TUNISNEWS
9 ème année, N 3327 du 02.07.2009
حــرية و إنـصاف:بعث إلينا سجين الرأي خالد العيوني المعتقل حاليا بسجن صفاقس بالرسالة التالية
حــرية و إنـصاف:بيــــان
حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس
إعلام من عميد الهيئة الوطنية إلى عموم المحامين
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان :إعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام ‘
السبيل أونلاين:فيديو:جميلة عيّاد تساند إبنها ماهر بالإضراب والإعتصام
http://www.moncefmarzouki.com .com :بعد توقف دام أكثر من اسبوع يعود هذا الموقع
مواطنون:حوار مباشر مع الدكتور سليم بن حميدان
عبد السلام بوشداخ:كيف الإنتقال من الحوار إلى القرار؟
المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية:تضامنا مع عمال مصنع الاسمنت بقابس
النوري بن سليمان:شبه مؤكّد :توزيع المسؤوليّات غدا و حفيّظ حفيّظ كاتبا عاما للنقابة العامة للتعليم الأساسي
محمد العيادي :الانقلاب على المكتب الشرعي لنقابة الصحفيين التونسيين جريمة لا تغتفر
منى العفاس الجموسي، أستاذة أولى للتعليم الثانوي بصفاقس:بيان للرأي العام …
مراسلون بلا حدود:القلق عارم على الصحافة المستقلة قبيل الانتخابات بمئة يوم
قدس برس:تونس: مراسلون بلا حدود تنتقد وضع الصحافة في تونس قبيل الانتخابات
آمال موسى :قبل أشهر من استحقاق انتخابي: حراك في المشهد السياسي التونسي
الحبيب بوعجيلة :الواقع السياسي في تونس: حساب البيدر مرة أخرى…
محسن مرزوق:من أجل تسوية تاريخية بين “الإسلاميين” و”العلمانيين”
أستاذ مراقب :يا وزارة التربية : لقد بلـــغ السيل الزبــــــى
قدس برس:تونس: 40 مليون دولار خسائر وكالات السفر بعد إلغاء العمرة
حزب “تونس الخضراء :الوحدة الإفريقية لا تتم إلا ” باحترام حقوق الإنسان واعتماد التنمية المستدامة
احميدة النيفر:علمانيو فرنسا ومعركة النقاب
محمد الشرقي:ربع المغاربة المهاجرين إلى أوروبا فقدوا أعمالهم … وتحويلاتهم تراجعت 18 في المئة
قدس برس:بنكيران: جهات أمنية وسياسية مستمرة في التحريض على حزب العدالة والتنمية
توفيق المديني:خيارات صندوق النقد الدولي أمام الأزمة العالمية
بشير موسى نافع:مُصالحة فلسطينية على أية أسس؟
منير شفيق :انقسام سياسي أيديولوجي طبقي في إيران
الحياة:خاتمي ينضم إلى موسوي وكروبي في رفض الإعتراف بشرعية نجاد
صبحي غندور:مفاهيم حبّذا لو اتفقنا على مضامينها
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 09 رجب 1430 الموافق ل 02 جويلية 2009
بعث إلينا سجين الرأي خالد العيوني المعتقل حاليا بسجن صفاقس بالرسالة التالية: رسالة سجين الرأي خالد العيوني
هناك أخبار تنقل وتأخذها العبارة ويصورها الخيال، ويحيط العقل بمعناها وحقيقتها وهناك أخبار لا تنقل ولا تأخذها العبارة ولا يقدر العلم على الإحاطة بها إلا أن يكون المخبر (اسم مفعول) ذائقا لما جاء به المخبر (اسم فاعل)، فوصف لذة طعم العسل لمن لم يذقه لا يزيده علما بحيث إن طعمه علم يقينا أن ما طعمه هو المسمى عسل، كذلك الألم الذي نعيشه داخل هذه السجون لا يمكن لغير السجين الإحاطة به علما ولا تسعه عبارة ولا يصوره خيال، والتنديدات التي يطلقها المدافعون عن الحقوق الإنسانية للمساجين إنما باعثها النظر في علامات العذاب وآثاره الظاهرة لا في حقيقة العذاب وآثاره الباطنة، ولو علم هؤلاء حقيقة ما يقاسيه المساجين في ظل الجرائم التي يرتكبها أعوان السجون في حقهم لاشتغلوا بالبكاء عليهم بدل الدموع دما عوض الدفاع عنهم بما لا ينفعهم ولا يضيف لهم أي تغيير إصلاحي. مأساتي متواصلة ويشك عمرها على بلوغ الأربع سنوات ولا أزال إلى يومي هذا أعاني من سياسة القمع والإرهاب. من شهد ما حدث معي في الأيام القليلة الماضية بسجن المرناقية لا يشك أبدا في زيف دعوى السلطات القائلة بسهرها على حماية حقوق الإنسان، فإن احتجاجي على حرماني من الزيارة بدون مبرر يوجب ذلك ، حيث التف حولي ما يقارب العشرة أعوان يقودهم مدير المركز الأول برتبة نقيب ورئيس المجمع (أ) برتبة ملازم أول وبأمر من النقيب أدخلوني في دوامة من العنف الشديد لم أزل فيها مسافة ما يقارب المائتي متر بين اللكم واللطم والصك والجر والسب وفحش الكلام حتى وصلوا بي على السجن المضيق حيث نزعوا ملابسي وأبقوني الثلاثة أيام الأولى من أيام العقوبة دون غطاء ولا وطاء ولا يقدر أحد قدر ما أصابني في تلك الأيام من الضعف و الوهن والخوف والذل والألم الشديد، وبعد انقضاء أيام العقوبة قررت إدارة السجون إرسالي إلى السجن المدني بصفاقس وكان ذلك يوم 17/05/2009 يوم فوجئت بإجارء تأديبي جديد يتمثل في سلبي كل أموالي المؤتمنة لديهم وهي تفوق المائة دينار وإجراء تأديبي ثان يتمثل في حرماني من الفسحة المعتادة إلى أجل غير محدد وأنا إلى يوم الناس هذا أناشد الإدارة تمكيني من حقي في الفسحة اليومية لكن دون جدوى . لا أدري ما هو الجرم الذي ارتكبته حتى أنال عقابا بهذا الحجم، لا أدري لماذا تأذن السلطات بحرب ما كان ينبغي لها أن تقع، لا أدري لماذا تصر السلطات على اتباع السياسة الجورج بوشية في حربها على الإرهاب بعد علمها أن هذه السياسة لم تزد نار الحرب إلا تأججا وسعيرا، البلد يتباهى في حلة الأمن والاستقرار والسكينة ولا يدري الناظر إليه أن مثله كمثل بركان لا حركة له في الظاهر إلا أن باطنه شديد الهيجان والغليان وينذر بانفجار عظيم. وليس باطنه إلا هذه السجون التي اتخذتها السلطات كأرض خصبة لزرع حب الانتقام بأفخر أنواع البذور في قلوب رجال يرفضون أن تداس كرامتهم وتدنس مقدساتهم، كان أولى بأصحاب القرار معالجة الأمور باتباع مسلك إصلاحي يعتمد على السياسة والحوار عوض شن حرب يزعم أنها وقائية وما هي في العاجل والآجل إلا أعمال تخريب وفساد ، فخلال هذه الأربع سنوات السجنية تدهورت حالتي الصحية والنفسية بسبب ما تعرضت له من العنف الجسدي والمعنوي (تباين في فقرات عمود الظهر، نوبات عصبية من حين إلى آخر ، فقدان 3 أضراس وسقوط الشعر ) أما الفساد الاجتماعي ويتمثل في انفصالي عن زوجتي بالطلاق وبقاء أبنائي دون معيل ولا مربي… عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 09 رجب 1430 الموافق ل 02 جويلية 2009 بيــــان
زار مساء أمس الأربعاء غرة جويلية 2009 وفد من منظمة حرية وإنصاف الناشطة الحقوقية و عضو المكتب التنفيذي للمنظمة السيدة جميلة عياد (أم ماهر) بمقر هيئة الصليب الأحمر بتونس (البحيرة) أين قررت الاعتصام هناك إثر دخولها في إضراب مفتوح عن الطعام منذ يوم الأحد الفارط 28 جوان 2009 مساندة لمساجين الرأي الذين سبق لهم أن دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام منذ عشرة (10) أيام وهو ما يوافق 22 جوان 2009 بمختلف السجون التونسية. و تجدر الإشارة إلى أن السيدة جميلة عياد (أم ماهر) هي والدة سجين الرأي ماهر بزيوش المحكوم عليه بخمس (5) سنوات سجنا . وقد طلب وفد المنظمة من السيدة جميلة عياد تعليق الإضراب عن الطعام و توجه عبرها إلى جميع المضربين في مختلف السجون التونسية بطلب ملح في تعليق الإضراب عن الطعام نظرا لتحقق الأغراض التي شن من أجلها ألا وهي تحسيس الرأي العام بعدالة قضيتهم و مطلبهم المشروع بإطلاق سراهم كما طلب منهم فسح المجال للمنظمات الحقوقية و كل الأصوات الحرة لمواصلة العمل و النضال لتحقيق هذا المطلب. و للعلم فان السيدة جميلة عياد (أم ماهر) قد أنهت اعتصامها بمقر الصليب الأحمر على الساعة التاسعة ليلا. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 09 رجب 1430 الموافق ل 02 جويلية 2009
أخبار الحريات في تونس
1) مساجين الرأي يعلقون الإضراب عن الطعام: علق مساجين الرأي نهار اليوم الخميس 02 جويلية 2009 بمختلف السجون التونسية إضرابهم المفتوح عن الطعام الذي شنوه في الثاني والعشرين من شهر جوان 2009 للمطالبة بإطلاق سراحهم، وقد وجهت منظمة حرية وإنصاف في بيانها نداء ومناشدة لمساجين الراي بضرورة تعليق الإضراب بعدما حقق هدفه الرئيس المتمثل في التحسيس بقضيتهم ووعدتهم بمواصلة المطالبة بإطلاق سراحهم. 2) نقل سجين الراي ماهر بزيوش إلى سجن المرناقية: تم يوم الاثنين 29 جوان 2009 نقل سجين الرأي ماهر بزيوش من سجن برج الرومي على سجن المرناقية، ولم يقع إعلام عائلته إلا صباح اليوم الخميس 2 جويلية 2009 حيث قام والده بزيارته والاطمئنان عليه. علما بأن والدته السيدة جميلة عياد قد اعتصمت يوم الأربعاء بمقر هيئة الصليب الأحمر بتونس مطالبة بإطلاق سراحه. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
إعلام من عميد الهيئة الوطنية إلى عموم المحامين
تونس في: 02/07/2009 زميلاتي، زملائي: في الوقت الذي كنا فيه منشغلين شديد الانشغال بتركيز صندوق الحيطة والتقاعد للمحامين، وهو الانجاز القيم الذي انتظره المحامون مدة طويلة، وبلغنا أشواطا متقدمة في بناء إدارة عصرية للصندوق، وشرعنا في إسداء خدمات التغطية الاجتماعية إلى زملاؤنا المباشرين والمتقاعدين وعائلاتهم، وكنا نسير سيرا مرضيا ونتقدم على خطى ثابتة قي توفير وضمان حسن التسيير بما يحقق نجاح الصندوق وضمان توازنه، فوجئنا برسالة صادرة عن الأستاذة سعيدة العكرمي (أمين مال الهيئة الوطنية للمحامين) أودعتها بمكتب ضبط الهيئة يوم 11/11/2008، وقامت بترويجها على أوسع نطاق في صفوف المحامين والرأي العام كما أن زملائنا الأربعة أعضاء مجلس الهيئة الوطنية للمحامين ومجلس إدارة الصندوق وهم الأساتذة: عبد الرزاق الكيلاني (رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس)، سعيدة العكرمي (أمين مال الهيئة الوطنية للمحامين)، محمد نجيب بن يوسف (عضو المجلس المشرف على محاضرات التمرين)، وعامر المحرزي (كاتب عام فرع تونس) قد قاموا كذلك بترويج رسالة مفتوحة إلى عموم المحامين والرأي العام بتاريخ 22/12/2008، وقد تضمنت الرسالتان جملة من الادعاءات والاتهامات الباطلة موجهة لعميد المحامين رئيس مجلس إدارة صندوق الحيطة والتقاعد بخصوص التصرف الإداري والمالي. ورغم خطورة ما ورد في الرسائل المروجة بين العموم وما صاحبها من ترويج إشاعات ودعايات في صفوف المحامين ولدى الرأي العام لا أساس ولا مبرر لها في واقع الأمر، وهي من قبيل التزيد، فقد صبرت طويلا عن الرد والتوضيح على تلك المزاعم أملا في أن يتوقف السادة زملاؤنا عن حملتهم، وقد بذلت كثيرا من المساعي في ذلك بجهد شخصي وبتدخلات من زملاء أجلاء من داخل الهياكل وخارجها وكان يحدوني الأمل في تجاوز هذه السلوكيات، خاصة أن الحقيقة جازمة بأنه لم يحصل أي أمر من شأنه أن يدفع إلى التمادي في تأجيج هذه الحملة. وقد تحملت الأذى حرصا على عدم إحداث شرخ داخل المحاماة وحفاظا على وحدة المحامين مترفعا عن الرد في خصوص شخصي لكن الأمور تجاوزت كل الحدود، وتبين أن الحملة تهدف إلى عرقلة مؤسسة العمادة وتجريدها من صلاحياتها وتعطيل مطالب المحامين وشل نشاط العميد في خدمة المهنة. وقد تجلى ذلك لما بلغ الأمر حد خرق القانون بما وقع بجلسة مجلس إدارة صندوق التقاعد والحيطة للمحامين يوم 25/06/2009 حيث تم إصدار قرار باطل، تضمن تجريد العميد رئيس مجلس إدارة الصندوق من صلاحياته الممنوحة له قانونا وإسنادها لغيره، وهو ما جعلني الآن مضطرا للرد وتقديم التوضيحات اللازمة، بما يفند تلك المزاعم ويبين لكافة الزميلات والزملاء خطورة ما جرى وما يجري حتى تكونوا على بينة تامة، وليتحمل الجميع مسؤولياته. زميلاتي، زملائي: فيما يلي أعرض عليكم جملة الردود والتوضيحات: أولا: في عدم احترام واجب التحفظ: تجاوز الزملاء الأربعة واجب التحفظ بما يعد خرقا واضحا لأخلاقيات المهنة وتقاليدها وأعرافها، وكان عليهم أن يمسكوا عن طرح الموضوع ومناقشته خارج أطره، ولدى عموم المحامين والرأي العام، لما له من تأثير سلبي على سمعة الهياكل وكل القطاع عموما، ولعل هذا ما فتح الباب لبعضهم وشجعهم على المشاركة قي هذه الحملة، وانبروا يروجون الإشاعات والمناشير غير الممضاة، مضمونها التشكيك قي العميد وذمته، بما كرس سلوكا معيبا لا عهد للمهنة به، ومس من سمعة المحاماة ورموزها لدى شبابها والرأي العام. ثانيا: غياب الحجة والأدلة: من الغرابة أن الزملاء الأربعة قد قاموا بهذه الحملة ضد العميد لدى عموم المحامين والرأي العام عبر عدة وسائل (بيانات، رسائل، صحف، أنترنات، حلقات خاصة…) دون سند أو حجة أو دليل وهم يعرفون حق المعرفة أن المزاعم التي نسبوها للعميد لا أساس لها من الصحة ومجردة من كل دليل في البعض منها، وتتناقض مع ما جاء به القانون وما قرره وصادق عليه مجلس الإدارة في البعض الآخر بحضورهم وموافقتهم، كما هو ثابت ومضمن بمحاضر جلسات مجلس إدارة الصندوق. ثالثا: لا صحة للتشبث بالإمضاء المزدوج: انطلقت حملة الزملاء حسب قولهم بناء على ما ورد في رسالة الأستاذة سعيدة العكرمي أمين مال الهيئة الوطنية للمحامين من إلغاء العمل بآلية الإمضاء المزدوج من جانب العميد منفردا بحذف إمضائها من صيغ الصكوك البنكية الخاصة بصندوق الحيطة والتقاعد للمحامين، وهو ادعاء لا أساس له من الصحة لان إمضاء الأستاذة سعيدة العكرمي لم ينهه العميد ببادرة شخصية منه وإنما قد ألغاه القانون وأكده قرار مجلس الإدارة في تاريخ سابق لترويج رسالتها حسب البيانات التالية: 1/ إن إمضاء الأستاذة سعيدة العكرمي بصفتها أمين مال الهيئة الوطنية قد انتهى بموجب الأمر عدد 355 المؤرخ في 11/02/2008 المنظم للصندوق الذي لم يأت بخطة أمين مال ولا بخطة كاتب عام وإنما جاء بهيكلة جديدة للصندوق سوى فيها بين جميع أعضاء مجلس الإدارة، ولم يسند لأي منهم بانفراده أي صلاحية خاصة به، وبالمقابل اسند كل صلاحيات تمثيل الصندوق والإمضاء في حقه، وخاصة الصكوك البنكية والوثائق المالية، لرئيس مجلس الإدارة وبالتحديد الفصول 4 و5 و6 و11 منه. ولم يكتف الأمر المنظم لتسيير الصندوق بذلك بل خول لرئيس مجلس الإدارة أن يفوض إمضاءه إلى غيره من إطارات الصندوق وليس من أعضاء مجلس الإدارة (الفصل 11 فقرة قبل أخيرة). 2/ كما أن إمضاء الأستاذة سعيدة العكرمي انتهى بمقتضى قرار مجلس الإدارة بجلسته المنعقدة بتاريخ 29/07/2008 والتي عرض فيها رئيس مجلس الإدارة على الأعضاء استشارة طبق الفصل 11 من الأمر المذكور في تفويض إمضائه لمدير الصندوق في حدود مبلغ ألف دينار، وقد قبل المجلس الاستشارة وأبدى رأيه فيها وبناء على ذلك اصدر رئيس المجلس قرارا في تفويض إمضائه إلى مدير الصندوق في حدود مبلغ ألف دينار يتعلق بحساب وحيد من حسابات الصندوق. 3/ يتبين من ذلك أن إمضاء الأستاذة سعيدة العكرمي بالنسبة للصندوق قد انتهى بصفة قانونية بمقتضى الأمر المنظم للصندوق وبمقتضى قرار جلسة مجلس الإدارة المذكورة حسب الإعلام الموجه إلى البنوك وليس برغبة تلقائية من العميد، رئيس مجلس الإدارة، كما زعمت. وزيادة على ذلك فقد اعترفت بان إمضاءها قد انتهى وجوده بالنسبة للصندوق في تاريخ 31/10/2008 كما هو ثابت ومسجل بمحضر جلسة مجلس الهيئة الوطنية المؤرخ في 21/11/2008 الذي تضمن حرفيا:” بإجماع أعضاء المجلس وتنفيذا للأمر عدد 355 المؤرخ في 11/02/2008 المتعلق بتنظيم صندوق الحيطة والتقاعد للمحامين لم تعد أمينة المال الأستاذة سعيدة العكرمي تمضي الشيكات الصادرة ضمن الحسابات الجارية للصندوق وذلك بداية من 31/10/2008″. إلا أنها قامت بتحرير رسالتها المذكورة وتوزيعها يوم 11/11/2008 كما هو مؤشر عليها من طرف مكتب ضبط الهيئة. وبناء على فقدان ذريعة الإمضاء المزدوج لأساسها وباعتراف صاحبة الرسالة يتبين أن الغاية من ورائه استهداف العميد وارباك سير الصندوق وتعطيله وهو في مرحلة التأسيس. رابعا: في تفنيد المزاعم بالرد على كل واحدة بانفرادها: 1/ بخصوص ما ادعاه الزملاء الأربعة من فتح العميد رئيس مجلس إدارة الصندوق لحساب بالبنك التونسي دون علم أعضاء المجلس: عكس ما روجوا له، فان فتح هذا الحساب تم باسم الصندوق، وليس باسم العميد، تودع فيه مداخيل الاشتراكات دون غيرها لتسهيل عملية ضبط ومراقبة عملية استخلاص الاشتراكات وذلك قبل تكوين إدراة الصندوق (ماي 2008)، وقد صادق مجلس الإدارة على فتح الحساب بجلسة 24/05/2008، وهو تصرف قانوني سليم. 2/ بخصوص الادعاء المتعلق بان رئيس مجلس الإدارة تولى سحب أموال وتحويلها من حساب مجمد مفتوح لدى الشركة التونسية للبنك إلى حسابات أخرى دون بيان سببها، رغم اتفاق أعضاء مجلس الإدارة بجلسة 29/07/2008 على عدم المساس بالحسابات المجمدة: هو ادعاء عار من الصحة لان هذا الحساب ليس حسابا مجمدا إذ هو أقدم حساب احدث منذ العمل بطابع المحاماة وكل مداخيله تحولها القباضات المالية إلى هذا الحساب ثم يتم تحويل بعض المبالغ إلى حسابات أخرى قصد تجميدها، ومن نفس الحساب يقع خلاص جرايات المتقاعدين والأرامل والإعانات على العلاج حسب النظام القديم وخلاص بعض الموظفين. وهو إذا حساب متحرك قانونا وواقعا وحسب الشهادة المسلمة من البنك ذاته. أما تسجيل بعض عمليات تحويل منه فإنها تمت لفائدة حساب بريدي للصندوق مخصص لخلاص مصاريف استرجاع العلاج لفائدة المحامين وعائلاتهم بواسطة حوالات بريدية. 3/ بخصوص الادعاء بان رئيس مجلس الإدارة عمد إلى توظيفات مالية: وهي لفظة عامة توحي بالتهويل واللبس وكأن الأمر يتعلق بتوظيفات هامة، ويفهم منها القارئ وكأنها ليست لفائدة الصندوق في حين أن الأمر يتمثل في مواصلة ما جرى به العمل منذ إحداث طابع المحاماة، إذ يتم تجميد أموال الصندوق الباقية بعد خلاص جرايات الأرامل والتقاعد وتكاليف علاج المحامين وأسرهم بحسابات الصندوق المفتوحة لدى البنوك لمدد متفاوتة (ستة اشهر، سنة، سنتين…) مقابل فوائض بواسطة رقاع وعند انتهاء اجل كل واحدة منها يستوجب ذلك تجديدها حتى لا يخسر الصندوق الفوائض التي تنتجها عند عدم تجديدها وغاية ما في الأمر أن رئيس المجلس تولى تجديد الرقاع التي حل اجلها بنفس الشروط السابقة وهذا ما لا يستوجب التشكيك والتهويل. 4/ بخصوص الادعاء بان رئيس المجلس تولى بذل مصاريف لا علم للمجلس بها ولم تعرض عليه للمصادقة: فان هذا الادعاء لم يذكر نوعها ومقدارها وان جميع المصاريف التي بذلها الصندوق لتكوين الإدارة وتجهيزها قد صادق عليها المجلس بجلسة يوم 29/07/2008 وجلسة يوم 10/09/2008. 5/بخصوص الادعاء بان رئيس المجلس قد تولى شراء سيارة بثمن قدره 46.700 دينار دون علم المجلس وموافقته: فان هذا الادعاء روَج له بعبارة غامضة (العميد اشترى سيارة) حتى يوحي بان السيارة التي تم اقتناؤها كانت لفائدة العميد، في حين أن السيارة تم شراؤها لفائدة الصندوق وباسمه لاستعمالها من قبل المدير الإداري والمالي للصندوق وقد صدر قرار في شراء السيارة للمدير بجلسة يوم 29/07/2008 بإجماع أعضائه ثم تمت المصادقة على ثمنها وقدره 46.700 دينار بجلسة يوم 08/01/2009 وهذا ما يفند كل المزاعم حول مسألة السيارة. 6/بخصوص انتداب مدير إداري ومالي للصندوق وتحديد مرتبه: إن ما تم ترويجه لا يعدو أن يكون إشاعات وادعاءات مغرضة مفادها أن العميد رئيس مجلس الإدارة انتدب بصفة فردية دون قرار من المجلس مديرا للصندوق وضبط مرتبه في حين إن الحقيقة تبرز انه رغم أن مجلس الإدارة بجلسته المنعقدة بتاريخ 28/03/2008 إذن لرئيسه بان يتندب مديرا وفق المعايير والشروط المطلوبة إلا انه بعد استلام ملفات المترشحين (14 ملف) تولى رئيس مجلس الإدارة عرضها على مجلس الإدارة بجلسة 24/05/2008 والذي تداول فيها وانتهى إلى انتداب المدير الإداري والمالي للصندوق والمجلس ذاته هو الذي قرر بجلسة 29/07/2008 المصادقة على مرتبه مع إسناده سيارة وظيفية. 7/ بخصوص زعم انتداب موظفين بالصندوق دون علم مجلس الإدارة ودون أن تتوفر فيهم الشروط المطلوبة: خلافا لما وقع ترويجه بالرسالتين من أن العميد قد انتدب “موظفين للصندوق من غير المترشحين في الآجال، ودون إعلام أعضاء المجلس ودون توفر الشروط المطلوبة، واعتماد المحسوبية والفئوية ومقايضات لا علاقة لها بمصالح الصندوق والمحامين”. (رسالة أمينة المال ) فإذ نستغرب أن تقوم أمينة المال بنسبة هذه النعوت المشينة إلى العميد رئيس المجلس، بأسلوب لا علاقة له بالنقد والاختلاف في الرأي بل هو ثلب وقذف، خاصة أن الزملاء الأربعة يعلمون حق العلم انه لم يقع انتداب موظفين بالصندوق بصورة رسمية خارج القائمة المحددة بقرار المجلس بتاريخ 29/07/2008 (المدير وأربعة أعوان)، وإنما تمت الاستعانة لضرورات العمل أثناء صائفة 2008، بأعوان عرضيين وبصفة مؤقتة ودون أي انتداب في إطار عقود الإعداد للحياة المهنية، تتكفل الدولة بجزء من المرتب مع إعفاء المؤجر من تكاليف الضمان الاجتماعي. 8/ بخصوص قرارات التكفل الممضاة من رئيس المجلس والإيحاء بالتلاعب فيها: فانه منذ تأسيس الإدارة وانطلاق العمل بها فان جميع مطالب التكفل تتلقاها إدارة الصندوق مرفقة بتقرير طبي من الطبيب المباشر وبناءا على الرأي الفني للمدير، وعند الاقتضاء بناءا على تقرير الطبيب المراقب يمضي رئيس المجلس قرار التكفل، بعد إمضاء مدير الصندوق، ومن ثمة فان أي ادعاء مخالف مردود على صاحبه خصوصا وان الأستاذة سعيدة العكرمي ذاتها أمضت على 9 تكفلات، دون إذن رئيس المجلس ولا علمه. 9/ الادعاء بعدم تسلم وثائق الصندوق والكشوفات البنكية: يزعم الزملاء الأربعة أن رئيس مجلس الادراة لم يسلم إليهم وثائق الصندوق والكشوفات الحسابية وهو ادعاء لا أساس له من الصحة وذلك لان الزملاء قد عرضت عليهم جملة الوثائق والكشوفات البنكية إلا أنهم رفضوا تسلمها بجلسة 20/12/2008 كما هو ثابت بمحضر الجلسة المذكورة، مما اضطرني إلى تعيين جلسة أخرى بتاريخ 08/01/2009 وتوليت بالمناسبة تبليغ الاستدعاء إليها بواسطة عدل تنفيذ وعرض جميع الكشوفات البنكية بالنسبة للحسابات الخاصة بالصندوق وذلك مع احترام اجل 10 أيام المنصوص عليها بالأمر التنظيمي للصندوق فتسلموها من عدل التنفيذ . وأخيرا، وبجلسة 23/06/2009 سلمت أعضاء مجلس الادراة كافة الوثائق البنكية والمحاساباتية للصندوق فقبلها الجميع كما هو منصوص عليه بمحضر الجلسة والملاحظ أن جميع بقية أعضاء المجلس قد بلغ عددهم 9 لم يثيروا أي تحفظ حول تسلم الوثائق والكشوفات مع إني قد أكدت بصفة مستمرة لكافة أعضاء المجلس انه في إمكانهم الاتصال بادراه الصندوق مباشرة للاطلاع على أية وثيقة أو كشف أو معاملة مالية وممارسة صلاحياتهم في المتابعة كأعضاء مجلس إدارة. ويتضح من خلال إثارة إشكال عدم تسلم الوثائق إنما الهدف منه تعطيل النشاط العادي للصندوق وعرقلة دور رئيسه من خلال عدم الحضور وفي حال حضورهم محاولة اختلاق مشاكل تهدف إلى تعطيل عمل المجلس وتجميده من ذلك مثلا انسحاب ثلاثة منهم من جلسة 20/12/2008 قبل انتهاءها للحيلولة دون اتخاذ أي قرار. 10/ في الإصرار والتمادي على تصعيد الحملة رغم الاحتكام إلى المجالس: إزاء تواصل الحملة وتصعيدها توليت عرض الموضوع على مجلس الهيئة الوطنية للمحامين بجلسته المنعقدة بتاريخ 21/11/2008 واثر تداوله الموضوع انتهى إلى حسم مسالة الإمضاء المزدوج طبق القانون كما سبق عرضه أعلاه. محضر الجلسة المذكورة ممضى عليه من طرف جميع الأعضاء ما نصه:” واتفق الجميع على العمل سوية من اجل مصالح المهنة والمحامين وهياكلهم بإتباع سبل الحوار والديمقراطية، وكل ما يجد من أراء ولو كانت متناقضة تحسم داخل المجلس مع الالتزام بسرية المداولات، وينطبق ذلك على مجلسي الهيئة وإدارة الصندوق”. وبنفس الجلسة اصدر مجلس الهيئة بإجماع أعضائه بيانا إلى عموم المحامين يتضمن دعوتهم :”إلى الابتعاد عن كل ما يمس من هبة المحاماة والى الالتفاف حول هياكلهم المنتخبة ديمقراطيا وعلى رأسها السيد عميد الهيئة الوطنية للمحامين”. ورغم ذلك تواصلت الحملة وتصاعدت ولا أدل على ذلك من البيان الممضى من الزملاء الأربعة والمؤرخ في 22/12/2008 بعد جلسة مجلس الإدارة المذكورة أعلاه، والمتضمن عرض الوثائق الحسابية على أعضاء المجلس، مما اضطرني إلى دعوة ندوة الفروع للانعقاد بتاريخ 11/01/2009 وتم عرض الأمر عليها، وبعد النقاش والتداول أصدرت توصية تضمنت ما يلي:”تعتبر أن العميد الأستاذ البشير الصيد أسمى من كل الإساءات والإشاعات وهو محل ثقة المحامين وكافة الهياكل وما ورد بالبيانات يتعلق ببعض الخلافات حول التسيير والدعوة إلى التسيير الديمقراطي في إطار الشفافية “. وعلى عكس ما تم الاتفاق عليه وتقريره تواصلت الحملة بالتشهير والإشاعات وتوزيع البيانات المذكورة بين المحامين بصفة مباشرة بوضعها تحت أبواب المكاتب وبواسطة البريد في كامل أنحاء الجمهورية. كما عمدوا إلى مراسلة البنوك والخبراء مراقبي الحسابات في طلب معطيات سبق مدهم بها مما اضر بسمعة الصندوق والمحامين ورموزها لدى المؤسسات. خامسا: جلسة 25 جوان وإنكشاف الحقائق: بعد قيام الزملاء الأربعة بحملة ضد العميد رئيس مجلس إدارة الصندوق على إمتداد سنة قضائية روجوا فيها جملة من الإدعاءات وصلت إلى حد إتهامه بسوء التصرف والفساد والتي فتحت الباب للمشاركة فيها من بعض الذين إنبروا يروجون الإشاعات والمناشير غير الممضاة مضمونها التشكيك في العميد وذمته بما كرس سلوكا معيبا لا عهد للمهنة به ومس من سمعة المحاماة ورموزها لدى شبابها والرأي العام ،وبعد أن إنكشفت الحقائق وفي ظل نجاح الصندوق بتركيز إدارة متقدمة وعصرية وقيامه بجميع الخدمات المنوطة بعهدته لفائدة المحامين المباشرين والمتقاعدين وعائلاتهم من دفع الجرايات وضمان التكفل وإرجاع مصاريف التداوي ودفع رأسمال عند الوفاة ومنح التوقف الوقتي عن العمل ومنح الولادة وتحقيق فائض مالي بعد أدائه لجميع التحملات المالية المستوجبة قانونا قدر بمبلغ مليون وتسعمائة ألف دينار عن المدة المتراوحة من غرة جويلية 2008 إلى 31 ديسمبر 2008 . وهكذا تبين أن جميع مزاعمهم لا أساس لها من الصحة وأن كل ما نسب للعميد رئيس مجلس الإدارة كان من قبيل التزيد وثبت ذلك باعتماد القوائم المالية من مجلس الإدارة بجلسة 25 جوان 2009 وضبطها وقبولها والإذن لمراقبي الحسابات بإعداد الموازنة إعتمادا على ذات القوائم المالية المصادق عليها بإجماع أعضاء مجلس الإدارة الحاضرين بالجلسة المنعقدة يوم 25جوان 2009 و المقدمة من قبل المدير الإداري و المالي . و رغم إثبات حسن تصرف العميد رئيس مجلس الإدارة ماليا و إداريا فإن عدد من أعضاء مجلس الإدارة عملوا بإصرار على إصدار قرار بجلسة يوم 25 جوان 2009 تضمن: 1/ الرجوع في قرار تفويض حق الإمضاء الصادر من رئيس مجلس الإدارة إلى مدير الصندوق بتاريخ 29/07/2008 بداية من 25 جوان 2009 . 2/ إعتبار أن المدير الإداري و المالي للصندوق هو المسؤول الوحيد عن التصرف العادي للصندوق طبقا للصلاحيات الممنوحة له تحت إشراف و رقابة مجلس الإدارة و يتولى على وجه الخصوص إستخدام الحسابات المفتوحة لدى مراكز الصكوك البريدية و لدى البنوك بإستثناء التوظيفات المالية و العقارية التي أبقاها القرار من صلاحيات المجلس . وأمام ما انتهى إليه مجلس الإدارة بأغلبية أعضائه الحاضرين إلى قرارات تخرق القانون خرقا صريحا ،فإن مسؤولياتي كعميد للمحامين ورئيسا لمجلس إدارة الصندوق تفرض التوجه إلى كافة الزملاء وإعلامهم بموقفي الصريح إحتراما للقانون وحرصا على حسن سير الصندوق وحفاظا على حقوق المحامين ومصالحهم وبصريح فصول الأمر عدد 355 المؤرخ في 11 فيفري 2008 وخاصة الفصل 11 منه في فقرته الثانية فإن تفويض الإمضاء من إختصاص رئيس المجلس دون غيره ويمنحه لأحد إطارات الصندوق دون غيره وعملا بمبادئ القانون الإداري فإن تفويض الإمضاء لا يكون إلا بنص صريح من القانون ومخصوص بصاحبه ولا يمكن الرجوع فيه إلا ممن خصه القانون بإسناده علاوة على أن التفويض لا يمكن أن يكون إلا جزئيا، أي محددا في الموضوع والزمن، أما مجلس الإدارة باجتماعه فله صلاحية أصلية عليه أن يمارسها، ولا يمكن له التفويض فيها لعدم ورود أي نص قانوني يجيز لمجلس الإدارة تفويض صلاحياته. ومن جهة أخرى تضمن محضر الجلسة المذكورة تحديدا لصلاحيات مدير الصندوق لم يأت بها نص وإنما يفهم منها تفويض صلاحيات أو إختصاصات مجلس الإدارة إلى موظف بإدارة الصندوق وجاء التفويض شاملا وغير مضبوط وهذا يعد تنازلا عن الإختصاص بدليل عبارات”المسئول الوحيد عن التصرف” ، “بإستثناء التوظيفات…” أي ما خرج عن الإستثناء يكون من مشمولات تفويض الصلاحيات . فالمجلس فوض إختصاصاته إلى المدير بإعتبار أن له صلاحيات منحها له نص الأمر المنظم للصندوق و الحال أن الأمر لم يذكر خطة مدير إطلاقا و إنما ورد بالفصل 11 منه إدارة فنية و إدارية ومالية تساعد مجلس الإدارة في التسيير و الأعمال المذكورة بنفس الفصل هي أعمال إعدادية و تنفيذية فقط(مهام و ليست صلاحيات). وإن ما ورد بالفصل 11 في فقرته الأولى : ” إنجاز جميع المهام التي يوكلها إليه مجلس الإدارة “، دليل صريح من النص بأن الأمر لا يتعلق بصلاحيات حتى يفوضها المجلس و إنما هي مجرد أعمال إعدادية و تنفيذية في إطار المساعدة تتولاها تلك الإدارة للمجلس و لرئيسه. و من جهة أخرى، إن تفويض المجلس صلاحياته للمدير بصفة شاملة بما في ذلك استخدام الحسابات المالية و التعاقد مع الغير لم يستثن منها إلا التوظيفات يتطلب استعمال المدير لإمضائه حتى يتمكن من إمضاءا لوثائق لدى البنوك بما يجعل هذا التفويض الشامل لصلاحيات المجلس قد شمل تفويض الإمضاء ، و الحال أن تفويض الإمضاء من صلاحيات رئيس المجلس. فماذا بقي من دور و صلاحيات للعميد رئيس مجلس الإدارة، وهو السلطة المخول لها تفويض الإمضاء، الذي جرد من الصلاحيات الممنوحة له بمقتضى قرار مجلس الإدارة فأسند بعضها لمجلس الإدارة و البعض الآخر للمدير الإداري؟. إضافة إلى ذلك فإن إعتبار المجلس في جلسته المذكورة أن المدير المالي والإداري هو المسؤول الوحيد عن التصرف العادي للصندوق بمقتضى التفويض الباطل قانونا فيه خرق صريح لأحكام الأمر عدد 355 وخاصة الفصل 4 منه الذي جاء واضح الدلالة وبيّن المقصد في إعتبار العميد بوصفه رئيس مجلس إدارة الصندوق ومجلس الإدارة المسؤولين الوحيد ين عن الصندوق ومنح الفصل 5 من نفس الأمر لرئيس مجلس الإدارة صلاحية تمثيل الصندوق لدى كافة السلط الإدارية والقضائية. وإمعانا في مواصلة خرق القانون، ولمحاولة خلق أزمة وإحداث الانشقاقات في صفوف هياكل المهنة وإدارة الصندوق، وعرقلة عمل العميد رئيس مجلس الإدارة، عمد عدد من أعضاء مجلس إدارة الصندوق وهم الأساتذة: سعيدة العكرمي وعبد الرزاق الكيلاني ومحمد نجيب بن يوسف وعامر المحرزي والهادي التريكي ومحمد هادي وريم الشابي إلى عقد اجتماع بينهم مساء يوم 30/06/2009، وتغيب عنه الأستاذ عماد بن الشيخ العربي بسبب المرض حسب الورقة المنشورة ببهو المحكمة والتي عنونوها بمحضر جلسة، كل ذلك دون إعلام العميد رئيس مجلس الإدارة وبقية أعضاء المجلس، ودعا الأعضاء المجتمعون إلى اجتماع آخر يوم 07/07/2009 خلافا لمقتضيات الفصل 10 من الأمر المنظم للصندوق الذي يقتضي أن تنعقد اجتماعات مجلس إدارة الصندوق بمقتضى دعوة من رئيسه، وهو الذي يعد جدول الأعمال، وكان اجتماعهم خارج القانون ومحاولة فاشلة للعمل خارج الأطر الشرعية التي قررها النص المنظم للصندوق. زميلاتي، زملائي: لا يخفى عليكم ما إعترى هذه القرارات من خرق صريح للقانون لا مبرر له إلا إتفاق بعض أعضاءه على عرقلة عمل الصندوق وشل نشاطه مسا بمصالح المحامين وخدمة لمصالح وأهداف خارجة عن القطاع، والتسليم بقرارات باطلة من أساسها ومخالفة للقانون بتعلة الإذعان لقرار الأغلبية لا يمكن أن يوصف إلا بالتهرب من المسؤولية ،وإزاء كل ذلك أعلن تمسكي بتطبيق جميع أحكام الأمر عدد 355 لسنة 2008 المؤرخ في 11 فيفري 2008 المتعلق بصندوق الحيطة والتقاعد للمحامين ورفضي جميع القرارات والتوصيات المخالفة له. وزيادة على ذلك فان تسليم شؤون الصندوق وإدارته بالشكل الذي ورد بمحضر جلسة يوم 25/06/2009 إلى مدير الصندوق الذي هو موظف، خارج إطار الأمر المنظم للصندوق، ومع احترامنا إليه وتقديرنا له، فان إبقاء الإدارة بيد عميد المحامين رئيس مجلس الإدارة، أولى وأنجع وأضمن للمحامين، لان عميدهم أقرب إليهم وهو أدرى بأحوالهم وأوضاعهم وتسوية مشاكلهم، بالإضافة إلى أن هذا التسليم المطلق فيه مس واستنقاص من مؤسسة العمادة، التي ينبغي أن ننظر إليها كمؤسسة بصرف النظر عن الأشخاص. ومن الناحية العملية، فاني أتوجه إلى كافة الزميلات والزملاء حتى يتحملوا مسؤولياتهم ويصدعوا بكلمتهم. إن حسم هذا الأمر يكون في إطار جلسة عامة خارقة للعادة، ليقرر الزملاء ما يرونه صالحا. والســـــلام عميد الهيئة الوطنية للمحامين رئيس مجلس إدارة صندوق الحيطة والتقاعد للمحامين الأستاذ البشير الصيد
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان القيروان 30 جوان 2009 إعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
محاكمة: مثل اليوم أمام المحكمة الابتدائية بالقيروان الطالبان: نجيب العكرمي ، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام لطلبة تونس وعبد العزيز الربعي ، عضو المكتب الفيدرالي للاتحاد، لمقاضاتهما ” من اجل التهديد بما يوجب عقاب جنائي والقذف العلني ” وذلك اثر شكوى تقدم بها مدير مطعم ابن رشد الجامعي بالقيروان ضدهما في نوفمبر الفارط. المحامون الذين أنابوا الطالبين أكدوا على الصبغة الكيدية للتهم وغياب الشهود ، خاصة وان المدير الشاكي معروف في الكلية بعدائه للعمل النقابي المستقل ووقوفه الدائم إلى جانب الطلبة التجمعيين وتوزيعه بياناتهم ومناشيرهم في انتخابات مجلس الكلية. القضية أجلت إلى يوم 7 جويلية للمفاوضة والتصريح بالحكم. فرعنا ،الذي حضر المحاكمة ، يتقدم با لشكر الجزيل للسادة المحامين الذين تولوا الدفاع عن الطلبة وهم الأساتذة: ·سالم المومني · شكري بلعيد · فوزي المقدم · حسين الحجلاوي · بلقاسم النصري كما يؤكد على حق الطلبة في النشاط النقابي ويدعو للكف عن افتعال القضايا ضد النشطاء منهم. استئناف حكم: استأنف المتهم في قضية الاعتداء على السيدة كلثوم كنو ، الكاتب العام لجمعية القضاة الشرعية، الحكم الابتدائي الصادر ضده والقاضي بسجنه لمدة سنة. وقد نظرت محكمة الاستئناف بسوسة في القضية يوم الخميس 25 جوان 2009 وقررت تأجيل النظر فيها إلى 1 أكتوبر 2009. فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان يجدد مساندته التامة للسيدة كنو ويشجب عديد المضايقات التي تتعرض إليها ويؤكد أن الشرط الأساسي لاستقلال القضاء هو احترام استقلالية القاضي . رفض تسليم جواز سفر: تقدم السيد احمد السميعي ، عضو فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان بطلب حصول على جواز سفر منذ يوم 21 ماي 2009، أي منذ أربعين يوما ، والى غاية هذا اليوم ترفض السلطات الأمنية تمكينه من ذلك . فرعنا الذي يعتبر أن هذا الرفض ناتج عن نشاط السيد السميعي الحقوقي في صلب الرابطة وكذلك في مجلس الحريات ، يؤكد على حق زميلنا في استخراج جواز سفر ويطالب بتمكينه من ذلك في اقرب الآجال.
عن هيئة الفرع مسعود الرمضاني
فيديو:جميلة عيّاد تساند إبنها ماهر بالإضراب والإعتصام
السبيل أونلاين – تونس – خاص
الرابط على اليوتوب : http://www.youtube.com/watch?v=49ETKYGrIWc إعتصمت السيدة جميلة عيّاد “أم ماهر” يوم الإربعاء 01 جويلية 2009 ، بمقر الصليب الأحمر بتونس ، تضامنا مع إبنها السجين ببرج الرومي ، الذى يشن رفقة مجموعة من زملائه إضرابا مفتوحا عن الطعام وذلك منذ يوم 22 جوان 2009 . وكانت “أم ماهر” قد دخلت في اضراب مفتوح عن الطعام منذ يوم الأحد 28 جوان 2009 ، وأرادت من خلال هذا التحرك التذكير بالمظلمة الذى تعرض لها إبنها والحكم القاسي الذى صدر ضده على خلفية وفاة شقيقه مروان على أيدي قوات الإحتلال الأمريكية في الفلوجة بالعراق سنة 2004 . وقد تعرضت عائلة جميلة عيّاد إلى شتى صنوف التنكيل من طرف السلطة التونسية حيث سجن إبنها ماهر ، وزوج إبنتها درّة ، وخطيب إبنتها صفاء التى تعرضت لضغوط نفسية شديدة ومضايقات بسبب إرتدائها للحجاب وصل حدّ حرمانها من التعليم ، وقد سببت لها تلك الضغوط التى بدأت منذ سنة 2001 الإصابة بالسرطان أدى إلى وفاتها في أكتوبر 2008 . وكانت والدتها قد طالبت السلطات بتمكينها من جواز سفر لعلاجها بأحد المستشفيات الفرنسية ، وتمكينها من أداء عمرة بالبقاع المقدسة ، إلا أنها رفضت ذلك ضاربة عرض الحائط بالقوانين والإعتبارات الإنسانية . وقد لاحظ مراسلنا في تونس اليوم الإربعاء تدهور الحالة الصحية للسيدة جميلة عيّاد ، وذلك بعد إعتصامها بمقر الصليب الأحمر حيث إستقبلها كل من : – رامي – وهو أردني الجنسية – كمال – وهو تركي الجنسية – كاترينا – وهي فرنسية الجنسية – وفرنسيسكو بروسكوني ، ممثل الصليب الأحمر في تونس ، الذي طلب منها رفع الحرج عنه أمام منظمة الصليب الأحمر الدولية ، وأكد لها أنه عرض قضيتها على المنظمة التى وعدت بالنظر في ملفها بكل جدية . وقد زارتها الأستاذة إيمان الطريقي ، التى شدت من أزرها وعملت على الرفع من روحها المعنوية ، ورافقتها عند خروجها من مقر الصليب الأحمر وعودتها إلى منزلها . وقد واكب مراسل السبيل أونلاين تطورات الإعتصام منذ بدايته وسجّل بالصوت والصورة شهادة السيدة جميلة عيّاد والتى عبرت فيها عن إستنكارها لتعرض إبنها ماهر إلى حكم ظالم بالسجن ، ومساندتها له من خلال الإعتصام والإضراب عن الطعام . فمتى تُرفع المظلمة عن سجناء الرأي في تونس ، ضحايا قانون الإرهاب الادستوري ؟؟؟…ومتى تتوقف معاناة عائلاتهم ويُستمع إلى أصواتهم مثل ما يقع في المغرب وموريتانيا ؟؟؟ . من مراسلنا في تونس – زهير مخلوف (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 02 جويلية 2009)
معارك الفضاء الافتراضي -المسلسل
بعد توقف دام أكثر من اسبوع يعود هذا الموقع
للفضاء الافتراضي ولا أحد يعلم كم من الوقت فشرطة الانترنت التونسية مجهزة بالمال والعتاد وبرجال قبلوا أن يضعوا علمهم في خدمة عصابات الحق العام التي ترمي لهم بعض الفتات من سرقاتها لكي يخنقوا كل الأصوات المندّدة بما يلحقوه بتونس من إذلال وظلم وعسف. إنها معركة يومية من أجل إيصال الرأي والموقف ومعركة يومية لجعل هذا الموقف يصبح فعلا والفعل بلسما على جراح تونس المريضة بالاستبداد . اكتبوا ، تكلموا ، انشروا ، زوروا موقعي وكل المواقع الحرة، لنواجه إصرارهم على التدمير بإصرار أكبرعلى الخلق والإبداع أما لمن سيكون النصر فلا يجب أن يخطئ أحد رغم ما يبدو من اختلال الموازين القوى : إنه قدرنا وقدرهم هزيمة بائسة طال الزمان أو قصر منصف المرزوقي العنوان الجديد للموقع http://www.moncefmarzouki.com .com
حوار مباشر مع الدكتور سليم بن حميدان
باريس / حوار الطاهر العبيدي / جريدة مواطنون
سعيا منا في استيضاح الرؤى، وإفادة القارئ حول ملامح المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين المولود الجديد في المهجر، لمعرفة تضاريس هذا الإطار الذي يسعى إلى طي ملف بقي منذ سنوات طي الأنين الصامت، اخترنا أن نجري هذا الحوار المباشر مع الدكتور سليم بن حميدان، أحد أعضاء المكتب التنفيذي لهذه المنظمة المنبثق عن المؤتمر التأسيسي بجينيف أيام 21 و22 يونيو 2009. لماذا إنشاء هذه المنظمة، وما هي الأدوار المرسومة لها مستقبلا، ثم أليس اختيار توقيت تأسيها هو نوعا من التشويش على الانتخابات الرئاسية أكثر منه جدوى وفاعلية؟ تم إنشاء هذه المنظمة بغية وضع حد لمحنة التهجير التي طالت أعدادا كبيرة من التونسيين، الذين اضطروا لمغادرة البلاد تجنبا للملاحقات الأمنية والمحاكمات السياسية والمضايقات الإدارية، وهي تهدف إلى تحقيق مطلبهم الإنساني وممارسة حقهم الطبيعي في عودة آمنة وكريمة، فتونس تتسع لكل أبنائها مهما اختلفت أفكارهم. من هذا المنطلق، لا يمكن ربط توقيت تأسيس هذه المنظمة بالانتخابات الرئاسية القادمة، ولا بأي أجندة أخرى، فالهدف الإنساني والوطني للمنظمة لا يرتبط بأي انتخابات يفترض أن تكون مجرد آلية للتداول على الحكم. هناك من عادوا إلى تونس، رغم أن لهم أحكاما ثقيلة، وقد سوّيت وضعياتهم بطريقة قانونية دون أن يتعرضوا للسجن أو المضايقة، بل كانوا محل ترحاب حسب ما صرّحوا به في العلن؟ قد يكون ذلك صحيحا إلى حد ما، وفي المقابل بقيت “تسوية الوضعيات” بيد الأجهزة الأمنية والقضائية. مما لا يبعث على أيّ ارتياح ولا يوفر ضمانات. ألا تعتبرون أن سبب تأخر حل ملف المهجرين، هو أن هذه القضية ظلت حبيسة جهات سياسية، ممّا جعل السلطة تتعامل معها بطريقة فردية، لقطع الطريق أمام أي انتصار سياسي لجهة ما؟ حل هذا الملف لا ينبغي أن ينظر إليه بحساب الهزيمة والانتصار، لأنه انتصار لنا جميعا نحن التونسيين على خلافاتنا وأحقادنا، ولن يحسب إلا في رصيد الوطنية الصادقة والحكم الرشيد والمستقبل المشرق. وزير العدل التونسي في تصريح لموقع “السياسيّة” يقول: من صدرت بحقهم أحكام فإنّهم إمّا وقد انقضت العقوبة بمرور الزمن، أو أنّ عقوبتهم لم تنقض بعد، وهو ما يستلزم إجراءات قضائيّة في الاعتراض.. معنى هذا أن الأبواب مفتوحة أمام الجميع في عودة آمنة وكريمة يؤمّنها القانون، وتعقدّها المنظمة الوليدة، كما يرى البعض أنها أنشأت من أجل تحقيق ” ضجيج إعلامي ” واستجلاب التعاطف ؟ – كلام وزير العدل السيد بشير التكاري يدفع نحو التفاؤل، لأنه يعبر عن استعداد مبدئي لدى النظام التونسي للنظر في ملف “المهجرين” بعد طول نسيان. كما أن لهجته تبدو إيجابية، أما العرض المقترح للحل فإنه من وجهة نظرنا لا يختلف عن العروض المعهودة، ولسنا نرى في ولادة منظمتنا أي تعقيد للملف، بل على العكس يمكن وضعها في سياق التفاعل الإيجابي مع كلام السيد الوزير إثر طرحه للقضية. غير أن منظمتنا جاءت لتحسين مقترح الحل وذلك بتحويله من دائرة المعالجة الأمنية والقضائية إلى الحل السياسي الشامل المنبثق من إرادة سياسية صادقة وشجاعة، وستتفاعل منظمتنا مع كل مسعى إيجابي يهدف إلى إنهاء محنة التهجير. هناك من يرى ألاّ فرق بين التسويات الفردية التي تنتهجها السلطة في حل هذا الملف، وبين ما تنادون به أنتم في المنظمة، كما آخرون يرون أن هناك إقبال من طرف المهجّرين لتسوية أوضاعهم فرادى، ما يجعل البساط مسحوبا مسبقا من المنظمة، بل وربما سيبقى أعضائها وحدهم الرافضين لهذا التمشي؟ يا سيدي نحن لا نبحث عن موقع تحت الشمس، كما لا نرغب في تأبيد الآلام المهجرين، بل نسعى إلى المساهمة في إيجاد حل لأزمة طالت ولا نلزم أحدا في اختياراته، ولن نكون فرادى طالما قضيتننا نبيلة، ومطلبنا حق مشروع. ماذا بعد هذا المؤتمر، وكيف تتصورون مستقبل العلاقة بينكم وبين السلطة لفض هذا الاشتباك؟ المؤتمر هو محطة لتوحيد الجهود، وانطلاق لمسيرة نحو الوطن، ونعتقد أنه من مصلحة الجميع تحييد قضية المهجرين من دوائر الاشتباك ومحاور الصراع والاستثمارالسياسي. إذا لم تستجب السلطة لمطالبكم فكيف ستواجهون هذا الرفض، وأي الأوراق لديكم لتليين المواقف؟ سنظل متمسكين بالدفاع عن قضيتنا، منتهجين الطرق المدنية، مستنفرين الضمائرالوطنية والإنسانية، حتى استرداد حقنا في العودة الكريمة. ما هي بنظركم ضمانات العودة الآمنة والكريمة ؟ ترتبط الضمانات في رأينا بإرادة السلطة في طي هذا الملف الذي يؤرق الجميع، عبر بادرة رسمية وصريحة، تتفاعل ايجابيا مع مطلب المهجرين وتضع حدا نهائيا لمحنهم؟ (المصدر: صحيفة “مواطنون، لسان حال التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات (اسبوعية – تونس)، العدد 112 بتاريخ 1 جويلية 2009)
بسم الله الرحمان الرحيم
كيف الإنتقال من الحوار إلى القرار؟
لتوحّد قوة والفرقة عذاب لا بدّ من الحوار بين المتخالفين
عبد السلام بوشداخ 2 جويلية 2009 الحمد لله الذي امر أن لا نعبد إلا إياه و بالوالدين احسانا و نشكره على ما خلقنا ورزقنا و هدانا و من جزيل نعمائه منحنا و أعطانا فمن دون الناس خصّنا و اصطفانا و من سائر الامم اختارنا واجتبانا. و نشهد ان لا إله الا الله وحده لا شريك له و نشهد ان محمدا رسول الله فهو نبيّنا وقائدنا ومرشدنا عبد الله ورسوله الذي ارسله الله رحمة للعالمين. اما بعد الحمد لله الذي أعز جنده، ونصر عباده المؤمنين، وهزم الأعداء وحده، وهو القائل: (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين)، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده إمام المتّقين و قائد المجاهدين محمد الصادق الأمين و على آله واصحابه الأتقياء الأنقياء وازواجه الطاهرات أمهات المؤمنين القائل: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله) أما بعد. يقول الله تعالى في سورة المائدة : “يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنّكم سنآن قوم ألا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى ” (المائدة – 8 ) وهذا نداء من الله و تذكير بنعمة الله تعالى علينا جميعا حتّى نكون قوامين بالقسط أي من اجل ثواب الله تعالى و لا ننتظر جزاءا ولا شكورا من احد و هكذا فان كفر الكافر لا يمنع من العدل عليه . ويقول جل وعلا وهو يخاطب المؤمنين : ” يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ همّ قوم ان يبسطوا إليكم أيديهم فكفّ أيديهم عنكم واتقوا الله و على الله فليتوكل المؤمنون” (المائدة – 11) و قال تعالى : ” قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فاذا دخلتموه فإنكم غالبون و على الله فتوكّلوا لإن كنتم مؤمنين” (المائدة – 23) وهذه نزلت في بني إسرائيل من مصر أمرهم بجهاد اهل أريحاء من بلاد فلسطين الجريحة فبعث ياثني عشر نقيبا من كل سبط رجل يستاقون الاخبار فرأوا سكان البلاد من الجبابرة ذوي الاجسام الهائلة و الجبارين الذين يخاف بطشهم و كذلك جباري كل زمان ومكان فقالوا لنبي الله موسى عليه السلام ادخلوا عليهم الباب ولا يهولنكم عظم أجسامهم لن قلوبهم ملئت رعبا منكم فأجسامهم و امكانياتهم المادية قد تكون عظيمة ولكن قلوبهم ضعيفة و هذا القول يكون عندما القلوب متشبعة بالثقة في وعد الله بالنصر و التمكين ولو بعد حين. و قال رب العزة والجلال في قصة ابني آدم لما تقبل الله من التقي ولم يتقبّل من الثاني وهدّده بالقتل : ” لئن بسطت اليّ يدك لتقتلي ما انا بباسط يدي إليك لأقتلك إني اخاف الله رب العالمين ” (المائدة – 28 ) و هنا لا بد لنا من تذكر الحديث القدسي الذي رواه البخاري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إن الله تبارك وتعالى قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرّب إلي عبدي بشيئ أحب إلي مما افترضت عليه و ما يزال عبدي يتقرّب اليّ بالنوافل حتّى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها و رجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه و لئن استعاذني لأعيذنه و ما ترددت عن شيئ أما فاعله تردّدي عم نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته ” و في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” يؤتى يوم القيامة بالظالم والمظلوم فيؤخذ من حسلات الظالم فتزاد في في حسنات المظلوم حتى ينتصف فان لم تكن له حسنات أخذ من سيئات المظلوم فتطرح عليه” قوانين الغلبة : أنّ الغلبة ليست لمن يملك القوّة وحدها، و إنما لمن حسنت عقيدته ويحسن استعمال الوسائل التي بين يديه ولو كانت بسيطة، ولو ننزّلنا هذه الحقيقة في الحرب الشّرسة في غزّة الشهيدة، فلقد استعدّ شعبها المرابط بعدّة عظيمة من الصّبر والمصابرة والثّبات و رباطة الجأش مع الحكمة في إدارة المعركة بالكرّ و الفرّ. إذ تبيّن مظهرا من مظاهر القوّة والذي يعدّ من أهمّ قيم هذا الدّين العظيم، وهذه من القيم التي علّمها الرّسول لابن عبّاس وهو صبيّ ” يا غلام! احفظ الله تجده أمامك، تعرّف إلى الله في الرّخاء يعرفك في الشّدّة، واعلم أنّ ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أنّ النّصر مع الصّبر، وأنّ الفرج مع الكرب، وأنّ مع العسر يسراً”، فالصّبر هو وراء النّصر أما بعد التحية إلى كل أعضاء منظمتنا الشابة والعتيدة، تحية للإخوة والاحباب والرفاق والاصدقاء والمتعاطفين مع قضيتنا العادلة و الذين شاركوا في حوار ما بعد المؤتمر، تحية إلى الأخ رئيس المنظمة على رسالته التجميعية الرائعة لقد كان حوارا مسؤولا وشفافا يعد باللحمة في الصف والصدق في التعامل والوفرة في العطاء، والمهم أن نحرص على حصر حديثنا التقييمي في خانة الصواب والخطإ بعيدا عن خانة الإخلاص والخيانة والمهم كذلك أن نحرص على مواصلة الحوار داخليا دون البوح به في العلن، لأن ذلك لن يضر فلانا أو فلانا وإنما سيأتي الضرر على مكاسب المؤتمر بل على المنظمة نفسها، بل سيتعداها إلى الحركة الوطنية التي وجدت متنفسا في مبادرتنا المباركة، وانا شخصيا و قد ترشّحت لرئاسة المنظمة ولم يكتب ان يختارني الاخوة الافاضل المؤتمرين وبذلك عفاني الله من هذه المسؤولية ولعلهم احسنوا صنعا ولله الامر من قبل ومن بعد. أعتبر أن من واجبنا جميعا ان نجمّع ولا نفرّق حتى يكون الهدف المنشود هو العودة للجميع في ظروف آمنة وكريمة ونبتعد عن التشكيك في النوايا لانه بذلك يخرق الإجماع و يعتبر طعنة في ظهر المنظمة التي لم تكتمل مؤسساتها. إنه حقا الإمتحان الأول ولكنه ليس بالإمتحان الصعب ولنا جميعا من القدرة والكفاءة على تجاوزه بنجاح اذا صلحت النوايا ووضنا نصب اعيننا المهام التي تنتظرنا واللآمال والطموحات لكن المهجّرين بقطع النظر عن انتمائاتهم الحزبية والعقائدية . إن المتتبع للحوار الدائر منذ يوم 21 جوان من الشهر الفارط يلاحظ شبه إجماع على النقاط التالية ·عدم إتمام المؤتمر لأشغاله ·الحرص على إتمام هذه الأشغال في أقرب الآجال وفي تناسق تام بين احترام مقررات المؤتمر وتقدير مصالح المنظمة ·لا أحد خلال الحوار شكك في الاشخاص أواعترض على انتخابهم في أشخاصهم بقطع النظر عن الإلتقاء أو الإختلاف معهم أما النقطة التي استرعت انتباه جل الإخوة وأولوها الإهتمام الأكبر في النقاش فهي التركيبة الهيكلية التي أفرزها المؤتمر وهنا أستسمح الإخوة في إضافة بعض الملاحظات نظرا لتعدد وجهات النظر حولها: ·في الدفاع عن وجاهة الإنتخاب الذي حصل في المؤتمر و القياس على ما هو حاصل في الإتحاد العام التونسي للشغل، و اضيف ان ان حزب الدستور الذي اسسه الشيخ عيد العزيز الثعالبي و هو اقدم حزب سياسي بعد الحزب الشيوعي التونسي فعلا لقد كان الإتحاد العام التونسي للشغل في أيام الشهيد فرحات حشاد و من بعده الحبيب عاشورولا ننسى ان هذه المنظمة العتيدة كان رئيسها الذي لا يتحدث عنه الا القليل هو الشيخ الفاضل بن عاشور فكانت المنظمة النقابية منارة للديمقراطية وتتلمذ الكثير منا في ساحة نضالها وأظن أنني واحد ممن تشرفوا بالإنتماء لصفوفها وخرجت من البلاد على اثر احداث 26 جانفي 1978 و قد نلت من المضايقات ما فيه الكفاية. ولقد سبق ان تحملت المسؤوليات سواء في المنظمة النقابية للعمال بتونس وفرنسا ومنظمة التجارفي تونس واسست منظمة حقوقية في قرنسا ” حقوق وحريات المغربة وبالمغرب” وكذلك كنت من مؤسسي نجمع العمال التونسيين بفرنسا منذ سنة 1984 وكانت بتأييد ومباركة الزعيم الراحل الحبيب عاشور ولا اخفي عليكم ااني كنت عميدا للشباب سنة 1966 بتونس المدينة. وكنت قريب من مصدرالقرار في اللجنة العليا للحزب الحاكم سنة 1969. أن مؤتمر الإتحاد لا ينتخب أمينه العام وإنما ينتخب مكتبه التنفيذي فقط والمكتب التنفيذي المنتخب ينتخب الامين العام أما حزب الدستور فكان ينتخب اعضاء اللجنة المركزية للحزب وكذلك الامين العام والمكتب السياسي وبذالك تسلسلت الشرعيات و تتوازنت القوى في داخل المنظمة حتى لا يهرب بها أي مؤسسة عن اليمين او عن الشمال. ·إن تأكيدي على هذا الإمر ينم عن تخوف شديد من عواقبه الآجلة والعاجلة وتصوروا معي جدلا لو حصل في الأمر خلاف بين المكتب التنفيذي المنتخب والرئيس المنتخب فمن يملك الشرعية العليا ولمن يرجع القرار النهائي؟ والجواب عندي هو الانتخاب ولذا كان وجوب ان يكون العدد فردي لترجخ الكفة لصالح هذا او ذاك ولا يستبدّ احد بقرار المنظمة لان الاستبداد هو سبب الداء في البلاد ولدى العباد وهذا هو الضامن وصمام امان. وهذا السؤال لا يحتمل “دعها حتى تقع” ومستقبل منظمتنا لن ينبني على “سبق الخير” خاصة وحسب ما فهمت من النقاشات أنه لم يصادق المؤتمر إلا علي بعض البنود من القانون الاساسي ليس من بينها المهام والصلوحيات والتسلسل الهيكلي ·إن التوافق من شيم مراحل البناء المضموني والتجميع البشري أما مرحلة العمل فلا ينفع معها إلا هيكلة متينة وقانونا حازما وديمقراطية شفافة إن في الأمر خلل هيكلي يجب معالجته بالانتخاب لا بالتعيين في أي مستوى من مستويات المؤسسة او المنطمة، وباعتبار أننا لم نتخلص بعد من مرحلة البناء لخدمة المصلحة العليا للمنظمة، لذا أجدد مقترحي بأن يدعو رئيس المنظمة لاجتماع في أقرب الآجال يظم الهيئة المنتخبة وأعضاء التنسيقية لرسم خطة لإصلاح الوضع الهيكلي واستكمال ما تبقى من أشغال المؤتمر بمن حظر المؤتمر لا غيرللاستفادة من مضامين الحوار المعمق والمسؤول الذي يجري حاليا بين الاعضاء ، ثم تعرض هذه الخطة على الأعضاء للمصادقة والتنفيذ الإخوة الكرام المنتخبون والإخوة واصدقاء المنظمة واحبائها و محبيها أعضاء التنسيقية كونوا في مستوى المسؤولية فستجدوننا جميعا عونا لكم عليها والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته و في حفظ الله دمتم وفقكم الله لما فيه خير البلاد والعباد واعلموا ان ما انصح به اخواني واحبائي هو نابع عن تجربة حياة ثرية بالتجارب والمحن والنجاحات وكذلك الكبوات والاساس والاهم هو اننا لما نسقط نسارع بالنهوض ولا نبقى نتباكى على حظنا مع العذر لالااطالة واستودعكم الله الذي لا تضيع اماناته. وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون انه سعيع عليم اخوكم عبد السلام بوشداخ
المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com : تونس في 02 / 07 / 2009
تضامنا مع عمال مصنع الاسمنت بقابس
دخل اليوم 02 / 07 / 2009 عمال مصنع الاسمنت بقابس في إضراب شرعي لمدة 24 ساعة مع إيقاف الإنتاج كليا وذلك بعد فشل الجلسات الصلحية واستنفاذ كل فرص الحوار مع المستثمر الأجنبي حول الزيادات في الأجور علما وان هذا الإضراب كان مقررا ليوم 23 /06 / 2009 ووقع تأجيله إلى يوم 02 /07 / 2009 . إن المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية يعبر عن تضامنه المطلق مع العمال المضربين ومع مطالبهم المشروعة في زيادات معقولة تناسب حجم التضحيات التي يقدمونها ويأمل أن يكلل إضرابهم باستجابة المستثمر الأجنبي لكل مطالبهم . جميعا من اجل فرض الحقوق والحريات النقابية. جميعا من اجل التصدي للانتهاكات ضد العمال والنقابيين. المرصد فضاء نقابي مستقل ديمقراطي وهو مفتوح أمام جميع النقابيين بدون استثناء ويمكن التواصل مع المرصد على العنوان الالكتروني التالي : http://marced.maktoobblog.com عن المرصد المنسق محمد العيادي
شبه مؤكّد :توزيع المسؤوليّات غدا و حفيّظ حفيّظ كاتبا عاما للنقابة العامة للتعليم الأساسي
تونس في 02 جويلية 2009 النوري بن سليمان بعد أخذ و ردّ عاد محمد حليّم، هو و كلّ العناصر المترشحة على قائمة التحالف النقابي التقدمي، إلى القبول بالاتفاق الذي تعهد بموجبه قبل المؤتمر بالقبول بصعود حفيّظ حفيّظ إلى منصب الكتابة العامة و الالتزام بعدم ترشيح نفسه كما تعهّد محمد الطاهر ذاكر بعدم الترشح. و إذا صحّ ذلك يكون الوئام قد عاد إلى صفّ العناصر المحسوبة على حزب العمال الشيوعي التونسي أو القريبة منه و يكون الإجماع قد حصل داخلهم على تقديم مرشح واحد هو حفيّظ حفيّظ الذي لا يتوقع أن ينافسه أي مرشح ليصعد بطريقة شبه أوتوماتيكية لمنصب الكتابة العامة. و لم يبقى غير انتظار جلسة يوم غد لتوزيع المسؤوليات التي من المنتظر أن تقع فعلا إذا تمكن محمد الفاهم نصر من حضورها بعد تغيبه على الجلسة السابقة لأسباب عائلية. و للعلم أن السيد محمد حليّم قد فقد حظوظه في العودة لمنصب الكتابة العامة منذ اندلاع أزمة تجريد النقابيين و ناله العديد من الإنتقادات على أساس ضعف أداءه و رضوخه لضغط البيروقراطية النقابية و خاصة إثر إمضاءه على الإتفاقية الخاصة بمنحة العودة المدرسية الهزيلة و المرفوضة قطاعيا. النوري بن سليمان المصدر : منتدى” الديمقراطية النقابية و السياسية ” الرابط :
http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p
الانقلاب على المكتب الشرعي لنقابة الصحفيين التونسيين جريمة لا تغتفر
لم تكن في نيتي الكتابة في هذا الموضوع – موضوع الإطاحة بالمكتب الشرعي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين – لاعتبارات عدة أهمها أنني لست صحفيا كما أن بعضا من صحافيينا الأحرار والشجعان أفاضوا في الدفاع عن نقابتهم إلى حد لم يتركوا مجالا لمتطفل مثلي في ولوج هذا الموضوع, أما الآن وقد جاوز الظالمون المدى وسقطت كل دعوات المصالحة وأصبح لا مفر من مؤتمر استثنائي قد يقلب الطالح على الصالح واليابس على الأخضر , فأجدني مجبرا على قول كلمة حق يراد بها حق .إن الانقلاب على المكتب الشرعي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بهذا الأسلوب المكشوف المتميز بإخراج رديء وديكور سيء وممثلين فاشلين يمثل جريمة لا تغتفر في حق الصحافة أولا وفي حق العمل النقابي ثانيا . جريمة لا تغتفر في حق الصحافة لان لا ربيع صحفي في تونس دون نقابة قوية مستقلة تدافع بصدق عن ثوابت المهنة ولا تخاف في الحق لومة لائم وقد مثل بعض أعضاء المكتب التنفيذي الحالي شعاع أمل من اجل فرض لون صحافي جديد يخرجنا من دائرة الصحافة الخشبية والصفراء ويعيد للصحافة صدقها وبريقها وللأقلام الصحافية المبدعة إشعاعها ومصداقيتها .لقد برز هؤلاء الصحافيون كنقطة بداية في طريق طويل وشاق من اجل فرض ربيع صحفي في تونس خاصة بعد استماتتهم البطولية في الدفاع عن نقابتهم واستقلاليتها ولهذا تعتبر الإطاحة بهم نحرا لهذا الأمل وسدا لكل منافذ هذا الطريق . كما أن الانقلاب على هذا المكتب جريمة لا تغتفر في حق العمل النقابي المستقل ذلك أن هذه النقابة الفتية مثلت تجربة جديدة في العمل النقابي المستقل خارج اطر الاتحاد العام التونسي للشغل وكان يمكن أن تكون نواة لعمل نقابي واعد يخرجنا من دائرة اللون النقابي الواحد وهو ما يمثل اثراءا للمشهد النقابي التونسي ونشرا لثقافة وممارسة نقابية جديدة ,إن الإطاحة بهذا المكتب الشرعي هو ضرب صريح لهذه التجربة النقابية الفتية. نهاية ان الانقلاب على المكتب التنفيذي الشرعي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين والتدخل في شؤونها من أي طرف كان عمل مرفوض شرعا وقانونا وعرفا وهو اعتداء سافر يصل إلى حد الجريمة , لكن على كل حال التاريخ يسجل كل شيء ولن يرحم أحدا وفي يوم ما من سنة 2100 قد تولد جائزة في الصحافة الحرة باسم ناجي البغوري او منجي الخضراوي او سكينة عبد الصمد أما المنقلبون والمسيرون عن بعد بالريموت كنترول فلا ندري أي أوصاف قد تلتصق بهم. محمد العيادي نقابي مستقل منسق المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية
بيان للرأي العام …
منى العفاس الجموسي، أستاذة أولى للتعليم الثانوي بصفاقس
على اثر الحملة المغرضة التي شنتها أوساط معروفة بتزمتها حول العمل المسرحي الارتجالي الذي قدمه تلاميذ المدرسة الإعدادية النموذجية بصفاقس، وحرصا مني – باعتباري الأستاذة المشرفة على هذا العمل- على إنارة الرأي العام حول ما روجه أصحاب هذه الحملة من افتراءات ومزاعم باطلة، فإني أرى لزاما علي أن أتقدم بالتوضيحات التالية : 1- إن مجمل الاتهامات التي كيلت ضد هذا العمل باطلة تماما وعارية من الصحة إذ أنه لم يقم أي تلميذ بأي شكل من الأشكال بالإساءة إلى الرسول الكريم ولا بأي كلمة أو حركة تنال من حرمة المقدسات الدينية المهيبة. 2- إن ادعاء أصحاب الحملة المسعورة بأن العمل المسرحي قد قدم في الفضاء الثقافي محمد الجموسي مخالف للحقيقة إذ أنه تم بدار الثقافة باب البحر وذلك دليل على عدم مشاهدتهم للعمل وعلى ترويجهم لإشاعة باطلة. 3-إن ادعاءهم بأنه قد تمت مصادرة شريط مسجل للعرض باطل من أساسه إذ أنه لم يقع تسجيل العرض إطلاقا بالرغم من مطالبتي لمدير المدرسة بتأمين تسجيل العرض تطبيقا للتوصيات الصادرة عن السيد متفقد مادة التربية المسرحية. 4- خلافا لما ادعاه أصحاب الحملة من أن المشاهدين للعرض “أصيبوا بصدمة تقشعر لها الأبدان…” فقد تم تقديم العرض في جو بهيج. وقد حضرت مجموعة من الزملاء الأساتذة الذين تفضلوا بشكر التلاميذ على حضورهم الركحي وبلاغة تعبيرهم المسرحي وحسن بديهتهم. كما حرص الأولياء على تقديم عبارات الشكر لما يحظى به أبناؤهم من رعاية وعناية واهتمام في شتى ميادين التكوين بما في ذلك التكوين المسرحي. 5- عملا بتوصيات البرنامج الرسمي لمادة التربية المسرحية تم تصميم مجموعة من المشاهد الارتجالية باقتراح التلاميذ حول وضعيات مستوحاة من حياتهم اليومية داخل المدرسة الإعدادية النموذجية التي يقضون فيها أكثر من 8 ساعات يوميا. ومنذ أول التمارين الارتجالية بيّنت للتلاميذ ضرورة التمييز بين الشخص والشخصية باعتبار أن الانطلاق من الواقع لا يعني محاكاته أو إعادة صياغته بحذافيره وإنما اقتباسا واستلهاما. وهكذا فإن النتاج الذي قدمته مجموعة التلاميذ شمل أدوارا وشخوصا ووضعيات من ضمنها بالأساس أستاذة فرنسية، أستاذة تربية دينية، أستاذة تاريخ، أستاذة مسرح، أستاذة علوم، مدير، قيم عام، قيمات وتلاميذ. وما راعني إلا أن علمت غداة تقديم العرض بانطلاق حملة معادية للعمل المسرحي عرضتني شخصيا للكثير من الاتهامات من قبيل تحريض التلاميذ على إهانة الأساتذة أو النيل من ناموس الإدارة أو التطاول على الأخلاق و الإساءة للمقدسات. وقد حركت هذه الحملة أستاذة التربية الدينية التي لم تشاهد العرض والتي تهجمت من قبل مرارا وتكرارا على المسرح معتبرة أن التمثيل وتقمص الشخصيات والقيافة حرام. وتم إذكاء نار الحملة المعادية من خلال الإصرار على كيل التهم الواهية والخلط بين الشخصيات المسرحية الخيالية وبين الأشخاص (أساتذة وإداريين) ونقل جزيئات من العرض خارج سياقاتها والتشنج المبني على أحكام مسبقة والإمعان في التصعيد والتهويل والإسناد إلى المجهول من طرف أناس لم يشاهدوا العرض بما يؤكد أن هنالك نوايا مبيتة تحاك في الظلام وأن هناك من لا يطيب له أن يحتل الفن المسرحي مكانته في المؤسسة التربوية بل أن البعض يعتبر الفن عموما والمسرح على وجه الخصوص ضرب من ضروب المروق عن الأخلاق والخروج من الملّة. أمام هذا الإمعان في تشويه الحقائق وترويج الإشاعات المغرضة قدمت إلى لأخ الكاتب العام للنقابة الأساسية بالمدرسة الإعدادية ثم إلى الأخ الكاتب العام للنقابة الجهوية للتعليم الثانوي تقريرا عن الوقائع وتظلما من الحملة المغرضة. وقد تفضلا بالبحث والتحري في الموضوع. وإثر ذلك عبر لي الأخ الكاتب العام للنقابة الجهوية عن تضامنه. 6- بعد شهر ونيف من هذه الحملة المسعورة أقدم أحد غلاة التطرف الذي عرف بشطحاته الهستيرية بين أقصى اليسار وأقصى اليمين على نشر بيان كيدي يتهمني فيه بالإساءة للرسول الكريم ويتقدم فيه باللوم على الأخ الكاتب العام للنقابة الجهوية للتعليم الثانوي لما أبداه من مساندة وتضامن ووقوف ضد أساليب ترويج الإشاعات المغرضة ومساندة لحرية الرأي و الإبداع. وقد تمت هذه الحركة الكيدية الجبانة خلال الحملة الانتخابية لعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي (الاتحاد العام التونسي للشغل) التي ترشح لها الأخ الكاتب العام للنقابة الجهوية للتعليم الثانوي. وقد تزامن ذلك مع ترويج عريضة في نفس المعنى عبر بعض المتطرفين في الوسط النقابي الجامعي. وما من شك أن ذلك قد تم بتدبير منسق من أجل إضعاف حظوظ نجاح الأخ الكاتب العام في الانتخابات النقابية للمكتب التنفيذي الجهوي. 7-إذ أستنكر ما تعرضت له من اغتياب ونميمة وتصرفات كيدية فإن ما أخشاه من المحنة التي تعرضت إليها، فضلا عن المعاناة الشخصية، هو فوضى التجني على قيم الاختلاف والتنوع التي تزدهر بتحرير ملكات الفكر والتفكير والبحث والتعبير بعيدا عن كل أشكال الترهيب والتكفير. إن أخطر ما في هذه المسألة يتمثل في التستر وراء شعار حماية المقدسات والمزايدة بالتديّن نفاقا لإلقاء الشبهات على الفرقاء السياسيين أو النقابيين أو على من لا تروق أفكارهم للذين نصّبو أنفسهم قيّمين على الآخرين وأركانا لمحاكم التفتيش. منى العفاس الجموسي، أستاذة أولى للتعليم الثانوي بصفاقس (المصدر : منتدى” الديمقراطية النقابية و السياسية “)
الرابط :http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p
تونس | 1.07.2009
القلق عارم على الصحافة المستقلة قبيل الانتخابات بمئة يوم
قبل انعقاد الانتخابات التشريعية والرئاسية بثلاثة أشهر، تستعرض مراسلون بلا حدود وضع حرية الصحافة في تونس حيث لا تزال المضايقات والمنع عن الخروج من الأراضي وغيرها من التهديدات الموجهة ضد الصحافيين التونسيين العملة السائدة. في هذا الإطار، أعلنت المنظمة: “عشية الانتخابات الوطنية، كنا نتأمل مزيداً من التسامح من قبل النظام القائم ولكن جهاز الشرطة لا يزال مستمراً في ممارسة الضغوط على أي صحافي ينتقد السلطات. وتبقى الصحافة المستقلة في تونس محنة تواجه كل من يمارسها لا سيما أن انتخابات تشرين الأول/أكتوبر قد تكون حجة لزيادة فداحة الضغوط على الصحافة المقرّبة من المعارضة ومراسلي وسائل الإعلام الأجنبية في البلاد”. تمارس الضغوط بشكل خاص على الذين يعبّرون بحرية في المؤسسات الإعلامية الأجنبية. ففي 25 حزيران/يونيو 2009، حكم على الناشط في مجال حقوق الإنسان والعضو في الجمعية الدولية لدعم المعتقلين السياسيين طارق سوسي بالسجن لمدة ثلاثة أشهر مع وقف التنفيذ في محكمة استئناف بنزرت (على بعد 100 كلم غرب تونس العاصمة) بعد تأجيل الجلسة غير مرة. وكان ملاحقاً بتهمة “نشر أخبار كاذبة من شأنها أن تعكر النظام العام” إثر مشاركته في العام 2008 في برنامج مخصص لأحداث الساعة الجارية في دول شمال إفريقيا على قناة الجزيرة. وفي خلال الحلقة المعنية، ندد باسم الجمعية التي ينتمي إليها بالاعتقال التعسفي لسبعة شبان من بنزرت وصفه بالاختطاف (الرجاء مراجعة البيان الصحافي الأخير الصادر حول طارق سوسي). ولا تتوقف الضغوط الممارسة على الصحافيين المستقلين عند هذا الحد وإنما تمر أيضاً بالحظر عن الخروج من الأراضي. بمنعهم عن المشاركة في دورات تدريبية ومنتديات دولية تهتم بشؤون الصحافة، تسعى السلطات التونسية إلى كم أصوات الصحافيين المستقلين شأن محمد الحمروني ورشيد خشانة وسليم بوخذير الذين ينتظرون منذ عدة أسابيع المصادقة على ملفات جوازات سفرهم في حين أن هذا الإجراء لا يستغرق أكثر من أسبوعين بوجه عام. أما مراسل قناة الجزيرة في تونس لطفي حجي فقد اشتكى من تشديد القيود ضده. فإذا بكابل الإنترنت يقطع في منزله منذ أكثر من شهر للمرة الثانية على التوالي في غضون ستة أشهر. وقد منعته الشرطة عن لقاء مدافع عن حقوق الإنسان في 24 و26 حزيران/يونيو في العاصمة التونسية. خضع لطفي الحيدوري لمراقبة الشرطة في منزله في تونس لمدة 24 ساعة في 27 حزيران/يونيو علماً بأن هذا الصحافي العامل في وكالة القدس الدولية للأنباء يكتب مقالات حول الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان في تونس. وقام عناصر من الشرطة بلباس مدني بملاحقة معاونة أخرى لمؤسسة إعلامية مستقلة هي زكية ضيفاوي لمدة ثلاثة أيام في بداية شهر نيسان/أبريل الماضي. وتتعاون هذه الصحافية مع الإذاعة المستقلة الوحيدة في تونس كلمة التي أقفل مقرها في تونس العاصمة في 30 كانون الثاني/يناير وباتت تبث عبر الإنترنت من إيطاليا. وضع وسائل الإعلام التونسية إن انفتاح القطاع المرئي والمسموع والصحافة المكتوبة مؤخراً على الاستثمارات الخاصة بث بعض الأمل حيال حرية الإعلام. ولكن التقدّم في هذا المجال لا يزال منتظراً حيث أن غالبية وسائل الإعلام تخضع مباشرة للحكومة أو تعود إلى مقرّبين من الرئيس. أما صحافة المعارضة فتحظى بتمويل جماعات سياسية: الطريق الجديد تابعة لحركة التجديد، والموقف تعدّ الجهاز الصحافي للحزب الديمقراطي التقدّمي، ومواطنون تصدر عن المنتدى الديمقراطي للعمل والحريات. وصحيفة كلمة المستقلة التي تعود ملكيتها إلى سهام بن سدرين فلم تتلقَ التراخيص الضرورية للصدور. ولا يختلف الوضع في القطاع المرئي. فلا يمكن مشاهدة القناة المستقلة الوحيدة الحوار التونسي إلا عبر القمر الصناعي. وإثر حظرها في البلاد، باتت تبث من الخارج. ومع أن أربع إذاعات خاصة تتشارك البث على الأف أم مع تسع إذاعات حكومية، إلا أنها تعود إلى أقرباء للرئيس. وحدها إذاعة كلمة المستقلة مضطرة للبث عبر الإنترنت منذ أيلول/سبتمبر 2008 ولم يستطع المستمعون الاستماع إليها عبر القمر الصناعي إلا لمدة 24 ساعة في كانون الثاني/يناير 2009. ولكن السلطات حظرت رسمياً كل نشاطات هذه الإذاعة في تونس. تحرص السلطات التونسية على ترشيح شبكة الإنترنت أيضاً. فإذا بمواقع المعارضة تتعرّض للترشيح، والمقاهي الإلكترونية للمراقبة، وهوية المستخدمين للتسجيل. وغالباً ما تواجه مواقع تبادل التسجيلات والبيانات والشبكات الاجتماعية مثل دايلي موشن ويوتيوب وفايسبوك الحجب لنشرها محتويات تنتقد رئيس الدولة. يمكنكم قراءة تقرير مهمة مراسلون بلا حدود: “تونس، جرأة الإعلام”. (المصدر : موقع منظمة مراسلون بلا حدود بتاريخ1 جويلية 2009)
تونس: مراسلون بلا حدود تنتقد وضع الصحافة في تونس قبيل الانتخابات
تونس- خدمة قدس برس انتقدت منظمة مراسلون بلا حدود وضع حرية الصحافة في تونس قبيل الانتخابات التشريعية والرئاسية المرتقبة في (تشرين أول (أكتوبر) المقبل. وقالت المنظمة في بيان تلقت وكالة “قدس برس” نسخة منه إنّ الانتخابات ربّما ستكون حجة لزيادة الضغوط على الصحافة المقرّبة من المعارضة وعلى مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية في البلاد وإطالة محنة كل من يمارس الصحافة المستقلة، حسب تعبير البيان. وأضاف البيان أنّ المضايقات والمنع من الخروج من البلاد وغيرها من التهديدات لا تزال العملة السائدة في التعامل مع الصحافيين التونسيين. واستعرضت مراسلون بلا حدود جملة من الانتهاكات المسجلة ضد الصحافيين حلال الشهر المنقضي كالحرمان من جواز السفر وقطع خط الانترنيت والحراسة الأمنية والملاحقات. كما انتقد البيان استمرار خضوع القطاع الإعلامي المرئي والمسموع والصحافة المكتوبة مباشرة للحكومة أو إلى مقرّبين من رئيس الدولة، مقابل حظر مؤسسات إعلامية مستقلة مثل راديو “كلمة” وقناة “الحوار التونسي”. وأشارت المنظمة إلى الرقابة على شبكة الإنترنيت وحجب مواقع المعارضة ومواقع تبادل التسجيلات والبيانات والشبكات الاجتماعية مثل “دايلي موشن” و”يوتيوب” و”فايسبوك” إضافة إلى إخضاع مقاهي الانترنت للمراقبة وتسجيل هوية المستخدمين. وقال البيان “عشية الانتخابات الوطنية، كنا نتأمل مزيداً من التسامح من قبل النظام القائم ولكن جهاز الشرطة لا يزال مستمراً في ممارسة الضغوط على أي صحافي ينتقد السلطات”، حسب تعبير البيان.
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 2 جويلية 2009)
قبل أشهر من استحقاق انتخابي: حراك في المشهد السياسي التونسي
آمال موسى (*)
على بعد أشهر قليلة جدا من استحقاق انتخابي برلماني ورئاسي، بدأت تظهر في تونس علامات انفراج في المشهد السياسي، أسهمت بدورها في خلق نوع من الحراك الإيجابي القابل لمزيد من التنامي، كي يصل إلى إشباع أكثر ما يمكن من توقعات مكونات الحياة السياسية وحساسياتها الفكرية. ويمكن حصر ما تم توصيفه بعلامات الانفراج في مظهرين اثنين يؤكدان السعي إلى امتصاص شيء من التوتر الحاصل بين الدولة وما يسمى بالمعارضة الراديكالية في تونس. وتظهر علامة الانفراج الأولى في توفير الدولة لحزب التكتل من أجل العمل والحريات فضاء عموميا لعقد المؤتمر الأول الخاص به، مع العلم أن رئيس الحزب السيد مصطفى بن جعفر الذي يُحسب في خانة المعارضة الراديكالية التي أهم ممثل لها الحزب التقدمي الديمقراطي الذي تترأسه السيدة مي الجريبي. وللعلم فإن حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات حصل على تأشيرة العمل القانوني يوم 25 أكتوبر 2002 ويصدر جريدة تنطق بتوجهاته عنوانها «مواطنون». إن مجرد توفير فضاء عمومي لهذا الحزب لعقد مؤتمره الأول أخيرا ومساعدته في ذلك وهو المؤتمر الذي أسفر عن انتخاب مصطفى بن جعفر أمينا عام للحزب، يشكل في حد ذاته بارقة انفراج ويتضاعف تقويم هذه البارقة عندما نضع في الاعتبار أنه انفراج حصل بعد بلوغ التوتر ذروته، حيث إن السيد الأمين العام للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات قد صرح خلال حوار صحافي أدلى به إلى صحيفة سويسرية في مارس من العام الجاري بتصريحات أثارت احتجاجات بالغة. وقد أعلن بن جعفر في هذا الحديث بأنه على المجموعة الدولية التعامل مع تونس كمخبر، مؤكدا على دور الغرب في فرض الديمقراطية. وقد اعتبرت أطراف عديدة أن تصريحات بن جعفر لا تخلو من دعوة صريحة للتدخل الأجنبي والاستقواء بالأجنبي. في حين أن «المتهم» بهذه الدعوة اعتبر أن هذه الاحتجاجات أشبه ما تكون بـ« زوبعة في فنجان» وأن مسألة السيادة الوطنية قاسم مشترك بين جميع أطياف المشهد السياسي التونسي. لذلك فإن توفير فضاء عمومي لحزب مصطفى بن جعفر لعقد مؤتمره الأول بعد حوالي شهرين ونصف من تاريخ هذه التصريحات، يمكن التعاطي معه كخطوة إيجابية لإخماد التوتر لا سيما أن أمين عام التكتل من أجل العمل والحريات صرح بأنه لولا إرادة الرئيس بن علي لما كان سيتمكن من توفير الفضاء العمومي اللازم لعقد مؤتمره. بل إن الانفراج تقدم خطوة إضافية إلى الأمام عندما وجه التكتل من أجل العمل والحريات دعوة للحزب الحاكم لحضور المؤتمر وهي الدعوة التي تمت الاستجابة لها الشيء الذي يؤكد منحى الانفراج والانفتاح مع المعارضة الراديكالية. أيضا يمكن اعتبار مسألة حفظ قضية نشر ضد صحيفة «الموقف» التابعة للحزب الديمقراطي التقدمي أكثر الأحزاب التونسية راديكالية، مظهرا آخر من مظاهر الانفراج الرمزي والأولي إزاء هذا الحزب ورموزه. ولكن نعتقد أن ما يعكر صفو الانفراج المشار إليه، هو مشكلة النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين التي شهدت تفاقما متناميا في المدة الأخيرة، وذلك على إثر خلاف تمّ بين أعضاء المكتب التنفيذي وصحافيين منخرطين، حيث يرى المعنيون بالهجوم أن ما يحدث هو بتحريض من السلطة بسبب موقفهم من تقرير الحريات، في حين أن السلطة ترى أن الخلاف داخلي ويخص الإعلاميين فقط. وفي المقابل يعتبر «المنشقون» أن بعض أعضاء المكتب التنفيذي يقومون بتجاوز للقانون الأساسي للنقابة، وأنهم يتبنون دعوة مجانية للمواجهة، مخيرين أن تنصب اهتمامات النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين على تحقيق المكاسب الاجتماعية للإعلاميين التونسيين. بيت القصيد وبلفت النظر عن الطرف صاحب المقاربة الأكثر منطقا إزاء هذه المشكلة، هو أن تأكيد علامات الانفراج المذكورة وتوسيعها بنحو يعبد الطريق الصحيحة للاستحقاق الانتخابي البرلماني والرئاسي القادم، يشترطان أن يتحول موضوع الخلاف الدائر داخل النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين من مشكلة إلى علامة انفراج ساطعة وقوية. (*) كاتبة وشاعرة من تونس (المصدر: صحيفة “الشرق الأوسط” (يومية – لندن) الصادرة يوم 2 جويلية 2009)
الواقع السياسي في تونس: حساب البيدر مرة أخرى…
بقلم : الحبيب بوعجيلة (*) بنهاية السنة الدراسية وخلود التونسيين إلى عطلة الصيف تنتهي السنة السياسية كما تعارف النشطاء على تسميتها غير أن صيف هذا العام لن يكون متسما بالاسترخاء التام إذ سوف يتواصل النشاط النسبي للأحزاب المشاركة في انتخابات 2009 التي يحل موعدها شهرا واحدا بعد الفراغ من فريضة الصيام … وهو ما سيجعل ليالي الصيف والسهرات الرمضانية فرصة جيدة لإعداد القائمات وتدبيج البيانات الانتخابية وتسوية ما بقي عالقا من حسابات بين الأطراف والجهات المتنافسة داخل الأحزاب و خارجها غير أن اللافت للانتباه فعلا هو مرور هذه السنة دون أحداث سياسية تذكر رغم طابعها الاستثنائي وهو ما يسمح بالقول إن الاستحقاقات المقبلة في الخريف القادم لن تغير شيئا في توازنات المشهد القائم فبعد أن تمت المصادقة التشريعية على القانون الاستثنائي المتعلق بالرئاسيات وعلى التعديلات المجراة على المجلة الانتخابية أعلنت الشخصيات الأولى في أحزاب معارضة ثلاثة مشاركتها في الرئاسيات إلى جانب الرئيس زين العابدين بن علي واتجهت الأحزاب القانونية التسعة في البلاد إلى إعداد نفسها للتشريعيات وقد بدا الواقع السياسي على امتداد هذا العام عاديا لا يختلف كثيرا عن سابقيه فقد واصل الحزب الحاكم تصدر الساحة معتمدا على النجاحات الاجتماعية والاقتصادية للسلطة في تبرير مشروعه السياسي القائم على فكرتي الاستمرار والاستقرار أما أحزاب المعارضة فقد واصلت نشاطها المحدود على قدر قوتها متجهة إلى ترتيب أوضاعها الداخلية استعدادا للموعد الانتخابي خصوصا وهي تتنافس هذه المرة أيضا على نيل المرتبة الأولى بعد الحزب الحاكم و بعد ارتفاع “الكوتا” المخصصة لها في قبة البرلمان ومن المهم أن نشير أن ما يمكن تسجيله من أحداث على ساحة المعارضة يتلخص أولا في عودة المبادرة الوطنية للديمقراطية والتقدم إلى النشاط بعد اعلانها ترشيح الأمين الأول لحركة التجديد السيد أحمد ابراهيم إلى الرئاسيات وما رافق هذا الاعلان من ارتفاع لنبرة الخطاب المركز على الاستقلالية ومبدإ التنافس الجدي مع مرشح الحزب الحاكم . كما نشير ثانيا إلى انعقاد المؤتمر الأول للتكتل الديمقراطي وما رافقه من تراوح بين الاستمرار المبدئي في سلوك منهج الاستقلالية والضغط الاحتجاجي عبر اعلان السيد مصطفى بن جعفر عن ترشحه للانتخابات الرئاسية في انتظار ما سيقرره المجلس الدستوري وبين اعتماد الواقعية والاعتدال عبر دعوة التجمع الدستوري لحضور افتتاح المؤتمر وعبر الاشارات الواردة في خطاب السيد بن جعفر عن استعداد التكتل للحوار والتفاعل مع معطيات الواقع السياسي القائم وعلى صعيد ثالث سجلت ساحة المعارضة حدث استقالة عدد من كوادر الحزب الديمقراطي التقدمي على أنها ايذان ببلوغ الترشح الاحتجاجي للسيد نجيب الشابي نهايته دون نتائج تذكر لاثبات قصور الأسلوب والتمشيات المعتمدة داخل هذا الحزب رغم محاولاته الأخيرة اثارة الاهتمام وصنع المبادرة عبر الدعوة إلى رقابة دولية على انتخابات 2009 وهي دعوة يبدو أنها لم تلق حماسا لدى أغلب مكونات الحركة الديمقراطية فضلا عن دوائر القرار الدولي المهتمة بالشأن التونسي بل انها قد أثارت احترازات البعض في علاقة باشكالية ما يعرف بتهمة الاستقواء بالخارج . ومن الجدير بالملاحظة أيضا على صعيد الوضع في ساحة المعارضة ما برز من حراك نسبي في نشاط الأحزاب المحسوبة تقليديا على الموالاة كما يحلو للبعض تسميتها فبالإضافة إلى انتظام صدور جرائدها هذه السنة وكثافة اجتماعاتها و منتدياتها فإن عددا من هذه الأحزاب قد اتجه جديا إلى ابراز تباينه بالفعل والقول مع حزب السلطة رغم محافظتها على المسافة النقدية التي تفصلها عن المعارضة الاحتجاجية . أما المعارضة القصووية ممثلة في بعض التشكيلات والجمعيات غير القانونية فإن صوتها قد كان خافتا هذه السنة خصوصا بعد انفراط عقد حركة 18 أكتوبر ولعل ما جرى على صعيد اتحاد الطلبة ورابطة حقوق الانسان بالاضافة إلى مآلات أحداث الحوض المنجمي وغيرها من الوقائع المتعلقة بالحريات يكشف بوضوح حدود المناهج والأساليب التي اعتمدتها هذه المعارضة القصووية في إدارة علاقتها مع السلطة . وما دمنا في سياق أحداث السنة المنقضية فإن أحدا لا يستطيع أن يغفل حالة الاستقرار اللافت على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي على عكس ما توقعه البعض من تأزم للوضع لتسويغ مناهجهم في الضغط والمواجهة لإكراه السلطة على الانصياع إلى مطالبهم العاجلة في الانتقال الديمقراطي الناجز فقد انتهى الحوار بين الأطراف الاجتماعية تقريبا إلى المحافظة على التوازنات القائمة كما تبدو السلطة في وضع نجاح معقول في التعاطي مع انعكاسات الأزمة المالية رغم الصعوبات التي لا ترقى إلى ما يفترضه البعض من وضع تأزم هيكلي . أما أهم ما أثار الانتباه في أحداث السنة الماضية فقد كان ثقافيا بامتياز حيث ثار جدل بين أطراف محمولة على معسكر الحداثة والتنوير وأخرى منسوبة إلى تيار الأصالة والتجذر وذلك على هامش زيارة بعض الشخصيات الثقافية إلى تونس وظهور بعض الكتابات في المسألة الدينية وخصوصا بعد انتقال ملكية إحدى الصحف الكبرى بالبلاد إلى شخصية مقربة للسلطة يرتبط اسمها حالياب بعض المشاريع الثقافية والاقتصادية ذات “التوجه الحضاري” وقد انحدر هذا الجدل في الغالب إلى مستوى من المماحكات الشعبوية والشعاراتية بين الطرفين في ظل رقابة صامتة من طرف السلطة .إن هذا الجرد السريع لأحداث السنة المنقضية يسمح لنا بالخروج بجملة من الاستخلاصات نوردها جزافا كما يلي : 1 – انتهت هذه السنة دون أن تضطر السلطة إلى تقديم تنازلات موجعة من شأنها أن تغير جذريا توازنات الواقع القائم وهو ما يؤكد مرة أخرى صوابية ما انتهينا إليه سابقا في توصيف اختلال ميزان القوة بين سلطة قادرة باستمرار على رسم حدود المشهد الذي ترتضيه ومعارضة لا تملك القدرة على تقرير مشهد على مقاس طموحها الجارف أو على اكراه السلطة على ما لا تريده . 2 – لم يتحقق ما بشر به بعض الناشطين من امكانية صنع الفراغ حول السلطة بل إن بعض الأطراف القصووية قد وجدت نفسها مرة أخرى في وضع من العزلة داخل مشهد سياسي و اجتماعي يحقق للسلطة مطلوبها في تسويغ مشروع الاستمرار والاستقرار حيث تتجمع قوى المعارضة الوسطية أو القريبة من السلطة في المواقع الحزبية و المنظماتية التي لم تختر نهج القطيعة وإن اتجهت أكثر فأكثر نحو استقلالية متناغمة مع المنظومة القانونية والشرعية القائمة أما الوضع الدولي كعنصر حاسم في اختيارات أي سلطة قائمة فيبدو مواتيا لمواصلة خيار الاستمرار والاستقرار خصوصا بعد تغير اولويات البيت الأبيض و الاتحاد الأوروبي على صعيد ما سمي بالاصلاح السياسي في بلدان العالم الاسلامي . 3 – يتعلق آخر الاستخلاصات وأهمها بحقيقة العلاقة بين السلطة والمجتمع من ناحية وبين هذا المجتمع والمعارضة من ناحية أخرى إذ أثبتت وقائع السنة المنصرمة أن المجتمع التونسي في عمومه لا يزال في وضعية اندغام ايجابي أو سلبي مع سلطة راعية مازال يراها قادرة أكثر من غيرها على تأمين احتياجاته التقليدية رغم بروز احتياجات جديدة تكشف عنها مظاهر احتجاج صامت أو ناطق مثل مظاهر العنف في الملاعب والشارع والفضاءات التربوية ومثل مظاهر التحول في السلوك الثقافي و الديني وهو ما لا يغيب عن حسابات السلطة في مقابل نخب معارضة يبدو أنها لا تملك تشخيصا دقيقا لهذه الاحتياجات الجديدة ما دامت تواصل الاغراق في هموم فكرية وسياسوية دون قدرة على الانصهار و الاستشراف . إن هذه الإستخلاصات لا تهدف إلى التأكيد على مكاسب دائمة للسلطة أو إلى تبخيس ذكاء المعارضة وقدراتها إذ لا بد أن نسجل للإنصاف جملة من نقاط الضوء في أسلوب هذه المعارضة وفعلها و دون إغراق في التنجيم يمكن أن نتوقع بأن تطور خطابات بعض الأطراف المعارضة المحسوبة تقليديا على قربها من السلطة سوف يمكنها هذه المرة من حيازة قدر من المصداقية لدى عموم الناخبين إذا ما توفر لها المقدار المطلوب من الجرأة و المبدئية . ومن ناحية أخرى نقدر دون تفاؤل واهم أن حركة التجديد ومن حولها من أطراف المبادرة وأن التكتل الديمقراطي بعد مؤتمره الأخير قادرون على التحول فعليا إلى أرقام معتبرة في المشهد السياسي القائم ما دامت هذه الأطراف منحازة على ما يبدو إلى أسلوب عقلاني واقعي واستقلالي في تمشياتها الحالية شرط أن تحذر من مطبات الوقوع مرة أخرى تحت ضغط مزاج سياسي تحكمه المزايدة ويوجهه التشنج وشرط أن تأخذ أيضا بعين الاعتبار الواقع الثقافي والقومي للجماهير التي تتعامل معها ولكن هذه التوقعات تبقى رهينة استعدادات السلطة للقبول بمعارضة لا تمنعها واقعيتها من الدفاع المبدئي على استقلاليتها … وأخيرا فإن مجال السياسة ليس مجال الحقيقة المطلقة أو الخطإ المطلق ولا مجالا لطهورية المبادئ الطوباوية بل هو فن محاولة الممكن … أقول جيدا فن محاولة الممكن. (*) كاتب وناشط سياسي تونسي (المصدر: “السياسية” (اليكترونية – تونس) بتاريخ 2 جويلية 2009)
من أجل تسوية تاريخية بين “الإسلاميين” و”العلمانيين”
محسن مرزوق (*) ليس في الموضوع أي شيء جديد، ولعل تكراره الممل والذي بقي معلقاً دون حل هو الذي يجعل ضرورة تجاوزه أمراً ملحاً ويضفي على المسألة جدّة من طبيعة قِدمها نفسها. كنت منذ أشهر ضيفاً على برنامج تلفزيوني تونسي، سئلت فيه عن موقفي من الحركات التي تسمي نفسها إسلامية، فكان رأيي: أولاً، أن لكل القوى السياسية التي تنبذ العنف وتؤمن فعلاً وقولاً بالديمقراطية وتلتزم بمبادئ السيادة الوطنية الحق الكامل في المشاركة في الحياة السياسية في أوطانها. ثانياً، أن ضعف الالتزام بالديمقراطية ليس سمة للحركات الإسلامية، بل إنها الممارسة الأكثر انتشاراً تاريخياً بين العوائل السياسية العربية قومية كانت أم ليبرالية أم يسارية، بل حتى الدول الغربية الأكثر ديمقراطية فإنها تنسى أبجدياتها الديمقراطية كلما تعلق الأمر بسلوكها الدولي، وانظر مثلاً الموقف من انتصار حماس في الانتخابات الفلسطينية. ثالثاً، إن مأزق تحرير الحياة العامة العربية لا يعود تاريخياً لتصلب الحركات «الإسلامية» بل لتصلب الأنظمة الحاكمة. وكانت الحياة السياسية العربية ذات طابع احتكاري قبل ظهور تلك الحركات، لذلك فإن غيابها عند حصول المشكلة دليل على كون حضورها ليس سبباً محدداً في حدوثها. رابعاً، إن تجارب مثل النماذج التركية والمغربية والإندونيسية تؤكد أنه من الممكن قيام أنظمة مشاركة حرة تشارك أحزاب «إسلامية» فيها وتلتزم بقواعد اللعبة. أخيراً، فإنه من البديهي أن تعمل كل الحركات السياسية العربية على التخلي عن التصلب الأيديولوجي الذي يجعلها تنفي الآخر وتعتبر نفسها حاملة للحقيقة المطلقة، ومن بينها الحركات الإسلامية ولكنها ليست وحدها أمام فرض هذا التحدي. سبّب لي نصف هذا الموقف المعلن ردود فعل سلبية من بعض «العلمانيين» المتطرفين، أما النصف الثاني فقد سبّب لي ردود فعل «الإسلاميين» المغالين. وليس من السهل في منطقتنا أن يكون رأسك لا على اليمين ولا على اليسار بل في مكانه الطبيعي أي بين الكتفين. إن المطلوب هو اتباع واقعية سياسية تأخذ بعين الاعتبار الواقع الاجتماعي والسياسي العربي كما هو لا وفق الصورة المثالية التي ترسمها الأيديولوجيات واليوتوبيات. والواقع أنه في هذه النقطة بالذات يكمن الفرق بين حزب العدالة والتنمية التركي مثلاً وغيره من بين أقرانه. هذا التمرين الشاق الذي سيحقق النقلة النوعية لا يمكن لأي حركة سياسية أن تقوم به لوحدها بين جدران وثوقياتها، بل في سياق الحوار مع الوثوقيات الأخرى مهما بدا ذلك الحوار صعباً ومحبطاً في بعض الأحيان. أحد مؤشرات الصعوبة أن هذا الحوار سيحصل في سياق أنظمة سياسية لا تشجعه بل تعمل على منعه، كون إدارتها لاحتكارها للسلطة تقوم على استغلال الانقسامات في صفوف المجتمع السياسي وتوظفها بطرق شتّى. هكذا تتحد العوائق الأيديولوجية بالعوائق المتغلغلة في البيئة السياسية لتزيد من تعقيد الأمور ومن صلابة بنية الأزمة، ولكن كما تقول الحكمة المعروفة: «في كل أزمة توجد فرصة» ويجب على العقلاء اكتشاف هذه الفرصة وانتهازها. حسب رأيي تكمن الفرصة، بشكل مفارق، في قوة «الأزمة» ذاتها، فانسداد الآفاق وتجارب السجون وصمود أنظمة الانسداد ونفاق العالم الخارجي وازدياد مصائبنا القومية تجعل كل القوى السياسة العربية الطامحة للتغيير أمام ضرورة تغيير رؤيتها واستراتيجيتها. لن تنحل العقدة بمجرد تغيير تكتيكي بسيط، فالمسألة أعلى قامة من التكتيكات البسيطة، المطلوب إحلال استراتيجيات مختلفة تتجسد من خلال اعتماد ميثاق شرف ينظم مبادئ العمل السياسي الديمقراطي تتفق عليه قوى الحياة السياسية العربية الموجودة خارج السلطة فيما بينها وبالاشتراك مع بعض الأنظمة الحاكمة المنفتحة حيثما أمكن ذلك. سيمكّن هذا الميثاق معتمداً ومحترماً من إحداث تحول نوعي في حركة التغيير السياسي ويفتح آفاقاً حقيقية لتأسيس كتل تاريخية قادرة على تحقيق القفزة، لأنه سيمنح أرضية مشتركةً دنيا تمنح الثقة الضرورية لتعبئة قوى المجتمع في اتجاه لا يشكل فيه انتصار طرفٍ نهاية الطرف الثاني. كما ستخلق تلك الأرضية حلاً لأزمة الشرعية التي تكبح أي تجديد سياسي جدي للاجتماع السياسي العربي. ولكن، ما شروط هذا الميثاق أو الأرضية؟ ذكرنا ضرورة التخلي عن الوثوقيات الكابحة، كما أشرنا إلى منهجية الحوار بين مختلف القوى المعنية، ويجب أن نضيف أخيراً أن المطلوب هو الاستعداد لتسوية تاريخية قد تكون بعض مقوماتها ما يلي: – الاتفاق على الأسس الهوياتية والثقافية التي تشكل قالب شخصية المواطن العربي بما فيها شخصيته الدينية. وهذا تمرين مفروض على «العلمانيين» و «الإسلاميين»، علماً أن لهذا الاتفاق نتائج على شكل السلطة ورمزياتها وليس مجرد اتفاق فكري. – اعتماد المنظومة الحقوقية الإنسانية الكونية مرجعية وخلفية لأنها لا تتناقض مع مقاصد المعتقدات الدينية في منطقتنا بما فيها مسائل الحريات العامة والفردية، وإيجاد طريقة تتبادل فيها المنظومتان الحقوقية والاجتهادية الدينية صولجان الشرعية باعتبارهما في كل الحالات نتيجة اجتهادات بشرية. – اعتماد قواعد لعبة العلاقة بين الأغلبية والأقلية والخاسر والرابح، فالديمقراطية عكس ما يعتقد البعض ليست ضمان حق الأغلبية فقط بل هي أيضاً ضمان حق الأقلية ضد استبداد الأغلبية. وهذه نقطة هامة جداً، كونها -في علاقة بما قبلها من نقاط- تزيل المخاوف وتخلق ثقة بناء المستقبل. السياسة هي لعبة سياسيين، والمطلوب من السياسيين هو ممارسة السياسة، أي إدارة التناقضات لا حلّها، لأن ذلك بكل بساطة مستحيل، فالاختلاف هو السمة الرائعة لاجتماع البشر. (*) كاتب وناشط حقوقي تونسي (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 2 جويلية 2009)
يا وزارة التربية : لقد بلـــغ السيل الزبــــــى
تعددت عمليات و محاولات الغش في مناظرة الباكالوريا لهذه السنة بشكل لم يسبق له مثيل مما جعل الأساتذة المراقبين في حيرة من أمرهم و غير قادرين على مواجهة العديد من الوضعيات بسبب تحدي التلامذة لهم و تطاول العديد منهم في قاعات الإمتحان بالذات لدرجة أن الأجواء كانت أشبه بفرض عادي و ليس بمناظرة وطنية لها مكانة و أهمية خاصة و رغم إقرار الوزارة بتسجيل عشرات الحالات من الغش و اتخاذ إجراءات صارمة بحرمان مرتكبيها من اجتياز البكالوريا لمدة خمس سنوات فإن الأمر يدعو حقيقة للقلق و يتطلب أكثر من هذه الإجراءات الردعية بمعالجة جذور المشكلة و المتمثلة أساسا في حالة التسيب التي تعيشها العديد من المعاهد و قلة كفاءة الإداريين المشرفين عليها و اتخاذ القرار الجريء بإلغاء نسبة الـ 25 في المائة المحتسبة في معدل الباكالوريا و التي جرّت كوارث عديدة لعل أخطرها تدني مستوى تكوين التلاميذ في الباكالوريا و انعكس ذلك على مستوى الطلبة في الجامعة كما تسبب في فساد العلاقة بين الأساتذة المباشرين للسنوات السابعة بسبب الدروس الخصوصية ….. أستاذ مراقب
تونس: 40 مليون دولار خسائر وكالات السفر بعد إلغاء العمرة
تونس – خدمة قدس برس قدرت خسائر وكالات السياحة والسفر في تونس، بسبب إلغاء رحلات العمرة إلى السعودية، توقيا من خطر انتشار وباء “أنفلونزا الخنازير” بنحو أربعين مليون دولار أمريكي. وأشارت تقارير صحفية نشرت في تونس، إلى أنّ 150 وكالة سفر، متخصصة في تنظيم رحلات العمرة فقدت حوالي 20 ألف معتمر، وأضافت نفس المصادر، أنّ حجم الخسارة كان فادحا لأنّ 80 في المائة، من الوكالات تعتمد رحلات العمرة مصدر أرباحها الرئيس. ويتوقع الناشطون في قطاع تنظيم الرحلات أن تتفاقم خسائرهم مع توقع إلغاء عمرة شهر رمضان. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 2 جويلية 2009)
الوحدة الإفريقية لا تتم إلا ” باحترام حقوق الإنسان واعتماد التنمية المستدامة
اجتمع أحزاب الخضر والجمعيات الايكولوجية الإفريقية في بوهيكان وأعلنوا عن تأسيس” حركة الخضر الإفريقية” وذلك بعد نقاشات مثمرة وديمقراطية. ولقـد عينت هذه الندوة بالاقتراع العام المنسق العام لحزبنا ورئيسة حزب الخضر المغربي الشقيق، أعضاء في الهيئة التحضيرية للمؤتمر الأول مكلفين بالعلاقات العامة. وسينعقد هذا المؤتمر في أوغندا في شهر مارس 2010. شارك حزبنا في كل الجلسات التي هيئت لتأسيس المنظمة الإفريقية الأولى للخضر. كما كان لممثل حزبنا مساهمة أولى أثناء النقاش والمداولات التي خصت القانون الأساسي والميثاق العام الذي نص خاصة على ما يلي : ” رفض التعامل مع الأنظمة الدكتاتورية … والجمعيات التابعة لها ” وكذلك ” عدم قبول التمويلات مـن الجهات المعادية لأفكار الخضر وتوجهاتهم”. أما عن الوحدة الإفريقية فلقد أكد الميثاق على” احترام حقوق الإنسان واعتماد التنمية المستدامة أولا” هذا ولقد كان لممثل حزبنا في مستهل الندوة تدخلا هاما (وبالوثائق) عن محاولات الحزب “الفانتوش” النيل من حزبنا وسبّ وشتم حركة الخضر العالمية . أثناء كل جلسات الندوة تم استقبال تدخلات حزبنا بالمساندة الكاملة من طرف كل الحاضرين والذين عبروا عن مطلبهم الموجه للحكومة التونسية لكي تسجل حزبنا بعد خمس سنوات من النضال المشترك. وعلى هامش الندوة كان لمبعوثين من الحزب “الفانتوش” محاولات عديدة لإرشاء المشاركين وتوزيع “الهدايا الظريفة” ولقد حاول أحدهم ( وهو منشط إذاعة محلية وصحافي في جرائد التجمع، الحزب الحاكم) الاعتداء على مقررة إحدى اللجان لافتكاك محضر الجلسات. وهكذا سقط “الفانتوش” في الفخ الإفريقي وكشف عن وجهه الحقيقي المعادي لحركة الخضر . المنسق العام حزب “تونس الخضراء ” عبد القادر الزيتوني عضو الحزب الخضر الأوروبي عضو الفيدرالية الإفريقية للخضر عضو « Global Greens » الهاتف الجــــوال : 00216 98 510 596 البريد الالكتروني : Tunisie.verte@gmail.com هاتــــف/فاكــــس : 00216 71 750 907
علمانيو فرنسا ومعركة النقاب
احميدة النيفر (*) كانت زيارة الرئيس أوباما التي أدّاها أوائل الشهر الماضي إلى فرنسا محرجة لأكثر من جهة. اشتملت على أداء زيارة رسمية إلى منطقة «النورمندي» بمناسبة الذكرى الـ 65 لإنزال جيوش الحلفاء في الحرب العالمية الثانية ثم اقتصرت على اجتماع واحد مع الرئيس ساركوزي لم يستطع أن يقيم الدليل على وجود اتفاق بين رؤية الرئيسين في بعض القضايا الدولية الهامة مثل الملف الفلسطيني ومسألة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. فضلا عن ذلك فقد تأكد أنه من العسير إنكار مدى اختلاف الرئيسين في الأمزجة والسمت الشخصي وطرق المعالجة والمسيرة السياسية. في هذه المسألة الأخيرة بالذات فإنّ الإدارة الأميركية الجديدة لا يمكن أن تنسى موقف ولاء الرئيس الفرنسي لسياسة الرئيس بوش، خاصة فيما تعلّق بالحرب على العراق. لقد عبر الرئيس ساركوزي عن تأييد صريح تام لسياسة الإدارة السابقة بشكل بدا غير مبررٍ أو معقلنٍ إذ اقتصر في تأييده على استحضار اعتبارات تاريخية غير مقنعة حصر بها موقفه السياسي في مجال رد الجميل والاعتراف بالفضل. ذلك ما صرح به أمام الكونغرس الأميركي في نوفمبر 2007 تعبيرا منه عن إنهاء الوحشة التي سببها الخلاف مع واشنطن في خصوص غزو العراق حين قال «لا يمكننا أن ننسى فضل الولايات المتحدة على فرنسا (في الحرب العالمية الثانية)، ذلك ما يجعل تضامننا يتضاعف مع كل جندي أميركي يسقط في أي بقعة من بقاع الأرض». مثل هذا الموقف يضاف إلى اعتبارات أخرى استراتيجية تفسر عدم إيلاء الإدارة الحالية للولايات المتحدة أهمية بارزة لأوروبا عامة وفرنسا خاصة ضمن سياستها الخارجية. هذا ما عبرت عنه بطرق مختلفة تقارير صحافية عندما تساءلت عن قصر مدة التشاور بين الرئيسين الأميركي والفرنسي مقارنة بما قضاه الرئيس الزائر في اليومين الكاملين اللذين استغرقتهما جولاته السياحية الباريسية مع أسرته. لكن الأنكى من ذلك هو ما صرّح به الرئيس أوباما وبحضور الرئيس الفرنسي بخصوص القانون الذي وقع إقراره في فرنسا سنة 2004 والمتعلق بمنع ارتداء الحجاب الإسلامي في معاهد التعليم العمومي الفرنسي. لقد أعاد ما كان قد أعلن عنه في خطاب القاهرة من ضرورة الامتناع عن وضع العقبات أمام المواطنين المسلمين لمنعهم من التعبير عن دينهم على النحو الذي يعتبرونه مناسبا خاصة فيما تعلق بالثياب التي ينبغي على المرأة المسلمة أن ترتديها. لقد استاء البعض من هذا الذي اعتبروه تدخلا في الشؤون الفرنسية الخاصة، لكن استياء البعض الآخر كان أشد حدّة لكون الرئيس الأميركي انتصب معلما يعطي درسا في معنى الديمقراطية للرئيس الفرنسي وما يجب عليه توخيه في مجال الحرية الدينية. لقد عدّ البعض أن عبارات الرئيس الأميركي غير مقبولة حين قال بأن موقف الولايات المتحدة «لا يقر إلزام المواطنين بأمر يتصل بملبسهم» مضيفاً أن إلزام الأفراد مختلفي المعتقدات والأعراق بالامتناع عن ارتداء ملابسهم التقليدية وما شابهها لا يمكن أن يحقق اندماجهم ضمن النسيج الوطني. الإشكال من الجانب الفرنسي يتمثل في أن من اعتاد أن يعطي الدروس في الحريات وحقوق الإنسان لا يمكن أن يستسيغ أن يقف غيره مذكّرا إياه بما عليه أن لا يفعل إن هو أراد المحافظة على التقاليد الليبرالية. لكن ما زاد في غيظ المستائين هو أن الرئيس الفرنسي عند استماعه لما اعتبره البعض تدخلا وتقريعا لم يزد على القول بأنه لا حرج على أي فتاة من ارتداء الحجاب على أن لا يكون ذلك نتيجة إكراه وأن لا يتسبب في أي نوع من التمييز أو المحاباة في المعاملات الإدارية مغفلا أن القانون الفرنسي يمنع الحجاب على التلميذات في المعاهد العمومية. لم يمر أسبوع على هذه الحادثة حتى انطلقت حملة نواب فرنسيين تطالب بتكوين لجنة برلمانية تناقش موضوع ارتداء النقاب في الأماكن العمومية بما يعني إمكان صدور قانون جديد يمنع النساء من الخروج إلى الأماكن العامة وهن منقبات. لتعليل هذا التوجه الذي بادر به نائب من الحزب الشيوعي انضم إليه نواب من توجهات سياسية مختلفة قدمت ثلاثة اعتبارات هي: 1- الاعتبار الأمني الذي لا يتيح معرفة هوية الشخص المنقب كما يمكن أن يتسبب في اختلال النظام العام. 2- أن هذا اللباس إزراء بالمرأة وحط من شخصيتها إذ يجعلها في «سجن متحرك يفقدها كرامتها ويجعلها شبحا فاقدا للإنسانية». 3- مثل هذه الظاهرة هي تحد حضاري يريد أن يفرض نمطا من السلوك والتفكير القصد منه الإقرار بنمط «طائفي» لا يعترف بمبدأ المساواة بين الرجال والنساء. تذكر هذه الاعتبارات رغم أنه لا توجد دراسة ميدانية تحدد الأهمية العددية للنساء المنقبات في فرنسا ومدى تحولهن إلى ظاهرة اجتماعية حرية بالبحث ورغم أن عددا منهن فرنسيات متعلمات دخلن الإسلام طواعية وارتضين هذا اللباس لأنفسهن ورغم أنه لم يثبت أنهن يشكلن خطرا على النظام العام، رغم كل هذا فإن أجهزة إعلامية فرنسية قد اعتنت اعتناء خاصا بالموضوع مرددة أن المرجعية العلمانية للنظام الجمهوري تشجب هذا المظهر السلوكي الطائفي الذي «يصدم الذوق العام» مطالبة بأخذ موقف منه. أمام هذا التصاعد في الحملة ضد النقاب كانت ردود عدد من الجمعيات الإسلامية وبعض المثقفين والمفكرين الفرنسيين متجهة إلى دحض حجج دعاة هذه الحملة وذلك باعتماد مبادئ الحرية الفردية وضرورة احترام الاختيار الديني للمواطنين باسم العلمانية وحياد الإدارة تجاههم. يضيف هؤلاء أن على حماة النظام الجمهوري أن يعتنوا بمكامن الخطر الحقيقي والتي لا علاقة لها بالنقاب أو البرقع أي البطالة وتردي أوضاع التعليم والمستشفيات والحماية الاجتماعية. لكن أهم ما قيل في هذا الاتجاه هو أن كل تقنين لمنع النقاب لن يكون إلا دليلا آخر على عجز السلطات السياسية والتشريعية عن التعامل المدني السوي مع الظاهرة الدينية. يضاف إلى كل هذا اعتبارُ البعض أن صدور قانون بمنع النقاب يعد أفضل طريق لمزيد من ترسيخ هذا التوجه السلوكي، إذ أثبتت الأيام أن كل إكراه يصدر عن السلطات السياسية للرجال أو نساء، قصد إخضاعهم إلى توجهات تتعلق بسلوكياتهم أو أفكارهم أو معتقداتهم لا يمكن إلا أن يبوء بالفشل دافعاً بتلك السلطات إلى مستنقع الاستبداد. في هذا فإن التاريخ هو أفضل معلم. في مطلع القرن التاسع عشر غزا نابليون بونابرت بثوريته إسبانيا من أجل تقويض نظامها الملكي معتبرا أنه محرر لشعب سيلقاه بالترحيب والتأييد لأنه سيقضي على قهر الملك وهيمنة الكنيسة وإذلال الإقطاع. ما حصل كان عكس ذلك إذ رفض الإسبان أن يحررهم الفرنسيون قسرا فوقفوا هاتفين في وجه الجيش الغازي: نريد أن نحيا بأغلالنا. (*) كاتب من تونس (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 2 جويلية 2009)
ربع المغاربة المهاجرين إلى أوروبا فقدوا أعمالهم … وتحويلاتهم تراجعت 18 في المئة
الرباط – محمد الشرقي يطغى موضوع الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها المختلفة على حديث المهاجرين المغاربة العائدين لقضاء العطلة في بلدهم، وقد تراجعت مدخراتهم وتحويلاتهم ومعها استثماراتهم وما كانوا يجلبونه من الاتحاد الأوربي في كل رحلة، ويثير رغبة الشباب في الهجرة إلى الضفة الأخرى للبحر الأبيض المتوسط. و منذ منتصف حزيران (يونيو) بداية العودة، تحولت أسواق تجارية تقليدية إلى مراكز لإعادة تسويق منتجات وسلع أوربية حملها مغتربون فقدوا أعمالهم في المهجر نتيجة الأزمة العالمية. وتغض السلطات الجمركية الطرف عن هذه السلع المهربة، ولا تطالب ناقليها في الغالب بحقوق الجمرك، في محاولة للتعويض عما لحق بهم من خسائر. وأفادت إحصاءات بأن واحداً من أربعة مغاربة على الأقل فقد عمله أو وظيفته في دول الاتحاد الأوربي، وتصل النسبة إلى نصف العاملين في اسبانيا وإيطاليا الدول الحديثة العهد بالهجرة ويعيش فيها نحو 1,4 مليون مغربي. وأفاد المعهد الأسباني للإحصاء بأن معدّل البطالة تضاعف منذ بدء الأزمة، ويمس بصورة خاصة المهاجرين غير الأوربيين، وقدّر عدد المغاربة العاطلين من العمل بنحو 100 ألف نهاية العام الماضي، من دون احتساب الأشخاص غير المسجّلين في وثائق العمل أو دخلوا البلد بصورة غير شرعية. وتمثل هذه الفئة من المهاجرين جزءاً كبيراً من شباب الأرياف وضواحي المدن الذين هاجروا في تسعينات القرن الماضي، وتخلّى بعضهم عن ضيعه الزراعية في مقابل الهجرة لمزاولة أعمال في مهن الزراعة والفندقة والبناء والأشغال الكبرى، وهي القطاعات التي أضرّت بها الأزمة العالمية في الربع الأخير من 2008. وعاد بعضهم إلى الوطن لممارسة مهن التجارة مزوّداً بسلع من أوروبا يبيعها في الأسواق الهامشية. وأفادت إحصاءات بأن تحويلات المغتربين تراجعت نحو 18 في المئة في الثلث الأول من السنة الحالية، وتساهم هذه الأموال في تغطية عجز الميزان التجاري الذي ارتفع إلى 6 بلايين دولار، وتساعد التحويلات في تحسين وضعية عشرة في المئة من العائلات المغربية. وتتخوف أوساط مالية من أن يؤدي استمرار الأزمة إلى تفاقم عجز الميزان التجاري بسبب انخفاض الإيرادات السياحية وتراجع الصادرات التقليدية مثل صناعة النسيج والملابس وقطاع غيار السيارات والصناعات اليدوية. وكانت الصادرات تراجعت 31 في المئة في الثلث الأول من السنة ما أدى إلى انخفاض احتياط المغرب من العملات الصعبة إلى أقل من 30 بليون دولار سجلتها في النصف الأول من العام الماضي. وتضررت قطاعات عدة ارتبطت بإنفاق المغتربين، منها قطاع العقار الذي تراجع 10 في المئة في المتوسط، ويمثل المغتربون اكبر زبائن الشقق والمباني الجديدة والمشاريع التي أطلقتها الدولة على مدى السنوات الخمس الأخيرة. وقال مطورون عقاريون إن تراجع الطلب من قبل المهاجرين بسبب ضائقتهم المالية سيدفع بالأسعار نحو مزيد من التراجع الخريف المقبل، وربما شهدت بعض المشاريع تباطؤاً في الانجاز بسبب ضعف الطلب. ويبلغ المهاجرون المغاربة 3,3 مليون في دول الاتحاد الأوربي يحولون سنوياً اكثر من سبعة بلايين دولار، وهي أموال، إلى جانب السياحة والاستثمارات الأجنبية المباشرة، مكنت المملكة من توقيع اتفاقات للتبادل التجاري الحر مع الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة وتركيا والدول العربية ( مصر تونس الأردن ). ومنذ بدء الأزمة تحول الفائض التجاري الخارجي إلى عجز متزايد يتوقع أن يبلغ 5,3 في المئة من الناتج المحلي نهاية السنة، أي أن المغرب سيعمد إلى استخدام الادخار لتمويل مشترياته الخارجية أو الاستدانة من المصارف الدولية. ولا تستبعد المصادر المالية معاودة النظر في قيمة صرف العملة المحلية الدرهم، في حال تواصلت الأزمة، ويطالب الاتحاد الأوروبي الرباط بخفض الرسوم الجمركية على سلع عديدة وخدمات مستوردة تطبيقاً لاتفاقات سابقة وبنود منظمة التجارة العالمية. وبفضل المهاجرين والقرب الجغرافي والإصلاحات السياسية والاقتصادية حصل المغرب العام الماضي على صفة الشريك المميز (الوضع المتقدم)، وهي صيغة وسط بين مجرد الشراكة الاقتصادية المطبقة منذ عام 2000، أو الانضمام إلى عضوية الاتحاد التي ظلت الرباط تطالب بها منذ 1986 على رغم كونها بلداً إسلامياً غير أوروبي. ويتفق المغاربة على انهم اقرب بلد غير أوروبي إلى أوروبا، واكثر الدول العربية ارتباطاً تجارياً وثقافياً وتاريخياً مع الاتحاد الأوربي، الذي يتوجب عليه دعم الرباط في قضية المهاجرين باعتبارهم جسر تواصل بين ضفتي البحر المتوسط، يجب ألا تحجبه الأزمة عن مستقبل الشراكة من اجل المتوسط، وهو مشروع فرنسي يتبناه المغرب لتقريب الهوة الاقتصادية والإنمائية بين الاتحاد في الشمال والعالم العربي في الجنوب.
(المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 1 جويلية 2009)
بنكيران: جهات أمنية وسياسية مستمرة في التحريض على حزب العدالة والتنمية
الرباط ـ خدمة قدس برس اتهم قيادي إسلامي مغربي جهات أمنية وسياسية مغربية بالتآمر والتحريض على حزب العدالة والتنمية للتضييق على عمله الحزبي، لكنه استبعد أن تنجح في الوقيعة بين الحزب والقصر الملكي. ورفض الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي عبد الاله بنكيران في تصريحات خاصة لـ “قدس برس” تحديد ماهية هذه الجهات وهويتها السياسية، لكنه أكد أن حزب الأصالة والمعاصرة جزء منها، وقال: “هنالك جهات سياسية وأمنية تسعى للوقيعة بين حزب العدالة والتنمية والقصر الملكي، وهي نفس الجهات التي حاولت القضاء على الحزب عام 2003 بناء على تفجيرات 16 أيار (مايو)، والتي فشلت في مسعاها بسبب أن جلالة الملك رفض حل حزب العدالة والتنمية، وهي إلى يوم الناس هذا لا تزال في مخططها، وحزب الأصالة والمعاصرة جزء أساسي منها”. وقلل بنكيران من إمكانية الوقيعة بين العدالة والتنمية والقصر الملكي على الرغم من انعدام قناة التواصل المباشرة بين الطرفين، وقال: “نحن علاقتنا بجلالة الملك علاقة متينة ومبنية على بيعة شرعية وقناعة سياسية راسخة، لأنه رمز للبلاد وضامن للحقوق ونحن سنوفي إلى النهاية بهذا التعهد. ومع الأسف مع أن جلالة الملك بلطفه أبوابه مفتوحة لنا، ولكن ربما لم نحسن الاستفادة من هذه المساحة. لا يمكنني الحديث عن جهات تريد غلق هذه الأبواب، ولكن هنالك جهات تحاول أن توهم الرأي العام بأن حزب العدالة والتنمية غير مقبول وهذا غير صحيح”. وعما إذا كان لدى حزب العدالة والتنمية أي رسالة يريد توجيهها عبر “قدس برس” إلى القصر الملكي، قال بنكيران: “لسنا في حاجة إلى حوار مباشر مع جلالة الملك فهو يعرفنا جيدا، وهو مطمئن لمواقفنا الثابتة، وحين تنضج الظروف سوف يستقبلنا، وفي الأثناء إذا كانت لنا رسالة فسوف نرسلها لجلالة الملك مع الاحترام اللازم”، على حد تعبيره. وتأتي شكوى بنكيران من التحريض على حزبه في ظل استمرار التنافس الانتخابي المحموم الناجم عن نتائج الانتخابات البلدية والأخيرة، والمتمثل في انتخاب الهيئات القيادية لهذه المجالس.
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 2 جويلية 2009)
خيارات صندوق النقد الدولي أمام الأزمة العالمية
توفيق المديني في التقرير الذي أصدره صندوق النقد الدولي حول الاستقرار المالي في العالم ، في نهاية شهر أبريل الماضي ، رفع الراية الحمر اء، مؤكدا على أن الأزمة المالية العالمية ستكلف أكثر من 4054 مليار دولار (3140 مليار يورو) للنظام المالي الدولي، تشمل خسائر الأصول المنبثقة من الولايات المتحدة بقيمة 2712مليار دولار .و قدر الخسائر في منطقة اليوروبنحو 1193مليار دولار، و خسائراليابان بنحو149 مليار دولار ،رافعا بذلك تقديراته السابقة للخسائر. هذا البيان الجديد ليس متوافقا مع بيان 8 أبريل 2008، الذي قدر الخسائر الناجمة عن أزمة الرهن العقارية في الولايات المتحدة الأميركية بنحو 945 مليار دولار.حتى في هذا المحيط الضيق ، كان صندوق النقد الدولي يقوم بمراجعة منتظمة للخسائر المقدرة التي هي في تصاعد ، إذ انتقلت هذه الخسائر من 1400 مليار دولار في أكتوبر 2008 ، إلى 2300 مليار دولار في شهر يناير 2009، وصولا إلى 2712 مليار دولاراليوم. ولم يورد تقديرات الأصول الأوروبية و اليابانية. وحسب صندوق النقد الدولي، فإن البنوك ستتحمل ثلثي هذه الخسائر، وحول هذه الأخيرة، يترتب على البنوك أن تقبل أيضا الاعتراف بالثلثين. ومن أجل إعطاء مقياسا للجهود المالية الضرورية لإعادة رسملة هذه البنوك، و الإشارة إلى «خطورة المشكل» بلور صندوق النقد الدولي سيناريوهين لإصلاح الأمور. السيناريو الأول، وينص على إعادة نسبة معينة من الصناديق الخاصة على الأصول ما قبل الأزمة، أي نسبة 4 في المئة تضعها بعض المؤسسات الإئتمانية للفصول المختلفة لميزانيتها و التي لا يجب تجاوزها لضمان الإدارة السليمة للأمول المستثمرة. ويقتضي هذا السيناريو أيضا ضخ 275 مليار دولار من رؤوس الأموال في البنوك الأميركية، و375 مليار دولار في بنوك منطقة اليورو ،و125 مليار دولار في البنوك البريطانية، و100 مليار دولار في بنوك باقي أوروبا. السيناريو الثاني، وهو أكثر طموحا إذ يقتضي إعادة النسبة إلى مستوى عقد التسعينيات ، أي 6 في المئة، وسوف تكون رؤوس الأموال المطلوبة 500 مليار دولار للولايات المتحدة، و725 مليار دولار لمنطقة اليورو، و250 مليار دولار لبريطانيا، و225مليار دولار لباقي البلدان الأوروبية. لا شك أن نشر هذا الأرقام من قبل صندوق النقد الدولي يؤكد على مسألة محددة، وهي عدم رضاه على عملية التطهير التي تقوم بها البنوك. فعقب قمة مجموعة العشرين التي عقدت بلندن في 3 أبريل الماضي ، اتفق رؤساء الدول و الحكومات على ضرورة القيام بهذا التطهير، الذي من دونه لا يمكن تحقيق الانتعاش الاقتصادي. وكانت مجموعة العشرين تعهدت بتقديم مايزيد على الف مليار دولارمن الأموال الإضافية إلى المنظمات المالية المتعددة، على أن يخصص القسم الأكبر منها لصندوق النقد الدولي. ولكن بمجرد أن عاد الحكام إلى بلدانهم ، أصبح التباطؤ هو سيد الموقف، لأنهم لا يريدون وضع حلول تستشير غضب الرأي العام و البرلمانات في بلدانهم. ففي الولايات المتحدة الأميركية لا تزال إدارة الرئيس أوباما تصطدم بالكونغرس، الذي يعارض مساعدة البنوك المذنبة، في الوقت الذي يتطلب الأمر مساعدتها للإقلاع من جديد.و هذه الإدارة متهمة بأنها تريد تأميم البنوك، عندما وضعت وزارة الخزانة الأميركية خطة الاستثمار المشتركة بين القطاعين العام و الخاص لتخليص المؤسسات المالية من أصولها «المسمومة» أو الهالكة. وكان وزير الخزانة الأميركي تيموث غيثنر دافع عن هذه الخطة الجديدة، بقوله:«توفر التوازن الصحيح بالسماح للمكلفين بمشاركة القطاع الخاص في أخطار الخسائر،مع الإفساح في المجال للقطاع الخاص للمنافسة من أجل تحديد أسعار السوق بالنسبة إلى الأصول الهالكة». وقال:« إذ اشترت الحكومة وحدها هذه الأصول من المصارف، تتحمل وحدها الخسائر… و في المقابل ، إذلا تركنا المصارف وحدها تتخلص من هذه الأصول مع مرور الوقت، نمدد بذلك الأزمة التي يمكن أن تكلف المكلفين أكثر».و أضاف أن تلك الأصول الهالكة أثارت شكوكا في صحة المصارف و قلصت الإقراض عبر النظام المصرفي. ولا حظ التقرير الأخير أن «النظام المالي العالمي لا يزال يعاني كثيرا الضغوط، مع توسع الأزمة المالية لتشمل المنازل و الشركات و القطاع المصرفي في الأسواق المتقدمة والناشئة». وقال إن «انكماش النشاط الاقتصادي وضع مزيدا من الضغوط على ميزان مدفوعات المصارف ، بينما تزداد قيمة الأصول تدهورا مما يهدد الملاءة المالية و يحدّ من تقديم القروض». ولم يحجب الإجماع على إجراءات الانتعاش الاقتصادي الذي انبثق من اجتماع صندوق النقد الدولي في واشنطن ،يوم السبت 25 أبريل الماضي ، النظرة التشاؤمية لصندوق النقد الدولي حول الاقتصاد العالمي. فهويقدر أن الاقتصاد العالمي يتراجع بنحو 1،3 في المئة سنة 2009. فالأزمة لا تزال تعصف بالاقتصاديات المتقدمة، لجهة تراجع النمو(%3،8 -في سنة 2009)، على الرغم من المقاومة الحقيقية التي تبديها الاقتصاديات الناشئة و النامية(%1،6 +) ، و لا سيما في إفريقيا(%2+)، و بكل تأكيد في آسيا(%4،48+)، التي تجرها الصين العملاقة بحيوية اقتصادها(%6،5+)، ، و الهند التي تخفف من هول الصدمة(%4،5+). و بالمقابل نجد أميركا اللاتينية تتراجع(%1،5-). و جاء في البيان الصادر عن اللجنة الدولية للنقد و المال، الهيئة السياسية لصندوق النقد الدولي، أن الدول ال185 الأعضاء «مصممة على اتخاذ إجراءات إضافية لضمان الانتعاش الاقتصادي… اتفقنا على زيادة الموارد المتوافرة لصندوق النقد الدولي من خلال تمويل فوري من أعضائه يصل إلى مستوى 250 مليار دولار ، تدمج تاليا في اتفاقات قروض جديدة موسعة وأكثر مرونة، وتضاعف لتصل إلى 500 مليار دولار، كما اتفقنا على درس النداء الموجه إلى السوق من أجل الاقتراض عند الحاجة».
(المصدر :مجلة المصارف الكويتية (شهرية)، العدد 68، يوليو 2009)
مُصالحة فلسطينية على أية أسس؟
بشير موسى نافع (*) الأغلبية العظمى من الفلسطينيين تريد، وتصلّي من أجل مصالحة، تنهي حالة الانقسام بين الضفة والقطاع وبين حماس وسلطة رام الله.. الأغلبية العظمى من الفلسطينيين تريد، وتصلي من أجل أن ينتهي انشغال القوى السياسية الفلسطينية بأنفسها، وأن تصب الجهود نحو تحقيق تقدم في القضية الوطنية.. الأغلبية العظمى من الفلسطينيين تريد، وتصلي من أجل أن تعمل الحركة الوطنية بكافة قواها لوضع حد للحصار غير الإنساني الذي يتعرض له قطاع غزة وأهله. هذا كله صحيح، ولكن مياهاً كثيرة سارت تحت الجسر منذ حسمت حماس الوضع في قطاع غزة قبل أكثر من عامين، وبات من الضروري أن يسأل الفلسطينيون أنفسهم ما إن كانت المصالحة في ظل الشروط الحالية ستدفع قضيتهم الوطنية إلى الأمام، أم أنها ستودي بها إلى هاوية أعمق. تقوم القاهرة بدور رئيس في مباحثات المصالحة الفلسطينية منذ بدايتها، وقد تسارعت جهود المصالحة المصرية في شكل ملموس خلال الشهور القليلة الأخيرة، وأحد دوافع تعاظم المساعي والضغوط المصرية أن الدول العربية الصديقة للولايات المتحدة ترى في مقاربة إدارة أوباما للقضية الفلسطينية فرصة لا ينبغي تفويتها، ويرتبط بهذا التقدير سعي القاهرة إلى تعزيز وضع رئيس سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني، وتوفير تفويض وطني له، قبل استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. الذين يسيئون الظن، يرون أن القاهرة تريد اتفاقاً سريعاً للمصالحة، يمهد الطريق لعقد انتخابات تشريعية في الضفة والقطاع، يعتقد المسؤولون المصريون أن حماس ستخسرها، وينتهي بذلك صداع الإسلاميين الفلسطينيين. إضافة إلى ذلك، ثمة شعور متزايد في القاهرة وخارجها بتراجع النفوذ المصري في المحيط العربي، ومن المؤكد أن النجاح في تحقيق اتفاق مصالحة فلسطيني سيعزز من دور القاهرة وتأثيرها السياسي، وتفيد دوائر التفاوض الفلسطيني أن لغة المسؤولين المصريين تجاه حماس قد تغيرت، فبعد أن كانت المفاوضات تجري في جوهرها بين وفد حماس والمسؤولين المصريين، وليس بين وفدي حماس وفتح، أصبحت لغة القاهرة أكثر استجابة لمطالب وهموم ومخاوف حماس. ملفات الخلاف بين غزة ورام الله كبيرة ومعروفة، ففي الإطار الفلسطيني الوطني العام، هناك ملف منظمة التحرير الفلسطينية، إعادة بناء المنظمة لتصبح أكثر تمثيلاً لقوى الشعب وتوجهاته، وتفعيلها من جديد، أما على مستوى مستقبل سلطة الحكم الذاتي، فهناك مسألة الانتخابات الرئاسية (بعد أن مُدِّدَ للرئيس عباس بشكل غير شرعي)، وانتخابات المجلس التشريعي (الذي قامت السلطة بالانقلاب عليه، وتهميشه نهائياً). وعلى مستوى الانقسام بين غزة ورام الله، هناك ملفات التعامل مع الآثار التي نجمت عن الانقسام، وكيفية عودة السلطة إلى القطاع، وما يتعلق بها من إعادة تشكيل الأجهزة الأمنية وأجهزة الحكم المدنية، ونهاية الحصار على قطاع غزة وبناء ما دمرته الحرب على القطاع. وإلى جانب هذه الملفات، هناك بالطبع ملف المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، الإطار المرجعي لهذه المفاوضات، وكيفية تشكيل وفد تفاوض فلسطيني، يمثل الإرادة الوطنية ويعبر عنها ويتمتع بدعمها. لم تكن ملفات الخلاف والانقسام قبل عامين بهذا الحجم، ولا كانت مساحة فقدان الثقة بهذا الاتساع، إذ ما إن سيطرت حماس على القطاع حتى مضت سلطة رام الله إلى انقلابها الخاص في الضفة الغربية، فخلال ساعات من انهيار أجهزة السلطة الأمنية في القطاع، بدأت قرارات الرئيس عباس في الصدور الواحد منها تلو الآخر. أعلن ما يسمى بحالة الطوارئ، وأقيلت حكومة الوحدة الوطنية، ألقي بالمجلس التشريعي على قارعة الطريق، وأصبح الرئيس مصدر الشرعية الوحيد للسلطة، وشكِّلَتْ حكومة ترأسها شخصية من خارج كل القوى السياسية الفلسطينية، بلا تاريخ وبمصداقية هشة، إلا ثقة إدارة الرئيس بوش. استجابت السلطة في رام الله لنصائح واشنطن في تجاهل الوساطات لرأب الصدع بين الضفة والقطاع، انتظاراً لتركيع إدارة حماس في القطاع بقوة الحصار وتزايد معارضة أهالي القطاع لهذه الإدارة. أطاح الانقلاب في الضفة بما تبقى من التوازن في مؤسسات السلطة، ولم يبعد حماس عن دائرة صنع القرار وحسب، بل وأبعد فتح أيضاً، وما إن استقرت قواعد الانقلاب، حتى أطلقت حملة أمنية شعواء لتدمير خلايا المقاومة من كافة التنظيمات، وتقويض البنى الاجتماعية والمدنية المستقلة عن جسم السلطة، سيما تلك التي يشك بتعاطفها مع قوى المقاومة. في البداية، سُوّغت إجراءات السلطة السياسية والأمنية القمعية في القطاع بمقولة التحوط من أن تقوم حماس في الضفة الغربية بما قامت به في القطاع، ولأن تلك الإجراءات لم تطل حماس وحسب، فإن منطق السلطة لم يقنع كثيرين، ولا حتى داخل فتح نفسها، قلة فقط رأت في إجراءات السلطة وسياساتها توجهاً جديداً مفكراً فيه، ولد من سابق تصميم وتصور لانقلاب السلطة على حركة التحرر الوطني الفلسطيني، والاستجابة الكاملة لمطالب الجانب الإسرائيلي. خلال العامين الماضيين، طالت الاعتقالات الآلاف من معارضي السلطة، وقد تعرض الكثير من المعتقلين لأشد أصناف التعذيب، وللموت تحت التعذيب. وقد أعيد بالفعل بناء الجسم الأمني للسلطة في الضفة تحت إشراف البعثة الأميركية، ليس بهدف جعل الأجهزة الأمنية أكثر انسجاماً مع الأهداف الوطنية، ولكن لجعلها أكثر ولاءً للسلطة، وأكثر استعداداً لتنفيذ توجهاتها الجديدة. أثناء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، استخدمت قوات السلطة كافة الوسائل لقمع حركة الاحتجاج الشعبية. وعندما استشعرت أجهزة السلطة في قلقيلية قبل أسابيع بوادر خطر على الأمن الإسرائيلي، وجهت سلاحها لعناصر المقاومة وأردتهم قتلى. ما تردد مؤخراً عن أن السلطة ستفرج عن بعض معتقلي حماس، لتوفير طقس إيجابي للمصالحة المرتقبة في القاهرة، ليس إلا كذباً؛ فالسلطة تنفذ برنامجاً أمنياً مدروساً لتصفية أذرع المقاومة في الضفة الغربية كلية، وإلقاء قرار الحركة الوطنية الفلسطينية حصراً في يد سلطة الحكم الذاتي. لتحقيق توافق فلسطيني وطني حقيقي، ينبغي الاعتراف بأن المصالحة ضرورية في المنطقتين معاً، وأن إعادة البناء ضرورية أيضاً في المنطقتين، وأنه لا المصالحة ولا إعادة بناء جسم السلطة تكفي وحدها لوضع الحركة الوطنية على السكة الصحيحة، بل أن من الضروري النظر من جديد في مجمل البناء الوطني الفلسطيني. إن كان الاعتقال السياسي مرفوضاً في قطاع غزة، فإن الاعتقال السياسي والبرنامج الأمني لابد أن يكون مرفوضاً في الضفة كذلك. وإن كان لابد من إعادة بناء الأجهزة الأمنية في القطاع، فلابد من إعادة بناء الأجهزة الأمنية في الضفة كذلك. وإن كانت هناك ضرورة لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، فيجب أن لا تعقد مثل هذه الانتخابات قبل تطبيع حقيقي في كل القطاع والضفة، وقبل نهاية الحصار عن قطاع غزة، وقبل الإفراج عن مئات المعتقلين من كوادر القوى المعارضة للسلطة في الضفة. وفي موازاة مثل هذه الخطوات، لابد أن تؤخذ إجراءات جادة لإعادة بناء شاملة لمنظمة التحرير. بغير ذلك، ستتحول المصالحة إلى تسليم فلسطيني جماعي وإلقاء مقاليد الحركة الوطنية في حجر فئة صغيرة، صادف أن سيطرت على سلطة الحكم الذاتي في فترة حرجة وفي ظل خلل لموازين القوى. وعندها لن تكون حماس هي الخاسرة وحسب، بل وفتح أيضاً، كما ستدخل الحركة الوطنية ككل فترة مظلمة ثقيلة الوطأة. (*) باحث عربي في التاريخ الحديث
(المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 2 جويلية 2009)
انقسام سياسي أيديولوجي طبقي في إيران
منير شفيق 2009-06-25 إذا كان هنالك من يمكنه أن يتحدث عن انتخابات مزورة فليس هنالك من نموذج أقوى من انتخابات بوش الابن عام 2000، حيث قامت تهمة التلاعب أو التزوير على أساس فارق لا يتعدّى بضع مئات من الأصوات. وقد لُفلِف الموضوع، ولم ينزل إلى الشارع، أو يُرسَل إلى القضاء، لأن اللعبة الديمقراطية في الولايات المتحدة الأميركية، كما في دول الغرب عموماً، محكومة عملياً من خلال التوافق بين حزبين يحتكران التداول على السلطة، ومن ورائهما الأجهزة الممثلة في مجلس الأمن القومي. هذه السيطرة على العملية الانتخابية ليست لها مثيل إلا في الأنظمة الشمولية التي تتحكم في نتائج الانتخابات «عينك عينك» بلا حاجة إلى «شكليات» التحكم في الأنظمة الديمقراطية، حيث لا بدّ من أن يكون المرشحان للرئاسة من طينة واحدة، وقد خرجا من خلال المؤسسة الحزبية وعبر ملفات الأجهزة، وكذلك الحال بالنسبة إلى الغالبية العظمى من مرشحي مجالس النواب والشيوخ. صحيح أن هنالك درجة من التحكم في المرشحين للرئاسة في إيران من خلال استبعاد من يعتبرون أعداء للنظام، ولكن الفروق بين المعتبَرين من داخل النظام، ويمرّون من غربال الترشيح أخذت تكبر وتتعمق وتتسّع أكثر فأكثر، دورة بعد دورة، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، لاسيما بين محمود أحمدي نجاد ومير حسين موسوي. في البداية، ذهبت تقديرات أغلب الخبراء خارج إيران إلى اعتبار موسوي جزءاً من المؤيّدين للإمام الخامنئي، وقد اشتهر في أثناء رئاسته لمجلس الوزراء في الثمانينيات بأنه من الأجنحة الأكثر راديكالية ولاسيما من ناحية ميله القوي إلى الاقتصاد الموجّه. ولكن ما أن حمي وطيس المعركة الانتخابية حتى تبيّن أن مير موسوي الحالي غير مير موسوي الثمانينيات، فالرجل راح يتحدث عن الإصلاح الاقتصادي من مواقع ليبرالية صارخة، وأخذ يوجّه انتقادات بالجملة لسياسات نجاد الخارجية حتى وصل به الأمر إلى نقد دعمها المالي للمقاومتيْن في فلسطين ولبنان «فيما الشعب الإيراني بأمسّ الحاجة إلى تلك الأموال لتنميته وسدّ احتياجاته». ثم اضطر إلى سحب هذا التصريح لحساسية المقاومتيْن الفلسطينية واللبنانية بالنسبة إلى الشعب الإيراني، وهو في خضم انتخابات يحتاج فيها إلى كل صوت. ثم جاءت مواقف موسوي بعد ظهور نتائج الانتخابات في التحريض على التظاهر لفرض إعادة الانتخاب تحت حجّة حدوث التزوير. ثم تبيّن أنه ذاهب في هذا الاتجاه إلى آخر المدى. وذلك عندما رفض قرار مرشد الثورة السيد الخامنئي الذي طالب باللجوء إلى القانون والمؤسسات الشرعية لحسم الخلاف حول الانتخابات، ودعا الطرفين إلى عدم النزول إلى الشارع، فتحدّى قرار الخامنئي رافضاً الاحتكام إلى القانون والمؤسسة، ودعا أنصاره إلى مواصلة التظاهر، مما يؤكد أن موسوي لم يعد موسوي رئيس الوزراء الذي عرفه العالم في الثمانينيات. هذا الموقف أبعد موسوي نسبياً عن موقفيْ مهدي كروبي ومحسن رضائي اللذين استجابا لنداء الخامنئي وحصرا موقفهما بالدعوة إلى إعادة الانتخاب والتحقيق فيما حدث من تزوير. فموسوي قرر المواجهة في الشارع متناغماً مع الموقف الغربي الذي راح يحرّض على التظاهر، متبنيّاً اتهام الانتخابات بالتزوير من دون امتلاك بيّنة واحدة من جانبهم على التزوير غير ما يدّعيه موسوي وكروبي ورضائي، الأمر الذي سمح بإلقاء الشكوك على الأهداف المتوخاة من دفع الأمور في الشارع إلى الفوضى وإراقة الدماء. وإذا أخذنا في الاعتبار أن موسوي كما قادة الغرب، بمن فيهم أوباما، يعلمون علم اليقين أن الأغلبية الغالبة من الشعب الإيراني انتخبت محمود أحمدي نجاد وهي مجمعة على قيادة المرشد، كما يعلمون أن النظام أقوى من أن يسقط في مواجهات من هذا الحجم. فالسؤال، إذن، لماذا النزول إلى الشارع وتحدّي القانون وقوات الأمن؟ الجواب: تعمّد استجلاب القمع وإطلاق الرصاص ووقوع مذبحة إذا أمكن، وبهذا يصبح لدى إيران «تيان آن مين» خاصة بها كما حدث مع الصين، وذلك من أجل التشهير بها وابتزازها لاحقاً. أما النقطة الأخرى التي لا مفرّ من التوقف عندها، أمام ما عبّر عنه الصراع الذي شهدته المعركة الانتخابية، وما بعدها بين نجاد وموسوي، فضلاً عن الموقف من الليبرالية الاقتصادية والموقف من المقاومتيْن الفلسطينية واللبنانية والعلاقة بالكيان الصهيوني وأميركا والغرب، فتتمثل في الأبعاد الطبقية والأيديولوجية التي عبّرت عنها شعارات التظاهرات التي أيدت محمود أحمدي نجاد وتلك التي أيدت مير حسين موسوي. ففي الأولى ظهر الفقراء من خلال ألبستهم وشعاراتهم المعادية لأميركا والصهيونية فيما في الثانية بدأ أبناء الطبقات الوسطى والمرفهّة، وقد حملوا اليافطات باللغة الإنجليزية ورفعوا شعارات ليبرالية مقلدين شعارات الثورات المخملية التي عرفتها بعض بلدان أوروبا الشرقية. من هنا يكون الشعب الإيراني قد انقسم طبقياً وسياسياً واجتماعياً وأيديولوجياً، ولهذا فإن إيران بعد اليوم غيرها قبله، فتداعيات هذا الصراع ستعيد فرز المواقف والاصطفافات ضمن معايير جديدة. (*) كاتب ومفكر فلسطيني (المصدر: صحيفة “العرب” (يومية – قطر) الصادرة يوم 25 جوان 2009)
خاتمي ينضم إلى موسوي وكروبي في رفض الإعتراف بشرعية نجاد
طهران، لندن – محمد صالح صدقيان، «الحياة»
توحدت الحركة الإصلاحية في إيران حول رفض الاعتراف بشرعية الرئيس محمود احمدي نجاد، وذلك في بيانات أصدرها المرشحان الإصلاحيان الخاسران مير حسين موسوي ومهدي كروبي والرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، ما يؤشر إلى قطيعة نهائية بين الحكومة والحركة الإصلاحية التي سارعت مصادر المحافظين إلى اتهام رموزها بالتخطيط سراً لقلب النظام. في غضون ذلك، ظهرت مؤشرات إلى اتجاه دول الاتحاد الأوروبي الـ27 إلى خفض مستويات تمثيلها في إيران، كما أفادت تقارير غربية أمس، فيما أصرت طهران على توجيه تهمة «التحريض على أعمال الشغب» التي تلت إعلان فوز نجاد في انتخابات الرئاسة، الى موظف واحد على الأقل في السفارة البريطانية لا يمتلك حصانة ديبلوماسية كونه ايرانياً. وهو اتهم بإدارة الاحتجاجات من وراء الستار. وأشارت المعلومات الرسمية الى تورط ديبلوماسية بريطانية بالتهمة ذاتها، لكنها لم تعتقل كونها تمتلك حصانة. ورد رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون باتهام النظام الإيراني بـ «استخدام» بلاده ذريعة لإدانة التظاهرات «المشروعة» ضد إعادة انتخاب نجاد. وقال براون في جلسة مساءلة في مجلس العموم (البرلمان): «هذا الموقف غير مبرر». في الوقت ذاته، بدت طهران راغبة في إغلاق الباب أمام أي مفاوضات مع الأوروبيين في شأن برنامجها النووي، اذ اعتبر حسن فيروز ابادي المعاون الثقافي والإعلامي في هيئة الأركان المسلحة الإيرانية ان المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد خافيير سولانا «فقد الأهلية للمشاركة في اي حوار مستقبلي» مع المسؤولين الإيرانيين، نتيجة «التذبذب في مواقفه ودعمه أعمال الشغب» الأخيرة. وغداة إغلاق مجلس صيانة الدستور في إيران الباب أمام أي تشكيك في نتائج الانتخابات الرئاسية وتثبيته فوز نجاد، نشر خاتمي على موقعه بيانا اتهم فيه القيادة الايرانية بتنفيذ «انقلاب على الشعب والديموقراطية»، وقال «نظراً لما حصل واعلن من جانب واحد، يجب ان نقول ان انقلابا حصل ضد الشعب والجذور الديموقراطية للنظام». واضاف «لقد قمعت احتجاجات الناس، والذين كان يفترض بهم ان يحموا حقوق الشعب أهانوا الشعب (…) ورغم ذلك تتحدث (الحكومة) عن المصالحة الوطنية والسلام». أما موسوي فأصدر بيانه التاسع منذ بدء الاحتجاجات، واتهم فيه مجلس صيانة الدستور بـ «التغاضي» عن التزوير والتلاعب بأصوات الناخبين، معتبراً ان ما حصل «يرقى الى الانقلاب» ومؤكداً ان حكومة مقبلة لنجاد ستكون «فاقدة الشرعية». وانتقد موسوي الممارسات ضد المحتجين علی نتائج الانتخابات، داعياً إلى «اطلاق المعتقلين» و»الافساح في المجال امام الرأي الآخر» . ورأی المرشح الخاسر ان النظام الذي استند خلال السنوات الثلاثين الماضية إلی «ثقة المواطنين» لا يمكن أن يتخلى عنها «بين عشية وضحاها» لمصلحة الأجهزه الأمنية. وحذر من ان «مواصلة اعتقال ابناء الثورة تعمق الانقسامات». وتابع موسوي في بيانه: «مسؤوليتنا التاريخية تتطلب الاستمرار في المعارضة لتحقيق تطلعات الشعب، كما ان مسؤوليتنا الدينية تفرض علينا التمسك بالثورة والنظام، في حين ان مسؤوليتنا الثورية لا تسمح لنا بإهدار دماء مئات الآلاف من الشهداء لنتحول الی حكومة امنية». ودعا المرشح الأصلاحي أنصاره إلى الابتعاد عن «القوی الأجنبية» التی لا يخدم تدخلها في هذا «النزاع العائلي». وشدد علی «الخيارالقانوني» من اجل الإصلاح وتحقيق الأهداف المنشودة، وكذلك التمسك بالوحدة الوطنية «حتی مع اولئك الذين استخدموا العنف ضدكم». وطالب بإطلاق حرية الصحافة ورفع الحظرعن المواقع الإلكترونية وإلغاء الرقابة على الاتصالات، كما طالب الإعلام الرسمي بـ «وقف الافتراء والكذب والإهانات». وساد اعتقاد لدى مراقبين بأنه علی رغم عدم تطرق البيان الی تأييد مرشد الجمهورية علي خامنئي، لا يحمل كلام موسوي دعوة الی التصعيد بل الی التهدئة وانتهاج «خيار القانون بدلاً من خيار الشارع». وبدا لافتاً إجماع موسوي وكروبي و «جبهة المشاركة» التي يتزعمها خاتمي في بياناتهم أمس، على تأكيد «عدم شرعية» الحكومة ومقاطعة مناسباتها، بما فيها مراسم تنصيب نجاد، كما أكد كروبي في بيان نشر على موقع صحيفة «اعتماد ملي» التي منعت من الصدور لرفضها طلب السلطة تجاهل البيان. في هذا الوقت، اعلن مسؤولون ليبيون ان احمدي نجاد الغى زيارة مقررة الى طرابلس للمشاركة في قمة الاتحاد الافريقي التي بدأت امس، وكان يفترض ان تكون هذه ثاني زيارة للرئيس الايراني الى الخارج بعد روسيا منذ اعلان نتائج الانتخابات. وكان سفراء دول الاتحاد الاوروبي في ليبيا عقدوا اجتماعا للنظر في الموقف الواجب اتخاذه في حال مشاركة نجاد في القمة الافريقية، فيما ابدت وفود افريقية امتعاضها من دعوة الزعيم الليبي الرئيس الايراني بدون استشارة مؤسسات الاتحاد. (المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 2 جويلية 2009)
مفاهيم حبّذا لو اتفقنا على مضامينها
صبحي غندور* ماهيّة الهويّة العربية: إنّ الشخص العربي هو الإنسان المنتمي للثقافة العربية أو لأصول ثقافية عربية. فالهويّة العربية لا ترتبط بعرق أو دين، ولا بموقف سياسي أو منظور أيديولوجي، ولا تخضع لمتغيرات الظروف السياسية. إنّ الانتماء إلى العروبة يعني الانتماء إلى أمّة واحدة من حيث تكامل عناصر الأمَّة فيها: لغة وثقافة واحدة لشعوب ذات تاريخ مشترك على أرض مشتركة ولها مصائر ومصالح مشتركة قد تعبّر مستقبلاً عن نفسها بشكل من أشكال التكامل أو الاتحاد بين بلدانها. إنّ الهويّة العربية هي دائرة تتّسع، في تعريفها ل”العربي”، لتشمل كل من يندمج في الثقافة العربية بغضّ النظر عن أصوله العرقية. إنّ العروبة هي تعبير عن الانتماء إلى أمّة لها خصائص تختلف عن القوميات والأمم الأخرى حتى في دائرة العالم الإسلامي. إنّ “الهويّة الثقافية العربية” كانت موجودة كلغة وثقافة قبل وجود الدعوة الإسلامية، لكنّها كانت محصورة بالقبائل العربية وبمواقع جغرافية محدّدة .. بينما العروبة – كهوية انتماء حضاري ثقافي- بدأت مع ظهور الإسلام ومع ارتباط اللغة العربية بالقرآن الكريم وبنشر الدعوة بواسطة روّاد عرب .. هكذا أصبحت “العروبة الحضارية” هي الثقافة العربية ذات المضمون الحضاري الذي أخرج الثقافة العربية من الدائرتين: العرقية والجغرافية إلى الأفق الحضاري الواسع الذي اشترك في صيانته ونشره مسيحيون عرب ومسلمون من غير العرب، وبالتالي خرجت الهويّة الثقافية العربية من دائرة العنصر القبلي أو الإثني، ومن محدوديّة البقعة الجغرافية (شبه الجزيرة العربية) إلى دائرة تتّسع في تعريفها ل”العربي”، لتشمل كل من يندمج في الثقافة العربية بغضّ النظر عن أصوله العرقية. ودخل في هذا التعريف معظم من هم عرب الآن ولم يأتوا من أصول عربية من حيث الدم أو العرق. إنّ ضعف الهُويّة العربية المشتركة يؤدّي إلى طغيان التسميات الطائفية والمذهبية والعرقية على المجتمعات العربية. وفي هذا الأمر تكمن مخاطر الانفجار الداخلي في كلّ بلد عربي، وبذا تصبح العروبة لا مجرّد حلٍّ فقط لأزمة العلاقات بين البلدان العربية، بل أيضاً سياجاً ثقافياً واجتماعياً لحماية الوحدات الوطنية في كلّ بلد عربي. مسألة ضعف الهويّة الوطنية لعلّ أبرز المراجعات المطلوبة عربياً في هذه المرحلة هي مسألة ضعف الهويّة الوطنية الجامعة وغلبة الانتماءات الفئوية الأخرى. ففي هذه الظاهرة السائدة حالياً في أكثر من بلد عربي خلاصة لما هو قائم من مزيج سلبيات أخرى عديدة. إنَّ ضعف الهوية الوطنية لصالح هيمنة انتماءات ضيّقة يعني ضعفاً في البناء الدستوري والسياسي الداخلي. ويعني تسليماً من “المواطن” بأنَّ “الوطن” ليس لكلِّ المواطنين، وبأنّ “الوطن” هو ساحة صراع على مغانم فيه، لذلك يأخذ الانتماء إلى طائفة أو مذهب أو قبيلة بُعداً أكثر حصانة وقوة من الانتماء الوطني الواحد، كما يصبح الانتماء الفئوي وسيلة يتمّ استخدامها للحفاظ على مكاسب سياسية أو شخصية أو لانتزاعها من أيدي آخرين حاكمين. كذلك فإنّ ضعف الهوية الوطنية قد يكون هو المدخل للتدخّل الخارجي، بل وللاحتلال أحياناً، حيث تتحوّل أولوية الانتماءات الضيّقة إلى مبرّرات تقتضي التعامل مع أي جهة خارجية من أجل مواجهة الانتماءات الأخرى في الوطن الواحد!. إنّ ضعف الهوية الوطنية المشتركة هو تعبير أيضاً عن فهم خاطئ للانتماءات الأخرى. فالاعتقاد بمذاهب دينية مختلفة، أو الاعتزاز بأصول إثنية أو قبلية، هو ظاهرة طبيعية وصحّية في مجتمعات تقوم على التعدّدية وعلى الاختلاف القائم في البشر والطبيعة. لكن تحوّل هذا الاختلاف إلى خلاف عنفي وصراعات سياسية دموية يعني تناقضاً وتصادماً مع الحكمة في الاختلاف والتعدّد، فيكون المعيار هو محاسبة الآخرين على ما وُلدوا به وعليه، وليس على أعمالهم وأفكارهم. وهذا بحدِّ ذاته مخالف للشرائع الدينية والدنيوية كلّها. من هو المثقف؟ إن “المثقّف” هو وصف لحالة فرديّة وليس تعبيراً عن جماعة مشتركة في الأهداف أو العمل. قد يكون “المثقّف” منتمياً لتيّار فكري أو سياسي يناقض من هو مثقّف في الموقع المضاد لهذا التيّار، وكلاهما يحملان صفة “المثقّف”!. إنَّ “المثقّف” ليس الباحث أو الكاتب أو المتعلّم فقط، وليس الرجل دون المرأة فقط، وليس من على الدوام في موقع الرّافض أو المعارض أو “الوطني”. أمّا المواصفات العامة ل”المثقّف الملتزم” بقضايا وطنه أو أمَّته، فهي ميزة الجمع لديه ما بين هموم نفسه وهموم الناس من حوله، كما الجمع عنده بين العلم أو الكفاءة المهنية، وبين الوعي والمعرفة بمشاكل المجتمع حوله. أي أن “المثقف الملتزم” هو “طليعة” قد تنتمي إلى أيِّ فئة أو طبقة من المجتمع، لكن تحاول الارتقاء بالمجتمع ككلّ إلى وضع أفضل ممّا هو عليه. إنَّ السؤال عن “دور المثقف العربي” يتطلّب، أولاً، وجود مثقّفين عرب يعتقدون بدايةً بمفاهيم فكريّة مشتركة حول الانتماء والهويّة، وحول توصيف الواقع وأسباب مشاكله، ثمَّ سعيهم لوضع رؤية فكريّة مشتركة لمستقبل عربي أفضل. عند ذلك يمكن لهذه الفئة من “المثقّفين العرب” أن تقدّم الإجابة السليمة عن سؤال: “ما دور المثقف العربي اليوم؟”. إنّ الاصلاح والتصحيح والتغيير مسائل كلّها مطلوبة، وتحقيقها ممكن، لكنّها غايات للعمل الجماعي على المدى الطويل، لا بالعمل الفردي وحده، أو بمجرد التنظير الفكري لها. لكن في كل عمليّة تغيير هناك ركائز ثلاث متلازمة من المهمّ تحديدها أولاً، هي: المنطلق، الأسلوب، والغاية. فلا يمكن لأيِّ غاية أو هدف أن يتحقّقا بمعزل عن هذا التّلازم بين الركائز الثلاث. أي أنّ الغاية الوطنيّة أو القوميّة لا تتحقّق إذا كان المنطلق لها، أو الأسلوب المعتمد من أجلها، هو طائفي، مذهبي، أو مناطقي. ولعلّ في تحديد (المنطلقات والغايات والأساليب) يكون المدخل السليم لدور أكثر إيجابيّة وفعاليّة ل”المثقف العربي الملتزم بقضايا أمته”. ثلاثية الشعارات المطلوبة: للأسف، فإنّ الواقع العربي ومعظم الطروحات الفكرية فيه، والممارسات العملية على أرضه، لا تقيم التوازن السليم المطلوب بين ثلاثية الشعارات: الديمقراطية والتحرّر ومسألة الهويّة العربية. فالبعض يدعو للتحرّر ولمقاومة الاحتلال لكن من منابع فكرية فئوية أو من مواقع رافضة للهوية العربية. أيضاً، هناك في المنطقة العربية من يتمسّك بالهوية العربية وبشعار التحرّر من الاحتلال لكن في أطر أنظمة أو منظمات ترفض الممارسة الديمقراطية السليمة. بل هناك من يعتقد أنّ وحدة الهوية العربية تعني بالضرورة أحادية الفكر والموقف السياسي فتمنع الرأي الآخر وتعادي التعدديّة الفكرية والسياسية التي هي جوهر أي مجتمع ديمقراطي سليم. فهناك اختلال كبير في المنطقة العربية بكيفية التعامل مع شعارات الديمقراطية والتحرّر والهوية العربية، وفي ذلك مسؤولية عربية مباشرة وليس فقط نتيجة تدخّل خارجي أو هيمنة أميركية. إنّ البلاد العربية هي أحوج ما تكون الآن إلى بناء حركة عروبية ديمقراطية تحرّرية تستند إلى توازن سليم في الفكر والممارسة بين شعارات الديمقراطية والتحرّر الوطني والهوية العربية، حركة فكرية وثقافية وسياسية تجمع ولا تفرّق داخل الوطن الواحد، وبين جميع أبناء الأمَّة العربية.. وإذا ما توفّرت الأداة السليمة يصبح من السهل تنفيذ الشعارات .. *مدير “مركز الحوار العربي” في واشنطن alhewar@alhewar.com