الخميس، 21 أغسطس 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N°3012du 21.08.2008
 archives : www.tunisnews.net 


ايلاف : تونس: بو خذير يشتكي من تضييقات عقب الإفراج عنه موقع آرام : المحامي الشاوي لـ (آرام): محاكمة زكية الضيفاوي افتقدت الشفافية والعدالة
نشرة الكترونيّة عدد 65 حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ
كلمة :سيّدة تونس الأولى في مقبرة الجلاّز
كلمة :من تحف صحافتنا الوطنية
كلمة :بن سدرين تحصد جائزة « ماركوني » العالمية

كلمة :الصحفي بدر السلام الطرابلسي يلاحق قضائيا

الخبر: المغني الجزائري الشهير  »بعزيز » لن أعود إلى تونس حتى تتحرر

وات:كلمة الرئيس زين العابدين بن علي فى اجتماع الملجس الاعلى للقضاء

رويترز: الاستثمارات الأجنبية المباشرة في تونس تنمو 40 بالمئة في 7 أشهر
الصباح: عدد المسنين في تونس ارتفع إلى 9% من السكان خلال 2007
الشاعر جمال الدين أحمد الفرحاوي: اعتـــــــــــــــــــــــراف
آمال موسى : المرأة التونسية والدعم السياسي من النخب الحاكمة
أرابيكا: جــــــــــــــــــــــــــــدّ عـلـــــــــــــــــــــي

د/ بشبر عبد العالي: مراجعات في مناهج التغيير- الجزء الأول (منهج الإرهاب أنموذجا)

 احميدة النيفر : حدود (2)… فيما بين الأيديولوجية والرحلة من انفصال

سعاد الوحيدي :  «أصحاب الشرور الثلاثة» وحقهم في تقرير مصيرهم (1 من 2)…
د. رضوان عبيد: إنصافا لنخبتنا العصرية
       ظاهـر المسعـدي:  استقالة جنرال : من يستوعب الدرس ؟

(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم  وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- هشام بنور

22- منير غيث

23- بشير رمضان

24- فتحي العلج 

 

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- الصادق العكاري

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6-منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8-عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1-الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


 

تونس: بو خذير يشتكي من تضييقات عقب الإفراج عنه

   

إسماعيل دبارة   إسماعيل دبارة من تونس: قال الصحفي التونسي المفرج عنه مؤخرا سليم بوخذير في تصريحات لإيلاف اليوم إن إدارة السجن المدني بمحافظة صفاقس (جنوب) حرمت والدته من زيارته شقيقه الأصغر الذي اعتقل في ذات اليوم الذي أفرجت فيه السلطات عنه. وقال بوخذير : حُرمت والدتي من زيارة ابنها بدعوى أنه يرفض مقابلتها وحين إصرارها ومعاودتها طلب الزيارة مكنتها إدارة السجن من مقابلة شقيقي حيث أعلمها أنه مريض بمرض خطير وأن إدارة السجن رفضت نقله إلى المستشفى للتداوي ».   و كان أنيس شقيق مراسل العربية نت سليم بوخذير وقع توقيفه في ذات اليوم والتوقيت الذي غادر فيه الصحفي السجن بعد سراح شرطي.   وأطلقت السلطات التونسية سراح الإعلامي سليم بوخذير يوم الإثنين 21 يوليو الماضي بعد أن قضى سبعة أشهر في السجن المدني بمحافظة صفاقس جنوب البلاد عقب حكم صادر عن المحكمة الابتدائية هناك بسنة سجنا بتهمة « اهانة موظف عمومي » و »الإخلال بالأخلاق العامة »، وهي اتهامات اعتبرها محاموه وعدة منظمات حقوقية تهما كيدية بسبب كتاباته الجريئة و انتقاداته اللاذعة للحكومة التي ينشرها عبر تقاريره عبر عدد من وسائل الإعلام العربية و من بينها العربية نت و القدس العربي اللندنية .   وربط بوخذير في تصريحاته لإيلاف بين اعتقال شقيقه الأصغر و إثارة قضية حق عام قديمة ضدّه مضى عليها 9 سنوات كاملة و بين محاولة السلطات التشفي منه على حدّ تعبيره.   وكشف بوخذير عن عدم تسلّمه إلى حدّ اللحظة لبطاقة الهويّة الخاصة به مما أثر بشكل كبير على عمله الصحفي و قال: »منذ أن افتكّ أعوان الأمن بطاقة التعريف الوطنية الخاصة بي يوم اعتقالي و أنا في طريقي إلى صفاقس لم تُرجع إليّ و هو أمر مخالف تماما للقانون ».   ويضيف بوخذير : »يريدون بهكذا أسلوب تعطيل عملي و ثنيي على الكتابة الصحفية التي لازلت أتمسك بها ذات التمسك باستقلاليتي …محلات الانترنت العمومية تطلب بطاقة هوية لمرتاديها الأمر الذي بدأ فعليا في التأثير على مهنتي لذلك لن أصمت طويلا عن هضم حقوقي ».   (المصدر: موقع ايلاف بتاريخ 21 أوت 2008 )


 

المحامي الشاوي لـ (آرام): محاكمة زكية الضيفاوي افتقدت الشفافية والعدالة

تهديد الناشطة التونسية زكية الضيفاوي بالاغتصاب

     بدر السلام الطرابلسي: من تونس    أفادت مصادرة حقوقية بأن أصدرت المحكمة الابتدائية بمحافظة قفصة ( 480كلم جنوب غرب العاصمة تونس ) برئاسة القاضي عبد القادر الهادفي يوم 15 أغسطس 2008 أحكاما بالسجن توزعت على 8 أشهر سجن نافذة لزكية الضيفاوي (ناشطة سياسية ) و 6 أشهر سجن نافذة لكل فوزي الماسي،  نزار شبيل، عبد السلام الذوّادي، كمال بن عثمان، عبد العزيز أحمدي و معمّر عميدي ( عناصر نقابية وحقوقية) على اثر إحالتهم على القضاء بتهم تتعلق بــ  » تعطيل حرّية الجولان بالسبل العمومية والإضرار عمدا بملك الغير، العصيان الواقع من أكثر 10 أفراد بدون سلاح، هضم جانب موظف عمومي أثناء مباشرته لوظيفته والتعدّي علنا على الأخلاق الحميدة… » . تأتي هذه المحاكمة على اثر مشاركة هذه المجموعة في المسيرة النسائية التي نظمت للتضامن مع أهالي الحوض المنجمي بمدينتي الرديف والمتلوي حيث يتعرض العديد من أبنائهم للمحاكمات والاعتقالات المتتالية على خلفية الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في بداية هذه السنة بسبب ارتفاع نسبة البطالة والفقر في هذه الجهة. وذكر محامو الدفاع أن المتهمين في هذه القضية قد تعرضوا للتعذيب وسؤ المعاملة طيلة فترة الاحتفاظ وإلى انتزاع إمضاءاتهم وتواقيعهم على محاضر لم يطلعوا على محتوياتها وقد خضعت الأستاذة زكية الضيفاوي  » للتهديد بالاغتصاب والتحرش الجنسي من قبل ضابط الشرطة محمد اليوسفي « . وفي تصريح خاص لصحيفة ( آرام) أفاد المحامي منذر الشارني ( قيادي في الجمعية التونسية لمناهضة التعذيب ) بان  » المحاكمة تفتقد إلى أبسط شروط العدالة والشفافية  » وأضاف بأنها  » قد تخللتها العديد من الخروقات القانونية وبطلان محاضر البحث بحيث أن الباحث الابتدائي باشر الأبحاث والاستنطاق والإيقافات دون إذن كتابي من وكيل الجمهوريّة وهي أعمال تتناقض مع الفصل 11 من مجلّة الإجراءات الجزائيّة.. ».  إلى ذلك، تأسست لجنة وطنية لمساندة السيدة زكية الضيفاوي تتكون من ثلة من الشخصيات الجمعياتية والحقوقية  وصل عددهم إلى حد كتابة هذه الأسطر 36 عنصرا نذكر منهم السيدة أحلام بالحاج رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطية والأستاذة بشرى بالحاج حميدة مناضلة بنفس الجمعية والسيد سليم بو خذير صحافي وسجين سياسي سابق والسيدة سهير بلحسن رئيس الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان والسيد علي بن سالم رئيس جمعية قدماء المقاومين…. واعتبرت اللجنة في بيانها، الذي تحصلت (آرام) على نسخة منه، أن معاقبة زكية الضيفاوي جاء من أجل   » قيامها بواجب التضامن مع أهالي الحوض المنجمي   » وبأن المقصود من خلال سجنها  » ردع  كل حركة تضامن مع النضالات المشروعة لأبناء الحوض المنجمي  » … وترى اللجنة أن هذه المحاكمة غير عادلة  » ومحاكمة للرأي ولحرّية التعبير التي يكفلها الدستور التونسي والمواثيق الدولية.. » وبأنها ( اللجنة ) تأسست من تجنيد الرأي العام الوطني والدولي  من أجل إطلاق سراح زكية الضيفاوي وإيقاف كل  المطاردات ضدّها. وكان المحكوم عليهم السبعة ،وهم خمسة أساتذة بالتعليم الثانوي ومعلم تطبيق ومكون في الكهرباء متعاقد مع معتمدية الرديف، أوقفوا يوم 27 جويلية الماضي بمدينة الرديف بعد مشاركتهم في مسيرة نظمها سكان المدينة للمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين اثر الأحداث التي شهدتها منطقة الحوض المنجمي خلال الأشهر الاخيرة. وقد أكدت زكية الضيفاوي تعرضها للتهديد بالاغتصاب طيلة بقائها بمخافر الشرطة وخاصة من قبل المدعو محمد اليوسفي رئيس فرقة الإرشاد بقفصة ، كما أكد بقية المتهمين تعرضهم للتعذيب الفظيع على يد نفس الشخص وغيره من الأعوان الذين باشروا الإيقاف والاستنطاق لإجبارهم على التوقيع على محاضر ملفقة لم يطلعوا حتى على مضامينها. وقد شهدت المحكمة حضور عدد هام من النشطاء السياسيين والحقوقيين والنقابيين .ومن جملة أربعة وثلاثين محاميا أعلنوا نيابتهم عن المتهمين ترافع سبعة عشرمحاميا، منهم خاصة العميد عبد الستار بن موسى والأساتذة رضا الرداوي و علي كلثوم محمد جمور و عبد الرؤوف العيادي ومحمد عبو ومنذر الشارني وسعيدة قراش وفوزي المقدم وشكري بلعيد وخالد الكريشي والناصر العويني. وكانت الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان عبرت عن تعاطفها ومساندتها للمحكوم عليهم فإنها تطالب بإطلاق سراحهم فورا والتحقيق في ما نسبوه من تعذيب بدني و معنوي لعدد من أعوان الأمن وخاصة المدعو محمد اليوسفي وإحالة من تثبت مشاركته في تلك الأفعال الإجرامية أمرا أو تنفيذا . كما طالب باطلاق سراح كل الموقوفين والمحاكمين على خلفية أحداث الحوض المنجمي ومعالجة القضايا الاجتماعية العالقة بالتشاور مع مختلف الأطراف وخاصة أولائك الذين كان لهم دور بارز في تأطير الاحتجاجات الاجتماعية وبقائها على طابعها السلمي، و تنبه مرة أخرى إلى خطورة المعالجة الأمنية وعدم جدواها. (المصدر: موقع آرام الإلكتروني ( ابريطانيا ) بتاريخ 21 أوت 2008 )


نشرة الكترونيّة عدد 65 حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ

 

نشرة الكترونيّة عدد 65 – 21 أوت 2008 تونس- محاكمة: غداة عيد المرأة الذي تحتفل به تونس في الثالث عشر من أوت، جرت يوم 14/08/08 في مدينة « قفصة » (الجنوب الغربي) محاكمة السيدة زكيّة الضيفاوي و6 موقوفين آخرين منذ 27/07/08، على إثر مظاهرة جدّت بمدينة « الرّديّف » للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين من أهالي الحوض المنجمي… حضر المحاكمة عديد المحامين (ضمنهم الرّفيق محمد جمور) وعدد من النقابيين من مختلف القطاعات…. ولئن سجّلت المحكمة تصريحات المتهمين بشأن التعذيب والتحرش، وسمح القاضي للدفاع بمعارضة ما جاء في محضر البحث الإبتدائي، فإن الأحكام كانت قاسية جدٌا، إذ أدينت السيدة زكيٌة الضٌيفاوي ب8 أشهر نافذة والبقية ب6 أشهر مع النفاذ أيضا… في « المضيلة » (ولاية قفصة) ألقت الشرطة القبض على عدد من الشبّان إثر احتجاجات ضد البطالة ومن أجل حق الشغل، كما قامت قوات الشرطة بمداهمات للمنازل وإيقافات عديدة أخرى… تونس-إضراب: يضرب 470 من العاملين بـ »الشركة التونسية للمقاولات السلكية واللاسلكية » (صوتتال) منذ 24/07/08 مطالبين بتطبيق القانون (مجلة الشغل) وتثبيتهم (ترسيمهم) في عملهم بعد قضاء فترة تتراوح بين 5 و 25 سنة بصفة متعاقدين… سبق لأعوان الشركة أن احتجوا في أفريل الماضي لنفس الأسباب،  وساندهم في ذلك الإتحاد الجهوي للشغل بتونس. 15/08/08 موقعtunisieaffaire.com  تونس-استثمارات: بلغت الإستثمارات الأجنبية المباشرة في النصف الأول من السنة 1,1 مليار دينار تونسي (912 مليون دولار)، بزيادة 223 مليون دينار عن نفس الفترة من السنة الماضية… وارتفعت الإستثمارات في مجال العقارات والسياحة (خصوصا الإستثمارات الخليجية) وفي قطاع الصناعات التحويلية… عن « وكالة النهوض بالإستثمار الخارجي » – رويترز 14/08/08 . تونس-تطبيع: انهى مؤتمر الإتحاد الجغرافي الدولي أشغاله بتونس يوم 15/08/08، وسط مقاطعة الجمعية الجغرافية الفلسطينية ومقاطعة العديد من الجامعيين والباحثين التونسيين بسبب مشاركة وفد صهيوني كان قد أقام جناحا باسمه في قصر المعارض بضاحية « الكرم » وسط إجراءات أمنية مشددة- طيلة مدة انعقاد المؤتمر- الذي حضرته 12 دولة عربية إلى جانب تونس. « الحياة » 16/08/08 حبوب: أعلنت الحكومة التونسية عن انخفاض كمية القمح المستورد، في الأشهر الخمسة الأولى من السنة ب18% مقارنة بنفس الفترة من عام 2007، لكن القيمة المالية زادت من 208,9 إلى 352,7 مليون دينار. يتوقع بلوغ محصول الحبوب هذه السنة 1,7 مليون طن. رويترز 14/08/08 . فلاحة: ساهمت الفلاحة بنسبة 11,8% من المنتوج الوطني الخام عام 2007 (مع الصيد البحري)، ويعمل بها 516 ألف منتج على مساحة 5,3 مليون هكتار (98% منها ملكية عائلية). ظروف العمل قاسية، إذ سجّل 44200 حادث عمل عام 2007 في الفلاحة والصيد البحري… « لابراس » 17/08/08 تحويلات:  تقدّر تحويلات العمال المهاجرين (المصرّح بها) ب1,6 مليار دولار، أي أكثر من 5% من الناتج المحلي الإجمالي، وأكثر من 17% من نسبة الإدخار الوطني، ويقدّر عدد المهاجرين التونسيين بحوالي مليون، أي 10% من مجموع السكان (60% منهم في فرنسا)… على سبيل المقارنة، فإن تحويلات العمال المهاجرين الجزائريين (عام 2007) بلغت 2,9 مليار دولار، ومهاجرو المغرب الأقصى حولوا 5,7 مليار دولار في نفس السنة. موقع « مغاربية » (وزارة الدفاع الأمريكية) 13/08/08. تونس- علاقات لامتكافئة مع الإتحاد الأروبي: أكثر من 3 مليار دولار أنفقت لتحديث نحو 4 آلاف شركة، بما يتفق مع معايير الإتحاد الأروبي لكن « العديد من المصانع التونسية محكوم عليها بالإغلاق (إذ انها) لن تكون قادرة على منافسة المنتجات الأوروبية…ستمثل تونس سوقا إضافية للمنتجات الأوروبية، وهو ما يعني تراجع الإنتاج المحلي وارتفاع العجز… »  حول اتفاقية الشراكة بين تونس والإتحاد الأوروبي. « ميدل إيست أون لاين » 19/08/08 الجزائر-إضراب جوع: يتواصل إضراب جوع الأساتذة المتعاقدين، غير المرسمين، وعددهم 55 ، لليوم 36 (20/08/08)، من أجل تثبيتهم في عملهم وخلاص أجورهم التي لم يحصلوا عليها منذ بداية العام بالنسبة لبعضهم. رفضت الوزارة التفاوض ودراسة مطالبهم… الأردن- ثقافة: صدرت للصديق هشام البستاني مجموعة قصصية بعنوان « عن الحب والموت » (دار الفارابي – بيروت 2008)، قدمها « صنع الله إبراهيم »… تحتوي المجموعة على 16 قصّة، تدور كلها في عمّان (عاصمة الأردن)، حيث ولد الصديق هشام، ويعيش ويعمل (طبيب أسنان)… أقامت رابطة الكتاب الأردنيين حفل توقيع يوم 18/08/08. الصديق هشام البستاني مناضل « ماركسي مستقل »، معروف في الأوساط التقدمية العربية والعالمية (فضلا عن الأردنية) بمواقفه الجريئة حول العولمة وقضايا التحرر والقضية الفلسطينية والمسألة القومية والدفاع عن الإشتراكية. كتب العديد من المقالات في الصحف بالعربية والانكليزية… من مؤسسي « منتدى الفكر الإشتراكي » في الأردن… تهانينا له وننتظر منه مزيدا من الإنتاج الأدبي والسياسي. الأردن: بلغت تحويلات الأردنيين المقيمين بالخارج (نصفهم في دول الخليج) 5,1 مليار دولار في النصف الأول من السنة، وبلغت العام الماضي 8,2 مليار دولار، ما يعادل 60% من قيمة صادرات البلاد ونصف احتياطاتها من العملة… يبلغ معدل البطالة رسميا 13% ومعدل الفقر 14% من السكان. الشرق الأوسط 15/08/08 سوريا-وصيّة حنا مينا: نشر الروائي السوري « حنا مينا » وصية بتاريخ 17/08/08، نشرتها الصحف السورية، طلب فيها عدم تأبينه (عند وفاته)وعدم إذاعة خبر موته في وسائل الإعلام ودفنه في أي قبر متاح والإمتناع عن إظهار الحزن… حنا مينا من مواليد اللاذقية عام 1924، في عائلة فقيرة. عمل حلاقا وحمالا وبحارا… ولم يصبح روائيا إلا في سن الأربعين عندما نشر أول رواياته « المصابيح الزرق ». كتب ما لا يقل عن 30 رواية، منها: الياطر والثلج يأتي من النافذة ونهاية رجل شجاع وبقايا صور الخ. مصر: شهدت مصر في شهر يوليو/تموز 20 اعتصاما و10 إضرابات و5 مظاهرات. أهم اعتصام قام به أكثر من 8 آلاف عامل في الشركات التابعة لهيئة قناة السويس بسبب عدم تنفيذ اتفاقيات سابقة -ذات صبغة مالية- وأهم إضراب قام به 6 آلاف عامل نسيج بالإسكندرية بسبب عدم حصولهم على علاوة 30% التي أعلن عنها الرئيس يوم 1 ماي… وشهد نفس الشهر فصل أكثر من 22 ألف عامل… مركز أولاد الأرض لحقوق الإنسان. 10/08/08 السعودية-سياحة دينية: يتوقع أن يبلغ عدد القائمين بالعمرة هذا الموسم 4 ملايين، وأن تزيد المداخيل التأتية من العمرة بنسبة 20% … في مكة هناك 54 شركة عاملة في مجال الحج والعمرة، وهناك 31 ألف غرفة (فنادق) يتراوح سعر الليلة الواحدة بين 93 و 1066 دولار للليلة الواحدة -حسب المسافة التي تفصلها عن « المسجد الحرام »- وتتجاوز مداخيل الفنادق في مكة خلال شهر رمضان فقط 300 مليون دولار، وتبلغ قيمة المشاريع الإستثمارية (في المدى القريب) 800 مليون دولار.  » الشرق الأوسط » 15/08/08. فلسطين المحتلة: رغم الجهود التي يبذلها الكيان الصهيوني لجلب المزيد من يهود العالم (وغير اليهود أحيانا)، لاستكمال استعمار أرض فلسطين فإن عدد المغادرين فاق عدد القادمين للسنة الثالثة على التوالي بـ11 ألف عام 2005 و12800 عام 2006، واستمرت الهجرة السلبية عام 2007 (دون التصريح الرسمي بأرقام). عن « دائرة الإحصاء المركزي » للكيان الصهيوني 14/05/08. « إن اسرائيل هي الدولة التي ساعدت جورجيا، بشكل كبير، في حربها ضدّ روسيا… ليس ببيع السلاح فقط وإنما بالتدريبات والإستخبارات والصفقات الأمنية أيضا، وسنقدّم الدّليل على ذلك… » أناتولي نوجوفيتسين، نائب رئيس الأركان الروسي، أثناء ندوة صحفية يوم 18/08/08 – عن « معاريف » 19/08/08. الخليج: تزامنا مع « حرب القوقاز »، أجرت جيوش أمريكا وبريطانيا وفرنسا، مناورات بحرية في المحيط الأطلسي تحت عنوان « عملية بريستون »، تدربت فيها الأساطيل على « تنفيذ حصار بحري »، ثم توجهت هذه القوات معززة بحاملات طائرات وغواصات نووية إضافية إلى الخليج، لتلتحق بحاملات الطائرات الأمريكية الراسية هناك بشكل مستمر، قصد القيام بمناورات مشتركة أخرى قبالة السواحل الإيرانية… تمر يوميا من مضيق هرمز ناقلات نفط تحمل على متنها 17 مليون برميل… رويترز + يو. بي. آي 13/08/08. الصحراء الكبرى-اكتشاف أثري: في النيجر، اكتشف فريق من علماء الآثار الأمريكيين هياكل عظمية بشرية وحيوانية في حالة جيّدة، تعود إلى العصر الحجري (حوالي 10 آلاف عام)، عندما كانت الرطوبة تلف مناخ الصحراء الحالية، حيث تواجدت بحيرات عاش فيها أكبر تمساح في الوجود (منذ حوالي 110 مليون سنة) وديناصورا عشبيا ضخما، له قرابة 500 سن بين فكّيه، وبرهن علماء الآثار على تواجد هذه الحيوانات… منذ 4500 سنة بدأ المناخ الجاف يسيطر على المكان الذي أصبح  » الصحراء الكبرى »… أ.ف.ب. 14/08/08 اليوم العالمي لمحو الأمّية: 774 مليون شخص في العالم بلغوا سن الرشد ولا يعرفون القراءة والكتابة (ما يعادل 20% من الراشدين من سكان العالم)، ثلثاهما من النساء، إضافة إلى 75 مليون طفل لم يتم تسجيلهم في المدارس وملايين آخرين يغادرون المدارس سنويا قبل حذق القراءة والكتابة. من رسالة الأمين العام للأمم المتحدة 14/08/08. النيبال: صوّت أعضاء المجلس التاسيسي المنتخب في 10 أبريل الماضي بأغلبية 464 صوت (مقابل 113) لفائدة « براشندا »، كأول رئيس للحكومة في العهد الجمهوري. وهو الزعيم « الماوي » الذي قاد الثورة المسلحة ضد الملكية والإقطاعية من 1996 إلى 2006، ثم قاد تحالفا عريضا أدّى إلى إنهاء العهد الملكي وإعلان الجمهورية في 28 ماي الماضي. بقي يعيش في السرية لمدة 25 عاما (عمره الآن 53 عاما واسمه الحقيقي « بوسهبا كمال دهال »). بعد أشهر من المفاوضات تحالف « الماويون » (ثلث المقاعد في المجلس التأسيسي) مع « الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني » ( 108 مقعدا)، الذي يصنفه الصحافيون ضمن « وسط اليسار ». أما « حزب المؤتمر النيبالي » الذي قاد الحكومة 3 مرات في العهد الملكي، فقد بقي في المعارضة وقدم مرشحا منافسا، لرئاسة الحكومة. أ.ف.ب. 15/08/08. الباكستان: مع تصاعد الهجمات ضد قوات الحلف الأطلسي في أفغانستان (بزيادة 40%)، اتهمت الولايات المتحدة حليفها السابق « برويز مشرف » بالتقصير في « محاربة الإرهاب » وعدم التعاون الكامل بخصوص المنطقة الحدودية بين أفغانستان والباكستان… زد على ذلك الوضع السيئ للإقتصاد الباكستاني، مما سهل عملية عزله من قبل الحزبين الحاكمين، وفسح المجال لرئيس الوزراء « عاصف زردري » (زوج بي نظير بهوتو) لعزله، وصرف الأنظار عن موالات حكومته للأمريكان وتطبيق سياسة أكثر حيفا وظلما للفقراء، وعدم تحقيق الوعود المقطوعة، مثل عودة القضاة المعزولين إلى مناصبهم، ووضع حد للتضخم (21,5%) وارتفاع البطالة وانقطاع الكهرباء… صحيفة « لاكروا »(فرنسية) 19/08/08   الصين، رياضة وبزنس: تقوم شركة « جنرال الكتريك » الأمريكية بتقديم الدعم التكنولوجي للألعاب الأولمبية في بيكين، كما تدير 168 مبنى تجاريا و37 موقعا للمسابقات ومحولات للتزود بالطاقة الخ. وهي تملك شركة التلفزيون « ن.ب.س. يونفرسال » التي تنقل الألعاب، وتجني مرابيح الإشهار المقدرة ب700 مليون دولار… تقدر شركة « جنرال الكتريك » عائداتها الجملية من الألعاب الأولمبية ب 1,7 مليار دولار. رويترز 14/08/08. عولمة: تنوي المؤسسات المالية والبنوك الأمريكية اقتصاد قرابة 18 مليار دولار عام 2008، وتخفيض أعداد الموظفين بنحو 200 ألف عام 2009، بفضل تحويل عدد من نشاطاتها التجارية إلى الهند: كالإستثمارات المالية والمهام المعلوماتية وشؤون الموظفين والحسابات وبعض الدراسات… وبدأت معظم الشركات المالية الكبرى تطبيق برامج تجريبية في الهند منذ 2003، من ذلك أن بنك « سيتي غروب » الضخم يوظف 22 ألف شخص في الهند. أما « كريدي سويس » فيوظف 6500 شخص في الهند وسنغافورة وبولندا… كل هذه الوظائف هي غير ذات اختصاص عالي وليست ذات قيمة مضافة عالية. عن موقع « نيويورك تايمز » 15/08/08. فرنسا: تقهقر المنتوج الداخلي الخام بنسبة 0,3% في الربع الثاني من عام 2008، مما ينبئ بانحسار اقتصادي قد يفوق التوقعات، إضافة إلى تفاقم عجز الميزان التجاري وتراجع حجم الإستثمارات (-2,9%) والإستهلاك العائلي والعمل المأجور في المؤسسات… أما أسعار المواد الغذائية فإنها ارتفعت بنسبة 6,7% ما بين جويلية/تموز 2007 و2008 (ما يساوي مرتين نسبة التضخم) وارتفعت أسعار الخضر والفواكه ب19,1% في نفس المدة. عن المعهد الوطني للإحصاء والدرسات الإقتصادية. أ.ف.ب. 14/08/08 . الولايات المتحدة الأمريكية: تظاهر يوم 15/08/08 عشرات من العاملين في 3 فنادق تابعة لسلسلة « ديزني لاند » في كاليفورنيا، احتجاجا على قرار التخفيض في أجورهم، بحجة « المشاكل الإقتصادية التي تعاني منها مؤسسة ديزني بسبب انخفاض مداخيل السياحة »، واعتقلت الشرطة 32 متظاهرا. « ريا نوفوستي » 16/08/08.  في الولايات المتحدة أيضا، بلغت نسبة التضخم السنوي 5,6% في أواخر تموز/جويلية، وهي أعلى نسبة منذ 16 سنة. كما ان نسبة البطالة في ارتفاع، والإستهلاك العائلي في تقهقر حسب مؤشر البيع بالتفصيل. شمل ارتفاع الأسعار قطاعات الطاقة والنقل والمواد الغذائية والملابس والسكن… هذا لا ينفي تنامي أرباح الشركات الكبرى، فقد أعلنت شركة « وول مارت » الأمريكية (متعدية الجنسية، أكبر شركة بيع بالتفصيل في العالم) عن مرابيح قدّرت ب3,45 مليار دولار بزيادة قدرها 16%، وبلغ رقم معاملاتها 101,5 مليار دولار. أما استغلال العمال في « وول مارت » فإنه استثنائي أيضا، حيث يمنع تواجد النقابات… أ.ف.ب. 14/08/08. في المؤسسات المالية، قرر مصرف « واشوفيا »، رابع أكبر بنك أمريكي، طرد قرابة 7 آلاف من موظفيه، وإلغاء 4400 مركز شاغر، « بسبب تداعيات أزمة السوق العقارية، وقد بلغت خسائر المصرف في الربع الثاني من السنة 9,11 مليار دولار »… يشغّل البنك حاليا 120 ألف موظف، وترمي عملية طرد 5,8% من مجمل موظفيه إلى « تحقيق المزيد من خفض التكاليف، وتعويض الخسائر ». رويترز 13/08/08  

 
قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ info@hezbelamal.org للاتصالبنا : aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى SUBSCRIBE  للإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها  aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى UNSUBSCRIBEلفسخ الإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها   http://www.hezbelamal.org/ موقع حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ


سيّدة تونس الأولى في مقبرة الجلاّز

الصحبي صمارة

 
تحوّلت يوم الجمعة 8 أوت الجاري مقبرة الجلاّز الواقعة في شارع الشهداء 9 أفريل بمدخل العاصمة تونس إلى مكان مخصّص بزائر واحد. فقد فوجئ عدد من العائلات التي وفدت لزيارة قبور موتاها بفرق من الأمن تأمرهم بمغادرة المقبرة حتّى أنّ البعض منهم شعر بالإهانة لعمليّة الطرد. وضنّ البعض منهم أنّ زلزالا بصدد الوقوع ولكن عند التثبّت عرف المساكين أنّ « سيّدة تونس الأولى » وفدت على المقبرة لزيارة قبر والدتها المرحومة « السيدة الطرابلسي ». والمعروف عن سيدة تونس الأولى حبّها للعمل الخيري وتأسيسها لجمعيات كثيرة تساعد المعوقين والمعوزين وقد تكبّدت في ذلك اليوم حرارة الطقس وأشعّة الشمس الحارقة لتقوم بواجب الزيارة وتتلو الفاتحة. وأجبر بسبب هذه الزيارة جميع المواطنين العاديين على تأجيل موعد زيارتهم إلى مقابر ذويهم كما أجبر الموتى العاديّون على البقاء دون زيارة. بعض الألسنة الخبيثة قالت أنّ هناك مشروعا لخصخصة مقبرة الجلاّز نظرا لاتساع رقعتها الترابية وموقعها الاستراتيجي. ولتجنّب هذه الأقاويل وتجنّب الاضطراب في ساعات الزيارة وأيّامها بين المواطنين العاديّين والسادة « الكبار » نقترح على الحكومة أن تصدر فتوى تحرّم على المواطنين العاديين زيارة المقابر يوم الجمعة وتعلنه يوما مقدّسا لزوّار من نوع خاصّ. (المصدر : مزقع كلمة الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 20 أوت 2008)  

من تحف صحافتنا الوطنية

 

 تحفة اليوم هي خبر نشر في الشروق بتاريخ 20-08-2008 عن استقبال رئيس الجمهورية أمس لرئيس الهيئة لحقوق الإنسان و الحريات الأساسية الذي قدم التقرير السنوي لنشاط هذه الهيئة. و قد عبّر سيادته عن حرصه و اهتمامه متابعته و تثمينه و دعمه و تشجيعه و عنايته و تقديره… و في الأخير أذن و أوصى و كلف و أمر… و بمناسبة هذا الانشغال و المتابعة الكبيرين تمّ منع الصحفية و الناطقة باسم المجلس الوطني للحريات سهام بن سدرين أمس من مغادرة تراب الوطن و الاعتداء عليها بالعنف بعد رفضها الخضوع للتفتيش الجسدي من قبل أعوان البوليس السياسي الساهرين على تنفيذ أوامره و تطبقها لنشر ثقافة (حسب ما قيل في الشروق) « حقوق الإنسان تنجز بشراكة بين الجهات الرسمية و مكونات المجتمع المدني ». و بما أن تونس بلد يطيب فيها العيش فنحن نتفهم هذا الحرص الكبير على استبقاء سهام بن سدرين هنا لأن العيش في تونس « يطيّب العبد زبدة « .(المصدر : مزقع كلمة الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 20 أوت 2008)

بن سدرين تحصد جائزة « ماركوني » العالمية

 

الصحبي صمارة, تحصّلت الصحفيّة والناشطة الحقوقية التونسية سهام بن سدرين يوم 14 جوان المنقضي على جائزة « ماركوني » للاتّصال والدفاع عن حرّية الإعلام. وتنسب جائزة « ماركوني » إلى الفيزيائي الإيطالي الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء « كوليلمو ماركوني » (1874 ـ1937) مخترع الرّاديو وعالم الموجات الكهربائية المغناطيسية. حيث تقوم مؤسسة ماركوني سنويا بإسناد جائزتين إحداهما لأفضل النّشطاء في مجال الاتصال والدفاع عن حريّة التعبير في العالم من خارج إيطاليا والأخرى لأفضل النشطاء في نفس الميدان من داخل إيطاليا. هذا وقد حضيت السيدة سهام بن سدرين بترحاب كبير من المؤسسة وكانت قد التقت عددا هاما من الصحفيين من أنحاء العالم على هامش تسلّمها للجائزة حيث ألقت كلمة حول قضّية الاتصال في مجال النضال الحقوقي. وكانت سهام بن سدرين قد دعيت إلى حفل تكريم كبير لتتسلّم جائزتها في مدينة بولونيا بإيطاليا موطن عالم الفيزياء الكبير جوليلمو ماركوني يوم 14 جوان المنقضي. وقالت إدارة مؤسسّة ماركوني أنّها تمنح جائزتها الأولى عالميا إلى الصحفية سهام بن سدرين تقديرا لنضالها في مجال الاتّصال من أجل الحقوق والحرّيات في بلدان الجنوب. وتسلّمت الصحفية الإيطالية الشهيرة ميلينا كابانيللي الجائزة الخاصّة بالنشطاء الإيطاليين وهي صحفية معروفة بمواقفها الناقدة لدوائر الفساد والمافيا في إيطاليا. يذكر أنّ الجائزة الإيطالية كان قد تحصّل عليها سنة 2004 الصحفي إينزو بياجي الذي تعرّض للمحاصرة والتهديد بالقتل من قبل أنصار برلسكوني حيث تمّ منعه من العمل في جميع المؤسسات الإعلامية في إيطاليا على خلفية أنشطته الإعلامية الفاضحة للفساد وللسياسات المشبوهة « .(المصدر : مزقع كلمة الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 20 أوت 2008)

الصحفي بدر السلام الطرابلسي يلاحق قضائيا

 
 خولة الفرشيشي ,
عمدت السلطة الأمنية بمدينة منزل تميم بولاية نابل إلى استدعاء الصحفي بدر السلام الطرابلسي يوم الاثنين 11 أوت 2008 لاستجوابه حول تحرك نظمه الاتحاد العام لطلبة تونس في بداية 2006 وقد وجهت له تهم منع وتعطيل حركة الجولان وقذف سيارة مواطن ،علما وأن الشكاية تقدم بها المواطن المتضرر مند سنتين. وقد رفض بدر السلام الطرابلسي الإمضاء على المحضر لمنعه من الاطلاع عليه . راديو كلمة التقى ببدر السلام الطرابلسي الذي صرّح بأن القضية مفتعلة وهدفها الضغط عليه وعقابه على مقالاته في المواقع الالكترونية والصحف التونسية التي تناولت مسائل سياسية بشكل لا يروق للسلطة ويتنافى مع مصالحها. « .(المصدر : مزقع كلمة الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 20 أوت 2008)


المغني الجزائري الشهير  »بعزيز » لن أعود إلى تونس حتى تتحرر

     

لحسن عيساني*   كانت مفاجأة المغني الجزائري الشهير  »بعزيز » في التاسع من مايو الماضي كبيرة، لدى وصوله مطار تونس، إذ وجد اسمه على لائحة الشرطة الخاصة بالأشخاص غير المرغوب فيهم…   ولم تكن هذه المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا الأمر مع نجم أغنية الاحتجاج  »بعزيز ».. فقد سبق أن طلب منه عناصر من الشرطة غداة حفل ناجح جدا أحياه في المسرح الكبير في العاصمة التونسية ضمن خمسة عشر أخرى، مغادرة البلاد وهو ما عزاه  »بعزيز » آنذاك إلى تزامن حفلاته مع زيارة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى البلاد… وقال  »بعزيز » إنه كان يتوقع أن تواجهه مشكلات في بلاد زين العابدين بن علي لمعرفته طريقة تفكير النظام التونسي، غير أنه لم يتصور أن يصل الأمر إلى طرده من المطار كما لو كان مجرما خطيرا.. وأضاف الفنان المتمرد أنه فكّر في طلب توضيحات عما حصل من السفارة التونسية بالجزائر كما نصحه بعض أصدقائه، لكنه عدل عن هذه الفكرة لعلمه أن ذلك لن يؤدي إلى أي نتيجة… وأضاف صاحب أغنية  »أنا لا أعبأ بكم » أن ما حز في نفسه أكثر هو غياب أي ردة فعل من السلطات الجزائرية.. وتساءل عن جدوى القنصليات والسفارات الجزائرية إذا هي لم تتحرك وهي ترى فنانا جزائريا أو حتى مواطنا بسيطا يتعرّض للطرد والإهانة في الخارج.. ويبدو أن النظام التونسي يخشى أن تنتقل إلى بلاده عدوى الاحتجاج من خلال صوت هذا الفنان الجزائري الملتزم فعلا والذي يقاتل من أجل الحق في حرية التعبير. ولعل من أجمل أغنيات  »بعزيز » رائعته  »رغم كل ما فعلوه بك يا بلادي أحبك » في لمز صريح للأنظمة الفاسدة التي تعاقبت على الجزائر… وله أيضا أغنية خالدة يسخر فيها من جنرالات الجيش ويقول فيها ما معناه  »حين أسمع هذا الجنرال يتحدث أصاب بنوبة قهقهة.. لكنه في مجال الأعمال صار شخصية، فهو يملك السلطة والمال والجنسية المزدوجة وهو يحتقر الناس.. وحتى في مواجهة الموت يخرج رابحا.. فلدينا الرئيس والاستقالة أو الموت وكل أسبوع هناك انتخابات ». وقد أطلق  »بعزيز » أغنية الجنرالات هذه على المباشر على التلفزيون الجزائري رغم تحذيرات مسؤولي اليتيمة، كما يدعو الجزائريون تلفزيون حكومتهم، التي مازالت ترفض فتح قطاع السمعي البصري.. وقد كلفه ذلك حظر ظهوره على التلفزيون وإلغاء جميع نشاطاته الفنية في تلك الفترة. ولا يزال حتى اليوم يتعرّض لحملة تضييق كبيرة ولا يستطيع أن يغني في القاعات الكبرى.. وخلافا للكثير من الفنانين يؤيد  »بعزيز » قرصنة أعماله، لأنه يرى أن هذا يفك الحصار عن رسالته ويمكّنه من إيصالها إلى جمهوره، خاصة وأن نشاطه يواجه بمحاولات إفشاله من خلال إطلاق الإشاعات عن وفاته في حادث أو الإنذار الكاذب بوجود قنبلة في مكان الحفل، كما حدث معه مؤخرا في وهران، عاصمة الغرب الجزائري… والمؤسف أننا لم نسمع عن أي موقف تضامني من نجوم تونس، خاصة أولئك الذين يتشدقون على الفضائيات بالالتزام بالدفاع عن القضايا الوطنية والعربية وعلى رأسها حرية التعبير… أما  »بعزيز » فيقول إنه قد لا يعود إلى تونس حتى تتحرر. أما أن يذهب إلى هناك وترصد الشرطة كل تحركاته فلا… وإن كان يعزّ عليه فراق جمهوره التونسي التوّاق للحرية..  * كاتب صحفي ومترجم   المصدر: صحيفة الخبر الجزائرية بتاريخ 21 أوت 2008


كلمة الرئيس زين العابدين بن علي فى اجتماع الملجس الاعلى للقضاء

 

تونس 21 اوت 2008 (وات)- فيما يلي كلمة الرئيس زين العابدين بن علي في الاجتماع الدورى للمجلس الاعلي للقضاء للسنة القضائية 2008/2007 بسم الله الرحمان الرحيم السادة والسيدات اعضاء المجلس الاعلى للقضاء يطيب لي ان التقي بكم مجددا بمناسبة الاجتماع الدورى للمجلس الاعلي للقضاء وهي سنة دابنا عليها منذ التحول تاكيدا للمنزلة الرفيعة التي نوليها للقضاء في نظامنا الجمهورى وتقديرا لدوره الاساسي في مشروعنا الحضارى الذى جعل من علوية القانون ودولة المؤسسات واحترام حقوق الانسان ابرز دعائمه ومقوماته واتوجه بهذه المناسبة بجزيل الشكر الى اعضاء الاسرة القضائية الموسعة من قضاة ومحامين واطارات واعوان كتابات المحاكم واعوان السجون والاصلاح وعدول منفذين وعدول اشهاد وسائر مساعدى القضاء مكبرا جهودهم المحمودة في سبيل اعلاء كلمة الحق واقامة العدل بما يضمن حقوق الافراد ويحمي حرياتهم ان التطور الملحوظ الذى ما فتىء يشهده العمل القضائي علي مستوى نسق فصل القضايا والارتقاء باساليب العمل والاخذ باحدث مناهجه دعم الثقة في مظومتنا القضائية ويتجلى ذلك بالخصوص في تنامي عدد المحتكمين الي القضاء من المواطنين من سنة الي اخرى وفي الصدى الايجابي للاجتهادات القضائية التونسية لدى الباحثين في الداخل والخارج واني ادعو مجددا الاسرة القضائية الموسعة الي مزيد البذل والعطاء لاقرار الحقوق وايصالها لاصحابها طبقا لما يقتضيه القانون في اطار قيم العدل والحق وعلي اساس المساواة بين جميع المواطنين التي يقرها الدستور باعتبارها اهم دعائم نظامنا الجمهورى ولقد حرصنا دوما على تطوير تشريعنا بما يستجيب لتطلعات المواطن التونسي ويدعم حقوق الافراد وييسر سبل حمايتها. وسعينا في هذا المجال الي مزيد توفير ضمانات استقرار الاسرة باعتبارها النواة الاساسية للمجتمع والي احكام اواصرها واذكاء روح التضامن بين افرادها حتي في صورة انفصام العلاقة الزوجية. ويندرج فى هذا السياق التنقيح الاخير لمجلة الاحوال الشخصية المتعلق باقرار حق الام الحاضنة في البقاء رفقة محضونها بمحل الزوجية اذا لم يكن لها مسكن دون المساس بحق الملكية الذى يبقى مضمونا في كل الحالات كما عملنا علي ملاءمة منظومة العدالة الجزائية للمعايير الدولية للمحاكمة العادلة ولاحترام حقوق الانسان. ويتنزل في هذا الاطار اقتضاء التعليل الكتابي لقرار وكيل الجمهورية او قاضي التحقيق بشان التمديد في اجال الاحتفاظ والايقاف التحفظي بموجب التنقيح الاخير الذى شمل مجلة الاجراءات الجزائية وذلك تاكيدا للصبغة الاستثنائية لهذا الاجراء وضمانا للحرية الفردية وتكريسا لقرينة البراءة وتعزيزا لما اقترنت به مسيرة التغيير من احترام لحرية الفرد وضمان كرامته احلنا موءخرا على السلطة التشريعية مشروع قانون يتعلق بمراجعة شروط استرداد الحقوق بما ييسر سبل اعادة ادماج من زلت بهم القدم في محيطهم الاجتماعي ويساهم في الحد من ظاهرة العود ويتضمن مشروع القانون ايضا تطوير وضعية الموقوفين بما يضمن عدم تجاوز المدة القانونية للايقاف التحفظي في كل درجات التحقيق واذ نسجل بارتياح اهتمام السادة القضاة بادراك معاني هذه الاصلاحات ومضامينها وابعادها من خلال الملتقيات والندوات العلمية التي تقام حولها فاننا حريصون علي تعميق هذا المد الاصلاحي في الاتجاهات التي تخدم المصلحة العليا للوطن وترفع من قيمة العدل الذى هو اساس العمران وتظل الظروف الملائمة للعمل في المحاكم عاملا مهما في توفير الارضية الضرورية لتمكين القضاة ومساعدى القضاء من اداء مهامهم علي افضل الوجوه وفي دعم جودة الخدمات القضائية المسداة للمواطنين لذلك اقررنا منذ سنوات برنامجا متكاملا لتوسعة مقرات المحاكم التي تشكو من الاكتظاظ واعادة تهيئتها وتجهيزها. كما اذنا باقامة بناءات جديدة للمحاكم التي لا تليق مقراتها بمكانة القضاء وقيمة العدل ومن ذلك بناء مقر جديد لكل من محكمة الاستئناف ببزرت ومحكمة الاستئناف بنابل حسب مواصفات عمرانية ووظيفية مميزة وفي اطار حرصنا علي مزيد تقريب القضاء من المتقاضين وتخفيف العبء علي بعض المحاكم التي عرفت تناميا واضحا فى حجم عملها بحكم التوسع العمراني والكثافة السكانية في الدوائر الترابية الراجعة لها بالنظر اعلنا عن مراجعة الخارطة القضائية باحداث محاكم ابتدائية ثانية بكل من العاصمة وصفاقس وسوسة. وناذن اليوم بان يتم فتح هذه المحاكم مع انطلاق السنة القضائية وسعيا منا الي فسح افاق الترقية امام القضاة ومزيد توفير الضمانات للمتقاضين ناذن بالشروع بداية من السنة القضائية المقبلة في التعميم التدريجي لخطة مساعد اول لوكيل الجمهورية ولخطة قاضي تحقيق اول بكافة المحاكم الابتدائية وتكريسا لما كنا اعلناه في السنة الماضية من دعم لجميع الجوانب المتصلة بالحياة الاجتماعية للقضاة ناذن بفتح المقر الجديد لتعاونية القضاة حتي يكون فضاء مستجيبا لحاجياتهم تتوفر فيه مقومات الراحة والترفيه لهم ولعائلاتهم مراعاة لما تتسم به الوظيفة القضائية من خصوصية واننا نقدر الدور الذى يضطلع به كتبة المحاكم واعوانها باعتبار مساهمتهم في تطوير الاداء اليومي للعمل القضائي وحرصا منا علي تحسين الخدمات المقدمة للمتقاضين واختصار اجال القضايا ناذن بتدعيم الاطار الادارى للمحاكم بما يتلاءم مع حجم العمل بكل محكمة وتاكيدا منا لمكانة المحاماة ضمن المنظومة القضائية فقد بادرنا بادخال الاصلاحات الضرورية علي هذا القطاع واقرار نظام تغطية اجتماعية يكفل للمحامين وعائلاتهم تغطية صحية شاملة ونظام تقاعد وحيطة اجتماعية يتناسب مع مكانتهم حضرات السادة والسيدات ان اشادة المجتمع الدولي بما ينجز في تونس من اصلاحات في مجال تطوير حقوق الانسان وحمايتها يدعونا الي مزيد التقدم بمنظومتنا الي الامام ايمانا منا بان مسيرة تدعيم حقوق الانسان جهد دائم لا يتوقف . ويقيننا ان للمؤسسة القضائية دورا مهما في تجسيم هذا الخيار وان تشبع القاضي بالمبادىء الكونية لحقوق الانسان التي كرسها الدستور لخير كفيل بتجذير ثقافة حقوق الانسان لدى مختلف الساهرين علي انفاذ القوانين في بلادنا وفي الختام اجدد لكم ولسائر افراد الاسرة القضائية شكرى وتقديرى لما تبذلونه من جهود في سبيل النهوض برسالتكم على افضل الوجوه راجيا لكم اطراد التوفيق والنجاح والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 21 أوت 2008)


 الاستثمارات الأجنبية المباشرة في تونس تنمو 40 بالمئة في 7 أشهر  

 
    تونس (رويترز) – أظهرت إحصاءات رسمية يوم الخميس في تونس التي تسعى لاجتذاب مزيد من الاستثمارات بهدف دفع النمو الاقتصادي ان الاستثمارات الأجنبية المباشرة نمت بنسبة 40 في المئة في الأشهر السبعة الأولى من هذا العام مُقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.  وقالت وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي الحكومية ان الاستثمارات الأجنبية المباشرة قفزت الي 1.252 مليار دينار (1.03 مليار دولار) منذ بداية العام وحتى نهاية يوليو تموز مقارنة مع حوالي 895 مليون دينار في نفس الفترة من 2007 .  وزادت الاستثمارات في السياحة والعقارات من 8 ملايين دينار الي 183 مليون دينار.  وبلغت الاستثمارات في قطاع الصناعات التحويلية 240 مليون دينار بزيادة بلغت أكثر من 54 في المئة.  كما حققت الاستثمارات في قطاع الطاقة ارتفاعا بنسبة 4.1 في المئة الي 612 مليون دينار.  وتعمل تونس التي أشاد البنك الدولي باصلاحاتها على اجتذاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية خصوصا من الدول العربية الخليجية الغنية بالنفط لدعم المشاريع العقارية التي تجاوزت قيمتها 50 مليار دولار.  ويقول خبراء ان استقرار النمو الاقتصادي والاستقرار السياسي والاصلاحات في تونس يساعد على اجتذاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.  وتأمل الحكومة أن يمثل الاستثمار الأجنبي 26.1 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول العام 2016 ارتفاعا من 22.7 في المئة وفق توقعات العام الجاري.  (الدولار يساوي 1.215 دينار تونسي)   المصدر: وكالة أنباء رويتز بتاريخ 21 أوت 2008


اعتـــــــــــــــــــــــراف  
 
إلى القابضين على الجمر رغم النوى الصابرين رغم بعد الأحبة المحتسبين رغم الألم الواقفين رغم تساقط المتهافتين إلى الذين أمسى الوطن فيهم شموخا وعزة وإباء إلى الذين لم يحنهم الشوق ولا لوت أعناقهم متاهاة الرجاء إلى الرجال الخلّص الأوفياءلهم ولهم وحدهم أسجل هذا الإعتراف وأعدهم بأني لن أعود إلا عالي الصوت مرتفع الهمة فإما رجوع بكل إباء وإما
صمود مع الأوفياء  

سأعترف بأني أحبك لكنني شامخ لا أعود سأعترف بأنني أحبك وأرفض فيك ذيول القيود سأعترف أنني في بعاد ولكن نأيي رمز الصمود يحاصرني الشوق أنى اتجهت ويرسم صمتي في الحدود أحب أعود ولكن عزيزا كريما طليقا كعطر الورود أعانق ريح البلاد بصدري وألثم أرض الرّجال  الجدود وأحيى بتونس ملء الحروف وملء القصائد ملء النشيد يعطرني الشوق أنى حللت ويملؤني العشق حد القصيد أغازل بأريانة الياسمين وغربا أصافح قمح الحصيد وفي الشرق أزهو بكل الحقول جنوبا أعانق عطر الجريد     أحب أردد فيك الأذان  وأجعلها الله أكبر عيد وأرفل فيك بكل إباء كطير يروق له التغريد يحط متى شاء فوق الغصون ويعلو هناك بأفق بعيد  وإن شاء عشش بين الزهور ومن عشق خضرائه يستزيد ويقرض شعره أنىّ يشاء وعن رفضه الضيم لا لن يحيد هو المرء يحيىبعز كريما وإن ضيم فالهجر أفق جديد  تجد عوضا إن هجرت المآسي وتحيى على أمل أن تعود سأعترف يا بلادي بأني بك كلف في هواك شريد ولكنني رغم أني صبّ أروم النوى لا حياة العبيد

جمال الدين أحمد الفرحاوي

لوتن في 19|08\2008 farhaoui jamel eddine ahmed


 

المرأة التونسية والدعم السياسي من النخب الحاكمة

 

بقلم: آمال موسى (*) من الأشياء التي تُحسب لفائدة النُخب السياسية الحاكمة المتعاقبة في تاريخ تونس منذ الاستقلال عام 1956 وإلى اليوم، هو دعمها القوي والراسخ والمتنامي للمرأة التونسية. فهو دعم لم يعش أي تردد أو تراجع، بل نجد أن مكاسبها في تزايد ومدونتها القانونية في تعزيز مستمر من خلال تشريعات، تضمن حقوق المرأة داخل الأسرة والمجتمع والاقتصاد والسياسة. وبمناسبة احتفال تونس خلال هذا الأسبوع باليوم الوطني للمرأة التونسية، قد يكون من المهم التوقف عند آخر المكاسب النوعية التي تحققت لها؛ ونقصد بذلك إعلان الرئيس بن علي قرار أن يكون حضور المرأة حتى موفى 2009 لا يقل عن نسبة 30 في المائة في اللجنة المركزية وفي مجلس النواب وفي مجلس المستشارين وفي المجالس البلدية؛ وذلك بهدف مساعدتها على الوصول إلى مرتبة الشراكة الفاعلة، التي لا تكتمل سوى بالترفيع في نسبة حضور المرأة في مواقع القرار والمسؤولية. وفي الحقيقة مثل هذه المبادرة تستحق المساندة والحلم بتعميمهاوتصديرها عربيا. ذلك أن المرأة العربية قي حاجة إلى معاضدة سياسية، تُؤمن لها أسلوب المحاصصة كي تستطيع الدخول إلى مواقع القرار وإثبات ذاتها وقدرتها على العطاء وعلى أخذ القرارات الصائبة والمشاركة في صنعها، فتعبر بذلك عن نصف المجتمع وتُؤسس لممارسة سياسية قائمة على مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين الجنسين. أما ترك المرأة العربية وحدها تخوض غمار انتخابات، تنهزم فيها بالضربة القاضية بسبب عامل الذهنية الاجتماعية الرافضة لوجودها السياسي، فإن في هذا الموقف سلبية ذات انعكاسات غير محمودة على جميع مكونات المجتمع آجلا أم عاجلا. ولقد رأينا كيف أن المرأة الكويتية ذات النضال الطويل والتي أثبتت جدارة وتفوقا على أكثر من صعيد، تُوضع أمامها شتى العراقيل لمنع دخولها مجلس الأمة. فالفشل المتكرر الذي حصدته مؤخرا يرجع بالأساس إلى العقلية أولا وأخيرا. ومن خلال التجربة التونسية في مجال المرأة، نعتقد أن اعتماد أسلوب المحاصصة آلية ناجعة لمجابهة العقلية الاجتمــاعية المعرقلة للمرأة سياسيا، خصوصا أن الهدف من تبني طريقة المحاصصة، يتمثل في فتح أبواب مواقع القرار أمام المرأة وتأهيلها بشكل يجعلها قادرة في المستقبل على التخلي عن المحاصصة والخضوع لكامل شروط الانتخابات، وذلك بعد أن تكون العقلية الاجتماعية والمجتمع السياسي قد عرفا المرونة المطلوبة وباتت المرأة أقل حاجة إلى إجراءات دعم ومساندة. إن الحقيقة التي لا ضير من التصريح بها، هي أن المرأة في مختلف بلداننا العربية تحتاج إلى سند المؤسسة التنفيذية والمؤسسة التشريعية، ودون ذلك ستبقى كل الخطب السياسية الرنانة مجرد كلام واهم وغير عملي وعديم الوعي بالشروط الاجتماعية والثقافية التي تعيش المرأة العربية ضمنها وعلى وقعها. بل لا بد من تلازم دعم السلطتين لتكامل أدوارهما. فالمساندة التي تحظى بها المرأة التونسية في الأمس واليوم من أجل تعزيز مشاركتها السياسية وجعلها تمسك بقرابة ثلث مواقع القرار والمسؤولية، هي نتيجة دعم سياسي تشريعي، تزامن مع بناء الدولة الوطنية في تونس، حيث كان إصدار مجلة الأحوال الشخصية على رأس الاصلاحات التي بدأت بها النخبة السياسية آنذاك مشروعها التحديثي. وكلما تعززت المدونة التشريعية للمرأة داخل الأسرة وفي مجال علاقتها بالرجل، كلما انسحبت تلك الرؤية الاصلاحية على مجالات أخرى، ذلك أن المنظومة الحقوقية لا تعرف التجزئة وإن كانت تؤمن بأسلوب المراحل. وبفضل الدعم المتواصل للمرأة طيلة أكثر من نصف قرن ومن دون انقطاع، تمكنت تونس من تلبية أهم مؤشرات التنمية، باعتبار أن الأمم المتحدة تعتبر المشاركة السياسية للمرأة مؤشرا من مؤشرات التنمية. إن توخي الجرأة في معالجة ملف المرأة من طرف الأنظمة السياسية العربية، يمثل الحل الأمثل، فوحدها هذه الأنظمة قادرة على الدفع بالقوانين الداعمة للمرأة إلى الوجود ووحدها أيضا تمتلك صلاحية منحها الحصة السياسية التي تساعدها على قول ذاتها. (*) كاتبة وشاعرة تونسية (المصدر: صحيفة ‘الشرق الأوسط’ (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 أوت 2008)


 
 جـدّ عـلـيّ  

بقلم: أرابيكا انا ولى يجدّ عليّ كلّ شيء هكّة … معطة ربيّ ما أحلاها كيف تلقى القراصنة مازالو حيين وتتخيلهم بالبوند الكحلاء على عين من عينيهم وشادين سيوفه وشراع مركبتهم ديما مقطّع من الرياح العاتية يخطفوا في العبّارات ويطالبو بالفدية ما أحلاها كيف تصدّق: كلام على الحريقة اللى كلات مجلس الشورى والشعب المصري انو مجرد ماس كهربائي عمل العمايل هاكى الكلّ ما أحلاها كيف تصدّق: انوّ الارهاب في الجزائر يعيش الربع ساعة الاخير وانو التفجيرات الاربعة اللى صارت في شهر تقريبا هى رد فعل و غضب من قبل الارهابيين على تضييق الخناق عليهم من قبل الحكومة واجهزتها الأمنيّة ما أحلاها كيف تصدّق : أنّو عمّار 404 سيء الذكر أعاد النظر في قضية ختم الفايس بوك بالشمع الأحمر وعاود حلوا هكة على خاطرو حسّاس والنبزة ما يحملهاش ما أحلاها كيف تصدّق: أنو القانون ديما يأخذ مجراه في بلادي واللى يعمل قد هكة مآلو الطبيعى الردع والحمد لله ما أحلاها كيف تصدّق : انّك عايش في جنّة الخلد بالأمن والأمان والأمن والأمان والأمن والأمان يحيا هنا الانسان وكلّنا سواسيّة أمام القانون ما أحلاها الحياة كيف يبدي عندك تخمة متاع أخبار وما تلقاش كيفاش تهضمها تولى باشم بالنشوة وموش فاهم حتّى شيء أنا وليت نصدّق كلّ شيء بدأ من الشباب هو الحلّ وليس المشكل الى ناشد , يناشد, مناشدة … ومع مرور الوقت يجد عليك برشة حاجات أخرى مختلفة طبعا من حيث التفاصيل امّا عندها نفس الريحة ‘ البنينة’. (المصدر: مدونة ‘آرابيكا’  التونسية بتاريخ 20 أوت 2008) الرابط: http://fatma-arabicca.blogspot.com


 

السبيل أونلاين بسم الله الرحمن الرحيم  مراجعات في مناهج التغيير- الجزء الأول (منهج الإرهاب أنموذجا)

   

كتبه : د/ بشبر عبد العالي   مقدمة إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا أما بعد:فإن المراجعات التأصيلية لقضايا المنهج الأقوم في التغيير ليست من نوافل الاهتمامات، بل هي واجب شرعي مؤكد، ومطلب واقعي ملحّ، خاصة في هذا العصر الذي شاع فيه التفرق، وسادت فيه الأهواء، من أجل ذلك اشتدت الحاجة في هذه المرحلة الحرجة إلى تقديم المعالجات التأصيلية الجادة المعمقة على ضوء المنهج الوسطي المعتدل المتوازن. على أنه يجب أن يُعْلَمَ أن قضية العنف والصراعات الدامية في حياة المجتمعات الإنسانية ليست أمرًا مستحدثا ولا نادر الحدوث؛ بل إن التغيرات والمنعطفات الكبرى، كثيرًا ما اقترنت بأحداث وصراعات دامية ، وهي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ. كما يجب أن يعلم أيضا لكل شيء في هذا العالم مقدارًا قدّره الله بعلمه وحكمته:{ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ } [الرعد:8] بلا إفراط ولا تفريط لا في الخلق ولا في الأمر، يقول الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله : « فما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزعتان: إما إلى تفريط وإضاعة، وإما إلى إفراط وغلو، ودين الله وسط بين الجافي عنه والغالي فيه(1). وهكذا ظلت البشرية دائما تنزع نحو التوسّط فلا تقر الغالي المتقدم ولا التالي المتأخر، فلم يكن عصرنا بدعا من العصور أن ساد في العقود الأخيرة الميل المجحف نحو الحلول الصدامية على حساب ما سواها من بسط الحوار والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، ميل اتسمت به كافة أطراف النزاع: دوليا، وإقليميا، ولم يكن حكرا على الإسلاميين، كما لم يشذ عصرنا عن السنن التاريخية لمّا انكشفت الساحة عن دوامة من العنف والعنف المضاد وضعت الجميع أمام ضرورة مراجعة الذات وتقويم المنهج. ونركز -إن شاء الله- في هذه الدراسة على ما تم من مراجعات في الساحة الإسلامية عامة، واقتصر-إنشاء الله- على قضية الإرهاب، وأقدمها أنموذجا لمحوريتها وأهميتها محليا ودوليا. وتحقيقا لأغراض هذا الموضوع قسمته إلى الأجزاء التالية: الجزء الأول: دراسة في المفاهيم والمصطلحات. الجزء الثاني: أسباب اللجوء إلى العنف وسيلة للتغيير. الجزء الثالث: مقترحات لحل ظاهرة العنف في الساحة الإسلامية. الجزء الأول: دراسة في الجذور والمفاهيم: 1 – في الجذور لقد كان الإرهاب ظاهرة متميزة من مظاهر الاضطراب السياسي في القرون السابقة، ولم تخل منه أمة من الأمم أو شعب من الشعوب. ومن المؤسف أن يحاول بعض المغرضين الربط بين الإرهاب والإسلام. ويؤكد المجمع الفقهي الإسلامي في اجتماعه الذي عُقِدَ في 26 شوال 1422هـ (الموافق 10 يناير 2002م) في رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة في دورته السادسة عشرة أن التطرف والعنف والإرهاب ليس من الإسلام في شيء، وأنها أعمال خطيرة لها آثار فاحشة، وفيها اعتداء على الإنسان وظلم له، ومن تأمل مصدري الشريعة الإسلامية، كتابَ الله الكريم وسنةَ نبيه صلى الله عليه وسلم، فلن يجد فيها شيئا من معاني التطرف والعنف والإرهاب ، الذي يعني الاعتداء على الآخرين دون وجه حق (2). والحق أن ظاهرة الإرهاب لا تقتصر على دين أو على ثقافة أو على هوية معينة، وإنما هي ظاهرة شاملة وعامة. وتجدر الإشارة إلى أن تعبير « الإرهاب » هو من ابتداع الثورة الفرنسية، ولم يتبلور الإرهاب واقعيًا إلا في عام 1793م، وكان ذلك عندما أعلن روبسبير (Robespierre) بداية عهد الإرهاب أو الرهبة « Reign of Terror » في فرنسا (10 مارس 1793م – 27 يوليو 1794م) ومن اسم هذا العهد اشتقت اللغتان الإنجليزية والفرنسية كلمة (Terrorism) بالإنجليزية و (Terrorisme) بالفرنسية ، بمعنى « الإرهاب » . فخلال الثورة الفرنسية مارس روبسبير ومن معه من أمثال سان جيست (St . Just) وكوثون (Couthon) العنف السياسي على أوسع نطاق ، حيث قادوا حملة إعدام رهيبة شملت كل أنحاء فرنسا ، حتى قُدِّر عدد من أُعْدِموا في الأسابيع الستة الأخيرة من عهد الإرهاب 1366 مواطنًا فرنسيًا من الجنسين في باريس وحدها. ومن أصل سكان فرنسا، الذين كان يبلغ عددهم في ذلك الوقت 27 مليون نسمة، تمكن هؤلاء القادة من قطع رأس 40 ألفًا بواسطة المقصلة. كما تمكنوا من اعتقال وسجن 300 ألف آخرين. وكاد السناتور جوزيف ماكرثي (Joseph McCarthy)أن يصبح روبسبير القرن العشرين (1950 – 1954م) في الولايات المتحدة الأمريكية، عندما قاد حملته ضد العناصر اليسارية الأمريكية آنذاك، إلا أن اتهاماته بالخيانة للآلاف لم تصل إلى حدِّ قطع رؤوسهم بالمقصلة أو خنقهم في غرف الغاز المغلقة. (3) 2. الإرهاب في اللغة: تشتق كلمة « إرهاب » من الفعل المزيد (أرهب) ؛ ويقال أرهب فلانا: أي خوَّفه وفزَّعه ، وهو المعنى نفسه الذي يدل عليه الفعل المضعف (رَهّبَ) . أما الفعل المجرد من المادة نفسها وهو (رَهِبَ) ، يَرْهبُ رَهْبَةً ورَهْبًا ورَهَبًا فيعني خاف، فيقال : رَهِبَ الشيء رهبا ورهبة أي خافه. والرهبة: الخوف والفزع. أما الفعل المزيد بالتاء وهو (تَرَهَّبَ) فيعني انقطع للعبادة في صومعته، ويشتق منه الراهب والراهبة والرهبنة والرهبانية . . . إلخ، وكذلك يستعمل الفعل ترَهَّبَ بمعنى توعد إذا كان متعديا فيقال ترهب فلانا: أي توعده. وأرهَبَه ورهَّبَه واستَرْهَبَه: أخافَه وفزَّعه. وتَرَهَّب الرجل: إذا صار راهبًا يخشى الله . والراهب: المُتَعَبِّد في الصومعة (4) . والإرهابيون وصف يطلق على الذين يسلكون سبيل العنف والإرهاب لتحقيق أهدافهم السياسية . (5)والإرهابي: من يلجأ إلى الإرهاب لإقامة سلطته، والحكم الإرهابي هو نوع من الحكم يقوم على الإرهاب والعنف تعمد إليه حكومات أو جماعات ثورية .(6) و »الإرهاب » هو رعب تحدثه أعمال عنف كالقتل وإلقاء المتفجرات أو التخريب، و »الإرهابي » هو مَنْ يلجأ إلى الإرهاب بالقتل أو إلقاء المتفجرات أو التخريب لإقامة سلطة أو تقويض أخرى ، و »الحكم الإرهابي » هو نوع من الحكم الاستبدادي يقوم على سياسة الشعب بالشدة والعنف بغية القضاء على النزعات والحركات التحررية والاستقلالية(7 ) وقد وردت مادة ( رهب) بمختلف مشتقاتها في مواضع عديدة من القرآن الكريم، منها قوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ } (الأنفال:60) . قوله تعالى{ تُرْهِبُونَ } أي تخوِّفون (8 ). وقال تعالى: { لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ } (الحشر:13). أي: يخافون منكم أكثر من خوفهم من الله(9 ). ومن مواردها في الحديث النبوي الشريف، ما ورد حديث الدعاء: « رغبة ورهبة إليك »(10 ). نستخلص مما تقدم أن مدار مادة الكلمة في اللغة وفي القرآن والسنة التخويف والإفزاع. 3 . حول تعريف « الإرهاب » اصطلاحا: لا يوجد حتى اليوم تعريف متفق عليه دولياً للإرهاب وذلك لأسباب تتعلق بتباين المصالح واختلاف المعايير والقيم بين الدول، لدرجة أن المؤتمر الدولي الذي عقد في عام 1973م لبحث الإرهاب والجريمة السياسية قد انتهى إلى أن عدم وجود مفهوم واضح للأسباب التي تؤدي إلى ممارسة النشاطات التي تنشئ حالة الإرهاب»(11 ) ويختلف الوصف الذي يطلقه رجال الإعلام على أعضاء المنظمات الإرهابية باختلاف الموقف السياسي الذي يتخذونه تجاههم، ومن ثم استخدمت أوصاف مختلفة عند الإشارة إليهم، فهم إما إرهابيون أو مخربون أو عصاة أو منشقون أو مجرمون، وإما جنود تحرير أو محاربون من أجل الحرية أو مناضلون أو رجال حركة شعبية أو ثورية وأحيانًا يوصفون بأنهم خصوم أو معارضون للحكم أو متطرفون. وتوصف عملياتهم في نظر بعض الكتاب بأنها عمليات إرهابية أو أفعال إجرامية دنيئة وغادرة، وفي نظر بعضهم الآخر تعد عمليات فدائية أو عمليات مقاومة أو تحرير(12 ). لذلك حاول الكثير من أساتذة القانون والعلوم السياسية والأمنية وضع تعريف للإرهاب، فضلاً عن محاولة بعض المنظمات الدولية والإقليمية ومجموعة الدول الإسلامية ودول عدم الانحياز وضع تعريف للإرهاب، والتفرقة بينه وبين نضال الشعوب من أجل تحرير أقاليمها من القوى الأجنبية وتقرير المصير الذي يعد عملاً مشروعاً بعكس الإرهاب الذي يعد في جميع أشكاله ومظاهره عملاً غير مشروع، لكن هذه الجهود لم تنجح في وضع تعريف موحد له، إلا أن الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب التي صدرت بالقاهرة عام 1998م عرفت الإرهاب بأنه: (كل فعل من أفعال العنف أو التهديد به أياً كانت بواعثه أو أغراضه يقع تنفيذاً لمشروع إجرامي فردي أو جماعي، ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس، أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم للخطر، أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق أو الأملاك العامة أو الخاصة أو احتلالها أو الاستيلاء عليها أو تعريض أحد الموارد الوطنية للخطر). »(13 ) ويلاحظ أن هذا التعريف أهمل التفرقة بين نضال الشعوب من أجل تحرير أقاليمها من القوى الأجنبية وتقرير المصير الذي يعد عملاً مشروعاً بين الإرهاب الذي هو محض اعتداء على الآخرين حيث عدّ إرهابا كل فعل من أفعال العنف، أو حتى التهديد به، أيا كانت بواعثه وأغراضه. وقد اجتمعت لجنة الخبراء العرب في تونس ، في الفترة من20 حتى 22 محرم 1410هـ (الموافق 22-24 أغسطس سنة 1989م) لوضع تصور عربي أولي عن مفهوم الإرهاب والإرهاب الدولي والتمييز بينه وبين نضال الشعوب من أجل التحرر، ووضعت تعريفًا يعد أكثر الصيغ شمولية ووضوحًا، حيث ينص على أن الإرهاب « هو فعل منظم من أفعال العنف أو التهديد به يسبب فزعًا أو رعبًا من خلال أعمال القتل أو الاغتيال أو حجز الرهائن أو اختطاف الطائرات أو تفجير المفرقعات وغيرها مما يخلق حالة من الرعب والفوضى والاضطراب، والذي يستهدف تحقيق أهداف سياسية سواء قامت به دولة أو مجموعة من الأفراد ضد دولة أخرى أو مجموعة أخرى من الأفراد، وذلك في غير حالات الكفاح المسلح الوطني المشروع من أجل التحرير والوصول إلى حق تقرير المصير في مواجهة جميع أشكال الهيمنة أو قوات استعمارية أو محتلة أو عنصرية أو غيرها، وبصفة خاصة حركات التحرير المعترف بها من الأمم المتحدة ومن المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية بحيث تنحصر أعمالها في الأهداف العسكرية أو الاقتصادية للمستعمر أو المحتل أو العدو، ولا تكون مخالفة لمبادئ حقوق الإنسان، وأن يكون نضال الحركات التحررية، فحاول التعريف استدراك النقص الحاصل في التعريض السابق فاستثنى حالات الكفاح الوطني المشروع من أجل التحرير، إلا إنه قيده باعتراف الأمم المتحدة، والمجتمع الدولي، والمنظمات الإقليمية. وكانت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (C . I . A . )قد تبنت في عام 1400هـ (1980م) ، تعريفًا ينصُّ على أن « الإرهاب هو التهديد باستعمال العنف أو استعمال العنف لأغراض سياسية من قبل أفراد أو جماعات، سواء تعمل لصالح سلطة حكومية قائمة أو تعمل ضدها، وعندما يكون القصد من تلك الأعمال إحداث صدمة، أو فزع، أو ذهول، أو رُعْب لدى المجموعة المُسْتَهدَفَة والتي تكون عادة أوسع من دائرة الضحايا المباشرين للعمل الإرهابي. وقد شمل الإرهاب جماعات تسعى إلى قلب أنظمة حكم محددة ، وتصحيح مظالم محددة، سواء كانت مظالم قومية أم لجماعات معينة، أو بهدف تدمير نظام دولي كغاية مقصودة لذاتها »»(14 ) وعرف المجمع الفقهي الإسلامي في مؤتمر القمة الإسلامي الخامس الذي عقد بالكويت في يناير 1987م (موضوع الإرهاب الدولي) بأنه « ظاهرة عالمية ، لا ينسب لدين، ولا يختص بقوم، وهو ناتج عن التطرف الذي لا يكاد يخلو منه مجتمع من المجتمعات المعاصرة . . وهو العدوان الذي يمارسه أفراد أو جماعات أو دول بغيًا على الإنسان (دينه ودمه وعقله وماله وعرضه) ويشمل صنوف التخويف والأذى والتهديد والقتل بغير حق، وما يتصل بصور الحرابة، وإخافة السبيل، وقطع الطريق، وكل فعل من أفعال العنف أو التهديد، يقع تنفيذا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي، ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم أو أحوالهم للخطر. وأصدر المجمع الفقهي في مكة المكرمة يوم 26 / 10 / 1422هـ « أن من أصناف الإرهاب إرهاب الدولة، ومن أوضح صوره وأشدها بشاعة، الإرهاب الذي يمارسه اليهود في فلسطين، وما مارسه الصرب في كل من البوسنة والهرسك وكوسوفا » ، ورأى المجمع هذا النوع مِن الإرهاب « من أشد أنواعه خطرا على الأمن والسلام في العالم، وجعل مواجهته من قبيل الدفاع عن النفس والجهاد في سبيل الله ». ومن النقاط المهمة في البيان الإجماع على أن الإرهاب ليس من الإسلام وأن « الجهاد » ليس إرهابًا، وتحليل ما المقصود بالجهاد الذي شُرِّع نُصْرَةً للحق ودفعًا للظلم وإقرارًا للعدل والسلام والأمن. كما أوضح البيان أن للإسلام آدابًا وأحكامًا واضحة في الجهاد المشروع تحرم قتل غير المقاتلين، وتحرم قتل الأبرياء من الشيوخ والنساء والأطفال وتحرم تتبع الفارين، أو قتل المستسلمين، أو إيذاء الأسرى، أو التمثيل بجثث القتلى أو تدمير المنشآت والمواقع والمباني التي لا علاقة لها بالقتال. وأكد البيان أنه لا يمكن التسوية بين إرهاب الطغاة الذين يغتصبون الأوطان ويهدرون كرامة الإنسان، ويدنسون المقدسات وينهبون الثروات وبين ممارسة حق الدفاع المشروع الذي يجاهد به المستضعفون لاستخلاص حقوقهم المشروعة في تقرير المصير »»(15 ). ولأن الإرهاب، أضحى -مُؤخَّرًا- يُتآمَرُ على حَصرِهِ في الدِّيْنِ الإسلاميِّ ومَن ينتمُونَ لهُ ولأراضيهِ عامّة، فإِنَّ بعض المُفَكِّرِينَ المُسلِمينَ سعى إلى استبعاد تلكم التهمة حيث عرفوا الإرهاب بأَنَّهُ  » تَجاوُز الحُدودِ الّتي أحلَّها اللهُ سُبحانَهُ وتعالى وشرعها اعتِمادًا على الإتيانِ بآراءٍ فيها تشدُّدٌ ومُغالاةٌ ما أنزلَ اللهُ بهما من سُلطان ، ولم يَقُم عليهما دليل  » (16 ). وأوردت مجموعة دول عدم الانحياز تعريفاً للإرهاب الدولي يتكون من العناصر الآتية: 1- جميع أعمال العنف وأعمال القمع الأخرى.على ألا يخل بالحقوق غير القابلة للتنازل من حق تقرير المصير والاستقلال لكل الشعوب الخاضعة لسيطرة الأنظمة الاستعمارية، أو لحقها المشروع في الكفاح وعلى وجه الخصوص كفاح حركات التحرير الوطني طبقاً لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقرارات الصادرة من أجهزتها. 2- قيام الدول بأعمال إرهابية ضد دول أخرى ذات سيادة . 3- أعمال العنف التي يرتكبها أفراد أو مجموعات من الأفراد والتي تعرض للخطر حياة الأبرياء أو تنتهك الحريات الأساسية . 4- أعمال العنف التي يرتكبها الأفراد أو مجموعات لتحقيق كسب شخصي والتي لا ينحصر آثارها في نطاق دولة واحدة(17 ). ويلاحظ أن دول عدم الانحيازعلى رغم إدانتها لأعمال العنف إلا أنها تؤيد الاستخدام المشروع للقوة من قبل الشعوب الخاضعة للهيمنة الاستعمارية، وتؤيد كذلك حق حركات التحرير الوطني التي تكافح من أجل الحصول على الاستقلال وحق تقرير المصير لشعوبها باستخدام القوة لتحقيق هذا الهدف . وهذا ما أقرته منظمة الأمم المتحدة في السنوات الأخيرة وأصدرت العديد من القرارات المؤيدة لهذا الاتجاه مما يعد بحق تعديلاً جوهرياً في ميثاق الأمم المتحدة. (البقية في العدد القادم إن شاء الله تعالى) —————————————————————— الهوامش: 1-استاذ مساعد بجامعة افريقيا العالمية، رئيس شعبة الشريعة جامعة إفريقيا العالمية 2-مدارج السالكين ج2 / 517 ، وكتاب العزلة لأبي سليمان الخطابي البستي ، جزء 1 / 97 ، الطبعة الثانية ، المطبعة السلفية بالقاهرة 3-الدكتور خالد عبيدات، ظاهرة الإرهاب، محاضرة نشرت في صحيفة الرأي الأردنية في عددها الصادر يوم الأربعاء 26 / 11 / 1997م. 4-التل (أحمد يوسف)، الإرهاب في العالمين العربي والغربي، عمان – الأردن، ط 1، 1998م، ص 16-17، عز الدين، الإرهاب والعنف السياسي، ص 89. 5-ابن منظور (أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم)، لسان العرب ، المجلد الأول، دار صادر ودار بيروت: 1955م / 1374 هـ ، ص 436-439 . وانظر: الفيروزآبادي (مجد الدين محمد بن يعقوب) ، القاموس المحيط ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، ط 2، 1407 هـ / 1987م، باب الباء فصل الراء، ص 118. 6-المعجم الوسيط ، د . إبراهيم أنيس وآخرون ، ج 1، ط 2، مجمع اللغة العربية، القاهرة ، 1392 هـ / 1972م، ص 376 . 7-المنجد في اللغة ، دار المشرق ، بيروت ، ط 29 ، 1986م ، ص 282 . 8-مسعود (جبران) ، الرائد معجم لغوي عصري ، دار العلم للملايين ، بيروت ، ط 1 ، 1967م ، ص 88 . 9-ابن كثير (الحافظ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل) ، تفسير القرآن العظيم ، ج 2 ، دار المعرفة ، بيروت ، ط1 ، (1407هـ / 1987 م ، ص 335 ) . 10-المصدر نفسه . ومن المواضع أيضا: (يَرْهَبُون) الأعراف: 154 ؛ (فارْهبُون) البقرة: 40 ، النحل: 51 ؛ (تُرهِبُونَ) الأنفال: 60 ؛ (اسَتْرهَبُوهُم) الأعراف: 116 ؛ (رَهْبَةً) الحشر: 13 ؛ (رَهَبًا) الأنبياء: 90 . (الرهبان) التوبة : 34 ؛ (رهبانا) المائدة : 82 ؛ (رهبانهم) التوبة : 31 ؛ (رهبانية) الحديد :27 . – انظر: عبد الباقي (محمد فؤاد) ، المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم ، دار الأندلس ، بيروت، مادة (رهب) ، ص 325. 11- صحيح مسلم بشرح النووي ، مجلد 9 ، ج 17 ، دار الفكر للطباعة والنشر ، 1401 هـ / 1981م ، ص 33 . 12-عز الدين (أحمد جلال) ، الأساليب العاجلة وطويلة الأجل لمواجهة التطرف والإرهاب في المنطقة العربية ، بحث منشور في «تحديات العالم العربي في ظل المتغيرات الدولية» ، أعمال المؤتمر الدولي الثاني الذي نظمه مركز الدراسات العربي الأوروبي ، القاهرة من 25-27 / 1 / 1994م ، مركز الدراسات العربي الأوروبي ، باريس 1994م ، ص 416-417 . 13-المصدر السابق ص 417 . 14- الإرهاب مظاهره وأشكاله وفقا للاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، المؤلف : محمد الحسيني مصيلحي، مصدر الكتاب : موقع الإسلام، al-islam.com 15- جيمز آدمز، تمويل الإرهاب ، شركة سيمون وشيستر (بالإنجليزية) نيويورك 1986م: 6، نقلًا عن: التل ، ص 13-14. 16-الدكتور خالد عبيدات، ظاهرة الإرهاب، محاضرة نشرت في صحيفة الرأي الأردنية في عددها الصادر يوم الأربعاء 26 / 11 / 1997م. 17-الإرهاب : الفَهم المَفروض للإرهاب المَرفوض ، العميد د. علي بن فايز الجحنيّ ، ط1 ، (الرِّياض : أكاديميّة نايف العربيّة للعُلوم الأمنيّة ، 1421هـ ) ، ص166 – 168(بتصرُّف). 18-دكتور / محمد الحسين مصيلحي: اختصاصات سلطات الأمن الوطنية في ضوء أحكام القانون الدولي – المديرية العامة لكلية الملك فهد الأمنية والمعاهد- دورة القيادة الإدارية السادسة للضباط – الرياض – جمادى الأولى 1413هـ / نوفمبر 1992م ص52 وما بعدها .  (المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 19 اوت 2008)

 

 حدود (2)… فيما بين الأيديولوجية والرحلة من انفصال  
احميدة النيفر (*) غادر السلطان عبدالعزيز عام 1867 عاصمة الخلافة متجها إلى باريس ليحضر المعرض الدولي العام بها في أول نشاط غير قتالي لخليفة عثماني خارج حدود مملكته. لم تُعِن هذه الزيارة الخليفة على تدعيم موقعه في صفوف معارضيه، خاصة المحافظين منهم، فاستصدروا فتوى بعزله. كان نص السؤال المطروح هو: «إذا كان زيدٌ، الذي هو أمير المؤمنين، مُختَلَّ الشعور وليس له إلمام بالشؤون السياسية، وما برح ينفق الأموال الأميرية في مصارفه النفسية إلى درجة لا طاقة للملك والملّة على تحمّلها، وقد أخذ بالأمور الدينية والدنيوية وشوّشها وكان بقاؤه مضراً، فهل يصحّ خلعه؟». لم يتردد شيخ الإسلام حسن خيرالله في فتواه، مجيبا بغاية الاختصار والوضوح: «يصحّ». وكان ذلك. تحمل هذه الحادثة أكثر من دلالة بالنسبة إلى تاريخ المؤسسات السياسية والعلمية في العصر الحديث. هي من ناحية مناسبة نادرة أُخِذ فيها على يد حاكم مسلم لجملة من المآخذ السياسية. إلاّ أنّها مع غيرها جعلت السلاطين ومن تولّى بعدهم يدركون ما ينبغي اتخاذه من الحيطة تأمينا لاستمرار حكمهم. تعبّر الحادثة من ناحية ثانية عن انخراط في سياق حضاري يستعصي فهمه بالنسبة إلى ما كان سائدا طوال قرون متوالية. مؤاخَذةُ حاكم مسلم بجملة مؤاخذات، منها سفره إلى بلد غير مسلم، يعدّ أمرا استثنائيا، خاصة إن حُدّد السبب بأنه تشويش لأمور الدين والدنيا. هي مؤاخذة تفترض وجود قطيعة باتّة بين العالَمين، أي قيام تصوّر أيديولوجي للعالَم وقع تخطيه، والحال أنه تصوّر غير وارد في الإسلام. تقوم هذه المؤاخذة على رؤية تستبطن فكرة الاستقطاب الثنائي بين المسلمين والمختلفين عنهم في الواقع السياسي والقانوني والأخلاقي، وكذا في التبادل الفكري والاقتصادي، مما لا يسمح بتوفر أي علاقة بين العالَمين خارج مجال الحرب. هو البناء المغلق للعلاقات الذي لا تحتمَل فيه صلات مع خارج مجال التنافي الذي تنقطع فيها كل الجسور وينعدم منه كل تواصل. هي ذات الرؤية المسكونة بالخوف الحضاري الذي تَملك تدريجيا نخبا وقسما من المجتمعات المسلمة في الفترة المعاصرة، عبر ما أصبح معروفا بمشكلة الدفاع عن الهويّة. إنه تصور يسيء فهم خصوصية المقدّس لدى المسلمين، إذ يوظفها في غير محلِّها، قاطعا بذلك مع سُنَّة ثقافية ميّزت حياة المسلمين وحضارتهم في علاقتهم مع الآخر لعصور ممتدة. لذلك، فإن ما غدا عندنا اليوم «إشكالية» الأنا مع الآخر خارج «دار الإسلام» هو أمر طارئ و «قيمة» دخيلة لها تداعيات مسيئة لحضارة الإسلام ولمستقبل المسلمين. إذا انطلقنا من الواقع التاريخي، فإننا نجد حدودا بين مجتمعات المسلمين والمختلفين عنهم، لكنها لم تكن حدودا فاصلة تحجز دار الإسلام عن جيرانها ثقافةً وحضارة، بحيث تصبح عائقا دون التواصل والتنافذ. كان هناك دون شك نظام الثغور والرباطات والحصون في الأطراف المواجهة، برّا أو بحرا، لاحتمالات غزو بيزنطي أو نورماني أو إسباني أو برتغالي. هذا النظام لم يكن ابتكارا من المسلمين، بل كان واقعا عسكريا قائما ظلّ معمولا به من جانب المسلمين في مواجهة الغزو الخارجي. لا يمكن إذن اعتباره نظاما مَثل واقعيا التقسيم المعروف بدار الإسلام ودار الكفر، أو أنّه وُضع حمايةً للهوية وتأكيدا للانتماء. ما يثبته تاريخ المسلمين أن حدودهم مع غيرهم لم تصطبغ بطبيعة أيديولوجية حاجزة، بل كانت أقرب إلى طبيعة العلاقات الدولية الحديثة. من ثم أمكنهم، ومن زمن مبكر، تحقيق تقنينات تطبيقية تنفي تلك الطبيعة القاطعة لعلاقة المسلم بالآخر. كان هناك الصلح، وكان الأمان العام من الدولة والأمان الخاص من الولاة والأفراد، وهو متاح حتى للمشركين، بما يثبت أن فهم العلماء لدلالة دار الحرب ترتكز بالأساس على البلدان التي لا تتوفر لديها مع المسلمين علاقة صلح أو أمان. فيما عدا ذلك، فإن ما يثبته البحث ينتهي إلى ثراء إجرائي مَرِن، ينفي منطق العداء الكامل والثنائية النهائية بخصوص المجال العلائقي، أي غياب تصوّر أيديولوجي للعالَم. لعل أفضل مثال على ذلك ما ذكره العلماء في علاقة المسلم بدار الحرب، قالوا: «إن دخل مسلم دار الحرب بأمان، فسرق منهم مالا أو اقترض ثم عاد إلى دار الإسلام فجاء صاحب المال إلى دار الإسلام بأمان وجب على المسلم ردّ ما سرق أو اقترض». يدحض هذا الاعتبار الأخلاقي الذي له أكثر من مثال الخصوصية الأيديولوجية، بما يشهد على أن التجربة التاريخية للمسلمين لا صلة لها بما آل إليه الأمر في هذه الأزمنة من استلاب قسمٍ من المسلمين بين الأنا والآخر، استلاب لم تزده الظروف الموضوعية المحيطة إلاّ شدّة. أُقيم هذا الاعتبار الذي ظلّ مُعتمَداً لعدة قرون على بنية منفتحة للخطاب القرآني، كان النظر فيها إلى الذات وإلى الآخر عبر ثلاث دوائر متدرِّجة في الاتساع هي: دائرة الجماعة المؤمنة (يا أيها الذين آمنوا) ودائرة الرابطة الإبراهيمية (يا أهل الكتاب) ودائرة المجال الإنساني (يا أيها الناس). تمثّلا لهذا الخطاب جاءت كلمة الإمام عليّ، كرم الله وجهه، فريدةً ومتميزةً بمعاصرتها ورفضها للتصوّر المغلق حين قال: «الناس صنفان، إما أخ لك في الدين، وإما نظير لك في الخَلْق». لم يذهب الخطاب القرآني سُدى، ولم تكن تلك الكلمات مجرّد شعار، إذ أثمر كل ذلك مدنيّة تواصلت قرونا مع المختَلِف، رافضة منطق التنافي وما ينتج عنه من توجه صدامي ثابت بين بلاد الإسلام وبلاد الكفر. شاهدُ الحضارة أساسٌ لا يمكن تجاوزه في مسألة الحدود. إنه يثبت تهافت ادعاء تصوّر ثنائي للعالَم لدى المسلمين، لأنه لو أقررنا بقيام المجتمعات المسلمة على الاستقطاب الثنائي وصراع الأضداد لما أمكنها أن تحقق تراكما وأن تنتج حضارة. مؤدّى هذا أن ثنائية دار الإسلام ودار الكفر لم تكن حاسمة أو مطلقة، إنما جاءت متأخرة زمنيا لتعمل على الصعيد السياسي العام تأطيرا لعلاقات الإمبراطورية بمن جاورها. أما حين أصبحت حركة الفكر والمؤسسات واقعة على خط الخوف الحضاري فإن المفاهيم الكبرى تداخلت، مما حوّل الدين لدى البعض إلى أيديولوجية، وفهم آخرون الحديث النبوي «لا تشدّ الرحال إلاّ لثلاث»… قطيعةً مع العالَم ومنعا من السفر إلى الخارج. هذا في حين كان الرحالة الأوائل من أمثال الينبوعي وابن بطوطة وابن جبير وابن فضلان كالجغرافيين وأصحاب معاجم البلدان وعلماء الفلك والرياضيات والمترجمين، يجوبون العالم سعيا إلى مزيد المعرفة وتعلقا أشدّ بالحكمة، دون أيّ توجّس أو احتقار للآخر. فعلوا ذلك لأن الحدود كانت أوضح لديهم مقارنة بفوضى المفاهيم المعاصرة. هم لا يقرّون بتصوّر أيديولوجي للعالَم رغم أنّه كانت لهم رؤية روحية للعالَم، والفرق هائل بين الأمرين. تتمثّل هذه الرؤية في الاعتقاد بقدسية مكّة ومركزيتها الإيمانية، وفي وحدة القِبلة التي يتّوجهون إليها وفي السلوكيات والرموز التي يلتقون حولها لأنّها عناصر مؤسسة للحياة الروحية إذ تنقل الوجود المادي للمسلمين من عالم الحس إلى عالَم المعنى. ذلك هو البعد الوجودي للدين الذي يتيح للذات الإنسانية السعي عبر محدوديتها وقصورها للالتحام بالوجود الكلّي، مما يولّد في الذات التواضع الذي لا يحجزها عن النظر إلى العالَم بموضوعية وإلى الآخر باحترام. هذا بينما طبيعة التصوّر الأيديولوجي يفضي إلى اعتبار العنف وسيلة وحيدة للتغيير بما يلغي الآخر، إذ إنه تصوّر يقوم على منظومة مغلقة وشمولية في التفكير لا يمكن أن تنتهي إلاّ إلى عجرفة تجاهل التاريخ وطرق صنعه. (*) كاتب تونسي (المصدر: صحيفة ‘العرب’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 21 أوت 2008)  


  «أصحاب الشرور الثلاثة» وحقهم في تقرير مصيرهم (1 من 2)…

الويغور أو أهالي تركستان الشرقية … ثورات متواصلةضد سيطرة الصين

 
سعاد الوحيدي    
اختارت الصين هذا التاريخ المميز (8/8/2008)، وبالتحديد الساعة الثامنة وثماني دقائق من مساء اليوم الثامن من الشهر الثامن من السنة الثامنة من الألفية الجديدة، لانطلاقة الألعاب الأولمبية التي تحتضنها بكين عاصمة الدولة الوطنية الصينية. وهذا الحدث – التاريخ يحتاج الى وقفة بذاته، سواء بالقياس إلى تنظيم الألعاب الأولمبية في الصين، أو بتوافق المناسبة مع الرقم 8، الذي يرتبط في المعتقد الثقافي الصيني بأكثر من مدلول تفاؤلي. فهو رقم الحظ، ومنطوقه الصوتي في اللغة الصينية «فا» يعني الاغتناء، أو الوصول بالمسعى إلى أهدافه. ويسعى الصينيون الى أن تتوافق مواعيدهم الأهم كالزواج أو الاتفاقيات أو العقود التجارية وما إلى ذلك مع الشهر الثامن من السنة، وبالأخص اليوم الثامن منه. وهم يتنافسون على وجود هذا الرقم على سياراتهم أو هواتفهم وإن كلفهم ذلك أموالاً باهظة. أما الطابق الثامن من أي مبنى فأسعار الشقق فيه، سواء للشراء أو للإيجار، تقفز إلى أرقام تتجاوز الوصف. وأرادت الصين من الاستناد إلى هذا الرقم «الفأل» لانطلاقة الألعاب، التماسة ما ورائية بذاتها – من دون أن يرتقي هذا التصور عندهم إلى المعنى الميتافيزيقي/ الديني للكلمة – تأمل عبرها بتحقيق مكاسب تفوق اللحظة الأولمبية عدداً وعدة. وذلك على رغم أن المعتقد الصيني نفسه يحمل في طياته تخوفاً من وقع الضد الآخر، فتنعكس الأمور حين يحمل الرقم 8 ذاته وجهاً سلبي التأثير في صيرورة الأحداث بالنسبة إليهم، قد يأتي في شكل كوارث صعبة/ أو مفاجئة تصاحب الفرح وتزعجه. لذلك تعلقت أفئدة الصينيين بهذا اليوم «التاريخي»، نحو آفاق لا متناهية من «الأمل»، والتفاؤل… وفي الوقت نفسه وضعوا أيديهم على قلوبهم تخوفاً مما قد يخبئه القدر. وفق هذا المعنى كان لصدى الحادث «الإرهابي»، (أو النضالي، من إي زاوية أردنا النظر للأمر)، الذي نفذته جماعة من الويغور، والذي أسفر عن مقتل 16 شرطياً على الأقل، في هجوم استهدف مركزاً للشرطة في ويغورستان، وقع الإجابة الحزينة والعاصفة لهذا الخوف الساكن في قلوب أهل الصين عشية الحدث الأولمبي التاريخي. على أن الحدث ذاته، إي تنظيم الألعاب الأولمبية بكل أبعادها الإنسانية المفترضة على أرض الصين، وبما يسمح لها بالاحتفال بالمناسبة وفق شروطها الثقافية والسياسية، أحتاج من هذه الدولة العظمى الى الكثير من التجذيف ضد تيارات عنيفة مضادة، اعترضت بقوة على ترشيح بكين لاحتضان الدورة. وكانت ورقة عدم احترام الصين مبادئ حقوق الإنسان، وتنكيلها بالأقليات الإثنية المتعددة على أراضيها، واحدة من أهم الأوراق التي وظفتها الجهات المعارضة. إذ تبتعد الصين، بالقياس إلى ما ذكرنا، عن روح الألعاب الأولمبية التي تستند إلى الإخاء والسلام واحترام البشر. غير أن ما كان لافتاً بمرارة في هذا السياق، حتى لجوء بعض المتطرفين الويغور إلى سلاح الإرهاب، هو اقتصار الاهتمام بالصين على قضيتي التيبت وحقوق الإنسان، من بين قضايا 55 أقلية (من غير «الخان») معترف بها رسمياً في إطار الدولة الوطنية الصينية، التي تتهدد هوياتها القومية عواصف التمييز الذي تمارسه السلطة في بكين. التصفية العرقية «الثقافية» تمارسها الصين تجاه الأعراق والشعوب التي فرضت قبضتها عليها، وأدمجتها عنوة في إطار الدولة الوطنية الصينية، تتجاوز مليونين ونصف المليون من التيبت يشكلون عاشر قومية في الصين من حيث العدد. فثمة شعوب أخرى يكاد يختفي ذكرها في زحمة التقسيم التعسفي النهائي الذي لا يعترف في تركيبة الدولة الوطنية الصينية بأكثر من 56 قومية مصنفة رسمياً كذلك. منها عشر قوميات مسلمة، يأتي الويغور في مقدمها، بعد «الخوي» وهم الصينيون المسلمون. وليس الويغور صينيين بل هم مسلمون من أصول تركية يعتمدون المذهب الحنفي، وهم يتحدثون، ويكتبون حتى اليوم باللغة الويغورية، وهي من أرومة اللغة التركية ويستخدمون الحروف العربية في الكتابة. في التقسيم القومي تشكل قومية «الخان»، وهم العرق الصيني الذي يتمتع بالسيادة الرقمية والسياسية اليوم، نسبة 90 في المئة من سكان الصين. وباستثناء «الخوي» الذين لا يختلفون عن «الخان» في شيء إلا في انتمائهم الى الإسلام، فأن بقية القوميات الأربع والخمسين ليست صينية إلا بحكم فرض القبضة الصينية عليها عنوة، وهو «عدوان» ما فتئت هذه الأعراق والشعوب تقاومه في شكل سلمي كما نرى في التيبت، أو في شكل أكثر عصفاً لدى شعب الويغور. في هذا السياق تأتي العملية العسكرية الويغورية على مركز الشرطة الصينية، التي نقلت أخبارها وكالات الأنباء، ولسنا هنا في مجال تبرير الإرهاب، بمقدار ما نوضح أن هذه الأحداث لم تنشأ من فراغ. والجديد في الأمر هو حضور الإعلام العالمي في الصين في هذه المناسبة وتناقل أخبارها بسرعة الى عواصم العالم. وليس الأمر «مواجهات» ضد الصين، أو تصادماً بين «مسلمي» تركستان الشرقية (ويغورستان) مع الدولة الوطنية الصينية، بمقدار ما هو «عملية» مواجهة من شعب الويغور الذي تعرض لألوان الاضطهاد الصينية، بغض النظر عن كونه مسلماً أو غير مسلم. تقدم الصين مناطق التيبت، كما مناطق الويغور باعتبارها أراضي صينية أو امتداداً طبيعياً لجغرافية الدولة الوطنية الصينية وتاريخها، إلا أن هذه الشعوب تملك نظرة أخرى الى المسألة نحاول أن نتتبعها، على الأقل في ما يتعلق بالويغور. فلقد تعودت الصين على ربط انتفاضات الويغور، أو مطالبهم بالاستقلال، بـ «الإرهاب الإسلامي». والترويج لفكرة أن انتماء هؤلاء للإسلام، أو تشبثهم بعقيدتهم، هو الذي يحرك رفضهم للهيمنة السياسية الصينية. حتى أن الوصف الرسمي الذي تطلقه الصين على الويغور الساعة هو «أصحاب الشرور الثلاثة»، والمقصود «الانفصالي والتطرف الديني والإرهاب.» أمدت أحداث 11 أيلول (سبتمبر) الصين بمشروعية غير منتظرة لضرب الأقليات المسلمة التي تطالب بالاستقلال عن الصين، وعلى رأسها الويغور، بأسم الحرب على الإرهاب. على أن المقارنة الممكنة بين «الصينيين المسلمين»، و «المسلمين في الصين» من القوميات التي ترفض الهيمنة الصينية تحمل أهمية خاصة في هذا السياق. ذلك أن أكبر جماعة مسلمة في الصين كما أشرنا هي «الخوي»، وهم الصينيون المسلمون الذين لا يختلفون عن «الخان» إلا في معتقدهم الديني. والواقع إن «الخوي» هم من يصر على التميز عن «الخان» الذين ينتمون إلى معتقد أخلاقي آخر وليس بالضرورة ميتافيزيقياً، هو الكونفوشيوسية، التي تنحو إلى تنظيم السلوك الإنساني على الأرض، وتقنين سبل تناغمه مع الطبيعية،. وتستمد مشروعيتها من صيرورة التاريخ الصيني ذاته، من دون أن تعطي للماوراء مكانة في سياقها. «الخوي» المسلمون، الذين تذهب الدراسات الصينية الى وصفهم بـ «الصينيين المسلمين» تمييزاً لهم عن «المسلمين في الصين» من غير الصينيين، يعيشون في بلدهم الأم الصين بانسجام كامل مع إخوانهم «الخان» غير المسلمين، وهم يجعلون من مقولة «حب الوطن من الأيمان» جزءاً أساسياً من معتقدهم الديني، بحيث لا يرى المسلم «الخوي» في الصين إلا وطنه الأم، الذي يأمره دينه بالإخلاص له والذود عنه أمام إي تهديد. وعرف تاريخ الصين الكثير من القادة والساسة من «الخوي» الذين خدموا الصين كما يخدم كل مواطن شريف وطنه. هؤلاء اليوم لا يبحثون لا من قريب ولا من بعيد عن الانفصال عن الصين، بل أن الفكرة ذاتها تبدو مستحيلة وعبثية بالقياس إلى توزعهم على مناطق الصين كلها، وعلى رقعة الجغرافيا والتاريخ الصيني كأي جزء من هذا الجسد المتكامل الذي هو الصين الأم. غير أن الوضع مع الويغور يختلف كلياً، فهم على أرضهم الأم التي جاءت الدولة الصينية وضمتها عنوة، وهو ما لم يقبله هؤلاء. وعلى رغم أن تفاصيل الضم السياسي التعسفي لويغورستان إلى الصين يحتاج الى وقفة بذاته، ومراجعة واسعة لطبيعة الصيرورة التاريخية التي عرفتها المنطقة، إلا أن ما يمكن تأكيده أن ضم المنطقة للصين، ما كان ليعطي للسلطات الصينية حق طمس الهوية الوطنية لأهل البلد، ولا تحويل تلك الواحات الويغورية الوارفة إلى مدن صينية لا نرى فيها إي ملمح لثقافة الويغور أصحاب الأرض الأصليين. وهو الجينوسيد الذي مارسته بكين عبر سياسة تعسفية من القمع والإرهاب والتهجير والتحويل الديموغرافي المستند إلى إستراتجية مدروسة، بحسب الوثائق، وباعتراف خوياوبانغ سكرتير الحزب الشيوعي السابق لعموم الصين نفسه في حديث الى التلفزيون الرسمي، تهدف الى توطين مئتي مليون صيني على أرض الويغور. كانت ويغورستان، قبل العصف الديموغرافي الاستيطاني الصيني المنظم الذي بلغ أوجه خلال السنوات الأخيرة من القرن الماضي بالذات، تضم غير الويغور الذين كانوا يشكلون الأكثرية الساحقة من السكان، بعضاً من الأعراق المسلمة الأخرى من الأوزبك والقازاك والتتار أو القرغيز، كانوا يعيشون في انسجام بحكم انتمائهم جميعاً إلى تاريخ مشترك، وعقيدة مشتركة، ولغة أو لغات متقاربة تعود بجذورها إلى اللغة التركية القديمة. هذا الانتماء لا يشمل فقط الأعراق المسلمة التي تعيش في ويغورستان، ولكن أيضاً بقية أعراق أسيا الوسطى في الطرف الآخر من تركستان الشرقية. إي في المنطقة التي عرفت تاريخياً بأسم تركستان الغربية، وتضم جمهوريات قرغيزستان وأوزبكستان وتركمانستان وكازاخستان، إضافة إلى طاجيكستان حيث تغلب اللغة الفارسية. وهذه الحلقة الوسط بين مختلف دول أسيا الوسطى والصين، هي ارتكازة نوعية لرهان جيوبوليتكي معقد، تنافست في شأنه أهم قوتين شيوعيتين في المنطقة، وفي العالم، وهما الاتحاد السوفياتي والصين الشعبية. وانعكست صيرورة الأحداث والخلافات التي ربطت أو قسمت العلائق بين العملاقين، سلباً على صيرورة التحولات التاريخية أو الديموغرافية عند الويغور. إذ كان نشوء دولة إسلامية مستقلة على أرض ويغورستان يشكل تهديداً مزدوجاً للصين وللاتحاد السوفياتي. وارتأت الصين التي وجدت نفسها رهينة لجملة من الحركات الانفصالية، (تايوان على الساحل الشرقي، التيبيت في الوسط، منغوليا في الشمال، وسينكيانغ أو ويغورستان في أقصى الغرب)، بأن أي تنازل على أي جبهة انفصالية، سيسبب تداعيات سريعة قد تفتت الدولة الوطنية بكاملها. أما الاتحاد السوفياتي فكان بدوره يخشى اشتعال فتيل المطالب الوطنية وتفشى المطالبة بالاستقلال في جمهوريات الاتحاد السوفياتي في أسيا الوسطى المتاخمة. ولما سقط الاتحاد السوفياتي وحصلت جمهورياته المسلمة على استقلالها في الطرف الآخر من ويغورستان، ازداد موقف الصين تصلباً في شأن مطالب الويغور. ومارست تصعيداً في مستوى الردع إلى الدرجة الأمنية القصوى، خصوصاً من خلال العملية القمعية التي عرفت بعملية «أضرب بقوة» وما زالت سارية المفعول حتى اليوم. في المقابل واجه الويغور هذا التصعيد، بتصعيد مماثل للمقاومة، وحولوا مطالبهم السلمية إلى حركة نضالية مسلحة غابت أخبارها عن الأعلام العالمي بسبب التعتيم الصيني، تبعاً لذلك يبدو من غير المنصف اعتبار المقاومة الويغورية مجرد حركة إرهابية، أو إرهاب إسلامي ضد الصين كما يذهب بعض التحليلات. ولا يستقيم الحديث عن مقاومة «الويغور»، وهي سلمية في معظمها، على أنها حركة إسلامية تواجه الكونفوشيوسية، من موقع العداء. العكس هو الصحيح، إذ احتل الإسلام في سياق الدولة الصينية مكانة خاصة، لأنه جاء مكملاً ومؤيداً للمبادئ والأخلاق التي تدعو إليها الكونفوشيوسية، وحظيت كتب المسلمين الأوائل، مثل الكتاب الجوهري لفيلسوف الإسلام الكبير في الصين ليوتشي عن فلسفة الإسلام، بتقديم الإمبراطور نفسه الذي قال: «إن الكتاب الذي يشرح عقيدة الإسلام، كأنه جاء ليضيء مبادئ كونفوشيوس فيلسوف الصين العظيم». وهذا دليل مكانة الفكر الإسلامي الصيني في بلده ولدى السلطات الصينية. هكذا فإن انتفاضات «الويغور» لا تأتي من مسلمين يحاربون الكونفوشيوسيين أو البوذيين من أبناء شعبهم، لكنها كرد فعل على استعمار سياسي، وهيمنة ثقافية شوفينية صينية على ثقافتهم الخاصة، وهويتهم الإسلامية، وثوابتها التاريخية. وذلك عبر جينوسيد ثقافي واسع لطمس معالمها. وخير دليل على ذلك أن «الخوي» الصينيين المسلمين الذين اصطحبهم «الخان» في العمليات الأولى للتبديل الديموغرافي لكي يذرّوا الرماد في العيون، باعتبارهم مسلمين مثلهم، قابلهم «الويغور» بالرفض بالعنف المسلح، واعتبروهم كغيرهم من الـ «خان» غزاة يستبيحون الأرض الويغورية. وما حدث عشية الأولمبياد، وخلاله ليس أمراً جديداً، بل إن انتفاضات الويغور لم تهدأ على الإطلاق. يشرح السيد أولرش دليوس (الناطق بأسم «الجمعية العالمية للدفاع عن الشعوب المهددة») هذا المعنى مؤكداً: «لا توجد في جمهورية الصين الشعبية مجموعة عرقية مضطهدة ومحرومة مثل الويغور». ويكفي أن نعرف أن السلطات الصينية نفذّت خلال عام 1997 فقط ما يزيد على 500 حكم إعدام في المنطقة. مقابل إعدام شخصين في منطقة التيبيت في الفترة نفسها. ويغورستان أو تركستان الشرقية قبل أن تطلق الصين مع نهايات القرن التاسع عشر، (وفق مرسوم الإمبراطور المانشوري زاي تين في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1884 بضم تركستان الشرقية للصين)، على هذه الأراضي الصحراوية الشاسعة أسم سينكيانغ، والذي يعني في اللغة الصينية الأرض المضمومة حديثاً، أو الأراضي التي تشكل الحدود الجديدة للصين، كانت المنطقة، ولا زالت، تُعرف باسم ويغورستان، إي أرض الويغور. بينما كان الصينيون أنفسهم يسمونها خوي جيانغ أي بلاد المسلمين. وكانت خطوة، دمج أرض الويغور بالصين، داعبت من قبل أباطرة الصين على اختلافهم، وكانوا يسعون الى وضع اليد عليها إلا أن ضراوة مقاومة المسلمين منعتهم، حتى أن الإمبراطور الصيني الشاب تونغ جيه كتب لوالدته الإمبراطورة دواغرهيسا جين التي كانت وصية على الحكم في 10 آذار (مارس) 1875: «أن تركستان محاطة بروسيا من الشمال وبعدد من الدول الإسلامية مثل تركيا والعرب وإيران في الغرب، وهي متاخمة لحدود الهند البريطانية في الجنوب، لذلك أقترح على جلالتك أن تأمري ببقاء القوات حيث هي على الحدود الغربية بدلاً من التقدم… وإذا حدث أن تم الغزو وعدنا إلى تركستان فلا ضمان بأن ثورة المسلمين لن تتجدد وتهدد المناطق حول جيايكوان». هذه الشهادة «الإمبراطورية» بحق المقاومة الوطنية الويغورية، تترجم مثلاً شائعاً في الصين يقول: «ينتفض الويغور مرة كل خمس عشرة سنة، ويقومون بثورة عارمة مرة كل ثلاثين سنة». وقد سجل التاريخ الصيني 17 ثورة ويغورية كبرى عارمة، قبل أن يتمكن هذا الشعب عام 1863 من دحر الحكم الصيني عن أرضه، وتأسيس مملكة ويغورية مستقلة في القرن التاسع عشر تحت قيادة يعقوب بك، وهي المملكة التي نالت اعتراف معظم الدول الكبرى، وعلى رأسها بريطانيا وروسيا، التي كانت قد دخلت معها في تحالفات إستراتيجية واسعة. غير ان جملة من التحالفات الإستراتيجية المواجهة سرعان ما ستقفز للسطح، وتقرر مصيراً مغايراً للمنطقة ولشعوبها المسلمة. فعلى أثر الاتفاقية السوفياتية – الصينية في 15 أيار (مايو) 1872، رأت القوتان ضرورة أن تشدد الصين قبضتها على ويغورستان، نظراً إلى ما تمثل من موقع جيوإستراتجي حاسم لروسيا، كدولة فاصلة بين الهند البريطانية وآسيا الوسطى الروسية. والتخلص بذلك من يعقوب بك ومشروع الدولة التركية الكبرى التي تدعو إليها اسطنبول في المنطقة، بما يهدد بانفصال جمهوريات الاتحاد السوفياتي التركية، وتشكيل قوة عالمية جديدة. وأنتج هذا التحالف عودة الصين للمنطقة، ودخول جيش الإمبراطورية المنشورية ويغورستان بعد مقتل يعقوب بك عام 1878. وعلى رغم إن المانشو حكموا تركستان الشرقية في تاريخ سابق حكماً عسكرياً على أنها مستعمرة خارج حدود الصين، باعتبار أن شعب الويغور يختلف عن الصينيين ويحتاج الى إدارة مستقلة، فألحقت شؤونهم مباشرة بالقصر المنشوري، ولكن الصين هذه المرة، وأمام إصرار الويغور على الاستقلال، فضلت دمجهم كلياً في الصين وأطلقت على بلادهم اسم سينكيانغ وفق مرسوم الامبراطور المنشوري المشار إليه. مع ذلك لم تنطفئ انتفاضات المسلمين في ويغورستان، وكلما لاح تهديد جدي لحريتهم أو لأرضهم أو لهويتهم الدينية كانوا يشعلون النار في وجه الصين. وسجل لهم التاريخ الصيني مئات الثورات، حتى تم تحرير بلادهم وتشكيل جمهورية تركستان الشرقية الإسلامية في 12 تشرين الثاني (نوفمبر) 1933. * باحثة ليبية في شؤون الإسلام في الصين. مركز دراسات الشرق المعاصر في جامعة السوربون – باريس  (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 أوت 2008)


إنصافا لنخبتنا العصرية  
 
بقلم: د. رضوان عبيد نشرت جريدة «الصّباح» يوم 11 جويلية الماضي مقالا للدكتور عميرة علية الصغير بعنوان ‘التّعليم الفرنسي والنّخبة في تونس: 1881 ــ 1987 تحديث أم تعقيد؟» وقد تضمّن 3 فقرات: 1 ــ  حصيلة التّعليم الفرنسي لفترة الحماية. 2 ــ  نُخبة التعليم الفرنسي في السلطة وجُهد التّحديث. 3 ــ  حصيلة التّحديث في تونس: نظرة تقييمية. وكانت الفقرتان الأولى والثانية مليئة بالمعلومات الدقيقة والمفيدة بما احتوته من تواريخ وأسماء كثيرة. أمّا الفقرة الثالثة فقد تضمّنت آراء شخصية للكاتب أرى أنّ البعض منها قد أجحف في حقّ النّخبة التونسية المعاصرة. وقد لخّصتُ ملاحظاتي في خمس نقاط: 1 ــ فشل النّخبة في التحديث الثقافي والسياسي: جاء في المقال: «.. نشكُّ أنّه وقع إنقلاب فعلي في وعي المجتمع أو زُِرعت فيه قيمُ الحداثة أو أصبح يعيش على هديِها شأن قِيم الفرد والمُواطنة والحُرّية والعقل واستقلال الإرادة أو تحرّر العقل من الإدراك الميتافيزيقي للعالم و للطّبيعة ولا نظنُّ كذلك أنّ رؤية التّونسي تغيّرت على ما كانت عليه رؤية أجداده لمسائل عديدة… ويبقى تجلّي غياب التحديث في المستوى السياسي كمُمارسة للسّلطة وكثقافة سياسيّة، البرهان الصّارخ على فشل النّخبة العصرية في الحُكم… فلا وُجود للمُواطن الذي يختار الحاكم ويُحاسبه بحُرّية ولا وجود للحرّيات المُعرّفة للمُواطَنة…فانعدام الدّيمقراطية المُعرّفة للحداثة السياسيّة كانت سِمة حكم بورقيبة.».. إنّ هذا الفشل في التّحديث الثقافي والسياسي لا يُمكن أن يتحمّل مسؤوليته شخص بعينه أو نُخبة بعينها مهما كانت درجة تأثيرها في المجتمع. إنّ غرس قيم الحداثة في مجتمع مّا يستلزم تُربة ملائمة ومناخ مناسب ومحيط إيجابي. فالدولة ــ كما قال هشام جعيط ــ  إنّما هي حافز على التقدم المادي والمعنوي لا أكثر ويجب على المجتمع المدني أن يلعب دوره (1). ويعود السبب الرئيسي لهذا الفشل في التحديث الثقافي والسياسي  في البلدان العربية إلى الإكتفاء بنقل التكنولوجيا الغربية وسائر مظاهر الحداثة السّطحية لكن مع رفض الأفكار الفلسفية والسياسية والإجتماعية التي أنتجت هذه التكنولوجيا وهذه المظاهرمن الحداثة. وذلك بحجّة مُخالفة هذه الأفكار للتراث العربي الإسلامي وتناقضها مع النصوص الدينية الأساسية أو بحجّة أنّها غريبة عن تقاليدنا. فكانت النتيجة أن تمدّن الجسد في أوطاننا وبقي العقل في معزل عن التمدّن والحضارة. يجب أن نقتنع جميعا أنّ «قيم الحداثة رفِيعة وأنّ علينا أن نأخذ بها أيْ أن نقوم بتحول ثقافي كبير ولا نُقيم أيّ إعتبار لِأصلها الجغرافي بل فقط لِوجْه الخير فيها». (2) وهذا التحول الثقافي الذي يدعو له هشام جعيط هو الشرط الأساسي لغرس قيم الحداثة. 2 ــ ربط فشل النّخبة بتكوينها الفرنسي: جاء في المقال «هذه النُّخبة سليلة المدرسة الفرنسية والّتي حكمتْ بين 1956و1987 لم تفشل فقط في التحديث السياسي بل فشلت في ربط علاقات سويّة مع أغلب المجتمع على المستوى الوجداني والنفسي إذ كان تكوينها في تقديرنا مصدر كثيرمن العقد والمركبات… وأصبح خرّيجو المدارس الفرنسيّة وخاصّة الفرنكفونيّين منهم يطلون على المجتمع الأهلي النّاطق بالعربيّة بكلّ ترفّع وفي أحسن الحالات بعين الشّفقة ولعلّ بورقيبة ورمز النّظام كان الأكثر صراحة ومباشرة في التّعبير عن هذا الموقف». أعتقد أن لا دخل لتعلّم الفرنسية بهذا الفشل بل بالعكس إنّ الإنفتاح على هذه اللغة مكّّنهم من الإطّلاع على ما أنتجه الفكر الإنساني الحديث من قيم ومفاهيم وفلسفات لم تكن موجودة عندنا. ولو كان تكوين هذه النخبة عربيا صِرفا لكانت النتائج كارثية حقا. أمّا في ما يخصّ علاقتها بالمجتمع على المستوى النّفسي والوجداني فقد «روّجت هذه النخبة عبر أجهزة صُنع القرار خطابا أخلاقيا تربويا حضرت فيه أيديولوجيا القرابة والأسرة والروابط العائلية حتّى بدَتْ الدولة أسرة كبيرة والمُواطن فردا وجب عليه الإخلاص لها والعمل دون تشتيتها وإلاّ كان ‘شاذّا’» (3) . وقد قام بورقيبة في هذه العلاقة بدور الأب مُعتبرا جميع أبناء الشعب التونسي أبناءه. ورغم ما يُمكن أن توحيه هذه العلاقة من رومنسية فإنّها لا تتلاءم مع مفهوم الدولة الحديثة إذ أنّها تُّغيب قيمة المواطنة ولاتترك أيّ مجال للمعارضة. فقد إستغلّت النخبة قيمة من أبرز القيم المتجذرة في مجتمعنا ألا وهي طاعة الوالدين إذ يتعلم التونسي منذ نعومة أظفاره أنّ ‘ما رضاء الله إلاّ برضاء الوالدين’. وقد تنبّه عهد التغيير إلى هذا الخطأ المنهجي وقام بتصحيحه منذ بيانه الأوّل مُخاطبا التونسيين كمُواطِنين. 3 ــ عروبة بورقيبة: جاء في المقال «…قال عنه أحد العارفين بشؤون العالم العربي الدّيبلوماسي الأمريكي روبار ميرفي:Murphy.R لم ألتق خارج فرنسا برجل أكثر فرنسية من بورقيبة في العالم العربي، ولم أجد أحدا عربيا أقلّ عروبة منه». هذا الكلام مُقتطف ــ كما هو مُبيّن بهوامش المقال ــ من كتاب لــ’جان لكوتير Jean la CoutureL  صدر سنة 1961وهو كلام غير دقيق بما أنّ صاحبه لم يتعرّف آنذاك على كامل مسيرة بورقيبة السياسية. والحقيقة انّ بورقيبة خدم العرب وقضية العرب الأولى ــ قضية فلسطين ــ  أكثر من أيّ قائد عربيّ آخر وذهب إلى أريحا سنة 1965 وألقى خطابه الخالد مُخاطرا بمستقبله السياسي. ولازال العربُ وبعد مرور أكثر من أربعة عقود يتحسّرون على عدم إنصاتهم لصوت العقل. وإذا ما مزجنا الهزل بالجدّ نستطيع تقديم دليل آخر على عروبة بورقيبة: فقد تشبّث هذا الرّجل بالحُكم حتى آخر رمق، أليس هذا أكبر دليل على أنّه عربيّ أصيل؟. فلو كان مُتفرنسا حقا كما يدّعي كاتبُ المقال لفعل ما فعله شارل ديغول أو ليوبولد سانغور ولكنّه رفض أن يقتدي بهما حتّى بعد أن نصحوه بذلك.  4 ــ اللّغة العربية: جاء في المقال «…ومن هنا كانت المكانة الدّونية التي وُضِعت فيها اللغة العربية. فهي في رأي المتفرنسين لا تصلح إلاّ للآداب والشّعر ولا يُمكن أن تكون أداة معرفة للعلوم والتقنيات». إنّ اللغة العربية لغة جميلة حقا وساحرة. ولكن للأسف، سائر العلوم الحديثة من إنسانيات وعلوم طبيعية وتقنيات وُلدت في الغرب وبِلُغات غربية. وإذا أردنا الوصول إليها بلغتنا وجب علينا أن نمرّ بالترجمة.وعن التّرجمة وضُعف مُستواها في العالم العربي سأترُكُ أحد أهم العارفين بهذا الميدان وهو المُفكّر المغربي عبدالله العروي يصف حالها: «…لنختر إثنا عشر مؤلّفا نعتبرها أهمّ ما أنتجه الفكر العربي عبر القرون ثمّ ننظر ماذا تُرجم منها إلى اللغات الغربية الحديثة، على أيّ مستوى من الدّقة وكم مرّة، ثمّ لنفعل الشيء نفسه بالنسبة للثقافة الغربية وأخيرا لنقارن بين الحالتين. إنّي على يقين أنّ الخلاصة ستكون واحدة مهما كان إختيار كل واحد منّا، وهي عدم التكافؤ بين ما هو متاح عن ثقافة العرب للمثقف الغربي في لغته، وماهو متاح عن الغرب وفي المستوى المطلوب للمثقف العربي وبلغته القومية». (4) كما أنّ ما يُعاب على هذه الترجمة هو ركاكة الأسلوب وإخلالها بقواعد البيان العربي وفي هذا الصدد يُضيف عبد الله العروي: «من يقارن اليوم بين أسلوب كتابين: أحدهما موضوع أو معرّب عن علم حديث (إقتصاد، فلسفة، نقد..) والثاني مكتوب في التخصص نفسه لكن من منظور تقليدي كمن يتكلم عن النظام المصرفي من الوجهة الإسلامية أو على الحرّية الفردية في الشريعة أو على المجاز في البلاغة العربية…لا يسعه إلاّ الإعتراف بتفوق الثاني على الأوّل مع أنّ هذا مُتطفل على المادة لا يُتقنها وذاك مُتخصّص.فبيان العبارة هو الذي يُرجّح الكفة لِصالح الفكر التقليدي لأنه يبدو أكثر أصالة…هل حُكِم علينا وإلى الأبد أن نخضع باستمرار للقديم لا لسبب سوى أنّه بيّن مُطرب ونُعادي الجديد لا لسبب سِوى أنّ واضعه كتبه بلغة أعجمية ولأنّ ناقله لم يجتهد ليفهمه على وجهه فيُفرغه في عبارة واضحة مستقيمة) متى يفهم المترجم العربي خطورة دوره وجسامة مسؤوليته؟». (4) ربّما لهذه الأسباب تبدو اللغة العربية جميلة إذا تعلّق الأمر بالآداب والشعر وتبدو مُستعصية إذا ما تعلّق الأمر بمواد أخرى.وربما تغيرت هذه النظرة إذا تطوّرت الترجمة عندنا. كما تجدُر الإشارة إلى ضآلة عدد الكتب المترجمة. فحسب تقرير التنمية البشرية لعام 2003 إنّ ما يُترجم سنويا في العالم العربي هو حوالي خُمس ما يُترجم في اليُونان والحصيلة الكلّية لما تُرجم إلى العربية منذ عصر المأمون إلى العصر الحالي لا تتعدّى عشرة آلاف (10.000) كتاب، وهي تُساوي ما تُترجمه إسبانيا في سنة واحدة. 5 ــ  بورقيبة والعرب: جاء في المقال «…لم يزد خلاف بورقيبة مع أنصار القومية العربية وعلى رأسهم جمال عبد النّاصر، حليف غريم بورقيبة، صالح بن يوسف، إلاّ إصرارا على إرادة التّخلّص من الإنتساب إلى العرب كلغة وحضارة».  صحيح أنّ بورقيبة أدار ظهره للعرب وإتّجه حصرا للغرب وذلك ليس للتّخلّص من الإنتساب إليهم وإنّما لأنّه كان يَحْتقِرمُعاصريه من الحكّام العرب لما إتّصفوا به من «لا عقلانية وإندفاعية وعجز فكري». (5) فخلاف بُورقيبة مع جمال عبد النّاصركان خلافا فكريا بالأساس. هو خلاف بين العقل من جهة واللاعقل والإندفاعية والعجز الفكري من جهة أخرى. والعبرة بالنّتائج، فها قد مضى على ذلك الخلاف أكثر من أربعة عقود ومن السّهل على المرء أن يُلاحظ إفلاس القومية العربية وما أدّت إليه سياسةُ عبد النّاصر من مآس وكوارث طالت بلاده وبُلدان المنطقة العربية. عدا أنّه ترك شعبه يعيش في ما يُشبه القرون الوسطى وغارق في الفقر والتخلّف والإنفجار الديموغرافي. أمّا بورقيبة وبفضل عقلانيته وإستخدامه ‘للمادّة الشّخمة’ فقد عرف كيف يقوم بإصلاحات جذرية خصوصا في العشرية الأولى من حُكمه. وقد قام عهد التغيير بِدعمِ وتحْيِين تلك الإصلاحات وهي اليوم من مفاخر شعبنا كتحرير المرأة وتعميم التّعليم والتنظيم العائلي… وخلاصة القول أنّ كلّ تقييم موضوعي لآداء النخبة التونسية العصرية لابد وأن يقف على العديد من النقائص ولكن وفي كل الأحوال فإنّ الجوانب الإيجابية لهذا الأداء أكثر بكثير من الجوانب السّلبية. أما عن تكوينهم الفرنسي فقد كان له الأثر الطيب لا محالة، إذ مكّنهم من إستيعاب قيم الحداثة. ولكنّ هذا الإستيعاب كان سطحيا ولم يتغلغل في أعماق ذواتهم ولا في أعماق ذواتنا لأسباب متشعبة فكانت حداثة سطحية منقوصة . ــــــــــــ ** هوامش 1ــ هشام جعيّط: أزمة الثقافة الإسلامية ــ دار الطليعة بيروت 2004 ص 198 2ــ هشام جعيّط: نفس المصدر ص 14 3ــ مهدي مبروك: هل نحن أمّة؟ (دار محمد علي للنشر 1989 ص 73) 4ــ عبد الله العروي: الإيديولوجيا العربية المعاصرة ـ المركز الثقافي العربي 2006 ص 12و13 5ــ هشام جعيّط: الشخصية العربية الإسلامية والمصير العربي ــ  دار الطليعة بيروت 1990 ص 149 (المصدر: جريدة ‘الصباح’ (يومية – تونس) الصادرة يوم 21 أوت 2008)  


                                             

 استقالة جنرال : من يستوعب الدرس ؟

  أعلن الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف عن استقالته الاثنين 17 أوت الماضي بعد أن حكم البلاد لأكثر من تسع سنوات كانت حبلى بالأزمات السياسية والتقلبات الأمنية ، الداخلية منها والإقليمية ، ولعل آخرها أزمة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مارس الماضي وأسفرت كما هو معلوم عن تشكيل الائتلاف الحكومي المتكون من حزب الشعب الباكستاني بقيادة آصف علي زرداري زوج رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو ، والرابطة الإسلامية بزعامة رئيس الوزراء السابق نواز شريف . الائتلاف الحكومي توعد بتوجيه قائمة اتهامات ضد مشرف لتقديمها للبرلمان وتشمل بالخصوص انتهاك الدستور وإساءة استغلال الأموال في رحلات سفره الخارجية وهو ما حدا بالجنرال للاستقالة من منصب رئاسة الجمهورية بعد أن تخلى في السابق عن بزته العسكرية . في السابق كان منصب الرئيس في باكستان شرفيا لا غير، في حين كان رئيس الوزراء يتمتع بمعظم السلطات ، إلا أن حكم مشرف تميز بصلاحيات واسعة للرئيس منها حل البرلمان وتعيين كبار المسؤولين في الجيش والهيئة القضائية ، غير أن مشرف لم يستعمل أي من هذه الصلاحيات عندما وصلت الأمور إلى عنق الزجاجة ــ بالأخص منها حل البرلمان ــ وفضّل الاستقالة مع تلقيه ضمانات بالعيش في مأمن خارج البلاد . هذه الخطوة التي خطاها مشرف سبقها بالتأكيد بحث وتمحيص معمق في المسألة واستوعب دروس بلاده الحافل بالانقلابات العسكرية طيلة ست عقود من الاستقلال ، بل واستوعب جيدا ولو بصورة متأخرة دروس التاريخ التي أنبأتنا بطبيعة النهاية التي يلاقيها كل طاغية ومستبد مهما طال عمر طغيانه واستبداده ، وهو ما لم يستوعبه بعد عشرات الحكام الذين انقضّوا على كرسي الحكم في بلدانهم ولا زالوا يحكمون شعوبهم بالحديد والنار….  الأمثلة والشواهد في التاريخ كثيرة ولعل قارتنا السمراء التي عرفت أكثر من 186 انقلابا عسكريا في الخمس عقود الأخيرة تعطينا صورة الجنرال أحمد بكار، مغتصب مقاطعة انجوان في جزر القمر، عندما وصل منذ شهر تقريبا إلى مطار العاصمة البينينية كوتونو بعد أن طردته فرنسا عن أراضيها وهو أشعث أغبر حزين تكسوا محياه مظاهر الاضطراب وترتسم على وجهه أعراض البؤس والاكتئاب وهو يعيش الآن متخفيا في الأحياء الفقيرة من العاصمة البينينية خوفا من تعقب عدالة بلده ومن المنظمات الحقوقية التي أقسمت أن تقبض عليه حيا أو ميتا . في ساحل العاج أطاح الجنرال روبرت كي بالرئيس هنري كونان بدي  وأعلن نفسه مخلّص من الطغيان وبان أسس الديمقراطية ووعد الشعب الإيفواري بحياة كريمة وانتخابات نزيهة ، غير أنه أخلف وعده ونكث عهده فتشبث بكرسي الرئاسة وحكم البلاد بالطغيان والجبروت فأسقطته الجماهير الغاضبة وقتل أبشع قتلة هو وبعض من أزلامه . الطاغية الليبيري تشارلز تايلور ضل متنكرا وهاربا من وجه العدالة حتى ألقي عليه القبض في نيجيريا وسلم للمحاكمة في لاهاي ، والمشير عمر حسن البشير الذي استولى على الحكم في السودان بانقلاب عسكري عام 1989 صدرت بحقه  مذكرة توقيف من قبل محكمة الجنايات الدولية ….. النقيب الغاني جيري راوليينغ الذي ترك السلطة طواعية سنة 2001 وأشرف على تنظيم انتخابات حرة ونزيهة وشفافة ثم انحنى تقديرا لنتائجها على الرغم أنها أتت بمرشح المعارضة على حساب مرشحه ، هو الآن يعيش بسلام وأمان بل  أصبح بمنزلة الرئيس الفخري للبلاد ولا يقطع الرئيس الغاني أمرا من دون أن يستشيره والشعب الغاني يكن له الكثير من المحبة والإجلال والتقدير مقابل حسن صنيعه .من خارج القارة الإفريقية يمكن أن نستحضر نهايات الجنرال الشيلي أوغوستو بينوشي  والطاغية  الروماني تشاوشسكو والبيروفي ألبرتو جيموري الذي يحاكم حاليا في العاصمة ليما ….. الطاغية أو الديكتاتور يحاط بزمرة من شياطين الإنس تزيّن له البقاء في الكرسي الوثير، هم شياطين في صناعة النفاق والتملق الرخيص ، وهم في الواقع ليسوا سندا يعوِّل عليه الطاغية وإنما هم أنصارا في وقت الطمع وأصفارا في وقت الجزع  ، فلا أحد أثقل مؤونة على الحاكم منهم في الرخاء ولا أحد أقل مؤونة عليه منهم في البلاء ، هم شياطين لا يستمعون لمن كان خارج القصور ، وإن استمعوا تضيق صدورهم  ولا يأبهون حتى يأتي يوما تضيق بهم الأرض بما رحبت ويولون مع طاغيتهم هاربين ، لكن أين المفر….؟؟؟ فمن يستوعب الدرس ….؟؟؟ وبالعودة إلى الموضوع فاستقالة / إقالة مشرف كانت نتيجة تراكمات من الجهد والتضحية بذلتها قوى المجتمع المدني والأحزاب السياسية في باكستان ، فحزب الشعب والرابطة الإسلامية تجاوزا خلافات الماضي وشكلا ائتلاف موحد يقضي بالتصدي للاستبداد الجاثم على صدور الشعب الباكستاني ، كما أن الطلبة والقضاة والمحامين ثاروا في وجه التحجر والتكلس الذي طبع حكم مشرف وكلنا يذكر مسيرات المحامين التي جابت جميع أنحاء باكستان لوّحوا خلالها  باللجوء إلى العصيان المدني من إضراب أمام البرلمان وإغلاق أبواب المحاكم ما لم يعيد مشرف القضاة المعزولين إلى مناصبهم….فالتغيير الديمقراطي لا يهدى من السماء وإنما تنحته قوى المجتمع المدني والأحزاب السياسية وهما يمثلان اللاعب الرئيس في توجيه دفة قارب الخلاص  الديمقراطي وقطع دابر الظلم والقهر واستئصال طاعون الاستبداد ، فمن يستوعب الدرس….؟؟؟   ظاهـر المسعـدي

 

Home – Accueil الرئيسي

Lire aussi ces articles

13 janvier 2010

Home – Accueil TUNISNEWS 9 ème année, N° 3522 du 13.01.2010  archives :www.tunisnews.net  Reporters sans frontières: Un journaliste condamné à

En savoir plus +

16 juin 2004

Accueil TUNISNEWS   5 ème année, N° 1488 du 16.06.2004  archives : www.tunisnews.net اف ب: رئيس مجلس حزب التجديد التونسي مرشح

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.