السبت، 4 نوفمبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

 

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2357 du 04.11.2006

 archives : www.tunisnews.net


 الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بــــــيان المجلس الوطني للحريات بتونس: البوليس التونسي يشدد محاصرته على المجلس الوطني للحريات أخبار تونس: الرئيس زين العابدين بن علي يقرر العفو على عدد من المساجين وات: رئيس الدولة يشرف على مجلس وزاري للنظر في وضع قطاع الطاقة رويترز: تقرير: ست دول عربية تسعى للحصول على الطاقة النووية الحياة: تونس على «سي. ان.ان»: من قلب الشرق الاوسط الموقف: الجالية التونسية المتضرر الأول من إغلاق سفارتنا في الدوحة الموقف: بعد خوصصة 202 مؤسسة عمومية أين صُرفت المداخيل؟ خميس قشة: ماذا بعدما تحقَّقت سياسات العهد القديم في العهد الجديد وعم الظلم والفساد كل البلاد ؟ عادل القادري:  هل يمكن تعديل الساعات السياسية والمدنية في تونس؟ حافظ بن عثمان: من…….. إلى الحبيب أبو وليد المكني: أرفض أن يكون الخمار بداية والنقاب نهاية الهادي بريك: الامام القرضاوي يخصص خطبة الجمعة لقضية الحجاب القرضاوي: الحرب ضد الحجاب تشتعل ودول عربية تساهم فيها محمد العروسي الهاني: مقترحات عملية بمناسبة الذكرى التاسعة عشر للتحول وتبعا للرسائل المفتوحة باسم رئيس الجمهورية السيد عماد الدين الحمروني: من اجل حركة وفاق وطني الصباح: مخاطر سقوط الشباب في التطرف والانغلاق الديني والانحراف ضعيفة القدس العربي: محكمة جزائرية تحكم بسجن صحافيين 6 اشهر وتوقيف صحيفة شهرين بتهمة القذف في حق القذافي القدس العربي: وزير جزائري: 800 مسلح قتلوا أو اعتقلوا أو استسلموا منذ التصويت علي المصالحة القدس العربي : تنصيب أول سلطة عليا للصحافة في موريتانيا وسط استياء الإعلاميين من تغييبهم في تشكيلتها القدس العربي: العدل والاحسان تتهم المخزن بخوض معركة وهمية معها من اجل التغطية على الأزمات التي تعرفها البلاد الأستاذ عبد الله لعماري: في ذكرى اختطافـــــه:  الحركة الإسلامية الأصيلــــة لا تعين على دم الشهيد المهدي بن بركة آمال موسى: الكتابــة والتخلـــف! محمد أبو رمان: الإسلام والعلمانية.. هل إلى لقاء من سبيل؟ رضوان السيد: حجاب وعنف وحساسيات النهار: السير باتّجاه الغرب في المغرب العربي


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 33 شارع المختار عطية تونس 1001 الهاتف : 71340860 الفاكس:71354984 04/11/2006 بلاغ
 
بلغنا نداء صادر عن عائلات المساجين السياسيين ضحايا قانون الإرهاب للوقوف معهم و مساندتهم في الدفاع عن أبنائهم المحالين أمام المحاكم لمقاضاتهم طبقا لقانون الإرهاب و قد علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن عائلات المساجين السياسيين الآتي ذكرهم :- محجوب الزياني –أنيس الكريفي – طارق الهمامي – خالد العرفاوي – محفوظ العياري – رمزي بن سعيد – رضوان الفزعي – أيمن الدريدي – غيث الغزواني – إبراهيم  و علي الحرزي – ماهر بزيوش – شاكر الجندوبي – طارق الورفلي – هشام عبد الله – حسام الحبيب – أيمن الإمام – حازم دراويل محمد التهامي يعقوب – فاروق – نادر الفرشيشي – بوبكر الشرادي – هشام المناعي – غيث المكي – خالد العيوني – سيف بن كحلة – نزار بولعابي – حسن الناصري – حسان الناصري – و عقبة الناصري دخلوا في إضراب عن الطعام يوم 3 نوفمبر 2006 و لمدة يوم واحد و ذلك للمطالبة:

–  بإطلاق سراح أبنائهم. –  و رفع المظلمة المسلطة عليهم. –  و الاحتجاج على سوء المعاملة التي يتعرض لها أبناؤهم داخل مختلف السجون التونسية. 

رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري

 

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

33 شارع المختار عطية تونس 1001

الهاتف : 71340860 الفاكس:71354984

 

04/11/2006

 

بــــــــــيان

 

ما يزال عدد كبير من أعوان البوليس السياسي يحاصرون مكتب الأستاذة سعيدة العكرمي المحامية لدى التعقيب و الكاتبة العامة للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين منذ مدة طويلة و قد تجاوزوا ذلك إلى متابعتها أينما ذهبت و متابعة جميع حرفائها و حريفاتها و استجوابهم عن سبب زيارتهم لمكتبها بل وصل بهم الأمر إلى الاعتداء بالعنف الشديد و التهديد مثلما حصل صبيحة يوم 25/10/2006 وفي حدود الساعة العاشرة حيث تعمد العون بالزي المدني المدعو  » زرقة «  وهو واحد من الذين يحاصرون المكتب بصفة مستمرة إلى ملاحقة إحدى حريفات الأستاذة سعيدة العكرمي وهي السيدة سماح بنت رشيد الجندوبي المصحوبة بطفلها لقمان ( 3 سنوات ) حال مغادرتها المكتب و لما وصلت محطة الحافلات ببرشلونة فوجئت به يمسكها من ثيابها و يطلب منها بطاقة هويتها  وبسؤالها له عن هويته وصفته تعمد اختطاف ابنها الذي كان في حضنها و فر به جهة نهج فرحات حشاد قاطعا سكة المترو مما تسبب للحريفة في فزع ورعب دفعها للصياح و الاستنجاد بالمارة فاضطر إلى تسليمها الطفل وحاول إجبارها على التوجه إلى أحد الأنهج الخالية من المارة  و لما واجهته بالصياح طاردها حتى نهج المحطة أين تركها في حالة نفسية يرثى لها خاصة وهي حامل في شهرها الثاني و أمام تعكر حالتها الصحية اضطرت طبيبتها الدكتورة نجاة الصغير الكائنة عيادتها بمصحة المروج إلى إجراء عملية إجهاض للجنين.

 

وحيث أن ما يمارسه أعوان البوليس السياسي من متابعة للحرفاء و إقلاق راحتهم وممارسة العنف ضدهم في حالات كثيرة يمثل اعتداء لا مبرر له على المواطنين الذين لا ذنب لهم إلا اختيار مكاتب المحامين الناشطين في المجال الحقوقي للدفاع عن مصالحهم كما يمثل تعديا صارخا على حرمة مكتب الأستاذة سعيدة العكرمي و على حقها في ممارسة المحاماة بعيدا عن الضغوط طبقا لأحكام الدستور والقانون وتهديدا جديا لحياة حرفائها ولحياتها وسلامتها وزملائها المتعاونين معها في المكتب.

 

فإن الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين :

 

– تندد بهذه الممارسات غير القانونية.

– تطلب وضع حد لمثل هذه التجاوزات الخطيرة التي أدت إلى إزهاق روح بشرية دون وجه حق.

–  و تدعو لمحاسبة العون المسؤول عن هذه الجريمة حتى لا تتكرر في المستقبل.

رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري


 

المجلس الوطني للحريات بتونس
تونس في 4 نوفمبر 2006

البوليس التونسي يشدد محاصرته على المجلس الوطني للحريات

 

     زادت المراقبة الأمنية المتواصلة في جميع الأيّام على المجلس الوطني للحريات تشديدا منذ شهر تقريبا. فقد تم إحكام طوق أمنيّ حول مقر المجلس أيام 31 أكتوبر و 1 و 2 نوفمبر وحوصرت البناية السكنية التي يوجد فيها المقرّ بعدد كبير من عناصر البوليس السياسي.      كما منع أصحاب شكاوى وعائلات مساجين من دخول مكتب المجلس و مضايقة من تمكنوا من الدخول بعد مغادرتهم. وقد اقتيدت السيدة زينب الشبلي، والدة السجين السياسي خالد العرفاوي، يوم 30 أكتوبر إلى مركز الشرطة بمحطة الجمهورية واستجوابها ثم ملاحقتها في الطريق العام، وفي نفس اليوم تم استجواب السيد أحمد الغزواني، والد السجين السياسي غيث الغزواني، في الشارع أمام مقر المجلس.     وكان قد تم تحويل وجهة السيدة سارة لزغب زوجة السجين السياسي خالد العيوني ومنال مكّي شقيقة السجين السياسي غيث مكّي يوم 2 أكتوبر إلى مركز الشرطة بنهج كولونيا عند خروجهما من مقر المجلس الوطني للحريات وأجبرا على الإمضاء على التزام بعدم الاتصال بالمجلس مرة أخرى. كما استجوب في نفس اليوم السجين السياسي السابق حسين الجلاصي عند خروجه من المجلس وتم التنبيه عليه بأن « لا يعود ثانية إلى هذا المكان ». أمّا الحسين بن عمر الذي سجن مؤخرا 15 يوما لاحتجاجه على الإقصاء الأمني في مناظرة الكاباس فقد منع من دخول المجلس يوم 30 أكتوبر. وكان قد تم منع الباحث القار بالمجلس سامي نصر من الالتحاق بمكتبه في المقر مرات عديدة خلال السنة الجارية. وتتم مصادرة البريد الموجه للمجلس الوطني للحريات في معظم الأحيان. وفي الآونة الأخيرة صار البوليس السياسي يحول حتى دون بلوغ المراسلات التي ترسلها السفارات عبر موظفيها. ففي 10 سبتمبر الماضي استولى أحد « الأشخاص » على مراسلة موجهة إلى لطفي حيدوري عضو قيادي بالمجلس وقد قدم هذا الشخص نفسه على أنّه المعني بالأمر وطلب من الموظف عدم نقل أي مراسلة إليه مستقبلا. وتكررت نفس الحادثة مع سهام بن سدرين حيث رفض « الشخص » الذي قدم نفسه مكانها  تلقي المراسلة وأمر حاملها بعدم نقل أية مراسلة أخرى من السفارات. ويتواصل قطع الانترنت على المجلس الوطني للحريات بشكل تعسفي منذ أكتوبر 2005 رغم دفع كل معاليم الاشتراك الذي لا يزال قائما في حين ترسل شركة اتصالات تونس فواتير معاليم التزوّد بخدمة ADSL  الذي لا يمكن للمجلس استخدامه رغم تسديد ثمنه. ومن حين لآخر يتم تحويل الاتصالات الهاتفية والفاكس التابعة للمجلس إلى وجهة غير معروفة.      والمجلس الوطني للحريات يذكّر بأنّه لم يتمكّن من عقد جلسته العامة منذ شهر ديسمبر 2004. وقد تم التصدّي لكل محاولة لعقدها مثلما حدث في مناسبتين هذه السنة في 4 فيفري و 21 جويلية، تم خلالها الاعتداء على أعضاء المجلس وهو ما حصل مؤخرا وبشكل فظيع مع السيدة نزيهة رجيبة. ولم تفلح كل الشكاوى التي رفعها مناضلو المجلس إلى القضاء لمعاقبة المعتدين.   والمجلس الوطني للحريات ·       يعتبر أنّ السلطات التونسية تهدف عبر هذه الملاحقات التي يتعرض لها ضحايا الانتهاكات في تونس عند توجههم إلى المجلس الوطني للحريات إلى وضع العراقيل التي تمنع منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان من التدخل وإلى تقليص قدراتها في توثيق المعلومات عن الانتهاكات والدفاع عن الحقوق. ·       يدين المحاصرة البوليسية لمقر المجلس ويجدد تمسّكه بحقه في النشاط القانوني الذي حرم منع تعسّفيا من قبل وزارة الداخلية، ويذكر بأن القضية المرفوعة في تجاوز السلطة ضد وزارة الداخلية تحت عدد 17876 بالمحكمة الإدارية لم يتم النظر فيها منذ مارس 1999. ·       يعبّر عن قلقه للتدهور البالغ لأوضاع حرية التنظم والاجتماع التي لم تمسّ الجمعيات غير المرخص فيها فقط بل طالت المنظمات الحاصلة على الاعتراف القانوني كالرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات. كما أنّ عمليات المنع التي تتم خارج إطار القانون تعتبر دليلا على غياب دولة القانون، وتضييقا لحق التنظم والاجتماع لفائدة الجمعيات الموالية فقط. ·       يذكّر بأنّ حق النشاط القانوني وحرية الاجتماع مضمونان بالدستور التونسي والمواثيق الدولية التي وقّعت عليها الدولة التونسية، وبالتالي ليسا حكرا على مجموعة دون غيرهم من المواطنين.
عن المجلس الناطقة الرسمية سهام بن سدرين


الرئيس زين العابدين بن علي يقرر العفو على عدد من المساجين

 
اجتمع الرئيس زين العابدين بن علي يوم السبت بالسيدين رفيق بلحاج قاسم وزير الداخلية والتنمية المحلية والبشير التكارى وزير العدل وحقوق الانسان. وبمناسبة الذكرى التاسعة عشرة لتحول السابع من نوفمبر قرر رئيس الجمهورية العفو على عدد من المساجين بالحط من العقاب بالنسبة الى البعض منهم وطرح بقية العقاب بالنسبة الى الاخرين الذين من بينهم من تمتع بهذا الاجراء بموجب العفو التاهيلي. وأحاط وزير العدل وحقوق الانسان سيادة الرئيس علما بنتائج اعمال لجنة العفو التي نظرت في مطالب استرداد الحقوق واطلع رئيس الدولة بذات المناسبة على نتائج لجنة السراح الشرطي التي تم على ضوئها تمتيع عدد من المساجين الذين تتوفر فيهم الشروط القانونية بالسراح الشرطي.
 
(المصدر:  موقع أخبار تونس بتاريخ  4 نوفمبر 2006)


الرئيس زين العابدين بن علي يسلم أوراق اعتماد عدد من سفراء تونس بالخارج

 

قرطاج 3 نوفمبر 2006 (وات) انتظم يوم الجمعة موكب رسمي تولي اثناءه الرئيس زين العابدين بن علي تسليم اوراق اعتماد عدد من سفراء تونس بالخارج وهم:

 

علي التوالي السادة والسيدة /غازى جمعة سفيرا لتونس بانقرة /حاتم الصائم سفيرا لتونس بطهران /هشام بيوض سفيرا لتونس بالكويت /سلوى البحرى سفيرة لتونس ببوخارست /رومانيا/ /محمد السديرى سفيرا لتونس بابو ظبي.

 

وقد ادى السفراء الجدد بالكويت وبوخارست وابو ظبي اليمين امام رئيس الجمهورية وحضر الموكب وزير الشؤون الخارجية.

 

(المصدر: وكالة إفريقيا تونس للأنباء بتاريخ 3 نوفمبر 2006)


 

رئيس الدولة يشرف على مجلس وزاري للنظر في وضع قطاع الطاقة

 

خصص مجلس وزارى انعقد يوم باشراف الرئيس زين العابدين بن علي للنظر في وضع قطاع الطاقة وافاقه المستقبلية.

واستعرض المجلس في هذا الاطار سير الجهود لتوفير موارد الطاقة من حيث الانتاج واحكام استغلال هذه الموارد الاساسية لحاجيات البلاد في مختلف الميادين.

كما استعرض المجلس الوسائل الكفيلة بتحقيق الأهداف المنوطة بهذا القطاع خلال السنوات القادمة.

واقر في هذا الصدد ما يلي:

– مزيد تحفيز الاستثمارات في مجال استكشاف والتنقيب عن المحروقات.

– السماح للمؤسسة التونسية للأنشطة البترولية بالمساهمة في عمليات استكشاف في تونس وفي الخارج.

– مواصلة برامج الاقتصاد في الطاقة وتكثيف الجهود في مجال الطاقات البديلة والمتجددة ولا سيما مشروع المحطة الهوائية المبرمج إنجازه في ولاية بنزرت.

– متابعة إنجاز مشروع مصفاة الصخيرة ومشروع المحطة الكهربائية بالهوارية.

ومن جهة أخرى أذن الرئيس زين العابدين بن علي بتكليف الشركة التونسية للكهرباء والغاز بالشروع في الدراسات لتطوير إنتاج الكهرباء بالطاقة النووية. (ملاحظة من تحرير « تونس نيوز »: الله يرحمك حيا وميتا يا دكتور بشير التركي. عندما اقترحت على الحكومة في بداية السبعينات التوجه إلى الإستفادة من الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء سخروا منك ووصفوك بشتى النعوت بل اضطروك للخروج من بلدك والعمل لفترة في ليبيا وغيرها من بلدان العالم.. واليوم بعد أن خسر البلاد والعباد 35 عاما ثمينة بأيامها ولياليها « يـأذنُ » رئيس الدولة التونسية – الحاكم بأمره – بـ « الشروع » في الدراسات لتطوير إنتاج الكهرباء بالطاقة النووية!!! هكذا تسير الأمور اعتباطا وبدون أي منطق عقلاني في الدول التي يُستبد فيها بالرأي والقرار والتي لا يُستمع فيها لرأي العلماء والخبراء وأهل الذكر بل يكون مصيرهم – إذا كانوا حريصين على الإحتفاظ بكرامتهم واستقلاليتهم وشرفهم – التهجير والتنكيل والسجن والتجويع والإهانة والطرد).

 

وشدد رئيس الدولة على مواصلة الجهود في مجال ترشيد استهلاك الطاقة وإيلاء هذا المجال العناية اللازمة بتشريك كل الأطراف المعنية لتفعيل مختلف البرامج التي وضعت للغرض.

 

(المصدر: وكالة إفريقيا تونس للأنباء بتاريخ 3 نوفمبر 2006)

 


تقرير: ست دول عربية تسعى للحصول على الطاقة النووية

 

دبي (رويترز) – أفادت مجلة اقتصادية معنية بشؤون الشرق الاوسط يوم السبت ان ست دول عربية على الاقل تعمل على تطوير برامج محلية للطاقة النووية لتنويع مصادر الطاقة.

 

ونسبت مجلة ميدل ايست اكونوميك دايجست الى توميهيرو تانجوتشي نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية قوله ان السعودية ومصر والمغرب والجزائر أبدت اهتماما بتطوير محطات تعمل بالطاقة النووية لتعمل بالاساس في تحلية المياه.

 

ونسب اليه القول « أجرينا مناقشات أولية مع هذه الحكومات وسنقدم لهم المساعدة في اطار البرنامج الاستشاري الفني لدينا من أجل اجراء دراسة خاصة بمحطات الطاقة. »

 

وأضافت المجلة ان تونس والامارات العربية المتحدة أبدتا أيضا اهتماما بالطاقة النووية. ولكن خططهما في مرحلة أولية.

 

ويقول محللون انه الى جانب الحاجة لموارد بديلة للطاقة فان كثيرا من الدول العربية قلقة بشأن طموحات ايران النووية.

 

وتسعى القوى الغربية للوصول لاتفاق مع ايران بوقف البرنامج النووي.

 

وتقول ايران ان من حقها تطوير الوقود النووي الذي تقول انها تريده لاغراض سلمية ولكن الغرب يخشى من استخدامه في صنع قنابل نووية.

 

وقال مسؤول روسي هذا الاسبوع ان البرنامج النووي المصري هو الاكثر تقدما في العالم العربي. وتتطلع روسيا للمشاركة في مناقصة لانشاء محطة للطاقة النووية في مصر.

 

وأمرت مصر باجراء دراسات من أجل بناء محطات للطاقة الذرية بعد ان دعا الرئيس المصري حسني مبارك الى حوار وطني في هذه القضية.

 

وقالت مجلة ميدل ايست اكونوميك دايجست ان خطط الجزائر تأتي في المرتبة الثانية بعد مصر من حيث مدى تطورها.

 

(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 4 نوفمبر 2006)

 

تونس على «سي. ان.ان»: من قلب الشرق الاوسط

بيروت     الحياة     – 04/11/06// هل تعرفون نائباً عربياً يدعى روجر بيسموث؟ ربما لا يعرفه احد خارج تونس، ذلك انه اليهودي الوحيد الذي ينتمي إلى هيئة تشريعية في العالم العربي، وتحديداً في تونس. ولمزيد من المعلومات عنه يحطّ برنامج «من قلب الشرق الأوسط» هذا المساء في تونس ليسلط الضوء على حياة بيسموت ومن خلاله على مظاهر التواصل بين اليهود والمسلمين في هذا البلد، إضافة الى أنماط التعايش السلمية في ما بينهم، مقارنة بالأماكن الأخرى في المنطقة. ثم تزور مقدمة البرنامج هالة كوراني أحد المعالم المعمارية التي أصبحت موقعاً سياحياً.

وهكذا تبحر كوراني في البداية في حياة بيسموث ومسيرته بعدما حقق نجاحات بارزة في عالم الأعمال، هو الذي بدأ العمل باكراً (13 سنة) في عمليات الحفر لشركة إنشاءات، ثم شق طريقه إلى الأمام، وسرعان ما أصبح أحد رجال الأعمال الناجحين. إذ يمتلك اليوم إحدى أكبر مجموعات الأعمال في تونس.. من هنا تسأله كوراني إلى من يعود الأثر الأكبر في نفسه؟ إلى أصدقائه أم الى عائلته والمقرّبين منه، أم الى العلاقات السلمية الوطيدة التي نجحت تونس في إرسائها بين اليهود والمسلمين من سكّانها.

على صعيد آخر، تعرفنا كوراني في هذه الحلقة أيضاً كيف أصبح الميناء الذي بناه ملك اليهودية هيرودوس-والذي غرق قبل 2000 سنة – وجهة تستقطب السيّاح. وينتهز مراسل البرنامج بين ويدرمان، هذه الفرصة ليغطس في المرفأ آخذاً المشاهدين في جولة مثيرة، ليكشف خلالها روعة الأعمال المعمارية لحضارة عهد الرومان، وحطام السفن التي أصبحت متحفاً مميّزاً في أعماق البحار. ولا تقف الحلقة عند هذا الحد، بل تسافر كوراني أيضاً إلى مدينة مطماطة، لتلقي نظرة عن كثب على الكهوف التي يقطنها المواطنون هناك، والتي ظهرت في النسخة الأصلية من سلسلة أفلام «حرب النجوم». «من قلب الشرق الأوسط» يعرض اليوم في الساعة 19:30 بتوقيت غرينتش.

 
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 4 نوفمبر 2006)


الجالية التونسية المتضرر الأول من إغلاق سفارتنا في الدوحة

رشيد خشانة

 

قررت الحكومة استدعاء السفير التونسي من الدوحة وإغلاق سفارتنا في قطر في خطوة فاجأت جميع المراقبين لأنها بدت غير متناسبة مع « الجريمة » المنسوبة للدولة القطرية والمتمثلة في السكوت على ما بثته قناة « الجزيرة » من برامج عن تونس في الفترة الأخيرة.

 

وجاء القرار بناء على بث « الجزيرة » ثلاثة برامج عن تونس، الأول كان حلقة من برنامج « ما وراء الخبر » خصصت لموضوع الحجاب في تونس وأعطيت خلاله الكلمة مطولا لممثل وجهة النظر الرسمية. أما الثاني فكان حوارا مع « ضيف المنتصف » الدكتور منصف المرزوقي الذي نادى إلى تبني المقاومة السلمية لمواجهة الإستبداد، وكان في مقدور السفير التونسي بالدوحة أو أي مسؤول آخر أن يطلب الرد على تلك الدعوة فيبادل الكلام بكلام مثله. لكن السلطة استشاطت غضبا وتعاملت مع « الجزيرة » كما تتعامل مع « الملاحظ » أو « الحدث » أو « الشروق » ظانة أنها ستأتمر بأوامرها وتكف عن دورها الإعلامي. واتهم بيان رسمي « الجزيرة » بتنظيم « حملة مغرضة تستهدف الإساءة لتونس » و »بفتح المجال للتحريض على أعمال الشغب والنداء للفتنة » كما جاء في بلاغ صادر عن وزارة الشؤون الخارجية في 25 اكتوبر الماضي، فيما أطلقت أبواق جوقة الغربان في تونس لشن حملة شعواء على « الجزيرة ».

 

غير أن مدير القناة الزميل وضاح خنفر نفى في بيان وزع على وسائل الإعلام أن تكون لدى « الجزيرة » أية أجندة سياسية ضد تونس أو أية جهة أخرى، قائلا « نحن نأسف للقرار التونسي ونؤكد مرة أخرى أننا ملتزمون بالرأي والرأي الآخر ». وفي معرض تعليقه على بيان وزارة الخارجية التونسية أوضح خنفر « عندما نستضيف شخصيات للحديث فإن ذلك لا يعني أن الجزيرة تتبنى مواقفهم »، كما أكد ترحيب القناة « بأي مسئول أو ناطق تونسي يود الحديث في القناة ».

 

وفي اتصالات هاتفية مع أفراد من جاليتنا المقيمين في الدوحة أكد هؤلاء ل »الموقف » أنهم المتضررون الوحيدون من قرار غلق السفارة لأنها توفر لهم المعاملات الإدارية اللازمة لهم ولأفراد عائلاتهم. وتقيم في قطر آلاف الإطارات التونسية التي تحظى بسمعة عالية لكفاءتها وجديتها واستقامتها، وهي تحتل مواقع متقدمة خاصة في قطاع الصحة والنفط والإعلام والتربية والرياضة والكهرباء. كما أن الدوحة تضم المدرسة التونسية الوحيدة في منطقة الخليج، وتحتاج المدرسة طبعا إلى وجود مصالح إدارية تونسية إلى جانبها لضمان السير الطبيعي لهذه المؤسسة التربوية في ظل بعدها عن الوطن، فكيف ستحل مشاكلها ومشاكل أولياء التلاميذ المسجلين فيها والسفارة مغلقة؟ بهذا المعنى سيؤدي قرار الحكومة المتسرع بإغلاق السفارة إلى معاقبة أفراد جاليتنا أكثر مما يؤدي لمناكفة السلطات القطرية أو الضغط عليها.

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة الموقف، العدد 379 بتاريخ 27 أكتوبر 2006)

 


 

الديمقراطي يتضامن مع أسر السجناء السياسيين

 

أصدر الحزب الديمقراطي التقدمي بيانا عبر فيه عن « انشغاله الكبير للإضراب عن الطعام الذي شنه عدد من أقرباء المساجين السياسيين في بيت المحامي السجين محمد عبو بمناسبة عيد الفطر الذي يُفترض أنه مناسبة لإعادة الفرحة إلى وجوه أبناء السجناء وزوجاتهم، بعد انتظار دام أكثر من خمسة عشر سنة بالنسبة لبعضهم » كما جاء في البيان. واعتبر الحزب أن الإضراب عن الطعام هو آخر سلاح بأيدي العائلات من أجل تحسيس الرأي العام بطول الفترة التي قضاها أبناؤها بعيدا عن بيوتهم وقساوة الأوضاع التي تعيشها العائلات نفسها، وذلك بعد أن أغلقت أبواب التظلم أمامها وآخرها الهيئة العليا لحقوق الإنسان التي أصبحت ترفض حتى استقبال أسر السجناء والإستماع إلى شكاويها. وأكد بهذه المناسبة إدانته لمنع عدد من عائلات السجناء من الإنضمام إلى المضربين والمضربات واعتداء أعوان بالزي المدني عليهم، وطالب بفتح قنوات الحوار معهم والعمل على تلبية مطالبهم المشروعة، مجددا دعمه لمطلب الإفراج عن جميع المساجين السياسيين في إطار سن عفو تشريعي عام بوصفه الحل الأمثل لمشكلة سجناء الرأي.

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة الموقف، العدد 379 بتاريخ 27 أكتوبر 2006)


 الموقف: بعد خوصصة 202 مؤسسة عمومية أين صُرفت المداخيل؟

 

علمنا أن الجانب التونسي يعتزم بيع حصته المقدرة ب50 في المئة في كل من « بنك تونس والإمارات » و »البنك التونسي الكويتي للتنمية » اللذين أنشئا في مطلع الثمانينات بصفتهما بنكين تنمويين قبل تحويلهما أخيرا إلى بنكين تجاريين. وخُفَض رأس مال « بنك تونس والإمارات » من 100 مليون دينار إلى 20 مليون دينار في العام الماضي. ولم يتسن معرفة الصيغة التي ستُعتمد لدى تخصيص البنكين أو ما إذا كانت الأسهم ستباع لمستثمرين محليين فقط أم للأجانب أيضا. وفي الإطار نفسه تطلق الحكومة قريبا عملية تخصيص « البنك الفرنسي التونسي » في ثاني خطوة من نوعها بعد تخصيص « الإتحاد الدولي للبنوك » سنة 2004 و »بنك الجنوب » العام الماضي. إلا أن « البنك الفرنسي التونسي » ليس بنكا مشتركا وإنما هو مصرف تجاري تسيطر « الشركة التونسية للبنك » على 78 في المائة من رأسماله. ومعلوم أن بنك « سوسييتي جينرال » الفرنسي اشترى أغلبية الأسهم في « الإتحاد الدولي للبنوك » فيما اشترى بنكا « ساتندار » الإسباني و »الوفاء التجاري » المغربي أكثرية الأسهم في « بنك الجنوب ».

 

وتأتي هذه الخطوات الجديدة في مسار الخوصصة في وقت أظهرت فيه إحصاءات وزارة التنمية الإقتصادية أن مداخيل الخوصصة بلغت 2.5 مليار دينار حتى الآن. وفي إطار هذا المسار تعرضت 100 منشأة عمومية للخوصصة الكاملة فيما شملت عمليات الخوصصة الجزئية 39 منشأة فقط، وتمت تصفية 40 منشأة أخرى لضعف الأمل في إنقاذها وإصلاح أوضاعها. كما تم فتح رأس مال 11 مؤسسة لمساهمات القطاع الخاص في إطار مناقصات عمومية، وتمت إعادة هيكلة 6 مؤسسات أخرى فيما تنازلت الدولة عن 5 مؤسسات عمومية خاسرة.

 

وأتت غالبية مداخيل الخوصصة من قطاع الإتصالات في أعقاب بيع 35 في المئة من رأس مال « اتصالات تونس » لمجموعة « تيكوم ديج » الإماراتية، فيما أتى القطاع الصناعي في المرتبة الثانية من حيث المداخيل. ومازالت هناك مؤسسات كبيرة معروضة للتخصيص في مقدمتها مصانع « الشركة الوطنية لإطارات السيارات » (ستيب) التي دمرتها التجارة الموازية وورشات « الشركة الوطنية لصناعة السيارات » ( (ستيا) و »الشركة الوطنية للتأمين وإعادة التأمين » (ستار) و »الشركة الوطنية لتوزيع مشتقات النفط » (عجيل) التي تخطط الحكومة للتخلي عن 35 في المئة من رأس مالها في الفترة المقبلة. وتستأثر  » عجيل  » ب47 في المئة من السوق المحلية لتوزيع المحروقات وتملك 188 محطة خدمات تشمل جميع الولايات.

 

والسؤال الذي يتردد بصدد مداخيل الخوصصة هو التالي: إلى أين تذهب تلك المداخيل، وطبقا لأي مقاييس يتم توزيعها؟ ويترتب على ذلك سؤال فرعي: من يتولى مراقبة صرف تلك المداخيل والتأكد من كونها ذهبت إلى وجهتها الصحيحة عدا الوزارة الأولى التي هي الخصم والحكم في هذه الحالة؟

 

فاروق النجار

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة الموقف، العدد 379 بتاريخ 27 أكتوبر 2006)

 


 

كــــن ايجابيـــا…

شــارك في حملــة الـمليون بريد الكتروني إلى علمــاء الأمة

نصـــرة للإســــــلام و المسلمــات المحجبات في تونــــس

 

أخي في الله .. أختي في الله ..

 

كلنا يتألم لما يحدث للمسلمات في أرض جامع الزيتونة المعمور .. و كلنا يسأل كيف ننصرهن ..

 

انطلاقا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرالذي يأمرنا به ديننا، جاءت فكرة هذا المشروع الذي يهدف إلى إيضاح موقف علمائنا الأفاضل في هذا الموضوع و أن يتصدوا للدفاع عن الإسلام و المسلمين في كل مكان.

 

أخي في الله .. أختي في الله ..

 

لا يحقرن أحدكم من المعروف شيئا، لا تسكت عن الظلم،

 

أخي المسلم أينما كنت، أنت وليّ تلك المسكينة المجاهدة المحجبة التي ينتزع الحجاب من فوق رأسها في تونس. يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة التوبة:  وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيم. )التوبة 71. ( ويقول عز وجلّ :  وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِِ ( الأنفال : 25).

 

أخي في الله أنكر المنكر بقلبك ولسانك فهذا في متناولك. كن بحقّ من خير أمة أخرجت للناس. قال تعالى : كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وتَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ (آل عمران : 110).

 

 ساهم أخي في هذه الحملة حتى لا يكون مصيرنا مثل مصير من قبلنا :  لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ . كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (المائدة: 78- 79).

 

ابعث بالنص المصاحب إلى كل المواقع الإلكترونية التي تعرفها و إلى كل عناوين المشايخ والعلماء و الدعاة ..

مرره إلى كل من تعرف ..

 

أرسل دائما نسخة إلى :

 

 رئيس اتحاد علماء المسلمين: الشيخ يوسف القرضاوي،

feedback@qaradawi.net

 

الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين : محمد سليم العوا،

council@iumsonline.com

 

رئيس رابطة العالم الإسلامي : الدكتور كمال الدين احسان أوغلو.

info@oic-oci.org

cekart@oic-oci.org

observatory@oic-oci.org

 

جزاكم الله خيرا.

 

 

منــــاشدة

دفــــاعا عن الإســـــلام في بلد الزيتــــونة

 

الشـــيخ الـفـــاضل

الســلام عليكم و رحمـــة الله و بركـــاته و بعــــد

 

من المؤكــد أنكم سمعتم عن محنة الحجــاب و منعـه و محاربتـــه و محــاربة اللاتي يلتزمن به في تونس. إن المسلمات يستصرخنكم و يطلبن منكم الصــدع بكلمة الحق في هذا الأمر.

 

الشـــيخ الـفـــاضل

هل الحجاب أمر شرعي ورد في نص واضح لا يقبل التأويـــل أم أنه كمــا يدعون « زيـّـا طائفيّا » و لايمتّ للإسلام بصلة ؟

 

الشـــيخ الـفـــاضل

هل يعقل أن يشــن بلد عضوٌ في منظمة المؤتمر الإسلامي و جامعة الدول العربية حربا على نص صريح من القرآن الكريم و لا يجد من يرشده و يردّه عن ظلمه ؟

 

الشـــيخ الـفـــاضل

رجــاؤنا فيكم أن توضحوا رأي الشرع في من يمنع الحجاب و يلاحق الملتزمات به و أن تسعوا إلى الضغط عليه.

 

جزاكــم الله خيــرا و نصــر بكم الديــن و أعلى بكم كلمة الحق و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.  

 

adresse email pour la compagne: forhijab@yahoo.fr

 


ماذا بعدما تحقَّقت سياسات العهد القديم في العهد الجديد وعـمّ الظلم والفساد كل البلاد ؟

خميس قشة – هولندا (*)

 

تؤكد الأحداث والوقائع المتوالية في تونس الخضراء  أن العهد الجديد امتداد طبيعي و استمرار حثيث للعهد القديم، نظام الدكتاتور السابق  بورقيبة، والوضع الحالي شبيه بما كانت عليه البلاد في أواخر الثمانينات عندما اشتدت الأزمة بين الحكومة و التيار الإسلامي، تٌوج  بتغيير السابع من نوفمبر الذي رفع شعار حماية المقدسات ورد الاعتبار للدين والتصالح مع الشعب وَاعِدا بجعل تونس نموذجا للتحضر والرفاهية والتمدن والحرية والتسامح  والمساواة قائلا: لا مجال للقهر والظلم بعد اليوم، فصفق وهتف له الشعب التونسي المتعطش للحرية والديمقراطية تأييدا ومساندة، وبعد مرور قرابة عشرين سنة عن الانقلاب، يَتجرع  المواطنون مرارة الحزن والحسرة بعدما  تبين أن الأمر مجرد دعاية وتضليل وخطب وشعارات رنانة جنى الشعب من خلالها  حصادا مرا، فحامي الحمى والدين  لم يحمي الحمى بل كثر الفقر وعم الظلم والفساد وتفشت الرشوة والمحسوبية و نهبت خيرات البلاد من أصهاره وعائلته المتنفذة.. ولم يكن للدين عنده أية حرمة إلا ادعاءا وزورا…

 

و »جديد »  العهد الجديد  في هذا السنة  الحملة على الحجاب (منشور 108 مشروع التركة) بإجبار نساء وبنات تونس على ترك الحجاب ونزعه بالإكراه من على رؤوس الطالبات ونعته بأبشع الصفات وأقذرها.. و يأتي هذا بعد فضيحة تدنيس القرآن الكريم في سجن برج الرومي بتونس العاصمة على يد المدعو عماد العجمي مدير السجن بركل المصحف الشريف بقدمه، إهانة منه لكتاب الله و إمعاناً في إيذاء المساجين، ، و تأتي هذه الأعمال الشنيعة  في سياق مسلسل محاربة الإسلام وأهله في تونس الزيتونة و في مواقع مختلفة وبصور متعددة طوال هذه الفترة بعد إقرار خطة تجفيف منابع التدين وما تبعها من  انتهاك لحرمات المساجد والزج بالدعاة والعلماء  والنساء والشباب المتدينين في السجون فأوذوا وعذبوا ونكل بهم وبأهلهم وتم تشريدهم …

 

إنها فترة من المعاناة  تشهدها تونس طيلة هذه الحقبة عمت كل البلاد التونسية من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب ولم تسلم منها المناطق الريفية النائية و المهمشة والبعيدة عن الاهتمام والمحرومة من مختلف قطاعات التنمية و المرافق الضرورية ومواطن الشغل و العلاج …مثل مدينة مللولش (**) الريفية مسقط راسي التي بدأت معاناتها مع  بداية الحملة التي شنها نظام بن علي على الإسلاميين في تونس منذ بداية سنة 1990، والتي لم تقتصر على المعارضين، والسياسيين، والمحايدين بل امتدّت إلى  كل العائلات والأفراد الذين يُشهد لهم بالاستقامة في السلوك والأخلاق، وتمثلت هذه المظالم في اعتقالات بالجملة حيث اعتقل أكثر من 200 شخص سجن منهم 35 شخصا معظمهم من الشباب  أطلق سراح اثنين منهم بعدما اكرهوهما على إفطار رمضان وسب الجلالة عند التحقيق.. ..   وسيق بقية شباب المنطقة إلى مراكز التعذيب بمنطقة الحرس الوطني بولاية المهدية، ومورست علينا أنواع من التعذيب مازالت آثارها إلى الآن حيث الضرب بالعصي و التعليق لأكثر من شهر، من طرف الجلادين:  عياد الحاج عمر فرقة مقاومة الإجرام  وامبارك امبارك رئيس فرقة التفتيش بالمهدية، وعبد  الرزاق الدرمش الشرطة العدلية  وعبد الله المهداوي وحسين الماجري فرقة الحرس الوطني، وتم تضييق مسالك العيش على  أهلنا وأقاربنا  فلا يسمح لهم بالسفر و لا باستخراج جوازات السفر، ولم تزل بيوتنا تروع بشكل متكرر الى الآن.

 

بل إن ابن عمي الهادي بن حسين قشة، والأخ محمد فقيرة والحاج مفتاح بن جدو وبقية المسرحين الذين قضوا عقوبة السجن التي تراوحت بين سنة ونصف وسبعة سنوات  سحبت منهم كل وثائقهم الرسمية بعد خروجهم من السجن، وهم محرومون من ممارسة ابسط حقوقهم وعلى وجه الخصوص حقهم في التنقل والعمل والدراسة  و لا يزالون يلاحقون و يضيق عليهم بأشكال شتى منها الإمضاء لدى دوائر الأمن.. وأكثرهم ممنوع من السفر لأنهم لم يتمكنوا من استخراج جوازات سفر وهويات رغم مراجعة الدوائر الرسمية… فيما استشهد الأخ محمد الحاج محمد شهر البشير من قرية أولاد جاب الله الذي كان يتهيأ للزواج في حادث سير مشبوه ومدبر حيث صدمته سيارة احد المخبرين ليلا ولاذ بالفرار سنة 2004م لم يكشف عن ملابسات وخبايا الحادث حتى الآن، بعدما سجن في مناسبتين  الأولى سنة ونصف وأرجع  إلى السجن سنتين ونصف بدعوى مخالفته  قرار المراقبة الإدارية.

 

لقد ضاقوا به ذرعا رحمه الله  لعدم انصياعه للقوانين الجائرة من المراقبة الإدارية اليومية ومنعوه من الشغل حتى تخلصوا منه بطريقتهم الخاصة، كما شرد  أكثر من 45 رجلا وامرأة من أبناء المدينة خارج الموطن و الوطن  …

 

ولم تسلم هذه المدينة المنكوبة في أهلها وأبنائها من الحملات الجارية والمستمرة التي يتعرض لها الشعب التونسي كله في سياق الحملة على الحجاب  حيث أجبرت 35 فتاة في المعهد الثانوي بالمدينة على نزع الحجاب وحرمان  3  منهن من مزاولة دراستهن لرفضهن نزع حجابهن  كما طرد 7 أخريات من العمل في معمل للخياطة  وإحدى الصيدليات  بعدما خيرهن أرباب العمل بين التمسك بالحجاب أو مغادرة الشغل.

 

هذا حصاد حامي الحمى والدين في تونس عامة وفي مدينة مللولش خاصة، ظلم وقهر واستبداد عم كل البلاد و شمل كلّ مجالات الحياة، حتى أضحت المآسي  الاجتماعية الميزة اليومية لحياة سكانها الآمنين…

 

وفي ختام هذه الرسالة أحيي  كافة سكان مدينتي مللولش الصابرة والمحتسبة لهذا البلاء واشكرهم على وقفتهم النبيلة بدعمهم المادي والمعنوي. للأسر والعائلات المتضررة وخاصة البنات المستهدفات من هذه الحملة الأخيرة… و أناشد كل صاحب ضمير حي و كل غيور على كرامة و حقوق الإنسان و كل شرفاء مؤسسات المجتمع المدني، و مناصري المظلومين والمضطهدين في العالم، أن يساهموا في رفع معاناة التجويع و التشريد و الترويع و الظلم والتعذيب عن شعب تونس وعن أهلي وأقاربي وسكان مديني مللولش الحبيبة حتى  تنتهي هذه المأساة المرة و المستمرة منذ أكثر من 16 سنة.

 

(*) خميس بن علي قشة، لاجئ تونسي من مدينة مللولش مقيم بهولندا.

(0031616044772)

kamis@wanadoo.nl

 

(**) تقع مدينة مللولش على الساحل الشرقي للبلاد التونسية وهي معتمدية ومنطقة بلدية وتتكون المدينة من عدة قرى وعروش و هي:أولاد إبراهيم، أولاد أحمد، أولاد الحاج ، أولاد عبد الله ، أولاد المبروك  أولاد الماسخ، أولاد جاب الله، تبلغ مساحتها 9500  هكتار وعدد سكانها أكثر: 9702  نسمة وتشتهر بالزيتون وزراعة الجلبان والقمح و الشعيرو تربية الماشية و الصيد البحري…

   


هل يمكن تعديل الساعات السياسية والمدنية في تونس؟

مع استئناف التوقيت العادي في تونس ينبغي الاعتراف أن تعديل الساعات السياسية والمدنية ليس بالأمر الهين خصوصا إذا كانت عقارب الساعة الحزبية ونوابض التنافس الديمقراطي جديرة بالصيانة والتعهد والتجديد.
أحد السياسيين في تونس أعرب في الفترة الأخيرة عن إيمانه بأن دور الأحزاب يتناقص ويتقلص ودور المجتمع المدني يتطور … وأن المستقبل هو للأحزاب التي لها ارتباط أكثر وتفرع أكثر وأقوى بالمجتمع المدني داعيا مناضلي حزبه الحاكم إلى الدخول في الجمعيات وبعث جمعيات يكون لها إشعاعها الوطني وإشعاعها في الخارج. نظريا هذا الكلام الصريح حول تراجع دور الأحزاب ـ ولا سيما منها الشمولية التي أصابها الوهن والانحلال ـ صحيح مائة بالمائة ، وتؤيده الدراسات العلمية المحايدة وترجعه إلى عدة عوامل لعل أهمها تراجع مكانة الدولة الوطنية التي ارتبطت بها الأحزاب الحديثة منذ نشأتها ، وذلك أمام زحف العولمة أو دولة العالم ، إلى جانب تهلهل صورة السياسيين وسمعتهم وتقلص الشحنات الايديولوجية للأحزاب التقليدية حتى أصبح بالكاد يمكن التمييز بينها، مع بروز الحركات الاجتماعية وشبكاتها الدولية في التسعينات لتصبح الاكثر حركية واستقطابا للشارع و تعبيرا عن مشاغل المواطنين المباشرة وإثارة للاهتمام وقدرة على المبادرة والرقابة والاحتجاج والتحرك وتقديم البدائل.
أما من الناحية الواقعية والمحلية فيتعيّن عدم حذف النقاط عن الحروف التونسية. و عندما يتعلق الأمر بالحديث عن المستقبل فمن الأجدى عدم ترك الانطباع للمهتمين بالشأن العام بأنهم يستمعون إلى صوت الماضي و ما كان يحدث على امتداد سنوات طويلة ببلادنا من تعبئة شاملة واحتواء مطلق للمجتمع المدني من طرف الحزب الدستوري حرا واشتراكيا وديمقراطيا إلى درجة أنه يتعذر التمييز بين الدولة والمجتمع المدني والحزب الذي يمتلك الرقم القياسي العالمي لنسبة عدد المنخرطين من مجموع عدد السكان.
وهنا يجدر التساؤل: لماذا الاعتقاد والشعور بأن معظم الجمعيات والمنظمات التونسية التي تدور منذ عقود في فلك الحزب الحاكم عندنا ليس لها إشعاع وطني أو خارجي، في حين أنها تعدّ بالآلاف؟ والأكيد أن إشعاعها مرتبط وثيق الارتباط بمصداقيتها واستقلاليتها إلى جانب روح التطوع والالتزام والكفاءة والاعتماد على الموارد الذاتية وليس موارد الدولة.
وإذا كان من غير المحبذ بل من غير المتاح أن تحذو أحزاب المعارضة التونسية حذو الحزب الحاكم (باستثناء تلك التيارات والأحزاب غير المعترف بها التي نجد لها حضورا تقليديا مؤثرا نسبيا في الجامعة وفي النقابات والجمعيات النادرة المستقلة) فليس من المتوقع في مستقبل قريب أن تبادر بدورها إلى دعوة مناضليها إلى بعث جمعيات جديدة قريبة منها ما دامت تؤمن أن استقلالية الجمعيات والمنظمات عن الدولة والمجتمع السياسي شرط ضروري لقيام مجتمع مدني حقيقي قادر على القيام بدوره الكامل والوازن إزاء الدولة من دون ضدية ولا تبعية. ولو أنه ينبغي الإقرار أن الاستقلالية كثيرا ما تتحول إلى شعار مرفوع فقط في وجه الآخر، وهذا ليس خاصا بتونس بل بكافة بلدان العالم، فحين تذكر مثلا منظمة مزارعين بلا أرض أو المنتدى الاجتماعي في البرازيل فلا يتوهمن أحد أن حزب العمال البرازيلي بعيد عن الموضوع والعكس صحيح. ومن يتحدث عن الكنفيدرالية العامة للشغل في فرنسا يعلم جيدا أن الحزب الشيوعي الفرنسي على علاقة تاريخية وثيقة بها… وفي المقابل نجد أن الجمعيات البيئية هي التي أسست في ألمانيا وسويسرا وغيرهما أحزاب الخضر أما النقابات في أنقلترا فهي التي بعثت حزب العمال الجديد. وهذا يعني أنه يصعب الفصل بين المجتمع المدني والأحزاب، فالجمعيات أو النقابات تحتاج إلى صوت سياسي يتبنى مطالبها ومركز قرار يدعم برامجها وأهدافها. أما الأحزاب الطامحة للوصول إلى السلطة أو المحافظة عليها فتحتاج بدورها إلى روافد مدنية لتوجهاتها ومساندة لها في المناسبات التعبوية والانتخابية والاستحقاقات المختلفة.
ومع ذلك نعود لنؤكد أن انحسار دور الأحزاب السياسية وقيام المجتمع المدني بدور سياسي مباشر ليس دوره قد يؤدي ـ ولا سيما في بلدان العالم الثالث حيث بنية الدولة ضعيفة داخليا ومهددة خارجيا ـ إلى فوضى عارمة وقد أدى بالفعل في بعض هذه البلدان (مثل هايتي) إلى كارثة، وقد يصل الوضع إلى تهديد كيان الدولة نفسها ووحدتها الوطنية في البلدان التي لا تمتلك بعد مقومات مجتمع مدني بالمعنى الحديث والتعاقدي للكلمة وحيث يسود مفهوم المجتمع الأهلي بخصوصياته التقليدية الوراثية والقبلية والعرقية والطائفية والدينية (وهذا حال أغلب البلدان العربية والإفريقية).
إشكال آخر ينبغي التنبيه إليه، فنحن نعلم أن الحزب الحاكم في تونس أعلن نفسه مؤتمنا على التغيير وعلى مستقبل البلاد ، فهل يعني الاعتراف بتقلص دور الحزب الحاكم عندنا تراجعا موازيا عن ذلك الإصرار على احتكار المستقبل أم أنه اعتراف متأخر بالعجز الإيجابي عن القيام بكل الأدوار السياسية والمدنية من طرف حزب واحد ما زال لا يقبل أن يكون مجرد مؤسسة وسيطة مع الأحزاب الأخرى بين الدولة والمجتمع المدني. وإن كنا نميل إلى اعتبار أن الحزب السياسي حين يكون في المعارضة يكون جزءا لا يتجزأ من المجتمع المدني أما إذا أمسك بمقاليد السلطة وتسيير الدولة فيسقط عنه تلقائيا ذلك الامتياز المدني ويصبح من الضروري فك الارتباط بينهما. وإلا تفاقمت المشاكل والتعقيدات وتعطلت كل الساعات والمسارات.
 
عادل القادري (المصدر: صحيفة « الوحدة » الأسبوعية التونسية، العدد 522 بتاريخ 4 نوفمبر 2006)

بسم الله الرحمان الرحيم من…….. إلى
حافظ بن عثمان ü     من السخرية بالعقول أن يتحدث نظام  بن علي أللذي لا يعترف و لا ينجح في إدارة حوار وطني داخلي و لا يقبل به و يتحدث عن حوار بين الحضارات و يجعله أول الأوليات. ü     من فرط حبه لأبناء حركة النهضة تجد النظام التونسي لا يستطيع مفارقتهم ولو لحظة حتى بعد استكمالهم لمدتهم في السجن و اعتبار إطلاق سراحهم عفو و كرم رئاسي. ü     من قلة الحياء ومرض الانحراف أللذي أصاب هذا النظام حتى أصبح يسلط المنحرفين و المنحرفات على المناضلين أمثال الدكتور منصف المرزوقيولكن هون عليك يا سيدي فالتاريخ القريب  و البعيد يشهد بسقوط كل الطغاة و البغاة. ü      من قرب الفرج يشتد البلاء و بعد كل عسر يسر وبعد كل عسر بيسر. ü     من دناءة أخلاق الرجال إن كانوا فعلا رجال تهديد النساء بالاغتصاب  وقد رأينا بالأمس اليهود الجبناء وهم يطاردون أمهاتنا و أخواتنا بالرصاص بعد هزيمتهم و ذلهم أمام الرجال في لبنان. فأسأل ماذا ترك هذا النظام على ما يفعله اليهود بالفلسطينيات و الأمريكيين بالعراقيات ؟الجواب إنها عقدة إتباع الأسياد. ü     و من الصمت عن إجرام الأمس يمس الظلم اليوم الجميع و بدون استثناء و لا  استئذان
 
إلى أن يرحل نظام بن علي صامدون. مناضلون. صابرون
 
فهل من مزيد؟؟؟؟؟؟؟

أرفض أن يكون الخمار بداية والنقاب نهاية

الحبيب أبو وليد المكني

 

كان بودي أن لا أعود لأكتب في موضوع يتعلق بالحجاب باعتباره شأنا شخصيا يعبر عن جانب من الحريات الدينية التي هي جزء لا يتجزأ من الإسلام و الديمقراطية ولكن ما حيلتي و بعض القوى في تونس وخارجها تأبى إلا أن ترمي به في حلبة الصراع السياسي لتصبح المتحجبة من وجهة نظرهم تعبيرا عن مشروع سياسي يريد أن يفرض نفسه بهدوء و لكنه ينبئ بحلول أخطر الشرور على مكاسب المرأة التي تحققت على مدى القرنين الماضيين؟؟ .

 

الحديث عن الحجاب باعتباره رمزا أو وشما كما يقول البعض ، وخطوة أولى ستتلوها لا محالة خطوات أكثر خطورة على مكاسب المرأة التونسية ، كما يؤكد البعض الآخر ليس حديثا خاليا من كل مصداقية ، وبالتالي قد يكون من الأفضل أن يتواصل حوله الحوار الهادئ الذي يراد به الوصول إلى التقارب وليس التنافر و التحارب ، و لعل ذلك يحتاج أولا و أخيرا إلى التوافق على أرضية مشتركة يكون أساسها أولا احترام الحريات الفردية التي يجب أن تبقى فوق كل الاعتبارات لعلاقتها بكرامة الإنسان التي يجب صيانتها و ثانيا الإيمان بحق الرأي المخالف في التعبير عن نفسه مهما كان موقعه ومهما كانت مؤاخذاتنا عليه .

 

القضية كما نراها تتبلور بالتدريج قد تجاوزت الشأن الشخصي لتصير معبرة عن النمط المجتمعي التي نريده في بلادنا ، و ان اتخذ شكل الحوار الفقهي و الجدل المعرفي و الممارسة الأمنية و ردود الفعل النضالية. فلا بد أن تتحدد المواقف بجرأة و شجاعة حتى يكون حديثنا في جوهر الموضوع وليس على هوامشه لأن كلا منا يريد على عجل تسجيل أكثر ما يمكن من النقاط على حساب خصومه السياسيين والأيديولوجيين وهو لا يدري أنه يحفر شروخا قد تؤدي فعلا إلى إرساء الطائفية .

 

فالذين يقولون اليوم أن الحجاب يمثل وشما سياسيا لطرف سياسي « مهزوم « يحاول أن يلتقط أنفاسه و يأخذ مكانه في الحلبة من جديد لا يتحدثون من فراغ بل هم يدركون جيدا ما يقولون و يعبرون عن موقف سياسي واضح وهو أنهم سيستميتون في المقاومة حتى لا تتحقق أهداف الإسلاميين التونسيين وسيستخدمون في حربهم تلك أجهزة الدولة التي تقع اليوم تحت تصرفهم ، فهي معركة سياسية يجدر أن يخوضها الفريقان بما لديهما من إمكانيات وهذا موضوع لا يهمنا في هذا المقال..

 

أما الذين يزيدون على ذلك قولهم أن الأمر هو بمثابة البداية التي ستنتهي إلى فرض التراجع عن مكاسب المرأة التونسية بدءا بحقها في التعليم والشغل وانتهاء بفرض تعدد الزوجات فيجب أن يكون ردنا عليهم ليس فقط بإلقاء التهم المضادة جزافا ولكن بشرح وجهة نظرنا ومآلات تفكيرنا بالقدر الذي يرفع كل التباس حتى يعرف الشعب حدود مشروعنا في هذه القضايا ويحرم الخصم من فرصة العبث في مناطق الظل التي نتركها و الاستفادة من الالتباس الذي من شأنه أن يمنع الرؤية الواضحة وبالتالي يفرض موقف التريث و التثاقل و التباطؤ في الانخراط في معركة الحريات لدى قطاعات واسعة من الشعب وهو موقف لا يخدم إلا قوى الاستبداد في بلادنا, بل انني أكاد أجزم أن القوم في سعيهم الدؤوب من أجل المحافظة على التوازن السياسي القائم يهدفون في الحد الأدنى إلى الحفاظ على موقف الشعب متريثا ممتنعا عن الانخراط في فعاليات المقاومة السلمية ،متمثلا المثل الشعبي  » شد مشومك ليجيك ما أشوم »…

 

لا شك أن هذا الزي الذي أخذ اليوم تسمية الحجاب قد ظهر في بلادنا مع ظهور التيار الإسلامي في بداية السبعينات من القرن الماضي وكان بحق يعبر عن مدى انتشار فكر هذا التيار في أوساط المرأة التونسية ، وقد خلّت السلطة ـ بتشديد اللام ـ بينه و بين الناس فقبله البعض ورفضه البعض الآخر وكان يشق طريقه بصعوبة بالغة بينهم لأن النساء التونسيات بشكل عام اعتبرن الملتزمات به يزايدن عليهن في انتمائهن للإسلام و أنه سيمنعهن مما يعتبرنه طبيعة في المرأة وهو » إظهار الزينة للرواج في سوق الزواج » ولعلها في الحقيقة ليست إلا عادة انتشرت بين النسوة بعد أن قطع الاختلاط بين الجنسين أشواطا كبيرة ، كان ذلك بلا شك نتيجة الاستجابة التي لقيها المشروع البورقيبي من المواطنين سواء جبرا  أو اختيارا و لكن المسألة بدت و كأن هناك نمطا عاما للباس المرأة التونسية يتمثل في السفور للمرأة المتعلمة و الحجاب التقليدي الذي تتمسك به المنتميات للجيل المتقدم ، وجاء هذا الزي الجديد ليعكس تصورا للمرأة يختلف عن مشروع المرأة الذي يبشر به الخطاب الرسمي خاصة و أنه يهم فتيات المعاهد و الجامعات وبدأ ينتشر بين الموظفات و العاملات في مختلف مؤسسات الدولة … ثم ساهمت سياسة تشجيع الكفاءات التونسية على التعاقد للعمل في أقطار المشرق العربي ثم كثافة رحلات العمرة على انتشار هذا الزي بعد أن قبلت به الأمهات المعتمرات بديلا عن لباسهن التقليدي ورأت فيه غيرهن من التونسيات شكلا مناسبا يسمح لهن بالحركة في الشارع و يلبي رغبتهن في الاحتشام …

 

و لم يلبث هذا الزي الذي كان في البداية معبرا كما أشرت على درجة توسع قاعدة الحركة السياسية الإسلامية بين الناس أن صار عنوانا انتشار الصحوة الإسلامية بين التونسيين و ذلك منذ منتصف الثمانينات عندما تعددت التنظيمات الإسلامية وصار كل منها  » يغني على ليلاه » و ظهر بينها من هو المتشدد و من هو المعتدل وبدأنا نشهد ظاهرة النقاب …

 

وظهور النقاب هو بيت القصيد في هذا المقال لأن هناك من يروج اليوم أن الحركة الإسلامية التونسية تدعو إلى الحجاب في المرحلة الأولى ثم لن تلبث أن تصبح دعوتها إلى النقاب وما يتبعه من فرض العزلة على المرأة موضوعيا ومحاصرتها في البيت بما يقضي عمليا على مبدأ تكافؤ الفرص بين الجنسين وينتهي إلى النظرة الدونية للمرأة  و يحول دون مساواتها بأخيها الرجل .

 

فنحن بدأنا بالدعوة إلى وضع الخمار الذي يغطي الجيوب و اللباس الذي يستر كامل الجسم بصرف النظر عن الشكل وانتهينا إلى ظهور النقاب الذي يعني الجلباب الأسود و الخمار و النقاب الذي يغطي كامل الوجه و لا يترك إلا ثقبين في مستوى العينين وهو قريب من اللباس التقليدي الذي جاءت كل هذه المشاريع البورقيبية منها و الإسلامية من أجل تجاوزه بما يسمح للمرأة من تحقيق شروط مساواتها بالرجل و ينسف نتائج كل النضال الذي خاضه دعاة تحرير المرأة منذ الطاهر الحداد إلى ذلك اليوم … و أزعم أن التصور الذي كانت تحمله حركة الاتجاه الإسلامي للمرأة هو أقرب لتصور الطاهر الحداد منه إلى النظرة التقليدية التي لا زالت سائدة في أقطار الجزيرة العربية و أنه كان يحترم اللباس التقليدي التونسي و لكنه يرفضه كشكل مناسب للمرأة المسلمة التي يريدها متعلمة تقوم بأدوارها الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و الثقافية و التربوية دون أن يعيقها عائق مادي أو معنوي ومن هنا جاء الاختيار على هذا الشكل الذي يمنعه المنشور السيئ الذكر 108 منذ 25 عاما . علما بأن الحركة لم تتبنى مطلقا الدعوة لفرض هذا الشكل على التونسيات وظلت تعترف لهن بحرية اختيار لباسهن حتى وإن قدر لها أن تصبح شريكا في الحكم .

 

أحسب أن المرأة التونسية لها ما يميزها عن المرأة في المشرق العربي من هذه الناحية نتيجة لحرص دولة الاستقلال بصفة مبكرة على تمتيعها بحقوقها وأزعم كذلك أن الحركة الإسلامية لم تكن لتعارض جوهر سياسة تحرر المرأة ولكنها كانت تدعو التونسية لما تراه أوامر الشرع في تحديد شكل اللباس . و الدليل على ذلك أن الإشكاليات التي حدثت للمرأة المحجبة في تونس منذ ربع قرن كانت كلها بسبب تمسكها بوظيفتها و حرصها على مواصلة تعليمها وحقها في المشاركة في الشأن العام وليس بسبب إكراهها على البقاء في البيت و الانقطاع عن التعليم أو منع مشاركتها في الحياة العامة كما يتغنى بذلك دون دليل خطاب السلطة ومن يساندها.

 

و لعله من المفيد في هذا الصدد أن أسرد حادثة عايشتها سنة 1986م عندما بدأت بمسقط رأسي مدينة المهدية ظاهرة النقاب وأحسب أن الأمر ليس ببعيد بالجهات الأخرى ، كانت الظاهرة بسبب تأثر بعض الفتيات المتحجبات بقراءة فقهية حاول نشرها بينهن أحد الطلبة الذين يزاولون تعليمهم الديني في السعودية.  يدعوهن إلى التجاوب مع فكر يتلخص بإيجاز في مبدأ  » وقرن في بيوتكن « 

 

 كان الحدث بالنسبة إلينا أبناء حركة الاتجاه الإسلامي غير مقبول بالمرة و كان شعورنا أن ما نعتقد أنه مكاسب للمرأة التونسية أصبحت مهددة إذا انتشرت هذه القراءة التي تزعم أنها أكثر التزاما بما يقرره الشرع الإسلامي بحكم أنها تنهل من منابع أرض الحجاز لكن ذلك لم يقنعنا بذلك و اعتبرنا أنفسنا في حقل تدافع مع هذا الفكر الدخيل الذي لا نرضى عنه لبناتنا وأخواتنا ، لم نقبل منذ عشرين سنة أن يكون الحجاب بداية والنقاب نهاية و أظن أننا لو كنا قريبين من سلطة القرار لشجعنا على اتخاذ الإجراءات التي ستحاصر ظاهرة النقاب وتمنع انتشارها حتى إن كنا ستحترم خيار المنقبات وحقوقهن وسنعمل على حفظ كرامتهن .ولعل ذلك من سمات الاعتدال الذي يوصف به التونسيون عموما و الإسلاميون منهم خصوصا …

 

و عندما أسمع اليوم أن هناك امرأة مسلمة في بريطانيا تصر على النقاب وهي تزاول مهنة التربية و التعليم في البلد الذي قبل بالمتحجبات موظفات في مختلف أجهزة الدولة واحترم معتقدهن الديني وحريتهن الشخصية في لبس الحجاب ، ولما أقرأ عن الضجة التي أحدثها قرارها بالاستعانة برئيس مجلس العموم البريطاني جاك سترو ثم رفع قضية ضد إدارة التعليم التي فصلتها عن الشغل ، أجد أن نفسي تميل إلى موافقة النائب البريطاني في موقفه ودعوة المنقبات هناك إلى التخلي عن خرقة القماش هذه التي قد ترمز إلى خيار المفاصلة و التميز وتعتمد دليلا على أن المسلمين في أوروبا يرفضون الاندماج وإن اعترف الأوروبيون بحقوقهم واحترموا معتقداتهم وشعائرهم الدينية . ذلك أراه من سمات الوسطية والاعتدال و قد يراه غيري تسيبا وانحلالا ، لكنه حقي المشروع في الاختلاف ووجه من وجوه المشروع الإسلامي الذي أدافع عنه من أجل مستقبل مشرق لبلدي …

 

(المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » الألكترونية بتاريخ 3 نوفمبر 2006)


 

طالبة تونسية تستنجد بالشيخ القرضاوي

 

خلال إلقائه لخطبة الجمعة لهذا اليوم 3 نوفمبر 2006 بجامع عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة قال الشيخ يوسف القرضاوي إن بعض بلاد الإسلام يتضايق من المحجبات وتسائل كيف يحدث هذا في بلاد الإسلام… كما و صف ذلك بمنتهى الغرابة.

 

و ذكر الشيخ أن إحدى الطالبات المحجبات من تونس اتصلت به عن طريق الهاتف ترجوه أن يجد لها مخرجا من وضعية المعاناة التي تعيشها بسبب منعها من الدراسة و طالبته أن يرشدها إلى أفضل طريقة للتعامل مع هذه الوضعية.

 

وقد استهجن الشيح القرضاوي سلوك السلطة التونسية في التعامل مع المحجبات وقال بأن الحجاب فرض و لا يجوز أن تحرم الفتيات من مواصلة دراستهن بسبب التزامهن بهذا الأمر الرباني. كما قال أنه من حق بل من واجب المرأة المسلمة أن تلبس ما أمرها به الله.

 

للإستماع إلى خطبة الشيخ يوسف القرضاوي كاملة ليوم الجمعة 3 نوفمبر 2006 اضغط على هذا الرابط:

http://www.tunisie-talaba.net/songs/al7ijeb.rm

 

(المصدر: موقع « طلبة تونس » بتاريخ 3 نوفمبر 2006)

عنوان الموقع: http://www.tunisie-talaba.net

 

 


الامام القرضاوي يخصص خطبة الجمعة لقضية الحجاب

 الحلقة الاولى

إستمعت يوم أمس الجمعة الحادي عشر من شوال 1427 هجرية إلى الامام القرضاوي في خطبة الجمعة تبثها فضائية دولة قطر مباشرة كالعادة فخطر لي أن ألخص أهم ما جاء فيها . ومعلوم أن  » الجزيرة مباشر » عادة ما تنقل خطبة الامام مسجلة في الساعات التالية سيما إذا كانت تلامس موضوعا ساخنا وهو ما تم بالفعل. الخطبة مسجلة في أكثر من موقع إلكتروني وفضائية عربية ويمكن الرجوع إليها لمن شاء.
رغم غياب الامام عن خطبة الجمعة في مسجد عمر بالدوحة على إمتداد شهر رمضان المعظم فإنه لم يكن ليفوته تسجيل الموقف الاسلامي الناصع المؤصل في قضية الحجاب بعد إندلاعها في بلد عربي مسلم هو تونس منذرا بثبور يقرع ساحة تونس سلمها الله. ولم يكن الامام ليتخلف عن أداء غرم ما غنم من فقه وسابقة جهاد في مثل هذه المناسبات الساخنة المؤلمة ولقد تجاوبت معه ملايين مملينة من العرب والمسلمين وهو يهز بصوته الجهوري المزمجز منبر المسجد ومصدح القناة الفضائية هزا عندما وقع العدوان على النبي الاكرم عليه الصلاة والسلام فيما عرف بالرسوم الساخرة وفي كل مرة يشتد فيها البغي الصهيوني على فلسطين ولبنان غير آبه بشنآن الشانئين وغضب الغاضبين على إفتائه بجواز العمليات الاستشهادية في كل أرض محتلة .

خمار الرأس للمرأة المسلمة واجب إسلامي صحيح صريح :

أعلن الامام في البداية عن موضوع خطبته ومناسبتها مؤكدا على أن الامة الاسلامية تتميز عن غيرها بعقائدها وخلقها بالنسبة للرجال والنساء سواء بسواء. ومعلوم أن التميز لا يعني الاستكبار فضلا عن إجازة العدوان. هو سنة كونية ماضية بنى عليها سبحانه بديع خلقه. وبذلك أطر الامام القضية ضمن إطارها الفلسفي الثقافي الصحيح : إطار التحرر من الهيمنة الغربية.
ثم تطرق الامام إلى تفصيل بعض أحكام المرأة في الاسلام فشدد على رفض المسالك التي قد تفضي بالمرأة المسلمة إلى البوار في الدنيا والاخرة وضرب لذلك مثلين من الحديث النبوي الشريف أولهما قوله عليه الصلاة والسلام :  » صنفان من أهل النار لم أرهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأنها أسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا « . ومعلوم أن الحديث الكريم يحذر الامة الاسلامية من أيلولة أمرها إلى الفساد والبوار بسبب الاستبداد السياسي المتمثل في إطلاق أيدي عسس الحاكم وحرس قوات الدولة تعيث في الحريات الدينية والخاصة والعامة للناس فسادا كما تفعل الذئاب الجائعة والسباع المفترسة. كما يحذر الحديث النبوي الكريم من المظهر الاخر الذي عادة ما يتلازم مع الظلم السياسي وهو مظهر الفساد الاخلاقي.
أما ثاني الحديثين الذي فصل فيه الامام فهو قوله عليه الصلاة والسلام : » لعن الله النامصة والمتنمصة والواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة والمتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله سبحانه ». بين الامام أن النمص هو نتف شعر الحاجب أو إزالته بأي طريقة كانت لغير سبب نشدانا للحسن أما الوصل فهو ما يعبر عنه اليوم بالباروكة . أما الفلج فهو برد الاسنان لاحداث فلج بينها لذات الغرض وأكد بأن ذلك إستحق اللعنة وهي أعلى درجات الغضب بسبب طغيان شهوة التبرج في الانسان التي قد تصل حد التمرد على خلق الله سبحانه والاستخفاف بحقه في الخلق والامر وكل ذلك يفضي بالضرورة إلى نبذ التوحيد وطرد العبادة بما يحول الانسان عن وظيفته الاصلية. فهو مخلوق لخالق ومملوك لمالك ومصنوع لصانع وكل ذلك يؤهله ليكون عبدا لمعبود. ولم يغفل الامام الاشارة إلى أن ذلك لاينطبق على الضرورات الصحية أو الحاجات الطارئة.
ثم تناول الامام آيتي النور والاحزاب ليبين بأنهما تتعاضدان مع أدلة أخرى على إيجاب الخمار للمرأة المسلمة فذكر أن الامر بضرب الخمر على الجيوب ـ فتحة الصدرـ يقتضي بالضرورة تغطية الرأس والرقبة وما أحاط بهما عدا الوجه وذلك لان الخمار هو القماش الذي تتخذه المرأة من قديم لتغطية شعر رأسها. بعض الناس لفرط جهلهم باللغة العربية لا يقرون بذلك بسبب أنه لم يرد أمر صريح في القرآن الكريم بتغطية شعر الرأس . هؤلاء بحاجة إلى أن يفهموا أن أقوى دليل على وجوب تغطية شعر الرأس هو ذكر الخمار الذي لم يختلف في فهم وظيفته إثنان لا من قبل ولا من بعد. وليس الخطاب القرآني الكريم من العياء ليذكر العربية يومها بأن الخمار الذي تحمله فوق رأسها عادة وتقليدا أو بقية تدين أو حياء يجب عليه أن يبقى كذلك لتغطية شعر الرأس. لو ذكر القرآن ذلك لمج العرب ذلك الاسلوب ولذهب بعض حسن نظمه العظيم الذي سحرهم على شركهم سحرا. تغطية شعر الرأس  إذن أمر حاصل بالضرورة ولكن الامر الجديد هو الضرب بذلك الغطاء على الجيب ولا يضير ذلك أن سمت العرب بعد ذلك الخمار بغير إسمه فالعبرة دوما بالمقاصد والمعاني لا بالاشكال والمباني. إذا لم يفهم الاعياء ذلك فلهم أن يجرحوا في القرآن الكريم لتجاهله لاكبر مطلب إنساني تكافح البشرية قاطبة دونه وهو مطلب الحرية. والحقيقة هي أن القرآن الكريم لم تكن له من رسالة سوى رسالة الحرية أي رسالة تحرير الانسان حتى من هوى نفسه فضلا عن تأله غيره عليه قهرا رغبا أو رهبا. والدليل على ذلك أنه صرح بأن إيمان المكره لا يقبل للاشادة بدور الحرية. بل توخي القرآن الكريم لتحرير الانسان ـ كل إنسان ـ سبيلا أبلغ مما يفعله الانسان حتى في أزهى عصور الجهاد على درب الحرية وهو سبيل نفي الاكراه وهو أبلغ لتحصيل الحرية وأقوم على الثبات عليها. رسالة القرآن الكريم الاولى تحرير الانسان ثم تخييره بين التوحيد والعبادة وبين الكفر. ولم يتحرر أبدا إنسان قط فإختار غير الاسلام.
كما عرج الامام في أثناء ذلك على التذكير بإجماع الامة بأسرها من عهد الصحابة حتى اليوم على معنى  » ما ظهر منها  » المستثنى في آية الضرب بالخمر. وذكر بأن كبار الصحابة من مثل ترجمان القرآن الكريم إبن عباس وأنس وعائشة عليهم الرضوان جميعا قالوا بأن ما ظهر من الزنية هما : الكحل والخاتم. والقرآن الكريم على عادته في إستخدام المجاز كناية يكني بالكحل على الوجه لانه موضعه وبالخاتم على اليدين لذات السبب. كما ذكر الامام بأن ذلك لم يشذ عنه تابعي ولا فقيه ولا عالم ولا مفسر قط . والقدمان على ذلك في الارجح.

حكومة تونس تخرق إجماع  الامة  العربية والاسلامية غابرا وحاضرا :

تناول الامام قضية الحجاب المحتدمة في تونس مع بداية كل سنة دراسية جديدة سوى أن الحملة لهذا العام كانت أضرى وأشرس مما دفع كثيرا من المحللين  إلى البحث عن الاسباب الحقيقية لذلك. ذكر الامام تونس بالاسم  ولعل ذلك يتناسب مع فريضة الانتصار لقضية إسلامية لها من الاجماع ما لها من القرآن والسنة والسيرة والخلافة الراشدة والتواتر المعنوي والعملي على مدى أربعة عشر قرنا كاملة كما يتناسب مع بشاعة خرق الحكومة في تونس لذلك الاجماع . كثيرا ما يتجنب الامام في كتبه ومحاضراته ذكر الهيئات والحكومات والاشخاص عملا بتوصية من يعتبره إمامه مع الاحتفاظ لنفسه بحق مخالفته وهو ما قام به بالفعل أي الشهيد البنا ولكن لابد مما ليس منه بد كما قالت العرب.
ذكر الامام أن الحكومة التونسية إرتكبت أشد محظورين هما : العدوان على الحريات الشخصية والعدوان على الحريات الدينية كما ذكر بخطة تجفيف منابع التدين. ثم توقف الامام عند المخالفات الصريحة للحكومة التونسية للدين الاسلامي وذكر مثلين بارزين هما : منع تعدد الزوجات منعا قانونيا باتا لا مجال فيه لقضاء ولا لتظلم ولا لمراعاة حالة خاصة سيما أن ذلك يتوازى مع تشجيع العري. ومعلوم أن تونس تخرق الاجماع الاسلامي فيما يخص إباحة التبني المحرم بتبعاته المالية والارثية والنسبية والادارية تسجيلا في وثائق الحالة المدنية  إلزاما ملزما بالقوانين السارية.
وإلى حلقة ثانية وأخيرة من هذه الحوصلة العامة لخطبة الامام أستودعكم الله أماناتكم. الهادي بريك ــ ألمانيا

القرضاوي: الحرب ضد الحجاب تشتعل ودول عربية تساهم فيها

 

انتقد فضيلة د. يوسف القرضاوي بعض الأنظمة العربية التي تمنع ارتداء الحجاب وكذا التي تمنع ظهور المتحجبات علي شاشات التلفزيونات. كما انتقد بعض الدول الغربية التي تعارض الحجاب والتي تسير في فلكها بعض الدول العربية من الشمال الأفريقي منبهاً ان هناك معركة بين منع الحجاب في فرنسا والنقاب في بريطانيا.

 

جاء ذلك في خطبة الجمعة التي القاها فضيلته (يوم 3 نوفمبر 2006، التحرير) بجامع عمر بن الخطاب وحضرها جمهور غفير كان في توق لمثل هذه الخطب الجامعة المانعة.

 

وأكد ان المسلمة حرة فيما تلبس وواجب علي الدول التي تنادي بالحرية الشخصية والحرية الدينية ان تكفل حرية المرأة ضمن المواثيق الدولية في ارتداء ما تراه مناسباً من حجاب أو نقاب.

 

وأوضح انه ليس مع النقاب ولكن لا يحرمه كما حرمه بعض الكتاب من الصحفيين وغيرهم مؤكداً علي ان الحجاب الحقيقي هو الذي لا يشف ولا يصف العورات.

 

وتعجب في هذا الشأن من بعض المتحجبات اللائي يتصنعن الزينة المفتعلة والتي تلفت النظر مبيناً ان هناك من النساء من يغيرن خلق اللَّه بهذه الزينة ومطالبا النساء ان يلتزمن ما أمرهن اللَّه به.

 

وعرج علي القضية الفلسطينية باعتبارها أم القضايا مستاء من مواقف العالم الاسلامي الذي لم يقف الوقفة المطلوبة بجانب هذا الشعب المحاصر والذي يشيع العديد من الشهداء يومياً.

 

وتساءل عن موقف جامعة الدول العربية والحكومات مما يحدث في فلسطين في ظل انعقاد مؤتمرات للديمقراطية وآخرها مؤتمر الدوحة للديمقراطيات المستعادة الذي حضره العديد من ممثل الدول والحكومات ومؤسسات المجتمع المدني قائلاً أين تطبيق هذه الديمقراطية التي اختار علي أساسها الشعب الفلسطيني حكومته الحالية.

 

الحجاب الشرعي

 

قال فضيلته في مستهل الخطبة ان الحجاب اختلف عن رؤيتنا العصرية له حيث كان المقصود منه حبس المرأة من الخروج لكنه وصل الي الزي الذي نشاهده اليوم من الحجاب الشرعي.

 

وأشار الي ان الحجاب ليس من اختراع الناس لكنه تشريع من رب العالمين وهو لبس الخمار وأمر اللَّه تعالي بلبسه في قوله تعالي قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكي لهم إن اللَّه خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن علي جيوبهن أي ما جاء من الزينة الخفيفة علي قول ابن عباس وغيره من العلماء.

 

كما أشار الي ان الهدف من الحجاب هو تمييز اللَّه تعالي النساء المؤمنات من نساء الجاهلية الأولي بقوله وليضربن بخمرهن علي جيوبهن.

 

لافتاً الي ان المطلوب هو تغطية المرأة شعرها ورأسها ولذلك قال اللَّه تعالي: يأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدني أن يعرفن فلا يؤذين.

 

الحضارة الغربية

 

وقال المطلوب ان يكون اللبس ساتراً وان يكون اللبس مانعاً لكشف عورات المرأة ولا يشف عما تحته ولا تكون المؤمنة من الكاسيات العاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة كما جاء في حديث الرسول صلي اللَّه عليه وسلم وسلم لافتاً الي ان مشكلتنا الرئيسية ان فلسفة الحضارة الغربية ان تجعل المرأة كاسيات عاريات لكن حضارتنا تختلف عن ذلك حيث يشير اللَّه تعالي الي ان المهم في ذلك اللباس هو لباس التقوي يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً وريشاً يواري سوءاتكما ولباس التقوي ذلك خير.

 

ورفض الشيخ القرضاوي لبس الحجاب اذا كان شفافاً واصفاً ذلك الحجاب بأنه لا قيمة له في معيار الشرع خاصة ذلك النوع الذي بين المحاسن والمفاتن الذي يرفضه الاسلام مبينا ان امراة دخلت علي السيدة عائشة رضي اللَّه عنها وهي تلبس ملابس شفافة فقالت لها لا تلبس هذه الملابس امراة تؤمن بسورة النور التي قال اللَّه تعالي فيها وليضربن بخمرهن علي جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها.

 

الخيط الرفيع 

ولفت الي ان المرأة اذا كانت تخاف اللَّه عز وجل فعليها ألا تلبس ما يخالف ما أكد اللَّه عليه تعالي في هذا الأمر نافياً ان تكون المرأة المتحجبة المستترة ممن لعنهن رسول اللَّه صلي اللَّه عليه وسلم حيث  »لعن النامصة والمتنمصة والواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة والمتفلجات للحسن المغيرات خلق اللَّه  »موضحاً ان النامصة والمتنمصة هي التي تزيل الشعر من حاجبيها بحيث لا يبقي الا خيط رفيع.

 

وقال ان هناك نسوة في عصرنا يفعلن أكثر من ذلك. فتذهب الي الكوافير لتزيل الحاجب غير متقبلة لخلق اللَّه تعالي الذي هيأها به ثم ترسم خطاً رفيعاً فوق الحاجب ثم تلبس الحجاب متسائلاً أي حجاب هذا للنامصة والمتنمصة وكيف تكون محجبة وهي لا تأتمر بأمر اللَّه عز وجل ومن تريد ان تأتمر بأمر اللَّه لابد ان تأخذ بما في الكتاب كله منبها الي قوله تعالي: أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض.

 

وسائل الزينة

 

وانتقد الزينة المفتعلة من بعض النساء اللاتي يبالغن في هذه الزينة قائلاً ان اللَّه تعالي لم يخلق المرأة حاجبها فوق المعتاد وحاجبها خيط رفيع لافتاً الي ان البعض من النساء صار يتفنن في وسائل الزينة من وضع الاخضر والاحمر والتفلج الذي كان نساء الجاهلية يصنعنه بأسنانهن حيث كن يمتدحن بالفلج والوشم واصفا هذه الامور بأنها غير جائزة في الاسلام وان الحجاب الشرعي ينبغي ان يكون بعيداً عن الاشياء التي لعنها اللَّه ورسوله لعن اللَّه المتفلجات للحسن المغيرات خلق اللَّه وهذا يدخل في عصرنا عمليات التجميل التي تعددت من تصغير الأنف الي تكبير الثدي الي إزالة الأصبع الزائدة وكذلك السنة التي تخالف طبيعة الأسنان باللثة.

 

احترام النفس

 

وطالب فضيلته المرأة المتحجبة ان تلتزم بما طلبه اللَّه منها بحيث لا تلبس حجاباً يلفت اليها الانظار ولا يجوز ان تلبس المحجبة بنطلون الجينز الضيق الذي يأخذ قطعة من جسدها وعليه بلوزة أشد ضيقاً وإيشارب لا يستر الرأس كما ينبغي منبهاً الي اننا لابد ان نحترم أنفسنا كما طالب كل مسلم بأمر امرأته وبنته ان تلتزم بهذا الحجاب لافتاً الي انه لا يجوز التفريط في خصائصنا فنحن لسنا أوروبيين ولا أمريكيين بل نحن عرب مسلمون ينبغي ان نحترم ما أمرنا اللَّه تعالي به وان نتميز عن باقي الامم. يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ان اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولي وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن اللَّه ورسوله إنما يريد اللَّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً.

 

الصحوة الإسلامية

 

وقال ان المسلمة لابد ان تخاف اللَّه وان تحرص علي ارضاء زوجها وان الحجاب من أثار الصحوة الإسلامية المباركة بعد ان كانت جل الدول العربية والإسلامية خالية من الحجاب لكن بعد ان ظهرت الصحوة دخل الملايين من الفتيات والنساء رغبة في ارضاء اللَّه عز وجل واستجابة لمنهجه.

 

وانتقد بعض الدول العربية والإسلامية التي تضيق ذرعاً بالمتحجبات ولم تحرص علي مقاومة المتكشفات بل ووصل الأمر بأن البعض من هذه الدول وقف بقسوة وقوة وجبروت وقسوة ضد هؤلاء المحجبات كانت تركيا تفعل ذلك في وقت من الاوقات لكن في ظل وجود الحكومة الحالية فالحجاب غير ممنوع لكن في تونس يمنعون الحجاب بقوة بل يعتبرون الحجاب جريمة ولا يسمحون للمرأة المختمرة ان تدخل المدرسة ولا الجامعة ولا الوظيفة في القطاع العام حتي ان دخلت الي الولادة يمنعونها مستغربا ان يحدث هذا في بلد إسلامي.

 

حقوق الإنسان

 

ولفت د. القرضاوي الي ان اللَّه تعالي أراد ان يستر المرأة وهؤلاء يريدون ان يعروها واللَّه تعالي يقول لها اضربي بخمارك علي جيبك وهؤلاء يقولون لها انزعي خمارك لافتاً الي ان هذه التصرفات ضد الدين وضد أوامر اللَّه تعالي ورسوله وضد المواثيق الدولية مواثيق حقوق الانسان التي تجعل اللبس من الحرية الشخصية وهؤلاء يقيدون بفعالهم هذه حريتين الاولي الحرية الشخصية والحرية الثانية الحرية الدينية التي كفلتها جمع موثيق حقوق الانسان في الوقت الذي يتركون فيه من تلبس الميني جيب والميكروجيب وغير ذلك من المسميات منبها الي ان الأمر ليس حرية لكنه الزام من اللَّه تعالي للمرأة بأن تستر عوراتها وملزمة بأن تحتجب وهذا الذي يحدث لا يقول به دستور ولا يقول به حقوق انسان.

 

جريمة الزنا

 

وأشار الي اننا نعيش زمن العجائب أصبحنا نري بعض البلدان تعاقب من يعدد الزوجات ولا تعاقب من يرتكب جريمة الزنا وأصبحنا نري بلاداً تقوم سياستها علي تجفيف الينابيع ومن هذا كل من يؤدي الي التدين الحقيقي بما في ذلك الشخصية المسلمة التي تجاهد في سبيل اللَّه وان تحافظ علي وطنها مطالباً المسلمين بعدم السكوت علي ذلك ومن حق المسلمة ان تلبس ما تشاء.

 

وتعجب د. القرضاوي من قول البعض بأن الحجاب زي طائفي متسائلاً أي طائفية في هذا الزي وآخرون يقولون انه زي مستورد ومن أي البلاد استورد لافتا الي ان هؤلاء استوردوا الافكار واستوردوا القوانين والأنظمة والتقاليد من الغرب وإذا كان هذا الزي مستوردا من بعض البلاد الاسلامية في الشرق فما الذي يضر منبهاً الي ان الحجاب زي أصيل وليس مستوردا وهو زي إسلامي كما رفض هؤلاء الزي التقليدي الطويل الذي تلبسه الفتيات في الجامعة.

 

المذيعات المتحجبات

 

وطالب المسلمين بمناصرة المرأة وإعانتها علي لبس الحجاب والاحتشام ومن واجب الدولة ان تحميها وتوفر لها ما تلبسه وان لا تضاد ماشرعه اللَّه ورسوله منتقدا بعض البلاد التي تتيح للمرأة المتبرجة ان تظهر علي الشاشة بينما تمنع المرأة المحجبة لأنها تخيف المشاهد متعجبا من هذا الامر ومتسائلاً اليست تمثل المجتمع وتمثل طائفة منه والمحجبات بالملايين رافضا مثل هذه التصرفات منبها علي ضرورة توفير الحرية والجو الايجابي حرية الترقي عن الفواحش رافضا ان نكون مثل المجتمعات الغربية التي تلهث وراء الشهوات والتي حرمت ما أحله اللَّه وابتدعت قوانين جديدة فذهبت الي الزواج المثلي وأجازوا الشذوذ والعري وباركوه منبها الي ان الذي يحدث في الغرب ليس من المسيحية في شيء لأن المسيح يعتبر ان النظر الي المرأة بشهوة من الزنا.

 

الحضارة

 

وتناول قصة طالبة بمصر حصلت علي 100% من الدرجات في المرحلة الاعدادية فذهب الصحفيون الي بيتها لإجراء حوارات ومن ضمن الصحفيين جاءت صحفية سافرة فوجدت الفتاة محجبة فسألتها قائلة ما هذا الذي تصنعينه بنفسك متعجبة من الحجاب فردت عليها الفتاة بل انت ما الذي تصنعينه بنفسك فقالت لها ان هذا هو الموضة هو الحضارة فردت عليها الطالبة ان الذي أفعله انا هو الحضارة لأن الانسان البدائي والإنسان الهمجي لم يكن يعرف اللباس حتي ترقي شيئا فشيئا وصار الي ما وصل اليه في هذه الايام موضحا ان العري هو الهمجية.

 

وأكد اننا نحن الذين نمثل المجتمع الراقي نمثل الامة التي تحمل تراث الانبياء ونحن دعاة التقاليد الاصيلة التي جاء بها من قبلنا من الامم معبرا عن ضيقه ما يحدث حينما اتصلت به احدي الفتيات تسأله وهي تبكي هل يجوز وضع الباروكه علي الرأس حتي نتمكن من دخول الجامعة لأنهم يمنعون المحجبات فرددت عليها ان الباروكة زينة وليست لغطاء الرأس فسألته كيف أفعل حتي اتعلم منبها الي ان المسلمة تعيش غربة في مجتمعها.

 

النقاب والحجاب

 

وأوضح فضيلته الفرق بين ما يجري في تونس وفرنسا من منع للحجاب وبين ما يحدث في بريطانيا من منع للنقاب وليس عندهم مشكلة حول الحجاب موضحا انه ليس من أنصار النقاب و من أنصار الحجاب لكني من أنصار الحرية فلو امرأة أرادت ان تلبس النقاب وتغطي وجهها هل ذلك حرام ولها مطلق الحرية فيما تقتنع به سواء كان ذلك من رأي بعض العلماء أو أرادت هي ان تنتقب فلها حريتها لافتا الي ان هناك بعض العلماء من يري ان النقاب واجب ولست أؤيد ما ذهب اليه بعض الصحفيين من ان النقاب حرام وأكد مرة أخري علي حرية المرأة المسلمة ونتعامل معها بالحوار لافتا الي الفرق بين من يريد ان يمنع النقاب ومن يريد ان يمنع الحجاب بالكلية ومنبها الي ان المرأة ليست جسداً بل هي عقل وروح وهي التي تربي الأجيال لأن المجتمع لا يطير الا بجناحين ولذلك يقول اللَّه تعالي فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثي بعضكم من بعض.

 

فلسطين والعراق

 

وتناول فضيلته خلال الخطبة الثانية حال الامة العربية والإسلامية موضحا ان الحال قبل رمضان هي الحال بعده وما تزال الاحداث كما هي الاخبار المؤسفة في بلاد الاسلام فما زالت قضية فلسطين كما هي وقضية العراق كما هي وأحداث الشيشان كما هي وأحداث لبنان كما هي ولا تزال وأشد ما نشكو منه وأخطر ما نشكو منه هي أم القضايا قضية الاسراء والمعراج قضية المسجد الأقصي المبارك وتعجب فضيلته مما يحدث في فلسطين من محاولة تركيع الشعب والحكومة الفلسطينية من خلال القتل والتشريد ومن خلال وضع الحكومة التي انتخبها الشعب الفلسطيني في جو من الديمقراطية في موقف صعب بالرغم من المؤتمرات التي تنعقد من أجل الديمقرطية وآخرها مؤتمر الديمقراطية المستعادة الذي انعقد في الدوحة مؤخراً لافتا الي ان الديمقراطية هي مجرد شعارات.

 

واجب الأمة

 

وتساءل د. القرضاوي عن موقف الجامعة العربية والعالم الإسلامي ومؤسسات المجتمع المدني مما يحدث من مجازر في فلسطين لافتاً الي ان الأصوات الخافتة تنيم اليقظان بينما الاصوات القوية توقظ النائم مؤكدا ان الأمة لم تقم بواجبها حيال ما تقوم به اسرائيل من قتل وتدمير مطالباً هذه الحكومات ان تقف وراء اختيار الشعب الفلسطيني ولا يجوز ان يضيع هذا الاختيار.

 

وأكد علي ان الامة تستطيع ان تعيش علي نصف ما تأكله مطالباً بمساعدة هذا الشعب الصامد بالمال حتي لا يستسلم لما يريده الصهاينة والأمريكان لافتاً الي أن الوقوف بجانبهم في هذا الوقت واجب يحتمه الدين والواجب والاخوة في الاسلام

 

(المصدر: موقع القرضاوي.نت بتاريخ 4 نوفمبر 2006)

الرابط:

http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=4563&version=1&template_id=104&parent_id=15

 

 


تونس في: 04/11/2006

بسم الله الرحمان الرحيم

والصلاة والسلام على أفضل المرسلين

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري – كاتب عام جمعية الوفاء

للمحافظة على تراث الزعيم الحبيب بورقيبة

 

الرسالة 158

على موقع الإنترنت تونس نيوز

الحلقـة الرابعـة والختامية

مقترحات عملية بمناسبة الذكرى التاسعة عشر للتحول وتبعا للرسائل المفتوحة باسم رئيس الجمهورية

أواصل الكتابة بعون الله وتوفيقه عبر موقع الإنترنت تونس نيوز حول الذكرى التاسعة عشرة للتحول. وقد نشرت 03 رسائل من 31 أكتوبر 2006 إلى يوم 03 نوفمبر 2006 في شكل رسائل مفتوحة بإسم رئيس الجمهورية  وتقدمت بثلاثة عشر إقتراح وعدة خواطر بشجاعة وجرأة المناضل الدستوري الأصيل الذي تربى في المدرسة البورقيبية وتغذى بالروح الوطنية ونهل من المدرسة الوطنية وتشبع بحب الوطن وحب الناس وحب العمل وصراحة القول وإبداء الرأي بشجاعة ودون خوف أو حسابات ومصالح شخصية وذاتية وكل مناضل دستوري ووطني بصفة أعم وأشمل عندما يكون نظيفا وليس له مطامع ومصالح وتدبير الرأس وبقدر ما يكون شجاعا ومقداما وصاحب مبادئ يكون محترما لأن المادة هي التي تغير طباع الناس وتفسد حياتهم وتشوش أخلاقهم وبالتالي تفسد عليهم نهج القيم والمبادئ التي هي رأس المال والمواطن يحترم لمبادئه ولأخلاقه والحمد لله عشنا على هذه الثوابت والقيم وبحول الله حتى آخر رمق في الحياة وبروح عالية ونضال وطني نعمل ونسعى لإبلاغ صوتنا وكلمتنا سواء في منابر الحوار أو بواسطة الإنترنت الرحمة المهدات للشعوب التي كانت كلمتها مكبوتة في السابق وبواسطة هذا الموقع نشرت 157 مقال في شتى المجالات وبأسلوب ديمقراطي حضاري رائع أعجب الجميع وأدخل السرور والفرح على 95% وفي المقابل 05% لا يعجبهم قول الحق والصراحة وقديما قالوا الحق مر يا عمر …

بعد هذه الخواطر الجرئية  حول مفهوم حرية الكلمة وموصفاتها وأهم المواصفات الإبتعاد عن الطمع والمادة بطرق ملتوية: أواصل تقديم المقترحات العملية الموجهة إلى سيادة رئيس الجمهورية بمناسبة الذكرى التاسعة عشرة للتحول بعد أن تقدمت في الحلقات السابقة بـ 13 مقترحا ضمن الرسائل المفتوحة لرئيس الدولة عسى أن تجد الدعم والعناية والآذان الصاغية وقال الله تعالى في كتابه العزيز وتعيها أذن واعية صدق الله العظيم. واليوم أتقدم بستة مقترحات حتى يصبح العدد 19 على حساب الذكرى التاسعة عشر ورقم 19 ذكره الله في سورة المدثر. وقال الله عليها تسعة عشر. صدق الله العظيم. والسر لا يعلمه إلا الله وحده العليم الخبير.

وقد توقفت يوم 03 نوفمبر 2006 عند المقترح 13.

المقترح الرابع عشرة: التأكيد على مزيد العدل والمساواة فيما يخصص خطايا القمارق والمخالفات القمرقية وكل ما يتعلق بهذه القضايا فهناك خلل ونقاط ضعف. وأعطي مثالا على ذلك هناك قضايا كبيرة تضر الإقتصاد الوطني وتصل إلى المليارات يطول النظر فيها والتدخلات. وهناك قضايا تافهة وبسيطة يقع التشدد فيها. لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.  

المقترح الخامس عشرة: مزيد الشفافية في عملية الخوصصة والتفريط في مؤسسات الشعب وتضحياته طيلة نصف قرن، ينبغي أن يقع البيع بالمزاد العلني والشفافية المطلوبة وبالحزم اللازم.

المقترح السادس عشرة: ضرورة مراجعة أسناد الضيعات الفلاحية  الكبرى وإمكانية إعادة النظر في توزيعها لأنه لا يعقل أن يتمتع شخص بمدخول 150 ألف دينار سنويا  ويحرم غيره بينما الضيعة الفلاحية توفر مدخول لعشرة عائلات كاملة وأشرت إلى ذلك في رسائل سابقة وصاحب الإمتياز له مركب صيد كبير وإمتيازات أخرى كبيرة.

المقترح السابع عشرة: إلغاء البحث الإداري والأمني بالنسبة لطالبي الشغل من أصحاب الشهائد العليا وحرمان عدد منهم لأسباب تجاوزتها الأحداث في كل بلدان العالم.

المقترح الثامن عشرة: التأكيد على تعميم التقاعد في سن الخامسة والخمسين لكل سلاك التعليم الإبتدائي والثانوي نظرا لمشقة التعليم والتضحيات الجسام خاصة للمرحلتين الإبتدائية والثانوية. وبهذا الإجراء يمكن إستعاب آلاف الطلبة المجازين للدخول إلى أسلاك التعليم وبذلك نفتح آفاق التشغيل أمامهم بأكثر شفافية.

المقترح التاسع عشرة: ضرورة التحري في إسناد المسؤوليات السياسية والإدارية والمهام العليا وإعتبار أن الرجل المنسب في المكان المناسب والمسؤولية تسند لإشعاع والكفاءة والعمل النضالي التطوعي والنظافة الشاملة ولا ولاء إلا للوطن دون سواه ولا تسند لغير هذه الخصال والصفاة وإلا يحصل العكس وتفقد المسؤولية صورتها الحقيقية ومصداقيتها وجدواها ومع هذه الشروط هناك شرطان أساسيان خوف الله والإيمان وأصالة العائلية ونظافة السلوك وخوف الله هي تلك أهم الشروط الأساسية.

هذه جملة المقترحات التي أردت المساهمة بها في هذه الذكرى لعل المخلصون الصادقون لعل المخلصون العاملون والذين لهم مكانة يبلغونها إلى رئيس الدولة ويقدرون معنى الأمانة العظمى ومعنى المسؤولية ولا تنسوا القسم بكتاب الله فهو شاهد عليكم ورقيبكم في السراء والضراء. قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله وقولوا قولا سديدا. صدق الله العظيم وقال تعالى: ولتكن منكم أمة ليدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون. صدق الله العظيم

أنموذج سياسة الإتصال المباشر التي أشرت إليها في مقالي الأخير

 

برقية المجاهد الأكبر
إلى السيد الهادي نويرة

 

 » …يقيني أنّ جولات دعائية كالتي تجد متسعا من الوقت للقيام بها رغم أعباء مهامك الثقيلة  تساهم في رفع المستوى السياسي و الاخلاقي، لا فقط لدى من يستمعون إليك مباشرة بل كذلك لدى كل الذين ينصتون إليك بالإذاعة أو يطالعون خطبك في الصحف.
« …. إنّ تذكير كل مواطن بمسؤوليته إزاء مواطنيه و التذكير بمسؤوليات الدولة تجاه الأمة، و السعي لكي يتحمل كل فرد مسؤوليته في خدمة الوطن، كل ذلك واجب أكيد على كل مواطن.
 » … و إني اقل خشية على مستقبل تونس الجمهورية التي لم تمارس هذا النظام من قبل .
و بفضل رجال مثلك و مثل أعضادك، و بفضل ما يتحلى به المناضلون من وعي سياسي، يبدوا أنّ البلاد أصبحت تتلاءم مع هذا النظام.
 » و رجائي أن تزيد هذه الإتصالات بالشعب، في رفع مستوى الاجيال القادمة مما يضمن لتونس الاستقرار و الإشعاع و الإزدهار… »

 


الوزير الأول في 22 فيفري 1971

 

مناخ ديمقراطي سليم
وإستهدفت هذه الزيارات وضوح الرؤية، و إدخال عنصر المساهمة الجهوية في الانطلاقة الشاملة الكبرى على اساس تعبئة الطاقات، و شحذ العزائم و بث روح المسؤولية و تشجيع مبادرات الكثيرين لفائدة يجنونها مباشرة، و تجنيها الأمة من ورائها. وإنصرف الإعتبار إلى المواطن، على اساس ما يساهم به من عمل و ما يبديه من رأي. فلكل مواطن الحق في إبداء رأيه مهما كان، حتى لو لم يكن هذا الرأي صوابا كله، فيفتح بذلك على الخير في مناخ ديمقراطي سليم و يقبل على العمل بدافع من ضميره لشعوره الحقيقي بالواجب بعد أن يكون قد مارس حقه في إبداء الرأي.
تباين مشاكل الجهات
و كانت هذه الزيارات فرصة مكنت السيد الوزير الأول من الإطلاع المباشر على المشاكل التي يواجهها المسؤولون الجهويون و المحليون و المواطنون، كما أنها إحدى الوسائل التي عرفت هؤلاء تعريفا دقيقا بحقيقة فلسفة الحكومة و نظرتها إلى المشاكل و بالطرق الكفيلة بعلاجها.
عرض فلسفة الحكومة
و لئن كانت هذه الزيارات متحدة في مظاهرها و غايتها، فإنّ حاجيات كل جهة تختلف عن حاجيات سواها، كما تختلف المشاكل من منطقة إلى اخرى، و يمكن لأي فرد أن يدرك الفارق الواضح بين الشمال و الجنوب، و هو فارق تبدو ملامحه في كافة المجالات الطبيعية و البشرية و الإقتصادية و الإجتماعية

ملاحظة : هذه مشمولات الوزير الأول وحرية التصرف والعمل ومناخ الثقة والثقة المتبادلة مع رئيس الدولة والبرقية خير شاهد والإهتمام بوسائل الإعلام والإذاعة بالخصوص لا من أجل الغناء والتهريج وبدون تعليق ومن أجل ذلك ندعو إلى إتباع هذه الفلسفة التي أتت أكلها في عشرية المرحوم الهادي نويرة رحمه الله.

سيادة الرئيس

إن ذكر الرموز الكبار والزعماء الأبطال وفي طليعتهم الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله هو واجب وطني مقدس وأن بيان السابع من نوفمبر 1987 أعطى حق الزعيم بورقيبة وكما جاء في البيان أن التضحيات الجسام التي أقدم عليها الزعيم الحبيب بورقيبة أول رئيس الجمهورية صحبة رجال بررة لا تحصى ولا تعد جملة بليغة صالحة لكل زمان ومكان وعصر وواجب التذكير بها في كل مناسبة وذكرى وأن تضحيات رفاقه الكبار الزعماء الأبطال في ايام الشدائد أمثال الزعيم الكبير المرحوم الهادي نويرة والزعيم الباهي الأدغم والزعيم الطيب المهيري والزعيم المنجي سليم والزعيم الهادي شاكر والزعيم فرحات حشاد رحمهم الله يجب أن تذكر بكل إعتزاز وفخر في الذكرى التاسعة عشر بالفم المليان وتأخذ مساحة كبرى لا أن يمر عليها مر الكرام وبإحتشام ولا يخفى أن حكومة التغيير والعهد الجديد جائت بعد أن مهدت لها حكومة الإستقلال كل أسباب النجاح ولو لا حكومة الإستقلال وإنجازات بطل التحرير وبطل الجلاء وبطل تحرير المرأة ما وصلت البلاد اليوم إلى هذه النجاحات والفضل يعود إلى

صانع ومهندس الإستقلال الزعيم الحبيب بورقيبة

الذي يجب ذكره بالفم الميان ونعمل على إحياء كل الذكريات الوطنية للزعماء الأفذاذ وما ذكر نشاط الزعيم الهادي نويرة رحمه الله إلا عينة من هذا الوفاء الدائم للرجال الأبطال وأعتقد أن التنكر إليهم هو ضرب من الخيانة والنكران.
ملاحظة : الملك محمد السادس عاهل المغرب حفظه الله أكرم نجل الزعيم الحبيب بورقيبة وأسند إليه وسام العرش الملكي تقديرا لنضالات الزعيم الحبيب بورقيبة وأرجوا أن يقع توسيمه بالوسام الأكبر تقديرا لنضالات والده وكذلك السيد شكيب نويرة نجل المرحوم الهادي نويرة المصلح الكبير وصاحب الأيادي البيضاء على تونس وهو الذي حرر الإقتصاد التونسي ورفع من شأن التونسيين في عشرية ذهبية لم تر تونس مثلها.
قال الله تعالى: من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا. صدق الله العظيم.

 

بقلم محمد العروسي الهاني
مناضل دستوري
كاتب عام جمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم بورقيبة


بسم الله الرحمان الرحيم

من اجل حركة وفاق وطني

 
تطل علينا الذكرى التاسعة عشر لانقلاب السابع من نوفمبر الذي اطاح بالحكم البورقيبي المستبد و جاء بفريق حركة السابع من نوفمبر برئاسة السيد زين العابدين بن علي و استطاع هذا الفريق من كسب تاييد  الشعب وكافة القوى السياسيةمن اليسار العلماني الى اليمين الديني
 
لقد عاشت تونس  على امنداد  ستة سنوات اجواء من الانفتاح السياسي و الانتعاش الاقتصادي لم تعرف مثيلا له منذ تاسيس الجمهورية  وظهر  شعار بناء دولةالقانون و المؤسسات والتشجيع على التعددية السياسية و بناء المجتمع المدني
 
لم تلقى هذه التحولات الجوهرية في بلادنا استحسانا من دول الجوار  خصوصاحكام الجزائر و ملك المغرب فلقد اثرت الحالةالتونسية الناشئة على محيطها فجائت احداث 1988 في الجزائر وبدات المنطقة المغاربية  تشهد تحولات جوهرية على مستوى الانفتاح السياسي و انبعاث مؤسسات المجتمع المدني واصبحت تونس نموذجا للشعوب العربية و الافريقية في مجال التنمية البشرية و بناءالدولة العصرية وفق المواصفات  الدولية
 
لقد وقفت العديد من القوى في الداخل و الخارج ضد مشروع التغيير  و المصالحة الوطنية و التقت مصالح العديد من الفئات المختلفة لاسقاط هذه التجربة الفتية
 
اول هذه القوى هي الطبقة البورجوازية المتفرنسة والتي استولت على مقدرات البلاد  بواسطة الحكم البورقيبي و حاربت عقيدة الشعب وهويته و ابقت بلادنا تحت هيمنة قوى الاستكبار الفرنسي لم تكن للرئيس زين العابدين و فريقه اي صلة او امتداد لدى هذه  الطبقة فاكثر القائمين على حركة السابع من نوفمبر هم من ابناء الشعب و ممثلين لاكثر مناطق البلاد التونسية ولهذا وقف حزب بورقيبة من البورجوازيين و الانتهازيين بكل قوة ضد مشروع الرئيس لتاسيس حزب جديد يمثل طموحات حركة السابع من نوفمبر ووقفوا امام حركة التعريب و اعادة الهوية التي اراد بورقيبة و اعوانه طمسها اضافة الى اعاقة عملية الاصلاح الاقتصادي و العمل على تشجيع الاحتكار و  محاولة التشكيك بقدرات الفريق الجديد  ثاني هذه القوى المضادة هي القوى الايديولوجية و خصوصا قوى اليسار المدعوم ماديا و معنيا من اليسار الفرنسي فلقد كانت هذه القوى و  ما زالت تحدث نفسها بحكم البلاد  و ترى انها الاقدر لما تحمله من فكر و نضال ثالث هذه القوى حركة النهضة و خصوصا الجناح السلفي  الذي استولى

على حركة الاتجاه الاسلامي بعد احداث 84 وارتبط كليا بالحركة الوهابية العالمية و متن علاقاته منذ 82 مع الادارة الامريكية ولقد  اصابهم الغرور و ظنوا انهم قادرون على الوصول الى الحكم فلهم  الاتباع الكثيرون و دعم دول الجوار وجهات غربية فبعد ان ساندوا فريق السابع من نوفمبر و ابرموا معه العهود والموافيق ثم بدا لهم بعد انتخبات89 ان ينقضوها و ينقلبواعلى حلفاء الامس كانت حرب الخليج الثانية الفرصة للحركة الوهابية وبعض البعثيين لاحداث الفوضى في البلاد و بداية تحركهم الانقلابي وجد حزب المترفين الموالي لفرنسا و معهم اليسار المتفرنس الفرصة  المناسبة لاختراق مؤسسات الدولة و استعمالها لقمع الشعب و ضرب هويته الاسلامية من ناحية و اسقاط مشروع التغيير  و شق وحدة فريق السابع من نوفمبر مع الشعب و نجح هذا التحالف البورجواي المتفرنس في اعاقة مشروع اعادةالحكم الى الشعب وبدات العودة الى النمط البورقبي للحكم و عادت نفس البطانة الى ممارساتها القديمة بثوب جديد لقد استطاع الرئيس زين العابدين بن علي و بكل كفاءة ادارة سدة  الحكم و تحقيق العديد من المكاسب الوطنية رغم وجود الطابور البورقيبي البورجوازي الذي حاول العديد من المرات الاطاحة به اننا نقربوجودالعديد من الظلم و الحيف الاجتماعي خصوصا معانات  الطبقات الفقيرة و الشباب ذو الكفاءات العاليةالعاطل عن العمل و المساجين السياسيين و الذي يجب التعويض لهم اعادة الاعتبار لهم ان ماتحقق من انجازات على المستوى الاقتصادي و الاجتماعي و التكوين العلمي هو مفخرة كل التونسيين وخصوصا جل المناطق التي عاشت الحرمان في العهد البورقيبي البائد

اننا اليوم كوطنيين احرار امام مسؤوليات جسام خصوصا و ان الكثيرين من ابناء هذاالوطن مغيبين عن مصادر الفعل و القرار والمؤمرات تحاك ضد بلدنا و شعبنا و امتناو يجب ان لا نخطئ في تحديد العدو و الصديق ان الذين خططوافي السابق لاستعداء الحركة الاسلامية ضد الدولة  ورموزهاو استعداء الدولة ضد ابناء شعبها هم انفسهم اليوم الذين يقفون وراء معركة الحجاب المفتعلة اوما يسمونهاالدعوة الى المقاومة السلمية على السادةالمسؤولين المخلصين لوطنهم داخل اجهزةالحكم ان لا يكونوا اداة رخيصة لتنفيذ خطط المترفين و ايضا على ابناء الحركة الاسلاية الابتاعاد عن فقهاء النفط و الارهاب و رؤوس الفتنة و العمل باخلاص لدينهم ووطنهم وعدم الدخول في تحالفات مشبوهة و مع اطراف معروفة بعدائها لقيم الشعب و هويته ان شعبنا اليوم ينتظر بروز حركة وفاق وطني تدافع عن المكتسبات الوطنية و خصوصا الدولة و تعمل على مشاركة اوسع للشعب في ادارة شؤون البلادوتوزيع عادل لثروات البلاد و الوقوف بشدة ضد حزب المترفين الجاثم على مقدرات بلادنا منذ اكثر من قرن من الزمن ووقوف بحزم ضد  السلفية و ما تحمله من جهل و تعصب وهمجية

عاشت تونس حرة مستقلة السيد عماد الدين الحمروني


مخاطر سقوط الشباب في التطرف والانغلاق الديني والانحراف ضعيفة

توصلت نتائج دراسة أنجزها المرصد الوطني للشباب حول الممارسات الثقافية والتعبيرات المستحدثة لدى الشباب التونسي أن البرامج السائدة في مجال الترفيه بحاجة إلى المراجعة خصوصا أمام الأهمية المتنامية التي يوليها الشباب للأنشطة الخارجية أي المتحررة من التأطير التقليدي، وتبين من خلال الدراسة أن فضاء المقهى يبدو فضاء ذا جاذبية باعتباره يتيح نوعا من الحميمية التي قد تفتقد إليها الفضاءات الرسمية. وخلصت الدراسة إلى محدودية انتشار الممارسات غير العادية لدى الشباب التونسي، وارتباط ذلك
بالتوازن الذي يميز شخصية الشباب التونسي الذي يقبل على العصر دون أن يقطع مع جذوره..وهو ما يتبين في مجالات اللباس والأكل وضعف وجود مظاهر الشذوذ السافرة..وأظهرت، أن اتجاهات السقوط في التطرف سواء كان ذلك في السياقات المنحرفة أو المفرطة في الانغلاق ذي الطابع الديني، اتجاهات ضعيفة جدا رغم أن مخاطرها ليست غائبة.
ولاحظت ذات الدراسة أيضا أن الشباب التونسي، شباب متفاعل مع عصره و حركية مجتمعه النامي و لئن بدا تأثره واضحا بوسائل الثقافة الجماهيرية المنتشرة بفضل الفضائيات والصناعات الثقافية الإلكترونية ( نسخ الأفلام و الأشرطة السمعية و الإعلامية والانترنات)، فإن ذلك مؤشر إيجابي يدل على الانخراط في العصر و عدم الانغلاق. ومن هنا تبدو المهمة الأساسية لمؤسسات التنشئة هي توظيف هذه الوسائل لتعميق المضامين وإثرائها، بالتوازي مع تطوير فضاءات ومجالات الممارسة الثقافية التقليدية وخصوصا فضاءات المجتمع المدني التي يجب أن تعيد النظر في وسائل عملها وتدخلها في ضوء ما توفر لها من تشجيعات وحوافز. ومقابل ما لاحظته الدراسة من تراجع في الممارسات الثقافية المعهودة كمطالعة الكتب فإنها أظهرت نموا مطردا في ممارسات جديدة مرتبطة بتكنولوجيات الاتصال الحديثة توحي بضرورة التشجيع المتواصل على الاستفادة منها كما تؤكد على سلامة التمشي القاضي بالعمل على نشر الثقافة الرقمية.
ومن أهم الاستنتاجات التي أكدتها الدراسة أن الشباب التونسي يتميز بالانفتاح على الحضارة المعاصرة و بمواكبة منتجاتها الثقافية المرتبطة خاصة بوسائل الاتصال الحديثة. كما استفاد مما توفر له من إنجازات و إجراءات في هذا المجال و خاصة ما يرتبط منها بالحقول التربوية و الإعلامية و الترفيهية.
الظواهر السلوكية الجديدة لدى الشباب يذكر أن المرصد أتم كذلك إنجاز دراسة حول الظّواهر السلوكيّة الجديدة لدى الشباب «من التشخيص إلى استشراف آليات الوقاية» سعت إلى تشخيص ملامح السلوكيات الجديدة لدى الشّباب وتصوّر آليّات الوقاية من ظاهرة عدم التكيّف الاجتماعي. خصوصا وأن السلوكيات الجديدة لدى الشباب التي تدخل في سياق عدم التكيف الاجتماعي غالبا ما تنتج عن عوامل معقدة ومركبة تتفاعل فيما بينها: صحية، نفسية، اجتماعية، مادية، حضارية…وتتطلب معالجتها تدخلا متعدد الاختصاصات يقوم على التنسيق والتعاون والتحاور وتبادل المعلومات بين أطراف متعددة في نسق شبكي يجمع إطار التنشيط، الأخصائي النفساني، والأخصائي الاجتماعي والإطارات الطبية والنفسية والإطارات التربوية والهياكل العمومية والمؤسسات التضامنية والنسيج الجمعياتي .
انتشار ظاهرة العنف اللفظي وكان المرصد قد أنجز خلال سنة 2004 دراستين اهتمت الأولى بظاهرة العنف اللفظي لدى الشباب حيث بيّنت أن الظاهرة أصبحت متفشية في المجتمع التونسي، وهي تبرز بشكل واضح في أوساط الشباب بمختلف شرائحه مع شيء من التفاوت. وإذا كان لهذه الظاهرة جذورها التاريخية فإنّ أهم أسباب ودوافع انتشارها في الفترة الحالية جملة التحوّلات الكثيفة والسريعة التي عرفها المجتمع التونسي الحديث والمعاصر، فهي ترتبط بأسباب ثقافية و اجتماعية وحضارية ما انفكت تطبع الشخصيّة القاعدية التونسية فتجعل من العنف اللفظي خاصية من خصائصها.
وإذا ما تم حصر مخاطر الظاهرة كما بينت الدراسة في ما نشهده من استفحال للملفوظ العنيف وتهديد للمقدّسات والمحرمات بدرجة لا تواجه فيها بالاستهجان والردع الكافيين، خصوصا من قبل المؤسسات المعنية كالأسرة والمدرسة و المجتمع بمختلف مكوناته ممّا أدّى إلى نوع من التطبيع الاجتماعي مع ظاهرة تبدو مرشحة لتغذية العنف المادي، فإنّ الحاجة تبدو ماسة للتدخل والإصلاح. وذلك عبر اعتماد خطة عمل مستقبليّة تعتمد التخطيط والمتابعة والتقييم المستمرّ والمراجعة الدائمة على ضوء جملة من الأهداف العامة والمحددات الأساسيّة تستمد من السياسات التي تعتمدها الدّولة وفق الثوابت القيمية للمجتمع ومرجعياته.
الشباب متمسك بقيم التضامن والتسامح أما الدراسة الثانية التي أنجزت السنة الماضية فهي تتعلق بالقيم لدى الشباب التونسي وخلصت نتائجها أنه لا توجد خلافات جوهرية في الرأي لدى مختلف أطياف الشباب التونسي كما لا تظهر هذه الدراسة اختلافا جوهريا عن الأجيال السابقة وحتى في أماكن أخرى من العالم كما في فرنسا وأوروبا. فقيم الشباب التونسي تعادل تلك السائدة في بلدان أخرى وذلك راجع حسب رأي خبراء علم الاجتماع إلى تفسخ الحدود بفعل التكنولوجيا المتقدمة والعولمة وانتشار مفاهيم موحدة حول الاقتصاد خاصة. كما أكدت أن الشباب التونسي متمسك بقيم التضامن والتسامح و التآزر و بالقيم الإنسانية التي تدين بكرامة الإنسان وبالعدالة و بالحرية وهي قيم متأصلة في ثقافة الشعب التونسي وفي حضارته وتعمل مختلف مكونات المجتمع على تجذيرها في الأوساط الشبابية.
إن القيام بالبحوث العلميّة الشّاملة منها والقطاعيّة والاستشارات الشّبابيّة والاستفادة من نتائجها تشكّل مدخلا علميا يخوّل التعامل مع الواقع الاجتماعي للشباب. لكن الأهم من ذلك هو نشر نتائج هذه البحوث على نطاق واسع حتى تعم الفائدة كافة المؤسسات الفاعلة رسمية كانت أم تابعة لمنظمات المجتمع المدني ذات العلاقة بالحقل التربوي والتلمذي والشبابي بصفة عامة. (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم  4 نوفمبر 2006)

 

محكمة جزائرية تحكم بسجن صحافيين 6 اشهر وتوقيف صحيفة شهرين بتهمة القذف في حق القذافي

الجزائر ـ القدس العربي من مولود مرشدي:
 
أصدرت محكمة جزائرية مساء الثلاثاء حكما بالسجن ستة اشهر نافذة في حق مدير صحيفة الشروق اليومي علي فضيل والصحافية نائلة بن رحال، وقضت بغرامة مالية لكل منهما قيمتها 20 الف دينار (حوالي 200 يورو) ومنع صدور الجريدة شهرين كاملين. وادانت المحكمة الصحيفة بتهمة القذف في دعوي رفعها العقيد الليبي معمر القذافي بعد نشر الصحيفة مقالات عن الطوارق (سكان الصحراء الجزائرية) واتهام عدد من أعيان القبائل العقيد القذافي بايفاد مبعوثين إليهم لحثهم علي إنشاء دولة لهم من المحيط الأطلسي غربا الي نهر دجلة شرقا مرورا بدول مالي والجزائر والنيجر وليبيا والتشاد ومصر.
واثناء مرافعاته، طالب الادعاء بالسجن خمس سنوات في حق المتهمين وتوقيف الصحيفة عن الصدور ثلاثة اشهر وتعويض عن الضرر المعنوي بخمسين مليون دينار قالت محامية الطرف المدني ان القذافي طالب بتوزيعها علي جمعيات أيتام الجزائر. ولكن دفاع المتهمين رفض صدقة القذافي وتساءل عن سبب عدم تحرك السلطات الجزائرية في هذه القضية ما دام الامر يمس امن الدولة الجزائرية . وطعنت هيئة الدفاع في الحكم امس وقررت الاستئناف لدي مجلس قضاء الجزائر العاصمة. وكانت الصحيفة نشرت مقالين منفصلين الأول يوم الثالث من اب/اغسطس والثاني في 12 منه تطرقت فيهما الي ما اسمته مشروع العقيد الليبي الجديد الداعي الي توحيد قبائل الصحراء الكبري . ونفي مدير الصحيفة ان يكون المقال تضمن قذفا او اساءة الي القذافي او العلاقات الجزائرية الليبية، وقال لو كان الامر كذلك لما سمحت بنشرهما اصلا . وهو ما اشارت اليه الصحافية نائلة بن رحال التي اكدت لهيئة المحكمة من جهتها انها نشرت شهادات لمواطنين من اصل ترقي بقناعة خطورة الوقائع التي تمس بالوحدة الترابية للجزائر.
واعتبرت الصحيفة في افتتاحية لها امس الاربعاء ان الحكم الصادر في حقها هو ضريبة الواجب الوطني في عشية الذكري 52 لاندلاع ثورة التحرير الجزائرية في الاول من تشرين الاول/نوفمبر 1954. وقالت ان الجرم الوحيد الذي ارتكبته الجريدة انها نقلت شهادات في الميدان وحققت في قضية عرفها الرأي العام . وتساءلت الصحيفة مَن يهدد امن ليبيا والجزائر.. الذي دعا سكان الصحراء المنتشرين في عدة دول الي التكتل والتصدي بالقوة لكل من يهدد وحدتهم واستقلالهم وعدم الاعتراف بالحدود، ام الصحيفة التي تكلمت عن هذا المشروع؟ .
 
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 2 نوفمبر 2006)


وزير جزائري:

800 مسلح قتلوا أو اعتقلوا أو استسلموا منذ التصويت علي المصالحة

 

الجزائر ـ يو بي أي: كشف وزير الداخلية الجزائرية نور الدين يزيد زرهوني امس الأربعاء عن أن نحو 800 مسلح قتلوا او اعتقلوا او استسلموا منذ تصويت الجزائريين علي ميثاق السلم والمصالحة الوطنية في أيلول/سبتمبر العام 2005. وقال زرهوني بمناسبة الاحتفال بالذكري 52 لاندلاع ثورة التحرير الكبري التي قامت عام 1954،في رده علي التفجيرات التي نفذت قبل يومين في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية واودت بحياة ثلاثة أشخاص واصابة 20 آخرين في صفوف المدنيين وتبنتها الجماعة السلفية للدعوة والقتال ان هذه العمليات الارهابية الأخيرة معزولة ولا تؤثر في مسار المصالحة .
وقال من ايلول/سبتمبر 2005 وحتي يومنا هذا فان نحو 800 من الحاملين للسلاح اما قتلوا أو اعتقلوا أو سلموا أنفسهم . وتابع ان قوة الجماعات المسلحة ضعفت كثيرا . من ناحية أخري، شدد زرهوني علي أن ميثاق السلم والمصالحة الذي يحدد المستفيد والمبعد من ميثاق السلم، نص علي أن الذين ارتكبوا جرائم اغتصاب وفجروا أماكن عامة هم مقصيون وهم أولئك الذين يرتكبون حاليا هذه العمليات ، في اشارة الي عناصر الجماعة السلفية الذين يرفضون ميثاق السلم والمصالحة. وأعلن عن رفض الحكومة لعودة الاسلاميين المتشددين من أنصار الجبهة الاسلامية للانقاذ المحظورة حاليا الي النشاط السياسي من جديد مثلما يطالب بذلك قادتهم المفرج عنهم، وقال ان الذين ثبت تورطهم في العمل المسلح في الجزائر ليس لهم الحق في العودة الي النشاط السياسي من جديد . وأكد زرهوني أن قانون المصالحة يقول بكل وضوح وبدون أي التباس أن الناس الذين تسببوا في المأساة الوطنية ليس لهم الحق في العمل السياسي . يشار الي أن الحكومة تعتقد أن ما بين 500 و750 مسلحا معظمهم من الجماعة السلفية لا يزالون يختبئون في الجبال. وكان نحو 27 ألفا من المتشددين التحقوا بالجبال غداة الغاء السلطة الجزائرية بدعم من الجيش نتائج الانتخابات التشريعية التي فازت بها الجبهة الاسلامية للانقاذ نهاية العام 1991.
 
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 2 نوفمبر 2006)

 

تنصيب أول سلطة عليا للصحافة في موريتانيا وسط استياء الإعلاميين من تغييبهم في تشكيلتها

نواكشوط ـ القدس العربي من عبد الله السيد:
 
باشرت أمس أول سلطة عليا للصحافة والسمعيات البصرية في موريتانيا مهامها وسط استياء مهنيي الإعلام المحلي من تغييبهم في تشكيلتها. وكان الرئيس الموريتاني الانتقالي العقيد ولد محمد فال قد أصدر الأسبوع الماضي قرارا بتسمية هذه الهيئة التي ستتولي تنظيم المجال الإعلامي الموريتاني ساندا رئاستها للمحامي بال أمدو تيجان وهو محام مغمور ، حسب منتقدي التعيين. واقتصر حضور الصحافيين الموريتانيين في هذه الهيئة علي عضوين من ستة أعضاء يشكلون مجلس الهيئة. ويري ناشرو الصحف العربية أن غالبية أعضاء هذه الهيئة هم فرانكفونيون قد لا يعيرون اهتماما لمشاكل الصحافة العربية التي هي صحافة البلد والتي تهددهـا صحافة فرانكفونية تدعمها السفارات والهيئات الغربية، بحسب خصوم الهيئة. ويتقوي نظام الرئيس ولد محمد فال في مواجهته لانتقادات الوسط الاعلامي المحلي بآخر تقرير لمنظمة صحافيون بلا حدود . وامتدح التقرير التقدم في حرية الصحافة في موريتانيا منذ الثالث اب/اغسطس 2005. كما أكد التقرير أن موريتانيا قد صعدت من نقطة 138 في أسفل السلم إلي نقطة 77، وهو موقع هام بالنظر للحالة المزرية التي شهدتها الحريات في ظل حكم الرئيس المخلوع معاوية ولد الطايع. هذا وواجهت السلطلة العليا للصحافة في موريتانيا أمس أول امتحانا لها عندما ألزمتها الظروف بالبت دون تأخير في توفير حصص متساوية في وسائل الإعلام العمومية لمئات المرشحين للإنتخابات البلدية والنيابية المتزامنة المقررة يوم 19 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري والتي ستنطلق حملاتها الدعائية السبت المقبل. هذا ونص القانون المنشيء للسلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية علي أن ممارسة حرية الصحافة وحرية الاتصال المسموع والمرئي يكفلها الدستور الموريتاني ولا يمكن أن تحد إلا في حالات منها احترام قيم الإسلام وكرامة الإنسان وحرية الغير وملكيته والطابع التعددي للتعبير عن التيارات الفكرية وعن الآراء و حماية النظام العام والوحدة الوطنية والحوزة الترابية. وحدد القانون صلاحيات السلطة العليا للصحافة في مجموعة من المجالات منها الصحافة العمومية والخصوصية والاتصال السمعي والبصري والعمومي والخصوصي و الإشهار عن طريق الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية. ونص القانون علي أن سلطات هذه الهيئة تشمل وسائل الإعلام الدولية التي تبث فوق التراب الوطني مهما كانت الوسائل التي تستخدم للوصول الي الجمهور. وتقوم السلطة العليا للصحافة في موريتانيا، ضمن مهمتها، بالسهر علي تطبيق القوانين المتعلقة بالصحافة وبالاتصال السمعي والبصري في ظروف من الموضوعية والشفافية والبعد عن التمييز والمساهمة في احترام أخلاقيات المهنة من قبل الشركات ومؤسسات البث الصوتي والتلفزي الخاصة والعمومية، ومن قبل الجرائد والنشرات الدورية العمومية أو الخاصة وضمان المساواة في التعامل بين كافة الفاعلين في مجال الاتصال . وتعد السلطة العليا للصحافة في موريتانيا، كل سنة تقريرا عن نشاطها وعن تطبيق الأحكام التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالصحافة وبالسمعيات البصرية. 
 
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 2 نوفمبر 2006)


المغرب:

العدل والاحسان تتهم المخزن بخوض معركة وهمية معها من اجل التغطية على الأزمات التي تعرفها البلاد

 

الرباط ـ القدس العربي: اتهمت جماعة اصولية مغربية السلطات بفتح معركة وهمية معها من اجل التغطية علي عجزها علي تدبير ازمات اقتصادية واجتماعية وسياسية تعرفها البلاد. وقالت جماعة العدل والاحسان اقوي التيارات الاصولية المغربية ان النظام المغربي يشن الحملة علي معارضة جماهيرية تعبر خارج سرب المتواطئين عن تذمرها من الواقع المزري الذي يعيشه المغرب وان هذه المعركة جبهة وهمية فتحها النظام بعد فشله في حل المعضلات الحقيقية للمغاربة، وجند لها حكومته وأبواقه وأحزابا وأجهزة قمعية متنوعة، ليحاصر جزءا من الشعب رفض المشاركة في المهزلة ، وتساءلت الجماعة أين الديمقراطية والحق في الاختلاف؟ أين المرجعية الاسلامية المزعومة؟ أليس فيكم رجل رشيد؟
وقال عبد الواحد المتوكل الامين العام للجماعة في رسالة بعث بنسخة منها لـ القدس العربي ان اعتداء النظام المغربي علي جماعة العدل والاحسان عرف في الآونة الأخيرة تصعيدا خطيرا بدخوله مرحلة المحاكمات الصورية، وتلفيق التهم الباطلة، مثل ما حصل مع عدد من مسؤولي وناشطي الجماعة وقيادييها، وان الأمر تجاوز ذلك الي النبش في الماضي والتنقيب في أحداث مضي عليها أكثر من خمسة عشر عاما واقحام أعضاء من العدل والاحسان فيها ظلما وعدوانا، مثلما يجري حاليا مع عمر محب احد قياديي الجماعة.

وقال المتوكل ان الجماعة تعيش محنة الاختطافات والاعتقالات التعسفية، والتعذيب والاهانة، ومداهمات البيوت وتشميعها، وسرقة الأثاث والممتلكات، والمحاصرة في الأرزاق، والطرد من المهن والأعمال، والحرمان من حق الرأي والتعبير وتأسيس الجمعيات والمنع من جل حقوق المواطنة، ونسج التهم والمحاكمات الصورية، والتجريد حتي من حق الاعتكاف في بيوت الله وعيادة المرضي وتشييع الجنائز واقامة العقائق…لتعتبر هذا ظلما وعدوانا سافرا بكل المقاييس القانونية والشرعية والأخلاقية، وتحمل المسؤولية التاريخية لكافة المشاركين في هذه الحملة الظالمة. وعرفت الشهور الماضية حملة اعتقالات ومداهمات واسعة شنتها السلطات في عدد من المدن المغربية ضد ناشطي الجماعة الذين كانوا يجتمعون في اطار ما يسمي بمجالس النصيحة. الا ان الاعتقال كان يقتصر علي التحقيق الاولي والافراج مباشرة باستثناء بعض قياديي الجماعة الذين توبعوا امام القضاء وحكم علي عدد منهم بالسجن.
واضاف عبد الواحد المتوكل ان هذا التصعيد جاء في خضم ظروف اجتماعية مأساوية يعيشها جل المغاربة، من بطالة وفقر ومرض وحيف ضريبي وغلاء للمعيشة…وأزمة اقتصادية ومالية خانقة تباع البلاد في ظلها بالتقسيط، وفساد اداري لم ترقعه المغادرة الطوعية ولا غيرها من التدابير الفاشلة، وانتكاسة مخجلة في أكثر من قضية، وتبخر كل الشعارات التي واكبت ما يسمي بالعهد الجديد، وعجز أمام مافيا التهريب والمخدرات ونزيف المال العام، وانفضاح سيرك البرلمان وحكومة المهزلة، وانحباس سياسي اقليميا وافريقيا ودوليا، وانبطاح وتطبيع مع الكيان الصهيوني…وقائمة المآسي طويلة. وضع كارثي ينذر بالانفجار! وعوض الوضوح والمصارحة والسعي لتدارك ما يمكن تداركه. وحذر المتوكل من ان العمل ضمن أجهزة الدولة في الوضع الراهن لا يبرئ ذمة المشاركين في ما وصفه بـ العدوان الغاشم أمام الله ولا أمام التاريخ . وان التقديرات الشخصية للمتواطئين في هذه الجرائم، المنفذين لتعليمات المكالمات الهاتفية وغيرها من أشكال التحايل المخزني، يتحملون المسؤولية كاملة فيما يجرون اليه البلاد من فتن لا تحمد عقباها .
وندد بما ينشر في بعض المنابر الاعلامية الحزبية، وغيرها من منابر الارتزاق التي تنصب نفسها قضاء يصدر الأحكام الجاهزة لتهم ملفقة، اعتمادا علي الاشاعات التي تروج لها الأجهزة الرسمية وصنائعها، ليعتبر مساندة صريحة للمخزن للتمادي في غيه ومشاركة فعلية فيما يرتكب من جرائم . وسجل باستغراب كبير، ونأسف لسلوك بعض المنابر ببلدنا التي قد لا تترد في نقل أخبار تافهة من كل أنحاء العالم في حين تسكت عن الاعتداءات والتجاوزات الفظيعة التي تتعرض لها جماعة العدل والاحسان . فيما نوه بـ كل المنابر والهيئات التي تحدت ارهاب المخزن، فعبرت بشجاعة عن استنكارها لهذه الجرائم النكراء، داخل المغرب وخارجه . ودعا كافة المواطنين وكل مكونات الشعب والمجتمع المدني وكل المنصفين وذوي الضمائر الحية أن يتحملوا مسؤولياتهم ويقوموا بما يقتضيه الواجب تجاه هذه الممارسات الظالمة، مؤكدين علي الدوام نبذنا للعنف بكل أشكاله، وتشبثنا بحقوقنا كاملة، لا نستجدي في ذلك أحدا، وتمسكنا الصادق بالحوار والصراحة والوضوح من أجل اخراج بلدنا من الكوارث التي يتخبط فيها منذ أمد بعيد .
من جهة اخري استمع قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بسلا في اطار الاستنطاق الابتدائي الي عبد العظيم أكوداد الذي تم ترحيله مؤخرا من اسبانيا الي المغرب بعد متابعته من أجل الانتماء الي تنظيم ارهابي وتزوير وثيقة رسمية . واعتقل عبد العظيم أكوداد (39 سنة) الملقب بـ نوفل ، في اسبانيا منذ تشرين الاول/أكتوبر 2003، عقب مذكرة اعتقال دولية أصدرتها محكمة الاستئناف بالرباط، وذلك لتورطه في هجمات انتحارية شهدتها الدار البيضاء في ايار/مايو 2003. وبعد مثوله أمام قاضي المحكمة الوطنية الاسبانية، بالتازار غارثون، اتهمه هذا الأخير بكونه منسق مجموعة (هوفستاد)، المسؤولة عن اغتيال السينمائي الهولندي ثيو فان غوخ.
كما يشتبه في ارتباطه بـ الجماعة الاسلامية المغربية المقاتلة ، المشتبه في انها مسؤولة عن هجمات مدريد في اذار/مارس 2004 ، وبمجموعة أنصار الاسلام في سورية ومسؤوليته عن تجنيد وتمويل المجاهدين الراغبين في التوجه الي العراق.
 
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 2 نوفمبر 2006)


في ذكرى اختطافـــــه:  الحركة الإسلامية الأصيلــــة

 لا تعين على دم الشهيد المهدي بن بركة

 

 بقلم الأستاذ عبد الله لعماري

  محــــــــــام من المغرب.

              

تحل الذكرى الواحدة والأربعين لاختطاف وتغييب واغتيال الزعيم الوطني الكبير المهدي بن بركة، ومع حلولها يستشعر الوطنيون والمناضلون الشرفاء مع اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم، غصة المظلمة التي راح ضحيتها الشهيد غيلة وغدرا، وهو يقود حركة الكفاح وطنيا ودوليا، من أجل تحرر الشعوب من ربقة الاستعمار والاستبداد والاستغلال، والذي كانت تمثله آنذاك ولازالت، قوى الشر، المجسدة في الصهيونية العالمية، والاستعمار، والاستكبار الإمبريالي العالمي بشقيه الأمريكي والأوروبي. والطبقات السائدة المتعاونة معهما، والمسلطة على رقاب شعوب العالم الثالث المستضعف، والمنصبة قسرا وقهرا على كراسي الحكم والنفوذ.

               وتقديرا لجهود هذا المناضل الأممي في إسناد حركات التحرر، عبر موقعه القيادي في حركة مؤتمر القارات الثلاث، لازالت تصطف خلف المطالبة بالكشف عن تفاصيل جريمة اختطافه واغتياله، جحافل من الحقوقيين والمناضلين، عبر شبكات عابرة للحدود والقارات.

               إلا أنه، وفي مقابل هذه المناصرة، الوطنية والدولية، اعتاد المشهد السياسي والفكري في بلادنا، وعلى مدار هذه الأربعين سنة، أن تخرج فيه على الإجماع بعض الأصوات النشاز إمعانا في ذم المناضل الأممي، والطعن في تاريخه وتشويه مقامه، وحقيقة نضاله التي لا تشوبها الشوائب.

               أصوات نشاز لأشخاص معروفين بتاريخهم وماضيهم في مخادنة وممالأة أولئك القتلة المجرمين الذين تلطخت أيديهم بدماء الشهيد، وانفضحت جهارا ونهارا جريمة سفكهم لهذا الدم البريء والولوغ منه، ونعني بذلك أولئك المقبورين، من أوفقير ودليمي ومن معهما ومن خلفهما ومن لف لفهما.

               إلا أن هذه الأصوات تظل نشازا لغربان تحلق بعيدا عن السرب.

لكنه وإذا كان مفهوما ومكشوفا، ما يرومه هؤلاء من ذوي الصوت النشاز وهم يقومون بما أوكل إليهم مما تبقى من أدوار قميئة لإكمال ما تبقى من فصول المؤامرة على المهدي بن بركة التي ابتدأت بالاغتيال والتغييب الجسدي ويراد لها أن تكتمل بالاغتيال التاريخي والسياسي، لتغييب الأدوار الوطنية الكبرى التي اضطلع بها المهدي،  في قيادة الحركة الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي، وفي تدبير المفاوضات من أجل إجلاء هذا الاستعمار، وفي المساهمة الفعالة في وضع اللبنات الأولى لمغرب الاستقلال الحديث، وفي المراجعات النقدية والتصحيحية لإنقاذ البلاد وتقويم مسارها، وإشراك القوات الشعبية في البناء تصديا لتهميشها والتلاعب بمصائرها.

               فإنه ليس مفهوما وليس واضحا، ما يصدر عن بعض الأصوات الإسلامية، أو المحسوبة على التيار الإسلامي، حينما تنخرط بوعي أو بغير وعي، فيما لا يمكن اعتباره سوى تحاملا لا أخلاقيا على مظلوم أريق دمه بغدر أرعن مقيت، ولا يمكن حسبانه سوى     إعانة للظالمين الخونة الغادرين على سفكهم وإهدارهم للدم البريء، إعانة يجد فيها هؤلاء الظالمون القتلة، ومن تبقى من فلولهم ومن يسير على دربهم الغطاء الإيديولوجي الذي يوفر لهم المتنفس والخلاص من الخناق، الذي يلف رقابهم ويكتم أنفاسهم، جراء لعنة الدم البريء التي تطاردهم وتلاحق تاريخهم عبر الأجيال،  ووصمة العار التي تجلل جباههم وتعفر وجوههم. أليس الضالعون في جريمة اختطاف واغتيال المهدي بن بركة، هم من الموساد الصهيونية، والمخابرات الأمريكية، والمخابرات الفرنسية وعملائهم من رؤوس المخابرات المغربية آنذاك؟.

               وأي خندق قذر هذا التي ارتكست في حمأته كل هذه الأصناف اللئيمة والمرذولة من صهاينة وأمريكان وفرنسيين ومغاربة عملاء، فيختار السقوط فيه من يرضى لنفسه أن ينحشر بعمامته الإسلامية في جوقة الطاعنين في شرف المهدي بن بركة ولا يحترس فيصون قدميه المتوضئتين من أن تدوس جثة قتيل بريء، فتغرق في دمائه، التي لازالت تتضرج فيها ولم تجف بعد، فهل يرضى لنفسه إسلامي أيا كان، وهو بعقيدته الإسلامية، وتصوره الإسلامي المميز بين الحق والباطل أن يتهاوى ويسقط في خندق قذر تتخبط في لجته المخابرات الصهيونية والأمريكية والفرنسية وعملاءهم من بني جلدتنا.

               ما يشكل جديدا في ذكرى هذه السنة، هو ما طفح به على السطح، أحد الأصوات الالكترونية الذي تتسمى بمكتب الإرشاد العام للحركة الإسلامية المغربية، والذي نشر إلكترونيا، بلاغا، يحمل آخر التخريجات والمنتجات المتعفنة في قدح الرمز الوطني المهدي بن بركة، حيث وصمته بدون مراعاة للكرامة الإنسانية، ولا للرمزية الوطنية، ولا لحرمة الموتى، وهي من عظائم الأمور عند الله في التصور الإسلامي السليم والسلوك الأخلاقي القويم حين وصمته- والتعبير لها-  » بالمجرم الذي تزعم العصابة الشيوعية والملحدة التي قتلت العالم الوطني عبد العزيز بن ادريس وشدخت رأسه بالحجارة والفؤوس ».

               ويدعو هذا المكتب العام للإرشاد للمدعوة « الحركة الإسلامية المغربية » إلى اتخاذ يوم 25 شوال يوما وطنيا للشهيد، إكراما لذكرى اغتيال المرحوم عبد العزيز بن ادريس !!

               وكلا الرجلين من الرعيل الأول الذي قاد الحركة الوطنية من أجل تحرير البلاد من الاستعمار الفرنسي الغاشم، وكلا الرجلين عاشا مرارة الاعتقال والتعذيب والاضطهاد على يد الجلاد الفرنسي، وكلا الرجلين قتلا غيلة وغدرا وظلما، وبأبشع الطرق، لكن المكتب العام الإلكتروني للإرشاد للمدعوة « الحركة الإسلامية المغربية »، يعتبر المرحوم عبد العزيز بن ادريس شهيدا، بينما يعتبر المرحوم المهدي بنبركة مجرما قاتلا وزعيم عصابة شيوعية إجرامية، وقتل تحت راية عمية وضالة، يصفه بهذا الوصف، حتى وهو الذي تآلبت على اختطافه وسفك دمائه قوى من الشرق والغرب، من الموساد الصهيونية والمخابرات الأمريكية والمخابرات الفرنسية، وأزلامهم من المغرب ممن خدموا في جيش الاستعمار الفرنسي، وعادوا الحركة الوطنية المغربية، من أجل إسكات صوت تعلقت به الشعوب في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، كان يدعوها للتكتل ويخطط من أجل رص صفوفها في مجابهة قوى الاستعمار والامبريالية الناهبة للثروات والمبيدة للشعوب المستضعفة والمهينة لكرامة العرب والمسلمين، وكان يتصدى لإسرائيل الصهيونية ويطارد وجودها وتغلغلها في البلدان الأفريقية والأسيوية، أنى حلت فيها بمشاريعها ومخططاتها وعلاقاتها.

               وحتى وإن كان هذا المكتب العام للإرشاد، واقعا أو وهما، أو كان يعتمره فرد أو اثنان أو أكثرا من ذلك، أو كان قناعا لجهة ما، لا علاقة لها بالإسلام أو بالحركة الإسلامية، أو كان مداه يقف فقط عند الموجات الإلكترونية، أو يتجاوزه إلى ما أوسع من ذلك،  فإن هذا التفنن -المحسوب على الحركة الإسلامية – في ابتكار صيغ القدح والطعن والقذف بالباطل في حق رجل مات تحت التعذيب فداءا لتضحياته من أجل تحرير الشعوب المضطهدة في القارات الثلاث ومن أجل نماءها ورفعتها، لا يمت بصلة إلى دين الإسلام الحنيف، ولا يوصف إلا بكونه سقوطا متعمدا في الخندق القذر الذي ركن في قعره من تآمر على حياة الرمز الوطني والأممي الكبير المهدي، من الموساد الصهيونية والمخابرات الأمريكية والفرنسية وعملاءهم وأذنابهم من القتلة.

والتفنن في القدح والقذف بالبهتان في حق الشهيد المهدي، هو مساس سافر برمزية النضال الوطني، واستفزاز لمشاعر السواد الأعظم من المواطنين المغاربة، سواء من الأجيال التي عايشت المهدي، أو الأجيال اللاحقة التي تشربت ذاكرتها رمزية المهدي كعلم من أعلام التاريخ الوطني الحديث، لا تنمحي بصماته على صفحته، ولا ينال التعتيم من حقيقة أنه كان يملك بعبقرية المهندس والرياضي، المخطط الدقيق المعالم للنهوض بالبلاد إلى مراقي التقدم والانعتاق.

 وهو تهييج مقصود لبث الشنآن والشحناء والبغضاء بين التيار الإسلامي الذي تحسب  عليه هذه الأصوات والتيارات الأخرى التي تتخذ من المهدي، شهيدها ومرجعها وقائدها وملهم حركتها.

وهو التهييج الذي يسقط في دعم مشروع          أعداء الأمة الذين يمكرون بالليل والنهار، من أجل زرع الفتنة في أوساطها، وإشعال لهيب التقاتل والتطاحن بين مكوناتها، وتفتيت طاقاتها بإشغالها في صراعات داخلية تهمش مسارها نحو التحرر من الأغلال، تلك الأغلال التي لازالت تتحكم بها هاته القوى الإمبريالية من صهيونية عالمية واستعمار غربي عالمي تقوده أمريكا من جديد، تتحكم بها في رقاب الأمة وأعناقها وتشل أياديها. وما الواقع العراقي واللبناني والفلسطيني عن هذه الفتن ببعيد.

فهلا استحيت هذه الأصوات وارعوت، وأدركت مغبة ما تقترفه وما تسعى إليه، حتى تبرهن على أنها تحسب على الحركة الإسلامية الأصيلة، لا على « الإسلام »، الأمريكاني والصهيوني، الذي لا أصل له ولا جذر له ولا مستقبل له، كمثل شجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار.

 

                                                                               الدار البيضاء في تاريخ 29/10/2006


الكتابـــــة والتخلـــف!
بقلم: آمال موسى كثيرة هي الظواهر التي يصعب تحديدها والقبض عليها متلبسة بمؤشراتها وآماراتها الدالة عليها. ولكن في مقابل هذه الظواهر العصية، هناك ظواهر سهل التدليل عليها وتلمسها بالعين وباليد. ولعل ظاهرة التخلف من أكثر الظواهر بروزا للعيان، الشيء الذي جعل كل الملفات ذات العلاقة بمسألة التخلف، تهتم بالأسباب وبسبل المعالجة دون أن تضيع الوقت والجهد في تشخيص المعلوم والمدرك من القاصي والداني. ومع ذلك، فإن آليات تشخيص التخلف المتمثلة في الواقع الاقتصادي ونسبة الأمية ومعدل الإنجاب والفقر وأيضا خصائص النظام السياسي الحاكم، كلها على أهميتها تبقى من الآليات الكلاسيكية في تشخيص ظاهرة التخلف في أي مجتمع متخلف. ذلك أن المظاهر التي تمكننا الآليات الكلاسيكية من تشخيصها، هي مادية بالأساس وتجعلنا نعتقد أن زوال التخلف هو رهين معالجة معدلات الأمية والفقر وغير ذلك. وبالتالي فإنها آليات هامة وأساسية ولكنها أيضا قاصرة وناقصة إذا ما اقتصرنا عليها دون سواها. لذلك، فإن تأمل واقع الكتابة خصوصا المنشورة في وسائل الإعلام المكتوبة والتدخلات الشفوية في القنوات التلفزيونية، قد أصبحت اليوم من أكثر آليات تشخيص حجم التخلف المتغلغل في الإعلام العربي، حيث يفضح القلم اللاوعي وأمراضه واللغة المنطوق بها انفعالات صاحبها ونواياه المبيتة. والمؤمنون بدور اللغة وقوتها في الكشف وحدهم يستطيعون اقتفاء أثر المتخلفين ودعاته في وسائل الإعلام. ووحدهم أيضا يضعون تخلف المنظومة الثقافية السائدة، في رأس قائمة مؤشرات التخلف وعلامته. طبعا حتى لا نسقط في فخ السب والشتيمة، نرى أنه لا فائدة من وصف أصحاب الكتابات الصحفية، التي تكرس التخلف بأنهم أشباه كُتاب أو غير ذلك من قاموس الشتائم. فالمهم بالنسبة إلينا هو تحديد بعض خصائص الكتابة المتخلفة بشكل لا يتجاوز طاقة هذه المساحة ومن هذه الخصائص يمكن التوقف عند: – كتابة لا تمت بأي صلة إلى العقل والعقلانية بل هي نتاج خالص من اللاوعي فإذا بالانفعالات والقيم النفسية التحتية ومركبات النقص والاستعلاء هي المسيطرة بل هي حبر الكتابة الاول والأخير. بمعنى أن الماسك بالقلم – وليس صاحبه – يُفرجُ عن انفعالات شخصية فتراه يمتدح شخصا نكاية في غيره ويهجو آخرا ليرضي شخصا بعينه. ويسمى هذا الأسلوب في اللغة العامية التونسية  بـ«ضرب المعنى» الذي يتضمن في كل حالاته إهانة لكرامة الانسان المقصود وبالتالي هي كتابة تفتقد إلى شروط التحضر ولازالت رهينة ثقافة المديح والهجاء واستعمال اللغة مطية لمزيد استفحال الأمراض النفسية، وليس للشفاء منها من خلال إعمال العقل  والاحتكام إليه والإخلاص إلى الموضوع قبل أي شخص. – تتغذى الكتابة المتخلفة كثيرا من الصيغ التفاضلية والنبرة المطلقة فتجد صيغا مثل «أكبر» و«أهم» و«أسوأ» و«أكثر» و«العظيم» و«الوحيد» وغير ذلك من الصيغ ذات الشحنة التقديسية والتي ترمي في سياقها الايجابي إلى اقصاء الآخرين عمدًا وفي السياق السلبي إلى الإمعان في الأذى. لذلك، فهي كتابة تخلو من مفهوم النسبية ومن التريث ومن التواضع أيضا، إذ أن الذي يلقب أي مبدع بالعظيم، كأنه يريد أن يقول إنه أعظم منه، على الاقل اقتداء بالمقولة القديمة: إن الناقد مبدعٌ وزيادة. ومثل هذه الكتابة في زمن العلوم التجريبية والنسبية وتقليص دائرة المقدس إلى أبعد الحدود، هي كتابة خارجة عن الزمن والسياق والمفاهيم الجديدة. فمفهوم مثل النسبية يعني تملص اللغة من كل ما يمت بصلة إلى اللغة المطلقة في أحكامها وأوصافها فتصبح كلمات مثل «عظيم» و«الأكبر» وغيرها مثيرة للضحك وللأسف في نفس الوقت. – الكتابة المتخلفة أيضا عادة  ما يسودها بعض الاطناب والحشو والتكرار والانشائية العالية جدًا، فتجدها غير دقيقة وتفتقد إلى الحجة والبرهان، بل أن الممارس لهذا النوع من الكتابة، قد يكتب عن بلد لا يعرفه وعن نظام سياسي لا يعلم شيئا عن طبيعته بل أنه لا يجد حرجا في الكتابة عن فيلم لم يشاهده ولا عن كتاب لم يطلع عليه. إنها كتابة عن الأشخاص وليست عن المواضيع والظواهر والمواد التي تقتاتُ منها الكتابة منذ القدم. هل يوجد أقوى من الكتابة دليل على التخلف!؟ (المصدر: ركن « قهوة الخميس » بجريدة الصباح التونسية الصادرة من 2 نوفمبر 2006)

 

الإسلام والعلمانية.. هل إلى لقاء من سبيل؟

محمد أبو رمان (*)
 
في معرض تعليقه على الانتخابات الرئاسية الإيرانية التاسعة الأخيرة عام 2005 استعمل محمد خاتمي مصطلح « الديمقراطية الدينية ». هذا المصطلح يثير العديد من الإشكاليات والنقاش حول مشروعيته ومفرداتها؟ وإلى أي مدى يمكن لأحد النموذجين أن يقدم تنازلا للآخر؟ وعن أي إسلام وأي ديمقراطية نتحدث؟
 
على الصعيد العملي تتعدد التجارب الإسلامية المعاصرة بما لا يسمح لنا بإقامة تصور موحد يحدد طبيعة العلاقة: فهناك فارق كبير بين النظم السياسية التي تدعي الالتزام بالشريعة (صيغة طالبان، إيران، تجربة العدالة والتنمية في تركيا، التجربة السودانية، السعودية) الأمر الذي يعني أننا أمام قضية جدلية خلافية وخطابات إسلامية متباينة يحمل كل منها تأويلا للصيغة السياسية للإسلام: هل هو نظام حكم شمولي يحدد الكليات والتفاصيل أم نظام حكم فضفاض يترك للناس خياراتهم السياسية والاقتصادية؟..الخ.
 
السياسة في الإسلام
 
الإسلام لم يحدد نمطا معينا للحكم السياسي، فلا توجد نصوص شرعية تفصل شكل نظام الحكم في الإسلام وكيفية اختيار الحاكم وإدارة الأزمة الداخلية والخارجية، وإنما حدد الإسلام جملة من القيم والمعايير تتسم بطابع أخلاقي عام تتوافق مع القانون الإنساني، ووضع تشريعات عدة تضبط الممارسة الاجتماعية العامة. وهذه الملحوظة يتفق عليها شوامخ الفكر الأصولي الإسلامي.
 
وكلمة « المصالح » ومشتقاتها هي أقرب المعاني التي تقترن بمصطلح السياسة في الخطاب الإسلامي، فابن منظور يعرف السياسة بأنها « القيام على الأمر بما يصلحه »، وهو ما يمكن أن نقيس عليه ونستخلص منه تعريف العز بن عبد السلام في كتابه القيم ( قواعد الأحكام في مصالح الأنام) بأن مدار الشريعة -بما في ذلك السياسة- دفع المفاسد وأسبابها وجلب المصالح وأسبابها، بل يذهب العز بن عبد السلام إلى القول  » أما مصالح الدنيا وأسبابها ومفاسدها فمعروفة بالضرورات والتجارب والعادات والظنون المعتبرات ».
 
أمّا نموذج « الخلافة الراشدة » فهو في الأصل نموذج تاريخي ساد لدى المسلمين بعد وفاة الرسول –صلى الله عليه وسلم- وهو في تصور العقل المسلم -على مر الخبرة الإسلامية قديما وحديثا- عبارة عن قيم عليا تحكم الممارسة السياسية دون وجود آليات محددة.
 
فالخلافة في الخطاب الإسلامي هي العدل والمساواة أمام الشرع ومكافحة الفساد السياسي وحرمة المال العام والاقتراب من التجربة النبوية في الممارسة السياسية، وهي التجربة التي لم تحدد نظاما معينا للحكم، ويمكن أن تفهم على أنها حكم ديمقراطي مدني سياسي (كما يقول عبد الإله بلقزيز في كتابه دور الحركة الإسلامية في صوغ المجال السياسي..) أو بخلاف ذلك كما هو الحال لدى تيارات واتجاهات إسلامية عدة.
 
ما يعنينا هنا أننا لا يمكن أن نقول إن التجربة الراشدة قد حددت شكل نظام الحكم وتفصيلاته، وإن كانت خلافة عمر بن الخطاب بالتحديد شهدت مرونة كبيرة في فهم الإسلام وتطبيقه، وهي حالة يمكن أن تمثل مقياسا كبيرا في التعامل مع البعد السياسي في الإسلام اليوم.
 
وشهدت الممارسة السياسية الإسلامية بعد الخلافة الراشدة، وبشكل أدق بعد خلافة أبو بكر وعمر، تنحيا عن الصفة الإسلامية الدقيقة للحكم، فلا يعد الحكم الأموي والعباسي صبغة إسلامية للحكم بالمعنى الدقيق، فهو ممارسة نسبية طبقت الإسلام في جوانب وأخلت به في جوانب أخرى، واتخذ طابعا خلافيا أدى إلى حرب أهلية بين المسلمين مازالت قائمة إلى اليوم.
 
الدولة الإسلامية
 
إذا كان الإسلام لم يحدد صيغة مفصلة معرّفة للدولة ونظام الحكم، فكيف إذن نعرّف الدولة الإسلامية؟ إجابة « التيار الإسلامي » على هذا السؤال تتلخص في تطبيق الشريعة الإسلامية، وجزء كبير منه يجعل الجواب في شطرين: الأول الوصول عن طريق الاختيار والشورى (مقبول شعبيا) والثاني تطبيق الشريعة (مقبول شرعيا)، وهذا الجواب يعبر عنه عدد من الأكاديميين الإسلاميين بمصطلحي: شرعية إسناد السلطة وشرعية ممارستها.
 
يتمثل الاختلاف والنقاش الواسع بين صيغة « الديمقراطية الليبرالية » وبين النسق السياسي الإسلامي اليوم في مسألة تطبيق الشريعة (أو ممارسة السلطة) –في الأغلب الأعم- بشقين: الأول مرتبط بقضايا الحريات العامة والشخصية وحرية التدين والتعددية الفكرية والسياسية والدينية والفنون والآداب وطبيعة السلطة الدينية، والنظام الربوي العالمي،..الخ، وهي قضايا قد تبدو مقلقة للتيارات الأخرى وتدفع للتساؤل حول مدى احترام الممارسة السياسية الإسلامية لمساحة الاختلاف مع الآخر داخليا وخارجيا.
 
أما الشق الثاني فيتمثل في تطبيق الحدود من حيث الإقرار ابتداء بتشريع قوانين تطبق الحدود (قطع يد السارق، رجم الزاني، الجلد،..) وهي قضايا يحاول التيار الإسلامي الابتعاد عنها قدر المستطاع، وتأخذ صيغة النقاش فيها طابعا حذرا وأحيانا كثيرة التفافيا.
 
البحث عن مساحة مشتركة
 
في التعامل مع الإشكالية السابقة ثمة مقاربات للواقع العربي والإسلامي الراهن تقوم على إعادة تعريف كل من العلمانية والمجال السياسي الإسلامي وتحديد مدلولاتهما؛ فالعلمانية ليست كلها ذات طابع واحد، فهناك العلمانية « اللائكية » اللا دينية –كما هو الحال في نموذج الأتارتوركية- وهناك العلمانية المحايدة الجزئية.
 
في هذا السياق يقدم أحمد محمد سالم رؤية متميزة في مقاله « مقاربة بين الإسلام والعلمانية » (مجلة الديمقراطية، أبريل/نيسان 2004) إذ يعرف العلمانية بأنها « تحول السلطة من المؤسسات الدينية إلى المؤسسات المدنية » كما أنها ببساطة « إعادة الاعتبار للرجل العادي بمشاركته في الحياة وإدارتها بعيدا عن السلطة الدينية ».
 
وهذا التعريف يقودنا إلى المجال السياسي في الإسلام.. هل يوجد سلطة دينية فيه؟ الجواب يقدمه بصراحة ووضوح شديد الإمام محمد عبده إذ يقول « ليس في الإسلام سلطة دينية سوى سلطة الموعظة الحسنة والدعوة إلى الخير »، وهذا الجواب الواضح -في نفي أي صفة كهنوتية عن البعد السياسي في الإسلام- ينسجم مع تعريف الإمام للسلطة السياسية في الإسلام بأنها « سلطة مدنية ذات وظائف دينية »، فالسلطة في الإسلام تقوم على أسس مدنية وسياسية عقلانية مبنية على تقدير المصالح واجتهاد العقل البشري في مساحة واسعة « منطقة العفو التشريعي »، إذ أنّ القضايا التي يوجد فيها نص قطعي الدلالة قطعي الثبوت محدودة جدا.
 
هناك مجال واسع مشترك كبير بين البعد السياسي للعلمانية المحايدة وبين الإسلام، فالنسقان متفقان على مدنية السلطة وعقلانيتها وعلى الحرية في الاجتهاد في منطقة واسعة وكبيرة من مجالات الحياة.
 
أمّا إشكالية الحريات والتعددية والمواطنة والفنون والعقوبات والحدود بين العلمانية والإسلام، فابتداء هناك اتفاق كامل بين ألوان الطيف الإسلامي من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار على أن واقع المسلمين اليوم ليس إسلاميا 100% وأن هناك عددا كبيرا من المسلمين بعيدون عن أحكام الإسلام وتعاليمه وجزء منهم لايزال من « المؤلفة قلوبهم » كما أن هناك نسبة كبيرة من الأقليات غير المسلمة في البلاد الإسلامية.
 
وهنا تبرز إشكالية كبرى في تطبيق الشريعة الإسلامية بالمعنى المطلق الإلزامي، فالإسلام في الأصل يقوم على « الاختيار » و »عدم الإكراه » في العقيدة، وحتى الدولة الإسلامية (نموذج المدينة) فقد قامت على أساس عقد سياسي بين الرسول وبين السكان بمن فيهم اليهود واستند إلى حالة من التوافق التام بين السكان، فكيف نوفق بين هذا وبين تطبيق الشريعة على كل الناس وإلزامهم بالأحكام الشرعية بمن فيهم غير المسلم والمتشكك وغير الإسلاميين (شيوعيون، ملحدون، ..)؟
 
لو فرضنا أن التيار الإسلامي وصل إلى السلطة اليوم بأغلبية نسبية فليس من المصلحة أن يطبق الشريعة على كل الناس لوجود أقليات أخرى ترفض الحكم الإسلامي ولا توافق على الأحكام الشرعية.
 
وهنا نقف أمام مسألة أخرى وهي أنه لا اجتهاد مع النص، وأنه لا يجوز تبديل الأحكام الإسلامية في التشريعات، وهذا صحيح، فلا يجوز تغيير الأحكام داخل التشريعات الإسلامية؛ فإذا حرم الإسلام الخمر فلا يجوز القول إن الإسلام يبيحها، لكن هذا شيء وإلزام النصراني وغير المسلم بهذا الحكم شيء آخر مختلف تماما.
 
فلا يجوز تبديل الأحكام الشرعية والتقول على الله، لكن يجوز التوافق مع الأطراف الأخرى في المجتمع –غير التيار الإسلامي- على صيغة وعقد سياسي ينصر المظلوم ويقيم العدل ويحقق مقاصد تتقاطع فيها الشريعة مع القانون الإنساني العام، أو ما يسميه فهمي هويدي « إقامة حلف الفضول » مع الأطراف السياسية الأخرى.
 
هذا الخطاب الإسلامي يكفل خلال المرحلة الحالية والقادمة المنظورة عدم تحول الإسلام السياسي إلى « فوبيا » وحكم شمولي يقيد الناس، بل يبقي التيار الإسلامي في دائرة التحدي والمدافعة ومحاولة إقناع الناس بالإسلام من خلال الكلمة الطيبة والموعظة الحسنة، ويكفل التقليل من ظاهرة النفاق و »الإسلام بالإكراه ». فمشاركة حركة إسلامية أو وصولها إلى الحكم لا يعني قطع أيدي الناس وجلدهم ومحاربة الفنون وإلزام المرأة بلباس معين…الخ.
 
بين العلمانية المؤمنة والديمقراطية الدينية
 
كي تتضح الملاحظات السابقة أكثر يمكن إسقاطها على نماذج سياسية حالية في الممارسة الإسلامية، فالنموذج الإيراني (التطبيق الإلزامي الشمولي) يدخل اليوم في مأزق كبير، وكثير من التقارير والمعلومات تفيد بتوجه متزايد لدى جيل الشباب في محاكاة الحضارة والثقافة الأميركية والابتعاد عن التدين، حتى الحجاب أصبح كثير من الفتيات يحاولن الإفلات منه من خلال طرق التفافية عديدة.
 
في المقابل هناك الحالة التركية، فعلى الرغم من الحصار الذي يمارسه العسكر وضغوط العلمانية اللادينية هناك، فإن التيار الإسلامي يشق طريقه في المجتمع باقتدار، ويحظى بتأييد الشباب، ولم يؤد وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة إلى إدخال المجتمع قسريا إلى مظلة الشرعية الإسلامية.
 
وما دمنا في النموذج التركي وعند حزب العدالة والتنمية، فقد أعاد الحزب –في برنامجه الانتخابي- تعريف العلمانية بأنها الحرية الدينية ومدنية السلطة والسماح بالتعددية، وهو تعريف يسمح بقبول النموذج الإسلامي في السياق الاجتماعي وصولا إلى السياسي، وقد أعلن أردوغان أنه يؤمن بالقرآن ويضعه في قلبه على الرغم من عدم ممانعته للعلمانية.
 
وبالعودة إلى السؤال الرئيس: ما هي صيغة العلاقة الممكنة بين الإسلام والديمقراطية؟ الجواب؛ هي العلاقة المبنية على القبول بمدنية السلطة والتعددية الدينية والفكرية والسياسية وحقوق الأقليات والحريات العامة والخاصة ضمن السياق الاجتماعي العام المقبول، وهذا لا يمنع من وجود قواعد وضوابط أخلاقية لها طابع إسلامي مرن للحريات الشخصية والعامة والفنون وحقوق الإنسان..الخ (هناك الكثير من الحركات الدينية في أوروبا وأميركا تدعو إلى الحفاظ على قيم وأخلاق المجتمع، التيار اليميني في أميركا وقف بقوة ضد زواج المثليين والإجهاض).
 
وهنا تتمثل الوظيفة الرئيسة للدين بتعزيز مبدأ المواطنة والمسؤولية المدنية والأخلاقية والحفاظ على الأخلاق العامة وحماية الأسرة من الضياع وصون المجتمع من الانهيار، لكن وفق رؤية إسلامية تنقل المركزية من السلطة السياسية وإكراهاتها إلى السلطة الاجتماعية.
 
وذلك من خلال دور المنظمات الأهلية ومؤسسات التربية والتعليم والمساجد والمراكز الإعلامية، والعمل الطوعي وهي خطوة تنسجم مع نقل المسؤولية السياسية والاجتماعية والنهضوية من السلطة السياسية إلى الأمة والجماعة والأفراد.
 
(*) كاتب أردني
 
(المصدر: ركن « المعرفة » بموقع الجزيرة.نت بتاريخ 31 أكتوبر 2006)

 

حجاب وعنف وحساسيات

رضوان السيد (*)
 
ما كنتُ أظن أن للتردد في إدخال تركيا الى الاتحاد الأوروبي علاقة بالحجاب أو غطاء الرأس. ثم أعدتُ قراءة تصريح للكاردينال جوزف راتسينغر (البابا الحالي) عام 2004 يعارض فيه دخول تركيا للاتحاد بحجة أن ذلك يُضيع هوية أوروبا المسيحية. ثم ينعطف الكاردينال – ومن دون سياق – لذكر الحجاب الذي ترتديه النساء التركيات، باعتباره خصوصية ثقافية لا يمكن قبولها في سياق أوروبا الحضارية. واحزروا (أي تكهنوا) من جاء بعد الكاردينال؟ ، جاء الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار ديستان الذي كان مكلّفاً بوضع الدستور الأوروبي الميت. وقد رفض من دون تردد الدخول التركي الى أوروبا باعتباره إضاعة لهويتها. وينكر أوليفييه روا أن يكون الفرنسيون يقصدون الى التمييز الإثني أو الديني حتى في قانون شيراك ضد الرموز والشعارات الدينية للعام 2004. لكنه لا يستطيع إنكار أن الفرنسيين عندهم شيء ضد المغاربة. وقد كانت الشكوى في الماضي تنصبُّ على اختلاف المسلمين، وإصرارهم عليه – ومن ضمن ذلك الاختلاف الحجاب والذبائح على الطريقة الإسلامية، واحتجاز حريات الفتيات.
 
أما اليوم فالصرخة الجديدة هي العنف الإسلامي، في حين لم تنته الهموم تجاه الحجاب والرموز الأخرى المشابهة. ولذلك ما كان غريباً أن يلجأ جاك سترو – وزير الخارجية البريطاني السابق ورئيس كتلة حزب العمال في البرلمان – الى حجة النقاب، ليصطنع أزمة حول الحجاب بالذات، وليس حول فُرص العمل، ومرجعيات المواطنة ومشكلاتها. وقد انفجرت أزمة محاضرة البابا عندما كانت ملاحظات سترو وغيره في بداياتها. والمحاضرة كما صار معروفاً تذكر اقتباساً من امبراطور بيزنطي في أواخر القرن الرابع عشر الميلادي حول العنف واللاعقلانية في الإسلام.
 
هناك مشكلتان إذاً بين المسلمين والغربين الأوروبي والأميركي، هما الثقافة المختلفة لدى المسلمات (الحجاب)، والتي يرى فيها الأوروبيون على الخصوص مدعاة للغرابة والنفور وما هو أكثر من ذلك أحياناً. والمشكلة الأخرى: السلوك العنيف تجاه الآخر المختلف ديناً وإثنية وطريقة حياة. وهاتان المشكلتان ينسبهما الغربيون الى الإسلام، وكذلك المسلمون، وإن بطرائق مختلفة. المسلمون المتدينون يقولون إن الحجاب فريضة دينية ولا يمكن الخروج عليه إن أراد المرء أن يبقى مسلماً.
 
أما العنف فالمسلمون يعتبرون انهم مظلومون في شأنه. لكن تختلف تعليلاتهم أو تسويغاتهم لذلك. منهم من يقول إن العنف ضد المدنيين من فعل قلة هي مسؤولة عنه ولا علاقة لنا ولا للإسلام بذلك. وهذا هو رأي الأكثرية. لكن منهم من يقول إن للعنف اسبابه وجذوره العميقة، فهو مدان، لكنه لن ينتهي إن لم ينته الظلم في فلسطين وغير فلسطين، وإن لم ينته التهميش في المجتمعات الغربية!
 
والذي أراه أن الاختلاف الثقافي أمر مشروع سواء أكانت أسبابه دينية أو غير ذلك. وما دام لا يؤذي أحداً إيذاء مادياً، فليس من حق أحد أن يفرض على مواطنين فرنسيين أو ألمان بغض النظر عن أصولهم كيف يلبسون أو لا يلبسون، وإلا لكان ينبغي أن تثير الاختلافات في اللباس مشكلات مع السيخ واليهود والراهبات المسيحيات مثلاً.
 
وقد أعجبتني لفتة الشيخ القرضاوي عندما ذكر له محدثه في برنامج «الشريعة والحياة» على تلفزيون «الجزيرة»، ما اتخذته بعض الدول العربية ضد النقاب، قال القرضاوي: لماذا يتحمل المسلمون المتدينون النساء العاريات الصدور والسيقان، ولا يتحمل المسؤولون العرب والمسلمون حجاب أو نقاب بعض الفتيات والنساء اللواتي يعتقدن بأن تلك فريضة دينية؟! وهكذا فإن المسؤولين الغربيين والمتغربين، الذين يرون قُدسية الحريات الشخصية، يكون عليهم ان يتسامحوا تجاه المختلفين عنهم ثقافياً ودينياً، ولا ينبغي التنازل في هذا الشأن سواء أكنا من مؤيدي الحجاب أو من معارضيه.
 
بيد أن الإسلام ما تحول الى «مشكلة عالمية» بسبب الحجاب، بل بسبب استحلال ممارسة العنف ضد المدنيين داخل ديار الإسلام وخارجها. وما رحب كثيرٌ من المسلمين طبعاً بذاك العنف. لكن ليس هناك موقف واضح وحازم ضد العنف في ديارنا، فكيف بالعنف ضد الأجانب؟! فما أزال حتى اليوم لا أعرف كيف حصلت حوادث 11 أيلول (سبتمبر) عام 2001، وكيف يعتبر المبرِّرون أن تلك هي الإجابة الصحيحة على الهيمنة الأميركية أو على غزو اليهود لفلسطين؟!
 
إن الذين لا يأبهون لأرواح الآخرين وحيواتهم، لا يأبهون أيضاً لأرواح وحياة نبي قومهم. وهذه قاعدة تعرفها البشرية منذ أقدم عصورها، وهذا هو ما قرره القرآن الكريم عندما اعتبر أن من قتل نفساً فكأنما قتل الناس جميعاً. وإذا لم يكن ذلك واضحاً كفاية فليعلِّل لنا المعلِّلون المذابح التي تحدث في العراق، والتي بلغ ضحاياها بحسب بعض التقارير حوالى النصف مليون، في حين ما بلغ عدد قتلى الأميركيين العسكريين الثلاثة آلاف؟! ولستُ أرى مبرراً لثقافة العنف والموت والتوتر الداخلي في العراق وفلسطين ولبنان والصومال والسودان… الخ، إلا الاستخفاف والهوان على الذات والآخر. وإذا كان البعض يرى قتل المدني الأميركي مسوَّغاً لأن العسكريين الأميركيين غزوا العراق أو وقفوا مع إسرائيل، فكيف يبررون هذا التذابح الفظيع في عشرات أقطار العرب والمسلمين؟!
 
إن الذي أراه أن هذا العنف باسم الإسلام، والذي يضجُّ به العالم اليوم، ليس له مسوّغٌ بأي مقياس من المقاييس، بل وبالمقياس الإسلامي بالذات. وليس صحيحاً أن له أسباباً تتعلق بالضغوط التي تتعرض لها مجتمعاتنا، بدليل أن هذه المجتمعات تتفكك وتسقط تحت وطأته، وليس تحت وطأة الغزو الخارجي.
 
فالحركات الإسلامية المتطرفة هي انشقاقات داخلية في الأصل، وهي في سياق بحثها المحموم عن المشروعية، تمدُّ عنفها الى الخارج لا أكثر ولا أقلّ. ولذلك، وقبل المسارعة الى البحث عن مبررات في الخارج أو في الداخل، لا بد من البحث في مصيرنا نفسه، وكيف ننظر الى ذواتنا والى مهماتنا والتزاماتنا باعتبارنا بشراً وباعتبارنا مسلمين. فالمسلمون يواجهون الغزو الاستعماري منذ قرنين وأكثر، وما تشققوا ولا انهاروا، وهم يتشققون اليوم على رغم تصاعد إمكانات وفُرص المواجهة للغزاة الخارجيين، وللمستغلين الداخليين. وقد نبهني بعض الذين يتابعون كتاباتي في السنين العشر الأخيرة، الى أننا نملك موروثات هائلة في الحملة على «الفتنة» وفي التحذير منها. بل ونبهوني الى انني كتبت بنفسي كثيراً عن ذلك. بيد أن الفارق كبيرٌ وكبير جداً. فقد كانت الانقسامات الداخلية كلها في مجالنا السياسي والثقافي، سياسية الطابع، أما بعد ظهور الأصوليات، فإن تلك الانقسامات دينية الطابع فعلاً، وتُشبه فعلاً الانقسامات الدينية في أوروبا العصور الوسطى على رغم اختلاف السياقات والأزمنة.
 
وصحيح ان عندنا اليوم مشكلة كبرى مع العالم بسبب تلك الأصوليات التي أفاضت عنفها عليه، لكن الواقع ان المشكلات الدموية العنيفة هي نتاج انشقاقات داخلية عميقة. وهكذا فالذي أعتقده بأن العنف ضد الخارج ليس رد فعل على تصرفاته تجاهنا، بل هو عنف داخلي فاض باتجاه الخارج وليس العكس. ولشدة هَول المشكلة (كما تتجلى مثلاً في العراق والصومال وفلسطين)، تكوَّن لدي انطباع أن العلاقة الأخرى بالعالم الخارجي، قد تكون المدخل لرؤى وسياسات أخرى في الداخل. أما الزعم بأن حل مشكلة فلسطين، كفيل بضرب تيارات العنف الداخلي، فهو وهم ساقنا اليه العجز عن التفكير والتصرف في الداخل. حل مشكلة فلسطين قد يُنهي العنف الإسرائيلي، لكنه ليس بديلاً عن التغيير الضروري في رؤية أحدنا للآخر، أو في الرؤية الأخرى الضرورية والبديهية (والإسلامية) لحرمة الدم والمِلْك والحرية داخل مجتمعاتنا ودولنا. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
 
(*) مفكر وأكاديمي لبناني
 
(المصدر: ملحق تراث بصحيفة الحياة الصادرة يوم 28 أكتوبر 2006)


السير باتّجاه الغرب في المغرب العربي

ستانلي ويس (*) بدا أنّ « ربيعاً عربياً » ديموقراطياً أزهر فجأةً. أرغمت « ثورة الأرز » في لبنان قوّات الاحتلال السورية على الانسحاب. وتحدّى ملايين العراقيين، المتمرّدين وصوّتوا في انتخابات تاريخية. وانتخب الفلسطينيون المعتدل محمود عباس رئيساً محيين من جديد الآمال بعودة محادثات السلام مع إسرائيل. ووعد رجل مصر القويّ حسني مبارك بإجراء أوّل انتخابات رئاسية يشارك فيها مرشّحون متنافسون. لكن بعد أقلّ من عامين، يتواصل شتاء الاستياء العربي المستمرّ منذ عقود. يقف العراق على شفير حرب أهليّة. وعمليّة السلام ميتة، حيث تتواجه إسرائيل و »حماس » في غزّة ولا يزال لبنان يترنّح من آثار حرب الصيف بين إسرائيل و »حزب الله ». ومبارك يدّعي « إعادة انتخابه » بـ88 في المئة من الأصوات، وقد أعيد منافسه الأساسي إلى السجن. لكنّ زيارة إلى هذه المملكة الصحراوية وجيرانها في شمال أفريقيا تكشف أنّ أفضل أمل للإصلاح العربي لا يكمن ربّما في الأحداث الكبرى في قلب الشرق الأوسط إنّما في خطوات صغيرة في أطراف المنطقة. من المؤكّد أنّ المغرب وتونس والجزائر لن تصبح ديموقراطيات جفرسونية بين ليلة وضحاها. ففي البلدان الثلاثة، جمعت الأنظمة الأوتوقراطية ثروة بواسطة الفساد المستشري وتعتمد على أجهزة أمنية جائرة لقمع المعارضة. لكن بحكم موقعها الجغرافي وتاريخها، لا تزال دول المغرب العربي – نقطة التقاء الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا – تطبّق سياسات خارجية واجتماعية واقتصادية يمكن أن تشكّل نماذج للمنطقة. لقد مدّت البلدان الثلاثة، في أوقات معيّنة، يدها لإسرائيل، وكانت بين الحلفاء العرب الأقرب إلى واشنطن في الحرب على الإرهاب. كرّر لنا مسؤولون في مختلف أنحاء المنطقة « اتّخذنا خيارنا، ننظر نحو الغرب ». لا شكّ في أنّ العديد من غير الرسميين لا يشاطرونهم هذا الشعور. بعد ثلاثة أعوام على التفجيرات الإرهابية في الدار البيضاء، أحبط مسؤولون أمنيّون الشهر الفائت مؤامرة جديدة – مغربيون يخطّطون لشنّ « حرب مقدّسة » في المملكة. وفي تونس حيث فجّر إرهابيون على صلة بتنظيم « القاعدة » كنيساً عام 2002، ترتدي النساء الحجاب أكثر فأكثر في تحدِّ للحظر الذي فرضته الحكومة. وفي الجزائر العاصمة، تنقّلت بعثتنا في سيّارات مصفَّحة مع مرافقين من الشرطة. غير أنّ كلّ بلد يكافح على طريقته الإحباطات الكامنة التي تقود إلى الأصوليّة. أجرت الجزائر التي تملك صحافة هي من بين الصحافة الأكثر تحرّراً في المنطقة، انتخابات قبل عامين اعتُبِرت الانتخابات الأكثر عدلاً التي تشهدها البلاد حتّى الآن. تمنح خطّة مصالحة وطنية العفو للمجاهدين الإسلاميين (ولو لم تعطِ عدالة لضحاياهم) في حين تهدف خصخصة الشركات المملوكة من الدولة وزيادة الإنفاق الاجتماعي إلى الحدّ من نسبة البطالة المرتفعة جداً لدى الشبّان. في تونس، يتمسّك الرئيس زين العابدين بن علي بـ »النموذج التونسي »: سياسة قمعيّة إلى جانب اقتصاد تقدّمي. يعتبر نظام بن علي الذي ادّعى نصراً غير منطقي بنسبة 95 في المئة من الأصوات في الانتخابات الأخيرة، أنّ الشهرة التي اكستبتها تونس بأنّها رائدة في حقوق المرأة وتملك الاقتصاد الأكثر انفتاحاً في العالم العربي – مع طبقة وسطى متينة ونسبة فقر منخفضة ونسبة عالية من المتعلّمين – تُظهر أنّه يمكن منح الناس الكرامة بدون الديموقراطية. قال وزير تونسي « إذا كنت تملك منزلك الخاص وترسل أولادك إلى المدرسة وتعيش حياة جيّدة، لا تفكّر في تفجير نفسك في مقهى ». على غرار تونس، يسعى المغرب إلى استئصال الراديكالية من خلال ما يسمّيه المسؤولون « إدارة المساجد »، أي إنّ الحكومة تستخدم الأئمّة وتدرّبهم وتدفع لهم أجورهم، وحتّى تُعِدّ صلوات الجمعة التي تُبَثّ في المساجد بواسطة الأقمار الاصطناعية. كما تبنّى الملك المغربي الشاب محمد السادس ما يمكن تسميته « إدارة الحرّية ». صعد نجم المعارضة الإسلامية في الانتخابات الحرّة التي نُظِّمت، ولو في برلمان يبصم بدون مناقشة. يمنح قانون عائلي تقدّمي جديد المرأة حقوقاً غير مسبوقة في الزواج والطلاق. وقد فضحت لجنة تقصٍّ للحقيقة أنشئت بترخيص ملكي، وهي الأولى من نوعها في العالم العربي، المخالفات التي ارتكبها والد الملك الاستبدادي الذي كان يتولّى الحكم قبله، وأثارت نقاشاً وطنياً حول آفاق الديموقراطية المغربية. حتّام ستتمكّن هذه الأنظمة من السير على الحبل الرفيع، فتميل نحو الغرب بينما تتطلّع شعوبها أكثر فأكثر باتّجاه الإسلام السياسي؟ ليس مفاجئاً أنّ مضيفينا في كلّ من العواصم الثلاث ذكروا « حزب الله » و »حماس » للإشارة إلى إنّ منح الكثير من الديموقراطية بسرعة كبيرة أمر خطير جداً. لكن في منطقة يحصل فيها التغيير ببطء، قد لا تكون المحاولات الإصلاحية في المغرب الأكثر دراماتيكية لكن قد يتبيّن أنّها الأكثر ديمومة. عن « إنترناشونال هيرالد تريبيون » ترجمة نسرين ناضر (*) مؤسّس ورئيس Business Executives for National Security (مديرو أعمال من أجل الأمن القومي)، وهي منظّمة غير حزبية مركزها واشنطن (المصدر: صحيفة النهار البيروتية الصادرة يوم 2 نوفمبر 2006)

Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

17 mai 2011

TUNISNEWS 11 ème année, N°4011 du 17.05.2011 archives : www.tunisnews.net AFP: Le Premier ministre français reçoit son homologue

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.