الخميس، 8 يناير 2009

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3152 du 08 .01.2009

 archives : www.tunisnews.net


حــرية و إنـصاف: يوميات المقاومة غزة رمز العزة (13)

السبيل أونلاين : تواصل المسيرات المساندة لقطاع غزة بتونس

المؤتمر من أجل الجمهورية : بيان للرأي العام الوطني

السبيل أونلاين: تونس..يوم للتضامن مع غزة في دار المحامي

العمري : لقد أخجلتنا يا غزة؟ لقد فضحتنا يا غزة ؟

خالد شوكات:دفاعا عن حماس من منظور ليبرالي

رياض الشعيبي :الحرب الأخرى: معركة السياسة

محمد النوري:غزة والانهيار الأمريكي القادم ؟

خالد الكريشي: الحرية أولا وأخيرا هـــنــــــــــــا غزة….

نبيل شبيب:طريق التغيير.. الجماهير بحاجة إلى قيادات أخرى

مولدي الرياحي:العدوان الإسرائيلي على غزّة يُسقط كلّ الأقنعة

عبدالباقي خليفة : علاقة المبادرة العربية بالمحرقة القائمة في غزة

عبد الباري عطوان : مبادرة « مسمومة » يجب رفضها

ترجمة محمد البلطي: مايكل تشسودفسكي

محمد أعماري: الحرب البرية بغزة.. سيناريوهان أحلاهما مر

صبحي غندور: يا أمَّة العرب : شيء من التغيير بعد كل هذا الغضب

ياسر الزعاترة:هموم: بين غزة ولبنان ومأزق الاحتلال مع حماس

سمير ساسي : غزة والذئاب

الأخضر الوسلاتي : اضرب عدوّك

حــرية و إنـصاف: إنا لله و إنا إليه راجعون:السجين السياسي السابق السيد محسن ميهوب في ذمة الله

حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي : بلاغ صحفي

بقلم العيفي اللافي : بيان الإقرار من  « مسجد ضرار »

حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ : نشرة الكترونيّة عدد  85

يوسف الأخضر: جملة من الأسئلة والخواطر تفاعلا مع رأي الأستاذة آمال قرامي

العرب أونلاين : تونس ترفع سعة التدفق العالي للأنترنت

العرب: بيت التمويل الخليجي يستثمر ثلاثة مليارات دولار في تونس

العرب اونلاين : بورصة تونس تحقق نتائج طيبة خلال سنة 2008

ميط : ارتفاع مؤشر أسعار الاستهلاك في تونس بنسبة 5%

آمال الهلالي : فيلم شارع النخيل الجريح يستعرض النضال التونسي الجزائري المشترك

موقع كووورة التونسية :حوار الصراحة….مع الإمبراطور طارق ذياب….


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:


أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 11 محرم 1430 الموافق ل 08 جانفي 2009

يوميات المقاومة غزة رمز العزة (13)

   

1) ولاية تونس: خرج التلاميذ اليوم الخميس 08/01/2009 من عديد المعاهد الثانوية بالعاصمة في مسيرات حاشدة للتنديد بالعدوان الصهيوني الغاشم على إخوانهم في غزة و لمطالبة أحرار العالم بالضغط على دولهم من أجل وقف العدوان. شارك طلبة كلية الآداب و العلوم الإنسانية 9 أفريل اليوم الخميس 08/01/2009 في مسيرة سلمية و اتجهوا نحو معهد ابن رشد إلا أن قوات الشرطة انقضت عليهم و فرقت المسيرة بالقوة. كما نظم طلبة كلية الآداب بمنوبة اليوم الخميس 08/01/2009 تجمعا عاما شاركت فيه أعداد غفيرة من الطلبة ، تداول بعضهم على الكلمة  و رفعوا عديد الشعارات. 2) ولاية أريانة: خرج تلامذة المدرسة الإعدادية بالمنزه الثامن اليوم الخميس 08/01/2009 في مسيرة سلمية للاحتجاج و التنديد بالمجزرة الرهيبة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الصامد في غزة على يد المجرمين الصهاينة. عمد مدير المدرسة الإعدادية بالمنزه الثامن إلى نزع و افتكاك  » الشالات  » الفلسطينية التي يحملها التلامذة كما عمد أعوان الشرطة و عناصر البوليس السياسي إلى نزع و افتكاك الشالات الفلسطينية للتلاميذ و المواطنين و من بين هؤلاء الأعوان المدعو  » عبد الكريم  » الذي افتك من تلميذ  »الزنار » بالقوة و قال له : » فين تحسب روحك في مرشي » ( يعني في سوق الخضر) !!! 3) ولاية بنزرت: خاض مساجين الرأي المحالين على القضاء التونسي بمقتضى قانون  »الإرهاب  » اللا دستوري بسجن برج الرومي إضرابا عن الطعام بيوم واحد طيلة هذا الخميس 08/01/2009 للتنديد بالعدوان الصهيوني الجبان على غزة رمز العزة و التضامن مع الشعب الفلسطيني الصامد. يحاول تلامذة كل المعاهد الثانوية ببنزرت الخروج يوميا في مسيرات تضامن مع إخوانهم في غزة و خصوصا معهد علي باش حامبة إلا أن المحاصرة الأمنية غير المسبوقة للمعاهد و القمع المتواصل لهذه المحاولات حال دون وصول هذه المسيرات إلى وسط مدينة بنزرت. حاول طلبة المعهد العالي التحضيري الخروج في مسيرة إلى الشارع لكن قوات الشرطة اعترضت سبيلهم و فرقت المسيرة بالقوة.  4) ولاية القيروان: شارك تلاميذ المعاهد الثانوية بالمدينة في مسيرة حاشدة اكتملت مع الساعة العاشرة صباحا وجابت شوارع المدينة و اتجهت إلى مقر الإتحاد الجهوي للشغل وقدّرها مصدر نقابي بعشرة آلاف متظاهر ، و واصل المتظاهرون تجمعهم أمام مقر إتحاد الشغل إلى حدود منتصف النهار. 5) ولاية سوسة: دعا الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة إلى تجمع عام يوم السبت 10/01/2009 للتنديد بحرب الإبادة التي يقترفها الصهاينة ضد شعبنا بغزة. تشهد مدينة سوسة خروج مسيرات تلمذية يومية تجوب عديد الشوارع و يقف لها أعوان البوليس السياسي و قوات الشرطة بالمرصاد حتى لا تدخل إلى باب البحر بسوسة. تتواصل الفعاليات اليومية بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة حيث تنتصب خيمة بفضاء المقر منذ الساعة العاشرة صباحا إلى حدود الساعة السادسة مساء تحتوي معرضا للصور و إذاعة داخلية تبث للشارع عبر مكبرات الصوت كما يقع فيها جمع الأدوية و التبرعات المالية بالإضافة إلى صدور نشرية يومية تتضمن جديد أخبار غزة. يحتضن فرع سوسة لمنظمة العفو الدولية يوم الجمعة 09/01/2009 ندوة فكرية حول العدوان الهمجي الصهيوني على غزة ينشطها الأستاذ الحبيب شلبي. 6) ولاية المنستير: توقفت الدروس بالمعاهد الثانوية بمدينة المنستير طيلة الأيام الثلاثة الماضية بسبب الخروج اليومي للتظاهر بالشارع تنديدا بالعدوان على شعبنا الفلسطيني في غزة ، و سجلت اليوم عودة محتشمة تخللتها دعوة لجميع التلاميذ للخروج في مسيرة حاشدة و جماهيرية. 7) ولاية المهدية:  شارك المئات من تلاميذ المعاهد الثانوية بمدينة الشابة يوم الأربعاء 07/01/2009 في مسيرة حاشدة جابت شوارع المدينة رفعت خلالها عديد الشعارات المعبرة عن غضب الأمة و رفضها لما يحدث لشعبنا في فلسطين المحتلة و في غزة بالذات من إبادة. 8) ولاية صفاقس: انتظمت مساء يوم الأربعاء 07/01/2009 مسيرة حاشدة شارك فيها مئات الطلبة بعد خروجهم من المطعم الجامعي بمبيت الياسمين بصفاقس ، و عند تدخل قوات الشرطة لقمع المسيرة اندلعت اشتباكات عنيفة و رشق بالحجارة بين المشاركين في المسيرة السلمية و قوات الشرطة التي اعتدى عناصرها بالضرب على عديد الطلبة مما خلف كسرا لأحدهم و عدد من الجرحى، و تواصلت هذه الاشتباكات إلى حدود الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.
عمد اربع أعوان من البوليس السياسي إلى مضايقة الطالب عمر أولاد أحمد بن علي ممثل الطلبة في المجلي العلمي بكلية العلوم على خلفية التحركات الأخيرة تضامنا مع غزة و قد احتج الطالب عمر على قدوم هؤلاء الأعوان إلى منزله و طلب منهم عدم العودة لذلك مستقبلا. 9) ولاية قبلي: شارك تلامذة المعاهد الثانوية و أساتذتها بمدينة قبلي اليوم الخميس 08/01/2009 في مسيرة ضخمة جابت شوارع المدينة و رفعت خلالها الشعارات المنددة بالعدوان الهمجي على غزة. 10) ولاية جندوبة: خرج تلامذة المعاهد الثانوية اليوم الخميس 08/01/2009 بكل من مدينة بوسالم و مدينة غار الدماء في مسيرتين حاشدتين للتنديد بالعدوان الهمجي الصهيوني و حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا بغزة رمز العزة ، ورفعت خلال المسيرتين عديد شعارات التضامن و التنديد. 11) ولاية مدنين: تتواصل المسيرات في مدينة جرجيس لليوم الثالث على التوالي شاركت فيها كل المعاهد الثانوية.
خرج المحامون بزيهم الرسمي في مسيرة انطلقت من أمام المحكمة الإبتدائية و سارت بالشارع الرئيسي طريق مدنين بن قردان.  

خرجت من معاهد مدنين و بن قردان مسيرات شارك فيها الأساتذة أما في تطاوين فكانت المسيرة تلمذية.

و حرية و انصاف :

1/ تدعو الشعب التونسي و قواه الحية من أحزاب و منظمات و جمعيات إلى الاستمرار في التعبير عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني الصامد و المجاهد في غزة ضد العدوان الصهيوني الهمجي و كل من يقف معه بالوسائل السلمية المتاحة. 2/ تدعو السلطة للكف عن قمع التحركات المساندة للشعب الفلسطيني و احترام حق التونسيين و التونسيات الدستوري في التعبير و التنقل و الاجتماع و التظاهر السلمي. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


تواصل المسيرات المساندة لقطاع غزة بتونس

السبيل أونلاين – من زهير مخلوف – تونس كلية الصحافة وعلوم الأخبار بمنوبة بالضاحية الغربية للعاصمة خرج طلبة كلية الصحافة وعلوم الأخبار بمنوبة في مسيرة حاشدة اليوم الخميس 08 – 01 – 2009 ، في إتجاه مدينة منوبة التى تبعد عن الكلية 1,5 كيلومتر ، ولكن « فرق التدخل » واجهتهم على مشارف المدينة ومنعتهم من الدخول عبر الشارع الرئيسي إلى وسطها ، وإستمرت المظاهرة حوالي ساعتين ألقيت فيها مداخلات من كل الحساسيات الإيديولوجية والسياسية ، وكان عدد قوات البوليس من حرس وشرطة ملفتا والذي بلغ رتل من 10 سيارات . وبعد عودة الطلبة إلى الكلية إعتصموا بها ورددوا شعارات مساندة لغزة ومندّدة بالمجازر الصهيونية .   معهد نهج مرسيليا بالعاصمة إحتشد تلاميذ معهد مرسيلسا اليوم 08 – 01 – 2009 على الساعة منتصف النهار وخرجوا في مسيرة عارمة ، وقد قامت قوات التدخل بتفريقها بالقوة ، ووقع تعنيف بعض التلاميذ .   كلية العلوم الإنسانية والإجتماعية “9 أفريل » بالعاصمة خرج الطلبة في مسيرة ضمّت أكثر من 1000 طالب ، وقد وصلت المسيرة قريبا من مستشفى شارنيكول ، أين أحرق المتضاهرون العلم الصهيوني ، وقد تداولت الأطراف السياسية في الجامعة على إلقاء الكلمات ، ثم أمضت هذه الأطراف ولأول مرة على بيان مشترك تضمن ثمان نقاط نددت بالهجمة الصهيونية على غزة وإستهداف الأبرياء وبالصمت الرسمي العربي ، وطالب البيان بطرد سفراء الكيان الصهيوني ومقاطعة البضائع الأمريكية و »الإسرائيلية » وأدان التدخل السافر للبوليس في مسيرات التضامن مع غزة في تونس … الخ . وقد إستمرت المسيرة من الساعة الواحدة والنصف ظهرا إلى حدود الساعة الثالثة .   المعهد النموذي للغات الحية بتونس « بورقيبة سكول » حاول تلاميذة المعهد النموذجي للغات الحية الخروج في مسيرة ولكن البوليس حاصرهم داخل المعهد ولم يسمح لهم بالتظاهر خارجه ، ولكن التلاميذ اعتصموا داخل المعهد ورفعوا شعارات منددة بالهجوم البربري على غزة ومساندة لأهلهم في القطاع ، ودامت المسيرة حوالي ساعتين .   معهد « 7 نوفمبر » بدار شعبان الفهري قرر تلاميذ المعهد الإضراب عن الدراسة إحتجاجا على المجازر التى يرتكبها العدو الصهيوني في قطاع غزة ومساندة أهل القطاع في محنتهم وبقوا إلى حدود منتصف النهار يرفعون شعارات منها : – لا مصالح أمريكية على الأراضي التونسية . – لا دراسة لا تعليم حتى نحرر فلسطين . وعند خروجهم على الساعة منتصف النهار فاجأتهم قوات التدخل بالتعنيف والضرب ، وإعتقلت عددا كبيرا منهم ، ولكن ذلك لم يثنهم عن مواصلة إضرابهم عن الدراسة في فترة ما بعد الظهر ورفع شعارات مساندة لغزة ومنددة بالعدوان عليها .   المعهد الإعدادي العهد الجديد بدار شعبان الفهري خرج اليوم 08 – 01 – 2009 تلاميذ المعهد على الساعة الخامسة مساء في مسيرة جابت الشارع الرئيسي للمدينة إلى حدود مبنى المعتمدية ، ورفعوا شعارات مندّدة بالإعتداء على الأطفال الرضع والنساء والشيوخ ، وعبّروا عن إعتزازهم بصمود غزة .    (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 08 جانفي 2009 )


المؤتمر من أجل الجمهورية بيان للرأي العام الوطني

 

يعلم المؤتمر من أجل الجمهورية الرأي العام الوطني أنه قام طيلة اليومين الماضيين بعدد من الاتصالات بقيادات الأحزاب الوطنية المنضوية تحت لواء « هيئة 18 أكتوبر » من أجل تنسيق المواقف والدعوة المشتركة لتحركات شعبية في كامل أرجاء البلاد مناصرة لشعبنا الصامد في غزة العزة والاباء وإظهارا لوحدة قوى شعبنا الفاعلة في هذه الأيام العصيبة لأمتنا، كما حدث ويحدث يوميا في كل أرجاء عالمنا العربي، في ظل القمع الرسمي للتحركات القليلة التي لا تليق بمدى تعلق التونسيين بكل مشاربهم الفكرية والسياسية بالقضية الفلسطينية المقدسة وتضامنهم اللامحدود مع أطفال ونساء ورجال ومقاومو غزة الجريحة. وعدى الرد الفوري الايجابي لقيادة حركة النهضة لم تصلنا إلا ردودا سلبية صادمة بحجة عدم القدرة على التجنيد للإضراب العام  وتعلات أخرى . ونحن اذ نستهجن هذا الموقف وندين الحسابات السياسوية و »الانتخابية«   الضيقة التي دفعت إليه فإننا نجدد اعتبارنا أن قيم الشهامة والكرامة والنصرة لشعبنا الشهيد في غزة تفرض اليوم على كل التونسيين نبذ الخلافات والحسابات والنزول للشوارع بالآلاف في كل مدن البلاد ليدعموا مقاومة الشعب الفلسطيني وينددوا بالمجازر الفظيعة التي ترتكب في حقه ويستنكروا خيانات الأنظمة العربية القامعة لشعوبها والمتآمرة مع أعدائها. ومن ثمّة فإن المؤتمر من أجل الجمهورية يدعو كل الوطنيين الأحرار من داخل الاطر السياسية وخارجها لتجاوز أي اعتبارات فئوية مبتذلة وتحمل المسؤولية في هذه اللحظات المصيرية وتحدي قمع السلطة الاستبدادية المتحالفة موضوعيا مع العدوان الغاشم على أمتنا والالتحام بشباب المعاهد والجامعات وعمال المصانع الذين يحاولون الخروج عفويا كل يوم بالآلاف في كل أرجاء البلاد من أجل فرض حق شعبنا في التظاهر والتضامن مع أشقائنا الفلسطينيين ومقاومتهم البطولية. المؤتمر من أجل الجمهورية

تونس..يوم للتضامن مع غزة في دار المحامي

 

السبيل أونلاين – خاص – تونس وقع اليوم الإربعاء 07 – 01 – 2009 ، تدشين يوم التضامن مع قطاع غزة بمقر دار المحامي بتونس ، وتمّ تنشيط الفعالية بأناشيد حماسية، وإزدان المكان بالأعلام الفلسطينية . ووقعت مداخلات لبعض المحامين حيّوا فيها صمود الشعب الفلسطيني بغزة وترحموا على أرواح الشهداء الذين سقطوا نتيجة العدوان الصهيوني ونددوا بالصمت العربي الرسمي ، وعلى هامش ذلك إنطلق معرض صور للجرائم البشعة التى يرتكبها الإحتلال في غزة ويستمر إلى يوم غد 08 – 01-2009، وقد كُلفت الهيئة الوطنية للمحامين برفع دعوى في بلجيكا ضد القادة الصهاينة ايهود بارك وتسيبي ليفني وايهود المرت من أجل جرائم ضد الإنسانية . وفُتح المجال للتبرعات لفائدة سكان غزة ، وفي بضع ساعات وقع تجميع 6 آلاف دينار تونسي ، وقد ساهم بعض تلاميذ المعاهد بتبرعات رمزية ، وانطلقت مسيرة حاشدة من قصر العدالة بإتجاه مقر الحكومة بالقصبة ولكن قوات التدخل منعتها من التقدم . من زهير مخلوف – تونس    (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 07 جانفي 2009)


 

           بسم الله الرحمان الرحيم                   لقد أخجلتنا يا غزة؟ لقد فضحتنا يا غزة ؟     

 

  لقد مل القلم الكتابة بل سيضرب عنها بعد أن كثر الكلام وقل الفعل والرجال؟  أترانا ممن قال فيهم الامام علي يا أشباه الرجال ولا رجال ؟ هل أصبحت وزيرة الخارجية للكيان الصهيوني أو كما يحلو لأحد رؤساء الدول العربية أن يلقبها ب ( الست )  أرجل من جميع رؤساء العرب ؟  هي تأمر وتنهى وتتجول عبر أوروبا وتبرر الحرب والقتل وهمجية جيشها ؟ونحن ماذا نسمع عن رؤسائنا ؟   هذا قلق بشأن الأطفال ؟   وذاك يحتج على العدوان على المنازل ؟ وكأن العدوان على غير المنازل مباح؟    وذاك يطالب بعقد قمة عربية  طارئة ؟   والأنكى من كل ذلك هناك من يطالب بوقف متبادل لاطلاق النار؟؟   يا للحماقة اسرائيل تقتل بأحدث الأسلحة طائرات أف16 وطائرات أباشي …. والمقاومة تستعمل أسلحة بدائية أغلبها صنع محلي ؟؟   وذاك يتحدث عن وقف متبادل لاطلاق النار ؟؟  اسرائيل نشأت بسرقة أرض من شعب بقرار منظمة دولية أنشئت لمن لا يعلم خصيصا لذلك ؟  والعرب يلجؤون لتلك المنظمة لرفع الظلم والقتل عن شعب فلسطين ؟  لعل لسان حال ال ست يقول يا لجهل هؤلاء العرب ؟ يا لحماقتهم ؟ بل يا لهم من أحمرة ؟  بل الأحمرة أفضل منهم فالأحمرة تتعلم من تجاربها وهؤلاء لا يتعلمون؟  لسان حال غزة يقول كما قال الشاعر العربي الجاهلي   لو كنت من مازن لما استبحت ابلي….. بنو اللقيطة من ذهل ابن ذبيان   حقا لو كنت من مازن ؟ حقا لوكنت من عرب أحرار لما حدث ما حدث ولما قصفتني آلة الحرب الاسرائيلية  وقتلت أبنائي؟  لو كنت من قوم قال يوما قائلهم .. قوم اذا هتف الصريخ رأيتهم …من بين ملجم مهره أو سافع . لما تجرأت اسرائيل وانتهكت وسفحت دمي؟   ولكنني من قوم قال شاعرهم(مظفر النواب )عن قادتهم   القدس عروس عروبتكم   فلم أدخلتم كل زناة الليل الى حجرتها   وبقيتم تسترقون السمع لافتضاض بكارتها  … فما أتعسكم أولاد  ال…………….   وقد صدق الشاعر ولولا الحياء لكتبت هذه الكلمة ؟ لا بل ليقيني أن أسرة الموقع ستحذفها فما عاد هناك حياء بعد أن شهدنا قتل اخوتنا في فلسطين ولم نحرك ساكنا؟   لقد أخجلنا صمودك ياغزة رغم كثرة القتلى والجرحى والمآسي؟   لقد  أخجلتني يا عزة وما عدت قادرا أن أعطي اللقمة  والحليب لابنتي الرضيعة  وأطفالك ورضعك جائعون؟؟   لقد أخجاتني يا غزة وما عدت قادرا أن أكسي ابنتي الرضيعة وأطفالك ورضعك عراة والدم ينزف منهم ؟؟  لقد أخجلتني يا غزة وما عدت قادرا أن أن أضحك لابنتي وأطفالك ورضعك يذبحون ويقتلون؟؟  لقد أخجلتني يا غزة وما عدت قادرا أن أرفع اللقمة لفمي وأهلك جائعون ؟  لقد أخجلتني يا غزة ؟   اللقمة لعنتني ؟  أقسمت أن لا أستسيغها   أمني في أهلي كرهني ؟ وهمّ بي  من داري أن يطردني ؟  العين أقسمت أن لا تدمع ,وبالنفاق وصفتني؟  الدعاء ,آه الدعاء, لولا أن رحمة الله أوسع من فعل العبد لما استطعت أن  أرفع يدي بالدعاء لك  لقد فضحت يا غزة كل الحكام العرب ؟   لقد فضحت خيانتهم ؟ فضحت تخاذلهم؟   لقد فضحت يا غزة حماقتهم ؟ اسرائيل تريد مكاسب على الأرض تفاوض بها في عالم السياسة؟  وحكامنا  يطلبون منك الاستسلام للتفاوض مع اسرائيل ؟   لقد فضحتهم عندما أغلقوا المعابر؟  لقد فضحتهم عندما منعوا عنك الدواء والأكل والماء؟  لقد فضحتهم عندما قالوا نحتج؟   لقد فضحتهم عندما قالوا نطالب بتطبيق الشرعية الدولية الصهيونية ؟؟  وما ندري ماذا كانوا سيقولون لو انتزعت منهم نساؤهم وأهديت لجيش اسرائيل تحت غطاء الشرعية الدولية؟؟  لقد فضحتهم يا غزة ؟ الأغراب (تشافيز) يطردون السفير الاسرائيلي  من بلادهم وحكام العرب يرفرف لواء اسرائيل على قصورهم؟؟  لقد فضحتهم يا غزة ؟ لقد أسقطت ورقة التوت عنهم؟   ولكن معذرة  يا غزة؟ هؤلاء لا خلاق لهم ؟ صفيقوا الوجه, لا يهمهم ان بقوا عراة ؟ المهم أن يبقوا في قومهم سراة؟؟    فاللهم يا مهلك الأحزاب, ويا مجري السحاب , ويا من أهلكت ثمود, وعاد عليك بأعداء أهلنا في فلسطين,نجهم من هذه الحرب وأخرجهم منها   منتصرين ,على أعدائهم ظاهرين , وادفع عنهم كيد الكائدين , وفعل المنافقين ,آآآآآآآآآآآمين  يا رب بجاه نبيك الكريم    وصل اللهم وبارك على نبيك الكريم .                                                              العمري

 

دفاعا عن حماس من منظور ليبرالي

 

 
خالد شوكات* -1- كنت قبل أيام في تونس صحبة الأستاذ محمد بن نصر، الوالي ) المحافظ     ( السابق  لولاية المنستير، وأحد البورقيبيين المعروفين، وقد سلمني مقالا يعود تاريخ نشره إلى سنة 1982، وتحديدا إلى أيام عقب الاجتياح الإسرائيلي للبنان، أرى من واجبي إعادة نشره، لأن التاريخ في منطقتنا، وخصوصا السلوك الإسرائيلي الدموي، يعيد نفسه على نحو دوري لا مثيل له في العالم. نص المقال الذي جاء تحت عنوان  » حوار بين بورقيبة ووزراء الخارجية العرب » كالتالي:  » أثناء اجتماع وزراء الخارجية العرب في تونس هتف الحبيب بورقيبة رئيس جمهورية تونس إلى وزير خارجيته يسأله عما توصل إليه وزراء الخارجية العرب..قال وزير الخارجية التونسي لرئيسه، نحن بصدد تشكيل لجنة متابعة، قال الرئيس بورقيبة متابعة ماذا؟ قال وزير الخارجية التونسي: متابعة ما يجري في لبنان، لم نستطع أن نتفق على أكثر من ذلك..وضع الحبيب بورقيبة سماعة الهاتف ونهض وخرج…وراءه حراسه وموكبه..فاجأ الحبيب بورقيبة الوزراء العرب في اجتماعهم وقال لهم: إنني كما تعلمون أوربي الميول وأنا لست شرقيا كما تعلمون أيضا، ولكن ما يجري هو ذبح للفلسطينيين واللبنانيين، هو إبادة لهذين الشعبين المجاهدين، لجنة متابعة!! ماذا تعنون بلجنة متابعة؟ أطلب إليكم هنا بصفتي رئيسا للجمهورية التونسية أن لا تنفضوا قبل أن تتخذوا قرارا واحدا فقط، قرروا سحب سفرائكم من واشنطن، لا تريد الثورة الفلسطينية و لا الشعب اللبناني الصامدان أكثر من ذلك. قال الوزراء العرب: حسنا يا سيادة المجاهد الأكبر، نتشاور ونعود للاجتماع بعد عشر دقائق. غادر الحبيب بورقيبة المكان مكفهرا، بعد ساعة اتصل بوزير خارجيته. قال له وزير الخارجية التونسي: آسف سيدي الرئيس لم نجتمع ثانية، غادر تسعة من الوزراء العرب على متن طائراتهم الخاصة إلى بلدانهم، نقف عند هذا الحد، ولا نجد تعليقا أبلغ من هذا الخبر ». انتهى المقال. -2- غالبية العرب لم يفهموا إلى اليوم وجهة نظر الرئيس بورقيبة، الليبرالي الكبير ذو الميول الغربية، حيال القضية الفلسطينية، إذ لم يكن خلافه مع الزعيم عبد الناصر حول أسس هذه القضية وجوهرها حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في الأرض والحرية والدولة، بل مع الوسيلة الكفيلة بانتزاع هذه الحقوق، والكيفية التي يمكن أن ينجز بها التحرير. كان بورقيبة يرى أن إسرائيل ليست مشروعا خاصا بمؤسسيها، وأنها بالدرجة الأولى مشروع غربي أمريكي، وأن الحرب الكلاسيكية معها لا يمكن أن تفضي إلا إلى هزيمة العرب، وأنه لا سبيل إلى ربح المعركة معها، إلا بتسليم الفلسطينيين المسؤولية الأولى على تحرير وطنهم، من خلال السماح لهم بتأسيس دولتهم في الضفة والقطاع، وقد كانا يومها تحت سيطرة عربية، ودعمهم بالمال والسلاح لخوض حرب غير كلاسيكية، حرب مقاومة ثورية، كتلك التي خاضتها شعوب المغرب العربي، وانتهت بنيل الشعوب المغاربية استقلالها. و رأيي أن ما تفعله حماس اليوم، وما فعله حزب الله في الجنوب اللبناني بالأمس، قد أثبت تماما صحة وجهة النظر البورقيبية، أي هزيمة إسرائيل في كل حرب ثورية تجر إليها، وذلك على الرغم مما قد يبدو خلافا بائنا في الخلفية الفكرية والسياسية للطرفين. -3- ثمة مشكلة كبيرة تعتم رؤية العديد من الليبراليين العرب، خلافا للرئيس بورقيبة، ومن بينهم على سبيل المثال الدكتور شاكر النابلسي، الذي نشر مقالا قبل أيام حول أحداث غزة، لم يشر فيها بكلمة إدانة واحدة للمجزرة التي يرتكبها بكل وحشية جيش الدولة التي تزعم أنها الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، أو بتنديد يتيم لدعم الحليف الأمريكي وسكوته الحقير على ما يحصل للأطفال والنساء والمدنيين العزل من ذبح ممنهج وبسبق إصرار وترصد، ومضى يصب جام غضبه على حركة المقاومة الإسلامية حماس، وكأن الأمر يتعلق بحزب إسلامي في بلد عربي أو إسلامي حر مستقبل يتطلع إلى افتكاك السلطة وإقامة نظام ثيوقراطي. إنه خلط معيب، مقام على منطلقات ملتبسة في النظر وتحليل، وتصحيحه أن حماس ليست حزبا دينيا إسلاميا على غرار حركة الإخوان المسلمين أو حزب التحرير أو غيرهما، رغم وجود تداخل في خلفيات هذه الحركات يعود الأصل فيه إلى الإسلام باعتباره في نظر المؤمنين به أكثر من دين، فحماس في حقيقة الأمر هي « حركة تحرر وطني »، وقد استندت حركات التحرر الوطني باستمرار إلى مرجعيات متعددة، دينية وعلمانية، ويسارية ويمينية، لكنها تظل في مجملها آليات شعبية هدفها الأساسي تعبئة مقاوميها وأعضائها لربح معركة التحرير. لقد شكلت حماس في رأيي نفسا جديدا في حركة التحرر الوطني الفلسطيني الذي ابتدأ إسلاميا مع عز الدين القسام والشيخ الحسيني، ثم مر بمرحلة قومية ويسارية قادها أولئك الدين آمنوا بمشروع عبد الناصر الثوري في المنطقة أو أنظمة عربية أخرى رفعت شعارات قريبة، ثم تحول إلى نوع من الليبرالية مع الزعيم الشهيد ياسر عرفات وحركة فتح التي توسطت حركات المقاومة الفلسطينية فكريا وسياسيا وحاولت توحيد غالبية القوى الوطنية حول شعار التحرير، ووصلت في محطتها الحالية لأسباب متعددة إلى مرجعية إسلامية جديدة، تظل قابلة للمراجعة ما دام هدف التحرير لم يتحقق بعد. و بعيدا عن الفهم المرتبك لوصول حماس إلى السلطة، وهو ما جرى في إطار عملية ديمقراطية نزيهة، فإن تحليل هذه الحالة باعتبارها حالة حكم إسلامي أو إمارة إسلامية، و وضعها في خانة واحدة مع حكم الإسلاميين في بلدان أخرى حرة ومستقلة، إنما هو تحليل خاطئ أو مضلل، لأنه ليس هناك أصلا حكم في ظل الاحتلال، فضلا عن أن حماس لم تتصرف في السلطة على نحو يوحي بأنها تحمل مشروعا ثيوقراطيا، فهي لم تصدر مراسيم بمنع الأحزاب العلمانية، و لا قامت بتطبيق الشريعة الإسلامية، و لا فرضت الحجاب بالقوة على الفلسطينيات أو أغلقت المراقص والكباريهات والكازينوهات..كل ذلك لم يحدث في غزة، و لا حدث في الضفة عندما كانت الوزارة كلها بأيديها، ولهذا فإن تصفية البعض حسابهم الفكري معها، باعتبارها جزء من منظومة الأحزاب الإسلامية العربية، ليس إلا افتئاتا على قضية التحرر الفلسطيني نفسها، ولا أظن ليبراليا عربيا مخلصا قادرا على التملص من مسؤوليته تجاه القضية الفلسطينية، على الأقل لإيمان الليبراليين بالحرية، وليس للحرية أي معنى، سواء في ظل الاحتلال أو في ظل الاستبداد، أم أن بعض الليبراليين قد أسقط من حسابه لكراهيته المفرطة للاستبداد، أن هناك شعوبا ما تزال رازحة تحت نير الاستعمار، ولم تنعم بعد بنعمة المستبدين. -4- ثمة كتاب ليبراليون عرب، على غرار الأستاذين عبد الرحمن الراشد وتركي الحمد، حاولا أيضا تحميل حماس مسؤولية ما يجري في غزة من جرائم صهيونية، باعتبارها في رأيهما منفذا لسياسة قوى إقليمية طموحة في المنطقة، وكما أراد الكارهون للحركات الإسلامية تصفية حساباتهم معها بالهجوم على حماس، فإن الكارهون لطموحات إيران رغبوا أيضا في الانتقام منها بالإمعان في تشويه حركة المقاومة الإسلامية. وعلى الرغم مما قد يظهر من علاقات متينة بين حماس والنظام الإيراني، فإن هذا لم يكن ليحول حماس إلى حركة إيرانية، لأنها ببساطة حركة فلسطينية أولا، أهدافها فلسطينية بالدرجة الأولى، ومن الطبيعي أن تسعى إلى اكتساب أصدقاء ومساندين لقضيتها في الداخل والخارج، ولا أشك أنها لو وجدت في الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوربي نصيرا لما فرطت فيه، لكن ماذا عساها تفعل وقد وهبت واشنطن قلبها على الدوام لتل أبيب، ولم ترض عنه بديلا. وإن أكثر ما أزعجني في مقالات الراشد والحمد، استهزاؤهما من « صواريخ حماس »، باعتبارها ألعاب أطفال وشماريخ لا جدوى منها كما قالوا، ولو ذهب تفكير كل المقاومين للاستعمار في التاريخ، و من بينهم الجزائريون والفيتناميون والجنوب أفريقيون مذهب الكاتبين الكبيرين لما جرت مقاومة مستعمر أو دحر احتلال. إن الذي يرهب المستعمر والمحتل الغاشم ليس السلاح بالدرجة الأولى، إنما إرادة المقاومة والرفض والإيمان المطلق بالحق في الحرية، لكن البعض يحلو له بدل الخجل من العجز وقلة الحلية والدعة إلى الرفاهية أن يزين الخذلان والاستسلام وعدم الممانعة. -5- ثم إن الذين يهاجمون حماس لكونها خرقت اتفاقية الهدنة، والحق أن كثيرا من العرب والغربيين يرون أن إسرائيل هي من فعل ذلك، لم يبينوا كيف كان بمقدور حماس أو السلطة الوطنية تجاوز حالة الحصار المفروضة منذ سنين على الشعب الفلسطيني في غزة، وهي حالة إبادة جماعية بطيئة، ولا حتى أشاروا إلى مآل الحالة الفلسطينية التي تأسست بعد أوسلو، على الرغم من كل التنازلات التي قدمت للدولة العبرية في جميع الاتجاهات، أم هل أن هناك تصورا لدى البعض، ممن آمن بالحوار سبيلا وحيدا، أن وحيا ملائكيا قد ينزل فجأة في السنوات على قادة إسرائيل، يدفعهم إلى تمكين الفلسطينيين من حقوقهم في حدودها الدنيا، وهي إقامة دولتهم المستقلة في أراضي 67 وعاصمتها القدس الشرقية. إن كل من خبر مقاومة المحتل عرف أن لا حوار يمكن أن يفضي إلى نتيجة أو سلام يمكن أن يتحقق دون قوة تسنده، ولأن السلطة الفلسطينية قد فرطت في قوتها فإن الإسرائيليين كانوا أول من أهانوها ونقضوا العهود معها وأفقدوها احترام شعبها لها وعملوا على تحويلها إلى مجرد شرطي يحرس أمنها في الكانتونات التي أرادت للفلسطينيين العيش فيها. وللأنظمة العربية الفاسدة والعاجزة نصيب في الهجوم على حماس، ليس لكونها حركة متطرفة كما يتحدث مسؤولوها، إنما لأن هذه الأنظمة في غالبيتها قد سكنت إلى حالة اللاحرب واللاسلم التي انتهت إليها القضية الفلسطينية، فهي حالة مثالية بالنسبة لها، لا تحرمها من حجة إيجاد مبررات لتأجيل مطالب الإصلاح والتغيير والديمقراطية، كما لا تكلفها مسؤولية تجاه معركة المقاومة والتحرير. لقد أثبتت إسرائيل لكل دعاة الحوار والسلام، وفي مقدمتهم الليبراليون العرب، مرة أخرى، أنها دولة غير مؤهلة للحوار أو السلام، وأنها دولة عنصرية وفاشية بامتياز، وأنها مصرة على البقاء كمحتل مستعمر غاشم متعال غريب فرض على المنطقة من خارجا بقوة السلاح، و ليس له من ضمانة في الاستمرار في الوجود إلا ممارسة مزيد من الوحشية والعنف الأعمى والسياسة الجبانة، لأن الشجعان أصلا لا يفتخرون بالانتصار على الأطفال والنساء والمدنيين العزل، و لا شك أن غزة قد علت جدار الفصل الذي أراد الإسرائيليون الاحتماء وراءه، كما وسعت هوة القلوب والعقول بين مستوطنة الأشكيناز وأهل العالم العربي والإسلامي مسلمين ومسيحيين ويهودا ولا دينيين. -6- وأخيرا فإنني كليبرالي عربي، أنظر بكثير من التقدير إلى قيم إنسانية عظيمة ساهم الغرب في تطويرها، أعبر عن خجلي من سلوك رئيس القوة الأعظم في العالم، نشر قبل أيام أنه وعائلته حزانى لوفاة هرة العائلة، مما دفعه إلى إعلان بيان لتأبينها، في وقت تقتل فيه همجية الحليف الصديق في عالمنا العربي الإسلامي مئات الأطفال والأبرياء..هل بمقدوري أن احترم شخصا أو نظاما أو دولة تجعل من روح قطة أغلى بكثير من دم أطفالنا وأهلنا المسفوح ظلما وعنجهية وقسوة..لقد علمني الزعيم بورقيبة تقدير الغرب، لكنه علمني أيضا أن أسعى إلى أن أكون ندا له، وأن أكون نفسي أولا، لأن إصلاح الذات لا يعني أبدا احتقارها أو الخجل منها.


الحرب الأخرى: معركة السياسة

 

 
رياض الشعيبي- كاتب تونسي وصلت معركة غزة إلى مرحلة مفصلية من مراحل صيرورتها، باعتبار التسارع الذي لوحظ من هذا الطرف أو ذاك لجني المكاسب السياسية القصوى بعد توقفها أو من خلال المراهنة على ظروف إيقافها. لكن يبدو أن المقاومة آخر هذه الأطراف حرصا على المسارعة بجني هذه الثمار وذلك نظرا للاعتبارات التالية: – ينطلق الاعتبار الأول من المراهنة على حقائق المعركة على الميدان. فلقد عجز الكيان الصهيوني عن تحقيق أهدافه العسكرية في شل المقاومة ومنعها من الاسترسال في إطلاق صواريخها أو إلحاق أضرار ملموسة ببنيتها وفاعليتها. بل انه وبعد حوالي نصف شهر من العدوان بما في ذلك أسبوع الاجتياح البري لا تجد إسرائيل ما تباهي به غير مئات الضحايا من المدنيين، نصفهم أطفال ونساء، واستهداف المدارس والمساجد واتهام موظفي « الأنروا » بإيواء عناصر المقاومة، هكذا بكل صلف، وأخيرا تمركز في المناطق المفتوحة والسهلة وقطع الطرق بين مناطق القطاع. وفي حين بنيت خطة المقاومة لبقعة الزيت على نهج تصاعدي طويل الأمد ومتكتما على مفاجئاته، فان خطة الرصاص المصبوب قد استنضبت كل فرصها وباتت بقية القصة مفضوحة. فالمراحل القادمة من الحرب تمتلك فيها المقاومة أكثر مما يمكن أي يكون لإسرائيل. – أما الاعتبار الثاني فيتمثل في الضغط السياسي والإعلامي والشعبي الهائل الذي برز منذ اليوم الأول للحرب وتزايد أمام الجرائم التي تناقلتها الشاشات. وهذا الضغط قوى الامتداد العربي والإسلامي للمقاومة، وأحيى تيار الممانعة الذي أصابه بعض الفتور في الآونة الأخيرة. وان صمود المقاومة يساهم في تصاعد هذه الضغوط كما أنها تعي جيدا كيف ومتى يمكنها استثمار هذا الدعم الاستراتيجي لموقفها المقاوم، ويبدو أن الوقت لم يحن بعد لهذا الاستثمار. كما أن هذا الدعم مرشح لا ليتواصل فقط وإنما ليتحول نوعيا خاصة أمام هشاشة الأوضاع الداخلية في بعض الدول العربية واستفاقة الضمير الأخلاقي الدولي. – إن خبرة المقاومة في التعاطي السياسي قد تطورت كثيرا فأصبحت تضع في اعتبارها المعطيات السياسية الإسرائيلية بالخصوص. إذ أن اختيار هذا الظرف بالذات لإعلان العملية العدوانية لا بد وانه اخذ بالاعتبار القدرة على الحسم السريع للمعركة. لذلك فان التقدم شيئا فشيئا إلى موعد الانتخابات الإسرائيلية تحت وطأة هذه العملية الحربية سيدفع جنرالات وسماسرة الانتخابات للاختلاف الحتمي وسيشق صفوفهم. خاصة إذا ما اقترن ذلك بتشكيك حقيقي في جدوى حربهم أمام تواصل إطلاق الصواريخ وازدياد مداها، مضاف إليها الخسائر الاقتصادية الموجعة والمتفاقمة والتي يبدو أن الإسرائيليين قد بدأوا منذ الآن في الإعراب عن قلقهم من هذه المسالة. نظرا لهذه الاعتبارات فان المقاومة تحقق بكل يوم جديد من أيام صمودها انتصارات جديدة ستتراكم لتنتهي في النهاية إلى تمكينها من جني ثمار خياراتها وإصرارها على هذه الخيارات. ومع ذلك لا يمكننا أن نتصور أن المقاومة مع استمرار العدوان، لكن في ظل الإصرار الإسرائيلي على تصفية القضية بإملاء شروطه، يصبح صمود المقاومة هو السبيل لتحقيق مطالبها المشروعة. وان كنا نعي جيدا صعوبة ما تواجهه لكن يكفيها من الانتصار أن لا تتحقق الأهداف الصهيونية. فإذا كان انتصار الضعيف في أن يحافظ على بقاءه فان انهزام القوي في أن لا يحقق أهدافه. أمّا بقية المواقف، فنجد من بينها موقف عربي ضعيف إلى درجة عدم الوضوح والجدية. فشل العرب في الاجتماع حوله فتحول هذا الموقف إلى رمز إدانة شعبية واسعة كرست القطيعة بين الأنظمة وطموحات جماهيرها وفاقم الخصومة بينها. لكن انفرد موقف مصري راهنت عليه إسرائيل منذ مدة في مواجهة حماس. وقد تأكدت خلفيته العدائية لمشروع المقاومة فجاء المشروع المصري عاكسا لهذه العدائية. ورغم حرص السلطات المصرية على ردّ سلبيتها في التفاعل مع المقاومة إلى المشروع الإيديولوجي الذي يغذيها أي طابعه الإسلامي، فان الخيارات السياسية وأخرى تتعلق ببعدها الوطني هي التي تبرر هذا التباعد. فالمقاومة وان كانت تتغذى بالفعل في اغلب تشكيلاتها من الزخم الإسلامي إلا أن شعاراتها لم تكن أبدا شعارات إيديولوجية مغلقة ولم تراهن في أي لحظة من مسيرتها على الفرز الإيديولوجي. وربما هذا ما جعل كل التيارات اليسارية والقومية والإسلامية تجد دائما ما تتحدث عنه دون حرج في مشروع المقاومة لأنها ترى انه يمثلها بالفعل. ولو طغى منطق الاستقطاب الإيديولوجي على مشروع المقاومة لكان أول المناهضين لها خصومها الإيديولوجيون كما حصل مثلا مع القاعدة. فلا فائدة إذن من محاولة تعبئة الوعي العربي والإسلامي وحتى الدولي ضد مشروع المقاومة تحت هذا العنوان لان هذا المشروع جامع بتنصيصه على انه حركة تحرر قبل كل شيء. أما البعد الوطني فقد بات يفتقده النظام المصري وبعض الأنظمة العربية الأخرى وكلما سحبت للحديث عنه أحرجها فشلها في مواجهة مواطنيها بل وأحرجها الموقف الأخلاقي الذي تتبناه تجاه قضية احتلال الأرض الفلسطينية. لقد بدأت قضية الاحتلال الصهيوني لفلسطين على أنها قضية تهم العالم الإسلامي لما تضمه هذه المنطقة خاصة من مقدسات دينية، فاستشعر كل المسلمين الواجب الشرعي في القيام لنصرة إخوتهم الفلسطينيين. ثم فقدت هذه القضية عمقها الإسلامي بعدما تجند العرب للتصدي للكيان الصهيوني وتغييرهم لعناوين الصراع. لكن مرة أخرى انفضت الأنظمة العربية واختبأ كل منهم وراء مصالحه القطرية فالذاتية أي استمراريته في الحكم ليبرر بها تخاذله. وانكمشت أبعاد الاحتلال الاستيطاني للأراضي العربية ذات الرمزية الدينية لتصبح مجرد قضية تحرير وطني. فانبرى الفلسطينيون لقضيتهم وكانت منظمة التحرير التجسيد الأبرز لهذا التحول. وبعد سنوات طويلة من النضال الفلسطيني لتحرير الأرض جاءت التسوية كمشروع بديل عن المقاومة التي اختزلت في بعض الحركات ذات التوجه الإسلامي في غالبها. وهكذا تراجعت القضية الفلسطينية إلا من بعض ردود الفعل المهترئة من هذا المسؤول أو ذاك حتى بتنا نرى شخصيات مثل عمدة لندن أو رئيس فنزويلا تتخذ مواقف اخطر في جرأتها وجدواها من المواقف العربية الرسمية. في هذا الإطار يمكن فهم المشروع المصري الذي يطالب حماس بالاستسلام، بما انه يرى أن هذه الحركة تمثل البيت الأخير لمشروع المقاومة والعائق الجدي أمام حسم القضية الفلسطينية وفرض التسوية. ولا نستغرب ونحن نستعرض هذا الموقف زيارة وفد إسرائيلي لمصر، ربما يكون بعض أعضائه قد أعطوا أوامر مباشرة بالقتل والتدمير، وهم جميعهم وفي كل الحالات يوافقون ويتبنون موقف دولتهم المجرمة. بل إننا نتذكر جيدا جولة وزيرة خارجية العدو الصهيوني عشية العدوان على غزة، وبالتحديد زيارتها لمصر وإطلاقها تهديداتها من هناك في تناغم كامل مع أبي الغيط. ثم ذهابها إلى باريس وابتزاز موقف فرنسي غير متوازن بطبيعته. لذلك يجب أن لا نتفاجأ أمام المشروع/ المؤامرة المصري/الفرنسي. إن أهم ما يميز هذا المشروع يتمثل في حصار مشروع المقاومة إن لم يكن تصفيته في المنطقة بإرسال قوات دولية أو حتى عربية إلى غزة. قد يتبادر للذهن أن هذه القوات تكمن خطورتها في أنها ستحمي إسرائيل. هذا غير صحيح من جهة لأن هذه القوات سترابط على الحدود المصرية الفلسطينية لا مع إسرائيل، ومن جهة ثانية لأن فإسرائيل لا تحتاج لمن يحميها فهي تقوم بذلك باستمرار. إنما الأخطر أن هذه القوات ستحمي الأنظمة العربية المتهالكة من زحف خيار المقاومة والممانعة ونجاحاته التي يمكن أن تصبح نموذجا للشعوب العربية. إن هدف هذه القوات أن تحاصر الامتدادات النضالية لحركات المقاومة وتمنع الشعوب العربية من النظر إليها باعتزاز. لقد اعتبرنا أن اختلاف الأنظمة العربية ومصر بالتحديد مع المقاومة اختلاف سياسي لا إيديولوجي لأنه خلاف بين رؤيتين،  رؤية أولى تحررية ورؤية ثانية قابلة بالتسوية والتطبيع. ولان تبني الرؤية الأولى يدين بعض الأطراف ويعرّيها أمام شعوبها فان وجود هذا المشروع المقاوم أصبح في أعين هؤلاء الخطر الأكبر الذي يجب تصفيته.  لذلك فإنّ أية مبادرة عربية أو إسلامية لا تنطلق من الأرضية التالية تفقد بعدها الوطني والأخلاقي والقانوني: – غزة أرض فلسطينية تاريخا وحضارة والتنصيص على ذلك بموجب قرار الأمم المتحدة 242. مما يعني أن الاعتداء عليها وقتل وتشريد أبنائها جريمة تستوجب العقاب. مع التأكيد على احترام كل القرارات الدولية ذات العلاقة كحد أدنى لمعالجة هذه المسألة. –  الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل الممكنة، وضرورة دعم صموده ومقاومته له. – رفض سياسة الحصار وغلق المعابر والتجويع وتوظيف المعونات الإنسانية لابتزاز المواقف السياسية. – الخلاف الفلسطيني/الفلسطيني شأن داخلي لا يحق لأي دولة مجاورة التدخل فيه. في الأخير، وإذا ما أردنا تقييم الموقف المصري عامة ومشروعه الذي يتقدم به لإيقاف العدوان فلا بد من تمحيصه على ضوء هذه الثوابت ومراعاته لها. أما وهذا الموقف يتعاضد مع الموقف الإسرائيلي وينجز الجزء السياسي من العدوان على غزة فلا اقل من إدانته وفضحه والتصدي له.                   


غزة والانهيار الأمريكي القادم ؟

   

محمد النوري/باريس.   ما علاقة ما يحدث اليوم في غزة من مجازر وحشية و بربرية فظيعة لا سابق لها في تاريخ المنطقة وربما العالم بأسره، مع مقولة الانهيار الأمريكي المتداولة بشكل واسع هذه الأيام في الكتابات والتحاليل الغربية، كنتيجة منطقية لفداحة الأزمة المالية وفضائح الرأسمالية والكساد الاقتصادي الذي انجر عنها؟   للوهلة الأولى يصعب جدا تصديق مثل هذا التحليل الذي هو في نظر العديدين ولا سيما في أوساط  بقايا المبهورين بعظمة أمريكا وقوتها، اقرب إلى التوظيف السياسي والإيديولوجي منه إلى التحليل العلمي والمنطقي المتين. لكن عندما يصدر مثل هذا الكلام الخطير عن كبار الخبراء والمتخصصين في رصد الأحداث والاستشراف المستقبلي ومن داخل كبرى مراكز التفكير الأمريكية(think tank) مثل جيرالد سيلنت المدير العام لمعهد البحوث والاتجاهات المستقبلية (Trends Research Institute) الذي يعد مرجعا من ابرز المراجع العالمية في مجال رصد الاتجاهات والتوقعات والمسارات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية  في العالم ومصدرا لا غنى عنه لكل المراكز والمؤسسات والجهات المعنية بالتطورات والتحولات الإقليمية والدولية وخاصة في زمن الأزمات والتقلبات الكبرى.عندما يصدر ذلك من هذه الجهة بالذات يحتاج حينئذ الأمر ولاشك إلى تأمل وانتباه وجدية.    ففي حوار مثير مع شبكة فوكس نيوز،ألقى جيرالد سيلنت ما يشبه القنبلة المعلوماتية فيما يتعلق بالأوضاع الراهنة والمستقبلية لأمريكا أولا ولما ينتظر العالم برمته في السنوات الأربع القادمة ثانيا. يعتقد السيد سيلنت وبكل وثوق أن الأزمة الراهنة ستقود أمريكا والعالم إلى الكارثة التي طالما نبه إليها هو وأمثاله من المراقبين والمهتمين بالتحولات الإستراتيجية العالمية وستفجر ثورة داخلية اجتماعية وسياسية في العملاق الأمريكي المهيمن على العالم لحد الآن! وستقود إلى أحداث عنف وجرائم في مناطق عديدة من العالم، وذلك بعد الانهيار الكامل للاقتصاد الأمريكي وتهاوي قيمة الدولار بنسبة 90% بالكامل وتفاقم الانكماش وتفشي المجاعة بشكل واضح خلال السنوات الأربعة القادمة! وبعدها تصبح أمريكا ضمن الدول الضعيفة والمتخلفة والأكثر جريمة وعنفا.  ويذهب بعيدا الى حد تحديد موعد لانطلاق مشاهد هذا السيناريو المرعب أمريكيا وهو افريل 2009 عندما تبدأ عملية إخلاء المساكن لآلاف المواطنين العاجزين عن تسديد القروض المتخلدة بذمتهم من جراء أزمة الرهن العقاري الأخيرة التي لم تكشف بعد عن كل مخلفاتها وتداعياتها. فإذا كانت 2008 سنة الذعر  أمريكيا وعالميا،فان عام 2009 سيشهد انطلاق الأزمة الكبرى واندلاع أحداث وجرائم محلية ودولية لا نظير لها من وجهة نظر السيد جيرالد سيلنت.   فهل تكون المجزرة البشعة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني هذه الأيام تحت غطاء عربي ودولي مكشوف وبدعم أمريكي غير مسبوق، هي إشارة الانطلاق  لهذا السيناريو القاتم الذي بشر به السيد سينيلت ؟وهل يكون الرعب الذي ينتظر أمريكا في السنوات القادمة  وفق ما يتوقع السيد سينيلت هو الثمن المؤجل لهذه الجرائم الوحشية التي يمارسونها في غزة على مرأى ومسمع العالم لحظة بلحظة؟   لقد سبق للسيد سيلنت أن توقع مبكرا سقوط القوة السوفيتية في أواخر القرن الماضي وتنبأ بالإعصار المالي الكبير الذي هز البورصات العالمية عام 1990 ونبه أخيرا إلى أزمة 2008 قبل انطلاقتها بعام! واعتبرها أخطر بكثير من أزمة الكساد العظيم التي حصلت في ثلاثينات القرن المنصرم وأدت إلى تغيير جذري في خارطة العالم حيث قلبت الأوضاع في أكثر من 30 دولة منها ما تم عبر الانقلابات العسكرية التي أطاحت بأكثر من 20 حكومة غالبيتها بأمريكا اللاتينية ومنها ما تم عبر صناديق الاقتراع التي أتت إلى سدة الحكم بأكثر النظم تهديدا للسلم والاستقرار(الفاشية والنازية).ولم تفلح آنذاك خطط الإنقاذ المتتالية(خطط مارشال) في التغلب على الأزمة وتداعياتها المتشعبة إلا بعد 15 عاما كاملة!   ويعتقد السيد سينيلت اليوم أن خطط الإنقاذ لمواجهة الأزمة الراهنة لن تجدي نفعا ولن تحول دون حدوث الكارثة العالمية على حد تعبيره بدءا بقاطرة النظام الرأسمالي أمريكا التي سوف تتحول إلى أمة متخلفة بحلول عام 2012.   وقد تم تداول هذا التحليل في جل الصحف ووسائل الإعلام الأمريكية وخلف موجة عارمة من التساؤل والذهول في أوساط الأمريكيين والمتابعين للتطورات المخيفة التي تدور في بقاع شتى من العالم.   وتعليقا على هذا السيناريو المرعب بالنسبة للأمريكيين كتب د. روبرت كرين وهو احد المستشارين السابقين للرئيس الأمريكي نيكسون* مقالا بعنوان السماء تنهار(The Sky Is Falling):مخاطر التوقعات بعيدة المدى ، مشيرا فيه بالخصوص إلى ضرورة العمل على تدارك هذا المصير المظلم من خلال الخروج من بوتقة التفكير الرأسمالي الكلاسيكي والاهتمام بالمبادئ التي يبشر بها الإسلام على كل الصعد بما فيها الصعيد الاقتصادي.ويعتبر السيد كرين أن مقولة الإسلام هو الحل أو أن الحل قد يوجد في مبادئ الاقتصاد الإسلامي ومقاصد التصرفات المالية في الشريعة الإسلامية كما بينها الإمام الكبير ابن عاشور على حد تعبيره في كتابه الشهير الذي ترجم الى الانجليزية، ليست بعيدة تماما عن الصواب.   لا شك أن مثل هذه المقولات والتوقعات لا تروق كثيرا لمنظري نهاية التاريخ والإنسان الأخير وأنصار الفكر الليبرالي عموما وأتباعهم في المنطقة العربية الذين لو دخل أسيادهم جحر ضب لدخلوه معهم.   ما يحدث في غزة اليوم وما حدث ويحدث في العراق وأفغانستان وغيرها ليس بعيدا عما يحدث في أمريكا والغرب عموما من أزمة اقتصادية خانقة لم يدرك مخاطرها الحقيقية إلا القليلون أمثال السيد سيلينت وأقرانه.وربما يستيقظ العالم يوما ما على هذه الحقيقة المؤلمة التي ستدفع البشرية قاطبة ثمنها باهظا لأنها لم تفعل الكثير لإيقاف الكارثة!   * مستشار الرئيس الأمريكي نيكسون, في عام 1959م حصل على دكتوراه في القانون العام ثم دكتورا في القانون الدولي والمقارن ، رئيس جمعية هارفارد للقانون الدولي ، ومستشار الرئيس الأمريكي نيكسون للشؤون الخارجية ، ونائب مدير مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض سابقاً, ويعتبر أحد كبار الخبراء السياسيين في أمريكا, ومؤسس مركز الحضارة والتجديد في أمريكا  اعتنق الإسلام عام 1980م وأطلق على نفسه أسم فاروق عبد الحق. *  Dr. Robert D. Crane           The Sky Is Falling:Perils and Pitfalls of Long-Range Predictions, An Islamic Perspective  
 
   
المرجع بالانجليزية:
The Sky Is Falling:
Perils and Pitfalls of Long-Range Predictions, An Islamic Perspective   by Dr. Robert D. Crane       One of the most astute Saudi investors has expressed concern about the forecast by Gerald Celente shortly before Christmas, 2008, in an interview with Fox News that a social revolution will be sparked during the next four years by the collapse of the American economy followed by an ensuing inflation in a continuing downward spiral unlike anything in American history.       Celente, who is CEO of Trends Research Institute, has the best track record in the professional forecasting industry, so when he speaks people listen.  He was almost alone in predicting well in advance the 1987 stock market crash, the 1990 collapse of the Soviet Union, and the 1997 Asian Currency Crisis.  More than a year ago, in November, 2007, he told the UPI that the following year would be known as « The Panic of 2008, » adding that « giants would tumble to their deaths, » as indeed happened with Lehman Brothers, Bear Stearns, and other untouchables.  He forecast the sub-prime mortgage collapse and a massive 90% devaluation of the dollar from a failed rescue effort.        His credentials are respected by everyone.  CNN Headline News says, « When CNN wants to know about the Top Trends, we ask Gerald Celente. »  CNBC comments, « There’s not a better trend forecaster than Gerald Celente.  The man knows what he’s talking about. »  The Wall Street Journal advises, « Those who take their predictions seriously consider Gerald Celente and the Trends Research Institute. »  The New York Times explains that, « Mr. Celente tracks the world’s social, economic, and business trends for corporate clients. »  The Atlanta Journal-Constitution adds, « Gerald Celente is always ahead of the curve on trends and uncannily on the mark. »  The Los Angeles Times asserts that, « The Trends Research Institute is the Standard and Poors of popular culture. »  The New York Post opines that, « If Nostradamus were alive today, he’d have a hard time keeping up with Gerald Celente. »       What has especially caught the attention of both economic and political leaders around the globe is Celente’s forecast of a social and political revolution sparked by the economic devolution.  He predicts food riots, accompanied by a tax rebellion.  We may see this as early as April 15th, 2009.  He says that by 2012 America will be an undeveloped nation, marked by squatter rebellions by those who refuse to give up their homes or else take over the homes of others.  « There is going to be a lot of homeless, the likes of what we have never seen before.  Tent cities are already sprouting up around the country and we’re going to see many more. »  Christmas as a retail bonanza will be a distant memory, reflecting a situation that he says will be « worse than the Great Depression, » because the so-called safety net will collapse.       As a forecaster of sociological change, Celente warns that « there’s going to be a lot of crime » at all levels « worse than in the last 1929 depression » and that the growing wealth gap between the rich and the middle class will threaten social order because the middle class everywhere in the world will become a revolutionary class using knowledge, resources, and skills « to shape transnational processes in their own class interest. »  He warns, « There will be a revolution in this country, and we’re going to see a third party in response to the bloodless coup by Wall Street » supported by « a huge underclass of very desperate people with their minds chemically blown beyond anybody’s comprehension. »       This all sounds like the sky is falling, but the prediction both in its parts and in its whole is fallible and has been forecast before.  Celente’s horror scenario was actually expected and welcomed 23 years ago by Norman Bailey, then assistant director for international economics in President Reagan’s National Security Council, who was the principal supporter of the Presidential Task Force on Economic Justice, for which I served as Chairman of the Financial Markets Committee until the necessary remedies were dropped as too controversial and therefore premature.        Norm Bailey said that only a real financial catastrophe could make possible the shift from debt to equity in finance and from concentrated to broadened capital ownership as the only means to narrow the wealth gap and as the only means to avoid a revolution that would take from the existing haves and eventually destroy global civilization.         As a lifetime professional long-range global forecaster, it has amazed me that anyone could be surprised by the « crisis of 2008, » other than by the fact that it took so long.  Two and a half years ago, Norm Kurland and I founded The American Revolutionary Party (www.americanrevolutionaryparty.us) precisely to reveal the most fundamental flaws of Keynesian economic theory and of NeoCon political theory and to advocate equally fundamental remedies based on the theoretical foundation of binary economics developed by Louis Kelso and Mortimer Adler half a century ago.  These have been further developed by the Center for Economic and Social Justice (www.cesj.org) during the past quarter century, and in practice by its investment banking arm, Equity Expansion International, of which I was one of the five founding principals.       The problem of Celente and of almost all of the 100 forecasting and 100 planning techniques that I summarized as chairman of a big study on the subject in 1980 for Charles Williams Associates in a contract for the National Security Council is that they rely so heavily on existing trends and on trends that are already so observable that they cannot be ignored.  They ignore the exogenous variables that are still under the radar and may be entirely outside the paradigmatic parameters of establishment thinking.       Celente is right on the mark when he predicts the rise of a major third party, but he does not envision any solutions that can make a difference and invalidate his conclusions.   More specifically he ignores the universal principles of what may be called Islamic economics, not the glitsy stuff of the so-called Islamic banks but the maqasid al shari’ah or universal and essential purposes of justice as taught principally in the haqq al mal of classical Islamic thought, first revived in the modern era by Grand Mufti Ibn Ashur’s book, Maqasid al Shari’ah, published in 1946 and translated by the International Institute of Islamic Thought in 2007.  These provide a new paradigm ready to replace the bankrupt paradigm of concentrated power that dominates in both socialism and capitalism.        At a most fundamental level the catch phrase, « Islam is the Answer, » is true, because it teaches that the spiritual and the material can and should be mutually reinforcing.  Without specific content, however, it is meaningless and serves only to marginalize the key role of the human person in the maqsud of haqq al nafs (the duty to respect the human person or soul) as the basis for judging human responsibilities and rights, and the key role of the means of production (capital) in producing wealth, elaborated in the maqsud of haqq al mal, and therefore the need for new institutions to actualize the universal, individual right to capital ownership as the key to both economic and political justice.        Celente’s forecast of the next four years is trend bound, which guarantees that it is wrong, since trends never continue independently of unanticipated events and forces.  This is especially true in an era of paradigmatic unraveling, when the negentropic or dynamic power of a new paradigm, according to the laws of chaos theory, suddenly replaces the old dying or entropic one.        Perhaps we are not yet at the point of paradigmatic revolution, because President Obama’s advisers seem inclined to focus on saving the old paradigm of concentrating power in order to achieve stability.  Perhaps the paradigmatic shift will come too late to avoid global civilizational collapse, but there is hope in the fact that human beings often deviate unintentionally from the unexpected, both individually and in groups, as shown by the major study that I directed at Charles Williams Associates for the National Security Council in 1981-82 to determine why all ten of the major, long-range, global forecasts had proved to be grossly wrong.         Predicting the future is playing God, which is why the mathematical modeling that drives Wall Street is so polytheistic.  Forecasting the future, on the other hand, can serve merely to warn and/or to inspire by posing and perhaps ranking alternative futures through the use of more holistic techniques, such as scenario building.  Since reality exists in quality more than in quantity, quality usually drives quantity over the long run.  Celente’s warnings may turn out to be accurate over the short run of a single U.S. presidential term of office, because quantitative projections right now are all downward by almost every indicator.  Nevertheless, over a longer period of time, and even within as few as four years, the revolution that he forecasts may be qualitatively self-correcting before it becomes destructive of civilization.        Such counter-intuitive optimism, otherwise known by skeptics as naivete, is in accordance with the Qur’anic principle known as « facilitation, » whereby God facilitates both the downward spiral known as istidraj, from which at some point there can be no return, and the upward spiral known as ma’ al usri yusra, « with every difficulty there is relief » Surah al Inshirah 94:5.  This is designed to teach us that we have the free will to determine our own future both as persons, as nations, and as entire civilizations.  There is no excuse for pessimism, because Allah is beyond time and space and therefore knows the future, which includes our free will to determine it.        Pessimism is the ultimate kufr, because it results from reliance on ourselves as the only power in the world.  Optimism is the product of taqwa, which results from divinely given awareness and love of God and leads to our reliance on a transcendent power beyond ourselves, which is the very definition of Islam.   end      Hard Times are predicted —-     The man who predicted the 1987 stock market crash and the fall of the Soviet Union is now forecasting a revolution in America, food riots and tax rebellions – all within four years, while cautioning that putting food on the table will be a more pressing concern than buying Christmas gifts by 2012. Gerald Celente, the CEO of Trends Research Institute, is renowned for his accuracy in predicting future world and economic events, which will send a chill down your spine considering what he told Fox News this week. Celente says that by 2012 America will become an undeveloped nation, that there will be a revolution marked by food riots, squatter rebellions, tax revolts and job marches, and that holidays will be more about obtaining food, not gifts. « We’re going to see the end of the retail Christmas….we’re going to see a fundamental shift take place….putting food on the table is going to be more important than putting gifts under the Christmas tree, » said Celente, adding that the situation would be « worse than the great depression ». « America’s going to go through a transition the likes of which no one is prepared for, » said Celente, noting that people’s refusal to acknowledge that America was even in a recession highlights how big a problem denial is in being ready for the true scale of the crisis. Celente, who successfully predicted the 1997 Asian Currency Crisis, the subprime mortgage collapse and the massive devaluation of the U.S. dollar, told UPI in November last year that the following year would be known as « The Panic of 2008, » adding that »giants (would) tumble to their deaths, » which is exactly what we have witnessed with the collapse of Lehman Brothers, Bear Stearns and others. He also said that the dollar would eventually be devalued by as much as 90 percent. The consequence of what we have seen unfold this year would lead to a lowering in living standards, Celente predicted a year ago, which is also being borne out by plummeting retail sales figures. The prospect of revolution was a concept echoed by a British Ministry of Defence report last year, which predicted that within 30 years, the growing gap between the super rich and the middle class, along with an urban underclass threatening social order would mean, « The world’s middle classes might unite, using access to knowledge, resources and skills to shape transnational processes in their own class interest, » and that, « The middle classes could become a revolutionary class. » In a separate recent interview, Celente went further on the subject of revolution in America. « There will be a revolution in this country, » he said. « It’s not going to come yet, but it’s going to come down the line and we’re going to see a third party and this was the catalyst for it: the takeover of Washington, D. C., in broad daylight by Wall Street in this bloodless coup. And it will happen as conditions continue to worsen. » « The first thing to do is organize with tax revolts. That’s going to be the big one because people can’t afford to pay more school tax, property tax, any kind of tax. You’re going to start seeing those kinds of protests start to develop. » « It’s going to be very bleak. Very sad. And there is going to be a lot of homeless, the likes of which we have never seen before. Tent cities are already sprouting up around the country and we’re going to see many more. » « We’re going to start seeing huge areas of vacant real estate and squatters living in them as well. It’s going to be a picture the likes of which Americans are not going to be used to. It’s going to come as a shock and with it, there’s going to be a lot of crime. And the crime is going to be a lot worse than it was before because in the last 1929 Depression, people’s minds weren’t wrecked on all these modern drugs – over-the-counter drugs, or crystal meth or whatever it might be. So, you have a huge underclass of very desperate people with their minds chemically blown beyond anybody’s comprehension. » The George Washington blog has compiled a list of quotes attesting to Celente’s accuracy as a trend forecaster. « When CNN wants to know about the Top Trends, we ask Gerald Celente. » – CNN Headline News « Gerald Celente has a knack for getting the zeitgeist right. » – USA Today « There’s not a better trend forecaster than Gerald Celente. The man knows what he’s talking about. »  – CNBC « Those who take their predictions seriously … consider Gerald Celente and the Trends Research Institute. »  – The Wall Street Journal « Gerald Celente is always ahead of the curve on trends and uncannily on the mark … he’s one of the most accurate forecasters around. »  – The Atlanta Journal-Constitution « Mr. Celente tracks the world’s social, economic and business trends  for corporate clients. »   – The New York Times « Mr. Celente is a very intelligent guy. We are able to learn about trends from an authority. »  – 48 Hours, CBS News « Gerald Celente has a solid track record. He has predicted everything from the 1987 stock market crash and the demise of the Soviet Union to green marketing and corporate downsizing. » – The Detroit News « Gerald Celente forecast the 1987 stock market crash, ‘green marketing,’ and the boom in gourmet coffees. » – Chicago Tribune « The Trends Research Institute is the Standard and Poors of   Popular Culture. »   – The Los Angeles Times « If Nostradamus were alive today, he’d have a hard time keeping up with Gerald Celente. »  – New York Post So there you have it – hardly a nut job conspiracy theorist blowhard now is he? The price of not heeding his warnings will be far greater than the cost of preparing for the future now. Storable food and gold are two good places to make a start.  

 


الحرية أولا وأخيرا  هـــنــــــــــــا غزة….

 

خالد الكريشي    عدوان همجي ،حرب إبادة ،جريمة حرب ،إرهاب دولة ،جريمة ضد الإنسانية …كلها عناوين لحلقة أخرى من حلقات الإرهاب الصهيوني ضد أبناء شعبنا العربي منذ أن قرر الإستعمار و الحركة الصهيونية العالمية في منتصف القرن التاسع عشر إنشاء وطن قومي لليهود وزرع كيان عنصري دموي  في قلب الأمة العربية حتى يكون حاجزا أمام توحد العرب وتقدمهم ،وصدق الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر حين قال : » حاول الإستعمار إضعافنا وإضعاف قوميتنا فخلق الكيان الصهيوني  » ..وهذه المرة في قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من سنة من طرف دولة العدو الصهيوني والنظام الإقليمي المصري ضربا لخط المقاومة والممانعة داخل الأمة العربية وفي محاولة يائسة لتكريس نهج المهادنة مع العدو والتطبيع معه وضرب الإنسان العربي من الداخل وجعله مجرد متقبل للمصائب والجرائم التي تحل به والأحداث التي تقع عليه لا فاعلا رئيسي فيها. في رقعة ترابية صغيرة محاصرة من العدو الصهيوني شمالا وشرقا والنظام الرسمي العربي (مصر) جنوبا والبحرالأبيض المتوسط غربا ،ولا تتعدى مساحتها 360 كلم مربع (طوله 41 كم،وعرضه بين 6 و12 كم) دخل العدو مرحلة الهجوم البري وهي المرحلة الثانية من حرب الإبادة التي يشنها ضد مليون وخمسمائة ألف نسمة هم العدد الجملي لسكان القطاع في نسبة كثافة سكانية هي الأعلى في العالم وسط لامبالاة المجتمع الدولي وعجز النظام الرسمي العربي حتى على عقد قمة عربية وذلك أضعف الإيمان وبهتة وإحتقان الشارع العربي الواقع تحت نير الإستبداد الإقليمي عن فعل أي شئ لنصرة إخوانه في غزة سوى رفع الشعارات أثناء مسيرات شكلية وتظاهرات مبرمجة على مقاس هذه الأنظمة مثلما تم بتونس يوم غرة جانفي 2009 المنقضي تنفيسا وإمتصاصا للغضب وفي أقصى الحالات جمع التبرعات المالية والأدوية وكأن القضية قضية إنسانية مع ضحايا الفيضانات والحرائق والأعاصير ،أو كأن هؤلاء الشهداء الذين يرتفع عددهم كل ساعة لم يسقطوا في ساحات الوغى بل سقطوا في حفلات « فرحة شباب تونس  » أو في حوادث مرور أو حفلات ستار أكاديمي ،فليعلم الجميع أن غزة هي عنوان الصمود والكبرياء العربيين وأنها الآن تدفع ضريبة الدفاع عن الأرض والعرض وغزة عنوان صراعنا مع العدو الصهيوني الذّي هو صراع وجود وليس صراع على الحدود الوهمية التي فرضها الإستعمار بمعاهدة سايكس – بيكو سيئة الذكر وتأبيد واقع التجزئة المنجر عنها بتأسيس ما يسمّى بجامعة الدول العربية  التي تثبت يوما بعد يوم أنها كيان أجوف ميت وجهاز بيروقراطي من أجهزة النظام الرسمي العربي  الكثيرة والمروعة وهي في عداد الأموات ..وإكرام الميت دفنه ولا تنتظر من الشعب العربي إلا أن ينظم لها جنازة مهيبة تليق بما قدمته لفائدة الأمة العربية !!…قد يكون هذا معلوما ومفهوما للجميع لكن الأنكى أن البعض مازال عاقدا الأمل بهذه الأنظمة وجامعتها لعلها تفعل شيئا ولو مجرد التنديد والشجب والإدانة ورفع صوتها عاليا :كفــــى! أمام هذا العدوان الصهيوني على أبناء شعبنا العربي في غزة بمشاركة أسّ البلاء ورأس الأفعى ربيبة الشر في العالم الولايات المتحدة الأمريكية وبتواطؤ مفضوح لبعض الأنظمة العربية الإقليمية الرجعية العميلة لا يسعنا إلا تسجيل أن الإنسان العربي المقاوم في غزة الأبية هو وحده على حق لأن قطرة واحدة من دم شهيد أطهر وأشرف من هؤلاء الحكام العرب شركاء العدو الصهيوني وأمريكا في عدوانها وهو ما يعزز فعلا مقولة أن دولة العدو الصهيوني والأنظمة الإقليمية العربية هما وجهان لعملة واحدة يرعاهما الإستعمار ويوفر لهما الدعم الكامل بقدر محافظة هذه الأنظمة على واقع تجزئة الأمة العربية  وعدم إحداث أي تغيير بالخريطة الجيوسياسية للمنطقة مع الإعتراف بالكيان الصهيوني وضمان أمنه كضمان تدفق النفط لشرايين إقتصاده …ألم يحن الوقت لهذه الأنظمة الإقليمية العربية كي تحمل عصاها التي تقمع بها الشعب العربي وترحل ؟ (جريدة مواطنون العدد 87 بتاريخ 07 جانفي 2009)


طريق التغيير.. الجماهير بحاجة إلى قيادات أخرى

 

نبيل شبيب  
 
أين القيادات الشعبية؟ الحرب ضد غزة نموذجا القاسم المشترك الأعظم أين الخلل؟ إزالة الخلل لم تعد أوضاع البلدان العربية والإسلامية عموما طبيعية ولم تعد قابلة للبقاء طويلا، وليس أول شاهد على ذلك ما ظهر مع الحرب على غزة من تناقض هائل بين التعامل الرسمي والتعامل الشعبي مع الأحداث. والعنصر الأخطر في هذا التناقض، أن المسؤولين عنه وعن وصوله إلى درجة الاحتقان، إما إنهم لا يريدون رؤية الخطر أصلا، أو إنهم مطمئنون اطمئنانا مخادعا على إمكانية تجاوزه بوسائل قمع تقليدية، كما تجاوزوا أخطارا مشابهة ظهرت للعيان مواكِبةً لانتفاضة الأقصى وحرب احتلال العراق مثلا. إن التغيير الذي طُرح له لحين من الزمن عنوان الإصلاح، لا بد حاصل بصورة من الصور، فإن حصل إصلاحا قويما مدروسا هادفا منظما، حقق نقلة إيجابية على صعيد الشعوب والحكومات، وإن حصل بصورة عشوائية مفاجئة غير محسوب حسابها، أو مع حسابات قاصرة على محاولة بائسة للقمع، فلا يمكن التنبؤ مسبقا بالعواقب الفورية، وقد تكون الحصيلة في النهاية إيجابية، ولكن الثمن سيكون كبيرا، ولن يدفعه طرف دون آخر، بدءا بالحكومات ومرورا بالنخب وانتهاء بالشعوب. أين القيادات الشعبية؟ التغيير لا بد حاصل، ولم يعد الإصلاح مطلبا فحسب، بل هو فريضة وضرورة، وكلما ازدادت الشواهد على أن الحكومات عازمة على الامتناع عن الإصلاح بنفسها وعلى الامتناع عن الاستجابة لدعاته، تحول عبء المسؤولية إلى عاتق القادرين من خارج الأجهزة الرسمية على ضبط توجيه التغيير الإصلاحي كي لا يكون عشوائيا مدمرا. ولكن من هم القادرون على ذلك؟.. أين نجدهم؟.. وكيف يحملون المسؤولية ويؤدونها على الوجه الأمثل؟ للجواب على هذه التساؤلات الملحة أكثر من وجه، أهمها: 1- جواب تقليدي: هم أولئك الذين يحملون وصف النخب (غير المرتبطة بالطبقات الحاكمة)، المنتشرون أفرادا وفي تنظيمات مختلفة، في قطاعات فكرية وأدبية ومهنية ونقابية وغيرها.. فعليهم المسؤولية الكبرى في ممارسة القيادة والتوجيه والضبط المطلوب في أي عملية إصلاح تغييري. وهذا الجواب لا يعدو كونه كلاما نظريا لا يؤثر على الواقع ما دامت لا تظهر نتائج مرئية لما تصنع القيادات « النخبوبة ». 2- جواب موضوعي: لا بد للقيادات النخبوية في التنظيمات المختلفة في الساحة العربية، من ترك مواقعها لقيادات شابة جديدة تثبت قدراتها عبر الممارسة العملية، وعبر التفاعل التوجيهي مع الجماهير الغاضبة الراغبة في التغيير. وهذا الجواب أقرب إلى الكلام النظري أيضا (للأسف)، فالنقلة لا تكون سليمة دون إرادة تصنعها، والنخب المنظمة المعاصرة جزء من مجتمع « الشعوب والحكومات » الحالي، وفيها مثل ما فيه من نواقص خطيرة، كمنقصة التمسك بالمنصب القيادي حتى الموت. 3- جواب عملي: القيادات الحقيقية تنشأ من خلال العمل الفعلي وإثبات الكفاءة عبر الممارسة، فلا يتوقع من « الجيل الحالي » من النخب أكثر مما قدم بغض النظر عن تقويمه، بل ستظهر قيادات أخرى تلقائيا عبر التحرك الشعبي الجماهيري، ويتنامى تأييدها بقدر ما تثبت فعاليتها على أرض الواقع، فتفرض وجودها مقابل اضمحلال وجود من أخفق قبلها. وهذا الجواب أقرب إلى ما تشهد له الخبرة التاريخية، ولكن لا نزال أقرب إلى الحديث النظري، ولم يعد مجرى الأحداث يسمح به طويلا. وليس في الحديث النظري منقصة إذا أحسن توظيفه، فالحديث عن التغيير لا يصنع التغيير، ولكنه من مقدماته، والدعوة إلى الإصلاح لا تصنع الإصلاح، ولكنها مما لا يتم الواجب إلا به فهي واجب، وكل حديث متوازن استشرافا للمستقبل أصبح كالإصلاح والتغيير فريضة وضرورة، ومن طبيعته ألا يحيط بكل جانب، فانعكاسه على أرض الواقع رهن بما يحدث وليس بما يؤمل فقط. ونجد ما يكفي من الأمثلة على كيفية ظهور القيادات -موضوع التساؤلات السابقة- بغض النظر عن تقويم نوعية تلك القيادات واتجاهاتها وما أوصلت أو لم توصل إليه، إنما القاسم المشترك بينها هو وجود مواصفات أساسية للقيادة عندها، ومن ذلك على صعيد قضية فلسطين وتاريخها القريب تخصيصا: ياسر عرفات.. لم يظهر عبر تنظيمات وانتخابات بل ظهر التنظيم مع ظهوره (ومن كان معه من قيادات) ثم سرعان ما وصل إلى مكان من سبق وضعه تعيينا في موقع القيادة السياسية الفلسطينية. أحمد ياسين.. ظهر في أصعب الظروف البيئية المحيطة به وصنع خلال فترة وجيزة ما لا يُصنع عادة في الظروف الاعتيادية تنظيما وتوجيها وإنجازات على الأرض. إسماعيل هنية.. ظهرت كفاءاته القيادية وهو طالب في جامعة الخيام (الجامعة الإسلامية في غزة) ووصلت مسيرته إلى ما نعايش بعضه اليوم في أصعب الظروف. ويمكن تعداد المزيد من الأمثلة. والشاهد فيها أن القيادات التي يفتقر الإصلاح التغييري الشعبي إليها، على امتداد المنطقة العربية والإسلامية، لا تصنع صنعا، بل تصنعها إنجازاتها الذاتية فتظهر، وتتوالى الإنجازات فتنمو، وإن لم تصل إلى الهدف أثناء حياتها، فهي التي تشق الطريق نحو الهدف. الحرب ضد غزة نموذجا التفاعل الشعبي مع الحرب الإجرامية في غزة واسع النطاق، يمتد عبر الآفاق الجغرافية في كل مكان، كما يمتد من الناحية النوعية التعددية أيضا. ونرصد على صعيده على سبيل المثال دون الحصر: 1- غالب الفعاليات الجماهيرية من مظاهرات وتجمعات واحتجاجات في المدن والجامعات والمساجد وكذلك في العالم الافتراضي، كانت فعاليات تلقائية، يحركها الوجدان، وتتلاقى من حيث مظاهرها على قواسم مشتركة من صنع مشاهد الملحمة الجارية على الأرض. 2- دعوات القيادات النخبوية إلى فعاليات معينة، أصبحت وفيرة لا يكاد يمكن حصرها، وبات وصولها إلى قطاعات شعبية كبيرة شبه مضمون دوما، بفضل وسائل الاتصال الحديثة المعاصرة، حتى إن الأخبار تتناقل دعوات إلى التحرك في البلاد الأسكندنافية مثلا، وليس داخل الأرض الإسلامية فقط. 3- هذه الفعاليات التلقائية والملبية لدعوات محددة، تصنع « أجواء » تنذر بالتأثير والتغيير، ولكن لا يُنتظر منها بصورة جادة أن تصنع التأثير الفعلي على مجرى الأحداث إلا قليلا، ولا التغيير على مستوى الأوضاع كي لا يستمر إسهامها في التمكين من وقوع تلك الأحداث المأساوية. إن ما يجري الآن مواكبا للحرب على غزة، يشابه إلى حد بعيد ما عايشناه في الآونة الأخيرة، مواكبا لاندلاع انتفاضة الأقصى، ولبدء حرب احتلال العراق، وللكشف عن الممارسات الهمجية البشعة في أبوغريب وغوانتانامو، ولبعض الأحداث المأساوية الأخرى كجرائم الاحتلال والعدوان في الفلوجة والحديثة ورفح وقانا وجنين وغيرها. القاسم المشترك الأعظم ما يمكن أن يصنع التغيير في العراق لم يكن الفعاليات الجماهيرية (وليس هذا انتقاصا من شأنها وأهميتها على الإطلاق) ولكن يمكن أن يأتي ثمرة للمقاومة وما تصنع على الأرض، كذلك فما يمكن أن يصنع تغييرا في مجرى قضية فلسطين ليس الفعاليات بل المقاومة على الأرض، وذاك ما يسري على أفغانستان ولبنان والصومال والسودان وسواها من البقاع الإسلامية دون استثناء. يضاف إلى ذلك أن المقاومة الفعلية تغير أو تشق طريق التغيير في مواطنها تجاه احتلال وعدوان، أما الفعاليات المواكبة لها فإن كان المطلوب منها دعم هذا التغيير، فالواجب الأهم المطلوب منها هو إحداث الإصلاح التغييري في المواطن الأخرى، أي على صعيد الأوضاع القائمة التي تساهم مباشرة (تواطؤا) أو غير مباشرة (قعودا وعجزا عن التحرك) في التمكين من مسلسل الاحتلال والعدوان، جنبا إلى جنب مع التمكين من بقاء الاستبداد والفساد والاستغلال والتبعيات الأجنبية سدودا هائلة في وجه النهوض والبناء. أين الخلل؟ لا بدّ من تثبيت قاعدة أساسية تشهد التطورات التاريخية عليها: كل إصلاح تغييري يتطلب الجوانب العقدية والفكرية وما يتصل بها مما يحدد منطلقاته وأهدافه والقيم والمعايير التي تضبط خطواته، كما يتطلب الجماهير والقيادات، ولكن يتطلب تنفيذه علاوة على ذلك -ليصبح حقيقة واقعة مع ضمان أن يكون قويما ناجحا ولا يكون عشوائيا مدمرا- عددا من الشروط العملية الأخرى، تختلف باختلاف الظروف، مع بقاء ما يمكن تعميمه منها واعتباره قواسم مشتركة، وفي مقدمة ذلك: مخطط مرن للعمل المرحلي المتواصل، وآلية اتصالات متينة مع ضمانات تكفل عدم انقطاعها في مختلف الظروف، وشبكة تنظيمية منتشرة على امتداد المنطقة التي يراد تحقيق الإصلاح التغييري فيها. إذا تساءلنا عن قابلية التغيير الإصلاحي عن طريق ما تعيشه المنطقة العربية والإسلامية حاليا في مواكبة الحرب الإجرامية على غزة، وعاشته في مواكبة أحداث سابقة، كحملات المقاطعة مع الانتفاضة أولا ثم احتلال العراق ثانيا ثم الإساءات ثالثا، فلن نجد بين أيدينا ما يمكن اعتباره مقومات حقيقية لمسيرة إصلاح تغييري. التضحيات في الأحداث الجارية تقدم وقودا.. والتفاعل التلقائي الجماهيري يقدم أرضية واسعة النطاق وأجواء مواتية.. أما أوضاع النخب التقليدية والقيادات التقليدية والجماعات والأحزاب والاتحادات والنقابات على امتداد البلدان العربية والإسلامية، فيفتقر جلّها إن لم نقل جميعها، إلى عناصر التخطيط والتواصل والتنظيم، ليس على صعيد كل منها على حدة، أو على صعيد علاقاتها بعضها ببعض، بل -وهذا هو الأهم- على صعيد ما يربط بين وقود التضحيات وتفاعل الجماهير، ويوصل من منطلقات مشتركة ومعطيات واقعية، إلى أهداف مشتركة على ضوء المصلحة العليا، بما يتفق مع الإصلاح التغييري الذي يتحدث الجميع عنه، ولا توجد له في غياب التواصل صورة متفق عليها، ولا بنية هيكلية يجري العمل من أجل بنائها. إزالة الخلل كل خلل يمكن أن يعالج فيزول، أو يكون موضع التجاهل فيتفاقم، ومن أشكال التجاهل أن بعض التنظيمات النخبوية يقول بوجود خلل، في كل مكان إلا « في جدران بيته »، وقد يكون لديه بعض أشكال التخطيط والتواصل والتنظيم، فيعتبرها كافية، بينما المقصود بالخلل الأكبر المشترك شيء آخر يتجاوز حدود ما يضمن بقاء تنظيم، أو بقاء زعاماته، أو بقاء بنيته الهيكلية التقليدية على ما هي عليه، واعتبار ذلك نجاحا! النجاح الحقيقي هو إحداث التغيير الإيجابي باتجاه العناصر المشتركة على أرضية التعددية، وليس التمسك بالأوضاع الذاتية الراهنة لكل فريق على حدة، أيًّا كانت نوعيتها، فحصيلتها مفرقة لا جامعة وموحدة. إن الخلل المقصود هو خلل افتقاد العناصر الأساسية للتغيير الإصلاحي المشترك، فما يحتاج إليه هو التخطيط بين ما هو قائم، وليس في إطار كل فريق على حدة، وهذا ما يسري على عنصري التواصل والتنظيم أيضا. ربما  لا يزول الخلل جنبا إلى جنب مع العمل من أجل التفاعل مع حدث آني، كما هو الحال مع الحرب الإجرامية ضد غزة، إنما تكمن هنا علة العلل من وراء تفاقم الخلل بدلا من إزالته، فالتحرك المطلوب لإزالته ليس التحرك بأسلوب ردود الأفعال أثناء الأحداث، بل هو التحرك الدائب المستمر في كل وقت وحين، أثناء الأحداث، وما بين فترات اندلاعها وتحولها إلى حرائق وكوارث. وليس المطلوب من السطور السابقة ممارسة نقد ما، في أي اتجاه، فكل من يصدق مع نفسه يرى رأي العين من جوانب الخلل ما يجعل الحديث الناقد أقرب إلى فضل القول. إنما القصد هو الإسهام في محاولة تلافي النقص وإزالة الخلل، بحيث لا نجد أنفسنا نتساءل عن الخلل، كلما وقعت كارثة، ونتحسس مواطن القصور كلما وقع حدث كبير فأظهر أن مستوى تحرك الجماهير أصبح أعلى من كفاءة القيادات، وقد آن الأوان أن ترتفع القيادات الشعبية الحالية إلى مستوى الجماهير لتكون جديرة بوصف القيادات الشعبية، وإن لم تفعل، فسيظهر سواها في صفوف التحرك الجماهيري ويفرض نفسه بإنجازاته مكانها. ـــــــــــ كاتب سوري  
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 8 جانفي   2009)

العدوان الإسرائيلي على غزّة يُسقط كلّ الأقنعة

– بقلم مولدي الرياحي-   لأنّ الأنظمة العربيّة وحكوماتها سكتت عن حصار غزّة طوال أشهر وعن تجويع الشعب الفلسطيني هناك وحرمانه من أوكد حاجيات الحياة فقد سوّغ ذلك لإسرائيل أن تتمادى في عدوانها ومكّنها من تصعيده ليكتسي هذا الشكل الوحشي الذي نشهده والذي يصبّ نيران الحقد والكراهية برّا وبحرا وجوّا على شعب أعزل من كلّ شيء، إلاّ من إرادة الصّمود والكرامة والتحدّي التّي تجسّمها المقاومة الفلسطينيّة الباسلة في غزّة رغم قلّة الوسائل الحربيّة مقارنة بالآلة العسكريّة الضّخمة والهمجيّة التي تجنّدها دولة إسرائيل في عدوانها. وكيفما كان حجم الأخطاء السّياسيّة والعسكريّة التّي وقعت فيها حماس، وهي حقيقيّة، وخاصّة منها الانشقاق عن السّلطة الفلسطينيّة وعدم الاعتراف بالاتّفاقيّات الدوليّة التي ما كان لحركة حماس أن تصل إلى الحكم لولاها، فلا شيء يبرّر إحجام الأنظمة العربيّة، وفي مقدّمتها النّظام المصري، عن المبادرة بكسر الحصار الظّالم عن قطاع غزّة وفرض آليّة عربيّة أو دوليّة، وخاصّة من جهة الحدود المشتركة بين مصر وفلسطين، من أجل وضع حد لمعاناة إخواننا الفلسطينيين في غزّة. ولولا هذا التّغاضي الذي أوّله بعض الملاحظين على انّه « عجز » أو حتّى على أنّه « تواطؤ » من قبل بعض الأنظمة العربيّة لما أمكن لوزيرة الخارجيّة الإسرائيلية تسيبي ليفني أن تعلن ، بكلّ وقاحة انطلاقا من القاهرة، عن بدء الحملة العسكريّة ضدّ غزّة قائلة « لا بدّ لحركة حماس أن تفهم أنّ كفى تعني كفى ! ». وقد جاء إفشال الدعوة القطريّة لعقد قمّة عربيّة طارئة من قبل نفس تلك الحكومات ليؤكّد الإرادة الغائبة والعجز، والذي يعتبره البعض تواطؤا، بحكم أنّ السّاكت عن الجريمة بمثابة المشارك فيها…فماذا يعني الدعم الإعلامي واتّخاذ بعض الإجراءات الإنسانيّة سوى أن يكون ذلك محاولة لامتصاص غضب الشّارع العربي المتصاعد. إنّ ما يجري على ارض غزّة الشّهيدة ليبيّن مرّة أخرى كم أنّ الهوّة سحيقة بين الأنظمة العربيّة وشعوبها، تلك الشّعوب التي تأتي المحن في كلّ مرّة لتؤكّد ما لديها من وعي بوحدة الهويّة والثّقافة والمصير، وبالضّرورة القصوى لاستعادة الكرامة المسلوبة واكتساب احترام الشّعوب الأخرى…وفي هذه الظّروف القاسية تبدو جامعة الدّول العربيّة مرّة أخرى بمثابة الطّاحون الفارغ، قد تسمع له جعجعة ولكنّك لن ترى له طحينا! أمّا الحكومات الغربيّة فلم يكن انحيازها لإسرائيل خافيا هذه المرّة أيضا، مواقفها كما هو الشّأن بالنسبة إلى الإعلام في البلدان الغربيّة عامّة يساوي بين الضّحيّة والجلاّد، فكيف نفهم تجاهل مئات الضّحايا من المدنيين الفلسطينيين والتركيز على مظاهر الخوف في جنوب إسرائيل من سقوط صواريخ الكاتيوشا/ القسّام؟ كيف نفهم التركيز على « حقّ إسرائيل في الدّفاع عن نفسها » والحال أنّ الفلسطينيين مستهدفون على الدّوام ومنذ سنوات، قادة وسياسيين وعسكريين ومقاومين وإطارات من قبل صواريخ الطّائرات الإسرائيليّة؟!. وانّ ما يجري في مجلس الأمن من عرقلة كلّ القرارات في الآونة الأخيرة ليوضّح مدى هيمنة الولايات المتّحدة الأمريكيّة وإسرائيل على هذا الهيكل الأممي المركزي. ومع ذلك فانّ مكمن الدّاء الحقيقي يبقى فينا نحن العرب، فانّ غياب الموقف الرسمي الحاسم والتحرّك الفاعل للحكومات العربيّة هو الذي يشجّع إسرائيل على التّمادي في العدوان على غزّة وسائر فلسطين، ويجعل الأراضي العربيّة مباحة لها، وهو الذي ينأى بنا أكثر فأكثر عن كسب احترام الدّول والشّعوب الأخرى لنا وأخذها لمواقفها بجديّة وبمنتهى الاعتبار. (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد87 ,جانفي 2009)

 


علاقة المبادرة العربية بالمحرقة القائمة في غزة

 

عبدالباقي خليفة يتساءل الكثيرون عن أسباب عدم سحب المبادرة العربية ، بعد تواصل المحرقة في غزة ، وجاء الرد العربي الرسمي على ذلك بأن « سحب المبادرة لن يوقف العدوان « أو لا يوجد بديل عن المبادرة . في حين يواصل الكيان الصهيوني تغيير الحقائق على الأرض ، ليس في القدس والمناطق المحتلة في سنة 1948 م فحسب ، بل في غزة والضفة الغربية ( الدولة الفلسطينية الموعودة ) . ومن المؤكد أن ما يجري في غزة اليوم من مجازر يومية ، ومن وحشية صهيونية مرده للمبادرة العربية ، التي أسقطت حق المقاومة ، وحكمت على نفسها بالفشل الذريع ، حيث لم يسجل التاريخ تحرر شعب من ربقة الاحتلال بدون مقاومة . وعندما أسقط النظام العربي من قاموسه حق المقاومة ، فإنه بذلك كشف المقاومين وجعلهم بمفردهم في ساحة النضال ، مما أغرى ويغري الكيان الصهيوني بالاستعانة بصمت الأنظمة على تصفية المقاومة ، وإبادة الشعب الفلسطيني في غزة . ويمكننا القول بكل ثقة بأن ما يجري في غزة من تداعيات المبادرة العربية الرسمية ، والتي استغلها العدو الصهيوني دون أن يعترف بها أوالقبول بما تضمنته من نقاط وبنود ومقايضات . جناية المبادرة العربية : وإذا ما تحدثنا عن المبادرة في حد ذاتها ، نجد أن السقف الذي وضعه النظام العربي الرسمي ، وراء الرفض الصهيوني لها . فقد وضع سقفا منخفظا ، أغرى الصهاينة بإظهار قدر كبير من الاستخفاف واللامبالاة والتجاهل وحتى الرفض . وهي استراتيجية تهدف لتفكيك المبادرة وإعادة تركيبها بما يخدم الأهداف الصهيونية ، وتجعل من طرحها لحل القضية الفلسطينية الحل الوحيد . ومن هنا نفهم الاعلان الصهيوني بأن ، المبادرة العربية ،  » تصلح كأساس للتفاوض » . فهل كان النظام العربي الرسمي من السذاجة والغباوة لدرجة يضع فيها مبادرة قابلة للتفاوض بسقف منخض . أم كان من السذاجة والغباوة ، لدرجة اعتقد فيها بأن مبادرة متكاملة وتحظى برضا جميع الأطراف سيتم التلهف عليها والقبول بها ، وهو ما لم يتم على مختلف المستويات ، سواء من الجانب الاوروبي ، أو الاميركي فضلا عن الصهيوني !!! كان يجب أن يكون السقف أعلى ، والدخول في مفاوضات تحقق ما تم تحبيره في المبادرة . كان على النظام العربي الرسمي أن يراعي النخب والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني وقوى الضغط والتأثير في الدول العربية وقبل ذلك الفلسطينيين جميعا قبل أن يعلن مبادرته . وغياب كل ذلك مسؤول عما يجري اليوم في غزة . وهذا ما يفسر العجز العربي في مواجهة الابادة في غزة ، والهولوكوست في غزة ، والجرائم بحق الانسانية في غزة . فقد أعلن السلام خيارا استراتيجيا من جانب واحد وإلى الأبد كما يبدو ، حتى لو غزا الكيان الصهيوني أراضي الدول العربية واحدة تلو الأخرى ، كما يهدد الأردن وسوريا ولبنان . كانت المبادرة فوقية ، ولذلك طالب الكيان الصهيوني بجعلها إطارا للتفاوض ، فهو لا يقبل المبادرات الجاهزة ، لكن النظام العربي ، لم يكتسب خبرة من خلال تعاطيه مع ملف القضية الفلسطينية ، ومع الكيان الصهيوني تحديدا . ولم تكن العقود التي قضاها في الحكم ، سوى سنوات خدمة مجردة من اعتبارات الممارسة ، بل سلسلة من الاخفاقات والفشل المركب . وما يسمى بالمبادرة العربية ، وما يجري في غزة كأحد تداعياتها أكبر دليل على ذلك . المقاومة ليست جنونا : إذا نظرنا لما قدمه الشعب الفيتنامي من تضحيات ، يفوق 3 ملايين ضحية ، وإذا نظرنا إلى ما قدمه الجزائريون ، مليون شهيد ، في حين لم تتجاوز خسائر الاحتلال في كلا الدولتين على حدا المائة ألف جندي ( 70 ألف في فيتنام من الجانب الاميركي ) ندرك بأن النجاح والفشل لا يقدر بعديد الضحايا وإنما في تحقيق الحرية للشعوب . ومن الطبيعي أن لا يفهم غير المنبثقين من الشعب تلك الحقائق ، ومن الطبيعي أن يسفه من لا يمثل أمته وشعبه مثل هذه الثوابت ، ولكن من غير الطبيعي أن ترضى الامم بمثل هذه القيادات الفاشلة والغبية إن لم نقل الجبانة والمتواطئة . وعندما تضحي غزة ، ورجالات غزة ، ويقدمون الميئآت من الشهداء ، فإنها تسطر تاريخا جديدا من الجهاد والنضال ، لتصحيح خطايا النظام العربي الرسمي من المحيط إلى الخليج . وتكون غزة ليس في حالة دفاع عن النفس فحسب ، بل في حالة دفاع عن الحقوق والقيم الاسلامية والانسانية التي تعطي الحق للضحايا في الدفاع عن أنفسهم . وغزة لا تدافع عن نفسها فحسب بل تدافع عن الاسلام والعروبة الحقة والانسانية في بعدها التحرري . وكما أحبطت المقاومة العراقية محاولة أميركا السيطرة على العالم ، فإن المقاومة في فلسطين وتحديدا في غزة في مهمة احباط محاولة الكيان الصهيوني السيطرة على العالم العربي . فهناك مسؤول عربي كبير أعلن قبل محرقة غزة بأن معظم الدول العربية مستعدة للتطبيع مع الكيان الصهيوني . وذلك بعد الاختراقات الكبيرة من قبل الموساد للانظمة الامنية العربية ، وللكواليس العربية ، وللحكومات العربية . وإذا ما عدنا إلى المنطقة نجد أن جنوب لبنان تحرربالمقاومة وليس بمبادرة عربية ، بل إن غزة لم تتحرر سوى بالمقاومة ، حيث فر الصهاينة من القطاع تحت ضربات المقاومين . وبالتالي فإن الأنظمة العربية في حاجة للمقاومة حتى يقبل بها الكيان الصهيوني ، كما في حاجة لرفع سقفها كما سلف ، وإلا فإنها ستظل دون الحبر الذي كتبت به . ولأن المبادرات لا تحتاج للنوايا الحسنة فحسب ، بل هي بالدرجة الاولى إفراز لموازين القوى . والكيان الصهيوني لن يقبل بالسلام العربي على قاعدة الصداقة ،ولا حتى التطبيع ،وفتح الاسواق ، فهي على يقين بأنها ستحصل ( حصلت ) على ذلك دون تنازلات ، ولكنها ستفعل ذلك إذا وقف العرب كل العرب وراء المقاومة الدائرة اليوم في غزة وغير غزة . يكفي النظام العربي الرسمي أن يعلن عن نيته سحب المبادرة لادخال بعض التعديلات عليها ، وإعادة صياغتها من جديد ، ومن ثم دعوة الآخرين للتفاوض على بنودها حتى يتم التوصل إلى سقفها الحالي المنخفض أصلا . إدخال تعديلات داخلية : النظام العربي الرسمي مدعو أيضا لادخال تعديلات ، على وضعه الداخلي وعلاقاته بالاحزاب والجماعات والقوى المختلفة . وذلك لكسب مصداقية ليس لدى الشعوب فحسب ، بل لدى المجتمع الدولي الذي ينظر للانظمة العربية على أنها سلطات استبداد وديكتاتورية ، يكفي تعييرها بذلك لتوقع وتقبل بما يملي عليها . ويتوقف مع الحكام العرب كما يتعامل مع التجار امتيازات هنا وتعويضات هناك ، وسكوت هنا وسكوت هناك بموجب نظام الصفقات . وللأسف فإن الأطراف المتعاملة مع النظام العربي الرسمي ، تحقق من تعاملها مع السلطات العربية مصالح شعوبها ، مقابل تحقيق مصالح أفراد داخل المنظومة العربية على حساب الشعوب العربية والامة الاسلامية . ومن العار أن يكون الحكام في العالم يعبرون عن مواقف شعوبهم وتوجهاتها ، بينما تساق شعوبنا وتحكم بغير ما ترتضيه وتقره وترغب فيه ، وكأنها قاصرة ، أو هكذا ينظر إليها من أبراج السلطة المستبدة و الحكم العضوض . المبادرة العربية في خطر : بعيدا عن التعليق على من هو المسؤول عما يجري في غزة ، ومن المسؤول عن وقف التهدئة ، لأن الجواب معروف وهو الكيان الصهيوني ، وبعض الانظمة العربية التي شاركت في الحصار . حيث وجد أهل غزة أنفسهم بين خيارين الموت جوعا ( قتل 400 شخص قبل العدوان ) أو الموت بالقنابل كما يجري اليوم ومنذ عدة أيام .كما خرق الصهاينة الهدنة 190 مرة ، وقتلوا أثناء الهدنة 25 فلسطينيا . وشمل الحصار منع النفط والكهرباء بل الادوية حيث منع 150 دواءا أساسيا من المرور إلى غزة . إلى جانب ذلك يعتقد البعض بأن محرقة غزة ، تستهدف حماس ، وهو كذلك ، لكنه يتجاوز ذلك السقف بكثير ، إذ أن الهدف الأساسي هو القضاء على الدولة الفلسطينية ، وما يسمى بالمبادرة العربية أساسا . وإذا كان من أهداف المحرقة استقدام قوات دولية إلى غزة ، فإن ذلك في حال تحقيقه سيكون نهاية حلم الدولة الفلسطينية والمبادرة العربية التي ولدت ميتة . حتى أن أصحابها أهملوها فهم لم يطيروا بها إلى المحافل الدولية ، ولم يعرفوا بها في وسائل الاعلام الغربية ، وكأنها موجهة لشعوب وطننا العربي وحسب . ولاحياء المبادرة العربية ، إذا كان هناك فعلا حرص على تفعيلها ، لا بد من دعم المقاومة في غزة ، والتأكيد على حق الشعب الذي يرزح تحت كلاكل الاحتلال في المقاومة والدفاع عن النفس وليس العكس . أي الاقرار بحق المحتل بالدفاع عن النفس كما يزعم الكيان الصهيوني دون أن يتلقى الرد المناسب من النظام العربي الرسمي وبقية دول العالم . لا بد من تغيير المعادلة  » لو كنتم في نفس الوضع ما ستفعلون  » بل يجب أن نقول نحن للعالم  » لو كنتم في وضع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض يوميا للقتل والتدمير وحتى الابادة ماذا أنتم فاعلون  » وقد قلت ذلك لزملاء من دول مختلفة  » ضعوا أنفسكم مكان الشعب الفلسطيني  » وعندما تحتل أرضكم وتتعرضون للحصار والقتل اليومي ماذا ستفعلون ؟ .

(المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 8 جانفي  2008)


 

مبادرة « مسمومة » يجب رفضها

 

 
عبد الباري عطوان وفرت المبادرة المصرية الداعية ظاهريا لوقف القتال في قطاع غزة مناخاً ملائماً لتصعيد الغارات وأعمال القصف الاسرائيلية لقطاع غزة، مثلما انقذت الادارة الامريكية من احراج كبير في مجلس الأمن الدولي، عندما اجهضت مشروع قرار عربي يطالب بادانة العدوان الاسرائيلي ووقفه فوراً، تقدم به وفد وزراء الخارجية العرب الموجود في نيويورك، وكان من المؤكد استخدام المندوب الامريكي لحق النقض ‘الفيتو’ ضده. الحكومة المصرية تعمدت التقدم بهذه المبادرة، مستغلة وجود الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي في المنطقة، لاضفاء شراكة أوروبية عليها، مما يسهل تسويقها عربياً وعالمياً، ولكن واقع الحال يقول انها مبادرة مصرية صرفة موحى بها امريكياً واسرائيلياً، بدليل ان حكومة اولمرت تلقفتها بسرعة خيالية، ورحبت بها وقررت ايفاد مبعوث عنها الى القاهرة لمناقشتها، بينما قامت في الوقت نفسه، باعطاء الضوء الأخضر لتكثيف الغارات الجوية على الحدود المصرية الفلسطينية (محور صلاح الدين) لفرض واقع على الأرض يُحْكم السيطرة الاسرائيلية على طول هذه الحدود. المبادرة تمت دون اي تنسيق مع حركة ‘حماس’ وفصائل المقاومة الاخرى في القطاع، وطالبت بوقف اطلاق نار مؤقت، مساوية بين الجلاد والضحية، وموحية في الوقت نفسه بأن هناك تكافؤا بين الطرفين المتواجهين في هذه الحرب. وفي هذا مغالطة كبيرة، وتزوير للوقائع على الأرض، وتشريع للمجازر الاسرائيلية في القطاع. الصمود الفلسطيني الرائع الذي استمر لأكثر من ثلاثة عشر يوماً احرج اسرائيل وحلفاءها في الغرب، وحشد الرأي العام العالمي في معظمه ضدهم، وفضح كل الادعاءات الكاذبة حول الديمقراطية الغربية، ومبادئ حقوق الانسان، وكان لا بد من ‘طوق نجاة’ لانقاذ اسرائيل على وجه الخصوص من هذا المأزق، وليس هناك غير النظام المصري لكي يقوم بهذا الدور بكفاءة واتقان. صور الاطفال الشهداء غطت صدر الصحف العالمية ونشرات محطات التلفزة، واحدثت حالة من ‘الصحوة’ في الشارع العربي، وعبأت العالم الاسلامي كله ضد اسرائيل والعالم الغربي، وهي كلها تطورات فوجئت بها دوائر صنع القرار في اسرائيل، وكان لا بد من التحرك سريعاً لتقليص الخسائر والاضرار من خلال ايجاد مخارج تمتص الغضب العالمي ولو جزئياً، مثل اعلان هدنة لثلاث ساعات للسماح بمرور بعض المعونات الانسانية، واطلاق بالون المبادرة المصرية لوقف اطلاق النار. انها مؤامرة جديدة على المقاومة الفلسطينية، تنطلق من شرم الشيخ، مصدر كل الطبخات المسمومة لتركيع الامة العربية، ونزع كل مقومات كرامتها وعزتها، وتصفية القضية المركزية الأولى بثمن بخس. الحكومة المصرية تجاوزت دور الوسيط منذ زمن بعيد عندما انحازت بالكامل للطرف الاسرائيلي، وادارت ظهرها لكل واجباتها الوطنية والاخلاقية. فلم يكن من قبيل الصدفة ان يهاتف الرئيس الامريكي جورج بوش نظيره المصري مهنئا بمواقفه المتميزة والمقدرة تجاه العدوان الاسرائيلي الحالي على قطاع غزة. التحركات المصرية الحالية تأتي في توقيت محسوب بعناية ولتحقيق اهداف عديدة غير التي ذكرناها، نوجزها في النقاط التالية: ـ اولا: منع انعقاد اي مؤتمر قمة عربي، سواء لدول الـ’ضد’ او دول الـ’مع’ اي الدول المتواطئة مع العدوان الاسرائيلي او المعارضة له. وجعل هذه المبادرة المصرية اساس اي تحرك مقبل. ـ ثانيا: جاءت هذه المبادرة بعد نجاح المقاومة في امتصاص حالة الصدمة الناجمة عن الغارات الجوية الاسرائيلية اولا، والحرب البرية ثانيا، وتأقلمها مع هذا العدوان وبدء التصدي له، واحداث خسائر في صفوف القوات المهاجمة. ـ ثالثا: ظهور بوادر عن امكانية توسيع هذه الحرب، ودخول اطراف فيها، وخاصة على الجبهة الشمالية، فلم يستبعد السيد حسن نصرالله قائد المقاومة اللبنانية، اي خيار في هذا الصدد دون ان يؤكده. ـ رابعا: قيام بعض الدول الاقليمية المؤثرة، وخاصة تركيا بتقديم مبادرات وتحركات لوقف الحرب، ولكن بشروط افضل تحفظ مصالح المقاومة والشعب الفلسطيني، وزيادة الاتصالات بين طهران وانقرة لتنسيق المواقف. ـ خامسا: تصاعد حالة الغضب والاحباط في صفوف الجاليات الاسلامية في اوروبا، بسبب المجازر التي تستهدف الاطفال والمدنيين بشكل وحشي، ووجود مخاوف اوروبية من حدوث اعمال عنف وارهاب، ودخول تنظيمات متشددة على الخط مثل ‘القاعدة’ لاستغلال الموقف، وتجنيد شباب محبط لتنفيذ هجمات دموية، على غرار ما حدث في لندن ومدريد. ـ سادسا: وقف القتال، وفق الشروط الاسرائيلية، وبعد كل هذه الخسائر البشرية، هو مكافأة للقاتل، واهانة للضحية. ما يمكن قوله، وبايجاز شديد، ان اسرائيل ادركت ان اهداف حربها في تغيير حكومة ‘حماس’ في قطاع غزة من خلال الخيار العسكري لن تتحقق، كما ان وقف اطلاق الصواريخ بات مسألة شبه مستحيلة، ان لم تكن مستحيلة، وبدأ العد التصاعدي للخسائر السياسية في تزامن مع تصاعد الخسائر البشرية. اسرائيل فشلت وبعد ما يقرب من الاسبوعين في اعتقال اي من قادة ‘حماس’، او الافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط، والشيء الوحيد الذي انجزته بنجاح (لا تحسد عليه) هو قصف المدارس الآمنة، وقتل واصابة اكبر عدد من الاطفال والمدنيين. ساركوزي تطوع لتوفير تغطية لهذا الدور الرسمي المصري بوضع اسمه شريكا في هذه المبادرة، بعد ادراكه مدى خدمتها للمصالح والاهداف الاسرائيلية، وعلينا ان نتذكر انه اوثق صديق لاسرائيل بعد جورج بوش، ان لم يكن قبله، وعلينا ان نتذكر انه استغل رئاسة فرنسا للاتحاد الاوروبي التي انتهت مع نهاية هذا العام، لاعطائها كل امتيازات الدول الاعضاء في الاتحاد، دون ان تكون عضوا فيه، وخاصة الامتيازات التجارية والاقتصادية والامنية. الشعب الفلسطيني سيتجاوز هذه الحرب الدموية، وسيعيد بناء كل ما تدمر من انفاق ومنازل، تماما مثلما فعل شقيقه اللبناني، اما ما سيصعب بناؤه واصلاحه فمواقف انظمة عرب الاعتدال المتآمرة على عدوان وحشي على شعب اعزل قرر المقاومة نيابة عن هذه الامة وهذه العقيدة. المبادرة الوحيدة المطلوبة من الحكومة المصرية هي ان تفتح المعابر والحدود، وترسل الدبابات لوقف العدوان، وتنــــحاز الى المقاومة في مواجهة هذه المجازر النازية، هذا هو ما يريده الشعب المصري، وهذا ما يتظاهر من اجله يوميا للتعبير عن غضبه العارم واستعداده لإرسال آلاف الاستشهاديين لوضع حد لهذه الغطرسة الاسرائيلية. اما غير ذلك فمرفوض وغير مقبول ومعيب ايضا. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 8 جانفي 2009)  

غزو غزة: جزء من أجندة عسكرية-مخابراتية أوسع

  

  مايكل تشسودفسكي إن القصف الجوي و الغزو البري الجاري لغزة من طرف الجيش الإسرائيلي يجب تحليلهما في سياق تاريخي.إن هذه العملية مخططة بشكال جيد و هي جزء من أجندا عسكرية-مخابراتية أوسع تم وضعها في الأول من قبل حكومة رئيس الوزراء أرييل شارون في سنة 2001.   » مصادر في مؤسسة الدفاع قالت أن وزير الدفاع أهود باراك أمر قوات الدفاع الإسرائيلية بتحظير العملية منذ 6 أشهر, رغم أن إسرئيل كانت بصدد بداية مفاوضات من أجل إتفاق وقف إطلاق نار مع حماس »(باراك دفيد, عملية الرصاص المنصهر :الغارات الجوية كانت مسبوقة بأسهر من التخطيط, هاريتز 27 ديسمبر 2008). لقد كانت إسرائيل هي التي خرقت الهدنة في يوم الإنتخابات الرئاسية الأمريكية,4 نوفمبر:  « لقد إستغلت إسرائل هذا الظرف و إخترقت وقف إطلاق النار بينها وبين حماس و ذلك بقصف غزة.و قد إدعت إسرائيل أن ذلك الخرق كان يهدف الى منع حماس من حفر الأنفاق داخل الأراضي الإسرائيلية. في اليوم الموالي مباشرة قامت إسرائيل بحصار رهيب لغزة مانعة الطعام و الطاقة و الإمدادات الطبية و ضروريات أخرى في محاولت لجعل الفلسطينيين يستسلمون و في الوقت ذاته كانت تقوم بتوغلات عسكرية جزئية. و كرد على ذلك قامت حماس و آخرين في غزة باطلاق صواريخ بدائية من صنع يدوي و بدون فعالية كبيرة على إسرائيل.و على مدار السنوات السبع الفارطة كانت تلك الصواريخ مسؤولة عن مقتل 17 إسرائيليا.و خلال نفس المدة الزمانية قتلت الهجومات الإسرائيلية آلاف الفلسطينيين مما أثار إحتجاجات عالمية لم تجد آذن صاغية في الأمم المتحدة »( شاموس كوك’ المجزرة في فلسطسن و خطر حرب أوسع, غلوبال ريسرتش , ديسمبر 2008). كارثة إنسانية مُخططة في الثامن من دسيمبر كان جون نغروبوني كاتب الدولة في تل أبيب من أجل التناقش مع مناظريه الإسرائيليين بما في ذلك مدير الموساد مئير داغان. عملية الرصاص المنصهر شرع فيها بعد يومين من أعياد الميلاد.و قد كانت مرفوقة بحملة منظمة من العلاقات العامة الدولية تحت إدارة وزيرة الخارجية الإسرائيلية. إن الأهداف العسكرية التابعة لحماس ليست هي الهدف الأساسي.عملية الرصاص المنصهر تهدف و عن سابق إضمار الى التسبب في أكبر ما يمكن من الخسائر في صفوف المدنيين. ما نحن بصدده هو كارثة إنسانية مُخططة في غزة , في فضاء حضري شديد الكثافة السكانية. الهدف البعيد المدى للمخطط, كما تم تعبير عنه من طرف الساسة الإسرائيليين, هوطرد الفلسطينيين من الأراضي الفلسطينية. « إرهاب المدنيين, تحقيق أكبر ما يمكن ما الخراب في الأملاك و الموارد الثقافية…الحياة اليومية للفلسطينيين يجب جعلها غير محتملة: يجب حصارهم في المدن و القرى و منعهم من ممارسة حياة إقتصادية عادية, منعهم من الوصول الى أماكن عملهم و مدارسهم و المستشفيات, إن ذلك سيشجع الهجرة و يضعف مقاومة التهجير في المستقبل »( أور شلنسكي,ذكره حسن غالي’ غزة : السجن الأكبر في العالم’ غلوبال ريسرتش’2005). عملية الثأر المبرر تم بلوغ نقطة لا عودة.عملية الرصاص المنصهر هي جزء من عملية عسكرية-مخابراتية أوسع شرع فيها منذ وصول أرييل شارون الى الحكومة في 2001.ففي إطار عملية شارون الثأر المبرر إستعملت لأول مرة طائرات الفـ 16 لقصف المدن الفلسطينية. عملية الثأر المبرر تم تقديمها في جويلية 2001 الى حكومة أرييل شارون من قبل رئيس هيئة الأركان شؤول موفاز تحت إسم  تحطيم السلطة الفلسطينية و نزع سلاح كل التنظيمات المسلحة. « مخطط, اسمه الكودي الثأر المبرر تم وضعه في أواخر جويلية(2001) من أجل إعادة إحتلال الضفة الغربية و من الممكن قطاع غزة و من الواضح بثمن هو مئات الضحايا الإسرائيليين »(واشنطن تايمز 19 مارس 2002). وحسب تقرير في ‘الفورين ريبورت’ (12 جويلية 2001) فان الجيش الإسرائيلي في ظل حكم شارون قد قام بتحيين مخططاته من أجل » هجوم شامل لتحطيم السلطة الفلسطينية و طرد ياسر عرفات و قتل أو أسر جيشه » تبرير سفك الدم لقد كان تبرير سفك الدم مكونا أساسيا للأجندة العسكرية-المخابراتية.إن تبرير قتل المدنيين الفلسطينيين كان يتم على ‘أسس إنسانية’.إن العمليات العسكرية الإسرائيلية كان يتم توقيتها بحيث تتزامن مع العمليات الإنتحارية: الهجوم يمكن أن يبدأ…بعد هجوم إنتحاري كبير في إسرائيل يتسبب في مقتل و جرح الكثيرين,و يقدم سفك الدم كتبرير.(تانيا رنهارت,إطلاق الشيطان,تحرك إسرائيل لتحطيم السلطة الفلسطينية هو مخطط محسوب و معد منذ زمن, غلوبال ريسرتش. ديسمبر 2001).  مخطط داغان  إن عملية الثأر المبرر تسمى كذلك ‘مخطط داغان’ باسم الجنرال مئير داغان الذي يرأس الأن الموساد,وكالة المخابرات الإسرائيلية. الجنرال إحتياط مئير دغان كان هو المستشار الأمني لشارون طيلة الحملة الإنتخابية لسنة2000.و من الممكن ان يكون المخطط قد تم وضعه قبل إنتخاب شارون كرئيس وزراء في فيفري 2001.’و حسب ما كتبه ألكس فيشمان في يدعوت أهرانوت,فان مخطط دغان يتمثل في تحطيم السلطة الفلسطينية ووضع ياسر عرفات خارج اللعبة’.(أليس شولمان, عملية الثأر المبرر :مخطط سري لتحطيم السلطة الفلسطينية, مارس 2001): « كما تم نقله في فورين ريبورت و كشفه محليا من قبل معاريف فان المخطط الإسرائيلي-المسمى الثأر المبرر-يمكن أن يبدأ تنفيذه مباشرة بعد هجوم إنتحاري يتسبب في خسائر كبيرة و يمكن للهجوم أن يدوم حوالي شهر و ينتج عنه قتلى إسرائيليين بالمئات و فلسطينيين بالآلاف.(نفس المصدر السابق) إن مخطط دغان يهدف الى ما يسمى ‘كنتنة’/عزل /تفتيت الأراضي الفلسطينية و بالتالي عزل الضفة الغربية كليا عن غزة وبـ’حكومات’ منفصلة لكل منها.وفي إطار هذا السيناريو الذي تم التفكير فيه منذ 2001 فانه يمكن لإسرائيل أن :  « تتفاوض و بشكل منفصل مع القوي الفلسطينية المسيطرة في كل منطقة-القوي الفلسطينية المسؤلة عن الأمن و المخابرات وحتى مع التنظيم(فتح) »وهو ما يجعل المخطط يشبه و بشكل كبير ‘كنتنة’/تفتيت للأراضي الفلسطينية لكن بالإضافة الى عدد من الوزارات »( سيلفان سيبال, لو موند 17 ديسمبر 2001). إن مخطط دغان قد جعل الأجندة العسكرية-المخابراتية تتميز بالتواصل.وفي عشية إنتخابات 2000 أسند الى دغان دور مفتاحي. »لقد أصبح وسيط شارون في الشؤون الأمنية مع المبعوثين الخاصين للرئيس بوش زيني وميتشال ».و نتيجة لذلك تم تعيينه من قبل شارون رئيسا للموساد في أوت 2002.وفي مرحلة مابعد شارون ظل رئيسا للموساد.لقد تم تثبيته في موقعه كمدير للمخابرات من طرف الوزير الأول إهود اولمرت في جوان 2008. لقد كان مئير دغان  وبالتنسيق مع مماثليه الأمريكيين المسؤول عن العديد من العمليات العسكرية-المخابراتية.ومن المفيد ملاحظة أن مئير دغان كعقيد شاب عمل جنب لجنب مع وزير الدفاع أريل شارون في الهجوم على المخيمات الفلسطينية في بيروت سنة 1982.إن غزو 2009 البري لغزة يحمل و من عدة أوجه العديد من أجه الشبه مع العملية العسكرية التي قادها شارون ودغان سنة 1982. الإستمرارية : من شارون الى أولمرت إنه من المهم التركيز على مجموعة من الأحداث المفتاحية التي قادة الى المجزة في غزة تحت إسم الرصاص المنصهر: 1.إغتيال ياسر عرفات في نوفمبر 2004.هذا الإغتيال كان على طاولة التخطيط منذ 1996.وحسب وثيقة صادرة في أكتوبر 2000 تم إعدادها من طرف الأجهزة الأمنية بطلب من رئيس الوزراء في ذلك الوقت إهود باراك, فان عرفات,الشخص, يشكل تهديدا خطير جدا للدولة(إسرئيل)وأن ما ينتج عن إختفاءه من الوجود من أضرار هو أقل من ما ينتج عن بقاءه »(تانيا رينهارت مصدر سابق الذكر.وقد تم نشر تفاصيل الوثيقة في معاريف 6 جويلية 2001). لقد صدر أمر إغتيال عرفات عن الحكومة الإسرائيلية في 2003.ووافقة الولايات المتحدة على الأمر و إستعملت حق النقض ضد قرار لمجلس الأمن يدين قرار الحكومة الإسرائيلية.و في رده على تزايد الهجمات الفلسطينية في أوت 2003 أعلن وزير الدفع شؤول موفاز الحرب الشاملة على المقاومين الذين وصفهم بـ « عيلهم علامات للقتل ». « في منتصف سبتمبر سنت الحكومة الإسرائيلية قانونا للخلص من عرفات.وقد إعتبرالمكتب الإسرائيلي لشؤون الأمن السياسي القانون »قرارا للتخلص من عرفات كمعيق للسلام ».و هدد موفاز, « نحن سنختار الوسلية الأسلم و الوقت المناسب لقتل عرفات. »وقال الوزير الفلسطيني صائب عريقات لـ سي أن أن أنه فكر أن عرفات هو الهدف المقبل.و سألت سي أن أن الناطق باسم شارون رعنان غيسين إذا كان القانون يعني طرد عرفات.فاوضح غيسين, « انه لا يعني ذلك.إن الحكومة قررت التخلص من هذه العقبة.الوقت و الوسيلة و طرق التنفيذ سوف يتم تقريرها بشكل منفصل وسوف تراقب الأجهزة الأمنية الوضعية وتقدم مقترحاتها بصدد أنفع عمل. »(أنظر تريش شوه, خارطة طريق من أجل مخطط قتل). كان إغتيال عرفات جزءا من مخطط دغان لسنة 2001.و من شبه المؤكد انه قد تم تنفذه من طرف المخابرات الإسرائيلية.و كان ذلك يهدف الى تحطيم السلطة الفلسطينية و نشر الإنقسامات داخل فتح و بين هذه الأخيرة و حماس.إن محمود عباس هو كرزاي فلسطيني فقد تم تنصيبه زعيما لفتح بموافقة إسرائيل والولايات المتحدة التي تمول القوي شبه العسكرية و الأمنية للسلطة الفلسطينية. 2. تفكيك كل المستوطنات اليهودية في قطاع غزة تحت إشراف رئيس الوزراء أرييل شارون في 2005.حوالي 7.000 ساكن تمت إعادة توطينهم في أماكن أخرى. « انه في نيتي (شارون) إنجاز عملية إخلاء-أسف,إعادة توطين-للمستوطنات التي تسبب لنا مشاكل و كذلك من المناطق التي لن تشمل أي إستطان في إتفاق نهائي مثل مستوطنات غزة…أنا أعمل على فكرة أنه لن يكون هناك في المستقبل يهودا في غزة »,قال شارون.(سي بي سي,مارس 2004). أن مسالة المستعمرات في غزة تم تقديمها كجزء من خرطة طريق للسلام أعدتها واشنطن.ورغم أنه قد إحتفل بذلك فلسطينيا كانصار فان تفكك مستوطنات غزة لم يكن موجها ضد المستوطنين اليهود.بل بالعكس : لقد كان ذلك جزءا من المخطط الشامل الذي يهدف الى تحويل غزة الى معسكر إعتقال.و ما دام هناك يهود يعيشون في غزة فان هدف تحويل غزة الى سجن كبير يظل غير ممكنا.إن تنفيد عملية الرصاص المنصهر تتطلب إخلاء اليهود منها. 3.بناء سيء الذكر حائط الميز العنصري قد تقرر منذ وصول شارون الى الحكومة. 4.و كانت المرحلة اللاحقة إنتصار حماس في إنتخابات جانفي 2006.بدون ياسر عرفات يعرف مهندسو الأجهزة العسكرية_المخابراتية الإسرائيلية أن فتح بقيادة محمود عباس يمكن أن تخسر الإنتخابات.لقد كان ذلك جزءا من السناريو الذي تم التفكير فيه و تحليله جيدا بشكل مسبق. مع وجود حماس في السلطة وباستعمال تعلة أن حماس منظمة أرهابية يمكن لإسرئيل أن تنفذ مخطط ‘الكنتنة’/التفتيت كما تمت صياغته في خطة دغان.إن فتح بقيادة محمود عباس يمكن أن تظل مسؤولة شكليا عن الضفة الغربية.و حكومة حماس التي إنتخبت عن جدارة تظل محاصرة في غزة. الهجوم البري في الثالث من جانفي الدبابات و المدفعية الإسرائيلية دخلت غزة في سياق غزو بري شامل: « لقد كانت العمليات البرية مسبوقة بساعات من القصف المدفعي الثقيل في الظلام مشعلة النار في الأهداف مع تصاعد اللهب الى السماء…… »(أب, 3 جانفي 2009). لقد أشارت المصادر الإسرائيلية الى صورة موسعة مستنتجة من العمليات العسكرية.إنها « لن تكون سهلة كما أنه لن تكون قصيرة المدى », ذلك ما قاله إهود باراك وزير الدفاع في تصريح تلفزيوني. إن إسرائيل لا تبحث عن فرض التعاون على حماس.إن ما نحن في مواجهته هو تطبيق مخطط دغان كما تمت صياغته أصلا في 2001 وهو يطالب بـ: « غزو أرض السلطة الفلسطينية بـ 30.000 جندي إسرائيلي لتحقيق مهمة واضحة هي تحطيم البنية التحتية للقيلدة الفلسطينية وجمع السلاح المملوك حاليات من طرف مختلف القوى الفلسطينية و طرد أو قتل القيادة العسكرية.(إليس شولمان, مصدر سابق الذكر) إن السؤال الأوسع هو هل أن إسرائيل و بالتوافق مع واشنطن في نيتها الدخول في حرب أوسع. إن تهجيرا مكثفا لسكان القطاع يمكن أن يحصل في إحدى المرحل اللاحقة من الغزو البري إذا قامت إسرائيل بفتح حدود غزة لتسمح بنزوح السكان.لقد تمت الإشارة الى التهجير من قبل شارون على أنه نموذج حل 1948.و بالنسبة لشارون من الضروري أيجاد دولة أخرى للفلسطينيين.-« الأردن هو فلسطين »- تلك هي الجملة التي صنعها شارون ».(تانيا رينهات مصدر سابق الذكر). http://www.globalresearch.ca/index.php?context=va&aid=11606 ترجمة محمد البلطي  

الحرب البرية بغزة.. سيناريوهان أحلاهما مر
 
 
محمد أعماري – الجزيرة نت لم تستطع ثمانية أيام من أمطار الصواريخ والقنابل المنهمرة من طائرات الاحتلال على سكان قطاع غزة، أن تحقق أهدافها التي رسمها لها القادة السياسيون في إسرائيل، فأصبح المجال مفتوحا أمام مواجهة برية يرى المتتبعون أنها تضع الإحتلال أمام احتمالين أحسنهما توغل جزئي لا يحقق لها كل ما تريد. عملية « الرصاص المتدفق » كما -سمت إسرائيل هجومها العسكري على غزة- لم تنجح لحد الآن، في نظر المراقبين، إلا في تدفق جام غضب ملايين الجماهير العربية والإسلامية والعالمية على من خططوا لهذه العملية. ومرت « الصدمة الأولى وامتصتها المقاومة » وبقيت متماسكة و »لم تفقد إلا القليل »، كما قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل، في كلمته التي بثتها قناة الجزيرة الجمعة الماضية. بل إن مسؤولا حكوميا إسرائيليا نقلت عنه وكالة الأنباء الألمانية قوله إنه بعد أسبوع من القصف « قاربت قائمة أهداف سلاح الجو الإسرائيلي على الانتهاء »، وهو القصف الذي استهدف أكثر من 700 هدف ولم ترسخ منها في الأذهان إلا صور خراب طال حتى المساجد، وأشلاء وجثث كثير منها لأطفال ونساء. ورطة جديدة ويستبعد المحلل العسكري العميد أركان حرب صفوت الزيات أن يكون الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة هجوما شاملا ينتهي بإعادة احتلاله، لأن ذلك سيصبح في نظره « ورطة جديدة » لإسرائيل. فالدمار الذي أحدثته طائرات الاحتلال بقطاع غزة خلال أسبوع، ستكلفه مدة طويلة وميزانية ضخمة إن هو سيطر على القطاع وأصبح مفروضا عليه أن يعيد إعماره، وإسرائيل –يقول الزيات- ليست مستعدة لأن تنفق ولو شيكلا واحدا من أجل ذلك. كما أن عملية الاجتياح الكامل والتحكم في القطاع، يضيف المحلل العسكري في حديث للجزيرة نت، قد تحتاج من القوات الإسرائيلية ما بين ستة أشهر وعام واحد، « وهو ما لا يريده الذين أعلنوا الحرب على غزة لأنهم يسعون إلى إنهائها قبل موعد تنصيب الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما » في العشرين من يناير/كانون الثاني الحالي، كي لا يستقبلوا حليفا إستراتيجيا بمشكلة أكثر تعقيدا مما هي عليه الآن. ومن جهة ثانية –حسب ما يرى الزيات- فإن قادة إسرائيل « لا شك سيبذلون قصارى جهودهم لإنهاء هذه الحرب قبل موعد الانتخابات التشريعية التي تنتظرهم في فبراير/شباط المقبل ويريدون أن يعودوا إليها ولو بإنجاز ملتبس » يعززون به رصيدهم لدى الناخبين. وبدوره يرى الخبير العسكري العميد الركن المتقاعد أمين حطيط أن « الاكتساح الشامل للقطاع يعتبر ضربا من الخيال » لسببين، الأول حجم الخسائر التي من المتوقع أن يتكبدها الإسرائيليون إذا دخلوا إلى التجمعات السكنية، والثاني عامل الوقت الذي ليس في صالح من يقودون هذه الحرب. ويؤكد حطيط، في حديث للجزيرة نت، أن الذي يحدث حتى الآن هو عمليات لجس النبض واستطلاع بري بالنار لكشف قدرات المقاومة ورسم محاور التقدم البري مستقبلا، وأن العمليات البرية التي خطط لها القادة الميدانيون الإسرائيليون لم تبدأ بعد، ولم تظهر ملامحها بعد. ويضيف أن أي تقدم لإسرائيل في المناطق المكشوفة ليس فيه أي إنجاز مهما بلغ عمقه، كما أنه لا يمكن لأي توغل في المناطق السكنية أن يحسب إنجازا إلا إذا كانت خسائره البشرية والمادية قليلة. توغل جزئي ويستخلص الزيات أن السيناريو الأكثر احتمالا هو عملية عسكرية محدودة واحتلال جزئي للقطاع قد يصل إلى تخوم مخيم جباليا دون أن يدخل إليه الإسرائيليون تجنبا للمواجهات في المناطق الحضرية، وهو ما لا يحقق في نظره كل الأهداف التي تريدها إسرائيل. ويضيف أنهم قد يهدفون للسيطرة على مواقع بعينها مثل ميناء غزة ومنطقة الحدود مع مصر من أجل تحييد الأنفاق التي يقولون إن المقاومة تهرب منها السلاح، وهو سيناريو قد يستغرق في نظره أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع وستصاحبه دعاية إعلامية إسرائيلية ضخمة تتحدث عما ستعتبره تقدما في الميدان. وفي السياق نفسه يرى حطيط أن الاحتمال الأكثر ورودا هو تقسيم القطاع إلى ثلاثة أطراف بممرات تصل البر بالبحر، من أجل منع المقاومة من استعمال مخزونها من السلاح، وكذا من التزود بذخيرة جديدة. ويقول إن المقاومة « لا خيار أمامها إلا أن تقاتل قتال المستميت »، مشيرا إلى أن « النفسية التي يقاتل بها المقاوم عادة تضاعف قدراته القتالية لأنه يؤمن بأن موته شهادة ». (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 8 جانفي   2009)  

يا أمَّة العرب:  شيء من التغيير بعد كل هذا الغضب

 

صبحي غندور* هل كان العالم عموماً، والعرب خصوصاً، بحاجة إلى مزيد من المشاهد المروعّة عن جرائم إسرائيل في غزّة لكي يدرك الجميع أنّ العدوان الإسرائيلي ليس ب »ردّة فعل » على قذائف محدودة التأثير أطلقتها المقاومة الفلسطينية ولا على انتهاء « حال التهدئة » التي امتزجت باستمرار حصار وتجويع الفلسطينيين في غزّة؟ وهل أنّ إسرائيل بحاجة إلى أعذار حقيقية كي تنفّذ سياسات واستراتيجيات تعدّها عسكرياً وسياسياً وإعلامياً قبل فترة زمنية طويلة تسبق بدء التنفيذ العملي لها؟ أوَلم يكن الغزو الإسرائيلي للبنان في العام 1982 واحتلال أول عاصمة عربية (بيروت) بحجّة محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن؟! بل هل كان هناك أيّ عذر أصلاً لما قامت إسرائيل به، منذ أربعين عاماً تماماً، حينما احتلّت قوات الكوماندوس الإسرائيلية في نهاية العام 1968 مطار بيروت ودمّرت كل طائراته المدنية دون أي مبرّر معلن لذلك سوى محاولة إقحام لبنان في نتائج حرب العام 1967 بعد أن كان الموقف اللبناني في تلك الحرب محايداً؟ أليس عيباً على بعض العرب اعتبار أو رؤية ما تفعله إسرائيل وكأنّه « ردّة فعل »؟! أو التعامل مع العدوان على غزّة (كما كان العدوان على لبنان صيف العام 2006) وكأنّه صراع إسرائيل مع فصيل فلسطيني (أو لبناني)؟! وهل أصبح الصراع العربي/الصهيوني مختزلاً إلى هذا المستوى الرديء من التوصيف بعدما جرى اختزاله أولاً بالقول إنّه الآن « صراع فلسطيني/إسرائيلي »، ممّا يبرّر نفض أيدي بعض العرب من مسؤولياتهم الوطنية والقومية والدينية؟ وقد انتقل « هؤلاء العرب » من مقولات تبرير العجز والتقصير الذاتي إلى تبرير العدوان نفسه، على لبنان أولاً في العام 2006، ثمّ الآن على غزّة. هي حرب متصلة في أهدافها وأطرافها وذرائعها تلك التي بدأت في لبنان بالعام 2006 وتستمرّ الآن في الحرب على غزّة. حربٌ أرادتها إدارة بوش وإسرائيل أن تكون آخر حروب المنطقة قبل فرض التطبيع الكامل مع إسرائيل وبناء « الشرق الأوسط الجديد ». وقد ظنّ حكّام إسرائيل وإدارة بوش أنّ ما تعثّر وتعذّر تحقيقه في لبنان يمكن أن يتحقّق في غزّة، فالمقاومة فيها أضعف بالإمكانات العسكرية والقدرات التنظيمية، وهي محاصرة كلّياً في بقعة جغرافية صغيرة. لكن الغباء (أو جنون العظمة العسكرية) حال دون رؤية الجانب الآخر من الصورة حيث أنّ هذا الضعف بالإمكانات العسكرية وبواقع الحصار هو الذي ولّد تضامنا عربياً وإسلامياً ودولياً مع شعب غزّة، الذي هو جزء من شعب فلسطيني واحد يعاني لأكثر من 60 عاماً جرائم القتل والتشريد واغتصاب الحقوق. فغزّة جزء من قضية فلسطينية لها أبعادها القومية والدينية والإنسانية، والحرب عليها الآن أحيت من جديد حيوية هذه الأبعاد رغم كل محاولات الاختزال والتقزيم لها منذ اتفاقية أوسلو في العام 1993. وستكون من محصّلة هذه الحرب على غزّة، رغم حجم المأساة الإنسانية، إيجابيات كثيرة فلسطينياً وعربياً. وربّما تكون هذه الوحشية في العدوان الإسرائيلي تعبيراً عن حال الإفلاس الذي يصيب أي محتل أو مستعمر حينما يقترب من موعد اندحاره. هكذا حصل بربيع العام 2000 في لبنان قبل اضطرار إسرائيل للانسحاب منه في مطلع صيف العام نفسه. وهكذا كانت سيرة الاحتلال والاستعمار في كلّ مكان بالعالم: تشتدّ قساوته قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. تماماً كما هي أيضاً سيرة الشعوب التي تقاوم الاحتلال، فهي تقدّم التضحيات الكبيرة وتضطرّ للسكون أحياناً، لكن قانون الشعوب الخاضعة للاحتلال يقضي بأن كلّما جرى إخماد المقاومة هبّت واشتعلت من جديد. وقد اختلفت الأسماء التي حملت منذ مطلع القرن العشرين مشعل المقاومة الفلسطينية، بل واختلفت الدوافع الأيديولوجية والشعارات، لكن مشعل المقاومة بقي ينتقل من يد إلى يد، بالخيار أو بالاضطرار، وفي كلّ مرّة  يُدخِل المقاومون عليه زيتاً جديداً يقوّي ويزيد من وهج شعلته. المشكلة الآن أن ليست غزّة وحدها هي المحاصرة، بل القضية الفلسطينية برمّتها. فقد عاشت هذه القضية سنواتها الذهبية في حقبة ما بعد حرب العام 1967 حينما توفّرت لها مرجعية عربية داعمة تجسّدت آنذاك في مصر/عبد الناصر وفي تواصل عربي جماهيري معها بالمال والبشر ومختلف أنواع الدعم والمساندة. لذلك، هو مؤشّر خير ما يحدث الآن في الشارع العربي من تحرّك شعبي كبير تضامناً مع غزّة، لكن الهوّة كبيرة بين حركة الشعب وشعاراته وبين مواقف العديد من الحكومات العربية التي ترفض حتى الآن مجرّد عقد اجتماع القمّة العربية الطارئة تلبية لدعوة حكومة قطر. طبعاً ليس اجتماع القمّة هدفاً بحدّ ذاته، لكن غياب الموقف العربي الواحد واستمرار الصراعات بين عواصم عربية فاعلة، وانعكاس ذلك على الجسم الفلسطيني، كلّها عوامل سلبية استند عليها ولا يزال  العدوان الإسرائيلي والسياسة الأميركية الداعمة له. لقد كان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة صادقاً ومحقّاً في دعوته للتجاوب أولاً مع ما يريده « المجتمع العربي » قبل الحديث عن « المجتمع الدولي ». أوَليس مخزياً أن يقول رئيس الوزراء التركي أردوغان عن إسرائيل وعن خداع أولمرت له ما لم يقله الرئيس المصري، وأن يحمل أردوغان، لا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، موقف « حركة حماس » إلى مجلس الأمن؟! أليس سؤالاً مشروعاً كيف تكون قطر، الدولة الخليجية الصغيرة، هي التي تحتضن الآن مؤتمرات ولقاءات مصالحات عربية/عربية، وهي التي رعت اتفاق التسوية اللبنانية الأخير، والداعية الآن لاجتماع طارئ للقمةّ العربية، بينما لا تفعل مصر التي تحتضن مقرّ الجامعة العربية والمسؤولة عن معابر غزّة المحاصرة ذلك بل لا تتجاوب حتى معه؟!!. إنّ الغضب الشديد يعتمر الآن في صدر كلِّ إنسانٍ عربيّ أينما كان. وهذا أمرٌ جيّدٌ ومطلوب. غضب على حكومات عربية تقف عاجزةً أمام عدوٍّ إسرائيلي يمارس القهر والعدوان على الفلسطينين، بينما ترفض بعض هذه الحكومات حتى طرد الإسرائيليين من بلادها، فكيف بمقاتلة إسرائيل؟! غضب شديد هو أيضاً على جيوش عربية تقبل أن تكون في موقع المتفرّج بدلاً من أن تكون في حال المواجهة مع عدوٍّ يعجز عن تحقيق نصرٍ عسكريٍّ حقيقي ضدَّ فصيل فلسطيني مقاوم في بقعة عربية صغيرة، كما عجز في حربه ضدّ المقاومة اللبنانية. غضب عربيّ عارم هو أيضاً على الدول الكبرى ومهزلة مجلس الأمن والأمم المتحدة و »غابة المجتمع الدولي ». لكنْ ماذا بعد هذا الغضب؟ هل سيبقى الإنسان العربيّ محلّقاً في فضاء الأخبار على « الفضائيات التلفزيونية » أم أنَّه سيحاول تغيير الواقع ليكون له، ولمن بعده، مستقبل عربيّ أفضل؟ *مدير « مركز الحوار العربي » في واشنطن.


هموم: بين غزة ولبنان ومأزق الاحتلال مع حماس

 
 
 
* ياسر الزعاترة يكثر بعض المحللين العسكريين من المقارنة بين حرب تموز 2006 ، وبين الاجتياح الإسرائيلي البري لقطاع غزة ، الأمر الذي يستحق التوقف لكي توضع الأمور في نصابها الصحيح.الروح الاستشهادية والإرادة الصلبة هي أهم ما يجمع بين الحالتين اللبنانية والفلسطينية في قطاع غزة ، بينما تكثر الفروق بعد ذلك ، إذ أن قدرات حزب الله تبدو أكبر بكثير من زاوية التدريب والتسليح ، إلى جانب القضايا المتعلقة بخطوط الإمداد والوضع اللوجستي المتباين بين طبيعة الجنوب اللبناني واتساعه وبين القطاع الضيق المنبسط والمكشوف بالكامل.ما ينبغي أن يقال هنا هو أن تردد الإسرائيليين حيال مسألة الاحتلال الشامل لا يعود فقط إلى الخوف من المقاومة والخسائر الكبيرة ، وإن بدا ذلك الخوف جزءًا من الأسباب المهمة التي كانت على الطاولة ، إلى جانب مخاوف سقوط عدد كبير من المدنيين وصمود لبعض الوقت يحيل الشوارع العربية والإسلامية ، وربما الدولية لهيباً يدفع إلى وقف العدوان ومن ثم فشله.سبب التردد هو في واقع الحال هو ما يطلقون عليه « سيناريو اليوم التالي » ، إذ يتساءلون عما سيفعلون بالقطاع بعد ذلك: هل سيبقون فيه ويعيدون الإدارة المدنية بما تنطوي عليه من أثمان أمنية (حرب عصابات ضد الموظفين والعسكريين كما وقع في العراق ، وكما كان الحال في الأعوام الثلاثة التي سبقت اتفاق أوسلو) ، وأخرى سياسية واقتصادية باهظة؟ هل سيقدمونه (أعني القطاع) لقيادة السلطة ليقال إنها جاءت على ظهر الدبابة الإسرائيلية ، الأمر الذي سيحرقها سياسياً فوق ما هي محروقة ، ويكبل أيديها في المضي في أي برنامج سياسي ، فضلاً عن توقيع اتفاق نهائي؟من هنا جاء القرار الحالي ، والذي سبق الحديث عنه ممثلاً في اجتياح جزئي يتعامل مع المناطق التي تنطلق منها الصواريخ ، مع العمل على تقطيع أوصال القطاع ، وكل ذلك بهدف فرض معطيات أمنية ، ومن ثم سياسية جديدة على حماس ، مع العلم أن الاجتياح الجزئي المتواصل منذ أيام قد يتحول تحت ضغط المعطيات المفاجئة والمقاومة الباسلة إلى اجتياح شامل سيواجه من دون شك بمقاومة بطولية تستعيد معركة مخيم جنين على نحو أكثر قوة وشراسة.ما يعجز الإسرائيليين في واقع الحال هو أن حماس ليست مليشيا مسلحة ، بل تنظيم له جذوره الاجتماعية والدينية والسياسية ، وليس ثمة قوة على الأرض يمكنها شطب تنظيم من هذا النوع خلال وقت قصير ، لاسيما حين يكون مساره السياسي والفكري قريباً من نبض الجماهير.قد تتمكن سلطات الاحتلال من قتل المئات ، واعتقال الآلاف ، لكن ذلك لن يحل المشكلة ، وقد وقع شيء كهذا في الضفة الغربية منذ عملية السور الواقي ربيع العام 2002 ، وعندما أجريت انتخابات مطلع 2006 حصدت حماس من الأصوات ما حصدت.نتذكر في هذا السياق أنه ما من رئيس وزراء إسرائيلي منذ العام 1988 إلا وقال إنه سيسحق حركة حماس ، لكن الحركة كبرت واستوت على سوقها رغم قسوة الضربات التي تعرضت لها ، والتي وزعت أهم رؤوسها وأعداداً هائلة من كوادرها بين المقابر والسجون ، والنتيجة أن الاحتلال هو الذي كان يعاني من تفاقم المأزق بينما ازداد برنامج المقاومة رسوخاً في العقل الفلسطيني ، وتصاعدت شعبيته في الشارع العربي والإسلامي.سيقول البعض إن هدف المقارنة مع حزب الله هي رفع المعنويات ، ونرد هنا بأن معنويات المجاهدين عالية ، وهم باعوا أنفسهم لله وشعارهم الأثير هو شعار الشيخ القسام « إنه جهاد ، نصر أو استشهاد. ونذكّر هنا بأن لمعارك المقاومة ضد الاحتلال منطقها الخاص ، إذ أن عجز المحتل عن فرض الاستسلام على المقاومة هو الانتصار الحقيقي.أما جماهير الأمة في الخارج فمهمتها الأولى هي الضغط على الأنظمة ، لاسيما تلك المتواطئة مع العدوان ، إلى جانب الضغط على السلطة التي تعتقل المقاومين وتمنع المقاومة في الضفة ، بما في ذلك الاشتباك بالحجارة مع جنود العدو. أما المجاهدون في القطاع فعازمون دون تردد على المواجهة بكل ما أوتوا من قوة وإرادة ، وهم ، ومعهم خيار المقاومة منتصرون ، بل إن صمودهم وعطاءهم الرائع إلى الآن هو انتصار حقيقي في ظل موازين القوى القائمة.تحية للمقاومين ، وتحية لشافيز على موقفه الرائع ، وكذلك لرئيس الوزراء أردوغان ، والخزي والعار لمن قال لمندوبي الاتحاد الأوروبي « ممنوع السماح لحماس بالانتصار والخروج من المعركة ويدها هي العليا ». (المصدر: جريدة الدستور (يومية – الأردن) بتاريخ 8 جانفي 2009)

 


 غزة والذئاب  

 
ضاع الدم والقميص  وعيون والدنا لن يبصروا  وبشير قافلة الرؤى ضلّ الطريق  وشيوخ خيمتنا أوقدوا نار الحريق رقصوا ….للذئب غنّوا أولموا لحم الغريق كل يا ذئب لا…  تخشى النعيق  كل تخل لحضرتكم دار الشقيق جس في باحها أو خدرها أنت الأخ ذو محرم أنت الصديق ولغ الذئاب وضباع خيمتنا في دمي… يا أخي أين الطريق؟ قل… يا أبي هذا دمي دم صدق غدرا أُريق غاد إلى الخلد زلفى تبّت يداهم لا يداك هذي حروفك يا أخي نسجت خطاك على الطريق  وبنت من غزة العزّ مجد أمتك التليد أنت الشهاب  وطارق الخير في ليلنا الداجي المقيت فدع الضّباع إن ولغت سوف يقتلهم دمك كدم الحسين في تلّة المسعود أو رأس مارون العظيم ودع الضّباع إن رقصوا ستميد تحت نعالهم غزّة والجليل  وتُوقد أُمّنا فحمها تذهب عفن القرود ويضيء لك الطريق    شعر سمير ساسي المصدر جريدة الشرق القطرية الاحد 4 جانفي 2009  

 اضرب عدوّك     اضرب عــدوّك إنّـه لجبــــــــــــان                   أنت الهزبر وغيرك الخرفـــــــان   البـــــاز أنت وقد عـــلا متســامـيا                    بجحورهم يتخبّأ الجـــــــــــرذان   إن مت نلت شهــــادة يشتــــــاقها                    الأبطال في البأساء والفرســــان   والذّنب يُمسح في أُلى قطـــراتــــه                   إنّ الشّهيد دماؤه غـفـــــــــــران   خضت الجهــــاد لكي تنال شهــادة                   واخترت موتك هكذا الشّجعــــان   في عـــزّة مت تحت ضرب قنــابل                    متسلّحا والشّاهد الرّحمـــــــــان   اضرب عـــدوّك وانتقم لطفـــــولة                    وبراءة قد شوّه العـــــــــــدوان   وبـــراعم نزلت بها الأمطـــــــــار                    جارفة لها فتهدّم البســــــــــتان   مزّق ظـــــلام اللّيــــل إنّ الصّبح                     آت نوره في بهجة مـــــــــزدان   أبنــــــــــاء قرد شُتّتوا واليـــوم                      جاؤوا غلّهم من حقدهم غليــان   اضرب ولا تحرج فنصرك قــادم                      واثبت مكانك إنّهم عمــــــــــيان   واصبر فبعـد العـسر يســـرا إنّ                       بعــد العسر يسرا شاءها الدّيّان   اضرب وكبّر هـــــاتـفا الّله أكبر                      وانطلق فسلاحك الإيمـــــــــــان   كلّ الخيـــــانـات الّتي قد فرّخت                       في ظلمة سيبيدها البركــــــــان   ودماؤكم ستسيل تجرف غدرهم                       وسيصمت العملاء والغربـــــان   فلتصمدوا فرستــــان غزّة إنّكم                       أمل لنا يحميكم الرّحمــــــــــــان  
 الأخضر الوسلاتي باريس – جانفي 2009   

أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 11 محرم 1430 الموافق ل 08 جانفي 2009

حــرية و إنـصاف: إنا لله و إنا إليه راجعون

 

انتقل إلى رحمة الله تعالى على الساعة الواحدة من بعد ظهر اليوم الخميس 08/01/2009 السجين السياسي السابق السيد محسن ميهوب الذي وافاه الأجل المحتوم بعد صراع مرير مع المرض إثر جلطة دماغية أصابته في 16/12/2008 الماضي دخل على إثرها في غيبوبة تامة، و ستصلى عليه الجنازة إثر صلاة الجمعة غدا بجامع المختار قبل أن يشيع جثمانه الطاهر إلى مقبرة جرزونة. و السيد محسن ميهوب من مواليد 18/01/1956 و أب لثلاثة أبناء هو سجين سياسي سابق صدر ضده حكم بالسجن مدة 12 سنة و ستة أشهر قضى منها 11 سنة في ظروف قاسية و تعرض أثناء الاعتقال للتعذيب و المعاملة السيئة طوال فترة سجنه و قد سبق أن دخل مرتين في حالة غيبوبة الأولى نتيجة التعذيب الشديد طيلة فترة البحث و الثانية إثر تعرضه للاعتداء بالعنف من قبل أعوان السجن.

و حرية و إنصاف

إذ تتقدم لعائلة الفقيد بأحر التعازي و أبلغ المواساة سائلة المولى العلي القدير أن يتقبله في منازل الشهداء الأبرار و أن يرزق أهله جميل الصبر و السلوان ، تعتبر وفاة الفقيد محسن ميهوب رقما جديدا في قائمة من مات من المساجين السياسيين المسرحين نتيجة معاناتهم الطويلة و المريرة عند الاعتقال و في السجن و ما تعرضوا له من ألوان التعذيب و المعاملة القاسية و الإهمال الصحي. لتقديم التعازي يرجى الاتصال بزوجة الفقيد على الرقم: 00216.20.954.877   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري            


حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي 80 شارع الهادي شاكر، تونس الهاتف: 71841840-71842045 الفاكس: 71842559بسم الله الرحمن الرحيم  Parti De l’Union Démocratique Unioniste 80 Avenue Hédi Chaker –Tunis Tel : 71841840-71842045 Fax :71842559 التاريخ:07/01/2009   E-mail: udu_udu1@yahoo.fr بلاغ صحفي  
تنظم لجنة « مناصرة غزة » التابعة شباب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي أمسية تضامنية مع شعبنا العربي في غزة. وذلك يوم السبت 10 جانفي 2009 بداية من الساعة الثالثة بعد الزوال بقاعة الشهيد صدام حسين بالمقر المركزي للحزب (80 شارع الهادي شاكر تونس). وتتضمن هذه الأمسية : –         معرض صور. –         القاءات شعرية للشاعر الصغير أولاد احمد. –         عرض موسيقى للفنان منير الطرودي.   الدعوة مفتوحة للجميع   عن وحدة الاعلام عبد الكريم عمر  


 بيان الإقرار من  « مسجد ضرار »    
بقلم العيفي اللافي     طالعت عبر موقع تونس نيوز للأخبار بيان صادر عن ما يسمى هيئة تحرير جريدة الوطن الصادرة بالقطر والتابعة لجهاز الإتحاد الديمقراطي الوحدوي مؤرخ في 07 جانفي 2009 بعنوان « بيان توضيحي  » ردا على بيان كان أصدره الطلبة القوميون بالساحة الطلابية التونسية في 05 جانفي 2009 إحتجاجا على نشر الجريدة المذكور لبيانهم المؤرخ في 27 ديسمبر 2008 تنديدا بالعدوان الصهيوني على أبناء شعبنا العربي في غزة دون مشورتهم في محاولة فاشلة لتدجينهم وإحتوائهم داخل هذا الجهاز المشبوه تنفيذا لتعليمات النظام الإقليمي العميل الرجعي في تونس حسب تعبيرهم … ما شدني حقا في البيان الإحتجاجي للطلبة القوميين هو صدقيته ونضاليته وعدم الرضوخ للمساومات الرخيصة والإبتزاز المبتذل في رسالة واضحة على تمسكهم بالخط القومي التقدمي الناصري الصحيح الرافض لإملاءات الأنظمة الإقليمية الرجعية ومن ورائهم الإمبريالية والصهيونية ،أما بيان جهاز الإتحاد الديمقراطي الوحدوي المذكور فكان رد فعل « بافلوفي  » متسرع وسقط في السب الرخيص كاشفا ومقرا مرة أخرى عن طبيعته كجهاز وليس كحزب فكان بيان إقرار وليس بيان توضيحي إعتمد نفس أسلوب الأجهزة الأمنية في القطر التي توظف بعض الجرائد الصفراء (جريدة الحدث مثلا) للرد على المعارضين بأسلوب مبتذل وليس أدل على ذلك إستعمال الجهاز في رده كلمة « حزب » عديد المرات في محاولة يائسة لنفي عنه تهمة الجهاز وطبيعته المنافية أصلا للعمل السياسي وأقول لموظفي ذلك الجهاز :أن بردكم عن هؤلاء الشباب مستقبل الأمة العربية : كاد المريب أن يقول خذوني .فلماذا خيرتم الرد على نقطة موقف الجهاز من دعوة النظام الإقليمي العميل الرجعي في تونس لمجرم الحرب شارون فقط؟والحال تعرفون أن ردكم ملئ بالمغالطات والتزييف؟ومن كان حاضرا في فيفري ومارس 2005 مازال حيا لم يمت !ولماذا لم تردوا على كشف هؤلاء الطلبة عن طبيعتكم الحقيقية؟وكيف نشأ هذا الجهاز ومن أنشأه ولماذا أنشئ أصلا؟وعلاقة الأمين العام السابق للجهاز بالعدو الصهيوني ؟وصفقات الزيت المشبوهة مع شركات الزيوت الصهيونية التي جنى من وراءها ثروات طائلة وكانت من بين الأسباب لمحاكمته وإدانته؟ولماذا لم تردوا على  دفاعكم المستميت في كل المواقع والميادين عن النظام الإقليمي العميل الرجعي في تونس ؟؟؟ أليس معاداة الأنظمة الإقليمية صنيعة الإستعمار من الثوابت القومية!!….. أذكر أنّه في إحدى اللقاءات القليلة مع أحد أعضاء جهاز الإتحاد الديمقراطي الوحدوي ،سألته مازحا :هل يوجد بجهازكم طالب قومي واحد ناشط بالحركة الطلابية التونسية؟ هل هناك نقابيين قوميين ناصريين معروفين بقطاعاتهم منضوين بجهازكم؟وهل أن المحامين القوميين عموما والناصريين خصوصا الناشطين بقطاع المحاماة أعضاء بجهازكم المذكور؟  بل هل يوجد بالجهاز قوميين أصلا؟؟ الإجابة كانت قاطعة بالنفي!!.،فقفز إلى خياله وخيالي سؤال بديهي ومنطقي بعد هذه الإجابة ،ماهي مبررات وجود جهاز الإتحاد الديموقراطي الوحدوي إذن ؟ولماذا يواصل تبنيه فقط للشعارات القومية ؟بعد أن فشل فشلا ذريعا في المهمة المنوطة بعهدته منذ أن أنشأته السلطة في نوفمبر 1988 وهي ضرب المشروع القومي بتونس من خلال عمله الدؤوب على إحتواء جميع القوميين بداخله ،ولماذا لا تبادر السلطة بحل جهازها بعد أن أضحى عبئا ثقيلا عليها ؟وتزامن هذا الفشل مع الإنسحابات المتعددة والمتتالية التي شهدها الجهاز أولها الإنسحاب الكبير إثر مؤتمر بنزرت 1996 وليس آخرها إنسحاب جامعة صفاقس في منتصف شهر جويلية الفارط لأن المكتب السياسي للجهاز المذكور لم يطلب من الجامعة الإجتماع إلا مرة واحدة !!!للإحتفال بذكرى تحول 07 نوفمبر 1987!! مرورا بإنسحاب العديد من أعضاء المكتب السياسي سابقا وحضور أحد أعضاء المكتب السياسي للندوة التي نظمها الحزب الديمقراطي التقدمي يوم 05 جويلية 2008 ،وحضور ثلاثة أعضاء فقط من المكتب السياسي للجهاز في مسيرة الوفاق التي نظمها النظام يوم عطلة غرة جانفي 2009 (راجعوا الصور التي نشرتها جريدة الجهاز)!!!فكان ذلك إقرارا من المنسحبين على فشلهم في تحقيق الشعار الذي رفعوه وهو: » تغيير طبيعة الإتحاد الديموقراطي الوحدوي من جهاز إلى حزب معارض وطني حقيقي  » معولين على تغيير بعض الأسماء في مكتبه السياسي ،وقد راهنا على فشلهم ،وكسبنا الرهان .. لا يختلف إثنان بأن المسألة ليست مرتبطة بالأشخاص بقدر إرتباطها بالهياكل والمؤسسات بإعتبار وأن الإتحاد الديمقراطي الوحدوي جهاز من أجهزة الدولة التونسية تتحكم فيه قانونا، هيكليا وتنظيميا كما تتحكم في بقية أجهزتها،وهذا الوضع المتردي والمترهل لم تنفع معه ما يسمى « بمبادرة الحوار القومي  » التي تم تكليف الجهاز بها، واضعة على ذمته الإمكانيات الإعلامية والمالية والدعائية  ،فكانت كلمة حق أريد بها باطل  ،لأن الحوار حق ،ولأن الحوار القومي/ القومي حق ،ولأن وحدة القوميين بالقطر وبالوطن العربي حق ، ولا يحتاج هذا الحوا ل »حاضنة » وهو مستمر دائما لا ينقطع ،-ـــــ وسبق أن شاركنا في الحوار قبل إستحقاق 2004 فإستنفذ شروطه وغاياته والآن تعيد السلطة الكرة إستعداد لإستحقاق 2009 ،أما الباطل فهو ضرب المشروع القومي وإحتوائه…،والباطل  أن تصدر هذه المبادرة عن جهاز باطل بطلانا مطلقا يعتبر إنشائه جريمة في حق جميع القوميين بأتم معنى كلمة جريمة من توفر جميع أركانها القانونية ووجود فاعل أصلي وشركاء، ففساد النهاية من فساد البداية ،وما بني على باطل فهو باطل، فكان فشلها الذريع مصيرها الحتمي من خلال رفضها رفضا مطلقا من جل الإخوة المناضلين  بالقطر وخارجه وقوبلت هذه المواقف المشرفة من هؤلاء المناضلين الصادقين بالسب والشتم والقذف ونعتهم بأبشع النعوت إلى حد إعتبار أن كل من لا يتفاعل مع مبادرة السلطة التي كلف الجهاز بتنفيذها يتماهى مع المخططات الإمبريالية والصهيونية!،يا لطيف !!!هكذا؟ ونسي مخططات السلطة التي أرادت من هذه المبادرة أن تكون حلقة من حلقات ضرب المشروع القومي الناصري وإحتوائه الذي بدأ منذ عشرين سنة والفاشل بالضرورة ، وراهنا على فشل مبادرة السلطة هذه وكسبنا الرهان….. وتزامن هذا الرفض الداخلي مع رفض خارجي وعدم الإعتراف به من القوى الناصرية في الوطن العربي جسدته واقعة طرد ممثل الجهاز المذكور من القواعد الناصرية بالقطر المصري أثناء محاولته إلقاء كلمة  بالمؤتمر السنوي العام  للحزب العربي الديمقراطي الناصري المنعقد بالقاهرة في ديسمبر 2006 وإنزاله من المنصة متهمين إياه أنّه يمثل جهازا تابعا للحكومة التونسية ولا يمثل حزبا!!وتم رفض تمثله بالمؤتمر الناصري العام  الذي يضم مختلف القوى الناصرية بالوطن العربي من أحزاب وتنظيمات ومنظمات ومؤسسات وشخصيات ناصرية بالرغم من محاولاته المتكررة وقد حاول أحد أعضاء موظفي الجهاز المذكور ربط علاقات مع الإتحاد الإشتراكي العربي الديمقراطي في القطر العربي السوري أثناء إنعقاد مؤتمر حق العودة بدمشق خريف 2008 فمنيت محاولته بالفشل الذريع ولنفس الأسباب:إنّه جهاز تابع للحكومة التونسية وليس حزبا يحمل المشروع القومي الناصري!!! ….. وتعويضا عن هذا الضعف الهيكلي والرفض الداخلي والخارجي ،إزدادت عزلة جهاز الإتحاد الديمقراطي الوحدوي  فأرتفعت سرعة إرتماء ه في أحضان السلطة ،فاتحا طريقا سريعة معها وأصبح ملكيا أكثر من الملك ،حتى أنه أصبح يقوم بأعمال ويصدر تصريحات وبيانات لم تطلبها السلطة أصلا في سياق التنافس المحموم بينه وبين بقية أحزاب المخزن في كسب ود السلطة ورضائها، وهم على أبواب إنتخابات 2009 طمعا في الحصول على المرتبة الأولى في عدد مقاعد البرلمان المخصصة لهم !! مما أثار إمتعاض أعضاء بالحزب الحاكم ونوابه بالبرلمان لأنهم لم يترك لهم شيئا يقومون به ،وكان نبراسه في ذلك الإنتصار الدائم  للنظام القائم وحزبه الواحد الوحيد ودفاعه المستميت عن ولي النعمة عوضا عن الإنتصار لقضايا شعبنا وأمتنا (غيابهم الكلي عن محاكمات أهالي الحوض المنجمي الجائرة ،صمتهم المريب على تردي أوضاع حقوق الإنسان والحريات السياسية بالقطر،قبولهم بسياسة التطبيع التي تنتهجها السلطة مع العدو الصهيوني والتي تجلت أخيرا بالمؤتمر الواحد والثلاثين للإتحاد الدولي للجغرافيين المنعقد بتونس في شهر أوت 2008 ،تبرير إخفاقات النظام الإقليمي الرسمي التونسي الإقتصادية والإجتماعية والسياسية …..). لقد ساهمت السلطة عبر هذا الجهاز وغيره من أحزاب المخزن في إفساد الحياة السياسية بالقطر وإقتصر العمل السياسي عندها في كيفية الوصول للبرلمان عبر رئاسة القائمة الإنتخابية !وكيف تصبح سفيرا بالسودان أو مالي أو السنغال؟ بإستعمال جميع الوسائل المشروعة وغير المشروعة وتحولت فضاءات وكواليس تلك الأجهزة إلى حلبات للتقاتل والتطاحن الداخلي  يتلقون فيها فنون الوصولية والإنتهازية وحبك المؤامرات والدسائس ضد بعضهم البعض …وقصة هؤلاء أضحت معروفة لدى القاصي والداني ،لدى الصغير والكبير ولا تحتاج لإثبات ،فإثبات الواضحات من الفاضحات، وهو وضع شبيه بوضع مصر قبل الثورة الناصرية المجيدة حين كان « الوفديين » و »السعديين » والدستوريين الأحرار يتسابقون على كسب رضاء وود الأنقليز والقصر الملكي ،وإن كانت هذه الحالة لا تمنع من وجود بعض »الإخوة » الصادقين بذلك الجهاز المروع الذي لا روعة فيه، ممن إنطلت عليهم الحيلة وغرر بهم مستغلين صدقهم وماضيهم النضالي المشرف وما عليهم إن كانوا مناضلين حقا وصادقين فعلا مغادرة ذلك الجهاز حالا كما فعل غيرهم –  والمساهمة مع بقية إخوتهم في بناء حركة سياسية ناصرية، مستقلة،ديمقراطية معلنة،مناضلة، واحدة وموحدة بتونس،كمشروع جامع لجميع الإخوة الناصريين داخل القطر وخارجه  دون إقصاء أو إستثناء .. لأن المناضل الناصري الحقيقي لا يكتفي بلعن الظلام بل يشعل ألف شمعة، إشعال لشمعة في الدرب الطويل ،شمعة تضيء لنا طريق المستقبل على درب لم شمل الناصريين بتونس والإنتقال بهم من تيار فكري شللي فوضوي سري مشتت وتابع إلى مشروع سياسي منظم ،مناضل عبر الإلتحام بقوى شعبنا في الواقع والدفاع عنها بفضل إستقلاليته متمسكا بالثوابت الناصرية،فالرجوع إلى الفضيلة خير من التمادي في الرذيلة ،والعودة إلى الحق أسلم وأنجع من التمسك بالباطل، ولن تفيدهم بيانات الإقرار الصادرة عن مسجد ضرار الباطل ،فهذا المسجد  لم يكن يوما من الأيام مكان للتعبد والصلاة بل كان مكان للتآمر على الأمة وثوابتها وشق صفوف المؤمنين ،يقول الله تعالى: » والّذِيْنَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَارَاً وَكُفْراً وَتَفْرِيْقاً بَيْنَ المُؤمِنِينَ وإرْصَادَاً لِمَنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحلِفُنَّ إنْ أرَدْنَا إلاَّ الحُسْنَى وَاللهُ يَشْهَدُ إنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ لاَ تَقُمْ فيه أبَدَاً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلى التَّقْوَى مِنْ أوّلِ يَوْم أحَقَُّ أنْ تَقُومَ فيهِ فيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ المُطَّهِّرِينَ أفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَه على تَقَوى مِنَ اللهِ ورِضْوَان خَيْرٌ أمْ مَنْ أسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُف هَار فانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ واللهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ  »    صدق الله العظيم التوبة-109 107 فهل من باب الصدفة أن يكون عدد من كلفتهم السلطة بتأسيس جهاز الإتحاد الديمقراطي الوحدوي سنة 1988(ولم يكن من بينهم ناصريا واحدا) يقارب عدد من بنى مسجد ضرار؟!وهل صدفة كذلك  أن تنطلق فكرة بناء مسجد ضرار من المنافق أبو عامر الراهب وملك الروم هرقل؟! وقصة مسجد ضرار هذه قصة معبرة وبليغة ،مليئة بالحكم والعبر على الشباب العربي معرفتها وبالتفاصيل بعيد عن أي إسقاط تاريخي ، فقد حملت إلينا كتب السيرة والتاريخ تفاصيل هذه القصة ننقلها حرفيا كما وردت : »…  أنه كان بالمدينة قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها رجل من الخزرج يقال له أبو عامر الراهب وكان قد تنصر في الجاهلية وقرأ علم أهل الكتاب وكان فيه عبادة في الجاهلية وله شرف في الخزرج كبير فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرا إلى المدينة واجتمع المسلمون عليه وصارت للإسلام كلمة عالية وأظهرهم الله يوم بدر شرق اللعين أبو عامر بريقه وبارز بالعداوة وظاهر بها وخرج فارا إلى كفار مكة من مشركي قريش يمالئهم على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتمعوا بمن وافقهم من أحياء العرب وقدموا عام أحد فكان من أمر المسلمين ما كان وامتحنهم الله عز وجل وكانت العاقبة للمتقين وكان هذا الفاسق قد حفر حفائر فيما بين الصفين فوقع في إحداهن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصيب ذلك اليوم فجرح وجهه وكسرت رباعيته اليمنى السفلى وشج رأسه صلوات الله وسلامه عليه وتقدم أبو عامر في أول المبارزة إلى قومه من الأنصار فخاطبهم واستمالهم إلى نصره وموافقته فلما عرفوا كلامه قالوا : لا أنعم الله بك عينا يا فاسق يا عدو الله ونالوا منه وسبوه فرجع وهو يقول : والله لقد أصاب قومي بعدي شر , وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دعاه إلى الله قبل فراره وقرأ عليه من القرآن فأبى أن يسلم وتمرد , فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يموت بعيدا طريدا فنالته هذه الدعوة ; وذلك أنه لما فرغ الناس من أحد ورأى أمر الرسول صلى الله عليه وسلم في ارتفاع وظهور ذهب إلى هرقل ملك الروم يستنصره على النبي صلى الله عليه وسلم فوعده ومناه وأقام عنده وكتب إلى جماعة من قومه من الأنصار من أهل النفاق والريب يعدهم ويمنيهم أنه سيقدم بجيش يقاتل به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويغلبه ويرده عما هو فيه , وأمرهم أن يتخذوا له معقلا يقدم عليهم فيه من يقدم من عنده لأداء كتبه ويكون مرصدا له إذا قدم عليهم بعد ذلك , فشرعوا في بناء مسجد مجاور لمسجد قباء فبنوه وأحكموه وفرغوا منه قبل خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك وجاءوا فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي إليهم فيصلي في مسجدهم ليحتجوا بصلاته فيه على تقريره وإثباته وذكروا أنهم إنما بنوه للضعفاء منهم وأهل العلة في الليلة الشاتية فعصمه الله من الصلاة فيه فقال  » إنا على سفر ولكن إذا رجعنا إن شاء الله  » فلما قفل عليه السلام راجعا إلى المدينة من تبوك ولم يبق بينه وبينها إلا يوم أو بعض  اليوم نزل عليه جبريل بخبر مسجد الضرار وما اعتمده بانوه من الكفر والتفريق بين جماعة المؤمنين في مسجدهم مسجد قباء الذي أسس في أول يوم على التقوى . فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك المسجد من هدمه قبل مقدمه المدينة كما قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في الآية هم أناس من الأنصار بنوا مسجدا فقال لهم أبو عامر ابنوا مسجدا واستعدوا بما استطعتم من قوة ومن سلاح فإني ذاهب إلى قيصر ملك الروم فآتي بجند من الروم وأخرج محمدا وأصحابه فلما فرغوا من مسجدهم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له قد فرغنا من بناء مسجدنا فنحب أن تصلي فيه وتدعو لنا بالبركة فأنزل الله عز وجل  » لا تقم فيه أبدا  » إلى قوله  » الظالمين وكان الذين بنوه اثني عشر رجلا : 1)خذام بن خالد من بني عبد بن زيد أحد بني عمرو بن عوف ومن داره أخرج مسجد الشقاق و2) ثعلبة بن حاطب من بني عبيد و3) موالي بني أمية بن زيد و4) معتب بن قشير من بني ضيعة بن زيد و5) أبو حبيبة بن الأزعر من بني ضبيعة بن زيد و6) عباد بن حنيف أخو سهل بن حنيف من بني عمرو بن عوف و7) حارثة بن عامر وابناه8) مجمع بن حارثة و9) زيد بن حارثة و10) نبتل الحارث وهم من بني ضبيعة و مخرج وهم من بني ضبيعة و11) بجاد بن عمران وهو من بني ضبيعة ووديعة بن ثابت و12) موالي بني أمية رهط أبي لبابة بن عبد المنذر . وقوله  » وليحلفن  » أي الذين بنوه  » إن أردنا إلا الحسنى  » أي ما أردنا ببنيانه إلا خيرا ورفقا بالناس قال الله تعالى  » والله يشهد إنهم لكاذبون  » أي فيما قصدوا وفيما نووا وإنما بنوه ضرارا لمسجد قباء وكفرا بالله وتفريقا بين المؤمنين الفاسق الذي يقال له الراهب لعنه الله …. » (إنتهت القصة) فهل مصادفة فشل جهاز الإتحاد الديمقراطي الوحدوي في المهمة المنوطة بعهدته كفشل مسجد ضرار بعد أن أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بهدمه وحرقه؟ أما ذلك الجهاز فلا يحتاج الهدم لأنه ولد ميتا أصلا وجثة هامدة !!والله أعلم.  

حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ نشرة الكترونيّة عدد  85 – 08 جانفي 2009

 

 
تونس
عاشت جلّ مناطق البلاد التونسيّة ومدنها المظاهرات ووقفات احتجاجية واجتماعات حزبيّة ونقابيّة عبّر فيها المشاركون عن مساندتهم لأهالي غزّة وتنديدهم بالعدوان الصهيوني. وردّد المشاركون شعارات  ذكّروا فيها بتمسّكهم بخيار المقاومة معربين في نفس الوقت عن سخطهم تجاه مواقف الأنظمة العربيّة المتخاذلة. مسيرة 1 جانفي: كان والي تونس قد رخّص لمسيرة إلا انّه حدّد يوم 1 جانفي موعدا لها. شاركت فيها مكوّنات المبادرة الوطنيّة من أجل الديمقراطيّة والتقدّم، حيث انطلقت من مقرّ حركة التجديد الكائن في شارع الحريّة مرورا بساحة الجمهورية ثمّ بشارع جون جوريس رافعة لافتات للمبادرة وأخرى خاصّة بكلّ حزب. وفي مدخل شارع محمد الخامس التقى موكب المبادرة بموكب اتحاد الشغل وبنشطاء حزب التكتّل الديمقراطيّ والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان ومنظمة العفو الدولية والاتحاد العام لطلبة تونس ليشكّل الجميع مسيرة ضمّت ما يقارب الـ10 آلاف مواطن تظاهروا جنبا إلى جنب مدّة ساعة. ولكنّ قوّات الأمن تدخّلت قبل الوصول إلى المكان المقرّرلانهاء المسيرة لتعنّف عددا من المناضلين والمناضلات نذكر من بينهم الرفيق سمير بن ريّانة عضو الهيئة التأسيسية لحزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ. في الجهات: صفاقس: نظم الاتحاد الجهوي للشغل بمدينة صفاقس يوم الجمعة 2 جانفي مسيرة كبيرة فاق فيها عدد المتظاهرين الـ15000، شاركت فيها كل النقابات تقريبا مثل نقابات النسيج والسكك الحديدية والصحة الخ… هذه الجهة تشهد منذ يوم الأحد 28 ديسمبر ودون توقّف حركات المساندة والاحتجاج. قفصة:عاشت المدينة يوم الثلاثاء 06 جانفي إضرابا عامّا كانت قد دعت اليه الهيئة الإدارية للاتحاد الجهوي للشغل بالجهة احتجاجا على المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزّة ومساندة لنشطاء حركة الحوض المنجمي. وكان الاضراب ناجحا اذ فاقت نسبة المشاركة الـ85 بالمائة. وفي يوم السبت 3 جانفي عرفت مدن بنزرت وسوسة والقيروان وتطاوين وجندوبة مسيرات حاشدة وصل عدد المشاركين في بعضها الـ5000 مواطن، وانطلقت جميعها من مقرّات الاتحادات الجهوية للشغل في كلّ جهة. الحركة التلمذية والطلابيّة: أمّا يوما الاثنين والثلاثاء 5و6 جانفي فقد انتظمت مسيرات تلمذية وطلابيّة خرجت من عديد المعاهد والكليات، نذكر منها تلك التي شهدتها مدن تونس وبنعروس واريانة ونابل وقابس والقصرين وقبلي وطبربة والشابة وجرجيس والسواسي والمكنين. تضامن جمعيّاتي: من جهة أخرى، فقد نظّمت الجمعيّة التونسيّة للنساء الديمقراطيات وجمعية النساء التونسيات من أجل البحث والتنمية يوم 31 ديسمبر امسية احتجاجية من أجل فلسطين دامت من الساعة السابعة مساء إلى الحادية عشرة ليلا وشارك فيها عدد من النشطاء.  وتجمّع يوم الثلاثاء 6 جانفي مئات المحامين أمام قصر العدالة في تونس العاصمة تنديدا بمجزرة غزّة ومساندة للمقاومة الفلسطينية وكان من بين المتدخّلين العميد عبد الستار بن موسى.  تونس- العفو الدولية، تظاهرة: تعقد منظمة العفو الدولية تظاهرة تحت عنوان « الوضع الإنساني فـي غزة » وذلك يوم السبت 10 جانفي 2009 بداية من الساعة الثالثة بعد الظهر بمقر الفرع الكائن ب67 شارع أم كلثوم، المدرج بالطابق الثالث، تونس العاصمة. أمريكا اللاتينيّة تتضامن مع غزّة: شهدت العديد من دول أمريكا اللاتينية مسيرات احتجاج ضدّ العدوان الصهيوني على غزّة ووقفات مساندة وتضامن مع الفلسطينيين نذكر من بينها كولمبيا والشيلي وفنزويلا والاكوادور ونيكارغوا وكوبا والمكسيك والارجنتين. وكانت الحكومة الكوبية قد اصدرت بيانا نشرته جريدة « الشبيبة المتمرّدة » عبّرت فيه عن تنديدها الشديد لعملية « الابادة » التي تقوم بها الحكومة الصهيونية واصفة ايّها بـ »العمليّة العسكريّة المجرمة »، وداعية « المجتمع الدولي إلى التجنّد من أجل المطالبة بوقف الهجمات ضدّ السكاّن الفلسطينيين المدنيين. » وفي بوليفيا، صرّح الرئيس ايفو مورالس قائلا « ليس بامكان الولايات المتّحدة الأمريكية المواصلة في استعمال دولة مثل اسرائيل لمهاجمة دول في طور التحرّر »، واصفا العدوان الصهيوني بالـ »متوحّش ». أمّا في الاكوادور فقد ندّدت احدى اللجان البرلمانية المساندة للرئيس كورييا « بارهاب الدولة والجرائم ضدّ الانسانيّة ». من جانبه، فقد طرد الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز سفير دولة الكيان الصهيوني من فنزويلا وكان قد صرّح قبل ذلك قائلا  » يجب ان يمثل الرئيس الاسرائيلي أمام محكمة دولية، وإلى جانبه رئيس الولايات المتّحدة »، ووصف جيش الكيان الصهيوني بالجيش « الجبان » الذي « يهاجم أناسا وهم مرهقون ونيام وأبرياء » كان قد « أوهنهم الحصار ». تجدر الاشارة بأنّها المرّة الثانية التي يتمّ فيها طرد السفير الصهيوني من فنزويلا خلال سنتين، حيث كانت المرّة الأولى بسبب عدوان الجيش الصهيوني على لبنان في صائفة 2006. أوروبا: انتظمت المسيرات المساندة للشعب الفلسطيني في جلّ العواصم والمدن الأوروبية الكبيرة منذ اليوم الأوّل للعدوان. في اسبانيا على سبيل المثال، تعرف المدن الكبرى مثل مدريد وبرشلونة وقفات احتجاجيّة شبه يوميّة وتمّ تنظيم مسيرات في عشرات المدن الاسبانيّة. كما قام عدد كبير من الجمعيّاّت والتنظيمات الماركسيّة والنقابات العمّاّلية بالدعوة لمسيرات يوم الأحد 11 جانفي. ويبدو أنّ نهاية هذا الاسبوع ستكون حافلة بالمسيرات في أغلب الدول الأوروبية من بريطانيا إلى اليونان. الحركات الاحتجاجيّة تسعى إلى الضغط على حكومات دولها التي لا تبدي استعجالها لوقف المجازر الصهيونية (هو نفس موقف حكومات الانظمة العربية). الولايات المتّحدة الأمريكية: يزاوج موقف الحكومة الأمريكية الحالية بين الدعم اللامشروط لسياسة الكيان الصهيوني الاجرامية عبر تبريرها المتواصل حيث « يتفهّم » جورج بوش « رغبة اسرائيل في حماية نفسها »، واعاقة كلّ المحاولات الساعية لايقاف المجزرة قبل ان تحقّق دولة الكيان الصهيوني أهدافها. نفس السياسة ينتهجها الرئيس الجديد الذي فضل مواصلة لعب الغولف وزيارة مسابح الدلافين من جهة والتأكيد على خصوصية العلاقة التي تربط بلاده بالكيان الصهيوني ورغبته في احترامها والمحافظة عليها من جهة أخرى.  
 
ـ بـيــان ـ ـ لنواجه العدوان لنتصدى للجريمة ـ

 

أقدم الكيان الصهيوني على شنّ عدوان عسكري إجرامي على أبناء الشعب العربي الفلسطيني في غزة عدوان مازال متواصلا ذهب ضحيته مئات الشهداء وأوقع مئات الجرحى من المواطنين العزّل. إنها جرائم حرب ضدّ الإنسانية تذكر بأعمال النازيين والاستعماريين في أحلك فترات التاريخ البشري. -إنّ حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ إذ يدين بشدة هذه الجرائم يؤكد أنها متوقعة من كيان عنصري مبني على سياسة الاستعمار الاستيطاني والتطهير العرقي التي أفضت وتفضي إلى تشريد أبناء فلسطين من وطنهم واغتصاب حقوقهم، وزرع قطعان المستوطنين في ديارهم. –  وهو يؤكد أن هذا العدوان قد تمّ في ظل حماية الامبريالية الأمريكية لهذا الكيان هذه الامبريالية التي صعّدت من توجهاتها العدوانية إزاء الشعوب والأمم المضطهدة وخير دليل على ذلك استعمارها المباشر للعراق وجرائم الحرب التي ترتكبها فيه وفي غيره من بقاع الأرض. – كما أنّ هذا العدوان قد تمّ في ظل تواطؤ عربي من أنظمة باتت حريصة على تصفية المقاومة والانخراط السافر في مسار التطبيع مع العدو الصهيوني والانخراط في مشاريع الهيمنة الامبريالية المطروحة في المنطقة العربية، والتي تنشط للدعاية لها أطراف عميلة تسعى لتصفية النضال الوطني والإجهاز على مشاريع التحرر التي تمثّل المقاومة عمادها الأساسي. –  في هذا الظرف الدقيق يدعو حزب العمل كلّ القوى السياسية الوطنية واليسارية التقدمية وكلّ القوى الديمقراطية المناضلة ضدّ الهيمنة الامبريالية وكل الأحزاب والنقابات والجمعيات وكلّ المواطنين الرافضين للظلم إلى التجند لنصرة أهل غزة والتعبير بكل الوسائل عن رفضهم لهذه الجريمة الصهيونية. – وللعمل على تحقيق موقف سياسي فاعل رسميا وشعبيا يتصدى للعدوان وينتصر للمقاومة والصمود. -وتنظيم حملات التضامن المادي لكسر الحصار وإيصال المساعدات الإنسانية و فتح المعابر. عاش صمود الجماهير المناضلة في فلسطين المجد للمقاومة والخزي للصهاينة والامبرياليين وعملائهم حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ تونس في 28/12/2008  
 
بيان المبادرة الوطنيّة من أجل الديمقراطيّة والتقدّم

 

   يتواصل العدوان الغاشم الذي تشنه القوات الصهيونية على الشعب الفلسطيني في غزّة لليوم الثالث على التوالي، مخلّفا مئات القتلى والجرحى، والدّمار الذي ينسف البنى التحتية إلى جانب الحصار الذي يعطل كل المرافق الحيوية.  إنّها جريمة ضدّ الإنسانية، تؤكّد من جديد أن الطغمة العسكرية الإسرائيلية لا تتقيّد بمواثيق الأمم المتحدة والمعاهدات الدولية، وتكشف رفضها لكل حلّ سلمي يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في التحرّر الوطني وبناء دولته المستقلة.  ولم يكن بوسع آلة الحرب الإسرائيلية أن تواصل عدوانها لولا عجز النظام العربي الرّسمي عن اتخاذ إجراءات دنيا لحماية الشعب الفلسطيني وردع العدوان.  في هذه الأوقات العصيبة، فإن المبادرة الوطنيّة من أجل الديمقراطّية والتقدّم:  – تعبر عن استنكارها وتنديدها الشديد لهذا العدوان الممنهج الذي تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي ضدّ الشعب الفلسطيني في غزة، في ظل عجز فاضح لجميع دول العالم بما فيها الدّول العربية.  – تتوجّه بنداء إلى كل القوى الوطنية لتكثيف جهودها من أجل وقفة حازمة للتعبير عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه في هذه المحنة.  – تحمّل الدول العظمى والدول العربية مسؤولية ترك العدوان يتواصل دون اتخاذ إجراءات حازمة لإيقافه.  – تناشد جميع قوى السلم والحرية في العالم للضغط بغاية ردع المعتدي وإيقاف الجريمة.  – تعبّر عن تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني في هذه المحنة، ولها كل الثقة في قدرته على تجاوزها في إطار بناء الوحدة الوطنية الضرورية لمجابهة العدو المشترك. المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطيّة والتقدّم تونس في 29 ديسمبر 2008  
 
بيان سياسي جماهيري صادر عن قيادة قوى اليسار الفلسطيني
عقدت في غزة الخميس الموافق 1/1/2009 قيادة جبهة اليسار المكونة من القوى الثلاث (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وحزب الشعب الفلسطيني، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين) اجتماعاَ تدارست فيه سبل التصدي للعدوان المجرم المتواصل على شعبنا وبما يعزز الصمود والقدرة على مقاومة هذا العدوان وأصدرت البيان التالي: يتواصل العدوان المجرم على شعبنا ويرتفع عدد الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ وتتضاعف البيوت التي تدمر على ساكينها دون تمييز، ويستمر صمود شعبنا ومقاومته التي تجسد وحدة الشعب ووحدة المقاومة بكل فصائلها وأذرعها… فتحية لك يا شعبنا وتحية لكم أيها المقاومين الميامين.. إن ما يسطره شعبنا هذه الأيام يتطلب من الجميع أن يتحمل مسئولياته بالوفاء لهذه التضحيات والاستجابة لكل ما من شأنه أن يعزز صمود هذا الشعب ويوحد صفوفه ويعزز قدرته على مواجهة هذا العدوان الغاشم. لقد تكررت نداءاتنا لمعالجة الانقسام ودعوتنا للحوار الوطني الشامل الذي يمكّن من استعادة وحدتنا الوطنية وقد وجدنا فيما سمعناه أمس من الأخوين الرئيس أبو مازن، والأخ إسماعيل هنية جوانب إيجابية بهذه الوجهة. وإننا نستقبل بترحاب تأكيد الطرفين على أن تناقضنا الرئيس مع العدو الإسرائيلي والدعوة إلى وقف الحملات المتبادلة التي يستهجن شعبنا استمرارها في مثل هذه الظروف والدعوة والاستعداد الذي أبدياه للحوار والمصالحة الوطنية، فإننا نرى أن الوقت من دم وتضحيات.. ولا يكفي أن نردد كلاماً طيباً بل أصبح المطلوب التحرك الفوري وبخطوات ملموسة وجدية تمكّن من الشروع اليوم قبل الغد بالحوار الوطني الشامل الوحدوي المنشود. أبناء شعبنا البواسل.. وأنتم تسطرون أروع آيات الصمود والبذل والعطاء فإننا ندعوكم إلى ما يلي: أولاً: التنسيق الميداني لغرف عمليات موحدة بين كل أذرع المقاومة بدون استثناء بما يمكّن من تنظيم المقاومة والمجابهة الوطنية وتوسيعه وذلك على طريق جبهة المقاومة الموحدة التي تنظم صفوف كل الشعب في مواجهة هذا العدوان الذي يستهدف الجميع ويصطف الجميع في مواجهته. ثانياً: تشكيل اللجان الشعبية في المخيمات وأحيائها وفي كل أحياء المدن والقرى بحيث تضم في صفوفها كل من هو مستعد للمشاركة من القوى السياسية ومنظمات المجتمع الأهلي والشخصيات الوطنية لتكون هذه اللجان عناوين وأطر لتنظيم كل أشكال التضامن والتكافل والإغاثة والعون لكل ما يحتاجه. ثالثاًً: تقوم هذه اللجان بالتنسيق والتواصل المطلوب والممكن مع وكالة الغوث والمؤسسات البلدية والرسمية عموماً بما يمّكن من توحيد العمل وتوفير أعلى درجات التضامن والإغاثة المطلوبة. كل التحية لكم يا أبناء شعبنا البواسل المجد للشهداء والنصر للمقاومة والشفاء العاجل للجرحى الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين حزب الشعب الفلسطيني الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين 2/1/2009م قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ info@hezbelamal.org للاتصال بنا : aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى SUBSCRIBE  للإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها  aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى UNSUBSCRIBEلفسخ الإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها   http://www.hezbelamal.org/ موقع حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ  

جملة من الأسئلة والخواطر تفاعلا مع رأي الأستاذة آمال قرامي

   

كتبت الجامعية التونسية أمال قرامي بتاريخ 2 جانفي  مقالا حول ما يجري في غزة بحثت فيه عن الرابح الاكبر. وبعد استعراض مطول لقائمة الرابحين والخاسرين بأسلوب لا يخلو من السخرية خاصة عندما يتعلق الأمر بالرابحين الذين لا يروقون لها خلصت إلى اعتبار الرابح الأكبر مما يجري « الخطاب الديني المتطرّف: التعبئة الدينيّة التي تنهض بها كلّ الحركات الجهادية وغيرها » واعتبرت أن هذه المعادلة الجديدة ستؤدي إلى « إسقاط الدعوات لحوار الأديان وحوار الثقافات والحضارات و سيتوارى الخطاب العقلاني ليفسح المجال للخطاب العاطفي الانفعالي و ستهتز الثقة في خطاب حقوق الإنسان ،وفي إيطيقا الإعلام ودوره في نقل الحقيقة ».وأنذرتنا الجامعية المتنورة أستاذة دراسات الجندر بقسم الحضارة بجامعة منوبة بمزيد من « الكره والمقت والدوغمائية وحرصا أكبر على الانغلاق الفكري وسعيا إلى إقامة الجدران العازلة بين الأنا والآخر سواء في الداخل أو الخارج … و تصفيات جسدية وتاريخا من العنف اللفظي والرمزي والمادي ». ولن نقف كثيرا عند تصنيف الخطاب ضمن مدرسته الفكرية والعقائدية حتى لا نتهم بالتجني على الموضوعية  أو بالتكفير وتصبح الأستاذة ضحية أخرى تجند لها عرائض المساندة ضد التكفير وهي الموجة المنتشرة بكثرة هذه الأيام خاصة لدى النخبة العلمانية في تونس. ولكن ذلك لا يمنعنا من الإشارة إليه بناء على انه لا يمكن عزل أي خطاب عن مرجعيته النظرية  ونحسب  انه يندرج ضمن التيار الجديد من الفكر العلماني الذي يحاول ان « يحرر » المجتمعات العربية والاسلامية من كل ارتباط لها بالثقافة والتاريخ الخاصين بدعوى الانفتاح على الاخر والكونية وتعدد إمكانات التأويل فيما يخص النص الديني أساسا . وهي موجة تبرز بصفة جلية لدى النخبة العلمانية في تونس أكثر منها في المشرق خاصة لدى تلامذة الأستاذ عبدالمجيد الشرفي. ولسنا هنا بصدد مناقشة أسس التفكير او المنهج لدى هذا التيار وقد نعود إليه في مناسبة أخرى ولكن وقفنا عند هذه النقطة لنستعين بها على فهم متضمنات هذا الخطاب الذي يبشرنا بالويل والثبور نتيجة   صمود المقاومة في فلسطين وتزعم التيار الإسلامي ممثلا في حماس هذه المقاومة. ولا يمكن لأي دارس نزيه أن يغفل دور هذه المرجعية في تحديد هذا الموقف من المقاومة وهو موقف سبق أن سجلناه لدى رجاء بن سلامة أستاذة الأدب الحديث بنفس الجامعة إبان حرب تموز على لبنان  . فالمقاومة هنا تتناقض جوهريا أو بالأحرى تقف سدا منيعا أمام تقدم هذا المشروع الذي يدعوا إليه هؤلاء باعتبارها  تحيل إلى مرجعية تهدد موقعهم الاجتماعي فالصراع على الافكار أو على الرموز واحتلال الساحة الثقافية من قبل تيار أو آخر يعطي لهذا الفريق الاجتماعي أو ذاك ميزات أساسية في عملية السيطرة التي يدخل فيها بتعبير الدكتور برهان غليون.لكن السؤال الذي يطرح هنا كيف يمكن لمقاومة مسلحة ان تهدد موقعا اجتماعيا لنخبة ذات مشروع فكري؟يمكننا هنا ان نعكس الصورة لنجيب عن هذا السؤال بمعنى لماذا تقاوم الأستاذة قرامي ما تتوهم انه يهدد مشروعها الفكري؟ يحتاج هذا السؤال إلى تعريف المقاومة وهي في نظرنا الخطوة الأول التي تسبق تأسيس الفعل بالنسبة للإنسان  وبلغة أكثر دقة لا يمكن للإنسان أن يكون إذا لم تكن له إرادة مقاومة بصرف النظر عن شكلها الذي تحدده الظروف الموضوعية من الشكل الفكري والسلمي الى الشكل المسلح. و إذا سلمنا بأن الأستاذة قرامي ومن لف لفها تقاوم أقررنا بانها  إنسان له إرادة فعل وهو ما يجعلها في حرج فكري وعملي كبير حين تضن بهذه الميزة على غيرها فهي إما انها تعتبر هؤلاء  لا يمتون إلى الإنسانية بصلة بحكم فقدانهم لإرادة الفعل أو أنها تقرها لهم ولكن وفقا لما تراه هي وفي الحالتين هي تمارس شكلا من الوصاية وترفض أن يكون هذا الآخر مختلفا عنها  وذاتا حرة مريدة وبالتالي تقع فيما حذرتنا منه من إمكان سيطرة الفكر المنغلق وغياب الحوار.هذا من الناحية النظرية بإيجاز. أما من الناحية العملية فأنا أود أن أسأل الأستاذة ومن يدور في فلكها ألا يتحمل صاحب الفكر الحر المنفتح مسؤولية ما يوجد من انغلاق لأنه ببساطة يمارس الإقصاء أو يقره؟ ألم يسأل العلمانيون أنفسهم لماذا يوجد هذا النمط من التفكير في مجتمع تهيمن فيه النخبة المتنورة على الجامعات ومراكز البحوث والدراسات والمعاهد؟ ألا يعد ذلك فشلا أم  أن الأمر يحتاج إلى دراسة أكثر عمقا بعيدا عن الانفعالات العاطفية والتخوفات الايديولوجية ؟من الذي مارس العنف  ويمارسه الآن أليسوا أصحاب المشاريع العلمانية المتطرفة التي تأسست عليها الدولة الوطنية الحديثة ومارست الإقصاء بدعوى أن المعنفين أعداء الثورة والديمقراطية ؟ جملة من الأسئلة والخواطر أردت أن أتفاعل معها مع رأي الأستاذة قرامي عسى ان نساهم في النهوض الحقيقي بواقعنا وامتنا. يوسف الأخضر  باحث جامعي


تونس ترفع سعة التدفق العالي للأنترنت

 

تونس ـ العرب أونلاين ـ منال العابدي: أعلن وزير تكنولوجيات الاتصال بتونس الحاج قلاعي أن بلاده قررت الترفيع في سعة ربط البلاد بالشبكة الدولية للانترنت من 8.75 جيغابيت في الثانية إلى 11.1 جيغابيت في الثانية. ويبلغ عدد المشتركين بالسعة العالية عبر خطوط « أ.د.أس. أل » ADSL 212 ألف مشترك 46 بالمئة منهم يتمتعون بسعة تدفق تتجاوز 512 كيلوبايت في الثانية. وحسب الوزير التونسي سيتم الإعلان في شهر جوان القادم عن المشغل الجديد الذى سيفوز بطلب العروض الدولي الخاص باقامة واستغلال شبكة للاتصالات القارة من هاتف وانترنات وتوفير الهاتف الجوال الثاني والهاتف الجوال من الجيل الثالث في تونس. واوضح الحاج قلاعي ان 13 موسسة خليجية واخرى اوروبية اظهرت اهتمامها بطلب العروض. وافاد ان الهدف من اسناد اجازة ثانية لمشغل اتصالات جديد يتمثل في مزيد دعم الجهود في اتجاه تعصير البنية التحتية الاتصالية الى جانب تطوير خدمات الانترنات ذات السعة العالية وخاصة الموجهة الى الموسسات والتحكم في الكلفة وتعزيز المنافسة ودعم التجديد وتنويع الخدمات وتطوير المضامين الرقمية. وبين ان من خاصية هذه الشبكة انفتاحها على كافة التكنولوجيات المتوفرة من تقنيات سلكية وراديوية وتقنيات الهاتف الجوال العادى وتقنيات « ويماكس » وغيرها. وبشان تنفيذ الاجراءات الرئاسية الرامية الى تعصير خدمات تكنولوجيات الاتصال وتطوير جودتها ولا سيما على مستوى تعزيز البنية التحتية الاتصالية والانترنات ذات السعة العالية اكد وزير تكنولوجيات الاتصال انه وقع ضبط مجموعة من الاجراءات العملية من بينها خاصة الانطلاق بداية من الشهر الجارى في تطبيق التعريفات الجديدة للخطوط الدولية المختصة والتخفيض فيها بنسبة 25 بالمائة الى جانب الشروع في تركيز كابل بحرى دولي ثالث باستثمارات تبلغ 13 مليون دينار في اتجاه اوروبا وبطاقة تمرير قصوى تقدر بـ 30 جيغابيت في الثانية لتعزيز الارتباط بالشبكة الدولية للانترنات. يشار إلى أنه تطور عدد المشتركين في شبكة الهاتف الجوال بتونس بمليون مشترك جديد في ظرف سنة ليبلغ 8ملايين و550 ألف مشترك وهو ما يعادل 82.6 مشترك لكل 100 ساكن وهو ما يمثل أيضا ثلاثة أضعاف المعدل المسجل بالدول الإفريقية.  

 (المصدر: موقع صحيفة « العرب » (يومية – لندن) بتاريخ 8 جانفي 2009)
 
 

بيت التمويل الخليجي يستثمر ثلاثة مليارات دولار في تونس
تونس –العرب اونلاين –وكالات: كشف بيت التمويل الخليجي النقاب الخميس عن خطة لانشاء مشروع ضخم للاتصالات في تونس بقيمة ثلاثة مليارات دولار امريكي. ونقلت وكالة الانباء التونسية « وات » عن عصام الجناحي رئيس مجلس ادارة بيت التمويل الخليجي قوله « مشروع مدينة تونس للاتصالات سيساهم في خلق 26 ألف فرصة شغل اضافة الى استقطاب رؤوس اموال في حدود 3 مليارات دولار ». وتم الكشف عن المشروع بشكل رسمي في قصر الرئاسة بقرطاج حيث تولى عصام الجناحي عرض مكونات المشروع على الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. وستتكون مدينة تونس للاتصالات من جامعة دولية للاتصالات وبورصة عالمية للاتصالات ومجمع لتطوير وتنمية التكنولوجيات ومنطقة للتبادل الحر للاعمال وقطب تكنولوجي في الوسائط الاعلامية. وقال الجناحي « مشروع مدينة تونس للاتصالات التي ستكون احد المدن الرئيسية في شمال افريقيا هو مشروع متكامل سيشتمل الى جانب المجمعات المعنية بالتكوين والتعليم والبحث على مشاريع عقارية وسكنية وترفيهية ». واوضح ان اختيار تونس لانشاء هذه المدينة يستند الى توفر العوامل للاستثمار وتقرير منتدى دافوس لعام 2007 الذي رتب تونس ضمن طليعة البلدان من حيث توفر التكنولوجيات اضافة الى توفر حوالي 8 آلاف من خريجي هذا الاختصاص. وقال « كل هذه العوامل تعد ايجابية للدخول في مثل هذه الصناعة واستقطاب الاستثمارات في قطاع تكنولوجيات الاتصال ». وكان بيت التمويل الخليجي قد أعلن في ديسمبر كانون الاول 2007 عن خطة لانشاء « مرفأ تونس المالي » بقيمة 3 مليارات دولار لكن الاشغال لم تبدأ حتى الان. غير ان الجناحي بدد مخاوف من تأجيل او الغاء هذا المشروع بسبب الازمة العالمية وقال انه سيتم البدء في انجاز المركز المالي في فبراير شباط المقبل.  (المصدر: موقع صحيفة « العرب » (يومية – لندن) بتاريخ 8 جانفي 2009)  


طور مؤشر /توناندكس/ بنسبة 10.7 بالمائة بورصة تونس تحقق نتائج طيبة خلال سنة 2008

 

تونس – العرب اونلاين – حققت بورصة تونس تحسنا ملحوظا خلال سنة 2008 شمل مختلف المؤشرات وتجسم بالخصوص في تطور مؤشر /توناندكس/ بنسبة 10.7 بالمائة مقابل تطور بنسبة 12.1 بالمائة سنة 2007 و44.3 بالمائة سنة 2006. ولئن كانت نسبة التطور متواضعة مقارنة بالسنوات السابقة فانها تعد متطورة في ظل الاوضاع الاقتصادية العالمية التي خيمت عليها الازمة المالية العالمية التي تسببت في تراجع كبير في عديد البورصات العالمية. وسجلت مساهمة البورصة في تمويل الاستثمار الخاص نموا بنسبة 32 بالمائة لتبلغ الموارد التي تمت تعبئتها من ترفيع في راس المال وقروض الرقاعية حوالي 650 مليون دينار تونسي، كما شهدت رسملة السوق تطورا بفضل ادراج مؤسستين جديديتين هما مجمع بولينا الذى يتكون من 71 شركة تعمل في قطاعات مختلف برسملة عند الادراج بحوالي مليار دينار وشركة الشبكة التونسية للسيارات والخدمات /ارتاس / برسملة بحوالي 260 مليون دينار. وبلغت الرسملة بذلك 8301 مليون دينار مقابل 6527 مليون دينار سنة 2007 . وتكمن أهمية النتائج المسجلة في السوق المالية التونسية كما بينه رئيس هيئة السوق المالية محمد رضا شلغوم فى تطور حجم التداول اليومي للمعاملات بالسوق المقدر بـ 8.6 مليون دينار مقابل 3.7 مليون دينار خلال سنة 2007 . ودون اعتبار المبالغ المتداولة بصيغة الكتل يقدر المعدل اليومي للمعاملات بـ5.1ـ مليون دينار مقابل 7ر2 مليون دينار سنة2007 وقد حافظت بورصة تونس على نسقها التصاعدى منذ مطلع سنة 2008 والى حدود النصف الاول من شهر سبتمبر الماضي لتسجل اعلى نسبة ارتفاع يوم 9 سبتمبر بلغت 31 بالمائة. وتطرق رئيس الهيئة الى الازمة المالية الراهنة فشدد على ان القطاع المالي والسوق المالية التونسية لم يشهدا اى انعكاسات مباشرة لهذه الازمة خاصة وان المساهمة الاجنبية بالسوق المالية التونسية تعتبر محدودة نسبيا ولا تتجاوز 25 بالمائة من رسملة البورصة وهي تتميز بالاستقرار باعتبار ان 80 بالمائة منها تعد مساهمات مرجعية منها بالخصوص البنك الوطني بباريس والشركة العامة الفرنسية والتجارى وفاء بنك المغربية. ولدى تحليله اسباب تراجع المؤشر خلال الربع الاخير من السنة اشار محمد رضا شلغوم بالخصوص الى اقبال بعض المستثمرين الاجانب الباحثين عن السيولة لتلبية حاجياتهم في السوق المالية الدولية على التفويت في اسهمهم. وبين ان اسبابا موضوعية مكنت من التقليص من حدة الانخفاض والمحافظة على التطور الايجابي لبورصة تونس مبرزا فى هذا الاطار الاثر الكبير للحملة التي قامت بها كبرى المؤسسات المدرجة في البورصة والتي نشرت خلالها حصيلة نتائجها الايجابية في طمانة المستثمرين حيث تجاوزت نسبة تطوت مرابيح السداسي الاول من سنة 2007 بالنسبة لنصف الشركات المدرجة 10 بالمائة. كما كان للتفاعل الايجابي لتونس مع الازمة المالية العالمية من خلال اعتماد اليقظة المستمرة واتخاذ الاجراءات الملائمة في الوقت المناسب انعكاسا ايجابيا في جعل السوق المالية التونسية في مناى عن التداعيات المباشرة. وكان لاحداث صندوقين مشتركين للتوظيف في الاوراق المالية بقيمة جملية ب100 مليون دينار الاثر في ايجاد قاعدة طلب صلبة قادرة على عقلنة السوق عند الحاجة. ويؤكد رئيس الهيئة ان حصيلة النتائج الايجابية تعكس نجاح برامج الاصلاح واعادة هيكلة القطاع المالي من بنوك وشركات تامين كما تجسم الحالة الجيدة للاقتصاد التونسي.  (المصدر: موقع صحيفة « العرب » (يومية – لندن) بتاريخ 8 جانفي 2009)  


ارتفاع مؤشر أسعار الاستهلاك في تونس بنسبة 5%

 

تونس: ارتفع مؤشر الاسعار عند الاستهلاك الاسري في تونس خلال العام المنقضي بنسبة 5 بالمائة مقابل 3.2 % خلال عام 2007. وأرجع تقرير للمعهد الوطني التونسي للإحصاء هذا الارتفاع إلى تطور أسعار المواد الغذائية بدرجة أولى بسبب ارتفاعها في السوق الدولية ثم تطور أسعار السكن وتطور أسعار الطاقة. وأشار التقرير الذي اوردته وكالة الأنباء القطرية « قنا » إلى أن مؤشر الاسعارعند الاستهلاك الاسري استقر خلال الشهور الأربعة الاولى من عام 2008 في حدود 5 بالمائة بعد أن بلغ في الشهور السابقة من هذا العام نمو بنسبة 5،8%. (المصدر:شبكة الإعلام العربية (ميط ) بتاريخ 8 جانفي 2009)  


   

 
  فيلم شارع النخيل الجريح يستعرض النضال التونسي الجزائري المشترك  
 
 آمال الهلالي أمال الهلالي من تونس:يشرع المخرج السينمائي التونسي  عبد اللطيف بن عمار بداية من شهر  فيفري القادم  في تصوير فيلم «شارع النخيل الجريح» وهو فيلم روائي طويل وانتاج مشترك تونسي جزائري يستعرض جانبا من التاريخ الوطني التونسي وتاريخ عدد من البلدان المغاربية ومنها الجزائر بالخصوص التي يعتبرها المخرج ذات تاريخ مشترك مع تونس،وتتوزع أماكن  التصوير بين  تونس ومدينة بنزرت شمال العاصمة أين تم بناء ديكور خاص يستحضر الوجه القديم للمدينة، وتدورفيه أغلب أحداث الفيلم. ويشارك في الفيلم، عدد من الممثلين الجزائريين الى جانب ناجي ناجح وليلى حواص وصالحة النصراوي من تونس كل من خالد بن عيسى والممثلة مليكة بلباي في سعي للتركيز على الطاقات الشابة والأسماء المغمورة لإبرازها خاصة وأن المخرج ينوي عرض شريطه على شاشات التلفازت التونسية والمغاربية. « شارع النخيل الجريح » هو خامس فيلم روائي طويل للمخرج عبد اللطيف بن عمار بعد « قصة غاية في البساطة » (1969) و »سجنان » (1974) و »عزيزة » (1980)  انتاج مشترك تونسي جزائري و »نغم الناعورة ». (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ  8 جانفي   2009)  


حوار الصراحة….مع الإمبراطور طارق ذياب….

 

 
   تحية طيبة لأعضاء منتدى كووورة تونسية و كل عام و أنتم بخير. ضيفنا اليوم قد لا تفيه كلمات التقديم حقــّه، بل قل لا فائدة من تقديمه   فهو لا يستحق التقديم أو التعريف. هو ببساطة رمز من رموز كرة القدم التونسية و أحد روّاد الإمتياز و التألق على أكثر من صعيد..لا تزال تذكر إبداعاته الكروية حتى تأتيك إبداعاته و نقشاته التحليليّة الكروية المتجدّدة التي لا تنضب ، ولا يكلّ المستمع ولا يملّ من حديثه و لا يرتوي… لقاؤنا معه لم يخلو من مودّة و طغى عليه فخره بنا و فخرنا به..إستمتعنا بصراحته الفريدة و جرأته النادرة..ضيفنا لا يعترف باللغة الخشبيّة التي لا تسمن و لا تغني عن جوع..بل هو من يسمّي الأشياء بمسمّياتها..حتّى أنّه يكتفي أحيانا بحركة من محيّاه لتفهم ما يقول.. يمكنك أن تسمّيه الإمبراطور أو الملك..سمّه ما شئت ..و لكن إسم طارق ذياب أبلغ من أيّ وصف..تواضعه يجعلك تشعر بالعزّة ..و الحديث معه مباشرة أحسن ما قد تتخيّله..و تتمنّاه.. حوارنا التالي مع لاعب الترجي الرائع، قائد المنتخب التونسي الكبير، صاحب الكرة الذهبية الإفريقية ، محلّل الجزيرة الرياضية الرائع..   طــــــــــــــارق في البداية كان لزاما علينا التعريف بأنفسنا لطارق..نحن أعضاء صحيفة الترجي الرياضي التونسي في منتدى كووورة تونسية..فكان ردّه أنه يزور
المنتدى من حين لآخر ..وقد رأى تفاعلنا مؤخرا فيما يخصّ مزاحه على قناة الجزيرة حول إستقدام اللاعب سافيولا إلى فريقه المفضل في تونس… ّ++ طارق ..مرحبا بك بين محّبيك من أعضاء منتدى كووورة تونسية.. ط: مرحبا بكم..و شكرا لكم على الإستضافة. ++ طارق..هل تتابع أخبار الترجي   في الآونة الأخيرة؟ ط: طبعا..و أوّلا بأوّل ..الترجي فريقي و جزء لا يتجزّأ من كياني..تسعدني نجاحاته..أنا أحب الترجي للترجي.. ++ إذا تابعت إنتدابات الترجي في الميركاتو؟ ما رأيك؟ ط: ترجي هذه السنة مختلف..و إنتدابات هذه السنة كانت موجهة و في الإتجاه الصحيح..من المتعارف عليه أن مشكلة الترجي منذ موسمين هي خطّ دفاعه..و إنتداب العابدي يصبّ في إتجاه تحسين خطّ الدفاع..هذا إنتداب يصبّ في مصلحة الترجي لما يمتلكه اللاعب من خبرة تحتاجها الترجي كما يحتاجها اللاعبون الشبان في خط الدفاع مثل الشماري و شمام..فالعابدي خاض مع النادي الصفاقسي كأس رابطة الأبطال و كذلك الشأن مع الزمالك. و في الحقيقة إتصالاتنا به كانت منذ مدّة..شأنه شأن أنيس بوجلبان لإيماننا الشديد بأنّه و لكي يكون لك دفاع حصين و صلب لابد أن يكون لك وسط ميدان متمرّس و على مستوى كبير يتماشى و طموحات الترجي و مستقبله و برامجه..إلاّ أن الأهلي و الزمالك رفضا وقتها التفريط فيهما و أعربا عن تمسّكهما بخداماتهما. خالد القربي هو الآخر..كان لي لقاء معه مصحوبا بوالده..وقد عبّر لي عن شغفه و حبّه للعب في صفوف الترجي..و لكي أكون صريحا كنت إتفقت معه على إمضاء عقد مبدئي في الشهر الجاري لكي يلتحق بنا في جوان..في الحقيقة لم أكن مستعدا لدفع مئات الملايين للاعب لم يعد في عقده الذي يجمعه مع جمعيته سوى 6 أشهر..و لكنّي أتفق مع الجميع على علوّ كعبه و مستواه الجيد و القربي بمقدوره تقديم الإضافة المرجوة واللازمة في خط وسط الميدان. فلا فائدة في تكديس اللاعبين و شراءهم لمجرّد الشراء.. ++ على ذكر تكديس اللاعبين..شهد الترجي هذه المسألة في المواسم القليلة السابقة..و لكن دون نتيجة. فماذا كان الحل لتفادي هذه المعضلة؟ ط: طبيعي جدّا أن تغيب النتائج..فالإنتدابات كانت مهمّشة ولا تستند إلى تقييم صحيح..رئيس الجمعية هو الذي يقوم بالإنتدابات..كلما أعجبه لاعب في مقابلة واحدة شاهدها أو تحدثت عنه الصحافة بإسهاب إلاّ وقاموا بجلبه..بل أنّ الأدهى و الأمرّ أن ترانا نلهث لجلب لاعبين بالملايين من حمام الأنف و المرسى ووو..تكوّنوا في الحقيقة في الترجي ووقع التفريط فيهم بدون مقابل.. إكتفينا بجلب لاعبين ذوو مستوى متوسط أو دونه..فماذا ننتظر؟ البطولة التونسية لا تزخر بكلّ هذا الكمّ من اللاعبين الجيدين لكي يقع جلب ما يقارب 10 لاعبين بين موسم و آخر. ++ إذا..و حين تسلّمك لمقاليد التسيير في فرع كرة القدم في الترجي ماذا كانت برامجك؟؟ ط: أوّلا لابدّ من التأكيد على كلمة برنامج لأنّه و بدون برنامج واضح لا يمكن للفريق التخطيط على المستوى البعيد و لا يمكن الرقي بالفريق للأفضل..و إن حضرت النتائج في غياب برامج واضحة فهي بدون شكّ حينيّة لا تدوم. عند قدومنا للترجي ..حاولنا أن نخفف على كاهل رئيس الجمعية هذا العبأ الثقيل..عبأ الإنتدابات..خصوصا و أنّه لا يخفى على أحد وجود السماسرة في صلب الجمعية و في كل الأصناف..هؤلاء الأشخاص الذين يتمعشون في الترجي ولا تهمهم سوى مصالحهم الشخصية.. فقمنا بتكوين لجنة إنتدابات تتكون من لاعبين قدامى مهمّتهم الأساسية هي القيام بإنتدابات مدروسة..لا مكان فيها لسماسرة..بل هناك متابعة مستمرة للاعبين سواءا على المستوى المحلي أو الإفريقي و الإكتفاء بجلب لاعبين إضافتهم أكيدة. فمن المخجل أن يتحوّل فريق في حجم الترجي إلى مختبر للاعبين الأفارقة..أنا شخصيا أؤمن أن اللاعب الجيد لا يستحق إلى سمسار للتعريف به. في البداية كانت أهدافنا واضحة..وهي العودة بالترجي لمكانه الطبيعي وهو الريادة..وجدنا رصيدا كبيرا من اللاعبين يقارب 45 لاعبا يمثلون عبئا ماديا كبيرا على خزينة النادي..بطولة تونس لا تستحق 10 مليارات مصاريف..فطلبنا من كابرال أن يحدد لنا قائمة اللاعبين الذين يستحقون فعلا التواجد في الترجي لتحقيق الأهداف التي رسمناها..فأمدّنا فيما بعد بقائمة تضمّ 6 لاعبين لا أكثر..وهو محقّ في ذلك. الترجي مدرسة كبيرة ..و الخطأ أن جميع من مرّوا كانوا ينظرون إلى « فوق » فقررنا النظر إلى « تحت »..أي إلى اللاعبين المكونين في الترجي..و كنا متيقنين من وجود لاعبين ممتازين..و الوقت كفيل بتأكيد ما أقول..الشماري، شمام، الدراجي، بالشيخ، بن منصور. إضافة لتطعيم الفريق بلاعبين شبان على غرار المساكني و التليلي..و هما قيمة ثابتة. ++ أين هي لجنة الإنتدابات بعد خروجك؟؟ ط: تمّ حلّها. ++ على ذكر كابرال..هل كنت مع فكرة الإستغناء عنه؟ ط: في الحقيقة لم أكن مقتنعا بكابرال منذ البداية..في أوّل لقاء لنا به وعندما شرحنا له أهداف الترجي قال أنّه يلزمه سنتين لبناء قريق..و لكنّنا لم نلمس تحسّنا في المستوى على الإطلاق و في إتصال بالسيّد حمدي المدب طلبت منه التخلّي عنه حتى قبل مباراة الدربي.. ++ لماذا؟ هل كان سيّئا لهذه الدرجة؟ ط: أوّلا وهذه قناعة شخصيّة تدريباته و تمارينه لم تكن عصرية بل أكل عليها الدهر وهي تشابه التدريبات في سنوات السبعينات حتى أنّها لا تقارن بتدريبات طوني بيتشنزاك في أواخر الثمانينات ..هذا الأخير أعتبره أفضل مدرّب أجنبي درّب في تونس. إضافة إلى ذلك..كابرال لم يفهم شخصية اللاعب التونسي..نحن لسنا في أوروبا..فهذا المدرب لم يكن جادّا..كان « يخدم ويروّح » ..في تونس عليك ان تكون قريبا من اللاعبين بل حتى الخوض في مشاغلهم و تشجيعهم و الرفع من هممهم ..اللاعب التونسي ذو شخصية هشة في العموم..ومهما كان إسم اللاعب لازم تكون قريب منّو و تعاونو.. التحضير النفسي لا يقلّ أهمية عن غيره من التحضيرات..بل يصبح أحيانا أهمّ خصوصا اللاعب التونسي..فكيف تطلب من اللاعب أن يقدّم الإضافة و مستوى رائع وهو يعيش مشاكل أو يعيش في إطار غير سليم..عليك أن تعرف محيط اللاعب و مساعدته على مجابهتها..أذكر مثلا حادثة لاعب في صنف الأواسط حدثوني عن تراجع مستواه بشكل غريب..و كانوا سيستغنون عنه.. إقتربت من المعني بالأمر و سألته عن مشاكله وماذا يشتغل أبوه فإتضح أنه يعيش مع والده المطلق العاطل عن العمل..و يعيش مع إخوته في سقف بيت واحد وهو العائل الوحيد..و أجرته من الترجي 300 دينار..بالطبع نجحنا في تحسين حالته الإجتماعية..أذكر هذه الحالة لكي أبرز لك أنّ هذا اللاعب كان يمكن أن يضيع مستقبله لأننا لم نقترب له و لم نستمع لمشاكله..الترجي مدرسة و أضاءت مسيرة عديد اللاعبين و عليها أن تبقى كذلك. هذا دون أن ننسى أهمية شخصية اللاعب..فلا تكفي الموهبة والفنيات ولا مكان للاعب الخواف في الترجي..أنظر مثلا للمالكي سابقا أو وليد التايب حاليا هو لا يتمتع بإمكانيات فنية ممتازة و لكنه محارب من درجة أولى و أرى فيه حسان قابسي جديد . وليد التايب لمن لا يعرفه ..لاعب ملتزم و يؤدّي فروضه الدينيّة في حجرات الملابس أحيانا. ++ لاعبون كثيرون إنتظرنا منهم الكثير و لكن لم يكونوا في المستوى..أين ترى الخلل؟ سأحدثكم مثلا عن شكيب الأشخم و الذي يمتلك إمكانيات فنية خارقة للعادة قلّما شاهدت مثلها..و الحقيقة قلّما شاهدت أيضا لاعبا بتلك السلوك الغير مسؤولة .. لشخم عند قدومي للترجي وجدته معاقبا ولا يحصل على جرايته..فسعينا لحلّ مشاكله و إسناده فرصة أخيرة لعلّه يعود للجادّة..و لكن ما راعني إلاّ وقد عاد لحياة السكر والمجون بل و إستدرج معه لاعبين من الآمال. فقررنا التخلي عنه. و هنا نعود لأهمية شخصية اللاعب في نجاح مسيرته فما بالك وهو في جمعية كبيرة مثل الترجي. عيادي الحمروني ما فماش خوه في الكرة ولكن الله غالب..ثقافة اللاعب هامة برشة في نحت مسيرة كروية ناجحة. ++   طـارق كيف ترى الترجي حاليا؟؟ بغضّ النظر عن النتائج؟ هل هناك تحسن في المستوى؟ ط: طبعا هناك تحسن كبير..و في الواقع في جمعية مثل الترجي لا يمكنك العمل بأريحيّة في غياب النتائج..النتائج جيّدة و هذا ما يساعد الترجي و قد ساعدها في ربح الكثير من الوقت.. » والثنيّة إلّي ماشين فيها صحيحة لكن لازم نواصلوا » ..و لابد من تكوين نواة رئيسية من اللاعبين في صلب الفريق..في الوقت الحاضر و في ما عدى مايكل إنيرامو الذي يتمتع بتأثير و ثقل واضحين لا أرى لاعبين آخرين مؤثرين.. في سؤال لمدرب مانشستر أليكس فيرغسون قيل له ما سرّ نجاحك في تدريب المان يونايتد لمدة 26 سنة ..أجاب بإقتضاب..لي 6 لاعبين أبني حولهم الفريق ..يغرسون ثقافة الفوز و الألقاب في الآخرين (رايان غيغز، نوفيل،…) على الترجي في المراحل القادمة إيجاد هؤلاء..وهي على الطريق السويّ.. هناك شبان يحملون الكثير من الإندفاع وحب الجمعية على غرار الشماري، شمام والتايب. ++ طارق..الترجي إختار المشاركة هذه السنة على أكثر من صعيد..هل ترى فائدة مثلا في الكأس المغاربية؟ ط: طبعا هناك فائدة كبيرة للاعبين و الإطار الفني على حدّ السواء..الترجي لها رصيد بشري ممتاز و هناك لاعبين يستحقون مكانا في التشكيلة الأساسية و هذه فرصة لهم لإثبات ذلك و فرصة كذلك للمدربين للإطلاع على مستواهم و شخصيتهم على الميدان..من المهم جدّا أن لا يملّ اللاعب التواجد على البنك ..هذه المنافسات تخوّل للاعبين المشاركة و تجنب الإحساس بالسلبية و الملل. و لكن على الترجي بالطبع تحديد أهدافه من كلّ مشاركة ..و أرى أنّها واضحة للجميع.. لا يكفي فوزنا بالبطولة ..مكان الترجي الحقيقي هو التألق الإفريقي وهذا ما نرنو له جميعا. ++ طارق ..كلمة عن دفاع الترجي الذي يرى فيه الجميع نقطة الضعف الكبرى. ط: في تونس تنجّم تهزّ بطولة بدفاع قوي و هجوم متوسّط.. كلمة دفاع لا تعني مدافع بقدر ما تعني مجموعة تهاجم المنافس و لا تترك له فرصة الهجوم..الدفاع يبدأ من المهاجمين وكلّما كان الهجوم و الوسط قويّين كان الدفاع في المستوى والعكس صحيح. ++ يرى البعض أن العربي جابر ليس في مستوى الترجي..و مستواه هزيل ماذا يقول طارق في هذا الشأن؟ ط: العربي جابر..فرضه إبن الترجي خالد بن يحيى المدافع الكبير واللاعب السابق منذ موسمين..و مثلما أسلفت الذكر نحن نفضّل أن يكون خطّ الدفاع متكوّنا من أبناء النادي المتعودون على ثقافة الإنتصار..وهي ثقافة ليس من السهل غرسها في لاعب يأتيك من فرق أقل مستوى يكون متعوّدا وبين قوسين بالهزائم. العربي جابر عند قدومي وجدته يتمرن على إنفراد رغم عدم معاناته من الإصابة..و تبين فيما بعد أنّه أستبعد لمشاكل شخصية مع يوسف الزواوي وقد إنتهى عقده مع الترجي في الصائفة الماضية..تحدثت معه وقد أبدى رغبته في مغادرة الترجي ..فأثنيته على قراره و شجعته على البقاء و قد أمضى عقدا بموسمين. تحسن خط وسط الميدان ووجود ظهيرين ممتازين قد يفيدانه في إبراز مستواه و تحسينه . والكرة عنده الآن.. والميدان هو الفيصل. ++ في منتخب 1978 لعبت أنت والعقربي معا..هل ترى أنّه من الممكن التعويل الآن على ثنائي ممتاز فنيّا في نفس الفريق؟؟ هنا نقصد هل بالإمكان اللعب بالدراجي و المساكني أساسيين؟ ط: طبعا و بالتأكيد..بل ومن الإهمال عدم إشراكهم كأساسيين..لست مع إشراك أحدهما مكان الآخر ..ثنائي لهما مستقبل كبير لابد من إستغلال إمكانيتهما.. أنظروا لإسبانيا صاحبة كأس اوروبا للأمم ..تلعب بلاعب وسط دفاعي واحد أمّا بقيّة لاعبي الوسط الآخرين فهم هجوميون و يمتلكون فنيات..(إينيستا، سيلفا، تشافي…) بالعكس هؤلاء اللاعبين لهم القدرة على الإحتفاظ بالكرة و التمرير الحسن و عدم رميها كما إتفق. وكلّما إحتفظت بالكرة أكثر كانت مهمة المنافس أصعب. هنا لابد من الإشارة أن سلوك هذين اللاعبين يعتبر مثاليا داخل وخارج الملعب..فقط على الدراجي أن يكون أكثر ظهورا و أن لا يختفي وراء المدافعين..كذلك عدم إثقال كاهله من طرف المدربين بالتغطية الدفاعية ..فهو لاعب تكون إضافته أفضل في الـ30 متر الأخيرة ولا فائدة في إستنزاف قواه ..و عليه الإقتراب كثيرا من مايكل ..مايكل نقطة إرتكاز ممتازة ولا يخسر الكرة عندما تكون بحوزته و هذا عامل لابد أن يستغله الدراجي لينال منه الكرات الثمينة لإستغلالها. ++ ألا ترى أنّ هناك نقص فادح على الجهة اليسرى لهجوم الترجي بعد رحيل أبو شروان؟؟ ط: أوّلا أنا أرى أن مصطلح لاعب يساري ولاعب يميني ليس صحيحا خصوصا على مستوى الهجوم. بل أرى أن بوشروان لم يعطي للترجي سوى 30 بالمائة من إمكانياته لأننا و ضعناه من الجهة اليسرى و حين تضع لاعبا يمينيا عل الجهة اليمنى و يساريا عل الجهة اليسرى يصبح اللاعب مطالبا بالتوزيعات لا غير..تخيّل لاعبا يساريا على اليمين (مثال ميسي) مراوغاته اليسارية تكون إلى داخل الملعب مما يسمح له بالدخول إلى الملعب و الولوج لمناطق الخصم إمّا للتصويب أو لتمرير الكرة الأخيرة. ++ طارق لماذا تواصلت مشكلة الترجي على الجهة اليمنى بعد طارق ثابت؟ لاعب أجنبي في الأكابر و أجنبي آخر في الآمال. هل فشل الترجي إلى هذا الحد في إنجاب ظهير أيمن ممتاز؟ ط: أنا أوافقك في هذا..و شخصيّا أحبّذ أن يكون خطّ الدفاع مكوّنا من لاعبين مكونين في الترجي..للأسف مزالي لاعب ذو شخصية هشة وبدا عليه كثير من الخوف و القلق. مزالي بدا لي خائفا و قلقا وهو للأسف لم يتخطى هذه المرحلة بعد…و أرى أن إعارته لفريقه الأم قد يبدو حلاّ مناسبا له. لابد من مراعاة مصلحة اللاعب أحيانا . بعض اللاعبين غير متعودين بأجواء الترجي و الحضور الجماهيري..في الترجي يحضر التمارين يوميا ما يفوق 3000متفرج ..عدد لم يتعوّد عليه بعض الوافدين حتى في المباريات . هذا هو الواقع للأسف. و لكن في الوقت الحاضر أرى أنّه من مصلحة خليل شمام مشاركة زياد الدربالي كمدافع أيمن يساهم في التغطية كلّما تقدّم الظهير الأيسر للمساندة. ++ طارق ما رأيك في المدرب دي مورايس و هل تظن أن ماهر الكنزاري كان الأحق بتولي المهام الفنية في الترجي بعد كابرال؟؟ ط: دي مورايس لعب كرة و هذا مهم جدا..وهو طموح وشاب وهذا مفيد له و للاعبين..أعجبني تعويله على إدغار. مدرب الترجي لابد أن يكون ذو شخصية قويّة لأخذ مبادرات مثل هذه. الكنزاري فنّي ممتاز لعب في الملعب التونسي كلاعب ثمّ تحوّل للترجي و شهد الفارق..عليه أن يشهد الفارق كمدرب. الكنزاري مدرب الترجي ربما في المستقبل عندما تكون الأمور في مسارها الصحيح أمّا في ذلك الحين فقد تكون « هدية مسمومة » نجازف بها وقد نخسر مدربا في قيمته. علينا أن نتحلى بالصبر و نتقدم بخطى ثابتة. ++ من تراه القائد المثالي للترجي في الوقت الحاضر: ط: سيف الدين الشماري. ++ طارق ..هل من تفسير لقضية عامر البحري؟؟ ط: الترجي أهم من الأشخاص وهذه قضية مفتعلة..البحري أبونا و أخونا و لكن لابد من تكوين شخص قادر على تعويضه و سي عامر رفض ذلك في حين أنه بلغ سنّ التقاعد منذ مدّة. أمّا عن مسألة الجلوس على البنك من عدمه فهي مسألة تافهة ولا تستحق كل هذا التهويل. و على الهيأة أن تحدد المسؤوليات. هناك أزمة مسؤولين في تونس..للأسف. ++ ماذا تقصد بأزمة مسؤولين؟؟ ط: أزمة مسؤولين..كل رئيس يتولى رئاسة جمعية إلاّ وتكون ملكه ..يفعل بها ما يريد ..يشغل فيها كل المناصب..ينتدب من يريد..و يبيع من يريد.ولا يهمه مستقبل الجمعية بعده.. سليم شيبوب بلغ بالترجي صدى كبيرا ..وكان بإمكانه الفوز بثلاثة كؤوس رابطة الأبطال الإفريقية في أواخر التسعينات لو أحسن التصرف..حينها بلغ الترجي قوته و لكنني أرى أنّنا لم نستغل الفرصة كما يجب..خسرنا مباربات لم نكن لنخسرها..سليم كان عليه تكونين نواة مسؤولياتية كانت لتبلغ ما بلغه الأهلي فيما بعده. و لكن الرئيس يخدم الفريق في وقته ثمّ يفرغ الفريق قبل خروجه ليترك لمن بعده ليفعل الأخير مثله و هكذا..و هذا ينسحب على جميع الأندية التونسية. عزيز زهير عند تحمّله مسؤولية التسيير في الترجي حاول قطع علاقة شيبوب بالحديقة ب و تصرّف بشكل أحاديّ. هذا الأمر أضر الترجي كثيرا. فالترجي جمعية كبيرة برجالها..و لهذا كان لزاما على حمدي المدب محاولة لمّ الشمل. وهذا ما سعينا للفيام به لمصلحة النادي. الألقاب لا تعني كل شيء..يمكنك الحصول على الثنائي وبعد؟؟ على الترجي أن تبني فريقا يسيطر على مدى 6 سنوات محليا و قاريا على الأقل…هذا ما فشل فيه زهير. هنا لابد من التنويه بالسيد أحمد بوشماوي وما يقوم به لخدمة الترجي.. بوشماوي يقوم بعمل كبير من ناحية البنية التحتية . للأمانة بوشماوي يعمل في الخفاء خدمة للترجي وحسب..وهكذا هم رجال الترجي الأبرار. ++طارق..ماذا ينقص الأندية التونسية لتصبح مستقرة على مستوى النتائج القارية مثلها مثل الأهلي؟؟ ط: الأهلي ميزانيته أربعون مليون دولار..ماكينة متاع فلوس ..أذكر أنه في لقائي مع بوجلبان قال لي أنه شاهد رئيس الأهلي مرة واحدة في سنتين..هناك مجلس إدارة ..إستقرار في كل شيء تقريبا. في تونس لازم الجمعيات يكون عندها موارد قارة على الأقل 70 بالمائة ..و ليس الإكتفاء بأموال المستشهرين الذين يتأثرون بالأزمات الإقتصادية و عائدات الجماهير التي لا تكفي ..فيصبح رئيس الجمعية هو من يضوي على الجمعية. الحل البديل الآخر هو بطولة قوية..و بطولتنا ليست قوية..أنظر لمشاكل جندوبة المالية و قفصة و غيرهما ..و إلا بماذا تفسر مثلا أن يفرّط مثلا النجم الساحلي في 7 من ركائزه ويجد نفسه في المرتبة الثانية..ألا يعود ذلك لضعف البطولة. إحترافنا غير صحيح..و لكن عليك أن لا تصدح بذلك و إلاّ « يدخلو فيك »… ++  نأتي للمنتخب: منذ منتخب 78 لم نحقق ولو إنتصارا واحدا في كأس العالم..هل يعود ذلك إلى قوة ذلك المنتخب أم ضعف ما تلاه من أجيال؟؟ ط: لا بالعكس كانت هناك أجيال ممتازة ..جيل الرويسي و معلول و الوحشي.. جيل بيّة و الواعر والسليمي و السويح..و الجيل الحاضر بالشرميطي و الشيخاوي و شمام و يحيى .. المشكلة تكمن في الجامعة أو المنظومة الكروية في بلادنا في السبعينات الأشخاص كانوا يرومون خدمة البلاد وحين صارت نتيجة 78 إستفاق الجميع و إكتشفوا أهمية الكرة و إنعكاساتها   و أصبحت خدمة لمصالح خاصة. الجمعيات تتحكم في الجامعة و المدربين تقع إستمالتهم للجمعيات..كاسبارتشاك للنجم سكوليو للترجي..و أصبح هناك تدخل في التشكيلة…(لعبّلي اللاعب الفلاني عندي فيه بيعة..ما تلعبليش فلان..تو يشوفوه الألمان و يطلب عليّ فلوس…) هذه المسألة فهمها لومار فحاول تجنّبها بالبحث عن لاعبين ينشطون في أروبا و كان على حق في البداية و لكنه إنغمس فيما بعد هو نفسه في التمعش و بالغ بالإستهزاء بنا..لاعب مثل وسام بن يحي يلعب شوطا واحدا في مقابلة ودية في حين ينال آخرون 8 فرص أو ربما أكثر. لازم الأفضل هو إلّي يلعب حتى لو يكونوا 8 من الترجي أو 8 من النجم… ++ طارق لو تحكيلنا عن قصة فقدان الصادق ساسي عتوقة لمكانه كأساسي في كأس العالم..هل صحيح أنّها كانت ردّة فعل من عبد المجيد الشتالي لأن عتوقة رفض التدريب في سوسة؟ ط: لا. أوّلا لابد من التأكيد على أنّ عتوقة و الشتالي أصدقاء و لعبوا مع بعض..عتوقة كان في نهاية مشواره الكروي الكبير..و قد تراجع مردوده حتى مع النادي الإفريقي . في مقابلة جمعتنا بهولندا لم يكن مردوده مقنعا..و في تربص أقمناه في يوغسلافيا تألق النايلي وإنقضّ على فرصته. ما فاجأ الجميع حينها هي ردّة فعل الصادق   ..إلى يوم الناس هذا أتذكّر أنه تقبّل القرار بصدر رحب بل أنّه كان يجمع الكرات في التدريبات ..سلوكه كان مثاليا ..وقد كان نادرا..أتسائل أحيانا بيني و بين نفسي..لو حُرمت من فرصة المشاركة في كأس العالم و ما أدراك مثلما حرم حارس كبير مثل عتوقة هل كنت سأفعل مثله..صدقني ربّما لا. ببساطة هذا أمر لن أنساه. ++ بعيدا عن المنتخب و الترجي.. أين أنت في وسائل الإعلام؟ ط: أنا في القائمة الحمراء. ممنوع في كل الإذاعات و الصحف و القنوات. ++ طارق و الوزير. لو أعيدت اللقطة هل كنت لتعيد ما فعلت يومها و تخرج من الترجي؟ ط: لا أحب الكذب و التصفيق ..هناك الجرائد تقوم بهذا.. المرحوم محمود درويش قال: لا أعتذر عمّا فعلت و لكنّي أعتذر عمّا لم أفعل. لا أحترم من لا يحترمني و كنت أعلم أنّني سأخرج من الترجي..و قد إخترت طريقتي بنفسي. ++ نأتي الآن لبرنامج بالمكشوف. هل إستطاع تغيير الصورة الإعلامية و الرياضية؟؟ ط: فتحي و معزّ حلّوا باب كبير..كبرنامج ممتاز و خوّل لنا الخوض و مشاهدة ما لم يكن مسموحا به و هذا ما أفاد الكرة التونسية و أحرج العديد. كان هناك تجاوز لبعض الحدود ..و لكن تلك هي ضريبة البحث عن الديمقراطية لا بد أن تتجاوز الحدود لتعرف معناها. أمّا القيام بإيقاف البرنامج..فهي عودة للوراء. ++ طارق..كمتابع للكرة الأسبانية ..هل ترى أن هناك لاعبين تونسيين قادرين على اللعب في البطولة الأسبانية؟ ط: في السنوات الماضية اللاعبين الأفارقة أخذوا مكانتهم في الفرق الكبيرة ..ديارا في الريال..توري و إيتو في برشلونة ..هؤلاء اللاعبين فتحوا أبواب كانت موصدة فيما مضى..و بالتالي لو نتحدث عن الإمكانيات الفنية أرى أنّ الشيخاوي و المساكني قادرين على النجاح. لتبقى مسألة عقلية التونسي الذي لا يرى من الإحتراف سيارة فارهة و سهريات. ++ طارق لقد سمعنا كثيرا عن نيتك في بعث قناة خاصة بالترجي  ؟ صحيح . راودتني الفكرة و تمنيت تحقيقها لكن الله غالب لا أريد قناة مقيّدة تحت الضغوط..كنت أريدها لكرة القدم بعيدا عن اللغة العقيمة و الجوفاء وهو ما يصعب تحقيقه؟ إذ ما الفائدة من قناة لا تستطيع التعبير فيها و يمكنك من خلالها وضع إصبعك على مكمن الداء؟ تجلب محللا يقول رأيه فيصبح مطلوبا من فلان و علان. أنا أريدها كما أريدها لا كما يمليها علي الغير . ++ شكرا طارق على قبولك لدعوتنا..شكرا على رحابة صدرك.. العفو. تحية مني لكم جميعا على مجهودكم الكبير ..مسرور جدا باللقاء بكم. بالتوفيق لكم في حياتكم. دمتم في رعاية الله وحفظه عن موقع زياد الهاني (المصدر: موقع كووورة التونسية بتاريخ 2 جانفي 2009)   

Lire aussi ces articles

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.