الحرية لسجين
العشريتين الدكتور الصادق شورو
وللصحافيين توفيق بن بريك وزهير مخلوف
ولضحايا قانون الإرهاب
لا لسجن الصحفي الفاهم بوكدوس… عريضــة
حــرية و إنـصاف:أعوان البوليس السياسي يعتدون بالعنف على المسرّح رمزي بن بلقاسم و وفد من حرية وإنصاف يؤدي له الزيارة
السبيل أونلاين:حقوقيون دوليون..على السلطات التونسية منح كمال الجندوبي جواز سفره
الصباح:حرب كلامية بين المحامين والقضاة و«بروبقندا» انتخابية وراء التصعيد
مدونة « أفكار ليلية »:حجب آخر .. تخلّف أخر .. تقهقر أخر .. على درب الحداثة والرقيّ
الصباح:ليبيا تلغي جميع الشروط لدخول المغاربيين أراضيها
حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي:دعـــــــــــــــوة
بحري العرفاوي:العقل السياسي « الجديد »من الفكرة إلى « المعلومة »!
الوطن:المثقف والحزب السّياسي .. أيّة علاقة؟
الوطن:جدال السّياسي والثقافي بين براغماتية السّياسي وبراديغمات الثّقافي!!
عبد اللطيف محمد منتصر:حول الحرية والتحرر منظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان
بسام بونني:مستقلّ غير مستقيل
عبدالحميد العدّاسي:عبّاد بلا أخلاق
صبري ابراهم:الفايس بوك والطهارة الكبرى
الوطن: »الموساد » في تونس: من تهريب اليهود إلى الاغتيالات وترويج المخدّرات و البضائع الملوّثة
موقع التونسية:تسميات أنهج في -جبل الجلود-: من -جبل أم الفرطاس- إلى جبل أم الخربوقة-
الشاذلي القليبي:العمل العربي المشترك في حاجة إلى ثورة ثقافيّة 2-2
القدس العربي:رأي القدس:القذافي واصدقاؤه الاعداء
« سويس إنفو »:دانييل شترايخ، مسلمٌ سويسري.. لكن لا علاقة له بحملة حظر المآذن
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس ديسمبر 2009
https://www.tunisnews.net/01fevrier10a.htm
لا لسجن الصحفي الفاهم بوكدوس… عريضــة
تونس في 6 فيفري2010
نحن الممضيين أسفله نؤكد تضامننا المطلق مع الصحفي الفاهم بوكدوس المهدد بالدخول إلى السجن، كما نعتبر التهم الموجهة له والتي سيمثل على أساسها يوم 23 فيفري الجاري أمام محكمة الإستئنـــاف بقفصة – بعد أن قضت المحكمة الابتدائية بسجنه لمدة أربعة سنوات مع النفاذ – تهما تستهدف العمل الصحفي المستقل، وعقابا له على الدور الذي قام به في إطار تغطيته لأحداث الحوض المنجمي خلال النصف الأول من سنة 2008 لفائدة قناة الحوار التونسي. كما نجدد تأكيدنا رفض سجن الصحافيين على خلفية نشاطهم الإعلامي. للإمضاء على العريضة يرجى إرسال الاسم والصفة على العنوان التالي :
soutien.boukaddous@gmail.com
الاسم الصفة الإمضاء
— Cordialement, Moez Elbey +216 26 235 238
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 21 صفر 1431 الموافق ل 06 فيفري 2010
أعوان البوليس السياسي يعتدون بالعنف على المسرّح رمزي بن بلقاسم ووفد من حرية وإنصاف يؤدي له الزيارة
يتعرض المسرّح رمزي بن العيادي بن علي بلقاسم إلى اضطهاد مستمر من قبل أعوان البوليس السياسي وصل حد تقييده بالأغلال والاعتداء عليه بالعنف الشديد وذلك في مناسبتين، الأولى عندما حضر صباح يوم الجمعة 5 فيفري 2010 بمركز شرطة قمّرت للإمضاء (وهو ما يقوم به يوميا في إطار المراقبة الإدارية)، إذ طالبه عون البوليس السياسي المدعو »لطفي » القيام بتعمير بطاقة الإرشادات، فاعتذر للعون بكل لطف، إلا أن العون انهال عليه سبا وشتما وضربا. وبعد التحاقه بمقر عمله بإحدى شركات صنع »الموبيليا »، وعلى الساعة الواحدة بعد الظهر حضرت مجموعة من أعوان البوليس السياسي وقاموا باعتقاله وتقييده بالأغلال مع السب والشتم وهددوا مشغله بغلق شركته في حالة عدم طرده، واقتادوه إلى منطقة الشرطة بالمرسى أين واصلوا الاعتداء عليه بالسب والضرب لكما وركلا، وهددوه بإعادته إلى السجن، ولم يطلق سراحه إلا في المساء. علما بأن سجين الرأي السابق رمزي بلقاسم كان اعتقل بتاريخ 28/10/2006 ولم يطلق سراحه إلا بتاريخ 28/10/2008 بعد قضاء المدة المحكوم بها عليه (سنتان سجنا)، وهو الآن يخضع للمراقبة الإدارية كعقوبة تكميلية لمدة خمس سنوات. وقد زاره مساء اليوم السبت 6 فيفري 2010 بمقر سكناه بحي قمرت القرية وفد من منظمة حرية وإنصاف يتكون من السيدة جميلة عياد عضو المكتب التنفيذي والأستاذة إيمان الطريقي والصحفي محمد الحمروني للاطمئنان على صحته ولمعاينة الأضرار التي لحقت به نتيجة التعذيب، حيث أخبرهم بأنه استخرج شهادة طبية وهو ينوي التقدم بشكاية لوكالة الجمهورية لملاحقة المعتدين قضائيا. وحرية وإنصاف: 1) تدين بشدة اضطهاد أعوان البوليس السياسي لسجين الرأي السابق رمزي بن بلقاسم وتدعو إلى فتح تحقيق في الاعتداء الذي تعرض له ومحاكمة المعتدين الثابت ارتكابهم لجريمة التعذيب والإفراط في السلطة. 2) تطالب المنظمات الحقوقية داخل تونس وخارجها إلى التدخل لرفع هذه المظلمة المسلطة على سجين الرأي السابق رمزي بن بلقاسم وعلى كل المسرحين من السجن الذين يعانون من تطبيق سيء لمقصلة المراقبة الإدارية. 3) تدعو السلطة إلى وضع حد لهذا »الإرهاب » الممارس ضد شريحة مستضعفة من الشعب التونسي، واتخاذ الإجراءات اللازمة ضد مرتكبيه. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
حقوقيون دوليون..على السلطات التونسية منح كمال الجندوبي جواز سفره
السبيل أونلاين – تونس – خاص قالت منظمات حقوقية أن السلطات التونسية ترفض منذ العام 2000 ، إصدار جواز سفر الناشط الحقوقي كمال الجندوبي ، الذي لم يتمكن من العودة إلى تونس لحضور جنازة والدة سنة 2004 . و الجندوبي رئيس سابق لـ « فدرالية التونسيين مواطني الضفّتين » ، و مؤسس منظمة « إحترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس » ، وهو حاليا رئيس « الشبكة الأورو-متوسطية لحقوق الإنسان » . وفي بيان مشترك قالت كل من « الشبكة الأورو- متوسطية لحقوق الإنسان » ، و »اللجنة التونسية للعمل من أجل إستعادة كمال الجندوبي جواز سفره » ، و »الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان » ، و »مرصد حماية المدافعين عن حقوق الإنسان » ، و » الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان » ، و »المنظمة الدولية ضد التعذيب » ، أن كمال الجندوبي ، « يرغب اليوم أكثر من أي وقت مضى في زيارة أهله وأصدقائه في تونس » . وأشارت تلك المنظمات إلى أن العبيدي ، كان هدف حملة تشهير وتهديد بالقتل على أعمدة صحف مقرّبة من السلطة التونسية ، وهو محل ملاحقة قضائية بتهمتي « نشر أخبار زائفة » و « تشويه سمعة السلطات العامة والقضائية » ، وإعتبرت أن تلك « إتهامات لا أساس لها » . وذكّرت المنظمات الحقوقية السلطات التونسية بأن « حرية التنقل هي من الحريات الأساسية يضمنها الدستور التونسي والمعاهدات الدولية التى وقعت عليها الحكومة التونسية » ، ودعتها إلى وضع حدّ فوري للمحاكمات التعسفية ، ومنح الجندوبي جواز سفره وضمان حقه في التنقل بحرية داخل وخارج بلاده . (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 06 فيفري 2010)
حرب كلامية بين المحامين والقضاة و«بروبقندا» انتخابية وراء التصعيد
وعبر المحامون عن رفضهم الشديد واستيائهم لما ورد في بيان جمعية القضاة وما وصفوه «بالتجاوز والمس من المحامين وهياكلهم.». وقد شارك المحامون في هذا الاجتماع استجابة للدعوة التي وجهها عميد المحامين بشير الصيد»لمؤازرة» محامي جهة القصرين وقد وفرت الهيئة لهذا الغرض حافلة خاصة لنقل المحامين إليها. وبالرغم من أن الأمر لا يتعدى أن يكون»خلافا عابرا»على حد وصف بعض المحامين، فقد دعا ممثل الهيئة الوطنية للمحامين بالمحكمة الابتدائية بالقصرين وعضو الفرع الجهوي للمحامين بتونس الأستاذ الحنيفي فريضي إلى إنهاء الخلاف بين المحامين والقضاة وقال الحنيفي في رسالة له بتاريخ غرة فيفري 2010 تحصلت «الصباح» على نسخة منها «إن المحاماة هياكل ومحامين ترفض الدخول في أي نزاع مهما كان نوعه مع السادة القضاة» داعيا في هذا الصدد إلى إنهاء الخلافات بين السلكين بالطرق الودية أو القانونية». ووصف الأستاذ علاقة المحامين بالقضاة بمثابة»الغصنين الأساسيين لشجرة العدل ولا يمكن لأحدهما الاستغناء عن الأخر لا قانونا ولا واقعا». وبالرغم من إقرار بعض المحامين بأن الإشكال كان يمكن حصره في إطار ضيق إلا أن البعض الآخر ولغايات انتخابية قرروا التصعيد في «الحرب الكلامية» التي لا طائل منها إلا غايات «سياسوية» بالأساس في الوقت الذي كان لا بد من الالتفاف أكثر حول القضايا الرئيسية للقطاع وقد وصف الاستاذ محمد بكار الأمر قائلا «إن مسؤولي الهياكل لا هم لهم سوى التشبث بالكراسي». الهياكل على الخط اثر التحول المفاجئ في «الخصومة» الواقعة بين المحامين ورئيس فرع المحكمة العقارية بالقصرين ابلغ السيد رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس المحامين بجهة القصرين عن إجراء لقاء لمناقشة مسائل تخص «الاعتداء» وبالرغم من كون الدعوة كان مصدرها رئيس الفرع فوجئ المحامون بحضور العميد السيد بشير الصيد الذي أعلن عن مقاطعة المحكمة العقارية لمدة 15 يوما ووعد بأنه سيتحصل على حل مشرف للمحامين وهو ما لم يحصل رغم مرور الآجال المتفق عليها. وأمام هذه الوضعية أكد الأستاذ فريضي أن المحامين لاموا الهياكل على عدم الحصول على اي نتيجة وعلى عدم إعلام بقية المحامين بالمستجدات. من كان الأسرع؟ بعد اللوم الذي عبر عنه المحامون بجهة القصرين أعلن رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس عن اجتماع إخباري يوم 21 جانفي كان مقررا أن يخصص لموضوع القصرين ولكن العميد بشير الصيد اعلن بصورة مفاجئة عن جلسة إخبارية لنفس الموضوع ولكن بتاريخ 18جانفي أي قبل ثلاثة أيام من اجتماع هيئة الفرع بالمحامين، غير أن الاجتماع المحدد لم يحصل لا في التاريخ الأول ولا في التاريخ الثاني بل تم تحديد موعد أخر وعينت الجلسة يوم 21 جانفي. وتم الإعلان عن جملة من القرارات منها ما يتعلق بمقاطعة المحكمة العقارية ووقفة احتجاجية وإضراب لمدة ساعة يوم 9 فيفري هذا بالإضافة إلى تقديم شكوى أمام المجلس الأعلى للقضاء. خليل الحناشي
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 06 فيفري 2010)
حجب آخر .. تخلّف أخر .. تقهقر أخر .. على درب الحداثة والرقيّ
يتواصل المسلسل المقرف و المتخلّف و الماسط متاع حجب المدونات على اساس آلأراء السياسية المختلفة متاع اصحابها تقريبا في ظرف شهر من زمان ، انا شخصيا شهدت حجب خمسة مدونات جاكييز (إثر نشرو لرسالة سهام بن سدرين) سفيان الشورابي ، ارابيكا ، منجي الخضراوي إثر نشرو لأحد مقالات الراحل محمد قلبي و توّة مازلت كي اكتشفت حجب مدونة « افكار ليلية »ـ بكل ما يعني ذلك من استغباء و استبلاه للناس ، و كانّ مجرّد حجب مدوّنه كافي لاسكات صوت صاحبها ، و الا إثناؤو على التفكير بطريقتو هاذيكه ، و الا ، و حتى على مستوى تقني ، كافي لمنع الناس من الدخول ليها نحبّ بالمناسبة نتوجّه بسؤال (للاسف لا فائدة ترجى من الاجابة عليه ) سؤال لمحترفي الكذب على الذّقون ، و اللي بكلّ برود (فريجيديتي)إزاء ما يحدث للمدونات الجادة و المختلفة ، ما يخجلوش من انّهم يتشدّقو علينا بالدروس في الديمقراطية هنيئا لكم تبوّؤكم مكانة ريادية في هذا المجال : مجال إلجام و تكميم الافواه على درب الحداثة … و الرّقي
المصدر: مدونة « ميادين » 5 فيفري 2010
عمار قالك ماعادش يحب أفكار ليلية.. يحب على افكار في القايلة
مدونة « أفكار ليلية » متاع خونا و صديقنا طارق الكحلاوي تعرضت اليوم للحجب بعد اكثر من الـ3 سنوات من التدوين المتواصل في المواضيع الهامة و الحساسة . مقصّ الرقابة في تونس ولات عندو دلالات اخرى و تجاوز كونه شكل من اشكال القمع و الحد من حرية التعبير بقدر ماهو وسام للمدوّن و شهادة من الرقيب نفسه في قيمة المدونة و اهمية المواضيع المطروحة فيها. مبروك للصديق طارق و مرحبا به مجددا في نادي المدونات المحجوبة المصدر: مدونة « غدوة نحرق » 5 فيفري
http://demain-je-brule.blogspot.com/2010/02/blog-post_05.html ……………………………………………………………………………… مدونة من أجل عمار نظراً للنشاط والحيوانية متع الأخ الكريم عمار ، والنسبة متع التدوينات المكتوبة خصيصاً ليه ، قررت باش نبدل أسم المدونة إلى » يوميات عمار » ، هكاكة نكون متهني أني كل يوم باش نكتب على الأقل تدوينة تخص تحركاتو منجمش نشد روحي الله غالب يا عمار يا بهيم
المصدر: مدونة « عالحيط » 5 فيفري
http://3al-7it.blogspot.com/2010/02/blog-post_05.html ……………………………………………………………. لا لسجن الطلبة البوست هذا الي موضوعو الطلبة الي تشدو على خلفية نشاطهم السياسي يتزامن مع حجب مدونة صديقنا طارق مدونة افكار ليلة الي الواضح انو عمار ذاق ذرعا بالافكار الليلة و معاتش عندو وسع بال وهذا موش مستغرب من ناس تؤمن بالحلول الجذرية و رافضة فتح اي باب للحوار مهما كان شكلو الحاصل نغلقو القوس و هات نفركو رومانة هالطلبة الي انا في بالي كيما اي انسان يتمتع بمينيموم متع انسانية انو المكان الطبيعي متع طالب هو المدارج المغطاة موش متع التيرنات و انما الجامعة وانو تواجدهم في غرفة التحقيق و السجون هو نقطة سوداء في تاريخنا كتونسين و خاصة انو التواجد متاعهم في بوفردة مردّو نشاطهم السياسي يعني هاذي مهاش ناس تحوص بطرة و الا تبيع في الخمر خلسة في المبيت الجامعي و انما ناس تلمت باش طالب بحقها في السكن الجامعي تلقى روحها في السكن السجني يارسول الله ؟ موش معقول انو عام سنا يكون عام عالمي متع شباب و في الحبوسات متاعنا عنا طلبة ياخي مهمش شباب هاذم الواضح انو الحلول الجذرية و لات سياسة فيكس و لا تراجع عنها في وجه كل من تسولو نفسو يحاول يحل فمو وينتقد بون بالنسبة ليا كمدون نعلن تضامني اللامشروط مع طلبة مهما كانت توجهاتهم نشا الله حتى يتبعو في ربطة كلافز مدام تحركاتهم سلمية و السلام
المصدر: مدونة « موطني » 5 فيفري
http://unsimplemec.blogspot.com/2010/02/blog-post_05.html …………………………………………………………………….. بهيم… و تسكر جلغتك الحمار عمّار 404 الحمار، حيوان مستأنس من الجنس الذي ينتمي إليه الحصان، يعيش أيضا بصورة برية في صحارى أفريقيا وآسيا وبراريها. الحمار من العائلة الخيلية، رتبة: فردية الحافر، من شعيبة: الثدييات، من شعبة: الجليات التابعة للمملكة الحيوانية من الكائنات الحية. هو الرفيق الدائم للإنسان، حامل المشقة، والمسأنس منه مع تنوع عائلته، مايزال في دوره القديم، رغم أن قريبه الأوناغر البريّ مهدد المصدر
http://ar.wikipedia.org/wiki/حمار مقواك , هاو طلع عندك أصلّ , و أنا نقول عليك برشا حوايج خايبة أما كلّ مرة تزيد ترسخ عندي فكرة كونك حمار و طاستك فارغة يا عمار , مع اعتذاري لكل من أسمه عمار و خاطيه الشيّ موهر عميراتو , أما تقعد ديما عاجز عن كتابة مقال واحد في مستوى أفكار ليلية , يا متخلف عفّ علينا من تخلفك ماكثر ربي كان من الشلايك سيّب طارق يا حيوان
المصدر: مدونة « هذا أنا » 5 فيفري http://hadaa-ana.blogspot.com/2010/02/blog-post_05.html …………………………………………….. la blogosphere agonise الكونتور متاع تسكير البلوغات قاعد يخدم على روحو ..من ارابيكا لشورابي و اخيرا لطارق الكحلاوي ..سياسة الصنصرة قاعدة تقتل فينا كل يوم …و تحجبلنا في ادمغة ما تعرفش القفة و ضربان البندير.. .العباد ممنوعة من التحدث بحرية و من التحليل الموضوعي للواقع الراهن ..مدونة طارق الكحلاوي من اجمل ما كسبت يمين البلوغسفير التونسية ..تحجب لا لشي خاتر كانت مثال للالتزام و الدفاع عن الحق النقابي متاع عباد يعلم بهم كان ربي في الزنزانات ..الله لا ترحملك عظم يا عمّار …ما تعرفش قيمة الافكار متع الادمغة متاعنا …ما تعرف كان الخطابات التمجيدية اللي ما عندها حتى قيمة …صبرا جميلا يادكتور..الكلنا معاك
المصدر: مدونة « مفعوص ولد القمرة » 5 فيفري
http://wa7ed-maf3ouss.blogspot.com/2010/02/la-blogosphere-agonise.html …………………………………………….. يمشي و يجي كان ثمّة شكون مازّال عندو الجهد و وسع البال و القابليّة للتّمرميد و برشا تفاؤل باش يخنتب يكمّل يخنتب أنا الأيّامات و من بعّد مديدة ماغير حاسوب / حلوّة حاسوب هاذي/ طارت النّفحة و إكتشفت إلّي الدّنيا ماغير تخنتيب و ما غير فايسبوك ماهيش دونيّة حتّى واحد يقول كان يزيد ينحّي التّاليفون و يرتاح مالجّوجمة. حبّيت نقول كليمتين ماغير مقدّمات و ماغير تنظيم جوست هكّاكة حاجات جاو في مخّي و أنا في الخلا مابين الغابة و المتجمّد الشّمالي هاذي وقتها أوّل مرّة قرّاوهالي درت للّي بحذايا قتلو ديما يقرّيو فينا في حاجات ما تصلح لا للدّنيا لا للدّين شكون المهبول إلّي باش يمشي غادي؟/ هذا في فترة كانت أبعد بلاصة موجودة في مخّي تستحق تمشيلها هي ماناج محمد الخامس/ برّا يا زمان و إيجا يا زمان هاني غادي. عاد ماغير حتّى ربط و لا نظام : علاش كي يبدى في يدّك فرد النّاس الكل تبدى متربّية ما ثمّاش حاجات مستحيلة ثمّة كان حاجات غالية يا فقراء الجيل المولود في السبعينات في تونس إستنبط مفهوم جديد إنّجّمو نصدّروه للعالم الكل في الظروف المتأزّمة هاذي و هو مفهوم الماعنباليزم مثلا تجي تشوف تلقى المنظومة الأخلاقيّة متاع الجيل هذا فلكسيبل ياسر و تحترم كان مصالحو الشّخصيّة الضّيّقة و الضّيّقة جدّا برشا عالإخّر الوطنيّة متاعو شبه منعدمة إلّا في حالة وجود منافع مرتقبة ، المبادئ متاعو تتلخّص في يلزمني تلفزة بلازما في بيت الصّالة و ما نحبّش نتمرمد في الكيران و البرنامج متاعو يتمثّل في تي نورمال تو تسلك . شبيها المنڤالة كي تبدا هابطة في النص ساعة لولة مثلا مالتّسعة للتّسعة و نص تبدا تجري لف لف و كي تبدا طالعة مالتسعة و نص للعشرة ما توصل كان بالسّيف أنا إنّجّم نقرا البلوغ متاع طارق من غير بروكسي يا زواولة البلوغ متاع طارق من أوّل البلوغات إلّي قريتها و قليل قليل في حياتي باش لقيت واحد أنا و إيّاه ما نخمّموش كيف كيف جملة وحدة وهذاكة علاش ديما نقرالو و باش نقعد نقرالو و بما أنّو عمّار ما عندو ما ينجّم يعمل في الحالة هاذي فإنّي شاهي نغنّيلو غناية متاع ستاد طلعها جيل الماعنباليزم و نغنّيها كان إل عمّار على خاطرها ما هيش محترمة و فيها ياسر ماتشيزم و فيها كلمتين/هذاكة علاش تعبّر برشا على إيديولوجيّة الماعنباليزم/ و هي تبدا ب جيبلو و توفى بوحدة مالعايلة و كان باش يقول عمّار إلّي ممنوع باش نحكي هكّة نعاود نقلّو جيبلو…. و كان يقول ياسر قلة تربية نعاود نقلّو جيبلو …. وكان باش يقول مستواك ياسر طايح فإنّو نقلّو شكون عرفها الغناية؟؟ أحسن وسيلة باش تعدّي الوقت في الطّيّارة كي تبدا لحيتك هايجة تقوم كلّ درجين للتّواليت و إنتي عاقدها و تتفرّج في الريياكسيون متاع العباد شكونهم جنود الخفاء و كي تقول عليهم يقعد إسمهم جنود الخفاء ؟ مازّال ثمّة شكون يتفرّج في الرّاي أونو؟؟ و كان ثمّة شكون يتفرّج بالله مازّالو يعدّيو في سوتّو فوتشي ؟؟ كي تبدى مولود في بلاد تنجّم تدخل فيها للحبس و إنتي ما عملت شي علاش ما تعملش حاجات تدخّل للحبس و تنجّم تصوّر فيها شويّة فلوس بما أنّو الرّيسك موجود هكّة و إلّا هكّة على ذكر الحبس…. صحيح الحبس للرّجال أمّا المعاودة موش مليح / بدّلتها على خاطر برشا ولّى كلام خايب/ ما عاد نصدّق حتّى حد عندو فلوس و ما سرقشي وإلّا ما ورثشي مرقة البطاطا أكثر ماكلة في العالم مافيها حتّى خيال و حتّى مجهود إذا مرتك و إلّا صاحبتك طيّبتلك مرقة بطاطا أعرفها راهي بدات تفدّ منّك و مالكوجينة…يرحم من سمّاها مرقة حطّاطة هيّا يزّي و نقترح تبدّلو الإسم من بلوغوسفار تردّوه حي التّضامن
المصدر: مدونة « الدوعاجي » 5 فيفري
http://eddou3aji.blogspot.com/2010/02/blog-post.html …………………………………………………….. قلق… و أفكار ليليّة فقط كليمتين لعموم المدونين.. و القراء زادة على اثر حجب مدونة أفكار ليلية لصاحبها الدكتور طارق الكحلاوي… يسرني (و يشرفني زادة) إعلامكم أنو تمت إضافة طارق للتدوين في مدونتي الثانية « قلق… و حاجات اخرى » على الرابط التالي. إضافة أو انتقال نتمنى أنهم يكونوا وقتيين… كيف ما نتمنى زادة أنو مدونتي ترجعلي في أسرع وقت… و يرجع طارق لمدونتو… و كل واحد يشد دارو. و نرتاحوا م الخنار متاع الصنصرة هذا… ما يخرجش علينا في بلاد كيف تونس و مازلنا نقاسيوا في حاجات كيف ما هذي هذا سيستام جديد يا عمار… و ما كثّر ربّي كان الديار، غير مضّي مقصك برك… هههههه مرحبي بيك طارق… الدار دارك.
http://thedailynetpost.blogspot.com/2010/02/blog-post.html ……………………………………………………………………….. المدونات تصل الجميع والامكانيات تتطور كل يوم افكار ليلية، مدونة طارق الكحلاوي، مدونة ممتازة تستحق المطالعة والقراءة ويمكن ان يكون الفرد مختلف مع طارق في هذا الموضوع او ذاك، كما يمكن ان يختلف طارق في الرأي مع هذا او ذاك، ولكن حجبها خسارة، بالطبيعة خسارة للناس الي تقرا وتهتم بالقراءة، وحجبها هو عمل متخلف مكانو الطبيعي في بداية القرن العشرين على اكثر تقدير… بالرغم الي احنا نرفعو في تحديات كبيرة، اما ما زلنا بعاد شوية، حتى على التحديات الصغيرة، بعاد على التحديات توكور
المصدر: مدونة « مطرقة » 5 فيفري http://martodefer.blogspot.com/2010/02/blog-post_05.html ………………………………………………………………….. عمَار مايحبَش الأفكار والمفكرين خاصة اللي يدونوا أفكارهم الليليَة واللَه مانيش مصدَق اللي مدونة طارق الكحلاوي تصنصرت خاطر نسيت اللي عمار مقص ما عندوش لوجيك يمشي بيها في ميدان التصنصير و ممكن كي فطن اللي الموضوع فيه تفكير و كلام صعيب شوية قال مانخوش الريسك و اللي خاف نجي يعني صنصر طوَا و لوَج عي سبب من بعد الحاصل مرحبا بطارق في نادي المصنصرين و انشالله العمليَة الارهابية متاع عمار تزيد تشجعك بش تزيد تنورنا بافكارك اكثر من قبل و مدونتي مفتوحة طالما عمار موش رادد بالو والله الواحد يحشم علي روحو كيعرف انو استاذ يكتب في صحف اجنبية و يقري في الاجانب في تاريخ الفن يتم صنصرته في بلاده لأنو تجرَء و فكَر…
المصدر: مدونة « سمسوم » 6 فيفري http://samsoum-blog.blogspot.com/2010/02/blog-post.html
يا اللي تحب تتحاور مع الشباب، هاي اخبارو الشباب
م الاول حبيت نعمل عدة تدوينات، كل وحدة ليها موضوعها. التضامن مع الطلبة (ولو بعد خمسة فيفري، خاطر التضامن ديما)، و حجب مدونة ســـــــــي طارق الكحلاوي (و هاذي سي بالحق متع قدر مش التّى اريد بها التمقصيص على عباد اخرى ياخي غلّطتهم بالفارغ و نفختهم كي شكارة النخّالة). لكن خ نفرّغ الشكارة بكلها. ١. اعبر عن ذهولي الشديد لحجب مدونة سي طارق. مدونة ذات قيمة كبيرة، تدويناتو الكل من نوع جوّ جوّ، de haute volee . فيها مواقف متوازنة و تُعنى كما يليق باكاديمي محترم، بطرح الاسئلة و تحريك السواكن على عكس مدونات اخرى طُفيّلية تعنى باعطاء دروس و مواعظ من نوع قصّ و لصق ولاّ هاذا الطرح الوحيد و ليس بالامكان افضل ممّا كان و تبعونا تربحو خدمة ولاّ حتّى بونوات متع فطور. و يشرّفني ضم صوتي للبرباش و انتيكور و ياسمين، و ارسال دعوة ليه و لبقية المدونين المحجوبين بش يكونو من المشرفين على ها المدونة و يكتبو فيها، و ان كانت دونهم مقاما. كثير منهم اختلف معهم في الآراء و التوجّهات، لكن الشي الاكيد انّى استنكر و بشدّة حجبهم. مستعملي الانترنات في تونس ماهمش رضّع و لاّ محجور عليهم بش يحتاجو لشكون يوريهم الثنية و اش يصلح بيهم و اش ما يصلحش. يزينا من عهد ددّاش كبر و عاش. راهو السياسة هاذي اكبر اعتراف بفشل ذريع في تحقيق التطور الاجتماعي. اش معناها بعد واش و عشرين سنة من التغيرات الثورية و الاصلاحات الجذرية، و لازلتم ترون ان التوانسة عديمي اهليّة؟ هاذا الكل هوما غير قابلين للتطور و للتنوّر؟ ولاّ انتوما فشلتو في النهضة البشرية؟ ولاّ بالعكس هوما امخاخهم محلولة اكثر ممّا يساعد؟؟؟ ٢. التضامن المطلق و غير المشروط مع الطلبة المسجونين لانّهم طالبو بحق اساسي و بديهي من حقوق البشر. كنت بش نكتب ع الموضوع بشوية سخرية كي العادة ياخي لقيت طعم الملح و المرارة هوا اللي غالب. المشكلة هاذي فيها فرعين . فيها « معضلة » السكن و فيها الرد العنيف بالسجن و بعقوبات قاسية على الطلبة. باااهي، هات نفركوها الرمانة. بالنسبة لحكاية السكن في حد ذاتها، و تكلفتها العالية بالنسبة للدولة و اللي ها المبيتات بش تنقبلها الميزانية، يظهرلي الحلول واضحة و ساهلة. يا امّا تطبق بكل صرامة سياسة اللامركزية و كل طالب يطالب بالسكن، مجبر بش يقعد في اقرب جامعة تابعة للمنطقة الجغرافية اللي هو اصيلها. اللهم طلب اختصاص مش موجود و الا تنازل على حقو في السكن. تنجمو زادة يا سيدي بن سيدي تقتصدو من المصاريف الزايدة. نقصولنا من الحملات الانتخابية و اكا الدرابوات و السبوتات في التلفزة و الكسكروت بوبلاش في القرية الانتخابية و اكا الفليسات خصصوها للمبيتات اتوا تشوفو كيفاه العباد وحدها وحدها في الشارع متحزمة بالفولارات الموف و تهتف بحياتكم. يا سيدي لواه؟ برّا العشرة ملاين تونسي متبرعين بنهار ولاّ اثنين من بثّ التلفزة الوطنية (و لو هاذي خدمة تخدمونا فيها نقعدو ندعيولكم بطول العمر). سكّرو علينا البث و نقصو من الضو و م الموارد البشرية و استثمرو فلوس المواطنين في تسكين ولادهم، مش في الاقامة في السجون. عجزتو و عجزتو؟؟ برا سيدي بيعو شوية من ملك الدولة بالدينار الرمزي للعباد اللي تحب تستثمر في ها النوع م السكن. ع الاقل ما فماش ريسك بش يشريوها باخ تف و يجيبو طلبة م الهند بش يسكنو غادي. توا نجيو للعقوبات القاسية اللي اتفرضت علي ها العباد. بالله اقصى ما عملو شنوة؟؟ راهم تربّعو في القاعة و بداو يغنيو « اناديكم »، ياخي هبطولهم الجماعة الطيّبة كي القضاء المستعجل. يا ناس راهي ماهيش ردة فعل متناسبة مع الفعل. عام حبس؟؟؟ ليه؟؟؟ شديتوهم بامّاس في يديهم؟ يستهلكو في المواد المخدرة؟؟ فعل فاضح في الطريق العام؟؟؟ التصعيد اللي صاير ها النهارين مع الطلبة و مع غيرهم من الشرايح، ماهوش حلّ. ممكن ظرفيا تنجم تخلي العباد تدخل ببوشتها و تبعد ع المشاكل، لكن هاذا مش مناخ viable تحبو تتحاورو مع الشباب؟؟ يا سيدي الشباب يسلّم عليكم و يقلكم حلّ مشاكلنا مش اكا الارديناتور برتابل اللي تربحو كي تبعث اس ام اس… كي تبات في الشارع ما عندك وين تشرجيه.
المصدر: مدونة « بنت عايلة » 6 فيفري http://bent-3ayla.blogspot.com/2010/02/blog-post.html ………………………………… أفكارنا اللّيليّة !!!لم تسعك عقولهم الضيّقة ؛نفتح لك وفي وجوههم قلوبنا ومدوّناتنا فضائي المتواضع على ذمّتك مرحبا بيك وبأفكارك اللّيليّة ياعمّار برّى أشرب ماءالبحر المصدر: مدونة « مغرمة » 6 فيفري
http://fatounar.blogspot.com/2010/02/blog-post_06.html
(المصدر: مدونة « أفكار ليلية » لطارق الكحلاوي بتاريخ 6 فيفري 2010)
ليبيا تلغي جميع الشروط لدخول المغاربيين أراضيها
وكانت ليبيا فاجأت رعايا المغرب العربي ومصرمنذ أيام باجراءات تضيّق من السفر الى أراضيها.حيث قررت وقف قبول الجنسيات المذكورة بشرط حصول الراغب في الدخول الى التراب الليبي على عقد عمل ساري المفعول في ليبيا اوان يكون حاصلا على دعوة زيارة معتمدة من المكتب الشعبي الليبي في الخارج او ان يكون مقيما بصفة قانونية في ليبيا.لكن هذا الاجراء تم الغاءه في ظرف 24 ساعة بالنسبة للتونسيين. وقبل ذلك،عمدت السلطات الليبية الى فرض اجراءات تضييقية اخرى على السفر نحو اراضيها جوا وبحرا وبرا. واشترطت توفر ألف دولار على الاقل لدى كل من يرغب في الدخول التراب الليبي.كما فرضت على السواح التونسيين والجزائريين الذين يرغبون في العبور إلى التراب اللّيبي بسياراتهم دفع أداء قيمته 150 دينارا ليبيا (160 دينارا تونسيا). وهو ما أثر سلبا على حركة المسافرين التونسيين نحو ليبيا. كما فرضت ليبيا على السواح الجزائريين العام الماضي رسوما قيمتها ألف أورو للسماح لهم بالدخول إلى أراضيها، لكن العقيد معمر القذافي أبطل بعد أشهر قليلة مفعول هذا القرار. ويبدو أن ليبيا اقتنعت قبل ايام قليلة (17 فيفري) من الاحتفال بالذكرى 21 لانبعاث اتحاد المغرب العربي بضرورة لم شمل هذا الهيكل وضرورة دعم علاقات الجوار بين دوله الخمس التي تجمعهم اتفاقيات تعاون وشراكة ومبادلات تجارية وخدماتية هامة.لذلك تقرر مراجعة جملة هذه الاجراءات من أجل الدفع محو تكتل اقليمي مغاربي يكون قادرا على مجابهة بقية التكتلات الاقليمية سواء منها الاوروبية او الاسياوية او الامريكية أو حتى العربية-الخليجية. ومن المقرر أن تحتضن ليبيا يومي 27 و28 مارس المقبل القمة العربية. سفيان رجب
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 06 فيفري 2010)
حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي دعـــــــــــــــوة
في إطار نشاط المنتدى الشبابي وتفعيلا للمبادرة الوطنية للحزب حول مطالبة فرنسا بالاعتذار عن جرائم حقبة استعمارها لبلادنا ينظم الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ندوة تحت عنوان: في الذاكرة الوطنية: قضايا وتساؤلات تنعقد الندوة في المقر المركزي للحزب 80 شارع الهادي شاكر يوم السبت 13 فيفري على الساعة الثالثة ظهرا والدعوة مفتوحة للجميع. عبد الكريم عمر عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام
العقل السياسي « الجديد » من الفكرة إلى « المعلومة »!
1: السياسة في الماء العكر! السياسة هي أرقى فنون الرسم « الجيوسوسيولوجي » حين يبدع سياسيّ في نسج توازنات حزبية وعقدية واقتصادية وفكرية في مجتمع يتسع لمكونات شتى ومذاهب عدة وأحداث جمة، وحين يُوفق في منع تلك المكونات المختلفة والمتناقضة أحيانا من أن تكون عامل تصدّع وتآكل سري أو علني وحين يحسن قراءة الجغرافيا المحيطة بتعقيداتها وامتداداتها وتبدلاتها ومواطنها الصلبة والرخوة. السياسة فن مواءمة الإحتمالات الصائبة يتلقفها العقل السياسي المبدع المجهز ببصيرة متشوفة وهي أيضا فن التوقي من المنغصات كبيرها وصغيرها. بهذا المعنى يُنتظر اشتغال العقل السياسي بالأفكار والنظريات والبرامج الإقتصادية والثقافية والإجتماعية يقارن ويوازن ويفاضل ويعدل ويؤلف لا يكف عن التفكير ولا يُقصي اقتراحا ولا يستغني عن رؤية ولا يطمئن إلى فكرة دائمة. حين أصيب العقل بلوثات عدة انحرف مفهوم السياسة ليُختزل في معنى « الحكم » وليصبح حكرا على الحكام يتهمون من خالفهم بالتآمر و »الصيد في الماء العكر »… الحاكم في الدول المتخلفة يحرص على استبعاد العقلاء من عالم السياسة ويجند بدلا عنهم ضعاف الأنفس من محدودي المعارف ومن عديمي الشجاعة لا يُشيرون ولا ينصحون ولا يتورعُون عن تقديم شهادات الزور دائما وعن المشاركة في مشاريع تصفية النخب والمثقفين ومُبدعي السياسة. تلك بداياتُ فوضى السياسة حين يتكلم الأميون والمهووسون والجشعون والخوافون وكثير من الحمقى في أرقى الفنون وأعقدها على الإطلاق يتملكك حزن وضحك وانفعال وأنت تسمع ـ رغما عنك ـ أميّا أنيقا وغير متوازن يتوسط مجلس نفر من العامة المتعلمة يشقشقُ مفرداتٍ ذات إحالات حداثية لا يفقهها ولا دليل على أنه يقصدها أو يُبشر بها… ينظر الحاضرون إليه مدهوشين مستهوشين كما لو أنهم قبالة مترجم للغات الطير… يعتذر لمن يطلبه على الخط الآخر: إنه في اجتماع سياسي! 2: السياسة الخائفة حين أصبح العالم تحت رقابة أمنية بسبب ما صنعه من « خوف » لم تعد السياسة تعني فن تصريف شؤون الناس إنما صارت تعني القدرة على ضبط المجتمعات وعلى إحصاء الناس وتصنيفهم وتصفيفهم كما المُعلبات جاهزة للتصدير وللخزن! لم يعد مطلوبا معرفة مناهج الناس في التفكير ومراجعهم العقدية وميولاتهم السياسية إنما أصبح المطلوب معرفة تفاصيل حياتهم وأسرارهم وعُقدهم النفسية وعلاقاتهم وخصوماتهم وصداقاتهم وأزماتهم ونقاط ضعفهم ومداخل السيطرة عليهم… ومثلُ تلك المهام يُجند إليها حشدٌ من « المتطوعين » من مختلف الأعمار والمستويات والوظائف! وتلك سياسة ُ »المعلومة » وأولائك سياسيون جُدُدٌ! يُجندُ الشقيق لمراقبة شقيقه والجار ضد جاره والزوجة ضد زوجها وكذا شركاء الشغل وجلساء المقاهي ونزلاء النزل ولاعبو الورق والجالسون على الرصيف يرقبون الذاهبين والراجعين … تلك الأساليب مقطعة للوشائج الإجتماعية وصلات الرحم وحسن الجوار ومعنى المدنية . حين يفقد الناس الأمان في أقرب العباد إليهم تصيب الجميع حالة ارتياب دائمة فيغوصون في ذواتهم يُبدون ما لا يُبطنون، يتبسمون وهم غاضبون أو محبطون ويكفون عن التعبير وعن النقد والإقتراح والنصح وينخرطون في المجاملات الكاذبة وينشغلون عن السياسة وعن التفكير باللغو واللغط والهرج واللامعنى… المُجندون في « الماكينة السياسية » المعاصرة هم أشبه ما يكونون ب »القناصة » يتصيدون « المعلومة » في كل حين وفي كل مكان. لا تنطلي أسئلة هؤلاء عن ذي وعي وذكاء ، تجمعك الصدفة أو العِشرة بأحدهم تسأله بصدق عن أحواله وأحوال أهله وتحدثه في تقلبات الطقس وآفات الطبيعة وتطور الأوبئة فيتسلل بك إلى « المسكوت عنه » يُخاتلك ويُحاول إيهامك بأنه من الأنصار السريين للمعارضة وبأنه قلق ويريد الإرتحال من البلاد التي ضاقت به ـ مع إنه قد لا يكون في قائمة « الموجودين » أصلا بحيث لا ينتبه إليه مُنتبهٌ ـ تحاول عدم إحراجه فلا تكشف له عن تفطنك لمحاولاته السيئة ، فلا يفهم ولا يتوقف عن « تفتيشك » يكادُ يستحلفك أن تعطيه « مادة » يقدر على تصريفها في مستودعات « المعلومات الخاصة »!. يلحظ الصاحون ولادة مصطلحات جديدة في تناول « الأفراد » من جنس « الملف » و »الأسرار » و « المعلومات » وغيرها مما لا علاقة له بالأفكار والإيديولوجيا والمواقف والإنتماءات الحزبية والجمعوية. هذا التدني في الأداء السياسي الذي أصيبت به جل بلدان العالم قويها وضعيفها يكشف حجم » مشروع الخوف » الذي تنتجه جهات تريد السيطرة على الإرادة الحرة الكامنة في الإنسان ، تلك الإرادة هي المفشلة لرغبات اختطاف العالم وتحويله إلى سوق استهلاكية لبضائع الرأسمالية المتوحشة. تسريع الربح يقتضي تحشيد الرغبات الإلتذاذية وتثويرا دائما للغرائز، وهذا يتطلب نشاطا إشهاريا دائما وسلخا مستمرا للمرأة كأهم منبه غرائزي يلف البضاعة ويحجب ملكة التفكير فإذا بالآدميين يسفون إلى الحيوانية الحمقاء. 3 :الإبداع العلمي وسوء النوايا « العولمة » مرحلة ما بعد الرأسمالية وأخطر من الإمبريالية لكونها لا تعتمد فقط على التمدد الإقتصادي عالميا عبر مشاريع استثمارية وشركات احتكارية وإقراض ربوي ولا حتى على بسط السيطرة على مدارات المال الدولي إنما تعتمد أكثر من ذلك على نسيج استخباراتي معقد وكثيف يخترق المجتمعات في كامل مؤسساتها وخلاياها وتفاصيل عيشها… تجند أكاديميين وفنانين ورياضيين وأدباء وإعلاميين وسياسيين وتجند فوق هؤلاء تكنولوجيا حساسة ومصارف سخية! يُجندُ الإبداعُ العلمي في خدمة النوايا السيئة ! يستدرجك أحدُ « القناصة » بأسئلة دقيقة نحو « الهاوية » مُوجها نحوك جهازه المحمول متعدد الخدمات يظنك من البدو لا تنتبه لفِخاخ « المتمدنين »! تزدحم لديك مشاعر متناقضة في ذات اللحظة الطائشة: اندهاش ببراعة الإختراع وتعجّبٌ من درجة الإسفاف القيمي وسوء النوايا، لقد وقع الإنسان المعاصرُ تحت « الكوابيس » العلمية ترصده عن قرب وعن بعد لا تدري متى ولا من أي ناحية ينالُك أذى قناصٍ مجهولٍ متستر بصداقةٍ أو قرابة أو زمالة أو جوار أو حتى شراكة إيديولوجية قديمة! « العولمة » طاحونة ترحي ما صلب وما لان لا تستثني روحا أو قيما أخلاقية. لقد أصبحت الأخلاقُ نسبية تضبط بحسب المصلحة! وأصبحت المصلحة فردية تضبط بحسب الحاجة والحاجة في صهيل الغريزة يُتحكم فيها عن بُعد بجهاز إشهاري من منتجات شركة « كلب بافلوف للإستجابة الشرطية » . لا مفاجأة في ظل العولمة إذا ما انكشف أمرُ جامعي أو طبيب أو شاعر أو إعلامي أو محام أو مدرس أو عاطل ممن ظلوا يكتبون التقارير في زملائهم في المهنة وشركائهم في الهواية وأصدقائهم في الجد والهزل. لقد انتقل العالم بكل تأكيد من مشاريع « الأممية » العقدية إلى مشروع « العولمة » الاستهلاكية ومن زمن « السياسة » إلى زمن « المعلومة » ومن مهمة تصريف الشأن العام إلى مهمة « ضبط النشاط العمومي » ومن فلسفة « الأمان النفسي » إلى مؤسسة « الأمن المدني ». هذا الإنتفالُ ربما انتشى له صانعوه لِما انتهوا إليه من ارتخاء السياسة ومن تصلب رأسالمال ولكن هل سيكتشفون قريبا أنهم إذ ضيقوا مساحة « الإرادة الحرة » وإذ أشاعوا « الخوفَ » إنما ضيقوا على أنفسهم مساحة الاستلقاء على الحصاد المُشتهى وضيقوا مسافة زمن الشهوة تنغصها عليهم خارطة القلق!. بحري العرفاوي (المصدر جريدة الموقف عدد532 بتاريخ 5 فيفري 2010)
المثقف والحزب السّياسي .. أيّة علاقة؟
بقلم: عبد الفتاح كحولي لا شكّ أنّ الإنحسار الخطير لدور الأحزاب السياسية في تأطير المواطنين على الصعيد الدولي في مقابل تنامي دور الجمعيات بمختلف مجالات تدخّلها بما في ذلك الجمعيات الرياضية يستدعي استئناف النظر في واقع هذه الأحزاب وفي أسباب تراجع دورها . إن تراجع هذا الدور لا يخفي الحاجة الملحة للأحزاب خاصة في الدول النامية التي تجد نفسها في هذا الظرف التاريخي أمام تحديات عديدة تستوجب توسيع دائرة الفعل السياسي ومن الأسئلة الملحة التي تفرض نفسها خاصّة في واقع مجتمعاتنا العلاقة بين المثقف والحزب السياسي وما يمكن أن تلعبه طبيعة هذه العلاقة في تراجع دور الأحزاب أو تطويره. وممّا لا شك فيه أن المثقف ورغم التغيير الذي طرأ على ملامحه بفعل تغيّر آليات الإنتاج الثقافي وتبدّل رهاناته فإنه لا يزال مرشّحا للقيام بأدوار تاريخية في رسم مستقبل الشعوب من خلال سعيه الدائم إلى إنتاج الأفكار الكفيلة بفتح آفاق جديدة أمام تجارب الشعوب. إن واقع الأحزاب السياسية يكشف عن علاقة مأزومة بينها وبين المثقف لعلّ أبرز ملامحها إشكالية الإندماج فالمثقف يظل ينظر بالكثير من الريبة والتوجّس إلى الأحزاب السياسية ودورها في المجتمع بل إن النفر القليل من المثقفين الذي يستهويه العمل الحزبي يجد نفسه أمام أمرين إمّا المغادرة السريعة أمام واقع صعوبة الإندماج أو البقاء في وضع قلق لا يرشّحه للعب دور مهمّ في الحياة الحزبية. إن أسباب هذه الظاهرة التاريخية متعدّدة ويمكن الإشارة إلى أهمّها في الحدود التي تسمح بها هذه الورقة . 1 – الثقافة السياسية: إن التصور الأداتي للدولة باعتبارها جهازا تمكّن حيازته من فرض خيارات ومصالح محدّدة جعل مسعى الوصول إلى السلطة هو الغالب على التفكير والفعل السياسيين وهو ما ساهم في اتّساع دائرة التكتيك والعمل اليومي المباشر على حساب دائرة الإستراتيجي وقد أنتج ذلك انحسارا هائلا في مستوى الإنتاج الفكري. إذ لا تزال الكثير من الأحزاب السياسية تعيد إنتاج أفكار تقليدية مجّها التكرار وتستند إلى تقليد « الكراس » الذي هو أقرب إلى التقليد المدرسي. لقد هيمنت « السياسة السياسوية » على السياسة بمفهومها العلمي وصارت الأحزاب تلاحق اليومي في محاولة لتحقيق مكاسب ضئيلة هنا وهناك وساهم ذلك في « تعميم » فكر تبسيطي لا يرصد التغيّرات الطارئة وما توجبه من فتح لمجارٍ جديدة أمام الفكر السياسي كما ساهم في تأبيد سلوك سياسي يشتغل على هوامش المناورة وكل ملحقاتها « الشيطانية » بعيدا عن كل سلوك منتج ينمّي خبرات جديدة على صعيد الممارسة. لقد أصبحت « المناورة العمياء » غير المستندة إلى أي مرجع أخلاقي أو سياسي المرتهنة للإستحقاق الشخصي بكل تجلياته ضربا من ضروب المهارة والحذق بل « الشطارة السياسية » . إن تعميم الخطاب التبسيطي ومن ثمّ السلوك المناور قد ساهم في خلق فجوة بين المؤسسة الحزبية والمثقف فأي دور لهذا المثقف الساعي إلى إنتاج الأفكار في واقع حزبي تلك سماته؟ 2 – التكلّس التنظيمي: تعاني الكثير من الأحزاب من حالة التكلّس التنظيمي وانحسار مساحات صنع القرار إذ تكاد « الاليعارشية الحزبية » تهيمن على كلّ شيء بما لا يفتح المجال واسعا أمام تطوير آليات النقاش ومن ثمّ تنمية فكر سياسي متجدّد مواكب للمتغيّرات المتسارعة. إن هذا التكلّس التنظيمي يعدّ عائقا أمام تنمية دور متزايد للمثقف في المؤسسة الحزبية فتنشأ عن ذلك حالة من « الإغتراب » تترجم عن نفسها في إحساس هذا المثقف بعدم القدرة على القيام بدور تاريخي في الحياة الحزبية يرتبط بمؤهلاته وقدراته. لم تستطع الأحزاب السياسية بفعل » إرثها المركزي » الثقيل وبفعل عجزها عن تطوير مواردها البشرية تطوير مقاربة تنظيمية تسمح بإنتاج أدوار متزايدة لمختلف أعضائها على تعدّد قدراتهم فنشأ عن ذلك إحساس متزايد بفقدان الدّور وهذا الإحساس يبدو أكثر بروزا لدى المثقف بحكم طبيعته الميالة إلى لعب دور ما ينتج « معنى » لإنخراطه في العمل السياسي . 3 – تعالي المثقف وصعوبة الإنتاج: إذا كانت البيئة الحزبية كما وضحنا سابقا بيئة « طاردة » غير جاذبة في علاقتها بالمثقف فإن هذا المثقف يتحمّل قسطا من المسؤولية في عسر عملية الإندماج في الحياة الحزبية. إن الكثير من المثقفين يكتفون بالتأمّل المجرّد في قضايا لا علاقة لها بالأوضاع التاريخية لمجتمعاتهم وهو ما يساهم في تعميق الفجوة بينهم وبين الإنخراط في العمل العام. إن مجتمعاتنا وبحكم أوضاعها التاريخية الراهنة هي في أمسّ الحاجة إلى نمط من المثقفين يميل إلى إنتاج ما يسمّى « الفكر الوظيفي » أي ذلك الفكر الذي يرتبط بالإشكاليات الحقيقية المثارة في مجتمع محدّد لأن هذا الفكر ودون إهمال الدور الذي تلعبه الأنماط الأخرى من التفكير هو وحده الكفيل بقيادة المجتمعات نحو تجاوز مآزقها الراهنة أو تطوير تجربتها الخاصة. وبما أن النسبة الكبيرة من المثقفين في مجتمعاتنا لا تزال تميل إلى التعالي ونبذ هذا النمط من الفكر الوظيفي المرتبط بالمعطى السوسيولوجي التاريخي فإن إشكالية إندماج المثقف في الحياة الحزبية ستظل من أكثر الإشكاليات تعقيدا. إن هذه الأسباب الموضوعية والذاتية لعسر اندماج المثقف في المؤسسة الحزبية ستظل عاملا رئيسا من عوامل انحسار دور الأحزاب لأنها ستحرمها من طاقات قادرة على الإنتاج المتجدّد للأفكار وعلى فتح مسارات واعدة أمام العمل الحزبي الذي لا يزال عملا مهمّا ومطلوبا في واقع مجتمعاتنا. وبالنظر إلى واقع تجربتنا الحزبية في تونس فإن الكثير من الأفكار الشائعة حول دور الأحزاب أضحت في حاجة ماسّة إلى إعادة النظر والمراجعة فهل أن الدور الوحيد الموكول لهذه الأحزاب من أجل تطوير التجربة السياسية وطنيا هو المشاركة في الإستحقاقات الإنتخابية أم أن هناك أدوارا أخرى عليها القيام بها؟ لا شك أن المشاركة في الإستحقاقات الإنتخابية ستظل ثابتا من الثوابت حتى تقوم هذه الأحزاب بدورها في تطوير التجربة ولكن هذه المشاركة لا تكفي لوحدها حتى تستطيع القيام بدور الشريك الفاعل . إن الواجب الوطني يدعوها إلى القيام بدورها في تنمية فكر سياسي عصري حداثي بل إن هذه الأحزاب مدعوّة في سياق مرحلة التحوّل الديمقراطي التي تمرّ بها بلادنا إلى المساهمة في إنتاج المقاربات الكفيلة بتسريع وتائر هذا التحول مع تخفيض كلفته إلى الحدود القصوى . إن الأحزاب التي تتقاعس عن القيام بمثل هذا الدّور إنّما تتقاعس عن القيام بواجب أكيد نحو مجتمعها وما تتطلبه ظروفه الراهنة ويخطئ من يظنّ أن المشاركة السياسية هي مجرّد تنفيذ لخطط عملية ذات محتوى تقني بل إنّ المشاركة السياسية تستوجب أيضا المساهمة في إنتاج الأفكار الكفيلة بفتح آفاق واعدة أمام التجربة المشتركة والقادرة على رسم الآمال العريضة أمام عموم الشعب. إن هذا الدور التاريخي المطلوب من الأحزاب النهوض به يتطلب إزالة المعوّقات أمام إندماج سائر الشرائح في الحياة السياسية وبوجه خاص شريحة المثقفين حتى يتسنى لها لعب دورها التاريخي وحتى يتسنى للمجتمع الإستفادة من كافة طاقاته من أجل تطوير تجربته. (المصدر: صحيفة » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 123 بتاريخ 5 فيفري 2009)
منارات جدال السّياسي والثقافي: بين براغماتية السّياسي وبراديغمات الثّقافي!!
كمال الساكري العلاقة بين السياسي والمثقف عريقة في جذور ثقافتنا وهرم حضارتنا جسدتها العلاقة الجدالية بين زعيم القبيلة والشاعر، فتارة تجدهما صديقين هذا بحكم وسيوس وذاك ينشر الفضائل ويهجو الرذائل وطورا تجدهما خصمين يتنافسان على الزعامة الشاملة الأدبية والحربية ولذلك كثيرا ما احتكر شيخ القبيلة الزعامتين. ولقد ردد الأدب العربي صورا مختلفة لعلاقة السياسي بالثقافي فكتب ابن المقفع كليلة ودمنة ورمز للسياسي بالأسد وللثقافي بكليلة (من بنات آوى) ثم تطور الأمر في سياق الحضارة العربية الإسلامية لينفصل السياسي عن الثقافي فوجدنا وزير القلم وصاحب السيف (قائد الجند). ولقد ظل الصراع بين الوزيرين يتطور ويتلون إلى أن قضى صاحب السيف على صاحب القلم بداية من عهد المتوكل( توفي 274 هـ). ليصبح صاحب القلم خادما في يد صاحب السيف بل إن المثقف انقلب إلى مهرج يدخل السرور والغبطة على الملك والسلطان يسليه ويروح عنه ويواليه وينافقه خوفا على رأسه من غضبة صاحب السيف والنطع !! طبعا لم يخرج عن هذا المصير البائس إلا أفذاذ قلة لعل أشهرهم أبو حيان التوحيدي الذي انتهز قربه من الملك الخليفة الإسلامي الامبراطور لينقل له صورة البؤس الشعبي والتهميش للفقراء والمثقفين الجادين أصحاب الرسالة الأدبية آنذاك والمجتمعية السياسية (اليوم) ولم يختلف وضع صاحب القلم/الفكر/الثقافة/الرؤية والمشروع المجتمعي البديل والمتجاوز للسائد اليوم عن وضع حدوده كثيرا فهو « متحير » بين خدمة الحاكم ومدحه ومنافقته وخداعه والتنكر لشعبه عسى أن يغنم غنيمة تليق بمكانته أو نقد الحكم والحاكم وإضمار النقائص والعيوب ومصارحته بحقائق الواقع وعظائم الأمور والعرفان لشعبه فيلقى مصير سنمار وأبي حيان التوحيدي وأبي تمام الذي مات فقيرا الخ.. وهذا المصير يطرح علينا سؤالا خطيرا لماذا كان مصير المثقف الحق (العضوي) دائما مأساويا؟ إن الجواب الصحيح لا نراه ممكنا إلا من خلال التمييز بين وظيفة السياسي والثقافي. فإذا كان السياسي صاحب السيف مطالبا بالإجابة عن أسئلة يومية مطروحة وحل إشكالات مادية ومعنوية ملموسة لا تنتظر التأجيل أو التأويل والاستغراق في التفكير والسياسي مطالب بالفعل لا بالحلم والدفاع عن الحكم لا التفريط فيه ومحاربة الأعداء وإسعاد المحكومين بما يتطلب من اتخاذ قرارات وإنجاز إنجازات وتحقيق وعود وتلبية حاجات ورغبات الخ.. فإن الثقافي صاحب حلم ورؤيا ليس مطالبا بالحلول الآنية والملموسة ولا مقارعة الأعداء إلا بالحجة ولا مخالفة الأمل إلا بالفكرة فهو في راحة من أمره همه التغيير الجذري للواقع ولو بعد قرون وديدنه تغير الموقف كلما تأكد لديه قصور فكرته ومحدودية نظرته على عكس السياسي الذي همه تحقيق إنجازات وتبرير الاختيارات وتثبيت المكتسبات. وهكذا نكتشف أن بين السياسي والمثقف تناقضا يكاد يكون جوهريا ففي حين تسيطر البراغماتية ذلك المذهب الذي لا يصح في ضوئه إلا ما هو ملموس وفعلي فإن الثقافي أو المثقف براديغمي ذلك النموذج الفكري صاحب « رؤية للعالم » لا يطرح في صلبه إلا ما هو نظري ومجرد وتصورات ورؤى. ولكن كيف يمكن أن نوحد بين براغماتية السياسي وبراديغمات الثقافي؟ (المصدر: صحيفة » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 123 بتاريخ 5 فيفري 2009)
حول الحرية والتحرر منظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان
بقلم/ عبد اللطيف محمد منتصر محلل سياسي * كاتب واعلامي Email: jeunessetunis@yahoo.fr :اهداء ********************************************* * الى الذين ذهبوا بعد ان أسقطوا الاسوار وحطموا السلاسل * ، أسوار الخوف وسلاسل العبودية * ****************************** لتنفيذ فكرة بأهمية ما نطرحه لابد أن ننظر الى ماسبق ، ولا تعتبر الافكار جيدة الا بأكتمال عناصرها المتمثلة بالهدف السامي النبيل والمناخ والتوقيت المناسب وتوافر المقومات وأسس وامكانيات التنفيذ ، فالأرث الحضاري الممتد عبر العصور لكل الثقافات في تحديه للقهر والظلم والاستبداد والفساد من أجل رخاء البشرية انطلاقا من الرسالات المبشرة بالعدل والحق والحرية والسلام . ولا ريب أن لنا اهداف عليا عندما نسير على د رب الطبيعة الاسمى بعيدا عن العبث والامتهان وتقديرا للتعاليم الانسانية خدمة للأجيال والنشء الصالح من المؤمنين بالقضايا المصيرية بما ينمي قدراتهم حول التفكير والتمعن في القيم الكونية والمبادئ والاتجاهات في مختلف مواقف الحياة سلوكا ، وممارسة للفضائل وتشبعا بروح محبة الآخر واسعاد البشرية هدفا ان الانسانية في هذا العالم تعاني عناء شديدا لم تعانيه من قبل وتمر بأزمات خانقة لم تكن لها عهد بها ، والشباب المتعطش الى المعرفة بشتى معانيها والى الرقي يقف هنا حائرا من أمره بين الفكرة والفعل . وتتوقف قدرة الانسان على التفكير السليم والابداع على مدى توفر الشروط النفسية المناسبة بعيدا عن الخوف من الحاضر والقلق من المستقبل آمنا من الفقر والجوع ومن الكره والضغينة بمنأى عن الاحباط والشعور بالغبن . ليتمتع بالرضاء والقناعة وتغمر حياته السعاة الابدية في مجتمع يكفل له حقوقه ويبادله الاحترام ودولة تحميه من تعديات الآخرين وتخفف عليه نازلات الاقدار وغوائل الزمن هذا هو الانسان المواطن الذي يمثل خلية سليمة في جسم المجتمع . فحق الانسان على وطنه أن يوفر له كل ما يحقق انسانيته ويعبر عن خصوصيته من خلال منافسة نزيهة مبنية على تكافؤ الفرص بين جميع المواطنيين . *ارادة الحرية والتحرر* وعلى مدى أكثر من نصف قرن من التحرر السياسي عن القوى الاجنبية والاستعمارية التي مرت بها البلدان العربية لم تعش الجماهير من التطورات الا غياب أشكال التعبير الحر الديمقراطي لاغلبية المواطنين والى انفراد مجموعة محدودة جدا بالقرار السياسي ما لبثت هذه الاقلية أن احتكرت كل مناشط الحياة سواء اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية أو أعلامية فأختل التوازن في المجتمع الذ ي أصابه العقم واصبح عاجزا عن تجديد نفسه وتوقف عن النمو الطبيعي وباتت أكثرية من المهمشين تعيش حالة احباط ويأس وأنتشر الفساد والبيروقراطية وضاعت الحقوق وغابت فرحة الحياة ، وأن تفاقم هذه المشاكل أصبح يهدد بنية المجتمع مما يستدعي ايجاد حلول سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية حتى نتفادى تفجر التناقضات التي باتت تضغط على كل مفاصل المجتمع ، وفي هذا الاطار تأتي حركة المجتمع التي تتطلب درجة عالية من الوعي لطرح جملة من المبادئ والافكار . لامواطنة بدون وطن لقد تعرضت العلاقة بين المواطن ومؤسسة الدولة الى علاقة سلطوية والى تشوهات خطيرة نتجت عن استئثار فئة ضئيلة بالسلطة واحتكرت لنفسها المناصب والمكاسب والثروات على حساب الاكثرية مستخدمة كل أنواع القمع والتخويف والترهيب لكبت نقمة الفئات المهمشة والمتضررة ولضمان استمراريتها في التمتع بخيرات البلاد دون شريك أو منافس وأصبح المواطن مدانا في جميع تصرفاته واوضاعه فتنازل على حقوقه المشروعة بدون رضا مما ولد حالة مشحونة من عدم الثقة واختلال التوازن مفهوم المواطنة والانتماء أن الانسان المواطن الذي يشكل خلية سليمة في جسم المجتمع لابد أن تسخر له كل المعطيات الضرورية لينمو نموا حرا تنفتح فيه ملكاته وتفجر ابداعاته ويعبر عن خصوصيته في اطار من المساواة بينه وبين بقية المواطنين للانطلاق الى حياة مشتركة يبني فيها الجميع مجتمعا يوفر الخير لجميع أفراده لان المواطنة تمثل العنصر الجوهري المشترك بين كل الافراد المنتمين الى الوطن حيث تعبر عن القدر المشترك الذي ينبغي أن يتحكم بسلوك الجميع من حيث هم كائنات سياسية فهي تعبير عن وعي راق يتجاوز كل أشكال الوعي الطائفي والعشائري والجهوي والقبلي والعصبي اي انها الامكانية القائمة لتمتع الفرد بحقوق مع غيره من المواطنين وتأديته لواجبات متساوية معهم فتكون المواطنة بذلك هي المفهوم الذي لانهوض للدولة والمجتمع دونه وتمثل منظمات المجتمع المدني غير الحكومية بمختلف نشاطها عامل التوازن مع مؤسسات الدولة حيث تكملها وتحرضها على تحسين آدائها وتشكل الآلية الضرورية لمراقبتها كما تعتبر مؤسسات المجتمع المحلي بكل نشاطاتها الاجتماعية والثقاقية جزءا هاما من مؤسسات المجتمع لتوسيع مجال خدماتها من فئة معينة لتشمل باقي فئات المجتمع ، وعلى ضوء هذه المفاهيم يقع تلاؤم بين الحقوق والواجبات ضمن مفهوم حقوق الانسان وعلاقة الفرد بالدولة ويتأسس بناء عليه خطاب المساواة للجميع ويضمن للجميع بالتالي تحقيق حرياتهم بما يقتضيه مفهوم حقوق الانسان بمعناه الكوني والشمولي وهي كلها مبادرات بهدف الاسهام في عملية التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لتحسين مستوى العيش ، هذا على المستوى الفكري فاين نحن من مستوى الفعل ؟؟؟؟؟؟؟ *الوضع الراهن * أذا كانت القاعدة الاساسية لعمل المنظمات في المجتمع المدني هي الاستقلالية فأن أي تدخل من قبل الاحزاب السياسية الا بمثابة تحويل وجهة تلك المنظمات وبالتالي افساد عملها وتغيير مسارها المستقل لاستغلالها اما لمصالح حزبية ضيقة واما لدعم سياسة حكومية تعمد الى الحيف والتمييز وغياب الشفافية وبشأن التمويل وما رافقه من ملابسات فقد سعى بعضهم الى أن تتحول هذه المنظمات والهيآت الاجتماعية والحقوقية الى وسائل للتكسب غير المشروع ونستطيع القول أن ، هنالك من المنظمات من حصلت على تمويلات سخية من بعض الجهات الا انها لم تكن تتوفر على مستوى معين من السمو الاخلاقي وبراءة الذمة في التصرف في تلكم التمويلات ولم تقدم شيئا معلوما في اتجاه الاهداف التي تعمل من اجها أو لفائدة منظوريها أذن هنالك عملية انحراف كبيرة لبعض الاشخاص حادت عن الاهداف الاصلية لانعدام آليات المساءلة والشفافية وشخصنة المنصب داخل الهيئة الاجتماعية وفي هذا السياق هناك من بقي سنين طويلة مستحوذا على جميع الامتيازات والصلاحيات دون أن يكون هناك سبب مقنع واحد ، يتصرف كبطل قومي ويلعب دور الآمر والناهي بصفة مطلقة وهو ما يتعين وجود قاعدة سلوك ، لتحديد الصلاحيات والمسؤوليات
*كلمة أخيرة * لابد هنا من التأكيد على ضرورة التخلص من الهيمنة في العمل المنظماتي والحزبي والجمعوي وفسح المجال للاجيال الشابة لتأخذ مكانتها وتلعب دورها كاملا في صنع القرار حاضرا ومستقبلا وتوظيف امكانياتها الخلاقة العلمية والعملية للمساهمة بصفة فعالة في الشأن الوطني وفي النشاط الاقتصادي والاجتماعي للتخلص من تراكمات وسلبيات الماضي والذي كان من اسبابه تهميش واقصاء فئة هامة من المجتمع في عملية البناء ألا وهي الشباب. * * * *
حديث الجمعة مستقلّ غير مستقيل
بقلم بسام بونني أجهل سبب التصاق إسم المطربة فيروز بالمرحوم محمد قلبي. فحين كنت أقرأ اللمحة، تخرج عليّ فيروز من حيث لا أدري. وحين أستمع إلى أغانيها، تطفو « اللمحة » من جديد. قد يكون السبب أنّ في لبنان، حيث تنبعث رائحة الطائفيةِ كريهةً في كلّ أرجاء البلاد، لم يخطر بذهن أحد وهو يستمع إلى آخر عنقود الفنّ الجميل أن يسأل عن مذهبها أو ديانتها. كما أنّ في تونس، حيث أضحت مهاتراتُ التموقع الإيديولوجي التي لا تنتهي أولويةَ مشهد سياسي عليل، لم يخطر بذهن أحد، أيضا، أن يسأل إن كان فقيد الصحافة تجمعيا أو يساريا أو قوميا أو إسلاميا. زد على ذلك أنّ أغاني المطربة ومقالات الصحفي كانت أقوى لعقود من أيّ خطاب سياسي. أطال الله في عمر فيروز ورحم فقيدنا. لكن غريب أمر ابن آدم والله. فوفاة محمد قلبي خلّفت حزنا شديدا قابله ارتياح غريب. أظنّ أنّ الحزن يعود إلى أنّ المنيّة عاجلت الراحل قبل أن يشهدَ بنفسه ميلاد المجتمع الذي ظلّ يرسم ملامحه طيلة سنوات بعيدا عن الأضواء. فلا المحسوبية اندثرت ولا الأمن استتبّ في المؤسسات التربوية ولا أوضاع الصحفيين تحسّنت ولا ولا ولا … أمّا الارتياح فأعتقد أنّه نابع من مسيرة الرجل. فرغم ما شهدته الساحة الإعلامية من كرّ وفرّ ومخاض وإجهاض وفوضى – غير خلاّقة بالمرّة – حافظ الرجل على استقلاليته وبقي قلمه من الأقلام الأكثر جرأة في ظرف مكاني وزماني جفّ فيه الحبر – أو أريد له الجفاف -. وهذا في حدّ ذاته درس لكلّ جهة، رسمية كانت أو معارضة، سوّلت لها نفسها التشكيك بل والاستهزاء من قدرة الصحفي التونسي في التعامل مع هامش الحرية المتاح، مهما ضاق بأصحابه. نعم، في تونس، هنالك صحفيون مستقلّون – حقيقة لا افتراضا – من المهد إلى اللحد، أحبّ من أحب وأبى من أبى. عموما، مهما كتبت أو قلت فلن أوفي المرحوم حقّه. فإن كانت مساهماته ترد في خمس جمل، فإنّ دراستها قد تتطلّب موسوعات ومجلّدات. في المقابل، سأفسح مجال ما بقي من العمود لإحدى لمحاته الصادرة بصحيفة « الصباح »، بتاريخ 9 جانفي 1991، بعنوان « مواساة »، قال فيها الراحل في صحافتنا ما لم يقله أبو الطيب المتنبي في كافورالإخشيدي. طرافةَ النصّ أنستني إياه، اليوم بالذات، لوعةُ الفراق. فالرجل عاش ومات ولم يتغيّر حرف واحد ممّا قاله على أرض الواقع. رحمه الله عزيزا عاش وعزيزا مات : صحافتنا حرة، ما في الله شك، إنها حقيقة ثابتة، لا « دقان حنك ». صحافتنا حرة لا تكبلها قيود ولا شروط فهي حرة أن تختار بين « الإعانة » … والضغوط. صحافتنا حرة طليقة واستقلالها مضمون فهي حرة أن تتخبط في السخافة… أو في الديون. صحافتنا حرة وحريتها ليست مجرد خرافة فهي حرة أن تخضع لقانون اللعبة أو… لقانون الصحافة. بإيجاز: صح…افت…نا حرة وهي بحريتها جد سعيدة، فهي حرة أن تسكر فمها.. أو تسكر الجريدة
عن الموقف
تساءلت الجامعيّة التونسية ألفة يوسف – وحقّ لها أن تتساءل – في مقالها الصادر بالصباح التونسية بتاريخ 4 فيفري 2010، عن التباين الكبير بين العبادات (تعني من يؤدّونها) والأخلاق… فأكّدت الأستاذة أنّ الله سبحانه وتعالى قد قرن الإيمان بالعمل الصالح والرّسول صلّى الله عليه وسلّم قد بُعث – وهو خاتم الأنبياء – ليتمّم مكارم الأخلاق؛ ولكنّ معايشتها الواقع عرّفتها على مسلمين غير متخلّقين بأخلاق الإسلام، وذكرت للتدليل على ذلك نماذج ومشاهد كثيرة، كلّها تؤكّدها النقول اليوميّة أو تكشفها فناءات المحاكم التي قد لا يخلو يوم أو جهة من التراب التونسي من انعقادها للبحث أو البتّ في حدث يتعلّق بمآلات سوء الأخلاق فيها… جميل أن يرقب بعض مثقّفينا هذا التردّي وينبّهوا إلى مخاطره؛ وأجمل منه أن ينتبهوا إلى أسبابه فيناقشوها مع من بيده وسائل الإصلاح انطلاقا من العائلة مرورا بالمدرسة ومختلف المؤسّسات المدنية وصولا إلى مؤسّسات الدولة والحُكم في البلاد… وإذا انطلقتُ ممّا انطلقت منه الأستاذة ألفة من التذكير بمعرفة – بداهةً – أنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر؛ فقد رأيت لزاما وجود الأكفّاء (العلماء) الذين يعرّفون النّاس على الفحشاء والمنكر كي يجتنبوهما، ثمّ يدلّوهم على الوسائل المساعدة لهم على اجتنابهما وأهمّها الصلاة فيعلّموهم الصلاة!… ورأيت الأمر لا يتوقّف عند التعرّف على الفواحش والمنكرات بل يتعدّى إلى رفضها وعدم الانسجام مع مقترفها وعدم السماح لمشيعها في القرية أو في الحيّ أو في الإذاعة أو في التلفاز أو في مركز العمل أو في دواوين الحُكم أو في الشارع أو في البلدة أو في البلاد!… ورأيت مهمّة الصلاة لا تتوقّف عند الانتهاء عن الفحشاء والمنكر ولكنّها تعمل بصلاحها على إصلاح وصلاح سائر الأعمال وتُجرِّئ على الأمر بالمعروف بالحكمة (والحكمة لا تعني – كما يفهم البعض السكوت – عن الحقّ، فذلك يسمّى الخرس الشيطاني)!… ورأيت الصلاة لا يتعلّمها ولا يفقهها مَن خاف الذهاب إلى المسجد أو مُنع الدرس في المسجد أو ساءله أحد عن الذهاب إلى المسجد!… ومن خلال هذا التمشّي المنطقي يمكن القول أنّ الصلاة التي أرشد إليها الباري سبحانه وتعالى وبيّن ورسولُه صلّى الله عليه وسلّم مضاءها في النهي عن الفحشاء والمنكر لم يتمكّن التونسي – بتأثير عوامل خارجة عن نطاقه – من تعلّمها تعلّما صحيحا رساليّا هادفا، فـمالت عن وظيفتها… ولكي نعيد الصلاة والعبادات عموما إلى وظيفتها لا بدّ من صوابية التعلّم وذلك من حيث محتوى العلم ومن حيث المؤثّرات التي تقع على العلم، إذ هناك مؤثّرات على العلم قد تذهب بجلّه أو به كلّه… وإذا انطلقنا في الحديث عن المؤثّرات فإنّا لن نبلغ منطقة الإقلاع عنه أبدا… ولكنّي أكتفي بالإشارة إلى ضرورة الحريّة والأمن والأمان لضمان راحة العالم والمتعلّم على حدّ السواء… ولا بدّ من كفاءة العالم وثقة المتعلّم فيه… ولا بدّ من إزالة كلّ الملهيات عن منطقة التعلّم على الأقلّ خلال فترة التعلّم؛ فإنّك لا تستطيع تعليم الطفل الصغير مثلا بحضرة « طوم وجيري »، ولا تسطيع تعليم النّاس – مهما كانت درجة محافظتهم على الحشمة – الالتزام بآداب الصيام على شاطئ يكثر فيه المصطافون العراة، ولا تستطيع الحديث عن حرمة الرشوة أو كراهتها في بلد يتعامل أغلب موظّفي الدولة فيه بالرشوة، ولا تستطيع تعليم ولدك الحياء بحضرة برنامج « سفيان شو » قليل الحياء، أو بحضرة برنامج « عندي ما انقلّك » الذي طبّع المشاهد – من جملة ما طبّعه – على سماع الحديث عن الزنى والزناة، ولا تستطيع تعليم المروءة أو الدفاع عن الحرمات في غياب أهل المروءة والشرف!… وإذن فخطّة الإصلاح عندنا رأسيّة، أعني أنّها تبدأ بالرّأس، إصلاح الرّأس… ولا أعني بالرّأس هنا – على خلاف ما كنت أعني – رأس الدولة فهو جزء منه وليس كلّه، ولكنّي أعني معه الأب والأمّ والمثقّف والإعلامي والمدرّس والعالم بالعبادات؛ كي نوفّر بصلاحهم البيئة الصالحة لتعلّم عبادات تترجم أخلاقا وسلوكا حسنا حميدا… أمّا إذا واصل الأب والأمّ يصحبون فلذات أكبادهم الأبرياء إلى حضور هذه البرامج الهدّامة الفاقدة المفقدة للحياء، بعيدا عن الكتاتيب ورياض الأطفال القرآنية… أمّا إذا إذا واصل المثقّف والمتخصّص في شتّى المجالات يشبع غرائزه غائصا في التراب ووحل الأرض حيث نصفه الأسفل دون نظر إلى روحه أو تفكير في إحيائها وترقيتها وتطييبها… أمّا إذا ملنا على « النصوص » نلوم فيها عدم القدرة على إتمام الأخلاق… فلن نفقه عبادة ولن نتمّم أخلاقا، إذ للحياة سنن لا بدّ من احترامها!… والله من وراء القصد… وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ… عبدالحميد العدّاسي الدّانمارك في 6 فيفري 2010
الفايس بوك والطهارة الكبرى
صبري ابراهم والواقع أنّني لم أستغرب فتوى «سيدي الشيخ» فقد ألفت فتاوى «المغلّفة قلوبهم» وعقولهم، حول كل شيء ولا شيء، واجتهادهم في أن يبيّنوا لنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود من «الفُجر». ولكنّي خشيت أن يصاب شيخنا بـ«نيران صديقة»، فيكفّره معشر المجتهدين أمثاله، ويستبيحون دمه، لوقوعه في الشبهات. فكيف تجرؤ لجنة الإفتاء على تحريم «الفايس بوك» وقد بات صرحا منيعا للجهاد الافتراضي، وتجارة مربحة لبائعي تذاكر الدخول للجنة في السوق السوداء؟!. كيف يجرؤون على تحريم الشبكات الاجتماعية وقد غصّت بمكفّري ألفة يوسف، والصغير أولاد أحمد، وأمثالهما من «زنادقة الفكر»؟ كيف يحرّمون الدّخول إلى مواقع أصبحت معاقل «للنّصرة» الافتراضية، ولمجموعات «انشرها ولك مائة حسنة»؟ ألا تعلم لجنة الافتاء أنّ تحريم «الفايس بوك» قد يجفّف منابع التكفير، ويعيد جنود الجهاد الافتراضي إلى معاقلها السابقة، أعني فضائيات «الغصْر» بالمعروف..؟ كان أجدر بلجنة الإفتاء أن تطالبنا، بالطهارة الكبرى، بعد الإبحار على الفايس بوك، باعتباره جنابة توجب الغسل، لا أن تعتبره رجسا من عمل الشيطان. كان هذا إذن سبب انشغالي، وخوفي على شيخ «الفايس بوك» لكن يبدو أنّ لجنة الإفتاء كانت أسرع إلى التفطّن إلى خطورة تحريم «الفايس بوك» على «روبافيكيا الفتاوى»، فأنكرت التحريم وأفتت بالإباحة، لمن استطاع إليها سبيلا. فجاء صوت أحد «الفايسبوكيين» الطيبين المسالمين الذي أغلق موقعه مباشرة إثر إعلان التحريم مناديا: «اتّقوا الله فينا.. فـ«الحلال بيّن والحرام بيّن».
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 6 فيفري 2010)
« الموساد » في تونس: من تهريب اليهود إلى الاغتيالات وترويج المخدّرات و البضائع الملوّثة
إعداد : نورالدين المباركي تونس / الوطن أعاد اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية » حماس » محمود بحبوح في أحد نزل دبي ، أعاد إلى السطح إلى أي مدى يمكن أن يصل جهاز الموساد الصهيوني في تصفية قيادات المقاومة الفلسطينية ، فهو قادر على « الضرب » فوق أي أرض وداخل حدود أي دولة ، بما في ذلك التي تُصنّف حسب بعض المراقبين « دولا معتدلة » كما هو الشأن بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة أو الدول التي ترتبط معها « باتفاقيات سلام » مثل مصر والأردن . « الموساد » الصهيوني من خلال اغتيال محمود بحبوح وقبل ذلك سلسلة الإغتيالات التي نفّذها في عديد البلدان العربية (آخرها اغتيال عماد مغنية في دمشق). كأنه يلوّح أنّ ذراعه مازالت طويلة وأنه قادر على الوصول إلى عمق أي دولة عربية لتنفيذ إحدى السياسات الإستراتيجية للكيان الصهيوني أي الإغتيال السياسي، وكأنه يقول أيضا أنه لم يُصب بالترهُّل والغفلة التي أصابت أجهزة المخابرات في عديد الدول بسبب التحولات « ومؤتمرات السلام » وغيرها. ولا شكّ أن الموساد وإن استطاع تنفيذ مخططاته وأهدافه فإن ذلك تمّ بالإستناد إلى شبكة واسعة من العملاء والمخبرين ممن نجح في تجنيدهم من داخل الدول العربية ذاتها ليتحوّلوا إلى أدوات لتنفيذ المخططات الصهيونية. ولم تكن تونس في معزل عن أهداف « الموساد » ومن ورائه الكيان الصهيوني وذلك لعديد الإعتبارات منها على وجه الخصوص وجود جالية يهودية في تونس وانخراط مئات الشباب التونسي في فصائل المقاومة الفلسطينية خاصّة خلال السبعينات والثمانينات واحتضان تونس للقيادة الفلسطينية بعد خروجها من بيروت سنة 1982 . هذه العوامل وغيرها جعلت تونس تحت المجهر الصهيوني ممّا دفع الموساد إلى إقامة شبكات استخبارية تمدها بالمعلومات وتحركها كلّما احتاجت إليها.ورغم أن هذه الشبكات كانت محدودة من ناحية العدد وتمكنت الأجهزة الأمنية التونسية من كشف بعضها ..فإن ذلك لا يعني أنها لم تتمكن من انجاز بعض الأهداف . الموساد يهرّب اليهود التونسيين إلى الكيان الصهيوني يعود نشاط الموساد في تونس حسب عديد الوثائق إلى ما قبل الإستقلال ، إذ كشفت وثيقة « إسرائيلية » عن « الشبكة الواسعة داخل تونس لفرع التهجير التابع للموساد، والتي كانت تنشط (بعلم من السلطات الإستعمارية الفرنسية) على شكل واسع خاصّة في الفترة الممتدة بين 1949 و 1956 وقد قام فرع « الموساد » هذا بتنظيم عملية تهجير حوالي 6200 يهوديا إلى الكيان الصهيوني خلال تلك الفترة ، ولكن إضافة إلى ذلك تجاوزت مهمات الاستخبارات الصهيونية في تونس مسألة التهجير حيث بادرت إلى تنظيم خلايا مسلحة للــ » الدفاع الذاتي » (تخوفا من « العنف المتأتي من تصاعد الحركة الوطنية ») في الأحياء اليهودية خاصة في مدينة تونس و جزيرة جربة و لكن أيضا في بقية المدن التونسية مثل قابس و صفاقس و هذا ما حصل كذلك بالجزائر و بالمغرب. و تواصل وجود هذه الخلايا حتى بعد الاستقلال سنة 1956 و كانت تحت إشراف ضباط من الموساد تم إرسالهم خصيصا من « إسرائيل ». و بعد سنة 1955 توسعت هذه الشبكة لتشمل بقية أقطار المغرب و خاصة المغرب الأقصى و أصبح ضابط « الموساد » المشرف عليها يقود أنشطتها من باريس ». وتواصل نشاط « الموساد » في تونس إلى ما بعد الاستقلال ، إذ تشير عديد الوثائق والبحوث إلى الدور الذي قام به هذا الجهاز في تهريب « اليهود » من مدينة بنزرت بعد سنة 1967 على خلفية حرب بنزرت سنة 1961. ولم يكن نشاط « الموساد » في ذلك الوقت مقتصرا على تونس ، بل انه كان يشمل كافة بلدان المغرب العربي ، وهو ما تشير إليه عديد الوثائق « الإسرائيلية » وعديد البحوث والدراسات التي نشرت حول هذا الموضوع. غير أن نشاط هذا الجهاز الصهيوني في تونس تحول بعد ذلك من المساعدة في تهريب » اليهود » إلى الكيان الصهيوني إلى الاغتيالات و يبقى الهجوم على مقر القيادة الفلسطينية في غرة أكتوبر 1985 و اغتيال أبو جهاد ليلة 15 -16 أفريل 1988 في ضاحية سيدي بوسعيد أبرز هذه الاغتيالات. « قاعدة قوية « من عملاء الموساد في تونس
وقد كشفت صحيفة « معاريف » الصهيونية في عددها الصادر يوم 4 جويلية 1997 أنه بعد انتقال القيادة الفلسطينية إلى تونس بعد عام 1982 فإن « إسرائيل » استطاعت إيجاد قاعدة قوية من العملاء في تونس ، و أن كثيرا من عملاء الموساد زاروا تونس كسياح أو كرجال أعمال أوروبيين ، و أن هؤلاء زاروا تونس كثيراً تحت هذا الغطاء و في فترات متقاربة ، و فتحوا فروعاً لشركات أوروبية في العاصمة كانت غطاء لنشاط « الموساد » . و أشارت الصحيفة إلى الرغبة الشديدة لدى الكيان الصهيوني بتجنيد عملاء تونسيين و تم رصد مبالغ كبيرة لذلك لإغراء هؤلاء ، و تم النجاح في ذلك بجهود بذلت داخل و خارج تونس ، و جنّد « الموساد » العديد منهم تحت غطاء أنهم يجمعون معلومات لأجهزة استخبارية أوروبية ، بالإضافة إلى ما وصفته الصحيفة بمحاولة « الموساد » تجنيد عددٍ من أفراد الفصائل الفلسطينية المختلفة في تونس . و أكدت (معاريف) أنه بحلول منتصف الثمانينات من القرن العشرين كان هناك شبكة من العملاء منتشرة في مختلف أنحاء تونس تزود « إسرائيل » بمعلومات دقيقة . و أضافت،أن هذه الشبكة التي عملت على مدار سنوات في تونس ، استأجرت العديد من المنازل لإخفاء الأسلحة و التنصت على المكالمات ، و ادعت الصحيفة أن « الموساد » كان يتنصت على الهاتف الذي كان يستخدمه الشهيد أبو جهاد ، و أنها كانت على علم بالاتصالات الهاتفية التي أجراها أبو جهاد ، مع نشطاء و قيادات الانتفاضة ، و كانت هذه الاتصالات تجري عبر بدالات دولية في عواصم أوروبية لإخفاء مصدر تلك المكالمات .
تجّار وشخصيات في قبضة « الموساد »
ومن جهة أخرى تضمنت دراسة أعدها « ادريس ولد القابلة « تحمل عنوان » المغرب و اليهود و الموساد » نشرت سنة 2005 معلومات حول نشاط الموساد في تونس ومما جاء فيها: »ففي تونس كلف الموساد الإسرائيلي سيدة تونسية بعد أن تم توظيفها في باريس ,بفتح محل تجاري وتحول هذا المحل مع مرور الأيام إلى محط رحال زوجات المسؤولين التونسيين والفلسطينيين الموجودين في تونس وكانت هذه السيدة تقوم بتسجيل ما يتلفظن أو يتحدثن به من أسرار تتعلق بالوجود الفلسطيني في تونس أو بعض القرارات السياسية المزمع اتخاذها .ولم يكتف « الموساد » بالسيدة التونسية المذكورة بل عمل على شراء ذمم بعض الشخصيات للحصول على معلومات تتعلق بنشاط كافة التنظيمات الفلسطينية في تونس . وأضافت الدراسة أن « الموساد » أستغل الوجود المكثف لليهود التونسيين الذين يتمتعون بحقوق المواطنة التونسية فورطّ بعضهم في جمع معلومات عن منظمة التحرير الفلسطينية ونشاطها العسكري والسياسي وقد أعتقلت السلطات التونسية في إحدى المناسبات اثنين من هؤلاء . وذكرت الدراسة أنه من الشخصيات الفلسطينية المهمة التي جرى اعتقالها في تونس الرجل الثاني في سفارة فلسطين في تونس عدنان ياسين الذي كلف من قبل الموساد الإسرائيلي بجمع معلومات عن مسودات محمود عباس وذلك قبل لقاء جرى بين محمود عباس وشمعون بيريز في القاهرة .وقد تفاجأ أبو مازن لكون شمعون بيريز كان على إطلاع كامل على تفاصيل الأطروحات الفلسطينية المتعلقة باتفاق غزة-أريحا أولا .وقد طلب أبو مازن بإجراء مسح على مكتبه فتمّ الاكتشاف أن المصباح الموضوع على مكتب أبو مازن هو في حقيقته جهاز تصوير دقيق للغاية وعندما تمّ اعتقال عدنان ياسين تم العثور في بيته على حبر سري وأربعة أقلام تحتوي على أجهزة تنصت و أفادت المعلومات الأولية عندها أن عدنان ياسين جرى توظيفه في دولة غربية أثناء عرض زوجته التي كانت مصابة بسرطان المعدة على مستشفيات غربية وتم هذا التوظيف في بون وكانت الدفعة الأولى التي استلمها هي 10 آلاف دولار .كما جرى اعتقال العديد من الأمنيين بتهمة التجسس لصالح « الموساد » « الإسرائيلي » .
« شبكة تونس »: جنس ومخدرات وبضائع ملوّثة
في شهر ماي من سنة 2004 القي القبض في لبنان على شبكة تجسس تعمل لفائدة الموساد ، وعرفت هذه الشبكة التي كانت تعد وتخطط لاغتيال زعيم حزب الله حسن نصرالله ب »شبكة تونس » وتقول وقائع القضية كما جاءت تفاصيلها في قرار الاتهام الذي قدمه القضاء اللبناني : » سافرت جمال زعرورة مع أهلها الى تونس في العام 1979 وحصلوا على الجنسية التونسية . وفي العام 1988 تزوجت من التونسي محمد المجيد المسعي وأقامت معه في منزله في إحدى مدن الشمال الغربي. وخلال العام 1998 تعرفت على تونسي يدعى عبد الحفيظ يعمل في محطة وقود في المنطقة وتورطت معه بعلاقة جنسية طويلة الأمد قام خلالها بتصوير شريط فيديو لإحدى الجلسات الحميمية وهددها بتسليم هذا الفيلم لزوجها في حال لم تتعامل معه في بيع بضائع « إسرائيلية » موجودة في المكتب التجاري « الإسرائيلي » في تونس العاصمة والبضاعة « الإسرائيلية » هي عبارة عن: أحذية رياضية كتب على كعبها كلمة « الله محمد » ووضع عليها عبارة صنع في تونس. ولا يمكن لأي شخص قراءة ما كتب عليها لأن الكتابة على شكل رسم مبهم وباللون الأبيض. وتسبب للذي يرتديها الشعور بالشلل وحالات تقيؤ وأمراض جلدية، بيع منها الكثير في تونس بثمن قدر بحوالى 5 الى 10 دنانير تونسية للحذاء الواحد. وعطورات وهي عبارة عن زجاج شفاف مدورة الشكل بطول حوالى 20 سم ورسم عليها برج إيفل دون أن يذكر بلد المنشأ والصنع وتسبب لمن يستعملها الإدمان على المخدرات بيعت بثمن ما بين 5 و15 دينارا تونسيا للواحدة. وأحزمة جلدية تحوي خرزة زرقاء صغيرة شكلها كشكل الألماس موضوعة في بكلة الحزام وهي أحزمة متنوعة الأشكال والأحجام تحوي إشعاعا مضرا يسبب العقم عند الرجال وأمراض جلدية. لم تبع جمال زعرور منها شيئا بسبب خوفها، بعد أن حذرها عبد الحفيظ من عوارض لمس الحزام. وقامت زعرورة ببيع هذه المنتوجات « الإسرائيلية » الملوثة على مدى عامين في تونس مقابل نسبة مئوية تأخذها على المبيع من عبد الحفيظ مباشرة دون أي ارتباط بشخص آخر. وتبين أن عبد الحفيظ قام بتدريب المدعى عليها جمال زعرورة على العمل الاستخباري من حيث كيفية استعمال مسدس كاتم للصوت وطريقة التصرف لعدم الكشف من خلال ملابس عادية غير ملفتة للنظر وعدم استعمال هاتف خلوي، وعلى طريقة التفكير بالسؤال قبل الإجابة وطريقة ضبط النفس والكذب في التحقيق عند التعرض للضغط. وقامت زعرورة بتجربة إطلاق النار من مسدس كاتم للصوت في منزل صغير في احدى مدن الشمال الغربي حيث تدربت، وعلمت أنها أصبحت تعمل لصالح « الموساد » « الإسرائيلي » عبر العميل التونسي عبد الحفيظ. وفي هذه الفترة علم المدعى عليه التونسي محمد المجيد مسعي، زوج جمال زعرورة، بعلاقتها بالمدعو عبد الحفيظ وأنها خرجت من منزلها الزوجي مع عبد الحفيظ الى مدينة سوسة حيث أمضت 15 يوما برفقته فتقدم بدعوى طلاق بحقها لكنه عاد وتراجع عنها بعد تدخل عبد الحفيظ معه مباشرة وتجنيده للعمل لصالح « الموساد » « الإسرائيلي »، فأعاد جمال زعرورة الى منزله وطلب منها متابعة العمل مع عبد الحفيظ بعد أن أبلغها بمعرفته له وأنه من « الموساد »، وأصبح الاثنان أي عبد الحفيظ ومحمد المجيد يشغلان جمال زعرورة بأعمال ممنوعة في تونس، منها نقل مخدرات حيث كانت تسلمها إلى أشخاص محددين تتعرف عليهم من خلال أوصاف يزودها بها عبد الحفيظ وزوجها. كذلك كلفها عبد الحفيظ مرتين بنقل أسلحة فردية هي عبارة عن رشاشات ومسدسات وقنابل يدوية بواسطة حقيبة سفر . وتبين أنه في العام 2002 كلف عبد الحفيظ، بالاشتراك مع المدعى عليه محمد المجيد مسعي، المدعى عليها جمال زعرورة بقتل رجل تونسي يدعى حسين الخطيب وهو صاحب محل تجاري في تونس العاصمة بحجة إقدام الخطيب، وهو مسلم، على التسبب ببتر ساق شخص تونسي يهودي، لكنه تبين ان حسين الخطيب كان عميلا « للموساد » وحصل خلاف بينه وبينهم، فكلف عبد الحفيظ ومحمد المجيد مسعي بتصفيته فاطلعوا جمال زعرورة على مواصفاته ومكان وجوده فتقربت منه وأقامت علاقة جنسية معه استمرت لمدة شهرين صعدت بعدها معه الى قطار سريع في تونس وتحايلت عليه واستدرجته الى باب القطار بحجة التدخين ثم دفعته الى خارج القطار مما تسبب بمقتله على الفور تقاضت بعدها جمال زعرورة مبلغ 15 ألف دينار تونسي لقاء هذه العملية قبضتها من المكتب التجاري « الإسرائيلي » في تونس عبر العميل عبد الحفيظ. وهذه العملية تمت بين شهري أفريل وماي من عام 2002. القي القبض بعدها على جمال زعرورة من قبل عناصر تعمل « للموساد » في تونس وأوهموها أنهم من الأمن التونسي واجبروها على تدوين اعترافها وأقوالها بقتل حسين الخطيب ثم أطلقوا سراحها وذلك للضغط على زعرورة لمغادرة تونس إلى لبنان حيث ستكلف بمهام أخرى اكبر واخطر. وغادرت تونس إلى بيروت مع زوجها المدعى عليه محمد المجيد المسعي وابنتها الوحيدة القاصر لتنطلق المرحلة الثانية من عمل جمال زعرورة وزوجها لصالح « الموساد » « الاسرائيلي ».(المصدر: صحيفة دنيا الوطن الالكترونية 17 جوان2004). الظروف المساعدة لتجنيد العملاء تتضمن وثائق و تصريحات صادرة عن الموساد الصهيوني كيف يقوم هذا الجهاز بتجنيد العملاء للعمل ضمن شبكاته..و ماهي الظروف المساعدة لتجنيد العملاء .. وهي : – الحاجات المادية والإقتصادية والعاطفية،هذه الحاجات تشكل نقاط ضعف تستطيع الأجهزة الاستخبارية استغلالها لتجنيد العملاء. – ضعف الشعور بالإنتماء الوطني. – ضعف المستوى التعليمي وإنعدام الثقة بالذات. – تجنيد المواطنين العرب الذين يتوجهون للخارج سواء للدراسة أو العمل، واستغلال مشاكلهم لعرض حلولاً لها، وينتهي الأمر بالسقوط في براثن الموساد. – تحديد هوية أشخاص في العالم العربي ومحاولة إسقاطهم بشكل مباشر بسبب مواقعهم الحساسة، مثل عملهم في المؤسسات الأمنية أو السياسية، أو المنشآت الإستراتيجية – نشر إعلانات في الصحف أو على مواقع على شبكة الإنترنت تحت إسم شركات وهمية تعرض فرص عمل لباحثين أو خبراء في مجالات محددة، وعادة يكون مقر هذه الشركات الوهمي في عواصم الدول التي يتاح للموساد فيها العمل بحرية. من خلال هذه العناصر يبدو أن قدرة جهاز الموساد الصهيوني في تجنيد العملاء تمر من خلال التركيز على الجوانب الاجتماعية والنفسية ..وهو ما يعني ضرورة العمل على هذه الواجهة لحماية الشباب من السقوط في قبضة هذا الجهاز .. وفي ذلك حماية لأمننا الوطني والقومي باعتبار أن الكيان الصهيوني أهدافه هي تخريب عقول الشباب . (المصدر: صحيفة » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 123 بتاريخ 5 فيفري 2009)
تسميات أنهج في -جبل الجلود-: من -جبل أم الفرطاس- إلى جبل أم الخربوقة-
كل إنسان في هذه الحياة يحمل اسما كعلامة تدل على شخصه وتسمية تحفظ هويته وتعرف به اجتماعيا وقانونيا ويحرص الآولياء على أن تكون أسماء أطفالهم خالية من سوء التأويل ومحترمة لأنها ترافق الأنهج والأحياء قصص وروايات كثيرة تصور مشوار الحياة لجيل أتى وجيل مضى. فخلال الآونة الأخيرة شهدت منطقة »جبل الجلود » تغييرا في تسميات أنهجها أثارت الاستغراب وعلامات الحيرة على وجوه متساكنيها من ضمنها اسم « جبل أم الفرطاس » « جبل أم خربوقة » و »جبل البهاليل ». تسميات تطرح لدى سماعها نقاط استفهام عدة حول معانيها وإلى ما ترمز إليه مثيرة بذلك امتعاضا واعتراضا لدى الصغير والكبير حتى شيخ السبعين يستنكر بشدة وغضب هذه التسميات لما فيها من تجريح لكرامة القاطنين بها. وفي هذا الإطار تحولت « التونسية » للتحقيق حول الموضوع. *تسميات غريبة وعجيبة. العم صالح والبالغ من العمر 68 سنة أصيل منطقة جبل الجلود أبدى لحظة المكاشفة تبرّمه من هذه الأسماء الغريبة والعجيبة التي أطلقت على أنهج الحي الذي يقطن به حيث يقول: »نريد أسماء تليق بمستوى متساكني الحي الذي يشهد تاريخا عريقا وأنا شخصيا أسكن بهذا النهج الذي أطلقوا عليه تسمية »نهج جبل أم الفرطاسة » في حين أن أغلب سكانه الأصليين هم من « المناضلين » فكان من المستحسن تسميته بنهج المناضلين أو أن يطلقوا عليه اسم أحد الشهداء. أما هذه التسميات فلا معنى لها وعيب والله أن تبقى على حالها ويدعمه الرأي السيد وليد الفرشيشي البالغ من العمر 26 سنة حيث يقول: »إني صراحة أشعر بالخجل من هذه الأسماء التي تثير العجب والتي مثلت نقطة استغراب واستفهام لدى الجميع حول معاني هذه التسميات الغريبة. فأنا لا أجد تفسيرا واضحا لمثل هذه التسميات التي أرى فيها مهزلة وسخرية من سكان الحي إلى حد أنني أصبحت أخجل من تسمية النهج الذي أقطنه أمام زملائي فنحن لا نطلب سوى تفسيرا واضحا ودقيقا لمعاني هذه التسميات. *تسميات تمس بالأخلاق: أما السيدة منية(موظفة بالقطاع العمومي) والبالغة من العمر 33 سنة فقد أكدت أن هذه التسميات الجديدة « الدخيلة » غريبة وغامضة قائلة: » لا أفهم لماذا اختيار هذه التسميات بالذات وما القصد منها ولماذا خصت جبل الجلود بالتحديد، فنهج حي « الخربوقة » لا يعني سوى مسا بالأخلاق ولو رجعنا إلى أصل هذه التسمية فلا نجد لها من معنى سوى أنها تدل على ألفاظ السوقية . فكيف لنا أن نقبل بأسماء لا نعرف معجمها الدلالي ولا أصل أو فصل الكلمة وهذه التسميات أراها تسميات اعتباطية فيها تهميش لمتساكني الجهة. *تسميات جوفاء. السيد محمد صالح بن بلقاسم (تاجر)أجابنا بالقول « نتمنى أن يعطوننا إسما يليق بمستوى الجهة وأن نشعر بانتمائنا لا أن يطلقوا على انهجنا أسماء جوفاء لا معنى لها أصول من شأننا فنحن نطالب بتسميات تليق بعراقة منطقة » جبل الجلود » التي تشهد أصولا عريقة و التاريخ أكبر شاهد على ذلك… » * »أسماء أزاحت النوم من أعيننا » محمد علي (22 سنة عامل) عبر عن موقفه قائلا : »هذه التسميات « فضيحة » لماذا لا يسمى النهج باسم شهيد أو مؤرخ أو مناضل بدل إسم « أم الفرطاس » أو أم « النعايسية » وغيرها من الأسماء التي لا تمت بصلة إلى المعقول. إن تسمية « أم الفرطاسة » تعود إلى امرأة لها سوابق عدلية بالمنطقة أم ماذا؟ وهل أن أم النعايسة توحي بحالة من النعاس المتواصل الذي يخيم على سكان الحي.. » يضحك محمد وفي عينيه استغراب ومحاولة استفسار ثم يواصل حديثه قائلا » حقيقة إنها مهزلة ومسألة غامضة شغلت فكرنا إلى حد أنها أصبحت هاجسا بالنسبة إلينا يزيح النوم من أعيننا ». *تسميات مبهمة لا تتماشى مع ثقافتنا. السيد أحمد(37 سنة موظف) أبدى رأيه بالقول »تونس بلد متقدم ويزخر بشتى الثقافات فشبابنا شبان مثقف ومتعلم يعطي لأبسط الأمور قيمة فكيف إذا تحدثنا عن تسميات مبهمة لا تتماشى مع ثقافة البلاد لأنها تسميات يحيط بها الغموض وإلى أي مرجعية تنتمي أسماء »جبل أم الفرطاس » و »جبل الخربوقة » فهل من توضيح من البلدية بخصوص هذه التسميات التي من حقنا ان نعرفها.. » *أسباب التسميات. بحثا عن إجابة شافية حول تشكيات المواطنين وغضبهم اتصلنا برئيس دائرة بلدية جبل الجلود السيد جلال اليعقوبي وتحاورنا معه حول الأسباب الكامنة وراء اختيار هذه الأسماء التي اعتبرها أغلبية متساكني الجهة مسا من كرامتهم فأفادنا: » إن ملف تغيير أسماء الأنهج هو مشروع رئاسي و لا يقتصر على جبل الجلود فحسب وإنما يخص 15 دائرة بلدية تشملها بلدية تونس أي أكثر من 3300 نهج حيث أذن الرئيس زين العابدين بن علي بإبدال أرقام الأنهج بأسماء مع ضرورة عدم تكرار هذه الأسماء. ولتسهيل العملية على المواطنين قمنا بالتسمية حسب ما يميز كل جهة فمثلا منطقة « السيجومي » وبحكم كثرة الطيور التي تهب على « السبخة » فقد اخترنا أسماء للطيور وأطلقناها على الأنهج الموجودة هناك. كذلك « الوردية » اخترنا لأنهجها أسماء لأنواع من الورود شأنها في ذلك شأن منطقة جبل الجلود فكل التسميات مستمدة من أسماء لجبال تونسية معروفة أخذنا أسماءها من ديوان قيس الأراضي بتونس وتفاديا للمشاكل مع المواطنين فقد قمنا بتغيير بعض الأسماء مثل نهج جبل البهاليل ونهج خربوقة ونهج جبل أم الفرطاس بالرغم من أنها أسماء لجبال مشهورة ولمناطق معروفة داخل البلاد التونسية. شافية +نرجس ( المصدر:موقع التونسية، بتاريخ 14:34 04/02/2010 )
العمل العربي المشترك في حاجة إلى ثورة ثقافيّة 2-2
الشاذلي القليبي رغم أنّ العمل العربي المشترك أكثر ارتباطا بإرادة الدُول، منه بمحتويات الميثاق الذي على أساسه قامت «جامعة الدُول العربيّة»، فإنّا نرى لزاما على دُولنا أن تعمد، في أقرب فرصة، إلى تطوير ميثاق المنظمة، حتى تكون مستندات العمل المشترك، واضحة جلية، وقويّة، ومحلّ اقتناع شامل، وبإيمان عميق، لدى الجميع، باعتبار أنّ ذلك يخدم مصلحة كلّ دولة من دُول الجامعة، ويساهم في إعلاء شأن كلّ مجتمعاتنا العربيّة قاطبة. ولا بدّ أن يَتمّ تطوير الميثاق في مُناخ من حرّية الإرادة، ومن صراحة الحوار، بحيث تـُراعَى فيه وجهات النظر جميعها، دون غمط لأيّة منها، ودون إملاء من أيّ جهة، ودون عزوف من طرف بقيّة صامتة. لكن حرية القول، وصراحة الجدال، لا يمنعان القيام بواجب التوجيه الصحيح: وهو التوعية بأنّ مجموع دُولنا، ومنظومة شعوبنا، لا قدرة لهما على بلوغ أهدافهما المنشودة إلا ّ إذا كانت مجتمعاتنا ناهضة، مسؤولة، محترَمة دُوليّا ؛ وكانت دُولنا في تعاون وثيق، رغم الصعاب، ورغم التحدّيات ؛ ورغم ما عليه أوضاع «العالم العربي» من تفاوت ومن تنوّع، ومن اختلافات، أحيانا ممّا يُنشئ الاختلاف في تقدير مقوِّمات الاشتراك في المصير. *** وهذا يتطلب «ثورة ثقافيّة» في أذهاننا، وفي طـُرق تعاملنا، حتى نحقـّق تضافر الجهود، وتجانس الأوضاع الاجتماعيّة، مع درجات متنامية من التكافل في المصالح الاقتصاديّة، ومن الترابط في الشؤون الأمنيّة. ودُولنا بما بينها من عُرى تاريخيّة وحضاريّة جديرة أن تذلـّل العقبات التي ما تزال تباعد بينها في شتى المجالات «وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم». *** ولا ينبغي أن يغيب عنّا أنّ قوّة الدُول، اليوم، هي من حيويّة مجتمعاتها. وقوّة المجتمعات، إنّما هي بقدرتها على الاجتهادات العلمية، والإبداعات الحضاريّة، والمسك بالروافد التكنولوجية، لهذه وتلك، والتي بها نهضة الاقتصاد، ونجاعة الوسائل الأمنية. *** وما بقيت مجتمعاتنا عالة على الخارج في الكثير من هذه المجالات الحيويّة، فلن يكون لها أن تـُمسك بناصية أمورها تماما بالذي تريد ؛ ولن تكون دُولنا مسيطرة على مصيرها تمام السيطرة. ولن يتسنى لدولة من دُولنا، وحدها مهما كان حجمها، وثراؤها أن تبلغ هذه القدرة. لكن، بالتعاون بين جميع دُولنا، تعاونا مخطـّطا له بدقـّة وحزم، يمكن لأمّتنا أن تصل، بخطى متسارعة، إلى ما حققته المجموعة الأوروبية، من إقامة اتحاد لا يزال مثله عندنا حلما من أحلامنا. ودُولنا سابقة لأوروبا في إنشاء عملها المشترك : لكنه بقي في إطار لا ينفذ إلى مهمّات أساسيّة، بها انصهار الطاقات التي تصنع التضامن. لذلك نـُصِرّ على القول بأنّ بناء الوحدة بين دُولنا العربيّة التي معناها التضامن في النهوض بمجتمعاتنا، وفي ضبط المصالح الخارجيّة ليس فقط واجبا حضاريا تجاه أمّتنا ؛ بل هو، أيضا، ضرورة لقيام نهضة عربيّة شاملة، مُشعّة على كلّ مجتمع عربي، وكفيلة بإدخالنا، نحن « العرب «،جميعا إلى حَلـْبة التاريخ المعاصر : فيتسنى لنا المساهمة في الحضارة الحديثة، بما لدينا من توجّهات حضاريّة أظهرت الحاجة إليها الأزمة الإقتصاديّة والمالية التي كادت أن تقضي على مقوّمات الازدهار والنموّ في العالم أجمع. بذلك وهو خلاصة ما نرتئيه من تحوّلات أكيدة لن يبقى العمل العربي المشترك يَتجاذبه منطق «الميثاق» ومنطق «القوميّة» ؛ ولن تبقى مجتمعاتنا على أمرّ الخيبة في تطلـّعاتها المشروعة ؛ ولن تبقى دُولنا، في كثير من الأحوال، في شبه العجز عن التحكـّم في قضايانا المركزيّة: ألا وهي مساعدة الشعب الفلسطيني على بناء كرامته؛ وتمكين البلاد العربيّة من توجيه ثرواتها لِخير كلّ مجتمعاتها؛ وتوطيد سيادة الدولة، وتحقيق كرامة المجتمع، لكلّ الشعوب التي اختارت الانتماء إلى الأسرة العربيّة. الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 06 فيفري 2010)
القذافي واصدقاؤه الاعداء
رأي القدس
القضية الرئيسية التي تهيمن على اجواء معرض القاهرة الدولي للكتاب، ليست انخفاض المبيعات، ولا تراجع حركة النشر، ولا حتى غياب محاضرين بارزين مثل السيد محمد حسنين هيكل، وهي قضايا على درجة كبيرة من الاهمية، وانما مصادرة السلطات لرواية ‘الزعيم يحلق شعره’ واعتقال ناشرها، واغلاق دار النشر نفسها، لان هذه الرواية تناولت جانبا من الاوضاع الاجتماعية في ليبيا في نهاية السبعينيات، وانتقدت افكار الزعيم الليبي معمر القذافي. نفهم لو ان الزعيم الليبي احتج على نشر هذه الرواية، او ان احد المقربين منه عبر عن استيائه منها في مقال او تصريح او حتى عتاب، ولكن هذا لم يحدث، او هذا هو الانطباع الذي خرج به الكثيرون من المهتمين بهذه المسألة وتداعياتها، فما حدث ان السلطات المصرية اقدمت على خطوتي الاعتقال والمصادرة كبادرة استباقية ربما، ولرد الجميل للزعيم الليبي على اقدامه على اغلاق قناة ‘الليبية’ الفضائية التي يقف خلفها المهندس سيف الاسلام القذافي، لانها انتقدت الموقف المصري المتواطئ مع العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة. مؤلف الرواية ادريس علي اكد ان الرواية التي صدرت قبل اربعة اشهر لا تسيء مطلقا للزعيم الليبي، ولكنها ‘تنتقد افكاره من وجهة نظر الشعب الليبي نفسه، وتأثير هذه الافكار على الحياة الاجتماعية هناك من واقع تجربة شخصية’ عاشها المؤلف اثناء اقامته في ليبيا. صحيح ان نيابة امن الدولة أخلت سبيل الشاعر والناشر المصري الجميلي احمد بعد يوم من القبض عليه، ولكن الضرر الذي لحق بسمعة مصر في مجال التضييق على الحريات (وهي سيئة على اي حال) كبير بكل المقاييس، ولا غرابة ان تحتل مصر مكانة متأخرة على قائمة الدول فيما يتعلق باحترام حرية التعبير. السلطات المصرية باقدامها على مصادرة الرواية واعتقال ناشرها تصرفت ‘مثل الدب الذي قتل صاحبه’، فقد الحقت ضرراً اكبر بالزعيم الليبي من جراء هذه الخطوة، لانها جعلت من هذه الرواية التي لا يزيد حجمها عن ثمانين ورقة من القطع المتوسط، الاكثر مبيعاً في معرض القاهرة الدولي للكتاب، واصبح الجميع داخل المعرض وخارجه يبحث عن نسخة منها لاقتنائها. وهذا التصرف ‘الغبي’ ليس مقتصراً على السلطات المصرية، بل هو القاسم المشترك لجميع الانظمة الديكتاتورية العربية التي تصادر الحريات وتقمع حريات التعبير، اعتقاداً منها انها تحمي الحاكم وتعزز من بقائه على كرسي العرش. ان ما تعرضت له دار النشر التي نشرت الرواية المعنية هو عمل مشين، وقتل للابداع، واغلاق الابواب امام النقاش الحر والنقد البناء، والحوار العلمي. اننا امام برهان جديد يؤكد لنا ان الانظمة العربية التي مازالت تؤمن بالمصادرة وقمع الرأي الآخر تعيش في غيبوبة، وفي ازمان غابرة، وليست لها اي علاقة بزمن الانترنت و’الفيس بوك’ و’التويتر’ والعولمة الاعلامية، وثورة الاتصالات. الزعيم الليبي معمر القذافي لا يجب ان يغضب من الرواية ومؤلفها او ناشرها، وانما من اصدقائه الذين اساءوا اليه بمثل هذا التصرف الاحمق، فالحقوا به ضرراً كبيراً، وقدموا خدمة جليلة لمن ارادوا الاساءة اليه، باشهارهم، وزيادة توزيع روايتهم. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 06 فيفري 2010)
دانييل شترايخ، مسلمٌ سويسري.. لكن لا علاقة له بحملة حظر المآذن!
التعليق على الصورة: اعتنق السياسي السويسري دانييل شترايخ الدين الإسلامي منذ 2007 وأعلن عن ذلك رسميا في نوفمبر 2009 () على عكس ما تداولته العديد من المواقع الإخبارية والإعلامية العربية والدولية على شبكة الإنترنت، لا توجد أية علاقة بين السيد دانييل شترايخ Daniel Streich، المنتمي حاليا إلى الحزب البورجوازي الديمقراطي (وسط يمين)، وبين الحملة التي شهِـدتها سويسرا في الأشهر الماضية، وأدت إلى تصويت أغلبية الناخبين يوم 29 نوفمبر 2009 لفائدة حظر بناء مزيد المآذن في البلاد. وكانت صحيفة لاليبرتي (الصادرة بالفرنسية في مدينة فريبورغ) قد نشرت في عددها الصادر يوم 23 نوفمبر 2009 تحقيقا مفصّـلا عن السيد شترايخ، الذي تقلّـب بين عدّة أحزاب سياسية، حيث ناضل في بداية الأمر ضِـمن الحزب الراديكالي وانتُـخب تحت رايته عضوا في المجلس البلدي لمدينة تور دو تريم (Tour-de-Trême) في كانتون فريبورغ من عام 1996 إلى عام 2000. وفي العام الموالي، غادر الحزب الراديكالي (يمين) وأسس فرعا لحزب الشعب السويسري (يمين شعبوي) في منطقة La Gruyère وتقلّـد رئاسته. لكنه استقال من منصبه في يونيو 2007، احتجاجا على إعلان حزب الشعب عن تأييده للمبادرة الشعبية المطالبة بحظر المآذن في سويسرا. وفي الوقت الحاضر، يجتهد السيد دانييل شترايخ لتأسيس فرع جديد في كانتون فريبورغ للحزب البورجوازي الديمقراطي (تأسس قبل عامين)، الذي تنتمي إليه وزيرة العدل والشرطة في الحكومة الفدرالية. وكان السيد شترايخ قد اعتنق في عام 2007، الديانة الإسلامية بعد تفكير طويل ودراسة معمقة. وقال في تصريحات لصحيفة لاليبرتي « إنه يجتهِـد لأداء صلواته الخمس اليومية ويقرأ القرآن ويُـطبِّـق القواعد الإسلامية، ما لم يكُـن في تعارض مع قواعد الحياة اليومية » في سويسرا. من جهة أخرى، لم يتردّد في وصْـف المبادرة التي أطلقها سياسيون ينتمون إلى حزب الشعب السويسري وإلى حزب مسيحي صغير، بأنها « عُـنصرية بحتة »، وقال إنها « مثيرة للخجل وغير مبرَّرة ولا تليق بديمقراطيتنا وبتاريخنا »، وأضاف الرجل الذي يعمل مدرِّبا في الجيش السويسري: « لقد كان من الممكن أن يحدُث هذا في أي مكان، ولكن ليس في البلاد التي شهِـدت ميلاد الصليب الأحمر ». وفي الوقت الذي لا زالت وسائل إعلام إلكترونية داخل العالم العربي وخارجه تتداول اسمه وصورته، واصفة إياه بـ « صاحب قانون منع المآذن في سويسرا » وتتحدّث عن « دانييل الذي يُـسلِـم كإسلام عمر »، لا يبدو أن هذا السياسي المخضرم منشغِـل بما يُـنشر عنه من أقاويل على الشبكة العنكبوتية. Lien:
http://www.swissinfo.ch/ara/detail/index.html?cid=8245048
(المصدر: موقع « سويس إنفو »(سويسرا) بتاريخ 5 فيفري 2010)