السبت، 9 يناير 2010

TUNISNEWS

 9ème année, N°3518 du 09 .01 .2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحافيين توفيق بن بريك وزهير مخلوف

ولضحايا قانون الإرهاب


الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب :تقرير حول أوضاع الطلبة السجناء

كلمة:الطلبة المساجين يعلّقون إضراب الجوع

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

المكتب الفدرالي -الفاضل ساسي- بكلية العلوم الإنسانية والإجتماعية 9 أفريل :بيــــان

أكّد أن لجنة حماية الصحفيين سدت الفراغ الذى أحدثه الإنقلاب على النقابة محمد الحمروني قررنا مواجهة قمع السلطة التونسية بالجوع(إعادة نشر)

كلمة:المجموعة العربية لرصد الإعلام تعبر عن قلقها لتردّي الوضع الإعلامي

الشروق:مقتل تونسي في ظروف غامضة ببلجيكا: جرعة دواء وراء المأساة… وموظف في قفص الاتهام؟

كلمة:إضراب جهوي بصفاقس على إثر أحداث جبنيانة

الشروق :ما ننفرد بنشره: القائمة الكاملة للمترشحين لعضوية نقابة التعليم الثانوي

كلمة:توقع مؤتمر ساخن في الجامعة العامة للبنوك

المرصد التونسي:تبعات التزكية في إسناد إدارة مدرسة

كلمة:اضراب في مدرسة ابتدائية بجبل الجلود بسبب سرقة

المرصد التونسي:ارفعوا أيديكم عن نقابة دار جربة

البديـل عاجل:تونس في المزاد

عماد الدائمي:الحملة ضد المرزوقي أو اختلال البوصلة

دعـــــــوة الحزب الديمقراطي التقدمي جامعــــة جندوبــــــة :دعـــــــوة

الطاهر العبيدي:كتاب صباحات من الجنوب:سفر في مدن يغطيها رذاذ البؤس والعراء

رويترز:تونس تختتم احتفالياتها بابي القاسم الشابي بانشاء مكتبة لشاعر الخلود

كلمة:مرصد الأمراض الجديدة بتونس يتوقّع تراجعا للإصابات بانفلوانزا الخنازير

قدس برس:تونس: توقعات بانتهاء الموجة الأولى من وباء أنفلوانزا الخنازير

إسلام أون لاين:البرلمان الأوروبي يحقق في « خدعة » إنفلونزا الخنازير

معزّ الجماعي:أسماك ميتة تطفو على شواطئ قابس والبلديّة تسارع بإزالة الآثار

ابراهيم بلكيلاني:أين مكانة العلماء ؟و مضات من تراث العلامة محمد الخضر حسين

 توفيق المديني:دلالات الحراك السياسي العربي المستجد

ياسر أبو هلالة:العرب الصهاينة واليهود الفلسطينيون

عبد الباري عطوان:الزحف العربي الى واشنطن

د. فهمي هويدي:دم الجندي معلق في رقابهم


(Pourafficher lescaractèresarabes  suivre ladémarche suivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)To read arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)


منظمة حرية و إنصاف

التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

جانفي2009

https://www.tunisnews.net/17fevrier0a.htm 

فيفري2009    

https://www.tunisnews.net/15Mars09a.htm 

مارس 2009      https://www.tunisnews.net/08avril09a.htm 

أفريل 2009     

https://www.tunisnews.net/15Mai09a.htm ماي  2009      https://www.tunisnews.net/15Juin09a.htm

جوان2009  https://www.tunisnews.net/20juillet09a.htm      جويلية 2009  https://www.tunisnews.net/23Out09a.htm   أوت/سبتمبر2009    

 https://www.tunisnews.net/15Octobre09a.htm 

أكتوبر 2009

https://www.tunisnews.net/22nov09a.htm 

نوفمبر 2009

https://www.tunisnews.net/31Decembre09a.htm


 

الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب : تقرير حول أوضاع الطلبة السجناء


علمت الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب أن الطالب الموقوف بالسجن طارق الزحزاح تقدم من داخل سجنه بشكاية إلى السيد وكيل الجمهورية بمنوبة إثر العنف والضرب الذي تعرّض له من قبل أعوان أمن داخل حجرة الإيقاف بالمحكمة الابتدائية بمنوبة إثر نهاية جلسة محاكمة الطلبة بالمحكمة المذكورة، بتاريخ 14 ديسمبر 2009، كما وجّه مكتوبا في نفس الغرض إلى وزير العدل وحقوق الإنسان. وقد وجّه زهير الزويدي شكاية إلى النيابة العمومية في نفس الغرض. هذا وقد ذكر لمحاميه أنه تعرّض إلى الضرب الشديد إثر الجلسة المذكورة، وقد مزّقت أدباشه وخلّف الاعتداء الذي تعرّض له زرقة حول عينيه ورضوضا على مستوى جنبه الأيسر وساقه اليسرى، وأضاف الزويدي أنه حاليا موقوف في غرفة مع سبع سجناء محكومين بعقوبات طويلة ولا يتّصل ببقية زملائه الطلبة الموقوفين. ويذكر أن الزحزاح أضرب عن الطعام من يوم 15 ديسمبر 2009، إلى 27 ديسمبر 2009. أما الزويدي فإن إضرابه تواصل من يوم 15 ديسمبر 2009، إلى يوم 02 جانفي 2010. قال عبد القادر الهاشمي أنه أضرب عن الطعام من يوم 22 ديسمبر 2009، إلى يوم 06 جانفي 2010، وقد خضع لمراقبة ضغط الدم يوم 06 جانفي 2010، لا غير، ويوم 05 جانفي 2010، طالبته إدارة السجن بتوضيح كتابي حول أسباب إضرابه، فأوضح أنه أقدم على ذلك احتجاجا على العنف الذي حصل بالمحكمة، وضد قسوة الأحكام الصادرة ضدّه وضد زملائه، وكذلك بسبب رفض المحكم اعتبار التعذيب الذي تعرّض له أثناء البحث الابتدائي، وأخيرا احتجاجا على التهم الكيدية. وقال رفيق الزغيدي أنه أضرب عن الطعام منذ 24 ديسمبر 2009، إلى يوم 06 جانفي 2010، وأنه مقيم بغرفة بها قرابة مائة مراهق، وقد تقدم بطلب لنقلته غير أنه تلقى وعودا لا غير. وأضاف أنّه تقدم منذ منتصف نوفمبر بمطلب لإدارة السجن لتمكينه من وثائقه الدراسية للإعداد لإجتياز الامتحانات النصفية، إلا أنّ مطلبه ووجه بالرفض. وقال ضمير بن عليّة أنه يقيم بغرفة بها خمسون نزيلا تقريبا وقد أضرب عن الطعام منذ 21 ديسمبر 2009، إلى يوم 06 جانفي 2010، وهو يعاني من أوجاع في المعدة، إضافة إلى عزله عن بقية زملائه الطلبة الموقوفين. وذكر أنّه تقدم بمطلب لإدخال وثائقه الدراسية منذ منتصف نوفمبر 2009، إلاّ أن طلبه جوبه بالرفض.  
تونس في: 08 جانفي 2010 الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب للاتصال بالجمعيّة (الهاتف): 21029582 – 98351584 – 25339960 – تونـس


الطلبة المساجين يعلّقون إضراب الجوع


حرر من قبل نزار في الجمعة, 08. جانفي 2010 علّق طلبة منّوبة المساجين المضربون عن الطعام إضرابهم الذي بدأوه منذ 21 ديسمبر المنقضي احتجاجا على المحاكمة الجائرة التي تعرّضوا لها وذلك بعد التماس من رفاقهم الطلبة ونشطاء المجتمع المدني واللجنة الوطنيّة لدعم الطلبة المساجين حفاظا على حياتهم، والذي أبلغه لهم الأستاذ المحامي منذر الشارني عند زيارته لهم يوم أمس الجمعة 8 جانفي. من جهة أخرى قامت هيئة الدفاع بكافّة الإجراءات المتعلّقة باستئناف الأحكام الصادرة في حقّهم ولم يحدّد بعد موعد للجلسة الاستئنافية. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 08 جانفي 2010)


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني: liberte.equite@gmail.com تونس، في 23 محرم 1431 الموافق لـ 09 جانفي 2010

أخبار الحريات في تونس


1)إيداع مجموعة من الشباب المتدين بسجن المرناقية: قرر قاضي التحقيق بالمكتب السادس بالمحكمة الابتدائية بتونس يوم الخميس 7 جانفي 2010 إيداع الشبان أيمن قمري وعزوز بودربالة ورمزي اليزيدي وماهر عميرة ولطفي السعدي بسجن المرناقية على ذمة التحقيق في تهمتي الانضمام إلى تنظيم إرهابي والدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية. 2)حملة ضد الشباب المتدين أمام مسجد التوبة بالعمران الأعلى وبمدينة المنستير: قام عناصر من البوليس السياسي إثر صلاة العشاء مساء اليوم السبت 9 جانفي 2010 أمام مسجد التوبة بالعمران الأعلى بحملة تستهدف الشباب المتدين، حيث عمدوا إلى اعتقال مجموعة منهم ومطالبة البعض الآخر بالاستظهار ببطاقة التعريف. كما شهدت مدينة المنستير في الأيّــام الأخيرة عدة اعتقالات بالقرب من الأحياء الجامعيّة وإيقاف الطلبة الملتحين وإجبارهم على الإمضاء على التزام بحلق اللحية وعدم التنظّم والنشاط في أي حزب. وقام أعوان البوليس بتهديد الطّلبة بالإيقاف والسّجن إذا تمّ ضبطهم مرّة أخرى باللّحية، ويؤكّد أحد الطّلبة أنّه تمّ إيقافه رغم أنّ لحيته لا تعبّر عن أيّ مظهر من مظاهر التديّن. 3)حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور.  
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


المكتب الفدرالي -الفاضل ساسي- بكلية العلوم الإنسانية والإجتماعية 9 أفريل : بيـــان  

على إثر الإجتماع العام والإعتصام الذي شنّه مناضلو وأنصار الإتحاد العام لطلبة تونس اليوم بالبهو الخارجي للكلّية (أمام مركز الأمن الجامعي) تواصلا مع التحركات النقابية الإحتجاجية التي نظمها ودعا إليها المكتب الفدرالي -الفاضل ساسي- بكلية العلوم الإنسانية والإجتماعية 9أفريل منذ بداية الأسبوع للمطالبة بإطلاق سراح كوادر ومناضلي الإتحاد وإيقاف التتبعات العدلية ضدّهم، أقدمت قوات البوليس -التي طوّقت الكلية وحاصرت مخارجها- عشيّة اليوم (حوالي الساعة الرابعة مساء) على إيقاف 4 من رفاقنا أمام مبنى الوزارة الأولى بالقصبة وهم :  خالد الهدّاجي : كاتب عام مكتب فدرالي بكلية 9أفريل  نوفل دولامي : عضو مكتب فدرالي بكلية 9أفريل  أمير الهمامي : عضو فدرالية بكلية 9أفريل  غازي بنعلية : عضو المكتب الفدرالي -فاطمة البحري- بكلية الآداب منوبة وعليه فإننا نعبّر عن :  إستنكارنا للتعاطي الأمني السّافر مع مناضلي الإتحاد وتنديدنا بإيقاف مسؤولين نقابيين مُنتخبين من طرف الطلاّب للدفاع عن مصالحهم, كان من الأولى للسلطة الإنصات لهم واحترام نشاطاتهم والكف عن ملاحقتهم وعدم توضيف القضاء لتلفيق التهم بحقّهم.  مطالبتنا بالإفراج الفوري عن رفاقنا مناضلي كلية 9أفريل وجميع مساجين الحركة الطلاّبية وإيقاف التتبعات الأمنية والقضائية بحقهم وحق المطرودين والمطاردين.  إستعدادنا الدائم واللامشروط لمواصلة الدفاع عن مناضلي الإتحاد العام لطلبة تونس وكوادره بكل الأساليب المتاحة والمشروعة  دعوتنا طلبة الكلّية إلى مزيد الإلتفاف حول مكتبهم الفدرالي ومساندته في نضاله من أجل إطلاق سراح المساجين ودعم تحركاته وأنشطته تونس في 07 جانفي 2010 عن المكتب الفدرالي مالك صغيّري ضو الصغيّر منجي الغنّودي سالم العيّاري  


أكّد أن لجنة حماية الصحفيين سدت الفراغ الذى أحدثه الإنقلاب على النقابة   محمد الحمروني عضو لجنة حماية الصحفيين :قررنا مواجهة قمع السلطة التونسية بالجوع

 


السبيل أونلاين – تونس – خاص   دعت « اللجنة التونسية لحماية الصحافيين » ، يوم 28 ديسمبر 2009 ، الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان في تونس وفي الخارج ، إلى الإضراب عن الطعام يوم الثلاثاء الماضي 05 جانفي 2010 ، تضامنا مع الصحفي والناشط الحقوقي زهير مخلوف والكاتب الصحفي توفيق بن بريك المعتقلين على خلفية تغطياتهم وكتاباتهم الصحفية والحقوقية .   وقال عضو اللجنة والمراسل الصحفي محمد الحمروني ، في حديث خصّ به السبيل أونلاين ، أن الإضراب كان ناجحا وشارك فيه العشرات من الصحفيين وحظي بمساندة شخصيات حقوقية وسياسية مهمّة ومختلف مكونات المجتمع المدني ، وبإهتمام وسائل الإعلام المحلية والدولية .   وأكّد أن أبناء مخلوف وبن بريك « يعانون بشكل لافت بسبب غياب أبويهما، وتعبر اللجنة عن خشيتها من التداعيات النفسية عليهم وتدعوا السلطة للكف عن سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها ضدهم « .   وبحسب الحمروني فإن الإضراب هو رسالة إلى مختلف مكونات المجتمع المدني المحلية والدولية والى الصحافيين وهيئاتهم الدولية بأن السلطة التونسية قد تجاوزت كثيرا في إنتهاكات ، ولا بد من مواجهة القمع الذي تمارسه بالجوع وبكل اشكال النضال السلمية .   وقال بأن العرائض من بين الأشكال المتاحة في تونس وهي مؤثرة و تتوافق والإمكانات والظروف ، وشدد على أن لا يقع الإكتفاء بها .   وأكد الحمروني أن اللجنة إستطاعت أن تملأ الفراغ الذى أحدثته السلطة بعد »الإنقلاب » على النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ، وتنصيب مكتب موازي للمكتب التنفيذي الشرعي . وأشار إلى الحصار البوليسي الذي فرض على بعض أعضاء اللجنة ومناضلي المجتمع المدني في تونس والذي كان يهدف إلى منعهم من الإجتماع وإفشال الإضراب .وفي ما يلي تفاصيل الحديث :   *** كيف تقيمون الإضراب والتفاعل معه ؟

محمد الحمروني : نحن نعتقد أن الإضراب كان ناجحا جدا بالنظر أولا إلى عدد الزملاء الصحافيين الذين شاركوا فيه (نحو 30 صحافيا) وتنوع مشاربهم من تونس ومن خارجها. وبالنظر أيضا إلى عدد ونوعية الشخصيات الحقوقية والسياسية التي ساندتنا مشكورة في هذا الإضراب (نحو 70 شخصية) مثل الأستاذ خميس الشماري الخبير الدولي في حقوق الإنسان والدكتور المنصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من اجل الجمهورية والأستاذ محمد النوري رئيس منظمة حرية وإنصاف للدفاع عن حقوق الإنسان وغيرهم كثير. ويمكنني القول إن إضراب الجوع كان محل اهتمام ومتابعة من مختلف مكونات المجتمع المدني في تونس وبالتالي تمكنت اللجنة من ملأ الفراغ الذي أحدثه انقلاب السلطة على نقابة الصحافيين.   ***ماهي الخطوات المرتبطة بيوم الإضراب سواء تجاه السلطة أو المنظمات الحقوقية التونسية وفي الخارج وهيئات الصحفيين المحلية والدولية ؟
محمد الحمروني :اليوم انصب اهتمامنا على متابعة التزام الذين أعلنوا مشاركتهم في الإضراب.كما انصب اهتمامانا على متابعة إعلانات الالتحاق بالإضراب التي تواصلت اليوم، أما الحيز الأكبر لاهتمامنا اليوم فقد انصب على الاتصالات التي قامت بها مع اللجنة عدة أطراف من الداخل والخارج منها عدد من وسائل الإعلام والمنظمات الدولية المدافعة عن الصحافيين للاستفسار عن الإضراب وعن مدى نجاحه والخطوات التالية التي ستعمد إليها لجنتنا في المستقبل. أما السلطة فقد حاصرت اليوم بعض منازل الزملاء أعضاء اللجنة حتى لا يجتمع المضربون بها على غرار ما فعلت مع الزميل سليم بوخذير، إضافة إلى أنها حاولت مراقبة نجاح وسير الإضراب عن قرب ومدى التزام المضربين به بشكل دقيق جدا. وفي العموم فان الإضراب الذي أعلنّا عنه منذ أسبوع تقريبا جعل قضية الزميلين توفيق وزهير موضوع الساعة في تونس طوال الفترة الأخيرة … نحن أردنا من خلال الإضراب إبلاغ رسالة إلى السلطة والى مختلف مكونات المجتمع المدني مفادها أن المظلمة التي تعرض لها الزميلان مخلوف وبن بريك ستكون قضية الإعلاميين الأولى في البلاد وانه لا مجال لان تستمر السلطة في نهجها المتشدد تجاه الصحافيين من خطف واعتقال وضرب وترهيب، ومن هذه الناحية كان الإضراب صرخة في وجه الحكم مفادها كفى اعتداء على الصحافيين. مثلما تضمن الإضراب رسالة إلى الحكم، تضمن أيضا رسالة إلى مختلف مكونات المجتمع المدني المحلية والدولية والى الصحافيين وهيئاتهم الدولية.. رسالة مفادها ان السلطة جاوزت المدى في انتهاكاتها ضد الصحافيين، وان الإعلاميين في تونس قرروا مواجهة قمع السلطة بجوعهم وبطونهم الخاوية أصلا.   *** كيف تنظرون إلى شكل العرائض والإضرابات وحجم تأثيرها لصالح القضايا المتعلقة بها ؟
محمد الحمروني :العرائض وكل أشكال الاحتجاج على القضايا المتعلقة بها كقضية الدكتور الصادق شورو او توفيق او زهير او الطلبة الذين حوكموا مؤخرا هي أشكال نضالية سلمية متاحة وممكنة ومشروعة وهي مؤثرة ولا يحقرن أحدكم من المعروف شيئا، ولنا في تجربة مساجين الحوض المنجمي خير دليل، والسؤال هو: هل يجب الاكتفاء بهذه الأشكال؟ هنا لا بد من شيء من التفضيل. فمن يستطيع أن يدافع عن القضايا التى يرفعها بوسائل أكثر تطورا كالإضرابات والاعتصامات فهذا مطلوب، ولكن هذا الأمر في بلادنا وفي ظل الحصار المطبق على مختلف مكونات المجتمع يبدو غير متاح دائما، لذلك فان كل واحد يضع من الوسائل والآليات ما يوافق إمكاناته واستطاعته وفق ظروفه.   *** هل لديكم تواصل مستمر مع عائلات زهير مخلوف وتوفيق بن بريك ،وكيف تجدون أوضاعهم المعنوية والإجتماعية ؟
محمد الحمروني :هذا الإضراب تم بتنسيق تام مع عائلتي مخلوف وبن بريك، بل إن بعض أقارب الزميلين كانوا من الفاعلين البارزين في الإعداد لهذا الإضراب على غرار الصديق جلال بن بريك اخو توفيق بن بريك. أما عن وضعهما المعنوي والمادي فهو سيء إلى ابعد الحدود، فالي جانب المحاصرة والمراقبة والهرسلة التي تتعرض لها العائلتان، تعاني العائلتان وخاصة زوجة الزميل زهير من حصار مادي وذلك بحرمان زوجته من العمل ومحاصرتها في قوتها وقوت أبنائها. وتؤكد اللجنة التونسية لحماية الصحافيين إن أبناء الزميلين يعانون بشكل لافت بسبب غياب أبويهما، وتعبر اللجنة عن خشيتها من التداعيات النفسية عليهم وتدعوا السلطة للكف عن سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها ضدهم .   *** ما هي الخطوات القادمة المنتظرة من طرف اللجنة بشأن إنتهاك الحريات الصحفية في تونس ، وبشان قضيتا زهير مخلوف وتوفيق بن بريك ؟
محمد الحمروني :نحن الآن سنترك الإضراب الذي قمنا يتفاعل ولدينا متسع من الوقت من الآن وحتى تحديد موعد للنظر في الاستئناف في قضية الزميلين، وفي انتظار ذلك نحن سنعد وسنبتدع من الأشكال النضالية السلمية ما من شأنه إبلاغ صوتنا وإعلان رفضنا لمحاكمة زملائنا وهي أشكال سنعلن عنها في حينها.   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ  07 جانفي 2010 )


المجموعة العربية لرصد الإعلام تعبر عن قلقها لتردّي الوضع الإعلامي


حرر من قبل التحرير في الجمعة, 08. جانفي 2010 على هامش اجتماع المجموعة العربية لرصد الإعلام المنعقد في بيروت أيام 05، 06 و07 جانفي عبّر المجتمعون عن قلقهم لتردّي الوضع الإعلامي في المنطقة العربيّة، حيث تعرّضت المجموعة لما تمارسه عديد الأنظمة العربيّة من ضغوط أمنية وسياسية وقانونية وقضائيّة على الإعلاميّين ومؤسّساتهم. وتعرّضت المجموعة في بيان لها أصدرته في الغرض لما يجري في اليمن والبحرين ومصر والمغرب والجزائر ولبنان. إضافة إلى تونس التي سجّل البيان تصاعد ممارسة التهديد و التخويف من قبل السلطة فيها ضد الصحفيين قبيل، الانتخابات الرئاسية وأثناءها وبعدها والتي كان من أبرزها سجن توفيق بن بريك في قضية ملفقة بعد انتقاده لحكم الرئيس بن علي، وكذلك زهير مخلوف ، وغيرها من المتابعات التي تمس الصحفيين المستقلين، كصحفيي إذاعة كلمة وغيرها من الاعتداءات. وطالبت المجموعة العربية بإطلاق سراح كل الصحفيين المسجونين، ووقف المتابعات و الاعتداءات البوليسية، كما شجبت بقوة حملات التشهير التي تمس بشرف وكرامة الصحفيين و المدافعين عن حقوق الإنسان, و التي تقودها العناوين الصحفية المقربة من الأجهزة الأمنية. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 08 جانفي 2010)


مقتل تونسي في ظروف غامضة ببلجيكا: جرعة دواء وراء المأساة… وموظف في قفص الاتهام؟


مكتب قفصة ـ «الشروق»: يتواصل الحديث في مدينة الرديف من ولاية قفصة حول خبر مقتل شاب أصيل الجهة داخل معتقل خاص بالمهاجرين غير الشرعيين في منطقة لياج ببلجيكا وكان تونسيون مقيمون ببلجيكا نشروا على الفايس بوك خبرا تحت عنوان من يعرف أهل هذا الشاب من الجنوب التونسي فليخبر أهله. الصورة المرافقة كانت تحمل ملامح شاب أشعث الشعر وأبيض البشرة وفي العشرينات من عمره تحتها كتب يحيى بن مبارك طبابي. وقد قادنا بحثنا في هذا الموضوع إلى الاتصال بعائلة الضحية لمزيد التحري حول مدى صحة الخبر. وعندما انتقلنا إلى مقرّ عائلة الضحية وجدنا عددا من أهالي المنطقة بصدد تقديم التعزية لشقيق الهالك السيد بوعلي طبابي وهو ما جعلنا نتأكد بأن الخبر الوارد في صفحات الفيس بوك صحيح بحثنا أولا عن هوية الضحية فعلمنا أنه من مواليد 07 ـ 12 ـ 1978 وهو أصيل الرديف من ولاية قفصة وقد غادر التراب التونسي مع عدد من المهاجرين غير الشرعيين عبر ليبيا سنة 2004 ووصل إلى إيطاليا ثم غادرها نحو فرنسا ثم إلى اسبانيا ثم عاد إلى فرنسا ثم غادرها يوم 02 ديسمبر 2009 تاريخ اتصاله هاتفيا بشقيقه (بوعلي) ليعلمه بأنه وقع اعتقاله من قبل شرطة مكافحة الهجرة السرية وأنه تم ايداعه صحبة تونسي من تونس العاصمة بمعتقل لياج ببلجيكا. وقد حدثنا بوعلي حول أسرار الوفاة فقال: «يوم الاثنين 04 جانفي الجاري وعلى الساعة الثانية بعد الزوال وصلتني مكالمة هاتفية على هاتفي الخاص من قبل شاب قال لي أنه من تونس العاصمة ويقيم ببلجيكا وتحديدا بمعتقل لياج وأنه يحدثني من هناك». وأضاف «في مكالمته أنه يعرف شقيقي (الضحية) وأنه قد وجد رقم هاتفي مسجلا في ذاكرة هاتفه». صمت بوعلي قليلا وواصل الحديث قائلا إن ذلك الشاب أعلمه بأن شقيقه يحيى توفي متأثرا بجرعة مضاعفة من دواء معالجة الأعصاب إذ تلقى حقنة كانت كفيلة بازهاق روحه وقد قدمها إليه (حسب الشاهد المذكور) موظف المعتقل «هو بجانبي الآن جثة هامدة».. هكذا ختم المتحدث مكالمته الهاتفية. «ورغم نزول الخبر عليّ نزول الصاعقة (الكلام لبوعلي) فقد حاولت أن اضبط نفسي وان أتمالكها فأخبرت كامل أفراد عائلتي مع العلم أنه أخي الوحيد (البقية بنات) وطلبت من محدثي (على الهاتف) أن يسلمني العنوان الكامل للمعتقل». ويضيف بوعلي: «اتصلت مباشرة ببعض الأصدقاء من أهالي المنطقة المقيمين ببلجيكا وفرنسا وأخبرتهم بفحوى الواقعة فأعلموني أنهم سوف يتصلون مباشرة وفي أقرب وقت بإدارة المعتقل في منطقة لياج ويقومون بجميع الاجراءات القانونية وفعلا قاموا بالاتصال بإدارة المعتقل والتقوا برفيق أخي داخل المعتقل (صاحب المكالمة الهاتفية) فسرد عليهم نفس المعطيات وطلبوا من إدارة المعتقل التنسيق معهم في معرفة الملابسات الحقيقية للوفاة وكانت المفاجأة عندما اتضح لنا أن مدير المعتقل من أصول تونسية ومتحصل على الجنسية البلجيكية وقد هاتفته أكثر من مرة ووعدني بمتابعة الموضوع». متابعة صالح عميدي (المصدر: النشرة الإلكترونية لجريدة الشروق التونسية الصادرة يوم 09 جانفي 2010)  


إضراب جهوي بصفاقس على إثر أحداث جبنيانة


حرر من قبل التحرير في الجمعة, 08. جانفي 2010 نفذ صباح يوم الجمعة 8 جانفي أساتذة التعليم الثانوي بكافة المعاهد الثانوية والمدارس الاعدادية بولاية صفاقس إضرابا احتجاجيا لمدة ساعتين وذلك ردا على اقتحام البوليس معهد 18 جانفي 1952 بجبنيانة والاعتداء بالعنف على المدرسين والقيمين والتلاميذ يوم الاربعاء المنقضي. وكان تلاميذ جبنيانة قد اعتصموا بساحة المعهد للمطالبة بإطلاق سراح الطلبة المساجين.  و كنا ذكرنا في نشرة سابقة، ان النقابة العامة للتعليم الثانوي قد وجهت مراسلات احتجاجية إلى كل من وزارة الداخلية ووزارة التربية والتكوين تدعو فيها الى محاسبة المعتدين بالعنف. كما توجّه وفد منها إلى مكان الإعتداء.  واعتبر السيد عامر المنجّة الكاتب العام للنقابة الجهويّة للتعليم الثانوي بصفاقس في بلاغ تلقّت كلمة نسخة منه أنّ الإضراب الذي شنّه أساتذة التعليم الثانوي يوم الجمعة وسانده عمّال ونقابيّو قطاعات أخرى من سكك الحديد والسياب وغيرها كان ناجحا بشكل كبير.
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 08 جانفي 2010)
 


ما ننفرد بنشره: القائمة الكاملة للمترشحين لعضوية نقابة التعليم الثانوي


تونس ـ الشروق : تنفرد «الشروق» بنشر قائمة المترشحين لعضوية النقابة العامة للتعليم الثانوي والتي تعد أكبر التشكيلات النقابية في الاتحاد العام التونسي للشغل حيث عدد منخرطيها 53 ألف مدرّس في كامل معاهد الجمهورية. وفي ما يلي قائمة المترشحين للمؤتمر وهم، سامي الطاهري، لطفي الاحول، الاسعد اليعقوبي، نعيمة الهمامي، زهير المغزاوي، نجيب السلامي، الطيب بوعائشة، فرج الشباح، احمد الجدعاوي، وناس النجومي، حمادي بن ميم، عبد العزيز العياري، زهير العيدودي، خالد بن ڤمرة، الحبيب السليتي، علي الجباري، علي الزارعي، عطية العثموني، محمد الحامدي، محمد حمدي، عبد الرحمان الهذيلي، فتحي الحاجي، احمد المهوك، محسن الماجري، نوار المعلمي، منصف بن حامد، علالة الزيادي، سهام بوستة، محسن الرياحي، محمد العڤربي، حاتم الفقيه، منجي الخليلي، فوزي القصبي، فطيمة غانمي، محمد الكحلاوي، جابالله عوني، عبد الحميد الهمامي، محمد علي الماجري. ويمكن ان تكون هذه القائمة قد تدعمت بوصول مطالب ترشح أخرى بالبريد خلال الساعات الاخيرة الماضية. مالية ومن جهة أخرى ترشح لعضوية لجنة المراقبة المالية كل من بشير المروكي، مصطفى النهدي، الناصر بالحاج، محمد بن عمار وخالد بالحاج. تحالفات وتتواصل في الكواليس المشاورات والتحالفات بين مختلف التيارات النقابية الناشطة في القطاع وتهم هذه المشاورات الوصول الى اتفاق لتوزيع المقاعد داخل المكتب الجديد للنقابة. وتقول المصادر ان هناك جدية في المساعي المبذولة للوصول الى «وفاق» انتخابي بين تيارات «العائلة الوطنية» والتيار القومي بمختلف فصائله. غير ان المصادر تشير الى اختلافات حادة الآن بين فصائل القوميين قد تؤثر على خارطة التحالفات التي قد يتم حسمها قبل ساعات من الموعد الانتخابي للمؤتمر. وتضيف المصادر ان «المعركة» الحقيقية في المؤتمر تهم الكتابة العامة حيث تسعى مختلف التيارات الى كسب هذا الموقع. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 08 جانفي 2010)  


توقع مؤتمر ساخن في الجامعة العامة للبنوك


حرر من قبل التحرير في الجمعة, 08. جانفي 2010 تعقد الجامعة العامة للبنوك والمؤسسات المالية اليوم السبت 9 جانفي مؤتمرها العادي بأحد نزل العاصمة. وقد علمنا من مصادر مطلعة أن الترشحات للمكتب التنفيذي للجامعة بلغت 20 ترشحا من أجل الفوز بالمقاعد التسعة للمكتب.  مصادرنا اشارت أن التنافس سيكون منحصرا بين قائمتين يترأس احداهما الكاتب العام الحالي للجامعة السيد عبد الحميد الجلالي الذي تتوفر لديه فرص كبيرة للفوز.
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 08 جانفي 2010)


تبعات التزكية في إسناد إدارة مدرسة

 


ت .ع، معلم كُلفَ بإدارة مدرسة الهادي شاكر ببنزرت عن طريق التزكية وفقا لجملة من مقاييس الرداءة التي لا تتوفر إلاّ في شخصه و يمكن حصر القليل منها فيما يلي: عدم قدرته على تسيير شؤون المدرسة توظيفه للفضاء التربوي لتحقيق مآربه الخاصة عداوته للزملاء الذين لا يسايرونه في تجاوزاته حقده الدفين على الطرف النقابي اِستقواؤه بالإدارة و أطراف أخرى يدّعي أنها في ولاء دائم له و لذلك ندعو الإطار التربوي و كل النقابيين إلى: عدم التواصل مع هكذا شخص. مقاطعة برامجه الترفيهية المشبوهة (الرحلات خاصة). دعوة الطرف النقابي المسؤول إلى عدم تمكينه مجددا من إدارة أية مدرسة دون تناظر. دعـوة كل القوى الحـيـة للتصدي لممــارســاته التي أضــرّت بسمعـــة المـؤسســــة و الناشئة و الزملاء.  
معلمون من بنزرت — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux


اضراب في مدرسة ابتدائية بجبل الجلود بسبب سرقة


حرر من قبل التحرير في الجمعة, 08. جانفي 2010 على إثر عمليّة سطو تعرّضت لها المدرسة الابتدائية فتح الله 2 بجبل الجلود ليلة البارحة شنّ إطارها التربوي إضرابا عن العمل يوم الجمعة 8جانفي الجاري احتجاجا على عدم استجابة سلطة الإشراف لمطلبهم المتكرّر بتوفير ظروف الحماية للمؤسّسة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 08 جانفي 2010)


ارفعوا أيديكم عن نقابة دار جربة


يوم 7جانفي جرت انتخابات اللجان الإدارية المتناصفة بنزل دار جربة وكانت النتائج صفعة على وجه المكتب التنفيذي الجهوي الذي مني بهزيمة قاسية جدا لكل مرشحيه ضد المرشحين المدعومين من قبل النقابة الأساسية المجردة من قبل المكتب الجهوي .ويعود الصراع بين نقابة دار جربة برئاسة كاتبها العام عبد القادر لجهر والاتحاد الجهوي إلى سنة2005 حيث كان هذا النزل مسرح صراع بين النقابة الأساسية والمكتب التنفيذي الجهوي كرد فعل تجاه الكاتب العام للنقابة الأساسية الذي ترشح ضد المكتب التنفيذي . ولئن تسلط الاتحاد الجهوي بسوء استخدام قانون المنظمة استنصرت النقابة الأساسية بثقة منخرطيها . فقد لفق الاتحاد الجهوي تهما كيدية في 2005 واقترح عزل النقابة ل5سنوات لكن الاتحاد العام خففها لتصبح سنة ثم مدد بسنة أخرى لإرضاء المكتب الجهوي .في 2007 انعقد مؤتمر هذه النقابة وفازت قائمة عبد القادر لجهر فوزا ساحقا ضد القائمة المدعومة من طرف الاتحاد الجهوي .فبدؤوا يعدون العدة لعزله مرة أخرى فاقترحوا عزل النقابة ل5سنوات لكن الاتحاد العام كلف اللجنة الوطنية للنظام التي حققت ثم برأت النقابة الأساسية .عاود الاتحاد الجهوي الكرة قبيل مؤتمره الجهوي لكن المركزية لم تنسق وراءه . في أوت 2009 وبعيد المؤتمر الجهوي أحيلت النقابة الأساسية على لجنة النظام التي اقترحت تجريدها لمدة 5 سنوات جديدة لكن الاتحاد العام يخفض العقوبة إلى عام واحد رغم يقينه أن النقابة الأساسية بريئة بشهادة اللجنة الوطنية للنظام التي اتخذت من جربة مقرا لها للتحقيق مع هذه النقابة .في صراعه مع هذه النقابة استباح الاتحاد الجهوي كل السبل …حتى أرزاق العمال بحيث دفع ب8 عمال للعبث بالمؤسسة للتعبير عن رفضهم للنقابة وذلك تنفيذا لأوامر الاتحاد الجهوي فتم طردهم ولم ينجح الاتحاد الجهوي في إعادتهم إلى عملهم بل تناساهم بعد نجاحه في تجريد النقابة……واليوم وبعد تأكد الجميع من التحام النقابة الشرعية بعمالها الذين ترجموا ذلك بانتخاب المرشحين المقترحين منها ،على المكتب الجهوي للشغل أن يرمي المنديل ويدع العمال ونقابتهم. وإن كان يثق في أصدقائه عليه أن يصدرعفوا عن المجردين ويصدر بلاغ مؤتمر النقابة الأساسية , نقابي من جربة — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux

تونس في المزاد


في عام 1803 عرض الرئيس الأمريكي توماس جيفرسون شراء 2.1 مليون كلم مربع من الأراضي الفرنسية شمال أمريكا على نابليون بونابارت مقابل 15 مليون دولار فما كان على هذا الأخير سوى الموافقة. وبهذا الثمن كسب توماس جيفرسون وأمريكا مساحة تفوق مساحة فرنسا ذاتها بأربعة أضعاف وتشمل اليوم 15 ولاية أهمّها لويزيانا والتي اشتقّ اسمها من الإمبراطور الفرنسي آل بوربون والعجيب أنّ العقد الموقع بين أمريكا وفرنسا شمل بالإضافة إلى الأرض هناك سكان نيواورليانز وقبائل الهنود الحمر وأسماك المسيسيبي وأيّ ثروة يمكن أن تُكتشف لاحقا. خلال القرون التالية تكرّر هذا المثال كثيرا وفي السنوات الأخيرة من الألفية الثالثة أصبحت موضة فالأكراد في العراق يبيعون جبل من اليورانيوم يزن مائة وتسعون ألف طن والمالكي يبيع جزيرة الرصاص النفطية لإيران وفي تونس اليوم يطبق هذا المثال قطرة قطرة، فكل يوم نكتشف صدفة إمّا على الأنترنيت وطبعا في المواقع المحجوبة أو على الوثائق التي تتناثر صدفة أمامك أو على سبيل خطأ نجد أن ذلك النزل قد فرّط فيه مالكه لأجنبي أو تلك الشركة التي تعلن إفلاسها ليملكها أجنبي أو ذاك القطاع الذي تفرض عليه الدولة الخوصصة ليشارك فيه أجنبي وأخيرا بتنا نسمع أن تلك المساحة الشاسعة من منطقة كذا على ملك الدولة قد فرّطت فيها للخواص الذين بالضرورة أجانب مثل أكبر مشروع في تونس إلى حدّ الآن « سما دبي » والذي لم نرى منه سوى السماء فالمشروع وعد بفتح آفاق للمعطلين وتقليص نسبة البطالة إذ به لم يقلّص سوى مساحة تونس، وأخيرا وليس آخرا الجزر التي « يُدلّلُ » عليها في مزاد مفتوح على الأنترنيت والسعر ثمانية عشرة مليار دولار، وكان الشرف لجزيرة « قطعاية GATTAYA » جنوب البلاد قرب جزيرة جربة من محافظة مدنين أن تكون هي الأولى في هذا المزاد، والغريب هو أنه ليس للتونسي الحق في المشاركة بمثل هذا المزاد فهو لا يعرف عنه شيء حتى يوم تنتهي كلّ معاملات البيع فالإعلان عن مثل هذه الصفقات يتمّ في مواقع محجوبة على الأنترنيت في تونس والسعر المقترح بالدولار أي لا يمكن للتونسي يقطن داخل هذا الوطن أن يعلم ولا أن يشارك في هذه الصفقات، ويتقى المسألة قانونية دائما لأنه قد أعلن عن المزاد والخطأ هنا هو خطأ التونسي الغير مطّلع (حتى يضمن حقّ الشفعة). صحيح أن الأزمة الاقتصادية العالمية أثّرت كثيرا على الدول وخاصة دول العالم الثالث بطرق مختلفة ويمكن أن يكون هذا سبب للجوء إلى بيع الأرض لكن الخوف الكبير أن يكون عقد البيع يشمل كذلك سكان الولاية وسمك البحر وما سيكتشف من ثروات لاحقا. تونس تباع علنا أمامنا ونحن لا نعرف ما هي المقاييس التي تتخذ في مثل هذه الحالات ففي حالة القبض على فرد من الشعب يتعاون مع قوى خارجية يقبض عليه بتهمة التجسس وإن كان من العسكريين فتكون التهمة الخيانة العظمى وعقابها الإعدام فماذا نسمى بيع هذه الأرض وفي أي قانون نصنّف هذه الجريمة في حقّ الشعب التونسي وفي حقّ الفلاقة والمناضلين الذين سالت دماءهم فداء لهذه الأرض ولهذا الوطن العزيز. ملاحظ (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 9 جانفي 2010)  


الحملة ضد المرزوقي أو اختلال البوصلة


عماد الدائمي مرة أخرى يتعرض الدكتور منصف المرزوقي لحملة شتم وتشويه وتشكيك. الفرق أن المنخرطين في الحملة هذه المرة ليسوا من صحافيي العار المأمورين أو المتملقين، ولا من أقلام البوليس السياسي المدسوسة في فضائنا الافتراضي المخترق، بل هم للأسف الشديد أصدقاء وشركاء نضال ورفاق درب .. وهذا أشد على النفس وأنكى. أوضح أولا أن ما يقودني اليوم للرد على هذه الكتابات التي أحمل لبعض أصحابها الكثير من الود والتقدير ليس غيرة حزبية ولا ولاء شخصي لا وجود لهما في قاموس الإطار الوطني الذي أسسناه معا منذ 9 سنوات وأردناه مدرسة للتعايش والاحترام والتعاون بين مختلف أطياف شعبنا الإيديولوجية والفكرية (المؤتمر من أجل الجمهورية). وليس هو أيضا دفاعا عن شخص المرزوقي الذي يحسن الدفاع عن نفسه ويتقن أكثر الإعراض عن الدخول في متاهات الردود العقيمة والنقاش الفارغ الذي يحيد عن القضايا الحقيقية والأولويات المركزية. ولكن ما دفعني لتجشم جهد الرد هو إحساس كبير بالضيم في حق رجل عانى الأمرين وتحمل الكثير من الأذى في الداخل والخارج خلال العقدين الماضيين بسبب دفاعه المستميت على حق هؤلاء الإخوة الذين هاجموه في الوجود والتعبير والمشاركة السياسية، ورفض أي مسعى لربط التحالف السياسي مع الإسلاميين ضد الدكتاتورية بأي نوع من المراجعات الفكرية والتنازلات الإيديولوجية في القضايا الخلافية، مما جعله (وجعلنا) نجدف وحيدين تقريبا ضد المسار الذي آلت إليه هيئة 18 أكتوبر، مسار « ابتزاز » التقارب الفكري قبل استئناف النضال المشترك، الذي انجرت إليه حركة النهضة نفسها.. أكثر ما يؤسف في القصف العشوائي الذي تعرض له الدكتور المرزوقي أنه انبنى على سوء فهم لمقصد المقال، وارتكز على عنوان لم يفهم (بضم الياء) وجملتين اخرجتا من سياقهما ليستنتج بكثير من التبسيط، الذي لا يليق بهؤلاء الأكارم، أن الرجل يهزأ من الإسلام وشعائره. والغريب أن تلك الردود جاءت من أناس تعودوا بالكتابات النقدية لمنهج الحركات الإسلامية وشعاراتها من داخل المنظومة الإسلامية ومن خارجها وربما أسهم بعضهم في جهود النقد الذاتي التي عرفتها الساحة الاخوانية التونسية والعالمية خلال العشرية الأخيرة، والتي زلزلت الكثير مما كان يعتبر من الثوابت وأظهرت لحد كبير قصور تجربة الإسلاميين والمطبات التي وقعوا فيها وفضفضة بعض الشعارات التي رفعوها .. ومن بينها شعار « الإسلام هو الحل ». ولم نر لأحد منهم ردا على أصحاب تلك المراجعات الجريئة من مثل الدكتور النفيسي، والبشري، ومنير شفيق، والترابي، والزعاترة، والغنوشي نفسه في كثير من المواقف. واترك للقارئ تصور رد فعل هؤلاء الإخوة إن جاءت الفتاوى المثيرة للترابي مثلا (حول السنة والصحابة وعذاب القبر وحجاب المرأة المسلمة وحلية زواجها من غير المسلم .. وغيرها) على لسان غير إسلامي مثل الدكتور المرزوقي أو غيره. أيها السادة الكرام، اسمحوا لي أن أقول لكم أنكم أخطأتم في حكمكم مرتين، الأولى أنكم سمحتم لأنفسكم باخراج للدكتور المرزوقي من المنظومة الإسلامية واعتبار أن ما كتبه هو مهاجمة للإسلام من خارجه. ولو اعتبرتموه كما يعتبر هو نفسه من داخل منظومة الأمة، لقبلتم بحقه في النقد أو حتى ربما « الجلد » الذاتي. والخطأ الثاني والذي هو أفدح أنكم وجهتم لمكونات الساحة التونسية التي تتابعكم، الأصدقاء منهم قبل الأعداء، اشارات خاطئة عن ضيق صدر بعضكم بالنقد، وعدم احترامكم لحق الاختلاف، ونزوع البعض للتكفير وادعاء امتلاك الحقيقة واحتكار تمثيل الاسلام وحق الدفاع عنه، وعن اختلال الأولويات عند هذا البعض بحيث تتقدم الانتماءات الفكرية والايديولوجية على واجب التوحد من أجل الدفاع عن الحرية والديمقراطية  في البلاد.  أيها الأصدقاء، أدعوكم بكل ود أن تغمدوا سيوفكم .. أو بالأحرى أن تدعوها مشرعة وأن توجهوها الى العدو الحقيقي المشترك : الدكتاتورية .. في بلادنا وحيثما كانت ومهما كان دينها. ان أي بوصلة لا تتجه لنصرة الحرية ومقاومة الدكتاتورية هي بوصلة مشبوهة .. وفي أحسن الحالات معطبة!.  


دعـــــــوة الحزب الديمقراطي التقدمي
جامعــــة جندوبــــــة دعـــــــوة  

في نطاق « دراسة الواقع السياسي بالبلاد وأفق المرحلة القادمة »  
 
تتشرف جامعة جندوبة للحزب الديمقراطي التقدمي بدعوتكم لحضور الندوة السياسية التي تنظم في الغرض والتي ستشرف عليها السيدة ميّة الجريبي الأمينة العامة للحزب ،وذلك يوم الأحد 10 جانفي الجاري على الساعة العاشرة صباحا بمقر جامعة الحزب بحي النخيل بمدينة جندوبـة.  
عن الجامعة المكلف بالإعلام
 


كتاب صباحات من الجنوب سفر في مدن يغطيها رذاذ البؤس والعراء


الطاهر العبيدي * taharlabidi@free.fr  
إن محاولة التسلل بين ثنايا نصوص كتاب صباحات من الجنوب من إصدارات منشورات البديل جانفي 2009، بإمضاء مجموعة من الشباب المنتفض على واقع السبات، وبأسماء مستعارة وأخرى ملثمة، وأخرى مقنعة، وبأصابع عارية بلون تربة المدن الكالحة، وإمكانية الغوص بين منعرجات اللحظات الإبداعية المشروحة، التي أثثت التعابير الهاربة من منخفضات واقع اجتماعي لمدن يغطيها رذاذ البؤس والعراء، ويلطمها نزيف الترقب والانتظار، ونسجت فيها أنامل سيزيف أرجوحة الكر والفر في كتابة مغناطيسية المعنى والدلالات السوسيوسياسية، تشابكت فيها الجمل مع الصور تزاحما جدليا اعتراضيا بين التصريح المقتضب والتأويل المنكمش، وبين الإيحاء الذاتي وبين التصريح المباشر، وبين التوصيف المقنّع المرتطم بنبضات حسّية، وإشارات ضوئية خافتة أحيانا، وساطعة أحيانا أخرى، وعبارات ذات إشعاع متدفئة برذاذ الوجيعة وبصمات التأذي، ما يجعل سياقات النصوص نصوصا انتفاضية تمتلك خصائص التوليد والفعل الحي، وتحيل على أسئلة متمرّدة يسكنها القلق وتدفعها للبحث عن عمق  الوجع المتجوّل بين المدن الظمأى للحرية والانعتاق، ممّا جعل مؤلفي نصوص  » صباحات من الجنوب  » يبحثون عن تأسيس علاقة حميمية لم تنفطم عن الورق، لاستدراج القارئ إلى ذاكرة السحر المغري، والإغراء السحري، عبر لغة متوثبة تستنفر المعاني وتستفزّ الوعي الثوري، مستعملين لغة سهلة قادرة على تسطير فضاء أو حقل دلالي نادرا ما تخرج فيه الألفاظ ساهية عن خلق فضاء المعنى إلى شأن آخر، بمعنى أن مجموعة الكتّاب الذين صاغوا  » كتاب صباحات من الجنوب  » كانوا ممسكين بناصية القول داخل مربّع وجع المدن الآتية من غبار المناجم، والمستيقظة من تحت أتربة الدواميس التي تقتات من أحلام البؤساءـ وتتمطط عبر جنائز الجياع والفقراء، اعتمادا على إحساسهم  المرهف والمعانق للمدن المزروعة في الذاكرة والوجدان، من خلال المفردات الملتهبة وحجم الألم الصامت الذي يتوزع في وجدان هذه المجموعة من الكتاب الصاحين لعزف أناشيد على نخب مدن المناجم المتأوهة من قساوة الطبيعة، والموجوعة من سياسات التجاهل وللامبالاة، حيث جعلوا اللغة  تساير الموضوع، فلا تسرف في التقوقع والمعجمية، حيث أن المفردات تنساب كما لو أنها نفثة أو تنهيدة أو صرخة لا تبتغي سوى كينونتها العفوية.. انتفاضة السطور وبالتمعن في مدلولات نبضات الصمت الصارخ في نصوص  » كتاب صباحات  من الجنوب » التي تغوص في تربة الأراضي العطشى، وتتيمم من حجر صوّان الجبال العارية في مرويات مدن البؤس، نكتشف أن كتاب صباحات من الجنوب اختفوا وراء النصوص اختفاء ملثما أحيانا لاجتناب التصريح المباشر، واختيار التعبير الإيحائي أحيانا أخرى عبر لفيف من المشاعر والصور واللقطات المعتملة في الوجدان، المتسامقة مع الزمن، والملتحمة بالجغرافيا البيئية، فكانت النصوص مفجوعة بعناصر رباعية أزمة / الخيبة / الحلم / الواقع / الأمل، التي تجتمع في وتريات حزينة لتحيل إلى مناطق الظل المحجوبة بفعل التهميش السياسي، فكانت الولادة كتاب  » صباحات من الجنوب « ، وظهرت في حالات المدّ والجزر أسئلة ملتهبة متهكمة من الواقع السياسي، تفتش عن مدن محترقة في عشق الوطن، ومتوارية في ضباب غبار المناجم، وبقيت على رصيف الانتظار تنتظر ربيعا لا يعود، وتترقب تنمية مدفونة في الخطب والوعود، وتجتر تغييرا لا يأتي بجديد.. وجع بحجم سنوات العطش تتجدد المشاهد تكرارا وبين تأوهات الحروف وانتفاضة السطور، ليكون الوجع بعمر دولة الاستقلال، وبحجم سنوات العطش، وبطعم هذيان الحرية السياسية.. ولعل الظروف الخارجية قد أفرزت هذه النصوص التي هي عبارة عن لعبة الاختلافات، ونسق من العناصر البنوية التي تتفاعل فيما بينها وظيفيا داخل نظام من العلاقات والظواهر، التي تتطلب الرصد والتحليل السانكروني، من خلال تفكيك هذه النصوص من أجل الخروج من دائرة الصمت، لسكب بعض الشذرات على الورق، لتضميد ما يمكن تضميده عبر ذاكرة فوتوغرافية تلتقط صورا محمضة في مختبرات الواقع، وحين نحاول تشريح النصوص بطريقة جيوميترية نكتشف أن مؤلفي  » صباحات من الجنوب  » اعتمدوا التصريحات الأرضية في السرد والتوصيف والاستدلال على أوضاع الجنوب، الذي يقع أسفل خريطة الوطن.. ما يمكن أن يضاف حين قرأت كتاب صباحات من الجنوب شعرت بأنامل بعض الأساتذة المعطلين وهي تصوغ هذه النصوص المهرّبة، وأدركت لماذا شكل هؤلاء صداعا في الرؤوس، فمقدمة الكتاب كانت نافذة نبهة اختصرت المعاناة بطريقة تفتح شهية القارئ لمواصلة الإبحار والتوغل دون انقطاع في ثنايا كتاب  » صباحات من الجنوب »، وكانت ديباجة التمهيد تزيّن أساور الكتاب، الذي كان تجربة لذيذة الطعم والمذاق، ومركبة متنوعة الدلالات والمعاني، تقابل فيها – خيبان – ابو ذر الغفاري – شريف الخرايفي – -الصيفي (ابن الرديف ) -عفاف بالناصر- عدنان الحاجي – نجمة سعيد – لطفي الهمامي -ابن الرديف – النفطي الدريجي – -ابو مهاب – ومواطن ابن الكلب، لينسجوا معا سنفونية على نخب مدن الحوض المنجمي التي صارت عنوانا لفجر ينبلج من خلف النصوص، وليجتمعوا حول كتابة انقلابية تؤسس لتجربة كتابة جماعية بإمضاء الجماهير..  ملاحظات بين الغلاف والصفحات *لئن كان الكتاب معبأ بالوصف والتعبير عبر ورقات شعرية وأخرى نثرية وأخرى مروية، تتقابل في مجموعها على التحريض ضد التثائب والسبات، فإن هذه النصوص بقيت نصوصا سجينة في دوائر جغرافية محددة، ولم تتخلص من الانتماء الجهوي والسقف النقابي..
*لم ينطلق الكتاب إلى أفق أرحب، حيث اختزل معاناة الوطن في تلك المدن التي تنتمي لها هذه النصوص المفجوعة.. * لا ندري لماذا لم يقع التنصيص على صاحب صورة الغلاف، ولم تقع الإشارة إلى إغفال هذه النقطة.. *رابعا مع أن هذا الكتاب الذي يشكل محاولة نوعية تجمع بين السياسة والأدب، إلا أن هناك العديد من النقائص على مستوى الإخراج، حيث نلاحظ العديد من الفراغات وعدم التناسق في العناوين، كما أن الفراغات في الصفحات السفلى أكبر بكثير من الفراغات في الصفحات العليا، ممّا اعتدى على جمالية الإخراج.. *ترقيم الصفحات كان ترقيما مفخما مما يبشّع الصفحات.. *لم يقع الانتباه إلى رسم العناوين في الصفحات، ممّا يجعل اختلالا في التوزيع، هذه بعض الملاحظات السريعة التي لا تنقص من محتوى كتاب  » صباحات من الجنوب  » الذي يبقى شهادة مهرّبة تروي حكايات مدن العطش.. * جريدة مواطنون / 10 / 1 / 2010


تونس تختتم احتفالياتها بابي القاسم الشابي بانشاء مكتبة لشاعر الخلود


 تونس (رويترز) – اختتمت تونس يوم الجمعة احتفاليات أطلقتها منذ العام الماضي تخليدا للذكرى المئوية لميلاد الشاعر ابو القاسم الشابي أحد أبرز الشعراء في تاريخ البلاد بانشاء مكتبة تضم كل دوواينه المنشورة وكل الموءلفات التي صدرت عنه. ولد الشابي في 24 فبراير شباط عام 1909 وتوفي في التاسع من اكتوبر تشرين الاول عام 1934 وهو من رواد الشعر الحديث وشعر المقاومة في فترة الاحتلال الفرنسي لتونس. واشتهر الشابي الذي يلقب بشاعر تونس الخالد بقصائد عديدة أهمها (اغاني الحياة) و(الى طغاة العالم) و(ارادة الحياة) التي قال فيها البيت الشهير « اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر ». وقال وزير الثقافة التونسي عبد الرؤوف الباسطي « لقد اخترنا ان يكون مسك اختتام هذه الاحتفائية متمثلا في تحقيق حلم ما انفك يراود المثقفين واحباء الادب في تونس وهو انشاء مكتبة ابي القاسم الشابي ولم نر افضل من موءسسة (بيت الشعر) لاحتضان هذه المكتبة باعتبارها المؤسسة الوطنية التي انشئت بقرار رئاسي من اجل خدمة الشعر والشعراء ونقاد الشعر في بلادنا. » وتشتمل هذه المكتبة على جميع اعمال الشابي المنشورة وكل الموءلفات التي صدرت عنه وعددها تسعون كتابا سيضاف اليها فهرس يحوى كل ما كتب عنه من مقالات في المجلات والصحف المختصة. وقال الباسطي ان هذه المكتبة هي نواة لمكتبة اكبر سوف تضم كل ما صدر من مجموعات شعرية ودراسات نقدية واكاديمية حول الشعر التونسي بالاضافة الي رصيد مهم من الدواوين الصادرة في اقطار عربية اخرى. ونظمت تونس منذ بدء احتفالياتها بالشابي عدة تظاهرات من بينها معارض وأمسيات شعرية وأعمال موسيقية واعادة طبع لديوان أغاني الحياة اضافة الى نشر مختارات من قصائده مترجمة الى عدة لغات اجنبية واصدار قرص مدمج لاشعاره بأصوات مختلفة واقامة ندوات فكرية ومعارض. وقال الباسطي ان برنامج مئوية الشابي يعبر عن الارادة في جعل سنة الاحتفاء بالشابي فرصة للاحتفال بالشعر وتكريم المبدعين واذكاء جذوة الاعتزاز برموز الابداع والفعل والاصلاح. وكرم وزير الثقافة التونسي محمد كرو والمنجي الشملي وابو زيان السعدي وهم من الشخصيات الفكرية والادبية التونسية التي كان لها اسهام كبير في التعريف بالشابي ودراسة اثره ولحنت للشابي الذي ذاع صيته في العالم العربي وخارجه قصائد غناها عدد من الفنانين المشهورين مثل لطيفة العرفاوي التي غنت قصيدة « الى طغاة العالم » وسعاد محمد التي ابدعت في غناء قصيدة « ارادة الحياة » وهيام يونس التي أنشدت قصيدة « شكوى اليتيم ». وفي تعريفه للشعر يقول الشاعر الراحل الملقب بشاعر الحرية والخلود « الشعر ما تسمعه وتبصره في ضجة الريح وهدير البحار وفي نسمة الورد الحائرة يدمدم فوقها النحل ويرفرف حولها الفراش وفي النغمة المرددة يرسلها الفضاء الفسيح  
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 9 جانفي 2010)


 

مرصد الأمراض الجديدة بتونس يتوقّع تراجعا للإصابات بانفلوانزا الخنازير

 


حرر من قبل التحرير في الجمعة, 08. جانفي 2010 ذكر مرصد الأمراض الجديدة التابع لوزارة الصحة التونسية أنه من المتوقّع أن تنتهي الموجة الوبائية الأولى من أنفلوانزا الخنازير موفى الشهر الجاري في تونس. وأفاد في نشرته الإعلامية يوم الخميس الماضي أن ارتفاع درجات الحرارة الاستثنائي خاصّة في شهر ديسمبر قد أفاد في الحدّ من انتشار الوباء حيث لم تنخفض درجة الحرارة دون 20 درجة مائوية كما بلغت في بعض المناطق 30 درجة.  وأشار المرصد إلى تراجع هام في نسبة الإصابات لا يمكن الجزم باستمراره إلاّ بعد أيام من انتهاء العطلة المدرسية، وتشير آخر الإحصائيات إلى تسجيل 3573 إصابة.  وتوقّع المرصد أيضا بروز موجة وبائية ثانية مع نهاية فصل الشتاء وبداية الربيع. ملاحظا أنّ الإقبال على التلقيح ضد الفيروس لا يزال بطيئا حيث لم يتم استعمال سوى 171 ألف جرعة تلقيح.
 
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 08 جانفي 2010)  


تونس: توقعات بانتهاء الموجة الأولى من وباء أنفلوانزا الخنازير


تونس- خدمة قدس برس توقع مرصد الأمراض الجديدة التابع لوزارة الصحية التونسية أن تنتهي الموجة الوبائية الأولى من أنفلوانزا الخنازير موفى الشهر الجاري في البلاد. وقال المرصد في نشرته الإعلامية يوم الخميس (7/1) إنّ تونس قد استفادت منذ شهر كانون أوّل (ديسمبر) المنقضي من ارتفاع درجات الحرارة الاستثنائي في هذه الفترة من الشتاء حيث لم تنزل ما دون 20 درجة مائوية وبلغت في بعض المناطق 30 درجة. كما أشار المرصد إلى تسجيل تراجع هام لانتشار فيروس أنفلوانزا الخنازير لا يمكن الجزم باستمراره إلاّ بعد أيام من انتهاء العطلة المدرسية واستئناف الدروس في الرابع من الشهر الجاري. وتوقّع المرصد أيضا بروز موجة وبائية ثانية نهاية فصل الشتاء وبداية الربيع. ولاحظ المرصد أنّ الإقبال على التلقيح ضد الفيروس لا يزال بطيئا حيث لم يتم استعمال سوى 171 ألف جرعة تلقيح. وتشير آخر الإحصائيات إلى حدود بداية الأسبوع الجاري إلى تسجيل 3573 إصابة بأنفلوانزا الخنازير أكثر من نصفهم أطفال وشبان ما دون 18 عاما. ووقعت أعلى نسبة إصابات بمحافظة أريانة شمال العاصمة (652 حالة) تليها صفاقس (605 حالة) ثم تونس العاصمة (483 حالة). كما سجّلت 21 وفاة إلى حدود 4 كانون ثاني (ديسمبر).   (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 9 جانفي 2010)  
 


البرلمان الأوروبي يحقق في « خدعة » إنفلونزا الخنازير *

 


عادت التحذيرات من مخاطر بعض لقاحات مرض أنفلونزا الخنازير إلى البروز مجدداً، بعد التصريحات التي أدلى بها الألماني ولفغانغ وودراغ، رئيس لجنة الصحة في البرلمان الأوروبي، الذي تحدث عن وجود لقاحات مستخلصة من خلايا سرطانية لا يعرف تأثيرها الحقيقي على البشر. تأتي تلك التصريحات بالتزامن مع التحقيق الذي سيطلقه البرلمان الأوروبي، والذي يسعى لمعرفة سبب توصيف المرض بأنه « وباء » من قبل منظمة الصحة منذ يونيو 2009، بناء على اقتراح من خبراء اتضح أنهم على صلات بشركات الأدوية الكبيرة، ومنها « نوفارتس » و »روخ » و »غلاسكو سميث. واتهم وودارع ما وصفه بـ »لوبي شركات الصيدلة وتصنيع الأدوية » بخلق حالة من الذعر حيال المرض الذي يسببه فيروس H1N1، وقد تجاوبت منظمة الصحة العالمية مع هذا التهويل عبر رفع حالة التأهب إلى مستويات  لا تتناسب مع حقيقة انتشار المرض. واعتبر وودراغ، وهو طبيب متخصص في أمراض الرئة أن أعداد المصابين بالمريض قليلة إذ ما قورنت بأعداد الذين يعانون جراء مواسم الأنفلونزا العادية. وذكر وودارغ، في مقابلة مع صحيفة « لومنيتي » الفرنسية أن هذا الفيروس ليس جديداً، بدليل أن الناس الذين تجاوزا العقد السادس من عمرهم قد طوروا مناعة طبيعية ضده، ما يدل على أنهم كانوا بالفعل على اتصال مع فيروسات مشابهة. وبحسب وودراغ، فإن منظمة الصحة العالمية استجابت لموجة التهويل هذه بسبب روابط مع مجموعة من الأشخاص في شركات صناعة الأدوية، مضيفاً أن التحقيق الذي وافق الاتحاد الأوروبي على فتحه في الملف بناء على طلبه سيحاول معرفة من الذي قرر تصنيف أنفلونزا الخنازير على أنه وباء ورفع درجة خطره. لقاحات مسرطنة وتحدث وودراغ عن « تضليل » مارسته شركات الأدوية والمختبرات الوطنية بهدف دفع الحكومات إلى شراء اللقاحات بمبالغ طائلة، كما اتهم شخصيات في منظمة الصحة العالمية بوضع خطط لمواجهة وباء مماثل لأنفلونزا الخنازير في السابق، بالانتقال لاحقاً للعمل لدى شركات تصنّع الدواء. وقال وودراغ إن شركة « نوفارتس » التي تصنّع أحد اللقاحات المستخدمة لمواجهة أنفلونزا الخنازير (أوبتا فلو) قامت بتطوير اللقاح عبر تجارب شملت تفاعلات إحيائية من الخلايا السرطانية. وهي تقنية لم تستخدم على الإطلاق حتى الآن. وقد قال وودراغ، في البيان الصادر عن لجنة الصحة التي يرأسها، إن منظمة الصحة العالمية « عرضت الملايين من الناس للقاحات غير مختبرة بشكل كاف، وذلك دون حاجة حقيقية، » خاصة وأن فيروس H1N1 يعتبر « الأقل ضرراً من بين جميع موجات الأنفلونزا السابقة، » على حد تعبيره. *منقول بتصرف عن شبكة CNN بتاريخ 8 يناير 2010 (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 08 جانفي 2010)


أسماك ميتة تطفو على شواطئ قابس والبلديّة تسارع بإزالة الآثار


حرر من قبل معزّ الجماعي في الجمعة, 08. جانفي 2010 علمت « كلمة » أن أهالي منطقة « غنوش » التابعة لمعتمدية قابس الغربية رصدوا صباح يوم 8 جانفي كميات كبيرة من الأسماك الميتة ملقاة على حافة الشاطئ . وقد استغرب صيادو الجهة من وقوع هذه الحادثة خاصة ان الأحوال الجوية كانت مستقرة مرجحين أن يكون إفراط مصانع المجمع الكيميائي بقابس في إلقاء الفضلات الكيميائية في البحر خلال ليلة 7 جانفي عبر المصبات القريبة جدا من ميناء الصيد البحري في المنطقة هو السبب.  كما ذكر شهود عيان لمراسلنا في الجهة أن بلدية « غنوش » سارعت إلى جمع الأسماك الميتة وإزالة جميع آثار الحادثة وأشاروا إلى أن لون هذه الأسماك كان شديد الاصفرار وشبيها بلون مادة « الفسفوجيبس ».  
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 08 جانفي 2010)


بسم الله الرحمن الرحيم 

أين مكانة العلماء ؟ و مضات من تراث العلامة محمد الخضر حسين

( توفي رحمه الله يوم  2 فيفري 1958 )  


ابراهيم بلكيلاني ( النرويج )        » كان للذين أوتوا العلم فيما سلف سلطة نافذة في القلوب و جلالة تملأ الصدور ، حتى أصبحت مكانتهم أعزّ منزلة تطمح إليها النفوس ، و أشرف غاية تتسابق إليها الهمم «                                      ( الشيخ محمد الخضر حسين )
 
 » إن ارتقاء الأمة في درج الكمال بوفرة علمائها و اضمحلالها باضمحلال علمائها »                                                     ( ابن عاشور ، دت ، ص 94 )    هل مكانة العلماء في قلوب الناس  اليوم ، هي مثلها كما كانت عليه سابقا ، و كما صورها الامام محمد الخضر حسين ؟ ( حسين ، 1990 ، ص 144 ) . الإجابة ماثلة أمامنا من خلال : ·       ما نقرئه من مقالات أو ردود مشحونة تجاه هذا العالم أو ذلك . ·       انزواء العلماء . ·       التساهل في إطلاق الفتاوي و استخداماتها السياسية . ·       الاصطفاف المشحون سياسيا بين العلماء  . ·       الانتصار بوسائل الاعلام .   فهذه المسائل تؤثر في صورة العالم ، و يضطرب دوره في الواقع ، و تفقده القدرة على أداء أمانة العلم و موجباته من الاصلاح و الوحدة و التربية و البناء . فتُعوّض مرجعية العلم و العلماء بمرجعية التنطع و الجهل . فتزداد حالة الأمة اضطرابا و تشويشا .  و قد حدد الشيخ محمد الخضر حسين رحمه الله مزايا أربعة و اعتبرها من أهم العوامل الذاتية التي بوأت العلماء تلك المكانة المرموقة و هي :  

1.   الاستقلالية الفكرية :

    استقلال الفكر هي الخصيصة الاولى التي يجب أن يتحلى بها علماء الشريعة ، فهي التي تمكنهم من السباحة في بحور العلم و فروعه   » فمن درس علما فأتقنه ، ثم بسط نظره في علوم أخرى ، كان أعظم همة ممن درس علما ثم قعد لا يلقي لغيره من العلوم بالا ، و لا يعرف لثمرها اللذيذ طعما  » ( حسين ، 1971 ، ص 47 ) و « طالب العلم الذي يتحرى لبابه و يجول في أصوله ، يكون أعظم همة ممن يقضي الزمن في قشوره و يحبس النظر في دائرة ضيقة من فروعه  » (حسين ، 1971 ، ص 48 ) و هذه الهمة و السعة في الاطلاع و الجد في الطلب تمنح العالم بصيرة و ادراك للمقاصد و الحكم ، لذلك ف « ..إن من يغوص في فهم حقائق الشريعة ببصيرة نقية و نظر قائم بنفسه ، لا يعجزه أن يبينها للناس في أسلوب ينهض بحجتها و يكشف عن وجه حكمتها. و هذا ما يحفظ رونقها و يرفع شأن القائمين على حمايتها ، أما الذي يتلقى تعاليمها بمجرد المتابعة ، فلا يأمن أن يبتلى ببارع في فن الجدل يكافحه بتخيلات و شبه تزل به في حيرة ، و تهبط به في هاوية خيبة و صغار  » ( حسين ، 1990 ، ص 144) . فاستقلال الفكر يبنى بعظم الهمة  و كبرها ، و بالهمة تحمى  » الجماعة من أن تتملق خصمها ، و تسل يدها من أسباب نجاتها و منعتها . أما صغير الهمة فإنه يبصر خصومه في قوة و سطوة ، فيذوب أمامهم رهبة، و يطرق إليهم رأسه حطة ، ثم لا يلبث أن يسير  في ريحهم ، و يسابق إلى حيث تنحط أهواءهم  » (حسين ، 1971 ، ص 48 ) .

2.   الاستقامة :

  إن  » فلاح الأمة في صلاح أعمالها ، و صلاح اعمالها في صحة علومها ، و صحة علومها أن يكون رجالها أمناء فيما يروون أو يصفون ، فمن تحدث في العلم  بغير أمانة فقد مسّ العلم بقرحة ، و وضع في سبيل فلاح لأمة حجر عثرة  » (حسين ، 1971 ، ص 70 ) . فالاستقامة و  » الأمانة زينة العلم و روحه الذي يجعله زاكي الثمر لذيذ المطعم . و إذا قلبت النظر في تراجم رجال العلم ، رأيت بين  العالم الأمين و قرينه غير الأمين بونا شاسعا ، ترى الأول في مكانة محفوفة بالوقار  و انتفاع الناس منه في ازدياد . و ترى الثاني في منزلة صاغرة ، و نفوس طلاب العلم منصرفة عن الأخذ عنه أو متباطئة  » (حسين ، 1971 ، ص 72 ) .  وبما أن   » شأن علماء الشريعة أن يكونوا حفّاظا على خزائن الدين  » ( حسين ، 1975 ، ص 121 ) ، فزلة أحدهم  » ليست عقيمة كزلة غيره ، بل لكونه محل القدوة ، تتناسل و تذلل للعامة الطريق إلى اتيان أمثالها و ارتكاب ما هو أشد خطرا و أكبر وزرا  » ( حسين ، 1990 ، ص 145 )

3.   الانخراط في هموم الأمة و قضاياها :

     يقول الشيخ :  » إن من وظيفة العالم مراقبة سير الأمة ، حتى إذا اعترضها خلل أرشد إلى اصلاحه ، أو ضلت عن حق قادها إلى مكانه  »  » ( حسين ، 1990 ، ص 146 ) فقد  » كان أهل العلم يوجهون هممهم  إلى الوسائل التي تقي الأمة ممن يبغونها الأذى  »  ( حسين ، 1971 ، ص 101 ). و نجد فضيلته يحذر  » و من أسباب وهن حبل الاسلام و تقطع أوصاله مذاهب يبتدعها ملاحدة يمكرون ، أو جهال لا يفقهون ..  »    ( حسين ، 1971 ، ص 100 ) . و  » لا يستحق لقب عالم أو مصلح ذلك الذي يدعو الناس إلى العمل الصالح و يقبض عنه يده ، أو ينهاهم عن العمل السيء و لا يصرف عنه و جهه ، فمن أدب العلماء أن يسابقوا الأمة إلى اجتناب ما يؤاخذ به ، و عمل ما يحمد عليه كأن ينفقوا في وجوه البر و المشروعات الصالحات ما ينفقه أمثالهم من المكثرين أو المقلين ، فإن ذلك أدل على إخلاصهم ، و أدعى إلى توقيرهم و قبول  نصائحهم  » ( حسين ، 1971 ، ص 104 )  

4.   قوة الارادة :

       و بما أن وظيفة العالم مراقبة سير الأمة كما يقرر فضيلة الشيخ ، فلا شك أنه   » من تصدى لتقويم الخاطئين و رد جماح المبطلين ، يلاقي بالطبيعة أذى و يجد في طريقه عقبات لا يقتحمها إلا ذو عزم ثابت و إقدام لا يتزلزل  » ( حسين ، 1990 ، ص 146 ) . ف  » في سبيل الدفاع عن الحق أو الدعوة إلى الاصلاح عقبة لا يقتحمها إلا ذوو الهمم الكبيرة ، فإن في طوائف المبطلين أو المفسدين نفوسا طاغية و أحلاما طائشة و ألسنة مقذعة ، و ربما كانت فيهم أيد باطشة و أرجل في غير الخير ساعية  » (حسين ، 1971 ، ص 49 ) فهم  في أداء  وظيفهم المنوطة بعهدتهم   » لا يبالون بما يلاقونه في حفظها من الأذى ، كالسجن ، و ضرب السياط ، و القتل ، و الاخراج من البلد الذي استقر أمره فيه ، و العزل من الوظيفة  » ( حسين ، 1990 ، ص 146 ) . و على العالم ان يكون  » رفيقا في خطابه ليانا في إرشاده ، أما إذا أراده ذو قوة على أن يقول ما ليس بحق أو يأتي ما ليس بمصلحة ، أخذ بالتي هي أرضى للخالق ، و كان مثالا للإستقامة صالحا  » (حسين ، 1971 ، صص  102-103  ) ..  » و متى كان في ولاة الأمور شئ من العدل ، و كان الداعي إلى الاصلاح حكمة و إخلاص ، نجحت الدعوة في سعيها ، و بلغت بتأييد الله مأربها  » ( حسين ، 1971 ، ص 102 )   و للحديث بقية المراجع   1.   ابن عاشور ، محمد الطاهر : أصول النظام الاجتماعي  في الاسلام . الشركة التونسية للتوزيع ، دت . 2.   حسين ، محمد الخضر : الدعوة إلى الاصلاح . حققه : علي الرضا الحسيني . الدار الحسينية للكتاب ، ط3 ، 1990 . 3.   حسين ، محمد الخضر : دراسات في الشريعة الاسلامية . جمعه و حققه : علي الرضا الحسيني . المطبعة التعاونية ، دمشق ، 1975 . حسين ، محمد الخضر : رسائل الاصلاح ، المطبعة التعاونية ، دمشق ، 1971

 
 
 


دلالات الحراك السياسي العربي المستجد

توفيق المديني  
خلال سنة 2009، هيمن على المشهد السياسي الإقليمي في الشرق الأوسط تصاعد نفوذ وتأثير القوى الإقليمية غير العربية، ولاسيما تركيا وإيران وإسرائيل، التي كانت تتحرك وفق أهداف ومصالح متناقضة، وإستراتيجيات متنافسة، تستهدف ملء الفراغ الكبير في الوضع العربي، بعد استقالة النظام الرسمي العربي من دوره الإقليمي الفاعل في القضايا الإستراتيجية الكبرى، والتحاقه بركاب التسوية الأميركية –الإسرائيلية المطروحة للقضية الفلسطينية، أملاً في تحقيق الاستقرار في أوضاع الدول العربية، التي تعصف بها الأزمات الداخلية من كل حد وصوب، وبوتائر غير مسبوقة طبعا. غير أنه في ظل إخفاق إدارة الرئيس باراك أوباما عن ثني حكومة نتنياهو عن وقف الاستيطان، أو تجميده، ولو مؤقتاً، وتفجر الأزمة بين الحكومة التركية، وحزب المجتمع الديمقراطي، المحظور الموالي لحزب العمال الكردستاني،التي لجمت نسبيا الاندفاع التركي على صعيد السياسة الخارجية، وانفجار الأزمة مجددا في إيران بين السلطة الدينية والمعارضة الإصلاحية، الأمر الذي جعل إيران تتعرض لضغوطات مزدوجة من داخل ومن خارج.. هذه العوامل مجتمعة جعلت من مصر مؤخرا هي البلد العربي الذي يقوم بدور محوري لجهة إطلاق تحرك عربي واسع يؤهلها للاضطلاع بدور بارز في استعادة عملية التسوية على المسار الفلسطيني/ الإسرائيلي. التحرك المصري يعتبر أن سنة 2010 ستكون سنة الاستحقاقات بالنسبة إلى التسوية على المسار الفلسطيني/ الإسرائيلي، بعد انتهاء مرحلة أوباما الاستكشافية، ومجيء دور طرح مبادرة أميركية جديدة تؤيدها مصر. وكانت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية في عددها الصادر يوم الإثنين 4 يناير 2010 تحدثت عن «خطة سلام» تنوي الإدارة الأميركية عرضها على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني قريباً. وقالت إن الخطة تنص على «بدء التفاوض المباشر فوراً بين الجانبين بغية التوصل إلى اتفاق على الوضع الدائم في غضون سنتين من بدء التفاوض». وأشارت إلى أن الموضوع الأول الذي سيعرض على بساط البحث، سيكون «قضية الحدود الدائمة، على أن يكون الموعد الأخير المحدد لإيجاد تسوية هو تسعة أشهر. وقالت إن «مبدأ التفاوض هو إيجاد حل توافقي بين المطالبة الفلسطينية بتسلم المناطق التي كانت تحت سيطرة الفلسطينيين قبل 1967.. مع إجراء تبادل معيّن للمناطق، بحيث لن يتم تقليص المساحة الشاملة للمناطق برمتها، والمطالبة الإسرائيلية بحدود يمكن الدفاع عنها». وأضافت الصحيفة تقول «إنه بعد التوصل إلى الاتفاق في موضوع الحدود، سينتقل الجانبان إلى التفاوض على باقي القضايا الجوهرية: ملفي القدس واللاجئين». ويأتي استقبال الرئيس المصري حسني مبارك لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القاهرة الأسبوع الماضي، وقيامه، أي الرئيس المصري، بجولة شملت عددا من الدول الخليجية، وأخيرا التقاؤه في منتجع شرم الشيخ بالرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في سياق بلورة موقف عربي وفلسطيني موحد للتعامل مع المبادرة هذه. تقول أوساط الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن المحادثات التي أجراها مع الرئيس المصري حسني مبارك تمحورت أساساً حول استئناف المفاوضات مع إسرائيل، وعقد قمة ثلاثية تجمع الرئيسين مبارك وعباس، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال الشهر الحالي. وكان الرئيس الفلسطيني عباس قال في مؤتمره الصحافي الذي عقده عقب اجتماعه بالرئيس مبارك إنه مستعد لعقد اجتماعات ولقاءات، في إشارة لاحتمال استئناف المفاوضات على مستوى الخبراء، ولجان المفاوضات. ومن الواضح أن الرئيس عباس يتعرض الآن لضغوط داخلية وإسرائيلية وعربية ودولية للتخلي عن شرطه المتعلق بوقف الاستيطان لاستئنافالمفاوضات مع إسرائيل. إن إطلاق مفاوضات فلسطينية –إسرائيلية تقود إلى تحقيق نتائج على الأرض، تحتاج إلى غطاء عربي، الذي لا يمكن توافره إلا بتحقيق مصالحات فلسطينية وعربية، باعتبارها واجبا وطنيا وقوميا في آن معا. فتصاعد الانقسامات الفلسطينية والعربية، جعل القضية الفلسطينية تتعرض لخطر التصفية، بعدما افتقدت الدول العربية المركزية التأثير على السياسات الإقليمية والدولية، واطمئنان الولايات المتحدة الأميركية والدول الإقليمية في الشرق الأوسط لضعف مواقفها وتواضع حضورها. من هنا جاءت زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل للمملكة العربية السعودية، واستقباله من جانب وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، الذي صرح في مؤتمر صحافي بمنتجع شرم الشيخ، بعد محادثاته مع الرئيس مبارك، ونظيره المصري أحمد أبو الغيط، أن «ملف المصالحة (الفلسطينية) كاملاً في أيدي الإخوة المصريين». وقال إنه لم يحصل على موافقة مشعل على توقيع الورقة المصرية. وأضاف: «طلبت من مشعل أن يوضح لنا أين تقف حركة حماس من القضية الفلسطينية، بمعنى هل تعتبرها قضية عربية، أم هي قضية تتبع طرفاً آخر»، في إشارة إلى إيران. و«إذا كانت حركة حماس تسعى إلى توحيد الفصائل الفلسطينية للوقوف مع دولة من الدول (إيران)، فلماذا لا تسعى إلى توحيد الفصائل الفلسطينية للوقوف ضد إسرائيل؟ وكرد على ذلك، أكد علناً عروبة حركة حماس والقضية الفلسطينية، وهذا ما كان يبحث عنه الجانب السعودي من مقابلة خالد مشعل» (نقلا عن صحيفة النهار اللبنانية 6/1/2010( . من جانب آخر، شكلت زيارة وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل إلى دمشق يوم الثلاثاء 5 يناير الحالي واستقباله من قبل الرئيس السوري بشار الأسد، نقلة نوعية في مسيرة إقامة علاقات جيدة ومستقرة بين سورية والمملكة العربية السعودية، إذ وصفها المحللون بأنها «مؤشر على عودة تفعيل خط العلاقات الدبلوماسية بين دمشق والرياض بعد غياب بضع سنوات من التشاور والتعاون في الملفات الرئيسة للمنطقة». لا شك أن هذه السنة 2010 ستكون حبلى بعدد من الاستحقاقات، ولاسيما على صعيد التسوية للصراع العربي- الصهيوني. من هنا تأتي المصالحات العربية العربية، وعقد قمة عربية مصغرة قبل قمة طرابلس المقبلة، كما تتحدث عن ذلك بعض الأوساط العربية، خطوة مهمة لصياغة وبلورة موقف عربي موحد من التسوية الأميركية المستجدة والمطروحة على نار ليست هادئة هذه الأيام. كاتب من تونس   
( المصدر:صحيفة أوان (يومية – كويتية)،الرأي، بتاريخ 10 جانفي 2010 )


العرب الصهاينة واليهود الفلسطينيون


ياسر أبو هلالة
لا تحدد الجغرافيا الهوية الحقيقية. في المشروع الصهيوني يتجسد ذلك. ولدوا في نيويورك ولندن وبغداد وباريس ولكن وجدانهم ظل في « أرض الميعاد ». واتسع المشروع الصهيوني لغير اليهود ممن ناصروهم وأعانوهم وتنكروا لعروبتهم، وتحولت فلسطين بالنسبة لهم إلى عبء لا يطاق. في حصار غزة يمكن تحديد من هو العربي، ومن هو الصهيوني، بعيداً عن مسقط الرأس أو الدين أو اللغة. في قافلة « شريان الحياة3 » أتيح لي أن أتعرف على فلسطينيين حقيقيين، تعني لهم تلك البلاد قضية عادلة تجب نصرتها. منهم فلسطينيو الأصل لم تنسهم نجاحاتهم في بلاد الغرب وطنهم الوجداني، أحدهم من فلسطينيي لبنان، أي نشأ في أكثر الأماكن ضيقاً بالفلسطيني إلى اليوم. سواء بما ارتُكب من مجازر أو ما يمارس من تمييز عنصري في العمل والتعليم وكل شيء. أتم الدكتوراه في الحاسوب في بريطانيا وأخذ جنسيتها وعمل في شركة (آي بي أم) إحدى أهم شركات الكمبيوتر العالمية. كان يستطيع أن يقضي إجازته في ربوع أرض الأجداد ويستمتع بشواطئ يافا وحيفا، أو يتمتع بدفء دبي، لكنه اختار أن يتشرد مع القافلة المدفوعة بالأبواب، تاركاً زوجته وأطفاله في عمان. مثال آخر كويفا بترلي أيرلندية حاصلة على درجة الماجستير لا تسمع صيحة لنصرة غزة إلا لبتها، وسياحتها الدائمة مخيمات البؤس والشقاء. ترى في قضية فلسطين عدالة قضية أهلها في أيرلندا الذين قاتلوا أكثر من سبعة قرون. طبعاً الهوية الفلسطينية تتسع لكل الجنسيات، ففي القافلة أميركيون وإنكليز وأتراك وباكستانيون وماليزيون وغيرهم. وفي غير القافلة شهدنا تعبيرات أشد سطوعاً، تلك اليهودية الثمانينية الناجية من الهولوكست التي اعتصمت في شوارع القاهرة احتجاجاً على الجدار الفولاذي، مع أن مسار حياتها يدفعها إلى الصهيونية قسراً. هل تعلّم منها الشيوخ الذين جمعتهم الدولة ليفتوا بأن الجدار الفولاذي حلال، ومن قبل أفتوا بحرمة الجهاد، وصافح شيخهم الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز من دون وجل؟ أي إساءة حملها هذا الموقف للإسلام والعروبة ولمصر؟ قبل الثورة المصرية، سئل النقراشي باشا عن قضية فلسطين فقال « أنا رئيس وزراء مصر ولست رئيس وزراء فلسطين »، وكانت شرعية الثورة أنها خرجت من دائرة القطرية إلى أفق العروبة، فحملت الناس في دمشق سيارة عبدالناصر، وقدمت الشام بثقلها التاريخ هدية له. وقاد الناس من المحيط إلى الخليج لأنه أراد تحرير فلسطين. لم تكن الثورة الفلسطينية محلية في يوم من الأيام، بدءاً من القسام السوري إلى حسن البنا المصري، ولم تنشأ « فتح » في حواري غزة، بل احتضنتها عواصم العرب في الكويت وعمان والقاهرة ودمشق. وكذلك حماس والجبهة الشعبية وفصائل المقاومة. نجحت الحركة الصهيونية عندما أحيت مفهوم الشتات اليهودي في العالم، وغدا لها أنصار في كل مكان، ولن تنجح الحركة الفلسطينية إلا بالطريقة نفسها. وفي عدالة القضية الفلسطينية جاذبية لكل أحرار العالم، وليس للعرب والمسلمين وحدهم. تماما كما أن للحركة الصهيونية بما تمثله من مصالح جاذبية حتى للعرب والفلسطينيين. وعلينا أن نميز الخيط الأبيض الفلسطيني من الخيط الأسود الصهيوني حتى عند من لسانهم عربي ووجدانهم صهيوني.  
(المصدر: صحيفة « السبيل » (يومية –  الأردن) الصادرة يوم 5 جانفي 2010)  


الزحف العربي الى واشنطن


عبد الباري عطوان يتقاطر وزراء خارجية دول الاعتدال الى العاصمة الامريكية واشنطن بحثا عن مخرج من حال الجمود الحالية التي تحيط بعملية السلام، فقد التقت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم امس بوفدين عربيين، الاول اردني برئاسة السيد ناصر جودة، والثاني مصري يضم اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات، والسيد احمد ابو الغيط وزير الخارجية، وهناك انباء عن زيارات اخرى في الايام القليلة المقبلة. من الواضح ان السيدة كلينتون تمارس ضغوطا على شركائها العرب لايجاد سيناريو مقبول، او بالاحرى توفير المظلة، لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بأسرع وقت ممكن، ودون الزام الطرف الاسرائيلي بتجميد كامل للاستيطان في الضفة والقدس المحتلة. ادارة الرئيس باراك اوباما تعيش اصعب ايامها، فقد مُنيت بصفعتين امنيتين قويتين في الثلاثين يوما الماضية، احداها عملية اقتحام عرين المخابرات المركزية الامريكية في خوست من قبل انتحاري اردني (همام البلوي) وقتل سبعة من اهم قياداتها، الى جانب الشريف علي بن زيد ضابط الاتصال الاردني، والثانية نجاح المواطن النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب في اختراق الاجراءات الامنية المشددة في المطارات الغربية ومحاولة تفجير عبوة ناسفة في طائرة مدنية فوق مدينة ديترويت الامريكية. ولعل الصفعة الاقوى والاكثر اهانة فهي تلك التي تلقتها من ايران التي رفضت التجاوب مع طلباتها بتخصيب اليورانيوم في الموعد المحدد اي نهاية العام الماضي، واقدمت على تحدي هذه الادارة برد استفزازي باطلاق صاروخ ‘سجيل 2’ بعيد المدى، واحتلال بئر نفطية عراقية. وسط هذه الانتكاسات، تتطلع ادارة اوباما الى تحقيق ‘انجاز ما’ في الشرق الاوسط، حيث تطاردها الاخفاقات في العراق وافغانستان، ولهذا تلجأ الى ‘حلفائها العرب المخلصين’ لبث بعض الدماء في شرايين العملية السلمية المتيبسة، للايحاء بأنها ما زالت ملتزمة بتعهداتها باقامة الدولة الفلسطينية. المنطق يقول بان دول محور الاعتدال العربي يجب ان تستغل هذه الحاجة الامريكية، وممارسة ضغوط بالتالي على ادارة اوباما التي تتهاوى شعبيتها الى معدلات غير مسبوقة، لاتخاذ موقف حازم ضد سياسات نتنياهو الاستيطانية الاستفزازية. ولكن متى كانت هذه الدول منطقية في قراراتها او مواقفها، ومتى قدمت خدمات غير مجانية لسيد البيت الابيض؟ فماذا جنت مقابل تورطها في الحرب على العراق، او الحرب على الارهاب غير المزيد من التبعية والاذلال؟ ‘ ‘ ‘ وزراء الخارجية العرب، سواء الطائفين بالبيت الابيض، او القارين في عواصمهم، سيبدأون وحكوماتهم في الايام القليلة المقبلة، بممارسة الضغوط على الطرف الاضعف، اي على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي شرب ‘حليب السباع’، وقلب الطاولة على الامريكيين والاسرائيليين وعرب المبادرة السلمية، عندما رفض العودة الى المفاوضات دون تجميد كامل للاستيطان، وقرر عدم الترشح في اي انتخابات فلسطينية رئاسية مقبلة. الرئيس عباس تلقى إهانات كثيرة في السنوات الاربع الماضية من رئاسته، مثلما ارتكب اخطاء عديدة بوضعه البيض كله في سلة عملية سلمية مهينة، واسقاط الخيارات الاخرى، ولكنه برفضه العودة الى المفاوضات في ظل استمرار الاستيطان، انقذ الكثير من سمعته، وشطب بعض خطاياه، ولذلك فإن عليه ان يُكثر من الحسنات لعلها تُذهب السيئات التي التصقت به وبرئاسته، من خلال التمسك بموقفه هذا وعدم التراجع عنه مهما تعاظمت الضغوط. ما يدفعنا الى قول هذا هو ما لمسناه من بوادر تراجع عبّر عنها الرئيس الفلسطيني في حديثه الاخير لمحطة ‘الجزيرة’ عندما قال انه طالما اختار العرب السلام واستمروا في خيارهم هذا فإنه ملتزم بخيارهم، ولن يخرج عن ارادتهم، وهذا يعني انه سيلبي طلباتهم اذا ما قرروا العودة الى المفاوضات، او المشاركة في قمة اقليمية بحضور بنيامين نتنياهو في شرم الشيخ، وهي قمة تخطط السيدة كلينتون لعقدها ربما في الشهر المقبل. الرئيس عباس ينسى ان حركة ‘فتح’ التي يتزعمها لم تشاور النظام الرسمي العربي عندما اطلقت الرصاصة الاولى قبل 45 عاماً، وتمسكت دائماً بالخيار الوطني المستقل، فلماذا التراجع الآن عن هذا الخيار، والالتزام بمواقف دول عربية مرتهنة للمشاريع الامريكية في المنطقة، وهي مشاريع مضادة للمشروع الوطني الفلسطيني في العدالة والاستقلال؟ السيدة كلينتون وادارتها تسرّب معلومات عن عزمها تحقيق التسوية واقامة الدولة الفلسطينية في حدود عامين وفق جدول زمني محدد، وبورقة ضمانات امريكية للطرف الفلسطيني بالالتزام بحدود حزيران/يونيو عام 1967. الا يذكرنا هذا الكلام بنظيره الذي اطلقه الرئيس جورج بوش الاب بحل القضية الفلسطينية في اطار مؤتمر مدريد الدولي، بعد انجاز هدف ‘تحرير’ الكويت، او الذي تعهد به جورج بوش الابن قبل غزو العراق واحتلاله عام 2003 باقامة دولة فلسطينية مستقلة قبل عام 2005؟ ‘ ‘ ‘ ادارة الرئيس اوباما تقف الآن امام اختبارين صعبين، الاول يتعلق بتصعيد ‘الحرب ضد الارهاب’، وبالتحديد ضد تنظيم ‘القاعدة’، والثاني اتخاذ خطوات حاسمة ضد النظام الايراني الذي اهانها وتحداها بطريقة استفزازية، قد تبدأ بحصار اقتصادي خانق، يتطور الى قصف جوي لاحقاً، او الاثنين معاً. في الحالين، تحتاج ادارة اوباما الى عرب الاعتدال، فلا يمكن ان ينجح حصار ضد ايران دون مشاركة العرب، والخليجيين منهم جيران ايران بالذات، ولا يمكن ان تحقق الغارات الجوية الاسرائيلية او الامريكية ضد المنشآت النووية الايرانية اهدافها دون الانطلاق من قواعد في الدول العربية، او المرور من اجوائها. ومثلما اشترطت دول الاعتدال على واشنطن امدادها بأوراق التوت من اجل تغطية عوراتها مقابل تعاونها في الحربين على العراق وافغانستان، من خلال ‘تحريك’ عملية السلام لامتصاص نقمة الشارع، او جزء منها على الاقل، تريد الآن تكرار السيناريو نفسه بالتعجيل باستئناف المفاوضات. فلاحو بلادنا كانوا يعتبرون وصول طير ‘ابو فصادة’ مؤشراً لنضوج الزيتون، وبدء موسم الحصاد، ونحن نرى ان هذه اللهفة على استئناف المفاوضات، وفي ظل التحديات الحالية للمشاريع الامريكية، هي مقدمة لحرب جديدة ضد ايران وحلفائها في لبنان وغزة، وتصعيد للحرب القائمة حاليا ضد الارهاب. في المرات السابقة ‘سلمت الجرة’، او بالاحرى الجرار الامريكية والعربية الحليفة، وربما لن يكون الحال كذلك في المرة المقبلة، او هكذا نعتقد. فعندما يكتشف عرب الاعتدال فجأة اهمية ‘الهوية العربية’ ويطالبون ‘حماس’ بتقديمها على الهويات الاخرى، اي الايرانية او الاسلامية، وهم الذين كانوا اكبر اعدائها والمحاربين لها، والمتهمين لحامليها بالزندقة والكفر والعلمانية الملحدة، فإن علينا ان نتوقع الاسوأ. فالهوية الاسلامية ‘جيدة’ عندما كانت مهادنة، مستكينة، موظفة لخدمة المشاريع الامريكية، والهوية العربية، ‘سيئة’ لانها كانت هوية مقاتلة لهذه المشاريع، الآن انقلبت الآية في لمحة بصر، وانقلبت معها المواقف. عزاؤنا ان عمر هذا التضليل بات قصيراً او يقترب من نهايته، فالمنطقة تقف على ابواب التغيير النهائي، وربما يكون العام الحالي هو عام الحسم. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 9 جانفي  2010)  


دم الجندي معلق في رقابهم


د. فهمي هويدي مسلسل الحماقات التي ارتكبناها في الأسبوع الماضي ظل مسكونا بعناصر الدهشة والصدمة والحزن. إذ ما خطر ببال أحد أن تلقى قافلة التضامن مع غزة (شريان الحياة) ذلك الكم من العراقيل وصنوف العنت والمعاناة. وما توقع أحد أن ينفلت العيار في نهاية المطاف، بحيث يتطور المشهد في إحدى حلقاته الأخيرة إلى تراشق واشتباك يؤدي إلى مقتل جندي مصري وإصابة 40 فلسطينيا. لقد جاءت القافلة لكي تفضح الحصار الإسرائيلي لغزة في ذكرى الانقضاض عليها، وفوجئنا بأن الفضيحة أصبحت من نصيبنا في مصر، إذ تكفلت «الحكمة» التي تعاملنا بها مع القافلة بصرف الانتباه عن الجريمة الإسرائيلية، بحيث أصبحت الأضواء كلها مسلطة على تعسف السلطات المصرية وإجراءاتها المستغربة. لقد قطع هؤلاء ثمانية آلاف كيلومتر وهم يقودون العربات من بريطانيا التي غادروها في السادس من شهر ديسمبر الماضي، حاملين معهم معونات بقيمة أربعة ملايين دولار، وبعد رحلة أنهكتهم وصلوا إلى العقبة ليعبروا منها إلى ميناء نويبع المصري، لكنهم أبلغوا بأن عليهم أن يعودوا أدراجهم إلى سوريا لكي يبحروا من ميناء اللاذقية إلى ميناء العريش، لم يكن ذلك يعني مزيدا من الإنهاك لهم فقط، ولا تأخيرا لهم عن الموعد الذي حددوه للوصول (27 ديسمبر) فقط، وإنما كان يعني أيضا تحميلهم بعبء مالي إضافي فاق طاقتهم (300 ألف دولار قيمة السفر بالطائرات وشحن السيارات بالبواخر والعبارات). وقد تكفل الأتراك والخليجيون بتغطية هذا المبلغ مناصفة، وحلوا بذلك الإشكال في هدوء. بعد أن وصلوا إلى العريش دخلت معاناتهم طورا آخر فصلت فيه الصحف المستقلة، المهم أن الجميع نقلوا من المطار إلى ميناء العريش لكي يستقلوا عرباتهم وينطلقوا بها إلى معبر رفح، هناك وبعد وصولهم حوصر الميناء بألفين من جنود الأمن المركزي، في الميناء دخلوا في مفاوضات مع بعض المسؤولين المصريين حول ترتيبات عبورهم إلى القطاع، وهم هناك تحرشت بهم عناصر الشرطة التي رشقتهم بالحجارة. وذكرت صحيفة الدستور أن مجموعة منهم ارتدى أفرادها الثياب المدنية وكانوا يحملون عصيا كهربائية قامت بالاعتداء بالضرب على مجموعة من أعضاء القافلة (صحيفة نيويورك تايمز ووكالة أنباء رويترز وجيروزاليم بوست اتفقت على أن الشرطة هي التي بادرت بالاعتداء)، وهو ما أسفر عن إصابة 40 من أعضاء الحملة نقل 11 منهم إلى مسشفيات العريش، أخبار المفاوضات والاشتباكات وصلت إلى داخل القطاع، فتظاهرت مجموعات من الشباب الفلسطينيين، التي قامت برشق حرس الحدود المصريين، وتخلل ذلك تبادل لإطلاق النار. أدى إلى قتل الجندي المصري أحمد شعبان (لم تستبعد صحيفة الدستور أن يكون قد قتل برصاص قناص إسرائيلي) كما أدى إلى إصابة 40 فلسطينيا بجراح مختلفة اثنان منهم في حالة خطرة. الصحف الحكومية عالجت ما جرى بصياغات مثيرة للانتباه، فقد ركزت على قتل الجندي المصري، ولم تذكر إصابة الفلسطينيين، ونقلت الأهرام على لسان مسؤول أمني أن أعضاء القافلة «ارتكبوا أفعالا مشينة في حين أن قوات الأمن تعاملت بأقصى درجات ضبط النفس». رئيس تحرير الجمهورية قال إنه اتضح فعلا أن حماس أخطر على حدودنا من العدو الواضح، وأن إسرائيل تقتل جنودنا بالخطأ، وحماس تقتلهم بتصويب متقن (؟!). روز اليوسف وصفت قافلة شريان الحياة بأنه «شريان البلطجة»، ورئيس تحريرها وصف الناشطين الذين انضموا إليها بـ «المنحطين» ووصف موقفهم بالانحطاط والخيانة. رئيس تحرير الأخبار طالب بمعاقبة حماس لتدفع الثمن غاليا، معتبرا أنه «لا عفو ولا مغفرة ولا تسامح بعد اليوم». لقد قتل جندي مصري، وأصيب العشرات على الجانبين، وتناقلت وكالات الأنباء صور رجال الأمن المصري وهم يضربون بالعصي الكهربائية أعضاء القافلة، الذين بدأوا أمس في مغادرة القاهرة وهم يحملون ذكريات مريرة عن تجربتهم معها. إن دم الجندي الشهيد معلق في رقاب الذين حولوا الرحلة إلى أزمة دون مبرر، ثم فشلوا في إدارة الأزمة حتى حولوها إلى فضيحة أساءت إلى سمعة مصر ولطختها بالأوحال. (المصدر: صحيفة « السبيل » (يومية –  الأردن) الصادرة يوم 9 جانفي 2010)

 

Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

8 octobre 2006

Home – Accueil – الرئيسية   TUNISNEWS 7 ème année, N° 2330 du 08.10.2006  archives : www.tunisnews.net Association Internationale de Soutien

En savoir plus +

25 mai 2006

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 7 ème année, N° 2194 du 25.05.2006  archives : www.tunisnews.net El Maoukif: Sadok Chourou derriere

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.