السبت، 1 يوليو 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2231 du 01.07.2006

 archives : www.tunisnews.net


لجنة القيروان للدفاع عن المجتمع المدني: بيــــــان النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالهوارية: المعلمون بالهوارية:درس نقابي في السلوك الحضاري  قنا: حزبان تونسيان ينددان بالعدوان الاسرائيلى رويترز :حزب تونسي معارض يطالب الحكومات العربية بحماية الفلسطينيين الصباح: مؤتمر أمني يناقش في تونس مشروعا طريفا:خوصصــة السجـــون العربيـــة؟ الهادي بريك: ماذا خسرت تونس بانحطاط القيم ؟ في منتدى التقدم لحزب الوحدة الشعبية : المجتمع المدني و قضايا الإصلاح السياسي في العالم العربي عادل القادري: هل يضمن الدستور التونسي ومجلة الأحوال الشخصية المساواة بين الجنسين ؟ شوقي بن سالم: ملاحظات عادية جــدا الزيتونة :ما كان لله دام واتَّصل، وما كان لغير الله انقطع وانفصل الجزيرة.نت:في دورته المقبلة الشهر الحالي مهرجان قرطاج يتطلع لاستعادة أمجاده الضائعة القدس العربي : تونس: رحيل محمود المستيري «الوسيط» في عملية ميونيخ العربية: حكى عن نفوذ زوجة بورقيبة في تونس المستيري:عندما كفرنا وفد طالبان فكفرناهم د.أحمد القديدي: عام 48 شن الملوك العرب الحرب فماذا فعلت جمهوريات 2006؟   نبيل درغوث: إمتصّ  » المخّاخ  » عقلي و هذا ما بقى منه … د. هيثم مناع:شعب متسول ام مقاوم؟:تذكير بأوليات حق المقاومة جهاد الخازن  :  المتطرف الكريه مأمون الحسيني :النظام و «الأخوان» في الأردن: من التحالف التاريخي إلى «كسر العظم»!


 
Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 
لجنة القيروان للدفاع عن المجتمع المدني
القيروان في 29/06/2006   بيــــــان
لا تقف مأساة خريجي التعليم العالي في تونس عند البطالة التي ماانفكت تتعاظم لتغدو معضلة حقيقية  لشبابنا ،وإنما هي تتجاوزها إلى مناظرة « شهادة الكفاءة للتدريس في التعليم الثانوي » – الكاباس- التي غدت كابوسا مرعبا لعدد هائل من أصحاب الشهائد وسيفا مسلولا على رقاب النشطين منهم سياسيا ونقابيا في صلب الاتحاد العام لطلبة تونس.
فقد عمدت وزارة الإشراف ، في الفترة الأخيرة ، عند إعلان قائمة الناجحين نهائيا في المناظرة –دورة 2005-2006- إلى إسقاط مجموعة من المتخرجين على خلفية أنشطتهم السياسية والنقابية خلال دراستهم في الجامعة ، رافضة مدهم بكشف الأعداد المسلّم من قبل لجان الامتحان. ان لجنة القيروان للدفاع عن المجتمع المدني :
– تساند هؤلاء المتخرجين من حاملي الشهادات المعطلين عن العمل قسرا ، وتعدّ إسقاطهم في المناظرة المذكورة وحرمانهم من النجاح بناء على انتمائهم الفكري والسياسي انتهاكا صارخا للحقوق والحريات، وضربا من الإقصاء والتهميش. – تعتبر العمل عنوان كرامة الإنسان ومدخل بناء حياته الاجتماعية وحقا جاء التنصيص عليه في ديباجة دستور البلاد والاتفاقيات الدولية [الإعلان العالمي لحقوق الإنسان – العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية] وليس مّنة ولا مكافأة يستثنى منها غير الموالين للنظام. – تندد بهذه الصيغة في الانتداب »الكاباس » باعتبارها أداة للتمييز على أساس الولاء السياسي ووسيلة لمصادرة حق النشطين النقابيين في العمل. – تدعو كل القوى الديمقراطية والتقدمية إلى مساندة هؤلاء لمتخرجين في المظلمة التي تعرضوا اليها.
عن لجنة القيروان للدفاع عن المجتمع المدني مسعود الرمضاني
 


المعلمون بالهوارية:

درس نقابي في السلوك الحضاري

 
مرّ يوم 11/5/2006 و لكنه تم يكن كسائر الأيام في دائرة الهوارية من ولاية نابل بالنسبة لمدرسي التعليم الأساسي.   ففي ذلك اليوم ساهم معلمو الدائرة في إنجاح تحركهم النقابي الذي دعت إليه نقابتهم العامة…وفاجأت النتيجة الجميع بما في ذلك بعض النقابيين إذ تجاوزت نسبة النجاح 80 بالمائة (الممضين على عرائض الإضراب بجميع مدارس الدائرة  167زميلا من مجموع 203العاملين فعلا في ذلك اليوم باستثناء المديرين و الزملاء المتغيبين لأسباب مختلفة…..)   و ما ينعش النفس إن الإضراب تم في هدوء تام وبأريحية مطلقة ولم يسجل تجاوز واحد ولم يسقط النقابيون في استفزاز غير المضربين وفي الرد على استفزازات الآخرين…………..   النتيجة التي راى فيها البعض مفاجأة كانت طبيعية نظرا للمجهود الجبار الذي قام به أعضاء النقابة الأساسية في الاتصال بالمدارس وإعلام زملائهم والرد على تساؤلاتهم وتوضيح مطالبهم المشروعة الواردة في اللائحة المهنية للهيئة الإدارية للتعليم الأساسي والرد أيضا على محاولات التشويه و ترويج الأراجيف وحملات التخويف التي احترفها البعض بسبب و بدونه………………   كم كان منظر المعلمين رائعا وهم في احد مقاهي مدينة الهوارية يتمازحون ويحصون نتائجهم ويحاولون أن يكونوا شفافين و نزهاء وصادقين.وحين طلب منهم بعض الأصدقاء عدم التحدث في المقهى لان الآذان متعددة و العيون عديدة أجابوا: لسنا دعاة فوضى ولا محترفي اضطرا بات. نحن من علم الجميع قواعد السلوك الحضاري المدني.نحن لا نعمل في الظلام. نحن في ظل اتحادنا العتيد الذي كان النواة الصلبة في جميع قضايا الحق منذ عهد الرائد محمد علي الحامي إلى الآن. لذلك لن نعمل كالخفافيش في الظلام……………فأبناء النور لا يعملون إلا في النور.                                                                                                  إن النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالهوارية التي استطاعت أن تعيد لهذه الجهة إشعاعها النقابي بعد فترة من الركود وان تساهم في جميع الأنشطة النقابية تطلب بكل لطف من قيادة الاتحاد وطنيا وجهويا الإسراع في إكمال هيكلة قطاع التعليم الأساسي بولاية نابل لتكتمل تمثيليته وتزداد فاعليته وقد يكون نجاح التحرك النقابي الأخير خير حافز لذالك.   محمد الهادي العفيف الكاتب العام المساعد للنقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالهوارية                                                            متفرقات   1-شكر وتنويه
للأخ الحبيب غنام كاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل بنابل والذي في غياب الهيكل الجهوي للمعلمين قام بكل ما في وسعه لإنجاح التحرك الأخير فتحية لروحه النقابية العالية.لم احترف ولن احترف المدح يوما لذلك إني كثيرا ما اختلف معه (نقابيا طبعا)ولكن تلك هي ميزات أبناء حشاد:القبول بالاختلاف والنزاهة…….. الحدائق ذات الأزهار الموحدة الألوان………….لا يمكن أن تكون جميلة دوما   2-برج الصالحي
أكيد أنكم سمعتم بهذه القرية الشاطئية الرائعة بمعتمدية الهوارية والمشهورة بكثرة فاقدي النطق والسمع بها وهم بالمناسبة من أطيب وأذكى أبناء هذا البلد.معلموا مدرسة برج الصالحي اضربوا بأعلى نسبة ممكنة. يبدو أن برج الصالحي تبدع عندما تنطق نقابيا!   3-جريدة الشروق ونسبة المشاركة
الشروق في عدد يوم الجمعة12-5-2006 وبالصفحة 18-نقلت عن » مصدر مسؤول »بوزارة التربية إن نسبة نجاح الإضراب بلغت ثلاثة عشر فاصل عشرين بالمائة وحتى الوزارة والسلطات أعطت أضعاف النسبة المذكورة.كما نشرت مقالا غير ممضى بنفس العدد عنونته (لماذا الإضراب والمفاوضات متواصلة) ولنا حق السؤال: متى ستشرق الحيادية والموضوعية على الشروق؟ أليس الخبر مقدس أما التحليل فحرّ؟ ألنا الحق في التساؤل مرة أخرى:لماذا تتقدم صحافة غيرنا و نبقى نحن نراوح مكاننا؟ ألنا الحق في دعوة زملائنا لمطالعة الجريدة المذكورة لدسامة مقالاتها وحيادية أخبارها !   4- طرفة  هل علمتم أن مقياسا جديدا أضيف إلى مقاييس مناظرة الارتقاء إلى خطة معلم تطبيق أول وهو المشاركة في الإضراب الأخير أو عدم المشاركة……. ذلك ما تفتقت عليه قريحة البعض لإثناء زملائهم عن المشاركة ……….. فحتى دوائر القرار لا يمكنها مجرد تخيل الحالة لأنها ببساطة تحيلنا إلى قرون خلت تجاوزناها دولة وشعبا. ما نساه أو تناساه هؤلاء أنهم تمتعوا أو سيتمتعون اتحادهم ونقابتهم بهذه الترقية بفضل تضحيات زملاء لهم                                                                                                                            تعزية بلغنا بكل أسف نبا وفاة المرحومة آمال المختار زوجة الزميل محمد المختار المعلم بمدرسة أبان –الهوارية والتي وافاها الأجل يوم14-5-2006-ونحن نتقدم بأحر التعازي لزميلنا باسم كل الزملاء والنقابيين متمنين له جميل الصبر والسلوان                                                                                                        محمد الهادي العفيف


صفاقس : استدعاء الزميل سليم بوخذير للتحقيق

 
 
تونس-الوسط التونسية-تقارير
http://www.tunisalwasat.com في اتصال هاتفي بالوسط التونسية مساء هذا اليوم السبت 1 جويلية 06,أعلمنا الزميل الصحفي سليم بوخذير بأن مصالح الحرس الوطني بمدينة صفاقس قامت باستدعائه « عبر الهاتف » للتحقيق ,وفيما يعد خرقا للنصوص القانونية التونسية والدولية, فان الدعوة للتحقيق العدلي من قبل المصالح الأمنية تمت خارج التوقيت الاداري المعهود علاوة على انعدام أي نص مكتوب يوثق هذه الدعوة من قبل المصالح الأمنية المشار اليها,هذا وعلمت الوسط التونسية بأن الاتصال الهاتفي الذي تلقاه الزميل بوخذير من قبل مصالح الحرس الوطني بمحافظة صفاقس تم في أجواء من التحرش والتهديد والوعيد. من جهة ثانية علمت الوسط بأن الأستاذ محمد النوري رئيس الجمعية الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين قد تمت دعوته هو الاخر للتحقيق على خلفية مايقوم به من نشاط حقوقي ووطني ضمن اطار مهامه كمحامي على رأس الجمعية المذكورة. وفي نفس السياق أحيطت الوسط علما بأن هذا الاجراء التعسفي في حق النشطاء الاعلاميين والسياسيين والحقوقيين يكون قد شمل في الأيام الأخيرة العديد من الشخصيات السياسية والوطنية. *المصدر غرفة الأخبار بصحيفة الوسط التونسيةhttp://www.tunisalwasat.com
 -1جويلية 2006.


 
أخبار الوحدة
 
* جلسة عامة :
تعقد الهيئة الوطنية للمحامين التونسيين جلسة عامة عادية يوم السبت 8 جويلية 2006 و ياتي موعد هذه الجلسة متأخرا بضعة ايام عن الموعد الأصلي و ذلك بسبب تعذر حجز قاعة بإحدى النزل تأوي الجلسة العامة و تحتضن اشغالها وفي حين اعتبرت الهيئة الوطنية للمحامين أن في عدم التمكن من الحصول على قاعة تجاوبا من أصحاب النزل مع تعليمات تحول بين المحامين وكراء قاعة اعتبرت جامعة النزل ان ما انتهت اليه الجلسة العامة السابقة للمحامين من تبادل للعنف وأضرارا بالتجهيزات هو السبب الحقيقي لاعتذار أصحاب النزل بتونس العاصمة وضواحيها عن كراء القاعات للمحامين. و استطاعت الهيئة الوطنية للمحامين في نهاية المطاف الحصول على قاعة بنزل أميلكار وهو ما أتاح الدعوة للجلسة العامة ليوم السبت 8 جويلية القادم. و بالنظر إلى ما عرفه قطاع المحاماة في الفترة الفارطة من تحركات ومواقف تتصل ببعث المعهد الأعلى للمحاماة وما أكدته هذه التحركات من تباين في التقييم فإن الجلسة العامة ليوم 8 جويلية القادم ستكون بكل تأكيد جلسة هامة وساخنة سيلعب الانتماء الحزبي والسياسي والأيديولوجي دورا في تحديد توجهاتها وبلورة المواقف التي ستنبثق عنها.   * اتحاد مغاربي :
وما دمنا مع الأخبار المتعلقة بقطاع المحاماة نشير أن مدينة مراكش المغربية قد احتضنت مؤخرا لقاء ضم عمداء هيئات المحامين بكل من تونس وليبيا والجزائر والمغرب وموريتانيا وذلك من أجل بعث اتحاد محامي المغرب العربي. وقد شارك الأستاذ العميد عبد الستار بن موسى في فعاليات هذا اللقاء.   * نار على نار :
بدأت شركة توزيع المياه في إرسال فواتير الثلاثية المنقضية ولاحظ المواطنون الذين تسلموا بعد فواتيرهم أنها نزلت نارا على جيوبهم وأنها في المعدل تقارب ثلاث مرات قيمة الفاتورة الأخيرة.. فهل أن ذلك آخر الطب: الكي بفاتورة ضخمة حتى نضطر للاقتصاد في الماء ونحن في بداية صيف حار.   * ضجيج :
مع صدور نتائج امتحانات الباكالوريا بدأ الضجيج المنبعث من أبواق الحفلات على أسطح المنازل يفعل فعله ليزيد حرارة ليالينا ويحرمنا من نوم هو أصلا لا يأتي بسهولة، فهل تتحرك المصالح المعنية ونحن على أبواب موسم الأفراح – وقد بدأ بعد – لتوقف الأمور عند حدودها القانونية، واحترام راحة الجيران وأولاد الحومة؟؟   * تعاون أورو متوسطي :
تم يوم الاحد الماضي بالعاصمة توقيع اتفاقية إطلاق صندوق استثماري لفائدة مشاريع القطاع الخاص في تونس والجزائر والمغرب. وحددت الاستثمارات الاولية للصندوق بمبلغ 55 مليون أورو بتمويل أوروبي من البنك الأوروبي للاستثمار وتمويلات دولية من بنوك ومؤسسات مالية مختلفة.. ويأتي هذا التوقيع مع انطلاق أشغال الأشغال الاجتماع الدوري السادس للالية الأوروبية المتوسطية للاستثمار والشراكة وكذلك الاجتماع الثاني الاورو- متوسطي لوزراء الاقتصاد والمالية الذين احتضنتهما تونس يومي الأحد والاثنين الماضيين.   * منع :

علمت الوحدة ان غرفة المصدرين التابعة للاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بصفاقس لم تتمكن من عقد مؤتمرها رغم ان كل الاستعدادات الترتيبية قد وقع اتخاذها. ولم يعرف المصدرون الى حد الان الاسباب التي حالت دون عقد هذا المؤتمر.   (المصدر: صحيفة « الوحدة » الأسبوعية، العدد 506 بتاريخ 1 جويلية 2006)


حزبان تونسيان ينددان بالعدوان الاسرائيلى

 
تونس فى 30 يونيو / قنا / ندد اكبر حزبين تونسيين معارضين بالاجتياح الاسرائيلى للاراضى الفلسطينية والتحرشات والتهديدات الموجهة ضد سوريا واستنكر حزب الوحدة الشعبية فى بيان له نشر اليوم التواطؤ الذى تعاملت به القوى الكبرى مع هذا الاجتياح 00اذ لم تحرك ساكنا لوقف الاعتداءات الاسرائيلية على الفلسطييين طوال شهور متعاقبة   ودعا البيان الصادر فى اعقاب اجتماع للمكتب السياسى للحزب الحكومات العربية المرتبطة بمعاهدات وعلاقات دبلوماسية مع اسرائيل الى احترام الشعب الفلسطينى بايقاف كافة انواع العلاقات والاتصال مع هذه الحكومة   وفى بيان مماثل اعتبرت حركة الديمقراطيين الاشتراكيين ما يتعرض له الشعب الفلسطينى /حرب ابادة/ لا اخلاقية وعملية عقاب جماعية نابعة من سياسة الغطرسة ومنطق القوة المعادية للقيم الانسانية والقوانين الدولية   ودعا الحزبان فى بيانيهما كافة القوى المحبة للسلام الى الضغط من اجل ايقاف الاجتياح والاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطينى والتى لا يمكن الا ان تذكر بالممارسات النازية   كما اعربا عن تضامنهما ووقوفهما الى جانب سوريا ازاء ما تتعرض له من تحرشات وتهديدات منبهين الى ان تحليق الطيران الحربى الاسرائيلى فوق الاراضى السورية هو عملية استفزاز تنذر بتوسيع رقعة الحرب وجر كامل منطقة الشرق الاوسط فى دوامة العنف وهو ما يهدد السلام والامن الدولي   (المصدر: وكالة الأنباء القطرية (قنا) بتاريخ 30 جوان 2006)

 

حزب تونسي معارض يطالب الحكومات العربية بحماية الفلسطينيين

تونس (رويترز) – طالب الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض في تونس يوم الجمعة الحكومات العربية بضرورة التحرك من اجل الضغط لوقف ما سماه بالعدوان الاسرائيلي على الفلسطينيين والسماح لشعوبها بحرية التظاهر احتجاجا على هذه الاعتداءات. وقصفت الطائرات الاسرائيلية غزة يوم الجمعة واستهدفت مكاتب وزارة الداخلية في توسيع للحملة العسكرية الرامية لتأمين اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي جلعاد شليط الذي خطفه نشطاء فلسطينيون يوم الاحد. ودعا الحزب الديمقراطي التقدمي في بيان ارسل لرويترز بالبريد الالكتروني الحكومات العربية الى « اطلاق حرية التظاهر لشعوبها كي تعبر عن ضيمها المكبوت ازاء الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في فلسطين ». وقال ان هذه الهجمات الاسرائيلية المتسمة بخطورة بالغة تبرز درجة الهوان التي وصل اليها العرب محملا الولايات المتحدة مسؤولية دعم اسرائيل ماليا وعسكريا ودبلوماسيا. ولم تفعل اغلبية الحكومات العربية شيئا الا اصدار تصريحات الشجب العادية ضد الضربات الجوية الاسرائيلية على اهداف في غزة وتضييق الحصار على سكانها البالغ عددهم مليون و300 الف نسمة. وشدد البيان على « رفض الخضوع للابتزاز الذي حمل غالبية الدول العربية على مقاطعة حكومة حماس الذين اختارهم الشعب الفلسطيني ». واعربت تونس في وقت سابق على لسان رئيسها زين العابدين بن علي عن قلق عميق لتدهور الاوضاع في الاراضي الفلسطينية مطالبة المجتمع الدولي بتوفير حماية للشعب الفلسطيني الاعزل.   (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 30 جوان 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
 

مؤتمر أمني يناقش في تونس مشروعا طريفا: خوصصــة السجـــون العربيـــة؟

كمال بن يونس   تونس ـ الصباح   مؤتمر طريف نظمته الامانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب بتونس في سياق المؤتمرات السنوية التحضيرية لمؤتمر وزراء الداخلية العرب الذي يعقد كل عام في شهر جانفي.. المؤتمر الجديد حضره عدد من مديري السجون والقضاة وكبار ضباط الامن في العالم العربي.. وناقش عدة مشاريع..كان من أطرفها مشروع أولي لخوصصة السجون في العالم العربي.. وتشريك القطاع الخاص كليا أو جزئيا في تسيير السجون وتمويل صيانتها وميزانيات تكوين السجناء..    فما حقيقة هذا المشروع؟   طرحت السؤال أولا على الدكتور محمد بن علي كومان الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب فاورد أن «من بين الافكار المطروحة حاليا تطوير النظرة للسجون وعلاقة الدولة بالمؤسسات الاصلاحية والعقابية.. لأن السجين بشر مثلنا.. تورط في مخالفة صغيرة أو جنحة أو جناية.. واذا كان لا مفر من معاقبته وردعه فلا بد من تفهم الملابسات التي أدت الى تورطه في الجريمة.. ومحاولة تحسين ظروف اقامته في السجن.. وتمكينه من فرصة الاستفادة من فترة العقوبة لتلقي تكوين وللشغل.. والانتاج.. والمساهمة في توفير دخل للسجن ولنفسه ولعائلته من خلال بعض منتوجاته التي تباع للعموم في المعارض.. مثل معارض الاثاث واللوحات الفنية»..   مشروع مربح؟   لكن ماهي مصلحة رجال الاعمال الخواص في الاستثمار في «قطاع السجون»؟ وهل يمكن أن يستفيدوا ماليا من استثمار جانب من أموالهم في بناء السجون وصيانتها والانفاق على برامج تكوين المساجين وتشغيلهم وتنظيم معارض لفائدتهم؟    الجواب: «طبعا نعم» حسب اللواء علي بن حسين الحارثي المدير العام للسجون في المملكة العربية السعودية.. الذي أورد في تعقيبه على سؤال «الصباح»: «لا أعتقد أن رجال الاعمال سيغامرون بانفاق أموال في قطاع السجون لو لم يتأكدوا من نجاعة استثمارهم ماليا.. ومشاركة القطاع الخاص قد تكون شاملة وتبدأ من بناء السجون وصيانة مبانيها والاشراف على جوانب تمويلها بالتعاون مع الدولة.. الى المشاركة الجزئية في بعض البرامج.. مثل برامج التكوين والتدريب وتشغيل السجناء.. أن يتولى رجل اعمال مثلا مهمة تعليم بعض المساجين حرفة معينة وتمكينهم من ورشة لانتاج مواد معينة داخل السجن ثم بيع تلك المواد للمؤسسات أو في المعارض.. فيغطي نفقاته ويجني ربحا.. ويساهم في تخفيف الاعباء المالية للدولة.. خاصة في ظل ما يلاحظ في كثير من السجون العربية والعالمية من اكتظاظ وازدحام».   معضلة عامة   واعتبر المقدم اللبناني جوزيف الفخري في تصريح للصباح أن «بعض المشاكل المتراكمة في السجون العربية والعالمية حقيقة لا يمكن انكارها.. منها الاكتظاظ والازدحام والعنف بين السجناء.. بسبب الفراغ وصعوبة ضمان برامج تدريب وتكوين لأغلبهم.. فيتسبب الفراغ في استفحال الانحراف والاجرام داخل السجناء.. بمن فيهم بعض الشباب الذين زلت بهم القدم لاول مرة.. أو الذين اعتقلوا بسبب مخالفات مالية مثل العجز عن تسديد الديون والصكوك بدون رصيد..».   واعتبر المقدم اللبناني جوزيف الفخري أن الخوصصة يمكن أن تساهم في تحسين أوضاع السجون العربية اذا درست جديا وضمنت وزارات العدل والداخلية والشؤون الاجتماعية عدة شروط منها عدم التسامح مع المنحرفين والمجرمين فيما يتعلق بالصبغة الردعية والتاديبية للعقوبة..    مدارس وامتحانات للمساجين   من جهة أخرى أورد القاضي المغربي المصطفى البارز- رئيس المؤتمر – للصباح «ان خوصصة السجون العربية بدأت منذ مدة باشكال ودرجات مختلفة في بعض دول العالم ويمكن الاستفادة منها.. في سياق التوفيق بين التاديب والردع من جهة والتربية والتوعية وتأهيل المساجين من جهة ثانية.. ونوه القاضي المغربي بتجربة بعض البلدان العربية التي أصبحت – على غرار الدول المتقدمة – تضمن للمساجين فرص الدراسة في الثانويات والجامعات واجراء امتحاناتهم المدرسية والجامعية خلال فترة الاعتقال.. وهي من بين الخطوات الانسانية التي تساعد السجين على اعادة الاندماج بعد خروجه من السجن.. مثل خطوة الافراج المؤقت عن السجين لتمكينه من حضور موكب جنازة وتعازي أحد أقربائه.. أو نقله للمستشفى للعلاج»، وأورد القاضي المغربي أن نسبة النجاح في الباكالوريا هذا العام في المغرب مثلا كانت أرقى في السجون مقارنة بالنسبة العامة. «قطاع استراتيجي» بالنسبة للدولة    لكن رغم كل هذه الافكار «الجديدة».. فان مخاطبينا حرصوا على التاكيد على «الصبغة الاستراتيجية» لقطاع السجون.. «الذي لا بد أن تبقى للدولة مسؤولية الاشراف السياسي والادراي والقضائي عليه» على حد تعبير اللواء علي بن حسين الحارثي المدير العام للسجون السعودية..    كما شدد الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب في تصريحه لـ«الصباح» أن «الانفتاح على كل الافكار والمشاريع لا يعني التنازل على الدور المركزي للدولة بالنسبة لعدة قطاعات منها المؤسسات العقابية والسجنية.. لكن هدفنا توفير موارد مالية تؤدي الى تحسين الدور التربوي والاجتماعي للسجن.. حتى يعود السجين الى المجتمع بعد مرحلة سلبه من حريته وقد تعلم مهنا وحرفا تعوضه عن خيار السرقة والجريمة.. وتسهل اعادة اندماجه العائلي والمجتمعي».   (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 1 جويلية 2006)

تعليق « تونس نيوز »:

يا سي كمال بن يونس، إن مقترح تخصيص السجون ليس « طريفا » فقط أو مجرد « بالونة اختبار » بل هو برأينا مسألة جدية جدا وقريبة الإنجاز في بلدنا وبقية بلدان خرائط سايكس بيكو. فمثلما فرضت العولمة (أي أمريكا والغرب الظافر) قوانينها وإرادتها ومناهجها على دولنا الضعيفة المتخلفة في مجالات اقتصادية وصحية وخدمية حيوية، فقد جاء الآن الدور على ما تبقى من صلاحيات « دولة الإستقلال » العتيدة أي الأمن والدفاع. كما يجب أن لا ننسى أن أمريكا بادرت منذ احتلالها للعراق بتطبيق « المقترح الطريف » في مجالات الأمن وحراسة المنشآت الإستراتيجية والمرافق النفطية والشخصيات العامة و.. السجون!!

 

 
 


ماذا خسرت تونس بانحطاط القيم ؟

 
الهادي بريك ــ ألمانيا   هذا عنوان لكتاب أستحث الهمم على جمع مادته وإخراجه للاجيال القادمة فهل من مجيب ؟ بمثل ما يحمل لنا التاريخ من أنباء الانتصارات والانكسارات عبرة لاولي الابصار يتحتم علينا أن نوثق حياتنا كسبا للحسنات والسيئات عبرة بين يدي من سيعقبنا بعد أن تطوينا الليالي طيا.   لو تتبعت ما رصدته بعض الصحف التونسية على مدى شهر جوان فحسب من هذا العام 06 من هبوط حاد غير مسبوق في سوق القيم الانسانية في تونس لوقفت على عجب عجاب يقف له شعر كل غليظ قاس أما عن الحليم فلا تسأل : فتن كقطع الليل المظلم يغدو فيها حيران ورب الكعبة :   1 ــ شاب من ولاية سليانة رسب في الباكالوريا فعاتبته أمه فإستجمع كل قيم البر التي تعلمها على مدى سنوات في المؤسسات التربوية التونسية وكان رده : ضربها بآلة حادة حتى أغمي عليها ثم ذبحها بمدية في يده من الوريد إلى الوريد وإستولى على ما عندها من أموال وفر إلى مدينة سوسة . (جريدة الصباح التونسية ليوم 28 جوان الجاري  ـ أنظر تونس نيوز لذات اليوم) .   2 ــ شاب آخر من ولاية نابل وجد زوجته على فراشه في حالة زنا فاضحة مع جار له : لم يجرؤ على تحمل المشهد فقتلها ثم بتر أطرافها الاربعة ووضع كل واحد منها في سلة أما بقية الجثة فقد قطعها إربا إربا إلى أجزاء صغيرة جدا دون أن يقعشر له بدن كأنه يخرم لحم نعجة أو كأنه لم يضاجع ذلك الجسم ولم يكن له يوما سكنا ومرفأ دافئا آمنا ثم إنطلق إلى سوسة ويتوقف في كل مرة ليتخلص من طرف من أطراف زوجته في مكان ما وبعد بضعة أيام عاد إلى منزله ففوجئ بوالده يضاجع في فراش أمه جارة له في وضع فاضح والقهقهات تنطلق منهما كأنهما ينعمان بالامن كما لا ينعم به أحد فلم يحتمل المشهد ثانية فهجم على أبيه وطعنه بسكين حتى فارق الحياة. جريدة الراية القطرية ليوم 17 جوان الجاري . أنظر التفاصيل في تونس نيوز لذات اليوم .   3 ــ إكتشف بعض عمال التنظيف في حاويات مستشفى بمنزل بورقيبه أطرافا لستة أجنة بشرية مكتملة النمو ثم أبانت التحقيقات على أن نسوة هناك تعرضن لحالات إجهاض بدون إذن من الاطباء المختصين فيما يبدو أنها عمليات تحايل بين الامهات وبين بعض الممرضات. جريدة الشروق التونسية ليوم 20 جوان الجاري . أنظر التفاصيل في تونس نيوز لذات اليوم .   4 ــ ظاهرة الامهات العزباوات في تونس : أجل أصبحت ظاهرة تحدثت عنها كثير من الصحف التونسية من مثل الصباح ليوم 20 جوان الجاري والشروق وغيرهما  لا بل هي قضية وطنية اليوم بكل المقاييس إذ قال فيها السيد جعيط مفتي الجمهورية كلمته . وكل التقارير الرسمية تفيد بأن الظاهرة تنمو عدديا من عام لاخر على مدى العشرية المنصرمة : المعدل الحالي لها : 1060 ولادة من سفاح لأم عزباء كل عام . أكثر من ربع أولئك النسوة : 27 بالمائة تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عاما وثلث النسبة : 33 بالمائة منهن تتراوح أعمارهن بين 20 و 24 عاما . أي : 60 بالمائة من حالات الزنا من عزباوات تفضي إلى ولادة تحت سن 24 عاما . المعدل اليومي : أكثر من مولودين من حرام من فتاة عزباء دون سن 24 مع مطلع كل شمس . (القدس العربي ليوم 23 جوان الجاري . أنظر التفاصيل في تونس نيوز لذات اليوم .)   ماذا تقول السيدة رجاء بن سلامة في هذا الهبوط المريع لسلم القيم الانسانية في تونس ؟   السيدة رجاء بن سلامة أستاذة جامعية ألفت كتابا بعنوان  » نقد الثوابت  » تتهجم فيه على القرآن الكريم  بوقاحة غير معهودة ورسالة الكتاب هي : سبب تخلفنا هو إحتفاظنا بالثوابت الاسلامية من مثل قضايا الارث وكل ما هو قطعي ثابت في الاسلام . هل يصدق عاقل اليوم في تونس ـ بله خارجها ـ بأن تمسكنا بالثوابت حتى لو كانت كما تدعي السيدة رجاء في غاية الرجعية هو سبب نكباتنا وأزماتنا ؟ المعلوم عند كل عاقل هو أن من يتمسك بثوابته المتخلفة يتجاوزه قطار الكسب بحضارته الفكرية ومدنيته العمرانية أما أن يكون تمسكنا بثوابتنا الرجعية هو سبب مشاكلنا فلا يملك المرء سوى أن يقول حياله   » وقل رب زدني علما  » . و  » الانسان عدو لما جهل « .   من المسؤول عن هبوط رصيد القيم الانسانية في مجتمعنا التونسي إلى هذا الحد المريع؟   هل يتفق معي بداية كل قارئ كريم بأن ما ذكرته آنفا ليس سوى غيضا من فيض مما حاق بقيمنا من إنحدار وهبوط ؟ هل يتفق معي القارئ الكريم بأنه لا بد لنا ككل شعب ومجتمع من منظومة قيم إنسانية من مثل الحياء وبر الوالدين وحياة الضمير الحاجزة عن إقتراف كبائر المظالم والتعدي على أعراض الناس من زنا وخيانة ؟ دعنا من الاسلام والعروبة . هب أننا لا نعرف إلى الاسلام طريقا ولا يعرف إلينا طريقا . هب أننا عجما عاجمة لا صلة لنا بعالم العروبة لا لسانا ولا ميراثا ولا شهامة وكرامة . هل نحن بشر ممن خلق سبحانه ؟ هل فينا أكباد حرى رطبة ؟ هل مازلنا نحن إلى والد ونبر والدة ونرحم زوجة ونحفظ حق جار في عرضه وجارة ؟ هب أن الواحد منا تورط في قتل بشر. أليس جديرا به أن يقتل بشرا غير والدته ؟ هب أن واحدا منا قتل والدته . ألا يكفي أن يضربها بفأس فتموت ؟ لم نذبحها بالمدية بأيدينا التي لولا تلك الوالدة المسكينة لما كبرت من الوريد إلى الوريد ؟ إذا تورط الزاني في زناه فلم يزنى بحليلة جاره ليجمع إثم الفاحشة مع إثم الخيانة ؟ إذا تورطت البنت التي بالكاد بلغت الحلم في الزنا فلم لا تستخدم الواقي الذي لم تضن به علينا بلادنا فقد يفقد التونسي الماء والحليب والوقود ولكن الواقي يلفاه منتصبا أمامه أينما حل وإرتحل حتى لكأن المرء في قلب ميونيخ ؟ . هل آن للسيدة رجاء أن تعلم أن أوروبا تبحث اليوم عن بكارتها المفضوضة طورا في المسيحية وطورا في الاسلام ؟ ألم يأن للسيدة رجاء أن تعلم أن حياءها الانثوي سر جمالها وتاج كمالها فإن إنسلخت عنه أمست  » كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث « .؟   من المسؤول إذن على ذلك الهبوط الحاد في ميزان القيم وسلم المثل فينا ؟   أنا أعلم أن النظام الحاكم وكذا مناهجنا التربوية  والاعلامية برآء براءة الذئب من دم إبن يعقوب. أنا أعلم أن تلك المشاكل تسللت إلينا من وراء البحر ولكن من فتح لها باب التسلل ؟ أنا أعلم أنها مشاكل النمو لا بد منها ولكن أين النمو وقد صبر الاتحاد الاروبي صبرا جميلا لتوازنات معروفة فلما فاض الكأس أداننا في ملف الحريات قبل أسابيع فثارت ثائرة الدوائر الرسمية واللاهجين بحمدها من مثل برهان بسيس وأبوبكر الصغير وكل كلاب السلطة ؟ أنا أعلم أن تلك المشاكل ضريبة لسحق التيار الظلامي عدو الحرية والمرأة ولكن ألم تطهر البلاد من شره منذ عقد ونصف ؟ أنا أعلم أن خطة تجفيف منابع التدين كانت ضرورية لفسح المجال أمام التقدمية  واللحاق بركب الامم المتقدمة ولذلك إلتحقنا فعلا بل تقدمنا على ما كنا نروم مجرد اللحاق به . أنا أعلم أن الزنا في القانون التونسي بمحض الرضا بين الزانيين مباح لا بل مستحب لا بل تفرضه شروط التطور . أنا أعلم أن المرأة لم تتحرر سوى بعد ما تخلصت من عذريتها وعفتها وبكارتها في سوق الفاحشة النافق ولما تبلغ الحلم . أنا أعلم أن العفة عار والحياء شنار .   الخلاصة :   أنا أعلم أن تونس خسرت كثيرا كما لم تخسر حتى أختها في العلمانية المتطرفة تركيا في دنيا القيم الانسانية . أنا أعلم أن المشروع البورقيبي كان تدميريا بحق غير أني أعلم أن بورقيبه بسبب شخصيته المثقفة  الفذة ومهاراته السياسية كان ينصر مشروعه التدميري بفكره أما من خلفه فليس له من الفكر ذرة من حبة خردل فورث المشروع  بعقل جنرال نشيده عصا غليظة وحذاء قذر . أنا أعلم أن العلمانيين المتطرفين في تونس تسللوا إلى قصر الشؤم واللؤم  لقضم الاسلام بواسطة ذلك الثور الموجوء . أنا أعلم أن أشقى الاشقياء حمار يحمل أسفارا .   أنا أعلم أنه لولا الامل في الله سبحانه لقال التونسي بنبرة ملؤها الحزن: ماتت تونس والسلام .

في منتدى التقدم لحزب الوحدة الشعبية :  المجتمع المدني و قضايا الإصلاح السياسي في العالم العربي
 
احتضن المقر المركزي لحزب الوحدة الشعبية يوم الخميس 29 جوان 2006 في إطار منتدى التقدم لقاء فكريا مع الدكتور الحبيب الجنحاني حول  » المجتمع المدني وقضايا الإصلاح السياسي في العالم العربي ».
وقد تولى المحاضر مقاربة المسألة تاريخيا ومفهوميا بالتركيز على ثلاثة محاور أساسية وهي النخبة السياسية والفكرية العربية والمجتمع المدني والدولة. و أبرز من خلالها أن النخبة العربية  لم تنتظر مشروع الشرق الأوسط الكبير للاهتمام بقضية الإصلاح السياسي ونظم الحكم بل شرعت في ذلك منذ النصف الأول من القرن التاسع عشر. وما تميّز به في تونس ـ التي استشعرت نخبتها أخطار الاحتلال الفرنسي للجزائر ـ المصلح خير الدين باشا الذي جمع بين الفكر السياسي والممارسة السياسية و حاول أن يدرس التجارب الأوروبية وأسباب التقدم وانتهى إلى استنتاج أنه لا يمكن تطبيق برنامج تحديثي في ظل حكم مطلق  وكان يتحدث عن العدل السياسي (بمعنى يختلف عن العدل لدى الطهطاوي في مصر) ومراقبة البرلمان للحكومة… وتواصلت بعد ذلك حركات الإصلاح في الفترة الاستعمارية التي ركزت خلالها النخبة على التحرر الوطني والخلاص من الاستعمار المباشر. وقد كانت واعية أن الاستقلال ليس هدفا في حد ذاته وإنما هو مدخل ووسيلة لبناء الدولة الوطنية الحديثة دولة الحريات التي علقت عليها الأجيال آمالا واسعة. ولكن النخبة ركزت بعد الاستقلال على التنمية للخروج من التخلف وأغفلت قضية الإصلاح السياسي والحريات العامة وكأنه ثمة تناقض بين التنمية الاقتصادية والتنمية السياسية.
وفي المحور الثاني قدّم الدكتور الحبيب الجنحاني مفهوم المجتمع المدني المختلف عن المجتمع الأهلي والأوسع منه.  وهو مفهوم دخيل نشأ في أوروبا في القرن الثامن عشر ثم شهد تجديدا وتعميقا على يد غرامشي خلال القرن العشرين وألمح أن البعد الطبقي للمجتمع المدني لا يتنافى مع الاتفاق على حدود دنيا مشتركة بين مكوناته. و لم يبرز هذا المفهوم في الساحة الفكرية العربية إلا في بداية الثمانينات وقد تبنته بعض السلط العربية ووظفته ظرفيا ـ دون جدية ـ مقابل المجتمع الديني. وهنا ذكر المحاضر بدعوته إلى فصل الدين عن السياسة وليس فصل الدين عن الدولة. مؤكدا من جهة أخرى أن من لا حقوق له لا هوية له. كما شدّد على أن المجتمع المدني لا يعوض الأحزاب السياسية والنقابات التي يزعم البعض أن دورها قد انتهى إلى الأبد ونبّه إلى خطورة هذه الفكرة على المجتمع المدني الذي يبقى محتاجا إلى دعم الأحزاب وحمايتها وهو بدوره يدعمها ويسندها.ثم أشار إلى بروز مفهوم جديد هو المجتمع المدني الكوني تجسم من خلال حركات وشبكات العولمة البديلة وما دفعته من تضحيات. وفي هذا السياق دعا إلى التمييز بين القوى المدنية الصديقة في الغرب والمدافعة عن قضايا الجنوب وغيرها من القوى ذات الخلفية الاستعمارية فالغرب متعدد وليس واحدا ومن الخطأ أن نرفض الغرب ككل. ومن الضروري أن يحسن المجتمع المدني العربي التعاون مع الأصدقاء مع الحفاظ على استقلاله.
أما المحور الثالث من المداخلة فقد أبرز التلازم والتكامل بين المجتمع المدني والدولة، وأوضح المحاضر المخاطر الكامنة في مقاومة الدولة باسم المجتمع المدني كما يحدث الآن في بعض الأقطار العربية، و في مقابل الشعار الليبرالي القائل  » قليل من الدولة ، كثير من المجتمع المدني  » دعا إلى  » دولة قوية ومجتمع مدني قوي »  ولكن الدولة المعنية هنا هي الدولة التي تحترم الحريات العامة والمؤسسات الدستورية ، لأنها إذا لم تلتزم بذلك فستؤلّب عليها المجتمع المدني. مشيرا إلى أن البعض يخلط بين الدولة والسلطة فالدولة تستمر والسلطة تتغير.
وقد أثارت هذه المداخلة الملخصة لبعض الأفكار الواردة في كتاب د. الحبيب الجنحاني الصادر بعنوان  » المجتمع المدني وقضية التحول الديمقراطي في الوطن العربي  » نقاشا ثريا وهادئا أسهم فيه عدد من ممثلي الجمعيات والمنظمات الحقوقية والعمالية والطلابية والأحزاب السياسية المعارضة في تونس. 
عن منتدى التقدم عادل القادري


هل يضمن الدستور التونسي ومجلة الأحوال الشخصية المساواة بين الجنسين ؟

 
عادل القادري   رغم كل التنقيحات التقدمية التي شهدتها سنوات 1959 و 1966 و1981 و1993 مازالت مجلة الأحوال الشخصية التي نحتفل هذه السنة بالذكرى الخمسين لصدورها تتضمن تمييزا تشريعيا بين الجنسين لم يزده تطور وضع المرأة التونسية وارتقاء مكانتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية إلا بروزا ووضوحا. ويجعلها غير متطابقة مع أحكام الدستور ولا سيما بعد التعديلات التي أجريت عليه سنة 2002 وإن كان الدستور نفسه ما زال في حاجة إلى مراجعات جديدة في هذا المجال (ومجالات أخرى).   فالدستور التونسي لا يشير صراحة إلى ضمان المساواة بين الرجل والمرأة، وهو ما لا تتغافل عنه أرقى الدساتير في البلدان التي حققت بالفعل المساواة التامّة بين الرجل والمرأة في القانون وتكافؤ الفرص ، فالفصل السادس من دستورنا الذي ينصّ على أن جميع المواطنين متساوون أمام القانون أعمّ من أن يهمّ التمييز بين الجنسين ولا يغني ـ في اعتقادنا ـ عن التنصيص الصريح في فقرة دستورية جديدة غير قابلة للتأويل (ضمن نفس الفصل) على أن المساواة بين الرجل والمرأة مضمونة ، أما الإشارة إلى المبادئ المتعلقة بالأحوال الشخصية دون تحديدها فقد وردت في إحدى الفقرات المخصصة للأحزاب السياسية وواجباتها في الفصل الثامن من الدستور ويبدو جليا أنها لا ترقى إلى المطلوب خصوصا وأنها فصلت بين تلك المبادئ غير المعلنة وبين حقوق الإنسان وكأن حقوق المرأة (وهي المعنية في المقام الأول ضمن تلك المبادئ) ليست جزءا لا يتجزأ من حقوق الإنسان.   وقد صدرت مجلة الأحوال الشخصية سنة 1956 في العهد الملك ي قبل وضع الدستور الأول للجمهورية التونسية وبقي فيها رغم تقدميتها شيء من الصياغة الذكورية الموجهة للرجل ( مثل الفصلين 18 و19 المتعلقين بمنع تعدد الزوجات والتحجير على الرجل أن يتزوج مطلقته ثلاثا) وشيء من الأحكام الفقهية لرئيس المجلس الشرعي الذي اقتبست منه في نسختها الأولى 130 فصلا من فصولها القانونية .   ولأن الدستور هو سيد القوانين فمن الطبيعي أن يتبادر إلى الذهن أن القانون المنظم للأحوال الشخصية عندنا ـ على ما لقيه من إشادة دولية خاصة بالمنطقة العربية على امتداد نصف قرن ـ مازال يتضمن تمييزا بين الجنسين .   ولنأخذ على سبيل الذكر لا الحصر بعض الأمثلة، فمن غير المفهوم أن يبقى تحديد سن الزواج بالنسبة للمرأة هو 17 عاما و20 عاما للرجل ( الفصل 5 من مجلة الأحوال الشخصية) . والأحرى أن يساوى بينهما مع اعتبار الفقرة الأولى من الفصل الخامس من الدستور الذي ينص على أن الجمهورية التونسية تضمن  » الحريات الأساسية وحقوق الإنسان في كونيتها وشموليتها وتكاملها وترابطها  » وكان المفروض لتحقيق هذا التكامل والترابط أن يكون سن الزواج الأدنى المسموح به قانونيا بالنسبة للمرأة هو 18 عاما وهو السن الذي نصت عليه مجلة حقوق الطفل كحد أقصى لمرحلة الطفولة يستوي في ذلك الذكر والأنثى ولا حاجة بعد ذلك لأحكام خاصة بترشيد القاصر عند الزواج (الفصل 153 ) .   وبعبارة أخرى مازالت مجلة الأحوال الشخصية عندنا تقرّ تزويج الأطفال من البنات، وهذا ما تفطن إليه الأشقاء المغاربة منذ سنتين حين إصدارهم مدونتهم الجديدة للأسرة التي ضبطت سن الزواج الأدنى بالنسبة للرجل والمرأة على السواء بسن 18 عاما وهوالمعمول به في أرقى التشريعات المدنية (انظر المجلة المدنية السويسرية التي عمل بمنوالها المشرّع التركي) ولا بأس أن نضيف هنا خارج موضوعنا أن هذه السن (18 سنة) مطلوبة أيضا في مجلتنا الانتخابية كما هو الشأن بالنسبة إلى سن الرشد القانوني المحدد في مجلة الالتزامات والعقود عندنا بعشرين عاما. أي أن المطلوب هو التوحيد ـ دون تمييز جنسي ـ لسن الرشد القانوني وسن الرشد السياسي وسن الرشد الاجتماعي.     أما الملاحظة الثانية الفارقة والمتعلقة بمجلتنا العريقة فتهم القواعد التي تبنتها في مسألة الميراث وهي مستندة إلى التشريع الإسلامي وتقول ( للذكر مثل حظ الأنثيين ) كما تعمل بما يسمى التعصيب لفائدة الذكور( مثال الفصل 120 : … فالمال للعاصب وليس لأخته شيء). ولما كنا نعلم أن العديد من القوانين عندنا سواء منها المدنية أو السياسية أو الجنائية أو الإدارية أو التجارية أو غيرها لا علاقة لها بالتشريع الإسلامي ولم تكن تحتاج إلى تأويلات واجتهادات فقهية لإقرارها وقبولها والتعود عليها فإن السؤال البديهي المطروح : لماذا نتمسك في هذه المسألة بالذات بالأحكام الدينية؟   ويحاول بعض الإسلاميين إقناعنا بالعقل أن التمييز بين الرجل والمرأة في الإرث مبرر ووجيه بقطع النظر عن مصدره السماوي وحكمته الإلهية فيقولون  » إن التمييز الحاصل في الميراث بين الذكور والإناث قد حدد من وجهة الشرع الإسلامي على أساس توزيع المهام بين أعباء الرجل الاقتصادية في الحياة العائلية, وبين أعباء المرأة، لذا يرى رجال الدين الإسلامي أن جعل نصيب المرأة في الميراث نصف نصيب الرجل ينبغي ألا ينفك عن تحديد مسؤوليات الرجل الشرعية, مادية ومعنوية ومنها التزام الإنفاق على المرأة التي هي في ولايته … ».   ولأن العقل والعين والأرقام في تونس ترى وتشهد أن المرأة قد أصبحت قادرة على الإنفاق والكسب بل إن السنوات الأخيرة بدأت تعرف تفوقا نسبيا للمرأة على الرجل في ميدان الشغل (في بعض القطاعات) بعد تفوقها عليه في ميدان التعليم (الثانوي والعالي) كما أن العديد من النساء التونسيات اليوم يفوق دخلهن دخل أزواجهن، فإن الدعوة إلى المساواة في الإرث هي أكثر حجية ومنطقية اليوم حتى من وجهة نظر أولئك السلفيين الذين مهدوا ـ دون قصد ـ فتح باب جديد للتطوير في مجلتنا العريقة يذهب بها في موضوع النفقة أبعد من تنقيحات سنة 1993 المحتشمة ولا سيما في الفصل 23 أو في الفصل 46 الذي ينصّ على أن البنت تبقى مستحقة للنفقة (بعد سن الخامسة والعشرين) إذا لم يتوفر لها الكسب أو لم تجب نفقتها على زوجها، وذلك حتى لا يشعر الرجل بالغبن إذا ما تم إقرار مبدأ المساواة في الإرث دون تكريس مبدأ المساواة في الإنفاق والولاية ، فضلا عن أن حالات الطلاق العديدة عندنا ومشاكلها ومخلفاتها القضائية فيما يتعلق بالنفقة على الأبناء والجرايات العمرية قد أصبحت بمثابة الكابوس الحقيقي للرجل الذي أصبح يشعر بالظلم وقد يطالب هو أيضا بحقوقه.   وبعيدا عن عقلية المساومة المطلبية ( مساواة في الإرث مقابل المساواة في النفقة) لا يمكن أن تتحقق قواعد العدل والإنصاف بين الجنسين إلا على أساس مساواة مبدئية تامة نرجو أن يغلق ملفها القانوني نهائيا في بلادنا بهذه المناسبة المتعلقة بمجلة الأحوال الشخصية التي لا ننكر أهمية ما شهدته من تنقيحات إلى جانب نصوص تشريعية أخرى ( مثل مجلة الشغل والمجلة الجنائية ومجلة الجنسية ومجلة الالتزامات والعقود) للانكباب أكثر على متابعة الوقائع والممارسة اليومية لهذه المساواة في الأسرة والمجتمع والدولة وتعزيز حقوق المرأة وكرامتها.   ويبدو مما تقدم أن العائق الأول لتحقيق المساواة القانونية التامة بين الرجل والمرأة في تونس ليس الوضع الاجتماعي الحالي أو ما بلغته المرأة في الواقع على جميع الأصعدة الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية والسياسية، وإنما هو الخلط بين مصادر التشريع الذي يعتبره البعض مزجا موفقا بين الأصالة والمعاصرة وما ينجم عن ذلك من اختلال وتضارب داخل النص التشريعي الواحد بما فيه الدستور. ويبقى هذا الخلط المتردد بين المصادر التشريعية بداعي مراعاة المشاعر الدينية أو الانتماء الحضاري أو الهواجس السياسية أو الاعتبارات الذاتية (المتعلقة بالوضع الشخصي والعائلي وعقاراته) مبررا إضافيا للتشكيك والتهجم على مسار تحديث الدولة والمجتمع لدى بعض المتمسكين بالدعوة النكوصية إلى الوراء. والأرجح أن الدمج بين سيادة الشعب وسيادة السماء يضعف من بناء أي منظومة قانونية حديثة متناسقة ومتكاملة. والواجب الجمهوري يفرض التقدم أكثر في اتجاه تنفيذ الفصل الثالث من الدستور التونسي الذي يؤكد أن الشعب هو صاحب السيادة.   ولا ينبغي للبعض أن ينساقوا إلى تأويلات فضفاضة ومغالطة للفصل الأول من الدستور التونسي الذي ينص على أن دين الدولة هو الإسلام وهم يعلمون أن المقصود منه الشعائر لا الشرائع. وإن كان الأحرى حتى بالنسبة إلى هذا الفصل رفع كل التباس في هذا المجال حتى لا يصبح عندنا تمييز على أساس المعتقدات بين المواطنين المتساوين في الحقوق والواجبات مثلما ينص على ذلك الدستور نفسه وإن كان الفصل 40 منه والمتعلق بالترشح لرئاسة الجمهورية يسمح بذلك التمييز في المعتقدات ولا يمنع من التأويل لعدم التمييز بين الجنسين.   لكل ذلك تبدو الحاجة ملحة اليوم ـ ونحن نحتفل بالذكرى الخمسين لمجلتنا العزيزة التي بدأت تفقد درجة السبق والتألق إقليميا بعد الاقتباسات الأخيرة عنها من بعض الأقطار الشقيقة ـ إلى تجاوز مرحلة الاقتباس الأولى من أحكام الشيخ محمد العزيز جعيط الشرعية واجتهادات الشيخ الفاضل بن عاشور البورقيبية وإلى إتمام سلسلة التنقيحات الأخيرة الحقوقية، مع الحرص على تفادي الخلط التشريعي بين الوضعي والديني وهو خلط مسيء لكليهما ويتنافى مع قيم الجمهورية والتقدم.   (المصدر: صحيفة « الوحدة » الأسبوعية، العدد 506 بتاريخ 1 جويلية 2006)


ملاحظات عادية جــدا

 
شوقي بن سالم   1/ أشارت دراسة حول صحة المراهقين المتمدرسين إلى أن نسبة الرسوب بين هذه الفئة بلغت 10 بالمائة في السنة الدراسية الفارطة وعزت هذه الدراسة أسباب هذا الفشل المدرسي إلى عدد من الأسباب ومن أهمها الأسباب العائلية ومحيط المدرسة وصعوبة الاندماج نتيجة الأمراض إضافة إلى جملة من العوامل الأخرى التي تؤثر تأثيرا سلبيا على النتائج المدرسية للتلميذ. ولا شك أن دور العائلة في الإحاطة بأبنائها ومتابعة مردودهم الدراسي دور أساسي ومحوري لأن غياب الرعاية الأسرية وانشغال الأبوين عن أبنائهما له نتائج سلبية.غير أن تطور أنماط العيش وانهيار بعض القيم جعل العائلة التونسية تحيد عن أدوارها الطبيعية سواء بسبب عمل الأبوين أو وهذا هو المهم كثرة الخلافات بينهما.والطفل الذي يعيش وسط جو عائلي مضطرب يتشتت ذهنه ويفقد التركيز على الدرس ويصاب بما يعرف باضطرابات التعلم إضافة إلى دور الطلاق في الحد من قدرة التلميذ على التحصيل والاستيعاب. ولأن غياب دور العائلة بات من المسائل الواضحة فإنه في اعتقادنا بتنا مطالبين اليوم بضرورة إيجاد مؤسسات بديلة تقوم بوظيفة الإحاطة والرعاية للمراهقين المتمدرسين ونقترح في هذا الشأن إنشاء آلية للرعاية الاجتماعية تتابع حالات التلاميذ الذين يعانون من مشاكل واضطرابات وتقيم جلسات استماع مع أسرهم إضافة إلى تفعيل دور الإطار البيداغوجي وتطوير دور المحيط المدرسي وذلك بإنشاء جمعيات مختصة للحد من حالات الإخفاق المدرسي وحماية العلاقات داخل المدرسة من كل أشكال العنف لا سيما العنف الذي يمارسه التلاميذ ضد بعضهم البعض.   2/ أشارت إحدى الصحف منذ أيام إلى اصطحاب زوجة أحد المسؤولين في الجامعة التونسية لكرة القدم لكلبتها لحضور فعاليات كأس العالم بألمانيا ويبدو أن الكلبة قد حضت برعاية فائقة وتابعت حتى تدريبات المنتخب الوطني التي منعت على الإعلاميين التونسيين.لذلك لم نستغرب الخيبة التي منينا بها في كأس العالم ولم نستغرب تراجع حال كرتنا..   3/ مرارة الانسحاب المخجل من الدور الأول في مسابقة كأس العالم دفعت ببعض المواطنين إلى رفع قضية عدلية ضد الجامعة التونسية لكرة القدم بصفتها المشرفة الأولى على اللعبة في تونس..وإذا صح الخبر فإن سلوك هؤلاء المواطنين يدل على حالة الغضب التي تسود غالبية التونسيين بسبب المردود الهزيل لمنتخبنا الوطني الذي نحمل مسؤوليته للمدرب والجامعة.   4/ ولأن مشاركة منتخبنا الوطني في كأس العالم ما زالت تثير التعليقات ولازلنا ننتظر التوضيحات حول أسباب هذه المشاركة الفضيحة فلا بد في اعتقادنا من وضع النقط على الحروف وتحميل كل طرف مسؤوليته لأن الصمت في هذه الحالة هو اعتراف بالعجز على التسيير والعجز على إصلاح كرتنا التي عمق لومار مشاكلها وأدخلها في نفق سيستمر سنتين كاملتين بعد أن جددوا له عقده ومكنوه من رقابنا دون مراعاة لمطالب الغالبية بالبحث عن مدرب آخر يعيد إلينا بريق الكرة. البعض ما زال مصابا بعقدة الأجنبي فالأجنبي دائما على حق ويمنح من الصلاحيات ما لم يمنح لأي مدرب تونسي ولماذا أصلا لا يشرف على حظوظنا مدرب تونسي ونمكنه من كل الصلاحيات ليعمل دون تدخل في شؤونه ودون وصاية ففشل بعض المدربين التونسيين الذين أشرفوا على حظوظ المنتخب الوطني في وقت ما يعود إلى تدخل المسؤولين في شؤونهم وفرض لاعبين وهذا لم يحدث مطلقا مع روجي لومار. فلماذا كان لومار هو الاستثناء..وما سر هذا الرجل الخارق..   5/ تأجلت الندوة الصحفية التي كانت هيئة مهرجان قرطاج تعتزم تنظيمها الأسبوع الماضي بعد أن تسربت كل التفاصيل على شبكة الانترنيت وهي بداية لا تبشر بخير..ويمكن القول أن هذا المهرجان العريق قد فقد بريقه ولم يعد صرحا ثقافيا كما كان بعد أن أصبح الهم الوحيد هو تحقيق أرباح مالية بقطع النظر عمن يعتلي ركحه الخالد.وهذه المعادلة الصعبة جعلت المهرجان لا يختلف عن غيره من المهرجانات فباستثناء فلمي حليم وعمارة يعقوبيان فلا نجد جديدا يشد الانتباه أو يستحق المتابعة.   (المصدر: صحيفة « الوحدة » الأسبوعية، العدد 506 بتاريخ 1 جويلية 2006)


 

بسم الله الرّحمن الرحيم

ما كان لله دام واتَّصل، وما كان لغير الله انقطع وانفصل

 
بقلم: رئيس تحرير مجلة الزيتونة   الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه   وبعد، فلا زالت قلوب المسلمين بعامة، وآل تونس منهم بخاصة، معمورة بحبّ جامع الزيتونة المعمور، رغم ما اعتراه في السنين الماضية من خمول ذكر لما كابده وشيوخه من اضطهاد وقهر. ولكن، رغم الداء والأعداء، فإرادة الله في ملكه شاءت لما كان له سبحانه أن يدوم ويتّصل، ولما كان لغيره أن ينقطع وينفصل.   لسنا نعني هنا بجامع الزيتونة المعمور أعمدته وحصيره وجدرانه، ولا مئذنته وصحنه وبيبانه، فتلك عمارة فانية، ومادة زائلة، إنما نعني تقواه التي أسس عليها، ورسالته التي تجشّم شيوخه صعاب الدعوة إليها؛ إننا نعني ما كان يشعّ فيه من إيمان ونور، وما جعله في أعين الخلق كلّهم الجامع المعمور؛ إنّه الإسلام الذي لا ينطفئ له نور، الذي رفع بذكره أقواما ووضع آخرين، فلمن رفع جنّة الفردوس، ولمن وضع الويل والثبور.   لقد ظنّ من حارب الجامع المعمور أنّه سيغلب، ونسي أنّ الله عزّ وجلّ غالب على أمره، وأنّه سبحانه وتعالى يصل ما قدّم من أعمال البرّ بحبله المتين، نصرة لمن نصره وتمكينا للدين. نعم، فقد نسي الطاغوت أنّ عمل الشيوخ الأجلاء الذين أفنوا عمرهم في رحاب الجامع المعمور لم ينقطع، وأنّ رسالتهم لا زالت مستمرّة يتوارثها الأجيال من بعدهم.     إنّ قوله سبحانه وتعالى (ونكتب ما قدموا وآثارهم) (يس 12) يشير إلى حقيقة هي، أنّ ما تركه أهل الخير من أثر حسن كعلم علموه، أو كتاب صنفوه، أو حبيس احتبسوه، أو بناء بنوه، لا ينقطع، فيكتب لهم مع أعمالهم التي باشروها، ويجزيهم ربّهم على ذلك الخير كل الخير. قال صلى الله عليه وسلم: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث، إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» (رواه مسلم).   ولما كانت الآثار هي نتائج الأعمال التي قدّمت، وثمرة تظهر عبر الزمن، فإننا نعتبر هذه المجلّة نتيجة لعمل أولئك الشيوخ الأفاضل، وثمرة لغرس غرسوه وتعهّدوه بالعرق والدم؛ إننا لننظر إلى هذه المجلة، مجلة الزيتونة، كاستمرار للمجلة الزيتونية، ولرسالة جامع الزيتونة المعمور وشيوخه.   وإننا لنعلم علم اليقين أننا لا نبلغ شأو من سبق، وهذا جهد المقل، فما لا يدرك كلّه لا يترك جلّه.   والله نسأل أن يبارك في عملنا هذا، وأن يجعله خالصا لوجهه.    (المصدر: مجلة الزيتونة الألكترونية، تأسست في عام 1427 هجري) عنوان الموقع: http://www.azeytouna.net/


في دورته المقبلة الشهر الحالي

مهرجان قرطاج يتطلع لاستعادة أمجاده الضائعة

  يتطلع منظمو مهرجان قرطاج أحد أعرق المهرجانات الفنية في العالم العربي خلال الدورة المقبلة إلى استعادة بريق استمر أكثر من ثلاثة عقود من خلال تقديم عروض فنية تتماشى مع عراقة المهرجان.   ويعتبر العديد من الفنانين مهرجان قرطاج الدولي بوابة حقيقية لمنحهم تأشيرة النجومية غير أن النقاد أجمعوا على أنه فقد صيته عندما شارك فيه فنانون وصفوا بأنهم لم يصلوا إلى مستوى يؤهلهم لاعتلاء هذا المسرح العريق.   وقال مدير مهرجان قرطاج رؤوف بن عمر إن إدارة المهرجان اجتهدت أكثر ما يمكن هذا العام لإقامة عروض فنية تتماشى مع عراقته، وإن المهرجان الذي يبدأ في 15 يوليو/تموز ويستمر حتى 16 أغسطس/آب المقبل، سيخصص للمبدعين فقط في شتى الفنون مراعية في ذلك الجانب التثقيفي.   وأضاف أن الدورة 42 من المهرجان ستشهد مشاركة نجوم عرب عدة من بينهم نور مهنا وملحم بركات ولطيفة وسنية مبارك، إضافة إلى سليف كايتا من مالي وأرشي شيب من الولايات المتحدة ومجموعة جناوا من المغرب، موضحا أنه لم يعد في المهرجان أي مكان شاغر لفناني الإثارة والتهريج.   وانتقد مدير المهرجان بعض الفنانين العرب المشهورين لرغبتهم في إقامة حفلات بأسعار وصفها بأنها جنونية، وقال « مهرجان قرطاج هو ثقافي بالأساس وليس تجاريا، ونرفض كل المساومات من أي فنان، والبعض منهم احتضنتهم تونس وصنعت شهرتهم ».   ومن بين العروض البارزة لهذا العام عرض الفنان التونسي صابر الرباعي وفضل شاكر من لبنان وأميمة الخليل التي اقترن اسمها بالفنان مارسيل خليفة ونور مهنا ونوال الكويتية وحسين الجسمي من الإمارات.   كما لن تغيب السينما عن الدورة الحالية حيث سيعرض المنظمون فيلم « حليم » للمخرج المصري شريف عرفة، والذي جسد دور البطولة فيه الممثل الراحل أحمد زكي، إضافة لفيلم مصري آخر أثار جدلا هو « عمارة يعقوبيان » وفيلم « اللمبارة » للمخرج التونسي علي العبيدي.   وسيكرم المهرجان الشاعر الفلسطيني سميح القاسم والشاعر الأفريقي ليوبول سيدار سينغور والكاتب المسرحي الإسباني فيديريكو جارسيا لوركا بمناسبة الذكرى السبعين لاغتياله في غرناطة على يد الفاشية، كما يحتفي المهرجان بالمسرح بما لا يقل عن خمسة عروض مسرحية، بالإضافة إلى تخصيص سهرة الختام للفنان التونسي لطفي بوشناق.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 1 جويلية 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

تونس: رحيل محمود المستيري «الوسيط» في عملية ميونيخ

 
تونس – رشيد خشانة       غيب الموت أول من أمس وزير الخارجية التونسي السابق محمود المستيري (76 عاماً) الذي لعب دوراً مهماً في أفغانستان لدى توليه مهمة الموفد الخاص للأمين العام السابق للأمم المتحدة الدكتور بطرس غالي قبل وصول حركة «طالبان» إلى سدة الحكم في أواخر التسعينات.   وكان للمستيري دور بارز بين الوفود العربية في مقر الأمم المتحدة كونه الديبلوماسي التونسي الوحيد الذي شغل منصب المندوب الدائم لبلده لدى المنظمة الدولية أربع فترات. ولدى تنفيذ كوماندوس فلسطيني عملية ميونيخ في العام 1972 التي اختُطف خلالها أعضاء الفريق الإسرائيلي إلى الألعاب الأولمبية، اختار الألمان والخاطفون المستيري بوصفه السفير التونسي في بون للوساطة بينهم، لكن مهمته فشلت.   وعُين المستيري وزيراً للخارجية بعد عزل الرئيس الراحل الحبيب بورقيــبة في النصف الثاني من الثمانينات، وقاد وفد بلده إلى القمة العربية في عمان عام 1987 شارحاً للقادة العرب دوافع تنحية بورقيبة، ثم ترك السياسة التونسية وتفــرغ للعمل الدولي من خلال اهـتمامه بالملف الأفغاني حيث نجح في جمع الفصائل الأفغانية في مؤتمر كويتا عام 1995، ما كاد يضع حداً للاقتتال الأهلي، إلا أن الصراع اندلع مجدداً بين «طالبان» والفصائل الأخرى.   (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 1 جويلية 2006)

 

في هذه المناسبة الأليمة تتقدم أسرة تونس نيوز بأحر تعازيها إلى عائلة الفقيد وأولاده وأقاربه وزملائه وأصدقائه سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وحسن مغفرته وأن يرزقهم جميل الصبر والسلوان. كما نعيد نشر مقال يعرف بمسيرة الراحل محمود المستيري سبق أن نقلناه عن موقع « العربية.نت » في عددنا رقم 1626 الصادر يوم 1 نوفمبر 2004


حكى عن نفوذ زوجة بورقيبة في تونس المستيري:

عندما كفرنا وفد طالبان فكفرناهم

 
تونس – نبيل الريحاني يعكف محمود المستيري وزير الخارجية التونسي الأسبق ومبعوث الأمم المتحدة سابقا إلى أفغانستان على وضع اللمسات النهائية لمذكراته التي تمسح حياته الشخصية والديبلوماسية بما اكتنفها من أحداث وشخصيات هامة تضيء عددا من الأسرار والخفايا التي تنشر لأول مرة وتبسط أراء في قضايا سياسية ودبلوماسية هي زبدة تجربة الرجل التي يريد تقديمها للأجيال التالية. ومن على شرفة منزله البلورية في أعالي مدينة أريانة، مدينة الورد المتاخمة للعاصمة التونسية، يطل المستيري على مشاهد واسعة من تونس اليوم، فيرى أشياء تغيرت وأخرى بقيت على حالها تذكره بأيام خلت عرفت أحداث متقلبة مرت به شخصيا. ولعل هذا ما يقدح ذاكرته ويحفزها على إنضاج تجربة الكتابة حين تكون بحد ذاتها « شاهدا على حقب مهمة ». وهناك في تلك البقعة التونسية الساحرة المسماة مدينة الورد، سعت « العربية.نت » للالتقاء بالمستيري لاستنطاقه عن التجارب التي كان هو شاهدا معاصرا لها، كوزير للخارجية، وكدبلوماسي تونسي عتيق علاوة على المهمة التي أداها في أفغانستان كمبعوث للأمم المتحدة. كما أطلعت « العربية.نت » على صفحات من المذكرات التي لم يكمل المستيري كتابتها بعد. وكل واحدة من هذه المحطات التي يسردها أو يكتبها المستيري تشكل علامة تاريخية بحد ذاتها كونها تستكنه عددا من المسائل المهمة و »الخفايا » التي طبعت مراحل مختلفة في تاريخ وحاضر المنطقة. والده.. مفتي تونس.. والمستيري يدرس « الفرنسية » ولد محمود المستيري في 25 ديسمبر 1929 لأب كان يعمل مدرسا في جامع الزيتونة الذي يعد أعرق وأقدس معلم ديني وصرح علمي في تونس وأم سليلة عائلة تونسية عريقة هي عائلة « الأصرم ». وكان النشاط الفلاحي هوالنشاط الرئيس التي تزاوله العائلة، مما وفر لهم وضعا ماديا مريحا في وقت كان فيه المجتمع التونسي يرزح تحت الاستعمار وتحت الأوضاع الاقتصادية الصعبة. وتقلب والد محمود المستيري في مناصب دينية وعلمية حتى نال وظيفة الإفتاء، وكان كما يصفه ابنه رجلا منفتحا يهتم بالعلم والسياسة على حد سواء. يقول المستيري عن هذه الفترة « يعود الفضل في مسيرتي كدبلوماسي تقلد مناصب مهمة مثل وزارة الخارجية وتمثيل تونس في المنتظم الأممي لمرات وتمثيل الأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان، إلى زمن البدايات لمّا كنت طفلا يكبر يوما بعد يوم في عائلة تونسية صاحبة فلاحة وعلم أيضا ». وعن تكوينه المبكر يوضح المستيري أنه تلقى علومه بشكل مزدوج، فمن ناحية كان يقصد مدرسة فرنسية في مناهجها هي « الصادقية » ومن ناحية ثانية كان والده زيتونيا يدرس في رحاب الجامع الأعظم. ووصل إلى منصب مفتي الديار التونسية وترك منصبه عندما أصدر بورقيبة مجلة الأحوال الشخصية التي غيرت كثيرا من أوضاع المرأة التونسية. ويشير إلى أن والده كان شديد الاهتمام بالسياسة، ويتابع بشكل جيد الأحداث العالمية شرقا وغربا، واسطته في ذلك الصحافة المصرية مثل الأهرام والمصور، كما كان مستمعا مثابرا للإذاعة وميالا لمناصرة الإنكليز على الألمان عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية ». هذا التنوع لم يكن فقط داخل بيت المستيري وإنما حوله أيضا. ففي أريانة –يضيف المستيري- كانت تعيش جالية مهمة من اليهود وبعض المعمرين الفرنسيين وجنسيات أخرى. يقول المستيري « كان نصف سكان أريانة يهودا وكنا نلعب مع أبنائهم دون أي تمييز حتى أنني أذكر كيف اختبأت في بيتنا عائلة من المعمرين الفرنسيين هربا من الجيش النازي الألماني، وكيف هرّب طبيب يهودي أثاثه عندنا حتى لا يستولى عليها الألمان ». قريبا من « الحزب » بقي المستيري يتردد على العاصمة كي يواصل تعليمه الثانوي ليبرع في اللغة الفرنسية وآدابها. وكذلك لتتطور تجربته السياسية مع الحزب الدستوري الجديد. يقول « كان والدي هو من نقل لي عدوى السياسة، فلقد كنت أستمع لآرائه التي كان يتبادلها مع أصدقائه وزملائه وإخوته. وكان متعاطفا مع الحزب الدستوري القديم الذي كان يتزعمه الشيخ عبد العزيز الثعالبي، لكنني لم أتبع خطاه فقد اخترت الحزب الدستوري الجديد الذي أسسه الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، وكثيرا ما كان يدعوني بالمنشق نافيا أن أكون دستوريا بالفعل ». تدرج المستيري في تجربته السياسية مع الحزب الدستوري الجديد الذي قاد فيما بعد الحركة الوطنية في معركة الاستقلال الوطني، وتعرّف إلى زعامات تاريخية عن قرب ومن هؤلاء يستذكر قادة من أمثال عزوز الرباعي الذي كان بارعا في العمل التنظيمي وصاحب اللسان العذب المقنع، وكذلك الزعيم صالح بن يوسف الذي كان ذا شعبية كبيرة داخل الحزب وخارجه، وطبعا الزعيم الحبيب بورقيبة. هذا التعدد في الزعامات كان قد خلق توازنات داخل الحزب الدستوري تراجعت فيما بعد ليتفرد الحبيب بورقيبة بزعامة الحزب وتونس إثر مواجهة قضى فيها على التيار اليوسفي ونفى فيها صالح بن يوسف على حد قول المستيري. لكن ما يذكره المستيري عن تلك الزعامات هو حرص الحزب على أن لا يخوض الدستوريون في تفاصيل حياتهم وخلافاتهم حتى أن أخبار تلك الخلافات والأسرار كانت تأتيهم من خارج الحزب. من أطرف تلك الأسرار ما شاع بين الدستوريين أن للزعيم صالح بن يوسف خليلة ولذلك ذهب إليه علي الزليطني وعزوز الرباعي ليسألوه عن حقيقة هذا الأمر ويراجعوه إن تطلّب الأمر ذلك. وعندما قالوا له إن اتخاذ خليلة أمر غير معقول أجابهم « هذا الموضوع لا يهمكم ولا يهمّ غيركم، فاخرجوا ولا أريد سماع هذه القصة ثانية ». لقاؤه بالحبيب بورقيبة ويجعل المستيري للمنجي سليم أول سفير لتونس في الأمم المتحدة مكانة خاصة في مسيرته فهو أستاذه الأول في الدبلوماسية والذي فتح له طريقها في بواكير دولة الاستقلال التونسية. قبل امتهان الدبلوماسية كان محمود المستيري قد سافر إلى فرنسا ليواصل تعليمه في العلوم السياسية وهناك عرفت مسيرته السياسية منعرجا جديدا تاركا وراءه غليانا شعبيا في تونس دفع بعض مناضلي الحزب الدستوري المتحمسين للعمل المسلح وهي الفكرة التي استحسنتها قيادة الحزب دون أن تتخذه سياسة علنية. هذه الازدواجية اقتضتها السياسات الاستعمارية التي قامت على قمع الحركة الوطنية. في فرنسا كان محمود المصمودي (وزير خارجية تونس فيما بعد) هو زعيم الطلبة الدستوريين الذين كان محمود المستيري أحدهم. هناك كان المستيري قد إلتقى الحبيب بورقيبة لأول مرة في مدينة ليون Lyon.كان المصمودي يقرأ عن هؤلاء الطلبة رسائل بورقيبة ويحلل مضامينها وينقل لهم ما كان يدور بينه وبين بورقيبة من حوارات. التقى المستيري الحبيب بورقيبة لما كان هذا الأخير شبه منفي في جبل مون جينيف Monjeneve في منطقة ليون. فقد كان الفرنسيون يسمحون له بملاقاة أنصاره ويراقبون حواراته معهم عن كثب. في هذا اللقاء بدا لي بورقيبة –يقول المستيري- ناشطا متفائلا لما حدثنا على ضرورة الاعتدال في الخطاب السياسي، فالاستقلال لم يعد بعيدا. ويضيف المسؤول التونسي السابق « هذا معلم من معالم نهجه السياسي إذ كان ذا نظرة ثاقبة في الأحداث، حتى أنه لما احتدم الصراع في الحرب العالمية الثانية رفض مساندة ألمانيا ضد فرنسا التي كانت تحتل تونس وتقمع الحركة الوطنية ». لكن -يقول المستيري- « يذكر التاريخ أن بعض قيادات الحزب الدستوري حوكمت بالإعدام لتعاملها مع الألمان حسب ما كان تدعيه فرنسا، من هؤلاء الرئيس إدريس ومحمود الماطري والحبيب ناصر الذين هربوا من تونس بعد هزيمة الألمان فأصدرت فرنسا حكما بالإعدام فيهم « . بورقيبة انتهج نهجا آخر، بحسب المستيري « لمست لدى بورقيبة خطابين أحدهما متشدد ضد فرنسا يوجهه لعامة الشعب وآخر معتدل ليسمعه للفرنسيين ومنه تلك المحاضرة التي دعيناه ليلقيها في ليون في أول أبريل 1955 باللغة الفرنسية حازت إعجاب الفرنسيين طلبة وأساتذة جامعيين وساسة ، مما رسّخ صورته في أذهان الجميع كزعيم معتدل يمكن التحاور معه ». حسب المستيري كان بورقيبة مسكونا بالتاريخ وعظمته وكذلك بالأفكار الكبيرة التي تصنع القيادات وكان بارعا في تقديم أفكاره بشكل مقبول فقد أكد في محاضرته على الصداقة بين تونس وفرنسا، لكنه دعا لتوضيحها بنحو عادل بين الطرفين. ويقول إن هذا الخطاب كان أقرب لطبيعة التونسيين كشعب مسالم. نقطة ضعف بورقيبة كما بدا للمستيري كانت حبه للزعامة مما جعل الصراع ينشب بينه وبين بن يوسف وهو صراع كان ذا طابع شخصي بحت بين الرجلين لا صلة له بالأفكار والمرجعيات. ويقول إن الديمقراطية في تونس خسرت الكثير لصالح الحكم الفردي من جراء هذا الصراع. مسيرته الدبلوماسية بدأت مسيرة محمود المستيري مع الدبلوماسية بعد أن أكمل دراسته في العلوم السياسية وإثر استقلال تونس في 1956 وهي السنة التي عاد فيها إلى تونس وهناك إلتقى المنجي سليم في أثناء إلقاءه لمحاضرة وكان الهادي البكوش (تقلد منصب رئيس وزراء في عهد الرئيس زين العابدين بن علي) قد طلب منه انتداب دستوريين للعمل في السلك الدبلوماسي فاقترح اسم المستيري كي أرافقه إلى الولايات المتحدة الأمريكية. هناك بدأت الخطوات الأولى التي تطورت على درب الدبلوماسية وأذكر –يقول- المستيري « كيف قابلنا بورقيبة قبل السفر إلى نيويورك فقال له كاتب الدولة لوزارة الخارجية لقد أوصيتهم بلزوم الصمت عند الضرورة، فانتفض بورقيبة صائحا » كلا لا أريدكم أن تصمتوا بل تكلموا بالصوت العالي ». تعجبنا لهذا الطلب فقد كنا دولة صغيرة حديثة الاستقلال ليست في حجم يسمح لها باتخاذ المواقف ». تقلب المستيري في عدد من المناصب بين موظف في سفارة تونس في الأمم المتحدة وسفير، كما تولى رئاسة لجان هامة مثل لجنة تصفية الاستعمار ولجنة نزع التسلح ولجنة الـ 77 التي كان تعنى بالتعاون الاقتصادي شمال جنوب. من خلال مختلف هذه المواقع لعبت تونس دورا مركزيا في استقلال الجزائر الذي كان في البداية على رأس أولويات الدبلوماسية التونسية. لكن المستيري يستذكر مستدركا كيف كانت العلاقات بين دولة الاستقلال في تونس وبين الثورة الجزائرية تمر بهزات طفيفة من بينها توتر العلاقة مع هواري بومدين الذي كان يقيم في تونس أيام الكفاح التحريري الجزائري، وصرح بكلام لم يستسغه بورقيبة فأمر بسجنه وهوما لم ينسه بومدين فيما بعد عندما أصبح رئيسا للجزائر.كما لعبت تونس كذلك دورا بارزا في استقلال عديد الدول وذلك بخطاب دبلوماسي معتدل بعيد عن لغة السباب والشتيمة. عملية « أولمبياد ميونيخ » بين عواصم عدة من بلدان العالم تجول محمود المستيري سفيرا لبلاده، لكن ما ارتسم في ذاكرته محطتان هما ألمانيا وموسكو. في ألمانيا كان المستيري سفيرا لتونس وعميدا للسلك الدبلوماسي الأجنبي عندما وقعت أحداث أولمبياد ميونيخ. فقد اختطف كومندوس فلسطيني أعضاء البعثة الأولمبية الإسرائيلية وهدد بتصفية أفرادها في حال لم يستجب لمطالبهم ومن أهمها إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين. استنجدت ألمانيا بمحمود المستيري ليفاوض الخاطفين، ويقول عن ذلك » كانت لدى المخابرات الألمانية معلومات عن دور تونسي ما في عملية ميونيخ، فطلبوا وساطتي باعتباري عميدا للسلك الديبلوماسي اتصلت بالخاطفين وجالستهم وكانوا على أتم الاستعداد للتفاوض مؤكدين أن العملية يراد منها تحقيق المطالب وليس إيذاء أي شخص. كانوا شبانا بين الـ 20 والـ 25 سنة، لكن للأسف فضلت ألمانيا الحل الأمني الذي أدى إلى مجزرة حقيقية ». ويوضح المستيري تفاصيل الدور التونسي بالقول إن الألمان كانوا يلمحون إلى دور ما لمحمود المصمودي (وزير خارجية تونس آنذاك) وله علاقات وثيقة بالفلسطينيين وكان لا يخفي حماسته لمناصرة قضيتهم، لكن الألمان لم يقدموا دليلا يؤكد ما لمحوا له فلم تتأثر العلاقات التونسية الألمانية من أجل ذلك « . أما عن موسكو فيتذكر المستيري لما كان سفيرا لتونس لدى الاتحاد السوفياتي أن ترتيبات زيارة بورقيبة لموسكو فشلت فشلا ذريعا رغم رغبة موسكو في زيارة بورقيبة لاستمالته نحو المعسكر الشرقي وذلك لأن هذا الأخير اشترط أن يستقبله ليونيد بربجنيف سكرتير عام الحزب الشيوعي الروسي وليس بودغورني رئيس الدولة، وذلك لأن استقبال بريجنيف يعني الاعتراف ببورقيبة كزعيم ذي مكانة دولية. وبقي الأمر معلقا وفشلت فكرة الزيارة. وعندما حاول المستيري إقناع بورقيبة بالعدول عن شرطه لأن روسيا دولة عظمى نحتاج للعلاقات معها أجابه  » هذا كلام ديبولماسي جيد يحب الخير لبلاده لكن أريد أن أقول لك أمرا دعه بيني وبينك الاتحاد السوفياتي الذي تراه أمامك عملاقا لا يضاهى (حكايته فارغة) وسوف ينهار قريبا، ربما ليس في حياتي لكنك على الأرجح ستشهد أنت ذلك الحدث ». يقول المستيري « عجبت لما قاله بورقيبة وسكت لكنني في أعماقي كنت أقول أن بورقيبة كبر وبدأ يهذي إذ كيف ينهار الاتحاد السوفياتي، لكن لم يمض عقدين من الزمان أو يزيد قليلا حتى تحققت نبوءة بورقيبة قبل أن يموت بسنوات قليلة ». قبضة بورقيبة تتراخى وصراع الأجنحة يزداد ضراوة شهد محمود المستيري عن بعد وعن قرب صعود أسماء وسقوط أخرى في حاشية الرئيس الراحل بورقيبة وفي صفوف قادة البلاد المقربين منه، وكانت الصورة تتضح لديه أكثر كلما عمل في وزارة الخارجية ككاتب دولة في أغلب الأحيان. كان بورقيبة زعيما ذا رؤية يمسك الأوضاع في تونس بيد من حديد لكن يده تلك بدأت ترتخي في مطلع الثمانيات تحت وطأة أزمات اجتماعية متتالية في 1978 وفي 1984. ويعتقد المستيري أن صراع الأجنحة في قصر « قرطاج » تسبب أيضا بإضعاف بورقيبة. ويقول في مذكراته كان صراعا خفيا لكنه كان موجودا حتى أنه تحول إلى حديث الشارع من خلال تأويلات صحيحة وأخرى مكذوبة، بل كان الأكيد أن حرم الرئيس بورقيبة المرحومة وسيلة التي كانت تلقب بالماجدة قبل طلاقها من بورقيبة كانت تلعب دورا بارزا من وراء الستار، فهي التي أتت بمحمد مزالي إلى الوزارة الأولى وحالت دون محمد القيام الذي كان موضع ثقة لدى بورقيبة من تولي هذا المنصب. ففي ذات يوم كانت تتجول في غرف قصر قرطاج فوجدت الصيّاح ينتظر بورقيبة وكان قاب قوسين أو أدنى من تولى الوزارة الأولى فسارعت إلى زوجها لتقنعه بأن يعدل عن قراره وأن لا يولِّي الصيّاح لأنه حديث السن فنزل عند رغبتها وعين بمشورة منها محمد مزالي الذي افتتح مرحلة أخرى من تاريخ تونس السياسي الحديث ». في تلك الحقبة –يستذكر المستيري- صعدت قوى سياسية جديدة على المسرح السياسي التونسي كان أبرزها التيار الإسلامي الذي مثّل أكثر التهديدات جدية للحكم البورقيبي وفي إطار المواجهة معه صعدت شخصية احتاج لها بورقيبة لمواجهة هذا الخطر هي الرئيس الحالي زين العابدين بن علي الذي تدرّج من آمر للحرس الوطني إلى كاتب دولة للأمن الوطني ثم وزير للداخلية ثم وزير أول قبل أن يتقلد رئاسة الجمهورية عندما صار بورقيبة عاجزا عن القيام بأعباء الحكم في فترة حرجة من تاريخ تونس عرفت أزمة اقتصادية وسياسية خانقة. كان المستيري ممن جالس بن علي عن قرب في مجالس الوزراء وكانا يتبادلان الحديث والرأي سواء فيما يحدث في المجلس الوزاري وخاصة في ما كان يحدث في البلاد من تطورات هيمن عليها شبح « الخطر الإسلامي الداهم ». يقول المستيري « كان كلانا كاتب دولة هو للداخلية وأنا للخارجية وكنت أسأله عن حقيقة الخطر الإسلامي وكان يحدثني عن استفحال أمرهم وتطلعهم للحكم. وبدا غير متفائل بما كان يحدث ويحاول دائما إشعار بقية الوزراء بأهمية الهاجس الإسلامي. وكان هذا الموضوع أولوية محادثاته مع الزعيم بورقيبة ». في أفغانستان وربما كانت تلك العلاقة التي جعلت رئيس تونس الجديد في فجر 7 نوفمبر 1987 يعين المستيري وزيرا للخارجية، عن ذلك القرار قال المستيري « علمت من صوت المذياع، وفي الحقيقة لم يفاجئني لأنني كنت الأقرب لنيله بحكم الخبرات المتراكمة في الوزارات وفي الولايات المتحدة ». بعد ذلك طلبت الأمم المتحدة في شخص أمينها العام بطرس غالي من محمود المستيري الذي تعرفه أروقتها ولجانها جيدا أن يتوجه إلى أفغانستان مبعوثا خاصا للبحث عن حل سلمي لحرب المجاهدين إخوة الأمس الذين هزموا الاتحاد السوفياتي، أعداء اليوم الذي دمروا ما لم تطله آلة الحرب الروسية. وتحدث المستيري بتفصيل عن تجربته في أفغانستان في كتاب أنجزه الزميل الصحفي صالح عطية، لكن المستيري لا ينس أن يشير إلى الطرائف والمواقف التي واجهته هناك. ويقول عن ذلك  » استجبت لهذه المهمة بعد سنتين عملت فيهما سفيرا لتونس في مصر التي ربطتنا بها علاقات جيدة. كانت مهمتي في أفغانستان صعبة فقد كان الصراع على أشده بين مجموعات سياسية وعرقية ومذهبية وقبلية. ولم تكن مهمة ربط علاقات الحوار معهم مهمة سهلة بالمرة، لكن مع ذلك حصل لديّ انطباع متفائل بأن الحل ممكن لهذه الحرب الأهلية ». تحدث المستيري عن مبادراته العديدة التي ما كان ليقبل بها طرف إلا ليرفضها آخر لكنه تحدث أيضا عن ملاحظاته الشخصية عن قرب عن القيادات الأفغانية. فقد لفتت نظره الثقافة الدينية العميقة لبرهان الدين رباني وقلب الدين حكمتيار، ويذكر أيضا في السياق ذاته ما كان يراه في عبد رب الرسول سياف من اهتمام بالنسوة من عضوات وفود الأمم المتحدة رغم تظاهره بمواقف غاية في التشدد بل التطرف. كما لم ينس خصال القائد الأفغاني الراحل أحمد شاه مسعود الذي قال عنه أنه كان ذا ثقافة واسعة ورجل حوار وتفاهم، أما جماعة « طالبان » فوصفهم بأنهم كانوا بارعين في إسقاط التفاهمات في اللحظة الأخيرة بعد جولات مضنية من التفاوض، مستذكرا ما قال إنه « بدائية » غالبة على تفكيرهم ففي أول لقاء جمعه بهم قالوا له « أنت لست مسلم، أنت كافر مادمت تلبس لباس الفرنجة وربطة العنق، عند ذاك قال لهم مرافق ليبي بل لباسكم هو الذي يشبه لباس الكفرة في زمن الرسول الأكرم فاندهشوا من ردة هذا ». المستيري.. استراحة مع الصحف والتأمل لم ينسلخ محمود المستيري تماما عن الحياة العامة، إذ يتابع حاليا الأحداث من خلال وسائل الإعلام خصوصا من خلال الإعلام الفرنسي في التلفزة أومن خلال جرائد شهيرة مثل « لومند » و »لوبوان » و »لوبسرفاتور » كما يتابع الصحافة التونسية خصوصا مجلة « حقائق » المستقلة. وتربطه علاقة وطيدة بعدد من الصحفيين الذين يستضيفهم لتبادل الرأي في المستجدات العربية والدولية. ويمعن المستيري التأمل في قضايا عدة على ضوء خبرة العمر وينشر آراءه فيها بين الحين والآخر داعيا العرب إلى اليقظة من بعد طول غفلة والتفكير بجد في المستقبل بعد أن خسروا فرص الماضي، ويعي أن مشكلات العالم عديدة ومعقدة لذا فإن الهدف الأساسي من مذكراته كما يقول هوتدوين بعض الأحداث والخفايا والخبرات التي يرغب في نقلها إلى كل من يريد الاستفادة منها سواء كان قارءا عاديا أو مسيّسا أو ديبلوماسيا لا يزال يتلمس الطريق في هذا المجال المهم ».   (المصدر: موقع قناة العربية الفضائية بتاريخ 31 أكتوبر 2004) وصلة الموضوع: http://www.alarabiya.net/Article.aspx?v=7577
 

عام 48 شن الملوك العرب الحرب فماذا فعلت جمهوريات 2006؟

د.أحمد القديدي

سيكتب المؤرخون بلا شك و يكشفون الحقائق و لو بعد حين! فاليوم تجري المذابح على قدم و ساق ضد شعب أعزل سوى من ارادته و صبره بأيدي دولة اسرائيلية صعلوكة مزروعة اصطناعيا في الشرق الأوسط و ليس لديها من سياسة سوى منطق القوة. اليوم تدك البنية التحتية لما سمي تجاوزا بالسلطة الفلسطينية لتقطع الجسور والكهرباء و الأرزاق عن الأبرياء من النساء و المسنين و الولدان، و لا تتردد القوة الغاشمة عن اختطاف أعضاء الحكومة المتنخبة حسب نواميس الديمقراطية الأمريكية ذاتها بعد أن ارتكب العدوان الصهيوني مجزرة شاطىء غزة و تيتيم الطفلة الملاك الطاهر الناجية من أسرة غالية بمعجزة الهية حكيمة و هزت الجريمة الضمائر و حركت السواكن.

سيكتب المؤرخون العرب ذات يوم بلا شك بأن الملوك العرب عبد العزيز ال سعود في المملكة السعودية و فاروق في المملكة المصرية و عبد الله في الأردن و فيصل في المملكة العراقية  أعلنوا الحرب ضد اليهود الذين احتلوا فلسطين و حاربت جيوشهم العربية تحت لواء واحد و حتى لو اختلف المؤرخون حول أسباب الهزيمة العربية فذلك ليس حجة ضد الملوك الأبطال الذين ظلمهم من جاء بعدهم بانقلابات فغمطوا حقوقهم و شوهوا تاريخهم و طمسوا جهودهم دون أن يعطى الملوك و لا أبناؤهم حق الرد و التوضيح .و حتى ملوك الشعوب التي كانت وقتها تحت الاستعمار سيدي محمد الأمين باي في المملكة التونسية و السلطان محمد الخامس عاهل المغرب والملك محمد ادريس السنوسي ملك ليبيا و علماء الجزائر و المهديون في السودان فقد نظموا عمليات تجنيد و ارسال المتطوعين العرب الى جبهات فلسطين و استشهد مئات منهم الى جانب شهداء الجيوش الملكية العربية من جنود وضباط رحمهم الله تعالى امين و طيب ثراهم و عطر ذكرهم .

و اليوم أمام هذا الخطب الجلل بتعلة اختطاف جندي اسرائيلي تنفذ في الواقع عملية ازالة ما تبقى من السلطة الفلسطينية لتعود الأمور الى ما كانت عليه قبل السلام المزيف وخداع الدولة الفلسطينية الموعودة، و يتوقع الرأي العام العربي أن تعود حماس والجهاد و فتح الى دور المقاومة المسلحة و تتخلى عن تمثيل أدوار هزلية بائسة مرسومة لها تحت مسميات خارطة الطريق سبق أن مثلها المرحوم الشهيد ياسر عرفات و لم تشفع له لدى أباطرة الغرب الحديث فاتهموه بالارهاب و رهنوه ثم دمروا على رأسه بناية المقطع ثم أعدموه! ثم سبق أن انحاز لها البطل مروان البرغوثي فتكلم بلسان الاعتدال و جمع بين شباب اليهود و شباب العرب في رموز ثقافية  فسجنوه كأي مجرم وهو المثقف المتفتح و الفتحاوي المتميز، فأجهضوا أحلام كل من اغتر بالشعارات الكاذبة المغشوشة. و حين دعت أمريكا للديمقراطية استجاب الشعب الفلسطيني للنداء و هبوا في انضباط مدني رائع لاختيار من يمثلهم بكل أمانة، فاذا بالحمل الوديع الديمقراطي في الغرب يرتد الى صورته الحقيقية ذئبا كاسرا و يعلن التجويع و الترويع و يستعيد التاريخ سيرته الأولى أي سيرة الاستعمار العنصري المتوحش الذي ينقض على الفريسة بالحجج نفسها و بشهادات الزور ذاتها.

و لكن الأدهى و الأمر هو عدم اعتبار العرب بالدروس التاريخية القاسية، فرأينا خذلان القضية ليتحول العرب أصحاب الشأن الى وسطاء بين الضحية و الجلاد، فأصبحت بعض العواصم العربية المسلمة كأنها السويد أو النرويج، تتقدم بالنصائح للجانبين( كأنما الجانبان متساويان أو ظالمان و كأن الدبابات الفلسطينية و الطائرات المقاتلة التي يملكها رئيس حكومة حماس اسماعيل هنية على أهبة الهجوم على تل أبيب ! ) و تعلن التلفزيونات الرسمية بأن الرئيس حفظه الله اتصل هاتفيا بالسيد عمرو موسى و بأن السيد عمرو موسى اتصل هاتفيا بالسيد كوفي عنان و أخيرا لاراحة الضميرالعربي فان السيد كوفي عنان بدوره اتصل هاتفيا بالسيد محمود عباس و بالسيد ايهود أولمرت ( كل على حدة…!) و أوصاهما بفتح باب الحوار !

ان كل من كان اليوم شاهد زور سيفتضح أمره في المستقبل و في ناموس التاريخ الذي لا يرحم. ثم ان اليهود أنفسهم ضاقوا ذرعا بهذه السياسات الاجرامية المنفذة بذات الأدوات في فلسطين و العراق و أفغانستان و تحت شعارات مقاومة الارهاب، ففي هذا الأسبوع فقط كتب المفكر الأمين ناحوم شومسكي في نيويورك تايمز رأيا نزيها يجرم هذا العدوان و يتهم واشنطن بشن الحرب الجائرة تحت مسمى الحرب العادلة. و حتى في صحيفة هاءرتز الاسرائيلية كتب الكاتب الاسرائيلي روفان بيدتسور يقول بأن الامبراطورية و حليفتها اسرائيل تريدان وضع العالم كله في قالب يناسب حجم قوتهما وهو وهم سينهار قريبا.

لو عاد التاريخ أدراجه لحرب 1948 لخجل منا جيل القسام و الحسيني و جيل الملوك الذين لم يترددوا  و جابهوا المجهول بنفس بطولي وهم لا يدركون بأن الغرب أعد السيناريو لاستكمال القضاء على الخلافة العثمانية بدق اسفين اسرائيل في قلوب العرب و المسلمين و تنصيبها جلادا يهددهم و وحشا يفترسهم و بعبعا يخيفهم.

alqadidi@hotmail.com


إمتصّ  » المخّاخ  » عقلي و هذا ما بقى منه …

*  قراءة في مشرط كمال الرياحي  *  
بقلم: نبيل درغوث nabildarghouth@yahoo.fr     « في البدء كانت الكلمة و كان الجرح، ستظل الكتابة الإبداعية جريحة تنزف…  » ( محمد الجويلي )   « إن العمل الإبداعي خلق و إنشاء أو لا يكون  » ( أمال البجاوي )    » إن النثر هو لغة استقصاء الواقع  » ( إينر روشتلس )    » الأدب الخصب يحدثكم عن أنفسكم  » ( محمود المسعدي )    ما زالت تفاجئنا رواية  » المشرط  » لكمال الرياحي عن دار الجنوب للنشر بتونس ضمن سلسلة عيون المعاصرة التي يشرف عليها الناقد الكبير الأستاذ توفيق بكّار بصعود مبيعاتها يوما بعد يوم  و هذا ما يلفت الانتباه لأنّ الرواية التونسية تشكو من غياب القرّاء (  نقصد الدائرة الكبرى بعيدا عن أصدقاء الروائي الذين يعدّون على الأصابع ). فكمال الرياحي عرفناه محاورا فذّا أمتعنا بـ »حواراته النهرية » والدراسات النقدية الرصينة. هو كائن موهوب ,شعلة نشاط متّقدة يحمل أكثر من موهبة يجمع بين الشعر و الأقصوصة و الرواية و الرسم و النقد الأدبي مبدع متعدّد,  مفرد في صيغة الجمع.   أمّا رواية « المشرط » فكانت اسما على مسمى. كالمشرط الذي فتق عقدة خصاء الرواية التونسية. خرجت هذه الرواية الحدث عن سرب السرد التونسي في عزف منفرد. و ذكر لنا الناقد توفيق بكّار أن المشرط ستكون  هذه الرواية علامة في السرد العربي.  و تحدّث أيضا عن  » المخّاخ  » هذه الشخصية العجائبية و هي نتاج جماع بين رجل و بغلة . أنتج مسخا في صورة طائر بشع برأس بغل يعشق امتصاص العقول البشرية و خاصة منها عقول الأطفال.   فقال توفيق بكّار إن المخّاخ شخصية مبتكرة ، تونسية صرفة لا تذكّرك بأيّة شخصية في الرواية العربية ، لأن السرد العربي المعاصر أصبحت فيه الشخصيات الروائية متشابهة على شاكلة : مصطفى سعيد  » في موسم الهجرة إلى الشمال لطيب صالح و  » أبو هريرة  » في حدّث أبو هريرة قال … لمحمود المسعدي و « سعيد مهران » في اللص و الكلاب لنجيب محفوظ و  » زكريا المرسنلي  » في الياطر لحنّا مينه و » سعيد أبي النّحس » في المتشائل لأميل حبيبي »  كل هذه الشخصيات يعاد استنساخها بطرق مختلفة.   و لئن كانت شخصية المخّاخ مسخا فهي واقعية موجودة  داخل كل إنسان منّا . فلفرط وجودها وانتشارها أصبحت  لا تدرك بالبصر بل بالبصيرة و إن كانت رؤيانا عمياء! كلّنا يعلم أن الإنسان ذئب لأخيه الإنسان. و لكنّ الرياحي زادنا علما آخر بأنّ الإنسان مخّاخ  لأخيه الإنسان . فكلّ منّا ينام بداخله مخّاخ . كلمّا استيقظ في غفلة منّا نجده امتصّ عقول الآخرين . فشخصية المخّاخ التي أشاد بها الأستاذ الكبير توفيق بكّار و اعتبرها شخصية سردية نموذجية بأبعادها الرمزية و الأسطورية . و وقع تأويلها تأويلات  شتىّ .فذهب بعضهم إلى صورة الدكتاتور و بعضهم ارجعها إلى الفكر الأصولي الديني …   « المشرط  » رواية جريئة جدّا تعالج هموم و شواغل الواقع التونسي هذا الواقع الفظيع الذي يعجز العقل عن فهمه فيصبح الواقع متمظهرا  في العجائبي و الأسطوري  الرواية تعالج ألوانا من المسكوت عنه بحدّة نادرة و طرح صادم،  » واقعية تصدم الذائقة ، و تناول فجّ لأحداث الحياة اليومية يرنو إلى إحداث صدمة قاسية ، وتخييب الانتظار {…} ينبع ذلك من شخوص الرواية… فمنها التاريخي و منها النصي الذي يعيدنا إلى عالم الرسم، و منها الأدبي، و منها الواقعي الذي لا شاهد على وجوده إلا الكاتب… فضلا عن قرائن بعينها من واقع عاصمتنا و مقاهيها و حاناتها و بعض الأماكن المخصوصة فيها. من الشخصيات … المخّاخ ، و الغرّافة، و الرجل المحموم و الضرس و الزوجة و النيقرو و بولحية و السلطان شوّرب و هندة وسليم النادل و سيدة الروتند و الروتاند و شارع بورقيبة و ابن الحجّاج و الشهلاء الحمراء …. » هذا ما قاله عن المشرط الروائي و الجامعي الدكتور صلاح الدين  بوجاه .  فكلّ ما ذكره بوجاه يتضافر على إنتاج النص زاجا به ( النص ) في الواقع اليومي حتى ولو كان النص شيئا مطبوعا صامتا بل هو إنتاج يبقي النص كواقع و ليس كتجريد . نص يعكس الوضع الانسانيّ بفواجعه و احزانه و افراحه و نشواته .   إن الواقع يبدو في الفن حسب الناقد عبد المنعم تليمة  » أكثر غنى من حقيقته الواقعة  لأن الفن لا يقف عند الواقع في معطياته الخارجية المباشرة ، إنما يتخطّى هذه المعطيات إلى إدراك جديد لها فيبدو الواقع في صورة جديدة له : صورته الفنية « . حيث يلتبس الأمر فلا يكون بالأمكان تمييز الواقع من الخيال اد يندغم الواقعي بالخيالي .   رواية الرياحي ستمثّل حتما نقلة نوعية في السرد التونسي لتميّزها أسلوبا و موضوعا و رؤية. و لا سيّما أن الرواية التونسية عانت منذ سنوات من التحليق البارد في اللغة. بعيدا عن الواقع المنسي و المهمّشين .فالأدب لصيق الحياة ، و هو تعبير عن الحياة الإنسانية في تمظهراتها  المختلفة  » فالحياة و الأدب توأمان لا ينفصلان » . » المشرط  » رواية محتفلة بالهامش و المختلف ، رواية القاع و الوجع و كاتبها مسكون بالاختراق ، ملتبس بعنف اللحظة و شراستها فصحّ فيه قول بروست  » من عمق أي آلام أخذ قوة الإله هذه و القدرة اللامتناهية على الخلق » .   بدّع كمال الرياحي بإبداعه  » المشرط  » و إلتماعه على خدود  » الخدائج  » ( جمع خديجة )  بجرأة تونسية نادرة في تشكيل روائي مستحدث و جماليات كتابة جديدة تعكس ثقافة و تجربة كاتبها . كتابة « مشرطيّة »  » اخذت تنقّب عن المواقع الاكثر سريّة و تقلّب وجهات النظر …  » على حدّ عبارة الناقد الجزائري جمال الدّين بن الشّيخ. فكان خلق شخوص روايته على غير صورة و لا مثال مسبق.   رواية الرياحي رواية خطيرة لم يتعوّد عليها القارئ التونسي. كل الدلائل تؤكد أنه سيكون لها كبير الأثر في المتلقي العربي ناقدا أو قارئا. و هذا ما أهّلها لتكون ضمن أهم سلسلة روايات عربية تنشرها دار الجنوب و التي سبق و أن نشرت ضمن نفس السلسلة لحنّا مينه و محمود المسعدي و أميل حبيبي و البشير خريف و محمود درويش و صلاح الدين بوجاه و عروسيه نالوتي  وفرج لحوار و صبري موسى و جمال الغيطاني و الطيب صالح و إبراهيم الكوني.   رواية « المشرط » أعملت المشرط في متن السرد التونسي محاولة منها  لاستئصال عقمه الطويل.   ماي 2006                                                  (*) كاتب و صحفي ثقافي من تونس   (المصدر: مجلة « أقلام ثقافية » الالكترونية (من غزة) بتاريخ 1 جويلية 2006) وصلة الموضوع: http://aklaam.net/aqlam/show.php?id=2504
 

شعب متسول ام مقاوم؟:

تذكير بأوليات حق المقاومة

 
د. هيثم مناع (*)   يمكن القول ان الحصار علي الشعب الفلسطيني من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلية هو وبكل المعاني غير مسبوق في التاريخ: منع من الحركة، منع من العمل، قتل منظم خارج القضاء، استباحة الاراضي واستيطانها، ممارسة الابارتايد في وضح النهار، نهب ممتلكات وهدم خيرات الآخر بشكل منهجي… مليارات الدولارات صرفت لدعم الاستيطان (وهو جريمة ضد الانسانية في ميثاق روما للمحكمة الجنائية الدولية). مليارات اخري هدرت لبناء اكبر ترسانة اسلحة في المشرق. مليارات غيرها جيّرت لخلق رفاه مصطنع لدولة مركبة علي هوسٍ يوظف التوراة في اكثر مشاريع الحداثة (الامة ـ الدولة) علمانية. ملايين رصدت لبناء الجدار العنصري العازل في زمن يصفق العالم فيه لسقوط جدار برلين.   اسئلة تطرح نفسها: هل يحتاج هذا الكيان لكل هذه الترسانة الحديدية والاسمنتية والمالية لكي يستمر لو لم يكن مبنيا علي اسس باطلة كما تنبأ غابرييل بيري قبل سبعين عاما في مثل هذا اليوم؟ اليست الطريقة الشرسة في الدفاع عن الدولة العبرية هي التي دعت احد اشرس انصارها في ادارة فرانسوا ميتيران (مستشاره جاك اتالي) للقول: اسرائيل كما هي لا مستقبل لها ؟ سلام من جانب واحد، هدنة من جانب واحد، خضوع من جانب واحد، وظلم علي جانب واحد. فهل ثمة اغبي من السؤال عن دواعي المقاومة؟   العالم يستنفر اليوم لاطلاق سراح جندي اسرائيلي اختطف في عملية عسكرية باهرة الدقة لم يسقط فيها مدني واحد. عملية ضد موقع عسكري في بلد محتل. عملية تاتي بعد حصار في المال والغذاء والسفر بل والدواء المقطر بطريقة هوميوباثية لشعب تسقط عليه القذائف في كل مكان. لا يهم ان يكون علي شاطئ البحر او في بيته او في الشارع. بدعوي ملاحقة الارهابيين، يموت في كل يوم اطفال ونساء وعزّل، دون صرخة ضمير حتي من منظمات حقوق انسان شمالية تسمي نفسها دولية! كل هذا يسوّق ضمن شعارات الدفاع عن النفس و ضمان سلامة امن اسرائيل . هذه الدولة التي تطبق عليها الادارة الامريكية شعار هتلر في الالمان: الاسرائيلي فوق الجميع .   منذ استلمت حماس السلطة في الانتخابات الاكثر شفافية في العالم العربي منذ خمسين عاما، قرر الغرب حصار الشعب الفلسطيني عقابا علي خياره الانتخابي. وكون اوسلو قد ادخلت مفهوم الشعب المتسول شرطا في المباحثات ـ اي انها لم تشترط مبدأ فتح الحدود الفلسطينية علي العالم لانهاء حقيقي للاحتلال ـ اصبحت اللقمة الفلسطينية رهن اشارة المفوضية الاوروبية واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي. وبات الاقتصاد الفلسطيني اسير قرار الحكومات الاسرائيلية. رغم هذا الوضع غير المسبوق في التاريخ، استطاع الشعب الفلسطيني ان يقاوم الجوع والمرض باسلحة بدائية. لم يمت في اعماقه مبدأ مقاومة الاحتلال. لكن لم نر يوما حكام العالم العربي يستنفرون جهودهم من اجل 6673 سجين فلسطيني في السجون الاسرائيلية، معظمهم تعرض لاعتقال خارج القضاء وكان ضحية محاكمات صورية عسكرية. في حين يفعلون هذا اليوم من اجل انقاذ جندي اسرائيلي.   فأين هي حوانيت حقوق الانسان الممولة امريكيا من وقفة ضمير مع النفس يوم لم يعد سوي الصمت المذل ثمنا لتمويلها؟ اين هي الضمائر الحية في اوروبا التي دافعت عن كل الشعوب المقهورة، لكن ارتجفت اوصالها عندما تعلق الامر بجرائم الدولة العبرية؟ اين منا برتراند راسل لمحكمة شعبية دولية للكيان الصهيوني باعتباره المثل المكثف لانتهاكات حقوق الانسان والشعوب في عالمنا اليوم؟   حق المقاومة بين الامس واليوم   ما من قضية شكلت موضوع نقاش ديني ودنيوي، شعبي ودولاني، للعامة والخاصة، مثل قضية حق المقاومة. فالمقاومة كلمة ترتبط بشرعية القائم وبالطابع شبه المقدس للسلطة الاقوي وبتهديد الجماعة السائدة في لحظة ما. بهذا المعني، تبدو كلمة هرطقية مخيفة حيث من الافضل عدم اعطائها حق الوجود. لكن هل يمكن للبشر التقدم دون مقاومة الاعتياد علي روتين النَظم الحاكم لوجودهم؟ هل يمكنهم التنفس دون مقاومة الظلم الواقع عليهم؟ هل باستطاعتهم اكل لقمتهم بكرامة دون مقاومة الاستغلال البربري لوسائل استمرار عيشهم؟ هل بمقدورهم قول كلمتهم بحرية في غياب الحد الادني لقبول اختلافهم؟ اسئلة لا حصر لها جعلت الشعوب والدول تختلف، واحيانا بشكل جذري حول مفهوم المقاومة.منذ مزدك وكونفشيوس وبوذا وانبياء الديانات الابراهيمية، كان الانشقاق جزءا اساسيا من ميكانيزم الحياة لكل الاديان والمعتقدات. وكان الخروج كالدينامو الذي يبعث الحياة في جسم يخشي علي نفسه من فساد الناس وصدأ الايام. مع كل مؤسسة تبني، كان ثمة تيار رافض لعملية البناء والتأقلم مع السائد. وتجاه كل حركة تنشط، كان هناك من يبحث لها عن ضوابط تقيدها من التهور وتضخم الانا. لكن التاريخ، هذا البارومتر الصارم باحكامه، اعطي السلطة لمن طلبها والنبالة لمن قاومها. وبقيت صورة المسيح المصلوب شاهدا علي ان من الهزائم ما يفوق ارفع الانتصارات قيمة واعتبارا، ومن الانتصارات ما هو اشد عارا من الهزيمة.   كان الاسلام الناشئ مقاومة لاعراف ونظم تخالف فكرة اقامة العدل. وعندما تداعت عليه القبائل وتراكب علي المسلمين الظلم، اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا. الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق ، في نص قرآني يعطي مقاومة الظلم مشروعيتها الكاملة.   في كل الثقافات، نجد بحق كل اشكال المقاومة السلمية او المسلحة نعوتا الطفها مر. وفي الحضارتين اليونانية والرومانية ارتبط التمرد بشكل عام بالبربرية. اما المقاومة في سنين طغيان الكنيسة في اوروبا فنالت ابشع التعبيرات. من الضروري متابعة مظالم الكنيسة وتاريخ محاكم التفتيش لمعرفة الثمن الباهظ لما جعل كلمة المقاومة في الازمنة الحديثة تجد جذورها الاولي في الاصلاح الديني المسيحي. وكما شكلت كتب المحن التقارير الاولي لانتهاكات حقوق الانسان في المجتمع العربي، قدمت مؤلفات العديد من رجال الكنيسة الاصلاحية عن الاضطهاد الذي كانوا ضحيته تقارير عن هذه الانتهاكات في اوروبا. لعل في كتاب بيير جوريو Jurieu (1637 ـ 1713م) تاملات في الاضطهاد الفظيع الذي تعاني منه كنيسة الاصلاح في فرنسا ، الصادر عام 1686، ما يعطي فكرة عن هذه المؤلفات.   في التراث الادبي الغربي، حق المقاومة اذن، عقيدة بروتستنتية دخلت القاموس مع الحروب الدينية. وعلينا انتظار وصول ملوك بروتستنت للسلطة لكي يتبني عدد من المنظرين الكاثوليك هذا المفهوم. في القرن الخامس عشر نجد عند المصلح الديني الانساني هولدريش زوينغلي Zwingli (1484 ـ 1531م) اعطاء المواطنين حق مقاومة الطغيان والتخلص منه. وقد ارتبط تطور مفهوم المقاومة هذا مع تطور مفهوم آخر هو العقد الاجتماعي بتعبيراته الاولي (حوالي 1579م). حيث كان الحديث عن عقدين اجتماعيين: الاول بين الله والشعب والثاني بين الملك والشعب. واي انتهاك من قبل الملك للدين الحنيف يعني انتهاكه لهذا العقد، ويسمح بالتالي للشعب بممارسة حق المقاومة. القانوني غروتيوس (1583 ـ 1645م) ينطلق من فكرة احترام الحق الطبيعي للاشخاص باعتبار ان انتهاك هذا الحق هو الذي يمنحهم حق مقاومة الظلم والعسف.   اعتبر صموئيل فون بوفندورف (1632 ـ 1694) نظرية الحق الطبيعي قائمة علي وجود نظام اخلاقي عالمي، وقاعدة داخلية مستقلة للعدالة فوق القوانين المدنية. كما صنف القانون الطبيعي والقوانين الالهية داخل هذا النظام كمعطي اساسي واول للكائن البشري. في حين صنف القوانين الوضعية باعتبارها بشرية يضعها المشرع لمجتمع معين. لذا فهي مرتبطة بالزمان والمكان والطبائع البشرية. وكون هذه القوانين الوضعية تنطلق من مصالح المواطنين، فهي تسمح لهم باستعمال حق المقاومة في حال وجود سلطة ظالمة. الاستنتاج الذي يصب في منطق جون لوك ويخالف فلسفة هوبس. ولعل فك الاتصال بين حق المقاومة والقوانين الالهية عند بوفندورف قد اعطاه منذ ذاك الوقت طابعا اكثر عالمية وشمولا.   يمكن اعتبار اعلان الاستقلال الامريكي (4/7/1776) اول وثيقة تنص صراحة علي حق المقاومة. ينطلق الاعلان في اقراره لحق المقاومة من مبدأ اعتبار السلطة العادلة تلك التي تنشأ من اتفاق المحكومين. وان الاعتداء علي هذا العقد الاجتماعي من قبل المستعمرين يعطي الحق للناس في قطع اي التزام لهم مع السلطة الاستبدادية كحق وواجب. ويؤكد النص علي ان المقاومة المسلحة هي المرحلة الاخيرة للاحتجاج ضد الهيمنة الاستعمارية (الانكليزية يومئذ) في المستعمرات الثلاث عشرة الامريكية. لقد اصبح هذا النص المبكر مرجعا للعديد من حركات التحرير الوطني في القرنين التاسع عشر والعشرين.   الشرعية وغيابها، كانت ايضا وراء نقاشات حق المقاومة خاصة عند استعمالها للعنف. وقد اقر اعلان حقوق الانسان والمواطن (1789م) اربعة حقوق طبيعية للانسان لا يجوز المس بها: حق الملكية، حق الحرية، الحق في الامن، الحق في مقاومة الظلم والاستبداد. بحيث اصّل لهذا الحق في الاتجاهات المدافعة عن هذه الحقوق بشكل مبكر. وقد اعتبرت المادة 33 من النص الثاني لاعلان حقوق الانسان والمواطن الصادر في 1793، ان حق مقاومة الظلم هو النتيجة الطبيعية لحقوق الانسان الاخري. اما اعلان حقوق وواجبات الانسان الاجتماعي ، الذي اقرته امة جنيف في 9/6/1793، فقد اقر في المادة العاشرة حقوقا ستة هي: المساواة والحرية والامن والملكية والضمان الاجتماعي ومقاومة الظلم. واعتبرت المادة 44 ان لكل مواطن الحق في مقاومة الظلم، ويحدد شكل المقاومة في الدستور.   اوروبا المستفيدة من الاستعمار المباشر ستكون آخر المتبنين لمفهوم مقاومة الاستعمار وآخر القابلين لفكرة حق تقرير المصير. وحتي في الاوساط اليسارية في القرن التاسع عشر، كان يجري الحديث عن توسيع الحقوق السياسية للبلدان المستعمرة لا عن حق تقرير المصير. يذكر الدكتور صلاح عامر بان القانون الدولي التقليدي في القرن التاسع عشر، لم يتعد تنظيم اكتساب السيادة علي المستعمرات وتاكيدها لصالح الدول الاستعمارية .   كان لثورة تشرين الاول (اكتوبر) وولادة الاممية الثالثة شرقاً، والرئيس الامريكي توماس ودرو ويلسون (1856 ـ 1924) غرباً، الفضل في اعادة الاعتبار لمفهوم المقاومة، بدفاعهما عن حق الشعوب في تقرير مصيرها. الامر الذي لم تقبل به عصبة الامم، التي اصرت علي مفهوم الشعوب البالغة والشعوب القاصرة، والتي جاء حرفيا في المادة 22 من عهدها: 1 ـ المستعمرات والاقاليم التي ترتب علي الحرب الاخيرة انها لم تعد تخضع لسيادة الدول التي كانت تحكمها والتي تقطنها شعوب غير قادرة علي الوقوف وحدها في الاحوال القاسية للعالم الحديث، ينطبق عليها المبدا القاضي بان رفاهية هذه الشعوب وتقدمها هما امانة مقدسة في عنق المدنية وبان يشتمل العهد علي الضمانات الكفيلة بالاضطلاع بهذه الامانة. 2 ـ ان افضل وسيلة لوضع هذا المبدأ موضع التطبيق العملي هو ان يعهد بالقوامة علي هذه الشعوب الي الامم المتقدمة، التي هي بحكم مواردها وتجاربها وموقعها الجغرافي، في مركز يسمح لها بالاضطلاع بهذه المسؤولية، والتي هي راغبة في قبولها وان تزاول هذه القوامة بواسطتهم بوصفهم سلطات قائمة بالانتداب وذلك بالنيابة عن العصبة .   الا ان حركات التحرر الوطني بدات تنمو من الصين حتي المغرب، ولم يعد بالامكان الدفاع طويلا عن موضوعة الشعوب القاصرة.   عبد القادر الجزائري سيفتح الباب لكاوسن اج كيدا ليصبح رمز المقاومة المناهضة للاستعمار الفرنسي في النيجر بين 1917 ـ 1920. وسيزرع لاو تشي (1899 ـ 1966) في الادب العالمي تلك الصلة الحية بين المسؤولية السياسية للكاتب وحق المقاومة. ذلك عندما ترك بيته وعائلته والتحق بالمقاومة الصينية للاحتلال الياباني. مؤسس مجلة (قاوموا حتي الرمق الاخير :Kang dao di) ورئيس تحرير آداب وفنون حرب المقاومة ، ربط لاو تشي بين المقاومة والتعددية السياسية وضرورة اجتماع كل التيارات ضد الاحتلال. هذا المثل الشرقي الانساني والديمقراطي، كان يمكن لفرنسا المقاومة ان تعطيه للعالم لو ارتقي ميثاق المجلس الوطني للمقاومة الي مستوي حق تقرير شعوب المستعمرات لمصيرها.   هذا النص، الذي وضعته الرابطة الفرنسية لحقوق الانسان واليونسكو في الكتاب الوثائقي الصادر عنهما بمناسبة الذكري الخمسين للاعلان العالمي لحقوق الانسان: الفتح العالمي لحقوق الانسان ، فيه تصور متكامل ليس فقط للنضال ضد الفاشية، وانما اعادة اعمار فرنسا بعد التحرير. فهو ينص علي: ـ اقامة الديمقراطية الاكثر اتساعا باعطاء الكلام للشعب واقرار الاستفتاء العام، ـ الحرية الكاملة للفكر، للضمير والتعبير، ـ حرية الصحافة، شرفها واستقلالها، واستقلالها عن الدولة وسلطان المال والتاثيرات الاجنبية، ـ حرية التنظم والتجمع والتظاهر، ـ احترام حرمة المنازل وسرية المراسلات، ـ احترام الشخص الانساني، ـ المساواة المطلقة لكل المواطنين امام القانون.   وقد طالب الميثاق ببناء ديمقراطية اقتصادية واجتماعية، والتنظيم العقلاني للاقتصاد، وتطوير ودعم التعاونيات الانتاجية، وحق العمال في احتلال مواقع اساسية في مصانعهم، وحق العمل والاجازة وتثبيت حد ادني للاجر، وتعزيز استقلال النقابات، واعداد خطة كاملة للضمان الاجتماعي. نلاحظ بمرارة ان اعلان الاستقلال الامريكي لم يرتق الي علاقة مساواة مع الهنود والسود، كما ان مشروع اعلان المقاومات الاوروبية (1944) لم يجرؤ علي حل ديمقراطي حقوقي لموضوع المستعمرات.   هذه النقاط السوداء في معركة حق المقاومة استمرت في اروقة الامم المتحدة التي خرجت من سيطرة اوروبا الغربية. وبالتالي اقر ميثاق الامم المتحدة في المادة الاولي منه: حق تقرير المصير والمساواة في الحقوق بين الشعوب. جاء في المادة 55: رغبة في تهيئة دواعي الاستقرار والرفاهية الضروريين لقيام علاقات سلمية ودية بين الامم المتحدة مؤسسة علي احترام المبدأ الذي يقضي بالتسوية في الحقوق بين الشعوب وبان يكون لكل منها حق تقرير مصيرها . ورغم ذلك خاضت الشعوب المستعمرة حروبا طاحنة من اجل الاستقلال في اكثر من بلد لرفض الدول المستعمرة التخلي سلميا عن مستعمراتها.   لعل التوصية رقم 1514 (15) حول منح الاستقلال للشعوب والاقاليم المستعمرة، تاريخ 14 كانون الاول (ديسمبر) 1960، تشكل النص الاوضح والاكثر تقدما علي هذا الصعيد، حيث جاء فيها: 1 ـ ان خضوع الشعوب للاستعباد الاجنبي او سيطرته او استغلاله يعتبر انكارا لحقوق الانسان الاساسية ويناقض ميثاق الامم المتحدة ويهدد قضية السلام والتعاون في العالم. 2 ـ لجميع الشعوب الحق في تقرير مصيرها، ولها بمقتضي هذا الحق ان تحدد بحرية نظامها السياسي وان تسعي في ظل هذه الحرية الي تحقيق نموها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي. 3 ـ يجب الا يتخذ بأي حال تخلف الاقليم في الميدان السياسي او الاقتصادي او الاجتماعي او التعليمي ذريعة لتأخير الاستقلال. 4 ـ يوضع حد لجميع انواع الاعمال المسلحة او اعمال القمع الموجهة ضد الشعوب غير المستقلة، وحتي تتمكن من ان تمارس في سلام وحرية حقها في الاستقلال التام وتضمن سلامة اقليمها الوطني. 5 ـ كل محاولة تستهدف التقويض الجزئي او الكلي للوحدة القومية او سلامة اقليم اي بلد تعتبر منافية لاهداف ميثاق الامم المتحدة. .   مهدت هذه التوصية لاقرار مبدأ حق تقرير المصير في المادة الاولي من العهدين الخاصين للحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وتعبيرا عن آلام القارة السوداء، نال حق المقاومة وتقرير المصير حيزا هاما في الميثاق الافريقي لحقوق الانسان والشعوب، حيث جاء في المادة 20: 1 ـ لكل شعب الحق في الوجود ولكل شعب حق مطلق وثابت في تقرير مصيره وله ان يحدد بحرية وضعه السياسي وان يكفل تنميته الاقتصادية والاجتماعية علي النحو الذي يختاره بمحض ارادته. 2 ـ للشعوب المستعمرة المقهورة الحق في ان تحرر نفسها من اغلال السيطرة واللجوء الي كافة الوسائل التي يعترف بها المجتمع. 3 ـ لجميع الشعوب الحق في الحصول علي المساعدات من الدول الاطراف في هذا الميثاق في نضالها التحرري ضد السيطرة الاجنبية سواء كانت سياسية ام اقتصادية ام ثقافية .   مع نهاية الحرب الباردة، خرجت فكرة حق المقاومة من مجرد حق شعب في الدفاع عن نفسه. فقد تداخلت معالم الاستبداد والاستعباد علي الصعيد الدولي، واصبح حق حماية الشعب الفلسطيني مثلا مسؤولية دولية. كما ان امكانية هذا الشعب للنهوض بعد التحطيم المنهجي الاسرائيلي لمقومات وجوده تعتبر قضية اقليمية وعالمية وليس فقط فلسطينية. ان غياب الدعم الاقليمي والعالمي لا يعني فقط معاناة فلسطينية، بل يعني بكل بساطة ان شعوب المنطقة يصعب ان تشعر بالامان في ظل غياب الامان بكل مفاهيمه عن الانسان الفلسطيني.   يمكن القول اليوم، ان ازمة العالم الاحادي القطب ستعيد مفهوم المقاومة بقوة وبشكل متعدد الاشكال والميادين. فالولايات المتحدة التي تشكل القطب الاقوي ليست هي الاكثر تأهلا علي الصعيدين الحضاري والحقوقي لضمان القيم التي اعطت للحضارة الغربية بريقها. في نفس الوقت، اعطي الحيز الحالي لدمقرطة المعلومات والمعارف لكوادر بلدان العالم القدرة علي تجاوز العطاء الامريكي، بالاخص في كل ما يتعلق بالاصلاح الاخلاقي والثقافي والاقتصادي للنظام العالمي القائم. الامر الذي يعني ببساطة ان التزايد المضطرد للعنجهية الامريكية من شانه ان يعزز بشكل مضطرد اشكال المقاومة في الشمال والجنوب علي حد سواء. تجلي هذا الامر اكثر فاكثر بعد احداث ايلول (سبتمبر) 2001 والاساليب التي اتبعتها الادارة الامريكية. اساليب كان من الواضح فيها غياب النضج والطابع الرد فعلي والتبسيط الفج واختصار العالم في فسطاطين: من ليس معنا فهو في معسكر الشر. من هنا مخاطر صدور اي قرار عن الامم المتحدة حول حق المقاومة ضمن التصور الامريكي للارهاب. تصور يعطي الدولة كل حقوق ارهاب خصومها واعدائها، ويحرم المجتمعات البشرية من مختلف اشكال مقاومتها للاحتلال والطغيان. الا اننا نشهد اليوم الهزيمة الاخلاقية لهذه السياسة، ولو ان دواعيها السياسية والعسكرية لم ترتق بعد لمستوي الهزيمة. الامر الذي يتجلي بالاستعمال الفائق للتقنيات العسكرية خارج اي ضابط اخلاقي او قانوني من قبل الادارة الامريكية والحكومة الاسرائيلية في العراق وفلسطين. في تاريخ البشرية وحتي يومنا، كان الاقوي هو الذي يفرض قواعد الحرب والسلم. لكن ايضا وللاسف، طبائع البشر اثناء الحرب والسلم. بهذا المعني، يبقي الاقوي المسؤول الاول عن البعد الاخلاقي للاشكال التي تاخذها المقاومة، باعتبار الظلم منتج اساسي للاعقلانية والحقد في العلاقات بين الانسانية.   لقد تم اقرار الاعلان العالمي لحقوق الانسان، كما تقول ديباجته، حتي لا يلجأ المرء آخر الامر للتمرد.   في كل اغتيال للحقوق الاولية للبشر، ينتفض حق المقاومة شامخا علي لسان كل الاحرار والشرفاء الذين يدركون جيدا، ان الغاء هذا الحق من قاموس حقوق الانسان، يعني ليس فقط انتصارا للظلم والاستعباد، بل وبكل بساطة تأبيد الارهاب.   (*) كاتب وناشط حقوقي من سورية يقيم في باريس   (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 1 جويلية 2006)

   المتطرف الكريه
 
بقلم: جهاد الخازن       أسس المتطرف الكريه دانيال بايبس «مراقبة الاسلاميين» بهدف تثقيف «الحكومة والميديا والمؤسسات الدينية والاكاديمية وعالم التجارة عن الأسلمة القانونية» فهي تركز على النشاطات القانونية، أي التي لا تخالف القانون، للاسلاميين من سياسية وتعليمية وثقافية، في الولايات المتحدة والى درجة أقل في الخارج.   وبين نشاطات مراقبة الاسلاميين هناك الأبحاث وهذه تشمل مراقبة الاسلاميين القانونيين بكل وسيلة ممكنة، بما في ذلك «العمل السري»، ما أفهم منه أن جماعة بايبس سيحاولون التجسس على كل مسلم متدين، حتى وهم يعرفون أنه لا يخالف القانون، في محاولة لتشويه صورته أو الايقاع به.   وهم بعد ذلك سينبهون الجمهور الى نتائج بحثهم من طريق مقالات في الجرائد وعلى الانترنت بما فيها موقع مراقبة الاسلاميين وشهادات أمام الكونغرس، وربما كتب وأفلام وثائقية. «اما الاكتشافات الدراماتيكية فستوزع عبر الراديو والتلفزيون».   منتدى الشرق الأوسط شرح الحاجة الى «مراقبة الاسلاميين» بالقول أنه ربما كان الأمر أن الاسلاميين وجدوا بعد ارهاب 11/9/2001 ان العنف يعطي مفعولاً عكسياً، وادركوا قيمة الوسائل القانونية وقرروا التركيز عليها بدل استعمال العنف.   وهكذا فالمتطرف بايبس يرى شيئاً سلبياً في عمل الاسلاميين ضمن نطاق القانون، بل يرى أنهم أكثر أذى من الارهابيين.   أحقاد بايبس على الاسلام والمسلمين لم تبدأ بعد ارهاب 11/9/2001، فهي في جيناته. وكان أبوه ريتشارد بايبس لفق عن الاتحاد السوفياتي واسلحته، وجاء هو ليجعل المسلمين هدفه، ولتصبح صفة «اسلاموفوبيا» ملتصقة به وبعمله.   في سنة 1990 كتب بايبس في مجلة «ناشونال ريفيو» اليمينية مقالاً بعنوان «المسلمون قادمون، المسلمون قادمون» حذر فيه من أن المجتمعات الغربية ليست مستعدة «للهجرة الهائلة من ناس لونهم بني يطبخون طعاماً غريباً ولا يلتزمون المستويات الجرمانية للنظافة. المهاجرون المسلمون يحملون معهم شوفينية لا تتفق مع الاندماج في التيار العريض للمجتمعات الأوروبية، وكل الاشارات يدل على استمرار الاشتباكات بين الجانبين».   توقفت طويلاً بعد الانتهاء من الفقرة السابقة لأقاوم اغراء أن أرد على عنصرية بايبس بمثلها، فالعرب أو المسلمون الذين يصف لون جلدهم وطعامهم ونظافتهم منهم أيضاً اليهود السفارديم أو الشرقيون، أي اليهود الأصليون الأصيلون. أما اليهود بالعيون الزرق والشعر الأحمر فواضح أن دمهم مختلط، وأنهم آريون مثل الجرمان النظيفين الذين قتلوهم، وليسوا ساميين مثلنا أو مثل اليهود الشرقيين.   وزاد تطرف بايبس تدريجاً منذ 1990 وهو السنة الماضية كتب في «نيويورك صن» مقالاً عن جناحي الاسلام الراديكالي «فواحد يمارس العنف وغير قانوني، والآخر قانوني وسياسي وهناك توتر بينهما». بايبس يفسر ذلك بالقول ان الارهاب يؤذي الاسلام الراديكالي إلا أنه يحول الانظار عن «الاسلمة السياسية» ويهاجم مرة أخرى المجلس الاسلامي البريطاني ومجلس العلاقات الاسلامية – الأميركية لأنه يرى انهما يريدان فرض الاسلام على العالم بوسائل قانونية.   وحذر بايبس في مقال نشرته له مجلة «فرونت بيدج» الالكترونية اليمنية في 14 آذار (مارس) الماضي من «مرض الجهاد المفاجئ، فالاسلامي قد يبدو مسالماً وملتزماً بالقانون إلا أنه جزء من حركة توتاليتارية ويجب أن يعتبر قاتلاً محتملاً».   لو كان بايبس يهودياً حقيقياً لما حكى عن لون الناس وطعامهم، إلا أنه أوقح من ذلك، فهو في 28/12/2004 كتب مقالاً في «نيويورك صن» قال فيه ان رأيه منذ سنوات هو أن الاسلام الراديكالي يعني ضرورة تركيز اجراءات الأمن على المسلمين «فعندما يكون البحث عن مغتصب يكون البحث بين الذكور فقط»، وبالتالي فالبحث عن الراديكاليين يجب أن يكون بين المسلمين.   وهكذا فهذا الاعتذاري الاسرائيلي لا يجد ما يشبه به المسلمين سوى وحش جنسي مغتصب. وأنا لا أرد عليه مشبهاً الاسرائيليين بأي شيء سلبي فغالبيتهم تريد السلام، وانما أشبه الذين يتسترون على الجرائم الاسرائيلية ضد الفلسطينيين، أمثال بايبس، بالذين تستروا على النازيين، ما يعني الشراكة في الجريمة.   ورد بايبس معارضة فكرته مراقبة المسلمين الى أن المنظمات اليسارية والاسلامية أرهبت الرأي العام فابتعد عن التركيز على المسلمين، وعزا ذلك الى «التفسير التحريضي» لوضع اليابانيين الأميركيين في معسكرات احتجاز أو اعتقال خلال الحرب العالمية الثانية. بكلام آخر هو يريد وضع المسلمين كما حجز اليابانيون قبلهم، وقد رد عليه البروفسور بول كامبوس، من جامعة كولورادو رداً مفحماً.   قبل ذلك كان بايبس كتب في «جيروزاليم بوست» في 22/1/2003 داعياً الى مراقبة موظفي الحكومة المسلمين في أجهزة الأمن والقوات المسلحة والسلك الديبلوماسي لمعرفة إن كانت لهم علاقة بالارهاب. وهو عاد في 14 من هذا الشهر بدعوة مماثلة لمراقبة الناس على أساس أمني لمعرفة آرائهم وولائهم.    ما نعرف قطعاً أن الجواسيس في أميركا وعليها هم جواسيس اسرائيل التي تعض اليد التي تطعمها ويتستر عليها الاعتذاريون العنصريون أمثال بايبس، والقضايا معروفة، وقد صدرت احكام، وهناك متهمون أمام المحكمة الآن وهم يهود أميركيون وليسوا مسلمين.   (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 1 جويلية 2006)

النظام و «الأخوان» في الأردن: من التحالف التاريخي إلى «كسر العظم»!

 
مأمون الحسيني (*)   ثمة شكوك كبيرة في إمكان فرملة المواجهة المحتدمة ومحاولات كسر العظم، ووصل ما انقطع بين النظام الأردني من جهة، وحركة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية «جبهة العمل الإسلامي» من جهة ثانية، على خلفية زيارة نواب الجبهة الأربعة لسرادق عزاء أبو مصعب الزرقاوي، وإصرار أحدهم (محمد أبو فارس) على منح الزرقاوي لقب «مجاهد وشهيد». الأمر الذي اعتبرته حكومة معروف البخيت، مخالفة لـ «الثوابت» الوطنية، وتعكيراً لصفو المجتمع الأردني، واستهتاراً بمشاعر أهالي ضحايا تفجيرات الفنادق الثلاثة في عمان في كانون الأول (ديسمبر) 2005 التي نفذها انتحاريو الزرقاوي، وتبريراً وتشجيعاً للفكر التكفيري الذي يتبناه تنظيم «القاعدة».   هذا الأمر، شكل ضغطاً سياسياً وشعبياً على «جبهة العمل الإسلامي» لمحاسبة النواب الأربعة، الذين اعتُقلوا وأودعوا سجن الجفر الصحراوي على ذمة التحقيق بتهمة «إثارة النعرات وتعكير الوحدة الوطنية»، وتقديم اعتذار علني للشعب الأردني ولأهالي تفجيرات عمان. وذلك قبل أن يحذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في حديث الى مجلة «دير شبيغل» الألمانية، من أنه لن يتسامح مع تبرير الإرهاب والفكر التكفيري، وأن من يقوم بذلك لن يسمح له بالمشاركة في صوغ مستقبل الأردن، لأنه سيعتبر جزءاً من المشكلة وليس جزءاً من الحل.   ما يدعو إلى هذا التقدير، هو أن المساكنة الطويلة والتحالف التاريخي اللذين استمرا نحو ستة عقود بين الجانبين، تعرضا خلال السنوات الأخيرة، إلى الكثير من الصدمات والهزات التي ساهمت في تآكل الثقة وافتراق المصالح المشتركة المتبادلة، على وقع التطورات الكبرى التي شهدتها المنطقة والعالم، والتي تغيرت في خضمها تعريفات المصلحة الوطنية وأولوياتها وشكل التحالفات الداخلية وطبيعتها، وتعالى صخب المتغيرات الإقليمية والدولية التي تقود نحو إجراء عملية فرز عمودي وأفقي في دول المنطقة برمتها وكياناتها وشعوبها، وفي ظل تنامي اتجاه التشدد وترك تكتيكات المهادنة التي ميزت المراحل السابقة، وسيادة مناخ سياسي واجتماعي وثقافي يتكئ على أزمة اقتصادية مستدامة وإصرار على مواصلة مصادرة الحريات العامة، لا يمكنه إلا إنتاج ثقافة التطرف والتشدد والإرهاب.   المشكلة الحقيقية بين الجانبين اللذين اعتبرت علاقتهما الودية، حتى سنوات قليلة، استثناء في علاقات الأنظمة العربية بتنظيم «الأخوان المسلمين» (التي اتسمت بكونها علاقة تناحرية ذات طابع إقصائي دموي)، تعود جذورها إلى عام 1994، عندما وقّع الأردن اتفاق وادي عربة مع إسرائيل، والتي رفضتها جماعة «الأخوان» وحزب «جبهة العمل الإسلامي»، ولكن من دون أن يفضي ذلك إلى توتر كبير في العلاقة بين الطرفين. إذ ظلت الحركة الإسلامية ملتزمة حدود اللعبة، وامتنعت عن المشاركة في ما عرف بـ «أحداث الخبز» عام 1996 و «أحداث معان» عام 1998، على رغم سعي النظام إلى تحجيم حضورها في البرلمان عبر قانون الصوت الواحد، وتضييقه على كوادر «الإخوان» في الجامعات والنقابات.   ثم جاءت بعد نحو سبع سنوات أحداث 11 أيلول (سبتمبر) ليعلن الأردن انضمامه إلى الحرب العالمية على الإرهاب، ويدفع الإسلاميين الأردنيين إلى مساحة رمادية ألزمتهم الصمت لفترة طويلة، خصوصاً أن من وجّهت ضده هذه الحرب كان العالم العربي والإسلامي، وقوى الإسلام السياسي وتنظيماته، من دون تمييز بين رؤى هذه القوى وأيديولوجياتها واجتهاداتها المختلفة والمتباينة.   المفصل الأساس في التوتر الذي وصل إلى نقطة الامتلاء راهناً، كان فوز حركة «حماس»، التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع الإسلاميين في الأردن، في الانتخابات الاشتراعية الفلسطينية بداية العام الجاري، حيث أعطى هذا التطور النوعي دفعاً للحركة الإسلامية الأردنية التي سرعان ما علا صوتها، مطالبة بوقف الفساد المستشري في المملكة ومعالجة الجمود الذي تعاني منه عملية الإصلاح السياسي، وكذلك بتداول السلطة بما يعكس موازين القوى البرلمانية أسوة بالكثير من الدول العربية، ليلي ذلك مباشرة إعلان الأردن الرسمي كشف شبكة الأسلحة التابعة لـ «حماس» وتوسيع دائرة الاتهامات باتجاه إيران وسورية، وتوجيه دعوة إلى بعض الدول العربية التي تعتبرها السلطات الأردنية مستهدفة بـ «التطلعات الإقليمية الإيرانية»، وبخاصة مصر والسعودية ومعظم الدول الخليجية، إضافة إلى الأردن، بغية إقامة «جبهة أمنية وسياسية» مشتركة لمواجهة هذه الأخطار.   في خلفية المشهد الراهن الذي يجد فيه «الإخوان» وتنظيمهم السياسي نفسيهما بين مطرقة موقف المتشددين الذين يريدون دفع المواجهة مع النظام إلى حدها الأقصى، وسندان ضرورة المحافظة على موقف متماسك في مواجهة الحملة الرسمية ضدهم، في مقابل الانفعال والعصبية التي يتسم بهما سلوك النظام الذي يسعى الى إفهام الجميع بأن ثمة خطوطاً حمراً لا يسمح لأحد بتجاوزها، وأن النظام والأوضاع في الأردن هي غيرها في فلسطين، في الخلفية ثمة ما هو أكبر وأهم من طبيعة الإشكال الراهن الذي يمكن الوصول إلى قواسم مشتركة في صدده من دون الوقوع في مصيدة الاستقطاب والمواجهة المؤذية، لتتبدى ملامح الاستراتيجية الجديدة التي بات يعتمدها النظام الأردني منذ فترة لمواجهة التحديات السياسية والأمنية المتشابكة في المنطقة، والمبنية في جزء كبير منها، على سياسة الهجوم الاستباقي الأمني والسياسي، في إطار المجهود الإقليمي الجديد المواجه لتنظيم «القاعدة» وامتداداته في كل دول الجوار، وللنفوذ الإيراني في المنطقة ضد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها. وبحسب بعض أركان النظام الأردني، فإن التوجه الاستراتيجي الجديد الذي بدأ بإعادة هيكلة شاملة لآليات النشاط الاستخباري الرسمي الذي استطاع تحقيق اختراقات مهمة في التنظيمات الأصولية، خصوصاً في تنظيم «القاعدة»، بمساعدة مالية وتقنية من أميركا، فرضه ورود الأردن على لائحة مستهدفي «القاعدة» بسبب تحالف المملكة مع واشنطن.   ووفق المصادر ذاتها، فإن اعتماد هذا النمط من الوظائف ذات الطبيعة الاستراتيجية، عبر البوابة الأمنية، يوفر للأردن مساحة للعب دور إقليمي سياسي جديد بعد خسارة الرهان على امتلاك هذا الدور من خلال بوابة التسوية الشرق أوسطية التي وأدتها إسرائيل. واللافت، في هذا الإطار، إصرار النظام الأردني على عرض ما يسميه «الإنجازات الأمنية» على الجمهور عبر وسائل الإعلام المختلفة، وإفهام هذا الجمهور أن القبضة الحديد جاهزة لمواجهة أي إخلال بالأمن، حتى لو جاء هذا الإخلال على خلفية الأوضاع الاقتصادية المزرية وارتفاع أسعار المحروقات والمواد التموينية وسواها، ومن دون الالتفات إلى التبعات التي قد يخلفها هذا التوجه الذي يحول الأردن رأس حربة في مواجهة التحديات السياسية والأمنية الخطرة التي تجتاح المنطقة برمتها. وعلى رغم ذلك، ثمة من يرى أن الوقت لم يفت بعد لإصلاح ما انكسر بين الحكومة الأردنية (والنظام) و «جبهة العمل الإسلامي»، على رغم ما تزيّنه الحسابات المتسرعة لدى الجانبين، إذ يرى الطرف الأول أنه لم تعد هناك حاجة إلى دعم الإسلاميين الذين «لن يُمنحوا بعد اليوم أياً من الامتيازات السابقة»، وفق مسؤول كبير في الدولة، وأن حادثة العزاء بالزرقاوي فرصة ذهبية لتقليم أظافر الإسلاميين ووضع حد لتحالفهم مع حركة «حماس»، وردعهم عن إمكان التقاطع مع أهداف ما يسمونه «محور التشدّد» الذي تقوده إيران ضد مصالح الولايات المتحدة والدول العربية المتحالفة معها. فيما يعتبر بعض أطراف جبهة العمل الإسلامي بقيادة زكي بني رشيد، أن النظام خانهم بعدما «حموه» لعقود طويلة، وشكلوا صمام أمان له، وأن ثمة نافذة مفتوحة لإعادة صياغة العلاقة مع هذا النظام الذي يجب أن يعترف بقوة التيار الإسلامي، ويتعاطى معه على أساس من الشراكة لمعالجة جملة من الملفات أهمها، وفق بني رشيد: ملف حركة «حماس» التي يتهمها النظام بتهريب أسلحة إلى الأردن وتخزينها تمهيداً للقيام بعمليات اغتيال، والإصلاح السياسي والإداري ومسألة الفساد، ووضع برنامج واضح للحكومة.   (*) كاتب فلسطيني   (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 1 جويلية 2006)

 


Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

29 juillet 2009

Home – Accueil   TUNISNEWS 9 ème année,N° 3354 du 29.07.2009  archives :www.tunisnews.net   Comité de Soutien de Mme Sameh Harakati:

En savoir plus +

5 décembre 2011

فيكل يوم، نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.