السبت، 20 نوفمبر 2010

Home – Accueil

 
TUNISNEWS

10ème année, N°3833 du 20.11.2010  

archives : www.tunisnews.net

الحرية للصحفي الفاهم بوكدوس

ولضحايا قانون الإرهاب


السبيل أونلاين:فيديو:علي عفيف الإصبعي..تاريخ من النضال والمعاناة والحرمان

البديل عاجل:جـمعية مقاومة التعذيب تطالب السلطات بالكشف عن مصير الطالب جميل العبدلي:بيان

كلمة:إستمرار إيقاف الطالب جميل العبدلي لليوم السابع علي التوالي

الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين:كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب « 

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع قليبية/ قربة:ورقة عمل للحوار الرابطي

الصباح:تونس ـ الاتحاد الأوروبي:تقدم مسار المحادثات حول الشريك المميز

كلمة:تنامي المعارضة داخل صفوف التجمع الدستوري الديمقراطي

حركة التجديد تنعى المناضل المغربي أبراهام سرفاتي

اللقاءالنقابي الديمقراطي المناضل :لنحذرمناورات القيادة البيروقراطيّة وحتى لا ينخدع النقابيون مرة أخرى..

الصباح:تأكيدا لخيار الحوار:وزير التربية يؤكد استعداده للقاء بنقابة التعليم الثانوي

مطوية النقابة الجهوية لعملة التبية ببنزرت اضراب 24 نوفمبر لماذا؟

نقابي من بنزرت:لماذا يضرب عملة التربية يوم الأربعاء 24 نوفمبر 2010؟

كلمة:السفينة التونسية المختطفة تتجه إلى الصومال وبعض البحّارة يطمئنون عائلاتهم

الصباح:من الذاكرة الوطنية:بورقيبة في خريف 73:لا أعترف بإسرائيل الكبرى وخوفي على القضية الفلسطينية من حالة اللاحرب واللاسلم

السبيل أونلاين:فيديو: الحقلة الرابعة مع الدكتور أحمد الأبيض وتجربته العلمية والانسانية

صابر الشاهد:الحبيب بوعجيلة و »إثبات الموقف بكل الطرق »سلوك « تقدمي  » من أجل « إصلاح وتنمية » ينجزهما « تقدميون جدا »!!

مراد رقية:من يدعم ومن يستفيد من حصار الثقافة والمثقفين بمدينة قصرهلال

محمد المرواني:مسيحيو العراق

عبدالباقي خليفة: هكذا تحدث علي عزت بيجوفيتش :(3) الثقافة ..الحضارة ..

منصف المرزوقي:التمديد والتوريث والفخ القاتل

عبد الباري عطوان:’التدخل’ الامريكي و’الغضب’ المصري

محمد عبد الحكم دياب:انتخابات مصر: حياد الشرطة ومأزق التدخل لصالح الحكومة

القدس العربي:ناشطون سعوديون يطالبون برئيس وزراء من عامة الشعب

الدكتور سمير صالحة:حسابات الحقل الأميركي والبيدر التركي


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري

حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

سبتمبر2010

https://www.tunisnews.net/18Octobre10a.htm


 


فيديو : علي عفيف الإصبعي..تاريخ من النضال والمعاناة والحرمان


 

السبيل أونلاين – تونس – خاص + فيديو

– شيــخ فـي الثمانيـــن . – محروم من مناسك الحج. – محروم من جواز السفر. – محروم من زيارة نجله خارج البلاد منذ 21 سنة.
لمشاهدة الفيديو – الرابط على اليوتيوب : http://www.youtube.com/watch?v=id7_57RxfqU
درس في جامع الزيتونة وكان عضوا في اللجنة المركزية لصوت الطالب الزيتوني التي كانت تنادي بتطوير برامج التعليم الزيتوني وتوسيعه وجعله يتناسب مع معطيات العصر ، حصل على شهادة التحصيل سنة 1955 ، ثم أتمّ الدراسة في كلية الشريعة وأصول الدين حيث حاز على الإجازة في أصول الدين سنة 1970 ، وباشر التدريس في جزيرة جربة (الجنوب الشرقي) لمدة سنة ، ثم سافر إلى ليبيا للتدريس أين أمضى 5 سنوات ، وعند عودته وقع تعيينه أستاذا بالمعهد الثانوي بقابس (جنوب شرق) أين درّس لمدة سنة فقط ثم انقطع عن التعليم لمدت 3 سنوات لأسباب صحيّة .
يقول الشيخ علي الإصبعي « في سنة 1984 وقع حادث أليم أمام منزلي كان سببا في تشديد المراقبة عليّ ، وهو استشهاد الطالب عثمان بن محمود ، بعد ملاحقة الأمن له وإطلاق النار عليه » ، و « في سنة 1987 تم إيقاف ابني تمّام الذي كان طالبا في الجامعة التونسية في السنة الثالثة بسبب نشاطه ضمن الإتحاد العام التونسي للطلبة ، ثم تم إيقافي لاحقا حيث قضيت في السجن بضعة أشهر » .
واعتقل السجين السياسي السابق على الإصبعي ثانية سنة 1990 وقضي ستة سنوات (6) ونصف (2/1) ، كما حكم عليه بالمراقبة الإدارية لمدّة خمسة سنوات (5) ، وأعلن : » تم إجبار على الإمضاء يوميا في مركز الشرطة ولمدة سنة ونصف تقريبا في مركز الحرس والشرطة ، وكنت أتعرض دائما خلال هته الفترة إلى مداهمة منزلي في ساعات متأخرة من الليل ويتم أخذي إلى الاستجوابات الدورية وأقضي بين الساعة وساعة ونصف ، إلى ساعتين في بعض الأحيان » ، ليضيف : »وبعد انتهاء فترة المراقبة الإدارية سنة 2003 والتي دامت 5 سنوات قدمت طلبا لأداء فريضة الحج ومطلب لاستخراج جواز سفر ولم أتلق أي جواب » .
وكان الشيخ الإصبعي يتقدم كل سنة بمطلب لأداء فريضة الحج ، وفي المرة السادسة قُبل طلبه ولكن تم إلغاء الحج في تونس تلك السنة أي السنة الماضية (2009) » ، وذلك لأول مرّة في تاريخ البلاد بدعوى انفلونزا الخنازير .  
ولم يحصل الإصبعي على جواز السفر ، فقدم طلبا سنة 2008 ، وأودع الأوراق المطلوبة وطابع جبائي بـ 60 دينارا ، ولكنه لم يظفر بجواب رغم اتصاله بجهات حقوقية بينها جهة حقوقية تابعة لرئاسة الدولة .
كما تقدّم بطلب جديد لاستخراج جواز السفر أواخر سنة 2010 ، ودفع معلوم الطابع الجبائي والوثائق المطلوبة قصد أداء فريضة الحج لهذه السنة (2010) ، ولكن وقع تفويت الفرصة عليه من جديد لأداء مناسك الحج ، وقال السيد علي الإصبعي للسبيل أونلاين متحسرا على عدم تمكينه من جواز السفر وعدم السماح له بأداء فريضة الحج « شوقي لأداء الحج كبير ولا يمكني وصفه وأحس بألم كبير ، وبهته المناسبة أعبر عن حزني تجاه هذا المنع الغير مبرر قانونيا والذي ليس له أي وجهة معقولة » ، مشيرا « فأنا قد بلغت من الكبر عتيا حيث أن عمري 79سنة ، وأنا داخل في العام الثمانين (80) ، ولم أقم بواجبي في أداء فريضة الحج من قبل وشوقي الى الحج كبير لا يمكن أن أصفه بأي حدّ من الحدود فأحسست بآلام شديدة وقلق كبير وإحساس عجيب ، ومن ناحية ثانية فابني تمّام الذي خرج من تونس منذ بداية سنة 1990 نتيجة المتابعات البوليسية بسب نشاطه الطلابي وانتمائه للحركة الإسلامية ، لم أره منذ تلك السنة وهو مقيم في السويد ولم أره مباشرة ولم أتحدث إليه مباشرة ويكفي أن يكون هذا دافعا يعبر عن إحساسي ومشاعري الداخلية نحوه « .
وختم الشيخ علي الإصبعي بالقول : »أتوجه بدعائي ومعايدتي بمناسبة عيد الإضحى المبارك إلى ابني الذي لم أره منذ 21 سنة ولم يتمكن هو من الإتيان إلي ولم أتمكن أنا من الذهاب إليه ، وأتقدم بنفس التحية ونفس الإحساس إلى بقية الإخوة المغتربين الممنوعين من الرجوع إلى بلدهم والإقامة لدى عائلاتهم وذويهم وإن شاء الله ربي يجمع بيننا في وقت طيب وييسر أمورنا ، وأهنىء التونسيين جميعا والأمة الإسلامية والعالم أجمع بمناسبة هذا العيد » .
نشير إلى ان الشيخ علي الإصبعي عرض مراسلات رسمية بشأن مطالبه المتكررة لاستخراج جواز السفر والذهاب إلى البقاع المقدّسة لأداء مناسك الحجّ .  
تونس – عبد السلام التوكابري
(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 19 نوفمبر 2010)


جـمعية مقاومة التعذيب تطالب السلطات بالكشف عن مصير الطالب جميل العبدلي : بيان


قالت عائلة الطالب جميل عبدلي أصيل منطقة بن عون الذي يزاول دراسته بالسنة الثانية هندسة مدنية بالمعهد الأعلى للدراسات التكنولوجية بقفصة، أن ابنها تم إيقافه صباح يوم السبت الفارط الموافق لـ13 نوفمبر من أمام مسكنه بمنطقة زروق بقفصة، كما أوقف معه مساكنه الذي أطلق سراحه مساء نفس اليوم بعد تفتيش محتويات المنزل والحاسوب، وقد ذكرت العائلة أنها لم تعلم بالإيقاف ولا بأسبابه وفق ما يقتضيه القانون، كما أن مدّة الاحتفاظ القانونية وقع تجاوزها. ولدى اتصال محاميه بالنيابة العمومية بجهة قفصة لم يظفر بأي نتيجة.
إن الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب:
 تدعو السلط الأمنية والقضائية إلى الكشف عن مصير الطالب الجامعي جميل العبدلي والإفراج عنه فورا لتجاوز الاحتفاظ المدة القانونية.  تعبر الجمعية عن خشيتها الشديدة من احتمال تعرض الشاب عبدلي إلى سوء المعاملة والتعذيب طالما أنه لم يتم احترام إجراءات الإيقاف سواء بإعلام العائلة أو العرض على الفحص الطبي أو احترام آجال الاحتفاظ.
 
تونس في 19 نوفمبر 2010 الكـاتب العـام للجمعية منذر الشارني
 
للاتصال بالجمعية : 25339960 – 98351584 – 21029582  


إستمرار إيقاف الطالب جميل العبدلي لليوم السابع علي التوالي


حرر من قبل التحرير في الجمعة, 19. نوفمبر 2010

أكد مساعد وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بقفصة صباح يوم الجمعة 19 نوفمبر وجود الطالب جميل العبداللي في محلات فرقة أمن الدولة بتونس وخضوعه للاستنطاق حول شبهات تتعلق بقانون مكافحة الإرهاب.

وكانت أسرة الطالب أصيل منطقة بن عون من ولاية سيدي بوزيد والذي يزاول دراسته بالسنة الثانية هندسة مدنية بالمعهد الأعلى للدراسات التكنولوجية بقفصة في حيرة تامة على مصيره بعد أن علمت من زملاء له بإيقافه يوم السبت 13 نوفمبر من كلية زرّوق بمدينة قفصة من قبل اعوان بالزي المدني ثم شوهد وهو يقتاد إلى مسكنه.

ومن جهة أخرى أفاد بعض المحامون الذين تولوا مساعدة العائلة في كشف مصير ابنها بأن القضية تعد من قبيل الاختطاف لغياب أي إشعار قضائي مسبق ثم لتجاوز أجال الاحتفاظ المحدد بست أيام، مما قد يدفع العائلة إلى تتبع الجهات المسؤولة عن هذه الخروقات.

 كما تعبر جهات حقوقية عن خشىيتها من أن مثل هذه الظروف المتسمة بالانفلات التام للابحاث عن أي رقابة قضائية فعلية قد تهيأ لإخفاء آثار التعذيب الذي تمارسه عادة فرقة أمن الدولة في حق المضنون فيهم.

(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 19 نوفمبر 2010)


الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين aispp.free@ gmail.com 43
         نهج الجزيرة تونس      تونس في 20 نوفمبر 2010 

كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب « 


* نظرت اليوم  السبت 20 نوفمبر 2010  الدائرة الجنائية 4  بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي  محرز الهمامي  في القضية عدد 21108 التي يحال فيها كل من :  نصر الدين بن صالح بن عبد الله شهلاوي ( من مواليد 07/11/1988 ) و عامر بن الهادي بن عامر الصغير  ( من مواليد 03/03/1981 ) و فؤاد بن سالم بن عمر بوقطف ( من مواليد 05/10/1978 ) و عبد الحميد بن أحمد بن بلقاسم بن قوتة ( من مواليد 03/05/1980 ) و صلاح بن محمد بن معاوية نصير ( من مواليد 01/04/1979 ) و غازي بن توفيق بن حسن التومي ( من مواليد 21/11/1980 ) و أنيس بن الطاهر بن محمد جاب الله ( من مواليد 13/01/1983 ) – جميعهم   بحالة ايقاف – و ذلك لمقاضاتهم من أجل تهمة الانضمام الى تنظيم و وفاق له علاقة بالجرائم الارهابية و يضاف للأول تهم  الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية  و إلى الانضمام إلى تنظيم إرهابي و اعداد محل  لاجتماع أعضاء تنظيم و وفاق و أشخاص لهم علاقة بالجرائم الارهابية  . و قد خصصت جلسة اليوم لتلقي مرافعات هيئة الدفاع  المتكونة من الأساتذة عبد الفتاح مورو نور الدين البحيري و كمال سحنون و سمير بن عمر و راشد محمد و ذلك بعد أن وقعت تلاوة قرار دائرة الاتهام  و استنطاق الشبان المحالين في جلسة سابقة  . و قد طالب الدفاع بالحكم بالبراءة لتجرد التهم و غياب أي أعمال مادية أو محجوز  ، و بعد ختم المرافعات صرفت القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم اثر الجلسة .
و تجدر الإشارة إلى أن أغلب الشبان المحالين في هذه القضية يقطنون بجهة سوسة .
* * كما نظرت اليوم  السبت 20 نوفمبر 2010  الدائرة الجنائية 4  بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي  محرز الهمامي  في القضية عدد 21496 التي يحال فيها كل من :  منذر بن بشير بن محمد البجاوي ( من مواليد 03/12/1978 ) و رمزي بن بشير بن الزهاني زعتور  ( من مواليد 09/08/1971 ) و محمد بن التوميحسن بن محمد الشيحاوي ( من مواليد 25/02/1982 ) و أنور بن الهادي بن عبد الحفيظ العوني ( من مواليد 02/12/1985 ) و صابر بن الصادق بن عمر الجبري ( من مواليد 02/07/1985 ) و سامي بن موسى بن محمد البوغانمي ( من مواليد 03/06/1983 ) – جميعهم   بحالة إيقاف – و ذلك لمقاضاتهم من أجل تهم الانضمام إلى تنظيم و وفاق له علاقة بالجرائم الإرهابية  و عدم اشعار السلط بما بلغهم من معلومات و عقد اجتماعات غير مرخص فيها و إعداد محل  لاجتماع أعضاء تنظيم و وفاق و أشخاص لهم علاقة بالجرائم الارهابية  .  و قد قررت المحكمة تأخير القضية لجلسة يوم 11/12/2010 استجابة لطلب هيئة الدفاع  المتكونة من الأساتذة عماد المناصري و عبد الفتاح مورو و الاسعد الأكحل و صلاح البركاتي و جمال الرياحي و فيصل الزناتي.
و تجدر الإشارة إلى أن أغلب الشبان المحالين في هذه القضية يقطنون بجهة حي التضامن كما أحيل من ضمنهم أحد الشبان من ذوي الاحتياجات الخصوصية ( فاقد للبصر )   .                                                                                                   عن لجنة متابعة المحاكمات السياسية                 الكاتب العام الأستاذ سمير بن عمر  


الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 14 ذو الحجة 1431 الموافق ل 20 نوفمبر 2010 أخبار الحريات

1)- )- يتعرض سجين الرأي « علي القليعي » بسجن برج العامري إلى المضايقات و التعنيف عبر العديد من الأساليب المهينة التي يتولى تنفيذها العون المدعو « نبيل الزمزمي » تنكيلا في هذا السجين ، و رغم رفع  عديد الشكاوى إلى إدارة السجن من طرف علي القيلعي إلا أن الإدارة لم تفعل شيئا يذكر للجم هذا العون.  وعائلة القليعي تخشى أن يلفق إلى ابنها قضية جديدة علما و انه لم يبق لعلي القليعي إلا ثلاثة أشهر للخروج من السجن و هو المحكوم  بأربع سنوات .
2)- تعرض المواطن حافظ بن محمد الناصري صاحب بطاقة تعريف الوطنية 05676500 يوم العيد 16/11/2010 على الساعة العاشرة ليلا بنهج اسبانيا بنزرت إلى اعتداء بالعنف من طرف عون من شرطة النجدة بينما كان راجعا إلى مقر سكناه رفقة أخاه الصحبي الناصري أين  اعترضتهم سيارة شرطة النجدة ونزل المدعو معز وطلب منهم بطاقة التعريف بطريقة فظة وقال لهم « كنتم تشربوا الخمر » فأجابوا « بأنهم لم يشربوا الخمر في حياتهم » ، فبدأ بتعنيف الصحبي فاحتج أخاه « حافظ » وقال « لا تضربه انه معاق ..و لا يحق لك أن تسب أمنا فهي متوفي ».. توجه اليه الشرطي معز و انهال عليه بالضرب والركل واجبره على ركوب السيارة ثم قال له انزل فلما رفض وقل سأرفع ضدك قضية اجبره على النزول و حاول الشرطي الثاني إقناعه  بالتخلي عن ذلك.
3 )- تعرض المواطن عمر بن محمد رمضان صاحب بطاقة التعريف الوطنية 01412409 يوم الأحد 14/11/2010 على الساعة الثانية ظهرا الى اعتداء من طرف وكيل أول في الحرس الوطني عندما كان في طريق  عودته من العمل بعربته المجرورة بالحصان ،  فاجأته سيارة الحرس رقمها 16030 وكادت تدوس حصانه وذالك في شارع بورقيبة بنزرت ولما احتج وقال للحرس « عيب عليك كدت تدوس حصاني هذا مورد رزقي الوحيد » فشتمه العون وقال له  « اقتل الحصان و أقتلك أنت  » وأشبعه شتما وسبا و أمعن في القول « اذهب اشتكي و لن تفعل لي شيئا و أنا استطيع أن أقوم بتوريطك في قضية و أدخلك السجن « .
حرية و إنصاف  


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان[في السنة الـ33 من وجودها القانوني=10 سنوات قبل مجيء نوفمبر 87] فرع قليبية/ قربة[في السنة الـ5 من الحصار البوليسي الظالم وغير القانوني، المضروب عليه =18سنة بعد نوفمبر 87]

ورقة عمل للحوار الرابطي


ليس الرابطي من يحمل انخراطا في الرابطة فقط، ولكنه إضافة لذلك فإن الرابطي مَن  كان يحمل جملة من المبادئ ، الهامة:
1] أن يكون متسامحا [في حدود التسامح ، المتعارف عليها بين الناس[لا تسامح في جريمة، مثلا]، بعيدا عن التحجّر والتطرف والإنغلاق. 2]وتبعا لذلك فإن يده ممدودة للحوار بينه وبين الآخر، 3] يعترف الرابطي بأن الرابطة ليست حزبا سياسيا، كما أنها ليست تجمعا للأحزاب، رغم أنها تضم الحزبيين الموالين والمعارضين، واللاحزبيين، المستقلين، كما يعترف بأنه، رغم انتمائه الحزبي ، بأنه رابطي، قبل كل شيء،يحكمه القانون الأساسي للرابطة ونظامها الداخلي، الذان ضبطا بوضوح إستقلالية الرابطة عن كل الأحزاب، وليس « عينا » لحزبه في الرابطة، وعليه أن يفهم ، ويلتزم، أنه إذا تعارض حزبه مع الرابطة فإنه يكون رابطيا، فإن تعذر عليه ذلك فله أن يختار.  
ومثل هذه الأمور صارت بديهية  في التعامل الرابطي والتربية الرابطية. ومن هنا فإن جلوس الهيئة المديرة للرابطة مع المنشقين عنها والمنقلبين عليها، الشاكين بها أمر عادي  ، وقد جلست، سابقا ، مرارا وتكرارا وأشهر هذه الجلسات كانت في  الأشهر الأولى من سنة2010، برعاية السيدين : عبد الوهاب الباهي، ومنصر الرويسي.وانتهت باتفاق بين المتخاصمين يوم 20 ماي 2010 على أن يتم الإحتفال المشترك بذكرى تأسيس الرابطة في 21 ماي ، لكن ،وفي صبيحة 21 ماي،هذا ، أبلغ مدير الحريات بوزارة الداخلية، السيد رئيس الرابطة بأن لا شيء تغير عن السابق وأن الإحتفال مُلغى، والخلاصة من كل ما سبق تجسم المثل القائل: » رضي الخصمان ولم يرض القاضي » أي رضيت العيئة المديرة وخصومها بما توصّلا إليه ولم ترض السلطة، وهي التي طالما عبرت في كل خطاباتها الرسمية أن الخلاف داخل الرابطة، بين الرابطيين أنفسهم ولا دخل للسلطة فيه، وكأنها تنسى أن بوليسها هو الذي يحاصر مقرات الرابطة ويمنعها من القيام بنشاطها. لكن ماذا بعد ذلك، ونحن في أواخر السنة، والنشاط الرابطي متعطّل ومقرات الرابطة محاصرة، ونحن متشبثون بثوابت الرابطة: الإستقلالية والتمثيلية، فإذا بأعلى هرم السلطة السيد رئيس الدولة يعلن يوم 07 نومبر2010 [ الذكرى 23 لتحول السابع من نوفمبر] عزم السلطة على م مساعدة الرابطة لإيجاد » حل وفاقي للأزمة التي تعيشها الرابطة » في ظرف لا يتجاوز الستة أشهر.ونحن إزاء ذلك نعرب عن تثميننا لمسعى السلطة في إيجاد الحل، ونقبل بالحوار على هذا الحل، ونريده حوارا صادقا ومسؤولا، ونرى، تحقيقا لهذا الحوار الصادق المسؤول:
1] فتح مقرات الرابطة، أولا، لإظهار حسن نوايا السلطة 2]تسمية الأشياء بمسمياتها: إفالإنقلاب يعني  الإنقلاب، والإعتذار يعني الإعتذار، والعفو يعني العفو ويكون بعد الإعتراف بالذنب. 3] الإلتزام باستقلالية الرابطة  وتمثيليتها. 4] إستئناف الحوار من النقطة التي توقف عندها، وإيجاد ضمانة فعلية لتطبيق ما يتوصل إليه المتحاورون ، وإعلان كل ذلك في وسائل الإعلام الرسمية، المقروءة والمسموعة والمرئية 5] توضيح معنى الوفاق، الذي يتحدث عنه الطرفان. علما وأن الوفاق، كما نراه، نوعان:أ ـ وفاق فوقي ،عاطفي، ويكون بين طرفين فأكثر،دون تعمق في مبادئه والتزام واضح ودقيق بين أطرافه، وقد ينحل في أي وقت، وه1ا النوع جربته الرابطة فأضرّ بها، ولذلك نرفضه. ب ــ الوفاق الديمقراطي، التشاوري، وهو وفاق مبني على برنامج مسبق، وهذا ما لم يكن في السابق مما أدى إلى سهولة إنخرامه وتفككه سواء بسبب أو بدونه. ولهذا فإننا ندعوا إلى وفاق ديمقراطي واقعي مبني على برنامج، يلتزم باستقلالية الرابطة، ووقوفها ضد كل انتهاك لحقوق الإنسان، مهما كان مصدره.والممارس له، فردا، لأوجماعة، أو دولة. وهذا البرنامج  يوافق عليه الطرفان الداخلان في الوفاق.
فلتفتح مقرات الرابطة، ليعمّرها نشطاؤها، لأجل التحاور حول كل ما يهمهم ويرونه صالحا لمستقبل الرابطة، وضامنا لمسيرتها في الدفاع عن حقوق الإنسان. وعلى السلطة أن تسمح بفتح مقرات الرابطة، برهانا على حسن نواياها في نطبيق ما أعلنه الرئيس يوم 07 نوفمبر الجاري، وإلاّ فالمقولة الشعبية » العزري أقوى من سيدو » تكون ثابتة.                                                                    قليبية في 19/11/2010                                                                            رئيس الفرع                                                                      عبد القادر الدردوري


تونس ـ الاتحاد الأوروبي
تقدم مسار المحادثات حول الشريك المميز



من المقرر أن تجتمع لجنة المتابعة التونسية المشتركة المكلفة بملف ترشح تونس للفوز بصفة «الشريك المميز» الشهر القادم، وسيسبقها حدث ثقافي تونس أوربي كبير هو الأسبوع الدوري للسينما الأوروبية بتونس الذي سيكون حدثا إعلاميا ثقافيا سياسيا مشتركا يواكبه عدد كبير من رموز الثقافة والإعلام في تونس والاتحاد الاوربي.


وحسب مصادر مطلعة فإن المحادثات التونسية الاوروبية تتطور ايجابا وكان اجتماع لجنة المتابعة الذي عقد صيفا في بروكسيل قد مكن من التقدم في بحث مختلف النقاط السياسية والاقتصادية والفنية بمشاركة خبراء ومسؤولين كبار يمثلون مختلف القطاعات في تونس ومندوبين عن وزارة الخارجية وعن مفوضية الاتحاد الأوروبي. وقد تابع اجتماع بروكسيل بحث نفس النقاط التي نظم حولها اجتماع موسع عقد قبل نحو 6 أشهر بتونس. وستبحث المحادثات التونسية الاوروبية الجديدة نفس الملفات السياسية والاقتصادية التي لها علاقة بملف ترشح تونس للفوز بموقع الشريك المميز، تنفيذا لتوصيات اجتماع مجلس الشراكة التونسي الاوروبي في مستوى الوزراء يوم 11 ماي الماضي ببروكسيل ـ بحضور السيد كمال مرجان وزير الخارجية. 


وقد نوه السفيررئيس وفد المفوضية الاوروبية بتونس وليبيا السيد ادريانوس كوستنروجتر في تصريح لـ«الصباح» بأجواء الاجتماعات التونسية الأوروبية ووصفها بـ «الايجابية جدا». 


وردا على سؤال حول الموعد المرتقب لإكمال المحادثات بين تونس وبروكسيل حول الفوز بلقب «الشريك المميز» Statut avancé أورد السفير الاوروبي أن بعض المصادر تتوقع انهاء اجتماع فريق العمل المشترك قبل موفى العام الجاري أو أواسط العام القادم .. وهو أمر وارد بعد الوثيقة الكتابية التفصيلية التي قدمتها الحكومة التونسية إلى بروكسيل قبل اشهر.. وبعد بدء اجتماعات اللجنة الفرعية لحقوق الانسان.. وانطلاق محادثات صريحة بين بروكسيل وتونس حول كل الملفات من بينها ملفات الحريات الاعلامية والسياسية..
 
قمة روما
 
وقد شاركت تونس مؤخرا في القمة الاورومتوسطية لممثلي المجتمع المدني والمجالس الاجتماعية والاقتصادية التي نظمت بروما ما بين 10 و12 نوفمبر الجاري . وقد تضمن النص الكامل للبيان الختامي لقمة روما تكليف تونس بعضوية عدد من مجموعات العمل التحضيرية للقمة القادمة والتي ستبحث ملفات الشراكة الاورومتوسطية بابعادها السياسية والبشرية والاقتصادية وملفات الشباب والنساء ومشاركتهن في الحياة العامة. كما خصص البيان الختامي فقرته 40 للتنويه بمبادرة تونس ـ التي تفاعلت معها الامم المتحدة والمجموعة الدولية ـ فيما يتعلق باعتماد 2010 سنة دولية للشباب. وكانت من أبرز توصيات قمة المجالس الاقتصادية والاجتماعية وممثلي المجتمع المدني في الـ43 عضوا في مسار «الاتحاد من أجل المتوسط» دعوات إلى معالجة شاملة وعميقة لملفات بطالة الشباب والثغرات في انظمة التربية والتعليم وفي السياسات الزراعية وخاصة السياسات المائية. واورد البيان الختامي لقمّة روما أن أكثر من 20 مليون ساكن في جنوب المتوسط محرومون من الماء الصالح للشراب، وأن معضلة المياه تستفحل باستمرار وبشكل مزعج في غالبية دول المنطقة.


كمال بن يونس

(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 20 نوفمبر 2010)


تنامي المعارضة داخل صفوف التجمع الدستوري الديمقراطي


حرر من قبل التحرير في الجمعة, 19. نوفمبر 2010

علمت كلمة أن هياكل الحزب الحاكم تعمل على دراسة الأسباب التي تقف وراء تنامي ما يعرف بالمعارضين من داخل الصفوف خاصة بعد فترة الانتخابات التشريعية والرئاسية التي تمت في شهر أكتوبر من سنة 2009.


وذكرت مصادر مطلعة أن مشروع الدراسة جاء بعد أن عبر عدد من الإطارات والهياكل عن امتعاضهم مما اعتبروه إقصاءا مورس عليهم في فترة الانتخابات حيث تم استبدالهم بمقربين من أصحاب النفوذ وبمنتسبين جدد على هياكل الحزب.

 الأمر الذي دفع بهم إلى العمل تحت عنوان تصحيح مسار الحزب وإنقاذه.

 وعلمنا من مصادر مطلعة أن عرائض وجهت في الغرض لقياديين كبار في الحزب الحاكم وإلى هيئات رسمية وبعض المواطنين تضمنت الكشف عن جملة من التجاوزات التي ارتكبها عدد من الهياكل التجمعية واتهامهم بممارسة الاقصاء وانخفاض المستوى الثقافي والتعليمي. 

(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 19 نوفمبر 2010)


حركة التجديد تنعى المناضل المغربي أبراهام سرفاتي


على إثر وفاة المناضل الوطني التقدمي والديمقراطي المغربي أبراهام سرفاتي يوم الخميس 18نوفبر 2010 بمراكش تعبر حركة التجديد عن عميق الأسى والحسرة لفقدان هذا الرجل الفذ الذي نذر حياته للكفاح ضد الاستعمار الفرنسي ثم ضد الاستبداد بالمغرب الشقيق. وإذ تتقدم حركة التجديد إلى أرملته المناضلة كرستين دور- سرفاتي  وإلى عائلته ورفاقه وأصدقائه بأحر عبارات التعزية والمؤاساة، فإنها تعتبر رحيله خسارة كبيرة لليسار في البلدان المغاربية ولأنصار التحرر الوطني والاجتماعي قاطبة. وقد شارك المناضل أبراهام سرفاتي في مقاومة الاستعمار الفرنسي في صفوف الحزب الشيوعي المغربي , وتعرض بسبب ذلك للاعتقال سنة 1950 والنفي سنة 1952  ثم عاد إلى بلاده في 1958 ليواصل في صلب الحركة التقدمية  المغربية النضال من أجل التحرر والديمقراطية والاشتراكية وضد الاستبداد والاستغلال، وتعرض بسبب ذلك في عديد المرات لشتى ضروب القمع والتعذيب، وتم اعتقاله سنة  1974 ثم حكم عليه سنة 1977 بالسجن المؤبد بتهمة « المؤامرة على أمن الدولة » ولم يطلق سراحه إلا سنة 1991 بعد حملة تضامن عالمية واسعة، لكنه أجبر على الإقامة بالمنفى بفرنسا ولم يتمكن من العودة إلى وطنه بجواز سفر مغربي إلا سنة 2000. واستمر في نهجه النضالي إلى آخر لحظة مدافعا عن حقوق العمال والفئات الشعبية ومساهما في تطوير الفكر التقدمي والاشتراكي، كما ظل طول حياته وفيا لمبادئه ومواقفه الحازمة ضد كل أشكال الاستغلال والاضطهاد ومن ضمنها مواقفه المناهضة للصهيونية والمناصرة للقضية الفلسطينية. إن المسار النضالي للفقيد أبراهام سرفاتي سيبقى حاضرا في ذاكرة كل أحباء الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية في تونس والمغرب العربي والعالم.

عن حركة التجديد الأمين الأول أحمد إبراهيم


اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل :

لنحذر مناورات القيادة البيروقراطيّة و حتى لا ينخدع النقابيون مرة أخرى…


شهد الإتحاد العامّ التّونسي للشّغل في الفترة الأخيرة حراكا ملحوظا ارتبط بعوامل عدّة لعلّ أهمّها إقدام السّلطة على طرح مشروعها الجديد لمراجعة أنظمة التّقاعد وقرب انطلاق المفاوضات الاجتماعية وتعطّل المفاوضات بين بعض النّقابات ووزارات الإشراف وكذلك تراكم مشاكل ومعاناة العمّال في القطاع الخاصّ جرّاء المظالم المتزايدة المسلّطة عليهم من طرف الأعراف ، وإضافة إلى ما سبق ، فانّ لاقتراب موعد المجلس الوطني للاتحاد وتحرّك المعارضة النّقابيّة الدّيمقراطيّة وإطلاق مبادرة اللقاء النقابي الديÙ �قراطي المناضل تأثير مباشر وملحوظا في مجريات الأحداث داخل السّاحة النقابيّة وخاصّة في التأثير في سياسة قيادة الإتحاد . و اللافت للانتباه خلال الفترة الأخيرة هو  » تغيّر » الأسلوب المعتمد من طرف قيادة المنظّمة في التّعامل مع القضايا المطروحة على السّاحة النّقابيّة والذي يبرز خاصّة في:
1) برمجة تجمّعات عمالية في الاتّحادات الجهويّة تتعلّق بملفّ التّقاعد أشرف عليها أعضاء من المكتب التّنفيذي مع الحرص على عدم تحوّلها إلى مسيرات والى منابر تعبّر فيها القواعد عن آرائها.
2) اعتماد خطاب تصعيدي من طرف أعضاء المكتب التنفيذي خلال هذه التّجمعات، عملا بعادة الخطاب المزدوج، يتعارض مع التّصريحات المعلنة في المواقع الرسمية و في الصّحف ووسائل إعلام أخرى محلية وأجنبية.
3) تمكين بعض القطاعات من عقد هيئاتها الإداريّة وعدم تعطيلها لقرارات الإضراب المتّخذة خلالها على ما كانت تمارسه في العادة من تعطيل للقرارات النّضاليّة. 4) إعلان جريدة الشعب عزمها على فتح حوار في صفحاتها حول مجمل المسائل التي تشغل بال النّقابيّين بما في ذلك المسائل الداخلية ، وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذا القرار جاء بعد أن تمّ تطارح هذه المسائل ولفترة طويلة في عدّة صحف ووسائل إعلام محلية وأجنبية أخرى.
أيتها النقابيات، أيها النقابيون،
إنّ هذا الأسلوب الذي تتبعه قيادة الإتحاد الآن في التّعامل مع الوضع والقضايا النقابية ، ليس سوى مناورة جديدة من مناوراتها ، الغاية منه البروز بمظهر القيادة الرّافضة لمشروع السّلطة والمنتصرة للموقف النقابي المناضل والإيهام بتبني قضايا العمّال والدّيمقراطيّة النقابيّة وبالدفاع عنها وذلك حـتى تكتسب لنفسها شيئا من المصداقية بعد أن إهترأت صورتها، قصد الاستمرار في مشروعها الهادف إلى الانقلاب على الفصل العاشر تحت غطاء النظر في مراجعة الهيكلة خلال المجلس الوطني القادم والدعوة إلى مؤتمر استثنائي لضمان دورة أخرى في المكتب التنفيذي القادم أو Ø �ستمرارها في موقعها دون حدود زمنية.
إلا أن مثل هذا التصرف التضليلي لن يغالط النقابيين و يغير قناعتهم بطبيعة القيادة الحالية المعادية لمصالح الشغالين ولن يخفي حقيقة ممارساتها النّقابيّة المناوئة للتوجهات النقابية المتمسكة بالنضال النقابي وباستقلالية الاتحاد وبالتعامل النقابي الديمقراطي. فتجربة العمّال والهياكل النّقابيّة معها طويلة والذّاكرة النّقابيّة لن تنس مواقفها من أغلب الملفّات الهامة سواء تعلّق الأمر بالمفاوضات الاجتماعيّة الأخيرة وبنتائجها المخيّبة لآمال الشّغالين، أو ملفّ التّأمين على المرض و ما ألحقه من أضرار بالشغيلة أو التهاون قي مقاومة ظاهرة السمسرة باليد العاملة إضافة إلى تسييرها لدواليب للمنظمة بطرق بيروقراطية بالية عبر الضغط على الأنفاس النقابية الديمقراطية و ضربها لاستقلاليّة القرار النّقابي.
إنّ اللقاء النّقابي الديمقراطي المناضل ينبّه إلى خطورة المناورة بمطالب العمّال و إلى كل محاولة لتوظيفها من أجل حسابات انتخابيّة خاصّة، كما يؤكّد على جسامة المسؤوليّة الملقاة على عاتق كافّة المناضلين المنحازين قولا وفعلا إلى جانب العمّال والمنتصرين لمبادئ العمل النّقابي المستقلّ والديمقراطي والمناضل في فضح كلّ المناورات التي تحاك ضدّ العمال ومنظّمتهم وفي توحيد جهودهم من اجل فعل مشترك يرتقى إلى مستوى التّحدّيات التي تطرحها استحقاقات المرحلة القادمة و خاصة خلال المجلس الوطني القادم وفي الاستعداد من الآن لإفشال مؤامرة  » المؤتÙ �ر الاستثنائي  » وتمرير مشروع الهيكلة التي تسمح بالتمديد والانقلاب على الفصل 10 من القانون الأساسي للاتحاد.
كما يدعو اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل كافة المناضلين النقابيين إلى اليقظة تجاه ما يدور من نقاش حول ملفات نقابية خطيرة تحت إشراف المكتب التنفيذي كي لا نترك الفرصة للبيروقراطية والأطراف المتعاملة معها لتمرير تصوراتها و مخططاتها بإقصاء متعمد للنقابيين المناضلين من اللجان المكلفة بإعداد مشاريع اللوائح مثلما حصل في لجنة إعادة الهيكلة … أو ما انكشف من محاولات تمرير تصورات تتناقض مع ثوابت المنظمة وقناعات النقابيين في ملف التربية والتعليم ويدعو كل المناضلين إلى التجند لفرض نقاش قاعدي واسع لمشاريع اللوائح تشارك فيه الهياكل النÙ �ابية بفاعلية لتقتطع الطريق أمام كل تفريط وانقلاب على إرادة النقابيين.  
 
اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل تونس في 20 نوفمبر 20

 
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 20 نوفمبر 2010)

 


تأكيدا لخيار الحوار

وزير التربية يؤكد استعداده للقاء بنقابة التعليم الثانوي


جدّد حاتم بن سالم وزير التربية تأكيد تمسك الوزارة بالحوار صلب العائلة التربوية كخيار لا محيد عنه في حل كافة المسائل المطروحة وأعرب عن الاستعداد لمواصلة التواصل مع النقابة العامة للتعليم الثانوي ومقابلة هيئتها.. جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمعه أول أمس بالمنصف الزاهي عضو المركزية النقابية المسؤول عن قسم الوظيفة العمومية في إشارة واضحة من الوزير لمد اليد للحوار ومواصلة التفاوض في كل الملفات المفتوحة رغم موقفه الثابت القائم « على الاستغراب من إضراب 27 أكتوبر الماضي الذي لا مبررات اجتماعية أو مهنية لشنه « حسب ما نقله لضيفه مصرحا بان « الحوار لم يصل في أيّ مستوى كان إلى القطيعة ».

وأعطى موعدا لمقابلة نقابة التعليم الثانوي في أقرب الآجال ما يعكس استعداد وزارة التربية إلى الاستمرار في نهج الحوار المفتوح. فهل يطوي لقاء رأب الصدع بين الوزير وعضو المركزية النقابية صفحة التصعيد الأخيرة التي ميزت تحركات نقابة الثانوي في الدفاع عن مطالبها ويفتح مرحلة جديدة من التفاوض والحوار المثمر؟ 

(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 20 نوفمبر 2010)

 

مطوية النقابة الجهوية لعملة التبية ببنزرت اضراب 24 نوفمبر لماذا؟


 
اضراب احتجاجي كامل يوم الأربعاء 24 نوفمبر 2010  
من أجل
وضع حد لسياسة المماطلة و التسويف و ضرب المكاسب و الحرمان من الحقوق تطبيق الاتفاقيات الممضاة فتح باب التفاوض الجدي الذي يفضي إلى تحقيق مطالبنا الواردة باللائحة المهنية الصادرة عن مؤتمر 23 جانفي 2010 صف واحد يا عمال المطالب بالنضال  
من مطـــــالـــــبنــــــــا  
تمكين عملة التنظيف من الحليب ومنحة التعفن تحسين المقدرة الشرائية لعملة التربية تطوير الارتقاءات المهنية للعمال المجمدين في أصنافهم أكثر من خمسة سنوات والترفيع في نسبة المرتقين وتحسين شروط الارتقاء والترفيع في قيمته المادية. الإدماج الآلي للعملة المكلفين بعمل إداري وتمكينهم من حقهم الشرعي في الامتحان المهني وتمتيعهم  بزي الشغل إعادة تصنيف العملة القائمين بأعمال مختصة والمصنفون بصنف أدنى وفق مدونة التصنيف المهني لا للمناولة لا للتعاقد  
من مطـــــالـــــبنــــــــا  
وضع حد لكل الأشكال الهشة للتشغيل التي تنخر قطاعنا و خاصة الانتداب بالتعاقد إرجاع المطرودين. ادماج عملة الحضائر في القطاع لا لضرب المكاسب  
من مطـــــالـــــبنــــــــا  
المنح تعميم المنح الجامعية على كافة أبناء عملة التربية. تمكين عملة التنظيف من الحليب ومنحة التعفن. تمكين عملة التربية من المنح المسندة لنظرائهم من عملة الدولة وخاصة منحة المسؤولية ومنحة التعهد والصيانة (التجهيز). منحة الخطر والعدوى ورفع الفواضل (قطاع البلديات) والحليب (عملة التعليم العالي). منحة العودة المدرسية والامتحانات الوطنية الترفيع في القيمة المالية لمنحة الحراسة الليلية وتنظيرها بقطاع الصحة منحة الكتب المدرسية  تفاديا للنقص الحاصل  في الكتب المدرسية  وعدم التحكم في توزيعها.     عاشت نضالات عملة التربية  

لماذا يضرب عملة التربية يوم الأربعاء 24 نوفمبر 2010؟


تنفيذا لقرار الهيئة الادارية القطاعية لعملة التربية المنعقدة يوم الأثنين 04 أكتوبر 2010 ،ينجز عملة التربية اضرابا حضوريا يوم الأربعاء 24 نوفمبر 2010 لعدم استجابة وزارة التربية لمطالبهم المهنية  المضمنة في اللائحة المهنية الصادرة عن المؤتمر القطاعي لعملة التربية المنعقد بتونس يوم 23 جانفي 2010 . يرفض عملة التربية أسلوب المماطلة و التسويف الذي تنتهجه وزارة التربية في تعاطيها مع مطالبهم المشروعة و يطالبون بفتح أبواب التفاوض الجدي وفق سقف زمني محدد يفضي الى تحقيق هذه المطالب الملحة من بينها: المنح ·تعميم المنح الجامعية على كافة أبناء عملة التربية. ·تمكين عملة التنظيف من الحليب ومنحة التعفن وعملة التربية من المنح المسندة لنظرائهم من عملة الدولة وخاصة منحة المسؤولية ومنحة التعهد والصيانة (التجهيز). ·منحة الخطر والعدوى ورفع الفواضل (قطاع البلديات) والحليب (عملة التعليم العالي). ·منحة العودة المدرسية والامتحانات الوطنية ·الترفيع في القيمة المالية لمنحة الحراسة الليلية وتنظيرها بقطاع الصحة ·منحة الكتب المدرسية  تفاديا للنقص الحاصل  في الكتب المدرسية  وعدم التحكم في توزيعها. الجانب الترتيبي ·وضع حد لكل الأشكال الهشة للتشغيل التي تنخر قطاعنا و خاصة الانتداب بالتعاقد وإرجاع المطرودين وإدماج عملة الحظائر في القطاع. ·تطوير الارتقاءات المهنية للعمال المجمدين في أصنافهم أكثر من خمسة سنوات والترفيع في نسبة المرتقين وتحسين شروط الارتقاء والترفيع في قيمته المادية. ·الإدماج الآلي للعملة المكلفين بعمل إداري وتمكينهم من حقهم الشرعي في الامتحان المهني وتمتيعهم  بزي الشغل. ·إعادة تصنيف العملة القائمين بأعمال مختصة والمصنفون بصنف أدنى وفق مدونة التصنيف المهني.   نقابي من بنزرت


السفينة التونسية المختطفة تتجه إلى الصومال وبعض البحّارة يطمئنون عائلاتهم


حرر من قبل التحرير في الجمعة, 19. نوفمبر 2010

أفادت مصادر إعلامية أن القراصنة الصوماليّين الذين اختطفوا السفينة التونسية حنّبعل 2 سمحوا لبعض أعضاء طاقمها بالاتصال بعائلاتهم.


 وأفاد ربّان السفينة لأبيه في مكالمة هاتفية أن الخاطفين وقع تعويضهم بقراصنة آخرين وأن السفينة التي وقع اختطافها قبالة خليج عدن تتجه نحو السواحل الصومالية، مؤكّدا أن القراصنة طالبوا شركة « جي إم تي » التونسية المالكة للسفينة بدفع فدية تبلغ قيمتها 7.3 مليون يورو.

كما اتصل ميكانيكي السفينة – هيثم، البالغ من العمر 29 سنة– بوالده بمدينة قصور الساف يوم الاثنين 15 نوفمبر الجاري حسب ما أفادت جريدة الصباح اليومية في عددها ليوم 17 نوفمبر، مؤكّدا بدوره أن السفينة تتجه نحو سواحل الصومال.

 وكانت الباخرة حنّبعل 2 التي تحمل شحنة من الزيوت النباتية قد وقع اختطافها يوم الخميس 11 نوفمبر من قبل مجموعة من القراصنة الصوماليين يترواح عددهم حسب المصادر الرسمية بين 10 و15 فردا، ووقع طاقمها المتكوّن من 31 بحريّا من بينهم 23 تونسيا في قبضة القراصنة، أثناء عبورها خليج عدن في اتجاه قناة السويس. 


ولم تبد السلطات التونسية إلى الآن استعدادا للتفاوض مع القراصنة حول الفدية التي طلبوها، في حين أكّدت المصادر الرسمية أن الأوامر صدرت من الرئاسة بمتابعة الوضع مع الهيئات والسلطات الدولية المختصّة. 

جدير بالذّكر أن منطقة خليج عدن أصبحت معروفة بتكرّر عمليّات القرصنة التي يقوم بها قراصنة صوماليون، ينجحون دائما في الإفلات من العقاب، وتؤكّد العديد من التقارير الصحفية أنهم مسنودون من رجال أعمال يقومون بتمويلهم ومدّهم بالأسلحة والمعلومات عن خطوط سير البواخر.

(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 19 نوفمبر 2010)


من الذاكرة الوطنية
بورقيبة في خريف 73: لا أعترف بإسرائيل الكبرى وخوفي على القضية الفلسطينية من حالة اللاحرب واللاسلم


 
بعد الحماس الذي أبداه الزعيم الحبيب بورقيبة في مطلع صائفة 1973 للقاء أي مسؤول إسرائيلي، تراجع في سبتمبر من السنة نفسها، مؤكدا أنه لا فائدة من الحوار مع تل أبيب طالما بقيت متمسّكة بما تسمّيه بحدودها الآمنة رافضة التخلي عن الأراضي التي احتلتها في حرب 67.
  
موشي ديان
 
في حديث إلى التلفزة البلجيكية يوم 10 سبتمبر 1973 أكد الرئيس الحبيب بورقيبة أن الحقيقة التي يحاول الإسرائيليون إخفاءها بينما قد أضحت أوضح من فلق الصبح هي أنهم مصرّون على عدم التخلي عن أيّ شبر من الأراضي التي استحوذوا عليها زيادة عن التي كانت منحتها إيّاهم هيئة الأمم المتحدة عام 1947 سواء في ذلك الـ24 بالمائة من أرض فلسطين التي احتلوها أثناء حرب 1948 أو أراضي البلدان المجاورة كسيناء والجولان. ولقد أثبتوا هذا الإصرار في تصريح رسمي عندما لاحظ وزير إسرائيلي أن السيد بورقيبة له من الذكاء الكبير ما يسمح له بالاعتقاد بأنه لا يوجد إسرائيلي واحد يقبل بأن يتنازل عن نصف وطنه. وأظنّ أن الجنرال موشي ديان هو الذي قال عند الحديث عن الأراضي المحتلة أن الحدود الحالية لهذه الأراضي هي الوحيدة التي تشكل حدودا آمنة لإسرائيل.
 
هتلر
 
وأجبت عن ذلك التصريح بما زعزع الإسرائيليين وجعل حجتهم هباء بقولي: إنّ من يتعلل بصيانة أمن بلاده فيغزو الأراضي المجاورة له ويلحقها بترابه ليس بينه وبين ما صنعه المستشار هتلر أيّ فارق، فلقد استحوذ بادئ ذي بدء على تراب السوديت عام 1938 ثم امتدت يده إلى تشيكوسلوفاكيا بأسرها بدعوى الحفاظ على سلامة ألمانيا، وبعد ذلك شرع في الإجهاز على بولونيا في عام 1939 الأمر الذي أدّى إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية.


عند ذلك قال إيبا إيبان، وقد تضايق كثيرا فيما يظهر عند اصطدامه بهذه الحجة الدامغة إنّ قرار التقسيم الصادر عام 1947 أصبح اليوم لاغيا، فما كان منّي إلا أن أجبت عن هذه الدعوى بأنها أخطر على إسرائيل من الدعوى الأولى، ذلك لأنّ قرار التقسيم إذا كان قد أصبح لاغيا في نظر إسرائيل، فإن إسرائيل نفسها تفقد وجودها القانوني لأن ذلك القرار هو بمثابة حجة ولادتها، فهو الذي أنشأ إسرائيل وسطّر لها حدودا معيـّنة، فإذا اعتراه البطلان فإسرائيل نفسها تصبح لاغية.
 
تلاعب ومغالطات
 
إنّ الإسرائيليين يتلاعبون بالألفاظ وغايتهم في واقع الأمر الاحتفاظ بكل ما اغتصبوه، فإذا لم يتحرّجوا من التصريح به وتسجيله كتابة وقالوه ورواه لي السيد سنغور الذي كانت له علائق ديبلوماسية مع إسرائيل، وما كان عدوّا لها، إذ قال لي حرفيا: «كل شيء قد تعطّل منذ أن رفضت حكومة إسرائيل الإدلاء بتصريح يفيد استعدادها للتخلي عن الأراضي التي احتلتها في حرب 67».


ومضى الرئيس بورقيبة يقول: هذا الإصرار على الاحتفاظ بكل ما استحوذت عليه إسرائيل قد أكدته تل أبيب كتابة حسبما رواه لي الأمين العام للمنتظم الأممي السيد كورت فالدهايم إذ قال لي: أن الدكتور يارينغ الذي كلف بالبحث عن تسوية لأزمة الشرق الأوسط قد وجـّه مذكرة لحكومة إسرائيل تهدف إلى إقرار السلم في تلك المنطقة، فكان جواب إسرائيل عن تلك المذكرة ما يلي: «لسنا مستعدين للتنازل عن شبر واحد من الأراضي التي احتللناها بالقوة» وقال لي إنّ السيد يارينغ قد توسل إليهم والتمس منهم أن يحذفوا هذه الجملة فقط من مذكرتهم فأبوا ورفضوا»؟
 
لا اعتراف بإسرائيل الكبرى
 
ويواصل الزعيم الحبيب بورقيبة قائلا: إذن، فإنّهم يتلاعبون بالألفاظ في حين أنهم يقولون أنهم مستعدون للحوار بينما هم يضعون في سبيله شرطا مسبقا لا يسعني قبوله أبدا وهو وجوب الاعتراف بالحدود الحالية لإسرائيل الكبرى وأنا أيضا أضع شرطا مسبقا لا يقبلونه وأعني به الرجوع إلى حدود عام 1947 ومثلما قلت ذات يوم إلى جريدة لوموند فإنّ شرطي المسبق يعني الرجوع إلى القانون الدولي واحترام الشرعية الدولية بينما الشرط الذي تتمسـّك به إسرائيل ينتهك حرمة القانون الدولي الذي يستنكر ولا يقرّ أبدا الاستحواذ على أراضي البلدان المجاورة بالقوّة.

سـؤال: لكن يبدو أن الدول العربية تقترح إقرار السلم مقابل الرجوع إلى الحدود التي كانت موجودة في شهر جوان 1967 قبل الحرب الخاطفة؟
* جواب: هذا صحيح.
س: إذن فبعض الدول العربية لا تستثني إمكانية إدخال تغييرات على الحدود؟
* وهذا خطأ، وقد قلت ذلك للرئيس أنور السادات إذ صارحته بقولي: إنّكم تفكرون في سيناء، وسوريا تفكر في الجولان وينبغي أن تتخذوا موقفا تؤيّده الشرعية الدولية. ذلك أن احتلال سيناء ليس أكثر ابتعادا عن القانون الدولي من الاستحواذ على %24 من التراب الفلسطيني في عام 1948 التي افتكت هي أيضا بواسطة الحرب. فإذا كنتم تريدون بحق الرجوع إلى الشرعية الدولية ويكون موقفكم مدعما بالقانون الدولي فعليكم أن تتمسّكوا لا بحدود عام 1967 بل بحدود عام 1947 التي لها وحدها الصبغة الشرعية بالنظر للقرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي صوّت على إنشاء دولة يهودية وسطـّر لها حدودا معيّنة ومضبوطة للغاية.
س: إذن أنتم متفائلون في خصوص إمكانية قيام الحوار؟
* كلاّ، بل إنّي على يقين بأنه لن يقع وهذا ما قلته، ذلك لأنّ كل طرف يضع شرطا مسبقا لا يقبله الطرف الآخر وهذا ما يحول دون افتتاحه وستبقى الحالة على ما هي عليه لأنّ إسرائيل واثقة بأن لها ما يكفي من القوة لاستبقاء حدودها الحالية ولو ضد كل الأقطار العربية وأنّ بوسعها أن تجهز على كل البلدان العربية بطائراتها إذا ما استفزت أو إذا أريد استئناف ما يسمّى بحرب الاستنزاف في حال أنه لا توجد بلاد عربية قادرة على تدمير مدينة من مدن إسرائيل بل حتى على التحليق في الأجواء الإسرائيلية نظرا لتفاوت القوى المتقابلة، بحيث أن إسرائيل مصرة على الاحتفاظ بما اغتصبته ولن تعدل عن موقفها هذا ولو أدّاها الأمر حتى إلى التمرد على الولايات المتحدة الأمريكية نفسها أو حتى على المنتظم الأممي. فأنتم ترون كيف تحدت إسرائيل القرار الأخير الذي اتخذه ضدها مجلس الأمن بالإجماع حيث أقدمت على عملية جديدة من عمليات تحويل وجهة الطائرات. فهم قوم يعانون من مركّب هو مزيج من النصر والكبرياء والقوة العاتية وهو شبيه تمام الشبه بالمركب الهتلري على إثر انتصارات الجيش الألماني في الحرب الخاطفة.
 
اللاحرب واللاسلم

وفي تصريح للصحافة الألمانية يوم 12 سبتمبر 1973 قال الزعيم الحبيب بورقيبة: «إنّي متخوف على القضية الفلسطينية من دوام حالة اللاحرب واللاسلم إذ هي تخدم صالح إسرائيل، ثم إنّ العرب غير قادرين على مناوشة إسرائيل ومضايقتها حتى تقبل الحلول الوسطى فيُسَوّى المشكل».
محمد علي الحباشي

(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 20 نوفمبر 2010)


فيديو: الحقلة الرابعة مع الدكتور أحمد الأبيض وتجربته العلمية والانسانية


السبيل أونلاين – تونس – خاص + فيديو
لمشاهدة الفيديو – الرابط على اليوتيوب :
في الحلقة الرابعة والأخيرة يختم الدكتور أحمد الأبيض حديثه للسبيل أونلاين ، حول تجربته العلمية والانسانية ، « كذلك اشتغلت على الحديث النبوي لأنه ظهرت على السطح في الفضاء الإسلامي محليا وعالميا أفهاما وأشكال تعامل مع القرآن والسنة ، فيها أشكال غلو أو بعض قصور في الفهم ، أو ما سماه الدكتور يوسف القرضاوي بالظاهرية الجديدة فضلا عن العبث من بعض الجهات العلمانية التي أرادت تحييد الإسلام عن الناس أو الناس عن الإسلام ».
وقال الدكتور الأبيض – الطبيب والمفكّر الإسلامي والخبير في العلاقة بين الجنسين – أن تلك الأفهام كانت « محفزا لي لأن موضوع القراءة والفهم ، أي كيف نفهم الآية والحديث والنص بصفة عامة ن  فاشتغلت على مستوى التنظير بما سميته « في القراءة » ، وعلى مستوى الممارسة باختيار مئة حديث كنوع من « رياض صالحين جديد » نقدمه ونقدم منهجا مطبقا في قراءة هته الأحاديث  نحسب أننا نقدم إضافة للفكر الإسلامي وإلى الناس ، وأطلقنا على هذا المبحث اسم « كيف يتكلم رسول الإسلام إليك . مضيفا « فعل التلفظ والكلام النبوي ليس فعلا في الماضي ، بل هو فعل في المضارع  وليس مطلقا في خلاء وبيداء ، وهو متوجه لكل إنسان باعتباره جاء رحمة للعالمين ، وتحميل لكل إنسان مسؤوليته ووضعه له في موطن المحاور لرسول الله (صلى الله عليه وسلّم) ، وجعلت لهذا المبحث عنوانا صغيرا سميته « أنهار من المعنى »  مستوحين مقولة « رومون بارد »  « شارع من المعنى » ، ولكنه سميته بصيغة الجمع والتوسع فصارت أنهارا للإبانة أن الحديث ليس نصا فقيرا أو ليس له إلا دلالة واحدة وإنما هو حمال ودلالات ، ونحن نقرأه ونعيد ، وجاء في الأثر أن القرآن يأتي يوم القيامة بكرا فمهما قرأناه وأعدنا القراءة له فلازال لدينا ما نقرأ ونكتشف منه ، ونظرية جمالية الترقي في قراءة النصوص ، نكتشف أن النص لا يتكلم وحده كما هو شبه مقرر اليوم في البحوث الإنسانية ولكننا نسأله ونستنطقه  ونكتشف من خلال ذلك كثيرا ما يستحق أن يقال ».
كما اهتم الدكتور الأبيض أيضا بالدعاء « وكتبت في ذلك كتابا سميته « فلسفة الدعاء » ضمن مقولات ودلالات سبق أن تعرضت لها ، وكان مجال تطبيقي لها ، وكتبت رسالة عن « الصبر » ، ورسالة عن « الشكر » ، ورسالة عن « التقوى » ، و   رسالة عن « التوبة » ، ضمن مفاهيم تربوية ، وفيه حوالي 200 صفحة لإخراج الدعاء من صفة أنه تصرف العاجز ولجعله في عمق الواقع ، فإذا كان الناس يمارسون الدعاء فإنهم يتحدثون مع الإله الذي يمدهم بما يريدون ، سيفاجأ قراء كتابي هذا بأني أتحدث عن الإنسان لأن الله عليم حكيم ونحن الذين تنقصنا الحكمة والعلم ، ومن جملة ما صدرت به هذا الكتاب مقولة « الشار الارلندي وليام » ، مع الحلم تبدأ المسؤولية  فالدعاء هو تنمية للأحلام والطموحات وهو رغبة محمومة في الرحيل وكما قال المسعدي عن أبي هريرة « كان كالماء الجاري الذي لا ينقطع عنه الرحيل » وكما قال النبيء (صلى الله عليه وسلم) « إنه ليغان على قلبي فأستغفر الله في اليوم سبعين مرة » ، ويعلق على ذلك الصاوي في حاشيته عن الجلالين أن النبيء (صلى الله عليه وسلم)  في حالة قرب مستمر من الله قرب مكانة لا قرب مكان ، وإنه عندما يكون في مستوى أخر من مستويات القرب ويستشرف المرحلة السابقة تبدو كأنها مظلمة ، كأنك كنت في غرفة فيها فانوس 100 وات وانتقلت إلى أخرى بنفس المساحة وفيها 200 أو 1000 وات ، تبدو لك الغرفة الأولى مظلمة وعندما تصل إلى ذلك تقرر أنك في مستوى معين ولكن هناك ما هو أرحب وأجمل وأعلى وأحسن  فتقرر الرحيل ، فلو تأملنا في أي دعاء سنجده قراءة لواقع  وطلب لواقع أفضل  فهو عنوان عن رحيل لا ينقضي .  » لو نظرنا في الشكر مثلا ، بعض الناس يتصورون أن المسألة مجرّد طقس من الطقوس يجب أن نقوم به ، في حين ما معنى أن تشكر الله ، معنى ذلك أن ترصد النعمة التي أنت فيها في الوقت الذي لا ينتبه لها آخرون  ،  كالقولة الرائجة « الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى » ، والشكر يعلمنا أن نكتشف الصحة على وجودها نتنعم بها نرعاها نحفظها ننميها ، وبالتالي الشكر ليس مجرد تلفظ ، هو فعل ناجز بل هو تنعم بالخير والنعيم » ، كما يقول الدكتور أحمد الأبيض .
 ويضيف « اشتغلت كامتداد واستكمالا لمبحث الآخرة ، هذا ساقني إلى مبحث مهم سميته « في النظرية العامة للاستمتاع » ،باعتبار قول الرسول (صلى الله عليه وسلم) : »الدنيا متاع… » وفى رواية أخرى « الدنيا كلها متاع… » ،  كلها متعة وما سمي أثاث البيت متاعا إلا لأنه يستمتع به « الدنيا كلها متاع وخير متاعها المرأة الصالحة » ، فكيف تتحول هذه الدنيا  من  المتاع في مقولة النبوة إلى عالم بائس نزهد فيه أو نعرض عنه أو نوليه ظهورنا  فنحن جئنا للدنيا لنعمرها « واستعمركم فيها » كما قال تعالى ، وأبيّن في هذا الكتاب أن هناك شقين من الاستمتاع  ، استمتاعا يصنع نعيما ، واستمتاعا آخر يصنع جحيما  ، فالذي يغتصب امرأة يستمتع ولكن يصنع جحيما لتلك المرأة قد يصاحبها طيلة حياتها ويهدد نفسه بجحيم فقد يلقى عليه القبض ويقضي شطر عمره خلف القضبان في حياة بائسة أليمة ، والذي يذل الآخرين يستمتع بتسلطه ولكنه ينشأ جحيما من حوله ، فهذا الاستمتاع الذي يصنع الجحيم سماه القرآن « غرورا » ،  قال تعالى « إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد » … »فكثير من الناس يقرأون هته الآية باعتبارها ذم للدنيا ، ولكني أحسب أنه وصف للدنيا على حقيقتها ولكن القرآن يلفت انتباهنا إلى مريم بعد ذلك أنها محدودة في الزمان ، كما قال تعالى « كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما » ، وإلى حقيقة أخرى كما جاء في الحديث النبوي « حُفّت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات » فهذا شكل ثاني من الاستمتاع الذي يصنع جحيما  فذاك هو الغرور » .
وانهى الطبيب والمفكّر الإسلامي والخبير في العلاقة بين الجنسين حديثه بالقول : »اشتغلت أيضا على الظاهرة الغنائية باعتبار أن الغناء  صار له حيزا كبيرا في واقع الناس ، ولازالت  قائمة الأعمال فالمنشور من هته الكتب حاليا هو  » من أجل حياة جنسية وإنسانية ناجحة »  ، نشر في تونس وفي سوريا  وترجم للفرنسية والتركية وهو بصدد ترجمته إلى الكردية ، وهناك كتب أخرى بصدد النشر ».
وفي كلمة أخيرة قال الدكتور أحمد الأبيض : »هته الأعمال وغيرها تحتاج  إلى تسويق ونشر في سوق الكتاب الواسع وبحرفية وتقنية عالية ، وأرجو أن تتاح لي الفرصة لزيارة بلدان ذات خبرة وتجربة في النشر في المشرق خصوصا ، اضافة الى أن في نيتي وأرجو أن ييسر ذلك ، تقديم هذه الأعمال في بعض القنوات الفضائية ولله الميسر ».
من تونس – عبد السلام التوكابري
 
(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 14 نوفمبر 2010)


الحبيب بوعجيلة و »إثبات الموقف بكل الطرق » سلوك « تقدمي  » من أجل « إصلاح وتنمية » ينجزهما « تقدميون جدا »!!


صابر الشاهد

في الوقت الذي لم أُرِد فيه أن أثقل على القارئ الكريم بسرد كامل نص السيد الحبيب بوعجيلة الذي استعملته للإثبات بالوثيقة – باعتبار إمكانية القدح في الشهادة الخاصة  – الموقف العدائي للسيد بوعجيلة تجاه الاتجاه الإسلامي والاتحاد العام التونسي للطلبة،هذا العداء الذي استمر ربع قرن وعكسه ما جاء في إشارته التحقيرية للمنظمة الطلابية الاتحاد العام التونسي للطلبة الواردة في مقاله المنشور على أعمدة جريدة « الطريق الجديد » عدد 203 بتاريخ 30 أكتوبر 2010، أورد السيد بوعجيلة النص المنشور في جريدة الموقف سنة 1987 كاملا حيث يتبيّن بما لا يدع مجالا للشك تأكُّدَه من أن  » اليسار الطلابي يتمتع بحظوظ أوفر للنجاح في مهمة تجميع أوسع جماهير الطلبة  » لو لا الموقف الانتظاري، وهو ما كان مجانبا للحقيقة إذ كان اليسار الماركسي في أضعف حالاته وقتها. وهو ما أكدته انتخابات مجالس الكليات التي جرت حينها ومقال السيد بوعجيلة لم يجف حبره بعد. إذ اختار الطلبة أن يكافئوا القوى التي دافعت عن مصالحهم الحقيقية وصوتوا لفائدة قائماتها. وهو ما تمّ فعلا حيث خسر اليسار الماركسي، الذي نزل في قوائم موحَّدة، الانتخابات  في أغلب الكليات وخاصة في ما كان يعتبره معاقل تاريخية له: كلية الحقوق بتونس وكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس(كلية 9 أفريل) وكلية الآداب بمنوبة… وهذه الأرقام بالإمكان التثبت منها، فأنا لا أورد كلاما إنشائيا دون الرجوع إلى المصادر التي  – مع الأسف – حين نستشهد بها  نُتَّهَمُ بأننا نلاحق الناس،  فالسيد بوعجيلة اعتبر توثيقي لكلامي بنص كتبه هو ملاحقة له، وهو أمر غريب ممن يعتبر نفسه مثقفا.   ورغم تردّد الموقف الذي عبّر عنه السيد الحبيب بوعجيلة فإنني أسجل بإيجابية وصوله إلى مرحلة نصف الاعتراف بالحقيقة التي أكدناها منذ مقالنا الأول وهي أن السيد بوعجيلة لم يكن نزيها ولا محايدا حين تحدث عن فصل من تاريخ الحركة الطلابية في جريدة الطريق الجديد. ونصف الحقيقة هذه جاءت في الجملة التالية من مقاله المنشور على صفحات عدد 14 نوفمبر2010 لموقع تونس نيوز:  » و على مستوى التيار الذي كنت من منشطيه في الجامعة كان التصور وقتها أن فعلنا مندرج في سياق الحركة التقدمية في مقابل الاتجاه و هو ما قد يفهم منه الجرأة في إيراد معلومات وتحاليل تقترب إلى التحريض والمواجهة مع  » الخصم  » لإثبات الموقف بكل الطرق « . فالأمر ليس فقط ما قد يُفْهَمُ منه بل ما كان يلحظه الجميع آنذاك، ولا أريد هنا أن أعود وأكرِّر ما قدّمته من شهادة في النص الأول المعنون بـ « شهادة على « شهادة للتاريخ » »، والسيد بوعجيلة حّر في تصرّفه ولكن ليس له أن يمنع الذين عاصروا تلك الأحداث من الشهادة تحت غطاء ادعاء الملاحقة. وليتأكد السيد بوعجيلة أن لا أحد يلاحقه ولكن يجب ألاّ يتوهّم أبدا أنه مالك الحقيقة الوحيد وأنه كان يُنَشِّط  » « حساسية سياسية وفكرية » تدعي التميّز وسط المشهد السائد ». ولا أريد أن أعود وأسرد جملة النصوص التي نشرها عناصر من تياره في سياق حملة مناهضة المؤتمر العام للحسم التي كانت تخوضها عناصر ماركسية تملك مجلة أسبوعية (الموقف)، حتى أُثْبِتَ أنهم كانوا يدورون في فلك تلك التيارات نتيجة ما عبّرت عنه أنا في نصي الأول بـ » مخالفة « الأب » في المسائل الصحيحة والخاطئة على حد السواء ». والتحليل النفسي، سيدي، لا يمكن أن نستعمله فقط لفهم ردود فعل الأفراد بل كذلك يفيد في الإحاطة بردود فعل المجموعات مهما قلّ عدد أفرادها. ويبقى من حقّ أي تيّار أو أشخاصا أن يناهضوا أيّا كان، ولكن ليس من حقّهم نكران ذلك أو اعتبار ذلك الموقف هو موقف أغلب الجماهير الطلابية إذا لم تعاضد كلامهم معطيات ملموسة.
ادعاءان يستحقان التصويب
أنا لا أريد أن أجعل من هذا النقاش مناكفة شخصية بيني وبين السيد الحبيب بوعجيلة ولكنّه يورد في كامل مقالاته معلومات ليس لك إلا أن تصحّحها. ورجائي ألاَّ يُفهَم التصحيح مرة أخرى « ملاحقة « ، ولست أدري هنا من يلاحق من؟ هل نحن من أشرنا إشارات تحقيرية لتجربة بوعجيلة أم هو الذي قام بذلك – وهو يظن أنها إشارات عابرة تجاه أناسا يرتاح الجميع لسبهم وشتمهم – ثم يحتج على توضيحاتنا؟ :
1- إنّ الحديث عن كتابة مقال من قبل طالب على أنه يعتبر « إقداما » و »مغامرة بكل المقاييس » فيه تضليل كبير لجمهور القراء ممن لم يعايشوا فترة الثمانينات؛ فالكثير من الطلاب من حساسيات مختلفة كتبوا مقالات تتناول الوضع الجامعي بالتحليل. وأسماء كثيرة كتبت طيلة فترة الثمانينات في جرائد ومجلات منها: « ديمقراطية »(بالفرنسية) والرأي والصباح والطريق الجديد والموقف والأخبار والمغرب العربي وحقائق… ولم يكن الحبيب بوعجيلة « فاتحا » في هذا المجال.والأرشيف الصحفي موجود وبالإمكان الاطلاع عليه من حسن الحظ.
 
 2 – أما الإشارة إلى وجود طلبة إسلاميين « يؤثثون  » صفحات طلابية في « الصباح  » و »الرأي » وقتها فهذا مجانب للحقيقة أيضا، ففي زمن نشر السيد الحبيب بوعجيلة نصّه (ديسمبر 1987 ) في جريدة الموقف، التي كانت وقتها بمثابة ناطق رسمي باسم اليسار الماركسي و »حلفاءه » في الجامعة،  لم يكن الإسلاميون يكتبون في جريدة « الصباح » التي يمكن للقراء العودة إلى أعدادها سنة 1987 وسنة 1988. أما جريدة الرأي فقد تمّ إيقافها عن الصدور في ربيع 1987 عندما كانت التحركات الطلابية على أشدّها للمطالبة بإلغاء أمر أوت 1982 المحدّد للترسيمات بالجامعة وماتت الجريدة منذ ذلك الوقت، إذ لم يتمكن عددها الصادر في جانفي 1988 من الوصول إلى الأسواق، وفهم صاحبها المرحوم حسيب بن عمار أن صحيفة الرأي لم يعد لها مكان في تونس « العهد الجديد ». ولعل السيد الحبيب بوعجيلة يريد أن يلمز إلى عمل الهاشمي الحامدي صحفيا بجريدة الصباح سنة 1985  وعمل جمال العوي في « الرأي » سنة 1985. وسياق كلامه يتوافق مع ذهنية « القوى التقدمية « التي يؤكد السيد بوعجيلة أنّه جزء منها والتي تعتبر أن مجالات العمل الإعلامي والثقافي عموما هي حكر عليها وليس للإسلاميين أن يعملوا فيها، فليس السلطة فقط من تريد قطع أرزاق الإسلاميين. وبهذه المناسبة أدعو إلى إجراء دراسة علمية حول شؤون الطلبة في الصحافة الوطنية خلال الثمانينات لفهم عديد الأمور.
وللتاريخ أيضا، أذكر أن فيصل التريكي أشرف على الصفحة الطلابية في جريدة « المستقبل » سنة 1980 و1981 كما أشرفت الأستاذة مية الجريبي على صفحة الطلبة في جريدة « الرأي » سنة 1983 وأشرف خير الدين الصوابني على الصفحة الطلابية في جريدة « الحبيب » في  بداية الثمانينات وأشرف سمير عبد الله  على الصفحة الطلابية سنة 1982  في مجلة « حقائق » ثم في مجلة « المغرب العربي » . وأشرف عصام الشابي على الصفحات الطلابية في مجلة الموقف سنتي 1984 و1985. كما أشرف الصحفي بقناة الجزيرة الآن نور الدين العويديدي على الصفحة الطلابية في جريدة الأخبار سنتي 1988 و1989. وبعد7 نوفمبر 1987 كوّن السيد عمر صحابو صاحب مجلة « المغرب العربي » هيئة تحرير كاملة للصفحات الطلابية من طلاب متنوعي الاتجاهات شارك فيها بين 1988 و 1990 كل من العياشي الهمامي وحمادي العش ومنذر شريط والهادي الجويني وسفيان المخلوفي وماهر مذيوب وعادل الثابتي وكان الصحفي القدير الهاشمي الطرودي يشرف على بعض هيئات التحرير الطلابية بصفته رئيس تحرير المجلة. ولم يكن بدعا من الأمر أن يعمل طلبة في صحف. وللتذكير أيضا، لقد عمل الصحفي  والمذيع اللامع في قناة الجزيرة اليوم محمد كريشان في جريدة الرأي في بداية الثمانينات منذ سنته الثانية في الجامعة.
الأسئلة المعلّقة…
من خلال « تفاعله » مع ما نشرته على موقع تونس نيوز تجنّب السيد الحبيب بوعجيلة الرد على الأسئلة التي تتعلق بالمضامين و الأفكار المؤسسة للعمل النقابي في الجامعة لدى كلّ الأطراف والموقف المبدئي من حرية التنظم في الجامعة، وبقي يكرّر أن تأسيس الاتحاد العام التونسي للطلبة كان خطأ استراتيجيا يأتي في سياق عقلية التأسيس لدى الإسلاميين، واعتبر ذلك معيبا بما أوحى إليّ أنّ السيد الحبيب بوعجيلة يعتبر أنه قدر على الحركة الطلابية أن تبقى أسيرة تجربة الاتحاد العام لطلبة تونس ونزوات مؤسسيه من الدستوريين أو متملكيه الجدد من اليسار الماركسي على درب مقولة  » الممثل الشرعي والوحيد » مهما كانت توجهات غالبية الطلاب مثلما هو قدر على التونسيين البقاء تحت هيمنة حزب واحد « محرّر البلاد و مؤتمن على مستقبل البلاد والعباد ». واستمر طيلة مقالاته متعاميا على السلوك الانعزالي للقوى » التقدمية » مؤكدا انعزالية الإسلاميين « بكل الطرق « .  وركز ردوده على نفي معاداة « الأب » وتأكيد صحة رؤاه وبقيت الأسئلة التالية معلّقة:  
ألم يكن من حقّ فئة من الطلبة أن تُنظِّم نفسها بطريقة مختلفة عن الآخرين خصوصا إذا كانت هذه الفئة تمثل غالبية الطلاب؟ هل كان لا بد للأغلبية أن تركن لرغبات الأقلية بدعوى المحافظة على تاريخ الحركة الطلابية؟ أيهما أجدر بالتنويه سدنة الهيكل على قلتهم وتعاليهم على جموع الطلاب واحتكاريتهم  أم فعل القوى الصاعدة التي تمثل توجهات غالبية الجموع؟ ماذا يمنع الطلاب أن يفكروا في تجربة أخرى خارج تجارب من سبقهم؟ هل أضرّ بمصالح الطلاب الفرنسيين وجود الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا إلى جانب الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا المستقل والديمقراطي ؟
وأطرح عليك أسئلة أخرى من وحي مقالك الأخير: « هاؤم اقرأوا كتابي.. »، وقد قرأناه وفهمناه منذ ربع قرن. بالنسبة لي المقياس العلمي الوحيد الوحيد لفهم توجهات الرأي العام هي نتائج الانتخابات في استحقاق ديمقراطي وهو ما لم يشكك فيه أحد بالنسبة لانتخابات مجالس الكليات طيلة الثمانينات بحكم مشاركة جميع التيارات المعنية بالمسألة النقابية فيها (الإسلاميون والماركسيون ) وخاصة بحكم إشراف الإدارة والأساتذة الذين كان أغلبهم من أنصار الاتحاد العام لطلبة تونس على تلك الانتخابات. وهذه النتائج أكّدت مساندة أغلب الطلبة لخيارات الإسلاميين النقابية ليس حبّا فيهم، بل لأنهم يخدمون مصالحهم، ولذلك كانت هذه النتائج عكس ما توقعته أنت خلال السنة الجامعية 1987/1988: فما هي المقاييس التي اعتمدتها أنت لتعتبر أن » اليسار الطلابي يتمتع بحظوظ أوفر للنجاح في مهمة تجميع أوسع جماهير الطلبة حول المهام الراهنة » كما ورد في « كتابك » المنشور سنة 1987؟
ما هو موقفك من التعددية النقابية « كحداثي تقدمي تؤمن بقيم الحرية » وصاحب فعل » مندرج في سياق الحركة التقدمية في مقابل الاتجاه[الإسلامي] » كما تقول أنت؟ هل هي جريمة أم حق لا غبار عليه مع تأكيدي أن التعددية التي تحدثت عنها أنت كانت تعددية  85بالمائة من أصوات الطلبة لفائدة « الاتجاه واتحاده  » كما تصر أنت على القول و15 بالمائة لفائدة « القوى التقدمية » أي التيارات الماركسية زائد السيد الحبيب بوعجيلة؟ من كان في تلك الأيام اتحاد غالبية الطلبة ومن كان اتحاد الأقلية؟ أم أنّ الشرعية « التاريخية » أقوى من شرعية الديمقراطية؟
ما ذنب الإسلاميين « الذين تعتبر أنت أن تأسيس الاتحاد العام التونسي للطلبة » جرّ عليهم « الخيبة » أن كانوا يمثلون إرادة الأغلبية؟
لماذا هذا الإصرار على عدم التطوّر وتقديم النقد الذاتي لتقول:  » لو استقبلت من عمري ما استدبرت لأعدت كتابة النص بنفس الروح والعبارات » ؟ غريب والله أمرك، هل بعد النتائج التي برزت أمامك ستكتب عن عجز الإسلاميين والاتحاد العام التونسي للطلبة عن استقطاب الطلبة وستكتب عن قدرة اليسار الماركسي على لفِّ أوسع الطلبة حوله ؟ ألا تعتبر بالأرقام وتوجهات الجماهير؟ هل كان على الإسلاميين البقاء أبد الدهر ينتظرون قبول اليسار  الماركسي حلحلة القضية النقابية الطلابية بالشراكة معهم – وهو ما لم لن يحصل أبدا- حتى ينالوا رضاء السيد الحبيب بوعجيلة؟
السيد الحبيب بوعجيلة رجائي أن تجيبني عن كل الأسئلة التي طرحتها عليك منذ نصيَّ الأول ولا تهمل أسئلة مهمّة وتغرق في تفاصيل الحديث عن الذات حتى لا يصحّ علينا قول العرب قديما: « شاكر نفسه يقرؤك السلام » . وأعدك بأنني لن أردّ عليك في المرة القادمة حتى تبقى دائما « مغامرا » و »مقداما و » منحازا إلى « القوى التقدميّة » وحتى يكون البقاء دائما لفائدة « المثقف المقدام وحلفاءه التقدميين » وتكون « الخيبة » من نصيب « القوى الرجعية ». فأي « حق يمكن أن نعترف به لبعضنا » إذا كان موقفنا لا يتغير أبد الدهر أم فقط نطلب من البعض الاعتذار عن الأخطاء سواء ارتكبها أو لم يرتكبها؟ غريب أمر « التقدميين  » في بلادنا يسبونّك ثم يتهمونك بملاحقتهم !!!  

من يدعم ومن يستفيد من حصار الثقافة والمثقفين بمدينة قصرهلال

 
مراد رقية
 
يجمع المثقفون والمبدعون الهلاليون على اختلاف حساسياتهم ومجالات اهتمامهم ونشاطهم بأن مدينتهم،مدينة2مارس1934،تمر بمحنة أو بنكبة ثقافية وجمعياتية لم تشهد مثيلا لها حتى أيام الحماية،ولعل المرجع الأساسي لهذا الاستنتاج هو المؤلف الذي أصدرته بلدية المكان برئاسة الصناعي عبد العزيز الدهماني الذي أصبح الآن رئيس الغرفة الوطنية للنسيج،وخاصة منه فصله الثقافي.
ولعل المضحك المبكي،والباعث على القلق والحيرة معا في آخر فصل من فصول هذه النكبة أن اختيار معتمد مدينة قصرهلال لرئيس وأعضاء اللجنة أو »الشعبة الثقافية » التي يفترض فيها على الأقل لدى سلطة القرارأن تمسك بزمام الأمور،وأن تحرّك ركود العمل الثقافي باخراجه من غيبوبته الثابتة والمزمنة،اختيارهم من الوسط التجمعي لا غير لم يكن كافيا،أو ملزما للمندوبية الجهوية للثقافة بالمنستير التي جمّدت هذه اللجنة ولم تمنحها تأشيرتها ،أو قل مباركتها قبل المرور الى تأشيرة وزارة الثقافة وحماية التراث مما عكس الوضع رأسا على عقب،فعوض أن يصدر « الفيتو » عن وزارة الثقافة ذاتها صدر عن المندوب الجهوي للثقافة وحماية التراث بالمنستير؟؟؟
ولعل المضحك المبكي ونحن في مسلسل المضحكات المبكيات في الشأن الهلالي أن السلطات الثقافية المنبثقة عن سلطة القرار التجمعية لم تعد تثق حتى بالتجمعيين الأقحاح أ, الخالصين المخلصين دون تحفظ يذكر لكي ترفع بهم ومعهم التحديات،وطالما أن غير التجمعيين من المستقلين،ومن غير ذي اللون أو الانتماء غير مرحب بهم برغم دفعهم للضرائب المحلية والعامة ضمن هذه الهياكل برغم ماترفعه الخطب الرسمية،وشبه الرسمية من شعارات ومقولات حول عدم الزامية الانتماء التجمعي لمنتسبي مثل هذه الهياكل الثقافية والجمعياتية،فمن أين يجب أن نأـي بالذين تثق فيهم سلطة القرار التنفيذية والثقافية المحلية والجهوية والوطنية لمباشرة الشأنين الثقافي والجمعياتي على مختلف هذه الصعد؟؟؟
لقد أطلق مثقفو ومبدعو المدينة ذات الماضي الثقافي والجمعياتي والاصلاحي العريق صيحة فزع،بل صيحات متعاقبة ومدوية عبر الصحف المكتوبة الرسمية قبل المستقلة،وعبر المراسلات المضمونة الوصول،وعبر الشبكة الاجتماعية،والمدونات لعل أبرزها مدونة »قصرهلال محاصرة رفعا للتحديات » المحجوبة على محرك ياهو-مكتوب،وعبر الصحف الألكترونية المختلفة،فهل يحتاج الأمر أن نرفع تظلم مبدعي ومثقفي مدينة قصرهلال الى المؤسسات والمنظمات الأممية وخاصة منها »اليونسكو » علما بأ، مدينتنا هي موطن أعلام أفذاذ كالمصلح العصامي الحاج علي صوّة،والدكتور المنجي الشملي،والدكتور محمد حسين فنطرالخبير الدولي للآثار ومتولي كرسي بن علي لحوار الحضارات وسماحة مفتي الديار التونسية،والمنتج السمعي البصري المتألق نجيب عياد، والمسرحي الرائد محمد الهادي الصانع،والنحات الهادي بوستة،والناقد فوزي الديماسي والشاعر الصحفي صالح سويسي وغيرهم كثير؟؟؟
وأخيرا نجدد التساؤل عن الجهة التي تدعم الاغتيال الثقافي والجمعياتي لمدينة2مارس1934 وتوجيهه عن بعد وعن قرب،وتحرص على تأبيده،وما موقف وزارة الثقافة والمحافظة على التراث من « الفيتو » الصادر عن المندوب المساعد للثقافة والمحافظة على التراث بالمنستير الذي يبدو بأنه خصخص أو خوصص المندوبية واعتبرها شأ،ا خاصا لا يشاركه الرأي حول مصيره أحد حتى وان كان في قامة وزير الثقافة والمحافظة على التراث الذي يصادف وجود وزارته بنهج 2مارس بالقصبة وهو ذات تاريخ انعقاد مؤتمر البعث بقصرهلال الذي يبدو بأنه صار نقمة لا نعمة على أهالي مدينة قصرهلال؟؟؟؟  

مسيحيو العراق
بقلم محمد المرواني

استهداف المسيحيين في العراق من قبل تنظيمات متطرفة ترفع شعارات دينية، و الدين منها براء، يبين الحالة التي أصبح عليها العراق في ظل الاحتلال البغيض من ثقافة القتل على الهوية بصفة منتظمة سواء من تنظيم القاعدة أو من المليشيات الطائفية التابعة لبعض الوزراء في الحكومة العراقية.
إن تنظيم القاعدة قد ارتكب بحق العراقيين أبشع الجرائم و أحقرها أخرها التفجير الإرهابي الذي استهدف المسيحيين أثناء قيامهم بقداسهم في كنيسة (سيدة النجاة ) والذي خلف عشرات القتلى و الجرحى في ظل وضع عراقي مأزوم، فلا ماء و لا كهرباء. أضف إلى ذلك حالة الفقر المتقع الذي يضرب اغلبية العراقيين. وتأتي التفجيرات الدموية ليلا و نهارا لتزيد من معاناتهم.
 و أن وضع المسيحيين أيام الدكتاتور صدام حسين كان في حالة حسنة جدا فلم نكن نسمع أنذاك صوت الانفجارات في الكنائس ولا احد هجرهم قسرا و لا أبادهم بالسلاح فقد كانوا جزء فعال في المجتمع وفيهم من كان في مراتب عليا سوى في الحكومة أو في الجيش أو في الأمن.
 إن تنظيم القاعدة الإرهابي لم يكن ليستطيع أن يعبث في العراق كما يشاء لو أن البلاد لم تتعرض لغزو بغيض احرق الأخضر و اليابس في حين أصبحت الفوضى هي الخبز اليومي للعراقيين.
و في الختام أتقدم بأحر التعازي لعائلات الضحايا ولكافة المسيحيين بتعازي الحارة و أتمنى من أعماق قلبي أن يختفي وإلى الأبد تنظيم القاعدة و معه الدكتاتوريات العربية التي خلقته جراء ظلمهم و طغيانهم و استبدادهم واحتقارهم المذل لشعوبهم الجائعة الفقيرة  

هكذا تحدث علي عزت بيجوفيتش 🙁 3 ) الثقافة ..الحضارة ..

عبدالباقي خليفة  
يشير المفكر الراحل علي عزت بيجوفيتش ، رحمه الله ، إلى حقيقة هامة ، كمدخل لحديثه عن الثقافة والحضارة في أعماله الكاملة التي طبعت مؤخرا في سراييفو ، بمناسبة الذكرى السابعة لوفاته 1925 / 2003 م رحمه الله . وهي دور العوامل والظواهر الخارجية في التأثير على الانسان ، إلى درحة حرفت مساره التعبدي ، فعبدها لذاته ، أوكواسطة أورمز للمعبود ، بينما هي في الحقيقة عبادة للظواهر الطاغية على عالم الانسان . وفي نفس الوقت يكشف عن أهمية العبادة ، أوالهوية الجماعية والانتماء الذي نراه في الملاعب الرياضية والانتماءات السياسية وغيرها، وإن كانت بدورها، دوائر تقوى وتضعف،  كل منها، من شخص إلى شخص آخر.  » هناك حقيقتان ارتبطتا بظهور الانسان الأداة الأولى ( التي استخدمها ) والعبادة الأولى ( التي مارسها ) . ولعل الأداة كانت عبارة عن قطعة من الخشب أومن الحجر مشكلة بطريقة غير مصقولة أو شطية من شظايا الطبيعة . لقد كانت صناعة الأدوات واستخدامها تمثل استمرارية للتطور البيولوجي ، وهو تطور خارجي وكمي يمكن تتبعه من الأشكال البدائية للحياة … » ويمضي قائلا  » إن الانسان عندما استخدم لأول مرة حجرا لكسر ثمرة جافة أو لضرب حيوان فقد فعل شيئا هاما جدا ، ولكنه ليس جديدا كل الجدة لأن آباءه الأوائل قد حاولوا فعل الشئ نفسه . لكنه عندما وضع الحجر أمام عينيه ونظر إليه باعتباره رمزا لروح ، فإنه بذلك قد قام بعمل أصبح السمة العامة التي لازمت الانسان في العالم كله . وهو أمر جديد تماما في مجرى تطوره . وكذلك عندما قام الانسان الأول مرة برسم خط حول ظله على الرمال ، فإنه بهذا العمل قد رسم أول صورة ، ومن ثم بدأ نشاطا متفردا اختص به من دون سائر الكائنات . فمن البديهي أن أي حيوان غير قادر على فعل هذا بصرف النظر عن درجته في سلم التطور ، حاضرا أو مستقبلا  » .
بهذا قسم علي عزت بيجوفيتش ، حياة الانسان ، بين الحضاري ، الكسب المادي بما فيه من اكتشاف وابداع ، والكسب الروحي ، بما فيه من صفاء وتجرد وتوحيد ، وما طرأ عليه من وثنية ، ومع ذلك ظلت تلك الممارسات تأكيدا على حاجة الانسان الروحية سواء أدركها من مصادرها ، أو ابتدعها كما فعل الاغريق واليونانيون القدامى . الانسان من السماء : إن الرحمة والحب ، والفداء ، والتضحية ، والصدقة ، والإكرام ، والرأفة ، وحب العدل ، وكراهية الظلم ، صفات تخالف الطبيعة الحيوانية ، إلا ما جبلت عليه داخل النوع الواحد ، واستثناءات لا تكاد تذكر ، لذلك يؤكد علي عزت بيجوفيتش على  » إن الجوانب البيولوجية لظهور الانسان يمكن تفسيرها بالتاريخ السابق . أما الجوانب الروحية ، فلا يمكن استنتاجها أو تفسيرها بأي شئ وجد قبله . فالانسان قد هبط من عالم آخر مختلف ، هبط من السماء …. »
كما يشير إلى  » إن العبادة والأداة يمثلان طبيعتين وتاريخين للإنسان : تاريخ هو دراما انسانية ، تبدأ من ، المرحلة التمهيدية لوجود الانسان بالجنة ، ثم تتطور خلال انتصار فكرة الحرية ، وتنتهي بيوم الحساب في الآخرة ، وهي الوازع الإخلاقي للتاريخ . أما الثاني فهو تاريخ الأشياء الذي ينتهي بالدخول في المجتمع الطبقي ، وقصور الطاقة ، شأنه في ذلك شأن بقية العالم المادي ، هذان التاريخان لهما العلاقة نفسها التي بين العبادة والأداة ، وهي العلاقة نفسها بين الثقافة والحضارة  » .
الحضارة والثقافة : يضع علي عزت خطا فاصلا بين الثقافة والحضارة  » هناك خلط غريب بين فكرة الثقافة وفكرة الحضارة . الثقافة ، تبدأ بالتمهيد السماوي ، بما اشتمل عليه من دين ، وفن ، وأخلاق ، وفلسفة ، وستظل الثقافة تعنى بعلاقة الانسان بتلك السماء التي هبط منها ، فكل شئ في إطار الثقافة إما تأكيد أو رفض أو شك أو تأمل في ذكريات ذلك الأصل السماوي للإنسان . تتميز الثقافة بهذا اللغز ، وتستمر هكذا خلال الزمن في نضال مستمر لحل هذا اللغز  » . أما الحضارة  » فهي استمرار للحياة الحيوانية ذات البعد الواحد ، التبادل المادي بين الانسان والطبيعة . هذا الجانب من الحياة يختلف عن الحيوان فقط في الدرجة والمستوى والتنظيم . هنا لا نرى انسانا مرتبكا في مشاكله الدينية أو مشكلة ، هاملت ، أو مشكلة ، الإخوة كرامازوف ، وإنما هو عضو المجتمع الغفل ، وظيفته أن يتعامل مع سلع الطبيعة ، ويغير العالم بعمله وفقا لاحتياجاته  » .
ويضرب علي عزت بيجوفيتش ، عدة أمثلة لبيان ما تختلف فيه الثقافة عن الحضارة  » الثقافة هي تأثير الدين على الانسان ، أو تأثير ( المجتمع ) أوالانسان على نفسه ، بينما الحضارة هي تأثير الذكاء على الطبيعة أو العالم الخارجي ، الثقافة معناها الفن ، الذي يكون به الانسان إنسانا ، أما الحضارة فتعني فن العمل والسيطرة وصناعة الأشياء صناعة دقيقة . الثقافة هي الخلق المستمر للذات ، أما الحضارة فهي التغيير المستمر للعالم . وهذا هو تضاد ، الانسان والشئ ، الانسانية والشيئية « .
ويحدد علي عزت بيجوفيتش عناصر الثقافة ، أو مكوناتها ، أو المؤثرات التي تصطبغ بها  » الدين ، والعقائد ، والدراما ، والشعر ، والألعاب ، والفنون الشعبية ، والقصص الشعبية ، والأساطير ، والأخلاق ، والجمال ، وعناصر الحياة السياسية ، والقانونية ، التي تؤكد على قيم الشخصية ، والحرية ، والتسامح ، والفلسفة ، والمسرح ، والمعارض ، والمتاحف ، والمكتبات ، يمثل هذا كله الخط المتصل للثقافة الانسانية الذي بدأ مشهده الأول في السماء بين الله والانسان  » .
وعندما يضرب علي عزت الأمثلة المتعددة ، فإنه بذلك يكرس تعزيز حججه القوية حول آرائه مما يكشف عن مقدرة عجيبة على الاقناع  » الحضارة هي استمرار للتقدم التقني لا الروحي ، والتطور ، الدارويني ، استمرار للتقدم البيولوجي لا التقدم الانساني . تمثل الحضارة تطور القوى الكامنة التي وجدت في آبائنا الأوائل ، الذين كانوا أقل درجة من مراحل التطور . إنها استمرار للعناصر الآلية ، أي العناصر غير الواعية التي لا معنى لها في وجودنا  » . إن تأكيد علي عزت على أن الحضارة هي الجانب في حياة الانسان ، لا يعني أنه يدعو لازدرائها ، بل للفت النظر لأهمية الثقافة حتى لا تكون الحياة عرجاء  » ولذا فإن الحضارة ليست في ذاتها خيرا ولا شرا . وعلى الانسان أن يبني الحضارة تماما كما أن عليه أن يتنفس ويأكل . إنها تعبير عن الضرورة وعن النقص في حريتنا . أما الثقافة فعلى العكس من ذلك : هي الشعور الابدي بالاختيار والتعبير عن حرية الانسان  » .
الإنسان والمجتمع : يرى علي عزت أن  » الحضارة في خلقها الدائم لضرورات جديدة وقدرتها على فرض الحاجة على من لا حاجة له ، تعزز التبادل المادي بين الانسان وبين الطبيعة وتغري الانسان بالحياة المظهرية ( البرانية ) على مقولة انتج لتربح واربح لتبدد ، هذه سمة في جبلة الحضارة . أما الثقافة ، وفقا لطبيعتها الدينية ، فتميل إلى التقليل من حاجيات الانسان أو الحد من درجة إشباعها . وبهذه الطريقة توسع في آفاق الحرية الداخلية ( الروحية ) للانسان  » .
يقر علي عزت بأن ثنائية الثقافة والحضارة ، عرفتها حقب تاريخية ممتدة بقطع النظر عن طبيعة الثقافة أو الدين الذي كان سائدا ، توحيديا أو غير ذلك  » وهذا هو المعنى الحقيقي لأنواع كثيرة من التنسك وإنكار الذات عرفت في جميع الثقافات . منها ما يفترض شكلا غامضا من أشكال تكريس قلة النظافة كالتي نراها عند الرهبان ( كانوا يتقربون إلى الله بكثرة الأوساخ حتى كان يقال فلان ناسك لم يلمس الماء بدنه منذ 40 عاما ) وعند الهيبز على حد سواء . فعلى العكس حكمة الاسلام في كبح الرغبات ، فإن الحضارة وهي محكومة بمنطق مضاد عليها أن ترفع شعارا مضادا ، أطلق رغبات جديدة دائما وأبدا  » .
. ويضرب لنا علي عزت أمثلة من التاريخ حول الثقافة والحضارة ، وعن ، تاسيروس ، قوله إن البرابرة كانوا يعاملون العبيد أفضل بكثير من الرومان … فلا يثير عجبنا في الحضارة الرومانية : الحروب والسطو ، وقسوة الطبقات الحاكمة ، والجماهير الممسوخة ، والمكائد السياسية ، واضطهاد المخالفين ، وألعاب المصارعة حتى الموت ، ونيرون ، وكاليجولا ، وكل هذه الفضائع لا تثير عجبنا ، ولكننا نعجب كم بقي بعد هذا ، من ثقافة في هذه الحضارة . إنه الروح الهلينية والذكاء الروماني . هو الفارق بين الثقافة والحضارة  » . ويقول  » يعطي الرومان انطباعا بأنهم برابرة متحضرون . فروما هي النموذج لحضارة قوية محرومة من الثقافة . أما الثقافة الماوية فقد تكون هي النموذج المضاد طبقا لما عرفناه عن الحياة عند الجرمانيين والسلافيين القادمى يبدو أنهم كانوا على مستوى أرفع من الثقافة من الرومان . كذلك كان الهنود الحمر أكثر ثقافة من المستعمرين البيض  » . ويخلص للقول  » يمثل عصر النهضة الاوروبية نموذجا لهذه الظاهرة فتلك الفترة الثقافية كانت أكثر الفترات إثارة في التاريخ الانساني . ومع ذلك تعتبر تدهورا من وجهة نظر الحضارة . فقد حثت ثورة حقيقية فسي أوربا إبان القرن الذي سبق عصر النهضة نتح عنها زيادة في الانتاج والاستهلاك كما تحققت زيادة سكانية ملحوظة  » .
بيد أن علي عزت لم يكن واضحا بما فيه الكفاية ، في موضع شديد الحساسية ، وهو ما إذا كانت الثقافة ( الدين ، والاسلام تحديدا ) قيمة فردية أو مجتمعية ، والحقيقة أن الدين كما هو الاسلام ، قيمة فردية وجماعية ، جماعية في الدنيا ، وفردية في الآخرة ، وهو ما فات مفكرنا الكبير ، أو هكذا خيل إلينا  » حامل الثقافة هو الانسان ، وحامل الحضارة هو المجتمع . ومعنى الثقافة القوة الذاتية ، التي تكتسب بالتنشئة ، أما الحضارة فهي قوة على الطبيعة عن طريق العلم . فالعلم والتكنولوجيا والمدن والدول كلها تنتمي إلى الحضارة . وسائل الحضارة هي الفكر واللغة والكتابة . وكل من الثقافة والحضارة ينتمي أحدهما للآخر . كما ينتمي عالم السماء إلى هذا العالم الدنيوي ، أحدهما دراما والآخر طوبيا « .
 وميلنا لتأكيد البعد الجماعي للدين ( الاسلام ) ما نقرأه في سورة الفاتحة  » اهدنا الصراط المستقيم  » ومعظم العبادات في الاسلام جماعية ، الصلاة ، والحج ، وحتى الصوم له بعد جماعي كصلاة التروايح ، والعيد ، كما أن زكاة المزروعات وحتى الماشية لها فصول بما يمكن اعتبارها جماعية .  

التمديد والتوريث والفخ القاتل

منصف المرزوقي إشكالية نكاد نختص بها نحن العرب في العالم، عدا استثناء آسيوي واحد هو كوريا الشمالية وأفريقي يتيم هو الكونغو. وكانت بداية الغيث الجلسة التاريخية للبرلمان السوري عندما عدل الدستور في خمس دقائق سنة 2000 لتورث أول جمهورية عربية.
وبما أنه لا وهم لأحد بشأن فوز أي شخص في « انتخابات » على السيد بشار الأسد.. واعتبارا لصغر سنه النسبي وتمنياتنا له بطول العمر وقدرة السلطة على حفظ الصحة، فإننا نتوقع أنه سيبقى في الحكم إذا لم يحدث طارئ، أربعين سنة على الأقل.
كذلك لا وهم بشأن إمكانية نقل السلطة خارج العائلة بعده مما يحتم على المورث أن يورّث ما ورث.
هذا ما يجعل الجمهورية العربية السورية موجودة على الورق، أما الموجود في الواقع فهي الجملكية السورية الأسدية، قياسا على المملكة العربية السعودية، بما أننا أصبحنا نسمى بأسماء العائلات المالكة للضيعة المسماة وطنا.  
وبعد الفتح السوري العظيم في ابتكار نظم سياسية ثورية لم يسمع بها أحد من قبل، رأينا القدوة الحسنة تتوسع نحو مصر وليبيا واليمن وحتى الجزائر. أما في تونس فإن السيناريو المبتذل متواصل، بل إنه شهد فصلا جديدا بعد المناشدة « العفوية » التي قام بها مجموعة من الأشخاص لبن علي بألا يَحرم الشعب التونسي من قدراته الفذة، والترشح للرئاسة سنة 2014 خلافا لوعده وللدستور الذي سنه بنفسه.
ثم جاء إنذار صهره بأن مشروع بن علي التاريخي سيتواصل بعد 2014 ليؤكد أن التوريث على قدم وساق. هو يعمل عليه بدأب مغازلا الإسلاميين وناشرا صورة المرشح المؤمن عله يسمى يوما الرئيس المؤمن، حتى وإن انتهى من حمل هذا اللقب أنور السادات النهاية المحزنة التي نعرف.
قد تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فترثنا بدله زوجته السيدة ليلى الطرابلسي. يا له من فخر لتونس أن تكون أول دولة عربية تحكمها امرأة. هكذا ستضاف الجملكية التونسية الطرابلسية للعقد الفريد بجانب الجملكية السورية الأسدية والجملكية المصرية المباركية والجماليكية الليبية القذافية العظمى.
شعوبنا العربية إذن محكومة من الخليج إلى المحيط بنفس النظام الاستبدادي، لكن بقناعين مختلفين، الملكية بلا قناع والملكية المقنعة. إنه التخلف المستديم والانحطاط الشامل والتقدم الحثيث إلى الوراء.
بدل ضحك لا بهجة فيه وبكاء ليس من ورائه جدوى، لنلعب دور محامي الشيطان. ألم يكن من مصلحة العراق أن يموت صدام في الحكم وأن يخلفه عدي؟ هل كان العراق ولو تحت هذا الشخص يصل إلى ما وصل إليه في ظلّ « الديمقراطية »؟ أليس المثل التونسي محقا في قوله « شد مشومك لا يجيك ما أشوم » (تمسك بالمشؤوم حتى لا يأتيك من هم أشأم)
لنتجاهل أنه ليس محتوما علينا إلى الأبد أن نقنع بالسيئ خوفا من الأسوأ، متوقفين عند أهمّ ما في الاعتراض. هل حقا التمديد والتوريث بالضرورة شرّ مطلق؟ ثمة مثالان تاريخيان في بلدين غربيين يظهران أنهما كانا أحسن خيار.
الأول هو أميركا حين وقع التمديد للرئيس فرانكلين روزفلت الذي انتخب سنة 1932 و1936 ثم مدّد له سنة 1940 و1944 أي مرتين إضافيتين، والحال أنه لا مجال للأمر في القانون.
الثاني هو إسبانيا حيث تمّ توريث السلطة سنة 1975 بعد موت فرانكو -حتى وإن كان الوريث ليس الابن البيولوجي للدكتاتور وإنما الابن الروحي الذي اختاره هو وليس الشعب- أي خوان كارلوس ملك إسبانيا إلى اليوم.
لا الشعب الأميركي عارض التمديد ولا الشعب الإسباني التوريث. فالتمديد للرئيس روزفلت لم يكن استسلاما لمنقذ عسكري وإنما تجديد ثقة لمدني لم يسارع إلى إعلان الأحكام العرفية وحظر كل الأحزاب تحت ذريعة لا صوت يعلو فوق صوت المعارك المدوية للحرب العالمية الثانية.
كان الأمر على العكس مظهرا من مظاهر صحة الديمقراطية الأميركية وثقتها في نفسها أي قدرتها على مخالفة قوانينها دون مخالفة مبادئها وذلك لظروف جد استثنائية تعود بعدها الأمور إلى نصابها، وهو ما حدث، حيث لم يمدّد من يومها لأي رئيس.  
أما التوريث الإسباني فقد انجر عنه عدم تواصل الدكتاتورية كما كان يأمل عتاة الاستبداد، وإنما سنة 1976 استفتاء شعبي وسنة 1977 أول انتخابات ديمقراطية وسنة 1978 إعلان أول دستور حقيقي، أي كل الخطوات التي فتحت الطريق لنظام ديمقراطي فعلي، في ظل ملكية دستورية أدخلت الشعب الإسباني في الحداثة الغربية من أوسع أبوابها بعد أن كان شعبا « عالمثالثيا » يعيش على أطراف أوروبا.
انظر الآن للتوريث عندنا. ما الذي جنته منه سوريا؟ لا شيء، بل وصل الحال إلى اعتقال هيثم المالح وهو في الثمانين من أجل مبادئ وأفكار، كل هذا بعد قمع متواصل لكل الأصوات الديمقراطية.
ما أغرب أن يجد البعض مبررا للدكتاتورية باسم الوطنية، وكأنه لم يتضح، بعد كل تجاربنا المريرة، أن الوطنية مواطنية أو لا تكون، وأن الدكتاتورية الوطنية مفارقة لفظية مثل الثلوج الساخة والنار الباردة.
انظر الآن إلى التمديد، هو ليس حالة استثنائية لديمقراطية واثقة من نفسها حتى تواصل المعركة ضد الغازي أو ضد التخلف، وإنما ذروة استبداد خسر كل المعارك وليس أمامه من خيار غير سياسة الهروب إلى الأمام.
تروى عن جنرال صيني حكمة كان يرددها دوما نابليون « إذا حاربت عدوا فلا تحاصره من الجهات الأربع ». المغزى بدهي، لأن المحاصر من الجهات الأربع بلا منفذ ومن ثم لا خيار له غير الاستماتة في الدفاع عن نفسه وهو ما سيكلف مهاجمه خسائر فادحة كانت تقل لو ترك له منفذا.
المشكلة الكبرى أن مستبدينا حاصروا أنفسهم من الجهات الأربع. كلنا نعرف حجم الفساد الذي أدخلته أنظمتهم إلى دول ومجتمعات كانت نسبيا سليمة منه قبل استحواذها على السلطة.
قد لا تكون لدينا فكرة واضحة عن حجم الجرائم المريعة التي ارتكبت في حق الآلاف من الضحايا في أقبية وزارات القمع والتعذيب وفي السجون والمحتشدات. بطبيعة الحال هم يعلمون أننا نعلم، حتى وإن كنا لا نعرف كل التفاصيل التي يحاولون جاهدين طمسها وهم في رعب دائم من افتضاح أمرهم.
هم ألبوا ضدهم أغلب الأطراف السياسية الممثلة، لا يحاورونها إلا بالشرطي والجلاد والقاضي، مثلما ألبوا الشارع بقصص الفساد التي هي حديث الخاصة والعامة. أي حلّ آخر أمام هؤلاء المساكين في غياب كل نية مصالحة مع الشعب والنخب وكل قدرة على إصلاح حقيقي؟ طبعا لا خيار غير المكوث في السلطة بأي ثمن ولو كان خراب المجتمع كله، فهي درعهم الوحيد للبقاء خارج السجن وحتى للبقاء أحياء.
إنه الفخّ القاتل الذي أغلقوه على أنفسهم وكانوا بهذا ألد أعداء أنفسهم قبل أن يكونوا ألد أعداء المجتمع. نحن إذن أمام سجناء وإن كانت سلاسلهم من ذهب وزنزاناتهم من المرمر الفاخر.
الأخطر أنهم حاصروا أيضا المجتمعات من الجهات الأربع بالقمع الوحشي وبالفساد الذي دمّر شيئا فشيئا مؤسسات الدولة، وبالتضليل والتجهيل وبتحالفاتهم الخارجية التي تمكنهم من الصرف على جيوشهم الجرارة ومخابراتهم التي لا تحصى.
قفصان يتواجهان اليوم وداخلهما تتخبّط أنظمة سجينة وشعوب سجينة. داخل قفصهم الذهبي لا شيء غير الدوران في الحلقة المفرغة والداء يزداد عمقا بتجرّع الدواء. وداخل قفصنا الخشبي لا شيء غير قبول الانحطاط والتفكك أو انفجار العنف للخروج من وضع لا يحتمل.
هل هناك حلّ؟ على الأقل فتحُ منفذ في القفصين حتى لا يحارب كل طرف بلا رحمة أو شفقة لأن ظهره للحائط.
ما المنفذ الذي يجب على القوى السياسية والحقوقية العربية تركه أمام الحيوانات الجريحة الخطيرة التي انغلق عليها القفص الذهبي؟ طبعا لا مجال للتفويت في الحقوق غير القابلة للتصرف للشعوب، أي حقها في الحفاظ على المال العام وفي العيش بلا خوف من المخابرات وفي تقييم واختيار من يحكمها.
التنازل الوحيد هو الالتزام الأخلاقي والصريح بعدم الملاحقة والمتابعة لهم ولأعوانهم في أجهزة الجيش والأمن شريطة عدم إراقة دم المتظاهرين أو المحتجين عندما تحين ساعة الفصل.
لا شيء عادل في هذا الالتزام الذي يجب التوجه به خصوصا إلى قوات الأمن. لكن الحياة في سلم الأولويات أهم من العدل، ومن مصلحة المجتمع أن يتخلى عن حقه مقابل ألا يموت الآلاف بأيدي بشر مرتبكين وخائفين.
لا قيمة لمثل هذا التعهد ومن ثم لا فعالية له إن لم يصدر بصفة واضحة من كبرى التنظيمات السياسية والشخصيات الاعتبارية في المجتمع المدني، ومن المستحسن أن يتخذ صبغة عقد جماعي تمضيه كل الأطراف الفاعلة أو أن يكون جزءا من برنامج جبهة سياسية منشودة، ليفتح أخيرا منفذا في القفص.
حالة خاصة هي الحالة السورية، لأن النظام الاستبدادي لم يرتهن فقط لجهازي الشرطة والجيش لكن طائفة بأكملها.
هنا يجب أن يكون رفض « تطييف » الاستبداد واضحا وصريحا مع تذكير إخوتنا العلويين أن النضال في تونس ومصر وليبيا والجزائر واليمن هو ضدّ مستبدين من المذهب الأغلب.
وفي المقابل ما المنفذ الذي يمكن للسلطات الحبيسة في قفصها الذهبي تقديمه للشعب والنخب المسيّسة؟
صعب تصور يد ممدودة من طرف من هم على هرم السلطة، وقد نخرت فيهم البارانويا والعنجهية وزالت منهم منذ أمد بعيد قدرة التخاطب مع الناس من موقع سيد القوم خادمهم.
صعب أيضا تصور حماتهم الأجانب يحثونهم على إرخاء القبضة الحديدية التي وضعوها حول عنق المجتمع. والأمل الحقيقي في المستويات الوسطى من السياسيين وأجهزة الأمن والجيش والقضاء والإدارة التي لا تريد تمديدا وتوريثا هما بمثابة إعلان حرب ضد المجتمع.
إن مسؤولية هذه الطبقة هامة للغاية لأنها هي التي تنفذ الأوامر وبوسعها إفشالها ولعب دور مركزي في الحل السلمي للأزمة الخانقة بإزاحة من لا يدفعهم الخوف إلى تجميع عوامل معركة لن ترحم أحدا.
بعدها يمكن فتح باب الحوار الذي أغلق لعقود مع قوى المجتمع لأعظم مهمة تنتظرنا، إعادة البناء جماعيا فوق الخراب، بناء المؤسسات والدولة والقيم.. وخاصة الاحترام الضروري بين الشعب وممثليه، وكان أكبر ضحية هذه العقود المظلمة.
خارج هذا الحلّ أي مستقبل لنا غير التمديد في عذابنا وتوريثه للأجيال المقبلة؟ (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 20 نوفمبر 2010)  


‘التدخل’ الامريكي و’الغضب’ المصري

عبد الباري عطوان  
في مصر ضجة هذه الايام، محورها التدخل الامريكي السافر في الشؤون الداخلية المصرية، من خلال مطالبتها، وعبر احد المتحدثين باسم وزارة الخارجية الامريكية، بضرورة اجراء انتخابات حرة ونزيهة، في حضور مراقبين دوليين، والسماح بالتجمعات السياسية السلمية، وتغطية اعلامية جيدة لكل الاتجاهات.
من المفترض ان العلاقات المصرية الامريكية جيدة، وقوية، يسودها التنسيق في الشؤون الاستراتيجية الذي تدعمه الادارة الامريكية، بمساعدات سنوية، عسكرية واقتصادية، تصل قيمتها الى حوالى ملياري دولار، ولكن يبدو، ومن خلال الغضبة الرسمية المصرية التي تنعكس على شكل تصريحات غاضبة للمسؤولين المصريين، وهجمات اعلامية اكثر شراسة، ان هناك بوادر ازمة يمكن ان تتطور فيما هو قادم من ايام.
مسؤول في وزارة الخارجية قال ‘ان المواقف الاخيرة للادارة الامريكية تجاه الشؤون الداخلية المصرية هي امر مرفوض بشكل قاطع من جانب مصر’ واضاف ‘مصر تعتز كل الاعتزاز بسيادتها واستقلال ارادتها الوطنية، لكن الجانب الامريكي يصر على عدم احترام خصوصية المجتمع المصري، بتصرفات وتصريحات تستفز الشعور الوطني’.
وذهب اكاديمي محسوب على النظام والحزب الحاكم الى ما هو ابعد من ذلك عندما قال في حديث لصحيفة ‘روز اليوسف’ ان ‘الشعب المصري بلغ سن الرشد قبل ان تبلغه امريكا، وان الممارسة البرلمانية موجودة في مصر منذ عام 1866، وبالتالي ما تطلبه واشنطن هو اهانة للشعب المصري، لأن المصريين قادرون على مراقبة انفسهم، والبحث عن مصائرهم اكثر من اي دولة اخرى’.
الشعب المصري بلغ سن الرشد فعلاً، لا جدال في ذلك، ولكن المشكلة تتمثل في نظامه الحاكم الذي يتعامل مع هذا الشعب وكأنه قاصر لم يبلغ مرحلة الفطام بعد، والمطالب الامريكية بانتخابات حرة ونزيهة هي مطالب الشعب المصري واحزابه وقواه الحية الشريفة التي تعتز بتراث بلدها الحضاري، وعقيدته الراسخة الجذور. النظام يزوّر الانتخابات البرلمانية في مصر، وهذا التزوير ليس اختراعاً او افتراءً، وانما حقيقة موثقة بالوقائع الدامغة بالصوت والصورة، والاخطر من ذلك ان النظام بات يصدر خبراته في التزوير الى الدول العربية المجاورة، حتى تتم الاستفادة منها واساليبها الحديثة في تبديل صناديق الاقتراع، واخراج النتائج بما يرضي الحاكم ويغضب الله والشعب.
*** نعم.. الحياة السياسية الديمقراطية تتسم بالعراقة وكانت على درجة كبيرة من النزاهة والشفافية لا نرى لها مثيلاً هذه الايام، حيث كان البرلمان يمثل مختلف القطاعات الشعبية، ويمارس دوره الرقابي على السلطة التنفيذية بكفاءة عالية، ويحاسب الوزراء، ويسحب الثقة من الحكومات ورؤسائها، مدعوماً بصحافة حرة، ونظام قضائي عادل ومستقل.
الادارة الامريكية لم تنتهك السيادة المصرية بمطالبتها بانتخابات حرة ونزيهة، لان هذه السيادة منتهكة امريكياً منذ عقود، ولا جديد في الأمر، وبالتحديد منذ توقيع اتفاقات كامب ديفيد، وتوريط مصر في معاهدات سلام مهينة مع اسرائيل، تفرض عليها بيع الغاز والبترول بأسعار بخسة، وحراسة الحدود الاسرائيلية مجاناً، والمشاركة بحماس منقطع النظير في تشديد الحصار الظالم على قطاع غزة، والتنسيق مع اجهزة الامن الاسرائيلية لقمع المقاومة وتصفية رموزها ورجالاتها باعتراف المسؤولين الاسرائيليين انفسهم.
مطالبة امريكا بانتخابات حرة ونزيهة بحضور مراقبين دوليين تشكل انتهاكاً للسيادة المصرية، اما مطالبتها ببناء سور فولاذي لخنق ابناء قطاع غزة، يشرف على بنائه مهندسون امريكيون، فليس كذلك.
التدخل من وجهة نظر النظام يعتبر مرفوضاً ومهيناً طالما انه يصب في مصلحة الشعب المصري، وبما يؤدي الى تحقيق مطالبه في الاصلاح الديمقراطي، ولكن عندما يكون هذا التدخل في خدمة تعزيز النظام، واستمراره في الحكم، وتسهيل خططه في التوريث، فانه تدخل محمود ومرحب به، ينزل برداً وسلاماً على قلوب اهل السلطة والسطوة في قاهرة المعز.
فاذا أراد النظام اعلاء اسواره، وسد الثغرات التي يمكن ان تفتح المجال لحدوث هذا التدخل فان الوصفة السحرية لذلك هي اجراء انتخابات حرة ونزيهة، في حضور مراقبين دوليين، تماماً مثلما تفعل كل الدول والحكومات الاخرى الواثقة من نفسها ومن صلابة نظامها السياسي وشرعيته. *** الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر يعتبر نموذجاً للمراقب المحايد، واصبح وجوده علامة فارقة في كل الانتخابات التي تجري في العالم الثالث، وعنواناً لنزاهة معظمها، حتى ان الرجل المتقدم في السن، يتنقل من الخرطوم الى رام الله، الى بيروت الى الرباط هو وفريقه لمراقبة الانتخابات وتقديم شهادة حسن سلوك ديمقراطية للانظمة التي تشارك فيها، فما المانع لو حط الرحال، وفريقه من المراقبين الدوليين في القاهرة لفعل الشيء نفسه، ولماذا الخوف منه؟
وجود مراقبين دوليين يتابعون سير الانتخابات، ويراقبون عملية الاقتراع، لا يشكل انتهاكاً للسيادة، وانما تعزيزاً لها، والانظمة التي تعارض وجود هؤلاء تضمر نوايا مسبقة بالتزوير، لانتخاب برلمان غير شرعي، تكون مهمته البصم على سياسات الحكومة، والتغطية على الفساد المستشري في مفاصلها الرئيسية.
نحن ضد اي تدخل امريكي في شؤون مصر او اي دولة عربية اخرى، لاننا نعرف نتائج مثل هذا التدخل، كما نرى بأعيننا آثار الكوارث التي ترتكبها امريكا باسم التغيير الديمقراطي في كل من العراق وافغانستان، ولكن معارضتنا لهذا التدخل تتناقض كلياً مع اسباب معارضة النظام المصري له، لان هذا النظام شريك اساسي في السياسات الامريكية في المنطقة، واحد ابرز مهندسيها تحت مسمى ‘الاعتدال’ و’الواقعية’. *** الذين يعرفون الشأن المصري جيداً يدركون ان هذه ‘الهبة’ الامريكية الداعية الى النزاهة والمراقبة الدولية، ليست جديدة، وهناك شكوك عديدة حول صدقيتها، ويبدو ان المطلوب من هذه الادارة ‘الديمقراطية’ ان توجه هذه الانتقادات والمطالب للنظام المصري، لرفع اللوم والعتب، واسكات بعض الاصوات ‘الليبرالية’ داخل مصر، ومن المتوقع ان يرد النظام بكلام آخر حول السيادة ويبقى الوضع على حاله إن لم يكن اكثر سوءاً.
اذا كانت ادارة اوباما جادة فعلاً فيما تقوله لدعمت القول بالعمل، وهي تملك اوراق ضغط كثيرة تستطيع استخدامها بفاعلية لو ارادت، مثل ورقة المساعدات المالية. فالتلويح بها كفيل باجبار النظام على اجراء التعديلات الدستورية المأمولة، واجراء الاصلاحات السياسية التي يطالب بها الشعب.
الشعب المصري في تقديرنا سيخرج الكاسب الاكبر من هذا الاشتباك بين الفيلين الامريكي والمصري الرسمي، فحالة الخوف التي دبت في اوصال النظام من جراء المطالب الامريكية هذه تعكس مدى هشاشته، ولا نستبعد ان تقلل من حالة تغوله المألوفة في تزوير الانتخابات وقمع المعارضة، والتعاطي بخشونة مع الناخبين. الامر المؤكد ان ما كان يصلح لمصر، او اي بلد عربي آخر، قبل ثلاثين او اربعين عاماً، لم يعد يصلح حالياً، بسبب حالة التطور التكنولوجي التي تسود العالم، وخاصة على صعيد ثورة الاتصالات.
النظام المصري ربما يحاول ممارسة التزوير مجدداً، ولكن ادواته اصبحت بالية ومكشوفة، ولكنه لن يستطيع في ظل هذه الثورة اخفاء المعلومات، التي باتت الحليف الاقوى للمعارضة الشعبية المتنامية.
امتحان الانتخابات المقبل سيكون الاكثر عسراً بالنسبة الى النظام في مصر، ومع اعترافنا بقدرته على البطش من خلال آلة القمع الجبارة التي تعمل تحت امرته، وابقته على كرسي الحكم ثلاثين عاماً، فان عجلة التغيير بدأت في الدوران، ومن الصعب ان تتوقف او هكذا نعتقد.  
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 نوفمبر 2010)

انتخابات مصر: حياد الشرطة ومأزق التدخل لصالح الحكومة

محمد عبد الحكم دياب
من اللحظة التي تطأ فيها القدم مدينة القاهرة حتى تشم روائح تنفذ إلى مسامك من كل اتجاه. كل شيء له رائحة؛ أغلبها يزكم الأنوف. روائح السياسة والغلاء والانتخابات والدعاية والمال والأمن والفساد، إلا أن رائحة الصراعات الانتخابية تشمها في كل شيء تقريبا. وليس هناك من لا يعلم أن الأساس في الانتخابات المصرية هو التزوير، وما دونه فهو الاستثناء، وحسب القواعد التي تعلمناها من فقهاء اللغة أن الاستثناء شاذ ولا يقاس عليه. ومع ما استقر في وجدان المواطنين بهذا الخصوص؛ إلا أن هناك محاولات مستميتة لإقناع الجمهور بغير ذلك. والكل على قناعة وصلت لمستوى اليقين أن ما سوف يجري في الثامن والعشرين من هذا الشهر ليس إلا تزويرا معتادا؛ يأتي متسترا في ثوب انتخابات شكلية؛ أقرب إلى التعيينات والاختيارات الشخصية والأمنية لمن سوف يحتلون مقاعد مجلس الشعب الجديد. ومع ذلك فهذا التزوير سوف يبدو مختلفا، ويمثل محطة مهمة على طريق مصر ومستقبل ومصير أهل الحكم فيها. والسبب هو ذلك الارتباط الوثيق بين معركة مجلس الشعب الحالية ومعركة رئاسة الجمهورية العام القادم.
لقد نزلت الأطراف المتصارعة إلى حلبة هذه المعركة بكل ثقلها، وأشهرت كل أسلحتها لإنجاح مؤيديها ومناصريها، والغالبية العظمى منها لا تراهن على الناخب أو الصوت الحر أو الاختيار الذاتي. وتراهن على صفقات وقسمة ضيزى بينها وبين الحزب الحاكم، وعلى العصبية العائلية والمناطقية. وتوظف المال والثراء والنفوذ لشراء الأصوات وتقديم الإغراءات وممارسة النفوذ. وهناك من يراهن على الترويع والبلطجة والعنف، باعتبارها طرقا تساعد في الحصول على الحصانة لحماية النفس والمال من غدر الأيام، والملفت للنظر هو ما يجري على ساحة الحزب الحاكم؛ الجامع للأخوة الأعداء. كل منهم على طريق، وفي اتجاه معاكس للاخر. ووصلت الصراعات فيه درجة جعلته عاجزا عن اختيار مرشحيه كما تفعل الأحزاب الحقيقية؛ وخف ضغطه وانفلت عياره، وترك الحبل على الغارب لمرشحيه، فرشح شخصين أو أكثر على المقعد الواحد في الدائرة الانتخابية الواحدة. بالإضافة إلى أعضائه المحتجين، الذين رشحوا أنفسهم كمستقلين؛ تحديا لحزبهم العتيد، وفي محاولة لاثبات جدارة تمكنهم من دخول مجلس الشعب دون حاجة لدعمه ومساندته، ومساعدة حكومته. ظاهرة نادرة قل نظيرها في أي حزب أو في بلد آخر؛ متخلف أو متقدم، أو في بلد ديمقراطي، أو في آخر يعيش تحت وطأة النظم المستبدة.
المصريون يترقبون ما سوف يجري في معركة التزوير الكبرى لإرادة الناخب؛ وهم على وعي بصلتها الوثيقة بمعركة الرئاسة القادمة في عام 2011. والمتوقع أن تكون هذه المعركة هي الأكثر عنفا ودموية. بما فيها من تناقض واحتمالات للصدام؛ يسببه ذلك الانقسام الحاد داخل الحزب الحاكم وإصرار مسؤوليه على عدم التنازل عن تحقيق نسبة سيطرة لا تقل عن نسبة ما كان لهم في المجلس السابق. وصلت إلى ثمانين في المئة من مقاعده، ولم يقتصر الأمر على تعدد المرشحين إنما امتد إلى مسرح الصراع الرئيسي داخل الحزب الحاكم نفسه، وبدا صراعا أكبر بكثير مما بينه وبين الأحزاب والقوى الأخرى. وكان الوضع قد استقر على اتفاق ضمني بين ما يعرف بالأحزاب المؤتلفة (الوفد والتجمع والناصري) والحزب الحاكم؛ يتيح لها فرصة الحصول على نصيب من حصة الإخوان المسلمين والمستقلين التي كانت لهم في المجلس السابق، ومعنى هذا غياب أي منافسة حقيقية بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة الرسمية، لأنها بذلك قبلت أن تكون وكالات ملحقة بالحزب الحاكم. وحسب ما صرح به مسؤولون حزبيون كبار، فإن كتلة المعارضة الرسمية الأكبر ستكون من نصيب حزب الوفد، ومن المقرر أن تتوزع باقي مقاعد المعارضة الرسمية بين الأحزاب الأخرى، على أن يضم المجلس ممثلين لأكبر عدد من الأحزاب، مع ترك عدد من المقاعد للمستقلين المحسوبين على جماعة الإخوان المسلمين.
والانقسام داخل الحزب الحاكم يعكس صراعا طاحنا داخل البيت الرئاسي؛ ترك ظلاله وبصماته على باقي القوى الدائرة في فلكه، فلم يقو على فرض الالتزام على مرشحيه ففلت زمامهم، أو هكذا بدت الصورة. وهو ما سوف يكون له اثره على سير نهج التزوير التقليدي والمعتاد، وله أوجه متعددة؛ نعرضها للذين لا يعلمون التفاصيل الدقيقة لسير التزوير الانتخابي. ولمن ليست له خبرة بأوجهه المتعددة. والأطراف المعنية به هي الشرطة وأجهزة الأمن وموظفي الإدارات الحكومية؛ وينفذ على النحو التالي:
1 ـ إحكام الحصار والتحكم في مداخل ومخارج المنافذ المؤدية إلى لجان الانتخاب، والسماح لحملة بطاقات الحزب الحاكم بالوصول إلى صناديق الاقتراع، وحجب من هم غير ذلك. ويُحال بينهم وبين أداء واجبهم الانتخابي، وإذا ما فلت واحد أو أكثر من أنصار المرشحين غير الحكوميين، فلا يُمكنون من الإدلاء بأصواتهم!!. 2 ـ منع مندوبي المرشحين غير الحكوميين من دخول اللجان لمتابعة سير العملية الانتخابية، إما بعدم اعتماد التوكيلات التي يحملونها، أو إلغاء المعتمد منها؛ بحجج وذرائع واهية، تنتهي إلى التخلص منهم ومنعهم من ممارسة دورهم داخل لجان الانتخابات، وكثيرا ما تفتعل مشاجرات ومعارك داخل اللجان تكون مبررا لطرد مندوبي المرشحين. 3 ـ التصويت نيابة عن الناخبين المسجلين في القوائم؛ إما بالضغط على الموظفين الحكوميين المشرفين على العملية الانتخابية لتمكين أشخاص من الإدلاء بأصواتهم أكثر من مرة، مع الاستعانة ببلطجية يقومون بالمهمة عن طريق العنف وإرهاب مندوبي المرشحين والموظفين المسؤولين عن العملية الانتخابية. 4 ـ تغيير صناديق الاقتراع، وهذه العملية تتم أثناء نقل هذه الصناديق وهي في طريقها من اللجان إلى مراكز وأقسام الشرطة، التي تُفرز فيها الأصوات. ومن المعلوم في فقه التزوير الحكومي هو عدم فرز الأصوات بأماكن أخرى غير مراكز وأقسام الشرطة. وتكاد تكون مصر من الدول التي تأخذ بهذا النظام الفاسد. 5 ـ ملاحقة الناشطين واعتقالهم وعدم تمكينهم من متابعة العملية الانتخابية أو إتاحة الفرصة أمامهم لتصحيح ما ينشأ من عوار، أو منع ما يحدث من تدخلات، ومواجهة ما يظهر من اختلالات.
ومع كل هذا التدخل كثيرا ما يعجز الحزب الحاكم من توفير الأغلبية داخل المجلس، وفي انتخابات 2000 لم يحصل الحزب الحاكم على أكثر من 30′ من أصوات الناخبين، رغم التزوير الفاضح، فلجأ إلى أجهزة الأمن، ومارست مؤسسة الرئاسة ضغوطا على المستقلين، ومن ثم ضمتهم إلى الهيئة البرلمانية، فتحول بقدرة قادر إلى حزب يملك أغلبية برلمانية كاسحة لكنها غير حقيقية، ومعضلة هذه المرة هي صراع الحزب الحاكم مع نفسه. ووقت أن كان هناك مرشح وحيد للحزب كانت تعليمات التزوير لمرشح واحد. تتركز عليه كل جهود التزوير، وفي الوضع الجديد تتوزع جهود التزوير بين أكثر من مرشح، ويبدو أن التزوير لصالح واحد وترك غيره سيخلق مشاكل لا حصر لها إن لم يكن مستحيلا، بشكل قد يضطر المزورين للوقوف على الحياد. فمرشحو الحزب الحاكم المتصارعون ذوي أنياب ومخالب، وكل منهم يسعى لطلب الحصانة، إما لحماية مغانم تحققت، أو سعيا وراء نصيب لم يتم الحصول عليه بعد. وهو ما يضع أجهزة الأمن والشرطة وكل الذين كانوا يشاركون في التزوير في حرج وارتباك شديدين. وهذا وجه واحد من عدة أوجه، الأهم فيها هو الوجه الذي تمثله معركة الرئاسة.
والمتابع لتطورات تلك المعركة يجد أن ظلال المنافسة المحتدمة بين مبارك الأب ومبارك الابن، وتتابعها الصحافة وأجهزة الإعلام والوسائط الألكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي على شبكة البث الألكتروني، تلك المعركة تلقي بظلالها على المعركة الانتخابية وأطرافها المتعددة.. ويبدو الأب ومعه مؤسسة الرئاسة وأجهزة الحكم والأمن في كفة، والابن ومعه أصهاره وشركاؤه والمنتفعون منه، ورجال أعماله ومؤسساته الشخصية؛ ذات الهيمنة على مجالات المال والاقتصاد والمصارف والوكالات الاحتكارية والنفوذ السياسي والإداري، بالإضافة إلى الصحافة والإعلام؛ هذا الابن ومن معه في الكفة الأخرى المرجحة لكفة التوريث. وسبق وأشرنا إلى نفوذ ودور الأم ومؤسساتها والوزارت التابعة لها في دعم طموح الوريث المحتمل.
وعلى الرغم من الحيرة وعدم الاستقرار على مرشح قادم للرئاسة، وانقسام الحملات بين مؤيد للأب والتمديد له، ومناصر للتوريث ويسعى إليه. على الرغم من ذلك شهدت مصر مؤخرا تغييرا على ساحة هذا الصراع؛ رآه البعض استراتيجيا، ورآه البعض الآخر تكتيكيا ومناورة. فمع تنشيط حملة جمال مبارك مجددا، والتركيز عليه والتصريح بإمكانية دخوله الانتخابات الرئاسية ضد والده، في منافسة معه على المنصب، مع ذلك طرأ تغيير على الحملة. مع رفع شعارها الجديد الذي يقول: ‘مصر تتطلع لبداية جديدة’، وتبدل ما بدا مواجهة بين الأب وابنه إلى ما وصفته صحيفة ‘المصري اليوم’ الأربعاء الماضي بـ’حملة مزدوجة لتأييد جمال مبارك وحسني مبارك’؛ أُستخدِمت فيها الأموال، ووزع منظموها عيدية قدرها مئتا ألف جنيه على سكان حي منشية ناصر العشوائي بجنوب القاهرة، ومعها مئتا كيلو من اللحم بمناسبة عيد الأضحى.
وحيرة الناس بين الأب والابن زادت بغياب المرشح المتفق عليه من قوى التغيير. أين الحقيقة من هذا؟ وعندما استطلعت رأي مصدر موثوق عشية كتابة هذه السطور عن تفسير لهذه الحيرة، وعدم استقرار البيت الحاكم على رأي محدد تجاه ما تعيشه مصر من حيرة؛ أشار إلى كل ما نراه تمويه وستار من الدخان الكثيف، هدفه التغطية على نوايا أهل الحكم ومواقفهم الحقيقية، وتضليل قوى التغيير، لكي تسقط أسيرة أوهام متعمدة، فيمضي قطار التوريث إلى محطته الأخيرة. ومن لديهم القدرة على شراء الأصوات لحسابهم هم هؤلاء الذين يعتبرون معركة التوريث معركة حياة أو موت بالنسبة لهم. وإذا لم تتم فإن مستقبلهم في خطر.  
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 نوفمبر 2010)  


ناشطون سعوديون يطالبون برئيس وزراء من عامة الشعب 

العاهل السعودي يغادر المستشفى بعد الخضوع لمزيد من الفحوص الطبية 
 



2010-11-19

لندن ـ ‘القدس العربي’: غادر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، المستشفى الجمعة بعد اجراء بعض الفحوصات الطبية اللازمة إثر شعوره بزيادة في آلام الظهر. وبينت نتائج الفحوصات أن آلام الظهر التي تعرض لها كانت ناتجة عن تجمع دموي رافق انزلاقاً غضروفيا أدى إلى الضغط على الأعصاب المجاورة لموضع الانزلاق. وقد نصحه الفريق الطبي في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض بالراحة لتسريع مرحلة التعافي.

وكان الديوان الملكي السعودي قد أصدر بياناً في وقت سابق الجمعة اوردته وكالة الانباء السعودية ‘واس’ اكد خضوع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمزيد من الفحوص الطبية، بعد شعوره بزيادة في آلام الظهر التي سبق أن تم الإعلان عنها الأسبوع الماضي. وقالت وكالة الأنباء السعودية ‘واس’ إن العاهل السعودي الملك عبد الله دخل المستشفى الجمعة بسبب مضاعفات في آلام الظهر التي يعاني منها وإن الأطباء نصحوه بالراحة.

ونقلت الوكالة عن بيان من الديوان الملكي ان الملك عبد الله ‘شعر صباح.. الجمعة… بزيادة في آلام الظهر.. فقام بإجراء المزيد من الفحوصات الطبية في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض’.

وأضافت ‘فتبين أن الانزلاق الغضروفي صاحبه تجمع دموي أدى إلى الضغط على الأعصاب المجاورة لهذا الانزلاق وقد نصحه الفريق الطبي بالراحة والمتابعة’.
وقالت السلطات السعودية يوم الجمعة الماضي ان الملك الذي يعتقد انه يبلغ من العمر حوالي 86 عاما يقضي فترة راحة بعدما اصيب بانزلاق غضروفي. وبعد ذلك بأيام اصدرت بيانا طمأنت فيه الشعب السعودي على صحة الملك.

وقضى ولي العهد الامير سلطان وهو أيضا في ثمانينيات العمر معظم وقته خلال العامين الماضيين في الخارج حيث يخضع لعلاج طبي غير محدد ويقول دبلوماسيون في الرياض انه لم يستأنف بعد كل واجباته. وهو حاليا خارج البلاد منذ اعلن في اب (اغسطس) عن قيامه برحلة لقضاء عطلة في المغرب. واشرف وزير الداخلية الامير نايف على اجراءات موسم الحج الذي اقيمت شعائره على مدار الايام القليلة الماضية.

وعين الامير نايف الذي يعتقد انه يبلغ من العمر 76 عاما نائبا ثانيا لرئيس الوزراء في 2009 في خطوة يقول محللون انها قد تحول دون حدوث فراغ في السلطة في حال تعرض الملك وولي عهده لمشاكل صحية خطيرة. وعين الملك عبد الله نجله الامير متعب الاربعاء رئيسا لقوات الحرس الوطني وهي قوات نخبوية من البدو تتولى شؤون الأمن الداخلي.

من جهة اخرى تعتزم مجموعة من دعاة ‘المجتمع المدني وحقوق الإنسان’ بالمملكة العربية السعودية تقديم طلب إلى وزير الداخلية، الأمير نايف بن عبد العزيز، يستأذنونه إقامة اعتصام يوم الخميس 23 كانون الاول (ديسمبر) 2010 بالرياض للمطالبة بإصلاحات سياسية عميقة، واللافت في الخطاب ان اغلب الموقعين عليه الـ 42 حتى الجمعة من النساء.

ويحتوي الخطاب الذي سيسلم إلى الوزارة قبل موعد الاعتصام المحتمل بعشرة أيام، على عشرة مطالب اهمها أن يكون رئيس الوزراء من الشعب وليس من الأسرة الحاكمة ويعين بإجراء دستوري، وأن تكون البيعة مبنية على الانتخاب طبقا لدستور مكتوب، وأن تطبق مقاييس استقلال القضاء، وأن تقبل الأسرة الحاكمة بمبدأ تداول السلطة والمراقبة والمقاضاة والمحاسبة وأن يكون حكام المناطق وأعضاء مجلس الشورى منتخبين وأن يتم الفصل بين السلطات الثلاث.
الجدير بالذكر ان السعودية تمنع الاعتصام والتظاهر والاحتجاج وعادة ما يتم اعتقال منظمي هذه الفعاليات. 

(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 19 نوفمبر  2010)


حسابات الحقل الأميركي والبيدر التركي

الدكتور سمير صالحة
مع حلول موعد انعقاد قمة لشبونة الأطلسية اليوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري لمناقشة موضوع نشر المظلات الصاروخية على الأراضي التركية، تشعر تركيا أن حجم الضغوط التي ستتعرض لها لتغيير وتليين مواقفها ستتزايد وتتضاعف.
مشروع الدرع الصاروخي الغربي الذي يرى ضرورة تحويل تركيا إلى خط المواجهة الأول مع إيران باسم الشراكة والتحالف القديم تحت مظلة حلف شمال الأطلسي يهدد مسار العلاقات بين الجانبين تحديدا أمام إصرار واشنطن على حماية الجميع من « الخطر الإيراني » رغما عن المعترضين والرافضين.
أميركا اللاعب الغربي الأول في الملف الإيراني تحاول مرة أخرى أن ترمي الكرة في ملعب الناتو وتقف بعيدا تتفرج على المنازلة بين تركيا ودول الحلف. هي لا تريد أن تكون في قلب الصورة هذه المرة تجنبا لجر المزيد من الانتقادات والهجمات بعدما تراكمت الأخطاء وزاد الفشل خلال التعامل مع أكثر من ملف وقضية إقليمية. أجواء ما قبل الاجتماعات تشير إلى أن النقاشات ستكون حادة واللهجة أكثر من تصعيدية خصوصا وسط الكثير من الاعتراضات حول المطالب التركية بمنحها بعض الامتيازات وإعطائها الصلاحيات الواسعة في الإشراف على هذا النظام في حال موافقتها على تواجده داخل أراضيها.
تركيا التي تحلم بتوسيع رقعة سياساتها الإقليمية الجديدة التي يروج لها داود أوغلو لا تريد أن تستفيق لتجد نفسها في حقل الصواريخ الأميركية القابعة على حدودها مع إيران. وأنقرة التي تردد أنها لا تريد التخلي عن شركاء الأمس تقول أيضا إنها لا تريد التفريط بكل ما بنته من بروج وقصور مع الجيران والأصدقاء في السنوات الأخيرة، فهل يكون لها ما تريد وهي تعرف تماما أن البعض يريد حرمانها من الورقتين معا إذا ما سنحت له الفرصة الملائمة؟
المؤكد أن سياسة « الشراكة النموذجية » التي تروج لها واشنطن في علاقاتها مع أنقرة ودبلوماسية « العمق الإستراتيجي » التي تدافع عنها حكومة العدالة والتنمية ستصطدمان في مكان ما إذا ما استمرت المواقف على ما هي عليه خاصة أن أحلام العودة إلى أيام السعادة بين واشنطن وأنقرة باتت أكثر صعوبة وتعقيدا. ترى هل هناك علاقة مباشرة بين سياسات التصعيد الغربي ضد إيران وقرار أنقرة بتعزيز التقارب والانفتاح التركي على كل من روسيا والصين تحديدا في الآونة الأخيرة بعدما أنجزت وضع أسس هذه السياسة مع الجوار العربي والإسلامي؟ هل هناك علاقة مباشرة بين خطوات التمدد والانفتاح التركي الإقليمي والدولي المتواصل وموضوع رفض اعتبار جيرانها حالة خطرة ومصدر تهديد لأمنها واستقرارها؟
البيت الأبيض الذي يقبل اليوم أن الموضوعين الإسرائيلي والإيراني هما شغله الشاغل الذي يردد دون تردد أن تهديد أمن إسرائيل يجب أن تتحمل إيران مسؤوليته بالدرجة الأولى وأن تركيا التي تبرعت للدخول على خط الوساطة انتقلت في الأمم المتحدة إلى الصف الإيراني لتعارض قرار العقوبات ضد طهران، يرى أيضا أن تركيا التي تقول إن لها اعتراضاتها أو تحفظاتها على الكثير من مواد هذا المشروع ستجد نفسها عرضة لانتقادات كثيرة من قبل الحليف غامزا من قناة وجود تمرد تركي ضد الهيمنة الأميركية لا بد من وضع حد سريع له.
ما نشر وقيل بشأن تزايد تحذيرات المسؤولين الأميركيين عن احتمال تعرض العلاقات التركية الأميركية للتدهور والتراجع في حال عدم الوصول إلى ما تريده واشنطن خلال قمة لشبونة يقابله مواقف لتركيا تتركز على:
– ما قاله داود أوغلو وهو في زيارة إلى الصين التي تبعد آلاف الكيلومترات عن الغرب إن بلاده هي في قلب الناتو وإنها لا تحتاج إلى من يقنعها لتغيير مواقفها، فسياسات هذه المنظمة تقر بالحوار والتفاهم والقناعات المشتركة والإجماع، وإن تركيا لا تريد العودة إلى أجواء الحرب الباردة وإنه لا قناعة عندها أن جيرانها يشكلون خطرا عليها، بل هي على العكس من ذلك باتت ترى في معظمهم وفي طليعتهم سوريا وإيران طبعا شريكا انفتاحيا لا يمكن التفريط به. – وأن التمسك الأميركي بإلزام تركيا بسياسة تتعارض مع مصالحها وحساباتها الإقليمية يفسره بعض المحللين والمتابعين الأتراك بأنه محاولة أميركية لإصابة عصفورين بحجر واحد, النجاح في حماية المصالح الإسرائيلية الإقليمية والذود عن أمنها وإزالة أهم الإخطار المحدقة بتل أبيب أولا، ثم دفع العلاقات التركية الإيرانية نحو التأزم والتدهور بعد كل الجهود التي بذلت على طريق التقارب بين البلدين ثانيا. – وأن سياسة « تصفير المشاكل » ستتعارض بشكل أو بآخر مع حسابات وخطط منظمة الأطلسي للعقد المقبل. وما توصيات تعديل الوثيقة السياسية الأمنية التركية في الأيام الأخيرة التي تبناها مجلس الأمن القومي سوى محاولة لقطع الطريق على أي ضغوط أو خطوات تهدف إلى محاصرة أنقرة أو حشرها لدفعها باتجاه تغيير مواقفها في الموضوع الإيراني. – وأن تركيا في قمة الأطلسي تعرف أنها ستكون أمام منعطف كبير في سياساتها وعلاقاتها بالحلف الذي التحقت به في مطلع الخمسينيات وأن هذه القمة ستكون امتحانا مشتركا للجانبين قد يقود لإنهاء زواج المتعة هذا الذي فرضته المصلحة والحاجة أكثر من الرغبة بزواج كاثوليكي لا فراق فيه. – وأن تركيا لم تعد تريد أن تلعب دور المخفر المتقدم لهذا الحلف وقلعة انطلاقه في الشرق الأوسط والورقة الرابحة دائما بيده لتحقيق أحلامه في إمساك خيوط اللعبة إلى ما لا نهاية، خاصة أنها تقود منذ سنوات عمليات رفع الحواجز وإزالة المتاريس وهدم الجدران بجميع أنواعها بين دول المنطقة وشعوبها. – وأن محاولات جر تركيا نحو المصيدة وساحة المواجهة ستتواصل وتستمر طالما أن الغرب متمسك بخيار المواجهة مع إيران حتى النهاية، وأنقرة قد لا تعرف بعض تفاصيل الدور المرسوم لها بهذا الاتجاه، لكنها تعرف أن ما يعد له يعني بشكل أو بآخر الإطاحة بكل ما بنته بصبر وحكمة في السنوات الماضية لصالح قرع طبول الحرب في المنطقة. مشكلة واشنطن التي أزعجها عدم وقوف أنقرة إلى جانبها في التصويت الأخير في الأمم المتحدة على قرار تصعيد العقوبات ضد إيران أنها متمسكة بفكرة أن طهران بصواريخها البعيدة المدى قادرة على تهديد أمنها وأمن حلفائها في المنطقة وأن تركيا هي المطالبة قبل غيرها بالتصدي لهذا الخطر.
الصورة من بعيد تبدو وكأن هناك من عجز عن مقارعة إيران وقطع الطريق على صعودها الإقليمي، رغم كل سياسات التضييق والحصار والمعاقبة وأنه قرر إقحام تركيا لتتولى مهمة تحقيق ما يريده وما عجز عن تحقيقه هو.
تركيا تقول دعونا لا نتحدث عن الاحتمالات بل تعالوا نتحدث عن المبادئ والأسس، وهي تقول أيضا إنها لا تريد أن تكون جزءا من أي مخطط يهدف لإعادة أجواء الحرب الباردة إلى الشرق الأوسط، لكن الواضح أن الغرب نجح عبر افتعال أو تأجيج أكثر من أزمة وقضية بإعادة هذه الأجواء المشحونة إلى المنطقة وهو يتغذى ويقتات بفضل سياساته هذه.
لا أحد ينكر ما بنته تركيا في السنوات الأخيرة من شبكة علاقات إستراتيجية إقليمية تقلق كثيرين وتغيظ آخرين، لكن حكومة العدالة والتنمية لن تشجع أحدا يراهن على استعدادها للتفريط بعلاقاتها مع إيران ودول مجاورة أخرى حتى ولو اكتشفت أنها أمام خط اللاعودة في علاقاتها مع الولايات المتحدة والغرب وحلف الناتو.
أنقرة ترجح أن تكون جزءا من حقيقة وتركيبة المنطقة وتاريخها وجغرافيتها وثقافتها، بل كل ما تحمله من سلبيات ونواقص وشوائب على أن توصف بأنها دولة محورية أو عنصر نشر الاستقرار في المنطقة بفضل قوتها أو شراكتها العسكرية مع الغرب.
أنقرة تعرف أن فوائد سياستها الإقليمية التي تجنيها في بعض الأحيان على حساب الغرب وأميركا تحديدا لن تستمر على هذا النحو، لكن حكومة العدالة والتنمية تعرف أيضا أن المضي في مشروع توسيع رقعة الديمقراطية وتحرير الاقتصاد التركي من أي ارتهان غربي والتذكر دائما أن الخيارات العربية والفرص الإقليمية والدولية تتزايد من حولها، وهو ما قد يمكنها من قول لا لواشنطن والغرب تماما، كما فعلت أكثر من مرة في السنوات الأخيرة إذا ما شعرت بخطورة ما يقال لها أو يراد أن يفرض عليها.
ما تتجاهله واشنطن ولا تريد أن تسمع به هو أن سياستها الراهنة في ملف العلاقات التركية الإسرائيلية قد تدفع أنقرة للابتعاد أكثر فأكثر ليس عن تل أبيب وحدها بل ربما عن واشنطن نفسها إذا ما استمر أسلوب الكيل بمكيالين في التعامل مع مسائل إقليمية تزعج دول المنطقة وشعوبها وتختار أميركا فيها الوقوف « على العمياني » إلى جانب حكومة نتنياهو. كما فعل 126 نائبا أميركيا مؤخرا حين نصحوا إدارة أوباما من خلال عريضة مشتركة وقعوها يطالبون فيها بعدم إدانة إسرائيل في الهجوم على أسطول الحرية.
دائما واشنطن هي التي تناقش مصداقية أنقرة ومدى استمرارها في الولاء للغرب ولحلف الأطلسي، لكنها تتجاهل ما يقلق تركيا ويزعجها في أسباب تجاهل العدوان الإسرائيلي على أسطول الحرية وغض النظر عن التواجد العسكري الكبير لقوات حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل التي ما زالت بشكل أو بآخر تحت رحمة السيادة الأميركية في العراق.
الدرع الصاروخي قد يتحول إلى صاروخ (إسفين) يدق في عمق بقعة السلم الإقليمي التي تصر تركيا على توسيع رقعتها وحسابات الحقل التي تراهن عليها واشنطن قد لا تأتي متطابقة مع حسابات البيدر التركي عند فتح الدفاتر.
حل يحمله قيادات تل أبيب إلى واشنطن ويردد في الأشهر الأخيرة ننصح ألا تعتمده إدارة البيت الأبيض في المواجهة مع أنقرة، وهو العمل على إسقاط حكومة أردوغان وإبعادها عن السلطة ودعم حكومة تركية ائتلافية تعيد الأمور إلى سابق عهدها قبل 8 سنوات، إن ارتدادات أي محاولة من هذا النوع ستتحول إلى زلزال كبير من الصعب قياس شدته والتخمين بحجم أضراره.
تركيا لا تريد أن تتحول إلى ساحة المنازلة الغربية باسم تجديد الإستراتيجيات الأمنية الإقليمية التي لا هاجس لها سوى تحطيم القوة العسكرية الإيرانية المتصاعدة إرضاء للأصدقاء والحلفاء الإقليميين بالدرجة الأولى، ولا تريد أن تقع في فخ أنظمة الباتريوت التي نصبت على الحدود العراقية إبان الهجوم العراقي على الكويت استجابة لسياسات الترهيب والترغيب الغربية ولتقارير أجهزة الاستخبارات التي أقنعت انقرة بسيناريو صواريخ صدام البعيدة المدى المحملة برؤوس نووية جاهزة لإزالة أنقرة وإسطنبول وقتها.
دائما هي تركيا المطالبة أن تثبت الولاء للغرب، لكن رجب طيب أردوغان قالها علنا « أمن تركيا لن يتحقق بأسلحة مستوردة صنعت بعلوم وتكنولوجيات وتقنيات غيرنا ». أتراك كثر يرفضون اليوم أن تمضي تركيا في لعب دور « الصيدلية المناوبة » لتكون في خدمة المشروع الأطلسي على مدار الساعة، يجد فيها الملاذ الدائم كلما تعرضت مصالحه في المنطقة للتهديد.
أردوغان راهن دائما على دعم القواعد الشعبية له في قراراته الحساسة من هذا النوع وهي لم ترده خائبا كلما طلب ذلك وربما هذه هي النقطة الأساسية التي لا يريد أن يعرفها الغرب، حيث إنه يتجاهل الحراك الإيجابي الداخلي ويراهن على دعم تركي مطلق لسياساته ومواقفه معتمدا على العسكر في تركيا الذي وقف هو الآخر جنبا إلى جنب مع حكومة العدالة والتنمية قبل أيام يعلن تحديث وثيقة الأمن الإستراتيجي لتركيا لتكون رسالة أخرى لواشنطن وللناتو كي لا يحرجوا الأتراك أكثر حتى لا يخرجوهم.
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 20 نوفمبر 2010)

 

 

Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

6 février 2009

Home – Accueil   TUNISNEWS 8 ème année, N° 3181 du 06.02.2009  archives : www.tunisnews.net   Communiqué de la délégation d’observateurs

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.