الاسبوع المقبل للقاء الرئيس الاميركي جورج بوش (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) بتاريخ 20 أفريل 2008)

 


قلب صحراء تونس ينبض بايقاعات موسيقى الشرق وافريقيا

   

 توزر (تونس) (رويترز) – انسابت موسيقى الشرق والموسيقى الافريقية وامتزجتا في قلب الصحراء التونسية حيث تستقبل واحة توزر اول مهرجان لموسيقى العالم في تونس بحضور عشرات النجوم والشخصيات المنتشية بجمال المنطقة البكر وحلاوة الموسيقى الاصيلة. وافتتح يوم الخميس الماضي اول مهرجان “لموسيقى العالم.. موسيقى الشرق وافريقيا” بتوزر ويستمر اربعة ايام بمشاركة نجوم من مبدعي الموسيقى قادمين من الهند وايران ومصر والنيجر ومالي وغينيا ونيجيريا وتونس. وتوزعت العروض على عدة مواقع سياحية خلابة مثل دار شريط والتوزرية ودار عزوز وهي متاحف تعرض فيها كنوز الصحراء ومحاطة من كل جانب بواحات النخيل الشامخة والشاهدة على عراقة المنطقة. وفي دار عزوز بتوزر قدمت ليل الجمعة مجموعة قصر الهند رقصة هندية شهيرة تدعى “شاكري” نالت اعجاب الحاضرين. وقام خلالها الراقص اماند شينج بحركات سريعة مذهلة متحركا في شكل دائري. وفي التوزرية التي اضيئت بشموع وغطتها من الجهات الاربع واحات النخيل كان الحفل اشبه بالحلم اذ امتزجت روعة المكان بعذوبة الموسيقى التي اشترك في تقديمها موسيقيون من مصر وايران على الناي ومن الهند على الربابة. عاش الضيوف الذين تدفقوا على التوزرية في موكب تقليدي على متن عربات تجرها خيول ليلة رائقة وصفقوا طويلا انتشاء بما قدم من موسيقى مست احاسيسهم ومشاعرهم. وانضم الى المجموعة عدد من المنشدين من بينهم طفلان لم تتجاوز اعمارهما 12 عاما ليرددوا اناشيد صوفية ارتقت الى درجة عالية من الابداع ومناشدة الروح. وغير بعيد عن التوزرية دوت موسيقى “الجناوة الافريقية” بالمركز الثقافي بتوزر حيث تفاعل المئات من الحضور في عرض لمجموعة الطوارق من مالي مع راقصات قدموا استعراضا مميزا. وتضمن العرض الات الجناوة الشهيرة مثل البزق والطبل والربابة لتهييء طقوسا مميزة ملائمة للرقص فيما صعدت مجموعة تاريت للرقص التي تتكون من خمس نساء اسسوا مجموعتهم في الملاجئ حين هربوا من الحرب الدائرة في مالي بين المتمردين الطوارق والحكومة المالية.  يتبع وتدعو الاغاني التي جاءت كلماتها بالفرنسية للسلام وتحكي عن المنفى قبل ان تنفرج الموسيقى وينفجر بركان من الايقاع تفاعل معه الجمهور الذي صفق طويلا تعبيرا عن اعجابه بالحفل. وقال الان ايبار المدير الفني للمهرجان ان هذه التظاهرة الموسيقية “فرصة للتعريف بالموسيقى الافريقية والشرقية المهددة بالاندثار وتشجيع فنانيها واهلها على البقاء ومواصلة الابداع”. ويحضر المهرجان مئات من السياح الغربيين الذين قدموا الى تونس لينعموا بجمال الصحراء التونسية ودفئها في اطار ضم اصوات موسيقى الشرق وافريقيا. وتتطلع تونس التي تمثل فيها صناعة السياحة المركز الثاني بين القطاعات التي تستوعب الايدي العاملة في البلاد الى تنويع منتجاتها السياحية من خلال دعم سياحة الصحراء والسياحة الثقافية لجلب سياح من ذوي الدخول المرتفعة لتحسين عائدات القطاع التي سجلت العام الماضي ايرادات فاقت 2.5 مليار دولار لاول مرة. وينتظر ان يستمتع زوار توزر خلال باقي ايام المهرجان بعدة عروض اخرى مثل عازفي النيل من مصر ومنير الطرودي من تونس والنجم اسماعيل لو من النيجر وريما سيفا من الهند. ويلتقي ايضا جمهور المهرجان مع فن الحكواتي الافريقي ليستمعوا الى اصحابه يروون حكاياتهم المتوارثة والضاربة في اعماق الزمن وسيلتقون مع صعايدة الاقصر الذين تناجي مواويلهم ارواح القدامى. من طارق عمارة (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 20أفريل 2008)


52 ألف عائلة جزائرية تستهلك زيوت المائدة المهرّبة من تونس

 

 
أ. ملوك
الجزائر-الطارف:أجمعت شهادات منتخبي المنطقة وسكانها بأن الزيوت التونسية تتدفق يوميا وبكميات معتبرة لتموين العائلات كتعويض عن الزيوت المحلية التي وصل سعرها إلى 800 دينار لصفيحة بسعة 5 لترات، بل وتجاوزها في أقصى النقاط الحدودية 900 دينار. وتوقفت ”الخبر” في 3 محطات حدودية متباعدة لدى بعض العائلات وتجار صناعة الحلويات الشعبية ”الزلابية” على نوعيتين من زيت المائدة التونسي، الأولى ذات الرائحة الكريهة، كما يصفها سكان المنطقة، وهي المستخرجة من لحوم حيتان البحر معبأة في براميل كبيرة وتباع بتجزئة اللتر وسعر دلو بسعة 5 لترات 350 دينار. أما النوعية الثانية، والتي يكثر عليها الطلب فهي نباتية، في عبوات زجاجية ملزمة بالاسترجاع، وتفرّغ هي الأخرى في دلاء بسعة 5 لترات بسعر 400 دينار. ونظرا للرواج الواسع لهذه الزيوت وأسعارها، فإن تسويقها وصل إلى البلديات الداخلية مثل القالة ومدينة الطارف عاصمة الولاية. وحسبما علمناه، فإن كل من مصالح مديرية التجارة والجمعية الولائية لحماية المستهلك لم يتحركا لمعاينة هذه المادة للتأكد من شروطها الصحية وصلاحية استهلاكها. وتبقى أمام كل هذا، مكاتب الوقاية الصحية للبلديات الحدودية تنتظر التعليمات الولائية، كما كشف عنه أطباء يترأسون هذه المصالح، للتحرك، في غياب الاهتمام المحلي بتداول استهلاك هذه الزيوت وسط 52 ألف عائلة، أي ما يعادل 110 ألف نسمة، يمثلون قرابة ثلث سكان الولاية. ودون تحفّظ، يتحدث الجميع في الوسط الشعبي والرسمي بالبلديات الحدودية عن نشاط مقايضة زيوت المائدة التونسية بمادة المازوت التي يتداول تهريبها إلى الضفة التونسية المقابلة، مقابل سعر يتراوح بين 25 إلى 30 دينارا جزائريا للتر الواحد من المازوت، الذي ينقل بواسطة البراميل على الأحمرة ليلا عبر المسالك الجبلية ذات التضاريس الوعرة التي تبقى في منأى عن مراقبة حراس الحدود. ومثل هذا النشاط يستقطب عشرات الشباب من سكان المنطقة، الذين يعانون البطالة الخانقة التي فاقت الأرقام القياسية في تقييم المصالح الاجتماعية للبلديات الحدودية حددتها بـ 58 بالمائة. وحسب المتتبعين للتهريب الحدودي بمن فيهم المسؤولون، فإن ارتفاع أسعار المواد الغذائية حوّل أنظار سكان الشريط الحدودي إلى الأسواق الأسبوعية التونسية المجاورة والتي يقصدها آلاف المواطنين الجزائريين بطرق شرعية وغير شرعية في الدخول والخروج، من أجل التموين الغذائي الذي يناسب قدرتهم الشرائية. (المصدر: صحيفة “الخبر” (يومية – الجزائر) الصادرة يوم 20 أفريل 2008)

تطوير التعاون التونسي ـ الفرنسي في القطاع المالي

تونس: شكل بحث سبل تطوير التعاون في القطاع المالي بين تونس وفرنسا محور اللقاء الذي جمع أمس الجمعة ، محمد رشيد كشيش وزير المالية وميشال برادا رئيس هيئة السوق المالية الفرنسية وذلك بحضور محمد رضا شلغوم رئيس هيئة السوق المالية بتونس . وأبرز محمد رشيد كشيش بهذه المناسبة متانة العلاقات التعاون والشراكة بين تونس وفرنسا التي تعد الشريك الاقتصادي الأول للبلاد ، مؤكدا ضرورة العمل على مزيد تطوير التعاون بين البلدين وتعزيزه بما يستجيب للتحولات العميقة التي يشهدها الاقتصاد العالمي في هذه المرحلة . ووفقا لما ورد بجريدة “أخبار تونس” ، استعرض الوزير من جهة أخرى الإصلاحات التي شهدتها السوق المالية التونسية خاصة على المستوى التشريع وحفز المؤسسات على الانفتاح على السوق المالية التي تضطلع بدور هام في تمويل الاقتصاد ومعاضدة القطاع البنكي في تنشيط الاستثمار. وأشار كشيش في ذات الصدد الى أن النتائج الايجابية المسجلة في السنوات الأخيرة على مستوى ارتفاع عدد الشركات المدرجة بالبورصة كانت خير حافز لعدد من المؤسسات الكبرى لإدراج أسهمها بالبورصة . وينتظر أن يتعزز هذا الحضور بفضل الحركية التي ما فتئت تشهدها السوق المالية وبفضل وعي المؤسسة بنجاعة التمويل عبر البورصة . كما أكد الوزير على الأهمية التي توليها الوزارة لحفز الشركات على الاندراج في السوق البديلة التي تمثل فرصة إضافية للمؤسسات الصغرى والمتوسطة لدعم مواردها الذاتية وتنويع مصادر تمويلها. وعبر السيد ميشال برادا من جهته عن إعجابه بما لاحظه من تطور على مستوى تنظيم السوق المالية التونسية والحرص على المحافظة على شفافية المعاملات داعيا الى ضرورة توظيف كل الإمكانيات المتاحة لمزيد دعم التعاون التونسي الفرنسي في هذا المجال من خلال تكثيف التشاور والاتصالات وتبادل التجارب والخبرات .  
المصدر(شبكة الاخبار العربية بتاريخ 20ابريل 2008)


 

جندوبة :بعض شركات الإحياء ألفلاحي في حاجة إلى الإحياء

 
محمد العيادي* 
 
في رحلة مسائية قصيرة قمت بها الأسبوع الفارط إلى ربوع سهول سهول مجردة العليا شملت منطقة بلاريجيا وبن بشير من ولاية جندوبة لفت انتباهي وجود مساحات شاسعة من الأراضي الفلاحية المهملة وهو منظر مؤلم كثيرا لفلاح بسيط مثلي:   مؤلم من ناحية أولى لان كل شبر من أرضنا المعطاءة لا يزرع هو هدر وتبذير في ثروتنا الوطنية, مؤلم من ناحية ثانية لان كل شبر لا يزرع يؤدي إلى نقص في الإنتاج ألفلاحي وهو ما يؤثر سلبا على أمننا الغذائي ,مؤلم من ناحية ثالثة لان كل شبر لا يزرع يزيد في عدد العاطلين عن العمل في الأرياف. ولمزيد التعرف على حيثيات هذه المسالة توقفت في مستوى قرية بت يشير وسالت احد الفلاحين البسطاء فكانت إجابته أن المستثمر صاحب شركة الإحياء ألفلاحي المسماة ” النمو” دخل في صعوبات مالية وبالتالي أصبح غير قادر على خلاص أجور العمال رغم تخفيضه المستمر في أعدادهم كما انه لم يعد قادرا على تحمل تكاليف زراعة اغلب الراضي الفلاحية التي بقيت مساحات كبيرة منها بور (أكثر من400هك) . هذا التفسير البسيط زادني ألما لان هذه الأراضي كانت ملكا لمعمرين لمعمرين فرنسيين ويذكر آباؤنا وأجدادنا أنها كانت “جنة على وجه الأرض” وكان خيرها يفيض كل سنة على المعمرين الفرنسيين وعلى العمال والفلاحين البسطاء . بعد الاستقلال وتحديدا بعد الجلاء الزراعي إلى الدولة ووقع استغلالها في شكل تعاضديات فلاحيه فانخفض إنتاجها وتحول بعضها إلى خراب, فكان الحل منذ نهاية  80ت  التفويت فيها إلى الخواص تحت تسمية “شركات الإحياء ألفلاحي ” بهدف الرفع في إنتاجها وتحسين مرد وديتها فوقع العكس في اغلب الحالات وزادت خرابا على خراب . إنها وضعية مؤسفة فعلا أن تبقى أراضي شاسعة وخصبة مهملة ,إننا نخسر جراء هذه الوضعية كميات هائلة من الحبوب والأعلاف والألبان ومواطن الشغل خاصة في هذه الظرفية العالية الدقيقة. أخيرا تساؤل بريء جدا : هل نحن في حاجة إلى معمرين أجانب لإحياء هذه الضيعات وتجاوز هذا الخراب ؟  استاذ  -فلاح


لا خير في إسلاميين لا يندّدون

 

 
كتبه عبدالحميد العدّاسي لم تقصّر قناة الحوار اللنديّة – المحسوبة على جهة لا تخطئها أعين الأنظمة العربيّة “المتفتّحة” ولا أعين “الملاحظين الخيّرين” – حسب متابعتي الجزئيّة، في تشريح زيارة وزيرة خارجيّة الكيان الصهيوني إلى قطر بمناسبة انعقاد مؤتمر منتدى الدوحة للديمقراطية والتنمية والتجارة الحرة، فقد تناولت القناة مع ضيوف عندها وبالحوار مع المواطنين، هوان العرب وتهاونهم في نصرة القضايا العربيّة الإسلاميّة وتكالبهم على التطبيع مع الكيان الصهيوني الذميم… والعرب والمسلمون (الشعوب) لم يتّفقوا على شيء اتّفاقهم على رفض الجسم السرطاني في فلسطين خاصّة وفي البلاد العربيّة والإسلاميّة عامّة، غير أنّ أوضاعا متدهورة منعتهم من التعبير بجرأة عن هذا الرّفض الذي تجلّى كلّما تأخّر فعل الحكّام بسبب الاحتلال مثلا كما في العراق وفي الصومال وفي أفغانستان وفي فلسطين (غزّة بالتحديد) أو بسبب تسرّب بعض أنفاس الحريّة كما في لبنان مثلا… وهذه الأوضاع أفرزت تصرّفات غير مقبولة وغير معقولة زادت من اتّساع الفجوة بين الحاكم والمحكوم، فالعلاقة مع هذا الكيان أو ذاك في بلد من البلدان العربيّة المتخلّفة سياسيا وحقوقيا (والبلاد العربيّة في هذه النواحي كلّها متخلّفة) لا تخضع أبدا – والجميع يعلم ويصرخ – إلى رغبات الشعب ولا إلى اختياراته. فكما أنّ التونسيين لم يقبلوا بزيارة شارون التي دفع ثمن مدافعتها بعض أبنائها غاليا (تذكّروا ما فعل بمحمد عبّو) ولم يقبلوا بزيارة شالوم التي كتب عنها بعض التونسيين “المائلين” عن الحقّ، حسب تخمين أو اتّهام الدكتور خالد شوكات في مقاله الأخير

(لماذا لم يدن الإسلاميون قطر والجزيرة؟)

… قلت كما أنّ للتونسيين أن يرفضوا ذلك ويدفعوا من أجسادهم بالسجن والعنف الواقع عليهم أو من معنوياتهم بتطاول بعض الإسلاميين الديمقراطيين التقدّميين الليبراليين الوصوليين عليهم، فإنّ من حقّ القطريين أن يرفضوا زيارة ليفي أو غيرها من الأرجاس دون أن يكون لتغيّب الآخر المهتمّ بمقارعة فعل اليهود في بلده الأصلي أيّ عائق، سيّما ونحن في خارطة ملئت بالصهاينة وخدمتهم كلّ بما يستطيع حتّى لو كان بالتشكيك في المقاومة الصحافية الإلكترونية!… أقول هذا الكلام تعقيبا على مقال الدكتور خالد شوكات الذي أراد به (أو هكذا تهيّأ له) حصر المعركة – معركة الأمّة مع الحكّام الظلمة المناصَرين بالصهيونيّة العالميّة، وبالقمم الأمميّة – في تنديد محدّد يُريدُه أن يخرج رأسا ممّن ندّد ذات يوم بزيارة “شالوم” إلى تونس أو ممّن دافع عن عملٍ صحافي تقوم به مؤسّسةٌ وُجدت لأمر قدّره الله في دولة قطر… وقد كنت عزمت على عدم التعليق على هذا المقال استدعاء للدكتور كي يُعمل عقله بعيدا عن التشنّجات النّاتجة عن سوء تعامل (يراه) كان قد لحقه من بعض وجوه “الجزيرة الإسلاميّة” (جزيرة وضّاح)، غير أنّ تعليقات ملاحظٍ، منعته مصلحته من ذكر اسمه (وقد كان منسجما غاية الانسجام مع الدكتور حتّى لكأنّه هو!) على موضوع الزيارة المنشور بصفحات الحوار.نت الغرّاء (*)، دفعتني للإدلاء بهذه الكلمات مؤكّدا على أنّ كثرة الأعداء كما أسلفت تجبرنا على التخصّص وتوزيع المهمّات، فلا ضير إذن في أن يتفرّغ التونسي للشأن التونسي والمصري للشأن المصري والقطري للشأن القطري وهكذا… وأمّا عن الجزيرة العربيّة المشاعة لكلّ العرب، فأحسب أنّ رسالتها رغم ما خالطها من شبهات تظلّ مهمّة في تنوير المشاهِد العربي والإسلامي وإطلاعه عمّا يدور حوله وعمّا يُحاك ضدّه! على أنّ مراجعات المسار تظلّ أيضا من أوكد الواجبات، ولعلّه – إن انضمّت أصوات أخرى إلى صوت الدكتور تنديدا بأسلمة القناة وجريها وراء التطبيع مع اليهود – يكون من الضروري غربلة هذا العديد العامل بها، فتتحقّق بذلك رغبة الدكتور ومن يشاركه هذا الهمّ، دونما تنديد من أناس تنقصهم الشجاعة قد يلتمسون العذر لقطر ولقادة الإسلاميين في الجزيرة، لاعتبارات حزبية ضيقة!…(**)   ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (*): أورد فيما يلي التعليقات على موضوع زيارة ليفي الصهيونية لدولة قطر: 1. ملاحظ | 18 Apr 2008 هنيئا للأخ وضاح ولسائر الإخوة الإسلاميين من العاملين في قناة الجزيرة المناضلة، هذا اللقاء المبارك مع مجرمة الحرب ليفني، خصوصا في هذا الظرف بالذات، حيث تحاصر غزة ويباد شعبها، وحيث تقطع أمة النفط والغاز عن غزة النفط والغاز، لتزود بهما العدو الصهيوني الحبيب، وقطر العظيمة خير المزودين وأكرم المناضلين… 2.          عبدالحميد العدّاسي | 19 Apr 2008 لا أدري هل لاحظ الملاحظ أنّ الإسلاميين إنّما يجتهدون في فعل الصالحات كما نراهم في دفاعهم عن نبيّهم وعن دينهم وعن أراضيهم، دون أن يتلقّوا التهاني من أحد ولا حتّى من الملاحظ نفسه، هذا الذي يبدو أنّ له قصّة غريبة مع وضّاح خنفر، جعلته لا يقول بخصوص الإسلاميين إلاّ شرّا… فهنيئا للملاحظ على هذه المراقبة اللصيقة للإسلاميين التي لم يفلح فيها من غيره إلاّ من كان خادما للأنياب التابعة للدّاخليّة التونسية، كارها للإسلاميين ولصنائعهم… وهنيئا للملاحظ غفلته أو تغافله عمّا يجري في البلاد التونسية – وأحسبه تونسيا مسلما “غيورا” – حيث صارت مزارا للصهاينة!.. أم أنّ ما يجري في قناة الجزيرة قد ألهاه عمّا يجري هناك في جربة بالجزيرة!… اتقوا الله وقولوا خيرا، ولا تتسابقوا في المنكرات بل تسابقوا فيما يرضي الله يا “ملاحظ”!… 3. الملاحظ ثانية | 19 Apr 2008 يا أخ عبد الحميد مع كل هذا التحليل الطويل العريض ، المعتمد كالعادة على البحث في خلفية القائل والاعتبارات الشخصية التي لا علاقة لها بالموضوع (اسأل على صاحبك استغناش…)، لم توضح لنا موقفك من زيارة ليفني ولقائها بإخوان الجزيرة، تماما كما سمعنا موقفك من تونس التي أصبحت للأسف كما تقول مزارا للصهاينة. ألا ترى أن الإدانة يجب أن لا تتجزأ، وأن واجب الصحافة التنبيه للأخطاء، لا تقديم التهاني للإسلاميين وشكرهم على سعيهم للقيام بالصالحات. وأرجو أن لا تضطرني لأتحداك بأن يكون لديك القدرة على إدانة الفعل القطري، وبتحديد لقاء إخوانك بالصهاينة جهارا نهارا، خلافا للحكمة “إن عصيتم فاستتروا”. (**): الجملة الأخيرة مأخوذة من خاتمة نصّ الدكتور….  


سم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين   الرسالة رقم 436 على موقع الحق والحرية الحلقة : 2الحكومة الوطنية 14 أفريل 1956 هي التي غرست شجرة الكرامة بقلـم : محمـد العروسـي الهانـي مناضل – كاتب في الشأن الوطني والعربي والإسلامي

متابعة البرنامج الرئاسي للإحاطة بالأحياء الشعبية والمناطق النائية ذات الأولوية حسبما أعلنه رئيس الدولة

   

أواصل الكتابة حول نتائج المجلس الوزاري المنعقد يوم 11 أفريل 2008 بإشراف رئيس الدولة الذي أوصى بتامين التكامل بين عناصر المشاريع المنجزة في إطار البرنامج المتعلق بالإحاطة بالأحياء الشعبية كما أوصى سيادته بمواصلة العناية بتشغيل أبناء المعوزين ومتابعة الشبان المنتفعين ببرنامج التشغيل مشددا على مواكبة مشاغل المواطنين لاسيما في ما يتعلق بتحسين ظروف العيش خاصة بالأحياء الشعبية والمناطق النائية ذات الأولوية في مختلف أنحاء ولايات الجمهورية… هذا ما تم في المجلس الوزاري الأخيرة الذي انعقد يوم 11 أفريل 2008 أي بعد يومين من ذكرى عيد الشهداء الأبرار الذين استشهدوا في ساحة الوغى وهم ينادون بحكومة وطنية وبرلمان تونسي منتخب. وقد يكون يوم عيد الشهداء الأبرار مازال راسخا في أذهان المسؤولين وقبلها بثلاث أيام يوم 6 أفريل أحياء الشعب التونسي الذكرى الثامنة لوفاة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله محرر الوطن وباني الجمهورية ورائد التشريعات الاجتماعية ومحرر المرأة وبطل الجلاء وقائد الجهادين ومهندس رهان التعليم في بلادنا والأب الروحي للتونسيين والتونسيات لا شك أن في مجلس الوزراء لا تغيب هذه الصورة وهذه الذاكرة التي بفضلها يتواصل البناء الشامخ لتونس التنمية الشاملة التي بدأت يوم 14 أفريل 1956 في أول حكومة وطنية لعهد الاستقلال برئاسة الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله وهي متواصلة بعد نصف قرن ونيف وبهذه المناسبة يسعدني أن انوه بكل من وضع حجرة أو لبنة في صرح البناء الجمهوري ونؤكد من جديد أن بناء تونس لا يتم إلا بتظافر جهود كل أبنائها منذ يوم 20 مارس 1956 عهد الاستقلال إلى اليوم هذا في إطار التواصل والامتداد لنظام الجمهورية ومكاسب الاستقلال. وبعد هذه الخواطر التي هي الأساس لدعم التنمية ومواصلة الجهود وعدم التغافل على ذكر الرجال البررة الذين قدموا خدمات تذكر فشكرا ابتداء من الزعيم الحبيب بورقيبة إلى حكومات عهده الزعيم الباهي الأدغم وحكومة الهادي نويرة وحكومة الأستاذ محمد المزالي وحكومة الرشيد صفر إلى العهد الجديد بقيادة الرئيس زين العابدين بن علي بن منذ 1987. ويوم 11 أفريل 2008 يشدد على مواصلة العناية بالإحاطة بالأحياء الشعبية ومناطق الظل والمناطق النائية ذات الأولوية وكذك تشغيل أصحاب الشهائد العليا خاصة أبناء المعوزين ومشاغل المواطنين لدعم تحسين ظروف العيش، وقد استحضرت يوم 12/04/2008. وأنا أتصفح الصحف الوطنية واطلعت على الخبر الأول حول نتائج مجلس الوزراء… فقلت للمرة الأربعين أقرا خبر حرص الرئيس على دعم التشغيل ومتابعة مشاغل المواطنين كما تذكرت المقالات التي كتبتها منذ عام 2000 سواء في الصحف أو المراسلات الشخصية أو عبر الانترنات منذ عام 2005 وقلت بعد نشر حوالي 48 رسالة مفتوحة على النحو التالي 21 رسالة إلى سيادة الرئيس عبر هذا الموقع و9 رسائل شخصية و3 بواسطة جريدة أخبار الجمهورية و27 رسالة أخرى للسادة الوزراء عام 2006 كما ذكرت في الحلقة الاولى… وكل الرسائل تخص مشاغل منطقتي والمناطق المجاور لمعتمدية الحنشة ولاية صفاقس والذي شجعني لإعادة ذكر المشاغل هو حرص وعناية رئيس الدولة وإشارته يوم 11/04/2008 في مجلس الوزراء ولعل التذكير بمشاغل جهتي جاء في الوقت المناسب وهذه المشاغل : 1) إيصال الماء الصالح الشراب لـ120 عائلة بالحجارة والبطاطحة تخلفوا عن مشروع إيصال الماء الصالح للشراء عام 2000 وهم حائزون. 2) إصلاح الطريق الذي أنجزه صندوق 2626 عام 1998 وهو الآن معطب وغير صالح نتيجة عدم المتابعة والرقابة والتعهد في الإبان والصيانة. 3) إتمام الملعب الرياضي الذي توقفت إشغاله في مستوى 30% منذ عام 2001 ولم يتحقق حلم الشباب. 4) تعبيد 3 كلم لربط الحجارة بمعتمدية الجم قرب الطريق السيارة مساكن صفاقس لفك عزلة المنطقة. 5) تحويل مدرسة ابتدائية انجزها صندوق 2626 بالحجارة إلى مدرسة ثانوية المرحلة الأولى باعتبار بعد الحجارة على الحنشة 24 كلم. 6) المساهمة في بناء صومعة جامع الرحمة بالحجارة باعتبار المنطقة فقيرة وهي منطقة ظل كما أسلفت. 7) تعبيد 2 كلم بأولاد تومي ببئر صالح نظرا لرداءة المسلك الفلاحي والمنطقة معزولة. 8) تعبيد 2 كلم بجهة الرواضي أولاد السويح. 9) إيصال الماء الصالح للشراب للمنازل بأولاد عمر. 10) السعي لدعم التشغيل حاملي الشهائد العليا وإعطاء الأولية لأبناء المعوزين والحالات الاجتماعية وكما ذكرت في مقال سابق حول موقف المناضل محمود شرشور المدير المساعد للحزب. حيث حرص على الإصغاء لأبناء المناضلين وذات يوم اتصل به أين مناضل طالبا مساعدته على الشغل بالشركة القومية للنقل الذي وضع فيها ملف. واتصل الأخ محمود شرشور رحمه الله بالمدير العام للشركة وحصل على وعد صريح لقبول إني المناضل وبعد 3 أشهر لم يتحقق الوعد أتصل به من جديد المدير المساعد للحزب وقال له بلغة قوية اعتبر الشاب يعمل منذ الآن حسبما وعدتني حضرة المدير… تلك قوة الحق وقوة الحزب. ولو يطلع سيادة الرئيس على هذه الملاحظة بأمانة وصدق وحق ونزاهة أعتقد أن 8 شبان سيقع تشغيلهم حالا بصفة فعلية لا الوعود السابقة من طرف المسؤولين الخيالية وهذا ما تتمناه من الأعماق وإذا حصل إطلاع الرئيس أعتقد أن القرار الرئاسي سيكون لصالح هؤلاء الشبان إن شاء الله. “وعد 02/04/2007 بوزارة التربية  والتكوين هي نفس القصة التي ذكرتها عن الأخ محمود شرشور” إذا أردنا المصداقية للنظام… شاء الله. قال الله تعالى : “ان أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب” صدق الله العظيم محمـد العـروسـي الهانـي الهاتف : 22.022.354
 

امرأتنــا وبنـاء الأنثـى الإنسـان

   

 
 
د. خــالد الطــراولي  ـ وبعد أن كنا نتهكم على من تسائل من قبلنا هل للمرأة روح أم لا، ترانا نقول ودون وعي ” المرأة عشر عورات، فإذا تزوجت ستر الزوج عورة واحدة، حتى إذا ماتت ستر القبر العورات الباقية” وكأن لسان الحال يدعو إلى الحياة بدونها لأنها عنوان الموت والعدم. ـ لم أتخل يوما عن ثابت من ثوابتي ونتيجة وصلت إليها بكل تواضع أثناء تحليقي في سماء هذا التاريخ الطويل العريض وفي أرضه، والذي نحمله بين أضلعنا ولا ينتهي حين فطامنا، أن هذه الحضارة التي بناها يوما أجدادنا بأيد من حديد، فارتفعت وطرقت أبواب الثريا، ثم تخلوا عنها فسقطوا إلى الثرى ولا نزال نسقط معهم إلى سافلين، هذه الحضارة كان وراءها دور فعال نسبيا لكائن جاد، فارتفعت بارتفاعه وفشلت بفشله وسقوطه… ذلك الكائن الحي حين حيت حضارتنا، وذلك الكائن الميت حين دخلت هذه الحضارة القبور وأماكن الرداءة… تلك هي المرأة! ودون الإبحار كثيرا في هذه التوطئة حتى لا أبخس الجوهر حقه، غير أني أؤكد أن أي ظاهرة إنسانية نعيشها في السياسة والاقتصاد والاجتماع، وأن أي مشروع تنموي أو حضاريي وأن أي برنامج إصلاحي أو خطط نهضوية لن يستطيع النجاح وإثبات مسار تحول لفرد ومجموعة وشعب وأمة، إذا ظل يعتقد أنه بإمكانه الوقوف على رجل واحدة وأن مصير هذه الأطراف مرتبط بكائن واحد إسمه الرجل! المرأة الإنسان هو الحبل المتين لأي نقلة نوعية وحضارية لمجتمعاتنا، واليوم الذي نصل إلى بناء هذا الكائن الإنسان وتهيئة الظروف المعنوية والمادية لإقلاعه، والاعتراف به كطرف له دوره الفاعل والحازم والضروري في نشأة الحضارات ونكبتها، عندئذ اسمحوا لي أن أقول : قد عرفتَ فالزم! المرأة بنت وأخت وزوجة وأم، مراحل ومحطات تتعايش وتتشابك، غير أنها ترتكز أساسا على بناء سليم ينطلق منذ اللحظات الأولى لهذا الكائن الصغير وهو يخطو خطواته الأولى في هذا العالم الصغير الذي كثيرا ما رفض قبوله أو عكر عليه صفو وجوده،  من “من كانت له ثلاث بنات يؤدبهن ويكفيهن ويرحمهن فقد وجبت له الجنة” قيل: يا رسول الله وإن كان له بنتان؟ قال: “وإن كان له بنتان”، قال: وإن كانت له بنت واحدة؟ قال: “وإن كانت له بنت واحدة” رواه أحمد ، وما نرى أبواب الجنة الثمانية تفتح على مصراعيها رغم أن سلعة الله غالية و سلعة الله الجنة، إلا لأن المهمة كبيرة تقارب أو تماثل أو تتجاوز الشعيرة والطقس، حيث يصبح بناء الفرد الأنثى بناء مدرسة المستقبل وإقامة مجتمع. ويصبح التقرب من البنت الصغيرة والأخذ بيدها طيلة هذا المشوار الضاغط، تقربا من الله ودخول خيمة الرضا والرحمة. ثم يتواصل هذا المشوار ترغيبا وحنانا وحبا في بناء هذا الكائن بلمسات طيبة ولطيفة ولكنها حازمة ” يا فاطمة بنت محمد اعملي فلست أغني لك من الله شيئا ” ليصبح هذا الفرد إنسانا مستقلا حرا مبادرا ومسئولا، لا يفيده نسب أو حسب أو قرابة، أو شكل دون محتوى أو حشو دون جوهر، ولكنه كائن فاعل يحمل أوزاره لوحده ويسعى للحراك الإيجابي بين جدران البيت الصغير والكبير… ثم ترتفع الأسس بهدوء وصلابة ويغدوا المسار سليما واعيا معافى ، ويدخل البيت قبل أن يبرز البناء إلى المجتمع رصينا راشدا  “هن لباس لكم وأنتم لباس لهن “… وهنا وبعيدا عن منطق الكهوف والدهاليز والغرف المظلمة، تختمر إحدى اللبنات الأساسية لبناء البيت السعيد ومن ورائه المجتمع الصالح…حيث تلتقي الرحمة والسكينة لتلقي بردائها على أركان هذا البناء في موطن شراكة للفعل والنظر. “وجعل بينكم مودة ورحمة” فلم يكن الإطار موضع هيمنة وغلبة وقهر ولكنه تعايش واستلطاف ومنفعة متبادلة. ومن أجمل ما قرأت في هذا الباب تعليق لطيف للشيخ الغزالي رحمه الله حيث يقول:”المجتمع الوضيع هو الذي يفهم الزواج على أنه عقد انتفاع بجسد، أو يعرفه بأنه امتلاك بضع بثمن، أو يراه شركة بين رجل تحول إلى ضابط برتبة مشير، لديه امرأة برتبة خفير! [1]”  فالبيت حلقة في بناء اجتماعي متقن ومحدد، ينطلق أساسا من هذا اللقاء الثنائي والمتعايش على أساس الحب والوئام بعيدا عن منطق الاستبداد والاستفراد، فاستقرار المجتمعات وأمنها من استقرار البيوت ووئامها، وانفراط عقد البيوت مجلبة لانفراط عقد المجتمعات. ولعل هذه العقلية الفردية والاقصائية وثقافة الاستبداد التي تصول وتجول في المشهد العام وخاصة السياسي منه، تجد الكثير من أسبابها على باب هذا البيت الصغير، فكثير من ظلمات الخارج بنيت داخل أسوار البيوت ومن وراء جدرانها السميكة.  وحتى إذا ارتجت القواعد يوما داخل هذا البيت الصغير وحدث الانفصال لسبب من الأسباب الذاتية أو الموضوعية، فإن البناء الاجتماعي يتواصل بعيدا عن الترميم والتلفيق، وكأن ما حدث لا يزعزع أرجاء البناء الأم وهو بناء المجتمع “ولا تنسوا الفضل بينكم”!…فكانت هذه الكلمات تعبيرا على نهاية مسار زوجي لم يكتب له نجاحه، عاش أزمة تواجد ثنائي، وتواصل مسار آخر أكثر حساسية وأعمق تأثيرا وهو الشأن الاجتماعي، حتى لا يمكّن للقطيعة الثنائية وأزمة الفرد أو الزوج أن تجاوز معتقلها وتنطلق إلى الفضاء الاجتماعي وترجه في أعمق مكوناته. وهنا يتجلى دور الفرد والجماعة في تلاصقهما البنياني وتاثيرهما المتبادل في تمكن المآزق والأزمات أو حصول الفوز والنجاحات. وتتلاحق المحطات في هذا الدور الإنساني الذي بني على وعي ورشد لتنبثق من أطرافه منظومة بناء حضاري أساسها “النساء شقائق الرجال” وأداته النافذة والجادة والفعالة التي لا تترك مجالا للمزايدة أو العبث بالمصطلحات والمفاهيم، ولتعلن على رؤوس الأشهاد أن المجتمع الناجح الذي يبني الحضارات ولا يسقطها هو المجتمع الذي بتعايش فيه هذان الجنسان في وئام، وفي ظل حراك مدني يبني على الصلاح وترك الخبيث، “والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر..” ولم ينحسر هذا النداء وهذه الحقيقة الربانية داخل البيوت فقط، ولم يربطها بجنس، بل جعل سعة فضاء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يتجاوز هذه الجدران الضيقة، على أهميتها، ليلامس بانضباط وتوجيهات كل الظاهرة الإنسانية في امتدادها، من سياسي واجتماعي واقتصادي وثقافي. ليست هذه قصة ألف ليلة وليلة، وليس ما أوردناه، هو من غث أو سمين كتاب الأغاني، وليست هذه مثالية خطاب تنظيري لا يعدو أن يسقط في أول امتحان وطرق على الأبواب، ولكنها شذرات مواقف بعد أن كانت كلمات، وممارسات شهدها واقعنا، بعد أن كانت تتلى في المحراب، وانظروا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في بيته وانظروا إليه وهو يخاطب النساء نصحا وأمانة، ثم تقربوا إليه أكثر وأنصتوا وهو يقول عليه السلام في آخر خطبة وكأنه اطلع الغيب وهو منه براء : أوصيكم بالنساء خيرا…  ولذلك بنيت حضارتنا يوما على تعايش الجنسين في البناء، في ظل منظومة أخلاقية وقيمية حازمة، ثم انفلت العقد وسقطت حباته الذهبية وتمرغت بالتراب لتصبح دون شعاع ولا إشعاع، ودخلت المرأة السراديب، وأغلقت عليها الأبواب وتمترس أصحاب الغلو وراء انتقاتهم الفقهية المسقطة! وبعد أن كنا نتهكم على من تسائل من قبلنا هل للمرأة روح أم لا، ترانا نقول ودون وعي ” المرأة عشر عورات، فإذا تزوجت ستر الزوج عورة واحدة، حتى إذا ماتت ستر القبر العورات الباقية” وكأن لسان الحال يدعو إلى الحياة بدونها لأنها عنوان الموت والعدم. واليوم الذي نعلن فيه أنسنة المرأة في ثقافتنا وتشكل عقلياتنا، تسقط عديد القضايا المشبوهة والمفتعلة ويسقط معها فقه مغشوش وآليات فكر وتفكير مهزوزة، ونكون قد وضعنا حجر الأساس لانطلاقة صادقة وناجعة وسليمة لعالمية إسلامية ثانية وواعدة ومستديمة. [1] محمد الغزالي “قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة”. دار الشروق. ط السادسة. 1996 القاهرة. ص: 37. المصدر: موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net بتاريخ 20 أفريل 2008  


انتخابات بلا نتائج

 

 
 
 
عبد اللطيف الفراتي (*)        تعود العالم الثالث خاصة في العالم العربي وإفريقيا على الانتخابات المزورة والنتائج المسبحة بحمد الرئيس السلطان، ونسب الـ99 في المائة، أما ما يجري في زمبابوي هذه الدولة الإفريقية الغنية جدا التي حولها الرئيس موغابي إلى دولة فقيرة تشكو من المجاعة فهو الغرابة بعينها. ففي أواخر مارس جرت انتخابات تشريعية ورئاسية في هذا البلد، أعلن سريعا بعدها عن نتائج الأولى، وتأجل يوما بعد يوم نتائج الثانية. فقد فازت المعارضة بالأغلبية في البرلمان، غير أن السلطة الحاكمة رفضت الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية، بما يوحي أنها لم تكن لفائدة الرئيس الجالس على «عرش» بلاده منذ 28 سنة، يراكم الأخطاء التي انتهت إلى تحويل دولة غنية إلى دولة فقيرة. ولا يعرف أحد إلى متى يؤجل الحكم القائم الإعلان عن نتائج انتخابات رئاسية، بات واضحا أنها لم تكن لفائدة الرئيس موغابي، ولولا ذلك لأعلن عن نتائجها، وكفى المؤمنين وغير المؤمنين شر القتال، غير أن المراقبين يعتقدون أن طبيعة نتائج الانتخابات، تجعل أيا كان يخجل من أن يعلن عن فوز رئيس بات الخاص والعام يدرك أنه أقلي وأنه منبوذ من شعبه الذي عانى من ويلات حكمه على مدى الثماني والعشرين سنة الأخيرة، وأنه يتوق لتغيير عميق ما قاده إلى انتخاب المعارض مورغان بدلا عنه بأغلبية مريحة. ولا بد من الاعتراف بأن الرئيس موغابي، قد كان من “النزاهة” بحيث لم يعلن كما هو شأن آخرين عن النجاح بـ 90 في المائة أو أكثر، ولكنه لم يعرف كيف يتصرف مع نتائج يعرف الخاص والعام أنها لم تكن لصالحه، ولذلك استمر في سياسة التشويق منذ أكثر من ثلاثة أسابيع يواصل فيها حكم البلاد بقرارات تعسفية، دون أن يعلن عن نتائج من المفروض أنها لم تكن لصالحه.وإذ رفض الاعتراف بالهزيمة المرة، فإنه كذلك لم يعرف كيف يتصرف مع وضع جديد عليه وعلى البلدان المتخلفة، رئيس في الحكم يلفظه شعبه ويرفض وفق تقديرات المراقبين التجديد له، وهو الذي كان يعتقد أنه سيبقى على سدة الحكم طيلة حياته التي يتوقع أنها ستكون طويلة. ومن هنا جاء أمر الامتناع عن إعلان نتائج انتخابات بعد أكثر من 20 يوما من حصولها، وهي سابقة عالمية، فلحد الآن كانت الانتخابات في الدول الديمقراطية تنتهي بإعلان ناجح وفاشل، أما في البلدان غير الديمقراطية فإنها تنتهي بنجاح شخص معلوم. ولذلك فإن ما يجري في زمبابوي إنما يمثل سابقة، ربما سيفرض تدريسها لطلبة العلوم السياسية في المستقبل، كظاهرة فريدة من نوعها تستحق أن تلفت النظر وأن تدرس ويقوم تنظير حولها. فليس دارجا أن تبقى انتخابات في أي بلد دون نتائج معلنة بعد مثل هذه الفترة الطويلة. وإذ سيدخل الرئيس موغابي التاريخ بوصفه رئيس دولة حول بلده من الغنى إلى الفقر في 28 سنة فقط، فإن التاريخ سيسجل له ولا شك أيضا أنه أول رئيس في العالم أجرى انتخابات عامة وامتنع عن إعلان نتائجها، ومن هذه الناحية ربما دخل موسوعة غينيس. ومهما كانت النتائج التي سيفضل بها الرئيس موغابي في النهاية فإن ذلك لن يقلل من أمر هذه المدة الطويلة للمخاض، ويشكك في نزاهة القائمين بهذه الانتخابات وفرز الأصوات فيها وإعلان النتائج. وإذ يجد الرئيس موغابي الجيش الذي فصله على مقاسه أكبر سند له، في هذه الأزمة، فإن أي ضغط من الجيش في اتجاه إعلان فوز الرئيس المتخلي، لا يعدو أن يكون في نهاية الأمر مجرد انقلاب على الشرعية الشعبية. وإذ يبدو أن الرئيس الزمبابوي قد استقر رأيه على القيام بمقاسمة على شكل مقاسمة التركات التي يتركها الآباء للأبناء، فيترك البرلمان للمعارضة، ويواصل حكم البلد كملك غير متوج، فإنه يبدو أن الضغط الدولي سائر في اتجاه عدم الاعتراف بمثل هذا الحل، على اعتبار أنه حل ملفق لا يعكس حقيقة توجهات الناخبين، إضافة إلى أنه بعيد عن أن يكف يد الرئيس موغابي عن العبث بمقدرات الشعب، على أساس أن البرلمان بعد مختلف التعديلات الدستورية قد فقد كل صلاحيات ممكنة وترك كل السلطة بين يديه بدون أي قدرة على رقابة تصرفاته. وربما في هذه الحال اتجه الأمر إلى حل على الطريقة الكينية، باستحداث منصب رئيس وزراء، وتقاسم المناصب الحكومية بين رئيس الدولة ـ المطعون في صحة انتخابه والمتهم بالتزوير الفاضح ـ وزعيم المعارضة في انتظار إجراء انتخابات رئاسية جديدة. غير أنه لا بد من القول إن بلدانا إفريقية موصومة بالتخلف قد سجلت أمرين اثنين: ü التخلص من عقدة انتخابات بنتائج لا تقل عن 90 في المائة طبعا لفائدة الرئيس المتخلي. ü إنه قامت في تلك البلدان معارضات جديرة بهذه التسمية لها صوت مسموع وقواعد شعبية، وقدرة على تحريك الشارع واستنهاض هممه. كل ذلك بعكس العالم العربي، وحتى البلد الوحيد الحرة إرادته أي لبنان فإنه حرم عن طريق تدخل «الأشقاء» في شؤونه من القدرة على انتخاب رئيس له، منذ شهر نوفمبر الماضي، وهو من الناحية الدستورية أشبه بزمبابوي من حيث الفراغ في السدة الرئاسية الفعلية حيث إن ولاية الرئيس موغابي منتهية لا محالة كما سبق أن انتهت ولاية الرئيس لحود. وليس واضحا ما الذي سيجري في زمبابوي إذا انتهت مدة ولاية رئيسها فيما بقي الوضع على حاله من ناحية الامتناع عن الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية. (*) كاتب من تونس (المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر) الصادرة يوم 20 أفريل 2008


 
 

“مكتبة المقاومة” في باريس

 

 
هادي يحمد باريس– في الدائرة السابعة عشرة من باريس وقريبا من محطة مترو الأنفاق والتي تسمى بـ”جي موكي” -الشاب الفرنسي الذي قدم روحه فداء لتحرير فرنسا من النازية- تنتصب “مكتبة المقاومة” في منعطف الشارع الرئيسي الذي يؤدي إلى المحطة. “مكتبة المقاومة” -هكذا اسمها- ليست ككل المكتبات فيباع فيها إضافة إلى الكتب.. (صابون “نابلس” وفخار “الخليل” وزيت زيتون فلسطين)، وتنظم محاضرات “لأصوات التحرر” ويحضر فيها كذلك لمسيرات من أجل دعم “المقاومة في فلسطين” ولكل حركات التحرر في العالم. المكتبة التي تشغل حوالي 300 متر مربع وتحتوي على مقهى داخلي و مجهزة بأجهزة الكمبيوتر والإنترنت، تضم كذلك قاعة محاضرات أصبحت في الأشهر الأخيرة قبلة لكل الراغبين في المساهمة في القيام بشيء ما لدعم القضية الفلسطينية و لكل قضايا التحرر في العالم. وعلى الصعيد المحلي “مكتبة المقاومة” مفتوحة للمنظمات التي تناضل من أجل المهمشين والمناضلين من أجل إعطاء حق الإقامة للأجانب بفرنسا. المكتبة كانت في السابق بمثابة “جراج كبير اشتريناه”. -هكذا تقول أوليفا زامور المسئولة عن المكتبة- وتضيف: “قبل انتقالنا إلى مقر هذه المكتبة اعتدنا مثل كل المنظمات التي تناضل من أجل القضية الفلسطينية أن تعقد اجتماعاتها في قاعة في جامعة جوسي، غير أن تغير عميد الكلية ومجيء عميد آخر أبدى رفضه لمواصلة عقد اجتماعاتنا في الجامعة أجبرنا على إيجاد فضاء آخر يجمعنا”. وفي الحقيقة فإن مكتبة “المقاومة” مكتبة فريدة تقف وراءها امرأة غير عادية.. إنها “أوليفيا زامور”، فرنسية من أصول يهودية، مات بعض من أفراد عائلتها في معتقلات النازية، ولكنها بخلاف غيرها من أطفال اليهود أرادت أن تضم صوتها إلى معسكر المناهضين للصهيونية وتقف إلى جانب الفلسطينيين. وهي لا تدخر جهدا في ذلك؛ إذ لا تتوقف حركتها بين أرجاء المكتبة وحاملة بين يديها نسخا كثيرة بالألوان لصورة كبيرة لعازف جاز تقول لزائري المكتبة: “هذه صورة لعازف الجاز الإسرائيلي (جيلاد اتزمون) سيزورنا في باريس قريبا لتنظيم حفلة من أجل القضية الفلسطينية في منتصف الشهر المقبل ولكنه لن يأتينا من إسرائيل بل من لندن حيث اختار أن يعيش هناك منذ مدة طويلة؛ لأنه يرفض سياسة القمع التي تمارسها بلاده”. في قاعة المحاضرات التي توجد في أقصى المكتبة كانت الاستعدادات تجرى لاستقبال الكاتب الفلسطيني المقيم في لندن “خالد الحروب” الذي حضر يوم الخميس الماضي لإلقاء محاضرة بمناسبة صدور كتابه “حماس” باللغة الفرنسية. تجاهل الخلافات وخلف خرائط لفلسطين تجسم مراحل توسع الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي منذ عام 1947 وحتى يومنا هذا، قدم الحروب كتابه مشيرا في البداية إلى أنه “ليس بصدد إصدار حكم على حماس لها أو عليها، وليس بصدد القيام بالبروبجندا (دعاية) ضدها أو لها وإنما همه وغايته تفكيك الواقع السياسي الفلسطيني كما هو”. المشرفون على “مكتبة المقاومة” لاتهمهم الخلافات الداخلية بين حماس و فتح وغيرهما، فعلى واجهة جدار قاعة المحاضرات تعلق صورة كبيرة لشاب (فلسطيني – فرنسي) لا نعرف هل هو من فتح أم من حماس. وتقول أوليفيا زامور: “انه صالح حموري معتقل منذ ثلاثة سنوات بدون محاكمة في السجون الإسرائيلية وعلمنا الخميس 17- 4 – 2008 أن محكمة عسكرية إسرائيلية أدانته بسبع سنوات سجنا”. وعلى غرار صورة “صالح حموري” وتحت عنوان “فلسطين 141″، ينظم على جدران مكتبة المقاومة معرض للمصور الفرنسي “فرنسوا ليقيت” يقوم فيه بعرض صور الأطفال الفلسطينيين الـ141 الذين استشهدوا تحت الرصاص الإسرائيلي سنة 2006 والذين ولا شك يتوزع أهاليهم وبدون تفريق بين فتح وحماس وغيرهما من التنظيمات الفلسطينية، فالمهم أنهم أطفال بالنسبة لأصحاب مكتبة المقاومة. ومن العناية بالشهداء المعتقلين وصولا إلى النزول إلى تفاصيل معاناة المواطن الفلسطيني في حياته اليومية، يكرس أصحاب مكتبة المقاومة أوقاتهم وجهودهم لخدمة المجتمع الفلسطيني بكل أطيافه والتي تصل حتى إلى مساعدة المزارعين وأصحاب الصنائع الفلسطينية على ترويج منتجاتهم وبالتالي مساعدتهم على مزيد من الصمود والتمسك بأراضيهم؛ ففي المكتبة يباع “صابون نابلس” حيث كتب على غلاف قطعة الصابون “يرصد ريع الأرباح لصالح المشاريع الاجتماعية لمركز دارنا بنابلس” – “صنع في فلسطين”!. (المصدر: موقع “إسلام أونلاين.نت” (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 19 أفريل 2008)  


“الصحافة” تفتتح ملف النقد السينمائي في تونس: لعبة الحضور والغياب هل لدينا نقد سينمائي في تونس؟ من يمارسه وما هي محامله الاعلامية ؟

 

 
إعداد : لسعد بن حسين هل لدينا نقد سينمائي في تونس ؟ !! من يمارسه ؟!!وما هي الوسائط الإعلامية التي يستعملها… هل من تأثير للنقد السينمائي على الإنتاج السينمائي التونسي؟!! وما هو دوره في التظاهرات السينمائية الكبرى ببلادنا أيام قرطاج السينمائية المهرجان العالمي لشريط الطفولة والشباب ، مهرجان الوثائقي بتونس، مهرجان قليبية؟!!!. كل هذه الأسئلة حملناها وعرضناها على بعض الوجوه المشتغلة بالنقد السينمائي في تونس ولئن لم نحصل على مساهمة من الطاهر الشيخاوي وعبد الكريم قابوس فإننا نعتقد أن العينة التي طرحنا عليها هذه الأسئلة تمثل إلى حدّ ما مختلف توجهات النقد السينمائي ببلادنا. الهادي خليل : من السهل طمس العلامات المضيئة أحببنا أم كرهنا، النقد السينمائي في ظل غياب المجلات والنشريات المتخصصة موجود أساسا في الصحف والذين ينظرون إلى المقالات النقدية الصادرة في الصحف بنوع من التحفظ إن لم نقل الازدراء غير محقين في هذا الموقف فأهم الدراسات التي أنتجت عن السينما التونسية تبنت نشرها الصحف وخاصة الجدية منها والتي تميزت بتقاليد عريقة في النقد السينمائي والفني مثل لابراس ولورونوفو بالفرنسية والصباح والصحافة بالعربية. سهل جدا أن نطمس العلامات المضيئة في النقد السينمائي على أعمدة الصحف عندما نتعمد التعميم ونستسهل مقولة ليس هنالك أي شيء في تونس أو إن النقد السينمائي في ربوعنا صحراء قاحلة !!! لدينا نزعة متأصلة فينا واستفحلت كثيرا وهي عدم الإقرار بكفاءات أخرى غيرنا وبأقلام متميزة كانت لها إسهامات هامة في مجال النقد السينمائي فمهما كانت نرجسيتنا وغرورنا هل يمكن إن ننكر إننا كنا ننتظر بفارغ الصبر خلال السبعينات المقالات الهامة لعبد الكريم قابوس في جريدتي الصباح ولوطون وهل يمكن أن ننسى بهذه السهولة النفس المتوهج الذي وشم به محمد محفوظ النقد السينمائي في جريدة لابراس … والرجوع إلى السنوات الماضية ليس من باب الوقوف على الأطلال بل هو ينم عن حرص منا على إعطاء كل ذي حق حقه فاليوم مثلا نرى في الصحافة التونسية مقالات تتميز بالعمق وبالتدقيق في التحليل وبدراية لمكونات اللغة الفلمية مثل بعض مقالات سميرة الدامي (لابراس) أو مقالات كمال بن وناس والطاهر الشيخاوي في لوطون… أما المقالات الرديئة فهي ممضاة من قبل صحفيين غير مختصين في مجال النقد السينمائي همهم الوحيد هو كسب القوت وإعطاء نوع من الشرعية على صفتهم كدخلاء على هذا المجال وليس من المعقول أن تنسينا هذه المقالات ما تحقق من انجازات على أعمدة الورقات الثقافية بالجرائد التونسية. وقد لعبت المجلات والنشريات المختصة (الحياة الثقافية، كراسات السينما بفرنسا) دورا كبيرا بما أننا لن نبالغ أن قلنا إن من أهم الدراسات التي نشرت عن السينما التونسية والعربية اتخذت من كراسات السينما محضنا لها وفي هذا المجال لا يجوز أن نغض الطرف على الدراسات الممتعة والتي تمزج بين عمق التنظير ومهارة التحليل لدى عبد الوهاب المؤدب الذي وفر لنا مدونة نقدية عن أهم الأفلام العربية التي أعجبته (سجنان لعبد اللطيف بن عمار، العرس للمسرح الجديد، المومياء لشادي عبد السلام، يوميات نائب في الأرياف لتوفيق صالح، شارقي لمومن السميحي المغربي). كما يجب أن نقر بالحركية الثقافية التي أحدثتها نوادي السينما لكن جامعة نوادي السينما كوّنت مثلما دمرت فلقد استقطبت الكثير من الشباب المتعلم وغير المتعلم كونتهم وحمستهم لكنها ساهمت بقسط كبير في تدمير عقلية الاختلاف رغم وجود بعض العناصر النيرة داخلها واستعملت الأفلام كمطية للصراعات الإيديولوجية والسياسية. كانت الجامعة في السبعينات والثمانينات مورطة في عرض نفس الأفلام مثل «المخدوعون» لتوفيق صالح، شمس الضباع لرضا الباهي أو أفلام لمخرجين من أمريكا اللاتينية مثل البوليفي سونجينس. ولو عدنا إلى الوراء وقيمنا عمل جامعة نوادي السينما على ضوء الوثائق والنشريات ونقد الأفلام لتبين لنا دون عناء إن مقاربة الأفلام كانت منحصرة أساسا في المضامين وليس في الخطاب الجمالي والفني المعتمد من قبل المخرجين. على الناقد الذي يريد أن يكتب والناقد المغرم بالسينما والذين تهمه مرافقة ثقافة بلده بالتدقيق والتحليل أن يقوم بعمله دون الاهتمام بمواقف المخرجين التونسيين من النقد وهي مواقف لا تبحث إجمالا عن المصارحة والمكاشفة بل هي تبحث عن المجاملات وكل ما من شأنه أن يضخم من «أنا» السينمائيين. النقد السينمائي له دور فعال في الفعالية الإبداعية والمؤسف انه في تونس والبلاد العربية إجمالا لدينا كثير من النفوس المريضة من السينمائيين الذين يحلو لهم ترديد مقولة : «النقد سهل أما الإبداع فصعب المنال»… لو كانوا مبدعين حقا لأفحمونا وأقنعونا لكنهم دوما يستصغرون النقاد رغم أنهم يلهثون وراءهم لأنهم أنانيون وعملية تبادل الآراء والتحاور في العملية الفنية في شتى مراحلها لا تهمه إطلاقا. الناقد يبرز أساسا في اللحظات الحرجة أي عندما يقع تطويق بعض الأفلام الجيدة وتقع محاولات نسفها ونكران تجلياتها الناصعة ففيلم مثل ريح السد للنوري بوزيد مثلا كان ظاهرة اجتماعية كبرى وجد في النقاد التونسيين والعرب والغربيين سندا كبيرا إذ دافعوا عنه وتحمسوا له وبينوا النقلة النوعية التي أحدثها في مسار السينما العربية ككل… وعندما هوجم فيلم ناجية بن مبروك «السامة» دون مبررات مقنعة كان للنقاد دور فاعل سنة 1988 في رفع المظلمة عنه وفي إبراز قيمة هذا الشريط في التصور الجديد الذي يحمله عن قضايا المرأة… «عرب» أيضا للمسرح الجديد اعتبر من قبل بعض النقاد الذين لا تريحهم سوى المسالك المعبدة المعهودة لخبطة في شكله ومضمونه وحاولوا رميه في سلة المهملات فبادر بعض النقاد بمؤازرة الفيلم ومناقشته بحضور مخرجيه مع الجمهور العريض لتبيان أهميته في معالجة قضية العروبة ومآزقها والأمثلة تطول. لا أريد الحديث كثيرا عن تجربتي الخاصة لكنني اعتقد أن أهم ما قمت به خاصة في كتابي الأخير مدونة : السينما التونسية هو تحليل بعض الأفلام التونسية التي وقع تجاهلها كليا مثل رائعة فيتوري بلهيبة « رقية» كما اتضح لي إن السينما التونسية ليست سينما روائية فقط بل هي وثائقية أيضا واعتقد دون مبالغة أن السينما الوثائقية كما أنجزت في الثمانينات من قبل حميدة بن عمار وعبد الحفيظ بوعصيدة وكما تنجز اليوم من قبل محمود بن محمود ومحمد الزرن وهشام بن عمار وفيتوري بلهيبة هي مفخرة تونس الثقافية لذا ركزت جل اهتماماتي في كتابي المذكور على السينما الوثائقية… إذن على الناقد السينمائي أن تكون له نظرة شمولية عن سينما بلده والتعبيرات الفلمية الأخرى في العالم بأجمعه، عليه أن يخرج مما هو ملوك ومتعاهد عليه ومكرر وفتح أعين الناس على أجناس سينمائية مثل الشريط القصير والوثائقي وأفلام غير المحترفين الخ… خميّس الخيّاطي:لا وجود لنقد سينمائي النقد السينمائي يتوقف على عدّة عناصر منها ثقافة النّاقد وذائقته وتكوينه، ذلك أن عليه أن يكون ملمّا بتاريخ السينما بالفنون التشكيلية وبالآداب العالميّة، فلا يمكن أن نقيّم فيلما يابانيا مثلا دون أن تكون لمنا معرفة بالسينما اليابانية والأدب الياباني وتاريخ اليابان وهذا يصعب أن توفره المعاهد والجامعات لأنها تدرّس الأبجديّات لا النقد السينمائي وقد قال الناقد والمخرج السينمائي الفرنسي الشهير تريفو: «ثمّة أبناء يقولون لأوليائهم نحبّ أن نكون مهندسين أو أطبّاء ولم أسمع من يقول لأبيه أريد أن أكون ناقدا سينمائيا:» النقد يتكوّن عبر التجربة الحياتية وأنا شخصيا أعتبر نفسي صحفيّا سينمائيا لا ناقدا. إن النقد السينمائي هو عرض لروزنامة الأفلام مع رأي الناقد ويجب أن نفرّق بين الأخبار السينمائية (ما ينشر تقريبا في كلّ الصحف) والبحوث السينمائية (ما يقوم به الهادي خليل واقبال زليلة مثلا…) ومدراء الإدارات الصحفيّة يرفضون النقد السينمائي أو الأدبي أو التشكيلي لأن الناس لا تقرأ ولا تشاهد لذلك ليس هنالك نقد سينمائي فلا قاعات (لدينا 13 قاعة عرض فقط) ولا سينما فكيف يكون عندنا نقد سينمائي، وحتى مرحلة الستينات والسبعينات التي حضر فيها النقد السينمائي بشكل جليّ، كانت تلك الفترة مرتبطة بتربية سينمائية (على غرار ما كانت تفعله الجامعة التونسية لنوادي السينما)… ليس هنالك مجلات مختصة في النقد السينمائي على مستوى البلاد العربيّة وحتى مجلة السينما والنّاس لا علاقة لها لا بالسينما ولا بالنّاس، كيف نطلب نقدا سينمائيا مع صحافيين لا يقرؤون ولا يشاهدون السينما ولا يذهبون إلى معارض فنون تشكيلية. ثمّة انحسار للجدل في السّاحة التونسية، فلا يوجد نقاش على رواية أو مسرحية أو شريط وأصبح النقاش بمثابة «تخديم مخ» وهذا ما أنتج تسطيحا للفكر العام وصار الشعار «أكتب ما شئت كما شئت». إن النقد السينمائي عنصر من عناصر الحركة الثقافية وفي انعدامها ينعدم النقد. في فرنسا ثمّة فصل بين نقابة نقاد السينما ونقابة الملحقين الصحفيين أما في تونس فالأمور مختلطة فنجد صحفيّا يأخذ على عاتقه مهمة الملحق الصحفي لشريط ما فيتحول إلى ناقد تمجيديّ لذلك الشريط. شخصيا أحبّذ المقالات الصحفية وحين أصدرها أحافظ على صبغتها الصحفية ولا أفعل ما يقوم به الهادي خليل من تحليل أكاديمي مختص. لا أؤمن بأن هناك سينما تونسية، هنالك أفلام تونسية وأعتقد أن أغلب المنتجين لا يلعبون الدّور الفعلي لهم فالمفروض أن المنتج هو الذي يضع تصوّرا خاصا للسينما حتى ينجز فيلما لكن عندنا في تونس المنتج يتكل على أموال الوزارة لذلك تحوّل أغلب المخرجين إلى منتجين. لقد أضعنا البنية التحتيّة للسينما التونسية بإضاعة «الساتباك ـ SATPEC» وقمرت وعدد كبير من قاعات السينما، لذلك أدعو إلى مركز وطني للسينما يتولّى مراقبة الشأن السينمائي إنتاجا وصناعة ومشاركة في التظاهرات المحلية والعالمية… محمود الجمني:غياب المنابر النقدية لا بدّ في البداية أن نؤكد انه ثمة مشكلة في المصطلح، يجب أن نتفق على مفهوم للنقد السينمائي ولوظيفته، من جانب آخر هو الناقد السينمائي؟!! هل لدينا منابر وفعاليات نقدية في تونس؟ وفي رأيي أنّ هنالك كتابات يومية عن السينما تؤمنها جرائد الصحافة ولابراس ولوطون ولورونوفو… والأسبوعية أيضا وبغضّ النظر عن كتابات أسماء لامعة في الميدان كالهادي خليل والطاهر الشيخاوي وكمال بن ونّاس وإقبال زليلة، يمكن أن نقرأ كتابات أخرى عادة ما تعنى بالإخبار أكثر من التحليل المعمق. إن الإخبار أو المتابعة الصحفية لما يعرض سينمائيا ضرورية ولكنّها يجب أن تكون مصحوبة بمقالات نقدية متجذرة تعين المشاهد على فهم الأفلام وخطابها. وهذه المهمّة النقدية تهمّ بشكل عام الأكاديميين يعني المؤسسات الجامعية ككلية الصحافة ومعاهد السينما وكليات الآداب والجمعيات السينمائية، وهذه المؤسسات سبق أن أنجزت دراسات وأطروحات. وباستثناء «الفنّ السابع» التي يبقى صدورها غير منتظم لا يوجد منبر إعلامي مختص في السينما ببلادنا، فبعض المجلات لم تستطع التواصل وبعض المبادرات الشخصية أو الجمعياتية اندثرت ويكفي أن نذكر نشرية «شريط» الصادرة عن الجامعة التونسية لنوادي السينما. إنّ الأقلام النقدية موجودة لكنّها تفتقد للمنابر والفضاءات والجرائد اليومية لديها توجّهاتها الخاصة مما يجعلها تجتذّ مقالات المنوعات على المقالات التحليلية المعمقة. ماذا يبقى «الأنترنيت» او النشريات الداخلية مثلما تفعل جمعية النهوض بالنقد السينمائي و نشريتها «سينفيل» حيث يعبر منخرطو الجمعية عن رؤاهم من خلال الاشتغال على أشرطة أو أجناس فلمية أو تجارب سينمائية، ويبدو موقع الجمعية الالكتروني إلى جانب موقع ARRICINE منابر لنقّاد دون منابر.. فليحيى «النت» إذن، لأنه بدأ يهتمّ كثيرا بهذا المجال وتنتشر فيه الدراسات بما يطفئ ظمأ أحباء السينما. إن الدور الرئيسي للنقد السينمائي هو المتابعة، والشريط التونسي بالأساس جدير بان يكون محل اهتمام نقدي منذ بداية إنتاجه حتى الانتهاء منه لأنه منتج بالأموال العمومية. إن مهمة النقد السينمائي الرئيسية هي توجيه المشاهدين والفنانين (المخرجين) على حدّ سواء، ويجب أن يكون النقد محايدا، موضوعيا ووحده حبّ السينما يجب أن يكون نبراس الناقد. وبالمقالات النقدية يفترض أن يحافظ النقاد على الذاكرة السينمائية لبلادنا وحراس قطاع ثقافي هام، وعلى النقد أن يشيد بتجارب رواد السينما كما عليه أن يأخذ بيد الشباب من الأجيال الجديدة لصنّاع السينما التونسية. أما من حيث دور النقد السينمائي في التظاهرات السينمائية ببلادنا فان النقاد حاضرون كأشخاص (محبين للسينما) في كل التظاهرات تقريبا (أيام قرطاج، فيفاج، فيفاك..) حضور يتجلى في نشريات هذه المهرجانات، لكنّه لا يرقى الى مستوى الإعداد أو التدخل في البرامج. ويجب أن أنوّه بمهرجاني فيلم الطفولة والشباب بسوسة وسينما الهواة بقليبية لتعاملهم الكبير مع جمعية النهوض بالنقد السينمائي وتكليفها بإعداد نشريتي المهرجانين. الناصر الصردي- كاتب عام الجمعية التونسية للنهوض بالنقد السينمائي : لدينا نقاد سينما لا نقد سينمائي إذا أخذنا مفهوم النقد على أساس انه قراءة في الأفلام يقوم بها أشخاص يمتلكون أدوات هذه القراءة يمكن أن نتحدث عن وجود نقاد تونسيين صحيح أن عددهم ضئيل لكنهم موجودون رغم أنهم لا يكتبون بصفة منتظمة. وإذا أخذنا النقد على أساس انه هيكل موجود يتابع خروج الأفلام فإننا نلاحظ غيابه في تونس ،وتبقى تجربة مجلة الفن السابع أو إصدارات الجمعية التونسية للنهوض بالنقد السينمائي موجودة على هامش الساحة السينمائية التونسية لعدم انتظامها وعدم كثافتها المرجوة. يبقى أن بعض الأشخاص يقومون بعمل نضالي من اجل النقد السينمائي لإيمانهم بضرورة وجود متابعة نقدية للأثر الفني ولا احد ينكر القيمة الفكرية والإبداعية في كثير من الأحيان لنقاد مثل: الهادي خليل طاهر الشيخاوي وكمال بن وناس واقبال زليلة وخميس الخياطي.. يجب أن نلاحظ هنا أننا يجب أن نفصل بين العمل النقدي والعمل الصحفي وان الخلط بينهما موجود بشكل عادي في تونس، فالنقد السينمائي هو قراءة في الفيلم والمقال الصحفي هو في الأساس عمل إخباري أو عمل دعائي لشريط ما. بالنسبة للعلاقة بين النقد السينما والأفلام التونسية، اعتقد أن ثمة مصطلحا فيه مد وجزر هو مصطلح «السينما التونسية» يعني هل هناك سينما تونسية أم أفلاما تونسية ولو أن هذا السؤال يتكرر بإستمرار لكنه يبقى قابلا للطرح، وهذا يؤثر على النقد في تونس لأنه لا يمكن إرساء نقد سينمائي تونسي صرف في غياب هيكلة واضحة للسينما التونسية إذن يبقى عمل الناقد هو مقاربة لكل اثر على حدة وفي هذه الحالة يرتبط النقد بأفراد (المخرجون) لا بهياكل أو بتجارب طويلة المدى. يبقى أن النقد بصفة عامة يعطي استمرارية «حياة» الشريط السينمائي فكتاب مثل «السينما التونسية الجديدة»لسنية الشامخي يفتح أبوابا لقراءات متعددة لبعض الأشرطة التونسية مثل ريح السد ،أو صمت القصور.. كذلك كتابات«الهادي خليل» مكنت من إرساء نقاشات وحوارات حول العديد من الأفلام مثل:«عرب» أو «خرمة»..وبصفة عامة فلولا النقد لما تمكن مخرجون عالميون مثل «هيتشكوك»و«جون فورد» من الحصول على المكانة التي يتمتعون بها الآن عند جمهور الفن السابع. إذن فالمقالة النقدية تمكن المشاهد القارئ من تعدي العلاقة الحسية الأولية مع الأثر الفني إلى بناء مقاربة فكرية تحليلية مع هذا الأثر. في التظاهرات السينمائية التي تعيشها بلادنا،لو أخذنا الحوارات التي تدور بعد عرض الأفلام مثلما يقع في أيام قرطاج السينمائية أو الندوات الفكرية لاعتبرنا أنها من قبيل ردود الفعل الآنية التي لا يبقى منها اثر والتي لا ترتقي في الكثير من الأحيان إلى النقد السينمائي …لكن الشيء المفيد والذي يمكن أن نبني عليه استمرارية هو ما يمكن تدوينه كتابيا وسينمائيا (الأفلام الوثائقية عن أيام قرطاج أو البرامج التلفزية مثلما قام بذلك خميس الخياطي..) ، لذلك نسعى في جمعيتنا إلى القيام بعمل توثيقي ضخم حول كل ما كتب في الصحافة أو في الأطروحات الجامعية حول السينما التونسية. ولقد لا حظنا في إطار الجمعية التونسية للنهوض النقد السينمائي إن الشباب اليوم في تونس مهووسون بالإنتاج السينمائي (الإخراج ، التصوير، التوليف..) لكنهم لا يهتمون كثيرا بالنقد السينمائي لذلك خصصنا العديد من الورشات لتكوين بعض الشباب في مجال النقد السينمائي حتى نحقق التواصل المستقبلي في هذا المجال. (المصدر: صحيفة “الصحافة” (يومية حكومية – تونس) الصادرة يوم 19 أفريل 2008)

 


رؤوف بن يغلان يعكس الهجوم على الذين أساؤوا للثقافة في تونس ويكشف كواليس و خفايا واقعها المؤلم و المضحك : ارفعوا أرجلكم عن الثقافة

 

بقلم الممثل التونسي القدير: رؤوف بن يغلان  أشكركم على مراسلتكم التي تضمنت الكثير من الملاحظات والآراء النقدية لما شاهدتموه في برنامج “هذا أنا” الذي كنت ضيفا فيه على قناة حنبعل مع المنشط علاء الشابي. وقد أشار العديد منكم إلى مقاطعة المنشط المتكررة كلما حاولت توضيح أفكاري في خصوص المواضيع التي وقع التطرق إليها خلال الحصة وخاصة ما تعرضت إليه مسرحية “آش يقولولو” من عراقيل وإقصاء وتهميش بسبب عدم إدراك بعض المسؤولين الذين كانوا حاجزا أمام المسرحية التي أردت من خلالها تحسيس الجمهور الكبير وخاصة منه العائلات و الشباب ضد الأمراض المنقولة جنسيا. وقد كثرت في تلك الفترة التّساؤلات والمقالات في الصّحف عن أسباب هذا الإقصاء والتهميش. حتى جاء الجواب مفحما على لسان مصطفى عطيّة الملحق بديوان وزارة الثقافة والشباب والترفيه آنذاك وبإمضائه الخاصّ في مقال بجريدة الصريح :يوم الأحد 27 جويلية/تموز 2003 بعنوان “أدعاء ودعاية” ليثبت أن الرأي الذي أتخذه صاحبه في شأن منع مسرحيتي ” أش يقولولو” يعبّر عن الموقف الذّي اتّخذته المهرجانات الصّيفيّة التّونسية المحليّة منها والجهوية والوطنيّة وحتّى الدّوليّة والتي تشرف عليها الوزارة وبالتالي يؤكد أنّ تغييب هذه المسرحية قد كان مقصودا ومتعمّدا. مصطفى عطية يصرّح  وقد برر مصطفى عطية منع مسرحيتي من المهرجانات بدعوى أنها”لا علاقة لها باهتمامات المواطن التونسي” مدعيا أن مسرحيتي من شأنها أن تقوّض النسيج الأسري وبالتالي يُلصق لها تهمة تتمثل في أنها منافية للأخلاق موحيا بذلك إلى كل المشرفين على برمجة العروض بمنع هذه المسرحية. كيف يمكن ألا يكون كذلك وهو مع الأسف مسؤول له تأثير في وزارة الثقافة. وقد تجاهل مصطفى عطية في مقاله أن المسرحية حظيت باستحسان النقاد وبنجاح جماهيري كبير في الداخل وفي الخارج. ويكفي التذكير بنجاح سلسلة عروض “آش يقولولو” بقاعة الكوليزي وبالمسرح البلدي بالعاصمة… وعروض أخرى بتنسيق مع منظمة التربية والأسرة والإتحاد الوطني للمرأة وأيضا في الثكنات والأكاديميات العسكرية بدعم من وزارة الدفاع الوطني… هل هذه المؤسسات كلها عاجزة على التفطن أن المسرحية لا تهم المواطن التونسي؟  لقد بدا مصطفى عطية متأرجحا بين مبرّرات مفتعلة تارة يقول إنّ المسرحيّة “باهظة الثّمن” في حين أنّه لم يحدث أن تعطّل أيّ عرض مع أيّ مهرجان لأسباب ماديّة وطورا يقول إنّ المسرحيّة “غريبة المضمون ولا تخصّ اهتمامات المواطن التّونسي في الأرياف والمدن الدّاخليّة”. كيف لمسؤول بوزارة الثقافة وبصفتة تلك أن يتجرأ على نشر تصريح كهذا؟ هل طرح موضوع ثقافة التعبير والمسائل المتعلقة بالتربية والأسرة والتثقيف الصحي لا يهم المواطن التونسي في الأرياف والمدن داخل الجمهورية؟ نحمد الله أنّ في بلادنا عندما انطلقت حملة التّنظيم العائلي الذّي نحصد نتائجها خاصّة في الأرياف لم تجد آنذاك إعلاميين أو مسؤولين في الثّقافة يندّدون بها ويعتبرونها من الكبائر. فكيف بعد 50 سنة من نجاحات في مجال الثقافة الصحية نقرأ إشارات كأنّها تريد محاربة المبادرات لنعود إلى عصر الخرافات؟ إنّ الذين أصيبوا بالأمراض الجنسيّة هم أبناؤنا وفلذات أكبادنا هم ضحايا التّهميش وثقافة اللامبالاة التّي تتحمّل مسؤوليّاتها الأفراد لا المؤسسات. ولذلك ارتأيت أنه من واجبي نحوهم كفنّان مسرحي أن أقترب من هؤلاء الذين تعطّلت لغة الكلام بينهم وبين أوليائهم بسب المركّبات المتحجّرة باسم العادات والتّقاليد بعمل فنّي يمزج بين الجدّ والهزل محاولا التّقليص من الهوّة الفاصلة بين الثّقافي والصّحّي. كان بالإمكان أن لا أتطرق إلى موضوع التثقيف الصحي فأجنّب نفسي عناء كل هذه المواجهات.وبذلك يسهل على المسرحية الانتشار السريع وتكون العملية مربحة وزيادة ورغم ذلك رفضت أن أتعمّد تجاهل هذا الموضوع لأني أعتبر أنه من شروط الإبداع أن يتناول المبدع القضايا المسكوت عنها ولا يتجاهلها بدعوى أنها ليست من مشاغله أو من اختصاصاته خاصة وأن الجمهور الكبير من الشباب هو في أشد الحاجة إليها… ما المانع في أن أساهم في بلدي وقد سبقني في ذلك كثير من كبار الفنّانين والمبدعين في العالم من مطربين وأعلام سينمائيّة ونجوم لامعة دفعتهم عبقريّتهم إلى الالتزام بمساندة قضايا مجتمعاتهم ومعالجتها. فلماذا نتأخّر نحن عن الرّكب ونلتزم الصّمت؟ إن العقول الضعيفة هي التي تتجنب القضايا الكبرى..بل وتعمل على منع الخوض فيها فتكرّس بذلك ثقافة التهميش وتهميش الثقافة. إن غياب الوعي بضرورة التثقيف الصحي وعدم الاكتراث به وإدراك فوائده يمكن أن يترك أثرا لا تٌحمد عقباه. لذلك فإني ارتأيت أن تأخذ الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا حيّزاً من عملي المسرحي ” آش يقولولو”. وهذا اختيار حاولت أن أستمد معانيه من وعيي بضرورة تعزيز ثقافة المواطنة التي من خلالها يتعمق احترامنا للآخر ويتأكد اعتبارنا له. تلاحظون إنّ الصور التي تشاهدونها هي لشخصيات سياسية رفيعة المستوى شاركت في الحملة الانتخابية الرئاسية الأخيرة لسنة 2007 بصفتهم مرشحين لرئاسة الجمهورية الفرنسية  . أين نحن من هذه العقلية ولعل هذه الصور قد لا تحتاج إلى تعليق لأنها وحدها تكفي لطرح سؤال خطير : أين نحن من هذه العقلية ؟ إذ تعبر عن مدى نضج رجال السياسة في المجتمعات المتقدمة و الذين رغم اختلاف شعاراتهم و تصارع أفكارهم وتشعّب نزاعاتهم  فإنهم اتحدوا كلمة واحدة بتوظيف أسماءهم و بتقديم صورهم في معلقات نٌشرت في كل شوارع فرنسا حاملة شعارات جريئة هدفها تحسيس كل الجماهير ضد مرض السيدا عافانا وعافاكما الله. ولا أخفي عليكم أني عندما شاهدت هذه الصور قد أخذتني الرعشة من شدة التأثر اعتزازا بهذا الموقف السياسي الإنساني الأخلاقي المشرّف وأيضا أسفا على غيابه في كل مجتمعاتنا العرب. ولعلي أبالغ إن قلت أن دمعة في عيني انحبست من شدة الحسرة وأنا أشاهد هذه الصور في باريس متذكرا ما عانيته في تونس من عراقيل بسبب مسرحيتي “آش يقولولو” التي قدمتها سنة 2002 والتي تجرأت فيها على معالجة المسائل المتعلقة بالصحة الجنسية وكيف تم تهميشها و إقصاءها من كل المهرجانات حتى أن البعض اتهمها بأنها منافية للأخلاق دون أن أجد سندا فاعلا من الأطراف المسؤولة ولا حتى من الدكتور عبد الباقي الهرماسي وزير الثقافة والشباب والترفيه آنذاك والذي صدمني عند لقائي به بمكتبه برد عكس ما كنت أنتظره وأتمنّاه من وزير تعنيه الثقافة ويهمّه الشباب بل لامني على تحمّسي لهذا الموضوع , فكان الإحباط و تأكدت أنه لا مجال لثقافة فاعلة في تونس ما دام المسؤول لا يُسأل. لقد كان من المفروض على كل المؤسسات الثقافية والتربوية والتعليمية أن تدعّم هذا العمل الذي لاقى نجاحا جماهيريا كبيرا والذي أردته أن يكون للجمهور دليلا ملموسا آخر يعبّر عن اهتمام المبدع بالقضايا التي يزعم البعض أنها ليست من مشاغـله وخاصة تلك التي تتصل بصحتنا أي بحياتنا.. ولأنه لا حياء في العلم كما لا حياء في الدين أردت بهذا العمل المسرحي أن أساهم في دفع الجمهور وخاصة منه الشباب إلى الحديث عن نفسه والتعبير عن ذاته وأن أهمس في أذهان أبنائنا  من فوق خشبة المسرح أن  الحديث عن الداء وإدراك أسبابه وسبل تجاوزه ضمان لسلامة الجميع هذا ما أردت توضيحه في برنامج “هذا أنا” للإجابة عن سؤال المنشط حول ما تعرضت له مسرحية “آش يقولولو” من إقصاء ولكن مقاطعته المتكررة منعتني و لم أتمكن من ذلك . (المصدر: مدونة “تونس اليوم” لكارم الشريف بتاريخ 18 أفريل 2008) الرابط: http://tuniselyoum.maktoobblog.com

 
 

 


 

ثأر بعض الإسلاميين من الناصريين مقدم علي إنقاذ مصر!  

 
 
 
محمد عبد الحكم دياب المشهد السياسي المصري، يوم الثلاثاء الماضي، كان معبرا عن حقيقة حكم عائلة مبارك . في ذلك اليوم صدرت أحكام قضائية في مستويين مختلفين، الأول هو حكم المحكمة العسكرية ضد خمسة وعشرين قياديا ورجل أعمال من جماعة الإخوان المسلمين، وهو حكم غابت فيه المبررات القانونية والسياسية السليمة. لهذا يجب الوقوف مع حقهم في محاكمة عادلة، أمام قاضيهم الطبيعي، إذا كان هناك ما يستوجب المحاكمة. والثاني براءة المتهمين في شركة لإنتاج مرشحات (فلاتر) تنقية دم مرضي الفشل الكلوي، وكانت غير مطابقة للمواصفات، مما تسبب في موت أعداد من المرضي، والحكمان كشفا وجها مشوها للعدالة، لأننها لم تساو بين الخصم السياسي، وبين شريك المال والحكم، وانحياز العدالة إلي طرف دون آخر ينفي وجودها أصلا. الخصم حرم من مميزات الحياد القانوني، وقدم للمحاكم العسكرية، والشريك توفرت له إمكانيات البراءة، باختيار الدائرة المناسبة، وتعيين القاضي الملائم، كان هذا هو الفرق بين عاطف الشاطر، النائب الثاني للمرشد العام للإخوان المسلمين، وزملائه ممن صدرت ضدهم أحكام بالسجن، وبين هاني سرور، شريك جمال مبارك، وعضو لجنته (لجنة السياسات)، والأقرب إلي عقله وقلبه وجيبه. ومن معه برأتهم المحكمة كذلك. إنها صورة بالغة الدلالة للمشهد السياسي المصري، بعد أيام معدودة من أحداث السادس من نيسان (ابريل). إنه غياب العقل والمنطق. ولعل هذا يدفع قوي سياسية تناهض حكم عائلة مبارك إلي إعادة قراءة الأوضاع من جديد، فمن المتوقع أن يعامل قادة كفاية وأخواتها، وكل من قبض عليه بتهمة التحريض أو المشاركة في الإعداد والترتيب للإضراب. من المتوقع أن يعامل الجميع علي أساس هذا الانحياز القانوني، ولن يعاملوا معاملة هاني سرور أو غيره من شركاء المال والحكم. وإصدار هذه الأحكام، في هذا الوقت بالذات ليس سوي رسألة تقول، بأن الشركاء يتمتعون بكل أنواع الحماية، أما الخصوم فلهم الاعتقال والسجون والمحاكم العسكرية، والموت إذا لزم الأمر. وهذه الرسالة تفصح عن أن من نصح بها أو أرسلها لا يمتلك الحد الأدني من الفطنة، وحتي لو أراد التشدد وإظهار العين الحمراء . ليس في هذا التوقيت، في بلد يعيش علي فوهة بركان، بما يترك من أثر عكسي يزيد الوضع تعقيدا، ويرفع من وتيرة التعاطف مع الإخوان، وغياب الوعي السياسي وانعدام الحس الاجتماعي، في رأس الحكم، وبين أفراد العائلة يزيد من هذه التصرفات ويفاقم مأزق مصر الراهن، بما له من انعكاسات علي الوطن العربي والوضع الإقليمي. ومع ذلك تبقي مشكلة الجماعات التي لم تشارك في الإضراب. وما حدث منها يفرض مراجعة الموقف من مجمل القوي السياسية والدينية، وعلاقتها بالحراك السياسي، الذي يتطور بمعدلات عالية. منذ مطلع هذا العام. فما حدث في يوم السادس من نيسان (إبريل) ألقي الضوء علي ما طرأ علي مكونات قوي التغيير. ولأن جماعة الإخوان المسلمين هي الكيان السياسي الأضخم، من حيث العدد، والأكبر في الإمكانيات. فإن انضمامها إلي قوي التغيير مكسب لا شك فيه. وهذا أحد أهم أسباب الاهتمام بها، وفتح قنوات الحوار والتنسيق معها، من قوي وأطراف عديدة. وعلي أن أعترف بأنني واحد ممن شاركوا مبكرا في الدعوة للمصالحة بين التيارين الكبيرين، الإسلامي والقومي، ونشر ذلك في منتصف ثمانينات القرن الماضي، وكانت مثل هذه الدعوة أشبه بالرجس الوطني، إذا جاز التعبير، في ذلك الوقت. ومن سعي لذلك مبكرا فهو بالقطع حريص علي إتمام ما بدأه واثبات صحة وجهة نظره، وما يعزي الإنسان هو أن المصالحة قطعت شوطا كبيرا، علي المستوي العربي، ولم تكن علي نفس الدرجة علي الصعيد المصري. باستثناء حزب العمل المجمد، والشخصيات الإسلامية المستقلة، ونجحت جهود المؤتمر القومي العربي في ظهور المؤتمر القومي الإسلامي، الذي شَرُفت بعضويته، من هنا يأتي الحرص علي استمرار العلاقات والحوار والنقد، لمزيد من الفهم وعلي أمل التقريب وزيادة مساحة الفهم المشترك، وإنضاج مطلب التأهيل، استجابة لمستجدات ومتغيرات، طرأت علي العالم منذ تسعينات القرن الماضي. ومن وجهة نظري أن التيار الإسلامي، خاصة السلفي منه، في حاجة إلي التأهيل أكثر من غيره، للتخفيف من وطأة تماهي الدين والسياسة، والارتفاع بمستوي وعي الأتباع والأنصار الثقافي، والارتقاء بحسهم الاجتماعي والتاريخي، وقد يتطلب هذا تغييرا نوعيا في طرائق وأساليب التجنيد والتربية. تجنبا من الوقوع في ظلمات الفاشية والتعصب، التي قد تنتج عن التركيز علي مبدأ السمع والطاعة. عوضا عن الحوار والنقد، والاختلاط بالغير، أو قد تنجم عن طرق التلقين والحفظ، دون تنمية الملكات والقدرات، وهنا تبرز حاجة قادة الإسلام السياسي إلي جرعات أكبر من الثقافة العامة، والاطلاع علي الفلسفة الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية والإنسانية، بما فيها علوم النفس والسياسة والاجتماع والاقتصاد والقانون والتاريخ، والتعرف علي تجارب الشعوب الأخري، الإسلامية وغير الإسلامية، والتمكن من مناهج البحث وأدوات رصد الظواهر الإنسانية، وكشف قوانينها واتجاه حركتها، واعتماد عمل الفريق والتقليل من سطوة الفرد، وعدم الولاء الأعمي، والاتساع بالأفق الأيديولوجي. فالله خلق الكون وفيه متسع للجميع، ومثل هذا التأهيل لو حدث ينقل الحياة بكاملها من حال إلي حال، فيعيش الإنسان في بيئة خصبة تنمو فيها الأفكار والمواقف الجامعة، التي لا تلغي الآخر، ولا تتجاوزه إلا حين يلغي نفسه بنفسه، بمناصرة عدو، أو بفعل خيانة وطنية، أو بإفساد في الأرض، أو باستبداد وتسلط، ممارسة وقبولا. يشعر الإنسان كثيرا أن هذه الرؤية تغضب متعصبين ومتشنجين لا يستوعبون وجود رغبة نامية لدي كتاب وسياسيين ومفكرين، وطنيين وقوميين ويساريين. أملهم تهيئة الظروف لإجماع وطني. يخرج مصر من عنق الزجاجة، الذي وُضعت فيه، وقد تجد من بين المنتمين للتيار الإسلامي من يقبل ببعض هذه الرؤية، ويبتعد عن التعصب والتشنج. وعندما ذهبت يوم الأحد، 6 نيسان (إبريل)، للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية أمام السفارة المصرية في لندن، تضامنا مع الإضراب، كحق مشروع للمواطن، وحق تكفله القوانين الوطنية، والأعراف الدولية، والحقوق الإنسانية، علي الرغم من أن اليوم كان عاصفا وشديد البرودة، إلا ان أكثر الحاضرين كانوا من الإسلاميين، ومنهم إخوان مسلمون، في موقف مخالف لقادتهم في القاهرة. ومن يضيقون ذرعا بالحوار والنقد، لم يستوعبوا بعد التطورات التي لحقت بالأيديولوجيات والسياسات، ومن حق الإخوان، وغيرهم من الإسلاميين وغير الإسلاميين، أن يكون لهم موقف مستقل، ومن حقنا أن نقول لهم ان الموقف المستقل لا يأتي خصما من الرصيد الوطني. ولا معطلا للتغيير المتوقع، فالوطن أكبر من أي جماعة سياسية، أو طائفة دينية، أو فرقة مذهبية، أو طبقة اجتماعية أو مهنية. وعندما استطلعت رأي البعض لتفسير ما حدث. خرجت بانطباعة، أرجو ألا تتأكد. هي أن هناك من بين الإسلاميين من يري أن ثمرة التغيير ناضجة وجاهزة للقطاف، وستسقط في الحِجْر دون عناء، وأن حكم ما بعد عائلة مبارك هو من نصيبهم لا محالة. وقد تبعث القوة العددية والتنظيمية علي وجود مثل هذا التصور. وهي ليست العامل الحاسم، والاستشهاد بمثل تاريخي قد يقرب المسألة. الحزب الوطني القديم، كان أنقي وأهم أحزاب مصر، مطلع القرن الماضي، وكان الأصدق وطنيا، وتشكل لمواجهة الاحتلال البريطاني. ورفض التفاوض إلا بعد الجلاء، ولذا سمي حزب الجلاء. وكان مؤيِّدا لما عرف في ذلك الوقت بتيار الجامعة الإسلامية ، وكان وعيه السياسي والاجتماعي عاليا، بدرجة غير مسبوقة، وجاء حراك ثورة 1919 ليغير معادلة القوة الداخلية وموازينها، ودخل إلي الميدان وزراء وأعضاء جمعية تشريعية (برلمان صوري أقامه الاحتلال)، ووجهاء من أعضاء حزب الأمة، المهادن، هؤلاء تمكنوا من أن يصلوا إلي قمة هذا الحراك، وركبوا موجة الثورة ووجهوها نحو مطلبين أساسيين، هما الاستقلال والدستور. وبعد نجاح الثورة حصلوا علي استقلال إسمي، لم يؤد إلي خروج الاحتلال، ودستور استمر معطلا أغلب الوقت، والرجوع إلي حالة الحراك السياسي والاجتماعي، التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، وكانت جماعة الإخوان في قلبه، قد يفيد لاستخلاص دروس أخري، حول عدم كفاية القوة العددية أو الكفاءة التنظيمية لقطف الثمرة الناضجة، وكان مثال حزب الوفد واضحا آنذاك. وهنا أقول إذا كان القرار الرسمي غبيا فلا يجب أن يكون الموقف الوطني أو الإسلامي ساذجا، وإذا ما كانت الأمية السياسية والاجتماعية متمكنة من العائلة الحاكمة ، وكم هي سعيدة بذلك، فهذا هو الذي ضيق أمامها آفاق الحلول، ولم تجد إلا البطش والقتل وهتك الأعراض والأحكام الظالمة، وأي رهان عليها ليس في محله، ويبعد المراهنين عن الناس، ومن بين من امتنع عن الخروج، يوم الإضراب، من ادعي احتمال تعرضهم للتعليق علي المشانق، وبدلا من أن يصب جام غضبه علي الواقع المزري الذي تعيشه مصر صبه علي الناصريين، ومن رأيه أن المشكلة أنكم الناصريون تعتقدون أن تضحكون وتضحكوا الناس علينا. مرة أخري كفاكم وقوف علي محطة عدي عليها القطار من زمان . نقلت النص بأخطائه، للتعرف علي نمط تفكير ما زال موجودا داخل جماعة الإخوان، يري أن الثأر من الناصريين مقدم علي إنقاذ البلاد، وهنا وجب القول علي من تعب وأرهق أن يرتاح. لا يكلف الله نفسا إلا وسعها . من واجبه أن يلزم داره، يغلق أبوابها عليه ويعتزل الناس، ولا جناح عليه. وهناك عناصر كثيرة، من داخل الأحزاب والجماعات السياسية، باتجاهاتها المختلفة، تمردت علي القيود والعجز الذي تعاني منه تنظيماتها وأحزابها، من أجل الانخراط في الحراك الذي تعيشه البلاد، ولا تشكو ولا تمن! ہ كاتب من مصر يقيم في لندن  

(المصدر: صحيفة “القدس العربي” (يومية – لندن) الصادرة يوم20أفريل 2008)


 

 

التطبيع .. تاريخ من التنازلات المجانية

 
محيط – جهان مصطفى   
بعد حرب أكتوبر 1973 ، وقعت مصر وإسرائيل معاهدة سلام في 1979 ، ورغم أن الدول العربية الأخرى قاطعت مصر عقب توقيع معاهدة السلام فإن جميعها أعادت علاقاتها مع مصر وفتحت من جديد سفاراتها في القاهرة وأعيد مقر الجامعة العربية الذي كان قد نقل إلى تونس للقاهرة في مطلع الثمانينات.  وبعد مؤتمر مدريد للسلام الذي عقد في 1991 ، سعت إسرائيل لتطبيع علاقاتها مع بقية الدول العربية وبعد محادثات سرية وقعت اتفاقيات أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية عام 1993 ، كما وقعت معاهدة سلام مع الأردن في عام 1994 . وفي مايو 1996 ، فتحت إسرائيل مكتبين للتمثيل التجاري في سلطنة عمان وفي قطر بزعم تطوير العلاقات الاقتصادية والعملية والتجارية ، إلا أنه بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في سبتمبر 2000 ، تم إغلاق مكتب التمثيل التجاري الإسرائيلي في سلطنة عمان . أما بالنسبة لدول المغرب العربي ، فقد فتحت إسرائيل مكتب ارتباط في العاصمة المغربية الرباط في نوفمبر 1994 ، وفتح المغرب مكتبه في إسرائيل بعد ذلك بأربعة أشهر ، مما أدى إلى إقامة علاقات دبلوماسية ثنائية. وفي إبريل 1996 ، فتحت إسرائيل مكتبًا لرعاية المصالح في تونس ، وقامت تونس بخطوة مماثلة بعد ذلك بستة أسابيع في مايو 1996.   وأرجعت إسرائيل حرصها على إقامة علاقات مع دول المغرب العربي إلى العدد الكبير من اليهود الذين قدموا إليها من دول المغرب ووصفها لتلك الدول بالمعتدلة التي يمكن أن تلعب دورا في احلال السلام ، إلا أنه بعد  اندلاع الانتفاضة الثانية قطعت المغرب وتونس علاقاتهما الدبلوماسية مع إسرائيل ، إلا أنه بقيت هناك بعض العلاقات التجارية والسياحية. أما بالنسبة لموريتانيا ، فخلال مؤتمر برشلونة للشراكة الأورو متوسطية في نوفمبر 1995 وبحضور وزير الخارجية الإسباني توصلت الجمهورية الإسلامية الموريتانية في عهد الرئيس السابق معاوية ولد الطايع وإسرائيل إلى اتفاق يقضي بإقامة مكتبين لرعاية المصالح لكلا البلدين في السفارتين الإسبانيتين في تل أبيب ونواكشوط. وفي مايو 1996 ، فتحت موريتانيا ممثلية دبلوماسية في تل أبيب وأعربت عن رغبتها في تطبيع العلاقات مع إسرائيل بشكل كامل ، وفي أكتوبر 1999، أصبحت موريتانيا ثالث دولة عربية بعد مصر والأردن تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل ، على الرغم من الرفض الشعبي لتلك العلاقات . وبدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بتعيين غابيرل أزولاي مكلفا بالأعمال في المكتب الإسرائيلي الموجود في سفارة إسبانيا بنواكشوط ، وقد عقد مؤتمر علمي سنة 1997 بكلية العلوم والتقنيات بجامعة نواكشوط تحت شعار (الإنسان، الماء، الكربون)، وشارك فيه ثلاثة إسرائيليين. كما اتهم نظام الرئيس الموريتاني السابق معاوية ولد الطايع سنة 1998 بالتستر على دفن نفايات نووية إسرائيلية في الصحراء الموريتانية، وسجن المعارض والسياسي أحمد ولد داداه وقادة آخرون في المعارضة إثر اتهامهم النظام بذلك. وفي نهاية أكتوبر 1998 ، قام وزير الخارجية الموريتاني الشيخ العافية ولد محمد خونا بزيارة إسرائيل وعين بعيد عودته رئيسا للوزراء ، وأعلن في واشنطن في 27 أكتوبر 1999 عن رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى مستوى السفراء، وأشرفت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت على التوقيع على الإعلان بين وزيري خارجية الدولتين أحمد ولد سيد أحمد وديفيد ليفي. وقد تم تعيين أفريد إيتان سفيرا لإسرائيل بنواكشوط وفي نفس السنة استضافت مدينة أطار في شمال موريتانيا إسرائيليين في إطار ملتقى دعا إليه رجل أعمال موريتاني قريب من الرئيس الموريتاني السابق ولد الطايع تحت عنوان “الملتقى الدولي للنخيل الموريتاني”. وإثر الملتقى ، مولت إسرائيل مشروعا صغيرا لحماية النخيل تحت غطاء برنامج الأمم المتحدة لمكافحة التصحر ، وقد أصيبت واحات النخيل المعالجة بداء يعرف محليا باسم (البيوط) ، كما ساهم الإسرائيليون في بالتعاون مع رجل أعمال موريتاني في مشروع لزراعة البطاطس على النهر قدرت تكلفته بما يعادل 26 مليون دولار تقريبا. وقد زار وفد طبي إسرائيلي نواكشوط في 11 يوليو 1999 لإجراء عمليات لعيون بعض المرضى الموريتانيين، وقد نالت الزيارة تغطية إعلامية إسرائيلية وعدم ترحيب شعبي موريتاني. وكشفت صحيفة “جيروزالم بوست” الإسرائيلية أيضا أن إسرائيل كانت قد بدأت في إقامة مركز لأمراض السرطان في موريتانيا، وقد توقف العمل فيه منذ سنة 2005 ثم بدأ العمل مجددا نهاية سنة 2006 ولم ينته بعد، كما زار وفد من الكنيست الإسرائيلي موريتانيا في شهر إبريل 2000 ، وأعلن في نهاية الزيارة عن تأسيس لجنة دعم التطبيع مع إسرائيل في موريتانيا ورأس تلك اللجنة بو بكر ولد عثمان الملقب الناه. وتأسس الرباط الوطني لمقاومة الاختراق الصهيوني وللدفاع عن القدس والعراق في مايو 2001 وعين السياسي والنائب البرلماني محمد جميل ولد منصور أمينه العام، ليخلفه السياسي ونائب رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) محمد غلام ولد الحاج الشيخ . وزار وزير الخارجية الموريتاني السابق الداه ولد عبدي إسرائيل في مايو 2001 ، كما التقى الرئيس ولد الطايع مع وزير الخارجية الإسرائيلي السابق شيمون بيريز في 5 سبتمبر 2002 على هامش قمة الأرض في جوهانسبورج. كما زار شيمون بيريز موريتانيا في أكتوبر 2002 وتم تعيين بوعز بيسموت سفيرا جديدا لإسرائيل في نواكشوط في 23 إبريل 2004 خلفا لأفريد إيتان. وقد زار وزير الخارجية الإسرائيلي السابق سيلفان شالوم موريتانيا في 3 مايو 2005، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على الطلبة في العاصمة نواكشوط خلال مظاهرة احتجاج على تلك الزيارة. واجتمع وزير الخارجية الموريتاني السابق أحمد ولد سيدي أحمد مع نظيره الإسرائيلي شالوم بعد أسابيع قليلة من الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس ولد الطايع وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر 2005 . وقد أعلن العديد من المرشحين للرئاسة في انتخابات مارس 2007 في برامجهم الانتخابية عن عزمهم قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ومن أبرزهم الرئيس الحالي سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله . وبالإضافة إلى الدول السابقة ، فإن إسرائيل سعت خلال مؤتمر أنابوليس للسلام الذي عقد في 27 نوفمبر 2007 بالولايات المتحدة ، لجر دول عربية أخرى لدوامة التطبيع دون تقديم أية تنازلات تذكر ، إلا أن رفض السعودية القاطع في هذا الشأن أحبط المخطط الإسرائيلي.    المصدر شبكة الأخبار العربية بتاريخح 20أفريل 2008
 


 

دراسة سعودية عن “تطرف” المناهج بإسرائيل  

 
 
 
وليد محمود الرياض – في مواجهة المطالب الأمريكية المستمرة للمملكة بتغيير مناهجها الدراسية بدعوى أنها تحض على العنف، كشفت مؤسسة خيرية سعودية عن دعمها لنشر بحث يعرض لما وصفته بـ”تطرف المناهج الدراسية الإسرائيلية” التي لم يطالب الغرب بتغييرها رغم “تشويهها” لصورة العرب والمسلمين، بحسب القائمين على الدراسة. وأوضح أمين عام مؤسسة عبد العزيز بن باز الخيرية أن الهدف من نشر البحث هو “كشف حقيقة التطرف الإسرائيلي ومنابعه”، معتبرا أن “مناهج إسرائيل تكرس الكره والحقد في النشء، مما يؤدي لتعقيد حل القضية الفلسطينية”، حسبما نقلت عنه جريدة “الشرق الأوسط”. وقال الشيخ أحمد بن عبد العزيز بن باز، أمين عام المؤسسة إن أحد الباحثين لم يكشف عن هويته انتهى من إعداد بحث عن مناهج إسرائيل التي “تحاول طبع صورة نمطية مغلوطة وسيئة عن العالمين العربي والإسلامي”، بحد قوله. وأوضح بن باز -نجل مفتي الديار السعودية السابق- أن هدف دعم المؤسسة لنشر البحث هو: “كشف التطرف الإسرائيلي، وتعريف العالم بأن إسرائيل المدعومة من أمريكا والتي تصور بأنها تريد السلام، هي بالأساس تربي تلامذتها على التطرف من خلال تقديم معلومات مغلوطة عنا كعرب ومسلمين”. وأشار إلى أن البحث “يعتمد على حقائق، وسرد كافة النصوص المتطرفة في المناهج الإسرائيلية”. ولا تزال المؤسسة الخيرية السعودية، في طور دراسة الطريقة المثلى لنشر هذا البحث، إلا أن بن باز قال إنه “سيخصص له موقع ومنتدى إلكتروني، وستتم ترجمته لعدة لغات، بما فيها اللغة العبرية”. كما بين أن مؤسسة عبد العزيز بن باز الخيرية تعتزم إيصال ذلك البحث للمنظمات والهيئات المهتمة في العالم، لإطلاع الرأي العام عليها. قضية فلسطين وأشار بن باز إلى أن البحث سيدعم القضية الفلسطينية عبر توضيح الصورة الحقيقة للإسرائيليين، قائلا: “نحن كعرب ومسلمين لدينا قضية عادلة، ولكننا لم نستطع إيصالها للرأي العام بشكل واضح وشفاف”. وأشار إلى أن البحث “تمكن من توضيح الصورة النمطية المغلوطة والسيئة عن العرب والمسلمين التي تحاول مناهج الكتب المدرسية في إسرائيل أن تطبع بها عقول التلاميذ الصغار وحتى الكبار”. وتساهم تلك المناهج بدورهها، بحسب ابن باز، “في تأسيس أجيال إسرائيلية تحمل تصورات مغلوطة ومشوهة عن العرب والمسلمين مما يكرس الكره والحقد في الشارع الإسرائيلي والذي يؤدي لتعقيد الحلول في مثل القضية الفلسطينية ويؤخرها عقودا جديدة”. مناهج السعودية وتأتي هذه الخطوة من مؤسسة بن باز الخيرية، بحسب أمينها العام، بعد أن تعرضت المناهج الدراسية في السعودية للدراسة والبحث والتمحيص من قبل مؤسسات وهيئات علمية غربية، وخلصت لنتائج وصف غالبيتها بـ«المغلوطة» بهدف الضغط والتشويه.  وشدد بن باز على ضرورة الاهتمام بالأبحاث والدراسات، لأنها قد تشكل في كثير من الأحيان وسائل ضغط فاعلة على الصعيدين السياسي والدولي. ومنذ هجمات 11 سبتمبر تضغط واشنطن على السعودية وغيرها من الدول الإسلامية لتغيير المناهج التعليمية التي تقول إنها قادت بشكل أو بآخر إلى تنفيذ هذه الهجمات. الوسطية وتنطلق مؤسسة عبد العزيز بن باز الخيرية في دعمها لهذا البحث من هدف «نشر فكر الوسطية والاعتدال ومكافحة الغلو والتطرف، سواء من حيث الأسباب أو الدوافع أو المظاهر، وإيمانا منها بأهمية العمل الفكري المنظم المعتمد على الأبحاث والدراسات المنهجية، بعيدا عن العواطف والانفعالات الشخصية والأحكام المسبقة»، بحسب القائمين عليها. وسبق لمركز الدراسات والأبحاث بالمؤسسة أن دعم وأعد ثلاث مواد علمية هي “موسوعة أحداث 11 سبتمبر” باللغة الإنجليزية التي ترصد أقوال المنصفين من الرموز الفكرية في الغرب وغيره حول براءة الإسلام من الإرهاب وتم إهداؤها لأعضاء الكونجرس الأمريكي وعدد من الجامعات والرموز الضاربة في السياسة. دراسات عديدة وهناك دراسة سابقة للخبيرة التربوية المصرية “صفا عبد العال” عن “تربية العنصرية في المناهج الإسرائيلية”، أوضحت فيها كيف يزرع الإسرائيليون جذور العنصرية في أطفالهم، وكيف يعلمونهم الكراهية والحقد والعنف والحرب ضد غيرهم من اليهود، وكيف يزيفون حقائق التاريخ، من خلال عرض مباشر للنصوص العبرية التي يجري تعليمها للطلبة، في 16 كتابًا دراسيًّا من الصف الثالث إلى السادس الابتدائي. وبعد تحليل مضمون هذه الكتب، كشفت الباحثة المصرية أن مناهج التعليم هناك تهدف إلى تعبئة النشء نفسيًّا في اتجاه الحرب والقتل، كما تكرّس ما اعتبرته “عنصرية” ضد العرب. كما تبين للباحثة أن “من بين الأهداف الرئيسية لنظام التعليم في إسرائيل السعي إلى ترسيخ عناصر الكراهية والحقد في النشء، وتنمية روح العداء للعرب أولا و(الأغيار) أي غير اليهود ثانيًا، وتشويه صورتهم لدى الجيل الحالي والأجيال التالية”. وقالت إن هذه الكتب تعمد إلى تشويه الشخصية العربية وتصف العرب بصفات قالت إنها وضيعة مثل “بيت الزواحف العربية” و”العرب اللصوص” و”المختلسون والأنذال المتعطشون للدماء اليهودية” و”العرب البدو المتخلفون” و”العرب عابرو السبيل وقطاع الطرق”. (المصدر: موقع “إسلام أونلاين.نت” (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 19 أفريل 2008)  


 

تركيا: التغيير من الخارج ووحدة الذهنية في الداخل  

 
 

د. محمد نور الدين (*) مرة اخرى يستنجد حزب العدالة والتنمية بالاتحاد الأوروبي منقذا ومساعدا له على العثور على طريقة لمنع اغلاقه من قبل المحكمة الدستورية. هذا اولا ليس استجلابا لتدخل خارجي. فالاتحاد الأوروبي هي المنظمة التي تريد تركيا الانضمام اليها وقد بدأت معها محادثات مباشرة على اساس انسجام تركيا مع معايير الاتحاد في كل المجالات. الكرة بالطبع في الملعب التركي. العريس التركي هو الذي يطلب الزواج والعروس الأوروبية لها شروط وما على العريس سوى تنفيذ الشروط. بالأمس كان رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه باروسو في زيارة حافلة لثلاثة ايام الى انقرة. قالها بوضوح ان الاهتمام الاوروبي بتركيا طبيعي لأن تركيا بلد مرشح للانضمام الى الاتحاد الأوروبي. إذن على”السياديين” والاستقلاليين في تركيا الاعتراف بهذا الواقع. باروسو قالها ايضا بوضوح ان اغلاق الأحزاب لا ينسجم مع الديمقراطية، كما ان حظر الحجاب يتعارض مع الحريات الفردية والشخصية وهذا امر غير خاضع حتى للنقاش. هذا في بعض التفصيل لكن المشكلة في تركيا كانت دائما في مكان آخر. دائما كان التغيير في تركيا يأتي من الخارج او بضغط منه ومنذ اواخر القرن الثامن عشر في الدولة العثمانية، وما “تنظيمات” 1839 وما تلاها سوى مرآة لهذا الواقع. يرى مؤيدو الخيار الأوروبي انه في عالم المحاور الكبرى في العالم لا مكان للدول ان تبقى خارجها.تركيا اختارت الطريق الأوروبي بين خيارات اخرى منها الأمريكي والعالم التركي والمشرق الاسلامي. وباستثناء قلة من القوميين المتشددين يعبّر الجميع في ادبياتهم عن اهمية الخيار الأوروبي بمعزل عن نيتهم الحقيقية في ان يكون رفع مثل هذا الشعار مجرد مطية للوصول الى مآرب اخرى سواء من العلمانيين او الاسلاميين. وغالبا ما كان الأتراك في لحظة غضب يعبرون عن ضيقهم من العراقيل التي تضعها اوروبا في وجههم فيسارعون الى التلويح بخيارات اخرى. بعض العسكر مثلا دعا قبل سنوات قليلة الى التحالف مع ايران وروسيا ضد الغرب الذي يريد تقسيم تركيا. وبعض القوميين يتهمون اوروبا دائما بأنها تريد تقسيم تركيا عبر ضمها الى اوروبا بعدما عجزت عن تقسيمها بالقوة بعد الحرب العالمية الأولى وعبر دعم الانفصاليين الأكراد. وبعض الاسلاميين هددوا بأنه اذا استمرت المماطلة الأوروبية فسيكون لأنقرة معايير خاصة بها بدلا من المعايير الأوروبية للتقدم. يعني ان كل طرف في تركيا لا يرى عمليا في الاتحاد الأوروبي او في المعايير الأوروبية “خيارا استراتيجيا” بل مجرد شعار يطرح لغايات داخلية مختلفة حتى اذا استنفذ غرضه ايجابا او سلبا تخلوا عنه لأكثر من ذريعة. ولو ان الأتراك كانوا مخلصين في خيارهم الأوروبي لكانوا اتبعوا معاييره وطبقوها فينزعون من الاتحاد الاوروبي اعذاره حتى اذا انكشف الوجه الحقيقي لأوروبا برفض ضم تركيا لأسباب اخرى لا تكون تركيا قد خسرت بل تكون قد كسبت اصلاحات تخوّلها ان تكون دولة حديثة من دون الانضمام الى الاتحاد الأوروبي تماما مثل اليابان. لكن المشكلة ان الأتراك انفسهم وبغالبية فئاتهم غير مستعدين بعد لتجاوز الذهنية التي وضع حجرها الأول حزب الاتحاد والترقي عبر انقلابه والاستيلاء على السلطة عام 1909 التاريخ الفعلي لانتهاء السلطنة العثمانية وليس الانتهاء الرسمي والقانوني عام 1918 . هذه الذهنية/ذهنية الاتحاد والترقي هي التي أسست على امتداد عقود لمجمل الأزمات التي تعانيها تركيا اليوم من المسألة الأرمنية ومجازر 1915 الى المسألة الكردية وقوانين التهجير واعادة الاسكان وانكار الهوية الى الخلاف مع الاسلاميين والصدام مع هوية المجتمع المسلم فضلا عن الذهنية النخبوية المستعلية على الفئات الشعبية، لا سيما في الريف وصولا الى التحالف مع اعداء المحيط الاقليمي لتركيا، لا سيما مع اسرائيل وراعيتها واشنطن. سواء بقي حزب العدالة والتنمية في السلطة ام لا، فالمشكلة واحدة وهي ان الذهنية القديمة لا تزال مستشرية ومتجذرة والمحاولات الأكثر جدية لتغييرها مع حزب العدالة والتنمية وقفت عن حدود معينة لم يستطع بل ربما لم يرد احد الذهاب ابعد منها.لذا بقي التغيير يراوح مكانه. (*) خبير لبناني في الشؤون التركية (المصدر: صحيفة “الشرق” (يومية – قطر) الصادرة يوم 20 أفريل 2008)  

 

Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

3 mai 2011

TUNISNEWS 11 ème année, N°3997 du 03.05.2011 archives : www.tunisnews.net F.T.C.R: 100 migrants tunisiens en grève de la

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.