الخميس، 7 يوليو 2011

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS 11ème année, N°4062 du 07.07.2011  

archives : www.tunisnew .net


التونسية:قضية براكة الساحل : بن ضياء ، القلال ، القنزوعي واطارات امنية امام القضاء العسكري

منظمة حرية و إنصاف: أخبار الحريات:حرية اختيار اللباس الشروق:لأوّل مرّة: الدولة تقاضي الغنوشي بلا علم الحكومة ! حـــزب اليســار الحديــث:دعـوة لحضور اجتمـاع عـام شعبــي

الهيئة العليا:القاضي اليحياوي يتزعم مبادرة للمصالحة

القاضي مختار اليحياوي لـ «الصحافة»:نعمل على عودة التوافق في هيئة تحقيق أهداف الثورة

أحمد بن صالح في حوار خاص لــ »بناء نيوز:** الباجي قائد السبسي ليس صاحب فكر ليقود البلاد حاليا

الباجي قائد السبسي:علاقتنا بالسعودية طيبة تاريخياً وستظل ولم نستلم أي مليم من أموال المخلوع

الشروق:في هيئة تحقيق أهداف الثورة:«النهضة» و«مبادرة الوفاق» في صدارة الاهتمام

الصحافة:في نتائج لعملية سبر آراء:اثنان على ثلاثة تونسيين لا يعرفون لمن سيصوّتون في انتخابات المجلس التأسيسي حمادي

الغربي: من ينقذ تونس من الانهيار…

بناء نيوز:حادثتا الفاني والطالبي الأحزاب والإعلام وهيئة تحقيق أهداف الثورة تعاملوا بانتقائية.. والاستثناءات قليلة

محمد الهاشمي الحامدي:مقالة عن الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها

د. حمادي العبيدي:الخلط بين المجاهرة بالكفر وحرية الفكر

وليد الشريف:المضي إلى الوراء

عزالدّين عناية:حتى لا تبقى الزيتونة بئرا معطَّلة

أبو يعرب المرزوقي:التارزي الروماني وكسوة خروتشاف

عمــر بنـــور:أنا متشائـل

علـي مطـير:صــور الثـورة النـّـاصعـة !!

أبوجعفرالعويني:جهاد أطفال الحجارة أية قراءة لواقع التيار القومي:أسئلة طرحتها «الشروق» على الناشط السياسي القومي خالد الكريشي.

رويترز:تحقيق-الربيع العربي يسلط الضوء على مشاكل شمال الامارات


Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

تابعوا جديد أخبار تونسنيوز علىالفايس بوك

الرابط

http://www.facebook.com/pages/Tunisnewsnet/133486966724141



علمت « التونسية » انه من المنتظر ان يمثل الأسبوع القادم كل من عبد العزيز بن ضياء ، عبد الله القلال ، محمد علي القنزوعي واطارات امنية متقاعدة امام القضاء العسكري في اطار القضية المعروفة ببراكة الساحل. وكان 3 من قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس قد أصدروا مؤخرا قرارات بالتخلي عن 6 قضايا لبراكة الساحل لفائدة المحكمة العسكرية. (المصدر: موقع التونسية الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 7 جويلة 2011)

Liberté-Equité
تونس في 60/07/2011

في يوم السبت 2 جويلية 2011 اتصلت الأستاذة إيمان الطريقي عضوة المكتب التنفيذي لمنظمة حرية و إنصاف مصحوبة بالمدون أحمد بن نصيب بالسيد منصر حسونة مدير مدير المدرسة العليا للصناعات الغذائية بتونس للدفاع عن حق الطالبة سلمى جدباية المنقبة في اجتياز امتحان نهاية الدروس دون أن تنزع النقاب فوقع إعلام منظمة حرية و إنصاف فيما بعد بأن وزارة الإشراف لم تعارض حق الطالبة المذكورة في اختيار اللباس الذي تراه و قد اجتازت الطالبة الامتحانات يوم 5 جويلية 2011 و تحصلت على ملاحظة حسن جدا بمعدل 17 على عشرين منظمة حرية و إنصاف

<



تونس (الشروق) قدّم المكلّف العام بنزاعات الدولة شكاية جزائية ضد الوزير الاول السابق محمد الغنوشي، لدى وكالة الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس وطلب التحقيق معه في خصوص تُهم متعلقة بالتفريط في بعض المؤسسات العمومية لشركات خاصة. ورفع المكلف العام لنزاعات الدولة في حق الدولة التونسية الشكوى ضد الغنوشي وأربعة مسؤولين سابقين وطالب بالبحث والتحقيق وتتبع المشتكى بهم وكل ما ستكشف عنه الأبحاث بخصوص تهم متعلقة بخوصصة بعض المؤسسات العمومية بلا مبرر مما أحدث أضرارا بالإدارة وحقق منافع سواء للمشتكى بهم أو لغيرهم دون وجه حق او بإجبار مؤسسات عمومية على التفريط في أسهمها. وبذلك تكون هذه الشكاية هي الاولى من نوعها المتعلقة بقضية جزائية ضد محمد الغنوشي الوزير الاول السابق والتي ترفعها الدولة التونسية. وعلمنا من مصادر مطلعة لكنها غير رسمية أن وزير أملاك الدولة وهو الجهة الادارية المشرفة على مؤسسة المكلف العام بنزاعات الدولة لم يكن على علم بالشكاية، فهل يعتبر ذلك تمش في اتجاه ترسيخ استقلالية هذه المؤسسة، أم ان المكلف بنزاعات الدولة يميز بين الدولة والحكومة؟ أليست الحكومة هي المسؤولة عن تسيير المرفق العمومي وعلى سلامة سير مؤسسات الدولة وأجهزتها. ربما يكون أول تمييز بين الحكومة والدولة. م ـ الخضراوي (المصدر: جريدة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم7 جويلية 2011)

<


حـــزب اليســار الحديــث عـدالــة ـ حريــــــــة ـ مسؤوليــــــة دعـوة لحضور اجتمـاع عـام شعبــي

يتشرف حزب اليسار الحديث بدعوتكم لحضـور الاجتمــاع الشعبي الذى ينظم بمدينـة نـابل بقـاعة نـابل ـ سنتر لاجل التعريف بأهداف الحزب و شرح برامجه و ذلك يوم الاحد الموافق للعـاشر ( 10 ) من جويلية 2011 بداية من الساعة الخـامسة بعد الظهر . مع تحيات اليسـار الحديث الكاتب العـام للحزب السيد الصيفى الحمدانى

<


الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي القاضي اليحياوي يتزعم مبادرة للمصالحة


مرة أخرى وللأسبوع الثاني على التوالي نحا رئيس الهيئة السيد عياض بن عاشور منحى مخالفا لجدول الأعمال معلنا أمام الحضور اقتراحا مفاده تأجيل التصويت على مشروع قانون الأحزاب ومناقشة قانون الجمعيات وعرض تقدم أشغال لجنة النظر في قائمة المناشدين ومشروع قانون الاتصال السمعي والبصري الى الأسبوع القادم وتحديدا يومي 13 و14 جويلية الحالي. ودعا الحضور الى مناقشة مسألة الانسحابات داخل الهيئة. وأعلن أنّ تأجيل جدول الأعمال الحالي الى الأسبوع القادم سيوافق حضور أشغال الهيئة من طرف الوزير الأول السيد الباجي قائد السبسي. لا لتجاهل الانسحابات واعتبر السيد عياض بن عاشور أنّه لا يمكن أن يغض الطرف على الانسحابات المتتالية لبعض الأعضاء والأحزاب داخل الهيئة وبارك المبادرة التي تقدم بها القاضي الأستاذ مختار اليحياوي بهدف إعادة الأمور الى مجاريها ودعوة المنسحبين من مستقلين وجمعية القضاة وحركة النهضة الى العودة الى الحوار والارتقاء فوق كل التجاذبات السياسية من أجل مصلحة البلاد. واعتبر الاستاذ عياض بن عاشور أنّ المرحلة تستدعي إصلاح التصدعات وأنّ الأزمة التي تمر بها الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة منذ انسحاب ممثلي بعض الأحزاب وتعليق البعض الآخر مساهمتهم في النقاشات هي صعوبات عادية ناتجة عن المداولة الديمقراطية لأن المجلس متلون وفيه جميع النزعات الفكرية ويمثل جميع الشرائح السياسية في المجتمع فكان من الطبيعي بروز هذه الصعوبات. وكشف الأستاذ عياض بن عاشور عن مبادرة قام بها القاضي مختار اليحياوي لتقريب الرؤى وترميم وتجميع الصفوف. هذه المبادرة أسفرت على حدّ قوله عن إجتماع بمقر الهيئة الوطنية للمحامين حضره بعض ممثلي الأحزاب السياسية وحركة النهضة ما عدا الحزب العام الديمقراطي التقدمي وبحضور ممثل الرابطة التونسية لحقوق الانسان وممثل عن الاتحاد العام التونسي للشغل. وكشف أن الحوار كان بناء ومفيدا وايجابيا حيث خطى الجميع نحو ارجاع التوافق الذي يعتبر مبدأ أساسيا تجري بمقتضاه المداولات وإرجاع من يحجم عن المساهمة في النقاشات والغائبين وتحقيق التوافق داخل الهيئة التي يجب ان تبقى الهيكل الوحيد الساهر على تحقيق أهداف الثورة والضامن لإنجاز هذا المكسب العظيم وهو انتخاب المجلس التأسيسي يوم 23 أكتوبر القادم. النقاش العام هذه المبادرة الهادفة الى اعادة التوافق الى داخل الهيئة أثارت استياء قلة نادرة من أعضاء الهيئة حيث اعتبرت السيدة صوفي بسيس أن تأجيل المناقشة والمصادقة على قانوني الجمعيات والأحزاب الى الاسبوع القادم غير معقول وأنّه لا يمكن ادراج مناقشة مبادرة اعادة المنسحبين في جدول اعمال رسمي. واستغرب السيد ماهر حميم من لجوء الهيئة العليا الى هياكل أخرى خارج اطارها لايجاد الحلول والبحث عن التوافق بين اعضائها معتبرا ان اتخاذ اي مبادرة لا يمكن ان يصدر ويناقش الا داخل الهيئة العليا وليس خارجها. وأشار السيد سامي الكافي الى ان ما يحدث هو ابتزاز سياسي تسلكه بعض الأحزاب وحسب اعتقاده فإن اي انسحاب ناتج عن خلاف في الرأي فهو منطق غير مقبول وهو أمر يمسّ بديمومة الهيئة العليا. تجاذب ولدى تدخله ابرز الاستاذ احمد الصديق عن الهيئة الوطنية للمحامين ان هذه الهيئة لم تنسحب ولا يمكن ان تنسحب من الهيئة العليا نتيجة مزاج لفرد، وبين ان مساهمتها كانت ناجعة وفعالة في تأسيس وبناء هذه الهيئة العليا لذا فالهيئة الوطنية للمحامين بعيدة عن كل التجاذبات السياسية الحزبية، وقال «إن المبادرة التي تفاعلنا معها هي مبادرة مشكورة وقدرنا ان نكون متوافقين وندعو الى تقديم الحجة لمن يضرب التوافق». وأشار السيد محمد علي الهمامي الى ان التفكير في المصالح السياسية والحزبية امر ابعد بعض الأطراف عن واجبها تجاه مصلحة البلاد العليا. واعتبر السيد عصام الشابي عن الحزب الديمقراطي التقدمي ان مبادرة الاستاذ مختار اليحياوي مهمة وأن حزبه يقبل اقتراح رئيس الهيئة العليا ودعا كل الأطراف المنسحبة الى الاستجابة والعودة الى الحوار. وتساءل السيد المولدي قسومة عن اسباب ارجاء المصادقة على مشاريع القوانين الى حيث دعوة الوزير الاول واشرافه على اشغال الهيئة العليا اضافة الى موعد عودة المنسحبين وعلى رأسهم حركة النهضة وقد اعترض الاستاذ عياض بن عاشور بشدة على هذا الربط بين الاحداث واعتبره تأويلا غير صحيح ويلزم صاحبه. حول قائمة المناشدين
في هذه الجلسة ورغم تأجيل مناقشة مشروعي القانونين المتعلقين بالأحزاب والجمعيات ومجلة الاتصال السمعي البصري ارتأى السيد مصطفى التليلي عن اللجنة المكلفة بإعداد قائمة المناشدين داخل الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة عرض تقدم أشغال هذه اللجنة وأعلن أن القائمة ستكون جاهزة خلال الأسبوع القادم وسيعرض التقرير النهائي للنقاش يوم الخميس 14 جويلية على أعضاء الهيئة على أن يتم بعد ذلك الإعلان عنها ضمن ندوة صحفية ستنظم للغرض. وعن أسباب تأخير إعداد هذه القائمة أفاد السيد مصطفى التليلي انه إضافة إلى قائمات المناشدين تم إعداد جرد مجموعات المقالات الصحفية التي قام أصحابها بنشرها في مختلف وسائل الإعلام في الفترة ما بين شهر أوت وجانفي الماضيين. نعيمة القادري (المصدر: جريدة « الصحافة » (يومية – تونس) الصادرة يوم7 جويلية 2011)

<


القاضي مختار اليحياوي لـ «الصحافة»: نعمل على عودة التوافق في هيئة تحقيق أهداف الثورة

قال السيد مختار اليحياوي صاحب مبادرة الوفاق داخل الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي أن مبادرة المصالحة والوفاق من شأنها أن تعيد المسار الصحيح للهيئة وتثبتّ أعمالها وأهدافها في الوقت الذي ينتظر فيه الشعب النتائج والأهداف المرسومة.

وبيّن في حديث أجرته معه «الصحافة» أنه تمت دعوة جميع الأحزاب المكونة للهيئة وممثلي الاتحاد العام التونسي للشغل والرابطة التونسية لحقوق الانسان وأربع شخصيات مستقلة في حين تخلف عن الموعد الحزب الديمقراطي التقدمي في الجلسة التي تم تنظيمها بدار المحامين الثلاثاء المنقضي.
وفي اجابة عن سؤال يتعلق بالهدف من هذه الانسحابات أورد السيد اليحياوي أن مردّ ذلك قد يكون الاشكاليات والجدل الذي أثير في بيانات مختلفة والأحاديث في وسائل الإعلام الوطنية بخصوص الوضع داخل الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي .
كما أكد أن هناك عدم رضى على طريقة أداء الهيئة سواء داخليا أو من قبل الرأي العام الوطني.
وأشار إلى أن الغاية من هذه المبادرة هي رأب الصدع والأمل في إعادة الوفاق حول المواضيع المشتركة لمساعدة الحكومة المؤقتة للوصول إلى الانتخابات التي ستجرى يوم 23 أكتوبر والمتعلقة بالمجلس الوطني التأسيسي.
وفيما يتعلق بكثرة الغيابات في الاونة الاخيرة بيّن محدثنا أن ذلك يشير إلى ما هو عليه الوضع داخل الهيئة وما على الجميع الان إلا إعادة الثقة في الهيئة وتصحيح المسار الذي بعثت من أجله وهو تحقيق أهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي.
وأضاف أنّه سيتم عقد جلسة الثلاثاء المقبل في التاسعة صباحا بمقر هيئة المحامين وستعقد ندوة صحفية بعد أن يتم الانتهاء من عملية التشاور وتبادل الآراء للعودة إلى الوفاق والانسجام.
لا للحسابات الضيقة
وحول ما يتردد من أن حركة النهضة قد تضع شروطا تعجيزية للعودة إلى الهيئة، أكد محدثنا أهمية الوفاق والابتعاد عن الحسابات السياسية الضيقة وأكد في ذات السياق ضرورة أن يتفهم كل طرف ما لديه وما عليه وأن يعمل الجميع لمصلحة الوطن وأن ألا فائدة من الشروط التعجيزية التي قد تعكر صفو الحوار الوطني وتحول دون الوصول إلى تحقيق أهداف الثورة.
وفي اجابته عن سؤال يتعلق بالاتهامات المتكررة لهيئة تحقيق أهداف الثورة والتي يرى أصحابها أن الهيئة حادث عن مسارها وتتدخل في مواضيع من مشمولات المجلس الوطني التأسيسي.
رأى السيد مختار اليحياوي أن هذا الكلام قابل للنقاش خاصة فيما يتعلق بالزعم بأن الهيئة تضيع الوقت في تناول مواضيع جانبية مشيرا إلى أن لكل شخص تفسيره وتأويله لهذه المسألة ولكل شخص مواضيع قد تشغله ذاتيا وبالتالي يرى ذلك أساسيا قبل غيرة.
وأكد أنه من الضروري والأجدى أن تلتزم الهيئة بجدول أعمال محدد تلتزم به وهو ما يساعد من جهة أخرى على تسهيل عمل الإعلاميين.
تحقيق التوافق
ويأمل محدثّنا أن تحقق هذه المبادرة عملية المصالحة والتوافق المنشود لأن المرحلة تقتضي ذلك ولا يمكن بأي حال من الأحوال مواصلة الهروب إلى الامام وتجاهل تحقيق أهداف الثورة معرجا على أن الاختلاف قد يحصل أحيانا إلا أن جهود المصالحة والتوافق تتواصل لغاية إعادة الامور إلى مجاريها وتفعيل اليات الحوار للإبتعاد عن التجاذبات والحساسيات السياسية الضيقة .
هذه المبادرة الهادفة إلى المصالحة والتوافق، لئن يراها صاحبها ناتجة عن إحساس ووعي عميق بضرورة تصحيح عمل الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي وإعادة الثقة إليها فإن بعض أعضاء الهيئة لديهم تحفز وحججهم في ذلك أنها تمت خارج إطار الهيئة وهو ما يفسرونه بمنطق الابتزاز السياسي لأن الهيئة في نظرهم وحسب اعتقادهم هي المكان الشرعي لمناقشة وتداول المواضيع المتعلقة بها، يأتي ذلك في الوقت الذي تأكد فيه وحسب ما صرح به السيد مختار اليحياوي من أن الاجتماع الاول للمبادرة كان بناء وشفافا وايجابيا وهو ما من شأنه أن يدعم عملية تواصل الوفاق وتقريب الرؤى وترميم التصدع الذي لا يزال حاصلا. حاوره: مصباح الجدي (المصدر: جريدة « الصحافة » (يومية – تونس) الصادرة يوم7 جويلية 2011)

<


« كشف المستور »: أحمد بن صالح في حوار خاص لــ »بناء نيوز ** عملية باب سويقة خطة من تدبير بن علي وعبد الله قلال للتخلص من حركة « النهضة »
** الجنرال عبد الحميد الشيخ وزير الداخلية الأسبق رفض العملية فتمت اقالته ** هيئة بن عاشور تحولت الى « غول » وفيها عناصر مرتبطة بالغرب

** الباجي قائد السبسي ليس صاحب فكر ليقود البلاد حاليا

** صناعة الكذب أكبر صناعة في تونس


تونس- بناء نيوز- عمار عبيدي أكد احمد بن صالح صاحب سياسة التعاضد ووزير التخطيط الأسبق وأحد أهم مؤسسي حركة الوحدة الشعبية، أن صناعة الكذب أكبر صناعة في تونس، وأن بلادنا لم تنته من الفصل الأول من تكوينها. وأضاف بن صالح في حوار خص به وكالة « بناء نيوز » أن افتعال الخصومة مع الإسلاميين هي (عادة) بن علي في جرّ البلاد إلى المشاكل. وشدد على أن نوعين من الأخطار يتهددان تونس أولهما التدخل الأجنبي وخصوصا من قبل الذين كانوا يدعمون بن علي، والخطر الثاني غير مقصود ويتمثل في الأشخاص أو الأطراف المرتبطة بفرنسا دون ان تعي ذلك. وفي إجابة عن سؤال حول رأيه في وضعية تونس بعد نحو 7 اشهر من الثورة، شدد بن صالح على أنه متحفظ على كلمة ثورة ففي رأييه هذه الفترة صعبة وقد تنتج أمرين؛ إما تجميد الفكر الثوري لدى التونسي أو انطلاق ثورة جديدة لم تنته بلادنا من الطور الأول من تكوينها. ويرجع الوزير الاسبق ذلك إلى عدة أسباب على رأسها ما أسماه « أكبر صناعة في تونس » وهي الكذب، باعتبار أن الجميع متورط في ملفات الفساد فكيف سيكون الإصلاح في هذه الحالة؟ ولعل هيئة بن عاشور هي أيضا من أسباب تدهور الوضع في رأي بن صالح فهذا الهيكل بالنسبة له « غول » تمنى لو أنه ينتهي بالدعوة إلى إنشاء برلمان مؤقت وتكوين حكومة مؤقتة. وشدد على أن الهيئة تضم اشخاصا لهم ارتباطات بالغرب، وهذا امر مستهجن لان هذا الغرب كان بالأمس القريب يساعد نظام بن علي مثلما فعلت وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة. كما كشف صاحب سياسة التعاضد أن أشخاصا كثر في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة كانوا « مكبوتين » في عهد بن علي فجاؤوا للهيئة ليقولوا أشياء غير معقولة بل وصل الأمر إلى أن تكون الهيئة مصدر شغب وغاب فيها العمل. وزير التخطيط الاسبق أكد أيضا أن من يقومون على هيئة تحقيق أهداف الثورة ادعوا أنهم اتصلوا به للمشاركة فيها لكنه رفض، والحقيقة أنهم لم يتصلوا به وهو لا يعرف لماذا ادعوا ذلك. الخصومة مع الإسلاميين وشدد بن صالح في تعليقه على الأحداث الأخيرة وخصوصا ما حدث في أفريك-أرت وما قاله الطالبي، أن إثارة خصومة مع الإسلاميين هي تلهية وجرّ للبلاد إلى المشاكل، وذكر بأن بن علي هو صاحب هذه العادة بل هو في نظر محدثنا أصبح الشخص رقم واحد في العالم العربي في اختلاق هذه النوعية من الفتن. ويستحضر بن صالح قصة رواها وزير الداخلية الاسبق في عهد المخلوع بن علي وهو الجنرال عبد الحميد بن الشيخ الذي روى في جلسة مع دافيد ستروس (وكان في مطعم لأحد يهود تونس في فرنسا) أنه في جلسة بينه وبين بن علي وعبد الله القلال أُقتُرحت مسألة القيام بعملية باب سويقة للتخلص من النهضة لكن الجنرال بن الشيخ رفض وأصر القلال وبن علي على العملية، وفور خروجه من مكتب بن علي فوجئ الوزير بخبر إقالته. واستهجن بن صالح ما قاله الطالبي معبرا عن استغرابه مما يريده بمثل تلك التصريحات واعرب عن دهشته من إلحاح العلمانيين على إلغاء وجود الإسلاميين من الساحة داعيا إلى ضرورة النقاش الهادئ لتجنب مثل هذه الزوابع التي أثيرت. كما شدد على أن الهوية العربية الإسلامية لتونس لا نقاش حولها وانه يدعم التنصيص عليها في الدستور الجديد كما فعل في دستور 1959 مع ضمان حرية المعتقد وحرية التعبير. الخطر الحقيقي على تونس وبين صاحب تجربة التعاضد أن الخطر الحقيقي على تونس نوعان (أخطار مقصود) مثل التدخل الأجنبي وخصوصا من قبل الذين كانوا يدعمون بن علي، وخطر غير مقصود وهم الأشخاص أو الأطراف المرتبطة بفرنسا ولا يعون أبعاد ذلك. كما نبّه إلى ضرورة وجود أصحاب الفكر في السلطة في هذه المرحلة لأنه رغم احترامه لقائد السبسي إلا أنه يقر بأنه ليس من أهل الفكر ليكون على رأس الدولة، وتمنى محدثنا أن يغيّر الوزير الأول من سلوكه ويرسي برلمانا للبلاد، في إشارة إلى دعوته المشتركة مع أحمد المستيري لإنشاء برلمان انتقالي ودستور ثم يعقب ذلك اجراء الانتخابات. وتوقع أن تدخل هيئة تحقيق أهداف الثورة في المزيد من المطبات، بسبب وضعها للعربة امام الحصان، كما يقال، أي إنشاء قوانين للأحزاب وللإنتخابات قبل وضع دستور للبلاد.
 
(المصدر: وكالة « بناء نيوز » الإخبارية (خاصة – تونس) بتاريخ 7 جويلية 2011)

<



قال رئيس الوزراء التونسي للحكومة المؤقتة الباجي قائد السبسي ان العلاقات الكويتية التونسية عريقة ومتجددة ومطلوب حاليا أن تفعل، مشيرا إلى أن الكويت كانت دائما تساند تونس وتونس تساند الكويت في كثير من القضايا، واعتبر أن العلاقات الكويتية التونسية من ثوابت السياسة الخارجية التونسية. وكشف السبسي في تصريح صحافي أمس لدى مغادرته الكويت أن زيارته تأتي في إطار جولة الحكومة التونسية المؤقتة على البلدان العربية التي اعترفت بثورة تونس وباركتها مؤكدا على أن الكويت من البلدان العربية السباقة التي باركت الثورة في تونس وفهمت الرسالة دون تحريف. وأوضح أن ما يجري من اضطرابات في الدول العربية الأخرى «لا ناقة ولا جمل لتونس فيها» حيث رأت تونس من الضروري أن تؤكد هذا وتوضح الصورة للاخوة العرب وأن تتقدم بالشكر إلى الاخوة بالكويت على تفهمهم للأحداث. وذكر السبسي انه قام برفقة الوفد المصاحب له بزيارة البلدان التي آزرت تونس اثناء الثورة وهي قطر والإمارات والكويت مشيرا الى انها كانت من الدول التي أوفدت موفديها لمباركتنا ونحن منحنا لأصحاب الحق حقهم بتوجيه الشكر لهم. واثنى على موقف صاحب السمو مباركته للثورة التونسية. وأوضح أن الزيارة كانت لتوجيه الشكر للكويت وليست لطرح ملفات رسمية بخصوص الاستثمار مستدركا أن علاقة الكويت بتونس دائمة وسوف يتم طرح العديد من الملفات لاحقا. وأكد على العلاقات العريقة التي تجمعه مع صاحب السمو المبنية على التقدير والاحترام المتبادل وعلى معرفة الواقع، مشيرا إلى أن هناك استشرافا للمستقبل يهم الوضع العربي العام. وقال: «لا وجود لدولة معزولة عن العالم في القرن الـ 21»، معربا عن سعادته للترحيب الذي لقيه الوفد التونسي من الحكومة الكويتية، مشيرا إلى أن المحادثات التي تمت كان فيها تجاوب وتناغم. وتابع: «نحن نفكر في تحقيق الوئام وتقريب وجهات النظر لأن الوضع في العالم العربي صعب حاليا وكل شعب له متطلباته». ولخص زيارته إلى الدول الخليجية الثلاث بقوله: «أتينا لنقول من أحسن إلينا أحسنت ونرد التحية بأحسن منها». ونفى بشدة أن يكون الهدف من زيارته للبلدان الخليجية طلب الإعانات لتونس قائلا: «تونس لن تطلب الإعانة من احد». من جهة أخرى أوضح السبسي أن مرافقته لوزير المالية ولوزير الدفاع ليست لها خلفية سياسية أو اقتصادية، معتبرا الوزيرين من أهم الشخصيات التي تضمها الحكومة المؤقتة فكانت مرافقتهما في هذه الجولة تقديرا لهما. الخطة التنموية
وأكد السبسي أن الحكومة التونسية المؤقتة وضعت خطة تنموية اقتصادية واجتماعية لإعادة التوازن الذي كان مفقودا، مشيرا الى أن الخطة تم درسها ومناقشتها وتمويلها بمجهودات ذاتية. ورحب بكل دولة ترغب في الاستثمار في تونس. وقال أن تونس ليس لها أي تحفظ في التعاون مع الكويت بخصوص الخبرات التونسية لافتا إلى أن «الضوء الأخضر مفتوح» لكل الدول العربية للتعاون في هذا المجال. العلاقات التونسية السعودية
وأوضح السبسي أن علاقة تونس بالسعودية طيبة تاريخيا وستظل كذلك، مشيرا إلى أن الظروف شاءت أن يحتمي الرئيس المخلوع بالسعودية. وتابع «هناك إجراءات دولية وقضائية تخضع لها كل الدول في علاقاتها الحضارية وتونس انتهجت هذا النهج لأنه من واجبها وحقها لكن السؤال هل ستستجيب السعودية؟ هذا يرجع إليها كدولة. وعن مدى عرقلة فلول النظام للثورة في تونس قال السبسي: «لا اعتقد ذلك فالمرور من اللون الأسود إلى الأبيض ليس بالسهل ولابد أن نسير بخطى ثابتة وعلى نسق تصاعدي». واضاف: «ليس بحوزتنا عصا سحرية ونحن غير قادرين على تغيير عقدين في يومين».نحن سائرون في الطريق الصحيح ووظيفتنا أن نواجه المضاد ولابد أن يعي الجميع أنه في الفترات الانتقالية بين عهدين عهد الكبت وعهد فك الكبت ليس بالسهل التعامل معها ونزع الحرية من القيود أسهل بكثير من المحافظة عليها». وأضاف: لطالما رددت هذه العبارة «صون الحرية من شطط أنصارها أصعب بكثير من مقاومة أعدائها». أرصدة الرئيس المخلوع
وعن مدى التعاون الكويتي – التونسي بخصوص أرصدة الرئيس المخلوع قال السبسي: «حدث عن البحر ولا حرج في هذا الموضوع» مشيرا إلى أن الحكومة التونسية الانتقالية وجهت مطالب عامة للكويت تدخل في نطاق السياسة والأعراف الدولية والأحكام التي تصدر. وأكد السبسي أن الدولة التونسية لم تتسلم أي أموال أو أصول خاصة بالرئيس المخلوع سواء من الدول العربية أو غيرها. أزمة ليبية
وأوضح أن ما يحدث في ليبيا حاليا يعتبر شأنا داخليا، مشيرا إلى أن تونس استقبلت نحو 600 ألف لاجئ من ليبيا من مختلف الجنسيات منذ بداية الثورة. وأضاف أن بحوزة تونس حاليا حوالي 100 ألف لاجئ ليبي اغلبهم يقطنون لدى عائلات تونسية لافتا أن احتضان الشعب الليبي لا يشكل مشكلة بالنسبة لتونس بحكم تشابه النسيج الاجتماعي بين الشعبين. ولفت إلى أن الحرب على الحدود تشكل ظروفا صعبة لكلا البلدين ومن واجب تونس التعامل مع هذا الواقع بحذر وحزم. ونفى عدم التعاون التونسي مع المجلس الانتقالي الليبي موضحا ان هناك تفاهم مع الثوار الليبيين، مشيرا إلى أن الاعتراف التونسي بالمجلس الانتقالي الليبي ليس من مصلحة ليبيا حاليا لان ذلك سيئول إلى غلق الحدود وإجراءات أخرى معقدة. الانتخابات التونسية
وذكر السبسي أن الانتخابات التشريعية في تونس ستجرى في موعدها المحدد بتاريخ 23 أكتوبر القادم دون توترات، لافتا إلى أن كل الترتيبات لنجاح الانتخابات تحت السيطرة. وأكد أن الانتخابات ستكون شفافة ونزيهة، لافتا إلى انه تكونت لجنة مستقلة ستكون مشرفة على سير الانتخابات. وعزا تأخير الانتخابات الى شهر اكتوبر الى توفير كل الترتيبات اللازمة لكي تكون انتخابات ديموقراطية لأول مرة في تاريخ تونس. مواقع متعددة

<



هل تتمكّن هيئة تحقيق أهداف الثورة من تجاوز أزمتها وتحقيق الوفاق بين كل أعضائها؟ جلسة أمس شهدت توافقا كبيرا رغم تخوف البعض من أن تفرض «النهضة» شروطا تعجيزية. تخلت جلسة الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي ليوم أمس عن برنامج عملها وعوضا عن مناقشة مشروع قانون الأحزاب خصصت الجلسة لمناقشة مبادرة القاضي السيد مختار اليحياوي لتجاوز أزمة الوفاق واعادة الأطراف المنسحبة وعلى رأسها حركة النهضة التي رأى بعض المتدخلين وعلى رأسهم حركة النهضة التي رأى بعض المتدخلين انها تسعى إلى فرض شروط تعجيزية على الهيئة ولا تسعى الى الوفاق. وشهدت الجلسة توافقا كبيرا لدى اعضاء الهيئة على ضرورة رأب الصدع واعادة الأطراف المنسحبة، لكن قسما كبيرا منهم اعتبر ان الوفاق لا يمكن ان يكون عبر الابتزاز ووضع الشروط التعجيزية. ابتزاز وتعجيز وفي هذ الاطار اعتبر السيد المولدي قصوبي ان «الطرف المنسحب يعتمد على حجج واهية وسقطت جميعها الواحدة تلو الاخرى». وأضاف ان الهيئة حادت عن دورها وتغافلت عن عدد من مهامها موضحا ان «التحوير الوزاري جزء من الاصلاح السياسي الذي هو من أهداف الهيئة.. التحويرات غريبة جدا مثلا احدى كاتبات الدولة لها علاقة بأطراف أوروبية وصهيونية وهذا غريب، ليس من المعقول ان نجانب الواقع فالتحويرات مهزلة، ايضا ما حدث في القصرين لا يجب ان يغيب في الهيئة». وتابع : «لماذا نؤجل المصادقة على قانون الأحزاب الى ما بعد زيارة الوزير الاول او بعد استرضاء النهضة؟ ومن جانبه اعتبر السيد حبيب غلاب ان التوافق ليس مهما لذاته وانما هو آلية للعمل «لا يجب أن يكون موضع ابتزاز او مقايضة»، مضيفا ان «أسباب الذين انسحبوا واهية والتوافق يتجسد في مدى قدرتنا على انجاز الانتقال الديمقراطي لكن هناك صراع اليوم حول من سيفرض رأيه في الهيئة». وفي الاتجاه ذاته أكدت السيدة هالة عبد الجواد ان لجنة الاصلاح التي تكونت وشكلت بإملاءات من خارج الهيئة، مشيرة الى انه بالرغم من ذلك فإن دورها «لا يجب ان يكون الاستجابة لشروط النهضة لأنها تعجيزية». وأوضحت انه «لا أحد يسمح لنفسه بوضع تلك الشروط فإذا كان هذا موقفهم من الحوار فما مآل النقاش في هذه الحالة. هؤلاء لا يحترمون اللعبة الديمقراطية». ومن جهته أكد السيد المولدي الرياحي انه ليس من حق المنسحبين التشكيك في وطنية رئاسة الهيئة، موضحا ان اللقاء الذي حصل أمس الاول في اطار مبادرة القاضي السيد مختار اليحياوي «كان فرصة لنقول لهم هذا الكلام وقلنا لهم إن شروطهم مرفوضة وهي تعجيزية مثلا إعادة تركيبة الهيئة وإعادة تشكيل مكتب رئاستها وقلنا إنه لا يمكن الانصياع لهذه المطالب». مدونة سلوك ولجنة وتابع السيد الرياحي «قلنا لهم إن مطلبنا هو الوفاق ويمكن أن نتفق على مدونة سلوك ويمكن تكوين هيئة لمتابعة مدى التزام كل الأطراف بها». وأضاف قائلا: «لقد جاؤوا لاملاء شروطهم لكن رأب الصدع ممكن لتحافظ الهيئة على وجودها اليوم ليس هناك إلاّ الحكومة ترتع وحدها، نحن لم نقصهم والرأي العام يفهم ذلك وهم غير قادرين على الارتقاء بالحوار». وعلى صعيد متصل اقترح السيد عصام الشابي أن يتم تشكيل لجنة لبحث الاصلاحات الضرورية التي يتطلبها عمل الهيئة داعيا المنسحبين الى قبول الهيئة كإطار للوفاق والحوار الديمقراطي. وأوضح الشابي «نحن رفضنا الحضور في اجتماع دار المحامين لأننا نؤمن أن أطر الهيئة أفضل من غيرها في هذا المجال، هناك سعي لارضاء بعض الأطراف أو الأطراف المنسحبة». ومن جهته اعتبر السيد عبد العزيز العايب أن أزمة الهيئة تقتضي فعل ما يلزم لتجديد الوفاق وأن ذلك يقتضي خطابا واضحا من رئاستها «ويجب أن تحمل الجميع مسؤولية احباط الوفاق». واعتبر السيد عبد اللطيف الحداد أن الهيئة آلية لا بديل عنها لكل الأطراف لتسيير الحوار الديمقراطي وأنها فضاء للتدريب على الديمقراطية. وأكد أن الهيئة تحتاج الى تجديد التوافق داخلها «ولا يجب أن تبقى ريهنة حسابات سياسية ضيقة». ومن جانبه أشار السيد سالم الحداد الى أن المبادرة التي قامت خارج الهيئة «هي مبادرة غير محسوبة لأنها انطلقت من بعض الأفراد ولسوء الحظ رئاسة الهيئة أقحمت فيها في الوقت الذي يجب أن تنأى فيه عن الصراعات». وطالب الحداد بتشكيل لجنة حكماء تقوم بالدور التصالحي «لكن لا يجب أن يكون الوفاق على حساب المبادئ وما اتفقنا عليه داخل الهيئة يصبح ملزما». كواليس ـ تميزت جلسة الهيئة أمس بحضور أقل من 50 عضوا وبهدوء كبير في النقاشات رغم الاختلاف حول الشروط التي وضعتها حركة النهضة لتعود. ـ لاحظنا تفضيل رئيس الهيئة السيد عياض بن عاشور لعدم مقاطعة المتدخلين وتركهم يستغرقون ما شاؤوا من الوقت وربما يعود ذلك الى الاتهامات التي وجهت اليه مرارا بالحزم في مسألة الوقت. ـ تعامل السيد بن عاشور بصراحة كبيرة مع الاسئلة التي وجهت اليه ومن بينها سؤال طرحه السيد فاضل بالطاهر الذي تساءل عن سبب عدم مساءلة وزارة الداخلية عن أحداث المتلوي وعن التمرد الحاصل داخلها فرد قائلا «لقد بلغت كل المطالب ولكم أن تسألوا الوزير الأول الاربعاء المقبل عند قدومه». ـ تتواصل أشغال الهيئة اليوم ومن المنتظر أن تواصل مناقشة قانون الجمعيات.
(المصدر: جريدة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم7 جويلية 2011)

<


في نتائج لعملية سبر آراء لمعهد الدراسات التسويقية واستطلاعات الرأي اثنان على ثلاثة تونسيين لا يعرفون لمن سيصوّتون في انتخابات المجلس التأسيسي


القناة التلفزية الوطنية الأولى أكثر القنوات مشاهدة واثنان من ثلاثة تونسيين لا يعرفون لمن سيصوتون في حين أن 14 بالمائة أعلنوا عن نيتهم التصويت للنهضة و5 بالمائة للحزب الديمقراطي التقدمي و2 بالمائة للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات و1 بالمائة لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية وحزب العمال الشيوعي التونسي.

كانت هذه الأرقام والنسب من أهم ما قدم أمس خلال الندوة الصحفية التي نظمها معهد الدراسات التسويقية واستطلاعات الرأي من خلال العرض الذي قدمه مديره العام لنتائج عمليتي سبر آراء أجراهما المعهد أحدهما حول نسب المشاهدة والآخر سياسي.
وبالمناسبة عرّج السيد هشام قرفالي المدير العام للمعهد الذي انجز عمليتي سبر الآراء على عملية حسن اختيار العينة لضمان تمثيليتها للمجتمع التونسي.
وقد انطلق منظم الندوة بتقديم نتائج سبر الآراء حول نسب المشاهدة الذي أنجز خلال الفترة الممتدة بين يومي 6 و13 جوان وشمل عينة متكونة من 3021 فردا يمثلون الفئة العمرية من 15 سنة فأكثر وتم اختيارهم باعتماد متغيرات السن والجنس والجهة والوسط.
وخلال فترة انجاز استطلاع الرأي تبين أن 80 بالمائة من التونسيين من الفئة العمرية المذكورة وهو ما يساوي 6 ملايين مواطن يشاهدون التلفزيون يوميا. ومن بين هؤلاء أكثر من 71 بالمائة شاهدوا القناة الوطنية التونسية الأولى.
وتليها من ناحية نسبة المشاهدة قناة حنبعل بنسبة 53،3 بالمائة و36 بالمائة قناة نسمة ثم الجزيرة بنسبة 32 بالمائة و20 بالمائة الوطنية التونسية الثانية. وبين هذا الاستطلاع خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة من انجازه أن 84 بالمائة من العينة تابعوا الأخبار من بينهم 67 بالمائة عبر الوطنية الأولى تليها الجزيرة ثم العربية ثم نسمة وفي الأخير الوطنية 2.
نتائج سياسية
وبالنسبة الى سبر الآراء السياسي فقد بين السيد هشام قرفالي أنه أنجز خلال الفترة الممتدة بين 9 و15 جوان 2011 وتمحور حول سمعة الأحزاب السياسية ونوايا التصويت لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي. وتوجهت هذه الدراسة الى عينة من المواطنين من سن 18 سنة فأكثر. وكان عددهم في حدود 1014 فردا.
وقد بين سبر الآراء هذا أن النهضة أكثر الأحزاب معرفة لدى التونسيين، حيث أن 71 بالمائة من العينة يذكرونه بصفة تلقائية، في حين يليه في الحديث عن الأحزاب تلقائيا الحزب الديمقراطي التقدمي ثم حركة التجديد ثم حزب العمّال الشيوعي التونسي ثم حركة الديمقراطيين الاشتراكيين، ويليه حزب المجد.
وبالتوجه بالسؤال الى المستجوبين لذكر زعماء الأحزاب التي يعرفونها فقد بين سبر الآراء أن 57 بالمائة منهم ذكروا راشد الغنوشي بصفة تلقائية وبعده أحمد نجيب الشابي بنسبة 30 بالمائة ثم حمة الهمامي بنسبة 21 بالمائة. وتضم قائمة القياديين السياسيين المعروفين لدى المستجوبين أحمد ابراهيم ومنصف المرزوقي ومصطفى بن جعفر ومية الجريبي وأحمد الاينوبلي.
وأكد السيد هشام قرفالي على أن نتائج عمليتي سبر الآراء محدودة في الفترة الزمنية التي أنجزت فيها ولا يمكن تعميمها على كل الفترات الزمنية. كما أكد أيضا أنه لا يمكن أن يكون لسبر آراء معنى إلا إذا مثل الشعب التونسي. سناء بن سلامة
(المصدر: جريدة « الصحافة » (يومية – تونس) الصادرة يوم7 جويلية 2011)

<



حمادي الغربي
أصبح الوضع التونسي قاب قوسين أو أدنى من الانفجار سواء كان ذلك بتخطيط مسبق له أو بتدبير مدبر محنك ذو خبرة في تاريخ الثورات و الانحراف بها عن مسارها الطبيعي و ربما أيضا بفعل الأخطاء الكثيرة التي وقعت فيها الأحزاب السياسية مشتركة و لا نستثني أحدا هنا مهما حسنت نيته أو صدق مسعاه لأنه شريك في ما آلت اليه البلاد من تدهور و خطورة تنبئ بانفجار الموقف في أي وقت من الأوقات و ربما يرجع ذلك لضعف الأداء السياسي للساسة التونسيين و ذلك ليس استخفافا بهم أنما مرده لسنين القحط و الجفاف الفكري و السياسي الذي عاناه التونسيون على مختلف مشاربهم و ميولاتهم الأيديولوجية منذ خمسين سنة مضت حيث كانت الديكتاتورية و الولاء المطلق للزعيم التوجه العام للبلاد فضلا عن غياب التعددية الفكرية و المعارضة الوطنية الجادة الى أن أصبحت الخبرة السياسية و المرونة في التعاطي مع المواقف والأحداث و حسن الاستماع للآخر تكاد تكون غائبة ان لم نقل معدومة و أصبح التطرف الفكري و التعصب الحزبي و العقائدي سمة مشتركة بين ألوان الطيف السياسي التونسي اذ صار الكل مشترك في انهيار التعايش السلمي و انعدام التوافق و الالتقاء على نقطة واحدة يمكن أن تجتمع فيها كل الأطراف برغم اختلافاتهم المتعددة على جميع المستويات و النقطة الجامعة التي يمكن أن يلتف حولها الأحزاب هي أرض تونس الخصبة و الغنية بتاريخها و ثقافتها و تنوعها…
انتهاء صلوحية الهيئة العليا الهيئة العليا هي أم المصائب بدون منازع و هي الابنة اللقيطة للثورة التونسية فلا يعرف لها أب و لا أم لأن الطريقة الذي جاءت بها شاذة فلم يحترم فيها لا الأعراف و لا التقاليد ولا التوافق ولا المشورة و لا حتى الانتخاب الحر في اختيار أعضائها كأبسط قواعد اللعبة السياسية . انما تم تعيين أفرادها بجرة قلم من طرف لصوص الثورة و غالبيتهم ينتمون لعشيرة واحدة ذات اللون الأحمر التي تحمل الفكر اليساري المتطرف الذي أصبح حتى في موطن ولادته شيئا من الماضي و غير مرغوب فيه على نطاق واسع الا أنه و من حسن حظها كانت تلتقي مع النظام التونسي البائد في نقاط مشتركة كثيرة في السلوك و الفكر و الممارسة و خاصة في انسجامهما حول معاداتهما للدين الاسلامي و هوية الشعب مما جعلها تحظى بموقع قدم على أرض تونس الخضراء و تتمكن من حياة أطول في ظل الفساد و برعاية العائلة المافيا و هذه الميزة المشتركة مكنتها من البقاء على قيد الحياة رغم موتها الاكلينيكي و نبذ الشارع لها و رجمها بالحجارة حيث ما حلت .
خروج الهيأة عن الدور المنوط بها في تنظيم الانتخابات و الاشراف عنها الى اقتباس دور البرلمان و الناطق الرسمي باسم الثورة و تحديد السياسات العامة للجمهورية الحديثة و دس سمومها القاتلة في منابع العقيدة و الوطنية و الانتماء العربي و ذلك إثر محاولة تمرير مشروع التطبيع مع الكيان الصهيوني و مشروع الشذوذ الجنسي ثم أخيرا ليس آخرا الطعن في مقدسات الامة التي سيأتي الحديث عنها لاحقا و التلاعب بالوقت و المواعيد ربحا للزمن لتحقيق أجندتها الخاصة و المشبوهة كل ذلك مشتركا دفع الأحزاب الجادة و القضاة و المحامين للانسحاب من الهيئة بعدما تيقنوا من انحراف هذا الأخير عن المهام الموكلة إليه فأصبحت مقاعد مبنى الهيئة خاوية من الحضور إلا من علي بابا و الأربعين حرامي . و عليه الهيئة انهارت و لم تصبح لها قيمة وطنية و لا قانونية و لا صفة ثورية و لا وظيفة محددة .
 
العهد الجمهوري باطل
الهيئة العليا جعلت من نفسها وصية على الشعب في حين تساءل القاصي و الداني عن صفة هذا المجلس و حقيقة تمثيله للشعب حتى عن الطريقة التي جاء بها فكيف إذا خول لنفسه أن يحدد مصير شعب بأكمله و هم أقلة قليلة لا تساوي الواحد بالمائة من مجموع سكان تونس فضلا عن انها تحمل افكارا غريبة و دخيلة عن المجتمع التونسي المسلم زد على ذلك مسألة الخوض في قضية العهد الجمهوري التي ليس من مهامها و لم يطلب منها أحد ذلك ، فكيف تجرأ و تستخف بالثورة و رجالها ، و لذلك نفهم لماذا انسحبت حركة النهضة و حزب المؤتمر و آخرون من المجلس ، أما إذا تحدثنا عن مضمون العهد فهو نسخة مكررة لسياسة النظام المخلوع و لم يأت بجديد و نتساءل هنا عن جدوى هذا العهد في نسخته المطابقة للأصل و جدوى الثورة و الشهداء الذين سقطوا و ما تزال أجسامهم الطاهرة في القبور كما هي و كأنها ماتت بالبارحة تنتظر حسن ختام مسار الثورة حتى تنام راضية مطمئنة ، ثم مسألة الفصل بين الاسلام و مشاغل الحياة و هي قاعدة مسيحية غربية لا تنطبق على المجتمعات المسلمة فتم إسقاطها على الثورة في حين عامل اضطهاد الإسلاميين و حبس الإسلام في المحراب و البيوت و القلوب هو الفاصل الأكبر في اسقاط الحكومة فتجيء الفئة اليسارية و تجدد عهدها في محاربة الاسلام دين ومعتقد العشرة مليون تونسي ليس هذا فحسب بل و بكل وقاحة تثبت الهيأة قوانين مجلة الأحوال شخصية و تعتبرها كمقدس لا يجوز التطاول عليه او تعديله في حين أنهم تجرؤوا بحقدهم على النيل من مقدسات الأمة و جرح مقام الرسول الكريم ، فسياسة المكيال بمكيالين لا تمر اليوم و رجال الحركة الإسلامية على قيد الحياة فما مجلة الأحوال الشخصية سوى جهد بشري قابل للنقاش و التعديل فضلا عن أن المجلة المذكورة تم صياغتها قبل خمسين سنة و بالتأكيد تطور المجتمع التونسي و أنجب جيلا غير الجيل الذي صاغ المجلة و بالتالي يجب أن يتطور القانون ليواكب التطور الاجتماعي و التغيير الفكري و الثقافي للتونسيين . فلكل هذه الأسباب السابقة الذكر نعتبر أن وثيقة العهد الجمهوري باطلة و غير ملزمة للشعب التونسي و لا تمثل إلا أصحابها . حكومة الاستفزاز و إشعال نار الفتنة ما تشهده اليوم الساحة التونسية يذكرنا بعهد بورقيبة حينما سمح للإسلاميين بالنشاط العلني و تأجيج الصراع بينهم و بين اليسار و ذلك قصد ضرب التيار الشيوعي المهيمن آن ذاك على الساحة السياسية في أوساط الطلاب و النقابيين و إشعال نار الفتنة بين الحركة الإسلامية الصاعد نجمها و التيار الماركسي الخصم الشرس للنظام و ذلك يضرب بورقيبة عصفورين بحجر واحد و تفرغ له الساحة السياسية و يشعل النار بين المتحاربين و من ثم يلقي القبض على الجميع بتهمة الإخلال بالأمن العام و غيرها من التهم التي حفظناها عن ظهر قلب من عنف وإرهاب و اعتداء و التظاهر بدون ترخيص و حيازة أسلحة و القارئ الكريم يعرف بقية القائمة . نفس السيناريو يتكرر اليوم على يد نفس الرجل القديم الجديد فيسمح بتمويل فيلم سينمائي بقيمة 600 مليون دينار ليس للحديث عن الثورة و تضحيات شعبها إنما لخدش الحياء و النيل من مقدسات الأمة و يشعل نار الفتنة بين ابناء الوطن الواحد و يتدخل البوليس ليتم المهمة و يعتقل الشباب المتدين و يزج به في السجون . لا يتوقف الأمر لهذا الحد بل يتجاوز التطاول على المقدسات عبر الإعلام المرئي و المسموع و المقروء و الحكومة لا يحرك لها ساكن و يشعر الكل بتواطئها في دفع اليسار و تأجيج الصراع لإضعاف الثورة والمشهد السياسي و تصوير المعارضة على أنهم صبية لا يقدرون مصلحة الوطن و بدل العمل على تجاوز تركات المخلوع تتطاحن فيما بينها و تبحث عن موطن قدم لها في السلطة لتحقق مصالحها الحزبية وبهذا الشكل يتم تأليب المواطنين عليهم و حقد الشارع على المعارضة و السياسة و يقبل المواطن بالواقع المفروض عليه من قبل الحكومة الحالية الماكرة و يدس الشعب التونسي رأسه في التراب و يترحم على شهدائه الى الأبد . ثورة المساجد و نصرة الإسلام الخير في الشعب التونسي الى يوم الدين فبالرغم من سنين التغريب و ثقافة المسخ و الانحلال بقي التونسي وفيا لإسلامه و هويته و بفطرته النقية التي أسقطت اعتى ديكتاتورية بالمنطقة فخرج الشعب على بكرة أبيه من مساجد الجمهورية منددا بثقافة الالحاد و مستنكرا التهجم المنظم على مقدسات الامة من قبل فلول اليسار اللقيط الذي فاته قطار التطور و لم يستفد من التاريخ و لم يعرف كيف يتكيف مع التغيرات العالمية على غرار الحزب الشيوعي السوداني الذي فهم سياسية المرحلة و تأقلم مع ظرفه و ظرف مرحلة تدين الشعب السوداني و فهم حقيقة حجمه و الدور الذي يجب أن يلعبه في حدود و دون المساس بمقدسات الأمة ، و اليوم بالسودان كبار زعماء الحزب الشيوعي يؤدون صلاة الخمس جماعة بالمساجد و شلة منهم تابت و التحقت بصفوف الحركة الاسلامية بل أصبحت من قياداتها كالزعيم ياسين عمر الامام و ذلك إيمانا منها من ان الفكر الشيوعي لا يفي بحاجيات المجتمع المسلم و لا يصلح أن يسوس في ظل ثورات مشتعلة تنادي باسم الله و الاسلام و الوطن . السبسي الرابح الأكبر في ظل كل هذه التغيرات و المؤمرات و الدسائس استفاد رئيس وزراء الحكومة الحالية المؤقتة في إدارة و توجيه اطراف الصراع بالشكل الذي يرغب فيه و يوصله الى رجائه بعد إشعال فتيل الفتنة بين الإخوة الأعداء من الشعب التونسي و يدعم حكومته كل يوم بالشكل الذي يريده مرة بإدراج شخصيات لها علاقة وطيدة باسرائيل و مرة بتعيين مقربين من الرئيس المخلوع في حكومته المؤقتة هذا من جهة و من جهة اخرى يطير مرة إلى أوروبا يطلب قروضا مالية تحت شروط مجحفة دون أن نعرف حجمها و لا بنودها الحقيقية و مرة أخرى يطير الى الخليج يطلب هبات دون رجعة و ذلك كله لتقوية نظامه و الاستعداد لتمديد فترة حكمه لمدة أطول طبقا لأجندته الجاهزة للتنفيذ و الإخوة الأعداء من اليسار و الإسلاميين منشغلين بصراعاتهم الأيديولوجية و البوليس يتربص بهم ينتظر ساعة الصفر و القتلة و اللصوص يصولون و يجولون بشوارع تونس طليقين و الأموال المنهوبة لا نعرف لها أثر و لا نشم لها رائحة و دم الشهداء لم يجف بعد و أجسامهم الطاهرة ما تزال طرية تحت التربة . خارطة طريق المرحلة القادمة المتابع للأحداث في تونس يدرك تمام الادراك أن التجمع الدستوري بقيادة الباجي قائد السبسي سينفرد بالكعكة و سيكون له نصيب الأسد فيها و هذا ما ذهب إليه بعض وجوه التجمع على صفحات الفاسبوك و مما زاد اعتقادي في عزم النظام السابق للعودة للساحة السياسية بقوة هو ما دار بيني و بين رئيس مركز شرطة بحي الزهروني بضواحي تونس العاصمة حيث تقطن عائلتي الكبيرة لما قصدت المركز لاستخراج وثائق رسمية للحصول على بطاقة تعريف قومية فدار سجال عنيف بيني و بين رئيس المركز فثار غضبا حينما أعلمته بأننا سنحكم البلاد و نغير قوانين الفساد فأقسم بالله أن لا نحكم …حينها ادركت ان القرار قد آتخذ و المسألة مسألة وقت . ليس هذا فحسب فكل مجريات الأحداث اليومية توحي بما لا يدع مجالا للشك أن النظام البائد يستعد للعودة و أن ظل بن علي سيكون موجودا رغم أنف الأحزاب التائهة و أن السبسي يعرف ماذا يفعل فهو الرجل السياسي بحق في وسط كل هذا الكم الهائل من السياسيين و المفكرين التونسيين رغم كبر سنه و نفاقه السياسي و مغازلته للشعب على الطريقة البورقيبية ، و كمثال على دهائه كلما انسحبت حركة النهضة من المجلس التأسيسي ضرب لها الوزير موعدا و غازلها الى درجة العدول عن موقفها في حين أنه لا يستشير الحركة لما يمول فيلما فاحشا بقيمة 600 مليون دينار أو لما يعين وزيرا مشبوها في حكومته المؤقتة . القرار الأخير الذي اتخذته حركة النهضة من الانسحاب من المجلس التأسيسي كان قرارا سليما رغم تأخره و اذا ما عادت الحركة للمجلس و هو على شكله الحالي فاعتقد أن الحركة ستفقد هذه المرة مصداقيتها و لن يرحمها التاريخ أبدا و لا يغفر لها الشعب التونسي زلتها و تحتاج حينها الحركة الى سنين عديدة لتلميع صورتها من جديد و آمل ان لا تصل الحركة لهذا السقف من السقوط . ان مسألة اسقاط المجلس أصبحت مسالة إجرائية لا غير لأنه على الواقع اصبح منتهي نظرا للتجاوزات العديدة التي وقع فيها و لانه اصبح لا يمثل الشعب بل يعاديه و يستفزه و غيرها من الأشياء الأخرى التي تم ذكرها في أعلى المقال … و لكن اذا كان لا بد من الحفاظ على المجلس كمؤسسة ضرورية و لمهمة وقتية يمكن حينها حله و إعادة صياغته بشكل يمثل أعضاؤه الوزن الحقيقي للشعب . الحكومة المؤقتة بشكلها الحالي تمثل خطرا على مكاسب الثورة فكل كوادرها هم انفسهم كوادر الرئيس المخلوع و رئيس وزرائها الحالي الابن البار لبورقيبة و هو يفتخر بذلك و يعمل جاهدا لإعادة إحياء و بعث الفكر البورقيبي في جسم التجمع الدستوري الذي بدأ يتشكل من جديد و عليه إسقاط الحكومة الحالية واجب وطني و مطلب ثوري و اعادة تشكيل حكومة جديدة تنبعث من رحم الشعب و معبرة عن روح الثورة . الاسراع في فتح ملفات الأموال المنهوبة و القبض على من تثبت ادانته بسرقة أموال الشعب و اعادة الاموال المنهوبة لخزينة الدولة . الحزم في كل من ثبت إدانته بقتل الشباب التونسي إبان الثورة و خاصة القناصة التي كانت مهمتهم القتل المباشر و كل تورط في عملية القتل . و أخيرا ضرب موعدا ملزما و قريبا لتنظيم انتخابات رئاسية و برلمانية و بلدية و البقاء للأصلح . أما اختيار سياسة التوافق الغائبة و عدم الأخذ بزمام المبادرة و البقاء دائما في موقف المدافع و الاعتماد على المهرجانات الشعبية و الغفلة عن مواقع القرار و مؤسسات الدولة سيجر البلاد الى ديكتاتورية الحاكم و التنكيل بالأغلبية الغائبة و ربما ستشهد تونس بحرا من الدماء و حربا أهلية لا يعرف لها نهاية أو نكسة ليس لها دواء . و اخيرا يبقى تشكيل مجلس و طني للانقاذ كبديل عن المجلس و الحكومة المؤقتة كخيار نهائي للخروج من تلاعب الانتهازيين و لصوص الثورة ثم كضمانة لحماية الثورة من الانزلاق يكون يوم الجمعة من كل أسبوع يوم البراءة من أعداء الثورة و الوفاء للشهداء . فلتشهد كل يوم جمعة إثر الصلاة مسيرات عارمة تغضب لله و للوطن و الحرية .

<


حادثتا الفاني والطالبي الأحزاب والإعلام وهيئة تحقيق أهداف الثورة تعاملوا بانتقائية.. والاستثناءات قليلة


تونس- بناء نيوز- عمار عبيدي
أثار ما حصل في قاعة أفريك-أرت من مشاحنات على خلفية فيلم نادية الفاني « لا سيدي لا ربي » وما تبعه من احداث أمام قصر العدالة بتونس، ردود أفعال حزبية وإعلامية أثارت جدلا واسعا في الشارع التونسي وعلى الشبكات الاجتماعية حول ما يسمي بالانتقائية في اختيار التعاليق الحزبية وكذلك التغطية الإعلامية التي اعتبرتها أطراف عديدة تصب في مصلحة فكر واحد متجاهلة نقاط الاختلاف في تونس.
بالنسبة للتحليل الكمي من الجدير بالذكر أن ردود أفعال الأحزاب في حادثتي فيلم « لاسيدي لا ربي » وما حصل أمام قصر العدالة تميزت بالغزارة، على عكس ما حصل عند تهجم الطالبي على النبي (ص) والسيدة عائشة رضي الله عنها.
وكانت الأحزاب غائبة في معظمها عدى القلة القليلة منها التي أبدت موقفها فإنها لم تكن واضحة بما فيه الكفاية في وضع إصبع التنديد والاستنكار في المكان المناسب؛ فالحزب الديمقراطي التقدمي مثلا والذي احتفل بالطالبي أيّما احتفال فأقام له ندوة ليعبر من خلالها عن آرائه قال في بيان إنه « على اثر ما دار في الحوار الإذاعي بين عبد الفتاح مورو ومحمد الطالبي والذي بلغ درجة المس ولو عن طريق النقل من المكانة الجليلة للسيدة عائشة رضي الله عنها بما يصدم المشاعر الدينية للتونسيين فان الحزب الديمقراطي التقدمي:
يدين بشدة كل ما من شأنه المس بالمقدسات والخروج عن اللياقة في التعاطي مع معتقدات الناس من أي طرف كان ومهما كانت مكانته العلمية أو الفقهية.
واعتبر أن « الشعب التونسي ليس في حاجة اليوم إلى إعادة اكتشاف ذاته أو مقومات هويته العربية الإسلامية التي كانت ولا تزال من أهم مرتكزات شخصيته الوطنية وأن حرية الرأي والتعبير لابد وأن تتقيد بآداب الحوار وتبتعد عن كل مظاهر الاستفزاز أو الاستخفاف بالمعتقدات. » هكذا يرى التقدمي في بيانه الذي خير ان لا يحدد المسؤوليات فيما قضية تعتبر خطيرة، وتهم المس من المقدسات واكتفى بذكر طرفي الحوار فقط. فهل هذا الغموض مقصود أم أنها محاولة لتبرئة الذمة؟ ام ان مقصد الحزب كان تسجيل موقف مما جرى مع اجتناب اي تهويل للاحداث؟ في مقابل هذا الغموض، كان موقف حزب المؤتمر من أجل الجمهورية واضحا ونبه إلى وجود ما هو أخطر من الفيلم ومن اساءة الطالبي، إذ كشف المنصف المرزوقي رئيس المؤتمر عن استعدادات بعض الاطراف لافتعال اعمال ارهابية في رمضان القادم ونسبها إلى الإسلاميين. أما حزب حركة النهضة فأصدر يوم السبت بيانا عبر فيه عن انشغاله بما أسماه بالحملة المتصاعدة « لاستهداف ثوابت الشعب والتعدي على مقدساته الدينية في سابقة خطيرة أججها انفلات إعلامي طغى عليه الطابع الاستفزازي المتعمد وردود فعل عنيفة تقف وراء بعضها أطراف مشبوهة ».
هيئة تحقيق
اما في هيئة تحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي فلم يختلف المشهد كثيرا عن المشهد السياسي العام بالبلاد. فالمواقف في هذه الهيئة تولد بعمليات قيصرية.
فالهيئة، او الشق الحداثي فيها، اعلن النفير بعد احداث أفريك-أرت ودعا إلى اصدار بيان تدين فيه الهيئة العنف ضد صاحبة فيلم « لا ربي لا سيدي »، ولكن نفس هذا الطرف صمت صمتن القبور على اساءة الطالبي، وهو ما دفع بعدد من الأعضاء المستقلين الى ستهجان التعامل الانتقائي للهيئة مع الاحداث.
وبعد مخاض عسير خرج بيان عن الهيئة يتحدث عن كل الأحداث التي جرت في المدة الأخيرة في تونس ويشدد على الانشغال الشديد لسلسلة الأحداث التي جرت مؤخرا بقابس وبئر الأحمر ورأس جدير وقاعة أفريك-أرت وساحة قصر العدالة بتونس وغيرها من مناطق البلاد. كما أكد البيان على استحضار الهيئة لما حدث منذ مدة من تعطيل لاجتماعات وتظاهرات أحزاب وجمعيات وتهجم على مسيرات سلمية ومنع لعروض ثقافية وفنية، وما دار من حوارات فكرية عبر وسائل الإعلام لم يراع بعضها حساسية الراي العام بخصوص مقدساته ورموزه الدينية.
بيان رأى فيه مراقبون نوعا من الهروب من التجاذبات الحادة الحاصلة داخل هيئة بن عاشور التي أصبحت كل قراراتها، حركاتها ومشاريعها محل نقد من الأوساط السياسية وتجاهل من الشعب التونسي الذي اصبح لا يثق في الهيئة وكل ما يصدر عنها، كما يقول خصومها. تونس سبعة…
كان لتغطية القناة الوطنية النصيب الأوفر من التهكم ليس على الشبكات الاجتماعية فقط بل في بعض وسائل الإعلام الأخرى، إذ نقلت نشرة أخبار إذاعة صفاقس استياء الشارع التونسي من طريقة نقل التلفزة الوطنية لحدث أفرك-أرت وعدم ذكرها لعنوان الفيلم الذي كان يمكن حسب الإذاعة أن يحدث الفارق.
وسائل الإعلام الأخرى كانت لها طريقتها الخاصة أيضا في تناول موضوع أفريك-أرت فمنها من أعطى المصدح لنادية الفاني لتتكلم وتبرر ما فعلت ومنها من أخذ رأي « خبراء » ليتحدثوا عن العنف ومنها من نقل تفاصيل ما حصل، لكنهم اتفقوا جميعا على رواية واحدة حضر فيها لون واحد ونفس واحد، رغم وجود بعض الاستثناءات القليلة جدا.
واللافت أن وكالة تونس إفريقيا للأنباء لم تتخذ نفس المسافة من الأطراف المختلفة، إذ غاب عن تقاريرها الرأي المخالف خاصة في « واقعتي » أفريك-أرت وقصر العدالة وغابت تصريحات الطالبي المستفزة عن نشراتها. بل ذهبت في تعاطيها المختل حد التلاعب ببيان وزارة الشؤون الدينية الى قلب مقدمة البيان إلى خاتمة والخاتمة إلى مقدمة لأن ذلك يتماشى مع الرأي الذي تريد الوكالة إظهاره وهو ما يتنافى مع الحيادية المطلوبة في وكالة انباء.
قضيتا افريكا – ارت والطالبي تطرحان تساؤلات حارقة حول مستقبل الثورة والانتقال الديمقراطي في ظل هيمنة صوت واحد على وسائل الإعلام المختلفة بما في ذلك تلك التي توصف بالوطنية.
(المصدر: وكالة « بناء نيوز » الإخبارية (خاصة – تونس) بتاريخ 7 جويلية 2011)

<


مقالة عن الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها

بقلم: . محمد الهاشمي الحامدي www.alhachimi.net السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أكتب اليوم عن علم من أعلام الإسلام، له موقع خاص في سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام. أكتب عن أم المؤمنين، الصديقة بنت الصديق، عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها. تعرضت لابتلاء شديد، فصبرت صبر الأنبياء، ثم أنزل الله براءتها من فوق سبع سماوات، في آيات يتلوها المؤمنون جيلا من بعد جيل، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها بمشيئته وأمره. قالت عائشة بنت أبي بكر أم المؤمنين تروي تفاصيل ما جرى: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين أزواجه فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه. قالت عائشة فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سهمي فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما أنزل الحجاب. فكنت أحمل في هودجي وأنزل فيه فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك وقفل دنونا من المدينة قافلين آذن ليلة بالرحيل فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش. فلما قضيت شأني أقبلت الى رحلي فلمست صدري فإذا عقد لي من جزع ظفار قد انقطع، فرجعت فالتمست عقدي، فحبسني ابتغاؤه. واقبل الرهط الذين كانوا يرحلوني فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب عليه وهم يحسبون أني فيه، وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يهبلن ولم يغشهن اللحم إنما يأكلن العلقة من الطعام. فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه وحملوه، وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل فساروا، ووجدت عقدي بعد ما استمر الجيش، فجئت منازلهم وليس بها منهم داع ولا مجيب، فتيممت منزلي الذي كنت به وظننت أنهم سيفقدوني فيرجعون الي. فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت. وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش، فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فعرفني حين رآني، وكان رآني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمرت وجهي بجلبابي. ووالله ما تكلمنا بكلمة، ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه، وهوى حتى أناخ راحلته فوطىء على يدها فقمت إليها فركبتها، فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش موغرين في نحر الظهيرة وهم نزول. وأضافت عائشة أم المؤمنين: فقدمنا المدينة فاشتكيت حين قدمت شهرا، والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك لا أشعر بشيء من ذلك، وهو يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي، إنما يدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم ثم يقول كيف تيكم ثم ينصرف، فذلك يريبني ولا أشعر بالشر. حتى خرجت حين نقهت، فخرجت مع أم مسطح قبل المناصع وكان متبرزنا، وكنا لا نخرج إلا ليلا الى ليل وذلك قبل ان نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا، وأمرنا أمر العرب الأول في البرية قبل الغائط وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا. فانطلقت أنا وأم مسطح وهي ابنة أبي رهم ابن المطلب بن عبد مناف، وأمها بنت صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق، وابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب. فأقبلت أنا وأم مسطح قبل بيتي حين فرغنا من شأننا فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت تعس مسطح. فقلت لها بئس ما قلت، أتسبين رجلا شهد بدرا؟ فقالت أي هنتاه ولم تسمعي ما قال؟ وقلت ما قال؟ فأخبرتني بقول أهل الإفك، فازددت مرضا على مرضي. فلما رجعت الى بيتي دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ثم قال كيف تيكم، فقلت له أتأذن لي أن آتي أبوي، (تريد أن تستيقن الخبر من قبلهما)، فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت لأمي يا أمتاه ماذا يتحدث الناس؟ قالت يا بنية هوني عليك، فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها لها ضرائر إلا كثرن عليها. فقلت سبحان الله أولقد تحدث الناس بهذا؟ وأضافت عائشة أم المؤمنين: فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ثم أصبحت أبكي. ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يسألهما ويستشيرهما في فراق أهله. فأما أسامة فأشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم لهم في نفسه، فقال أسامة: أهلك ولا نعلم إلا خيرا. وأما علي فقال: يا رسول الله لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير، وسل الجارية تصدقك. قالت فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة، فقال أي بريرة هل رأيت من شيء يريبك؟ قالت له بريرة والذي بعثك بالحق ما رأيت عليها أمرا قط أغمصه غير أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من يومه فاستعذر من عبد الله بن أبي وهو على المنبر فقال: يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني عنه أذاه في أهلي، والله ما علمت على أهلي إلا خيرا، ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا، وما يدخل على أهلي إلا معي. فقام سعد بن معاذ أخو بني عبد الاشهل فقال أنا يا رسول الله أعذرك، فإن كان من الأوس ضربت عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك. فقام رجل من الخزرج وكانت أم حسان بنت عمه من فخذه وهو سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج، وكان قبل ذلك رجلا صالحا ولكن احتملته الحمية، فقال لسعد: كذبت، لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على قتله، ولو كان من رهطك ما أحببت أن يقتل. فقام أسيد بن حضير وهو أبن عم سعد فقال لسعد بن عبادة: كذبت لعمر الله لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين. فثار الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر. فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا وسكت. وأضافت عائشة أم المؤمنين: فبكيت يومي ذلك كله لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم. وأصبح أبواي عندي وقد بكيت ليلتين ويوما لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم حتى إني لأظن أن البكاء فالق كبدي. فبينا أبواي جالسان عندي وأنا أبكي فاستأذنت علي امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي معي. فبينا نحن على ذلك دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا فسلم ثم جلس، ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها، وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني بشيء. فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس ثم قال: أما بعد يا عائشة، إنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف ثم تاب تاب الله عليه. فلما قضي رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة. فقلت لأبي: أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال. فقال أبي والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت لأمي: أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال. قالت أمي والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ من القرآن كثيرا: إني والله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به، فلئن قلت لكم إني بريئة لا تصدقوني ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني منه بريئة لتصدقني. فوالله لا أجد لي ولكم مثلا إلا أبا يوسف حين قال فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون. ثم تحولت واضطجعت على فراشي، والله يعلم أني حينئذ بريئة وأن الله مبرئي ببراءتي، ولكن والله ما كنت أظن أن الله منزل في شأني وحيا يتلى، لشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها. فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى إنه ليتحدر منه من العرق مثل الجمان وهو في يوم شات من ثقل القول الذي أنزل عليه. فسري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك، فكانت أول كلمة تكلم بها أن قال يا عائشة أما الله فقد برأك. وأضافت عائشة أم المؤمنين: وأنزل الله تعالى « إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم، لا تحسبوه شرا لكم، بل هو خير لكم، لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم، والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم. لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين. (انظر الآيات في سورة النور: 11 ـ 20) قالت عائشة أم المؤمنين: ثم أنزل الله هذا في براءتي. وجاء في قصة حديث الإفك أيضا أن أبا بكر الصديق الذي كان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره، قال: والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة ما قال. فأنزل الله: « ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله، وليعفوا وليصفحوا، ألا تحبون أن يغفر الله لكم، والله غفور رحيم ». (سورة النور: 22). عندئذ قال أبو بكر الصديق: بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي فرجع الى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه وقال: والله لا أنزعها منه أبدا. وأضافت عائشة أم المؤمنين: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل زينب بنت جحش عن أمري، قال لزينب ماذا علمت أو رأيت؟ فقالت: يا رسول الله أحمي سمعي وبصري، والله ما علمت إلا خيرا. قالت عائشة: وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فعصمها الله بالورع، قالت وطفقت أختها حمنة تحارب لها فهلكت فيمن هلك. وبقيت براءة السيدة عائشة أم المؤمنين قرآنا يتعبد به المسلمون إلى يوم القيامة. وكان الدرس الذي حفظه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والأجيال التي جاءت من بعدهم أن قذف المحصنات واتهام الناس بالباطل في عرضهم من أكبر الشر وأسوأ المنكرات.

<



بقلم: د. حمادي العبيدي
إنّ حرية الفكر حق لا اختلاف فيه، ذلك أنّه بغير الفكر لن يكون الإنسان إنسانا. هذه حقيقة بديهية، عرفها النّاس منذ أنشؤوا حضاراتهم الأولى، ولذلك حدّد قدماء الفلاسفة الإنسان بأنّه «حيوان ناطق» والناطقية مصطلح يعني شيئين هما: الفكر، واللّغة.
فالإنسان هو الكائن الوحيد الذي يفكّر، ويعبّر عن الفكر بالكلام، ولا يشاركه في هذه الخاصّية أيّ موجود على الأرض. ومن هذا المنطلق ذهب بعض الفلاسفة إلى أنّ الفكر ليس ميزة للإنسان فحسب وإنّما هو دليل على وجوده، فلولا الفكر لكان الإنسان في حكم المعدوم، وصاحب هذه النّظريّة هو الفيلسوف الفرنسي ديكارت حيث يقول: «أنا أفكّر، فأنا إذن موجود».
ولا يمكن للفكر أن يكون بغير حرية، فمن سُلب الحرية سُلب الفكر، ومن سُلب الفكر سُلب الوجود، فكانت هذه الأسس الثلاثة مقوّمات للإنسان، مترابطة، متكافئة لا يمكن الإخلال بجزء منها، وإلاّ أصبح الإنسان حيوانا بيولوجيا لا يختلف عن غيره من بقية الحيوانات الأخرى التي يشترك معها في حياتها المتدنّية من غذاء، ونموّ، وتناسل.
ويبدو أنّ القرآن الكريم يشير إلى ما تميّز به الإنسان عن الموجودات الحية الأخرى، من أنّه كائن عاقل، متكلّم، مفكّر، حين يقول تعالى: «ولقد كرّمْنا بني آدم وحملناهم في البرّ والبحر، ورزقناهم من الطيّبات، وفضّلناهم على كثيرٍ ممّن خلقنا تفضيلا» (سورة الإسراء، الآية 70).
ولكنّ الكفر ليس فكرا، وإنّما هو موقف عقائدي للكافر، ينبغي ألاّ يتجاوز شخصه، فهو حرّ في أن يكفر على حدّ قوله تعالى: «من شاء فليؤمنْ، ومن شاء فليكفرْ» ولكنّه ليس حرّا في أن يعتدي على غيره بكفره، فكثير من الملاحدة، والزنادقة يعرضون كفرهم وزندقتهم على أنّها فكر، وعلى أنّها إبداع معرفيّ أو ثقافي. وعلى أنّهم ينبغي أن يعبّروا عن ذلك بحجّة حريّة الفكر، وهذه مغالطة، فالفكر لا ينفصل عن الحريّة، والفكر ليس فيه اعتداء على النّاس في مُعْتقداتهم، أمّا الكفر المُتلبّس خداعا بالفكر فإنّه ليس من الفكر في شيء، ولا حق للكافر في أن ينالَ من إيمان النّاس ومُقدَّساتهم، ولا يمكن أن تكون الحرّية قرينة لعمل هؤلاء، لأنّ الحرّية لا تنفصل عن المسؤوليّة، وهي محدودة بحق الغير، إذ لا يمكن إطلاقا إيذاء الغير باسم الحرّية.
ولنقلْ أخيرا لمن يتطاولون على الإسلام والمسلمين زاعمين أنّهم يمارسون حرّية الفكر، أنّهم يخلطون بين الفكر والكفر، ويغالطون النّاس. فالفكر مبدأ إنسانيّ، أمّا الكفر فقضيّة شخصيّة لا تتجاوز صاحبها، ولا يجوز اتخاذُها وسيلة للعدوان والتحدّي، ولذلك كانت القوانين بالمرصاد لمن ادّعى باطلا أنّه يمارس حرية الفكر، وهو في الحقيقة يمارس العدوان على غيره بالكفر.
* أستاذ جامعي سابق
(المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 7 جويلية 2011)

<



بقلم: وليد الشريف (*) تخلّفت عائشة رضي الله عنها عن ركب المؤمنين لقضاء حاجة وكانوا قافلين إلى المدينة بعد غزوة بني المصطلق. فتداركها صفوان بن معطل السلمي و انطلق بها إلى المدينة. فلمّا رآها أهل الإفك انطلقت ألسنتهم بقذف شرفها. وكان منهم حسّان بن ثابت شاعر الرسول وأحد أوّل الأنصار.
هاجت المدينة و ماجت و تأذّى الرسول صلّى الله عليه و سلّم وعند استشارته أسامة بن زيد و عليّ بن أبي طالب قال الأوّل خيرا ونعت أهل الإفك بالكذب أمّا الثاني فرأى درأ الشبهة واستبدال الزوجة. وفصل الأمر عندما نزّل الله آياته من سورة النّور لتبرئّ عائشة (الآية 11 من سورة النور)، حصحص الحق من عند الله فما كان من رسول الله إلا أن أمر بجلد من أفصحوا بالفاحشة 80 جلدة حسب حكم الآيات المنزّلة (الآية 4 من سورة النور).
لم يقتلوا، لم يصلبوا، لم يكفّروا، لم يستبعدوا من الجماعة. بل لقد كان أبو بكر عزم أن يقطع إحسانه لرجل من ذوي قرباه لأنّه من أهل الإفك، فنزلت آية تحثّه أن لا يفعل (الآية 22 من سورة النور). بل لقد ضرب صفوان بن معطل السلمي حسان بن ثابت فلمّا أراد حسّان القصاص سأله الرسول الصفح وأهداه أمة قبطيّة وبيرحا. (1)
تلك أمّة قد خلت، وخلفها قوم بعد 14 قرنا تسكنهم الحميّة العمياء، تنادوا بتكفير و نفي وقتل وسحق من قال إن الشّيعة يصفون عائشة رضي الله عنها بالفساد. (1) مختصر لحادثة الإفك كما وردت في تاريخ الطبري، دار صادر بيروت- ، المجلد 2 ، الطبعة الأولى، ص 425 – 427.
(*) خبير محاسب
(المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 7 جويلية 2011)

<



عزالدّين عناية رغم الثقل التاريخي الرمزي للزيتونة، تحوّلت منذ مطلع الاستقلال إلى هيكل علمي وديني خاو. ولم تفتأ حتى العائلات الأرستقراطية التونسية، مثل النيافرة والجعايطة والبيارمة والعاشوريين وغيرهم، التي طالما تحكّمت بمقاليدها وعمّرت أروقتها، أن هجرتها وما عاد لديها رهان على دورها العلمي أو الريادي في تشكيل النخبة التونسية. فقد ضربت الزيتونة حالة من التكلّس المعرفي لم تهتد فيها إلى طريقها الحداثي والتطوري، امتدّت حتى الراهن، وحتى مع تبني شعار « الأصالة والمعاصرة »، الذي رُفع بشكل زائف، طيلة العشريات الماضية، تبين أنه لغرض الاستهلاك السياسي لا لمقصد ترسيخ المنهج العلمي، ولم يُنسج سلك ناظم للمعارف المدرَّسة، تقطع مع الخليط الهجين الذي رسّخ فيها السطحية والابتذال. فعلاً باتت جامعةُ المهمَّشين اجتماعيا، طلابا ومدرِّسين، بعد أن كانت منارة يُهتدى بها في الشمال الإفريقي برمته. وغدا الملتحق بالزيتونة خلال العقود الثلاثة الأخيرة خصوصا أُهْكُومة في الأوساط الاجتماعية والعلمية التونسية. والحقيقة أن الأمر كان ناشئا جراء عدة عوامل منها، أن المدفوع بهم إلى الزيتونة، ممن لفظهم التوجيه الجامعي، لم يجدوا مِكبّاً غيرها لتعمير المدارج الجامعية، وهو ما انعكس ضعفا دراسيا وعلميا على الملتحقين بها. لذلك تجدهم أقل الجامعيين إلماما باللغات الأجنبية والفكر الحداثي ومواكبة تعرجات الفكر العالمي. تستحضرني حادثة لما بلغ السيل الزبى مع أوائل التسعينيات من القرن الماضي، حين كنتُ طالبا في الزيتونة، تجاذبت أثناءها أطراف الحديث مع أحد رؤسائها حول الحضور العلمي للزيتونة في تونس، كان تعقيبه ملأه البهجة والمسرّة، وأسرّ لي أن جامعات الآداب والعلوم الإنسانية في تونس غدت توجّه لهم الدعوات للمشاركة في ندواتها، بعد أن كانت لا تعير لهم وزنا لا في مسائل الدين ولا في مسائل الدنيا، فيا له من فتح مبين لماذا انزاحت الزيتونة عن مسار الحضور العلمي في تونس؟ عادة ما تختزل الإجابة عن السؤال في موقفي بورقيبة وسلفه الفار من هذه الجامعة، والحال أن مآلات الزيتونة يتحمّلها الساهرون عليها طيلة النصف الثاني من القرن الماضي، وإن أبدوا حسرة وعضّوا على الأنامل، فقد عجزوا عن إحداث نقلة عقلية تخرج الزيتونة من ورطتها وتفك أسرها. ذلك أن العقل قد ألغي منها، وبات في خدمة النقل كما يقولون، فكان أن تكاثرت أدواؤها ولم تدرك سبل خلاصها، مما أبقاها تتخبّط في وعثاء التراث ولا مغيث. لقد ورد في الفصل الخامس عشر من ترتيب 26/12/1875م المتعلّق بقانون التعليم في جامع الزيتونة: « ليس لأحد أن يبحث في الأصول التي تلقتها العلماء جيلا بعد آخر بالقبول أو الرفض، ولا أن يُكثر من تغليط المصنفين؛ فإن كثرة التغليط أمارة الاشتباه والتخليط ». هذا القانون الذي غدا اليوم في عداد المنسوخ قولاً بقي ساريا حكماً. فقد كنا طلابا نعيش تلك الوطأة الثقيلة للمدرسيّة الجامدة، والتي يسعى شيوخنا لسحبنا إلى قعرها، كنا نلاقي عنتا في التواصل معهم، برغم إيماننا بالقوة الوجودية والفكرية الكامنة في فلسفة الإسلام، التي نشترك فيها معهم ولا نتمثّلها على شاكلتهم، بما كنّا نتطلّع إليه للانخراط في قضايا عصرنا وتحوّلات مجتمعنا، ولكن لا رأي لمن لا يطاع. ذلك أن الزيتونة لم تدرك التحولات الاجتماعية التي ينبغي أن يجاريها ترقّي معارفها، ولم يخرج تناول المسائل الدينية في علوم القرآن والحديث والفقه وأصوله فيها عن الضوابط الكلاسيكية، فكان ذلك الجمود مدعاة لنضوب قرائح المنتسبين إليها وتجمّد عقولهم، وهو أمر عائد لغياب الحس التاريخي والوعي السوسيولوجي بينهم. فهل تَقدر الزيتونة اليوم أن تجادل الفكر اللاهوتي المسيحي أو تتصدى لتحدياته وقد بات يُداهم الهوية المغاربية من كل صوب؟ وهل خلاصة التكوين الفقهي الشرعي الذي يتلقاه الخرّيج اليوم تؤهّله للمشاركة في مخاض جدل الفكر السياسي الاجتماعي التونسي ولا نقول الفكر العالمي؟ لذلك تحتاج الزيتونة إلى ثورة معرفية في حجم الثورة التي هزت أركان المجتمع التونسي علها تتطهّر من أدرانها التاريخية. فالزيتونة لن تستطيع أن تحافظ على حضورها ودورها داخل مجتمع دبّت في أوصاله نزعات الحداثة وهي تستند إلى ترسانة كلاسيكية، منهجا ورؤى، لذلك هي اليوم أمام خيارين إما أن تتجدّد أو تتبدّد. لقد عُدّت تلك المعادلة البسيطة الغائبة في العقل الزيتوني الخامل، بتعبير الفيلسوف الإيطالي سلفاتوري ناطولي، مربط الفرس الذي تتلخص فيه أزمة العقل الزيتوني البنيويّة. فمنذ أن أزاح الزواتنة من حرمها، ما بين الشريعة والحكمة من اتصال، تحوّلت تلك الجامعة كهفا سحيقا، الدالف إليه مفقود والخارج منه مولود. ولم تنشأ عملية مراجعة للفكر الديني المستهلَك على مدى عقود طويلة، ولم يتساءل العقل، لماذا هجر المفكّر والشاعر والفقيه الزيتونة؟ ربما حالة اختطاف الإسلام من قبل الإسلام اللاتاريخي واللاعقلي الذي نشهده اليوم، أحد أوجه غياب الزيتونة عن المشهد الديني في تونس. ولذلك تبقى وعود المساهمة في نجاح التجربة الديمقراطية في تونس في تعالي الزيتونة عن كافة حركات الإسلام الاحتجاجي العابرة وتشبثها بروح الإسلام الباقية، وذلك بتطوير الوعي الديني التحرّري وترسيخ الفكر الديني العقلاني، المدرِك للتواصل مع الفكر الإنساني والفكر الديني العالمي، حتى لا تبقى أقدم مؤسسة علمية دينية في العالم الإسلامي خاوية على عروشها. والحق أن الأمر بيّن « فلوْلا نفر من كلّ فرقة منهم طائفة ليتفقّهوا فِي الدِّين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون » (التوبة: 122).
(المصدر: « الحوار.نت » بتاريخ 6 جويلية 2011)

<



أبو يعرب المرزوقي
الفيلسوف الدكتور أبو يعرب المرزوقي: يريدون تحويلها من ثورة على بن علي إلى ثورة على محمد، ومن ثورة على ليلى إلى ثورة على عائشة! احتقار الشعب والتلاعب بآماله لم يعد مقصورا على الكلام الرمزي كما جاء في كلام الوزير الأول أو التارزي الروماني الذي خاط كسوة خروتشاف. إنه أصبح يحصل بـ »الفلاقي ». لكن العجب العجاب هو أن الثوار صاروا أصحاب اعتصامات وعرائض يطالبون لكأنهم لا حول لهم ولا قوة. وليس من شك في أن الأحزاب الطفيلية ما نشأ منها بعد الثورة وما كان يقدم نفسه على أنه معارض قبلها تصدرت الساحة فكادت توقف المد الثوري الذي كنا نتصور أن قيادة الثورة ستخرج من رحمه فتحقق الأهداف بيدها ولا تتركها لعجائر النظام السابق و »رهدانيي » مثقفيه الذين تراهم مستعدين لمحالفة الشيطان للإبقاء على خاصيتي جنسيهم الأساسيتين وهما من طبيعة واحدة هي الانسحاق في من يستتبعهم قيميا: خاصية الجنس « المستبلد » من الآفاقيين الذين جعلهم الهروب من شظف العيش يصبحون حداثيين إلى حد عدم الصحو من شرب الحداثة في حانات التحديث. وهما على نوعين: الذين صادفهم الحظ فوصلوا إلى ذروة السعادة لأنهم استطاعوا بخدمة النظام أن ينضموا إلى الأحياء الراقية فتشبهوا بالبلدية حتى ينسوا أصولهم التي يحتقرونها. والذين منعهم الزحام من الوصول فبقوا من الحالمين بالفرصة نفسها. وخاصية الصنف « البلدي » من راضعي التبعية الثقافية في حليب أمهم فرنسا وقبل ذلك أمهم تركيا لكونهم لا يعيشون إلا بالتطفل على ذوي السلطان. فقد كانوا من خدم البايات المسيطرين على الوظائف الدينية خاصة لتبليد الشعب بدل تحريره بدليل استثناء أبنائهم من الثقافة الإسلامية التي يحتقرونها رغم كونهم يشرفون عليها وهم كذلك صنفان: الواصلون إلى دور الوسيط بين المافية الداخلية والمافية الخارجية ومن ثم الحاصلون على اسم الشخصية العلمية المعترف بها دوليا (وهي تساوي صفرا عندما تحك بظفرك قشرة هذا التتويج) ثم الحالمون بهذا الدور وحرمهم الزحام فلم يفلحوا في أداء هذا الدور وما زالوا في ردهة الانتظار . مهام الثورة أو التارزي الذاتي ما علمت في التاريخ ثورة حققت أهدافها بالمطالبة مهما ألحت في الطلب لأن الثورة تبدأ عندما ييأس الناس من الطلب ويبدؤون في الفعل الثوري الذي يغير قواعد اللعبة فيخرج الشعب من الاستسلام للأقدار حتى يصح ما قال الشابي. لا بد من الفعل الثوري الضروري لاقتلاع الضروس الخربة والخامجة التي تعوق مسير الثورة في تحقيق أهدافها التالية: فلا بد من تحرير جهاز الحكم من بقايا النظام، الجهاز بجميع أدواته اللطيف منها والغليظ. ولا بد من تحرير جهاز التربية ممن نصبه فيه جهاز الحكم السابق بجميع أدواته المعرفية والإدارية. ولا بد من تحرير جهاز الاقتصاد ممن نصبه أولئك وأعده هؤلاء لهذه المهمة الإدارية وتوزيع الثروة التوزيع العادل. ولا بد من تحرير جهاز الثقافة ممن هو في خدمة الأجهزة الثلاثة السابقة أعني التربية الإبداعية والمشاركة في الإبداع الذي يستجيب لذائقة الشعب وليس لمن يعيش على ذائقة شعب آخر. ولا بد أخيرا من تحرير أدوات توجيه الرأي العام أعني الإعلام من السوس الذي ينخر الكيان، أعني مرضى الكذب والنفاق المعادين بالجوهر لكل ثورة لأنهم مجرد أبواق للمافية التي أسست تلك الأجهزة الأربعة وجعلتهم المحامين الكذابين للتشويش على عقل الشعب وروحه. لكن ما الذي نراه يحصل؟ طبيعي ألا يكون أعداء الثورة ممن يستجيب للمطالب التي تحددها الاعتصامات والعرائض. فلو فعلوا لكانوا ديموقراطيين ولما احتجنا للثورة عليهم. لكنهم ليسوا ديمقراطيين فهم خدم المافيات ولا يمكن أن يعيشوا إلا في المناخ المافياوي. وحتى إذا اضطروا للتظاهر بالاستجابة فإنهم يواصلون تحقيق الشروط التي يلغون بها كل ما حققته بداية الثورة كما نرى ذلك جاريا أمام ناظرينا. وذلك هو المقصود برمز كسوة خروتشاف الذي حللناه في الرسالة الموجهة إلى رئيس الحكومة التي صارت مؤقّتيّتها تتمطّط إلى أن ينهي خياطة الكسوة. وأغرب الغرائب أن من اختارته المافية ليكون ربان الثورة المضادة هذا لم يخف قصده بل هو حدده بصورة رمزية في مثال كسوة خروتشاف التي خاطها التارزي الروماني والتي بيّنّا دلالاتها الخفية وصلتها بـ »المحقرانية » البلدية للشعب الآفاقي الذي قام بالثورة ووسّخ القصبة، « محقرانية » النخب التي خدمت البايات والزعامات والمافيات أعني: – رئيس الدولة الذي استؤمن على تواصل عمل الدولة وبعض ما حققته بداية الثورة فإذا هو يبزعه بالتمديد اللامحدود لما كان من المفروض ألا يتجاوز ستين يوما. وما الأمر بالغريب فقد كان رئيس مجلس شهود الزور لعقود. – ورئيس الحكومة الذي استؤمن على العمل العادي لأجهزة الدولة فإذا به يصبح فاتقا ناطقا بعودة المافية في ثوبها الجديد ولكن باسم نفس الشعارات التي نصبت بها ابن علي عندما أطاحت ببورقيبة. – رئيس الهيئة السفلى التي خربت كل وفاق ممكن لأن رئيسها ومن اختارهم ليترأس عليهم في هذه العملية التخريبية كتب خمسة أيام قبل سقوط الدكتاتور أن الحوار، حتى الحوار، مستحيل مع من كان إيمانه تامّا بحيث هو لا يعايش إلا المنافقين مثله. – ثم رئيس كل الرؤساء أعني « الإمام » المخفي في دهاليز المافية والذي الله وحده يعلم من هو لكونه هو الذي قال فيه شاعر الباطنية: ما شئت لا ما شاءت الأقدار — فاحكم فأنت الواحد القهار. كلكم سمع هذا الخطاب الذي أعلن فيه الرجل عن سياسة حيكت ليلا مع مراكز القوى التي تتألف منها المافية التي جاءت بابن علي لتنحية بورقيبة ثم أطاحت به لما شعرت بأنه بدأ يستبدلها بغيرها. فهذه السياسة كان هدفها إيقاف ما بدأ يتبلور في القصية الثانية. وهي ما نراه اليوم بأم العين يتحقق بالفعل على النحو التالي الذي منه استمد القرائن التي أبني عليها كلامي لئلا يكون ما أقدمه رجما بالغيب أو اتهاما للنوايا أو تشويها لصور رجال صورتهم لم يبق فيها ما يقبل التشويه. وسأكتفي بقرينتين إحداهما مستمدة من قوة الدولة الفعلية أو العنيفة والثانية من قوتها الرمزية أو اللطيفة: القرينة الأولى من القوة العنيفة للدولة: وهي قرينة على خياطة التارزي الروماني المأمور أعني الأستاذ الذي لا يقود إلا السبسي في هذه الحكومة إذا كان ما يحدث من تعيينات ذات دلالة فعلية لا تخفى عنه ليس بإرادته. فهذه الحكومة تؤكّد بفعلها السالب والموجب يوما بعد يوم أنها تواصل سياسة ابن علي في الحرب على شروط التحرر بكل أبعاده التي قامت من أجلها الثورة. وهذه القرينة الأولى هي استعمال الجيش والأمن استعمالا سلبيا أي الإحجام عن القيام بالواجب (كما في قضية السجون وقضية المعارك بين العروش) لمواصلة ترهيب الشعب الثائر لصالح الحثالة التي تضاد الثورة حتى تبقى بيت لقمان على حالها. وكل ذلك مع الكلام على هيبة الدولة تحريفا لمهامهما التي هي نشر الأمن والطمأنينة والحفاظ على مسار الثورة إلى أن تتحقق أهدافها لا أهداف أعدائها. فليس ذهاب ابن علي وبقاء المافية التي جاءت به وعزلته لما استبدلها بغيرها كافيا لنتكلم على نجاح الثورة. لذلك فما ظل الجيش والأمن تحت سلطان هؤلاء فإن الثورة لم تبدأ بعد: وهما لا يزالان تحت سلطانهم. القرينة الثانية من القوة اللطيفة للدولة: وهي قرينة ذات دلالة رمزية لا تخفى عن السياسي المحنك أو التارزي الذي جعلته لمسة أحد المازحين في ملتقى الثمانية الحقراء يظن نفسه شخصية دولية تقرر مع الحقراء مصير العالم فضلا عن الثورة. إنها استعمال دواليب الإدارة للتمكين لكل معاد لأهداف الثورة ولأهمها خاصة، أعني ما تبدأ به كل ثورة ناجحة: تحرير أدوات القوة الناعمة من عتاة النظام السابق. وهذه الأدوات هي: التعليم بكل مراحله بيد من من الثوار ؟ والإعلام بكل وسائله بيد من من الثوار ؟ ورعاية الانتقال الديموقراطي بيد من من الثوار ؟ وتنظيم انتخابات المجلس التّأسيسي بيد من من الثوار ؟ والمؤسسات ذات الدلالة الرمزية الممثلة لواجهة الدولة مثل بيت الحكمة والمتاحف ووزارة الثقافة بيد من من الثوار ؟. فكل هذه المؤسسات الرموز لم يكف أن القديم منها بقي كما كان في عهد ابن علي، بل إن الجديد منها أصبح بيد رموز لا يخفون عداءهم الصريح والعلني، و »يصيحون من فوق السطوح » بعدائهم لأهم مقومات الحضارة التي تنتسب إليها الأمة. فتسمية الطالبي في منصب رئيس مجلس بيت الحكمة مثلا، بعد أن تأكد الجميع من هذيانه، ما كان ليحصل لو لم يكن بنية الاستفزاز والاحتقار للثوار، بل لكأنّ ذلك كان جزاء له لأفعاله الشنيعة التي لم تُقدّم في مجال البحث العلمي بين العلماء بل في وسائل الإعلام التي أصبحت مدارس فقه مضاد لكل الحضارة الإسلامية، لكأنّ الثورة صارت على محمّد وصحبه وليست على ابن علي ومافيته. بات شبه الرجل يتفاحل على سب كل مقدسات الثوار لكأنه يثأر لابن علي ومافيته من محمّد وصحابته فصارت عائشة بديلا من ليلى في صليبيته الثورية. وقد قلت شبه رجل لأني أعلم أنه وكل صحبه من جوق الصليبية على محمد وصحبه يرتعشون أمام أي « متأسرل » فرنسا لو طلب منه أن يتكلم على الهولوكوست مثلا لأنهم جميعا لا وزن لهم في الرأي العام الغربي إلا برضا « المتأسرلين » الفرنسيين عليهم. فالجميع يدرك أن الرجل « سنيل » وأنه باسم سطحيات يسميها فكرا هي مما يضحك منه أدنى دارس للعلوم التي يتكلم فيها الرجل على جهل مثله مثل كل الذين صاروا فلاسفة دين وعقائد ببضاعة يستحي المرء أن ينسبها إلى نخبة تقبل الوصف بالأكاديمية وبدعوى الموضوعية العلمية الحمقاء التي زادها الخرف سخفا بات يهذي بكلام هو أقرب ما يبدر من أخلاق السوقي المعتاد في ثقافتنا الشعبية: فعندما يعبر عن غضبه خاصة إذا كان مخمورا يسب الجلالة. وهو أمر لا يضير لأنه من اللغو الذي لا يؤاخذ عليه الله عبيده خاصة إذا أصابهم الخرف. ولا عجب عندئذ إذا أفتى بحلية الخمر. وليس في كلامي هذا ما يمكن أن يعد تجرؤا على مقامه إذ إن من تجرأ على من تجرأ هو عليهم يفقد كل مقام عدا مقام « السنيل » الثرثار الذي أرحم به أن يترك في الدار بدلا من أن تحمل رئاسة مجلس بيت الحكمة العلمي اسمه رمزا للعار: فهو بذلك لم يعد مجلسا علميا: إنه مجلس الساعين للثأر لبن علي من محمد ولليلي من عائشة. وليس في ذلك مجرد قرينة: لأن أي إنسان عاقل ينبغي أن يسأل ما الداعي الآن للكلام في مثل هذه المسائل التي لو كان صاحبنا عالم بحق لكان فاهما لمبدأ ابن خلدون في عدم التأثيم عند الكلام على الصراع السياسي في أي ملة. ولذلك فمن جنس هذا الأمر العجاب حادثة الأفريكا. فصاحبة الشعار الفوضوي « لا رب ولا سيد » لم يجد المدافعون عن فلمها حجة فنية واحدة تجعل كلامهم مسموعا فبحثوا عما يجعل كلامهم مفرقعا بعد الفشل في العرض خارج البلاد واحتقاره من الفنانين واستبعاده من العرض في البلاد التي تحترم شعوبها. كان لا بد للدفاع من خلق حجة: وذلك عينه ما طلبه منظمو الحفل. وهم لا يدرون أي تناقض هم فيه واقعون. قصدهم استجلاب العنف المنتظر حتى يتقدموا بشكاواهم لأسيادهم. وقد نجحوا بعض النجاح لأن الحبكة مخيطة بالخيط الأبيض كما تقول لغة أسيادهم. والمعلوم أن كل إنسان عاقل يرفض العنف ولا يجد له تبريرا حتى لو كان من حصل عليه كان يطلبه بفارغ الصبر لينظم دعاة فلمه ويجعل نفسه في « جيتو » بحاجة إلى الحماية الدولية. لكن أصحاب المبادرة يتجاهلون العنف الأعنف أعني العنف الرمزي في اللحظة التي للثورة والثوار هموم أخرى عدى السماع للشعارات الفوضوية التي من جنس عنوان الفلم. لكني مع ذلك لا ألومهم كثيرا بل أرثي لوضعهم. فهم مساكين. إنهم مجرد أدوات يستعملهم من يريد أن يوصل تونس إلى الحرب الأهلية فيجعلهم أقلية مارقة في حين أن واجبهم لو كانوا حقا مبدعين ومؤمنين بالديموقراطية هو تقريب قيمها من شعبهم لا تنفيره منها بمثل هذا السلوك الأخرق: فكلام صاحبة الفلم على أحوالها النفسية لا تعنيها إلا هي لأن الإبداع لا يبدأ إلا عندما يصبح همّ العبارة كونيا كما قال سيد الشعر اليوناني وصاحب الإلياذة. وأغرب ما في سلوك هؤلاء هو التناقض الصريح في موقفهم من المسألة الدينية وعلاقتها بالديموقراطية. فحجتهم الأساسية للفصل بين السياسة والدين هي نسبة الدين إلى المجال الخاص. فكيف إذن يجعلونها موضوع حوار عام في قاعة سينما. هل يمكن للإبداع العام أن يعالج المسائل الدينية في الفضاء العام وفي أعمّ أحيازه أعني دور السينما؟ ألا يرون في ذلك تناقضا فاضحا: فهل يوجد ما هو أكثر عمومية وأقل خصوصية من التعبير الإبداعي السينمائي الذي يعتمد على الصورة الناطقة ويخلو من ثم من أدوات اللامباشرة التي تحدث المسافة النقدية المتروية التي في الإبداع غير المعتمد على الصورة مثلا. لذلك فعلاج المسائل الدينية في التعبير السينمائي مناقض تمام المناقضة لدعوى خصوصية المسائل الدينية ومن ثم فكونه ضروري وهو ما أومن به يجعل المسائل الدينية ليست من المجال الخاص بل هي من المجال العام الذي لا يمكن استبعاده من السياسة مهما فعلنا بل إن مستبعديه بفعلهم هذا اثبتوا امتناع الاستبعاد. لكن الكلام مع علمانيينا لا يفيد فيه المنطق إذ عندهم كل شيء من جنس « المعيز ولو طارت ». تكفي هاتان القرينتان دون الكلام على هذين القوسين لبيان حمق السياسة الجارية حاليا في مستويي تدبر قوة الدولة العنيفة واللطيفة. ذلك أني أؤكد لأصحابها أن حبل الكذب و »التبلعيط » والتحيل قصير وقصير جدا. فالشعب التونسي بعامته وخاصته المخلصة لقيمه تحرر ولن تصده حيل التارزي سواء كان فعله بإرادته أو مفروضا عليه من مستخدميه مهما زعموا لأنفسهم من دهاء أراهم أقرب إلى سلوك جحا إذ يقطع فرع الشجرة الذي يجلس عليه. فالشعب يعلم أنهم شرّ لا بد منه حتى يتم تنظيم صفوف الثوار والشروع الفعلي في تحقيق الأهداف بالوسائل السلمية الديموقراطية. وهو أمر آت لا ريب فيه لأن الثورة بدأت وبدايتها ليست قابلة للإيقاف حتى لو تحالف كل أبالسة العالم لأن الشعب أراد الحياة: أجلوا الانتخابات ما شئتم. الغوها إن شئتم. لن تتوقف الثورة. إنها ستتجذر. إنها نسغ حياة بدأ يجري في عروق الشعب وجداول تربته التي ستلتقي قريبا في أودية تجرف كل هذا الخمج. إنها تجري حيث لا تدرون ولا ترون بل إني أشكر لكم إسهامكم الجدير بالتقدير في توعية الشعب بنواياكم وخفاياكم وأشكر خاصة « نسمة » التي هي ليست نقمة إلا على أصحابها: والدليل على غبائهم أنهم يتصورون إعلامهم الرديء يمكن أن يوجه الرأي العام التونسي وجهة غير التقزز منهم بدل التأثر بهم. لن تجدوا في الغاية أحد يسمعكم عدا الأغبياء من مداحي ليلى ومجنونها عديم الجد في جده لأن من له بعض ذكاء منهم سكت وبعضهم كان من طلبتي الذين كنت أنتظر لهم مستقبلا واعدا في الشعر وفي الأدب وحتى في الفلسفة والعلم. لن تحصلوا بكل الاستفزازات التي تفتعلونها على الفرصة التي تجعلكم تعيدون سيناريو الجزائر لا فعلا من ناحية المعادين لقيم هذا الشعب ولا رد فعل من ناحية المؤمنين بها: فأوّلاً لن تجدوا « ابن علي » جديدا. فلعبة الإنقاذ كانت ذات معنى لأنها جرت في وضع محلي وعالمي جعلها تكون حلا مقبولا داخليا وخارجيا خاصة والعمل كله كان قابلا للحصول في البلاط وبمعزل عن إرادة الشعب. أما هذه المرة فكل ما يمكن أن يحاك لا يمكن أن يحقق أغراضه بالحصول في البلاط بمعزل عن إرادة الشعب بل هو يجري في الساحة العامة التي لن تخرج ثانية من يد الشعب. وستصبح الساحة العامة أكثر فأكثر بيده وبصورة متناسبة مع درجات حمقكم في استفزازه بالقوة الناعمة التي لن يدوم استحواذكم عليها أكثر من شهرين أو ثلاثة أخرى لأن الانتخابات القاعدية لكل النقابات ستلفظ شبكاتكم لفظ النوى فضلا عن انتخابات المجلس التي ستقع سواء أردتم ذلك أو أبيتم. وثانيا لن تجدوا حاميا أجنبيا يمكن أن يرفض العلاقة مع شعب كامل وتضييع مصالحه من أجل الحفاظ على مصالح مافية لم تعد تفيده في شيء لأنها قابلة للتشبيه بمافية « حركيي » الجزائر المتأخرين الذين أقصى ما أمدهم به حاميهم السابق هو « الجيتوات » في أحواز مدنه الكبرى (وقد تجولت في بعضها لما كنت طالبا في باريس وسمعت شكاوى بعض قاطنيها في أحد الأعياد). ذلك أني لم أعد أفهم كيف لثورة أن تسمى ثورة إذا كانت ثمراتها ذاهبة إلى الجماعة التي خدم بها ابن علي عقدين ونصفا ممن انتخبهم من اليسار واليمين ليس لعلمهم ولا لوزنهم السياسي بل فقط لأنه وجد فيهم أمرين يعلمهم الجميع هما عين ما نراه اليوم متواصلا: الأول هو العداء الدفين لكل ما ينتسب إلى الحضارة العربية الإسلامية لذلك اجتمع فيها العلماني والباطني خاصة. الثاني هو الفساد وخدمة الحكم المافياوي إما مباشرة من خلال الاستحواذ على قوة الدولة اللطيفة أو بصورة غير مباشرة بالوساطة لدى المافية العالمية. وكل هؤلاء ستبعدهم الثورة لمنعهم من الإضرار بمصالح الشعب التونسي دون أن تنتقم من أحد لأنه من شيم الثوار العفو عند المقدرة. لكن ذلك يمر حتما بمحاكمتهم بالعدل على كل ما اقترفوه في حق هذا الشعب. ذلك أن إيماننا بضرورة تقديم العناية بالمستقبل على الكلام في الماضي لا ينبغي أن يبقي على العمل بمبدأ « اذهبوا فأنتم الطلقاء » من دون حساب قضائي عادل. وأخيرا فإن كل المؤمنين بقيم هذا الشعب الذين صبروا نصف قرن مستعدون للصبر عليهم نصف سنة أو أكثر ولن يتصرفوا تصرفا ذا حمق رد فعل على الاستفزازات. فهم عابرون وسيجرفهم التيار الثوري ليعيد إلى الأمة استقلالها بأبعاده التي هي عينها أهداف الثورة: – البعد السياسي حيث يصبح حكامه من اختارهم بحرية ونزاهة وهو معنى الديموقراطية السياسية – البعد التربوي حيث يصبح مكونوه ومضامين تكوينه من اختياره أو من اختيار ممثليه المعينين من قبله بديموقراطية ونزاهة. – البعد الاقتصادي حيث يصبح منتجوه عمالا وأرباب أعمال من أبنائه المخلصين لاستقلال الوطن وعدم تبعيته في معاشه ورفاهيته – البعد الثقافي حيث تصبح ذائقته وقيمه موضوع إبداعه الذي يحرره ويفتح آفاق رؤاه للعالم والوجود ولمنزلة الإنسان في الكون دون تنافر مع ما يؤمن به من مقدسات. لأجل ذلك قامت الثورة. وهي لن تهدأ ولن يطمئن بال أصحابها حتى يتحقق ذلك كله مهما تجبر أعوان الاستعمار وطغت المافيات التي نحمد الله أن غباء أصحابها يعلن صباحا مساء بهذه القرائن عما سيجعل الشعب يعجل بتحقيق ما وصفنا هنا. والمستقبل الذي هو أمانة سيكون الحكم بيننا.
(المصدر: « الحوار.نت » بتاريخ 6 جويلية 2011)

<



بقلم عمــر بنـــور
 
أنا متشائل ولكنني لست « سعيدا أبا النحس » بطل رواية « إميل حبيبي »، أنا مواطن تونسي.
أنا متشائم لأنني أرى ملامح التونسي الأصيل تتلاشى وتمحي، أمشي في الشارع فلا أعرف هل أنا في الدنمارك أم في أفغانستان؟ هل أنا في هولندا أم في إيران؟ أنا متشائم من ازدياد عدد الجياع والمحرومين والعاطلين عن العمل والباحثين عنه ومن بروز جماعات في المقابل تعيش ترفا فكريا وصراعا إيديولوجيا بين اللائكية والإسلامية والعلمانية والدينية والإلحاد والسلفية إلخ…جماعات «إرهابية» من أقصى اليمين تريد فرض وجودها وإلغاء الآخر باستعمال العنف المادي، وجماعات «إرهابية» من أقصى اليسار تريد هي أيضا مكانا تحت الشمس باستخدام العنف الفكري إن صح التعبير. والجماعتان اتخذتا من المبادئ الكونية وحقوق الإنسان مطية لإلغاء الآخر فأساءتا استعمالها كما خابتا في اختيار التوقيت المناسب من حيث تدريان أولا تدريان، فوقعتا في المحظور، وذهبتا كصرخة في واد، لأن الناس منشغلون عنهما فيما ينفعهم. «فأما الزبد فيذهب جفاء». أنا متشائم من ثورة اغتصبها السياسيون والمفكرون والانتهازيون بعد أن أنجزها شباب شعر بالتهميش والإقصاء، شباب متعلم وغير متعلم، شباب عامل وشباب يطلب العمل كحق وكقيمة إنسانية، شباب كلهم يطلبون تأصيلا لكيانهم، لكنهم وجدوا أنفسهم خارج الميدان. أنا متشائم من ثورة أنجزها شباب طلبا للعدل والحق وتكافؤ الفرص فاستولى عليها القضاة والمحامون وأنصاف المثقفين و أشباه المبدعين. أنا متشائم من ثورة أنجزها شباب ضاق ذرعا بالاستبداد والظلم، فاستولت عليها قوات الأمن التي أصبحت تقتحم مقرات وزارة الداخلية وتحتل الولايات. أنا متشائم من ثورة أنجزها شباب يطلب فتح الآفاق لمزيد طلب العلم والتألق، فيتقدم عليهم متعلمون جاحدون ينتقدون النظام التربوي ويتهجمون على المدرسة والمربين وينسون أنهم من نتاجها. أنا متشائم من ثورة أنجزها شباب يريد إسماع صوته وإبداء رأيه فيصادرها مذيعون ومنشطون في الإذاعات والتلفزات يحرمون المواطن من حقه في حرية التعبير وكأنهم لم يحرموا هم منها من قبل. وبين عشية وضحاها أصبحوا يدّعون في السياسة معرفة وفي الاقتصاد خبرة وفي الثقافة اختصاصا وهم جاهلون بقواعد الحوار تنقصهم الخبرة وتعوزهم الحرفية ويعوقهم التكوين. أنا متشائم من ثورة أنجزها شباب لا يؤمن بإديولوجيات بائدة ونظريات خائبة، وإذا بثورته تنجب أحزابا في نسخ مشوّهة تحيي مذاهب من موات وتبعث اتجاهات بعد بوار، لا برامج لها هادفة ولا أهداف لها طموحة، همّها الوحيد سعي إلى الكراسي، وهرولة إلى المناصب. أنا متشائم من ثورة أنجزها شباب طلبا للعمل، وإذا بالشغالين من عملة وموظفين يعتصمون ويضربون وفي نهاية الشهر يجدون رواتبهم كاملة وفوقها منحة الإنتاج، فلماذا يعمل الآخرون؟ أنا متشائم من ثورة أنجزها شباب طلبا لتطبيق القانون وإشاعة العدل بين الناس، وإذا بالناس يتجاوزون القوانين ويستولون على كل ما هو «بيليك»وخاص. أنا متشائم من ثورة أنجزها شباب من أجل البناء والتشييد، وإذا بالناس يحرقون ويخربون الممتلكات العامة والخاصة من مدارس وبلديات ومستشفيات. أنا متشائم من ثورة أنجزها شباب ضد الظلم وممارسات المليشيات، وإذا بالناس يصبحون قطاع طرق و ماء وغاز. أنا متشائم من ثورة أعجب بها العالم ولم تعجب أصحابها، ثورة انبهر بها الآخر ولم تشدّ إليها أصحابها، ثورة أدرك العالم أبعادها وتداعياتها ولم يفهمها أصحابها، ثورة اتفق أهلها جميعا على إجهاضها وإفشالها فكأنها قامت في كوكب آخر، أو في عالم بعيد عنا، نسمع الغير يتكلم عنها فنشعر وكأننا لسنا المعنيين بما يقال. فهل نحن من قام بالثورة أم قوى خفية من عوالم أخرى نجهلها قامت بها؟ ولكن وإن كنت متشائما تشاؤم شقّ من الناس أو كنت متشائلا تشاؤل البعض الآخر، فأنا في الحقيقة متفائل لأن الثورة وقعت فعلا. و»إذا وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة «. * متفقد عــام للتربية (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم7 جويلية 2011)

<



لقـطات لن تمحّـى قد تلـتقطـها عدسـات المصوّريـن ، و يدوّنـها المؤرّخـون و لكنّـها ستحفـر في القلـوب و نتمنّـى أن تتـواصـل بعـد أن خلـنا أنّ الجـبروت و الظّـلم و الطّـاغوت قد طمسـها إلى الأبـد ، هي تلـك الحريّـة فـي التعبيـر عـمّـا يخالـج النّـاس بتلقـائيّـة و عفـويّـة ، هي تلك المظـاهر المشـرّفـة من وحـدة في الإطاحـة بالظّـالم ، لقد صـاحت تونــس كلّـها ، نعـم كلّ تونــس و كلّ التونسييـن بصوت واحـد لتقـول للجبـابرة إرحلـوا ! هـي بكـاء جمـيع التونسيـين لبكـاء أمّـهات الشهـداء و الثـكالى و المحرومـين ، هـي تلـك الفـرحـة البادية على وجـوه الجمـيع ، هي الإبتـسامة على ثغـر الشيـخ و الشـبابّ و الولـيد ، هـي السّـلام الذي يتبـادلـه الجمـيع بتلقـائيّـة و عفـويّـة غـابت عنـّا لعـقود ، هي التآزر و التّـضامن و المحـبّـة الصّـادقة الصّـافية التي ترجمـها ذلك الـبائع الذي وضـع يافـطة علـى الخضـر و الغـلال  » اللـّـي ماعندوش يأكـل بلاش  » أو ذلك الذي يشتـري الخبـز لكلّ جيرانـه خوفـا من نفـاذه من الأسـواق أو أولائـك الشـبّـان الذّيـن تجـنّـدوا ليلا و نهـارا لحمـاية أحيـائهم مسلحـيّـن بعزيـمتـهم وخوفـهم علـى بلدهـم و ثورتـهم ، و أولائك النّـسوة الـسّـاهرات يعددن لهـم ما تيـسّـر من الطّـعـام و القهـوة و الشـاي بكـلّ حـبّ ، هـي فرحـة المدوّن الذّي يرى سـهره و تعبه و جهـده و بحثـه علـى الصّـورة الحقـيقيـة فـي كـلّ حـيّ و في كلّ شـارع و نـهج ، يأتي أكـله ٠ فلا تتركـوا الفرحـة و الوئـام و السّـلام و المحـبّـة و التعـاطف و التـآخـي و التـضامن تغـادر ديارنـا ٠ لا تتركـوا البسمـة تـمّـحى مـن علـى ثغورنـا ، لا تتركـوا دمـوع أمّـهـات الشهـداء و عويـل الثـكالى يذهـب سـدى ، إبـقـوا علـى الأمـل في نفـوسنـا ، لا تقـلعـو شوكـا لتـغرسـوا شوكـا ، بل إغـرسوا الزيـتون و النـخل و التـيّـن و العـنـب و الورد بمخـتلـف الألـوان ، إجـعلـوا أرضـنـا حـدائق غـنّـاء بشـجر ثابـت الأصـل دائـم الإخضـرار ٠ علـي مطـير

<



 

هدي هذه القصيدة الى مجاهدي فلسطين ,وخاصة أطفال الحجارة,في هاته الأيام التي يحاول بعض المتعاطفين رفع الحصار عن غزة العزة, ويتأهب الصهاينة لمنع كل سفينة تقترب من شطوط فلسطين,وهم يعلمون جيدا كيف أتوا سابقا على ظهور السفن, بتواطؤ مع القوى الغربية, وفي زمن كان العالم العربي يرزح تحت نير الإستعمار الغربي, لكن فلسطين لن تبقى أسيرة, وستستقل وتتحرر بإذن الله وكان وعد الله مفعولا, سبحان الدي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الدي باركنا حوله ,وصدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده وخذل الشيطان وجنده

جهاد أطفال الحجارة

أسمع الحج الأصم وحير الأفعى اللبود فتية هاجوا وماجوا ورموا مثل داوود هكذا التاريخ عـاد مثلما يمضي يعود بمقلاعه داوود يرمى جالوت يـذود أردى جالوت صريعا وهو خصم لدود واليوم ابن كنعان يرمى أحفاد القرود كنعان و عدنان و قحطان كلهمّ أسود مضى زمن الحجارة وحلّ مكانه بارود قتلوا أبا جهـاد بتونس فاغترّ اليهود عمل الموسّاد والشقاقي غيبته اللحود هم عـصبة الأشرار والإرهاب اليهود منذ حلوا بفلسطيـن و أفعالهم سـود زعموا الجهاد ارهـابا وقولهم مردود جهاد في سبيل الله و العرض معـدود والدفاع عن المال والنفس زده معهود أأبناء الأفاعي قول عيسى لستم أسود و صرتم اليوم أسود الوغى يـا قرود غزوتم فلسطين بأيدي الغرب الحَقودُ سيأتيكم اليوم الذي ينطق به الجلمود ويشي نبت الغردق ذاك ثابت و موعود و نـسومكم خسفا و تنتصر الجنود أبوجعفرالعويني فطناسة في07/07/ 2011

<


وأي مستقبل للحركة القومية في ضوء المشهد السياسي المتشعّب؟…
أسئلة طرحتها «الشروق» على الناشط
السياسي القومي خالد الكريشي.

بداية كيف تقرؤون الخارطة السياسية في تونس ما بعد الثورة؟ الخارطة تتسم بالتشعّب والانفلات، وهذه خاصية من خاصيات المرحلة بما أن نشأة الأحزاب أصبحت أسهل من التنفس على عكس ما ينصّ عليه قانون الأحزاب الصادر عام 1988 وتحوّلت الى عملية دعائية وتجارية وتنفيسا عن كبت طوال أكثر من نصف قرن دون استثناء الى أرضية ذات مرجعية عقائدية وإيديولوجية ودون تصوّرات وبرامج وأفكار. وفي اعتقادي فإن الأحزاب تنقسم الى أربعة تيارات فكرية إيديولوجية كبرى معروفة تاريخيا وهي التيار الاسلامي والتيار القومي والتيار اليساري والتيّار الليبرالي وتبعا لهذا التقسيم كان من المفترض ان تكون هناك أربعة أحزاب فقط. هذا يعني إذن انه من المفترض ان يكون هناك حزب قومي واحد، فلماذا نرى كل هذه الأحزاب مشتتة، ومن المسؤول عن استمرار هذا التشرذم؟ طبعا كان من المفترض ان تسير الأمور على هذا النحو، ولكن دون إلقاء المسؤولية على أحد يتحمل القوميون المسؤولية الأولى في عدم توحّدهم في حركة واحدة بتشبّثهم بمعارك تاريخية ونزاعات شخصية وتغليب الصراعات الفكرية على البناء التنظيمي الموحّد، إضافة الى ما عاناه القوميون من النظام السياسي في تونس منذ خمسينات القرن الماضي من ملاحقات ومتابعات وسجون، وقابلية القوميين للعمل السرّي المشتّت. وقد ساهم النظام السياسي في تغذية هذه النزاعات فأصبح القوميون لا يمارسون العمل السياسي المنظّم الموحّد وإنما مارسوه في شكل جهاز من الأجهزة الحزبية التابعة للنظام مثلما تم في أواخر ثمانينات القرن الماضي حين قبل القوميون الانخراط في جهاز حزبي أسسه بن علي بهدف تدجين واحتواء المشروع القومي في تونس. واليوم نلاحظ ان بقايا هذا الجهاز يسعون جاهدين الى تخريب وعرقلة المسار التوحيدي للقوميين الذي انطلق منذ 20 مارس 2010، وهو مسار أعرج يسير على ساق واحدة. ثم إنه لا بد من التمييز بين الفكر القومي والتجارب القومية، اذ لا يمكن الحكم على التجربة القومية بالفشل لأنها لم تتحقق أصلا (حيث لم تقم دولة الوحدة) فلو قامت تلك الدولة وعجزت عن تحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتحرير الارض المغتصبة لقلنا ان القومية مشروع فاشل، فما وُجد في التاريخ ليس سوى تجارب اقليمية رفعت شعارات قومية ولم تحقق منها شيئا باستثناء بعض الانجازات على مستوى العدالة الاجتماعية والديمقراطية الشعبية هنا وهناك، وخطأ القوميين انهم ارتبطوا بتلك الانظمة يوما ما معتبرين أنها طوق النجاة، في حين أن الفكر القومي يقوم على نقيض الانظمة القطرية العميلة الرجعية. انتقال التيار القومي من العمل السري المشتت الى العمل العلني اليوم كان من المفترض أن يسهّل عملية الوحدة، لكن ما نراه اليوم هو أن العائلة القومية ماضية نحو مزيد من التشرذم… ألا توجد أرضية مشتركة بين الأحزاب التي تمثل التيار القومي في تونس اليوم وهل هناك نية في دخول الانتخابات ضمن قائمات مشتركة؟ لقد قمنا في البداية بتجربة توحيد العائلة الناصرية منذ 20 مارس الماضي عبر توحيد حركة الشعب وحركة الشعب الوحدوية التقدمية وهو مسار طويل وشاق ومتعثر لتدخل عدة عوامل فيه (شخصية داخلية وعوامل أخرى خارجية) وكنا نأمل ان يكون ذلك بداية للالتقاء مع بقية الفصائل القومية على أرضية سياسية مشتركة نظرا لتمترس كل طرف بعنوانه الانفصالي الضيق وقيام البعد الآخر باشتراط ان يكون هو رأس حربة العملية التوحيدية او ألا يكون هناك توحيد أصلا. ورغم ذلك نحن نسعى جاهدين الى ايجاد أرضية مشتركة بين مختلف الفصائل القومية كحد أدنى لدخول الاستحقاق الانتخابي في 23 أكتوبر المقبل موحدين وهذا يتطلب جهدا وثباتا وتضحية. بصرف النظر عن توحد التيار القومي من عدمه، هل هناك نوايا لإقامة تحالفات سياسية مع بعض الجهات يمينية كانت أم يسارية؟ لنا تجارب مشتركة مع بقية الأطراف السياسية من ليبراليين واسلاميين ويساريين قبل 14 جانفي وكان ذلك ضمن هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات الى جانب حركة النهضة وحزب العمال الشيوعي التونسي والحزب الديمقراطي التقدمي والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات والمؤتمر من أجل الجمهورية مع مستقلين، وكذلك بعد الثورة ضمن جبهة 14 جانفي، والآن ليس مطروحا مع من سنتحالف، فأيدينا مفتوحة للجميع بل المطلوب على ماذا سنتحالف؟ وما هي القاعدة التي تستندون اليها في بناء تحالفاتكم؟ هي أساسا الدفاع عن المبادئ الاربعة الكبرى: الدفاع عن الهوية العربية الاسلامية بتفرّعاتها (الدفاع عن اللغة العربية وعدم اعتماد سياسة تجفيف المنابع وتكريس انتماء تونس إلى الأمة العربية) ورفض التطبيع مع الكيان الصهيوني وتحقيق العدالة الاجتماعية والدفاع عن القطاع العام وعن قضايا الحريات الأساسية وحقوق الانسان والرفض القطعي للتعامل مع وجوه النظام السابق. هذه هي مبادئنا للتحالف والالتقاء، فنحن نرى أن تونس عربية اسلامية وهي أقرب الى الشرق دون انغلاق ولا تعصب مع انفتاحها على الدائرة الافريقية ثم محيطها المتوسطي. ظهرت مؤخرا «المبادرة من أجل الجمهورية» التي تحولت الى «التآلف الديمقراطي»… كيف تنظرون الى أهداف هذه المبادرة وخلفياتها؟ هذه المبادرة ناشئة عن فلول النظام السابق وبعض بقايا التجمع وهي شكل من أشكال الالتفاف على الثورة والارتداد بها الى ما قبل 14 جانفي وذلك بنفخها في دستور قبر نهائيا ولا ينفع نفخ الروح في جثة هامدة، وهي تسعى بهذه المبادرة الى العودة الى الساحة السياسية والتموقع داخلها، وقد كان الأجدر بمن يقف وراء هذه المبادرة أن يصمتوا، لأن إلغاء دستور 1959 والدعوة الى المجلس التأسيسي كان مطلبا قويا ثوريا وهو ما أقرّه اعتصام «القصبة2». وماذا عمّا يُسمى القطب الديمقراطي الحداثي؟ من حق أي طرف أن ينتمي الى أي تكتل، بل نحن نشجع هذا الالتقاء للتسهيل على المواطن اختيار مرشحيه وسط هذا الزخم (أكثر من 90 قائمة انتخابية)، إلاّ أنّ المهم هو قوة البرنامج والمشروع وما يقدمه للشعب، لأن من أول مكونات هذا القطب اتضح أنه مؤسس ضدّ تيار سياسي معيّن، تيار الهوية العربية الاسلامية بما أنه احتوى على شخصيات معروفة بتطبيعها مع العدو الصهيوني وأحزاب ناشئة من رحم التجمع الدستوري المنحلّ، وحسنا فعلت حركة الوطنيين الديمقراطيين وحزب الطليعة وحزب العمل الوطني الديمقراطي حين توصلت الى هذه النتيجة وجمّدت عضويتها بهذا القطب، فتونس اليوم في مفترق طرق، هي بين من يريد لها أن تكون تابعة للغرب وفرنسا بشكل خاص بدعوى أن باريس أقرب الى تونس من القاهرة وبين من يتمسك بتونس منتمية الى أمتها العربية الاسلامية وأن القاهرة ودمشق وبغداد أقرب إليها من باريس وروما ونيويورك. كيف تقيّمون أداء الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة الى حدّ الآن خصوصا بعد ما شهدته من انسحابات وانشقاقات؟ نحن رفضنا منذ البداية الانخراط في هذه الهيئة رغم دعوتنا رسميا الى ذلك وقد كان رفضنا مبنيا على الطبيعة الاستشارية لهذه الهيئة بما أنها شكل من أشكال الالتفاف على مجلس حماية الثورة آنذاك، وثانيا على تركيبة هذه الهيئة والتي كانت تضم شخصيات وأحزابا ومنظمات لا علاقة لها بالثورة ولم تشارك فيها ولم تساندها، فضلا عن انتماء شخصيات إليها معروفة بتطبيعها مع الكيان الصهيوني. هذه الهيئة دخلت في نقاشات فكرية وايديولوجية وعجزت حتى عن ضمان حد أدنى من إدارة الاختلاف في وجهات النظر وتحوّلت الى حلبة للصراع، رغم نجاحها في اصدار قانون انتخاب المجلس التأسيسي وانتخاب الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. (المصدر: جريدة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم7 جويلية 2011)

<



رأس الخيمة (الامارات) (رويترز) – مع الابتعاد عن امارة دبي تتوارى ناطحات السحاب البراقة الفخمة وتظهر مكانها مبان أسمنتية قصيرة يعلوها التراب لا يتوقع ان يراها الكثيرون من زوار دولة الامارات العربية المتحدة. وتعتمد الامارات الخمس الشمالية في دولة الامارات التي لا يعرف عنها الكثير وهي رأس الخيمة والشارقة وعجمان والفجيرة وأم القيوين على الامارتين الأغنى في البلاد وهما أبو ظبي ودبي منذ وقت طويل. وساهم نقص في الوقود عانت منه الامارات الخمس الشمالية في الآونة الاخيرة وسوء حالة الخدمات في زيادة تبرم السكان هناك. تحدثت خديجة جمعة وهي بدوية تبلغ من العمر 60 عاما عن الحي الذي تعيش به في امارة رأس الخيمة وقالت « تنقطع المياه في بعض الأحيان لخمسة أو ستة أو سبعة أيام. » وكانت خديجة تشتري الفواكه والخضروات من سوق شعبي وهو منظر غير معتاد في دبي أو أبو ظبي. وتتباهى دولة الامارات الغنية بالنفط بأنها صاحبة ثامن أكبر نصيب سنوي للفرد في الدخل في العالم حيث يصل الى 47 ألف دولار وأفلتت البلاد من احتجاجات الربيع العربي التي تجتاح المنطقة. وتشير احصاءات رسمية مع ذلك الى فجوات اقتصادية صارخة بين الامارات الشمالية والامارتين الجنوبيتين. فعلى سبيل المثال بلغ معدل البطالة في امارة الفجيرة 20.6 في المئة عام 2009 وهو أعلى بكثير من معدل البطالة في عموم الامارات والذي يصل الى 14 في المئة. وأضاف نقص الوقود في الامارات الشمالية في الآونة الأخيرة الى احباطات السكان خاصة وأن السلطات تكافح لتقديم مبرر. وقالت السلطات الاماراتية في باديء الامر ان السبب هو أعمال صيانة لكن محللين يشيرون الى الاحجام عن الالتزام بالدعم الحكومي للبنزين. ويهدف الدعم الى توفير الوقود الرخيص للمستهلكين لكن أسعار النفط المرتفعة أدت الى انخفاض صافي أرباح شركات الوقود. وتبقى المخاوف من أن تؤجج الفجوة بين الاغنياء والفقراء في الامارات المزيد من التوترات في البلاد وهي ثالث أكبر مصدر للنفط في العالم اذا لم تتم معالجتها. وسبق أن كانت هذه الفجوة شرارة رئيسية للاحتجاجات التي أطاحت برئيسي تونس ومصر. وقال غانم نسيبة مؤسس شركة كورنرستون اسوشيتس العالمية للاستشارات انه لا توجد دولة في المنطقة محصنة من التوتر. وأضاف أن التفاوت في الثروة بين الامارات الشمالية وامارتي دبي وأبو ظبي يظل هو أهم القضايا التي تمثل تحديا لاستقرار البلاد بالكامل. وذكر أن هذا التحدي لا يتمثل فقط في تنامي مخاطر التوترات المحلية ولكن لان هذا التفاوت يخلق فرصة أمام قوى اقليمية للتدخل في الشؤون الداخلية للامارات الشمالية. وادراكا منها لهذا تعهدت حكومة الامارات والتي تقودها أبو ظبي بمبلغ 1.6 مليار دولار في مارس اذار لاعمال البنية التحتية في الامارات الشمالية. وجاء القرار بعدما أمر رئيس الامارات وحاكم أبو ظبي الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان بقيام المسؤولين بجولة لتفقد أحوال الامارات في فبراير شباط. ودعا رئيس الوزراء الاماراتي وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم الحكومات المحلية للمشاركة في تطوير المناطق النائية والريفية في البلاد وذلك خلال زيارة قام بها لوزارة الاشغال العامة الشهر الحالي. وقال الشيخ محمد في موقعه على شبكة الانترنت ان نجاح دبي هو امتداد لنجاح أبو ظبي والعكس صحيح والامر ذاته بالنسبة لبقية الامارات السبع التي يشكل اتحادها قوة لا تهتز. لكن مواطنين اماراتيين يعيشون في العاصمة أبو ظبي وفي دبي المركز المالي الشهير قالوا ان هناك حاجة لتطوير أسرع في الامارات الشمالية لتشجيع الناس على السعي للعمل هناك. وأضافوا أن الحاجة لتطوير الخدمات والرعاية الصحية والتعليم في الامارات الشمالية هو الاكثر الحاحا. وقال البعض انهم نادرا ما يخرجون من دبي وأبو ظبي الى امارات أخرى لانها تفتقر الى الخدمات المناسبة ولا يتم الترويج لها بشكل كاف. وقالت مايسة المنصوري وهي من سكان أبو ظبي وتبلغ من العمر 26 عاما وتعمل في قطاع تكنولوجيا المعلومات « أعلم ان هناك منتجعات (في امارات أخرى) لكنني لا أعرف عنها الكثير. » وأضافت مايسة التي تصف رأس الخيمة بأنها قرية « يرسلون الينا رسائل بالبريد الالكتروني أحيانا لكننا لسنا متأكدين من الاماكن حيث لا يروج لها جيدا. » وشهدت رأس الخيمة خلال السنوات الماضية احتجاجات محدودة وتطل الامارة على مضيق هرمز الذي يمر منه 40 في المئة من النفط المنقول بحرا في العالم كما تقع الامارة بالقرب من ساحل ايران. وسارعت قوات الامن في أبو ظبي بقمع احتجاجات رأس الخيمة. وعلى عكس العاصمة الاماراتية الغنية بالنفط فان اقتصاد رأس الخيمة يعتمد على صناعات مثل الاسمنت والادوية والزجاج. ولا توجد في رأس الخيمة اللوحات الاعلانية الرقمية الكبيرة ومراكز التسوق والفنادق التي تميز صورة دبي. وبدلا من ذلك تنتشر على الطرق الصحراوية عمارات سكنية صغيرة ومحلات لاصلاح السيارات ومتاجر تجزئة تبيع بالخصم. وتترك الملابس على أحبال الغسيل في الشمس حتى تجف وتوضع مولدات الكهرباء بالقرب من المبان التجارية والسكنية في رأس الخيمة للعمل في حالة انقطاع الكهرباء. وقالت حكومة الامارات ان لديها خطة على مدى عامين للقضاء على بعض الفجوات وحل قضايا أخرى مثل الرعاية الصحية والتعليم والاسكان والطرق والمياه. وقال بريان بلاموندون وهو مدير كبير في شركة (اي.اتش.اس) جلوبال انسايت « الحكومة الاتحادية قادرة على زيادة الانفاق في هذه الامارات الاصغر لصد أي اضطراب اجتماعي. » وكانت رأس الخيمة اخر امارة تنضم الى الامارات العربية المتحدة في أوائل السبعينيات من القرن العشرين عندما انسحبت بريطانيا من الخليج وأشرفت على مفاوضات لتأسيس اتحاد يضم البحرين وقطر والامارات السبع التي تشكل الان دولة الامارات. واختارت البحرين وقطر أن تصبحا مستقلتين. واحتفظت امارات أخرى بشخصيتها. وتفرض امارة الشارقة التي تربطها صلات قوية بالسعودية قوانين اسلامية أكثر صرامة وهي الامارة الوحيدة التي تحظر الكحول وتفرض معايير أكثر تحفظا على ملابس النساء. وترددت رأس الخيمة في الانضمام الى دولة الامارات بسبب النفود الاكبر لامارة أبو ظبي الاغنى لكنها انضمت عام 1972 . ومازال بعض سكان رأس الخيمة الى اليوم يشعرون بالتفاوت وقال أحدهم « يظهر الاستثمار في الامارات الشمالية وحده أن هناك اختلافا. لا يوجد وجه للمقارنة. » من شيماء فايد  
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 7 جويلية 2011)

<



تراجعت جماعة ‘الاخوان المسلمين’ في مصر امس الأربعاء عن موقفها الرافض لمليونية غد الجمعة الثامن من تموز (يوليو) في ميدان التحرير بوسط القاهرة وقررت امس الأربعاء المشاركة.
وقالت الجماعة في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية ‘د.ب. أ’ نسخة منه امس: ‘قررت الجماعة المشاركة في مظاهرة الجمعة الثامن من تموز (يوليو) على أن تكون هذه الفعالية هي الخطوة الأولى من فعاليات أخرى سنعلن عنها في حينها حتى ترتفع راية العدل ويأخذ كل ذي حق حقه وينال كل مجرم جزاءه وتتحقق مطالب ثورة الشعب التي دفع ثمنها من دمائه’.

وكان اكثر من 40 من القوى والأحزاب السياسية في مصر دعوا لتنظيم مظاهرة مليونية الجمعة المقبل تحت اسم ‘جمعة تصحيح المسار وتحديد المصير’، للمطالبة بالاسراع بتنفيذ مطالب الثورة، وكانت جماعة الاخوان المسلمين قد تخوفت من أن تتركز المليونية على مطلب القوى الليبرالية بوضع دستور جديد للبلاد قبل إجراء الانتخابات التشريعية المقررة في أيلول/ سبتمبر المقبل.
وتابع البيان: ‘سبق أن قررت جماعة الإخوان المسلمين يوم السبت الماضي عدم المشاركة في هذه الفعالية لأسباب متعددة، أهمها استهداف المطالبة بالدستور أولا، بما يقتضيه ذلك من التفاف على إرادة الشعب التي تجلت في استفتاء آذار/مارس الماضي إضافة لتأجيل الانتخابات البرلمانية وإطالة الفترة الانتقالية وامتداد إدارة المجلس العسكري للبلاد واستمرار بطء عجلة الاقتصاد وتوقف الاستثمار’.
وأشارت إلى أنه حدثت بعد ذلك أحداث مثبطة أدت إلى تكريس القرار السابق (عدم المشاركة) وهي تفاقم ظاهرة البلطجة ومحاولة استثمار البلطجية لمعاناة أهالي الشهداء والاشتباكات التي حدثت في النصف الأخير من الأسبوع الماضي.
وتابعت الجماعة بالقول: ‘حدثت مستجدات في الموضوع فرضت طرحه مرة أخرى للمناقشة توخيا واستهدافا للمصلحة العامة للشعب والوطن وحفاظا على الثورة المجيدة، وهي التخلي عن مطالب (الدستور أولا) واقتناع أغلب القوى السياسية بإجراء الانتخابات أولا، إضافة للمظالم التي يعاني منها أهالي الشهداء، إضافة إلى التباطؤ الشديد في محاكمات الطغاة والقتلة والمفسدين الذي يصل إلى ما يشبه التدليل في حق الرئيس المخلوع وأسرته ، وكذلك إطلاق سراح الضباط المتهمين بقتل الشهداء، ومحاكمة بعضهم وهم مطلقو السراح، الأمر الذي يمكنهم من التلاعب في الأدلة وممارسة الضغوط من بعض رموز النظام الفاسد وضباط أمن الدولة السابقين على أهالي الشهداء للتخلي عن حقوقهم وقد حدث ذلك فعلا، خصوصا أن بعضهم لا يزال يمارس عمله كضابط شرطة كبير’.
وأشارت إلى أن هذه الأمور غير القانونية وغير المنطقية وغير العادلة ‘جعلتنا نتساءل من الذي يحمي المجرمين؟ وما مصلحته في ذلك’، ولذلك قررنا المشاركة في مظاهرة غد الجمعة.  

(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 7 جويلية 2011)

<


ماذا يجري في لبنان ؟؟؟ ( هل هو مشروع إيراني شيعي مذهبي صفوي أم حزب الله )


ان ما يسمى بحزب الله في لبنان ما هو إلا مشروع إيراني شيعي مذهبي طائفي متعصب والهدف الإستيرتيجي لإيران من وراء إنشاء هذا الحزب ليس محاربة الكيان اليهودي ولا تحرير فلسطين ولا نصرة المحرومين والمستضعفين من المسلمين ولا الجهاد في سبيل الله وانما تحويل الطائفه الشيعيه في لبنان من أضعف طائفه سياسياً وإقتصادياً وعسكرياً إلى أقوى طائفه سياسياً وإقتصادياً وعسكريا وهذا ماتؤكد عليه كل المعطيات التي سنتحدث عنها لاحقا في هذا المقال . فمن أجل تحقيق هذا الهدف الإستراتيجي وتبريرالدعم المادي الإيراني الهائل لهذا الحزب كان لابد من هدف تكتيكي مرحلي دعائي من أجل التغطيه على هذا الهدف الاستيراتيجي الأساسي فكان الهدف التكتيكي هو مقاومة الكيان اليهودي وتحرير جنوب لبنان فمن ذا الذي يجرؤ على التشكيك بمن يعلن ان هدفه هو مقاومة العدو المحتل .

فخلف هذا الغطاء قدمت إيران لهذا المشروع الطائفي الدعم المالي الهائل الذي كان يستخدم في إنشاء جيش مسلح ومدرب على أعلى مستوى( و يتفوق على تسليح وتدريب الجيش اللبناني ), وفي إقامة مشاريع إجتماعيه وإقتصاديه ودينيه وإعلاميه ضخمه ذات طابع شيعي واضح .
ومما عزز وسهل نشوء قوة هذا الحزب الشيعي بهذا الشكل هو سيطرة النظام السوري على لبنان بدعم من أمريكا ومن أجل أن تفرض سوريا سيطرتها على لبنان بشكل محكم كان هناك قرار سوري بموافقة ودعم أمريكي بأن لا يكون هناك أية ميليشيا مسلحة تابعه لأية طائفة في لبنان , فتم نزع سلاح جميع ميليشيات الطوائف اللبنانيه بموجب ( إتفاق الطائف ) الموقع بين الطوائف اللبنانيه المختلفه والحكومة اللبنانيه وبرعاية أمريكا والسعوديه وسوريا , أما الميليشيا الشيعيه المسماه ب( حزب الله ) فلم يطبق عليها هذا الاتفاق , وذلك تحت حجة أن هذا الحزب ليس بميليشيا وانما هو مقاومه يعمل على تحرير جنوب لبنان , وبالفعل إستفرد هذا الحزب بالسلاح وبحرية الحركه فنمى وترعرع تحت الرعايه السوريه وغض الطرف الآمريكي حتى إستطاع بالفعل أن يجعل من الطائفه الشيعيه في لبنان أقوى طائفه سياسياً وإقتصادياً وعسكرياً , فا صبح دوله داخل ا لدوله له علم خاص ويرفع صور الزعيم الايراني ( الخميني ) في مقاره الرسميه وفي الشوارع وكذلك صور خليفة الخميني ( الخامنئي ) مما يؤ كد انه مشروع إيراني ومما يؤكد أن امريكا كانت تغض الطرف عن هذا الحزب فإن هذا الحزب وقع مع الكيان اليهودي في عام 1996 ما عُرف (بتفاهمات نيسان ) برعاية أمريكية وفرنسيه وسوريه وألمانيه وهذه التفاهمات تجاوزت الدوله اللبنانيه وإعتبرت ما يسمى بحزب الله هو الذي يمثل الطرف اللبناني وإعترفت الأطراف الموقعه على هذه التفاهمات وفي مقدمتها الكيان اليهودي وأمريكا بأن ما يُسمى ب ( حزب الله ) الشيعي حركة مقاومة للإحتلال في جنوب لبنان وأن يكون نشاطه العسكري محصوراً في الجنوب , و لا يحق له بأن يقوم بأي عمل عسكري ضد الكيان اليهودي في فلسطين المغتصبه عام 1948 أي فيما وراء الحدود اللبنا نيه .
وبالفعل إلتزم هذا الحزب بهذه التفاهمات والتي يُفهم منها بأن هذا الحزب إعترف عملياً بأن فلسطين ليست أرض مغتصبه وإقرار أيضاً بأنه لا يسعى ولا يهدف وليس من إستيراتيجيته تحرير فلسطين ولا مقاومة الكيان اليهودي الكيان الغاصب لفلسطين كما يدعي .
وكانت أمريكا لديها قرار بغير رغبة الكيان اليهودي بربط المسارين اللبناني والسوري بمسار واحد ,وأن يكون إنسحاب الكيان اليهودي من جنوب لبنان بموجب إتفاقية سلام توقع من الحكومه اللبنانيه والسوريه فربطت هذين المسارين بواسطة هذه التفاهمات , وبالفعل صار الوزراء و الساسه اللبنانيون والسوريون يتحدثون عن وحدة المسارين وهذا ما يوضح لماذا امريكا رفضت اتفاق 17 أيار لعام 1983 الشهير الموقع بين الكيان اليهودي والحكومه اللبنانيه وعملت على إسقاطه لأنه تم بدون علمها ومن وراء ظهرها ولم يحصل على موافقتها , ومن أجل أن يتهرب هذا الكيان من وحدة المسارين وما قد يترتب عليه من إستحقاقات سياسيه وتنازلات قد تجبره امريكا على دفعها لا يرغب في دفعها أو تقديمها وفي مقدمتها فيما يتعلق بحل قضية أللاجئين الفلسطينين في لبنان والتي تمنع التركيبه الطائفيه في لبنان من توطينهم فيه , فخشي هذا الكيان الغاصب من أن تضغط عليه أمريكا في يوم من الأيام فتجبره على تنفيذ حق العوده فمن اجل ان يتملص من هذا الذي فرض عليه قام في عام (2000) وبتصرف أحادي الجانب بالإنسحاب المفاجيء من جنوب لبنان , ومما يؤكد على رأينا هذا أن سوريا كما نعلم جميعا قد احتجت على هذا الانسحاب ورفضته لأنه تم من طرف واحد وصرح وزير خارجية سوريا فاروق الشرع أن هذا الإنسحاب لا يجوز وكذلك وزير خارجية لبنان والحكومتين السوريه واللبنانيه ترفضان ذلك .
وأيضاً أمريكا تفاجأت من هذا الإنسحاب فطلبت من الحكومه اللبنانيه أن لا ترسل جيشها إلى الجنوب والتموضع على الحدود وبالفعل لم ترسل الحكومه اللبنانيه جيشها إلى الجنوب بحجة ان هذا الإنسحاب يجب أن يتم بموجب اتفاقيه تسوي جميع المسائل ا لحدوديه والسياسيه والقضايا المختلفه التي يجب حلها بموجب إتفاقية سلام , وبدلاً من الجيش اللبناني الرسمي سُمح لميليشيا الحزب بالدخول الى الجنوب والسيطره عليه والتواجد على الحدود الدوليه بين فلسطين المغتصبه ولبنان , ونتيجة لذلك نُسب هذا الإنتصارلما يُسمى لحزب الله وانه هو الذي حرر الجنوب فصار هذا الحزب وقائده رمزاً للإنتصار والتحرر حتى أن جميع السياسيين اللبنانيين من جميع الطوائف الخائفين من الأجهزه الأمنيه السوريه القابضه على لبنان أخذت تنافق زعيم هذا الحزب المقرب من النظام السوري وتتسابق على حضور مناسباته وفي مقدمتها الإحتفال بمناسبة تحرير الجنوب التي جُيرت له.
وهنا أريد أن أقول حقيقه وهي( أن معظم العمليات النوعيه قبل إنسحاب الكيان اليهودي من جنوب لبنان قام بها شباب فلسطينيون من تنظيم الجبهه الشعبيه القياده العامه بزعامة (احمد جبريل )حيث قدم هذا التنظيم 750 قتيلا نحسبهم عند الله شهداء من مجموع 1500 قتيل أعلن عنهم الحزب دون أن يذكر دورهؤلاءالمقاتلين الفلسطينيين ولو بالإشاره في يوم من الأيام ,فالحزب قد إستغل تعطش هؤلاء الشباب لقتال عدوهم والمغلقه في وجوههم الحدود العربيه حتى يبني أمجاداً على جماجمهم , وفي المعارك الأخيره قدم هذا التنظيم الفلسطيني عشرات الشهداء ومئات الجرحى في الخطوط الأماميه ومن ضمنهم عضو اللجنه المركزيه للقياده العامه ( حسين قبلاوي ) , وهاهو هذا التنظيم يشيع في مخيم اليرموك في دمشق يوميا قوافل الشهداء الذين سقطوا في جنوب لبنان فإن كُنت أقول غير الحق فها هو الآخ احمد جبريل قائد الجبهه الشعبيه لتحرير فلسطين ( القياده العامه ) حي يرزق .
وما أن جاء عام 2000 حتى حصل إنقلاب في السياسه الامريكيه تجاه المنطقه حيث تغيرت مواقف أمريكا وسياستها وتعاملها مع كثير من الانظمه و القضايا والملفات في منطقتنا وفي مقدمتها القضيه الفلسطينيه واللبنانيه وذلك نتنيجة فوزما عُرف بالمحافظين الجدد بالانتخابات الامريكيه بزعامة بوش الابن والذي يحيط به مجموعة أو عصابة من المتعصبين دينياً , وسيطر هؤلاء على سياسة امريكا الخارجيه وعلى وزارة الدفاع فكانت لديهم سياسه جديده وهي تجديد وتغيير جميع عملاء امريكا في المنطقه , وبدأوا يُعلنوا عن سياسة الإصلاحات السياسيه في العالم العربي وتشجيع الديمقراطيه والتي تستهدف تغيير انظمة الحكم في المنطقه التي عفى عليها الزمن وإستهلكت وإعتلاها الصدأ بأنظمه جديده تتوافق ومزاج عصابة البنتاغون وسياستهم الجديده.
فقامت هذه الاداره الامريكيه الجديده بسحب الملف اللبناني من يد النظام السوري الذي وكلته به وأخذت تطالب النظام السوري بسحب قواته التي دخلت لبنان بطلب منها عام 1976, ولكن النظام السوري أخذ يُماطل ويتلكأ بالإستجابه لهذا الطلب لعل وعسى أن تغير الولايات المتحده الامريكيه رأيها فلم يقرأهذا النظام جيداً التغيير الجذري الذي حصل في السياسه الامريكيه منذ مجيء المحافظين الجدد للسلطه في الولايات المتحده الامريكيه , وأمام هذه المماطله والتلكؤ قامت الولايات المتحده الامريكيه بإستصدار قرار من مجلس الامن رقم ( 1559 ) لعام 2004 ينص على سحب جميع القوات الاجنبيه وغير اللبنانيه من الاراضي اللبنانيه وبنزع سلاح جميع الاحزاب والمليشيات والمنظمات اللبنانيه وغير اللبنانيه , ورغم ذلك فإن النظام السوري لم يستجب فوراً لهذا القرار وكذلك الحزب ,إلى أن جاء عام 2005 وفي 14 شباط حيث تم إغتيال (رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان السني )والذي إتُهم بانه الذي كان وراء إستصدار هذا القرار.
فكان إغتيال رفيق الحريري بمثابة القشه التي قسمت ظهر البعير حيث قامت الولايات المتحده الامريكيه بالطلب من النظام السوري بسحب قواته فوراً من لبنان وبحد أقصاه تاريخ8/4/2005 وإلا فإنها أي امريكا ستتخذ الاجراء المناسب لإجبارها على ذلك , فقامت سوريا بالإستجابه لهذا التهديد فوراً وبذلك إنتهى الدور السوري في لبنان الذي إستمر تقريباً مدة ثلاثين عاماً.
وبإنتهاء هذا الدور تم تنفيذ الشق الأول من قرار 1559 وتّبقى الشق الثاني وهو نزع سلاح الحزب ولكن هذا الحزب رفض هذا القرار وأخذ يتحدى كل من يُحاول أن ينزع سلاحه مبرراً بأن هذا السلاح هو سلاح مقاومه وأن المقاومه مستمره وأن هناك جزء من الاراضي اللبنانيه لا زال مُحتلاً وهذا الجزء هو مزارع شبعا والتي هي في الأساس أراضي سوريه إحتلت من سوريا عام 1967 ولكن سوريا بعد إنسحابها من لبنان عام 2005 تنازلت عنها الى لبنان من أجل دعم مبررإنفراد الحزب بالاحتفاظ بسلاحه , وكان هذا الحزب يقوم كل فترةوحين بعمليه عسكريه ضد جنود الكيان اليهودي حتى يُقال بأنه لا يزال يُقاوم فيبرر إحتفاظه بسلاحه وبعد كل عمليه كان الكيان اليهودي يقوم بعملية رد محدوده لا تتعدى القصف المدفعي لبعض قرى الجنوب اللبناني ومن ثم ينتهي الأمر إلى هذا الحد , ولكن في العمليه الاخيره التي قام بها ما يُسمى بحزب الله في 12/7/2006 فوجيء بحجم الرد وباسلوبه , حيث قامت امريكا بفك الكيان اليهودي من عقاله فقام بشن هجوم جوي وبري وبحري وبجميع صنوف الاسلحه على مجمل مساحة لبنان الذي حوله الى ميدان للرمايه فقام باستهداف البنيه التحتيه للدوله اللبنانيه وأخذ يقتل ويُدمر على أكثر من ثلاثين يوماً وكان ذلك بضوء واضح وعلني من الولايات المتحده الامريكيه التي لاتقبل أن يكون هناك اية قوة لها أنياب حول الكيان اليهودي مهما كانت هذه القوه موالية لها وكان هناك أيضا تأييد علني من بعض الأنظمه العربيه وأبدى حزب الله دفاعاً شرساًعن النفس لأنه أصبح على قناعه بأ ن هذه معركته الاخيره وأن رأسه بات مطلوباً وأن دوره الذي أُقر في تفاهمات نيسان يجب أن ينتهي فأصدرمجلس الأمن قرار (1701 ) والتي يتضمن شروط معظمها في مصلحة الكيان اليهودي وهو أشبه ما يكون ( بوثيقة إستسلام )وقبلها الحزب مبدياً بعض التحفظ على بعض النقاط وذلك من باب التغطيه على القبول بهذا القرار المُذل الذي ينص على وجوب تنفيذ قرار 1559والذي يتمحور على تسليم الحزب لسلاحه وانسحابه من الجنوب اللبناني وتسليم الجندييين الأسيرين دون قيد أوشرط وإرسال قوات دوليه لحماية الكيان اليهودي بل ان أمين عام الحزب فوض الحكومه اللبنانيه بأن تاخذ الموقف المناسب ولن يقف عائقاً في وجهها .
فالذي يقبل بشروط العدو دون قيد أوشرط لايمكن أن يكون منتصراً فما دام كان مسيطر على ميدان المعركه كيف يقبل بوقفها ويقبل بإملاءات العدو, فالمُنتصر هو الذي يفرض إرادته على عدوه ويُملي عليه شروطه , وكيف لهذا الحزب أن يعين ناطقاً رسمياً بإسمه ومُفوضاً عنه أثناء الحرب ( جزار ومجرم وسفاح يديه مُلطخة بدم الشعب الفلسطيني المسلم السني وهو نبيه بري ) زعيم حركة أمل الشيعيه التي إرتكبت أبشع المجازر ضد الشعب الفلسطيني في مخيمات بيروت في صبرا وشاتيلا وبرج البراجنه , فحتى لاننسى لقد قام هذا المجرم قائد ميليشيا حركة أمل الشيعيه بتطويق مخيمات بيروت والواقعه في الضاحيه الجنوبيه (صبرا وشاتيلا وبرج البراجنه) وقصفها بجميع أنواع الأسلحه لمدة ثلاث سنوات من 1984الى 1987 ومن شدة هذا الحصار الإجرامي إضطرالفلسطينيون أن يأكلوا القطط والفئران والجيف وأن يشربوا بولهم , ورغم وجود قوات حزب الله بجوار هذه المخيمات في الضاحيه الجنوبيه إلا انها لم تحرك ساكنا أوتتدخل لوقف المجازر أو إرسال الطعام والشراب لهم بل كانت متواطئه مع المجرم بري بالتزامها الصمت , ومع ذلك فإن( قوات هذا المجرم لم تستطع أ ن تقتحم هذه المخيمات) ولقد ذهب والدي رحمه الله(الشيخ أسعد بيوض التميمي يرافقه غازي الحسيني ابن الشهيد عبد القادر الحسيني) إلى إيران في ذلك الحين ( عام 1986) من أجل أن يطلُب من الخميني أن يتدخل لوقف المجازر التي يرتكبها الشيعه في لبنان ضد الشعب الفلسطيني بإصدار فتوى تحرم قتل الفلسطينيين , ولكن (الخميني ) رفض ثم ذهب إلى نائبه (منتظري ) وكان هذا لديه توجه للتقارب مع أهل السنه , وبالفعل أصدر هذه الفتوى وكانت هذه الفتوى سبب في إنشقاق الشيعه في لبنان وخصوصا حركة أمل وكانت ايضا سببا في غضب ( الخميني ) على ( منتظري ) وأحد أسباب عزله فيمابعد, فكيف لنصرالله أن يمدح مثل هذا المجرم ( نبيه بري ) في خطابه بعد وقف إطلاق النار مباشره قائلا عنه بأنه الاخ الكبير وصاحب الحكمه وعلى الجميع أن يستمعوا لحكمته , أي حكمة موجوده لدى هذا المجرم !!!  
ان بري بالنسبة للشعب الفلسطيني كبيغن وشارون وباراك وأولمرت وموفاز وحالوتس وبقية المجرمين اليهود الذين تلطخت أيديهم بدماء الشعب الفلسطيني , ولقد أعلن هذا الجزار (بري) بتفويض من نصر الله بأن الحزب يريد فقط أن يبادل الجنديين اليهود بثلاثة أسرى لبنانيين هم من الشيعه فقط , وبذلك قُضي على الأمل الذي تعلق به البعض بأنه سيبادلهما بالأسرى الفلسطينيين , ومما يؤكد أن هذا الحزب لا يهمه الشعب الفلسطيني ولا قضيته بل ويحقد عليه انه رشح على قائمة حزبه لثلاث دورات برلمانيه متتاليه ( إيلي حبيقه )بطل مجازر صبرا وشاتيلا (الذي قاد قوات الكتائب المارونيه الصليبيه الحاقده االتي دخلت هذين المخيمين بعد ان خرج المقاتلون الفلسطينيون منها عام 1982فقتلت الآطفال والنساء والشيوخ بمنتهى الخسه والنذاله والجبن مكافأة له على جريمته هذه ضد الشعب الفلسطيني التي تعتبر من ابشع واحقد مجازر التاريخ .
ومما يؤكد أن هذا الحزب لاتعنيه فلسطين وأهلها وانه يستغل القضيه الفلسطينيه إعلاميا في وسائله الإعلاميه , ومن باب التقيه ولذرالرماد في العيون ان أمينه العام ( نصر الله )عندما ظهر على شاشات التلفزه حوالي أربع مرات أثناء الحرب لم يذكر خلالها الشعب الفلسطيني وقضيته ولو بكلمه بل تجاهل هذا الامر تماماً رغم أن الشعب الفلسطيني في غزه والقطاع خرج بمسيرات تأييد لحزبه . وعندما سُئل في احدى المقابلات التلفزيونيه إلى من سيهدي الانتصار إذا ما تحقق قال سأهديه للحكومه اللبنانيه ولم يقل للشعب الفلسطيني المجاهد والصامد منذ مائة عام وليس منذ ثلاثين يوماً إنتهت بتوقيع ( وثيقة إستسلام ) والقبول بشروط العدو وبالفعل في خطابه المباشر بعد وقف إطلاق النار لم يخص الشعب الفلسطيني بأية تحيه أوذكر أوإهداء .
والأنكى من كل ذلك بأن الأمين العام لما يُسمى بحزب الله المعمعم والذي يُسمي نفسه بالمقاومه الإسلاميه لم يذكُر في أحاديثه ولا أية قراّنيه ولا حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم بل أنه كان احياناً لا يذكر الله نهائياً , فإذا لم تذكُر الأيات التي تدعوا إلى الجهاد والتي تحرض المؤمنين على القتال ويذكر الله كثيراً بمثل هذه المواقف فمتى تذكر, وإذا لم يتم الإستغاثه بالله في الحرب فمتي يتم ذلك !!!! إنهم اصلا لايستغيثون إلابالحسين وعلي وفاطمه وهم سلام الله عليهم ورضوانه براءة من كل مشرك لايستغيث بالله , بل والأشد إستهجاناً اني رأيت بعض المقابلات التلفزيونيه مع المقاتلين من هذا الحزب يقولون فيها انهم يقبلون حذاء الأمين العام بل ان أرواحهم فداء لهذا الحذاء فاي عقيدة هذه التي تسمح بتقديس الأحذيه والتضحيه في سبيلها !!!! وهذه المقابلات لم اشاهدها لوحدي وانما شاهدها الناس في كل مكان فلا حوله ولاقوة الا بالله .
وكيف لأمين عام الحزب نصر الله أن يكون من أول المؤيدين للإحتلال الامريكي للعراق معتبراً إياه تحرير للعراق من أهل السنه وهو قد هاجم المجاهدين السنه في العراق في اكثر من خطاب قائلاً عنهم بأنهم خونه وعملاء وتكفيريين وصداميين بحجة انهم يقتلون افراد الشرطه العراقيه والجيش العراقي اللذين صنعتهما امريكا ليكونا لها مخالب قط وأداة لذبح المجاهدين من أهل السنه والجماعة .
وهذا الحزب يقوم بتدريب الميليشيات الشيعيه في العراق التي صنعتها إيران لتكون عوناً للأمريكان في فرض سيطرته على العراق وفي مقدمتها ميليشيا ما يُسمى ( بجيش المهدي وميليشيا بدر وحزب الدعوه ) التي تذبح عُلماء السنه وتهدم مساجدهم وتخطف أبناء الشعب الفلسطيني اللاجئين في العراق منذ عام 1948 وتعذبهم عذاباً قبل أن تقتلهم بأجرم الأساليب , وتعتدي على شرفهم وأعراضهم وتُهددهم كل يوم بالقتل والذبح إذا لم يرحلوا من العراق فلقد صرح الدكتور (حارث الضاري ) أمام مؤتمر إتحاد علماء المسلمين الذي عقد في إستنبول قبل شهرين تقريبا بأن الميليشيات المدعومه من إيران قتلت أكثر من ( 200000الف سني في العراق . فهذا الحزب هو صناعه إيرانيه ومشروع إيراني كالمشاريع الإيرانيه في العراق التي تستهدف أهل السنة والجماعه وإقامة دولة صفويه فهو يحمل نفس عقيدة هذه الدوله الصفويه الفارسيه وميليشياتها التي تعيث في أرض العراق الفساد والتي أصبح يُطلق عليها فرق الموت السوداء , و التي تقول بأ ن القرأن مُحرف والتي تلعن أبي بكر وعمر وعثمان , فأنا أتحدى أن يخرج نصرالله على الناس ويترضى على أئمة أهل السنه والجماعه أبي بكر وعمر وبقية صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم , إن الذي يلعن ابي بكر وعمر فهو ملعون .
إن المجاهدين الحقيقين هم الذين يقاتلون في سبيل الله رأس الكفر امريكا لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى في العراق وفي افغانستان وفي فلسطين الذين يحملون عقيدة الامه الصحيحه وهمومها , والذين تنطبق عليهم شروط النصر والله اعلم والذين هزموا امريكا العظمى في معركة الفلوجه وفرضوا عليها شروطهم والذين يُذيقونها الويلات في الأنبار وفي معظم ارض العراق , والذين يوشك فجر الاسلام ان يبزغ من جديد على أيديهم والذين قال عنهم بوش المجرم( ان هؤلاء الذين يقاتلوننا في العراق سيقيمون إمبرطوريه اسلاميه من الاندلس غربا إلى الصين شرقاً إذا إنهزمنا أمامهم) وهم مهزمون لامحاله بأمر الله لأن هؤلاء المجاهدين قدر الله في أرضه وما كان من القدر لا يغيره البشر( والله متم نوره ولو كره الكافرون ) .
أما الذين يحقدون على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسسلم والذين يحملون عقيدة الشرك ويقتلون كل من يحمل اسم ابو بكر وعمر وعثمان وخالد ويتولون رأس الكفر في العراق فهم ليسوا منا ونحن لسنا منهم ولو قصفوا حيفا بالصواريخ , فالعقيده مقدمه على كل اعتباروأن قائد الامه الحقيقي هو الذي يتبنى قضايا الأمه في مشارق الارض ومغاربها أما زعماء الطوائف فهم وبال على الأمه وسريعاً ما تنكشف حقيقتهم . فهذه الصواريخ لم تكن إلا للدفاع عن مشروع طائفي إنتهى دوره بإنتهاء مرحله تاريخيه فإستخدم أصحابه كل سلاح مُتاح لديهم في سبيل ذلك وليس في سبيل الله ولا دفاعاً عن الشعب الفلسطيني وهذا ما تؤكده الحقائق التي ذكرناها سابقا .
أما الصواريخ التي ستحرر فلسطين فهي التي ستطلقها يد الموحدين لله رب العالمين جند الله القادمون على الطريق الذين يحبهم الله ويحبونه ثم (يحبون أبي بكر وعمر وخالد وسعد وأبي عبيده وصلاح الدين الأيوبي الذي يعتبره الشيعه أكبر مجرم في التاريخ ) , و يجاهدون في سبيل الله لا يخافون لومة لائم أمثال الذين بعثهم الله على امريكا وعملاءها في العراق .
وأريد أن أذكر كل من يقول أن هذه اول معركه حقيقيه مع الكيان اليهودي لاتنسوا صواريخ صدام حسين عام 1991التي دكت كثير من المدن التي يغتصبها اليهو د وجعلتهم يعيشون اربعين يوما وهم يرتدون الكمامات في الغرف المغلقه بإحكام خوفا من الاسلحه الكيماويه والتي خلعت كثير من قلوب اليهود بسبب الذعر والخوف الي اصابهم , وأذكروا معركة الكرامه عام 1968 ولاتنسوا معركة مخيم جنين عام 2003 الذي مساحته نصف كيلو متر حيث صمد ثله من المجاهدين بقيادة المجاهد البطل ابو جندل 22يوما أوقعوا خلالها أكثر من أربعين قتيل في صفوف اليهود وعشرات الجرحى , ولاتنسوا صمود بيروت الاسطوري حيث أن 280 ألف جندي يهودي مدعومين بحلف الاطلسي قد جاءوا الى بيروت الغربيه عام 1982 والتي مساحتها ثمانية كيلو مترات وفرضوا عليها حصاراً برياً وبحرياً وجوياً مع قصف من الجو والبر والبحر استمر 88 يوم دون أن يستطيعوا أن يتقدموا شبراً واحداً ,فمعركة المتحف شاهده على ذلك التي قال اليهود يومئذ عنها بأنهم قد احرزوا تقدماً مقداره (11) متر رغم ان عدد المدافعين عن بيروت لم يتجاوز خمسة الاف مقاتل فلسطيني , ولقد طلب( ياسر عرفات )رحمه الله يومذاك من الخميني أن يطلب من الشيعه في لبنان أن يقاتلوا إلى جانب الفلسطينيين ولكنه رفض بل أصدر فتوى مشهوره بانه لايجوز القتال إلى جانب الفلسطينيين , رغم أن ياسر عرفات كما هو معروف لعب دوراً أساسياً في نجاح الثوره الإيرانيه وقام بتأسيس الحرس الثوري الإيراني ولكن الإيرانيين تنكروا له وللشعب الفلسطيني ,ولا تنسوا معركة قلعة شقيف التي صمد فيها 12 مقاتل فلسطيني لمدة اسبوعين حتى إستشهدوا جميعاً مما جعل القائد اليهودي يخلع رتبته العسكريه ويرميها على الأرض ويستقيل من الجيش عندما إكتشف انه يُقاتل 12 مقاتل فقط طوال هذه المده .
وأذكروا الآنتفاضه الأولى والثانيه المستمره حتى اليوم, ولاتنسوا العمليات الإ ستشهاديه التي بلغت اكثر من 100عمليه والتي بثت الخوف والرعب في قلوب اليهود وزلزلت اركان الكيان اليهودي .
فأخوة وأبناء هؤلاء الأبطال هم الذين يخوضون اليوم المعركه في غزة والضفه أشرس من التي خاضها ما يُسمى بحزب الله ومنذ سنوات طويله دون أن يقبلوا بشروط العدو أو بنزع سلاحهم او بتسليم الجندي اليهودي الاسير. فاليهود وأعوانهم والكفار والمشركين أجمعين إلى زوال( وكذلك نولي الظالمين بعضهم بعضاً).
قد يقول البعض لماذا هذا المقال الأن ؟؟ أقول لهؤلاء المتسائلين إنما أردت أن أوضح للمسلمين وغيرهم حقيقة المعركه دون تزويرأو تزييف أو إفتراء حتى نكون على بينه من أمرنا فلا نُخدع بأمثال هؤلاء الذين ماهم إلا إمتداد للصفويين الذين يريدون أن يستأصلوا السنه من العراق وافغانستان , فالذي ذبحنا في مخيمات بيروت و يعمل الأن على ذبحنا في العراق وافغانستان لايمكن أن يكون إلا عدو لنا , فا لبعض من الجهله والدهماء قد جرتهم عواطفهم فأخذوا يدعون إلى (التشيُع ) , أي إلى الشرك والعياذ بالله لأن هذا الحزب ضرب الكيان اليهودي بالصواريخ دفاعاً عن نفسه وليس من اجل تحرير فلسطين ولا نصرة لهذا الدين . إنني أردت أن أوضح للناس الحقائق الغائبه عن أذهانهم وحتى نعرف من يُقاتل في سبيل الله ومن يُقاتل دفاعاً عن طائفه وعن مذهب يلعن أهل السنة والجماعه بداية من أبي بكر وعمر وجميع قادة الفتح الاسلامي وفي مقدمتهم خالد وسعد وابي عبيده وعكرمه وعمرو بن العاص , فالقرأن والسنه هي الحكم بيننا , وفي الأيام القادمه ستنجلي الامور فعقيدة التوحيد الخالص لله رب العالمين و الولاء والبراء مقدمة على ماسواها . والله من وراء القصد محمد أسعد بيوض التميمي مدير مركز دراسات وأبحاث الحقيقة الإسلامية

<

 

Lire aussi ces articles

26 février 2004

Accueil TUNISNEWS   4 ème année, N° 1377 du 26.02.2004  archives : www.tunisnews.net اللجنة الوطنية لمساندة عبد اللطيف المكي وجلال عياد:

En savoir plus +

17 septembre 2009

Home – Accueil TUNISNEWS 9 ème année,N° 3404 du 17.09.2009  archives : www.tunisnews.net   Kalima: Le journaliste Abdallah Zouari relaché apres

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.