فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia
|
TUNISNEWS 10ème année, N°3903 du 29.01.2011
archives : www.tunisnews.net
الجزيرة.نت:راشد الغنوشي يعود إلى تونس
كلمة:مصادمات بين المحتجين في القصبة وقوات الامن
حــرية و إنـصاف:في عهد الحكومة المؤقتة الجديدة شباب سيدي بوزيد يقدم للمحاكمة أهكذا يكون العرفان بالجميل؟
الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة قابس:بيان حركة التجديد:بيان الحزب الديمقراطي التقدمي:بيان
حزب الخضر للتقدّم::بيان
النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين:بـيـــــان
كندا تستعد لترحيل صهر بن علي
المرصد التونسي:أول مرة بعد سقوط بن علي الكشف عن بعض الأسرار للخمسة عشر يوما السابقة
من : مواطن تونسي الى:السادة احمد نجيب الشابي،واحمد ابراهيم
مرحبا بإخواننا المهجّرين التونسيين العائدين إلى وطنهم
أحمد المستيــري في حديـث شامــل لـ«الشروق»: أخشـى علـى الثـــورة من نكسة: أخطأنا في المراهنة على بن علي في نوفمبر 1987
صالح عطية:التشكيلة الجديدة للحكومة تكنوقراط.. وزيران من المعارضة.. و«السواحلية» و«البلدية» يتقاسمان الكعكة
الصباح:أعضاء الحكومة الجدد.. من هم ومن أين جاؤوا؟
كلمة:فرنسا ترحب بالتشكيلة الحكومية الجديدة
الصباح:مصير ميلوزفيتش في انتظار الرئيس المخلوع
أحمد الصغير:فضيحة التلفزة التونسية الوطنية تاتي من مدينة نفطة
خالد العقبي:نفطة…فاتحة الجرأة
أبوجعفرالعويني:يسألونك عن الغيرة من أين مأتاها
حسن الصغير:الصحافة التونسية: أين تتجه الثورة؟
الجزيرة نت:غضب متزايد بمصر رغم خطاب مبارك
الجزيرة نت:طلب من الشعب المصري الاستمرار في الانتفاضة القرضاوي يدعو مبارك للرحيل
الجزيرة نت:علماء يطالبون بتنحي مبارك
الجزيرة نت:عمر سليمان نائبا للرئيس المصري
الجزيرة نت:تضامن عربي رسمي مع مبارك
الجزيرة نت:صحيفة ألمانية: أيام مبارك معدودة
القدس العربي:مصادر تؤكد مغادرة عدد من رجال الاعمال المصريين البلاد
عدي جوني:ماذا بعد جمعة الغضب؟
عبد الباري عطوان:ارحل سريعا يا مبارك
محمد بن المختار الشنقيطي:أمة تحترق.. لتبقى
منير السايبي:العقل السياسي العربي محدداته وتجلياته ( محمد عابد الجابري )
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس نوفمبر 2010
راشد الغنوشي يعود إلى تونس
مدين ديرية-لندن أكد زعيم حركة النهضة الإسلامية في تونس راشد الغنوشي عزمه العودة إلى بلاده غدا الأحد ضمن وفد من اللاجئين والمنفيين العائدين يضم ثلاثين شخصية وذلك بعد أن حصل على جواز سفره من السفارة التونسية في لندن. وفي تصريح للجزيرة نت، قال الغنوشي -الذي عبر عن سعادته بالعودة لوطنه بعد 22 عاما في المهجر- إنه ممتن لدماء الشهداء ولعذابات المناضلين الذين فتحوا طريق النصر والحرية وطريق العودة. وشدد الغنوشي على أن عودته إلى تونس حق طبيعي للتعبير عن شعوره كإنسان لديه الحنين للوطن وللإسهام في عملية التحول الديمقراطي إلى نظام حر وعادل ومستقل. الدكتاتور والدكتاتورية ونبه الغنوشي في حديثه إلى أن الدكتاتور سقط لكن الدكتاتورية لا تزال باقية، مما يستدعي تضافر جميع الجهود الوطنية للقيام بعمل إيجابي يساعد في بناء مجتمع العدل والحرية.
ورفض الغنوشي استبعاد حركته من العملية السياسية لأن حركة النهضة التي أفرزها الواقع التونسي تعبر عن حاجة الشعب إلى هويته، وإلى أن يكون دينه الإسلامي هو الذي يؤطر مطالب العدل ومطالب الحرية.
وأكد عزمه مواصلة العمل السياسي والثقافي والاجتماعي في صفوف الشعب وليس على مستوى الحكم أو المنصب السياسي، مشيرا إلى أن أعضاء حركته الذين يصغرونه سنا هم الذين سوف يشاركون في إدارة البلاد نحو حكم عادل ومقبول. وعلى صعيد قيادته لحركة النهضة، قال الغنوشي إنه لا يزال رئيسا للحركة استنادا إلى آخر مؤتمر، لكنه أشار إلى أنه وبعد انعقاد المؤتمر القادم للحركة -بعد عام أو أقل- سوف يعفي نفسه من هذه المهمة كما وعد في المؤتمر السابق.
وجاءت تصريحات الغنوشي على هامش احتفال أقامته حركة النهضة أمس الجمعة في مقر النادي الفلسطيني بلندن بمناسبة انتصار الثورة التونسية وإزاحة زين العابدين بن علي عن الحكم، ووداع الغنوشي العائد إلى الوطن. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 29 جانفي 2011)
مصادمات بين المحتجين في القصبة وقوات الامن
حرر من قبل التحرير في الجمعة, 28. جانفي 2011 رغم الإعلان عن التغييرات الواسعة التي أدخلت على الحكومة المؤقتة و رغم استبعاد اغلب الوزراء التجميعيين عنها، فقد تواصل الاعتصام الذي تشهده ساحة القصبة لليوم السابع على التوالي ، في حين دعا المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل يوم الجمعة 28 جانفي المعتصمين والمعتصمات إلى اليقظة الدائمة لمتابعة الإصلاحات التي ينتظرها الشعب عبر تشكيل لجنة وطنية من بينهم تتألف من نواب عن جهاتهم ضمانا للتواصل الدائم مع المعتصمين من ناحية و كآلية تعتمد في التفاوض مع الوزارة الأولى بتاطير من قيادة الاتحاد من جهة أخرى و تعهد المكتب التنفيذي في ندائه الموجه للمعتصمين بحماية المعتصمين و تبني مطالبهم كما تعهد بتوفير حافلات تضمن لهم العودة إلى مناطقهم.
من جهة أخرى أعلن الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل في تصريح لوكالة فرانس براس أن رئيس الوزراء التونسي مستعد لاستقبال ممثلين عن المتظاهرين المعتصمين في الحكومة وقال إن مشاورات جرت صباح الجمعة بين ممثلين نقابيين و المعتصمين الذين يبدو أن بعضهم أصر على مواصلة الاعتصام.
كما علمنا أن وفدا من المحامين و من رابطة حقوق الإنسان والمجلس الوطني للحريات توجه إلى مكان الاحتجاج للبحث في صيغة لإنهاء الأزمة دون أن يصل إلى نتيجة تذكر.
من جهة أخرى ذكر شهود عيان من مكان الاعتصام أن الجيش انسحب ليفسح المجال لقوات التدخل و قوات البوليس التي حاصرت المكان و شرعت في إطلاق قنابل الغاز على المتظاهرين بكثافة غير معتادة مما احدث عديد الإصابات بين المعتصمين نتيجة الاختناق و التدافع و قد تم نقل المصابين إلى مستشفى الرابطة و عزيزة عثمانة.
وتفرق المعتصمون في شارع الحبيب بورقيبة حيث نظموا صفوفهم و رفعوا شعارات تتهم الحكومة بالإرهاب و النفاق ورشقوا قوات البوليس بالحجارة وقد ردت قوات الأمن بإطلاق كثيف للغاز و قد علمت كلمة من شهود عيان أن مواجهات عنيفة تدور بين متظاهرين يبدو حسب شهود عيان إنهم من عتاة المجرمين وميليشيات التجمع مسلحين بالهراوات و السلاسل الحديدية دفعتهم بعض الأجهزة الأمنية و بين قوات التدخل في عدد من إحياء العاصمة لغاية تشويه الاعتصام السلمي و توتير الأوضاع الأمنية حسبما ذكرت مصادرنا.
و افاد شهود عيان انه تم ايقاف عدد من المحتجين تم إيداعهم في منطقة القرجاني و بوشوشة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 28 جانفي 2011)
الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 25 صفر 1432 الموافق ل 29 جانفي 2011
في عهد الحكومة المؤقتة الجديدة شباب سيدي بوزيد يقدم للمحاكمة أهكذا يكون العرفان بالجميل؟
أحيل نهار اليوم السبت 30 جانفي 2011 على الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بتونس 29 شابا من الشبان الذين كانوا معتصمين بساحة القصبة بشكل عاجل لمقاضاتهم من أجل تهم خرق حظر التجول والضرب وإلقاء مقذوفات وإلحاق أضرار مادية، وقد قررت المحكمة تركهم بحالة سراح وحجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم إثر الجلسة. علما بأن بعض الشبان المحاكمين أكدوا استحواذ أعوان الشرطة الذين اعتقلوهم على هواتفهم النقالة وعلى المبالغ المالية التي كانت بحوزتهم، كما ذكروا تعرضهم للتعذيب عند الاعتقال.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم تفريق الاعتصام مساء الجمعة باستعمال القوة من قبل قوات الشرطة المدعومة بعناصر مدنية تحمل هراوات وأسلحة بيضاء، كما تم استخدام القنابل المسيلة للدموع ضد الشبان العزل، وقد ذكر شهود عيان سقوط عديد المصابين.
وحرية وإنصاف:
إذ تدين بشدة استعمال القوة من قبل قوات الشرطة لتفريق المعتصمين فإنها تستغرب اللجوء مجددا لتوظيف القضاء في القضايا السياسية وتدعو إلى ضمان حق التظاهر السلمي وكف يد الشرطة عن التعرض للمسيرات السلمية.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة قابس قابس في 29-01-2011 بيان
اقدمت قوات القمع التابعة لحكومة النظام السابق المنقحة بمعاضدة ميليشيا حزب التجمع و بتواطئ مكشوف من الجيش الذي انسحب من مواقعه على مهاجمة المعتصمين بساحة القصبة مستعملين الهراوات والغازات الخانقة والكلاب المدربة متسببين في اضرار بالغة الخطورة للعديد من المناضلين. ان هذه الحادثة انما جاءت لتؤكد و بالخط العريض – ان هذه الحكومة لا يمكن ائتمانها على ثورة الشعب و ان ما اتخذ من اجراءات سيقع التراجع فيها قبل ان يجف الحبر الذي كتبت به – ان المؤسسة العسكرية ليست محايدة و ان القول بانها تقف الى جانب الشعب هو وهم لا تسنده الوقائع. – ان عدم حل الاخطبوط التجمعي و اعتباره خارجا عن القانون يهدد بالردة و الالتفاف على المكتسبات البسيطة التي تحققت الى حد الآن. لذلك فاننا اذ ندين بشدة بربرية بوليس هذه السلطة ، ندعو كل القوى الوطنية لتكثيف حملتها لمحاسبة هذه الحكومة و حل حزب التجمع الذي تستند عليه و تستمد منه اصرارها على البقاء. كما ندعو الجيش الوطني لتوفير الحماية الفعلية للشعب او تمكينه من وسائل الدفاع عن نفسه. عن الجامعة الكاتب العام عبدالوهاب عمري
حركة التجديد
بيان 29 جانفي 2011
في نفس اليوم الذي تم فيه الإعلان عن تشكيل الحكومة المؤقتة الجديدة، شهدت ساحة الحكومة بالقصبة تدخلا عنيفا من قواة الأمن لتفريق المعتصمين الذين سدوا منافذ الوزارة الأولى وبعض الوزارات الأخرى وعطلوا بذلك النشاط الاقتصادي بأسواق المدينة منذ أكثر من أسبوع. وحركة التجديد: إذ تتفهم مسؤولية الحكومة في حفظ أمن المواطنين وحماية المرافق العمومية والممتلكات العامة والخاصة، والسهر على استئناف نشاط المصالح الوزارية للخروج من حالة الطوارئ وإنجاز المهام العاجلة الموكولة إليها للتقدم نحو تحقيق أهداف الثورة، فهي تعتقد أن الإعلان عن التشكيلة الجديدة للحكومة المؤقتة وما أحدثه من وقع طيب لدى الرأي العام وما بعثه من أمل في النفوس كان بالإمكان أن يساعد على فك الاعتصام أمام قصر الحكومة بالطرق السلمية وبتظافر جهود الجميع – في الحكومة وخارجها – عن طريق الدعوة المتواصلة إلى الحوار والتحلي بالصبر وضبط النفس تجاه دعاة الفوضى مهما كانوا، وتغليب العقل مهما كانت التكاليف بوضع مصلحة الشعب ومصلحة الثورة وإنجاز مهامها الديمقراطية فوق كل اعتبار. وهي تطالب بفتح تحقيق فوري حول الأحداث التي جدت مساء أمس وإعلام الرأي العام بنتائج التحقيق وهي تطالب بوضع خطة متكاملة لتكوين أعوان وإطارات تونس في 29 جانفي 2011 عن الأمين الأول حركة التجديد جنيدي عبد الجواد
الحزب الديمقراطي التقدمي بيان تونس في 29 جانفي 2011
تابع الحزب الديمقراطي التقدمي بانشغال كبير ما تعرض له مساء أمس الثلاثاء المعتصمون بالقصبة من اعتداءات قوات الأمن ويهمه أن يوضح للرأي العام رفضه للعنف وإدانته له ، هذا العنف الذي طال المعتصمين والمحتجين ويدعو الحكومة إلى احترام حق التظاهر والتعبير السلمي.
كما يسجل الحزب الديمقراطي التقدمي استنكاره لما تعرض له مقره مساء أمس من رشق بالحجارة وتهجم قام به أنصار مجموعة سياسية من المطالبين بإسقاط الحكومة.
إن الحزب الديمقراطي التقدمي بقدر ما يقر حق الاختلاف في المواقف والآراء فانه يدين بشدة اللجوء إلى كل أشكال العنف بين الفرقاء السياسيين ويدعو كل الأطراف إلى الاحتكام للشعب والإقرار بإرادته عن المكتب السياسي الأمينة العامة مية الجريبي
تونس، في 29 جانفي 2011
حزب الخضر للتقدّم
رغم التعديلات التي أجراها الوزير الأوّل على تركيبة الحكومة والتي أدمجت فيها عناصر جديدة نعتقد أنّ لها من الكفاءة والمصداقية إلاّ أنّ حزب الخضر للتقدّم ما تزال له تحفّظات جديّة على هذه التركيبة الحكوميّة التي تفوح منها رائحة المحاصصة السياسية والحزبية، وبقدر ما نسجّل بإرتياح انسحاب بعض وزراء الحزب الحاكم سابقا تحت ضغط الشارع وتوهّج الثورة، فإننا نستغرب ونستهجن بقاء أسماء محسوبة من أحزاب المعارضة في الحكومة وضربهم عرض الحائط بالمطالب الشعبيّة. ونعبّر عن توجّسنا من تمسّك هؤلاء بمقاعدهم استجابة لمطامح حزبية وشخصية ضيقة لا تخدم التوجّه الاستراتيجي الوطني الهادف إلى تحقيق الوحدة الوطنية والوفاق الوطني.
إن المحاصصة الحزبية البارزة في تركيبة الحكومة تؤكد مرّة أخرى أنّ الممارسة السياسية بعد ثورة 14 جانفي تستعمل نفس آليات وأجندات ممارسات النظام السابق والقائمة على الإقصاء والتهميش والعمل على تقسيم المشهد السياسي وتشتيته مثلما كان يجري ذلك في السابق : أحزاب موالاة لتجميل صورة الحكومة وأحزاب مقصية ومبعدة، وإنّ هذه المسألة خطيرة، لا تستهدف حزبنا فقط بل جميع الأحزاب وألوان سياسية لها تواجد تاريخي وشعبي. وإذ نعرب مجدّدا عن رفضنا القاطع لكلّ أشكال التهميش والإقصاء المناقضة لروح الثورة وأهدافها فإنّنا نؤكّد أنّه لا يحقّ لأحد ركوب الحدث أو توظيفه لمصالح حزبية وشخصية ضيقة. إنّنا نأمل اليوم في أن تتّجه إرادة كل الصادقين والوطنيين وذوي النوايا الحسنة إلى أن يتم تشكيل مجلس حكماء لحماية الثورة يتركب من ممثلين عن كلّ الأحزاب والمنظمات الفاعلة والكفاءات الوطنية والجهويّة تفتح المجال أمام المشروع الديمقراطي التعدّدي عبر انتخابات حرة ونزيهة تفرز قيادات ذات مصداقية وثقل جماهيري وشعبي وتعكس إرادة كلّ من وقع تهميشهم وإقصاؤهم طيلة العقود الفارطة في كلّ شبر من وطننا وفي ربوع أريافنا ومدننا، وتمنح المشهد السياسي والحزبي فرصة التشكّل بحسب التواجد الميداني الحقيقي بعيدا عن كلّ الشعارات والمزايدات. فتونس تتّسع لجميع أبناءها وهو ما نأمل من رئيس الدولة المؤقت أن يعمل على تحقيقه ويضمن وجوده من منطلق مكانته الدستورية الحالية وطبيعة اللحظة التاريخية المتميّزة التي تعرفها بلادنا وذلك في اتجاه القطع مع إرث الماضي الموصوف بالانفراد في الرأي وتهميش وإقصاء ومحسوبية ورشوة وظلم وفساد، باتجاه إقرار نظام برلماني باعتباره الضامن الوحيد للديمقراطية في تونس.
كما يستنكر حزب الخضر للتقّدم إقصاؤه من تركيبة اللجان التي أُعلن عنها على غرار لجنة الإصلاح السياسي التي تتطلب تركيبتها وجود ممثلين لها من جميع الأحزاب والحساسيات السياسية.
وينبّه الحزب إلى عودة التعتيم الإعلامي الذي تمارسه المؤسسات الإعلامية بما يذّكرنا بنهج النظام السابق في تسيير المشهد الإعلامي وتواصل تعاملهم المنافي للمهنيّة الصحفية وسوء التصرّف في المعلومة والتحيّز لطرف على حساب آخر إلى جانب تعمّد تغييب بعض الحساسيات الوطنية والتي من بينها حزبنا خاصّة في القنوات الإعلامية الخاصة بداعي « تنفيذ التعليمات ». ولا يفوتنا التعبير عن مساندتنا المطلقة مع الشعوب العربية في نضالاتها من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة في كلّ من مصر واليمن والأردن من خلال تحركاتها الأخيرة المدافعة عن من لا صوت له في مثل هذه الظروف الصعبة ويهمّنا التأكيد على أسلوب التعامل الذي ألغى قواعد الحوار الوطني والتشاور الواسع لحماية ثورة الشعب، ثورة الشباب وثورة الكرامة قد غيّب المصلحة العليا للبلاد ومسّ جوهر أهداف الثورة واستنزاف نضالات أوسع جماهير شعبنا واغراق البلاد في مطبّات التوظيف السياسي دون العمل على اعادة زرع الثقة والطمأنينة في نفوس أبناء شعبنا ودفع الإصلاح السياسي والإقتصادي والاجتماعي نحو المنشود ودرءً لكلّ المخاطر التي تهدّد استقرار تونس وأمن شعبها.
وفي علاقة بأحداث القصبة التي ووقعت يوم الجمعة 28 جانفي 2011، يحّذر حزب الخضر للتقدّم من مغبّة إعادة اطلاق النار والغازات المسيلة للدموع على المتظاهرين والمعتصمين سلميّا والإستخفاف الصارخ بحياتهم وكرامتهم والتعرّض لهم بالإعتداءات والعنف الغير مبرّرين ويدعو بالإقرار بحقّ ومشروعيّة الإختلاف في الآراء والمواقف واحترام حقّ التظاهر السلمي. وندعو لجنة الانتهاكات في حقوق الإنسان التي تمّ تشكيلها إلى التحقيق وتقصي الحقائق بخصوص الانتهاكات الأخيرة وحقيقة ما تعرّض له بعض المتظاهرين من إطلاق الرصاص الحيّ.
حزب الخضر للتقدّم عن/ المكتب السياسي الأمين العام منجي الخماسي
النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين
بـيـــــان
تدين النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بقوة الاعتداءات التي تعرض لها زملاؤنا الصحفيون العاملون في مصر أثناء قيامهم بواجبهم المهني لتغطية الأحداث الجارية هناك.
وقد جرى توقيف عشرات الصحفيين المصريين أمام مقر نقابتهم ومن ضمنهم الزميلان محمد عبد القدوس وكارم محمود الـرئيسان الحالي والسابق للجنة الحريات في نقابة الصحفيين المصريين الذين تعرضا للضرب. كما لم يسلم عديد المراسلين الصحفيين الأجانب من عنف قوات الأمن المصرية التي أوقفت عددا منهم. وإذ تعبّر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين عن تضامنها الكامل مع الزملاء المعتدى عليهم، فهي تطالب السلطات المصرية بضمان أمنهم وتمكينهم من حقهم في القيام بعملهم بكل حرية ووقف الاعتداءات المسلطة عليهم. كما تحيّي النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين التي كانت في مقدمة قوى الثورة التي أطاحت بالاستبداد، نضالات الصحفيين المصريين وكافة أبناء شعب مصر من أجل الحرية والكرامة. عاشت نضالات الصحفيين .. المجد للشعوب المنتفضة من أجل الحرية والكرامة.. عن المكتب التنفيذي الرئيس ناجي البغوري
كندا تستعد لترحيل صهر بن علي
أعلن وزير الخارجية الكندي لورانس كانون أن بلاده ستحاول الاستجابة لطلب الحكومة التونسية الجديدة ترحيل بلحسن طرابلسي شقيق زوجة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
وأبلغ كانون الصحفيين في بلدة فال دور بمقاطعة كيبيك أن طرابلسي غير مرحب به وأن السلطات الكندية « ستحاول -وبما يتناسب مع القانون الحالي- إيجاد أسرع الوسائل التي تتيح استجابتنا مع طلب الحكومة التونسية ».
وكان طرابلسي -وهو رجل أعمال يملك الملايين- قد وصل مع أسرته إلى كندا الأسبوع الماضي وهو يقيم حاليا بمدينة مونتريال مع العلم أن الحكومة الكندية قامت بتجميد أرصدته.
من جانب آخر بث التلفزيون التونسي تسجيلا مصورا, التقط في الرابع عشر من الشهر الحالي يظهر فيه اعتقال نحو عشرين فردا من عائلة طرابلسي, وبُث التسجيل لطمأنة التونسيين أن الاعتقال نُفذ بالفعل.
في السياق نقلت وكالة أسوشيتد برس عن دبلوماسيين أوروبيين قولهم إنه يتوقع أن يعلن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم الاثنين المقبل تجميد أرصدة بن علي ومنح تونس أفضليات على صعيد التبادل التجاري.
تفريق المحتجين
من جهة ثانية فرقت قوات مكافحة الشغب التونسية أمس الجمعة مئات المتظاهرين من مختلف الجهات التونسية الذين يعتصمون منذ ستة أيام في ساحة القصبة أمام مقر رئاسة الوزراء.
جاء ذلك بعد يوم من الإعلان عن إعلان رئيس الوزراء محمد الغنوشي تعديلا حكوميا غاب عنه عدد من الوزراء المحسوبين على التجمع الدستوري الديمقراطي، الحزب الحاكم سابقا. وقد تسبب إعلان اتحاد الشغل مساندته التعديل الحكومي شرخا بينه وبين حلفائه السياسيين. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 29 جانفي 2011)
أول مرة بعد سقوط بن علي الكشف عن بعض الأسرار للخمسة عشر يوما السابقة
1. الرهان على احداث البلبلة في تونس فشل و قد أصيبت بعض اجهزة الاستخبارات بالذعر بعد القبض على بعض الاجانب، كما استدعت هذه البلدان أعوانها نظرا لعدم الاستقرار بها
2. بعد ما حدث في مصرأصبح بن علي يعتبر أرجل من مبارك لأنه خرج بسرعة بينما بقي مبارك يجهز خروجه كي يضمن عدم محاكمته
3. الأطراف التجمعية و غيرها التي كانت تراهن بقوة على بقاء الحكم في الساحل و التي خططت حتى قبل انتخابات 2009 لتعويض المبزع بشخصية ساحلية و كانت تريد بعد هروب بن علي أن يتكرس الحكم في الساحل (لاحظوا أن معظم الحقائب السيادية كانت لفائدة شخصيات من الساحل في الحكومة النتقالية الأخرى(المظاهرات و الاعتصامات أفشلت هدا المخطط لكن الحذر واجب أمام هذه الأقلية العنصرية المتنفذة
4. بعض رجال الأعمال الذين لهم صديقة دائمة بالاضافة الى زوجاتهم بدؤوا يبدون طلباتهم باجراء تحويرات تجعل من الزوجة الثانية أو الصديقة الدائمة أمرا لا يعاقب عليه القانون
كما صدرت مطالبات بأكثر مرونة في هذا الصدد لاسيما بالنسبة للحالات الاجتماعية الخاصة
5.أبدى جفري فلتمان استغرابه من عدم وقوع أي عملية ارهابية في تونس بالرغم من الغياب التام لقوات الامن لمدة شهر أو أكثر، و قد خلص الى أن النظام البائد كان يهول من خطر الارهاب في تونس في حين أن التونسيون ليسوا كذلك
6.فرنسا و أمريكا تعولان كثيرا على وجود انقسامات على أساس جهوي في تونس لذلك تم تعيين سفيريهما في لبنان و العراق بتونس كما يريدان الحصول على تعهد من الحكومة بمواصلة الضغط على المتدينين، و الايام القادمة ستكشف المزيد، يذكر أن محمد الغنوشي أبدى موقفا وطنيا ورجوليا في هذا الصدد.
7. بن علي حتى بعد هروبه لازال يهول من خطر الاسلاميين في تونس بالرغم من رفضه مغادرة المملكة تجاه وجهة أخرى يذكر أن زوجته ترتدي النقاب لدى تجوهها للمساحات التجارية
8.رفض بعض ممثلي التيارات السلفية المشاركة في العمل السياسي بالرغم من أن حركة النهضة لا تمثلهم و طالبوا فقط بالحريات الدينية خاصة على مستوى الشكل و الممارسة كما قالوا بأنهم تونسيون يجب احترام خصوصيتهم كأقلية
9 بلغنا أنه سيتم ارساء هيئات مستقلة عن الحكومة حول: – الاعلام -جوازات السفر و بطاقات التعريف -الشؤون الاسلامية – مرصد متابعة جرائم الشوارع -هيئة دائمة لمكافحة الفساد -الغاء خطة العمدة و المعتمد المرصد التونسي لمتابعة يوميات الثورة
من : مواطن تونسي الى:السادة احمد نجيب الشابي،واحمد ابراهيم
السلام عليكم دون اطالة اريد ان اقول الاتي الى السيد احمد نجيب الشابي
نحن نعرفك عن كثب و نفتخر بك كمناظل تونسي و رجل وطني و صاحب مواقف تاريخية ابام الطاغية الهارب و قد كنا نلبي نداءكم في كل المناسبات التي تقومون بها ايمانا منا بانكم على الطريق النضالي الصحيح لكن اليوم و بوجودكم في مثل هذه الحكومة تسيؤون لصورتكم و لصورة حزبكم المناضل فقد كلفكم النضال سنوات من الشقاء نلتم خلالها مصداقية كبيرة عند الناس و قد قد كلفتكم ايضا بضعة ايام في الحكومة استقالات في حزبكم و خروج العديد من الوجوه المناضلة بعد ان خرج من قبلهم كثيرون و لا تزالون تخسرون اكثر فاستقالتكم من تلك الورطة هي استعادة للمصداقية الشعبية و اعادة ترتيب البيت الداخلي في الحزب و بدأ عملية الانتشار في الجهات و الاستعداد للانتخابات القادمة و اترك ازلام النظام يواجهون احكام الثورة الشعبية دون ان تكون في صف اولئك المداتنين
اما السيد احمد ابراهيم اقول لك
كنت دائما الى جانبكم كمناضل في الساحة السياسية و قد تعلمت منكم الصمود في المواقف المبدئية اي كانت الضغوط مادامت مصلحة الوطن هي المبتغى كما كنتم دائما فيما تقولون و تكتبون تعبرون عن طموحات شعب تونس و تطلعاته بكل فئاته و قد وجد فيكم و في حزبكم العديد من التيارات السياسية و النقابية الارضية الفسيحة للتعبير و المشاركة في بناء وطننا تونس الا انه و مع اهمية ما قمتم به من قرارات تاريخية في وزارة التعليم العالي الا ان ذلك يسيئ اليكم كمناضل و كحزب عريق سليل الحزب الشيوعي العتيد في مناضليه و مواقفه لانه يتم وسط شهود زور في حكومة غير مرغوب فيها و رموز فساد و استبداد
السيد احمد ابراهيم اترك يدك بيضاء مثلما تحدثت عنها في حملتك الانتخابية الفارطة الناس تعرفك و من لم بعرفك اصبح يعرفك نحن فخورون بك كاستاذ و كمناضل سياسي منذ السبعينات في الحركة الطلابية و كمفكر تونسي تسعى لفائة هذا الوطن بكل جهد اجعل هذا الجهد في مكانه الحقيقي فانتشار حركة التجديد الان رهين بموقفكم في هذه الحكومة
رجاءا سيد احمد ابراهيم اجعل هذه الثورة و هذا الجيل يتذكرك بكل فخر و بكل عز و ان قصة الفراغ السياسي ماهي الا فزاعة القصد منها شرعنة الحكومة البالية في الختام ايها السادة الكرام
حبا في تونس و وفاءا لشهدائها الابرار و في شبابها الطموح لا تسبحوا عكس التيار لا تقاوموا رغبات الشعب فتتهمون بالجبن و اتركوا لنا الفرصة لنستميت في الدفاع عنكم امام المحتجين
و استقيلو من حكومة العار فوجودكم فيها اصبح هو الستار الذي يتخفون وراءه اولئك الازلام الصوص فلا تكونوا دروعا لهؤلاء و كونوا دروعا لشعبكم فالثورة هي التي اوصلتكم هناك و ليس هؤلاء لانهم لو عبروا عن مشاعرهم تجاهكم لدفنوكم احياء و السلام من مواطن تونسي جداجدا.
مرحبا بإخواننا المهجّرين التونسيين العائدين إلى وطنهم
هند الهاروني من تونس الحرة بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين. تونس في 29 جانفي 2011-24 صفر 1432، توجهنا أنا و أخي عبد الكريم البارحة الجمعة 28 جانفي 2011 إلى مطار تونس قرطاج، لاستقبال فوج من إخوتنا العائدين من ألمانيا بالخصوص و فرنسا من المنفيين عن أرض تونس لعقود بالأساس إخواننا النهضويين و كانت سعادتهم كبيرة و فرحتنا بعودتهم قد اجتمعتا إلى جانب عدد كبير من النشطاء السياسيين و الحقوقيين و أهالي الإخوة العائدين في جو من الاحتفال و التكبير و الحمد لله قاهر الجبارين و الهتاف و الشعارات و الزغاريد بلحظات النصر التي منّ بها الله علينا جميعا بهروب بن علي و عودة كريمة لإخواننا المنفيين عن أرض الوطن. و قد التقينا بهم جميعا و تبادلنا التهاني و نحن أحرار . من بين الإخوة العائدين كان هنالك الأخ الحبيب لعماري من موقع الفجر نيوز و كذلك الأخ محسن الجندوبي. الحمد لله و العاقبة لبقية الإخوة العائدين إلى تونس « بدون بن علي ». و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته و مغفرته و رضاه./. انتهى.
أحمد المستيــري في حديـث شامــل لـ«الشروق»: أخشـى علـى
الثـــورة من نكسة: أخطأنا في المراهنة على بن علي في نوفمبر 1987
٭ حوار: فاطمة بن عبد اللّه الكرّاي
خمس خيبات أصيب بها «سي أحمد» المستيري، من عهد بورقيبة إلى عهد بن علي.. لم يخرج الرجل عن صمته الذي دام عشرين سنة ونيفا، بل كان ممنوعا من كل وسائل الإعلام التونسية، وهو ينآى بنفسه، وفق ذلك، أن يدلي بتصريحات بشأن بلاده إلى وسائل إعلام أجنبية.
لسنا مغامرين.. ثورة تونس معجزة.. الدستور الحالي تقادم ولم يعد صالحا.. على الحكم الجديد أن لا يقطع «شعرة معاوية» مع الذين مازالوا متنفذين من رموز النظام السابق.. لا بدّ من التعامل بمرونة وبيقظة مع عجلية الانتقال من حكم الماضي إلى حكم المستقبل الذي نادت به ثورة تونس.
دون انتهاج سبيل «الزعماتية» أو المغامرة، يرى الأستاذ أحمد المستيري مؤسّس حركة الديمقراطيين الاشتراكيين، ان مجلسا وطنيا أو هيئة وطنية مشكّلة من كل ألوان الطيف السياسي والجمعياتي المدني في تونس، وحده الكفيل بضمان ما تقدّم من مقترحات جاءت على لسانه في هذا اللقاء الشامل والخاص، بـ«الشروق»…
من التجربة المرّة ينطلق.. ومن الممارسة السياسية إن مع بورقيبة أو مع بن علي، يحاول أن ينآى بالثورة من النكسة أو الانتكاس.. لا يفرض رأيه على أحد.. ولكنه مؤمن بأن شعب تونس الذي قاد بنفسه ثورته، بإمكانه أن يصنع واقعا جديدا وأن يفرز قيادات تؤمن له ضمن مبدإ التعددية والتداول على الحكم، واقعا جديدا.. مشرقا..
ليس لي طموح سياسي في الحكم أو الزعامة لا الآن ولا غدا.. هكذا شدد أصغر النواب سنّا من الجليل المؤسس لدستور 1959.. وبناة الجمهورية في 1957..
فإلى هذا اللقاء وقد سألته:
مرت الآن أربع عشرة ساعة على إعلان التشكيلة الجديدة للحكومة…تشكيلة فرضها الشارع …فرضها المتظاهرون القابعون في العراء في ساحة القصبة. كيف يرى السيد أحمد المستيري هذه الحكومة الآن وفي هذا الظرف بالذات?
ـ أولا تركيبة الحكومة الحالية هي أحسن من التركيبة السابقة من حيث اقصاء العناصر المقدوح فيها والتابعة للنظام السابق. اضافة الى أن الجديد في هذه الحكومة التي أعلن عن تشكيلها منذ ساعات تمكين عناصر جديدة من مناصب هامة…خاصة مناصب السيادة شخصيا لا أعرف أغلب الأفراد الموجودين فيها من الجيل الجديد… أعرف ثلاثة منهم وخاصة الديبلوماسي «سي أحمد» ونيّس (وزير الخارجية) وكذلك «سي محمد» الناصر (وزير الشؤون الاجتماعية) والأزهر القروي الشابي( وزير العدل) هذا من حيث التركيبة…أما بالنسبة الى صلاحياتها فأعتقد أنه بما أنها حكومة وقتية يجب أن يقتصر دورها على الشؤون الجارية( يوميا) ريثما تأتي حكومة منبثقة عن انتخابات نيابية ورئاسية فيها تعددية .
كيف ترى المرحلة الانتقالية..ما المطلوب من الحكومة المؤقتة وما المطلوب من الأحزاب والمنظمات والشعب في هذه الفترة?
ـ المرحلة الانتقالية ضرورية…لا يجب أن تكون طويلة… وتكون تحت «إشراف» (معنوي) المجلس الوطني (لإنقاذ الثورة وتأطيرها وهي مبادرة بن صالح المستيري الفيلالي) فهي التي يمكن أن تتولى الإشراف في المرحلة الانتقالية على الحكومة المؤقتة وكيفية إصدار القوانين لتنظيم الحياة العامة من حيث احترام حقوق الانسان والحريات العامة والتعددية السياسية وخصوصا المجلة الانتخابية ثم إعداد ما يسمى التنظيم المؤقت للسلط العمومية الذي يمهد للدستور لفترة قصيرة محددة ريثما يقع تنصيب المجلس التأسيسي الذي سيحرر الدستور… وينبثق عنه الدستور الجديد ثم انتخاب رئيس جديد وبرلمان جديد، اذاك ينتصب نظام جديد، عندها يصبح لا موجب لهذه الهيئة( المجلس الوطني للثورة) فهذه الفترة تدوم على أقصى تقدير ستة أشهر… هذه الصيغة تنظم السلط العمومية بصفة مؤقتة.
ومثل هذا المقترح (للمجلس الوطني لتأطير الثورة) عرفناه سابقا في الفترة الفاصلة بين الاستقلال الداخلي والاستقلال التام…وقتها أصدرنا قانونا يضبط بصورة مؤقتة حتى أعلن الدستور (1959) …طبعا هذا التنظيم المؤقت يمكن أن يشرف عليه المجلس الوطني هذا المقترح.
هذه الهيئة يقع تكوينها من كل من ساهم بصورة مباشرة وغير مباشرة في الثورة وكل من له علاقة بهذه الثورة يعني كل أطياف المجتمع المدني.
والأحزاب بطبيعة الحال?
ـ بخصوص الأحزاب فإني أقصد كل الأحزاب الموجودة بالفعل أما التي حصلت على التأشيرة أو التي قدمت مطالب لنيل التأشيرة ولم يستجب لها… هذا هو المعيار. أما الأحزاب التي طلبت التأشيرة وحصلت عليها بعد هروب الرئيس السابق فكأنها أحدثت وفق تكتيك التشرذم.
مثلا? هل تعطينا مثالا أو أسماء لما تقصد من أحزاب?
ـ لا أدري
المبادرة التي قدّمتموها تحت تسمية «المجلس الوطني لتأطير الثورة» هل بدأت نشاطها? هل رأت النور?
لا، مازالت لم تنشط بعد… نحن ما يهمنا هو كيف تتم حماية هذه الثورة وأهدافها ومطالبها وبالنسبة لي شخصيا، أرى أنه لا فائدة في أن أؤكد وأعيد أن ليس لي طموح سياسي لا في الحين ولا مستقبلا… المهم أن هذه التركيبة عندما تتكون من أحزاب وتنظيمات مدنية، يجب أن تتوصل في أقرب الآجال الى وضع يقع فيه القطع الحقيقي مع النظام السابق وكل ما فيه من رجال وناس ونصوص وتنظيمات ومؤسسات انتخابية خصوصا مجلسي النواب والمستشارين… حتى تكون الاستجابة الى رغبة الأغلبية الساحقة. أعتقد أن جهات في الحكومة الحالية سواء من رموز النظام السابق أو المعارضة السابقة، رفضت هذه المبادرة وتعلة بعضهم أن
«سي أحمد» المستيري مثلا، سكت 23 سنة وتكلم الآن، ويتساءلون: لماذا يا ترى؟
ـ «سي أحمد» يبتسم… ثم يقول: «أنا أكدت من الأول أن ليس لي طموح سياسي ولا رغبة في الحكم… ثم انني عبرت كمواطن عن أفكاري وعن كيف أرى أن يكون مصير بلادي… ثم قلت اذا كانت هذه الهيئة (المجلس الوطني) ستتكون، فإني أرشح نفسي لرئاستها بالانتخاب طبعا… أما أنني لم أتكلم طوال 23 سنة (مدة حكم بن علي) فلأنني لم أقدر على الكلام… ليس هناك وسيلة اعلام تونسية واحدة كان يمكن أن تنقل عني رأيي… ثم أنا يثقل علي أن أتوجه الى وسائل الاعلام الأجنبية لأعبر عن رأيي… حرية الاعلام والنشر كانت مفقودة في العهد السابق مفقودة تماما، خاصة بعد نكسة 1989… وأقصد تاريخ الانتخابات الأولى من حكم بن علي. من ناحية أخرى، نجد أن الكلمة الآن، في ما يخص المستقبل القريب والبعيد هي للجيل الذي بعدنا… ولكن اذا ثمة اتجاه للتغيير فأنا على ذمة هذا الجيل… ولكن لن أفرض رأيي خاصة في ما يخص رئاسة هذا المجلس أو الهيئة التي قدمنا بشأنها مبادرة لحماية الثورة… طبعا اذا انتخبوني… وأعتبر نفسي عضوا فيها. المواطنون بوغتوا أنني خرجت عن صمتي تماما كما بوغتوا باندلاع الثورة… بما فيهم التنظيمات… لم تكن للتنظيمات السياسية يد مباشرة في هذه الثورة… الجميع عندما شهد الثورة ساهم…
ما الذي حدث في 1989، حتى تنعته بالنكسة؟
ـ عام 1989 قلت بكل شجاعة (بعد الانتخابات) إني أخطأت في مساندة بن علي، كنت أول الناس الذين أعلنوا مساندتهم لبن علي وطبعا لم أكن وحدي بل الأخوة في حركة الديمقراطيين الاشتراكيين.
كيف توصلت الى هذه القناعة، أي اعلانك أنك أخطأت في مساندة بن علي؟
ـ هناك موطن جزئي، تفطنت اليه عندما بدأت أشعر أن الكلام الذي قيل في نص بيان 7 نوفمبر 1987، بدأ يحيد عن المعلن… وهذا منذ البداية، لمست الاشارات الدالة على ما سأقول… وأولها أنني دعيت الى الاذاعة باللغة الفرنسية (التونسية) في حصة مع سفير فرنسا بتونس «ايريك رولو»… وفي آخر لحظة جاءني الصحفيون وقالوا لي انه غير ممكن انجاز هذه الحصة… وقد أنجزت الحصة وكان فيها تفاعل مع المستمعين، وقال الصحفيون الفرنسيون (أعلنوا ذلك على الهواء) إن أحمد المستيري ممنوع من الظهور (صوتا) على الأثير من تونس… ومن الاذاعة التونسية بالذات… الاشارة الأخرى، هي أنه وبعد يوم واحد أو اثنين من يوم 7 نوفمبر 1987، تكلّم الوزير الأول وقتها (الهادي البكوش) في ندوة صحفية وقال ما ضيّق من مجال البيان (7 نوفمبر)… قال جملة مهمة وملفتة: التغيير ضمن المواصلة Le chamgement dans la continuité.
بينما كنّا نعتقد أنه تحول… ففي بيان 7 نوفمبر لم تكن فيه إشارة واحدة إلى حزب الدستور (الحزب الاشتراكي الدستوري)… إذن جاء بعدها حزب الدستور ودخل في الحكم وتابع لجهاز الحكم.
أما النقطة الثالثة وهي إشارة أخرى فهي تهم الميثاق الوطني… في 1988، وعند تناول مشروع الميثاق الوطني، التفّت حول النص مجموعة من الناس تمثّل الجميع ومنهم الإسلاميون… وفي جلسة الإمضاء أبديت رأيي فيما يخصّ الميثاق الوطني… وقلت لبن علي إن الغرض من هذا الميثاق هو أن لا تعود تونس إلى 6 نوفمبر 1987… لأن ما وقع لتونس حتى يوم 6 نوفمبر 1987 هو الذي جعل حركة 7 نوفمبر ضرورية.
وماذا قال لك بن علي… أو بما ردّ على كلامك؟
ـ لم يجبني… ظل صامتا…
وهنا أشير إلى أنّه عند إعداد الميثاق الوطني تكونت لجنة للتحرير كان يرأسها محمد الشرفي… وافق الجميع وحرّر النص وبقيت المسألة رهن موافقة أحمد المستيري… وأذكر أن «سي محمد الشرفي (رحمه الله) قال لي وقد كان هو مقرّر اللجنة، إن المشروع الذي بين يدينا فيه مبادئ ديمقراطية وحقوق إنسان… هناك كلمة «التداول على الحكم أو على منصب الرئيس»، طلب منّي أن أوافق على حذفها… قلت له يا سي محمد: أنت رجل قانون… كلمة تداول موجودة ضمنيا في الفصول الأخرى فلماذا حذفها؟ فنحن إذا توفقنا إلى تطبيق نص الميثاق الوطني فإن التداول سيكون منطقيا فقال لي: إذا لم تحذف هذه الكلمة (تداول) لن تكون هناك موافقة على الميثاق (من بن علي) فبقيت محدقا فيه أنظر إليه أن كيف يقع هذا… ولمّا ألحّ وشدّد أن المشروع كلّه سيسقط في الماء إذا لم تُحذف الكلمة قلت في نفسي:
وهل أفسد كل المشروع ونحن مازلنا على الأبواب.. أبواب مرحلة… ومن ناحية أخرى، قلت في نفسي أيضا، انه ربما يذهب بهم الظنّ أن لي نوايا شخصية في مسألة الحكم… فوافقت.. بعد رفض…
كيف كان لقاؤك الأول بـبن علي؟
ـ عندما التقيته بادرت بالقول والتأكيد أنني لن أترشح للرئاسية… وقد لامني على هذا الموقف بعض الاخوة من حركة الديمقراطيين الاشتراكيين.
وحتى صحيفة «لومند» Le Monde الفرنسية كتبت في هذا الاتجاه بلغة فيها استغراب أن كيف تكون انتخابات تعددية في البرلمان وغير تعددية في الرئاسية… رغم ذلك قبلت الغموض. بعد ذلك تبين لي أن النظام الجديد قد بدأ… بدأ التضييق الإعلامي وبدأ مجال التضييق على حركة الأحزاب المعارضة… ثم جاء استهداف التيّار الإسلامي فبقيّة الأحزاب السياسية.
كيف دخلتم في ائتلاف وطني حول ترشيح بن علي فيما دخلتم التشريعية من منطق تعددي؟
ـ الهادي البكوش هو من طلب صيغة الائتلاف بين الأحزاب لدخول البرلمان قبلت الأحزاب هذا المقترح في جلسة عقدناها بما فيها «النهضة» (الحزب الإسلامي) والحزب الشيوعي… ولم يبق إلا حزب الديمقراطيين الاشتراكيين حيث قلت للبكوش لا أستطيع أن أوافق قبل أن أعود بالنظر والتشاور صلب المكتب السياسي والمجلس الوطني… وهذا الأخير هو الجهة المخوّلة لاتخاذ هكذا قرار…أي القرار النهائي. رجعت إلى المجلس الوطني فوجدت أن الفكرة موجودة وراجت في صفوفه… بل تسرّبت داخله… وشعرت أن هناك اتجاها للقبول فقلت : إذا قبلتم المقترح فإنّي سأستقيل من المكتب السياسي… لكنهم أرغموني (أعضاء المجلس الوطني لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين) على البقاء… وخرجت وقلت لهم مفسّرا : لماذا أرفض هذا التحالف؟ نحن خرجنا من عهد الحزب الواحد والرئيس الواحد، وعندما سنعود إلى مثل هذا المنطق فنحن سنعود إلى نظام الحزب الواحد وسنضرب التعددية… عندها، ولما هدّدت قبلوا ورفض اقتراح البكوش، ودخلنا «البرلمانية» بتعددية لكن الرئاسية حصل إتفاق على ترشيح بن علي… والتشريعية كل يدافع عن قائمته… وهنا جاء المقال الذي نشر في جريدة «لوموند» وتساءل كاتبه : كيف تصوتون للرئيس فرديا وتدخلون «البرلمانية» تعدديا…؟
جاء موعد الانتخابات، وطلبنا منها كمعارضة، أن لا يكون لون ورقته الرئاسية بنفس لون الحزب الإشتراكي الدستوري، فرفض بن علي المقترح… ثم عمدوا إلى تخويف الناس إضافة إلى أنهم زوّروا الانتخابات كما زوروها في 1981 عهد بورقيبة. وخرجنا… وقلت بعدها إنني أخطأت… خرجت وقلت بعدها إنني أخطأت… خرجت من الحزب (MDS) وقلت ما يلي : أنا مسؤول عن فشل هذه الخطة خطة مراهنتي على بن علي. وخرجت من الحزب طبعا…
في 7 نوفمبر 1987، كانت حركة الديمقراطيين الإشتراكيين تعاني من ضغوطات عديدة؟
ـ عندما جاء «7 نوفمبر» 1987، كانت صحيفة المستقبل (لسان حال حركة الديمقراطيين الإشتراكيين) ممنوعة من الصدور منذ ستة (6) أشهر قبل ذاك التاريخ وبالصدفة جاء يوم صدورها يومين بعد السابع من نوفمبر، كتبت إفتتاحية الجريدة ليوم 9 نوفمبر 1987 بعنوان : «كسبُ الرّهان» وقلت فيها : ما هو الرّهان؟ هو أن يكون هذا النظام الجديد صادقا… في وعوده، إذا كان بن علي صادقا فهذا رهاننا، تواصل الافتتاحية… نعم هذا رهاننا… لكن إذا يتجه اتجاها آخر، عندها نعتبر أنّنا خسرنا الرّهان، لا سيما أن بعض البوادر صدرت بعد… الإذاعة / ندوة البكوش (ندوة صحفية) / دخول حزب الدستور السلطة بقوة.
كنت أول من قال آمنّا ببيان 7 نوفمبر 1987، فتبين أن الوعد غير صحيح… كيف توضّح هذه المسألة للقراء؟
ـ نعم كنت أول من قال : آمنا ببيان 7 نوفمبر… ولكني غرّرت… في أكثر من مناسبة… جيلنا جيل الكفاح من أجل الاستقلال ساهمنا في النضال من أجل الاستقلال وبالنسبة لنا لم يكن الاستقلال يعني تعويض المقيم العام الفرنسي (المحتل) بالباي وليس تعويض الباي ببورقيبة، بل هو استقلال وحرية.
فتبين بعد مدة أن الأمر صار إلى نظام الحزب الواحد ثم نظام الشخص الواحد… عندها (عهد بورقيبة) خرجت وأغلقت الباب… كان ذلك سنة 1968 عندما كنت وزيرا للدفاع… كنت أول من قدم استقالته إلى بورقيبة…
المرة الثانية، عندما جاء بورقيبة وقد عاد له «شاهد العقل» في قضية التعاضد وتحدث عن مسألة الديمقراطية والتعددية داخل الحزب الاشتراكي الدستوري (الحاكم) حيث جاء مؤتمر المنستير سنة 1971، وقد حصلنا على الأغلبية (كتيار ديمقراطي داخل الحزب) وكانت اللوائح دليلا على ذلك، وأقررنا حرية النقاش داخل هياكل الحزب، ثم أقررنا قاعدة جديدة.
فيها حرية النقاش داخل هياكل الحزب، ثم قاعدة الانتخاب داخل هياكل الحزب، بما فيها الديوان السياسي (حيث دأب تعيينه الرئيس) وانتخاب الشعب فما راعنا إلا أن أطردوني من الحزب… وقبلت بذلك، بعد أن تراجع الحزب عما أقره المؤتمر… أما الخيبة الثالثة فعندما عاد لبورقيبة «شاهد العقل» مرة أخرى، وأقرّ التعددية السياسية، حيث أسسنا حركة الديمقراطيين الاشتراكيين… فقد عينت تاريخ المؤتمر (مؤتمر الحركة) ولم تكن عندنا تأشيرة، فوجدت الحكومة نفسها في مأزق إما اعتراف أواتجاه نحو المجهول في مجال القمع…
فما كان من النظام (بورقيبة) إلا أن اعترف بحركتنا (الحزب).
أما الخيبة الرابعة فهي ما حدث مع بن علي وقلته منذ حين… والخامسة تزوير الانتخابات باعتراف منهم. من هنا أجد نفسي وبعد خمس (5) خيبات مضطرّا إلى أن أراهن مرة أخرى على الأمل ولكن مع وجود ضوابط وضمانات…«garde-fou»
ما هي الضمانات التي تراها في لجنة الإصلاح السياسي مثلا والتي ستحدد شكل النظام القادم؟
ـ لا بد لهذه اللجنة من غطاء سياسي… من ناحيتي أقول إن المهم بالنسبة إليّ أن لا يبقى الدستور الذي تركه بن علي… فهو دستور لا وجود له… لماذا وكيف؟ ـ لأنه وقع تغييره وتحويره ومع ذلك هو نفسه بن علي الذي خرقه… التغييرات التي قام بها ضمن نطاق الحزب الواحد… حتى من الناحية القانونية فإن هذا الدستور قد خرقناه نحن أيضا.. إذ عندما أطردنا بن علي لم يكن ذلك مطابقا للدستور… والملفت أن الدستور الحالي على علاته، كان بن علي سيخرقه من جديد بمجرد أنه نوى الترشح لولاية سادسة… وهذا دليل آخر، أن هذا الدستور غير صالح، والدليل الآخر تلك اللعبة في تنصيب الرئيس من الفصل 56 الى 57….( أي من الغنوشي كوزير أول الى المبزع كرئيس مجلس النواب) كانوا واقعيين لكان التطبيق يخلو من التردد الذي رأيناه، وعليه فان التمسك بالشرعية الدستورية لا يستقيم هنا دستوريا. كيف ترى شكل النظام القادم… هناك من يتحدث عن نظام رئاسي وهناك من يرى نظاما برلمانيا أفضل لتونس، وثمة من يرى نظاما رئاسيا محاطا بضمانات دستورية حتى لا يحصل ما حصل مع بورقيبة وبن علي : شخصنة الحكم? ـ عندما يسن دستور جديد وتقع انتخابات فجيلكم أنتم والأصغر منكم هو من سيقرر نمط الحكم…وشكل النظام السياسي أما أنا فليس لي قول « في هذا الشأن. ألا تعتقد أن تضمين مبدإ المحاسبة في المشهد القانوني القادم من الدستور الى بقية القوانين هو أحد الضمانات التي تمنع تجاوز السلطة L’abus du pouvoir » ـ هناك مؤسسات قانونية تضمن هذا المبدأ… رئيس الجمهورية كيف يحاسب…. هذا موجود …ولكن أكبر محاسبة هي الانتخابات واقرار مبدإ التداول… المرحلة الانتقالية هذه التي بدأت بعد يجب أن تدقق وتحدد بتدقيق صورة كيف يتم الانتقال من الحكم السابق الى الحكم القادم ثم تحدد الأساس القانوني والسياسي للحكم الجديد …وهنا تأتي الاستعانة بأهل الذكر…(بن عاشور …بلعيد…) كيف ترى الأجندات الأجنبية التي بدأت سباقا محموما على ثورة تونس….هل تخشاها…? هل تقدر أنها موجودة أصلا? ـ طبعا هي موجودة …وطبعا نخشى على الثورة منها…لهذا أقول إنه يجب أن نسرع…فثورتنا مباركة …هي ثورة كان لها صدى خارج حدودنا ومحيطنا العربي الاسلامي وفي العالم بأسره المختصون في علم الاجتماع يعتبرونها معجزة…خاصة بالنسبة الى الطريقة التي وقع بها اسقاط الحكومة… هل ترى مخاطر نكسة لا قدر الله؟ ـ نعم أشعر بمخاطر نكسة… فهي موجودة ومحدقة بالثورة داخليا من الذين خلفهم النظام، فهؤلاء كما الألغام تحت الأرض، قابلة للإنفجار في أي لحظة… كذلك الأمر بالنسبة الى الخارج… … الوسيلة الوحيدة لتفادي النكسة هيّ التماسك والمرونة في التعامل مع بقايا النظام السابق… نحن الآن بحاجة إلى خيط معاوية… شرط أن يقبله الطرف المقابل. ونحن مستعدون لفسح المجال إلى خيط معاوية… كل الخوف، أن تقطع شعرة معاوية بدون أن نكون نحن المسؤولين… وهنا شدّد «سي أحمد» المستيري، على أن المبزع والغنوشي، ليسا وحدهما من يأخذ القرار الحاسم. هل تقصد أن هناك خيوطا خفية؟ ـ هنا لا أقصد الجيش الوطني فأنا أعتبر أنه قام بدور أساسي في حماية المواطنين ودوره أساسي في حماية البلاد… أنا أفكر هنا في عناصر من بقايا النظام السابق قد تكون مقحمة وسط جهاز الحكم… فهؤلاء لهم مكاتب ووسائل يسيطرون فيها ومن خلالها على القرار… وسط الحكم الآن، هناك من يخربون الآن حتى يبقى الحكم كما كان عليه عهد بن علي وحتى يكونوا ظروفا لامكانية رجوع بن علي إلى السلطة… نحن لسنا نبحث عن المغامرات المهم أن يقع التحول من النظام السابق إلى الآتي، بالحفاظ على مكاسب تونس… وأقصد الاقتصاد… وهنا أعيد : لسنا مغامرين…
(المصدر: جريدة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 29 جانفي2011)
التشكيلة الجديدة للحكومة تكنوقراط.. وزيران من المعارضة.. و«السواحلية» و«البلدية» يتقاسمان الكعكة
صالح عطية ـ رغم الصبغة الانتقالية للحكومة، ورغم أن تركيبتها الجديدة لم تتضمن أيا من الأعضاء أو المنتمين للحزب الحاكم، إلا أن الانتقادات لم تتوقف، وسط ذهول العديد من التونسيين والمراقبين الذين باتوا يتساءلون عن المغزى من استمرار الاحتجاجات والإعتصامات في وقت استجابت الحكومة لمطلب « تطهير » الحكومة من الوجوه القديمة، وبخاصة من تلك التي انتمت للتجمع الدستوري الحاكم سابقا..
وكان وزير الخارجية، كمال مرجان، قرر أمس الأول الاستقالة من الحكومة قبل الإعلان عن تشكيلتها الجديدة.. لكن عدا هذه الاستقالة، فإن بقية الوزراء الذين أثاروا انتقادات وتحفظات من قبل المحتجين، قد تم إبعادهم، ونعني هنا، رضا قريرة (وزير الدفاع)، وأحمد فريعة (وزير الداخلية)، ومنصر الرويسي (وزير الشؤون الاجتماعية)، وأحمد شلغوم (وزير المالية)، ومفيدة التلاتلي (وزيرة الثقافة، التي وجهت لها انتقادات شديدة بحكم نشاطها مع شخصيات إسرائيلية)، والمنصف بودن (كاتب الدولة للجباية، الذي شنت عليه حملة على مواقع إلكترونية اتهمته بالضلوع بشكل أو بآخر في عملية التغطية على جرائم النهب لعائلة الرئيس المخلوع).. وزراء جدد وحملت التشكيلة الجديدة للحكومة، أسماء تظهر لأول مرة في حكومة تونسية، في مقدمتها عبد الكريم الزبيدي، وزير الدفاع الوطني، أصيل مدينة رجيش بالمهدية وهو من الكوادر الطبية الهامة بتونس، حيث تداول على عدة مناصب ومواقع لعل أبرزها، تلك المهمات التي اضطلع بها لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث كلف بمهام في عدة عواصم عربية وإفريقية.. وتضمنت الحكومة المعلن عنها، عضوية فرحات راجحي، كوزير للداخلية، وهو يعد أحد القضاة المستقلين الذي تقلب على رئاسة عدة محاكم بالبلاد، إلى جانب كونه عضو في اتحاد المحامين العرب وضمن الاتحاد الدولي للمحامين.. وتم تعيين أحمد ونيّس، وزيرا للخارجية، بعد أن عين في التشكيلة الأولى للحكومة الانتقالية كاتبا للدولة للخارجية.. والسيد ونيس، متحصل على الإجازة في الفلسفة من جينيف، وهو سليل وزارة الخارجية التي عمل سفيرا ومسؤولا فيها منذ العام 1962، كما عمل دبلوماسيا في سفارات تونس بموسكو وباريس ونيودلهي واليونسكو.. وكان أحمد ونيس انتقل للنشاط السياسي والإعلامي خلال السنوات القليلة الماضية من خلال كتابته في صحف (الموقف) و(الطريق الجديد)، إلى جانب حضوره فعاليات سياسية وحقوقية عديدة، برز خلالها بتحاليله السياسية العميقة والإستراتيجية.. الوزير.. المفاوض ولعل المفاجأة التي لم يتوقعها عديد المراقبين، تلك التي تتعلق بوزير الشؤون الاجتماعية، محمد الناصر، الذي شغل حقيبة العمل والشؤون الاجتماعية على عهد الرئيس الراحل، الحبيب بورقيبة، وهو الحاصل على الدكتوراه في القانون الاجتماعي من باريس.. وبالإضافة إلى صبغته التكنوقراطية، يعدّ الوزير محمد الناصر، شخصية تجيد التفاوض والخروج من المآزق، مستفيدا من عضويته في عديد المؤسسات والهيئات الدولية والأممية، وشبكة علاقاته الواسعة في هذا المجال.. على أن تعيينه على رأس الحقيبة الاجتماعية، يأتي في سياق دقيق، تبدو فيه الحكومة أمام استحقاق المفاوضات مع اتحاد الشغل من ناحية، والإعداد لأجندا اجتماعية جديدة تنأى بالبلاد عما تم توارثه عن النظام السابق من رؤية اجتماعية تغلب عليها البروباغندا أكثر من التصور الاجتماعي الفعلي..
وعرفت الحكومة من ناحية أخرى، انضمام حبيبة الزاهي بن رمضان، التي عينت على رأس وزارة الصحة العمومية، بعد أن انسحب منها مصطفى بن جعفر، الأمين العام للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات في وقت سابق.. وتعدّ الوزيرة الجديدة، إحدى الكوادر التونسية والدولية الخبيرة بالشأن الصحي، حيث تخرجت من تونس، ولكنها واصلت دراساتها العليا وتكوينها بين جامعات عالمية في كندا والولايات المتحدة الأميركية واليابان.. وعرفت الوزيرة الجديدة، بنشاطها الحقوقي والنسوي، إذ ساهمت في إنجاز عدة مشاريع أورومتوسطية حول العنف ضد المرأة، إلى جانب كونها عضوا مؤسسا لفرع تونس لمنظمة العفو الدولية وللجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات.. أما السيد عز الدين باش شاوش، الذي عين وزيرا للثقافة بدلا من مفيدة التلاتلي، فهو يعدّ من أبرز الكفاءات المتخصصة في الأركيولوجيا وفي اللغة العربية، حيث تخرج من باريس وعمل بتونس وباليونسكو والألكسو في مجال التراث، وبخاصة صيانة القدس الشريف والتراث الفلسطيني.. وتم تعيين مختار الجلالي، وزيرا للفلاحة والبيئة في الحكومة الجديدة، وهو رجل قانون، وناشط حقوقي، بالإضافة إلى كونه انخرط ضمن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي قبل أن يستقيل منه منذ 5 سنوات.. وانتخب الجلالي عضوا بمجلس النواب خلال الفترة من 1999 و2004، حيث برز بتدخلاته المنتقدة لسياسات الحكومة السابقة، وبخاصة في مجالات حقوق الإنسان والقوانين الاجتماعية والاقتصادية والمالية، وهو يتميّز بكونه محاورا جيدا.. بين « البلدية » و »السواحلية » والملاحظ بالنسبة للحكومة الجديدة، أن أغلب وزرائها من العاصمة.. حيث نجد فرحات الراجحي (وزير الداخلية)، وأحمد ونيس (وزير الخارجية)، وأحمد نجيب الشابي (وزير التنمية الجهوية والمحلية)، وعفيف شلبي (وزير الصناعة والتكنولوجيا)، ومحمد النوري الجويني (وزير التخطيط والتعاون الدولي)، وليليا العبيدي (وزيرة شؤون المرأة)، وعز الدين باش شاوش (وزير الثقافة)، فيما نجد 6 وزراء من الساحل، وهم محمد الغنوشي (الوزير الأول من سوسة)، ومحمد الناصر وعبد الكريم الزبيدي وياسين إبراهيم (وزير النقل والتجهيز) الذين ينحدرون من المهدية، إلى جانب الطيب البكوش أصيل منطقة جمال، بالاضافة الى جلول عياد (وزير المالية/ المنستير).. ويوجد وزير وحيد من سيدي بوزيد هو مختار الجلالي (وزير الفلاحة والبيئة، ووزير وحيد من قفصة (وزيرة الصحة العمومية)، فيما ينحدر محمد علولو الذي عين على رأس حقيبة الشباب والرياضة، من قابس، وتوجد حقيبة وحيدة من توزر، وهي التي يشغلها الأزهر القروي الشابي (وزارة العدل)، واحمد إبراهيم من جرجيس.. فيما نجد وزيرا وحيدا من الوطن القبلي (نابل)، ونعني هنا وزير الشؤون الدينية.. والجدير بالذكر، أن الوزير الوحيد الذي ولد بمرسيليا (فرنسا)، هو مهدي حواص، وزير التجارة والسياحة.. ويشير هذا التوزيع الجغرافي، إلى وجود غالبية الوزراء من تونس وفي مرتبة ثانية يأتي الساحل، ثم تتوزع بعض الحقائب على 7 مناطق من البلاد.. والسؤال المطروح في هذا السياق هو: هل هو التوزيع بالتساوي بين الرئيس الانتقالي، فؤاد المبزع، والوزير الأول محمد الغنوشي، أم هي الصدفة وحدها أنتجت هذا التوزيع المتكافئ بين « البلدية » و »السواحلية »؟ امرأتان ولعل الملاحظة اللافتة للنظر في سياق الحديث عن تركيبة حكومة الوحدة الوطنية بتشكيلتها الجديدة، هي تضمنها امرأتان هما: ليليا العبيدي، وزيرة المرأة، والحبيبة بن رمضان، وزيرة الصحة، وذلك على خلاف الحكومات السابقة التي كانت تتضمن « جيشا » من النساء، كانت زوجة الرئيس المخلوع، تفرض تعيينهن في الحكومة ضمن ما كان يسمى بـ « حصتها » في الحكومة.. على أن هذة التركيبة، راعت بالأساس معطيين اثنين: الأول الاعتماد على مجموعة تكنوقراط، أو « وزراء ملفات » كما يحلو للبعض تسميتهم، سيما وأن الحكومة حكومة تصريف أعمال لا ينبغي أن تتضمن وزراء سياسيين، والثاني اعتمادها على عناصر شابة، تلبية لمطالب المحتجين الذي نادوا بتمثيل لهم في هذه الحكومة.. يبقى أن هذه الحكومة حافظت على وزيرين من المعارضة، هما أحمد نجيب الشابي (وزير التنمية الجهوية والمحلية)، وأحمد إبراهيم (وزير التعليم العالي).. صالح عطية (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 29 جانفي 2011)
أعضاء الحكومة الجدد.. من هم ومن أين جاؤوا؟
الوزير الأول ـ تونس ـ وات ـ ولد السيد محمد الغنوشي الوزير الاول بحكومة الوحدة الوطنية في 18 أوت 1941 بسوسة حيث زاول تعليمه الابتدائي والثانوي ثم التحق بكلية الحقوق والعلوم السياسية والاقتصادية بتونس وتحصل منها على الاجازة في العلوم الاقتصادية سنة 1966. وبعد أن تابع تربصا بوزارة المالية الفرنسية التحق بكتابة الدولة للتخطيط والاقتصاد الوطني حيث تولى عدة مسؤوليات. وفي سنة 1975 سمي مديرا للتخطيط العام ثم مديرا عاما للتخطيط في جوان 1982 وفي سبتمبر 1987 سمي كاتب دولة لدى وزير التخطيط والمالية مكلفا بالتخطيط وبقي في هذا المنصب الى أن عين في 27 أكتوبر 1987 وزيرا معتمدا لدى الوزير الاول مكلفا بالتخطيط. وفي جويلية 1988 عين السيد محمد الغنوشي وزيرا للتخطيط ثم وزيرا للتخطيط والمالية في 11 أفريل 1989 وفي 3 مارس 1990 سمي وزيرا للاقتصاد والمالية ثم وزيرا للمالية في فيفري 1991 وفي جوان 1992 عين وزيرا للتعاون الدولي والاستثمار الخارجي وفي 17 نوفمبر 1999 عين وزيرا أول. وكان السيد محمد الغنوشي تولى عديد المهام الاخرى على غرار مستشار لدى البنك المركزي التونسي وعضو بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي ومتصرف بالبنك التونسي الكويتي للتنمية ومتصرف بالبنك القومي التونسي. كما أنه معروف في الاوساط المالية العالمية حيث شارك منذ 1975 في الجلسات العامة للبنك الافريقي للتنمية بصفته عضوا نائبا. وساهم في العديد من المفاوضات مع المؤسسات المالية العالمية من بينها البنك العالمي وصندوق النقد الدولي. والسيد محمد الغنوشي متزوج وله ابنان. وزير الشؤون الخارجية تونس (وات) ولد السيد احمد عبد الرؤوف ونيس الذي عين امس وزيرا للشؤون الخارجية بالحكومة المؤقتة يوم 25 جانفي 1936 بتونس. وهو متحصل على اجازة في الفلسفة من معهد الدراسات العليا الدولية بجنيف. وشغل العديد من المهام من سنة 1962 الى 1996 بوزارة الشؤون الخارجية كما عمل مستشارا بسفارة تونس بباريس وموسكو ثم مندوبا مساعدا في منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) قبل ان يعين مستشارا بسفارة تونس في موسكو (جوان 1972) ثم مساعدا للسفير الممثل الدائم بالامم المتحدة (جانفي 1980) فسفيرا لتونس بنيودلهي (فيفري 1981) وبعدها سفيرا لتونس بموسكو سنة 1987. وعمل السيد احمد ونيس في المجال العلمي في اطار المدرسة القومية للادارة بتونس في الفترة ما بين (1964 ـ 1997) وبالمعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية (1997 ـ1998 ) ثم بكلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس (1993/2004). والوزير الجديد للشؤون الخارجية عضو بالجمعية التونسية للامم المتحدة وبجمعية قدماء الصادقية ونادي بشرى الخير. وله عدة اصدارات تونسية ومغاربية واوروبية اضافة الى مساهمته في اعداد عمل جماعي حول التاريخ العام لتونس سنة 2010. وهو متزوج وليس له ابناء. وزير العدل تونس (وات) ولد السيد الازهر القروي الشابي الذي عين وزيرا للعدل في الحكومة المؤقتة في 7 اكتوبر 1927 بالشابية من ولاية توزر. زاول تعلميه الابتدائي بتوزر ثم التحق بجامع الزيتونة حيث تحصل سنة 1952 على شهادة التحصيل العصري. وفي سنة1954 توج تعليمه العالي بالحصول على شهادة المدرسة العليا للحقوق بتونس. بدأ مشواره المهني ككاتب محكمة بالمحكمة الابتدائية في تونس ثم انطلق في مهنة المحاماة منذ 7 اكتوبر 1956 وشغل منصب عميد المحامين لفترتين منذ جويلية 1979 وحتى سنة 1983. ويمارس السيد الازهر القروي الشابي مهنة المحاماة الى تاريخ تعيينه اليوم وزيرا للعدل. والوزير الجديد ناشط في المجال الجمعياتي والحقوقي حيث يرأس الجمعية التونسية للنهوض بالدراسات القانونية وهو يعد احد مؤسسي ودادية محامي المغرب العربي سنة 1970 بالجزائر. ويذكر ايضا انه عضو في اتحاد المحامين العرب والاتحاد الدولي للمحاميم. وهو متزوج وأب لثلاث بنات. وزير الدفاع الوطني تونس (وات) ولد السيد عبد الكريم الزبيدي الذي عين الخميس وزيرا للدفاع الوطني في الحكومة المؤقتة في 25 جوان بمدينة رجيش من ولاية المهدية. وقد زاول دراسته الابتدائية بمدرسة رجيش قبل ان يلتحق بالمعهد الثانوي للذكور بسوسة حيث تحصل على شهادة الباكالوريا ليلتحق بكلية الطب بتونس. ثم تحول الى فرنسا اين درس بجامعة كلود برنار بمدينة ليون وتحصل على ديبلوم الدراسات والبحوث في البيولوجيا البشرية وديبلوم الدراسات المعمقة في الفيزيولوجيا البشرية والاستاذية في العلوم الصيدلانية البشرية والاستاذية في الفيزيولوجيا البشرية والاستكشاف الوظيفي وشهادة الدكتورا في الطب. وشغل وزير الدفاع الوطني الجديد اثر ذلك منصب استاذ مساعد بصفة اجنبي بكلية الطب غرانش بلانش بليون وذلك من سنة 1976 الى سنة 1978 فاستاذ مساعد استشفائي جامعي بكلية الطب بسوسة من سنة 1978 الى سنة 1981 فمنسقا لتكوين الفنيين السامين للصحة من سنة 1981 الى سنة 1988 بنفس الكلية قبل ان يصبح استاذا استشفائيا جامعيا محاضرا من سنة 1982 الى سنة 1986 فرئيسا لقسم العلوم الاساسية من سنة 1982 الى سنة 1989 في ذات المؤسسة الجامعية. كما عمل كأستاذ استشفائي جامعي بكلية الطب بسوسة منذ سنة 1987 فرئيس قسم الاستكشاف الوظيفي بمستشفى فرحات حشاد بسوسة من 1990 الى سنة 1999 قبل ان يكلف بمهمة في بعثات خبراء لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة منذ 1992 في مجال (التطبيقات الطبية للطاقة الذرية) وذلك في كل من الكامرون والمغرب والسينغال وليبيا وتايلندا والنيجر ومالي وكينيا والسودان وجنوب افريقيا. واصبح السيد عبد الكريم الزبيدي اثر ذلك رئيسا لقسم الفيزيولوجيا والاستكشافات الفيزيولوجية بوزارة الصحة العمومية ثم رئيسا لجامعة الوسط من سنة 1995 الى سنة 1999. ثم شغل منصب كاتب دولة لدى الوزير الاول مكلفا بالبحث العلمي والتكنولوجيا من سنة 1999 الى سنة 2000 فوزيرا للصحة سنة 2001 ووزيرا للبحث العلمي والتكنولوجيا سنة 2002 قبل أن يصبح عميدا لكلية الطب بسوسة من سنة 2005 الى سنة 2008. والسيد عبد الكريم الزبيدي عضو مؤسس ومنسق للتعليم بمدرسة الطب في دجيبوتي منذ سنة 2007 ورئيسا لمجلس ادارة مستشفى الرازي منذ سنة 2008 وعضوا بالهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا لدى الوزير الاول منذ 2010 ورئيسا للمجلس العلمي وللتوجيه بالقطب التكنولوجي بسوسة منذ سنة 2010. وقد الف او ساهم في كتابة نحو 140 اصدارا و300 مداخلة علمية كما اشرف على 40 اطروحة في الطب. وزير الداخلية تونس (وات) ولد السيد فرحات راجحي الذي عين مساء أول أمس الخميس وزيرا للداخلية ضمن تشكيلة الحكومة المؤقتة في 29 ديسمبر 1952 بتونس. وقد قضى السيد فرحات الراجحي وهو خريج كلية الحقوق بتونس في جوان 1975 36 سنة في قطاع القضاء. وشغل لمدة 8 سنوات منصب قاض مقرر لدى المحكمة العقارية قبل ان يسمى قاضيا بمحكمة الناحية بتونس ثم على التوالي مساعد وكيل عام لدى محكمة الاستئناف بتونس ونائب رئيس المحكمة العقارية. كما شغل منصب متفقد مصالح عدلية بوزارة العدل قبل ان يعين رئيسا للدائرة الجنائية لدى محكمة الاستئناف بالمنستير ثم وكيلا عاما لدى محكمة التعقيب. كما عمل في خطط رئيس الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف ببنزرت ووكيلا عاما على التوالي لدى محكمة الاستئناف بنابل وبنزرت. وشغل منصب رئيس للدائرة الجنائية لدى محكمة الاستئناف بتونس. والسيد فرحات الراجحي استاذ في مادة الاجراءات الجزائية بالمعهد العالي للقضاء وله عديد الكتابات والاسهامات في مجلة القضاء والتشريع. وهو متزوج واب لطفلين. وزير الشؤون الدينية تونس (وات) ولد السيد العروسي الميزوري الذي عين وزيرا للشؤون الدينية في الحكومة المؤقتة في 6 ماي 1950 بمعتمدية قربة من ولاية نابل. زاول تعليمه الابتدائي بمعتمدية قربة وتعليمه الثانوي بنابل وتونس. وفي سنة 1980 تحصل على شهادة الاستاذية في اصول الدين من جامعة الزيتونة. انتقل الى فرنسا لمواصلة تعليمه العالي حيث تحصل بجامعة السربون باريس 4 على ديبلوم البحوث المعمقة في التاريخ الحديث والمعاصر ومناهج اسلامية في اكتوبر 1982 ثم على دكتورا الحلقة الثالثة في نوفمبر 1986. وفي جويلية 1995 تحصل السيد العروسي الميزوري على دكتوراه دولة من جامعة الزيتونة بتونس. وهو متمكن من عديد اللغات الاجنبية. ويذكر انه عرب العديد من البحوث العلمية من اللغتين الفرنسية والايطالية. كما شارك في عديد الموتمرات الوطنية والدولية. درس في بداية حياته المهنية بالتعليم الثانوي والعالي ثم التحق بالوكالة التونسية للتعاون الفني منذ 1996 الى ســــــنة 2003. وكان اخر منصب شغله السيد العروسي الميزوري حتى تعينه الاخير مديرا للمعهد العالي لاصول الدين منذ سنة 2005. وهو متزوج وله بنت واحدة. وزير التنمية الجهوية والمحلية تونس (وات) ولد السيد احمد نجيب الشابي الذي عين وزيرا للتنمية الجهوية والمحلية في الحكومة المؤقتة في 30 جويلية 1944 باريانة حيث زاول تعليمه الابتدائي ثم الثانوي بالمنزه. وهو متحصل على الاجازة في الحقوق وعلى شهادة الكفاءة في مهنة المحاماة من كلية الحقوق بتونس سنة 1984. اسس السيد احمد نجيب الشابي الذي يعمل محاميا ويعد من ابرز وجوه المعارضة التونسية مع عدد من رفاقه سنة 1983 التجمع الاشتراكي التقدمي الذي تغير اسمه سنة 2001 الى الحزب الديمقراطي التقدمي. وشعل أيضا مهمة مدير صحيفة الموقف الاسبوعية التي صدر عددها الاول في 12 ماي 1984. تقدم السيد احمد نجيب الشابي للانتخابات الرئاسية لسنة 1999 مرشحا عن التجمع الاشتراكي التقدمي. وهو متزوج وأب لخمسة ابناء. وزير التعليم العالي والبحث العلمي تونس (وات) ولد السيد أحمد ابراهيم الذي عين الخميس وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي في الحكومة المؤقته يوم 14 جوان 1946 بمعتمدية جرجيس من ولاية مدنين. ويتولى السيد احمد ابراهيم الذي عمل حتى سن التقاعد أستاذا لللسانيات المقارنة بجامعة تونس الامانة الاولى لحركة التجديد وذلك منذ عام 2007 وقد انضم في أواسط الستينات للحزب الشيوعي التونسي انذاك. وفي عام1981 أنتخب كعضو في لجنته المركزية. وكان عام 1993 من مؤسسي حركة التجديد التسمية الجديدة لهذا الحزب كما انتخب عضوا في لجنتها التنفيذية أثناء مؤتمرها التأسيسي. وانتخب سنة 2001 أمينا عاما مساعدا للحركة وعام 2007 أمينا أوّل. وفي 22 مارس 2009 ترشح الى الانتخابات الرئاسية بدعم من /المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم/ وهي تحالف سياسي ضم حركة التجديد وحزب العمل الوطني الديمقراطي كما سانده التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحرية وتيار الاصلاح والتنمية. والسيد احمد ابراهيم متزوج وأب لبنتين. وزيرة الصحة العمومية تونس ـ وات ـ ولدت السيدة حبيبة الزاهي بن رمضان التي تم تعيينها وزيرة للصحة العمومية في الحكومة المؤقتة بمدينة القصر من ولاية قفصة في سنة 1950 وهي استاذة في الطب الوقائي بكلية الطب بتونس ومسؤولة عن مخبر الابحاث حول الاوبئة وامراض القلب الى جانب كونها خبيرة لدى المنظمة العالمية للصحة. والسيدة حبيبة الزاهي بن رمضان خريجة كلية الطب بتونس سنة 1978 وقد واصلت تكوينها في الصحة العمومية بجامعة لافال بكندا سنة 1979 وبجامعة شيكاغو بالولايات المتحدة الامريكية سنة 1981 وجامعة طوكيو 1988. وتحصلت وزيرة الصحة العمومية الجديدة سنة2001 على جائزة الجمعية المغاربية للعلوم الطبية. وهي عضو مؤسس لعدد من الجمعيات التونسية والاجنبية على غرار الجمعية التونسية للامراض الوبائية والجمعية الدولية لامراض الاوبئة والوقاية من امراض القلب. كما تولت مهام التنسيق العلمي لعدد من المشاريع الاورومتوسطية والبحث الوطني حول العنف ضد المراة. والسيدة حبيبة الزاهي بن رمضان عضو مؤسس لفرع تونس لمنظمة العفو الدولي وللجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات والجمعية التونسية للبحث حول التنمية. وهي متزوجة وام لثلاثة اطفال. وزير التجارة والسياحة تونس (وات) ولد السيد مهدي حواص الذي عين وزيرا للسياحة والتجارة في حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة في 9 نوفمبر 1959 بمرسيليا فرنسا. وقد تحصل على ديبلوم في الهندسة من المدرسة الوطنية العليا للاتصالات بباريس سنة 1983 وعلى شهادة الاستاذية في الرياضيات التطبيقية والاستاذية في الميكانيك. وعمل خلال الفترة من سنة 1983 الى 1989 في خطة مهندس باحث ومهندس تجاري صلب مؤسسات عالمية كبرى. وتولى سنة 1989 احداث شركة تيليز للاستشارة في الاعلامية والاتصالات التي فوت فيها سنة 1993 لفائدة مجموعة فالوري بما مكن هذه المجموعة من الرفع في عدد اجرائها من 150 الى 1200 شخص خلال الفترة الممتدة من سنة 1994 الى 2001 واصبحت بذلك رائدة على الصعيد الاوروبي. كما يعد السيد مهدى حواص من بين مؤسسي شركة تالون المتخصصة في التكنولوجيات الحديثة للمعلومات والاتصال وتشغل حوالي 450 شخصا سنة 2010 ليتولى رئاستها في سنة 2002 ويساهم في تطوير انشطتها في اوروبا والولايات المتحدة وآسيا وتونس. وتولى السيد مهدي حواص صندوق استثمار متخصصا في المالية واحداث المؤسسات المجددة. وقد انخرط بشكل مبكر في الوسط الجمعياتي من اجل مقاومة التمييز والبطالة في صفوف الشباب. وعين في مناصب وتقلد مسؤوليات صلب العديد من الجمعيات من بينها نادي القرن 21 وهو متزوج واب لطفلين. وزير التربية تونس (وات) ولد السيد الطيب البكوش وزير التربية في الحكومة المؤقتة سنة 1944 بمدينة جمال وهو أستاذ جامعي متحصل على شهادة الدكتوراه في اختصاص اللسانيات. وتحمل السيد الطيب البكوش عدة مسؤوليات قيادية في ميادين متنوعة منها الكتابة العامة لجامعة التعليم العالي في الفترة الممتدة من 1974 الى 1977. انضم الى عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل من سنة 1977 الى سنة 1978 قبل أن يتسلم الامانة العامة للاتحاد من سنة 1981 الى غاية 1984. وله عديد المؤلفات في اللسانيات من أبرزها كتاب التصريف العربي من خلال علم الاصوات الحديث. وقبل تعيينه وزيرا للتربية كان السيد الطيب البكوش رئيسا للمعهد العربي لحقوق الانسان الذي تأسس سنة 1989. وزير الشؤون الاجتماعية تونس (وات) السيد محمد الناصر الذي عين وزيرا للشؤون الاجتماعية هو من مواليد 21 مارس 1934 بالجم من ولاية المهدية. وتخرج سنة 1956 من معهد الدراسات العليا في القانون بتونس ثم تحصل على شهادة الدكتوراه في القانون الاجتماعي من جامعة باريس (بانتيون السوربون) سنة 1976. وشغل السيد محمد الناصر منصب وزير العمل والشؤون الاجتماعية في مناسبتين (1974/1977 و1979/1985). وعين منذ سنة 2005 منسق الميثاق العالمي للامم المتحدة بتونس ومدقق اجتماعي وهو مستشار دولي منذ 2000. وخلال الفترة الممتدة بين 1991 و1996 شغل السيد محمد الناصر منصب رئيس البعثة الدائمة لتونس لدى الامم المتحدة والهيئات الدولية المختصة بجنيف. كما عين مندوبا عاما لديوان العملة التونسيين بالخارج 1973/1974. ويعتبر السيد محمد الناصر الرئيس المؤسس للجمعية التونسية للقانون الاجتماعي سنة 1985 والمدير المؤسس للمجلة التونسية للقانون الاجتماعي وهو نائب رئيس المؤسسة الدولية لقانون الشغل والضمان الاجتماعي والرئيس المؤسس لمعهد التدقيق الاجتماعي بتونس والرئيس المؤسس للمهرجان الدولي للموسيقى السمفونية بالجم. كما شغل منصب رئيس معهد الاستشارات الاجتماعية وعضو المعهد الدولي للتدقيق الاجتماعي بباريس ومستشار بمركز الدراسات الاستشرافية والاستراتيجية بباريس. وانتمى السيد محمد الناصر الى العديد من الهيئات الاقليمية والدولية المختصة في حقوق الانسان. وزير الفلاحة والبيئة تونس (وات) ولد السيد محمد المختار الجلالي الذي عين وزيرا للفلاحة والبيئة في حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة يوم 6 مارس 1947 بالطويلة من ولاية سيدي بوزيد. وقد زاول تعليمه العالي بكلية الحقوق والعلوم السياسية والاقتصادية بتونس والمدرسة القومية للادارة وهو متحصل على الاجازة في القانون اختصاص قانون عام. وبدا السيد محمد المختار الجلالي حياته المهنية كموظف بالشركة التونسية للكهرباء والغاز ثم موظفا بشركة اعلامية ثم مديرا فنيا تجاريا بها فمدير بالوكالة العقارية للسكنى فمحام. وتميز نشاطه الاجتماعي والسياسي بالاسهام في تاسيس رابطة الوسط للتنمية الشاملة التي تضم ولايات سيدي بوزيد والقيروان والقصرين حيث شغل نائبا لرئيسها ثم رئيسا لها: وقد انخرط في الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ثم استقال منذ 5 سنوات. كما كان عضوا بمجلس النواب خلال الفترة 1999/2004 ولم يقدم ترشحه ثانية. وهو ناشط في مجال حقوق الانسان. وهو متزوج واب لثلاثة ابناء. وزير التخطيط والتعاون الدولي تونس (وات) ولد السيد محمد النوري الجويني الذي عين وزيرا للتخطيط والتعاون الدولي في الحكومة المؤقتة يوم 13 اكتوبر 1961 بتونس. وهو متحصل على شهادة معهد الدراسات العليا التجارية وعلى شهادة الدراسات المعمقة في التصرف من المعهد الاعلى للتصرف وعلى دكتوراه دولة في علوم أخذ القرار من جامعة اوريغون بالولايات المتحدة الامريكية. بدأ السيد محمد النوري الجويني حياته المهنية سنة 1994 كاستاذ محاضر بكلية التصرف بسوسة وعين في سنة 1995 مديرا للمعهد الاعلى للتصرف بسوسة. وفي جانفي 2001 تقلد منصب كاتب دولة لدى وزير التنمية الاقتصادية مكلفا بالتخصيص قبل أن يشغل منصب وزير للتنمية والتعاون الدولي في سبتمبر 2002. وهو متزوج وأب لابنين. وزير الصناعة والتكنولوجيا تونس (وات) ولد السيد عفيف شلبي الذي عين وزيرا للصناعة والتكنولوجيا في الحكومة المؤقتة يوم 14 مارس 1953 بتونس. وهو حاصل على ديبلوم في الهندسة من المدرسة المركزية للفنون والمعامل بباريس اختصاص اقتصاد سنة 1978. بدأ السيد عفيف شلبي حياته المهنية بوكالة النهوض بالصناعة رئيسا لمصلحة الدراسات ثم نائب مدير فمديرا للدراسات. كما شغل خطة مدير عام مساعد بوكالة النهوض بالصناعة 1981/1986 ثم رئيس مركز الدراسات الهندسية بالمدرسة الوطنية للهندسة بتونس 1986/1987. وتولى ايضا منصب مدير التحكم في التكنولوجيات والتحولات الصناعية بوزارة الاقتصاد الوطني 1987/1990 ليشغل بعدها منصب مدير تقييم المشاريع بالبنك التونسي القطري للاستثمار ثم مديرا عاما للمركز الفني للنسيج 1998/1992. وشغل السيد عفيف شلبي خطة مسؤول وطني في مؤسسة أوروبا تونس 2000/2001 وكذلك مديرا عاما لوكالة النهوض بالصناعة 1998/2001. وتولى منذ شهر ديسمبر 2001 خطة مدير عام البنك الدولي التجاري المغاربي. وفي سنة 2004 عين السيد عفيف شلبي وزيرا للصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة. وفي جانفي 2010 عين وزيرا للصناعة والتكنولوجيا. والسيد عفيف شلبي عضو بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي وعضو بالهيئة الوطنية لتقييم البحث. نظرا لضيق المساحة وتعميما للفائدة نعد قراءنا الكرام بنشر البقية في عدد الغد (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 29 جانفي 2011)
فرنسا ترحب بالتشكيلة الحكومية الجديدة
حرر من قبل التحرير في الجمعة, 28. جانفي 2011 في أول رد فعل على التشكيلة الحكومية الجديدة التي أعلنها الوزير الأول التونسي يوم الخميس الماضي أعربت الحكومة الفرنسية يوم الجمعة 28 جانفي عن تمنياتها بنجاح الحكومة الجديدة في الإعداد لانتخابات في أفضل الأوضاع و بعثت برسالة تأييد الحكومة الفرنسية لتونس. من جهة أخرى رحبت وزارة الخارجية الفرنسية بقرار لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بإرسال بعثة إلى تونس بالتشاور مع السلطات الانتقالية في البلاد. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 28 جانفي 2011)
مصير ميلوزفيتش في انتظار الرئيس المخلوع
مثل الفصل 41 من الدستور جدلا كبيرا في صفوف رجال السياسة والقانون وحتى العامة خاصة بعد توجيه اتهامات بدت بسيطة للرئيس المخلوع وعائلته رغم ما ارتكبه من جرائم وصفت بـ « الفظيعة » منها خاصة نهب ثروات البلاد والفساد والحث على العصيان والتقاتل وارتكاب المجازر ضد أبناء الشعب التونسي.
واجمع عدد من رجال القانون الذين اتصلت بهم « الصباح » على غرار الأساتذة أحمد الصديق وعبد المجيد العبدلي وسمير بالرجب أن الحصانة الممنوحة لرئيس الجمهورية هي حصانة مشروطة تكون فقط في الأفعال التي يقترفها الرئيس بمناسبة مباشرة مهامه.وان سبب توجيه اتهامات بسيطة للرئيس السابق في الوقت الراهن تندرج ضمن جرائم حق عام لا علاقة لها بمهامه الوظيفية وتم توجيه بطاقة الجلب عمدا من أجل هذه الجرائم العادية والبسيطة لمنع التحجج بالحصانة.
واعتبر رجال القانون الذين اتصلت بهم « الصباح » أنه وحسب الفقرة الثانية من الفصل 41 من الدستور فإن « رئيس الجمهورية يتمتع أثناء ممارسة مهامه بحصانة قضائية، كما ينتفع بهذه الحصانة القضائية بعد انتهاء مباشرته لمهامه بالنسبة للأفعال التي قام بها بمناسبة أدائه لمهامه ».
وهي فقرة تمت إضافتها إلى الدستور التونسي بعد استفتاء ماي 2002 تعلق ظاهريا بالرفع من السن القصوى للترشح إلى رئاسة الجمهورية التونسية من 70 إلى 75 سنة.
ويؤكد خبراء القانون على أن الفقرة المتعلقة بالحصانة القضائية تعمدت عدم ضبط حدود هذه الحصانة أو تحديد طبيعة الأفعال التي قد يقوم بها رئيس الدولة ولا يعاقب عليها قضائيا حتى بعد خروجه من الحكم.لكن هذا التوجه مخالف لروح القانون ولا يمكن الاعتداد به بل أن تأويله يتجه نحو الأفعال الإدارية التي يقوم بها وليست الأفعال الجنائية.
وفي هذا الإطار يقول الأستاذ أحمد الصديق المحامي وعضو مجلس الهيئة الوطنية للمحامين بتونس أنه وبالرغم من أن الفقرة 2 من الفصل 41 من الدستور كانت قد فصلت وأضيفت للدستور بسعي من الرئيس السابق فإن مبادئ القانون الدستوري والقانون الجنائي الدولي تقتضي أن يتمتع رؤساء الدول بحصانة قضائية أثناء ممارستهم لمهامهم وهو ماتنص عليه كل الدساتير تقريبا .أي لا تجوز مساءلة الرئيس قضائيا ما دام رئيسا أما تمتعه بالحصانة بعد انتهاء المهام عن الأفعال التي ارتكبها أثناء ولايته الرئاسية فهي تنحصر فقط في ما هو وظيفي أي القرارات التي يتخذها صلب مهامه ولا تنسحب تلك الحصانة عن الأفعال الخارجة عن نطاق المهام أو تلك التي تصنف من قبيل الجرائم ضد الإنسانية كالقتل والتعذيب والإهانة والإخفاء القسري وغيرها .كما أن أفعال السلب وإفتكاك الأملاك والتهريب والإثراء بابتزاز المواطنين وإرغامهم على التفريط في أملاكهم لا تنسحب عليها الحصانة لكونها أفعال إجرامية ولا علاقة لها بوظيفة رئاسية.
وأجمع عدد من رجال القانون على أنه كان من المفروض أن تكون هذه الحصانة مقيدة بشروط دستورية منها احترام الرئيس للدستور، و شرعية رئاسته، واحترامه لمسؤولياته السياسية وذلك لرفع اللبس الذي يحاول اليوم البعض استغلاله.
كما أن الحصانة الممنوحة لرؤساء الدول أمر متعارف عليه ومعمول به لكن صفة « الحصانة المؤبدة » التي منحها الرئيس المخلوع لنفسه تعتبر حالة فريدة لم تعتمدها أية دولة أخرى وهو ما يعني عدم مشروعيتها. محكمة الجزاء الدولية اللبس والاختلافات حول سبل مقاضاة الرئيس التونسي المخلوع لدى المحاكم التونسية تواجد أيضا عند الحديث عن إمكانيات مقاضاته دوليا خاصة بعد انطلاق التحركات في هذا الاتجاه من قبل منظمات دولية وفاعلين قانونيين بتهم التحريض والدعوة لقتل الشعب والفساد المالي، من ذلك إعلان منظمتي « الشفافية الدولية » و »شيربا » الحقوقيتين المتواجدتين في فرنسا اعتزامهما رفع دعوى قضائية ضد الرئيس المخلوع بتهمة الفساد المالي واختلاس الأموال العامة والقتل العمد والتحريض على الفتنــة والاقتــتال الشعبي.
وان كانت بعض التحاليل السياسية رأت استحالة محاكمة الرئيس المخلوع دوليا، باعتباره ليس مجرم حرب، كما لم يرتكب جرائم ضد الإنسانية على غرار الإبادة العرقية ولا يمكن مقارنته بزعماء يوغسلافيا السابقة فإن الأستاذ عبد المجيد العبدلي أستاذ القانون وإخصائي العلاقات الدولية يرى أن احتمالات إحالة الرئيس « الفار » بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وارد مع تأكيده على صعوبة محاكمة بن علي دوليا من الناحيـــة القانونيــــة باعتبار ان هذه المحكمة تفترض تدخل مجلس الأمن على غرار ما تم مع الرئيس السوداني عمر البشير.
وهو ما يتطلب تصويت مجلس الأمن على قرار يقر بان بن علي يهدد السلم والأمن..وهذا التوجه يبقى صعبا مبدئيا. واستطرد الدكتور العبدلي أن إحالة بن علي أمام القضاء التونسي ممكنة بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية مشيرا أن الأمم المتحدة تبنت سنة 1968 معاهدة تنص على عدم تقادم جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وعدم سقوطها بمرور الزمن. وقد صادقت تونس على هذه المعاهدة في 10 مارس 1972.
واضاف ان في الجرائم ضد الإنسانية لا وجود لحصانة مهما كان نوعها. وقد اعطت المحكمة اليوغسلافية سنة 2005 تعريفا للجريمة ضد الإنسانيــة وهي قتل ولو شخص واحد بشـــرط توفر القصد الجنائي..
وبالنظر إلى تاريخ بن علي وحاضره القريب وكذلك عائلته نكتشف ارتكابه لجرائم قتل عديدة وبالتالي فان الجريمة متوفرة. وأكد الأستاذ العبدلي أن محاكمة بن علي وجماعته تفترض تدخل الانتربول ومطالبته بتسليم المجرمين الفارين.وأضاف أن توجيه جريمة ضد الإنسانية بحق الرئيس المخلوع ستثير ضده الرأي العام الدولي مثلما حصل بخصوص عمر البشير لان شعوب العالم لا تتسامح مع هذه الجريمة.
وبخصوص الطلب الصادر عن وزارة العدل لجلب بن علي وجماعته بتهم تهريب عملة أكد الأستاذ العبدلي أن هذا الطلب لا مغزى له باعتباره يمّكن الفارين من التفصي من التتبع بمجرد إبرام صلح مع الديوانة وبالتالي تنقرض الدعوة العمومية بمجرد الصلح. سفيان رجب (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 29 جانفي 2011)
فضيحة التلفزة التونسية الوطنية تاتي من مدينة نفطة
في يوم الجمعة الماضي الموافق 28 جانفي 2011 حوالي الساعة الثانية و خمسة عشرة دقائق عرضت التلفزة التونسة الوطنية، التي حلت محل قناة تونس 7، روبرتاج حول زيارة فريق تابع لها الى مدينة نفطة بمنطقة الجريد. حيث هدفت الزيارة الى كشف الاوضاع المزرية التي تعيشها هذه البلدة المهمّشة و المقصيّة القابعة في الصحراء. ما صدمني في الربورتاج هو أنه خلال تجول عدسة كاميرا الفريق التلفزي لاستقصاء اراء الناس حول مشاكلهم و أشكال بؤسهم، تم عرض شهادة شخصيْن فقط هما عضوان ناشطان، شيطانان، و اشيان معروفان لدى جميع سكان نفطة، في حزب الخراب التجمع الدستوري الديمقراطي. فما الذي يمكن أن نستنتجه كمواطنين تونسيين في الداخل و الخارج ازاء هذا الاداء الهزلي و المهزلي الذي يسخر منا و يستغبينا؟ معنى ذلك أن الماسكين بالتلفزة التونسية الوطنية و القيّمون عليها هم أنفسهم أعوان التجمع و النظام الفاسد البائد. معنى ذلك أيضا أن من قام بالتنسيق ومرافقة الصحفيين في مدينة نفطة التي نالها ما نالها من التهميش، و قتل الطاقات، و الاضرار بالناس، و سرقة أموالهم، وتحويل بلدتنا التاريخية الجميلة نفطة الى مجرد متحف محنّط يأتي اليها الفرنجة ليبرحوا فيها يوما او بعض يوم، يشاهدون فيه بؤسنا و شقاءنا ثم ينصرفوا، هم أنفسهم الماسكين بالامور على المستوى المحلي و الجهوي. معنى ذلك اننا نعيش مهزلة و ان كل ما يقال عن الثورة و مكاسبها و القطع مع الماضي الذي أذلنا و احتقرنا لا يزال يتواصل. ألم يجد فريق الكاميرا من الناس في مدينة نفطة العظيمة بتاريخها، التي لا تزال رغم الداء و الاعداء، تزخر بالطاقات و المثقفين و الشعراء، غير هؤلاء الواشين الساقطين الذي لا دين، و لا علم و لا حلم لهم؟ نرجو من التلفزة التونسية ان كانت وطنية فعلا و صادقة أن تعقب على ما ورد في هذا التعليق و أن توضح لنا الامر و الا اعتبرنا ما ذهبنا اليه صحيح لا يقبل الدحض. أخيرا، نرجو من التلفزة الوطنية أن لا تقوم باقصاء اي طرف سياسي أو مجتمعي في تونس و أخص بالذكر المنتسبين الى حزب العمال الشيوعي التونسي و حركة النهضة. فلا مجال لاقصاء هؤلاء اتفقنا معهم أو اختلفنا. أنا شخصيا أعتبر أن كل اقصاء، خصوصا للاطراف الحاضرة و المتأصلة في فكر و وجدان الشعب، هي خيانة للبلاد و العباد، و تسميم للحياة السياسية بما من شأنه أن يعيق تقدمنا نحو الديمقراطية و التنمية و حقوق الانسان. أحمد الصغير، جنيف.
نفطة…فاتحة الجرأة
الثورة ليست حدثا فجائيا إطلاقا بل هي نتيجة حتميّة لمسار كامل من التراكمات و التناقضات المتفاعلة في واقع المجتمعات بصورة ظاهرة أو خفيّة ثمّ تتفجّر في لحظة تاريخية محدّدة هي اللحظة التي تصل فيها شروط الثورة إلى نضجها و اكتمالها و يكون مفجّرها حدث قادح لا يتوفر بالضرورة على أيّة مواصفات خاصّة. و في الحالة التونسية عاشت البلاد منذ استيلاء بن علي على السلطة سنة 1987 عدّة محطّات احتجاجيّة شكّلت تحديا للنظام الذي كان من البداية نظاما أمنيا بوليسيا مهووسا بالانضباط و عدم الخروج عن النصّ فهل يعلم الرأي العام الوطني أنّ أوّل انتفاضة احتجاجيّة ذات طابع جماهيري واجهها نظام بن علي هي تلك التي حصلت بمدينة نفطة في جانفي 1990 عقب الفيضانات التي اجتاحت مناطق من الوسط و الجنوب و خلفت دمارا كبيرا في المباني السكنية و عاش على إثرها أهالي نفطة حالة من اللّجوء في المدارس و المساجد و المستودعات و علّق التعليم لمدّة نصف شهر تقريبا وسط إهمال و تجاهل من الحكومة كرّسته تصريحات الوزيرمنصر الرويسي الذي أرسله بن علي إلى جهة الجريد عندما ذكر أنّ الأضرار بنفطة بسيطة و الأمور على ما يرام مما أثار غضب المواطنين فخرجوا في مسيرة شعبية توجّهوا فيها إلى مقرّ المعتمديّة و سرعان ما صبّ ذلك الغضب على محتوياتها و أحرقت سيّارتها و عنف المعتمد نفسه و في المساء تفجّرت مصادمات بين المتظاهرين و قوات البوليس الذين أطلقوا القنابل المسيلة للدموع لتفريق الناس و السيطرة على الوضع و لم يتسنّ لهم ذلك إلاّ بعد أربعة أيام حيث وقعت اعتقالات واسعة شملت 45 شخصا و كنت شخصيا واحدا منهم حيث أحلنا على المحكمة العسكريّة بصفاقس ووجّهت لنا عديد التهم كان نصيبي منها : المشاركة في مظاهرة غير معلنة و التحريض الإيجابي على التجمهر و صدرت في حقّنا أحكام قضائية امتدت من عدم سماع الدعوى إلى 6 سنوات سجنا نلت منها سنة سجنا و 60 دينارا خطيّة و عزلت من الوظيفة مع عدد من الموظفين . و من الملفت أنّ نفس تلك الأحداث عاشتها مدينة سيدي بوزيد أيضا حيث اندلعت مظاهرات حاصرت مقرّ الولاية احتجاجا على الإهمال الذي لقيه المواطنون في محنة الفيضانات ووقعت اعتقالات على إثر الأحداث كما هو الشأن في نفطة و أذكر أن الشاعر الكبير الصغيّرأولاد أحمد كتب مقالا مؤثرا حول هذه الأحداث في مجلة المغرب العربي. و لعلّ من آثار انتفاضة الفيضانات في نفطة و سيدي بوزيد سنة 1990 ما يلي: 1) بداية تشكل مجتمع مدني متضامن يتبنى المطالب المشروعة التي تثيرها الاحتجاجات الاجتماعية فقد انحرطت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان في تبني مطالب المحتجين و تطوع عن طريقها عدد من المحامين للدفاع عن السجناء كما تبنى الاتحاد العام التونسي للشغل موقفا مساندا للاحتجاجات و كذلك فعلت بعض الأحزاب السياسية . 2) تفكير النظام بجدية في سبل احتواء المطالب الاجتماعية بتحريك آلته الإعلامية حيث يذكر من عاشوا تلك الأحداث « التيليطون » الذي نشطه المرحوم نجيب الخطاب في التلفزة على امتداد يوم كامل من أجل جمع التبرعات للمتضررين من الفيضانات و استعملت لأوّل مرّة عبارة » المدّ التضامني » التي طوّرها النظام في شكل صندوق التضامن الوطني 26/26 الذي كان في حقيقته جهازا وقائيا من التحركات الاحتجاجية في المناطق المحرومة و ليس إبداعا من عبقرية بن علي كما روّج له. 3)غضب النظام و بن علي بصفة شخصيّة على مدينة نفطة و خاصّة بعد مقاطعة الأهالي لزيارته للمدينة في نفس السنة (1990) احتجاجا على استمرار اعتقال السجناء من أبنائهم و منذ لك الحين و نفطة تعيش التهميش و الإقصاء بل ودمّرت فيها السياحة و الفلاحة و حرمت من المساعدات و الاستثمارات المشغلة و اختير لها أسوأ المسؤولين الحزبيين و الإداريين . خالد العقبي ناشط نقابي و حقوقي من نفطة
يسألونك عن الغيرة من أين مأتاها
ما أعظمك يا شعب تونس وما أحكمك ,نسأل الله أن يرزقك الصبر الجميل ومواصلة النضال, فالخطب جلل بتكالب الملل والتي بيديها الحلّ, فهي لا تكلّ ولا تملّ,,لكنّني اذكر كلمة لأبي تفليقة, الجار الذي كان أوّل المهنئين والمباركين للمبزّع ,ولا يزال الشعب يرابط للخلاص من ذيول النظام البائد, طبعا يريد الجماعة من هذا الصنف,الذين يقبلون الإملاءات سيما بعد كلمة العقيد وتوجيهه المرفوض,قال بوتفليقة يوما للهادي البكوش, في جلسة مع الجالية الجزائرية في تونس ,كان يومها يلقي كلمة ,جاء فيها (ما أحكمك يا شعب تونس) ,كلمة لا تزال عالقة في الذهن, والجزائر يومها لا تزال تعاني من الترويع والترهيب الإجرامي, الذي نشره أذناب فرنسا ,وصقور جبهة التحرير,وقد الصقوا الإرهاب يومئذ بجبهة الانقاض الإسلامية ظلما وعدوانا,حيث قال رئيس فرنسا الاشتراكي ,واحد وزرائه من اليمين , لن نقبل بدولة إسلامية على حدودنا,وكذلك قول مهري واحد نواب مجلس الشعب ,سوف ينتقل الرعب إلى الجانب الآخر, فكانت المفاجئة كبيرة ,مذبحة بن طلحة ,و رؤوس تطير بالفؤوس, كما تطايرت بانفجار في الحافلة ليلة صيام شهر رمضان المبارك,والله شيء مرعب وصاعق ,قفزت من فوق الأريكة ,وبكيت على إخوتي ,وأنا التونسي الذي يبكيني حال الأمة جمعاء ,فكيف بأقرب إخوتي الذين يربطني بهم تاريخ و مصير واحد, والعائلات منقسمة منذ دخول الإمبراطور ناﭘوليون الثالث,وقد هنّأه المشير احمد باي على ذلك قبل أن يتظلّم يومها من خسارة الجباية التي كان ينعم بها,وهكذا كانت الإيالة يومها على حرف بين بين,لاهي تحت الباب العالي ,ولا هي محترمة من طرف الجار الجديد ,(فرنسا) انقسمت قبيلة نهد وقبائل أخرى مثلها, شمال البلاد وجنوبها وغربها, ثمّ شرقها بعد حوزتها في مؤتمر برلين أيام بزمارك, ووضع الحدود بعد الاحتلال الايطالي لطرابلس الغرب بموافقة الخليفة الضعيف بالآستانة,وذلك قبل تقسيم سايكس- ﭘيكو للمشرق العربي,هكذا لو لم أختصر القول , لصار المقال كتابا لما جرى عبر التاريخ ,ولكن سأختصر بالقول ,أنّ كلمة أو اسم (غيرة ) في تونس ,هي اسم المادة اللاصقة ,التي نستعملها لإلصاق الأشياء بعضها ببعض,هكذا يفعل الغرب الأمﭘر يالي المتغطرس ,برجال الحكم لدينا منذ قصة شريف مكة مع لورنس العرب,ذاك الجاسوس البريطاني الذي قاد مع فيصل الجيش العربي ,وكان ذلك طمعا في خلافة عربية,نحن لا زلنا إذا لا نقرأ التاريخ,إن كان بوتفليقة استحسن حكاما ضعفاء جيرانا له, فأمريكا وفرنسا لم يغب عنهما ذلك,حيث فهمت أمريكا اللعبة قبل فرنسا,فطار ساركوزي الى واشنطن للاستدراك , وزار أبا متعب ملك السعودية والرئيس أوباما طبعا, ليشمل العمل بلاد الأرز وأرض الزيتونة, وهكذا يضرب عصفورين بحجر واحد,فاتفق الثلاثة على كيفية العمل , قبول الجزار الهارب لجدة ,والحفاظ على الغنوشي المطيع ,الذي اعترف بعجزه أمام سيّده وحاكمة قرطاج,وهكذا يستلم الأوامر بندا ببند, منذ مجيء (فيلتمان) مساعد وزيرة الخارجية كلنتون,وأبدل ساركوزي سفيره بآخر مقربا منه ,وهكذا بدأت اللعبة والمراوغة ,والإلتفاف على ثورة الأحرار بتونس, تغيّر الرئيس مرّتين بعد الطاغية والحكومة أيضا مرّتين, فهاجم وزير الداخلية الجديد المعتصمين قبل أدائه اليمين الدستورية ,هجمة النظام المتوحش البائد , وفرّق الشباب بالغاز المسيل للدموع والهراوات ,وهناك أنباء عن استشهاد ثلاثة معتصمين امام قصر الحكومة بالقصبة ورفضوا تركيبتها الجديدة,التي لصق بكرسيّها زعيمان معارضين , هما محمد نجيب الشابي واحمد إبراهيم الشيوعي,فالقصة إذا قصة موالاة لفرنسا ,وذلك واضح وضوح الشمس لمن يتابعون الأمور, ويرون خيوط اللعبة, وقد صارا يتحدثان بلسان الحزب الطاغية المتلون كالحرباء,وهكذا فهمنا الغيرة من أين مأتاها.
كتبه /أبوجعفرالعويني في 29/01/2011
الصحافة التونسية: أين تتجه الثورة؟
حسن الصغير-تونس واصلت الصحف التونسية الصادرة اليوم السبت تناول مرحلة ما بعد الثورة وتطرقت إلى جملة من المواضيع أبرزها مصير ثورة 14 يناير/كانون الثاني واحتمالات تعرضها لانتكاسة, والسبل القانونية الممكنة لجلب الرئيس المخلوع ومحاكمته في تونس. ففي حوار أجرته صحيفة الشروق اليومية مع السياسي أحمد المستيري مؤسس حركة الديمقراطيين الاشتراكيين قال إنه يشعر بمخاطر نكسة تهدد ثورة الشعب التونسي عبر مخلفات النظام السابق أو من الخارج على حد السواء. وأضاف المستيري أن السبيل الوحيد لتفادي المخاطر المحدقة بالثورة هو الوحدة والتماسك بين مختلف مكونات المجتمع التونسي, وانتهاج المرونة في التعامل مع بقايا النظام السابق الذين وصفهم « بأنهم ألغام تحت الأرض قابلة للانفجار في كل وقت ». وقال المستيري إن الرئيس المؤقت فؤاد المبزع ورئيس الحكومة الانتقالية محمد الغنوشي « ليسا وحدهما من يأخذ القرار الحاسم », في إشارة إلى ما قال إنها عناصر من بقايا النظام السابق ما زالت مقحمة وسط جهاز الحكم. الرئيس المخلوع أما صحيفة الصباح اليومية فقالت إن محامين من منطقة الوردانين التابعة لولاية المنستير رفعوا قضية لدى وكيل الجمهورية بسوسة ضد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وزوجته وكل من سيكشف عنه التحقيق, اتهموه فيها بالقتل العمد ومحاولة القتل والتآمر على أمن الدولة. وكانت منطقة الوردانين قد شهدت يوم فرار الرئيس المخلوع مقتل أربعة أشخاص وجرح عدد آخر خلال محاولة اعتراض سيارات شرطة قيل إنها كانت بصدد تهريب قيس بن علي ابن شقيق الرئيس, وقد قام خلالها أعوان الشرطة المرافقون لقيس بإطلاق النار على المواطنين الذين حاولوا التصدي لهم عندما تعرفوا على شخصية قيس بن علي. من جهتها تناولت صحيفة « لوطون » الناطقة بالفرنسية مسألة مذكرة الجلب الصادرة بحق الرئيس المخلوع والاتهامات التي وجهها له القضاء التونسي, وتساءلت عن إمكانية تسليمه حتى تتم محاكمته في تونس. وقالت الصحيفة في مقال تحت عنوان « هل نستطيع محاكمة بن علي؟ » إن المملكة العربية السعودية لا تربطها اتفاقية تبادل تسليم مع تونس, لكنه يمكن الاعتماد على الاتفاقية العربية للتعاون القضائي التي صادقت عليها تونس وهو ما قد يسهل عملية التسليم إذا ثبت أن السعودية صادقت على هذه الاتفاقية ». وأضاف المقال « رغم أن تونس لم تصادق على قانون المحكمة الجنائية الدولية المخولة بتتبع الأفراد المتورطين في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية, فإنه يمكن اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي في رفع هذه القضية لمحاكمة بن علي أمام هذه المحكمة باعتبار ثبوت جريمة إعطاء الرئيس المخلوع أوامر باستخدام الرصاص الحي ضد المدنيين العزل ». الشريكتان وفي نفس الإطار قالت صحيفة الصريح اليومية إن سهى عرفات أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات تدراست مع محام تونسي إمكانية رفع قضية ضد الرئيس التونسي المخلوع وزوجته بتهمة ابتزازها والاستيلاء على أموالها عندما كانت مقيمة بتونس. وكانت سهى عرفات قد أسست مع ليلى الطرابلسي مدرسة قرطاج الدولية الخاصة قبل أن ينشأ خلاف بين الشريكتين تم على إثره تجريد سهى من الجنسية التونسية التي منحها إياها بن علي, والاستيلاء على حصتها في المدرسة المذكورة. وتحت عنوان « من يحكم تونس اليوم؟ » كتبت صحيفة الأنوار الأسبوعية « إن من يحكم تونس اليوم هو النظام السابق بامتياز ليس من خلال الماسكين بالوظائف والمواقع الحساسة والمحورية فقط, وإنما من خلال أساليب الحكم والإدارة وخلال المنظومة القانونية ». وأضافت الصحيفة أن حاكم تونس اليوم هو النظام السابق ولكن بأشكال أخرى بكل ما يعنيه النظام السابق من منظومة داخلية وأطراف خارجية كانت تساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في صياغة القرار التونسي. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 29 جانفي 2011)
غضب متزايد بمصر رغم خطاب مبارك
تصاعدت حدة الاحتجاجات, في خامس أيام الغضب بمصر, وتحدى عشرات الآلاف قرار حظر التجول الذي تم تمديده ليبدأ من الرابعة عصرا حتى الثامنة صباحا. وقال مراسل الجزيرة نت في القاهرة إن متظاهرين يحاصرون مقر اجتماع الحكومة الجديدة في القرية الذكية بطريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي, في حين تحركت دبابات لحماية الوزراء. كما ذكر مراسل الجزيرة أن أكثر من خمسين ألف متظاهر يحتشدون بميدان التحرير بقلب القاهرة, رافعين علم مصر, ومطالبين بتنحي الرئيس حسني مبارك. خيبة أمل وجاء تصاعد المظاهرات رغم خطاب مبارك إلى الشعب في ساعة متأخرة من يوم أمس وإقالته الحكومة, وهو ما اعتبره متظاهرون مخيبا للآمال, كما قال مراسل الجزيرة. وذكر شهود لرويترز أن الشرطة المصرية تطلق عيارات قرب محتجين تجمعوا في الشوارع الجانبية المؤدية إلى ميدان التحرير بوسط العاصمة اليوم السبت غير أنه لم يتضح ما إن كانت ذخيرة حية. وانتشرت قوات الجيش في الشوارع وعند المواقع الحساسة ومن بينها محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون الذي حاول المتظاهرون اقتحامه أمس. جاء ذلك بينما لا تزال الحرائق مشتعلة في مقر الحزب الحاكم وبعض المؤسسات الأخرى والدخان يتصاعد منها, في ظل غياب قوات الشرطة. وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن هناك حالة من الانفلات الأمني تسود ميدان التحرير وأن هناك مناوشات بين لصوص حضروا لنهب المحال التجارية مسلحين بالأسلحة البيضاء والعصي، ومتظاهرين شكلوا دروعا بشرية لحماية الممتلكات العامة. وكشفت صور من القاهرة في صبيحة الاحتجاجات حجم الدمار وسيارات الشرطة المحترقة، وما تعرضت له العديد من المنشآت العامة والخاصة وكان أكثرها تضررا المقر الرئيسي للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم حيث أُحرق المبنى ونهبت محتوياته. مئات القتلى وقال مراسل الجزيرة إن أعمال التخريب التي وقعت قام بمعظمها كثير من المشبوهين والمساجين الذين فروا من أقسام الشرطة. وتحدث شهود عيان لرويترز عن نهب أحد متاجر كارفور في القاهرة. وقال مراسل الجزيرة نت في القاهرة إن قوات الجيش ألقت القبض على مجموعة من ضباط الأمن حاولوا نهب بعض محتويات المتحف الوطني بمساعدة بعض المتظاهرين. وفي حلوان قال مراسل الجزيرة نت إن مبنى أمن الدولة ونقطة مرور حلوان والإدارة المحلية أحرقت بالكامل. في هذه الأثناء, تحدثت تقديرات متفاوتة عن سقوط مئات القتلى ونحو ألفي مصاب في الاحتجاجات التي عمت المحافظات المصرية على مدى الأيام القليلة الماضية. كما تواصلت الهجمات على أقسام الشرطة، حيث أحرق محتجون قسم مدينة السلام وأخرجوا زملاءهم الذين اعتقلتهم قوات الأمن أمس. ونقل عن شهود عيان أن 18 شخصا قتلوا في اشتباكات مع الشرطة بميدان المطرية. وتحدثت مصادر للجزيرة عن سقوط عشرات الجرحى بمنطقة التوفيقية بالقاهرة وسط مناشدات لإسعافهم. وقد شهدت عدة سجون مصادمات متصاعدة, حيث ذكر مراسل الجزيرة نت أن قوات الأمن اقتحمت سجن القطا بدلتا مصر وتحدث عن عشرات القتلى. كما تحدث عن تمرد بسجن أبو زعبل الذي يضم سجناء سياسيين, وأشار إلى إطلاق نار على المعتقلين. الإسكندرية وفي الإسكندرية ورد إلى الجزيرة نت أن مظاهرات حاشدة للتنديد بخطاب مبارك والمطالبة بتنحيه تجوب شارع المحافظة الذي شهد إحراق مبنى المحافظة أمس فضلا عن إحراق أقسام الشرطة في مناطق المنشية ومحرم بيك وباب شرق وسيدي جابر والمنتزه والعطارين. وتحدثت مراسلة الجزيرة عن أكثر من عشرين جثة لأشخاص سقطوا باحتجاجات أمس، في حين أشار مراسل الجزيرة نت في الإسكندرية إلى أن عدد القتلى وصل إلى 23. وذكر مراسل الجزيرة نت أن مواطنين حاصروا مقر أمن الدولة في منطقة الفراعنة بالإسكندرية وعناصر الأمن المتواجدة داخله تطلق الرصاص الحي. كما اقتحم متظاهرون مصانع حديد عز والدخيلة التابعة لرجل الأعمال أحمد عز وهو شخصية نافذة في النظام والحزب الحاكم, حيث جرى الاستيلاء على كامل محتويات المصنع. وكانت المظاهرات عمت أمس كل أنحاء المدينة من منطقة العامرية في أقصى غربي المدينة إلى منطقة أبو قير في أقصى شرقيها، حيث اختفت قوات الأمن من الشوارع, وسيطر المتظاهرون على أغلب المواقع. السويس غاضبة وفي السويس أفادت مراسلة الجزيرة دينا سمك بأن مئات الأشخاص تجمعوا مجددا أمام قسم شرطة الأربعين مرددين هتافات ضد مبارك بينما يسيطر الجيش على معظم شوارع المنطقة ويحاول أن يحمي المؤسسات الحكومية. وأشارت إلى احتراق قسم الأربعين فضلا عن معرض للسيارات قيل إن صاحبه أطلق النار فأردى ستة أشخاص، وهو ما أكده شاهد عيان في اتصال مع الجزيرة. وأفادت نقلا عن مصادر طبية في مشفى السويس العام بمقتل 17 شخصا وإصابة أكثر من 180 بينهم 25 حالة حرجة، وذكرت أن الأهالي يتجمعون أمام مشرحة السويس العامة للتعرف على جثث أبنائهم والمطالبة بالتحقيق لمعرفة من أطلق النار عليهم. وقال صحفيون للجزيرة إن الشرطة أطلقت الرصاص الحي على المواطنين في السويس بأوامر من القيادات. وفي السويس أيضا أعلن عمال مصنع السويس للصلب إضرابا مفتوحا حتى إسقاط النظام المصري لكنهم لم يتحدثوا حتى الآن عن الخروج للشارع لحماية آلات المصنع. أما في المنصورة ذكر المدون حسام يحيى للجزيرة أن الهدوء الحذر ما زال مستمرا في المدينة لكن يتوقع أن تخرج مظاهرات تمت الدعوة إليها أمس. وقال إن الأمن الذي انسحب من القاهرة بعد دخول الجيش في الغالب نزل إلى المدن القريبة مثل المنصورة والمحلة الكبرى والإسماعلية والسويس. وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية بوقوع صدامات عنيفة بين متظاهرين وقوات الأمن في مدينة الإسماعيلية شمالي شرقي مصر. كما وردت أنباء عن مقتل خمسة أشخاص في دمنهور. يشار إلى أنه, رغم فرض حظر التجول في القاهرة الكبرى والإسكندرية والسويس منذ الليلة الماضية وحتى صباح اليوم لم يلاحظ أي التزام بهذا الحظر. وجددت القوات المسلحة في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه دعوتها إلى ضبط النفس والتزام حظر التجول، فيما ناشدت قوات الجيش المتظاهرين بالابتعاد عن منطقة مبنى الإذاعة والتلفزيون وسط القاهرة.
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 29 جانفي 2011)
طلب من الشعب المصري الاستمرار في الانتفاضة القرضاوي يدعو مبارك للرحيل
دعا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي الرئيس المصري حسني مبارك إلى الرحيل على رجليه مختارا قبل أن يرحل اضطرارا، وليكن له في الرئيس التونسي زين العابدين بن علي عبرة. واصفا النظام المصري بأنه لا يعي ولا يعقل فهو أعمى لا يبصر وأصم لا يسمع وغبي لا يفهم. وخاطب القرضاوي مبارك عبر الجزيرة قائلا « ارحل يا مبارك إن كان في قلبك مثقال ذرة من رحمة أو في رأسك ذرة من تفكير »، طالبا منه أن يرحم نفسه وأهله، فالحكم إن كان غنما فتكفيه ثلاثون سنة وإن كان غرما فتكفيه الثلاثون كذلك. ونصح القرضاوي مبارك بالتخلي عن الرئاسة والرحيل عن مصر فالبلد خسر المليارات « ولا تخربها وتقعد على تلتها، ارحل يا مبارك » وأضاف أن العشرات من الشبان قتلوا في يوم واحد وهم يطالبون بحقهم « ولكنك وجنودك قابلتهم بالرصاص الحي ». وأردف القرضاوي « لم يعد لك مكان يا مبارك، أريد لك أن تخرج على رجليك » لتحاكم وتحاسب بعد ذلك أمام محكمة مدنية وليس أمام محاكم عسكرية « تنشئها لمحاكمة خصومك فتحكم عليهم بأحكام ظالمة » في ظل قانون الطوارئ، وإن « للظالم نهاية ولن يستطيع أحد أن يحارب التاريخ ». واعتبر القرضاوي أن مبارك لم يفهم رسالة الشعب وخرج بخطاب يشي بأنه لا يحس بما يجري فهو « في عالم غير عالمنا ولا يحس بالجوعى أو الجرحى »، وتساءل عن فائدة حل الحكومة، في حين أنه لم يقل ما كان ينبغي أن يقال من حل لمجلسي الشورى والشعب وإلغاء لقانون الطوارئ. الشعب والجيش وفي كلمته حيا القرضاوي الشعب على انتفاضته المباركة ضد الأوضاع الفاسدة التي صبر عليها كثيرا، مثل ما صبر وهو يرى الكثيرين ينهبون خيرات البلد ويتمتعون بخيراته فيما هم لا يجدون قوت يومهم. ووصف انتفاضة الشعب بأنها سلمية لا عصي ولا أسلحة، تطالب بالحياة الكريمة واللقمة الحلال، لكنه فوجئ بالرصاص الحي من قبل قوات الأمن مما تسبب بمقتل العشرات. وأكد أن المتظاهرين الحقيقيين لم يشاركوا بالسلب والنهب ونصحهم « إياكم أن تمتد أيديكم إلى أي مال من مؤسسات عامة أو خاصة فذلك حرام ». وأعرب عن افتخاره وتقديره للجيش المصري ودعاه إلى حماية مصر في الأيام القادمة دون أن يتدخل في الحكم، مطالبا بأن يسلم الجيش الحكم إلى مدنيين ويتم انتخاب الرئيس وفق الأصول الشورية والديمقراطية. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 29 جانفي 2011)
علماء يطالبون بتنحي مبارك
وجه علماء مسلمون نداء إلى الرئيس المصري حسني مبارك يطالبونه بالتنحي وترك الشعب المصري يقرر بحرية من يحكمه. في الوقت نفسه حذر علماء مصريون في بيان المتظاهرين من أعمال السلب والنهب، قائلين إن ذلك من الفساد في الأرض. ودعا رئيس رابطة علماء السنة أحمد الريسوني في بيان الرئيس مبارك إلى التنحي لأن الشعب « لم يعد يحتاج إلى اجتماعات ولا مداولات »، وقال مخاطبا مبارك إن « الشعب ألغى مطالبه كلها » ولم يعد يطلب إلا « أن تستريح منه ويستريح منك ». وأضاف الريسوني أنه لا أحد يصدق أن مبارك رئيس منتخب من الشعب لا في المرة الأولى ولا في المرة الأخيرة، « وأنت تعلم -أكثر من غيرك- كيف جاء وصولك إلى الرئاسة وكيف تستمر فيها ». من جانبه أيد الداعية الأردني والأستاذ السابق في جامعة آل البيت الدكتور أحمد حسين القضاة « الثورة الشعبية الغاضبة » في مصر، ودعا الجيش المصري إلى الوقوف مع الشعب لإخراج حسني مبارك وإسقاط نظامه وأزلامه. وأيد القضاة ما صرح به رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي من أن على الرئيس المصري أن يرحل فورا، قائلا إن مبارك طغى وتجبر وعاث فسادا في أرض مصر كما فعل الطغاة السابقون. ورأى القضاة أنه « ينبغي للحكام المستبدين أن يأخذوا العبرة مما حل ويحل بالطغاة سواء في تونس أو مصر أو غيرهما ». كما دعا علماء مصريون المتظاهرين إلى البعد عن عمليات السلب والنهب لأنها « حرام شرعا ونوع من الفساد وتخريب المجتمع، وقد أمر الله باتباع سبيل المصلحين وترك سبيل المفسدين ». واعتبر البيان أن الاعتداء على تلك المنشآت إنما هو « اعتداء على الملكية العامة، وإذا كان الإسلام قد حرم الاعتداء على ممتلكات الفرد وجعله من المحرمات، فإن الاعتداء على ممتلكات الشعب أشد إثما عند الله تعالى ». يشار إلى أن مئات الآلاف من المصريين ما زالوا يتظاهرون حتى الآن منذ الثلاثاء الماضي، مطالبين برحيل النظام المصري وعلى رأسه مبارك. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 29 جانفي 2011)
عمر سليمان نائبا للرئيس المصري
أعلن التلفزيون الرسمي المصري أن الرئيس حسني مبارك عين مدير المخابرات العامة اللواء عمر سليمان نائبا له، وأن الأخير أدى اليمين الدستورية لتولي المنصب الجديد. تجدر الإشارة إلى أن مبارك لم يعين نائبا له منذ توليه السلطة قبل نحو ثلاثين عاما، خلافاً لمن كان قبله. وظل اللواء سليمان نشطا لفترة طويلة في أوساط المخابرات المصرية المختلفة، غير أنه برز عام 2000 بظهوره العلني عبر سلسلة الجولات الخارجية بين غزة ورام الله والقدس وتل أبيب ممثلا للوساطة المصرية في القضية الفلسطينية. وتوسط سليمان عام 2006 لحل قضية اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عبر الاتصالات المتعددة مع كل من إسرائيل والحكومة الفلسطينية وقيادة حماس، كما يعتبر المسؤول عن ملف إدارة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من الجانب المصري. ويأتي تعيين سليمان وسط احتجاجات متصاعدة في مصر منذ 25 يناير/كانون الثاني الجاري بلغت أوجها أمس في ما سميت « جمعة الغضب »، وأعلن بعدها مبارك عن إقالة الحكومة ووعد بإصلاحات، وفي ظل أخبار عن مغادرة عائلة مبارك للأراضي المصرية. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 29 جانفي 2011)
تضامن عربي رسمي مع مبارك
أبدت بعض الزعامات العربية تضامنها مع الرئيس المصري حسني مبارك الذي يواجه احتجاجات شعبية صاخبة أسفرت عن سقوط العديد من القتلى والجرحى. فمن الرياض إلى طرابلس إلى رام الله، تلقى مبارك مكالمات هاتفية من الرؤساء والملوك. في حين خرجت الشعوب في بعض الدول العربية في مظاهرات تضامنية مع الشعب المصري. وجاء أول موقف من ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز الذي أجرى اتصالا هاتفيا اليوم السبت مع الرئيس المصري أعرب فيه عن مساندته له وانتقد الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ الثلاثاء الماضي. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن الملك عبد الله قوله « إن مصر العروبة والإسلام لا يتحمل الإنسان العربي والمسلم أن يعبث بأمنها واستقرارها بعض المندسين باسم حرية التعبير بين جماهير مصر الشقيقة واستغلالهم لنفث أحقادهم تخريباً وترويعاً وحرقاً ونهباً ومحاولة إشعال الفتنة الخبيثة ». وأضافت الوكالة نقلا عن الملك السعودي الذي يقضي فترة نقاهة في المغرب « المملكة العربية السعودية شعبا وحكومة إذ تشجب ذلك وتدينه بقوة فإنها في نفس الوقت تقف بكل إمكاناتها مع حكومة مصر وشعبها الشقيق ». وذكرت أن مبارك طمأن الملك السعودي بأن « الأوضاع مستقرة في مصر ». كما تلقى مبارك اليوم أيضا مكالمة هاتفية من العقيد الليبي معمر القذافي، أعرب له فيها عن ثقته فى « استقرار المجتمع المصرى وحفاظه على ما حققه من مكتسبات ». وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن القذافي أعرب خلال الاتصال « عن تمنياته باستكمال مصر مسيرتها نحو المزيد من الخير والتقدم لأبناء شعبها ومواصلة دورها الرئيسي في الدفاع عن قضايا أمتها ». ويذكر أن موقف القذافي الداعم للرئيس التونسي المطاح به زين العابدين بن علي قد أغضب التونسيين. ومن جهة أخرى تلقى مبارك اتصالا اليوم أيضا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أكد خلاله « تضامن الشعب الفلسطينى مع مصر قيادة وشعبا فى الظرف الراهن بما يطرحه من تحديات ». كما أكد عباس ثقته فى اجتياز مصر لهذه الظروف الدقيقة واستعادتها للهدوء والاستقرار. تضامن شعبي وفي بعض الدول العربية خرجت الشعوب سواء من الجالية المصرية أو من أبناء البلد في مظاهرات تضامنية مع الشعب المصري، مثلما حدث في اليمن إذ تظاهر العشرات من الناشطين والصحفيين والطلاب في العاصمة صنعاء وحاولوا الوصول إلى مبنى السفارة المصرية, لكن الانتشار الكثيف لقوات الأمن حال دون ذلك. وردد المتظاهرون شعارات مؤيدة لمطالب المتظاهرين المصريين ومطالبة بتغيير النظام في اليمن. وقد التحق بالمظاهرة في نهايتها أشخاص كانوا يرددون هتافات التأييد للرئيس اليمني علي عبد الله صالح وانهالوا ضربا على المتظاهرين الذين كانوا يهتفون برحيل الرئيس صالح. وفي الدوحة تظاهر عشرات المصريين قرب السفارة المصرية حيث رفعوا شعارات مؤيدة للمتظاهرين في المدن والمحافظات المصرية وأطلقوا هتافات تنادي بالتغيير والديمقراطية وإسقاط النظام. ودعوا الرئيس المصري للتنحي عن منصبه، كما أدى المتظاهرون صلاة الغائب على أرواح القتلى الذين سقطوا في المظاهرات. وفي العاصمة الأردنية عمان تجمع العشرات قرب السفارة المصرية للتعبير عن تضامنهم مع الشعب المصري ضد ما سموه الدكتاتور مبارك. ومن ناحية أخرى عززت قوات الأمن البحرينية من وجودها أمام السفارة المصرية جنوبي العاصمة المنامة تحسبا لأي تجمع من قبل الجالية المصرية في البحرين أو من ناشطين بحرينيين للتضامن مع الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها مصر. كما تظاهر موريتانيون وساروا نحو السفارة المصرية في نواكشوط تضامنا مع المصريين. واعتصم مئات التونسيين بعد ظهر اليوم السبت أمام مقر السفارة المصرية بوسط تونس العاصمة تضامنا مع الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها مصر. وتجمع مثقفون وشخصيات سياسية مستقلة وعدد من الطلبة من أطياف مختلفة، بالإضافة إلى عدد من المصريين المقيمين بتونس أمام مبنى السفارة المصرية، ورددوا النشيدين الوطنيين التونسي والمصري، كما رددوا هتافات منها « ارحل ارحل يا مبارك »، و »يا مبارك بن علي في انتظارك ». ولم تتدخل قوات الأمن التونسي المنتشرة بكثافة في محيط السفارة المصرية لتفريق المعتصمين، علما أن السفارة المصرية لا تعمل في العادة يوم السبت. صحفيون وفي الجزائر أعلن الصحفيون الجزائريون تضامنهم مع زملائهم المصريين في مواجهتهم لحملة اعتقالات واعتداءات شملتهم في الأيام القليلة الماضية. ووقع عشرات الصحفيين الجزائريين على عريضة دعم لزملائهم في مصر بسبب ما تعرضوا له من ضغوط خلال ممارسة مهامهم الصحفية في نقل حقيقة القمع ضد الانتفاضة الشعبية أمس. وطالب الصحفيون الجزائريون السلطات المصرية بوقف ما سموها الأنشطة الإجرامية الممارسة ضد الإعلاميين المتواجدين في الميدان. وجاء في العريضة « ‘نحن الصحفيين الجزائريين، نحيي نضال زملائنا المصريين ونعرب عن تضامننا معهم لوقوفهم إلى جانب الشعب المصري ». وأضافت « ‘باسم المبادئ العالمية لحق الوصول إلى المعلومات، وحرية الصحافة والتعبير، نحث النظام المصري على الوقف الفوري للأعمال الإجرامية والانتهاكات ضد وسائل الإعلام، وكذا القمع المسلط على المواطنين الذين لهم الحق في التظاهر والتعبير الديمقراطي ». ورفضت العريضة « ‘مختلف أشكال الترهيب والقمع الذي تمارسه قوات الأمن التابعة لنظام مبارك، ضد الزملاء الصحافيين في مصر لتغطية الأحداث الجارية، حيث تم اعتقال اثنين منهم، في حين تمت محاصرة مقر نقابة الصحافيين المصريين من قبل الشرطة، إضافة إلى العراقيل التي تمارس ضد الصحافيين الأجانب لمنعهم من التنقل داخل المدن المصرية ». وكانت اعتداءات طالت أمس خلال جمعة الغضب الصحفي بقناة الجزيرة القطرية أحمد منصور، وفريق العربية وأربعة صحفيين فرنسيين بينما تم جرح صحفي من هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 29 جانفي 2011)
صحيفة ألمانية: أيام مبارك معدودة
الجزيرة نت-برلين
اعتبرت المحللة السياسية الألمانية بياتا سيل أن صفحة الرئيس المصري حسني مبارك كحاكم لبلاده اقتربت من الطي، وأن الوقت الباقي له في القصر الجمهوري بالقاهرة قد أصبح معدودا، سواء كان ساعات أو أياما أو أسابيع. وقالت سيل في مقال افتتاحي بصحيفة دير تاجستسايتونغ (تاتس) « بعد الثورة الناجحة في تونس، ودع الشعب المصري أخيرا مرحلة اكتئابه السياسي، ونزل بمئات الآلاف إلي الشوارع، ليتظاهر ضد الفقر والفساد، وقبل كل شيء ضد حسني مبارك الذي يعتبره المسؤول الأول عن كل ما حل به وببلده من تأخر وكوارث ». وأضافت أن هذه المظاهرات الحاشدة « تعتبر الأضخم منذ انتفاضة الخبز الشهيرة عام 1977، ولن تعود مصر بعد 25 يناير/كانون الثاني إلى ما كانت عليه قبل هذا اليوم الذي جدد فيه المصريون بشكل جماعي غير مسبوق هتافهم الشهير في وجه مبارك وطبقته السياسية: كفاية ». مصيره بالشارع وأشارت المحللة الألمانية إلى أن مصير الرئيس الكهل الذي يحكم أكبر البلاد العربية تعدادا للسكان سيتحدد في الشوارع المصرية الملتهبة وفي غرف البيت الأبيض الأميركي في واشنطن ». وذكرت أن « إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تتدبر الآن أمرها فيما يتعلق بكيفية إغلاق ملف حسني مبارك. وردات الفعل الرسمية التي تصدر في واشنطن تجاه ما يجري في مصر، ليس لها أي قيمة مقابل ما يجري خلف الأبواب المغلقة في الدوائر المعنية بواشنطن ». ولفتت إلى أن مبارك هو من فتح الباب أمام الأميركيين ليرسلوا ممثليهم ليشاركوا بانتظام في اجتماعات مجلس الوزراء المصري. واعتبرت سيل أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مارست تسطيحا للأمور واستخفافا بالعقول، عندما صرحت بأن حكومة مبارك ستبذل أفضل ما في وسعها للاستجابة لمطالب المتظاهرين المصريين المطالبين بإسقاط نظام الحكم في القاهرة. فرصة ضائعة وأشارت إلى أن الاستجابة لمطالب الشعب المصري الغاضب ليس لها أي معنى سوى وضع نهاية لحكم مبارك، وأوضحت أن الرئيس المصري كانت لديه قبل ثلاثة أشهر كل الإمكانيات لتحقيق انفتاح سياسي، لو كان قبل بإجراء انتخابات حرة تسفر عن تشكيل برلمان يضم التيارات المعبرة عن القوى السياسية الحية في المجتمع المصري من المعارضة العلمانية وحتى من الإخوان المسلمين. وذكرت أن مبارك اختار تزييف الانتخابات البرلمانية بالكامل لأنه يعرف أن جعلها حرة يعني أن فرصته أو فرصة ابنه في الفوز بالانتخابات الرئاسية معدومة. وقالت سيل « إن مرحلة الجمود السياسي التي فُرضت على مصر منذ نصف قرن وأفضت إلى حالة من الموات المجتمعي قد ولت إلى غير رجعة، ولم يبق أمام حسني مبارك سوى الرحيل.
المصدر:الصحافة الألمانية (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 29 جانفي 2011)
مصادر تؤكد مغادرة عدد من رجال الاعمال المصريين البلاد
2011-01-29
القاهرة ـ اكدت مصادر في صالة 4 بمطار القاهرة الدولي السبت إن كل أجهزة الامن بالمطار كثفت من تواجدها في صالة رقم 4 تحسبا لوصول رجل الاعمال المصري أمين التنظيم السابق في الحزب الحاكم احمد عز حيث طلب اعداد الطائرة للتوجه الى الغردقة، بينما غادر عدد من الطائرات الخاصة عليها عائلات عدد من رجال الاعمال المصريين والعرب من أبرزهم عائلة رجال الاعمال حسين سالم المقرب من الرئيس مبارك حيث توجهت الى دبي وعائلة رجل الاعمال نجيب ساويرس حيث توجهت الى ايطاليا. فيما نفت المصادر ما تردد عن سفر أحمد عز وأن طائرته أقلعت بدونه الى قبرص بدلا من التوجه الى الغردقة. وكان التلفزيون المصري قد أعلن في وقت سابق من اليوم أن الحزب الوطني الديمقراطي المصري الحاكم قبل استقالة احمد عز أمين تنظيم الحزب الوطني من الامانة العامة للحزب الوطني. ومن جانب آخر، وردت أنباء غير مؤكدة عن هروب وزير الداخلية حبيب العادلي من البلاد عن طريق مطار القاهرة. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 29 جانفي 2011)
عدي جوني أربكت الأحداث التي شهدتها مصر أمس الجمعة العديد من الجهات الدولية لا لحجم وشدة المصادمات في الشوارع فقط، وإنما للتداعيات المحتملة لسقوط نظام يعتبر في المفهوم الغربي تحديدا صمام أمان إقليميا على الصعيد الإستراتيجي. من هذا المنطلق، تتركز الأنظار على المشهد المصري لقراءة تحولاته والاحتمالات التي ستفرزها مرحلة ما بعد « جمعة الغضب » على الصعيد الجيوسياسي في المنطقة برمتها، وهو الأمر الذي تقف عنده العواصم الفاعلة دوليا محرجة بين شعارات الديمقراطية والإصلاح وبين ضرورة الحفاظ على الأمر الواقع. المؤسسة العسكرية وفي قراءته للواقع الراهن في مصر، رأى معهد ستراتفور غلوبال أنتلجنس في الولايات المتحدة في مذكرة تحليلية أعدت اليوم السبت أن ما جرى في مصر قد لا يؤدي إلى تغيير النظام بل إلى تغيير داخل النظام. وتشير الورقة إلى أن ما يجري الآن في مصر انقلاب يقوده جنرالات الجيش حرصا منهم على بقاء النظام وليس الرئيس، حيث ألمحت الورقة استنادا إلى معلومات خاصة إلى أن الرئيس حسني مبارك أبلغ المؤسسة العسكرية -التي جاء منها- بأنه لا ينوي الترشح مجددا، ويفضل أن يغادر السلطة معززا لا مطرودا كما حدث مع الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي. وتقول الورقة إن جنرالات الجيش المصري يوقنون بأن استقالة مبارك بفعل الضغوط الشعبية قد تؤدي إلى إسقاط النظام كله، الأمر الذي يستدعي الإسراع في الحفاظ على بنية النظام ودعم استمراره حتى مع غياب الرئيس عن سدة الحكم. بيد أن ورقة معهد ستراتفور تعود للسؤال عما إذا كان الجيش قادرا على ضبط الأوضاع لفترة محددة يمكن خلالها إحداث التغيير الذي يلقى قبول الشارع دون أن يعني سقوط النظام، وإلا فإن مصير نظام الشاه محمد رضا بهلوي قد يكرر نفسه ولكن هذه المرة باللهجة المصرية. المعادلة الإقليمية ويتفق مدير المعهد ومؤسسه الخبير الأمني الإستراتيجي جورج فريدمان مع هذه النظرية بالقول إن مبارك راحل لا محالة فضلا، عن أن الانتفاضة الشعبية ضد حكمه وضراوتها قطعت الطريق أيضا على أي محاولة لتوريث السلطة إلى نجله جمال. ويعتقد بأن الوضع المصري بات مرتبطا بقدرة الجيش على ضبط الأوضاع، لا سيما أن أجهزة الأمن التقليدية خسرت معركتها وانسحبت من الشوارع، مرجحا أن تكتمل الصورة خلال الأيام المقبلة في إطار سيناريو تفرضه المعادلة الإقليمية أكثر مما تحدده المعادلة الداخلية على أساس إنقاذ النظام والتخلي عن الرئيس. ويشدد فريدمان على أن النظام المصري ومنذ عهد الرئيس الراحل أنور السادات بعد توقيع اتفاقية كامب ديفد التي حيدت مصر عن الصراع العربي الإسرائيلي كليا، بات مرتبطا بشكل وثيق بطبيعة وضرورات العلاقات الأميركية المصرية الإسرائيلية بغض النظر عن أي شعارات أخرى. الحبل المشدود وتختصر مجلة « سياسات خارجية » الأميركية توصيف الوضع المصري في مقالة بعنوان « احتجاجات القاهرة الدامية » قائلة إن « المشكلة في الإصلاحات الديمقراطية أنها قد تستدعي إلى السلطة قوى سياسية لا ترى على الأقل بوجود تقاطع حقيقي بين مصالحها ومصالح الولايات المتحدة الإستراتيجية في المنطقة ». وتتساءل المجلة عن التداعيات الخطيرة التي قد تنجم عن انهيار نظام مبارك ووصول نظام آخر يلغي مثلا اتفاقية كامب ديفد ويعيد القوات المصرية إلى سيناء جنوب إسرائيل. ولفتت إلى الفوارق البنيوية الكبيرة بين ثورة الياسمين التونسية وجمعة الغضب المصرية، منوهة بوجود تيار إسلامي فاعل في الشارع المصري معروف لدى القيادة الأميركية بمواقفه المعادية لها ولإسرائيل. ومن هذا المنطلق يرى مراقبون أن الحرج الذي أصاب الخطاب السياسي الأميركي منذ اللحظات الأولى لاندلاع المصادمات في المدن المصرية يعود -بحسب مدير مركز سابان للشرق الأوسط كينيث بولاك- أولا وأخيرا إلى حرص واشنطن على السير على حبل رفيع مشدود بين شعارات الديمقراطية ومتطلبات المصالح الإستراتيجية في الشرق الأوسط. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 29 جانفي 2011)
ارحل سريعا يا مبارك
عبد الباري عطوان 2011-01-28
لا نفهم لماذا يصر الزعماء العرب على ان يقضوا ما تبقى لهم من عمر في المنافي، وهم يحملون لقب ‘رئيس مخلوع’ بدلا من ‘رئيس سابق’ يعيش بين اهل وطنه معززا مكرما، مثلما يحدث في مختلف انحاء العالم المتحضر. الرئيس المصري حسني مبارك يرى بلاده تحترق، مثلما يرى الشرر يتطاير من اعين الشباب الغاضب الثائر مع ذلك يصر على البقاء في منتجع شرم الشيخ يصدر المراسيم بالريموت كونترول بفرض حظر التجول، وانزال الجيش الى الشوارع على امل البقاء على كرسي الحكم لبضعة اشهر اضافية، وهو الرجل المريض الهرم. والاغرب من كل ذلك انه، اي الرئيس مبارك، وربما معظم نظرائه العرب ايضا، لا يجيدون قراءة ما حدث في تونس واستخلاص العبر والدروس المستفادة، وابرز دليل على هذه الامية السياسية اغلاق شبكات ‘الفيس بوك’ وحجب مواقع ‘الانترنت’، بل وقطع الاتصالات الهاتفية الارضية والمحمولة. نزول الجيش المصري الى الشوارع قد يكون المؤشر الابرز على نهاية عهد الرئيس مبارك، لان انتصار الجيوش لانظمة حكم دكتاتورية قمعية في مواجهة ثورات شعبية اصبح من تراث الماضي السحيق، فالغالبية الساحقة من الثورات الشعبية التي اجتاحت دولا في اقصى الشرق (الفلبين) مرورا بالوسط (ايران الشاه) وانتهاء بالدول الاشتراكية شهدت انحيازا صريحا للجيش الى جانب الشعب الثائر. ‘ ‘ ‘ الرئيس مبارك اذل الجيش المصري مثلما اذل الشعب في الوقت نفسه، عندما حوله، اي الجيش، الى شركات مقاولات لحفر الترع وتصنيع الادوات المنزلية (الحلل والمطابخ والسكاكين والشوك)، وادارة مزارع الدجاج، هذا الجيش العظيم الذي انتصر لقضايا الامة المصيرية، وخاض معارك التحرير في سيناء بشرف وشجاعة، حوله النظام الحاكم او جزء منه الى جيش من الخبازين، وهو امر غير مقبول علاوة على كونه مهينا. الانتفاضات التي تعم الشوارع العربية هذه الايام انتفاضات شباب، ليس لها علاقة بأحزاب المعارضة التي تعتبر من بقايا ‘الحرب الباردة’ وتنتمي الى الماضي، وممارساته وادبياته المنقرضة، ولهذا جاء دور معظم الاحزاب التونسية والمصرية، الشرعي منها او المحظور، هامشيا، مع بعض الاستثناءات. النظام المصري ارتكب اخطاء فادحة، والحمد لله انه فعل ذلك، ابرزها احتقاره لابناء شعبه، وايمانه بان هؤلاء فاقدو القدرة على التحرك والاحتجاج مهما جلدهم بسياط القمع، وثانيها الاستخفاف بالاحزاب السياسية، والاصرار على اسقاطها في الانتخابات الاخيرة بأبشع انواع التزوير واكثرها سذاجة. فماذا يضير النظام لو حصل حزب الاخوان على مئة مقعد في مجلس الشعب، والوفد على نصف هذا الرقم. وماذا سيخسر النظام لو حصل حزب الدكتور ايمن نور على عشرة مقاعد، واحتفظ مصطفى بكري بمقعده في الصعيد؟ انه الغباء السياسي مرة اخرى، الذي اعمى بصر الحاكم وبصيرته، وكذلك بطانته الفاسدة الجشعة. السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية بعثت برسالة واضحة وصريحة الى الرئيس مبارك، ومن خلاله الى جميع الحكام الآخرين الذين ينتظرون دورهم في ‘الخلع’، ويجرون اتصالات مع الحكومة السعودية للانضمام الى نادي الطغاة المخلوعين، وذلك عندما قالت في مؤتمرها الصحافي امس ‘ينبغي على الحكومة المصرية ان تفهم ان العنف لن ينهي هذه الاحتجاجات’ وجددت مطالبها بضرورة اجراء اصلاحات سياسية جذرية. ونأمل ان يكون الرئيس مبارك قد فهم هذه الرسالة، مثلما فهم رسالة اخرى بعث بها مسؤول امريكي آخر قال فيها ‘ان بلاده قد تعيد النظر في سياستها بشأن المساعدات العسكرية الكبيرة وغيرها التي تقدمها الى مصر في ضوء الرد الحكومي على التظاهرات الشعبية الحاشدة’. فأمريكا التي دفعت ثمنا غاليا ومكلفا لسياستها في تغيير الانظمة بالقوة في العراق وافغانستان، لم تعد قادرة على حماية الديكتاتوريات الموالية لها من السقوط من خلال ثورة شعبية داخلية وصلت الى درجة عالية من القهر تحت حكم الطوارئ الفاسد. ‘ ‘ ‘ مصر تقف حاليا على اعتاب مرحلة قد تتكلل باستعادة هويتها وريادتها، ودورها القيادي الذي تستحقه على الصعيدين العربي والعالمي، وهو الدور الذي قتله النظام الحالي لصالح قوى اقليمية اخرى معادية للعرب والمسلمين، مقابل التستر على الفساد وتسهيل عملية التوريث. نشعر بالقلق ونحن نقرأ انباء عن قطع الجنرال سامي عنان رئيس هيئة اركان الجيش المصري زيارة رسمية الى واشنطن والعودة الى مصر، لاننا نتمنى ان ينحاز الجيش المصري الى ثورة ابناء جلدته، ويعمل حارسا لعملية التغيير المأمولة، حتى تعطي ثمارها الاصلاحية، وتنقذ البلاد من حال الانهيار الذي تعيشه حاليا. علمتنا تجارب الشعوب الاخرى بانه عندما تهرب رؤوس الاموال الاجنبية، وتنهار البورصات، واسعار العملات المحلية يهرب الرئيس الى ملاذ آمن ايضا. والبورصات المصرية خسرت حوالي سبعين مليار جنيه في ايام معدودة، بسبب عمليات البيع المرتبكة التي اقدمت عليها المؤسسات المالية الغربية تقليصا للخسائر، وايمانا بأن الثورة الشعبية قد تنتصر وتطيح بنظام الحكم. لا نعرف ما اذا كان الرئيس مبارك قد غادر منتجعه المفضل في شرم الشيخ ام لا، ثم الى اين، الى لندن حيث استثمارات اولاده وارصدتهم، ام الى المملكة العربية السعودية على الجانب الآخر من البحر الاحمر؟ لا نستطيع ان نعطي اجابة جازمة في هذا الصدد، ولكن ما نجزم به ان طائرته لن تتسع لكل البطانة الفاسدة، كما ان كتيبة كتاب نظامه لن يجدوا مقعدا فيها، تماما مثلما فعل كتبة النظام التونسي. الشعب المصري فاجأنا بثورته مثلما فعل نظيره التونسي، والسؤال الذي نأمل ان نسمع اجابة قريبة له هو ان يفاجئنا الجيش المصري بالطريقة نفسها ويعطي انذارا للرئيس مبارك بالمغادرة، والتمهيد لمرحلة جديدة مشرقة في التاريخ المصري الحديث. نسأل عن السيد أحمد ابو الغيط الخبير في دبلوماسية تكسير العظام، مثلما نسأل عن السيد احمد نظيف رئيس الوزراء وصاحب السياسات الاقتصادية التي زادت من تجويع الشعب المصري، مثلما نتساءل عن فنان النظام عادل امام وما اذا كان سيغادر مع الرئيس، وولي عهده، ليؤنس وحدتهما في حال ما قررا اللحاق بالرئيس التونسي الى جدة حيث لا مسارح ولا ملاهي ولا اي وسيلة من وسائل الترفيه التي تعود عليها؟ (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 28 جانفي 2011)
أمة تحترق.. لتبقى
محمد بن المختار الشنقيطي كتب أريك هوفر مرة يقول « يحسب الناس أن الثورة تأتي بالتغيير، لكن العكس هو الصحيح ». وقد صدق ذلك الفيلسوف الأميركي، فالتغيير هو الذي يأتي بالثورة: تغيير النفوس، والثقافة السياسية، والمعايير الأخلاقية.. ومما يبشر بخير تراكمُ تغييرٍ عميقٍ في نفوس شعوبنا وثقافتها خلال العقدين المنصرمين، وهو ما وضع الدول العربية على درب ديناميكية ثورية، لن تتوقف حتى تصل مداها وتؤتي أكلها. فمنذ أن أحرق محمد البوعزيزي نفسه أمام مبنى الولاية في مدينة سيدي بوزيد التونسية يوم الجمعة 17 دسمبر/كانون الأول الماضي وأنباء الاحتراق تدوّي في الإعلام العربي. فقد تكررت الظاهرة في بلدان عربية عدة خلال بضعة أسابيع. لكن الاحتراق في أمتنا المكلومة في كرامتها لم يبدأ الشهر الماضي، بل بدأ مع حركات التحرر منتصف القرن العشرين، مرورا بالعمليات الاستشهادية في فلسطين وغيرها.. وما نراه اليوم هو تحول عملية الاحتراق الذاتي هذه من مقاومة للظلم الخارجي، إلى ثورة على الظلم الداخلي، ومن سيف موجه للغير إلى سهم موجه للذات، ومن فعل تدميري إلى رمز تعبيري.. وهو ما يدل على بركان كامن في نفوس لم تعد تثق في حكامها مثقال ذرة، أو تعوّل على نخبها المعارضة كثيرا. فما نشهده اليوم أقرب ما يكون إلى ما سماه لينين « حالة ثورية »، لا ينقصها سوى حسن التسديد وصلابة الإرادة. وأهم ملامح هذه الديناميكية الثورية الجديدة دخول عامة الشعب معركة التغيير بكثافة وجرأة غير معهودة في العقود الماضية، وهو أمر لم يكن الحكام يحسبون له حسابا من قبل، والطابع الديمقراطي الذي لا لبس فيه على خلاف الانقلابات العسكرية التي تسمت ثورات في العقود الخالية، ثم عدم الرضا بما دعاه الفيلسوف جون لوك « سلام المقابر »، فلم تعد الشعوب العربية راضية بالدون، أو مستسلمة للذل والقهر. لقد كانت تونس فاتحة الخير، وها نحن اليوم نشهد بشائر الثورة الشعبية تحمل نسائم الفجر الجديد إلى مصر واليمن ومواطن عربية أخرى. فكيف نحوّل هذا الاحتراق الاحتجاجي إلى تغيير منهجي مضمون الثمرات؟ لقد لخص المفكر السوري عبد الرحمن الكواكبي عوامل نجاح الثورات -أو « قواعد رفع الاستبداد » كما سماها- في ثلاثة: أولها- عموم الإحساس بالقهر والغبن لدى عامة الشعب، « فالأمة التي لا يشعر كلها أو أغلبها بآلام الاستبداد لا تستحق الحرية » حسب تعبيره، وهذا قريب مما دعاه لينين « الحالة الثورية ». ثانيها- الالتزام بمنهج النضال المدني في مقارعة المستبدين، « فالاستبداد لا يقاوم بالشدة، وإنما يُقاوَم باللين والتدرج ». وكم يتمنى المستبدون تحول الثورات إلى عنف أهوج، من أجل نزع الشرعية عن غاياتها الشرعية. ثالثها- إعداد البديل السياسي، والتواضع على قواعد لتداول السلطة قبل البدء بالثورة، إذ « يجب قبل مقاومة الاستبداد تهيئة ماذا يُستبدَل به الاستبداد » (طبائع الاستبداد، ص 179). وقد اشتملت ثورة تونس على دروس عظيمة يحسن بنا أن نتأملها، ونحن نضع أقدامنا اليوم على درب الثورة في أكثر من بلد عربي. من هذه الدروس: أولا- أن الحرية ليست صدقة من دول الغرب التي طالما رعت الاستبداد في بلداننا، وهي تعظنا -نفاقا- بقيم الديمقراطية، كما أن التحرير عبر التدمير -على طريقة الأميركيين في العراق- ليس خيارا لأمتنا، بل هو امتهان للذات، واستسلام لمنقذ أجنبي غير نزيه. ثانيا- أن حسن التسديد شرط من شروط نجاح الثورة. ويقتضي حسن التسديد اجتناب العنف الأعمى، فقد ضاعت فرصة الثورة الشعبية في الجزائر مطلع التسعينيات لأن الجنرالات الفرانكفونيين -ومن خلفهم فرنسا- نجحوا في تحويلها إلى مواجهة دموية هوجاء. ثالثا- أن الوقوف في منتصف الطريق خيار بائس، وهو أقصر طريق لوأد الثورات وتبديد التضحيات. وكما كتب الفقيه السياسي الفرنسي ألكسيس دو توكفيل منذ 150 عاما « إن الثورة مثل الرواية، أصعب ما فيها هو نهايتها ». فلا يجوز أن تقبل شعوبنا بعد اليوم ترقيعا ولا التفافا، أو أن ترضى بما دون تفكيك بنية الاستبداد. رابعا- أن التغيير لن يحصل بدون جهود الجميع وتضحياتهم. لقد كان الصراع -إلى عهد قريب- صراع نخبة ضد نخبة، أو بتعبير أدق كان صراعا بين تنظيم سري اسمه « الحركة الإسلامية »، وتنظيم سري آخر اسمه « الأمن المركزي » أو « المباحث العامة »، ولم يتحول إلى تدافع اجتماعي شامل يجعل التغيير حتميا. لقد احترقت الحركات الإسلامية في وجه الاستبداد خلال العقود الثلاثة الماضية، فكان لها الشرف في اجتراح البطولات ومقارعة الظلم يوم كانت عامة الشعب تنظر من بعيد إلى الصراع الدائر وكأنه لا يعنيها. لكن مشكلة الصراع بين النخب أيا كانت هي أنه صراع على حكم الشعب لا على تحريره، وما نحن بحاجة إليه اليوم هو تحرير الشعوب، وهو أمر لا يتحقق إلا بنزول الشعب بثقله إلى المعركة وفرض منطقه الخاص، فمشاركة الجميع في الثورة ضمان سلميتها وقلة كلفتها ونضج ثمرتها. إن في أعمار الأمم لحظات بطولة ولحظات بناء، فلحظات البطولة لا تهدف إلى البناء، بل إلى الهدم، هدم الكيان الظالم الذي يقف في وجه الحضارة. وقد بايع الأنصار النبي صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة بمكة على « الدم الدم والهدم الهدم ». والحق أن الحضارة يشق طريقها الشهداء الذين يعطون ولا يأخذون، ويضع أسسها العلماء الذي يعطون ويأخذون، ويفرّط فيها الأمراء الذين يأخذون ولا يعطون. وقد لاحظ المفكر مالك بن نبي أن الأبطال لا يقاتلون « من أجل البقاء، بل في سبيل الخلود » (بن نبي، شروط النهضة، ص 21). وقد سار الحاملون لهمِّ النهضة في هذه الأمة أشواطا طويلة على درب البطولة، فاحترقوا شموعا وضاءة في وجه الاستعمار والاستعباد، وهاهم اليوم يشتعلون سُرُجا وهاجة في وجه الاستبداد والفساد. والبطولة ضرورة لتسوية النتوءات القبيحة، وفتح الثغرات في الطريق المسدود. ثم إن البطولة عملة نادرة بين البشر، وقد صدق الرئيس البوسني الأسبق علي عزت بيغوفيتش إذ كتب في كتابه « هروبي إلى الحرية » يقول « لم يُغنِّ الشعب للذكاء، وإنما غنَّى للشجاعة… لأنها الأكثر ندرة ». بيد أن البطولة وحدها لا تكفي، فهي تشق الطريق، لكنها لا تبني على جنبيه صروح العدل والحرية، ولا تحفظ العزة والكرامة على المدى البعيد، حينما يخمد وهَج الفداء وتركن النفوس إلى الحياة. وإنما يتم القطاف لثمار البطولات بوضوح الرؤية وعمق الفكرة. فشعوبنا اليوم بحاجة إلى التفكير في النهايات قبل البدايات، والتخطيط لما بعد الثورة قبل البدء في الثورة، وإلى استيعاب ما تمنحه ثورة الاتصالات من قدرة، وتجارب الثورات العالمية من خبرة. لقد قدمت أمتنا ملايين الشهداء في القرن العشرين للتخلص من الاستعباد الخارجي، من الاستعمار الفرنسي للجزائر إلى الاستعمار السوفياتي لأفغانستان، لكن حصاد تلك التضحيات كان هزيلا جدا: حفنة من الجنرالات الفاسدين يتحكمون في رقاب الناس، أو فوضى عارمة يتقاتل فيها إخوة السلاح السابقون على فتات غنائم الاستقلال. وقد تلاعب العسكريون المُجدِبون من كل قيم الحرية والإنسانية بعواطف الجماهير، وجنوا ثمرات جهدها وجهادها ضد الاستعمار، مستغلين ضعف مستوى التعليم والوعي السياسي حينها. ولو كانت شعوبنا على قدر من الوعي والبصيرة السياسية صبيحة رحيل الاستعمار، لكانت أدركت أن الحرية من الاستبداد صنوٌ للتحرر من الاستعمار، وأن الشرعية السياسية لا تُكتسب تلقائيا، وإنما تُمنح من الشعب تصريحا لا تلميحا، دون لبس ولا مجاز. فقد قاد الجنرال ديغول معركة تحرير فرنسا من الاحتلال النازي، لكن ذلك لم يمنحه شرعية قيادة الدولة الفرنسية صبيحة رحيل الألمان، بل كان عليه أن ينتظر الحصول على تفويض من الشعب بعد عقد من الزمان. وشعوبنا تساس اليوم بعسكريين فاسدين لم يمتلكوا شرعية الشعب ابتداء، ولا حتى شرعية النضال ضد الاستعمار التي امتلكها أسلافهم. لقد احترقت أمتنا على فوهات مدافع الاستعمار العسكري منتصف القرن العشرين، ثم احترقت في وجه الاستعمار السياسي وبربرية الحضارة مطلع القرن الواحد والعشرين، وها هي اليوم تحترق في وجه الاستبداد الذي يعدّ وريث الاستعمار ومُخلِّد ذكراه. وهذا الاحتراق الذي نعيشه اليوم أنبل الحرائق، وأسدُّها مَضرِبا، وأعمقها أثرا. وسيظل وهَج هذا الحريق وضاء حتى تضمن أمتنا لنفسها البقاء والعزة والكرامة.. وليس مطلوبا أن يحرق شبابنا أنفسهم، فذلك ظلم لأنفسهم ولنا، بل أن يحرقوا عروش الظلم والاستبداد والفساد. لقد نادى منادي الثورة، وأشرقت وجوه الشعوب العربية، وما هو إلا صبر ساعة، ودفع ضريبة الحرية. وها نحن نرى الجمْع الهادر وقد احتشد في الحواضر، على نحو ما صوره خيال أبي الأحرار اليمنيين الشهيد محمد محمود الزبيري: الملايين العطاش المشرئـبَّهْ ** بدأت تقتلع الطـاغي وصحبَهْ سامها الحرمانَ دهراً لا يرى الـ**ـغيث إلا غيثه والسُّحبَ سُحبَهْ لم تنل جرعة مـاءٍ دون أن ** تتـقاضاه بحرب أو بغَضْـبَهْ ظمِئتْ في قيـده، وهْي ترى ** أَكله من دمها الغالي وشُـربَهْ (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 29 جانفي 2011)
العقل السياسي العربي محدداته وتجلياته ( محمد عابد الجابري )
لا يختلف اثنان في أن الواقع السياسي العربي الراهن قد تردى إلى دركات خطيرة أصبحت تعيق نهوض الأمة وتقدمها على كل المستويات ، الأمر الذي يجعل مهمة تحرير إرادة مجتمعاتنا العربية والإسلامية من مخالب الاستبداد السياسي الغاشم هي أولوية الأولويات في المشروع الإصلاحي الشامل لمجتمعاتنا المعاصرة .
إن كتاب » العقل السياسي العربي » للدكتور محمد عابد الجابري هو دراسة جادة هادئة وعميقة تحاول فهم رواسب الاستبداد السياسي في عالمنا العربي القديم والمعاصر ومعرفة جملة المحددات التي شكلت عقلنا السياسي والكيفيات التي تحقق » فيها أو من خلالها أو بواسطتها » هذا العقل عبر مسيرته التكوٌنية منذ بداية الدعوة المحمدية إلى يومنا هذا . كما أن هذا الكتاب يُعتبر وصفة من الوصفات الجادة الموجودة على الساحة للقضاء على مرض ونوابت الاستبداد السياسي في عالمنا المعاصر . فما هي إذن هذه المحددات التي شكلت العقل السياسي العربي ؟. وكيف تجلت هذه المحددات في المسيرة التكونية لهذا العقل كما رآها الدكتور محمد عابد الجابري ؟. وما هو الحل الذي يطرحه للتخلص من داء الإستبداد في واقعنا المعاصر ؟ عرض الجابري في المدخل العام للكتاب جملة من المفاهيم التي رآها ضرورية لتأطير رؤيته للعقل السياسي في الثقافة العربية الإسلامية ماضيا وحاضرا كمفهوم « اللاشعور السياسي » و » المخيال الاجتماعي » وهي في نظره مفاهيم إجرائية ضرورية لملامسة الجانب النفسي / الاجتماعي في الظاهرة السياسية . كما شرح الدكتور مفهوم » المجال السياسي » الذي تشكٌل في أوروبا الرأسمالية كمجال خاص ينقسم إلى بنيتين واضحتين ، تحتية تشكل الصناعة عمودها الفقري ، وفوقية قوامها أجهزة الدولة ومؤسساتها ، على عكس » المجال السياسي » للمجتمعات ما قبل الرأسمالية التي ليس فيها تمايز واضح بين البنيتين .. بل الغالب فيها هو تداخل عناصرهما بصورة تجعل المجتمع برمته عبارة عن بنية كلية واحدة » (20) .
هذا الفرق بين المجال السياسي في أوروبا الرأسمالية وبين المجال السياسي في واقعنا العربي الإسلامي هو الذي جعل الجابري يعترض على عملية نقل وإسقاط المفاهيم والنظريات التي استُخلصت من دراسة بنية المجتمع الرأسمالي كما هي لتطبٌق على مجتمعاتنا العربية الإسلامية التي تختلف في تركيبتها ودرجة تطورها عن المجتمع الرأسمالي ، واعتبر أن التحرر » من سلطة مقولات الأيديولوجيات والعلوم الاجتماعية الخاصة بالمجتمعات الغربية الرأسمالية المتطورة ..هي الخطوة الأولى الضرورية التي بدونها لن نتمكن من رؤية واقعنا كما هو ، واقعنا في الماضي وواقعنا في الحاضر » 34 .
يدعو الجابري إذن في مدخل الكتاب إلى ضرورة تجاوز المنطق الدغمائي الذي يقوم في جوهره على تقديم » مفتاح وحيد يفتح جميع الأبواب « 48 ويتعامل مع الماضي إما تعاملا » بوليسيا « يستنطق الماضي بقوة القوالب الجاهزة ليعطي » ما تقرره النظرية سلفا « 48 أو تعاملا » لصوصيا » يقتطف من الماضي « على عجل ما يروي ظمأنا لفترة ثم نعود لنقتطف ثانية وثالثة لنفس الغرض « 48 .
ولتناول التجربة العربية الإسلامية » تناولا علميا يرتقي في عمقه وشموله إلى المستوى الذي يجعله يعبر فعلا عن خصوصية هذه التجربة « 45 وقراءة تاريخها السياسي قراءة هادئة وموضوعية يقترح الجابري لهذه القراءة ثلاثة مفاتيح أساسية هي : ـ القبيلة : بكل ما تعنيه من قرابات » ذات الشحنة العصبية مثل الانتماء إلى مدينة أو جهة أو طائفة أو حزب ، حين يكون هذا الانتماء هو وحده الذي يتعين به » الأنا » و » الآخر » في ميدان الحكم والسياسة « 48 شعاره » أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب « 79 .
ـ الغنيمة : بكل ما تعنيه من أدوار يقوم بها » العامل الاقتصادي في المجتمعات التي يكون فيها الاقتصاد قائما أساسا ـ وليس بصورة مطلقة ـ على الخراج والريع « 49 ويتلخص في معنى » المُلك بالجُند والجند بالمال « 165 .
ـ العقيدة : جُملة الرموز المخيالية التي تُؤسس الاعتقاد والإيمان وتكون قادرة على تأطير وتحريك الأفراد والجماعات سواء كانت » على شكل دين موحى به أو على صورة أيديولوجيا يُشيٌد العقل صرحها « 50 » من الوثنية إلى التوحيد ، من التنزيل إلى التأويل » 228 .
شرح الجابري في القسم الأول من الكتاب الكيفية التي حضرت فيها القبيلة والغنيمة والعقيدة كمحددات أساسية للعقل السياسي العربي ابتداء من مرحلة الدعوة المحمدية في مكة ونشأة الدولة في المدينة مرورا بمرحلة الردة وصولا إلى الفتنة الكبرى مُنبٌها إلى ما شاع بعدها من وضع للأحاديث النبوية التي تتحدث عن هذه المحددات الثلاث وتتعرض لقضايا السياسة يرويها الأمويٌون وخصومهم وهي » أحاديث سياسية لا يمكن أن تكون صحيحة لتناقضها بعضها مع بعض من جهة ولتعارضها مع الخُلقيٌة الإسلامية من جهة أخرى « 136 .
في القسم الثاني من الكتاب بيٌن الجابري كيف أن العقل السياسي العربي بعد الفتنة الكبرى قد تجلى في دولة « المُلك » التي أسسها معاوية باعتبارها حالة انتقال من دولة الشورى التي هي دولة يؤسس فيها الدين السياسة ويحكمها ، تكون فيها هذه الأخيرة ( السياسة ) تطبيقا للدين وخادمة له ، إلى دولة المُلك القائمة على منطق القوة والغلبة « 231 دولة جديدة في الإسلام تقوم على منطق » القبيلة » الخلافة فيها » ليست للعرب كلهم بل لقريش فقط ، وليست لقريش كلهم بل لبني عبد مناف وحدهم ، وليست لبني عبد مناف كلهم بل لبني أمية خاصة »252 . ولتثبيت منطق القبيلة اتٌخذ بنو أمية » الغنيمة » كعنصر تحفيز للموالين وأداة إغراء للمعارضين والثائرين وكل ذلك مسنود بـ « عقيدة » جبرية لا ترحم ، مفادها ما قاله معاوية وهو بصدد أخذ البيعة لابنه يزيد كولي عهد بعده » إن أمر يزيد قضاء وقدر وليس للعباد الخيرة من أمرهم » 260 .
ولمزيد تثبيت أركان هذه الدولة المُتغلٌبة قال المتكلٌمون والفقهاء أن العمل ليس شرطا ضروريا في الإيمان ، وهو قول يُبقي » الخلفاء الأمويين المتهمين بالظلم والفسق في دائرة الإيمان ، وبالتالي عدم جواز الثورة ضدهم » 315 . إنه تأسيس جديد لدولة استبدادية ترتدي جبٌة وضع حد للفتنة من أجل الحفاظ على وجود الأمة ككيان وعلى الإسلام كدين . وهو من منظور الجابري نموذج للدولة بقي سائدا منذ ذلك الحين إلى اليوم ، القبيلة إطاره ، والغنيمة محرٌكه ، والعقيدة غطاؤه الأيديولوجي .
كما اعتبر الجابري أن ظهور نظرية الإمامة في الفكر الشيعي بعد حسم الصراع بين علي ومعاوية لصالح هذا الأخير كانت له دوافع سياسية واضحة بدأت تتشكل ملامحها مع المختار بن أبي عبيد الثقفي الذي حاول إنشاء قوة عسكرية من عامة الناس والأعاجم من أجل الثأر لأهل بيت النبي ( ص ) من بني أمية و تحقيق طموحاته السياسية ، فأطلق على محمد بن على بن أبي طالب ( محمد بن الحنفية )ألقابا كثيرة مثل » المهدي » و »وارث علوم السر من أبيه » و » الوصي » مما فتح بابا واسعا لانتقال الوصية عبر أشخاص لا تربطهم علاقة النسب الطبيعي ، فادعى كل من خدم إماما من الأيمة أنه أوصى إليه وأورثه « العلم السري » الأمر الذي فتح بابا واسعا أمام الميثولوجيا لكي تعيش وتزدهر في أوساط الشيعة 282 .
حافظت المعارضة الشيعية حسب الجابري على أهم العناصر والمفاهيم المكونة لميثولوجيا الإمامة مثل الوصية ، العلم السري ، البداء ، الغيبة ، الرجعة ، المهدية ، التقية ،العصمة ، وهي مفاهيم تُؤسس لمعارضة سياسية تُحرٌك مخيال الجماهير وتُعبئه ، مقصدها رفض « الهزيمة والإنهيار « 288 والتمسك بالأمل .
في أواخر العهد الأموي ومن داخل رحم الفكر الشيعي أصبح العباسيون في حاجة » إلى نظرية جديدة تُؤسس شرعية حكمهم ، حكمهم هم وحدهم ..فقالوا إن الإمامة بعد رسول الله ( ص ) كانت للعباس بن عبد المطلب فهو عمه ووارثه وأولى الناس به ، لأن العم أحق بالوراثة من ابن العم ومن أبناء البنات ( أبناء فاطمة ) 297 .
حافظ العباسيون إذن على صورة الإمام كما رسمتها ميثولوجيا الإمامة ولكنهم نزعوا عنها الطابع الشيعي وأحلٌوا محله الطابع السني » لتصبح منزلة الخليفة .. منزلة تقع خارج منزلة « الخاصة » وتعلو عليها » 335 . فهي بذلك امتداد لثقافة العصور القديمة والوسطى حيث كانت مسألة إنزال الناس منازلهم هي مظهر من مظاهر العدل ، فأصبح المجتمع العباسي مجتمعا هرمي الشكل يتألف من منازل ثلاث :
ـ الخليفة في القمة ، وهي مكانة حددها أبو جعفر المنصور لنفسه في خطبة له يوم عرفات قال فيها : » أيها الناس إنما أنا سلطان الله في أرضه ، أسوسكم بتوفيقه وتسديده ، وأنا خازنه على فيئه أعمل بمشيئته وأقسمه بإرادته وأعطيه بإذنه . قد جعلني الله عليه قفلا إذا شاء أن يفتحني لأعطياتكم وقسم فيئكم وأرزاقكم فتحني ، وإذا شاء أن يقفلني أقفلني » 338 .
في هذا التقسيم الهرمي للمجتمع العباسي أصبح الخليفة في منزلة عليا لا تضاهيها منزلة ، فهو شخص اختاره الله ليتصرف بإرادة حرة هي إرادته . وهو في منزلة تعلو على التشبيه والمحاسبة في إطار أيديولوجيا سلطانية مطلقة » تضع الخليفة في منزلة الشخص المُتألٌه .
ـ الخاصة : وهم جُملة الوزراء والولاٌة وقادة الجند والكُتٌاب والمتكلمين والفقهاء الذين يخدمون الخليفة ويُؤسسون لمنطق الدولة والإبقاء على الأمر الواقع كبديل عن منطق الثورة .
لخٌص ابن المقفع مهمة هذه النخبة في علاقتها يالخلفاء قائلا : » طاعتهم في المكروه عندك ، وموافقتهم فيما خالفك ، وتقدير الأمور على أهوائهم دون هواك ،..والتزيين لرأيهم وعلى قلة الاستقباح لما فعلوا إذا أساؤوا ،..وحسن الستر لمساوئهم « 342 » تشكرهم ولا تُكلٌفهم الشكر ، بصيرا بأهوائهم ، مُؤثرا لمنافعهم ، ذليلا إن ظلموك ، راضيا إن أسخطوك » 345 » نطيع الأئمة في كل أمورنا ولا نُفتٌش عن طاعة الله ولا معصيته ولا يكون أحد منا عليهم حسيبا ، هم ولاٌة الأمر وأهل العلم ونحن الأتباع وعلينا الطاعة والتسليم « 348 فالمهمة الأساسية لهذه الشريحة الاجتماعية الوسطى ( الخاصة ) هي » حمل العامة على طاعة الأمير « 342 .
ـ العامٌة : وهم الجند وبقية الناس .
يرى الجابري أن الأدبيات السلطانية التي سادت في العصر العباسي هي أدبيات وقع نقلها عن » الأدبيات السلطانية الفارسية « 339 ساد في إطارها » إتجاه المماثلة بين الله والخليفة هذه المماثلة التي تتحول في الخطاب الأدبي إلى مطابقة تخلع فيها على الأمير صفات الألوهية مباشرة » 356 . فالعقل السياسي العربي انطلاقا من الدولة الأموية مرورا بالعصر العباسي وصولا إلى واقعنا السياسي الراهن هو عقل بقي حسب الجابري حقل التفكير فيه محاصرا بأيديولوجيات لا عقلية هي : أيديولوجيا الجبر الأموي ، وأيديولوجيا التكفير الخارجي ، وميثولوجيا الإمامة الشيعية » 310 . كما بقيت الممارسة السياسية التي عرفتها الحضارة العربية الإسلامية تُكرر نفسها في إطار مُحددات أساسية » هي : القبيلة ، الغنيمة ، العقيدة » 365 مع اختلافات بسيطة بقيت كالزهرات القليلة في حقول الشوك الشاسعة ، لم تغير من طبيعة المسار العام لهذه الممارسة شيئا ، حيث بقي الصدام العنيف والإقتتال هو الحل الغالب بين الفرقاء السياسيين سببه عدم إقرار طريقة واحدة مُقننة لتعيين الخليفة وعدم تحديد مدة ولايته وعدم تحديد اختصاصاته .
لتحرير عقلنا السياسي من هذه الأُطر اللاعقلانية في الممارسة السياسية طرح الجابري في خاتمة هذا الكتاب حلا يبدأ بـ » تعرية الاستبداد بالكشف عن مرتكزاته الأيديولوجية والاجتماعية واللاهوتية والفلسفية « 365 التي هيمنت على عقلنا السياسي مع إبراز المحطات المشرقة في مساره التاريخي واعتبار مسألة الحكم في الإسلام مسألة اجتهادية مبنية على مبدأ الشورى ، أي أنها مسألة خلافية يجب الفصل فيها بشكل سلمي بعيدا عن العنف وعن المنطق الأيديولوجي والميثولوجي المنغلق .
بمعنى آخر ، يرى الجابري أن عملية تجديد العقل السياسي العربي لا يمكنها أن تتحقق بدون إعادة النظر في أصول الفقه السياسي الإسلامي وإقرار نظام دستوري ديمقراطي ينفي ويتجاوز المحددات التقليدية التي تحكمت في مسار عقلنا السياسي لأن عصرنا الراهن في رأيه لا يحتمل غير « اساليب الديمقراطية الحديثة ، التي هي إرث للإنسانية كلها » 372 ، وأن حلقة تجديد عقلنا السياسي لا تكتمل إلا إذا قام الفكر العربي المعاصر بالمهام التالية :
أ ـ تحويل القبيلة في مجتمعنا إلى لا قبيلة : أي تحويل القبيلة إلى » تنظيم مدني سياسي اجتماعي ( أحزاب ، نقابات ، جمعيات حرة ، مؤسسات دستورية ) 374 لإيجاد مجال جديد تمارس فيه السياسة وفيه تمايز بين الدولة والمجتمع المدني ينبعث من خلال » تطور عام اقتصادي اجتماعي سياسي » 374 .
ب ـ تحويل الغنيمة إلى ضريبة : أي » تحويل الاقتصاد الريعي إلى اقتصاد إنتاجي ..في إطار سوق عربية مشتركة تفسح المجال لقيام وحدة اقتصادية بين الأقطار العربية هي وحدها الكفيلة بإرساء الأساس الضروري لتنمية عربية مستقلة » 374 . ج ـ تحويل العقيدة إلى مجرد رأي : » فبدلا من التفكير المذهبي الطائفي المتعصب الذي يدعي امتلاك الحقيقة يجب فسح المجال لحرية التفكير ، لحرية المغايرة والاختلاف ، وبالتالي التحرر من سلطة الجماعة المُغلقة ، دينية كانت أو حزبية أو إثنية » وبعث آليات جديدة للتعامل يُحركها « عقل اجتهادي نقدي » 374.
تبدأ إذن الرؤية التجديدية لمحددات العقل السياسي العربي كما يراها الجابري بالقيام بعملية نقد جذري للمحددات التقليدية للعقل ولأصول الفقه السياسي لأنه » بدون ممارسة هذه الأنواع من النقد بروح علمية سيبقى كل حديث عن النهضة والتقدم والوحدة في الوطن العربي حديث أمان وأحلام « 374 .
يمكننا القول أن هذا الكتاب هو دراسة تحليلية ومحاولة تقويمية متانية لتراثنا السياسي من أجل الوعي بما يشتمل عليه من بذور ومنابت تربوية ونفسية واجتماعية واقتصادية تُؤصل للاستبداد وتُثبٌت الأمر الواقع منذ بداية الدولة الأموية إلى يومنا هذا .
نبٌه الجابري في مقدمة الكتاب إلى خطورة نقل مفاهيم ونظريات وحلول استُخلصت من دراسة بنية المجتمع الرأسمالي وعوامل تطوٌره ونقلها كما هي لتطبٌق على مجتمعاتنا العربية الإسلامية التي تختلف في تركيبها ودرجة تطوٌرها عن المجتمعات الرأسمالية إلا أننا نراه قد وقع فيما حذٌر منه عندما اعتبر في خاتمة الكتاب أن » الديمقراطية الحديثة » هي الحل الوحيد لخروج مجتمعاتنا من الاستبداد إلى الحرية ومن التخلف إلى التقدم والنهضة دون أن يوضح طبيعة النمط الديمقراطي الحديث الذي يدعو إليه . هل هي ديمقراطية اللائكية الفرنسية المتطرفة في فصل الدين عن الدولة التي إذا أُسقطت على واقعنا كما هي ستُقصي بالضرورة الإسلاميين وتحرمهم من حقهم في العمل السياسي القانوني ؟
هل هي ديمقراطية ( الجنس الأبيض ) كما تجلت مع النظام العنصري في جنوب إفريقيا وبلغت مداها في التجربة النازية والفاشية وكأننا أمام تجربة ديمقراطية تتعصب لـ » القبيلة » ؟ .
هل هي الديمقراطية الحديثة التي تتحكم في نتائجها الشركات الاقتصادية الكبرى من أجل الهيمنة على الشعوب المستضعفة في الخارج وشراء الأحزاب والضمائر في الداخل كما يحدث الآن في التجربة الديمقراطية الإيطالية مع الأمبراطور برلوسكوني وكأننا أمام تجربة ديمقراطية يُوجهها من يتحكم في » الغنيمة » ؟ .
هل هي الديمقراطية الحديثة التي تتحكم فيها النزعة الدينية كما يحدث الآن في الديمقراطية الإسرائيلية حيث انتهت إلى تجربة ديمقراطية تتحكم فيها « العقيدة » اليهودية » ؟ .
أعتقد أننا في حاجة ماسة للقيام بعملية نقد جذري لتراثنا السياسي وللتراث السياسي الغربي من أجل استشراف معالم ديمقراطية إنسانية جديدة تحاول أن تقطع مع الاستبداد بكل أشكاله كما تقطع مع الاستغلال الداخلي والخارجي ومع التعصب الديني الأعمى . ديمقراطية معتدلة تنبني على أسس حداثية جديدة تنتصر لكرامة الإنسان وتحارب النوازع الأنانية فيه وتحمي حقوق الأقليات والضعفاء . نمط ديمقراطي متزن ينبني على أسس حداثية جديدة نابعة من نقد موضوعي لتراثنا العربي الإسلامي ولتجربة الحداثة الغربية . ديمقراطية معتدلة تشُدٌها أوتاد حداثة جديدة متناغمة ومُتآلفة مع وجودنا الخاص بدأ الدكتور طه عبد الرحمان التأصيل لها في كتابيه » سؤال الأخلاق » و » روح الحداثة » . منير السايبي ـ سويسرا ـ 26 / 01 / 2011