المجلس الوطني للحريات بتونس: اعتداءت على نشطاء تونسيين
الرابطــة التونسيــة للدفـاع عــن حقـوق الإنسـان:بيـــان
طارق العبيدي: تعليمات بإعطاء أمر إطلاق الرصاص على محام
حملة « ارفعوا أيدكم عن دايلي موسيون في تونس » صحيفة « الموقف »:أخبارصحيفة « الموقف »
الحوار نت: حدث في مثل هذا اليوم
نقلا عن موقع « الحوار.نت »:ردا على الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس
الحقائق: قانون مكافحة الإرهاب في تونس «خطة قمعية»
رويترز: صندوق النقد: أهداف تونس للنمو مرهونة بالإصلاحات
رويترز: تونس تطلق أول دوري لكرة القدم داخل القاعات
يو بي آي: 40 بالمائة من الرجال التونسيين يعانون من الخلل الجنسي
مجلة « المجتمع »:المفكر الإسلامي الشيخ راشد الغنوشي:المقاومة.. بوابة نهضة الأمة الإسلامية
د. محمد بن موسى الشريف: أ يام في سويسرا
الشيخ محمد الخضر حسين: الدهاء في السياسة
توفيق المديني: أوكرانيا أمام مسألة الوحدة وأزمة الهوية
العربية.نت: الإخوان ينتهون من إعداد برنامج حزبهم ويرفضون التقدم للجنة الأحزاب
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows (
اعتداءت على نشطاء تونسيين
تونس في 7 أفريل 2007
تهديد الأستاذ المحامي طارق العبيدي بالقتل
احتجز المحامي طارق العبيدي مساء يوم 6 أفريل 2007 في سيارته تحت تهديد السلاح في الطريق العمومي من قبل دورية تابعة للحرس الحدودي قرب مدينة قلعة سنان وهو في طريق عودته إلى مدينة الكاف.
وقد حجز أعوان الحرس الحدودي رخصة سياقته ولم يعيدوها له دون أيّ مبرّر. وعندما احتجّ على هذا الإجراء غير القانوني وهمّ بمواصلة سيره هدّده رئيس الدورية قائلا « إنّ لديه تعليمات بأن يعطي لأعوانه أمرا بإطلاق الرصاص عليه في حال المغادرة » وكرر له تهديده أمام أعوانه المسلّحين. وبعد مرور وقت طويل غادر المحامي طارق العبيدي مكان الحادثة بعدما أصرّ أعوان الدورية على حجز رخصة السياقة ومنعه من مواصلة السير رغم تفتيش سيارته وعدم ارتكابه أيّة مخالفة سير.
وقد تقدم الأستاذ العبيدي بشكوى لدى وكيل الجمهورية بالكاف من أجل الاعتداء على حريته تحت طائلة التهديد بإطلاق النار من سلاح رشّاش واحتجاز رخصة سياقة تعسّفيا. وسجّلت تحت عدد 8379/07.
الاعتداء على الصحفي والمناضل الحقوقي لطفي حجّي
منع الصحفي لطفي حجّي من دخول مقر الحزب الديمقراطي التقدمي بأريانة لحضور حفل افتتاح. وقد حاصره عدد من أعوان البوليس السياسي بالزي المدني (حوالي 15 عنصرا) بقيادة رئيس منطقة أريانة ومعاونيه. وقد سمح لمرافقي لطفي حجي بدخول المقر في حين منع هو دون جميع الضيوف الحاضرين.
وقد قام أعوان البوليس السياسي بسحبه من ثيابه ودفعه لإبعاده عن المقرّ المذكور بدعوى وجود تعليمات تتعلق به شخصيا لمنعه من الدخول.
وهذه هي المرة السادسة في ظرف شهر واحد يمنع فيها الصحفي لطفي حجي من دخول مقرات أحزاب سياسية أو مكاتب محامين.
تخريب سيارة قيادي بحزب المؤتمر من أجل الجمهورية
تعرّضت سيارة السيد فتحي الجربي العضو القيادي بحزب المؤتمر إلى عملية تخريب خطيرة غذاة مشاركته في اللقاء الذي جمع الشهر الماضي جمع من النشطاء التونسيين بعدد من البرلمانيين الأوروبيين الذي انعقد بمقر التكتل من أجل العمل والحريات بوم 18 مارس المنصرم. هذا ويؤكّد السيد فتحي الجربي أن عطلا فادحا قد أحدث بمحرّك سيارته بوضع كمية من التراب فيه بصورة عبثية وهو يوجّه اتهامه إلى عناصر البوليس السياسي.
والمجلس الوطني للحريات :
– يدين هذه الاعتداءات التي تستهدف النيل من النشطاء والحدّ من تحركاتهم.
– يعتبر أنّ السلطات التونسيّة مسؤولة مسؤولية كاملة عن هذه الاعتداءات عبر إطلاق يد أجهزتها الأمنيّة دون رادع.
– يطالب السلطات القضائية بفتح تحقيق جدّي في جرائم الاعتداء التي ترتكبها عناصر أجهزة وزارة الداخلية ضد المواطنين أثناء قيامهم بأعمالهم وأنشطتهم.
عن المجلس
الناطقة الرسمية
سهام بن سدرين
الرابطـــة التونسيـــة للدفـاع عــن حقـوق الإنســان
تونس في 06 أفريل 2007
بيـــان
تصرّ وزارة الداخلية على حرمان الأستاذ المختار الطريفي رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان من جواز سفره، فقد أضاع الأستاذ الطريفي جواز سفره منذ غرة مارس الماضي وقام فورا بالإعلام عن ذلك الضياع وتمّ تحرير محضر وشهادة ضياع في الغرض ثمّ طلب الحصول على جواز سفر جديد برسالة إلى الإدارة العامة للحدود والأجانب ثمّ برسالة إلى السيد وزير الداخلية، لكن بقيت تلك المساعي دون نتيجة.
وبعد ذلك وجّه رئيس الرابطة رسالة أولى في الغرض إلى السيد رئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية أردفها برسالة ثانية وضّح فيها النواحي القانونية التي تضمن لكل مواطن الحقّ في تجديد جواز سفره وعدم وجود أيّ موانع لذلك حتّى لمن أضاع ذلك الجواز، وكذلك الجوانب الواقعية التي تقتضي تجديد جواز سفر رئيس الرابطة ليتمكن من حضور مؤتمر الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان الذي يعقد في البرتغال من 19 إلى 25 أفريل الحالي وتمثيل الرابطة في هذا المؤتمر، خاصة وأنّ منظمتنا رشّحت نائبة رئيسها السيدة سهير بلحسن لرئاسة الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان ومن الضروري الدفاع عن حظوظها للفوز خاصة وأنها تواجه منافسة جدية، وستكون، في حال انتخابها ، أول امرأة ترأس هذه المنظمة العالمية العتيدة التي تكونت قبل خمسة وثمانين سنة، وأول عضو بمنظمة عربية يتولّى هذه المسؤولية الرفيعة. كما وجه رئيس الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان رسالة في الغرض إلى السيد وزير الداخلية. غير أنّ كل هذه المساعي وغيرها بقيت دون نتيجة.
و الهيئـة المديـرة تعتبر أن حرمان رئيس الرابطة من جواز سفره قد يؤدّي إلى إضعاف حظوظ السيّدة بلحسن في الوصول إلى رئاسة الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، وقد يهدف إلى عزل الرابطة عن حركة حقوق الإنسان في العالم والتأثير بذلك على ما تحظى به من دعم ومساندة لدى مختلف الهيئات والمنظمات.
وتذكر الهيئـة المديـرة أن جواز السفر حق لكل مواطن وقد نصّ الفصل 10 من الدستور على أنه « لكلّ مواطن حرية التنقل داخل البلاد وإلى خارجها واختيار مقرّ إقامته في حدود القانون » ونصّ الفصل 7 من الدستور على أنه » يتمتع المواطن بحقوقه كاملة بالطرق والشروط المبينة بالقانون، ولا يحدّ من هذه الحقوق إلا بقانون يتخذ لاحترام حقوق الغير ولصالح الأمن العام والدفاع الوطني ولازدهار الإقتصاد وللنهوض الإجتماعي. » كما أنّ المادة 12 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية التي صادقت عليه الدولة التونسية تضمن ذلك الحق، الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال تقييده إلا بإذن قضائي، ولا يوجد أيّ نصّ قانوني يمنع من تجديد جواز مواطن أضاع جواز سفره.
والهيئـة المديـرة تجدّد مطالبتها الملحّة لوزارة الداخلية لتمكين رئيس الرابطة من جواز سفره في أقرب وقت.
عن الهيئة المديـرة
نائب الرئيـس
أنـور القوصـري
تعليمات بإعطاء أمر إطلاق الرصاص على محام
بعد التحية،
بعد ظهر الأمس الجمعة 06/04/2007 توجهت على متن سيارتي إلى منطقة الفالتة من معتمدية قلعة سنان ولاية الكاف لزيارة والدايا المقيمين بالمكان. و على مقربة من منزلهما بطريق الخليج الفالتة مررت بدورية لأعوان الحرس الحدودي على الساعة 16:30 تقريبا. و بحكم إعتيادي الدوري على زيارة والدايا فإن الأعوان على معرفة بشخصي و بهويتي كاملة و بصفتي المهنية و بسيارتي،لذلك تبادلت معهم التحية و واصلت في إتجاه منزل الأهل غير البعيد عنهم(في مرآهم).
و في طريق عودتي، مررت بهم مرة أخرى على الساعة 19:50 فأستوقفوني، و أتجه نحوي أحدهم حاملا سلاح رشاش و طلب مني هويتي و وثائق السيارة، و رغم علمه بهويتي و بصفتي المهنية بحكم إطلاعه في مناسبات سابقة على جميع الوثائق فقد ذكرته بهما و سلمته وثائق السيارة فأكتفى برخصة السياقة. و بعدها طلب تفتيش السيارة، فمكنته لما أصر على ذلك ضنا مني بأن حسه الأمني هو الذي جعله يتجاوز حدود آداب مهنته.
و بعدها إحتفظ برخصة السياقة و غادرني إلى مجمع زملائه، و طال إنتظاري و بدأ الظلام يخيم على المكان، و حلت شاحنة و مرت بعد مراقبتها من نفس العون. و بقيت أنا على تلك الحال أنتظر إسترجاع رخصة السوق. و على الساعة 20:16 طلبت منه تمكيني منها لأواصل طريقي فسوفني. و على الساعة 20:21 ذكرته بشاني فرض تمكيني منها، فأعلمته بأنني مظطر في هذا الحال إلى مواصلة طريقي، فتقدم مني بمعية رئيسه و على مرأى و مسمع بقية الأعوان الحاملين للسلاح أعلمني رئيسه بأن لديه تعليمات بإعطاء الأمر لأعوانه بإطلاق الرصاص علي في حال المغادرة، و هددني بذلك مرارا. و بقيت محتجزا تحت التهديد بالسلاح و إطلاق الرصاص إلى غاية الساعة 20:31، أين طفح الكيل فأعلمته بأني سأغادر و ليتفضل إن شاء بإطلاق النار علي، و غادرت دون رخصة سياقتي التي لا يسمح لهم القانون بحجزها و لو إرتكب صاحبها مخالفة مرورية.
و قد رفعت عليهم الشكوى إلى النيابة العمومية بالمحكمة الإبتدائية بالكاف في صبيحة اليوم الموالي السبت 07/04/2007 من أجل الإعتداء على حريتي الذاتية لمدة 41 دقيقة تحت طائلة التهديد بإطلاق النار من سلاح رشاش و إحتجاز رخصة سياقتي و طلبت التحقيق في تلك التجاوزات لحدود السلطة إستنادا للقانون التونسي الذي يجرمها و يعاقب عليها في الفصول 101 و ما بعده من القانون الجزائي.
طارق العبيدي – محام
إرفعوا أيديكم عن موقع « دايلي موسيون » في تونس
بعد الحجب الذي طال بعض المواقع و المدونات التونسية، عمدت السلطات التونسية مؤخرا إلى حجب موقع دايلي موسيون المتخصص بمشاركة الفيديو و ذلك ابتداءا من غرة أفريل 2007
لقد اعتاد النظام التونسي على استخدام ذريعة حجب المواقع الإباحية المنافية للأخلاق الحميدة من أجل إحكام سيطرته على الشبكة و حجب المواقع التي تحتوي على معلومات و آراء لا تروق له. و من المفارقة هنا أن النظام الداخلي لموقع دايلي موسيون يسمح بتعقب مثل هذه المواد اللا أخلاقية عبر علم الإعتراض الذي يلجئ إليه المستخدمون لتنبيه إدارة الموقع إلى بعض المواد المنافية للأخلاق أو للقوانين أو للحقوق الفكرية و التي غالبا ما يتم حذفها من الخدمة.
ذريعة “حماية الأخلاق” التي تـُفرط السلطات التونسية في استخدامها لا تصمد أمام واقع حجب بعض المواقع الجدية كموقع “منظمة العفو الدولية” و مواقع المنظمات الأهلية. و على هذا الأساس فإن حجب موقع دايلي موسيون لا يمكن أن يـُغالط أي أحد إذ لا يتعدي الأمر أن يكون تضييق الخناق على الفضاءات التي يعبر فيها التونسيون عن أنفسهم بحرية.
إننا كمدونين و نشطاء أنترنت تونسيين نطالب السلطات التونسية برفع هذا الحجب الذي يطال موقع دايلي موسيون و غيره من المواقع و المدونات المحجوبة و ندعو كل المدونين الأحرار من تونس والعالم مساندة هذه الحملة عبر نشر لافتتها على صفحات مواقعهم أو مدوّناتهم (أنظرصفحة الافتات(.
(المصدر: موقع حملة « ارفعوا أيدكم عن دايلي موسيون في تونس » تصفح يوم 7 أفريل 2007)
الرابط: http://censorship.cybversion.org/
حرصا من الحوار نت على التـّطوير وتقديم الأفضل باستمرار يسعدنا أن نخبر السّادة والسّيدات القرّاء بأننا نعتزم إنشاء ركن سيكون يوميا ( قدر المستطاع ) بعنوان حدث في مثل هذا اليوم. سيقتصر على الشأن التونسي في مراحله الأولى،وذلك أن المواد المتوفّرة على الأنترنت في هذا المجال تكاد تكون مفقودة.
وبهذه المناسبة يوجّه الحوار نت نداء لكل من له رغبة في انجاح هذا العمل والمساهمة فيه بمراسلتنا عبر بريد الموقع info@alhiwar.net
ومدّنا بكل ما يتوفر لديه من معلومات عن أحداث هامّة( إجتماعية ، ثقافية ، سياسية ، دينية ، رياضية…) وقعت في تونس عبر مدار السنة.ويشترط في ذلك أن تكون المعلومات المقدمة يقينيّة ومشار الى مصدرها حتى تصير مرجعا وثيقا يعود إليه كلّ راغب في البحث عن معلومات .أملنا كبير في تفاعلكم ومساهماتكم التي لا نستغني عنها. ومعا من أجل كلمة حرّة واعية ومسؤولة للجميع…
الحوار نت www.alhiwar.net
7 أفريل 1938 بعدما تم اعتقال عدد من أعضاء المجلس الملي ومن أعضاء الديوان السياسي نظمت على إثره مظاهرة احتجاجية ضمت قرابة 2500 متظاهر توجه على إثرها المنجي سليم عضو المجلس الملي إلى قصر الباي بحمام الأنف لالتماس التدخل لدى السلط الاستعمارية والإفراج عن المعتقلين. وفي نفس اليوم تم تعطيل جريدة « العمل » واعتقال 10 مناضلين بقنطرة الفحص.
7 أفريل 1943: في طريق عودتهم الى تونس نزل زعماء الحركة الوطنية المبعدون في شبه مطار أحدثه الألمان بمنزل تميم .
7أفريل 1991 انعقد مؤتمر استثنائي للإتحاد الدولي للطلاب حظره السيد نجم الدين الحمروني الأمين العام للإتحاد العام التونسي للطلبة وأمضى على بيان مشترك مع 20 منظمة طلابية أجنبية للتنديد بقرار تجميد الإتحاد العام التونسي للطلبة والمطالبة بضرورة إقرار الحريات ورفع المظلمة عن الإتحاد.
7 أفريل 1992 صدر الأمر عدد 664 المتعلق بإحداث شهادة الدكتوراه الفخرية بمؤسّسات التعليم العالي بالجمهورية التونسية.
7أفريل 2002 تصدّى البوليس التونسي لمنع مسيرة لنقابيي التعليم الثانوي بنابل، وتأتي هذه المسيرة مساندة من قطاع التعليم للشعب الفلسطيني الأبي.
7 أفريل 2003 منعت قوات الأمن التي تحاصر مكتب الاستاذ البشير الصيد عميد المحامين و رئيس اللجنة الوطنية للتضامن مع العراق اعضاء هذه اللجنة من دخول المكتب وقد صرّح مدير ديوان وزير العدل و حقوق الانسان بأنّه لا يحق للأستاذ البشير الصيد ان يستقبل في مكتبه الاّ حرفاءه أو زملاءه.
7أفريل2004، أصدر الحزب الديمقراطي التقدّمي جامعة قابس بيانا ندّد فيه باغتيال الشيخ أحمد ياسين وبالاعتداء السافر على العراق، ودعا فيه السلطات التونسية إلى إفساح المجال أمام الشعب أحزابا و منظمات لأداء واجبها القومي في دعم مجهود التحرير في العراق ماديا و معنويا، محمّلا إيّاها تبعيّات موقفها الكابح لتطلعات الشارع التونسي.
7أفريل 2005 مجموعة من الأحزاب والجمعيات التونسية في بيان مشترك تطالب باطلاق سراح الأستاذ محمد عبو فورا , كما تساند المحامين المعتصمين بدار المحامي وتندد بالحصار الذي ضربه البوليس علىهذه الدار
7 أفريل2006، أصدرت هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات باريس بلاغا إعلاميا عن حملة الاعتداءات التي يشنّها النّظام التونسي على الحركة الديمقراطية بالبلاد: تهديدات واعتداءات وتشويه تطال رموز وشخصيات وطنية، إضرابات عن الطعام بالسجون التونسية وتنكيل بعائلات المساجين، مواجهة المطالب الطلابية بالطرد.
7أفريل 2006، أجرت قناة الجزيرة حديثا مباشرا مع البروفسور منصف بن سالم في ساعة بث النشرة الإخبارية لمنتصف اليوم، قال فيه البروفسور بأنه يلجأ اليوم إلى آخر وسيلة من الوسائل السلمية (الإضراب عن الطّعام) لمقاومة المظالم الرهيبة المسلطة عليه من طرف النظام التونسي منذ تسعة عشر عاما، حيث نالته كل أنواع القمع والقتل البطيء. وقال البروفيسور الد. بن سالم بأن النقطة التي أفاضت الكأس هي طرد ابنه أسامة من الجامعة، وتعنيف ابنته ومضايقتها بطرق متكررة تحرّكها أيادي أجهزة القمع في تونس. إعداد الحوار نت
نقلا عن موقع « الحوار.نت »:
ردا على الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس
في أولى التفاعلات مع بيان الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس والذي ردّت فيه على إعلان 8 مارس ، وصلتنا الرسالة التالية من أحد القراء الذي نقدر انه نسي أن يذكر اسمه…
ونستغل هذه الفرصة لنذكر كل السادة الكتاب الّذين يرغبون في النشر في الحوار نت أن لا يغفلوا ذكر أسمائهم أو اختيار أسماء رمزية إن كانوا لا يرغبون في التوقيع بأسمائهم الحقيقية لظروف تخصهم.
الحوار نت
أيها الزمزمي جعل الله من أفكارك ووعيك بمشاكل العصر زمزما يشرب.
أريد فقط أن الفت قليلا من انتباهك رغم الايديولوجية التي تنطلقون منها أن ما علمت كبقية كل الناس أن هيئة 18 أكتوبر جاءت بالبنود التالية ذكرها:
– حفظ الكرامة لكل المواطنين.
– حرية الانتماء و المعتقد.
– خلق الظروف الملائمة للعمل السياسي في تونس بكل حرية وتحت غطاء شرعي مع نبذ العنف.
– جعل الديمقراطية النموذج العصري الذي من خلاله تتلاقح الأفكار وتتعدد الأنشطة الاجتماعية والسياسية من جميع التيارات و الشرائح الموجودة في البلاد.
– رفض كل أساليب القمع و التعذيب و الاستبداد.
سيدي الكريم لو أن فردا من هذه الهيئة لا يؤمن بالقران ولا بالسنة ثم تقوم وتقول له قال الله وقال الرسول كيف تريده أن يفهمك ويستمع إليك. إن نادى مثلا بنزع الثياب والخروج عرايا في الشوارع فنادي أنت بالحشمة و الحياء و لباس التقوى ثم يكون الفيصل للمواطن البسيط. أما أن تندد وترعد وتزبد فلا ينفعك ولا ينفع المجتمع بشيء ولا تلمني ان قلت إنكم لا تفهمون في الديمقراطية وإن عزفتم عبثا على أوتارها,او انتم ربما لستم من الآية الكريمة: « وقل اعملوا فسير الله عملكم ورسوله والمؤمنون »
سلام من متذمر من الأداء الضحل لهذا الصنف الضحل ولي تحية خاصة للسيد اوردغان
(المصدر: بريد الحوار.نت بتاريخ 6 أفريل 2007)
قانون مكافحة الإرهاب في تونس «خطة قمعية
»قال عبدالرؤوف العيادي عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين في تونس إن قانون مكافحة الإرهاب ليس قانونا بل خطة قمعية مفروضة على الحكومة التونسية من طرف الأميركيين. وأضاف العيادي، في حديث لتلفزيون الحوار، أن القانون المذكور صدر لدعم المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب في حين أنه لا يوجد مجهود دولي بل مجهود أميركي صهيوني يهدف إلى التصدي للمقاومة، موضحاً بأن بعض أجزاء تونس محتل من قبل الأميركيين والصهاينة وبالتالي فإن المقصود بهذا القانون هو التصدي للمقاومة الشرعية. وأشار العيادي إلى أن القضية التي يدافع عنها والمتعلقة بشباب سلموا من طرف الجزائر بتهمة انتمائهم لتيار السلفية الجهادية للدعوة والقتال بالجزائر الذي كان يسعى لتدريبهم للقيام بعملية إرهابية بتونس، تأتي ضمن سلسلة من القضايا التي افتعلت وهي قضايا متطابقة وغريبة من حيث المضمون ولا تعتمد على ماديات عدا التصريحات التي تنتزع بواسطة التعذيب.
(المصدر: صحيفة » الحقائق » (يومية – لندن) الصادرة يوم 7 أفريل 2007)
صندوق النقد: أهداف تونس للنمو مرهونة بالإصلاحات
تونس (رويترز) – قال مسؤول رفيع بصندوق النقد الدولي يوم الجمعة ان على تونس التحرك بسرعة أكبر لتعزيز قطاعها المالي وتحرير التجارة الخارجية وتحسين مناخ الاستثمار لكي تحقق أهدافها لنمو الاقتصاد.
وحققت تونس نموا اقتصاديا بلغ خمسة بالمئة في المتوسط على مدى السنوات العشر الاخيرة حيث نجحت اصلاحات لتشجيع المستثمرين في تعزيز جاذبيتها كمركز صناعي وخدمي على أعتاب أوروبا وساهمت في درء المنافسة من اسيا.
ويشهد البلد الذي كان يعتمد على الزراعة يوما ويقطنه عشرة ملايين نسمة طفرة صناعية ونموا في صادرات المنسوجات وتجميع السيارات والاغذية المحفوظة.
وتتوقع الدولة نمو الاقتصاد بنسبة ستة بالمئة هذا العام وتريد زيادة معدل النمو السنوي الى 6.3 في المئة في السنوات العشر المقبلة من اخلال اصلاحات في القطاع المصرفي وتحرير التجارة وسوق العمل والتحول الى سعر صرف عائم تماما.
وقال موريلو برتجال نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي للصحفيين في تونس أثناء زيارة الى شمال افريقيا « الاستراتيجية المقدمة لتحقيق الهدف طموحة لكنها قابلة للتحقيق طالما أمكن تعجيل الاصلاحات. »
وأشاد برتجال الذي يزور تونس للمرة الاولى بالحكومة على ادارتها للاقتصاد التي قال انها ساهمت في تعزيز النمو وتحسين الاوضاع الاجتماعية.
لكنه دعا الى تعزيز القطاع المالي التونسي وتبني اصلاحات لدعم مناخ الاستثمار وتحسين التجارة الاقليمية.
وقال برتجال « أرقام التجارة تظهر مستوى متدنيا من التكامل الاقليمي. » وأضاف أنه عبر تطوير التعاون التجاري والاقليمي « تستطيع الشركات الاستفادة عبر التفاوض من مركز مشترك والنفاذ الى الاسواق الاجنبية وتعزيز الاستثمار. »
ويقول رجال أعمال ان حركة التجارة عبر المغرب العربي لاتزال ضئيلة نظرا لان تونس وغيرها من البلدان أبقت على حواجز من تفاوت معايير الامان والجودة الى ارتباك الاجراءات.
من سونيا ونيسي
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 6 أفريل 2007)
صندوق النقد يرهن نمو اقتصاد تونس بالإصلاحات
دعا موريلو برتجال نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي تونس إلى التحرك بسرعة أكبر لتعزيز قطاعها المالي وتحرير التجارة الخارجية وتحسين مناخ الاستثمار لتحقيق أهدافها لنمو الاقتصاد.
وقال برتجال -الذي يزور تونس لأول مرة- إن إدارة الحكومة للاقتصاد ساهمت في تعزيز النمو وتحسين الأوضاع الاجتماعية إلا أنه ينبغي تعزيز القطاع المالي للبلاد وتبني إصلاحات لدعم مناخ الاستثمار وتحسين التجارة الإقليمية.
وانتقد ضعف مستوى التكامل الإقليمي في المجال التجاري وحث على تطوير التعاون التجاري والإقليمي لتستطيع الشركات الاستفادة عبر التفاوض من مركز مشترك ودخول الأسواق الأجنبية وتعزيز الاستثمار.
وحققت تونس نموا اقتصاديا بلغ 5% في المتوسط خلال السنوات العشر الماضية إذ نجحت إصلاحات لتشجيع المستثمرين في تعزيز جاذبيتها كمركز صناعي وخدمي على أعتاب أوروبا وساهمت في درء المنافسة من آسيا.
ويرى رجال أعمال أن حركة التجارة عبر المغرب العربي لا تزال ضئيلة نظرا لإبقاء تونس وغيرها من بلدان المنطقة على حواجز من تفاوت معايير الأمان والجودة إلى ارتباك الإجراءات.
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) نقلا عن وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 7 أفريل 2007)
40 بالمائة من الرجال التونسيين يعانون من الخلل الجنسي
تونس ـ يو بي آي: أظهرت دراسة طبية حديثة أن أكثر من 40 بالمائة من رجال تونس يعانون من خلل جنسي تتفاوت درجته بين المتوسط والعجز الجنسي التام. وشملت الدراسة التي نشرت مقتطفات منها الجمعة عينة من ألف رجل من الفئة العمرية ما بين 20 و90 عاما. وأوضحت أن 40 بالمائة من الرجال في تونس دون سن 40 عاما يعانون من خلل جنسي، لترتفع هذه النسبة إلي حدود 60 بالمائة لدي الفئة العمرية ما فوق 50 عاما.
وبحسب حبيب بوجناح رئيس الجمعية التونسية للدراسات والبحوث الجنسية والخلل الجنسي، فإن حوالي ربع عدد حالات الطلاق المسجلة في تونس تعود أسبابها الرئيسية إلي الخلل الجنسي.
وعزا ارتفاع هذه النسبة إلي أسباب عضوية، وأخري نفسية، حيث ترتبط الأسباب العضوية بالنمط الغذائي المعتمد وخاصة الإفراط في تناول الدهنيات والأكلات السريعة، والتدخين، بينما تعود الأمراض النفسية إلي الإرهاق والضغط النفسي.
وقال إن هذا النمط الغذائي يتسبب في أمراض مزمنة مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم والكولسترول، والسمنة،التي لها انعكاسات سلبية علي القدرة الجنسية، وذلك أنها عادة ما تؤثر علي الأعصاب، وتربك عمل الهرمونات.
يشار إلي أن تونس تعتبر الدولة الوحيدة في العالم التي تحظر الأدوية المعالجة للخلل الجنسي مثل الفياغرا و السياليس ، و لوفيترا التي أثبتت فعاليتها في علاج الخلل الجنسي بنسبة تزيد عن 80 بالمائة.
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 7 أفريل 2007)
خبير يشير الى أنه السبب في ربع حالات الطلاق في البلاد
دراسة: 40 % من الرجال التونسيين يعانون ضعفا جنسيا
دبي – العربية .نت
قالت دراسة تونسية إن أكثر من 40 بالمائة من رجال تونس يعانون من خلل جنسي تتفاوت درجته بين المتوسط والعجز الجنسي التام، فيما قال رئيس جمعية مختصة بالدراسات الجنسية إن ربع حالات الطلاق في البلاد يرجع الى الضعف الجنسي عند الرجال.
وشملت الدراسة الطبية – التي نشرت مقتطفات منها صحيفة القدس العربي اللندنية السبت 7-4-2007 – عينة من ألف رجل من الفئة العمرية ما بين 20 و90 عاما.
وأوضحت أن 40 بالمائة من الرجال في تونس دون سن 40 عاما يعانون من خلل جنسي، لترتفع هذه النسبة إلى حدود 60 بالمائة لدي الفئة العمرية ما فوق 50 عاما.
ويقول حبيب بوجناح رئيس الجمعية التونسية للدراسات والبحوث الجنسية والخلل الجنسي إن حوالي ربع عدد حالات الطلاق المسجلة في تونس تعود أسبابها الرئيسية إلي الخلل الجنسي.
وعزا ارتفاع هذه النسبة إلي أسباب عضوية، وأخرى نفسية، حيث ترتبط الأسباب العضوية بالنمط الغذائي المعتمد وخاصة الإفراط في تناول الدهنيات والأكلات السريعة، والتدخين، بينما تعود الأمراض النفسية إلي الإرهاق والضغط النفسي.
وقال إن هذا النمط الغذائي يتسبب في أمراض مزمنة مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم والكولسترول، والسمنة، التي لها انعكاسات سلبية علي القدرة الجنسية، وذلك أنها عادة ما تؤثر علي الأعصاب، وتربك عمل الهرمونات.
يشار إلي أن تونس تعتبر الدولة الوحيدة في العالم التي تحظر الأدوية المعالجة للخلل الجنسي مثل الفياغرا و السياليس ، ولوفيترا التي أثبتت فعاليتها في علاج الخلل الجنسي بنسبة تزيد عن 80 بالمائة.
(المصدر: موقع العربية.نت (دبي) بتاريخ 7 أفريل 2007)
تونس تطلق أول دوري لكرة القدم داخل القاعات
تونس (رويترز) – يطلق الاتحاد التونسي لكرة القدم يوم السبت أول دوري لكرة القدم داخل القاعات.
ويقول الاتحاد التونسي انه يسعى الى انجاح دوري كرة القدم داخل القاعات الذي يحظى بدعم كبير من الاتحاد الدولي للعبة الشعبية (الفيفا).
وقال علي لبض رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم لرويترز « لقد وفرنا كل مسببات النجاح لاول دوري لكرة القدم داخل القاعات ونسعى الى دعم هذه الرياضة وتطويرها في تونس. »
وأضاف لبيض « تحظى كرة القدم داخل القاعات بتشجيع ودعم الاتحاد الدولي للعبة ونحن نسير في هذا الاتجاه. »
ويشارك في أول دوري تونسي لكرة القدم داخل القاعات 30 فريقا وزعوا على أربع مجموعات.
وتقام المرحلة الاولى من دوري بنظام الذهاب والاياب يتأهل اثرها صاحبا المركزين الاول والثاني عن كل مجموعة لخوض المرحلة النهائية التي ستقام بنظام الدوري يتوج فيها صاحب المركز الاول باللقب.
وسيدير مباريات دوري كرة القدم داخل القاعات 90 حكما.
وقال علالة المالكي رئيس لجنة التحكيم لرويترز « قامت لجنة التحكيم بتأطير الحكام الذين سيديرون مباريات دوري كرة القدم داخل القاعات لاختلاف قوانينها عن قوانين كرة القدم المعروفة. »
وأضاف « نأمل في الارتقاء بمستوى الحكام لانجاح التجربة الاولى من دوري كرة القدم داخل القاعات لان التحكيم جزء لا يتجزأ من اللعبة. »
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 7 أفريل 2007)
المفكر الإسلامي الشيخ راشد الغنوشي:
المقاومة.. بوابة نهضة الأمة الإسلامية
حوار: عبد الباقي خليفة
الحساب الختامي والمراجعات بات أمراً مألوفاً في الأدبيات الاجتماعية، لتدارك الأخطاء وقياس ما تحقق من أهداف، وفي نهاية كل عام غالباً ما يكون للمؤسسات والأفراد والجماعات بل والدول والأمم وقفات ملية أمام ما مر بها من أحداث.. ومع نهاية العام الهجري 1427ه الذي توافق مع نهاية العام الميلادي 2006م كان ل »المجتمع » وقفة تأمل في أحداث العام الماضي مع المفكر الإسلامي راشد الغنوشي الذي قدم رؤية استشرافية لمستقبل العالم الإسلامي.. فإلى تفاصيل كشف حساب الأمة الإسلامية في عامها المنقضي:
** ما أهم الأحداث التي عايشتها الأمة الإسلامية في نهاية العام الهجري المنقضي؟
– كانت سنة عصيبة سالت فيها دماء المسلمين أنهاراً في أكثر من موطن في الجسم الإسلامي: في العراق وفلسطين وأفغانستان والشيشان وبورما وكشمير… وغيرها.
كما ازدحمت السجون العربية والإسلامية بدعاة الإسلام، فلا يغادرها فوج إلا وتستقبل أفواجاً، ولا يغادرها منتمون لحركة، حتى يلجها منتمون لحركة أخرى. كما استمر الهجوم الدولي على الإسلام بدرجة لم يصل إليها من قبل، إذ لم يعد الأمر مقتصراً على كاتب أو رسام كاريكاتير، وإنما أصبح يشمل رؤساء دول يصفون الإسلام بالفاشية، ورؤساء ديانات كبرى تطاولوا على مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ زاعمين أنه لم يأت بخير، وأن دينه انتشر بالسيف. وللأسف شارك في الهجوم بعض المنتمين للإسلام، فرأينا حكومات في العالم الإسلامي تهاجم الحجاب مثل تونس وبعض الوزراء في مصر..
واستمرت الأقليات المسلمة تحت الحصار، حتى تلك التي تعيش في دول ديمقراطية، واستمر صدور القوانين المضيقة للحريات، والمستهدفة للأقلية المسلمة.
انهيار المشروع الأمريكي
ومن جهة أخرى، شهد العام الماضي انهيار المشروع الأمريكي الذي انطلق عقب نهاية الحرب الباردة منذ بداية التسعينيات، الذي اتخذ الإسلام عدواً بديلاً عن الشيوعية.
وبدأ الهجوم على العالم الإسلامي، إلا أن هذا الهجوم يشهد اليوم انهياراً كبيراً في العراق، جعل بعض الباحثين يعتبرونه نهاية المشروع الإمبراطوري.
ويسجل الإسلام مرة أخرى أنه كسّار الإمبراطوريات، بعد أن أسهم بصورة معتبرة في كسر الإمبراطورية السوفييتية في أفغانستان.
كما سجلت انتصارات أخرى على المستوى السياسي، في موريتانيا والبحرين والكويت ومصر وفلسطين.. حيث كان الصعود الإسلامي الظاهرة الأبرز.. بما يؤكد أن الإسلام قد كسب مجتمعاته التي أصبحت أكثر أسلمة مما كانت عليه منذ أكثر من قرن.. وباتت المجتمعات اليوم ترى أن الحركة الإسلامية هي الأمل في إصلاح السياسة وإصلاح الحكم والاقتصاد وتحرير فلسطين وتوحيد الأمة واستعادة العزة، وتطهير السياسة من العفن.
** هل يمكن أن تحددوا لنا فترة زمنية لتحقيق هذا الأمل الذي تنتظره الأمة منذ قرون؟
– أتصور أنه خلال السنوات العشر القادمة، ستتغير صورة العالم الإسلامي إن شاء الله، وهذه ليست رؤية مفرطة في التفاؤل.. ولننظر إلى تزايد عدد الحجاج والمعتمرين كل سنة، وتزايد عدد الملتزمات بالحجاب، وكذا الكتاب الإسلامي بات الأكثر انتشارًا، والخطاب الإسلامي الأكثر استقطاباً للناس، والأحزاب الإسلامية والحركات الاسلامية الأوفر حظاً في كل انتخابات، سواء على الصعيد النقابي أو الطلابي أو السياسي، فأوضاع العالم الإسلامي على طريق التغيير اليوم، وقد حققت الشعوب هذا النضج.
ثقافة المقاومة
** كيف تقرؤون موازين القوى في الظروف الراهنة، وإمكانية تغيرها في المستقبل؟
– بصفة عامة، موازين القوى مائلة لصالح أعداء الإسلام في الداخل والخارج، ولكن شرف الإسلام والإسلاميين أنهم في المقاومة، فيعارضون بفعالية وبالوسائل المتاحة المناسبة.. ففي دفع الاحتلال يعلنون الجهاد، وفي إصلاح الأوضاع الداخلية يعتمدون أساليب السياسة والإعلام والكلمة.
** يتحدث البعض عن دور علماء الأمة الإسلامية في مواجهة الأزمات التي تواجهها، مثلما يدور في العراق.. كيف ترى ذلك؟
– « اتحاد العلماء المسلمين »، طالما تحرك ودعا إلى وحدة المسلمين، ووقف هدر الدماء، واستباحة دم المسلمين، ولا يفتأ عقلاء الأمة من الطرفين وخاصة من الطرف السني يعلون الصوت للتصدي لدعوات التطرف والتكفير والاقتتال الطائفي.
** ما انعكاسات الأوضاع العراقية على القضية الفلسطينية؟
من انعكاسات هزيمة الولايات المتحدة في العراق.. تخفيض الضغط على الشعب الفلسطيني، والكف عن الاستمرار في مطلب إسقاط الحكومة الديمقراطية التي شكلتها حماس، والسماح بتكوين ائتلاف وطني، دعت إليه حماس، ولم تجد تشجيعاً من النظام الدولي والكيان الصهيوني، بالرغم من أن هناك بعض الأصوات التي ترتفع في أوروبا تدعو إلى رفع الحصار عن الفلسطينيين والقبول بحكومة ائتلاف وطني.
** ماذا تقدم تجربة حركة حماس الفلسطينية للحركة الإسلامية؟
– تقدم خيراً كثيراً، منه إمكانية الجمع بين العمل السياسي والمقاومة. فكثيراً ما ورد في الأدبيات الفلسطينية، أن هذين الخيارين لا يجتمعان، فإما أن تقاوم وتسحب يدك من العمل السياسي، وإما أن تمارس العمل السياسي، وتكف يدك عن المقاومة.
لكن حماس أثبتت أنها مشروع للجمع بين المقاومة والعمل السياسي، لها يدها الطولى في المقاومة، ويدها في خدمة الشعب الفلسطيني عن طريق العمل الاجتماعي والصحي والثقافي، وتوجت ذلك بالعمل السياسي.. وهذا درس مهم جداً للحركة الاسلامية، ثم إن الجهاد في فلسطين تميز عن الكثير من دعوات الجهاد في المنطقة بأنه يجري على أرضية الإسلام المعتدل، الإسلام الوسطي، على حين أُريدَ أن يختطف الجهاد، أريد للجهاد أن يرتبط ارتباطاً حتمياً بدعوات التكفير والتشدد واستباحة دماء المسلمين.
تجربة حماس والجهاد الاسلامي في فلسطين، قدمتا لنا صورة جميلة للجهاد. أن الجهاد يجري، ويغرف من نبع الوسطية الإسلامية، التي تعترف بالتعدد وبالاختلاف، وبالديمقراطية، ولا تعتبر الجهاد نقيضاً للديمقراطية، ونقيضاً للوسطية، ونقيضاً للاعتدال. فهذا مهم جداً، قدمته حركة الجهاد في فلسطين، حماس والجهاد.
أزمة الحريات في تونس
** تعيش في المنفى بعيداً عن وطنك تونس.. ولكنك تتابع أوضاعها السياسية والاجتماعية.. حيث الإصرار على التضييق على كافة فصائل المعارضة.. كيف ترى مستقبل تلك الأوضاع؟
– تونس تعيش وضعاً سياسياً شاذاً، ولا يعني ذلك أن الأوضاع السياسية في المنطقة عامة والعالم العربي عادية، ولكن حنانيك، بعض الشر أهون من بعض.. ففي الجزائر هناك حركات إسلامية معترف بها وممثلة في الحكومة، وممثلة في البرلمان. وفي المغرب حركات إسلامية إما ممثلة في البرلمان أو مسموح لها بالعمل، عندها فسحة من النشاط والعمل مثل جماعة « العدل والإحسان »..
كما أننا نرى في ليبيا قدراً من الانفتاح على جماعة « الإخوان المسلمون »، وهناك حوار يجري معهم، وأطلق سراح معظم سجناء الإخوان، وأعيدوا إلى مواقعهم، بل وتتفاوض معهم الحكومة على إطار عمل مناسب.
وموريتانيا اليوم لها وضع سياسي متقدم جداً، ومخجل للتونسيين في الحقيقة، فقد كانوا يحسبون أنفسهم، وربما لا يزالون مستمرين في النظر إلى أنهم متقدمون على موريتانيا، وفي البحرين وفي غيرها، بما يسفه كل الدعوات بأن ارتفاع مستوى التعليم والتنمية شرط ضروري للديمقراطية، ففي موريتانيا مستوى التعليم أقل من تونس ومستوى التنمية أقل كذلك وبكل المقاييس، ومع ذلك هناك حياة سياسية معقولة في موريتانيا اليوم تشارك فيها كل الاتجاهات، بما فيها الحركة الإسلامية.
أما الوضع في تونس، فيفسره في الحقيقة تطرف الموروث عن النخبة العلمانية التي تولت الحكم بعد (الاستقلال) والتي احتكرت ميراث الحركة الوطنية وانطلقت من مشروع سلخ الشعب التونسي من هويته العربية والاسلامية.
فمشروع دولة الاستقلال كان بمثابة صفقة بين بورقيبة وجماعته من جهة، وفرنسا من جهة أخرى؛ على أساس استمرار مشروع سلخ وتفسيخ الهوية العربية الإسلامية، حيث تعرضت هذه الهوية في عهد (الاستقلال) لعدوان وتدمير أشد مما تعرضت له زمن الاحتلال المباشر.
ورغم أن الشعب التونسي برهن أكثر من مرة على تمسكه بهويته الإسلامية، ولكنه كلما ازداد تمسكاً بهويته الإسلامية وتعبيراً عنها، إلا وكثفت الدولة عملها التدميري، حتى بلغ عدد السجناء السياسيين في التسعينات 30 ألفاً، ووصل الأمر إلى الهجوم على الحجاب وعلى الصلاة، والعدوان حتى على المصحف. فضلاً عما هو موروث عن بورقيبة من سخرية بالقرآن والسخرية من شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومعجزات الأنبياء.
إذن هناك ميراث. فمنذ نشأة هذه الدولة وهي في صراع مع هوية الشعب، وفي صراع مع مبدأ العدالة.
سر الحرب على الحجاب
** رغم الحرب على الحجاب مازالت مظاهر التدين مستمرة في تونس حتى الآن، فلماذا يضيق النظام التونسي بتلك المظاهر؟ ولماذا التركيز تحديداً على منع الحجاب؟
– عندما انبعثت صحوة جديدة في السنوات الأخيرة، لم تعجب النظام. فرغم تطبيق خطة تجفيف المنابع، على نطاق واسع مما جعل احتمال رؤية شاب يصلي أو فتاة محجبة أمراً مرفوضاً ومع ذلك انبعثت صحوة دينية ملأت المساجد، وانطلق الحجاب يملأ الشوارع، وبدلاً من أن تتفاعل الدولة إيجابياً مع هذا التحول الاجتماعي، نظرت إليه نظرة سياسية، على أنه حزب سياسي، بينما الحزب السياسي « مضروب » في العمق، ليس لديه إمكانية للحركة، بينما هي ظاهرة عفوية ظاهرة شعبية، وليس وراءها حزب سياسي
أما الحرب على الحجاب التي يخوضها النظام الآن، فهي تعبير عن الإفلاس، إفلاس هذه الأنظمة وتلك الجهات، لأن الحجاب يرمز وهو ليس رمزاً في الأصل بل عبادة ولكن من الناحية الثقافية، يرمز في نظر الآخرين إلى انتصار إسلامي، أو إلى هزيمة المشروع العلماني، لأن المرأة في المشروع العلماني مدخل أساسي من مداخله، أو ما أسماه (تحرير المرأة) وظهر أن تحرير المرأة هو تحرير شكلي، أي عندما تنزع المرأة حجابها فقد تحررت، وعندما تعود للحجاب فكأنما داست بالأقدام على المقدس العلماني.
(المصدر: مجلة « المجتمع » (أسبوعية – الكويت)، العدد 1740 بتاريخ 24 فيفري 2007)
الرابط: http://www.almujtamaa-mag.com/Detail.asp?InNewsItemID=216133
أ يام في سويسرا
د. محمد بن موسى الشريف
كنت في زيارة لسويسرا لحضور مؤتمر إسلامي، والتقيت بعض الإخوة هناك الذين أحسنوا استقبالي جزاهم الله خيراً، وأكرموا وفادتي، وتحدثت معهم في مواضيع شتى، لكن الموضوع المهم الذي أود نقله إلى القراء الكرام لما فيه من عبرة وعظة هو: قصة مؤلمة تحكي معاناة الإخوة الدعاة الفارين من ليبيا وتونس عبر البحر إلى بلدان أوروبا.
وأصدقكم القول: إن هذه القصة لما سمعتها شغلتني عن ملاحظة الجمال الرائع الذي حبا الله تعالى به هذا البلد، ذلك أنني سمعتها وأنا مسافر من جنيف إلى زيورخ، فأنساني همُّ القصة كل شيء، وشغلني عن كل شيء، وملخص القصة أنه في مايو 1998م كانت هناك أحداث في ليبيا أدت إلى تعقب الحكومة لبعض الأشخاص، وقبض على كثير من الدعاة، وزُج بهم في السجون، وهناك آخرون استطاعوا أن يخرجوا من البلاد فراراً بدينهم من الأوضاع الجائرة، ومن جملتهم أحد الأشخاص، وإليكم قصته التي أنقلها عمن سمعه يقصها:
إكرام إلهي
استطاع هذا الأخ أن يجدد جوازه بطريقة عجيبة فيها إكرام إلهي له، وخرج إلى تونس، فبقي فيها شهرين، ثم ذهب إلى مالطا ومكث فيها أسبوعين، وضاقت عليه الأرض فلم يدر أين يذهب، إذ الدول الأوروبية ترفض استقباله هو وإخوانه، وضيق عليهم الأمن المالطي فشعر هو ومجموعته (5 أشخاص) أنهم لابد أن يتصرفوا، وفي بداية شهر أغسطس خرجوا من مالطا إلى إيطاليا، فخرجوا من فندق في مالطا الساعة 11ليلاً، وجاء مهرب تونسي فأخذهم في حافلة ففوجئوا بتسعة آخرين جمعهم بهم المهرب من تونس والمغرب وإفريقيا، ولفت نظرهم وجود تونسي عمره ستون سنة هارب، فوصلوا شاطئ البحر منتصف الليل، وركبوا قارب صيد من أحد موانئ مالطا، وكان القارب من طابقين وضع قائد القارب بعض الركاب فوق وآخرين أسفل، فوصلوا إلى إيطاليا بعد ساعة ونصف تقريباً، والمسافة تسعون ميلاً والقارب خفيف سريع، وكان توقع الأخ ومجموعته أن يُعتقلوا أو يغرقوا، لكنهم حفظهم الله تعالى بقراءة القرآن.
السير في الغابات:
وكان من المقرر أن يبيتوا ليلتهم على الشاطئ، لكن بعض الإخوة خالفوا الأمر فاضطروا للسير ليلاً، ولو باتوا ومشوا نهاراً لكان أفضل حتى يظهر أنهم سائحون لكن هكذا قدر، وصاروا يسيرون في غابات القصب وسط المزارع على شاطئ البحر، وتنبحهم الكلاب، وصاروا يبحثون عن منطقة فيها أنوار ليتوجهوا إليها، ومشوا من الثانية إلا ربعاً إلى السابعة صباحاً، وكانوا يمشون على عجل، ثم افترقوا مجموعتين (3+2) حتى إن قبض عليهم لا يقبض عليهم مجتمعين، واتفقوا على اللقاء في منطقة محددة، وساروا فقبضت الشرطة على مجموعة، ثم عادت لتقبض على المجموعة الأخرى التي فيها صاحبنا الذي نتحدث عنه، فسلموهم جميعاً إلى قسم الشرطة الذي عاملهم معاملة إنسانية لطيفة، وسألوهم عن الأوراق الثبوتية؟ قالوا: ليس عندنا أوراق، وسألوهم عن جنسياتهم فقالوا: تونسيون ولم يقولوا: ليبيون؛ لأن علاقات ليبيا مع إيطاليا كانت جيدة آنذاك، وعلاقتها مع تونس متوترة، وكان يمكن أن يسلموا لو قالوا: ليبيون. وبدأ التحقيق، وكان هم الشرطة أن يعرفوا من أين جاؤوا، فقالوا: من اليونان حتى يحفظوا خط التهريب من مالطا فلا يفتضح حتى يستفاد منه بعد ذلك، وأتوا لهم بخبير مجري يسألهم، ويتأكد من كلامهم فاستبعدوا مسألة اليونان، وطلبوا منهم أن يخبروهم عن المنطقة التي أتوا منها فرفضوا أن يخبروهم أنها عن طريق مالطا.
وتعرض الإخوة بعد ذلك لأخذ البصمات، ثم أُخذوا إلى مكان حجز اللاجئين الذي كان ممتلئاً بمئات العرب، حتى إنهم لم يجدوا مكاناً لهم، فجهزوا مكتباً من مكاتبهم بأسرَّة ووضعوهم الخمسة منفردين.
وفي اليوم التالي ذهبوا بهم إلى شرطة الأجانب، وحقق معهم خبراء مختصون، واستطاع المحققون بأساليبهم أن ينتزعوا منهم الاعتراف بأنهم ليبيون، حيث طلبوا منهم أن يرسموا علم تونس، وسألوهم عن أماكن في تونس فأسقط في أيدي الإخوة واعترفوا بأنهم ليبيون. والعجيب أنهم بعد اعترافهم بأنهم ليبيون صارت المعاملة أفضل حيث قالوا لهم: نحن لا نحب القذافي، ثم سألوهم بعض الأسئلة عن القاعدة وابن لادن فأكد هذا الأخ معرفته بهما، وكان صادقاً كما ذكر لي، فلم يكن يعرف حقيقة أي شيء عن ابن لادن أو القاعدة، ثم سألوه معلومات عن بلده فلم يخبرهم وقال: أنا عندي مشكلة مع القذافي وليس مع بلادي.
ثم وضعوهم في حجرة منفردة وأكرموهم، ومكثوا سبعة أيام، ثم حولوا ملفهم إلى القاضي، وكان هذا إكراماً من الله لأن القاضي عادة لا يقابله اللاجئون إلا بعد 3 أشهر.
القاضي أخبرهم أنه سيعيدهم إلى ليبيا فقالوا: إن أعدتنا أُعدمنا، فأنهى القاضي معاملتهم ونقلهم إلى القاضي الأعلى بعد معاملة حسنة، ثم سأل القاضي الآخر صاحبنا: ماذا تطلب من الحكومة الإيطالية؟ فقال: أنا عندي مشكلة مع النظام الليبي وأطلب أن تلحقوا أولادي وأهلي بي، وسألهم: هل ستعملون في إيطاليا؟ قالوا: نعم، فوعدهم خيراً، ووضعوهم في (فيلا) راقية في منطقة سارا جوزا، ووضعوهم مع مجموعة من الكشميريين من الجماعة الإسلامية، وأعطوهم بطاقة يستطيعون بها التجول في إيطاليا كلها، ونشر خبرهم في الصحافة الإيطالية، ونزلوا السوق ورجعوا ليجدوا أن الجيران بعد أن علموا بأمرهم أرسلوا لهم بيتزا طولها متران إكراماً لهم، وكانت الحكومة تأتيهم بكل احتياجاتهم إلى المنزل!
وكان الذي يأتيهم بالطعام يقول لهم: امشوا إلى الشمال فهنا لن تجدوا عملاً، وكأنه يشير عليهم بالخروج إلى سويسرا، فخرجوا من سارا جوزا إلى ميلانو بالقطار لمدة ست عشرة ساعة، ثم ذهبوا إلى منطقة (كومو) في أقصى شمال إيطاليا، حيث التقوا بمجموعة إخوة آخرين قبض عليهم أيضاً وعوملوا مثل معاملتهم (3 أشخاص) ليصير العدد ثمانية، فركبوا سيارة من ( كومو) ليأخذهم المهرب، ثم التقى بهم تونسي من جماعة (النهضة) هارب أيضاً فصاروا تسعة، ثم جاء رجل من أوروبا الشرقية وزوجه ليصيروا أحد عشر، في سيارتين، ثم ركبوا في (فان) بدون كراسي وكانوا ستة عشر شخصاً، ثم أخذتهم السيارة إلى قمة الجبل في الحدود، ثم أخذوا في المشي ليلاً مع دليلهم المهرب إلى سويسرا، وكان شاباً رياضياً قوي الجسد، أوروبياً، ويمشون على حافة الجبل فزلقت رِجْل المرأة وأمسكها أحد الدكاترة الليبيين وأنقذها من الموت، والمطر يصب عليهم، وكانوا يدعون الله تعالى أن ينجيهم من الخوف والمطر والبرد، فمشوا قرابة أربع ساعات، ثم جاءت السيارة نفسها لتوصلهم إلى منطقة (لوجانو) السويسرية.
وكان قد حجز لهم إخوانهم في سويسرا في فندق، وأتوا لهم بملابس ونقود لحجز التذاكر في القطار إلى زيورخ (خمسة أشخاص) وقدموا طلب اللجوء في منطقة تسمى (كروس لنجن) على الحدود الألمانية، وأتى لهم إخوانهم بجوازات سفرهم التي تركوها في مالطا، ومكثوا في مقر اللجوء أسبوعين في معاملة قاسية (بالنسبة إلى إيطاليا ومعاملة الشرطة فيها) وكان المقر ممتلئاً، فصاروا يدعون الناس إلى الصلاة ويحاورونهم؛ حيث كان للأسف المسلمون المحجوزون لا يصلون، وكان الإخوة يقرؤون القرآن ويدعون الآخرين، ثم اختار السويسريون بعد التحقيق المبدئي اثنين للإقامة في (زيورخ) وثلاثة آخرين الإقامة في مكان آخر، فتوجهوا إلى مركز اللجوء في (زيورخ) ومكثوا فيه أربعة أشهر، ثم حققوا معهما في كانتون (زيورخ) والكانتون منطقة وهو التحقيق الثاني، ثم نقلوا الأخ صاحب القصة إلى منطقة ثالثة، ليمنح حق اللجوء السياسي في سويسرا ويقيم في ( زيورخ). انتهى كلام الأخ.
وهذه القصة الأليمة تتكرر مراراً مع إخواننا في تونس وليبيا خاصة، وعدد كبير من الفارين يموت غرقاً في البحر، وهذه فتنة عظيمة يضيق بها صدر المؤمن؛ حيث لا يجد ملجأً في بلده فيلجأ إلى بلاد الكفار ليجد المنعة والإكرام. فرحماك يا رب واقشع بفضلك وكرمك عن عبادك هذه الغمة، وأرجعهم إلى بلادهم سالمين آمنين، وارض عنهم يا رب العالمين، وأزح عنهم الحكام الطغاة، والظلمة الجفاة، وأرجع يا رب تلك الديار إلى حكم الإسلام الذي نعمت به طويلاً، واستضاءت به قروناً. آمين.
(المصدر: مجلة « المجتمع » (أسبوعية – الكويت)، العدد 1741 بتاريخ 3 مارس 2007)
الرابط:
http://www.almujtamaa-mag.com/Detail.asp?InNewsItemID=217092
الدهاء في السياسة
أوكرانيا أمام مسألة الوحدة وأزمة الهوية
توفيق المديني
بعد سنتين من قيام «الثورة البرتقالية» التي طردت من السلطة ليونيد كوتشما، ها هي أوكرانيا تغرق من جديد في بحر الأزمة السياسية، التي بدأت، عندما أصدر الرئيس فيكتور يوتشينكو الموالي للغرب يوم الثلثاء 2 نيسان (ابريل) قراراً مثيراً للجدل بحل البرلمان، واجراء انتخابات اشتراعية مبكرة، فرّد عليه ائتلاف الغالبية البرلمانية بزعامة رئيس الوزراء الموالي لروسيا فيكتور يانوكيفيتش بالتهديد بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في حال لم يتراجع عن قراره.
ويتهم فيكتور يوتشينكو رئيس الوزراءيانوكيفيتش بأنه «اشترى» يوم 23 آذار (مارس) الماضي، انضمام أحد عشر نائباً من حزب «أوكرانيا بيتنا»، وهو الحزب الذي أنشأه الرئيس، وجاء في المرتبة الثالثة، بحصوله على أقل من 17 في المئة في الانتخابات التشريعية الأخيرة. وهكذا، اندلعت الأزمة الحالية مع اعلان 11 نائباً من الكتلتين البرلمانيتين المعارضتين «أوكرانيا بيتنا» و «يولياتيموشينكو» انتقالهم من صفوف الموالاة للرئيس، الى صفوف الغالبية البرلمانية بزعامة يانوكيفيتش، وهو توجه سار عليه العديد من النواب منذ الانتخابات التشريعية الماضية، ما رفع عدد نواب الأكثرية من 239 إلى 260 نائباً خلال ثمانية أشهر.
وأكد الرئيس الأوكراني فيكتور يوتشينكو انه لن يتراجع عن قراره حل البرلمان والدعوة الى اجراء انتخابات نيابية مبكرة ورأس اجتماعاً لمجلس الأمن والدفاع القومي الذي طلب من الحكومة أن تخصص الموارد اللازمة لتمويل الانتخابات، بينما أعرب رئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش عن تمسكه بالدستور والقوانين «بحذافيرها»، مشيراً الى أنه لن يسمح بتصعيد الخلاف من طريق اللجوء الى القوة.
ويعتبر المراقبون ان حالة فيكتور يوتشينكو في أوكرانيا تذكرنا بسياسيين آخرين في عالم ما بعد الحقبة السوفياتية، الذين توقعوا الكثير من الغرب وخاب ظنهم في النهاية. وربما حان الوقت لإلقاء نظرة أكثر واقعية الى ما يجري في الاتحاد السوفياتي السابق. فخلال ما عرف بالثورة البرتقالية الأوكرانية في العام 2004، لم ير كثيرون في الغرب إلا ما أرادوا رؤيته: شعب ينتفض على الفساد وسياسة التلاعب والضغوطات الروسية باسم التقدم نحوالديموقراطية والأسواق الحرة والغرب. ويوتشينكو الذي نجا من محاولة اغتيال غادرة كان النجم، والى جانبه تقف رئيسة الوزراء جوليا تيموشينكو.
وأبعد من ذلك، اختار كثيرون في الغرب التغاضي عن واقع ان اوكرانيا، على غرار معظم الجمهوريات السوفياتية السابقة (باستثناء 3 دول صغيرة من البلطيق)، بقيت شديدة الارتباط بروسيا والجمهوريات الأخرى. ففي أوكرانيا، وهي جزء من الكيان السلافي في الامبراطورية السوفياتية القديمة، ما زال نصف السكان يتماهون مع روسيا من الناحيتين الإثنية والوطنية. وهكذا، من السخيف الاعتقاد بأن يوتشينكو قادر بمفرده على نقل أوكرانيا الى المدار الغربي. إذ لم يتوقف التدخل في السياسة الأوكرانية على روسيا بل تعداه الى أوروبا التي هي أكثر اهتماماً بالغاز الروسي منه بالديموقراطية الأوكرانية.
وتعيش أوكرانيا على نسق الأزمات السياسية التي تشل عمل مؤسسات الدولة منذ «الثورة البرتقالية» 2004 – 2005. إذ شهدت تفكك «الائتلاف البرتقالي» بعد بضعة أشهر من نجاحه، ثم الفوز المفاجئ لتكتل الأحزاب الموالية لروسيا بزعامة فيكتور يانوكوفيتش في الانتخابات التشريعية التي جرت في عام 2006. ومنذ حينئذ، والرئيس الأوكراني، وحزبه «أوكرانيا بيتنا»، يزدادان ضعفا واضحا، بينما بالمقابل يخوض «حزب الأقاليم» الموالي لروسيا، وهو حزب الغالبية البرلمانية، حرباً ضروساً بمحاولته تحقيق ائتلاف يانوكوفيتش الذي يضم 300 نائب، كي يكون بإمكانه تعديل الدستور بما يؤديالى تقليص صلاحيات الرئيس، لا سيما في ما يتعلق بحرمانه من حق الفيتو.
ان المقاربة الموضوعية للأزمة الأوكرانية تقتضي الابتعاد عن رؤية الأمور من زاوية عودة المقولات الايديولوجية المرتبطة بحقبة الحرب الباردة. فالمسألة الجوهرية تتمثل بمشكل القوميات القديم، الذي كان خزان البارود الكبير للقرنين الماضيين، وليس آخره، ما حصل من تشظ للقوميات في يوغوسلافيا. وبشكل أدق بطبيعة العلاقة بين أوكرانيا وروسيا، وما ابعد من ذلك، مكانة وموقع روسيا في ادارة شؤون العالم. وكما قال مستشار الرئيس كارتر السابق للأمن القومي الأميركي زبيغينو برجينسكي: «ان روسيا من دون أوكرانيا تكف أن تكون امبراطورية» ولكنها «تصبح امبراطورية اوتوماتيكياً مع وجود أوكرانيا تابعة، ثم تابعة».
من المفارقات في هذه الأزمة، انه في عام 1991، لم يتردد الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين من الاعتماد على الانفصاليين الأوكرانيين للتخلص من غورباتشوف والاتحاد السوفياتي في آن معاً. أما مع الرئيس الحالي فلاديمير بوتين، تبدو الأمور معكوسة. فهو يعلم جيداً ان الغالبية الساحقة من الروس يحنون بقوة الى المرحلة التي كانت فيها روسيا قوة عظمى، سواء أكانت قيصرية أم بلشفية. وكانتوكفيل قد تنبأ في زمانه، أنها ستتقاسم النفوذ والسيطرة على العالم مع الولايات المتحدة الأميركية. بيد أن الرئيس بوتين الطامح بتعزيز سلطته الأتوقراطية في روسيا، والذي قدم تنازلات للولايات المتحدة الاميركية خلال السنوات الماضية – إذ أصبحت القواعد الاميركية موجودة على حدود روسيا، كما ان دول اوروبا الشرقية التي كانت خاضعة للهيمنة السوفياتية إبان الحرب الباردة، دخلت في معظمها الى الاتحاد الأوروبي، واصبحت منضوية تحت لواء الحلف الأطلسي – هذا الرئيس الروسي نفسه لن ينظر بعين الرضى الى تسلم فيكتور يوتشينكو مقاليد السلطة في أوكرانيا. فروسيا الدولة الأكثر امتداداً في العالم بمساحتها القارية، والتي موانئها مجمدة ستة اشهر في السنة بسبب الجليد، ترى في خروج أوكرانيا من دائرة نفوذها استكمالاً لمسلسل إطباق الحصار عليها.
ويرى المحللون الاستراتيجيون في الغرب ان أوكرانيا دخلت مرحلة الزوابع الخطرة مع انتصار فيكتور يوتشينكو وانفجار الأزمة السياسية الأخيرة، إذ أن الدولة الأوكرانية عينها مهددة في وجودها. فهذه الأخيرة عبارة عن كيان سياسي هش، مثل العديد من الكيانات السياسية الهشة الموجودة في العالم. وبالنسبة الى العديد منها، فهو حافظ على وحدته السياسية إبان الحرب الباردة بفضل التوازن الاستراتيجي الذي كان قائماً بين الشرق والغرب. أما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، فقد استعادت حركة التاريخ دورتها، نحو الأفضل أو نحو الأسوأ. فهناك دول اوروبا الشرقية وكذلك دول البلطيق التي كانت جزءاً من المنظومة السوفياتية وجدت ضالة استقرارها السياسي من خلال نيل عضويتها في حل شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي. وهناك دولة يوغوسلافيا السابقة التي تبلقنت، وتشظتبفعل التناقضات الغربية مع بداية 1990.
وإذا كان المؤرخون وعلماء الجغرافيا يقرون بوجود أمة أوكرانية وهوية أوكرانية، إلا أن البلاد مقسمة الآن الى قسمين متوازيين تقريباً على الصعيد الديموغرافي: قسم غني يقطنه السكان من أصل روسي وموال لروسيا، وقسم آخر اقل ثراء، بسبب تدمير الزراعة في ظل النظام الشيوعي السابق، وهو غير متجانس، وموال للغرب. والحال هذه، يمكن القول ان اسمنت الهوية الذي يلحم الكيان السياسي الأوكراني هش. فهذه الهوية الرخوة تأسست خلال تاريخ اتسم بالسيطرة الأجنبية الشديدة في معظم الأحيان، البولندية – الليتوانية، الروسية، أو أيضا النمسوية – الهنغارية، وحتى العثمانية، اضافة الى الاحتلال النازي في عهد هتلر. وشهدت حدود البلاد ترسيمات عدة كما هي الحال في بولندا.
اضافة الى أزمة الهوية، فإن «الثورة البرتقالية» التي تبنت الديموقراطية الغربية، وأرادت استنباتها في التربة الأوكرانية لم تكن شروطها متوافرة كفاية في الثقافة والاقتصاد والسياسة لكي تحقق النجاح المطلوب. وفضلاً عن ذلك، يشهد المجتمع الأوكراني عملية فرز في الفكر السياسي حيال موضوع الديموقراطية، الى مدرستين عريضتين، احداهما تقرّ بحاكمية الديموقراطية، وأخرى تمنح أولويتها للردود عليها، معوّلة علىاخفاقاتها ونواقصها وعلى النتائج المترتبة على ذيولها.
وتعكس الأزمة السياسية الراهنة الانقسامات العميقة في أوكرانيا بين المناطق الشرقية الصناعية من البلاد والناطقة بالروسية، التي تفضل تطوير العلاقات التقليدية مع روسيا، والمناطق الزراعية الناطقة بالأوكرانية، وهي تفضل تطوير العلاقات مع الغرب بما في ذلك الانضمام إلى حلف شمال الأطسلي.
لا شك أن إحداث تغيير مفاجئ في السياسة الخارجية لجهة التحاق أوكرانيا بالاتحاد الأوروبي والانضمام في عضوية الحلف الأطلسي، سيقود إلى ردة فعل من جانب روسيا، وإلى اطلاق ديناميكية انفصال قد تقود الى حرب أهلية وتقسيم أوكرانيا. كما أن الاتحاد الأوروبي لا يبدو في الوقت الحاضر مستعداً جدياً لتحمل مسؤولية آفاق انضمام أوكرانيا اليه في المدى المنظور أو في المدى المتوسط. أما إدارة الرئيس بوش التي تخوض صراعاً تنافسياً مع روسيا للسيطرة على أوكرانيا، فهي تبدو حذرة، وتتهيب من الاسقاطات المدمرة لجهة فك روسيا تحالفها مع الولايات المتحدة على صعيد جبهة «الحرب على الإرهاب».
فالغرب – وفي مقدمه الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية – يريد مد نفوذه باتجاه أوكرانيا، لكن شريطة أن يتم هذا بالتوازي مع اتساع رقعةالديموقراطية في هذه المنطقة من العالم. من هنا تبدو مهمة الرئيس الأوكراني الجديد في غاية من الدقة، لأنه ثبت عبر التجربة التاريخية أن البلدان التي تعاني من أزمة الهوية – كما هي الحال في أوكرانيا – تحتاج الى حكام أوتوقراطيين أو عقلاء لصون وحدتها الوطنية. فهل يكون الرئيس فيكتور يوتشينكو حاكماً عاقلاً؟
كاتب تونسي
(المصدر:صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 7 أفريل 2007)