الخميس، 13 مارس 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2850 du 13.03.2008
 archives : www.tunisnews.net
 

 


حــرية و إنـصاف: أخبار الحريات في تونس الخبر: القاعدة تبث شريطا يهدد باختطاف سياح آخرين « الخبر: الرجل الثالث سابقا في المخابرات الفرنسية، لـ »الخبر » الجيش والمخابرات الجزائرية تمتلك الكفاءة والخبرة لتحرير الرهينتين د ب أ : صحيفة جزائرية – « القاعدة » تهدد بتصفية الرهينتين النمساويين الشرق الأوسط: الجيش الجزائري يواصل البحث عن النمساويين و«القاعدة» تتوعد بخطف غربيين آخرين الشروق اليومي: وفد أمني نمساوي في الجزائر لمتابعة قضية السائحين المختطفين ابن المختطف النمساوي في تصريح للشروق اليومي: المختطفان شخصان متسامحان وندعو القاعدة إلى معاملتهما معاملة إنسانية مجلة « كلمة »: التعتيم على اختطاف السياح النمساويين وأحداث مشابهة مجلة « كلمة »: إيقاف رئيس مركز شرطة قصر العدالة لتورطه في سرقة المحكمة مجلة « كلمة »: ما ضاق به الفضاء من أخبار المحاماة والقضاء واس: مدمنو المخدرات في تونس صحيفة « مواطنون »: من الإقصاء والتهميش إلى العزوف والاغتراب !! صحيفة « مواطنون »: سلفي : لا يفرق بين صلاة العشاء و الصلاة على النبي ؟  ! صحيفة « مواطنون »: الحركة النسوية في مناهضة العولمة التّونسي متاع التّونيزين: مـقـاومة إرهـاب الـدّولـة بـالـضّحك مرسل الكسيبي: أي مستقبل ينتظر التونسيين بعد أن صنعت السلطة « قاعدتها » ؟ عدنان الحسناوي: مشروع قانون تجريم جبر المرأة على لباس الحجاب والدعاية له قصد التّرويج للتعصّب الدّيني  والتحريض على الكراهية و التمييز على أساس الجنس. محمد العروسي الهاني: مذكراتي في صلب العائلة السياسية لحزب الاستقلال والحرية من 1970 إلى 1990 جريدة « الشعب » : «محاكمة أحمد بن صالح» كتاب يكشف أطوارا جديدة من تجربة التعاضد مصدق الجليدي: قراءة في كتاب «ليطمئن قلبي» لمحمد الطالبي: أخطأ.. وأصاب ولكن (2 من 2) احميدة النيفر: التاريخ في تُؤَدَة.. مسلمو أوروبا من الإغرابية إلى المواطنة عبدالحميد الحمدي: هولندا تطلب مساعدة رئيس الوزراء الدنماركي الشروق اليومي: سعدي يدعو من أمريكا إلى مراقبة دولية « مكثفة » للرئاسيات القادمة رويترز: بوتفليقة: الإرهاب هُزم والاعتداءات الأخيرة مظهر يأس العرب: مخاوف عربية من التمويل الأجنبي لمنظمات المجتمع المدني الحياة: المقدسي (شيخ الزرقاوي) خارج القضبان: هل يُكمل مراجعاته أم فقد حضوره؟ محمد صادق الحسيني: الانتخابات الإيرانية.. – لا محافظين ولا إصلاحيين


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين لا تزال معاناتهم وماساة عائلاتهم متواصلة بدون انقطاع منذ ما يقارب العقدين. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين اعتقلوا في العامين الماضيين ف رجا قريبا عاجلا- آمين  

21- رضا عيسى

22- الصادق العكاري

23- هشام بنور

24- منير غيث

25- بشير رمضان

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش

 

 
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte_equite@yahoo.fr تونس في 13/03/2008 أخبار الحريات في تونس
 

1/ سليم بوخذير يتعرض للمضايقات:

أعلمتنا زوجة سجين الرأي و المناضل الحقوقي الصحفي سليم بوخذير عضو المكتب التنفيذي لمنظمة حرية و إنصاف التي زارت زوجها صبيحة هذا اليوم الخميس 13 مارس 2008 بالسجن المدني بصفاقس أن زوجها ما زال يتعرض لمضايقات داخل السجن المذكور ، فقد وقع حرمانه من الماء إذ وقع قطعه عن الغرفة المقيم بها و نتيجة لذلك أعلن أنه سيدخل في إضراب مفتوح عن الطعام منذ اليوم 13/03/2008 احتجاجا منه على المضايقات التي يتعرض لها و مطالبة بإطلاق سراحه.

2/ اعتقال أنور بن العروسي:

وقع يوم الاثنين 10 مارس 2008 اعتقال الشاب أنور بن العروسي من محل عمله الكائن ببنعروس و اقتياده إلى جهة مجهولة .

3/ الدكتور نورالدين العرباوي في سجن صفاقس:

تم نقل السجين السياسي الدكتور نورالدين العرباوي من سجن القصرين إلى سجن صفاقس لتلقي العلاج علما بأن الدكتور نورالدين العرباوي يعاني من عدة أمراض نذكر منها الربو و كذلك من قرح جلدي في منطقة حساسة من جسمه نتيجة الإهمال الصحي و الوضع السيئ الذي يعيشه.

4/ ماهر بزيوش يعلق الإضراب عن الطعام:

بعد منع إدارة سجن برج الرومي الأسبوع الفارط عائلة سجين الرأي ماهر بزيوش من زيارة ابنها دون توضيح سبب المنع سمحت لهم اليوم الخميس 13 مارس 2008 بالزيارة فأعلمهم السجين بأنه دخل منذ غرة مارس في إضراب مفتوح عن الطعام لم ينهه إلا يوم أمس الأربعاء 12/03/2008 ، كما أخبرهم بأن إدارة السجن المذكور ساومته في الأسبوع الماضي بأن تسمح له بالزيارة إن هو علق الإضراب ولما رفض تعليق الإضراب عن الطعام منعوه من الزيارة . عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري

 

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte_equite@yahoo.fr تونس في 13/03/2008 تعـــــزيـة إنا لله و إنا إليه راجعون
 
انتقلت إلى رحمة الله اليوم الخميس 13 مارس 2008 والــدة  الأخ صالح بن عبدالله القيادي السابق في حركة النهضة  و الأخ عبد الواحد المنصوري  و سيتم دفنها اليــوم بعد صلاة العصر بمقبرة الزلاج. و حرية و إنصاف تدعو المولى العلي القدير أن يتقبلها بقبول حسن و أن يرزق أهلها جميل الصبر و السلوان. لتقديم التعازي يرجى الاتصال بالأخ  صالح بن عبدالله على الرقم التالي : 71.472704  و بالأخ عبد الواحد المنصوري على الرقم التالي   98.328901    عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري


بسم الله الرحمن الرحيم   حركة النهضة إنا لله وإنا إليه راجعون

 

تلقينا بمزيد الأسى والحزن نبأ وفاة المرحومة الحاجة خيرة بنت طالب والدة الأخوين الشيخ صالح بن عبد الله والأخ عبد الواحد البوغالمي والتي وافتها المنية يوم 13 مارس 2008 على عمر يناهز 94 سنة. والحاجة خيرة بنت طالب هي والدة الشيخ صالح بن عبد لله أحد المؤسسين الأوائل لحركة النهضة وقد واكبت المرحومة كل المحن القاسية التي مرت بها الحركة منذ المحنة الأولى سنة 1981 والتي حوكم فيها الشيخ صالح بن عبد الله بعشر سنوات سجن ثم محنة سنة 1987 فمحنة 1990 وما تلاها من سنوات الجمر التي تتواصل إلى حد الآن مع تواصل سجن 25 من قيادات وكوادر الحركة وقد عرف عن المرحومة صبرها وثباتها شأنها شأن الآلاف من الأمهات والأخوات رغم ما خلفته سنوات المحن الطويلة من أثار نفسية عليها ويروي عنها الشيخ صالح بن عبد الله أنها كانت تقطع الكيلومترات الطويلة من البداية إلى مدينة الكاف لتزوره في سجنه ببرج الرومي في بنزرت لتنعم برؤيته بضع دقائق ولو من وراء القضبان وبمناسبة هذا المصاب الجلل تتقدم حركة النهضة بأصدق التعازي للأخوين الشيخ صالح بن عبد الله والأخ عبد الواحد البوغالمي وكل أفراد عائلة الفقيدة سائلين الله تعالى أن ينزل عليهم السكينة وجميل الصبر والسلوان وأن يتغمد الفقيدة برحمته الواسعة وأن يدخلها فراديس الجنان إنه غفور رحيم. قال تعالى  » يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنّتي » رقم الهاتف للتعزية              . 0021671472704 لندن في 13 مارس 2008 رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي  

بسم الله الرحمان الرحيم الله أكبر « إنا لله و إنا إليه راجعون »  « يا أيتها النفس المطمئة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي و ادخلي جنتي »  
انتفلت إلى رحمة الله تعالى الحاجة خيرة بنت طالب والدة أخوينا صالح و عبدالواحد بن عبدالله (البوغانمي) البارحة  قبل منتصف الليل بقليل.. و  تدفن  اليوم الخميس 13 مارس إثر صلاه العصر بمقبرة الجلاز.. و ينطلق موكب الجنازة من منزل أخينا صالح بالمروج الرابع، حي البيت الجديد عدد 27 و تقام صلاة الجنازة بمسجد الحرمين في المروج الثالث… و بهذه المناسبة نتقدم بأحر التعازي للأخوين سائلين المولى جل في علاه أن يرزقهما جميل الصبر و السلوان و أن يتقبل الحاجة خيرة في واسع رحمته و فسيح جناته..  لتقديم التعازي: الأخ صالح بن عبدالله 0021671472704 الأخ عبدالواحد البوغانمي 0021698328901    عبدالله الزواري جرجيس في 13 مارس 2008

.  

خبير في الإرهاب يتحدث عن استراتيجية من شقين وراء احتجاز النمساويين القاعدة تبث شريطا يهدد باختطاف سياح آخرين

 
الجزائر: حميد يس   ذكر المسؤول الإعلامي للقاعدة، صلاح قاسمي، المدعو  »أبو محمد البسكري »، في تسجيل صوتي بثه التنظيم، أمس، في المنتديات الإلكترونية، أن السائحين الرهينتين  »يعاملان معاملة حسنة ». لكنه هدد باختطاف رعايا غربيين آخرين إن صادفهم عناصر القاعدة في المناطق التي يتواجدون بها.   وحول حادثة الاختطاف التي يتوقع أن تكون لها تداعيات أمنية وسياسية واقتصادية بالمنطقة، قال الخبير الفرنسي في شؤون الجماعات الإسلامية، ماثيو جيدار، إن الاختطاف  »يؤكد بأن القاعدة بصدد تنفيذ استراتيجية من وجهين »، يشرحهما في قراءة سياسية طلبتها  »الخبر » منه.   ويتمثل الشق الأول منها، حسبه، في استهداف النشاطات الاقتصادية بمنطقة المغرب العربي  »خاصة السياحة التي تعد عصب الاقتصاد التونسي ». أما الشق الثاني فيتعلق بما يسميه جيدار  »سعي القاعدة لتوسيع نشاطها إقليميا ». وأوضح جيدار، الشهير بكتاب  »شهداء القاعدة »، في نفس الموضوع:  »يحاول التنظيم (القاعدة) التأكيد بأنه قادر على الانتشار في كل المنطقة المغاربية، من موريتانيا إلى تونس، وذلك من خلال بعض العمليات التي ينفذها، مثل اغتيال السياح الفرنسيين بموريتانيا في ديسمبر 2007، ثم اختطاف سائحين نمساويين بجنوب تونس في فيفري 2008 ».   وأضاف جيدار، الذي يتابع مسار السلفيين المسلحين في منطقتي الساحل والمغرب العربي، منذ سنوات طويلة،  »إن تنفيذ هذه الاستراتيجية يعكس منعطفا على الصعيد العملياتي، فخطة اختطاف السياح تم التخلي عنها بعد فشل حادثة الاختطاف التي كان وراءها عبد الرزاق البارا في 2003، والتي تميزت بفراره ثم إلقاء القبض عليه ». مشيرا إلى أن اختطاف النمساويين  »يبين خاصة الضعف المالي الذي تعاني منه الجماعة التي وجدت نفسها مجبرة على العودة إلى نشاطات أكثـر نفعا، أقصد خطف السياح، لعلمها بأن الغربيين مستعدون لدفع المال من أجل الإفراج عن رعاياهم ». يشار في هذه النقطة، إلى أن الحكومة الألمانية دفعت لعماري صايفي 5 ملايين أورو نظير إطلاق سراح أكثـر من 20 سائح احتجزهم في 2003 مدة شهرين.   ويعتقد مؤلف كتاب  »القاعدة تغزو المغرب العربي »، أن الأحداث الأمنية الأخيرة بالمنطقة  »تضع اقتصاديات الدول المغاربية في خطر، قياسا إلى اقتراب الموسم السياحي ». مشيرا إلى أن أية حالة هلع قد تنتاب وكالات السياحة أو السياح الأوروبيين  »ستؤثـر لامحالة على الموسم الجاري التحضير له، خاصة في تونس التي تعد أول بلد سياحي بالمنطقة ». ويرى جيدار أن قضية الاختطاف  »جديرة بالمتابعة عن قرب »، وتوقع أن تتخطى تونس هذه الأزمة بسلام، حيث ضرب مثالا بطريقة تسيير مرحلة ما بعد عملية جربة الانتحارية التي استهدفت معبدا يهوديا بتونس في أفريل .2002 موضحا بأن دول المنطقة مدعوة لإدارة أزمة الرهائن  »بأسلوب ذكي حتى لا تترك في هذا الملف آثارا سلبية في المستقبل ».  (المصدر: صحيفة « الخبر » (يومية – الجزائر) الصادرة يوم 13 مارس 2008)  

لويس كابريولي، الرجل الثالث سابقا في المخابرات الفرنسية، لـ »الخبر » الجيش والمخابرات الجزائرية تمتلك الكفاءة والخبرة لتحرير الرهينتين

 

أكد لويس كابريولي، الرئيس السابق لمكافحة الإرهاب في مديرية مراقبة الإقليم ـ المخابرات الفرنسية ـ على أنه لا توجد دلائل حقيقية تؤكد بأن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي هو من اختطف السائحين النمساويين. أوضح كابريولي بأنه إذا ثبت ذلك، فإن تنظيم دروكدال يكون قد نقلهما خارج التراب الجزائري. محذرا من مغبة الوقوع في فخ دفع الفدية بسهولة، وإلا سيتحول ذلك إلى وسيلة لتمويل الإرهاب. قال لويس كابريولي، الرجل الثالث في المخابرات الفرنسية سابقا، في تصريح لـ »الخبر »، بأن اختطاف السائحين النمساويين المزعوم عملية انتهازية، وتنم عن استراتيجية مزدوجة مالية ودعائية، فهي تكرار للعملية التي سبق أن قام بها عبد الرزاق البارا في 2003، كما أنها تأتي في نفس نسق الاعتداءات التي وقعت في موريتانيا وتبناها تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وسجل محدثنا بأن  »العملية تكون قد وقعت في تونس، وذلك محاولة للقول بأن التنظيم له انتشار في جميع دول المنطقة المغاربية، أما الاستراتيجية المالية فستتأكد عند إقدام تنظيم القاعدة على المطالبة بفدية ». وأوضح كابريولي بأنه  »إلى حد الآن لا يمكن الجزم بأن تنظيم القاعدة هو من نفذ عملية الاختطاف، فالدليل الوحيد المقدم هو رقم جواز سفر الرهينتين، وهذه مسألة سهلة، فمن الممكن الحصول على الرقم من أي فندق نزلا فيه ». مشيرا إلى أن نشر صور عن الجوازات، أو شريط فيديو للرهينتين، يمكن لذلك أن يؤكد فرضية وجودهما في قبضة تنظيم دروكدال. ومن جهة أخرى أشار محدثنا إلى أن عملية الاختطاف تمت في 22 فيفري الماضي، أما البيان الأول فلم يصدر إلا يوم 10 مارس الجاري. مؤكدا على  »أن الفترة ما بين الاختطاف والإعلان عنه، تكون قد استغلت لتهريب الرهينتين نحو مكان آمن، تفاديا لأي عملية هجومية من الجيش الجزائري، الذي سبق له أن نجح في تحرير رهائن أجانب ». واستبعد المتحدث ذاته أن تكون الرهينتان لا تزالان داخل التراب الجزائري. وبرر ذلك بأن قوات الأمن الجزائرية تشن عمليات تمشيط باستمرار في مناطق تبسة والوادي وولايات القبائل، والمختطفين لن يجازفوا بتكرار سيناريو السياح الذين اختطفهم البارا، وهو ما يكون قد جعل تنظيم دروكدال يهرّب الرهينتين إلى مناطق أخرى لا تقع تحت السيطرة الجزائرية، مثل شمال النيجر أو شمال مالي أو المنطقة ما بين موريتانيا ومالي. أما فيما يتعلق بالطريقة الأمثل للتعامل مع عملية الاختطاف، قال محدثنا بأن النمسا طالبت بعدم القيام بعملية عسكرية، حرصا على حياة رعيتيها، معتبرا بأن دفع الفدية مقابل تحريرهما سيدخلنا في حلقة مفرغة، لأن ذلك سيتحول إلى تمويل للإرهاب. وشدد على ضرورة اتخاذ إجراءات لتحريرهما وعدم دفع فدية في نفس الوقت، معترفا بصعوبة هذه المعادلة ومشيرا إلى أن المسألة المهمة هي تحديد مكان تواجد الرهينتين. وأضاف بأن تنظيم دروكدال يكون قد اختار مكانا لا تمتلك فيه السلطات المحلية لذلك البلد الإمكانيات للعثور عليهم أو لتحريرهم. وقال:  »إذا تقرر القيام بعملية عسكرية فلا بد من طلب معونة ». مشددا على أن الجيش والمخابرات الجزائرية الأقدر على ذلك، لامتلاكها الخبرة والإمكانيات اللازمة، وقد تتم الاستعانة بقوى أجنبية أخرى ». واعترف لويس كابريولي مجددا بأن العملية معقدة، وأن عوامل متداخلة مثل سيادة الدول ومصلحة كل دولة ستزيد في تعقيدها. وتوقع كابريولي أن تماطل القاعدة، لإعطاء البعد الدعائي والإعلامي للعملية، خاصة أن أول بيان بشأنها أكد على أن الاختطاف جاء  »عقابا للحكومة التونسية الكافرة »، وكذا ردا على الظلم الواقع في غزة   (المصدر: صحيفة « الخبر » (يومية – الجزائر) الصادرة يوم 13 مارس 2008)  

صحيفة جزائرية: « القاعدة » تهدد بتصفية الرهينتين النمساويين

 
الجزائر – د ب أ – إفي – هددت جماعة « تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي » باختطاف المزيد من السياح الأجانب وهددت بتصفية الرهينتين النمساويين اللذين اختطفا في تونس في 22 شباط (فبراير) الماضي في حال وجود اي محاولة لتحريرهما.   ونشرت صحيفة « الخبر » الجزائرية اليوم أجزاءً من الشريط الصوتي الذي بثته الجماعة على شبكة الانترنت ،أكد فيه المسؤول الإعلامي للجماعة صلاح قاسمي وشهرته « أبو محمد البسكري » ان القاعدة ستختطف المزيد من الأجانب إذا صادفهم عناصر الجماعة في المناطق التي يتواجدون بها.   وكان النمساويان فلوفجانج إبنر (51 عاما) وأندريا كلويبر (43 عاماً) قد فقدا في أواخر شباط (فبراير) الماضي أثناء جولة سياحية في تونس وأعلنت جماعة تنظيم القاعدة في العاشر من الشهر الجاري مسؤوليتها عن اختطافهما في تسجييل صوتي بثته قناة « الجزيرة » الإخبارية.   وقالت الخارجية النمساوية أمس انها غير قادرة على التأكد من صحة التقارير التي نقلتها وسائل إعلام جزائرية بان الرهينتين اقتيدا إلى مالي. وكانت صحيفة « ليبرتي » الجزائرية قد ذكرت أمس أن هناك تعاونا بين الأجهزة الأمنية في الجزائر والنمسا وتونس وليبيا من أجل تحديد مكان السائحين ومحاولة تحريرهما.   (المصدر: صحيفة « القدس » (يومية – مدينة القدس) الصادرة يوم 13 مارس 2008)  

حزب تونسي معارض يستنكر خطف السائحين الجيش الجزائري يواصل البحث عن النمساويين و«القاعدة» تتوعد بخطف غربيين آخرين

 
الجزائر: بوعلام غمراسة – دن: «الشرق الأوسط»   واصل الجيش الجزائري أمس تمشيط المناطق الحدودية مع تونس بحثاً عن أي أثر لخاطفي السائحين النمساويين، اللذين أعلن تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي» قبل أيام مسؤوليته عن خطفهما من داخل التراب التونسي يوم 22 فبراير (شباط) الماضي واحتجازهما حالياً داخل الجزائر. وقال مصدر قريب من العملية العسكرية لـ«الشرق الأوسط» إن الفترة الزمنية الفاصلة بين حادثة الاختطاف ويوم الإعلان عنها (17 يوما) تؤكد، حسبه، أن الخاطفين أخذوا كل وقتهم لإبعادهما عن الأماكن التي يفترض أن يتوجه إليها الجيش للبحث عنهما.   في غضون ذلك، قال وزير الاتصال (الاعلام) الجزائري عبد الرشيد بوكرزازة أمس في مؤتمر صحافي بالعاصمة، إن السلطات لا تملك معطيات عن الرهينتين وأنها تتابع القضية عن كثب. وأضاف أن «هيئات متخصصة تقوم بعملها للإحاطة بما حدث». وأبدى الوزير تحفظا إزاء الخوض في الموضوع، واكتفى بالقول: «ليست لدينا معلومات دقيقة عن الرهينتين المختطفين»، مشيرا إلى «وجود تضارب في تحديد المسؤوليات بشأن حادثة الاختطاف» بدون توضيح ما يقصد بالضبط.   أما عن قوله بأن هناك جهات مختصة تتابع القضية فهي إشارة إلى الاجهزة الأمنية تعكف على التحري في حادثة الاختطاف، التي يتوقع أن يكشف الخاطفون عن مطالبهم مقابل الافراج عنهما. وأوضح بوكرزازة، عندما سئل عن موقف السلطات التونسية الذي ذكرت أن السائحين لم يختطفا من الأراضي التونسية: «كل ما تم تداوله في الآونة الأخيرة من قيل وقال حول الحادثة يعد بالنسبة إلينا عارياً من الصحة». وفهم تصريح عضو الحكومة بأنه تأكيد رسمي على أن الاختطاف تم في تونس، وهو أول موقف رسمي منذ اندلاع أزمة الرهائن.   وبث تنظيم «القاعدة» أمس بالمنتديات الجهادية على الانترنت شريطاً صوتياً هدد فيه بقتل الرهينتين في حال حدث تدخل عسكري لتحريرهما. وقال الناطق باسم التنظيم المسلح، صلاح أبو محمد، في الشريط، إن الرهينتين «يحظيان بمعاملة حسنة»، وكشف عن عزم عناصر «القاعدة» خطف أية رعية غربية يصادفونها في أماكن نشاطهم بالمنطقة.   إلى ذلك، توقع الفرنسي ماثيو جيدار، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية المسلحة، تأثر موسم السياحة في المنطقة المغاربية بسبب حادثة الاختطاف. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن الحادثة الأخيرة «تؤكد أن القاعدة بصدد تنفيذ استراتيجية ذات شقين، أحدهما يتمثل في استهداف النشاطات الاقتصادية بمنطقة المغرب العربي، خاصة السياحة التي تعد عصب الاقتصاد التونسي، والشق الثاني، يتمثل في سعي القاعدة لتوسيع نشاطها إقليمياً». وأوضح جيدار الشهير بكتابي «شهداء القاعدة» و«القاعدة تغزو المغرب العربي» أن «تنظيم القاعدة يحاول التأكيد بأنه قادر على الانتشار في كل المنطقة المغاربية، من موريتانيا إلى تونس، بفضل بعض العمليات العسكرية التي ينفذها، مثل اغتيال السياح الفرنسيين بموريتانيا في ديسمبر (كانون الأول) 2007، ثم اختطاف سائحين نمساويين بجنوب تونس في فبراير (شباط) 2008».   في غضون ذلك، أدان الحزب الديمقراطي التقدمي التونسي المعارض أمس عملية خطف السائحين النمساويين، ودعا الى اطلاق سراحهما «بلا شروط». وعبر الحزب في بيان عن «استنكاره لهذه العملية ورفضه لاستخدام العنف وسيلة لتحقيق أغراض سياسية».   كما عبر الحزب عن «امتعاضه» من التحذير الموجه للسياح الأوروبيين بالامتناع عن زيارة تونس، واعتبر ذلك «تلاعبا بقوت آلاف العائلات التونسية ومحاولة لضرب الاقتصاد وإرباك القطاع السياحي». ويمثل القطاع السياحي في تونس احد مصادر الدخل الرئيسية من العملة الصعبة ويوفر نحو 360 الف فرصة عمل.   (المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 13 مارس 2008)

المتحدث باسم الخارجية النمساوية يكشف للشروق وفد أمني نمساوي في الجزائر لمتابعة قضية السائحين المختطفين

 

كشفت مصادر دبلوماسية مسؤولة في وزارة الخارجية النمساوية للشروق، أن فيينا أرسلت محققين أمنيين إلى الجزائر للتنسيق مع المصالح الأمنية فيها، في عملية التحقيق في اختطاف سائحين نمساويين بالقرب من الحدود الجزائرية التونسية المشتركة.   كشف أمس، المتحدث باسم وزارة الخارجية النمساوية، مارتان كارتنر، في اتصال خاص مع الشروق، أن خبيرين أمنيين أرسلتهما فيينا في طريقهما الى الجزائر للتنسيق مع السلطات الجزائرية في التحقيق الذي فتحته حول اختفاء السائحين النمساويين، ولفغانغ ابنر واندريا كلويبر. وكشفت مصادر دبلوماسية اتصلت بها الشروق، أن المبعوثين يكونان قد حلا صباح اليوم الخميس، بمطار هواري بومدين، قادمين إليها من تونس العاصمة، وأضافت أن الأمر يتعلق بمسؤولين اثنين من المكتب الفيدرالي لصيانة الدستور ومكافحة الإرهاب وسيتبعهما لاحقا ضابط ثالث من جهاز مكافحة الإرهاب النمساوي المعروف باسم « كوبرا »، وتنوي المجموعة التنقل إلى المنطقة التي يعتقد ان السائحين النمساويين اختطفا فيها في الثاني والعشرين من الشهر الماضي، بالقرب من الحدود الجزائرية التونسية المشتركة.وأكد كارتنر في حديثه للشروق أن مسؤولي خلية الأزمة التي تم تنصيبها في فيينا لهذا الغرض دخلت في اتصالات متواصلة مع السلطات الجزائرية والتونسية لمتابعة مستجدات البحث في القضية، للوصول الى آخر المعطيات عن المسار الذي يكون قد أخذه خاطفو السائحين، في ظل الغموض الذي يكتنف حقيقة ما جرى، بعد أن سارعت تونس إلى تكذيب ما ورد في بيان تنظيم القاعدة الذي تبنى العملية. وقال إن عملية الاختطاف نفذتها مجموعة تابعة له في عمق التراب التونسي، ولم تتأخر الجزائر بدورها على لسان سفارتها بفيينا في تكذيب خبر تنفيذ عملية الاختطاف أو وجود الزوج النمساوي المختطف حاليا على أراضيها. وأضاف مؤكدا أن خلية الأزمة على مستوى الوزارة تلقت فعلا نسخة غير أصلية من الشريط التسجيلي الذي بثته قناة الجزيرة، وتبنى فيه ناطق باسم القاعدة عملية الاختطاف، وقال كارتنر إن مختصين فحصوا التسجيل الصوتي « سيعطون رأيهم مساء اليوم (أمس الأربعاء) في صدقية التسجيل من عدمه ». وحول ما تردد عن إقدام الخاطفين على نقل السائحين الى شمال مالي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن حكومته اتصلت فعلا بسفيرها لدى العاصمة السنغالية دكار، ليتنقل الى باماكو من أجل متابعة الموضوع مع حكومة مالي، وأضاف أن لا شيء في حوزته يشير إلى الاتجاه الفعلي الذي أخذه المختطفون. وظهر أن أحد المختطفين الاثنين على الأقل، وهو ولفغانغ ابنر، رجل يبلغ من العمر 51 سنة، ويعمل مستشاراً، اعتاد منذ العام 2000 القيام برحلات سياحية في الصحراء التونسية، ويعرف المنطقة بشكل جيد.من جهتها، نسبت القناة الأولى في الإذاعة النمساوية إلى مسؤول في وزارة الخارجية النمساوية يدعى بيتر لاونسكي، قوله إن مدونة خاصة على شبكة الانترنت أظهرت رسالة شخصية من المخطوفين، حيث أرفق معها معطيات جواز سفريهما، مذكراً في ذات الوقت أن الوزارة كانت أشارت في موقعها إلى مستوى الخطورة العالي الذي يحيط بالمنطقة التي وقع فيها الاختطاف.   عبد النور بوخمخم   (المصدر: صحيفة « الشروق اليومي » (يومية – الجزائر) الصادرة يوم 13 مارس 2008) الرابط: http://www.echoroukonline.com/ara/une/1097.html


 

ابن المختطف النمساوي في تصريح للشروق المختطفان شخصان متسامحان وندعو القاعدة إلى معاملتهما معاملة إنسانية

 

 
وجهت عائلة ولفغانغ ابنر، السائح النمساوي الذي تبنت القاعدة عملية اختطافه بالقرب من الحدود الجزائرية التونسية، نداء إلى خاطفيه عبر جريدة الشروق تدعوهم فيه الى إطلاق سراحه هو ورفيقته اندريا كلويبر، ليعودا سالمين معافين الى عائلتيهما، وقال نجل ولفغانغ ابنر والمتحدث باسم العائلة إن أهل السائحين المختطفين « يمران بلحظات جد صعبة  قلقين وتائهين في ظل شح الأخبار حول مصيرهما » وزودت العائلة الشروق بعدة صور للسائحين تظهر تعلقهما بالمنطقة التي زاروها مرتين قبل ذلك وتعلقا كثيرا بناسها، وذكر أن السيارة التي كانا يستقلانها كانت مزودة بجهاز « جي بي أس » لتحديد الموقع الجغرافي عن طريق الأقمار الصناعية، لكن الجهاز لم يرسل أي إشارة حتى الآن منذ اختفائهما قبل نحو ثلاثة أسابيع.  وأضاف أن آخر ما قاله ولفغانغ ابنر، الذي يبلغ من العمر 51 سنة ويعمل مستشارا في النمسا، في مكالمة هاتفية أجراها من الصحراء التونسية قبل اختفائه، أنه سيسلك نفس الطريق الذي اعتاد سلوكه منذ العام 2000 وسيعود الى تونس العاصمة في 29 فيفري، وقال المتحدث باسم عائلته للشروق أن لديهم « رغبة في المجيء الى الجزائر لمتابعة مسار التحقيق، ولكن لن نستطيع في الوقت الراهن ». وكلاهما يتقن اللغتين الألمانية والانجليزية، ويضيف إليهما ولفغانغ ابنر الاسبانية أيضا.   حليمة نين/ عبد النور بوخمخم   (المصدر: صحيفة « الشروق اليومي » (يومية – الجزائر) الصادرة يوم 13 مارس 2008) الرابط: http://www.echoroukonline.com/ara/une/1084.html

التعتيم على اختطاف السياح النمساويين وأحداث مشابهة

 

لطفي حيدوري استبعدت السلطات التونسية ما أكّده تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي عن اختطاف سائحين نمساويين في الصحراء التونسية يوم 22 فيفري 2008. وذكر البيان الرسمي تاريخ دخول السائحين إلى تونس وتاريخ اختفائهما وتحدثت عن إجراء عمليات بحث وتمشيط برا وجوّا. وكان قد صدر يوم 6 مارس بيان عن الخارجية النمساوية تحدث عن حالة الاختفاء. أمّا في تونس فلم يعلم الرأي العام بأي شيء عن هذه الحادثة إلاّ عبر المدعو « أبو محمد » الناطق الإعلامي لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي على شاشة الجزيرة. ويمكن أن نفهم من بيان السلطات التونسية أنّها منذ أن عدمت أثر السائحين وتقديرها أنّهما تاها إلى الصحراء الجزائرية وارتاحت من عبئهما وتخلّصت من السؤال عن مصيرهما. وهو سياق الدعاية المألوفة « تونس أرض الأمان » والمشاكل عند الأجوار. ورغم ذلك كان يمكن إنارة الرأي العام وطمأنته بأنّ السائحين عبرا إلى الجزائر ويواجهان مصيرهما هناك. والراجح أنّها ليست على يقين من موقفها فتحصّنت بالتعتيم. يبقى أنّ الأيام القادمة كفيلة بكشف ملابسات ما حدث خاصة إذا أطلق سراح السائحين ونقلا ما جرى. وبالعودة إلى بعض الأحداث المشابهة نجد سياسة الحجب والتضليل هي منهج العمل الرسمي خاصة في أحداث ما عرف بمجموعة سليمان وتفجير الغريبة والهجوم على المركز الحدودي بحزوة. مجموعة سليمان تحدث بلاغ رسمي في 24 ديسمبر 2006 عن اشتباك مع عصابة خطيرة متكوّنة من مطلوبين أمنيّين، ثم ظهر وزير الداخلية فقد قدّم جرعة من المعلومات عن الأحداث في 10 جانفي 2007 ولم يفد بها مواطنيه بل قيادات حزبه. وفي تصريح رئيس الدولة لصحيفة « لوفيغارو » تحدث عن نيّة المجموعة استهداف سفارات، والرواية لا أثر لها في لائحة الاتهام. وزادت المحاكمة الأولى للشبان الذين أوقفوا خلال أحداث حمام الأنف وجبال قرمبالية ومدينة سليمان في ديسمبر 2006 في غموض الأحداث. فالمحكمة اكتفت بصفحات كتبتها وزارة الداخلية ولم يسمح حتى للمتورطين في تلك المطاردة بشرح الوقائع وتقديم شهادات حيّة تفيد دفاعهم وتنير المحكمة وتكشف للرأي العام حقيقة الحدث الذي شغل البلاد وطوته وزارة الداخلية. وناب عن المصدر الأوّل صحافيّون ورسميّون وانظمّ إليهم حتى رئيس الدولة فلا نعرف إلى اليوم من يملك الحقيقة. فحتى المتّهمون أنفسهم جلّهم أوقف على هامش الأحداث. وحتى الفرصة التي سمحت للمتهمين في جلسات الاستئناف لم تمكن من استكمال قصة هذه المجموعة التي قتل فاعلوها الحقيقيون. الهجوم على المركز الحدودي سنة 1995 وقع الهجوم بولاية توزر جنوب البلاد في شهر رمضان سنة 1995، وقال البلاغ الرسمي إنّ دورية لحرس الحدود كانت تؤدي عملا روتينيا لما انقلبت بها السيارة النظامية وهوت في أحد الأودية. وحقيقة ما جرى أنّ مجموعة إسلامية جزائرية مسلحة هاجمت مركزا أمنيا حدوديا ساعة الإفطار وأصابت عددا منهم بين قتيل وجريح واستولت على السلاح.

حادثة جربة يوم 11 أفريل 2002

أودى هذا الهجوم بحياة 17 شخصا معظمهم سياح ألمان. وقد نقل الخبر الرسمي الصادر عن وكالة تونس إفريقيا للأنباء « أنّ شاحنة مجهزة بصهريج للغاز اصطدمت بالرصيف ثم بالسياج الخارجي لمعبد الغريبة. وقد أدى هذا الاصطدام إلى انفجار الشاحنة مما أودى بحياة السائق وأربعة أشخاص من بينهم عون أمن وإصابة قرابة عشرين آخرين من بين المارة بمكان الحادث بحروق متفاوتة الخطورة. » كما صدر في اليوم الموالي بلاغ باسم الطائفة اليهودية في تونس يشير إلى أنّ « الانفجار ناجم عن حادث » وأنّه « ليس هناك ما يبرر الإشاعات التي لا أساس لها من الصحة ونأسف لمحاولات التضليل غير المبررة والتوظيف السياسي لهذا الحادث من قبل بعض الأطراف ». ويوم 14 أفريل قال وزير الداخلية الألماني إنّ انفجار الشاحنة كان هجوما مدبرا وليس حادثا عابرا. وأنّ المعلومات التي حصلت عليها الحكومتان الألمانية والتونسية تشير إلى أن الانفجار الذي وقع في جزيرة جربة كان مخططا له. وأضاف شيلي أن الانفجار يبدو هجوما « إرهابيا ». وذلك ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية. وتواصل التعتيم داخليا حتى يوم 22 أفريل 2002 حتى تعترف السلطات التونسية بأنّ الانفجار « كان نتيجة عملية إجرامية مدبّرة ». انفجار الطائرة العسكرية ذهب هذا الحادث بحياة 13 من أهمّ قيادات الجيش الوطني على رأسهم أمير اللواء عبد العزيز سكيك رئيس أركان جيش البر واثنان برتبة عميد وثلاثة برتبة عقيد وأربعة برتبة رائد. وصرّح السيد الدالي الجازي وزير الدفاع الوطني الأسبق يوم 1 ماي 2002 بما يلي :  » واطلعت سيادة الرئيس على الإجراءات التي وقع اتخاذها اثر هذا الحادث ومنها بعث لجنة تحقيق في ما حدث لهذه الطائرة من خلل تسبب في سقوطها. وسيساهم في أعمال هذه اللجنة فنيون من الولايات المتحدة الأمريكية باعتبار الطائرة من صنع أمريكي ». هذا التصريح كان غريبا فهو يتحدث عن بعث لجنة تحقيق ثم يستبق النتيجة فيقول إنّ هناك خللا تسبب في سقوطها. ثم يعرض التقرير يوم 15 أفريل 2002 ويستفاد منه « أنّ سقوط الطائرة ناجم عن عطب فني على مستوى المروحة الأساسية للطائرة. وأثبتت لجنة البحث أن هذا الحادث الأليم لا يعود إلى خطا بشري ولا إلى خطا في مستوى الصيانة أو لظروف الملاحة الجوية ». وهي نتيجة أغرب من تصريح الوزير إذ يفهم من كلامه أنّ الحادث قضاء وقدر ! هل للتعتيم وجاهة في جميع هذه الحالات سعى التعتيم إلى التلاعب بالرأي العام ومنع الوصول إلى الحقيقة. وإذا كان من الوجاهة أن تمارس الدولة التضليل في حربها العسكرية مع العدو، فمع غياب العدو الحربي نرى أن ليس من عدوّ للدولة في الحالات المذكورة غير الرأي العام. فهذه معركة وجيهة للاستبداد ! ومن المفيد الإشارة هنا إلى أنّ الحقائق موجودة ولكن تحتكرها الدولة ولنقل بعض أجهزتها. وفي هذا السياق تندرج بعض ملاحظات القاضي الابتدائي في محاكمة مجموعة سليمان فيما اعتبره المحامون ملفا موازيا يستنطق به المتهمون، و أنّ الإدانة تأسست على قرائن غير موجودة في الملف الذي وضع في المتناول. وإذا كان الأمر كذلك في ملفات خطيرة فالمؤسف أنّ نفس التعامل جرى مع أحداث عادية كالفيضانات والحرائق والإضرابات… وأنّ صحفا كثيرة عندنا تقبل بأن تكون مثالا لغياب الحرية والاستقلالية والموضوعية بل أداة للتضليل وتخليا عن دورها في تشكيل الرأي العام.

(المصدر: مجلة « كلمة » العدد 61 بتاريخ 13 مارس 2008)


إيقاف رئيس مركز شرطة قصر العدالة لتورطه في سرقة المحكمة

 
لطفي حيدوري أوقف رئيس مركز شرطة قصر العدالة بتونس عن العمل بعد تورّطه في سرقة حواسيب من المحكمة. والمثير في هذه القضية ليس فقط تورط هذا الموظف وهو برتبة نقيب في سرقة فضاء العدالة المكلف بحمايته، بل وقوع السرقة يومي 20 و21 فيفري المنقضي أي خلال جلسة محاكمة مجموعة سليمان التي تمّت مثل الجلسات التي سبقتها تحت حصار أمنيّ كبير لمدة 48 ساعة من مختلف الفرق الأمنية المعززة بالكلاب والسلاح. وكانت التهمة قد وجّهت في البداية إلى أعوان المحكمة غير أنّ مساعدة الوكيل العام احتجّت على ذلك واعتبرتها تهمة في غير محلّها خاصّة وأنّها هي نفسها خضعت للتفتيش بواسطة أجهزة الكشف عند دخولها للمحكمة ويبدو حسب مصدر من المحامين أنّها اعتزمت إرسال برقية لوزارة الداخلية لإخضاع جميع أعوان الأمن الذين باشروا الحراسة يومي 20 و21 فيفري للمساءلة. كما نفّذ أعوان محكمة الاستئناف يوم 3 مارس إضرابا بساعة احتجاجا على « المس من كرامتهم وتوجيه اتهامات مجانية لبعض الأعوان » وهو تحرك دعت إليه نقابة العدلية. وقد طالبت النقابة سلطة الإشراف « بوضع حد لتلك الممارسات وتحميلها مسؤولية تفاقم الوضع في صورة عدم تقديم اعتذار من الجهة المتسببة في ذلك ». وكان تدخل مساعدة الوكيل العام قد تلاه تفتيش عام بقصر العدالة فتم العثور على حاسوبين في مركز شرطة المحكمة الابتدائية واثنين آخرين في مكتب شرطة محكمة الاستئناف. وقد تم الاستيلاء على الحواسيب الأربعة التي كانت موجودة بقصر العدالة في انتظار التصرف فيها بعد أن تم استبدالها بأجهزة جديدة. وأوقف النقيب المذكور عن العمل في انتظار مواصلة الأبحاث والكشف عن جميع المتورطين في السرقة.
 
(المصدر: مجلة « كلمة » العدد 61 بتاريخ 13 مارس 2008)


ما ضاق به الفضاء من أخبار المحاماة والقضاء

 

عبد الرؤوف العيادي

العميد وبرقيات التأييد وأشياء أخرى

عميد الهيئة الوطنية للمحامين الأستاذ البشير الصيد الذي خاض حملته الانتخابية بالخطب التي تنبّه إلى أنّ المهنة في خطر، بل جاء بالمطوية الإشهارية التي وزعها خلال الحملة أنّه تعرّض لمحاولة اغتيال ! ما أن جلس من جديد على كرسيّ العمادة في جويلية الماضي 2007 حتى تبددت فجأة الأخطار بل وانتصبت أمامه طاولة الحوار ولم تمض بضعة شهور حتى قطفت الثمار وتجوّل في الأقطار مطمئنا الهيئات الصديقة عما آل إليه وضع المحامين بتونس منذ بداية ولايته من حسن حال ووفرة المال وغرق في الاستقلال. ولم ير في ذلك ما يجعله شاكرا لله منته ولمن أضرب واعتصم من المحامين صموده في محنته وإنّما سارع إلى الإبراق إلى بن علي شاكرا له الرعاية الموصولة واصفا له الفرحة « المهبولة » التي غمرت جميع المحامين بدون استثناء فنزعوا البدلة السوداء وما انقطعوا ليل نهار عن الرقص والغناء ! وحتى أنّ من عرفه في ماضي الأيام خشي عليه أن تفقده الفرحة صوابه بعد أن سافر إلى ملتقى البحرين لحضور ندوة نسائية خالصة، فإذا هو بينهنّ يبحث عن ذكرٍ بين الحضور. فلم يجد سوى صورة لملك البلد معلقة خلف المنصّة. ولمّا فوجئ بالنساء في تلك الديار يُحكمن ربط الحجاب ومنهنّ من أنزل النقاب ولم يقطّعن أيديهنّ بعد دخوله عليهنّ- ولله في خلقه شؤون- انسحب دون أن يلقي الخطاب.

الرئيس الأوّل لمحكمة التعقيب ومحاكمة المتهمين باغتيال الحريري

سفرات عديدة قام بها الرئيس الأوّل لمحكمة التعقيب في المدة الأخيرة إلى لبنان. وعلمت « كلمة » أنّ الأمر يتعلق بإمكانية انضمامه إلى تركيبة المحكمة التي ستقاضي المتهمين باغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الذي كانت تجمعه علاقة طيّبة بالجنرال بن علي علما أنّ الرئيس الأوّل لمحكمة التعقيب لا يحمل في رصيده تجربة قضائية ذات بال، إذ عمل مساعدا لوكيل الجمهورية بقرمبالية وبعضوية محكمة ابتدائية. ثم التحق سنة 1988 بوزارة العدل ليشغل وظائف إدارية، فاحتلّ منصب مدير مركز الدراسات بالمعهد الأعلى للقضاء ثم مدير ديوان وزيرة العدل بداية من سنة 1991 إلى سنة 1995 ثم وكيل الدولة مدير المصالح العدلية من سنة 1995 إلى ديسمبر 2006 تاريخ تعيينه برئاسة محكمة التعقيب. لكن قد تكون طبيعة المحاكمة « السياسية » بحاجة إلى خبرة إدارية أكثر مما هي بحاجة إلى كفاءات قانونية وقضائية. وعلى كلّ يقول المثل الشعبي « اللّيقة تجيب » حتى لو تعلق الأمر بالرئيس الأول لمحكمة التعقيب.

الزغاريد أكثر من الكسكسي

نظمت الهيئة الوطنية للمحامين بتونس يوم 17/2/2008 بالاشتراك مع اتحاد المحامين العرب المؤتمر الأوّل لمنتدى المحامين تحت « سامي إشراف الرئيس » حضرته ثمانية وفود عربية وبحضور عديد الوزراء الذين تداولوا على المنصّة ووالي نابل والكاتب العام للجنة التنسيق للتجوّع ورئيس جمعية القضاة التونسيين المنقلب على الشرعية وغيرهم ممن بث في قاعة نزل الخمسة نجوم بالحمامات الجنوبية. وقد أعلم المحامون أنّ المؤتمر سينتخب أعضاء مكتبه وشاع خبر ترشيح العميد بشير الصيد لأحد أتباعه ليكون رئيسا للمنتدى وقد حصل على دعم مجلس الهيئة في ذلك إلاّ أنّ الاجتماع لم يصادق على مخطط العميد، بل اكتفى بالاتفاق على عرض مشروع القانون الأساسي لينظر فيه المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب في أول جلسة قادمة له، بعد أن اتضح أنّ العديد من النقابات العربية رفضت فكرة بعث المنتدى الذي سيقسّم المحامين حسب شرائح عمرية. وانفض بذلك اللقاء الذي عزفت فيه ألحان الشكر والعرفان للمسؤولين دون بلوغ الغاية التي دعي من أجلها. وهكذا كانت الزغاريد بدون كسكسي سوى بعض الآلاف من الدنانير صرفت على الزغاريد.. والشكر والتمجيد. والتفت الحضور فلم يجدوا للكسكسي قصعة ولا ما يبرّر الفرحة. ولا حول ولا قوة إلاّ بالله. وصــل ! مكتب الضبط بوزارة العدل يرفض وضع ختمه على المراسلات التي تسلّم إليه من طرف هياكل مهنة المحاماة، إذ بمجرد قبولها يخاطب العون المكلف بها موفد الهياكل: « وْصلْ » وهو تعامل استثنائي حتى لا تحاجج الوزارة بالمراسلة المذكورة. وهو وإن كان سلوكا غير قانوني لمنافاته لمبدأ المساواة أمام المرفق العام فإنّه يؤشر مرة أخرى إلى أنّ جسر الثقة صنع من السياسة وأنّ هذه مادتها هشّة. ولم تجد هشة العميد وبشته في تغيير طلعتها.

الهادي ولد باب الله يرفض الطعن بالتعقيب

بعد أن قررت محكمة الاستئناف بتونس حكم السجن لسنة واحدة في حقه من أجل مسك مادة مخدرة قرر الفنان السجين عدم الطعن بالتعقيب في الحكم المذكور وتقديم مطلب عفو. كما تم حفظ تهمة مسك عملة مزيفة في حقه والتي كانت موضوع قضية تحقيقية نشرت بمحكمة بنعروس الابتدائية. محنة الهادي بن عمر تذكرنا بمحنة المرحوم صالح الخميسي الذي خرج من السجن ليغنّي « من الفن لخدمة الفحم ». فماذا عساه ينشد ولد باب الله بعد خروجه من باب التغيير. انتظروا المفاجأة. واهيلتـاه ! محام مبتدئ بدأ مرافعته بالقول: « كما جاء بأغنية الفنان اللبناني عبّود » فقاطعه رئيس الدائرة الجنائية « لا أعرف هذا الاسم ». فأكّد له أنّه فنان لبناني. تجاوز القاضي التوضيح بسؤاله وهو متضايق من تدهور المستوى « وماذا يقول؟ » أجاب المحامي « كلام في كلام » ! محام ثان كرر عدة مرات لتأكيد براءة منوّبه:  » لَرنب تكرّ على الحلّوف » من هو الأرنب؟ ومن هو الحلّوف ؟ كان المرحوم الأستاذ الهيلة يفتن بمرافعاته الحضور من القاضي إلى الزميل إلى المواطن. فها نحن نعيش زمن « سيدي الرئيس.. سيدي الرئيس.. سيدي الرئيس » ويتخلل ذلك حديث عن الأرنب والحلوف والمطرب عبّود، فواهيلتـاه !

مواطنة تشكو تحيّل قاض سام

جاء بالمحضر عدد 2053 المؤرخ في 21 أوت 2007 والمحرر بواسطة عدل التنفيذ بقابس علي بلحسن قول العارضة « حيث لا يمكنك أن تجهل أو تنكر بأنّك ربطت معي علاقة عاطفية مستغلا حالتي النفسية المتدهورة بعد وقوع الطلاق بيني وبين زوجي السابق.. وحيث لا يمكنك أن تنكر أنّك أعلمتني حينها أنّك مطلّق وتقدمت إلى والدي الجيلاني لخطبتي رسميا منه.. وحيث لا يمكنك أن تنكر أنّه بتاريخ 30 مارس 2005 تم عقد القران بواسطة عدل إشهاد وشاهدين أجهل هويتهما نظرا لأنّك أنت من اصطحبهما… وحيث لا يمكنك أن تنكر أنّه لما طالبتك برسم الصداق كنت تدّعي أنّه بصدد الإنجاز الشيء الذي أدخل في نفسي الشك والرهبة حتى اكتشفت أنّك متزوج وبذلك كان زواجنا وهميا… » ختمت العارضة التنبيه بالقول « فنحن في دولة القانون ومن أنذر فقد أعذر ». وهل يداوَى القاضي المجنون بالقانون ؟

(المصدر: مجلة « كلمة » العدد 61 بتاريخ 13 مارس 2008)(المصدر: مجلة « كلمة » العدد 61 بتاريخ 13 مارس 2008)


 

مدمنو المخدرات في تونس

 
 تونس – واس – كشفت دراسة أجراها المعهد التونسي للصحة العمومية على عينة من 2953 شابا أعمارهم بين 15 و24 عاما أن 10 بالمئة منهم استخدم المخدرات .. وأن 3ر3 يواصل تعاطيها .. وأن 5ر3 بالمئة يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن . وأثبتت دراسة أخرى اهتمت بـ 367 مدمنا وامتدت لخمس سنوات أن 93 بالمئة من المدمنين هم من فئة العزاب .. وأن 78 بالمئة استخدموا المخدرات قبل سن العشرين .. وأن 63 بالمئة من الفئة موضع الدراسة تراوحت أعمارهم بين 15 و20 سنة . جغرافيا تركزت أكبر نسبة من متعاطيي المخدرات في تونس في ولاية / نابل / في الوطن القبلي تليها / باجة / بالشمال و / المهدية / بالوسط الشرقي التونسي . وخلصت إلى أن 30 بالمئة من حاملي فيروس فقدان المناعة المكتسبة في تونس هم من مدمني المخدرات .   (المصدر: وكالة الأنباء السعودية (واس) بتاريخ 13 مارس 2008)

 

تقديم كتاب حول صالح بن يوسف

يقدم السيد محمد منصف الشابي يوم غد الجمعة 14 مارس بداية من الساعة السادسة مساء في مكتبة الفنون بصلامبو كتابه الجديد بعنوان «صالح بن يوسف.. حياته.. اعماله ونضاله».   قروض عقارية ارتفع عدد القروض العقارية المسندة سنة 2007 لاقتناء اراض فلاحية الى 101 قروض منها 44 قرضا اسندت في اطار اقتناءات من الاصول مقابل 98 قرضا عقاريا سنة 2006 منها 25 قرضا من الاصول ويعزى التطور في حجم القروض المسندة للاقتناء من الاصول الى الترفيع في قيمة هذا الصنف من القروض من 30 الف دينار الى 50 الف دينار.  

الشبيبة المدرسية في يوم من الحياة العسكرية

  في اطار البرنامج الوطني المشترك بين المنظمة الوطنية للشبيبة المدرسية ووزارة الدفاع الوطني تنظم اليوم (الخميس) تظاهرة الابواب المفتوحة ـ يوم من الحياة العسكرية ـ بالمركز الثالث لتدريب المستجدين بمسجد عيسى ولاية المنستير لفائدة تلاميذ من اقسام الباكالوريا. وتأتي هذه الزيارة في نطاق رحلات الشباب المدرسي الى تونس الاعماق والتعرف على المؤسسات العلمية والتكوينية والتعليمية العسكرية لتمكين الشباب من الاطلاع على الدور الذي يضطلع به الجيش الوطني في دعم مسيرة البلاد  والحفاظ على ثرواتها وما يوفره من تشجيعات للاقبال على اداء الواجب الوطني وما يتيحه من فرص التكوين للشباب وترسيخ قيمة المواطنة لديهم.   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 مارس 2008)


الشؤون الوطنية كواليس سياسية
* جمعها: خالد الحدّاد

* ليبرالية عربية

يتحوّل السيدان منذر ثابت ومحسن ا لنابلي الى بيروت من 27 الى 31 مارس الجاري للمشاركة في مؤتمر الاحزاب الليبرالية العربية.  

* إلغاء عقوبة «الاعدام»

مشروع القانون الذي تم اعداده بين اعضاء مجلس النواب والداعي الى إلغاء عقوبة الاعدام امضى عليه 25 نائبا  من جميع احزاب المعارضة البرلمانية، البعض من نوّاب التجمع قالوا لـ «الشروق» أن المشروع ليست له جدوى كافية لأن أحكام «الاعدام» لم تنفّذ في تونس وبارادة واضحة من رئيس الدولة.  

* تجميد وجدل متواصل

ما يزال الجدل متواصلا بخصوص القرار الذي اتخذه المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية في حق عضوين من الحزب، قرار التجميد سيبقى مثيرا للجدل، ومن الكواليس المرتقبة نيّة العضوين المجمّدين الاتصال اليوم بالأمين العام للحزب للمطالبة بتسريع مثولهما أمام لجنة النظام!!  

* وثيقة تقييمية

أصدر الحزب الاشتراكي اليساري وثيقة تقييمية خاصة بمسار السيد أحمد نجيب الشابي. الحزب انتقد في وثيقته ما أسماها مغامرات الشابي وتحوّلاته السياسية المختلفة. الوثيقة أقرّت حجم التفاوت والانقسام الموجود داخل اليسار التونسي والذي يزداد تعمّقا من فترة الى أخرى.  

* تفاؤلات «وحدوية»

تفاؤلات عديدة حول مبادرة توحيد الفصائل والتيارات القومية التي أطلقها مؤخرا الاتحاد الديمقراطي الوحدوي. وتساؤلات حول ما اذا كانت المبادرة تتجه الى الاعضاء السابقين في الحزب والذين تم اقصاؤهم او استقالوا بمحض ارادتهم.  

* صحافة معارضة

تواظب صحيفة «الطريق الجديد» على موعد صدورها الجديد كل اسبوع، ومن المنتظر ان تشهد الفترة المقبلة تحويل صبغة مجلّة «آفاق» للاجتماع التحرري من شهرية الى أسبوعية.   * «مُواضبة!» يواظب السيد محمد حرمل الرئيس الشرفي لحركة التجديد على التواجد في مكتبه السابق، وهو حسب ما يدور في الكواليس يُتابع عن كثب عمل الحزب لكن دون اي تحرّك يُذكر حتى حيال المآخذ التي ما تزال تعتمل حول نتائج المؤتمر التوحيدي الاخير.  

* حالة «توافق»

بعد فترات من الشد والجذب، يبدو ان المكتب السياسي للحزب الاجتماعي التحرري يمرّ هذه الايام بحالة وئام ووفاق كبيرة، يقول البعض انها ثمار وحصاد العمل الجدي الذي تم انجازه خلال الفترة الماضية.  

* «طلاق بورقيبة!»

أثارت شهادة المحامي الاستاذ البشير خنتوش حول ملف طلاق بورقيبة الكثير من الجدل في الساحة السياسية والقضائية، صاحب الشهادة يتمسّك باحترام الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة لكل الاجراءات القانونية من تكليف محام والتنبيه على المعنية بالطلاق التي رفضت البقاء في الخارج وعدم استئناف حكم الطلاق أمام القضاء التونسي.  

* انسجام «ظاهري»!

تعرف العلاقة بين السيدين محمد مواعدة واسماعيل بولحية انسجاما كبيرا هذه الايام بخصوص ترتيبات الاعداد للمؤتمر القادم للحركة المقرر ايام 1 و2 و3 أوت، وحالة من «التراجع» تعرفها تحرّكات المشكّكين في اللجنة الوطنية للاعداد للمؤتمر.  

* «اللقاء» في البال!

مصادر أكّدت لـ «الشروق» أن 3 أحزاب من مكوّنات «اللقاء الديمقراطي» ما تزال متمسّكة بخيار التواصل والحوار، والأيام القادمة قد تشهد تفعيلا للعلاقات بين هذه الأحزاب.  

* استبيان «شبابي»!

أوشك الحزب الاجتماعي التحرري على اتمام استبيان شبابي حول أهم الملفات والقضايا المطروحة، الاستبيان شمل 100 شاب وتضمّن اسئلة محورية هامة.  

* الشباب والاستقلال

ينظّم الحزب الاجتماعي التحرري يوم السبت القادم ندوة حول «الشباب والاستقلال» في اطار الاحتفالات بعيد الاستقلال.


قضايا تربوية والعولمة: من الإقصاء والتهميش إلى العزوف والاغتراب !!

لا شكّ أنّ اللغة تمثل أبرز مكوّنات الهوية القويّة والانتماء الحضاري والثقافي والاجتماعي والسياسي، فهي وسيلة للإتصال والتواصل، وبناء ذاكرة الأمة وضمان تماسكها وعرى الترابط بين أجيالها وتوسيع مجالات التفاعل وتشكيل أنماط التفكير والإبداع والتأثير في الأخلاق والسلوكيات… إلاّ انّه، بتعلّة مواكبة التطوّر المتسارع الذي يشهده المجتمع في عصر العولمة والشعور المبالغ فيه بأهمية إتقان اللّغة الأجنبية نتيجة للانبهار بكلّ ما هو أجنبي والإعجاب المتزايد بصنّاع الحضارة المعاصرة، فضلا عن التحوّلات الاجتماعية المطّودة حدثت العديد من الانعكاسات السلبية على الواقع اللّغوي في مجتمعنا العربي، بحيث نجحت العديد من الأطراف في توطين لغة الأجنبي مقابل تغريب لغتنا العربية. الأخطر من ذلك أنّ العديد من شرائح المجتمع، ولا سيما الشباب، أصبحوا يتمّدون حبّ التظاهر والمباهاة بكلّ ما هو أجنبي في اللغة على درجة أن التعامل باللّغة الأجنبية، مشافهة أو كتابة، أصبح سمة من سمات الحداثة والتطوّر والرقيّ في السلوك، بل أن الأمر وصل بالبعض إلى تفضيل اللغة الأجنبية على اللغة العربية. والحقيقة أن مجتمعاتنا العربية ما انفكت تعاني من الازدواجية في اللغة من خلال الاستخدام المتوازي للعاميّة والفصحى، على الرغم من أن كلا منهما تؤدي دورا اجتماعيا معيّنا. ولعلّ الأطفال هم الأكثر عرضة للمخاطر الناجمة عن العبارات والكلمات والمصطلحات الهجينة ولا سيّما من خلال الومضات والحملات الإشهارية التي تتعمد أساليب الإثارة دون الأخذ بعين الاعتبار لكلّ ما له صلة بالعادات والتقاليد والأعراف والمعتقدات. وإذا كانت اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة في سنة 1989 قد نصّت على تنمية وتعزيز احترام ذات الطفل وهويته الثقافية ولغته وقيمه الوطنية، فإن العديد من المؤشرات والمعطيات تؤكد أنّ اللغة العربية في الوطن العربي، ولا سيّما في صفوف الأطفال، تشهد تراجعا ملحوظا في البيت والمدرسة والشارع والمؤسسات الرّسميّة. فأطفال اليوم مدمنون على الألعاب الدخيلة مثل  » بلاي ستايشن  » وغيرها وعرضة للإعلانات الإشهارية الشرسة. ومن المشاكل الأخرى التي ساهمت في تهميش اللّغة العربية نذكر تراجع وتدهور مكانة المدرّس، وبصفة خاصة مدرّس اللغة العربية، حيث أصبح هناك نوع من الإستهزاء والتحامل على كلّ من يتخصّص في لغة العرب وتراثهم الأصيل مقابل النظر بعين الاحترام والتبجيل إلى كلّ من يدرّس اللّغات الأجنبيّة باعتباره مواكبا للعصر والتكنولوجيّات الحديثة. فكأنّنا اليوم أمام حالة من انعدام الثقة بلغتنا العربية، حيث أن العديد من المراسلات الادارية والفواتير والرسائل الهاتفية القصيرة والنشرات السياحية ولافتات المحلاّت والمؤسسات والشركات مكتوبة باللغة الأجنبية! إنّ الجميع يدركون أن النظام العولمي الجديد يسعى بكلّ ما أوتي من قوّة إلى إضعاف وتهميش اللّفات القومية بهدف إحلال اللّغات الأجنية المهيمنة محلّها، كلّ ذلك في إطار استراتيجيات دقيقة لتحطيم الثقافات لدى الشعوب الهشة وإضعاف انتماءاتها إلى حضاراتها الأصلية. ومن الإعتقدات التي أضرّت باللغة العربية. تلك التي تدّعي أن هذه اللغة يجب أن يبقى دورها منحصرا في الاستعمال في المناسبات الدينية والمحافل الرسميّة فقط، بتعلّة تعقّد بنيتها وتعدّد وتشعّب قوانينها وعدم تناغمها مع متطلبات العصر. وحتى نعطي اللغة العربية حقّها، يجب التذكير أوّلا بأنها لغة آخر الديانات السّماوية، بحيث يتعامل بها أكثر من مليار مسلم سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. وهي تزخر، فضلا عن ذلك، بتراث ثري ومتنوّع لا زالت تنكشف بعض أسراره من خلال ما يحقق من كنوز مخطوطة في شتى المجالات والعلوم. ثمّ لا ننسى أنّ اللّغة العربية هي من اللّغات الستّ المعتمدة في منظمة الأمم المتحدة. ومن النقاط الإيجابية الأخرى للّغة العربية، تزايد الطّلب العالمي على تعلّمها في الوقت الحالي على إثر التطوّرات السياسية العالمية في فلسطين والعراق وأفغانستان والمستجدّات ذات الصلّة بالإرهاب والبترول… ثمّ إن الأخصائيين يقرّون بأن العربية إنّما هي لغة اشتقاقية تتعامل بمرونة وسهولة مع المصطلحات الدّخيلة. وأمام هذه الوضعيّة المحيّرة التي تواجهها لغتنا العربية، هناك شبه إجماع على ضرورة اتخاذ الإجراءات والمبادرات الجريئة قصد استعادة مكانتها المرموقة لدى أبنائها في الوطن العربي أوّلا، ثمّ في المحافل الدّولية في مرحلة لاحقة. ومن ضمن هذه الإجراءات، نذكر ما يلي: * تخصيص ميزانيات هامة من طرف الحكومات قصد نشر اللغة العربية وتطويرها على غرار ما تقوم به الدّول الأخرى . * إعادة النظر في المفاهيم والأهداف والغايات من تدريس اللّغات سواء كانت محلّية أو أجنبية. * تشجيع أعمال الترجمة باعتبار أن نسبتها في العالم العربي من أضعف النسب على الصعيد العالمي إذا أخذنا بعين الاعتبار عدد السكان والموقع الاستراتيجي والموارد البشرية والمادية التي تزخر بها البلدان العربية. *الاستفادة من بعض مشاريع اليونسكو التي تخدم اللّغات مثل مشروع « التربية للجميع » الذي يقدّم دعما ماديا ومعنويا. *تكثيف وتعزيز التعاون بين الهيكات والمؤسسات ذات الطابع المحلي أو الإقليمي أو العربي ( مثل الإيسيسكو والألكسو والمجامع اللّغوية والجامعات ) * تطوير المناهج التربوية ووسائل التعلّم والتعليم بحيث يتسنى للّغة العربية الاستفادة من الدّراسات الحديثة ومن المستجدات الرّامية إلى خدمة التربية والتعليم. * تطوير المفاهيم المرتبطة بوضع المصطلحات العلمية والتقنية الجديدة. وختاما، لا بدّ من التذكير بأن النهوض باللّغة العربية يشمل أيضا سبل تحبيبها للناشئة ولا سيما في ظلّ الإغراءات المتزايدة للغات الأجنبية. وعلى سبيل الذكر لا الحصر، يمكن في هذا المجال تكثيف المسابقات في التأليف والاستفادة من التكنولوجيات الحديثة باعتبار أنّ الجانب الجمالي يلعب دورا كبيرا في تحبيب اللّغة الناشئة. كذلك، لابدّ من التركيز على دور وسائل الإعلام المختلفة ودعوتها على اعتماد لغة سليمة والابتعاد عن الألفاظ الغريبة والأجنبية. هذا فضلا عن تشجيع الألعاب والمسابقات ومهرجانات المسرح والمباريات المدرسية وتكثيف المعارض المتخصّصة في الكتاب العربي وتدعيم أسعاره… أبو مهدي
 
 (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 52 بتاريخ 5 مارس 2008 )  

 

سلفي : لا يفرق بين صلاة العشاء و الصلاة على النبي ؟  !

 بقلم محمد الأزهر العكرمي : حدث في بلد عربي في الثمانينات ، ان تصاعدت حمى الاعتقالات والتعذيب ، في صفوف الإسلاميين ، وحدثت بعض الانفجارات في محطات للحافلات ، ومواقع لسكن الضباط ، ففقدت الأجهزة رشدها ، وكثرت الحراسات على المؤسسات ، وانتشرت المتاريس الإسمنتية في الأحياء الراقية ، والأحياء التي تقطنها شخصيات مهمة ، وانتشرت معها قصص غريبة بين السكان: منها انه صادف أن طلبت ابنة إحدى الشخصيات الأمنية المهمة من والدها تمكينها من الذهاب لتلقي دروس خصوصية إضافية في الرياضيات لمواجهة امتحانات الباكالوريا ، إلا أن الأب خوفا على ابنته ، رفض طلبها ووعدها بإحضار صديقه الشخصي دكتور الرياضيات في الجامعة الذي يزوره أحيانا ، ليعطيها بعض الدروس الإضافية في البيت ومن الغد ، نادى أحد رؤساء المجموعات إلى مكتبه وسأله أن كان يعرف فلانا ، مدرس الرياضيات في الجامعة + فأجاب بنعم سيدي – قال تعرف بيته +  قال نعم سيدي – قال ، روح جيبو وانتهى النهار وعاد الضابط إلى بيته ، ونام ليلته ، وفي الصباح على طاولة الإفطار سألته ابنته عن الموضوع ، فتذكر انه كلف احد عناصره وأرسله في طلبه . وبمجرد وصوله إلى الإدارة استدعى المعني بالأمر ، وسأله إن كان ذهب إلى المطلوب جلبه بالأمس فأدى التحية وقال : نعم سيدي جبناه ، واعترف ! ! فعلت سحنته مسحة من الاستغراب ، ولكنه واصل السؤال بماذا اعترف ؟ ماذا تقصد ؟ فقال : إخوان مسلمين سيدي ، اعترف بكل شيء وهو عندنا تحت ! ! فقام الرجل متثاقلا ، وتبع منظوره إلى القبو ، أين وجد الرجل مسلوخا يئن.. ، يستغيث ويستجير بالعذراء والروح القدس، فصرخ في منظوره ، يخرب بيتك من كلفك بهذا يا ابن الكلب، الم تنتبه إلى انه مسيحي ، واسمه جورج، كيف فعلتم به كل هذا … حضرت إلى ذهني هذه القصة ، التي أضعها على ذمة الراوي بمناسبة نيابتي في قضية انتهت في الاستئناف منذ أقل من أسبوع ، ترافعت فيها عن أنور البالغ من العمر ثلاثة  وعشرين عاما وقضي في شأنه بعامين سجنا نافذا مع المراقبة الإدارية بتهمة السلفية الجهادية . وأذكر أني زرت الولد في السجن ، لأفهم وضعه ، فأسر لي بأنه حينما أوقف كان بحالة سكر ، وانه لا علاقة له لا بالجهاد ، ولا بالسلفية ، وانه لا يكاد يفرق بين صلاة العشاء والصلاة على النبي، وانه نظرا للفاقة، ووضع عائلته المادي المتردي داخل الجمهورية سكن مع مجموعة طلبة في العمران الأعلى بالمفهوم المتداول بين طلبة الجامعة  » مرسكي » وقد تم اعتقاله من ضمنهم . وقد عملت جهدي القانوني ، والبياني ، والمعرفي والبلاغي لأستميل وجدان المحكمة ، من ان الولد الماثل أمامهم كالقبطي الذي يلقى عليه القبض ، بتهمة الانتماء للإخوان المسلمين ، فهو بالكاد يهمه احتلال بوش للعراق .. أو ما يحدث من مجازر في غزة ، ولا يعرف شيئا عن نظام الخلافة الإسلامية ، ولم يحجز عنه أي قرص يخص الشيشان أو أفغانستان … وسأله القاضي بابتسامة متحفظة ولكنها ودودة  » مازلت تسكر  » ؟ .. عندها قلت في خاطري ان مبادئ الإنصاف والقانون، والعرف والعادة ، كلها باتت في صفي .. وفي المساء طلبتني والدته باكية ، فقلت  » ان شاء الله عدم سماع الدعوى  » وكان علي ان أقول لها بدل ذلك ( كان سكر اندبي،  وكان ما سكرش اندبي  » ) لان الحكم بقي على حاله ، وسيقضي أنور العامين ، كسلفي جهادي .. فالسلفية تنقسم الى قسمين ، بعلي وسقوي .. ولله في خلقه شؤون .
 
 (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 52 بتاريخ 5 مارس 2008 )  

الحركة النسوية في مناهضة العولمة
رجاء الدهماني   يعتقد الكثرون أن النضال النسوي ينحصر في النضال من أجل حل مشاكل الزواج والطلاق وهو ما اعتمدته بعض الحركات النسوية طيلة العقدين السابقين في حين بات من الضروري تحليل أوضاع النساء ما هو نتيجة لاضطهاد نظامين رأسمالي وأبوي وإن بدا كلامهما مختلف عن الآخر إلا أن تغلغل أحدهما في مجتمعاتنا يبقى رهين الآخر شديد الوثوق به. فما زلنا كنساء نكابد ويلات هذين النظامين بكل المبررات الإيديولوجية والثقافة ولم يكن جزافا أبدا أن نعبر عن رأينا بأن النساء هن أولى ضحايا الاختيارات الاقتصادية التي فرضتها العولمة الرأسمالية في المجال الاقتصادي وأنهن أولى المستهدفات بالفقر والبطالة والتهميش والدونية. فما الذي تحتاجه النساء لتحقيق الحد الأدنى من الحياة الكريمة كي يحيينها ويقدمن ضمانا للأجيال القادمة؟ 1ـ العولمة وتأنيث الفقر عندما تصرح النسويات وأنصار النسوية أن النساء في كل أنحاء العالم مازلن في علاقة تبعية اجتماعية إزاء الرجل في أشكال تمييز عديدة وبوجه خاص في السمة الاجتماعية والجنسية في العمل يؤاخذن بالمبالغة وقد اعتقد الكثيرون في المجتمعات قبل الصناعية القائمة على الزراعة أن سيطرة الذكور فرضت نفسها بفعل الضعف البدني للنساء وتم ربط اضطهادهن بحالات حملهن المفترض أنها عديدة وهي تعلات واهية ولا تبرر الأسباب الراهنة لاضطهاد النساء في إطار الأنظمة الرأسمالية لأن عمل النساء المأجور لم يؤد بالضرورة إلى المساواة. عن توزيع الأدوار بين النساء والرجال لا تتم بصفة عادلة بل تقوم على تكليف الرجال بدائرة الإنتاج والوظائف ومواقع القرار والفضاء العام وهو ما يبرر تمسك الأنظمة الرأسمالية بمؤسسة العائلة من خلال مبدأ الفصل بين عمل المرأة وعمل الرجل فطبيعة الأسرة في مجتمعاتنا تقوم بدور رئيسي في إعادة إنتاج التقسيم بين مختلف الطبقات الاجتماعية، تضطلع النساء بدور الأمومة ويبقى الرجل الممول الاقتصادي الأساسي وهو ما يوهم بتكامل الأدوار المزعوم في حين يحافظ هذا الشكل على الميز في الأجور على حساب النساء ثم عن الأسرة تقوم على ضبط سوق الشغل أو ما يسمى اليوم بمونة التشغيل ففي الثلاثينات إلى منتصف السبعينات وقع تعبئة النساء في سوق الشغل في فروع صناعية عديدة وخاصة في قطاع الخدمات كيد عاملة رخيصة لكن مع تقلص النشاط الاقتصادي في السنوات الأخيرة سعى أرباب العمل رخيصة لكن مع تقلص النشاط الاقتصادي في السنوات الأخيرة سعى أرباب العمل والدولة على حث النساء على الانسحاب جزئيا أو كليا من سوق الشغل مثلا في تونس فمن نظام نصف الوقت بثلثي الأجر على الطرد الجماعي من المؤسسات خاصة في قطاع النسيج وفي فرنسا وأوروبا وقع تطوير عمل النساء بدوام جزئي منذ مطلع الثمانينات كما ان الدولة داخل الأنظمة الرأسمالية تستفيد من عمل النساء المنزلي لأنه يمكنها من الاقتصاد في مجال التجهيزات الجماعية ودفع أجور أقل. إن القسمة الاجتماعية والجنسية للعمل تقع في صلب اضطهاد النساء وبالتالي هي رهان هام في إطار العلاقات الاجتماعية الطبقية وهو ما تستند عليه النيوليبيرالية في سعيها إلى يد عاملة رخيصة استنادا على تقسيم الأدوار الاجتماعية أو باتباع الأشكال الجديدة للعمل كالمناولة والعمل الهش والعمل المنزلي أو غير المدفوع الأجر وهي أشكال لا تساند النساء اللواتي هن أقل قدرة على المنافسة بسبب عدم توفير التسهيلات اللازمة التي تضمن حقوق المرأة العاملة وتضمن حقوق المرأة العاملة وتضمن الفرص المتكافئة وهي لا تزيد إلا في تفقير النساء. أشار تقرير التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة في عام 1970 والذي تناول الفقر كمحور أساسي إلى أن تأنيث الفقر يعني  » عدم تكافؤ الفرص في التعليم والعمالة وملكية الأصول ويعني إتاحة فرص أقل للمرأة كما أن من شأن الفقر ان يعمق الفجوات بين الجنسين وحينما تنزل الخطوب فإن المرأة هي التي تكون غالبا أشد تضررا  » 70% من 13 بليون فقير في العالم هم من النساء وهو ما يجعلنا ندرك أهمية الظاهرة المرتبطة بالنظام العالمي الجديد وفي ظل العولمة الرأسمالية والتعديل الهيكلي والإجراءات المالية المجحفة بحق الفئات المهمشة وهو ما سيزيد النساء الفقيرات في السنوات المقبلة. 2ـ العولمة والنضال النسوي: إن وجود أية حركة مناضلة يعني وجود الأسباب التي أفرزتها وهناك ألف سبب وسبب جعلت النساء في العالم يطلقن العنان لأصوات متناغمة مع لحن الحرية أصوات يجب أن تدوي بكل ما أوتيت من قوة لأنها أصوات 70% من فقراء هذا العالم. لقد عززت الحركات الاجتماعية حضورها وتحركاتها في كل أنحاء العالم للقيام بدور حاسم في صياغة مشروعات من أجل بناء استراتيجيات سياسية واجتماعية موجهة للمواطنين ردا على الأنظمة الحاكمة الاستبدادية خاصة في العالم العربي وردا على عدو الشعوب على حد تعبير سمير أمين  » الرأسمالية الاحتكارية ورأس المال المعولم والهيمنة الإمبريالية والسلطات التوتاليتارية العاملة في خدمتها مثل صندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية وحلف الناتو « . وقد مثلت جملة من الحركات الاجتماعية في السنوات الأخيرة بوادر حراك يسعى إلى مراكمة النضالات الاجتماعية وقد تعددت أشكال المقاومة الاجتماعية للنساء أهمها انخراطهن في المسيرة العالمية للنساء لمكافحة الفقر والعنف والحملة العالمية لمكافحة الفقر والمديونية ومؤتمر بيجين+ 5 وبيجين + 10 كما تأسست حركة التنمية البديلة مع النساء من أجل عالم جديد على يد مجموعة من مناضلات ومناضلي الجنوب تحضيرا لقمة نيروبي 2005 أبرزن فيها الآثار السلبية للأزمات العالمية: ـ مشكلة الجوع والفقر ـ تفاقم الديون ـ العسكرة ـ تنامي الأصولية كما تظاهرت عشرات الآلاف من النساء في 140 بلد ردا على التوجه الليبرالي لصندوق النقد الدولي والبنك العالمي وخاصة بعد انعقاد مؤتمر بيجين زائد خمسة حيث تمّ عقد تجمع أوروبي بيروكسال وتجمع عالمي بنيويورك أفرز الميثاق العالمي لمكافحة الفقر والعنف المسلط على النساء. كما مثلت المنتديات الاجتماعية المحلية والإقليمية والعالمية أهم المحطات التي سجلت تكتلات نسائية هامة من أجل طرح بدائل في مواجهة الهجمة الشرسة لرأس المال العالمي وردا على مراكز التفكير التي أنشأتها منظومة الهيمنة هذه باجتماعات معروفة مثل منتدى دايفيس وسيطرتها عبر نشر مصطلحات جديدة مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرب ضد الفقر وتعزيز حقوق الأقليات والحرب على الإرهاب والحقيقة أنها سياسات تسعى إلى مغالطة الشعوب وقد حققت الحركات الاجتماعية في تونس بعض النضالات التي تعد ذات قيمة مقارنة بالوضع السياسي القمعي الذي يستمر في محاصرة كل المبادرين في التفكير ي بدائل سياسية واجتماعية وثقافية أحزابا وجمعياتا. واتسمت المنظمات النسوية بأكثر راديكالية حيث نسجل مساندة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات لعاملات وعمال فنطازيا التي تشغل حوالي 178 عاملة وعاملا في حركتهم الاحتجاجية واعتصامهم بمقرات مؤسستهم لديل على ضرورة تفعيل دور الجمهيات والمنظمات والتحرك الميداني ومساندة النساء التونسيات في قضاياهن ونضالاتهن كما خصصت نشاطا تحت عنوان تأنيث الفقر في إطار الحملة العالمية لمقاومة الفقر التي امتدت من 11 إلى 17 أكتوبر 2006 بالتنسيق مع جمعيات حقوقية مستقلة في تونس كما شاركت الجمعية مع باقي مكونات المجتمع المدني في المسيرة العالمية للنساء 2000 ثم 2005 من أجل مقاومة الفقر والعنف ومسيرة  المغاربيات نحو المساواة نوفمبر 2007 وإن منعنا من الشوارع فإننا حملنا شارة المسيرة واعتصمنا مع عاملات وعمال فنطازيا وانتقلنا إلى مدينة سوسة حيث فعلنا نشاط الجمعية بالتنسيق مع نسويات ونقابيات الجهة. خاتمة: إن المتضرر من السياسات الرأسمالية هو الشعوب وعلى رأسها الفئات الوسطى والنساء والعمال والفلاحون وهو القاعدة لمناهضة العولمة في العالم وفي البلدان المفقرة لأن مصلحتها أكيدة في التخلص من السياسات القمعية وتحقيق عالم آخر ممكن ولن يتم ذلك إلا بالنضال ضد العولمة الليبرالية الجديدة ضد الحرب والنصرية والطائفية والفقر وكل أشكال التمييز والاستعباد الاقتصادي والعرقي والاجتماعي والسياسي والثقافي والجنسي والنوعي والكفاح من أجل المواطنة الكاملة والمساواة الفعلية والمشاركة الديمقراطية والحقوق الجماعية والفردية حق الشعوب في تقرير مصيرها التضامن مع نضال النساء ضد العنف الاجتماعي والأبوي والمشاركة في فعاليات الحركات النسائية وأنشطتها وتأييد نضال العمال والحركات الشعبية وكل أولئك المهددين الآن بالطرد من مساكنهم أو وظائفهم أو أرضهم أو تجريدهم من حقوقهم.
 
 (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 52 بتاريخ 5 مارس 2008 )  


 
Les amis de Zouhair Yahyaoui, alias ettounsi, pensent très fort à lui en ce triste 13 mars 2008, troisième anniversaire de son départ
 
Proxy N°12

مــقــاومـــة إرهـــاب الــدّولــة بــالـضّـحـك

 » عندما جاءوا لأخذ القوميّين, لم أهمس بكلمة. فأنا لست قوميّا. عندما جاءوا لأخذ اليساريّين, لم أحرّك ساكنا. فأنا لست يساريّا. عندما جاءوا لأخذ الإسلاميّين, لم أرى مانعا. فأنا لست إسلاميّا. و عندما جاءوا لأخذ ما تبقّى لم يجدوا أحدا. » التّونسي بتصرّف عن مارتين نيمولر.  

• حلّ عينيك يا بهيم و أغزر قدّامك راني نلبس 39 في اليمين و 41 عاليسار؟ • سامحني عيّش خويا راهو مخّي سارح, من نهار الإستفتاء و أنا مش قدّ بعضي, كان تحبّ هاي شلاكتي هزّ فرّغ فيها قلبك و رجّعهالي غدوة؟ • سامحني نشعّل… سامحني قدّاش التّعديل… سامحني نعمل غطسة… هذاكا آش حفظتوا التّوانسه. ما عاد ناقص كان وزير الدّاخليّة يطلعنا في التلفزة و يقول: سيّداتي, أوانسي, سادتي سامحوني راني غلطت في حساباتي و راهو الإستفتاء كلى كبّوط؟ و إلا يجيبوا رءوف كوكه يقولنا: إبتسم إنّها كاميرا خفيّة من وزارة الدّاخليّة! • بجاه ربّي فوتني بمحطّة و طيّش عليك ماللّوغة المضروبة هاذي, مافالحين كان في المزمّرين آما زعبع كيف يبوللكم على قدركم حتّى… آش يقول فمّي… ما تتحرّكلو شعرة! • أسمع ننبّه عليك, إحترم روحك خيرلك, أنا الزعبع متاعك هذا لا إنتخبتو و لا إستفتيتو؟! • أمّالا ال% 99.52 جابها مالواد؟ زعمه مش مالقوادة متاعك يا دستوري يا حقير؟ و على كلمة يا دستوري يا حقير ركح فيها الخنيفري والغبرة طلعت عجاجة وقريب طاحت روح كان مش حزّوهم زوز ولاد حلال متعدّيين بالصّدفة. • أيّا صلّيو على النبيّ, أسمع شدّ إنتي هذاكا و أتو نتلها أنا بالآخر. • لا شدّ إنتي هذاكا و أتو نتلها أنا بالآخر, تحبّ تعدّيها عليّا على خاطر حوايجو موسّخة بالدّم. • غريبة فيكم العرب! ديما مخاخكم تخدم. • مش ديما كان تحبّ الحقّ, و إلا آش خلاه واحد بجّ كيف الكاري في قصر قرطاج يضحك علينا! و في نفس الوقت اللّي الحزّازة لاهيين يحكيو فيه عالصحّة النّفسويّة و الرّوح المعدنيّة متاع الرّعيّة الزّوز الأخرين عاودت لحمت بيناتهم تقولش عليهم يقسمو في حرثة و إلا في ورثة و إلا لاعبين ورقة بروموسبور شركة… و في عوض يريّضوا وخيّانهم زادو الحزّازة حتّى هوما على ما بيها و الطّايح و لّى أكثر مالواقف بعد اللّي الأوّل طلع UGTE و الآخر UGET ‌و ماتفاهموش في شكون باع الجامعة للدّساترة‍ بالتستسهيلات في الدّفع! و إسمع ياللّي ما تسمعش اللّي يجي يحزّ يلقى روحو من حيث لا يدري ياخو في ماتيسّرلو مالجرادق و المشطة و النّبي مولاك! و برّى شوف شكون باش يفصلها حتّى هي القلوب معبّية لين ما عادش و شدّوا من خشمو يموتوا جيرانو و الحيوانات الأليفة متاعو. و إيجى يازمان برّى يازمان العركة كبرت و كلّ واحد جاب ولاد عمّو و ولاد حومتو و عمّالو بالخارج باش ينصروه عالقوّادة الدّساترة متاع % 99.52 لين الأخبار وصلت للقصر و الرّئيس طلب مجلس وزاري مضيّق… • آش فمّه؟ شبيكم؟ آشكون؟ كيفاش؟ حوز من غادي… آش يقولولها الرّحمة لا… معا من أجل آش يقولولها تونس… • من فضلك سي الزّين أعمل مرّه في حياتك جملة مفيدة و إحترملي روحك ماناش في مركز شرطة! • إيجى ياعبد الوهّاب متاع العبد الله آش سمّاك ربّي أعملو معناها وحده هذيكه مفيدة؟ • يا سي المهنّي الرّئيس يحبّ يعرف شبيها البلاد خايضة؟ • آش دخّلني ياخي قالك عليّ لاهي بالأمن أنا؟ مالأول تفاهمنا أنا جوّي و شيختي كان البوليسيّة متاع المرور و لجان اللّي مازالو أحياء و الصنادق بجميع أنواعها من القرع و البطاطا متاع مارشي القرو حتّى للإستفتاء. • آش قال معناها البهيم قدم قرعة آش بيه… تي وينو السّخطة معناها دالي… تي هذاكا اللّي ولدو ينشّط في آش يقولولو الأحد متاع راجل بنتي متاع الكورة… شيبوب الرّياضي. • تقصد محمّد علي القنزوعي سي الزّين هاني قاعد بحذاك!!! • و الله لا عرفتك ياهمّ آشبيه وجهك آش يقولولو أصفر مشى في بالي سفير آش إسمها الصّين عاصمة اليابان و إلا هي كوريا كان صدّقني ربّي. • سيّدي الرّئيس بجاه ربّي إكبس روحك شويّه و إلا أعتقني خلّيني نمشي نحلّ عيادة على روحي و ندبّر راسي راهي البلاد تعبّات بالمرضى مالهزّان و النّفضان متاعك. • ريح السدّ يا خي تسخايل روحك آش يقولولو شاد آش يقولولها السّماء لا تطيح علينا؟ أما بالحرام لاني مسيّبك باش نحطّك آش يقولولو آش يقولولها وزير نتاع آش يقولولها الداخليّة من هنا لعام 2014 باش تنحّي آش يقولولها البلادة والرّكاكة نتاعك. • وأنا سي الزّين وقتاش باش تعيّني سفير في إيطاليا؟ • أسمع يادالي ولدي إنتي دوسيك محمّم و عندك سوابق و آش يقولولهم الخونة نتاع آش يقولولو الوطن يحبّوا يقبّضوا عليك حيّ و إلا ميّت عاد أهوك أقعد بحذايا عبارة على معناها سفير إيطاليا لدى آش يقولولها تونس خيرلك. • يا و الله عوج بجاه ربّي نرجعو لموضوعنا خير!!! يا دالي بجاه الأمّيمة سلّفني شويّه حنوشة خلّي نفضّ هالحكاية و نقصّوها راهي البلاد ماكلة بعضها. • باهيش توّه, هكّه يا مهنّي خويا تعرفني راجل توّه كان جا عندي بوليسيّة بزايد نشدّهم عليك!؟ راهم وسخ الدّنيا. • أمّالا وينهم هذوكا آش يقولولهم الميا واشي ثلاثين ألف آش يقولولها شرطة في خدمة معا من أجل آش يقولولها تونس!!! • آشنوّه مهنّي أشبيك حتّى إنتي آش يقولولو بات مع الجران صبح آش يقولولو يقرقر؟! يا سيدي العصيفرات بعثناهم لبوسالم يحصروا في هاك الثلاثين واحد متاع المجتمع المدني اللّي يحبّوا يحرّروا جندوبة. • آش فمّه؟ شبيكم؟ آشكون؟ كيفاش؟ 30 باعثلهم 130.000!!! قولّي حتّى فرق الكلاب مشاو معاهم؟ • ريّض روحك سي الزّين هوما أكثر من 30 أما ربّي يهديه الصّحافي البلجيكي بودوان لوس دخّلني بعضي بالأسئلة متاعو و ضحّك علينا الخلق! • معناها هوما أكثر و إلا معناها هوما أقلّ؟ آش يقولولها المعارضة, المعارضة بالرّسمي؟ • أكثر من أقلّ ماكنّا نتصوّروا سيّدي الرّئيس. • أسمعني يا آش سمّاك ربّي بلّ لحية الحبيب متاع الخارجيّة متاع وذني هالوحدة نتاع آشنيّه الدّبلوماسية ما تاكلش معايا! قدّاش ثمّه من معارض في آش يقولولها تونس؟؟؟ • إيجى توّ نقولك في وذنك, أسرار دولة… الرّاجل طاح ما في عينو بلّة تقولش ضربو قطار العيد و إلا طاحت عليه دار التجمّع بالملاسين و كان موش عملولو حزب لطيف آخر (كيف الوحدة الشّعبيّة مثلا) و ذكّروه بالحصانة الأبديّة متاع 26 ماي 2002 راهو هزّ شلّاقاتو و ملّاقاتو و مشى طلب اللّجوء السّياسي في أضمن بلاصة في العالم: المغاور متاع آش يقولولهم… آش يقولولها نتاع مقاومة الإرهاب الأمريكاني تسشمها الوحدة هاذيكه متاع بن لادن؟ آش يقولولها قندهار نتاع أفغانستان… نداء عاجل إلى ذوي البرّ و الإحسان و إلى كل أحرار العالم: آش يقولولو التّونسي متاع آش يقولولها التّونيزين في حالة يرثى لها و بدا يهزّ و يصبط على خاطر باش يزيد يقعد على قلبو آش يقولولو زين العابدين بن علي شهر زعبع 12 عام أخرين على الأقلّ فالرّجاء ممّن يعثر عليه أن يقوم بتسليمه إلى أقرب مركز شرطة قبل ما يعمل في روحو بعض الحاجة و السّلام.   التّونسي متاع التّونيزين  الذي كان موافق و أصبح بفعل فاعل معارض الجمعة, 31 ماي 2002 للجمعة, ‏20‏ ربيع الأول‏ 1423.   الرابط: http://www.tunezine.com/tunezine92.htm
 

أي مستقبل ينتظر التونسيين بعد أن صنعت السلطة « قاعدتها » ؟  

 
مرسل الكسيبي* اسمحوا لي أن أعزي تونس وشعبها في دق أبواب مرحلة سياسية خطرة دشنتها السلطات بأحداث سليمان قبل سنة وأربعة أشهر وأردفتها بحادث اختطاف سائحين نمساويين لم يكن لهما من ذنب سوى رغبتهما في الاستمتاع بشمس تونس وجمال مناظرها الطبيعية … صحيح أن الفاعل المباشر لهذه الأحداث الارهابية الشاذة والمنبوذة هم عناصر تشوهت لديهم صورة تحرير الأوطان بأفعال مجموعات متشددة اختطفت الاسلام من روعته حين حولته من دين اعتدال الى دين خطف وقتل وتخريب بما يتوافق مع مصالح استراتيجية لقوى خارجية كبرى. السلطات التونسية كانت أمام فرصة تاريخية لتشريك عناصر الاعتدال الاسلامي في الحياة السياسية والوطنية والثقافية منذ سنة 1989 تاريخ تنظيم أول انتخابات تشريعية شبه حرة وديمقراطية , لكنها اختارت عوضا عن ذلك تزييف الأرقام واخضاع التمثيل النيابي والسياسي لقانون انتخابي لايسمح بالمشاركة الا لعناصر الحزب الأوحد والوحيد , حزب الرئيس والحكومة والادارة والدولة ومؤسسات البلاد الأمنية والمدنية … بعد أن تم اجهاض الحلم الديمقراطي  سنة 1989  وبانتهاء الفصل الأول  من وقائع تبخر أحلام التغيير , جاء الدور على الجامعة التونسية ليقع تجنيد الطلاب تعسفيا وقسريا وانتقاميا سنة 1990 , ليشهد تاريخ تونس المعاصر ثاني فصل من فصول اجهاض الحلم الديمقراطي بالنفي الى صحراء رجيم معتوق وجزر زمبرة وجالطة المعزولة والخالية من الوجود السكاني , لتشهد بذلك البلاد وفي ظرف وجيز ثاني مأساة وطنية منذ الاعلان عن وعود حالمة أجملها بيان السابع من نوفمبر  1987 . الفصل الثالث والتاريخي تعممت دائرته الجغرافية لتشمل محاكمة كل المنتمين والمتعاطفين مع حركة النهضة التونسية ذات التوجهات الاسلامية المعتدلة , وهو ماجعل البلاد تنزلق الى سلسلة من المحاكمات السياسية المدنية والعسكرية التي مازالت تشكل بصمة عار في تاريخ المؤسسة النظامية الحاكمة في ظل ماعرفته هذه المحاكمات من سلوك تشفي وانتقام أثناء مراحل التحقيق والاعتقال والمحاكمة والاقامة السجنية غير الخاضعة لشروط احترام الكرامة والسلامة الجسدية المنصوص عليهما في في كل قوانين الدول المتحضرة … المشهد السياسي التونسي بقي موبوءا منذ سنوات التسعينات بأخبار الاعتقالات والمحاكمات السياسية المستمرة حتى بعد أن كادت السجون تفرغ من معتقلي حزب النهضة , حيث اضطر النظام الى صناعة عدو جديد يضمن له تحفيز المؤسسة الأمنية واستمرار حالة الاستنزاف السياسي للجميع عبر هرسلة كل الجسم الوطني المعارض , ومن ثمة تم استصدار قانون استثنائي وغير دستوري قيل أنه لمكافحة الارهاب , الا أنه سلط سيفا مسلولا على شباب غض لم يتعد سن المراهقة ولم يصل بعد مرحلة النضج والتمييز السياسي , وهو ماأعاد المشهد القضائي والأمني الى مربع التسعينات حين خرق النظام جدار الصوت على الساحة القطرية والاقليمية والدولية بأخبار المحاكمات اليومية غير العادلة … النظام التونسي بلغ درجة متقدمة من العزلة الداخلية نخبويا وسياسيا وحتى شعبيا وبدأ حلفاؤه وأصدقاؤه في الغرب يدقون ناقوس الخطر تجاه سياساته الداخلية المغالية في التسلط والقمع , وهو ماتأكد تاريخيا منذ الاعلان عن تأسيس أول نواة لعمل وطني مشترك ومعارض حين احتضان السلطات التونسية للقمة العالمية لمجتمع المعلومات , وكمحاولة منه للخروج من حالة الحصار السياسي الداخلي والاقليمي وشبه الدولي في ظل ماتشهده المنطقة من تحولات اصلاحية قام بصناعة « قاعدته » المحلية عبر سلسلة من الأعمال القمعية والمحاكمات الجائرة … « القاعدة » كتنظيم ارهابي أو « القاعدات » كشبكات منحرفة وعنفية خطيرة والتي قد تبرر عودة الاحتلال والتدخل العسكري والسياسي المباشر في شؤوننا الوطنية والمغاربية , أصبحت مفضلة لدى السلطات التونسية في ظل مانراه بأعيننا ونسمعه باذاننا على مشوار من الاصلاح الديمقراطي والليبرالي الذي يسمح للمعارضين بالمشاركة في لعبة مضبوطة لاقتسام منافع واكراهات الحكم … نزوة الاحتفاظ بالسلطة وعدم الاشتراك فيها مع أحزاب وطنية وقوى سياسية مستقلة على شاكلة مانراه في المغرب الأقصى وموريتانيا والجزائر ودول شرق أوسطية كثيرة وبلدان أمريكا وأوربا , لايمكن أن تؤدي في نهاية المطاف الا الى صناعة مثل هذا الارهاب القبيح ثم القبيح ثم القبيح … نظام يقول لنا بوضوح وبلسان الحال والواقع لو خيرتموني بين احزاب مدنية حداثية وسطية معتدلة وتجربة اصلاحية هادئة وبين صناعة القاعدة والارهاب مع تضييع أمن واستقلال البلاد لاخترت – النظام يقول طبعا وقصدا – انتاج القاعدة واستدرار عطف وتدفق الحماية الخارجية من أجل الاستمرار والبقاء …! النظام يضعنا اليوم اذا لم يقع انقاذ البلاد والعباد من داخل السلطة نفسها وبتظافر الجهود مع كل الوطنيين في الجسم المعارض , يضعنا أمام لحظة تاريخية أشبه بلحظة الامضاء على معاهدة باردو للحماية والتي كانت سببا لاحقا في اخضاع البلاد  الى مشوار من العذاب استمر حتى سنة 1956 , وهانحن اليوم نعود مجددا الى ظرف تاريخي شبيه أمام جشع بعض البايات الجدد الذين خيروا الخواجات على الاستجابة لتطلعات مشروعة لسليلي جيل علي بن غذاهم … حفظ الله تونس وشعبها , حفظ الله تونس وشعبها , حفظ الله تونس وشعبها من شرور القاعدة وصناع الجور والقمع والارهاب . (*) رئيس تحرير صحيفة « الوسط التونسية »   (المصدر: مدونة مرسل الكسيبي بتاريخ 14 مارس 2008) الرابط: http://morsel-reporteur.maktoobblog.com


مشروع قانون تجريم جبر المرأة على لباس الحجاب والدعاية له قصد التّرويج للتعصّب الدّيني والتحريض على الكراهية و التمييز على أساس الجنس.  

 
الديباجة: وبعد الاطلاع على الدستور وخاصة ما جاء في الفصول 5-6-8 والإتفاقيات الدولية وخاصة العهد الدولي للحقوق المدنّية والسياسّية الصادر عن الأمم المتحّدة ومصادق عليه من الحكومة التونسيّة والإعلان الدولي بشأن مكافحة التعصّب على أساس الدّين أو المعتقد والصادر عن الأمم المتحدة. ولحماية حقوق الفرد في حريّة المعتقد.  ولأنّ أعمال التحريض على الكراهية والتعصّب على أساس الدين والجنس ليست من حريّة التعبير. نطالب من أعضاء الحكومة أو مجلس النواب تقديم مشروع هذا القانون للمصادقة عليه. الفصل1: يعتبر كل جبر للمرأة على ارتداء الحجاب من جرائم الحق العام. ويعاقب كلّ من قام به مع العنف الخفيف بالسجن 6 أشهر. وفي حالة ارتكاب المخالفة وبدون عنف يعاقب بخطيّة مالية قدرها ألف دينار. الفصل2: تعتبر كلّ أعمال الدّعاية للحجاب بإستخدام القذف والثلب والتشهير لغير المحجّبات مهما كانت وسائل النشر من الجرائم الإرهابية والتمييز على أساس الجنس والدّين. ويعاقب كلّ من يقوم بهذه الأفعال بالسجن 6 أشهر وبخطية تتراوح في ما بين ألف إلى خمسة آلاف دينار.  وفي حالة القيام بنفس المخالفة للمرّة الثانية يعاقب بالسجن خمسة سنوات. الإستراتيجية من أجل صيانة حرّية المعتقد واللباس 1-  الأهداف العامة: ومن أجل تعبئة الرأي العام لحريّة المعتقد واللباس.  الأبعاد الإستراتيجية هي: أ‌-   على واقع اضطهاد المرأة في إيران والسعوديّة وفي عهد طالبان بأفغانستان وبانّ جبر المرأة في اليمن ومصر من خلال سلطة الأسرة والقبيلة هو إنتهاك لحقوق الإنسان وحريّة المعتقد. ب‌-  التنديد بالحلّ الأمني وممارسة اللاّقانونية بتونس في الماضي القريب لنزع الحجاب لأنّ اللباس من الحريات الفردية بما في ذلك حق المرأة في رفض وضع الخمار .    ج  –  تربية الناشئة عبر الحوار على حقّ اختيار الأفضل في الحياة .     د – كشف خفايا المشروع الأصولي المتطرّف    ه – تفكيك الصّورة الخياليّة عن الماضي الإسلامي في الخطاب المكتوب والشفوي والمرئي والمتعالي عن التاريخ بذكر الوقائع التاريخية موضوعيا وبدون تستّر أو تزيف.  و –    المساهمة في حملات دوليّة ضدّ قرار وزراء الإعلام العرب حول مبادئ تنظيم البثّ  الفضائي الإذاعي والتلفزيوني في المنطقة العربية. 2-  برنامج عمل * القيام بندوات وحملات تحسيسّية ومحاضرات وموائد مستديرة وتجميع توقيعات من المواطنين للمطالبة بسنّ قانون -على الأقل مليون توقيع- . *  المساهمة في الجهود الوطنية من الحكومة و منظمات المجتمع المدني لتجديد الخطاب الديني و حماية حرية التعبير بما في ذلك الحرية في نقد المقدس و التجريح في الرموز الدينية – كذلك الإسلامية – ودون الانزلاق في التحريض.  لأنه تاريخيا وفي النصوص الدينية –بما في ذلك القرآن – جاء فيهم التجريح و النقد للديانات  الأخرى .إذا و بدون هذا الفضاء الحر و التنوع و التسامح ما الثقافة و خاصة لدى العامة إلا آلية لتنمية المورد البشري للإرهاب. عدنان الحسناوي ناشط حقوقي تونس E-mail :adnen_hasnaoui@yahoo.fr
 

         بسم الله الرحمان الرحيم

والصلاة والسلام على أفضل المرسلين

تونس في 2008/03/11

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل كاتب في الشأن التونسي و العربي والإسلامي

الرسالة رقم 415

على موقع الحرية  

الحلقة 5 :

مذكراتي في صلب العائلة السياسية لحزب الاستقلال والحرية من 1970 إلى 1990

 

أواصل على بركة الله تعالى الكتابة حول مذكراتي وارتساماتي حول فترة طويلة مليئة بالنشاط والحيوية والذكريات الجميلة وكذلك الذكريات الأخرى التي عشتها…وقد توقفت في الحلقة الرابعة التي نشرتها تونس نيوز يوم 2008/03/10 حول ذكرياتي الوطنية والتأثير الحاصل في حياتي الوطنية منذ 1954/04/27وأنا في سن الرابعة عشر 14 سنة قد ذكرت الزعماء والابطال والرجال الذين أثروا في حياتي من القيادة السياسية منذ مؤتمر صفاقس 1955 وفي طليتعهم الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله ورحم كل الزعماء والأبطال والرفاق الخلص الذين دفعوا ثمن الحرية باهضا وتحدثت في هذا المقال على اهم العناصر الحزبية التي عملت معهم في ولاية صفاقس وكانوا في مستوى الرسالة التاريخية وقد ذكرت منهم 20 مناضل ونسبت الأخ المناضل المرحوم محمد بوليلة الذي تحمل مسؤولية كاتب عام لجنة التنسيق بصفاقس في أول انتخابات جهوية عام1963  بصفاقس رحمه الله وذكرت أعضاء شعبة سيدي حسن الجوفية بالحنشة وكلهم غادروا هذه الدنيا الفانية..واليوم سيعدني ان أتحدث على فترة ثانية من 1970 إلى 1990 فقد انتقلت إلى العاصمة عام 1969 للعمل وانخرطت في صلب شعبة حمام الأنف وقد حضرت لقاء حزبي عام 1970 بخلية بوصفارة وأخذدت الكلمة في هذا الاجتماع وأعجب الأخ كمال قاي السبسي بتدخلي الحماسي وعندما تقابل مع الدكتور الصادق بوصفقارة رئيس البلدية والشعبة الام بحمام الانف أعطاه بسطة على تدخلي فأذن الدكتور بوصفارة حالا بدعوتي لمقابلته وطلب مني الترشح اإلى هيئة الشعبة المركزية فقلت له حضرة الأخ الاكبر أني من السكان الجدد وغير معروف فابتسم وقال لي أنت فرضت نفسك بتدخلك الممتاز والشعب يرغب في أصحاب المواهب والطاقات وفعلا قدمت ترشحي ونجحت وكان ترتيبي السابع في القائمة وتحملت مسؤولية عميد التوجيه والدعاية وكان النشاط غزيرا والعمل الحزبي شاملا والوجوه المناضلة عديدة وتحركت الهمم وإرادة الخير واستمر هذا الفيض الغزير إلى عام 1973 وفي عام 1974 وقع السعي باقتراح مني حول إعادة شعبة الصحافة الحزبية استجاب الاخ محمد الصياح مدير الحزب لهذا الاقتراح وفي1975 /01/04 أشرف السيد محمد الصياح مدير الحزب على المؤتمر التأسيسي للشعبة المهنية ونجحت ضمن المترشحين وتحملت عام 1975 مسؤولية المسؤول عن النهوض الإجتماعي ونجحت رفقة الفريق المتكامل في وضع مشروع سكني هام للصحافيين والأعوان والفنيين وفي مؤتمر 1977 بعد نجاح المشروع ووضعه على سكة الإنجاز أجمع المؤتمرون على انتخابي بنسبة كبيرة رئيسا للشعبة الدستورية نظرا للاشعاع والكفاءة والحضور المميز والنشاط الملحوظ وفي 1979/05/17 في المؤتمر الثالث بعد نجاح كل المشاريع السكنية والاجتماعية و الثقافية والشبابية والندوات الحزبية والحوارية والتألق و كانت المكافأة تجديد الثقة للمرة الثالثة على رأس الشعبة واستمر العمل النضالي في جو اخوي ممتاز ورائع وروح نضالية عالية وحماس فياض ونشاط لم يعرف الفتور حتى يوم 1981/02/21 الذي تحدثت عنه سابقا وفي عام 1984 بعد الصحوة السياسية وإعادة الاعتبار لمناضلي الحزب بفضل عبقرية القائد الزعيم الخالد الحبيب بورقيبة رحمه الله تحملت مسؤولية معمتد بفوسانة ولاية القصرين ونجحت بفضل الله وبمساعدة إخواني المناضلين أذكر منهم بالخصوص الشيخ محمد بالعابد رحمه الله ومحمد الجمعي مقاوم ومحمد الماجري وبلقاسم نصراوي ومحمد الشافعي وحمادي الصالحي والهادي العسلي والفارس الحفصي رئيس شعبة خمودة التحرير، والشيخ الطاهر عمدة بودرياس وغيرهم وفي معتمدية سجنان كان نجاحي بفضل الله وخبرتي ونضالي وساعدوني الإخوة المناضلين عبد الكريم ضو وعبد العزيز الماجري والبشير المعلاوي عضو مجلس النواب سابقا ومحمد علي المسعودي والأخ جلول والمناضل المرحوم الحاج قويدر وغيرهم وفي معتمدية جومين لا أنسى مجهودات الإخوة عمار البوهاني الحاج حمدة المبروكي -عبد العزيز المبروكي الحاج صالح الغانمي رحمه الله الحاج المختار عباس من عمادة بالرائس والعفيف بن حسونة و الأخ الطاهر بن حسونة وعبد الحميد الغائمي وعبد العزيز الماجري والشاذلي الجباري و عبد المجيد حمودة وعبد الله الزاوي وعلي المبروكي وغيرهم من المناضلين الأوفياء وكذلك عدد من الشبان الهادي المنديلي والمنجي المنديلي والمرحوم رابح المنديلي والشيخ البشير البجاوي رحمه الله. المعذرة إذا نسيت بعض الاشخاص.

 قال الله تعالى : » وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين » صدق الله العظيم.

    محمد العروسي الهاني هـ : 22 022 354

 

 

أفرج عنه مؤخرا: «محاكمة أحمد بن صالح» كتاب يكشف أطوارا جديدة من تجربة التعاضد

بقلم : ابو نورين   أفرجت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث في مستهل الشهر الفارط (فيفري 2008) عن الكتاب الذي يحمل عنوان «محاكمة أحمد بن صالح / من يحاكم من؟» والذي يقع في 565 صفحة من الحجم المتوسط جزآن في سفر واحد وثمن مزدوج «18000 د ت» 9000 لكل منهما وفي الصفحة الخلفية للكتاب تساؤل: «ألا تحاكم المحكمة»؟! دخل الي الايداع القانوني في 29/5/2004.   خصص الجزء الاول من الكتاب لتناول المحاكمات السياسية (محاكمة السلطة التنفيذية «الحكومة والحزب والمنظمات المهنية» ومحاكمة مجلس الامة ـ ومحاكمة وسائل الاعلام مع رد احمد بن صالح… فيما تناول الجزء الثاني المحاكمة القضائية (المحكمة العليا التي انشئت خصيصا لهذه المحاكمة..! ويحتوي على سبعة فصول (لدى حاكم التحقيق ـ 1 / 2 / ملخص قرار الإحالة / في قاعة المحكمة / مسرحية الشهود/ المحاكمة والحكم ـ في الصحافة الوطنية والاجنبية… ) مع فاتحة ومقدمة  وخاتمة لكلا الجزأين…   هذا الكتاب كما يشير اليه عنوانه «وثائق ونصوص سبك وتحليل: ع/ع «لنوعيات من النصوص ولوثائق» وفي:    أ) المنهج: يبدو طموح الكاتب واضحا «في محاولة توخي ما يتيسر من حظوظ الموضوعية او تمثل ما قد يستطاع من مقومات البحث العلمي فيما حرص عليه من تغليب من التعددية للعينة الممثلة علميا،  في المحور الواحد بالنسبة الى النص على مستوى الباث (الكاتب) والموضوع، والاتجاه… وفي درس الوثيقة المعتمدة من حيث المتن والسند بالنسبة الى المنقولات النصية من البيانات والتحقيقات والتدخلات في الجلسات كمحاضر المحاكمة، ومجلس الامة، إلخ… في مقابلة النص بالنص والوثيقة بالوثيقة والرواية بالرواية، والموقف بالموقف، والتعليق بالتعليق…  ب) في المضمون: قد يقف القارئ في عصارة تلك النصوص والوثائق المعروضة والمدروسة، وتلك المشاهد المغربلة والمنقولة قدر الامكان قد يقف القارئ الحصيف والمحايد على حقائق مرعبة عن مغالطات واراجيف حول توجهات التنمية المستقلة وبعث المجتمع العادل والتصفية الهيكلية للاستعمار ونفي الاغتراب الفكري والاستلاب الثقافي والتربوي وبالتالي الحضاري. على أن هذه المحاكمة في الاصل هي محاكمة سياسية صرفة او بالاحرى هي محاكمة  اتجاه فكري منتزع من تيار شعبي صميم غير منغلق عن سائر التيارات التقدمية في الكون، يبدو أن بوادر نجاح تطبيقاته في إطار المخطط التنموي العشري المذكور قد رجحت ملاءمته لواقع البلاد فيما برز من التطور على الصعيد الاجتماعي مثلا (في الثورة التربوية والثقافية والصحية والتجهيز الاساسي والعمراني)، قد أثارت حفيظة المناهضين له، وقد تطورت وسائل مواجهته باطراد نجاحاته واخطرها جميعا ما برز من خصوصيات التنمية والاصلاح في الحقل الزراعي والتجاري حيث ثارت ثائرة كبار الرأسماليين وتنوعت وسائل المقاومة من لدنهم بفعل ما تحقق من المكاسب والانجازات في زمن قياسي لم تجرب البلاد مثله على مدى التاريخ كما يستروح من النصوص والوثائق في سياقات تلك الحملات العنيفة والمسمومة من قبل تلك المحاكمات الاربع على السواء… وحينئذ لم تلبث ان دارت الدائرة الى الوراء بفعل القضم من الداخل والخارج ومحاصرة رئيس الدولة وإرباكه… على حدّ قول البعض بما يشبه سيرورة النهاية في انحلال القطب السوفياتي (مع وجود الفارق طبعا). ويتمثل الفارق للاسف بما تقدم ذكره من أساليب بدائية ولا اخلاقية في معالجة الموقف تأتيها رموز تاريخية في حقل الحزب والدولة والمنظمات المهنية، كانت محل تقيس وعبادة، على مدى حركتي التحرير  وبناء الدولة… ولا ندري ما قد يكون موقف اولئك مما صدر عنهم بتلك النصوص والوثائق التي حواها الكتاب من اقوال وافعال ومواقف في مرآة تجليات العقود الموالية على مختلف المستويات؟ هل يدركون انهم قد وفقوا في قطع الطريق عن توق النخبة الى ان تقود الجماهير الى نحت هذا البلد الصغير في مثال بكر في الكون بأسره…؟ فضلا عما اقترفوه من انزال مظلمة العصر ضد زميلهم في الحكومة والحزب ومنظمة العمال؟ هكذا طفا الحلم! ولكن بن غذاهم، والحامي ـ وحشاد وابن صالح، بما تكبدوه على هذا الدرب علامات وضاءة في تاريخ الشعوب المسحوقة في العصر الحديث.   كما نشر من الكتب: ـ عواصف الخريف (رواية) ط ـ 1 ـ 1975  ـ  في التوجه الديمقراطي والمصالحة 1989 (ولم يفرج عنه بعد) ـ في التيار التحرري الشعبي بتونس 1964 ـ 1984 (بحث تاريخي فكري)2002 ـ الصبية والعجوز (رواية) 2002 ـ الصالحية أو دموع الأكمة (رواية) 2003 ـ المؤتمر الوطني السادس للاتحاد العام التونسي للشغل ـ ج . 1 ـ 2003 ـ المؤتمر الوطني السادس للاتحاد العام التونسي للشغل ـ ج.2ـ 2003   (المصدر: جريدة « الشعب » (أسبوعية نقابية – تونس) الصادرة يوم 8 مارس 2008)

قراءة في كتاب «ليطمئن قلبي» لمحمد الطالبي: أخطأ.. وأصاب ولكن .. (1 من 2) بقلم: الأستاذ: مصدق الجليدي (1)   توطئة   الباعث على كتابة هذه الورقة أمور عدّة، من بينها:   أوّلا، استئناف التقليد المحمود في الاحتفاء بمنتجات الفكر والثقافة(2)، وخاصة الجادّة منها، والإسهام الإيجابي في الحوار الساخن الواقع في دائرة الإسلاميات، والمنتشر اليوم عالميا، وهو يهمّنا هنا أكثر لأنه صادر من ديارنا التونسية(3)، وتونس كانت دائما منبعا من منابع الفكر التنويري ( خير الدين، الطاهر بن عاشور ونجله الفاضل، الطاهر الحداد، سالم بو حاجب…الخ)(4).   ثانيا، إن القراءات التي قام بها بعض الصحفيين الورقيين أو الرقميين والصادرة إلى حدود هذه اللحظة لم توف الكتاب حقه من القراءة والنقد والتقويم. فقد جاء بعضها سريعا برقيا، والبعض الآخر مجتزئا وانتقائيا، وهو ما سنحاول تلافيه هنا.   خطة هذه الورقة تتمثل في تقسيمها إلى جزءين: في الجزء الأول سنقدّم الكتاب من نواحي مختلفة مع التعليق عليها، وفي الجزء الثاني سنناقش الكاتب في بعض القضايا التي تبقى مفتوحة ولنا فيها آراء نخالف بها أحيانا ما ذهب إليه.   I- تقديم الكتاب:   يشتمل هذا التقديم على ثلاثة جوانب متعلقة بكتاب « ليطمئن قلبي »: رهاناته، وخطته ومحتوياته، ومنهجه وأسلوبه.   بالنسبة للناحية المادية، نشير سريعا إلى وقوعه في 294 صفحة من الحجم المتوسط، الطبعة محترمة (سراس للنشر)، وإن اشتملت على بعض الأخطاء المطبعية، خاصة في مستوى رسم الظاء، التي كانت كثيرا ما ترسم ضادا.   1. رهانات الكتاب   الرهانات الرئيسية لهذا الكتاب تظهر بوضوح منذ صفحة الغلاف (التي تتضمن صورة كبيرة لوجه المؤلف وأمارات الحزم والعزم بادية عليه):   – الرد على من سمّاهم الطالبي بالانسلاخسلاميين (les désislamisés)(5)   – والردّ على « قداسة البابا بنوان 16 Benoît XVI « : الهجوم المعاكس لدفع تهمة العنف واللاعقلانية عن الإسلام (خطاب الحبر الأعظم بجامعة راتسبون بألمانيا في 12 سبتمبر 2006).   غير أن ما لا يظهر إلا بقراءة النصّ نفسه هو أمور ثلاثة:   – تنبيه « الغافلين » من القرّاء « المسلمين » إلى القناع الذي يحمله الانسلاخسلاميون ليخفوا عدم اقتناعهم الجوهري بعقيدة الإسلام وبقدسية الكتاب المؤسس له (القرآن الكريم) وتحالفهم الموضوعي مع الاستشراق المسيحي المتحامل على الإسلام والقرآن والرسول.   – الإدلاء بشهادة عن تجربة المؤلف الروحية والفكرية، أو بطريقة أخرى تبرير الخيار العقدي الديني له(6)، مع الحرص على التمايز الكامل عن أطروحات السلفيين الساذجة. أي ما عبرنا عنه سابقا «بتحويل ما استقرّ في الروح والوجدان بعبارات الزمان إلى العقل والفهم بعبارات المكان» (بحسب السجل البرغسوني)(7).   – تعديل بعض المواقف والأفكار التي كان الطالبي قد اتخذها منذ سنة 1972 حول المسيحية والحوار الإسلامي-المسيحي.    هذه هي إذن رهانات الكتاب التي يمكن تلخيصها في الفكرة التالية: محاولة إثبات نسبية الخطاب العلماني الراديكالي وأن خيار اللاإيمان لا يرجح عقلا خيار الإيمان (هذا باتجاه خصوم الداخل)، وإثبات بطلان دعوى تفوّق المسيحية(8) في « إحسانها ومحبتها » (المشكوك فيهما أصلا) على إحسان ومحبة الإسلام القرآني (وهذا باتجاه خصوم الخارج): وفي كلمة استعادة الإسلام القرآني زمام المبادرة وتأكيد أن «مستقبلنا (هو دائما) بيدنا»(ص 290).   2. خطة الكتاب وأهمّ الأفكار الواردة به   لإنجاز هذه المهمات اعتمد الشيخ /الأستاذ الطالبي خطة تضمّنت، بعد التوطئة، أحد عشر فصلا (وخاتمة)، مستأنفا عمل الفكر الإسلامي، عن حق، من حيث انتهى إليه الفكر الخلدوني مؤسس العلوم الإنسانية الأول.   بعد تقديم معادلة «الإيمان بالحداثة والتقدم والتساؤل في نور الله» (من ص. 28 إلى ص.32)، يشن الشيخ/الأستاذ هجوما كاسحا على الانسلاخسلامية (متمثلة في أساتذة الفكر الإسلامي عبد المجيد الشرفي ومحمد أركون ومالك شبال وتلامذتهم)، داعيا ممثليها (وخاصة التونسي عبد المجيد الشرفي والقبائلي محمد أركون) إلى رفع القناع والتزام النزاهة العلمية والأخلاقية والكف عن استبلاه ومغالطة القراء المسلمين خاصة، بدعوى التكلم باسم الإسلام، في الوقت الذي يستبطنون فيه القطع مع أسسه الرئيسية وأولها القرآن الكريم(9)، وذلك من خلال إعلانهم «التنظير إلى أن محمدا صلى الله عليه وسلم رجل حَسَبَ، صادقا، تخميرتَه وحيا وقرآنا (وما هو بزعمهم كذلك)»(ص.45)، و«التنظير للوحي كحالة سيكولوجية لاشعورية برز فيها ما تخمّر في دماغ محمّد»(ص.47)، و«التنظير لعدم بلوغ القرآن إلينا«(ص.48)، و«التنظير للقرآن الذي بلغنا كمدوّنة ((Une compilation»(ص49)، و«التنظير إلى أننا فقدنا المؤهلات لفهم القرآن على وجهه»(ص. 50)، و«التنظير إلى أن القرآن ليس بكتاب» (ص. 51)، و«التنظير إلى الانسلاخ من طقوسية العبادات أو إلى تغييرها»(ص. 67 وص، 72)، و«التنظير إلى أن الدين مأسسة (Une institution)»(ص70)، وأخيرا إلى «غلق باب النبوة ودسّ المفتاح تحت الباب أو أن روح الرسالة المحمدية هي الخروج منها» (ص77). و«بيت القصيد: التعاون مع المسيحية لتقويض القرآن (وبعبارة أخرى، توفير) الأرضية العقلانية لكلّ أنواع الانسلاخسلامية»(ص.85).   يناقش الشيخ/الأستاذ كل هذه القضايا التي أثارها الانسلاخسلاميون (وخصوصا عبد المجيد الشرفي) ويتساءل إن كانت أطروحاتهم هذه مبنية على سفسطة أم على جهل!   ويؤكّد «إنّ القضية ليست قضية صداقات أو مجاملات. الصداقات تبقى، وكذلك المجاملات في حينها، وهي أساس الأخوة البشرية عموما، والمعاملات الاجتماعية. إنّما القضية قضية توضيح الرؤية، وترك الأقنعة والتستّر. الانسلاخسلاميون يتقنعون بقناع الإسلام ويخادعون، وحيث ليس ذلك فضيلة، من واجبنا خلع القناع عن وجوههم، حتى نتصرّف معهم بكل أخوّة وعن كامل بصيرة، وحتى نجنب أهل القبلة الّذين يرفضون (أي يرفض الانسلاخسلاميون) الانضمام إلى صفوفهم تدليسهم (أي استغفالهم من قبل الانسلاخسلاميين) (…) فلولا أن المنسلخ عن الإسلام يستدرج ويغوي، لتركناه وشأنه. لكن عندما يصبح من «الغاوين» المغويين، يجب التنبيه إلى غوايته (…وفي الحقيقة) لا حاجة لهم في التقنّع والخداع، إذ الإسلام حرية»(ص33-34).   وبعد أن صفّى الكاتب حساباته مع الانسلاخسلاميين التفت إلى مسألة ثانية، فيها ردٌّ مزدوج على اليهومسيحية، وهي المتمثلة في قضية الشرّ في الديانات التوحيدية الثلاث(10) (ص97 إلى ص. 162). وخلاصة قول الطالبي في هذا، أن الإسلام، بخلاف اليهودية، لا يعتبر الأرض ملعونة وكرّاكة للإنسان وأن المرأة ليست الفاتنة المتسببة في الشرّ، وأنه بخلاف المسيحية، لا يحمّل البشرية مسؤولية الخطيئة الأصلية، ولا يرى موجبا لأي فداء من قبل المسيح أو غيره، بل يرى أن الله سخر السماوات والأرض إلى الإنسان وأن المرأة والجنس نعمة من الله له.   إثر ذلك، يلتفت الطالبي (فيلسوفا، هذه المرة) إلى قضية، من الواضح أنه يردّ من خلالها على الأطروحة العلمانية الراديكالية، بخصوصها، وهي قضية الإيمان، ليؤكد مرارا وتكرارا ومن خلال فتوحات العلم الحديث (الفيزياء الكوانطية والرياضيات المعاصرة) أن عهد اليقينيات قد ولى إلى غير رجعة: فـ«لا حتمية ولا يقينيات وإنما مشيئية ويقينية إيمانية»(ص163-ص200).   بقية الكتاب (حوالي تسعون صفحة) يسخرها الكاتب (كمختص في لاهوت الحوار) للردّ القوي والموثّق بغزارة على ادعاءات المسيحية (التي أسّسها بولس(11)، إثر ضربة شمس، ولا عيسى عليه السلام الذي عاش يهوديا ومات يهوديا: ص255) حول قيم المحبة والإحسان(12) وحول نشأة العقيدة المسيحية وأخيرا حول صلب المسيح. وهنا يمكن للقارئ العربي أن يطلع على معلومات نادرة حول المسيحية وتاريخها، وأن يعدّل ربّما من بعض تصوراته أو معلوماته حول هذا الموضوع، إذ جاء فيه الطالبي بالجديد العجيب(13)، قياسا إلى الرواية المسيحية الرسمية المكرسة إلى حد الآن، وذلك تماشيا منه مع الأطروحة القرآنية حول عيسى النبي عليه السلام الذي فرّقه عن  «يسوع الإله» وعن قائد ثورة اليهود المصلوب الذي «شبه لهم» بأنه المسيح، وكذلك باعتماد على آخر الأبحاث العالمية حول هذا الموضوع (كأبحاث إسرائيل نوهل وهربرت براون وجيرار موردلاّ…الخ)، وأخيرا بدراسته المعمقة والدقيقة للعهدين القديم والجديد في عدّة طبعات وترجمات، سيّما الترجمة الجماعية (TOB).   وبتحليل الطالبي للنصوص المقدسة اليهودية والمسيحية يتوصل إلى أن المسيحية، على عكس الإسلام، مبنية على إنكار الحرية وعلى الإكراه في الدين وتبرير العنف(14)، نافيا في الآن نفسه دعوى وجود ما سمي بآية السيف في القرآن (التي تدعو في الحقيقة إلى عدم الاعتداء وإلى الدفاع عن النفس فقط: سورة البقرة(190-194) ومشهّرا بـعمالة محمد أركون للأمريكان، الذي استند إلى هذه الدعوى الباطلة، ليبارك الغزو الأمريكي للعراق(15)، فيجازيه بوش بالسماح له إلقاء محاضرة في الكونغرس الأمريكي…   ولا يفوت الطالبي في هذا السياق وغيره أن ينوح باللائمة على السلفيين الذي هم قوم سذّج أهدوا لأعداء الأمة بكل حماقة مسوّغات لاتهامها بالجهل والتخلف والعنف، مبرّئا الإسلام منهم ومن سخفهم وإرهابهم.   هذه هي أهمّ أفكار الكتاب وخطته، وهي خلاصة لا تغني بالتأكيد عن قراءته.   بقي الآن أن نلتفت بالنقد والتقويم لمنهجه وأسلوبه وأفكاره.   3. منهج الكتاب وأسلوبه:   لقد اعتمد الطالبي أنواع الخطاب الثلاثة المشهورة: السجالي (التقريظي/الازدرائي) والجدالي والبرهاني في آن واحد.   فيقول مثلا ضمن نوع الخطاب الأول (إزاء الصنف الأول من خصومه(16)): «همّنا إذن في أنفسنا. لا يهمّنا لا من يؤمن ولا من يكفر»(ص9)، وعلى مرمى صفحتين ونصف: «قصدنا في هذا الكتاب أن نبين لِمَ لَمْ نقعْ فيما وقع فيه من انسلخ عن الإسلام، بعدما آتاه الله آياته»(ص12). كما يقول في معرض هجومه على خصومه الانسلاخسلاميين: «ليس التقنع اليوم من باب الحيطة المشروعة خوفا من الأذى. إنّما عدم الإفصاح عن الانسلاخ عن الإسلام صراحة، من باب الكيد المبيّت والتدليس المقصود، قصد نشر الانسلاخسلامية خلسة، بطرق التنويه والكذب والنفاق»(ص37).   أمّا عند مناقشته لعقائد المسيحية فهو يصف هذه الاعتقادات(بالعودة إلى الأناجيل التي التي يؤمنون بها والتي يعتبرها محرَّفة) بالخرافات ويصف الإله الذي يعبدونه (وفق الصورة التي تقدمها عنه تلك الأناجيل، كما قرأها الطالبي(17)) بكونه شرير (ص104) غدر بمريم واستغواها، حتى تسلم له نفسها، عندما وعدها كذبا بأنه «سيجعل من ابنها ملك اليهود، وعلى يده سيعيد لليهود، إلى الأبد مجدهم وعرش داود عليه السلام! فخان الوعد، وسلّم ابنها إلى الصلب، وسلّم المعبد للتدمير، وسلّم اليهود إلى التذبيح والشتات«(ص. 220).   هذه نماذج قليلة مما طفح به كتاب الطالبي من أوصاف وأسلوب في الحطّ من قناعات خصومه (وهو يرى أنه لا يفعل أكثر من أن يصف ما هو بالفعل منحط في تلك القناعات).    بدءا، ليسمح لنا شيخنا بمؤاخذته على اعتماده أسلوب التنفيق (الاتهام بالنفاق) والشتم (الرمي بالكيد والتدليس والكذب) لزميله (وتلميذه الذي انقلب عليه) الأستاذ عبد المجيد الشرفي. حقا إن الشرفي يمكن أن يُعدّ، الحلقة الأضعف في سلسلة الباحثين المرموقين في مجال الإنسانيات بتونس(مقارنة بالأساتذة عبد الوهاب بوحديبة وأبو يعرب المرزوقي وهشام جعيط وفتحي التريكي مثلا)(18)، إذ أنه يبيح لنفسه (لا ندري، إن كان عن قصد أو عن غير قصد) ارتكاب شناعات علمية لا تليق بمن هم في موقعه(19)، ولا تنطلي على من لهم الحدّ الأدنى من الاطّلاع، خاصة في كتابه « الإسلام بين الرسالة والتاريخ » (المترجم إلى الفرنسية من قبل الأب أندري فرّي)، ولكن الأستاذ الطالبي كان في غنى كامل عن تصنيف فكر الشرفي تصنيفا لا يقع بعبارات النقد العلمي والابستمولوجي، وكان عليه وله أن يصرف همّته إلى الكشف عما يراه تهافتا للتهافت فحسب.   أما بخصوص نقد العقائد المسيحية، وبغض النظر عن مدى الصحة العلمية لقراءة الطالبي للكتاب المقدّس، فإنه ليس من الحكمة التهجّم على معتقدات الآخرين بطريقة تشبه الشتم، والقرآن الكريم نفسه ينهى عن ذلك: «ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله، فيسبوا الله عدوا بغير علم»(الأنعام/ 108).   ولا شيء يمنع نقد أي كتاب من حيث المبدأ، ولو كان هذا الكتاب ينسب لنفسه العصمة والقداسة، وليس هناك في العلم محرّمات إلا انتهاك الروح العلمية نفسها أو كرامة الإنسان وحرمته. والنقد والنظر العقلي مطلوب في كل الأحوال وإلاّ لصدقنا أي دجّال يكتب لنا ما يشاء من الافتراءات، وهذا ما فعله العلماء والفلاسفة الغربيون أنفسهم مع كتبهم المقدسة قبل الطالبي، واعتُبِرَ ذلك من مفاخر فلسفة الأنوار، وكان من شعارات الثورة الفرنسية «أشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قدّيس»، ولكن آداب الحوار مع الآخر تملي على المسلمين (و هم بطبيعة الحال شركاء لبقية الأمم في هذا العالم وفي إرثه الثقافي والعلمي، ومن حقهم القيام ببحوث علمية حول منجزات البشرية الثقافية والحضارية بأنواعها) القيام بذلك بطريقة خالية من التشنج وبطريقة تقنع كل ذي عقل سليم. وقد حاول الطالبي القيام بذلك، وحشد له عديد الشواهد والأدلة، ولكن منطق ردة الفعل (على خطاب البابا في راتسبون) طغى على أقواله في عديد المرّات.   – أما اعتماده أسلوب الجدال (علاوة على أسلوب السجال)، فيظهر في استشهاده المكثّف بالقرآن الكريم. وكوننا نعتبر الالتجاء إلى القرآن جدالا، فذلك لأنه هو الآخر نقل حتى وإن كان المؤمنون به يرونه حقا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. فخصومه بإمكانهم كذلك أن ينتزعوا آيات من سياقها ويؤولونها على غير ما يراه المؤمن بها، خاصة وأنه حمّال أوجه وبه عديد الآيات المتشابهات، كما يخبر هو ذاته عن نفسه: «هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات وأخر متشابهات»(آل عمران/7)، وينبه في نفس تلك الآية إلى إمكانية الاستغلال اللابريء لذلك من قبل المنكرين له: «فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله».   وحتى إن تم الالتجاء إلى الجدال فيجب أن يكون ذلك بالتي هي أحسن: «ولا تجادلوا أهل الكتاب إلاّ بالتي هي أحسن، إلاّ الذين ظلموا منهم»(العنكبوت/46). وقد يكون الطالبي معتبرا البابا بنوان 16 من الذين ظلموا منهم، وهو حقا من الذين ظلموا(20)، ولكنه (الطالبي) موضوعيا لا يوجه كلامه إلى البابا فقط، فإذا ما قرأه المسيحيون العرب أو المستشرقون، أو ترجم إلى لغات أخرى فسيثير حنق حتى من يعتبرهم أصدقاءه من المسيحيين(21)، ويزيد من حقدهم على الإسلام والمسلمين. وهو يسلّي نفسه بأنه «لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم»(البقرة/120). ونحن لا نطلب رضا الخصوم، بل يجب أن يسلموا معنا بضرورة الاحترام المتبادل. وهذا ما يدركه الطالبي جيدا الذي كتب كتاب « Un respect têtu » ، ولكن يبدو هنا أنه قد ضاق ذرعا بتهجمات البابا بنوان 16، ففقد السيطرة على أعصابه. ليعلم الطالبي وغير الطالبي أن معاركنا مع الغرب الاستعماري والصهيونية لا تحسم بمجرّد سجالات وجدالات، بل بإثبات الذّات على كل الأصعدة، حتى لا يجد الآخر بدّا من الاعتراف بنا شركاء له على وجه هذه الأرض.   حقا، إن الصراع الفكري أمر مشروع وقانون معرفي وحقيقة واقعة، ويجب علينا ألا نقع ضحية مثالية ساذجة، ولكن لذلك الصراع قواعده التي لا يتصور أن يجهلها أمثال الباحث العريق محمد الطالبي (87 سنة).   ولكن حتى لا نظلم الرجل علينا أن ننوّه باجتهاده الكبير جدّا في اعتماد البرهان أسلوبا في الحجاج، فهو لم يدّخر وسعا في الاستدلال على صحة استنتاجاته بالعرض الأمين للنصوص التي مثلت موضوع نقده بتقريبها إلى القارئ العربي، خاصة تلك النصوص التي لم يتعوّد على دراستها، أعني النصوص اليهودية والمسيحية المقدسة، دون تعسّف في التأويل، مع المقارنة بين عديد الروايات والترجمات، والاستئناس باجتهادات وأبحاث علماء آخرين مسيحيين ويهود أمثال:   Gérard Mordilla et Jérôme Prieur (1999); Raymond E. Bron (1997); Pierre- Antoine Berheim (1996); Jacques Lacarrière (1993); Israël Knohl (2001); Herbart Braun (1979)   وغيرهم كثير، ممن مارسوا النقد التاريخي الحرّ للروايات الرسمية عن الدين المسيحي والحوادث المتعلقة بنشأته وتطوره. وقد أظهر الطالبي باعا واسعا في معرفة دخائل الديانتين اليهودية والمسيحية وألمّ بتفاصيل لا تتاح إلا لمن أفنى السنين الطوال في دراستهما(على الأقل 35 سنة بالنسبة له، أي منذ أن كتب كتيبه الأول عن حوار الأديان، سنة 1972). كما أنه أثبت كونه قارئا من نوع ممتاز، مواكبا لآخر فتوحات العلوم الفيزيائية والرياضية(22) الابستمولوجية والأنطروبولوجية.   قد يقال إنه لم يفعل ذلك إلا ليبرر ما- بعديّا قناعاته، ربما يكون هذا الأمر صحيحا، لكنني أميل إلى القول بأنه قد وضع فرضيات وانطلق في مسيرة التثبت منها، فرجحت لديه على النحو الذي أبانه في كتابه.   والرأي عندنا (كما يقول القدامى) هو أنه لو اقتصر الأستاذ الطالبي على ما هو علمي بحت أو فلسفي بحت وتكلم فقط بلغة كونية لكان بحق مُسْهِما في إثراء رصيد الفكر العربي ولم لا العالمي بأطروحات جديرة بالاهتمام والتقدير. ولكنه للأسف آثر أن يخاطب الملّة فقط (الذين يعمرون مساجد الله أو يتمنون أن يتوب الله عليهم يوما، كما يقول) فأنتج خطابا فيه نوع من الوصاية(23) والمشيخية، لا يقرأ فيقبل إلا من عدد محدود من الناس، باعتبار أن السلفيين ليسوا معه والعلمانيين الراديكاليين كذلك، وأن الوسطيين الداعين لعلمانية مؤمنة(24) يشعرون بالحرج الشديد من النبرة السجالية القوية لخطابه. أما المسيحيون فحدّث ولا حرج. أي كأني بالطالبي قد نفض يده من كثير من خلق الله (مِتْمَلِّحْ من الكل(25)، كما نقول بلهجتنا الدارجة التونسية).   ــــــــــــــــــــــــــــ   – هوامش –   1 – كاتب وباحث تونسي.   2 – كثير من الكتب الجادة تمر دون اهتمام يذكر، لعزوف الناس عن القراءة أو التقاعس عن إبداء ردود أفعال منهجية.   3 – نعلم أن هنالك طبعة أخرى لهذا الكتاب بدار الفنك بالمغرب الشقيق.   4 – لدينا الآن في تونس منشّط لهذا الفكر وما يشبه المرصد له، وهو منتدى الجاحظ، ونأمل أن تتدعّم التجربة وأن تعمّم على كامل أقطار المغرب العربي (وكافة البلدان العربية).   5 – يقول الطالبي: «نعبر عنهم بالانسلاخسلاميين، لأننا نريد قصدا أن نتحاشى في حقهم وصفهم بالمرتدّين، لما حمّل هذا الّفظ، الذي أصبح مصطلحا فقهيا، من معاني الإدانة التي تتجمّع في حكم الردّة. إننا نرفض حكم الردّة لتناقضه مع القرآن، والقرآن مرجعنا الوحيد وما وافقه من السنّة»(ص 12).   6 – لتوضيح فلسفة عنوان الكتاب (ومحتواه) يقول الطالبي: «إن التوق إلى الله رحيل بلا نهاية، وطلب يغذّيه وخز السؤال الّذي لا يهدأ. ألم يخاطب إبراهيم عليه السلام ربه قائلا: «وإذ قال إبراهيم: ربّ أرني كيف تحيي الموتى. قال أو لم تؤمن؟ قال بلى، ولكن ليطمئنّ قلبي»(البقرة/260). ويروى أن النبي عندما نزلت هذه الآية، قال: «نحن أولى بالشكّ من إبراهيم»(ص 12-13).   7 – دوّنّا هذا الذي اعتبرناه مهمة العقل العربي خلال المرحلة القادمة في السجل الذّهبي لمعهد العالم العربي بباريس منذ عشر سنوات خلت، وشرعنا فيه في كتابينا « ختم النبوة » و »في إصلاح العقل الديني »، والطالبي يقوم بنفس هذه المهمة ولكن على طريقته التي لا تلتقي دائما مع طريقتنا، خاصة في أسلوبه السّجالي، كما سيأتي.   8 – المسيحية لا يقصد بها هنا ديانة عيسى بن مريم عليه السلام، بل الشكل التاريخي الذي اتخذته تلك الديانة، كما قننه دعيّ الرسالة بولس وما كتبه الأحبار بعد ذلك في الأناجيل وما تراكم عبر السنين من مقررات المجامع المسكونية.   9 – يعتبر الطالبي أن الانسلاخ عن الإسلام من حقوق الإنسان، أمّا النفاق فَلا: «وقل الحق من ربكم، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» (الكهف/29).   10 – لا يعتبر الطالبي اليهودية توحيدية بالمعنى الذي نجده في الإسلام، إذ لا تقول بوجود إله واحد لكل العالم، بل لكل للعالم الإسرائيلي فقط:Hénothéisme et non pas monothéisme ، أما بقية الشعوب (الغويم: goïm) فلها آلهتها الخاصة بها. والمسيحية أيضا توحيديتها ليست كتوحيدية الإسلام فهي تثليثية (الأقانيم الثلاث).   11 – المصاب بداء الفصام.   12 – يحذّر الطالبي المسلمين، بهذه المناسبة، من الوقوع ضحية الكلبية الغربية، ويشرح لهم هذا المفهوم الفلسفي القيمي (اللاقيمي) لأنه في اعتقاده غريب عن الذهنية العربية والإسلامية.   13 – وجود أكثر من يسوع واحد: ثلاثة أو خمسة، وأن يسوع المصلوب هو مناهيم الأسيني (وليس عيسى ابن مريم) وانتشار أسطورة بعث الموتى في اليوم الثالث من قبرهم وتزوج الآلهة من العذارى ونسبة الملوك إلى الله كأبناء لهم…الخ   14 – يعتبر الطالبي العقائد المسيحية (كما جاءت في الكتب المقدسة المحرفة) مجرد خرافة لا يقدر على قبولها أيّ عقل سليم.   15 – في كتابه الذي ألّفه (بالفرنسية) مع اللبناني المسيحي جوزيف مايلا « من مانهاتن إلى بغداد »، باريس، 2003.   16 – للطالبي خصمان: الانسلاخسلاميون والكنيسة المسيحية بزعامة الحبر الأعظم بنوان 16، وهما يلتقيان في السعي إلى نزع صفة القداسة عن القرآن والتشكيك في صدق الرسالة المحمدية كرسالة إلهية.   17 – وهي في الواقع تسمح بمثل هذه القراءة.   18 – لا شيء يمنعه من أخد مكانه بينهم هو كذلك، شرط ألاّ يتسرّع في إصدار الأحكام وألاّ يصادر على المطلوب، فالذي يجعلنا نخطئ كما يقول فيلسوف العقل ديكارت، هو الإرادة. الإرادة عندما تأنس في نفسها الحرية، تجازف بإلقاء الأحكام دون روية، وتجعل من العقل خادما لها، ولا العكس، كما يفترض أن يكون. فعقلاء الناس، يتفكرون في الأمور، وعندما يتبين لهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من فجر الحقيقة أو الصواب، يعزمون ويتصرفون بناء على ما توصلوا إليه، وهذا ليس متاحا إلا لقلة من الناس. ولكن هل أن الشرفي قادر على النقد الذاتي. لندع ذلك للزمن الآتي.   19 – كما يوحي جهله (أو تجاهله) للقاعدة الألسنية في عدم انفصال الدال عن المدلول، لما أراد أن ينحاز إلى فكرة وجدت في التراث حول نزول معنى القرآن على الرسول وتدبره أمر التعبير عنه بنفسه كناطق باللسان العربي، أو ما عابه عليه الطالبي، عن حق، من نفي وجود الكتب لدى اليونان والعرب وغيرهم قبل القرن الثاني هجري عند اتصال المسلمين بالصينيين (صينيون وقعوا في الأسر: الطالبي، ص63) وتحصلهم على الكاغد، بينما كان هناك الرقّ وورق البردي وغيرهما من محامل الكتابة، ويروى أن مكتبة الإسكندرية في عهد بطليموس الثاني (309-246 ق.م.) قد حوت 500000 كتاب (الطالبي، ص65).   20 – لا نقول هذا بدافع من حماسة دينية، بل لكونه أطلق أحكاما تعميمية في غير محلها وعن جهل بحقيقة الدين الإسلامي، حيث نسب إليه اللاّعقل والعنف المنهجي وحاول الحط من قدر الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد رددنا عليه في www. gric.asso.org   21  – كصديقنا كلود جفري Claude Geffré  المغضوب عليه من الكنيسة الكاثوليكية لدعوته إياها إلى التخلي عن ادّعاء امتلاك الحقيقة المطلقة.   22 – وظف الطالبي هذه القراءات لإثبات نسبية الطرح العلماني الراديكالي وتساوي خياري الإيمان اللاإيمان عقلا، ومن هنا قوله تعالى: «وقل الحق من ربكم، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»(الكهف/29). وقد لا يزيد هنا عن تأكيد الحل الكانطي: «وضعت حدّا للعقل لأفسح في المجال للإيمان»، ولكن مع التنبيه إلى أن مفهوم العقل والحكم على نوعية أدائه قد تغيرت في الزّمن الحاضر لصلح القراءة الطالبية، فقد تم الانتقال من نموذج الفيزياء ذات الإحداثيات النيوتنية الزماكنية المطلقة إلى براديغم النسبية .   23 – قد تكون بدافع من الشعور بحمل الأمانة وبدافع من الرغبة في إنجاز ما يراه قول كلمة حق وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر.   24 – انظر محاضرتنا في ندوة « تركيا والعرب » على  www.eljahedh.org   25 – قد يرى الطالبي في ذلك عملا بقوله تعالى: «لا يخافون في الله لومة لائم».   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 9 مارس 2008)  

قراءة في كتاب «ليطمئن قلبي» لمحمد الطالبي: أخطأ.. وأصاب ولكن (2 من 2)
 
بقلم: مصدق الجليدي (*)   II- مناقشة لبعض قضايا الكتاب   1. علم أصول الدين:   نلاحظ على هذا الصعيد أن الطالبي يشيد بالفكر الكلامي الاعتزالي معتبرا إياه قمة ما وصل إليه في مجال الذبّ عن العقائد الإيمانية بالحجج العقلية(26). ولكنه في نفس الوقت يشيد بالفكر الخلدوني (الذي هو أشعري في التقليد العقدي السائد في عصره)، دون أن يدفع بالدرس الخلدوني إلى أقصاه، أي دون أن يستنتج الخلاصات المنطقية القصوى لذلك الدرس. فهو مع كونه انتبه بكل وضوح إلى حقيقة تأسيس ابن خلدون للعلوم الإنسانية على نطاق كوني، إلاّ أنه لم يتفطن إلى أن ابن خلدون قد قال   باستحالة بناء علم أصول الدين على أسس عقلية (الهم إلا من باب تبرير العقائد ما-بعديا) وأنه لهذا السبب بالذّات قد أغلق باب الإلهيات وافتتح باب الإنسانيات، زيادة على كونه قد لاحظ زوال الباعث والجدوى من ذلك العلم من الناحية الوظيفية السوسيولوجية والحضارية(27).   فكـأن الطالبي يرغب إذن في بقاء علم أصول الدين، وإن ضمن الموجة المعروفة بعلم الكلام الجديد، وكتابه « ليطمئن قلبي » يمكن أن يصنف بالفعل ضمن هذا النوع من الخطاب، حتى وإن اكتسى مسحة من التشدّد(28). ولو بقي الطالبي في حدود العلوم الإنسانية أو حاول الارتقاء بخطابه إلى المستوى الفلسفي الكوني لكان ابن خلدون جديدا أو كانطا جديدا أو سبينوزا جديدا أو برغسنا جديدا، ولكن ويا للأسف آثر أن يخاطب الملّة الإسلامية وحدها، في عصر مشكلته هي مشكلة الإنسان ومنزلته كونيا وليست مشكلة المسلم فقط. وبالتأكيد سيجني الطالبي نتائج هذا الاختيار النضالوي الضيق.   فمتى يأتي الوقت لنشهد ميلاد فيلسوف مسلم عربي جديد في مصاف الفلاسفة العالميين، كابن رشد29، ولنرى ظهور عالم محترم كونيا كابن خلدون؟   2. ختم النبوة:    لقد ناقش الطالبي هذه المسألة انطلاقا مما كتبه عبد المجيد الشرفي حولها. نذكّر هنا باختصار أن هذا الأخير قد قدم تصوّرين ممكنين لختم النبوة: الختم من الداخل (البقاء أسيرا في بيت النبوة) والختم من الخارج (الخروج من بيت النبوة والسياحة في أرض الله الواسعة…). وبطبيعة الحال ينصحنا الشرفي باختيار الحل الثاني، باعتبار أن الإنسان قد بلغ الآن مرحلة الرشد. وهنا تثور ثائرة الطالبي فيقول متهكّما من رأي الشرفي: «هل أن هذا الإنسان قد بلغ سنّ الرشد؟ أم هل هو فقد رشده؟»(ص.84).   والرأي عندنا هو أنّ كلا الرّأيين مجانب للصواب. ولنبدأ بمناقشة الطالبي لأننا في أشدّ العجب من موقفه من هذه القضية. كيف لا يتبنى الطالبي مقولة الرّشد وهو يعلم قول الرسول صلى الله عليه وسلم (الموافق لروح القرآن: وهذا شرطه في قبول السنة): «العلماء ورثة الأنبياء». ثم أليس ما يقول به من قراءة سهمية مقاصدية للشريعة هو مظهر من مظاهر ختم النبوّة؟ لا نرى الطالبي إلاّ وهو يردّ علينا بقوله إن القراءة المقاصدية لا تخرج عن روح النبوة، بل هي التكريس الأمثل لها! ومن قال غير ذلك، ما دامت الغاية القصوى من النبوة هي ترشيد الجنس البشري ومرافقته في مسيرة نضجه الشاقة والطويلة؟! لقد فهم الطالبي من ختم النبوة الخروج من بيت الإسلام إلى دار الكفر والضلال، ومن قال أن استقلال الإنسان بعقله وتحرره من كل ضروب الوصاية يعنيان حتما الكفر بالله وبنعمه؟! أليس مفهوم حقوق الإنسان الذي يتبناه الطالبي هو من ثمرات ذلك الاستقلال والانعتاق؟! وأليس هو من باب تكريس مبدإ تكريم الإنسان الذي قرره القرآن الكريم؟ قد يقول الطالبي مثل ما سبق أن قلناه في غير هذا الموضع أن منظومة المقاصد الشرعية تحتوي ضمنيا على هذه الحقوق(30)، ولكن هيهات أن تنقلب مقاصد المكلِّّف إلى مقاصد المكلَّف من دون ولادة مفهوم الفرد(31)، التي لم تقع في سيــاق النبـوّة وإنمــا في سيـاق ختـمها داخـل الفضـاء الغـربي الحــديث(32).   ولكن الإنسان(ومن هنا نبدأ في مناقشة الشرفي) لم تتح له فرصة الاختيار الحر والترشّد الذاتي إلاّ بفضل الدور الحضاري العظيم الذي قام به الأنبياء ليخرجوه من طور البربرية والتوحش ويدخلوه إلى طور الإنسانية والمدنيّة، فالدين في جوهره تمدين وهو أوّل من أتى بفكرة القوانين والتشريعات لتنظيم المجتمعات البشريّة(33)، وإنّما وظف الدين نوازع الإنسان الطبيعة من خوف وطمع لتمكين تلك المبادئ الحضارية والقيمية من نفسه: فالناس يدعون الله «خوفا وطمعا»، كما وصفهم القرآن الكريم (السجدة/16).   ولذلك يجدر بالفقهاء المعاصرين أن يخرجوا الآن من دائرة البراديغم الفقهي القديم الذي توعز فيه المقاصد إلى الشارع، مع أنّها استنتجت بالنظر العقلي، لتسند صراحة إلى الإنسان الذي تصبح استقلاليته الفكرية، بعد أن تدرب عليها طويلا، المقصد الأسمى لتلك المقاصد، أو مقصد المقاصد، ليلجوا إلى رحاب البراديغم الحقوقي المعاصر : براديغم حقوق الإنسان(34). الوحي (وخاصة الأخير: القرآن) لم يكن إذن عائقا أمام تطور الإنسان واستقلاله بل كان مرافقا له في مسيرة تحرره ونضجه. هذه فكرة أولى نضعها أمام نظر الأستاذ الشرفي(35).   فكرة ثانية لا يتضمنها تصور الشرفي لظاهرة ختم النبوة، هي أن هذا الختم لا يقع دفعة واحدة، بل على التدريج، وهو سيرورة وعي مطّرد، إذ أن هذا الختم ظاهرة معرفية وليست مجرّد حدث تاريخي، وبما أنه كذلك فإنه لا يتم إلا بمقدار وعي الإنسان به. ومن هنا فّّإن كل السلفيين (وهم ينتمون تقليديا إلى دائرة الإسلام) ليسوا معنيين واقعا بهذا الختم وإن كان منطق التاريخ يدعوهم إلى ذلك، بينما أبناء الغرب الحديث (وهم من يعتبرون لدى المسلمين تقليديا كفارا) هم في غالبهم يمارسون حثيثا هذا الختم، من خلال الإمعان في مدّ العقل بأسباب رشده واستقلاله، حتى وإن كان ذلك يتم في عديد الأحيان على حساب سعادة الإنسان، نظرا لتسارع نسق الحياة والوقوع ضحية الضغط النفسي المزمن وعدم الشعور بالأمن وفقدان المرجعية القيمية المتجذرة في أعماق الإنسان(36)…الخ. ومن هنا ضرورة التوازن بين مطامح العقل وضرورات الروح والوجدان. وبالتالي فختم النبوة يخص فقط ما بمقدور الإنسان معرفته (العقل النظري والعلمي عند كانط)، أما ما يمكن للإنسان أن يأمله (العقل العملي)، فلا يكون إلاّ بالانطلاق من مصادرات، لا شيء يمنع من اعتبار الإيمان أحدها(37)، بما أنها بالتعريف مصادرات لا يمكن إقامة البرهنة العقلية عليها. وبالتالي الأجدر بالشرفي أن يكفّ عن الخوض في مجال العبادات (كالإفتاء بإمكان التخلي عن الصلاة لمن أراد ذلك أو لم يجد لها الوقت الكافي(38))، فهذا قول غير علمي بالمعنيين معا: بالمعنى التقليدي لكلمة (اختصاص علم الفقه) وبالمعنى الفلسفي(الابستمولوجي) لها، حيث يمتنع القطع عقلا في مثل هذه الأمور، فلا فائدة من هرسلة المؤمنين وإزعاجهم بمثل هذه الأقوال، وليقتصر عليها لنفسه إن شاء، ولا نحسب من هو مقتنع بقوله بحاجة إلى سماعه منه، والحال أنه حاصل لديه، فلا يكون عندئذ إلاّ لغوا.   أخيرا، إن محمد إقبال الّذي انطلق منه الشرفي في بناء تصوره لختم النبوّة (ثم حرّف قوله عن مقصده) لم يحرّض المؤمنين على ترك الصلاة مثلما فعل الشرفي بزخرف القول (أسوة بالزعيم بورقيبة الذي دعا الناس إلى ترك الصوم، ففشل في ذلك فشلا ذريعا)، بل لجأ (إقبال) إلى الفيلسوف الأمريكي وليام جيمس ليستشهد بقوله: «يرجح لدينا أن الناس سيظلون يصلون إلى آخر الزّمان، بالرغم ممّا قد يأتي به العلم من عكس ذلك…والباعث للإنسان على الصلاة نتيجة ضرورية لحقيقة هي أن النفس الإنسانية التجريبية وإن كانت في صحيحها نفسا اجتماعية فإنّها لا تستطيع أن تعثر على ندّها (أي «رفيقها الأعظم») إلاّ في عالم مثالي…ومعظم الناس تنطوي صدورهم على ما يشير إليه دواما أو بين حين وحين» (تجديد التفكير الديني في الإسلام، ص، 99). أمّا إقبال نفسه فيقول عن الصلاة: «…الصلاة التي تستهدف المعرفة تشبه التأمّل، ومع ذلك فالصلاة في أسمى مراتبها تزيد كثيرا على التأمّل المجرّد. وهي كالتأمّل أيضا في أنّها فعل من أفعال التمثل، ولكنّ التمثل في حالة الصلاة يتخلى عن سيرته بوصفه باحثا عن العموميات البطيئة الخطو، ويسمو فوق التفكير ليحصّل الحقيقة ذاتها، لكي يصبح شريكا في الحياة شاعرا بها. وليس في هذا شيء من الخفاء، فالصلاة من حيث هي وسيلة للهداية الروحانية فعل عاديّ تكشف به فجأة شخصيتنا التي تشبه جزيرة صغيرة، مكانها في الوجود الخضمّ الأكبر للحياة…والواقع هو أن الصلاة يجب أن ينظر إليها على أنّها تكملة ضرورية للنشاط العقلي لمن يتأمّل في الطبيعة»(ص 99-100).   فأين فتاوى الشرفي المتسرّعة من هذا الكلام العميق، أم أنه جعل قراءته لإقبال قراءة عضينية، انتقائية يأخذ منه ما بدا له ويترك ما يشاء (39)، وقد فاته أن فلسفته تمثل منظومة متماسكة العناصر. فإقبال لمّا قال بختم النبوة، كما استأنفنا نحن القول بها من بعده، اقترح علينا ثلاث مصادر بديلة للمعرفة، استمدّها من القرآن الكريم الذي أعطى إشارة انطلاق سيرورة ختم النبوة، وهذه المصادر هي: استقراء ظواهر الطبيعة(لبناء العلوم الصحيحة) واستقراء أحداث التاريخ وظواهر العمران البشري (لبناء العلوم الإنسانية) ورياضة الباطن (الصلاة التأملية، لاستكمال سعادة الإنسان ووعيه الوجودي).   3. الناسخ والمنسوخ:   من الشائع في أدبيات من باتوا يعرفون اليوم بمفكّري الإسلام الجدد، أن نقرأ عن الناسخ والمنسوخ وكيف أن هذه الآلية الفقهية، التي قننها الشافعي، بعد أن وجد أصلا لها في القرآن الكريم، تمثّل نهزة للعقل الديني حتى يتحرّر نوعا ما من انغلاقه ويخفف من تحجّره. والنسخ لغة هو الرفع أو الإزالة واصطلاحا «الخطاب الدّال على ارتفاع الحكم الثابت بالخطاب المتقدّم على وجه لولاه لكان ثابتا مع تراخيه عنه»(40). كنسخ الآية التي توصي للوالدين بنصيب من الميراث دون تحديد: «كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت، إن ترك خيرا، الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف، حقا على المتقين»(البقرة/ 180)، بالآية التي تحدّد لهما مقدارا معينا منه: «ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد، فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه، فلأمه الثلث، فإن كان له إخوة فلأمه السدس، من بعد وصية يوصي بها أو دين»(النساء/11)، أو كنسخ الآيات التي لا تحرّم الخمر وإنما تنفر منها فقط أو تنهى عن الصلاة في حالة سكر: «يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون» (النساء/43)، بالآية التي تحرمها «يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه»(المائدة/90)(41)…الخ. ولكن ما فوجئنا به لدى محمد الطالبي أنه ينفي نفيا قاطعا وجود النسخ في القرآن، إذ يقول حرفيا: «…لا ناسخ ولا منسوخ في القرآن، وإنّما من اجتهاد الشافعي-رحمه الله- في نطاق وضعه لمنهجية الفقه»(ص. 248).   حقا إن الطالبي هنا قد أتى بالجديد الذي خالف فيه جمهور العلماء، ولكنه جديد بالمعنى اللغوي فقط. فجدَّّ الثوبَ: قطعه، وبالتالي ما قام به الطالبي هنا هو مجرد قطع مع القديم، ولكنه قطع مع ما هو ثابت بنص القرآن الكريم نفسه: «ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم بأن الله على كل شيء قدير»(البقرة/106). لا شكّ أن الطالبي يعلم بوجود هذه الآية في القرآن، فلماذا نفى وجود الناسخ والمنسوخ إذن؟ لا وجود إلا لجواب واحد ممكن لهذه الوضعية الغريبة، وهو القول بتأوّل الطالبي لها تأولا آخر غير الذي أجمع عليه علماء المسلمين. فما هو هذا التأوّل؟ لا نعلم عنه شيئا. ولكن قد يقصر الطالبي النسخ على الكتب السماوية السابقة (نسخها من قبل القرآن). على كلّ، لم يزد الطالبي في الموضع الذي أشرنا إليه عما ذكرناه عن هذه المسألة.   وحيث لا نتوفر على المزيد من رأي الطالبي فيها، فإننا نطرح احتمال أن يكون دافعه إلى ذلك هو أمران: عجزه عن الجمع بين حالتين معا من حالات المشرّع (الله): أن يكون «قوله الحق»، من جهة، وتبديله لذلك الحق من جهة ثانية، بينما الحق لا يكون إلاّ واحدا، في نظر الطالبي، على الأقل كما نفهم من قوله: «الإسلام واحد عبر الزّمان والمكان»(ص. 45). نعم الطالبي يعطي الحق للآخرين أن لا يكونوا مثله ويؤكّد على هذا الحق عشرات المرات، ولكن بمعنى أن يكون لهم الحق في أن يكونوا على الضلال وأن يتبعوا خطوات الشيطان، وفي أن يحيدوا عن الصراط المستقيم. إن الطالبي يترك قرّاءه في حيرة من أمرهم إزاء هذا الموقف لأنه يتعارض تماما مع دعوته إلى إسلام من دون شريعة، بالاعتماد على قراءة سهمية مقاصدية للإسلام، وهو في هذا يختلف مع أجيال وأجيال من العقول والمدارس الفقهية. أي يقول بالتعدّد ويمارسه حتى داخل الملة الإسلامية. لا نظن أن الطالبي على هذه الدرجة من الاضطراب في مواقفه، بل غاية ما في الأمر أن الحق الذي يراه واحدا ليس حقا بالمعنى الضيق والتقنيني الجزئي، بل إنه على الأرجح يبحث عن روح الحقّ42، فيجده تشريعيا في مقاصد الإسلام ولا في جزئياته التشريعية. ولذا فهو ليس بحاجة إلى آلية الناسخ والمنسوخ في منظومته التشريعية.   نجيب عن كلّ هذا بطريقتين متكاملتين:   – لاهوتيا: الحق كما يقدمه القرآن الكريم ليس حقا ساكنا، بل «كل يوم هو في شأن»، والآية كاملة تقول: «يسأله من في السماوات وفي الأرض، كل يوم هو في شأن»(الرحمان/29). فتبدّل شؤونه هو من تبدّل شؤون الناس، وتغير أسئلتهم له، أي مطالبهم وقضاياهم ومشاكلهم. فهو قد أعلن صلته بهم من دون تحفّظ فهو «رب الناس/ملك الناس/إله الناس» في السورة التي كرمهم بها عندما سماها باسمهم (سورة النّاس). فإله الإسلام ليس كإله أرسطو الذي دفع العالم ثم دخل في إجازة وجلس مليارات السنين يتفرّج عليه…وبالتالي لا شيء يمنع من أن يعكس لنا القرآن صورة إله يغير من أحكامه بطريقة بنائية تطورية، فهذا لا يضادّ الحكمة في شيء، بل هو عين الحكمة.   – فقهيا: إن القراءة السهمية التي يريد تطبيقها الطالبي للشريعة، مبنية على فكرة المقاصد، والمقاصد الشرعية إنما بناها الشاطبي (في كتابه « الموافقات ») والطاهر بن عاشور من بعده بقرون (مع اختلاف في المناهج(43)) على قاعدة استقراء أحكام الشريعة الجزئية وإيجاد جوامع كلية قطعية لها، ولا ظنية فحسب، كما هو وضع الجزئيات بطبيعتها. والناسخ والمنسوخ هما جزء من مدونة الأحكام الجزئية ويفيدان التيسير والتطوير، وبهما نفهم إلى أين تتجه الشريعة بالمقارنة بين الحكم المنسوخ والحكم الناسخ(44)، أي برسم السهم الذي يصل بينهما رسما يكشف عن الحكمة والمقصد من تبديل الحكم أو التخلي عنه.   وأخيرا وبما أن الطالبي شديد الإيمان بالقرآن ككل مسلم مخلص، فإننا نذكّره بقوله تعالى: «وإذا بدّلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون»(النحل/101). ماذا لا يعلمون؟ لا يعلمون أن المعرفة تتطور والمجتمعات تتطور وتقييم الأوضاع يتغير، فممّا كان من الممتنع التفكير فيه في ابستيمية تلك العصور هو التطور والتغيير، فهو عندهم علامة الاضطراب والعبث والفتنة وضعف العقل وسوء الأخلاق، إذ قالوا «إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون»(الزخرف/ 22). والناس في مجتمعاتنا يقولون: «اللهمّ لا تقطع علينا عادة»، فهو إذن من نزوع الإنسان الغريزي(قبل-عقلي) إلى الجمود والمحافظة، اقتصادا في الجهد. وفي النهاية، إذا ما حصل أن اطلع الطالبي على كلامنا هذا، ومع ذلك ظل على رأيه القديم، فإننا سنرغب بالتأكيد في معرفة سبب ذلك.   خاتمة:   لا شكّ أن كتاب الأستاذ محمد الطالبي « ليطمئن قلبي » يعكس جهدا معرفيا جادّا، في مستوى التنبيه إلى خصائص البراديغمات المعاصرة في العلوم التي تؤكد على النسبية واللاحتمية وما يستتبع ذلكم من ضرورة مراجعة مناهج البحث في العلوم الإنسانية التي هي أولى بالتنسيب من غيرها لانفتاحية المشاكل التي تطرح ضمنها، وكذلك في مستوى بناء القناعات الشخصية واحترام اختيارات الآخرين والاعتراف لهم بالحق في الإيمان أو اللاّإيمان، لا بحكم السماحة الأخلاقية (La charité)، وإنما بحكم طبيعة الأشياء نفسها، ولا شكّ أنه سيلعب دورا إيجابيا في تنشيط الحوار الدائر حول مكانة الإيمان في العالم المعاصر، هذا العالم الذي بات يشكو من جفاف حادّ لمنابع المعنى لديه، مما سمح بظهور مختلف النزعات الدينية المتطرفة في أمريكا وفي أوروبا وفي العالم الإسلامي، أو في مقابل ذلك الاستسلام للريبية والفوضى القيمية .   غير أن ما ننبه إليه هو ضرورة أن نفكّر بطريقة كونية ولا مِلّيّة. إن الإسلام لم يأت إلاّ ليكون ضمانة خلقية ووجودية، علينا أن نبحث لها عن أشكال إجرائية مناسبة، لممارسة الحرية الإنسانية والإبداع الخلاق. فالاختلاف سنة كونية باقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.   أما الصّراع ودفع الله الناس بعضهم ببعض، فذلك أيضا سنة كونية، حتى لا يطغى أحد على أحد. ولكن الصراع الذي يخوضه المثقفون والمفكرون يجب أن يتخذ من الأفكار نفسها مادّة للدّرس والتقييم ولا نوايا الأشخاص وضمائرهم. حقا إنّ الطالبي قد ناقش ودحض عديد الأفكار التي رصدها لدى خصومه بحجج لا بأس بها، ولكنه فعل ذلك بطريقة فيها الكثير من الانفعال، وهذا ما قد يخسر به مؤيدين من غير السلفيين، الذين لا يبحث هو ذاته عن استرضائهم، بل إنهم قريبا سينقلبون عليه عند ظهور كتابه القادم عن القراءة السهمية المقاصدية للإسلام، إن لم يكونوا قد حسموا فيه بعدُ.   أخيرا، بالتأكيد لا يمثل فكر الطالبي نسقا غير قابل للاختراق، بل من المرجّح أنه يحتوي على بعض الثغرات، ولكنه على كلّ حال فكر في منتهى الجدية والنزاهة وعلى غاية من العمق والجرأة، وهذا في حدّ ذاته أمر ليس بمتناول كل الناس، ولا حتى كثير من الجامعيين.   ــــــــــــــــــ   هوامش   26 – يقول الطالبي: «…ولذا تحتلّ علوم أصول الدّين والكلام في الإسلام مقاما أساسيا، وقد حاز قصب السبق فيها المعتزلة»(ص. 196)   27 – نحيل القارئ لمزيد التفاصيل إلى كتابنا « في إصلاح العقل الديني »: فصل في نقد علم الكلام: علم أصول الدين : هل حان زمن القطيعة؟ وهذا الفصل موجود كذلك في الكراس الأول الذي نشره منتدى الجاحظ تحت عنوان » تاريخية الفكر الإسلامي » وفي موقع منتدى الجاحظ وموقع مدونات مكتوب.   28 – تشدّد الطالبي ليس كتشدّد السلفيين. فالسلفيون يرفضون الآخر بإطلاق، في الداخل والخارج. أما الطالبي فلا يرفض الآخر ولكنه يحدّ من مفهوم الذّات، ليخرج منها الانتماء الثقافي ويحصرها في الانتماء العقدي بحسب الفهم الحرفي للنص القرآني. مع التنبيه إلى كونه يتخلى تماما عن القراءة الحرفية للنص عندما يتعلق الأمر بغير العقائد والعبادات، أي بالمعاملات، حيث يتبنى هنا قراءة سهمية مقاصدية للشريعة. وهذا الموقف شبيه جدّا بموقف الفقيه الحنبلي نجم الدين الطوفي الذي ابتدع مفهوم رعاية المصلحة، حيث يقول «إذا تعارضت المصلحة والنص في غير العبادات والاعتقادات أخذ بما دلّت عليه المصلحة».   29 – نقدر كل التقدير فلسفة محمد إقبال.   30 – إذا نظرنا في مقاصد الشريعة الخمسة والتي هي حفظ الدين والنفس والعقل والمال والنسل لوجدناها تتوافق مع ما نعرفه الآن بمصطلح « حقوق الإنسان ».   × فحفظ الدّين يعني حرية الاعتقاد وحرية التفكير « من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ». (قرآن كريم).   × وحفظ النفس يعني الحق في الصحة وصيانة حرمة الجسد.   × وحفظ العقل يعني الحق في التعليم والمعرفة والغذاء المتوازن.   × وحفظ النسل يعني الحق في المناعة وفي إقامة علاقات جنسية وفيّة وحقوق الطفولة.   × وحفظ المال يعني الحق في الشغل والكسب المشروع أو الملكية الخاصة.   31 – بطبيعة الحال، لم يفكّر الفقهاء المسلمون على وجه الدقة في مفهوم حقوق الإنسان الذي يعتبر من مجلوبات الفكر الفلسفي والتشريعي الحديث31، ولكن المسافة التي بقيت تفصلهم عن ذلك ليست شاسعة وإنّما تقع في منعطف جديد تنقلب فيه مقاصد الشارع إلى مقاصد المكلَّف الذي هو المواطن في المجتمعات المدنية الحديثة.   32 – لا نعتبر ختم النبوة ظاهرة دينية خاصة بالمسلمين، بل نعتبرها ظاهرة معرفية كونية تشمل كل الجنس البشري، وسنرى كيف أنه بإمكان كل البشر تحقيقها في التاريخ.   33 – أنظر لنسج، تربية الجنس البشري، ترجمة وتقديم وتعليق د.حسن حنفي، التنوير، بيروت، 1981   أو أنظر كتابنا، ختم النبوة: إبستيمية مولد العقل العلمي الحديث، تونس 2002، ص 61.   أو مقالنا « مرجعيّة الذات المتعينة في الحاضر : الفرد أم ولاية الفقيه »، مجلة الحياة الثّقافية، السنة 27، العدد 131، جانفي 2002.   34 – وهذه الملحوظة الأخيرة تهم الطالبي كذلك لأنّه يعتزم إصدار كتاب حول القراءة السهمية المقاصدية للشريعة.   35 – لمزيد التفاصيل، انظر كتابنا « ختم النبوة: ابستيمية مولد العقل العلمي الحديث »، تونس، 2002(متوفر بالمكتبات العمومية التونسية)   36 – انظر حوار الكاردينال جوزيف رتزنغار(البابا بنوان 16، حاليا) مع الفيلسوف الألماني يورغن هابرمس سنة 2002(Revue Esprit).   37  – اعتبر كانط الحرية ووجود الله وخلود النفس ووحدة العالم مصادرات للعقل العملي.   38 – انظر كتابه الإسلام بين الرسالة والتاريخ، ص. 63.   39 – من عجائب الزّمان أن من أعاد نشر كتاب « تجديد التفكير الديني في الإسلام » للفيلسوف والشاعر الهندي محمد إقبال، هو عبد المجيد الشرفي نفسه (سلسلة معالم الحداثة، دار الجنوب للنشر-تونس، 2006).   40 – الغزالي، المستصفى من علم الأصول، ج1، ص. 107.   41 – قال الفقهاء أن الأمر بالاجتناب أشدّ من الحرمة نفسها، حيث يتجنب كل ما يتعلق بها وليس تناولها فقط.   42 – ونحن نفضّل عليه لفظ « الصواب »، الذي هو نسبي، لأنه وكما يقول الطالبي نفسه في عيال الله: لا يعلم الحق، كل الحق، إلا الحق (استعاده في كتاب ليطمئن قلبي، ص.10). انظر    Boudon, R. (1995). Le juste et le vrai: Etudes sur l’objectivité des valeurs et de la connaissance. France: Fayard.   43 – انظر الفاضل بن عاشور، محاضرات، ص.365.   44 – قد يكون النسخ من التحريم إلى التحليل، كما هو الشأن من الشريعة الموسوية إلى الشريعة العيسوية: «ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولأحلّ لكم بعض الذي حُرِّمَ عليكم»(آل عمران/50). وقد يكون من الإباحة إلى التحريم: مثل حكم شرب الخمر في الإسلام، كما تقدّم: «ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه رزقا حسنا وسكرا، إن في ذلك لآية لقوم يعقلون»(النحل/67)، فذكر السّكر ولم ينه عنه.   (*) كاتب وباحث تونسي   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 مارس 2008)    


 

التاريخ في تُؤَدَة.. مسلمو أوروبا من الإغرابية إلى المواطنة
احميدة النيفر (*)   كان الدافع الرئيس للجنة «إفريقيا الفرنسية» عام 1895 في عملها لإنشاء أول «مسجد جامع» في باريس سياسيا، لم يقصد أصحاب المشروع سوى منافسة إنجلترا بإظهار عناية فرنسا وحَدَبِها على «أبنائها المسلمين»، مقابل إهمال الإنجليز شؤون المسلمين في مستعمراتهم. تباطأ المشروع بعد ذلك حتى انتهت الحرب العالمية الأولى التي قُتل فيها من الجانب الفرنسي ما لا يقل عن 100 ألف محارب من مسلمي المستعمرات، نصفهم أُصيب في معركة «فردان» المذبحية عام 1916. عندما انطلقت أعمال بناء جامع باريس عام 1922، انضاف هذا العنصر الثاني للإسراع بالإنجاز، اعترافا بجميل المسلمين الذي سقطوا في الحرب ضد الجيوش الألمانية. ظهر جامع باريس عند تدشينه صيف 1926 قريبا من الحي اللاتيني تحفةً معمارية لم تزده مئذنته ذات الطابع الأندلسي المالكي إلا مهابة وجمالا. لم يثر عندئذ المبنى أيّ احتجاج، بل كان الإعجاب به وليد ولع الكثير من الفرنسيين بما هو غريب عنهم. تلك كانت أيام اقتران الإسلام وحياة المسلمين بالإغرابية المحَبّبَة التي تحبّ المجلوب إليهم الغريب عنهم. حين يُثار الحديث اليوم في أوروبا عن عالَم المسلمين وثقافتهم ومعتقداتهم ومشاغلهم، فلا تكاد تجد أثرا جليا لتلك الاعتبارات السياسية التي كانت فاعلة زمن بناء المسجد الجامع في باريس. إلى ذلك تضاءلت بصورة شبه كاملة تلك الإغرابية المعجَبَة بعبق الشرق وجماله وإثارته. ما يتصدر الآن المشهد الأوروبي هو إصرار على إنكار التخريب الاستعماري الفرنسي للجزائر وغيرها، وإذكاء ما يعرف بحرب المآذن في سويسرا، وصدٌّ معلَن لمشروع انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي. هذه الأمثلة وغيرها تختزل تحوّلا له عدة أسباب، لعلّ أبرزها هو العنصر الديموغرافي للجالية المسلمة التي يقارب عددها 15 مليونا بالنسبة إلى الـ 460 مليونا لمجمل سكّان الاتحاد الأوروبي. لهذا قُدِّم حضور المسلمين على أنّه حالة التفاف مفاجئ وزاحف لجائعي الجنوب ومحروميه يتدافعون به لتهديد الشمال الآمن الغنيّ. غير أن التمعّن في وضع مسلمي أوروبا يستبعد هذا الطرح المبسّط المخاتل. إنّه تجاهل للأسباب الشمالية لهجرة الجنوب. فبعد ابتزاز ثروات البلاد المستعمرة والاعتماد على رجالها في الحروب، شهد النصف الثاني من القرن العشرين مرحلة جديدة من التشجيع على الهجرة للحاجة إلى قوّة عمل مهمة ورخيصة لإعادة بناء ما دمّرته الحرب الثانية، وللمساهمة في تشييد معالم الرفاهية الحديثة. أمّا ما تتذرّع به خاصة الحركات اليمينية المتطرّفة من مخاطر المهاجر الجنوبي فليس إلاّ استفزازا للمخيال العام، بتحصين المركزية الأوروبية المستهينة بالآخر. لكن المهمّ اليوم في حضور المسلمين بأوروبا هو أنهم أصبحوا جزءا مكوّنا من تلك المجتمعات، فلم يعد أي معنى لاعتبارهم مهاجرين أو أبناء مهاجرين. الأهمّ في هذا الحضور الذي غدا لا رجعة فيه هو أن مجالات النشاط المدني والعلمي مكّنت المسلمين، كما مكّنت غيرهم، من المساهمة في صناعة وعي أوروبي مغاير في نظرته إلى الآخر بما في ذلك الإسلام والمسلمين. الأخطر في كل هذا هو أن عددا من المسلمين تجاوزوا الإطار الواقعي الاجتماعي ليتحوّلوا تدريجيا إلى جزء عضويّ في حياة أوروبا الفكرية والسياسية والروحية. ذلك هو ما يقضّ مضاجع المتعلّقين بأوهام يائسة. إنّها الإعلان عن انقضاء ذكريات الإغرابيّة ونهاية الحديث عن التفاف «الأجنبي الهمجي» الذي يغزو أوروبا مهددا أمنها ورفاهيتها. هو طور جديد لأوروبا ما كان يمكن بلوغه لولا قيمة أساسية من قيم الحداثة هي «المواطنة». لكنّ جدّة هذا الطور لا تقتصر على الوعي الأوروبي، بل تتخطاه إلى تفعيل الوعي الإسلامي ذاته الذي أصبح يحثّ الخطى نحو تقسيم مغاير للعالَم ورؤية جديدة للذات. بذلك بدأت معالم الوعي بالعالَم والعصر تتغيّر وتتحدد. أصبحت مراجعة التقسيمات القديمة الضابطة للموقع الذي يشغله المسلمون ومجتمعاتهم في هذا العالم ضرورية. بدأت المراجعة لثنائية دار الإسلام ودار الحرب التي ركّزها الفقه الوسيط ثم رسّختها الإحيائية الإسلامية في البلاد العربية. أصبحت مراجعة الاستقطاب بين عالَمين: أحدهما علماني غربي والثاني شرقي مسلم أمرا متأكدا. حصل ذلك رغم، أو بفضل، ما حرصت عليه السلفية الجهادية في العقدين الأخيرين من التصعيد في الطبيعة العدائية التي يقوم عليها ذلك الاستقطاب. لعلّ أفضل مثال عن هذا التحوّل ما يقدّمه كاتب ومفكّر مسلم أوروبي هو «طارق رمضان» في كتابه «دار الشهادة: الغرب فضاء للشهادة» الصادر عام 2002. ويحدد المؤلف شروطا ثلاثة تتيح للمسلم الأوروبي مغادرة الاستقطاب الذي تأسس على الثنائية التقليدية، وهي: – القطع مع وضع الضحيّة والهامشي بالانضواء ضمن رابطة المسلمين الإيمانية الروحية. – رفض كل تديين للمشاكل التربوية والاقتصادية الاجتماعية، بالبحث لها عن حلول سياسية وِفاقية. – العمل على إنشاء مؤسسات للتكوين الديني للمسلمين لا تعتمد القراءة الحرفية الظاهرية للنصوص الدينية. بهذه المنطلقات يشهد المسلم في فضاء أوروبا الغربية على أنّه مواطن مندمج في مجتمعه الجديد. يفعل ذلك دون تنكّر لجذوره، ودون انصياع إلى التقاليد الثقافية الموروثة والبناء الفكري الذي يدفع به إلى مواقع ردود الأفعال والمواجهة أو العدوانية. باعتماد مفهوم «الشهادة» المستمد من معنى قرآني «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ»، يؤسس طارق رمضان للرابطة الإسلامية في مجتمعات أوروبية، حيث لا يمكنهم أن يكونوا فيها أغلبية، كما يستحيل عليهم أن يتجاهلوا تاريخها وقيمها وفكرها. من هذه الزاوية فإن جلّ ما أنتجه هذا المفكّر من كتب ومقالات ولقاءات هو في نهايته معالجة جديدة لإشكالية العالمية والخصوصية في الفكر الإسلامي الحديث. هي مقولة تعتبر أنّه لا مستقبل لخصوصيات منغلقة ومتجاهلة للآخر، ولا معنى لعالمية أحادية الجذر مُنكرة للمثاقفة والإثراء المتبادل. دعوة «الشهادة» هي تَخَطٍّ للخطاب الحمائي للهويّة الذي يظنها جوهرا فردا لم يمسَسْه تغيير من قبل فينبغي لذلك تحصينه ضمانا لبقاء الأمّة. لكنها أيضا دعوة إلى رفض التفسّخ الثقافي والإيماني بحجة الاندماج وحسن المسايرة. في كلمة، ما يقدّمه طارق رمضان مع مسلمين آخرين هو تأسيس جديد للحدود بين الثقافات والأعراق والمعتقدات. هو نهاية تدهور الوعي بالعالَم لدى المسلم، بفتح بُعدٍ جديد يُنهي مفهوم الأقليّة الدينية والثقافية، ويبني مجتمعات الحقوق والمسؤوليات، مجتمعات المواطنة.   (*) كاتب تونسي   (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 13 مارس 2008)  


هولندا تطلب مساعدة رئيس الوزراء الدنماركي

 

يبدو أن الدنمارك أصبحت بلد ذات خبرة بالتعامل مع الغضب الإسلامي ، و هذا ما دفع رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكينيندي لطلب المشورة من السيد أندرس فوه راسموسن رئيس الوزراء الدنماركي. حيث ذكرت صحيفة البوليتيكن الدنماركية أن رئيس الوزراء الهولندي قام في الأيام القليلة الماضية بإجراء محادثات عدة مع نظيره الدنماركي بغرض الحصول على نصيحة من رجل له خبرة في التعامل مع هذا النوع من الأزمات. وزير الخرجية يتوقع استمرارها لفترة طويلة إتساع حملة مقاطعة للمنتوجات الدنماركية  في البلدان العربية نقل التلفزيون الدنماركي مساء يوم أمس الأربعاء عن مصادر في وزارة الخارجية الدنماركية  أن المقاطعة للمنتجات الدنماركي تتنامى في مناطق عديدة في الشرق الأوسط  . و في تصريح تلفزيوني قال السيد سفيند رود نيلسن رئيس قسم التجارة في المجلس الدنماركي  للتصدير »  هناك إنخفاض ملحوظ في مبيعات المنتوجات الغذائية و لا سيما منتجات الألبان ، و هذا اليوم يشمل المملكة العربية السعودية و اليمن و الكويت و مصر و الأردن و عدد آخر من بلدان المنطقة  » و تقوع وزير الخارجية الدنماركية في تصرح للقناة الأولى بأن تكون فترة المقاطعة طويلة و قال بير ستيغ مولر  » يبدو أن المقاطعة نابعة من المستهلك الذي يبتعد عن شراء المنتجات الدنماركية ، و لذلك فإن هناك إحتمالية بأن تستمر لفترة طويلة » و لم يعطي  مجلس التصدير الدنماركي  أرقام بالخسائر و لكنه أوضح أن المقاطعة لا تقتصر فقط على المنتوجات الغذائية و لكنها أيضاً تمتد لتطال المنتجات الطبية و الصيدلية. ويشير المجلس إلى أن المقاطعة هذه المرة مقاطعة شعبية نابعة من المستهلك العربي نفسه و غير صادرة عن أي حكومة أو سلطة دينية . تبرئة جديدة لمتهم مشكوك في ضلوعه بالتخطيط لعمليات ارهابية في كوبنهاجن   لقد تمت تبرئة شابا صغيرا للمرة الثانية من كافة التهم المتعلقة بالتخطيط لعمليات ارهابية مراد لها ان تنفذ في كوبنهاجن ومدن اوروبية اخرى . الشاب الذي يبلغ من العمر 19 عاما المشتبه بضلوعه في  محاولة لتنفيذ عمل ارهابي  في غلوستروب تمت تبرئته مرة ثانية من قبل المحكمة العليا الشرقية يوم امس الاثنين بعد فشل ادعاءات المدعي العام بتقديم دليل كافي لادانته . كانت القضية الاولى للمشتبه به  » أ ه  » في شهر اب 2006   هي المشاركة بالتخطيط لهجومات ارهابية عديدة في المدن الاوروبية بما فيها كوبنهاغن .  وقد تم اطلاق سراحه بينما مشتبه به اخر هو عبدالله بسيط ابوليفة تمت ادانته ويقضي بالسجن عقوبة 7 سنوات . لقد تمت ادانة  اثنين اخران من البوسنة في بلدهما لمشاركتهما في  التخطيط لعمل ارهابي .  اتهم  « أ ه » مرة ثانية عندما اكتشف المدعين العامين محادثات هاتفية مسجلة اعتقدوا على ما يبدو بانها قد تورطه. محامي « ايه اتش » يبحث الان عن تعويض ضخم للمتهم الذي قضى عامين في الحجز وظهر 47 مرة امام المحكمة . قال المحامي ثوركيلد هاير الى صحيفة برلنسكي تيدن:-  » كان احرى على المدعين العامين ان يدرسوا قضيتهم بشمولية اكثر فعندما اعادوا فتح القضية نكشوا قعر البرميل » . ان العديد من الخبراء اقروا بان دليل المدعين العامين كان ضحلا لكن ايفا سميث الخبيرة في العدل الجنائي في جامعة كوبنهاغن قالت بان الشرطة لا تملك خيارا سوى الاعتقالات  فهي تقول :-  » في هذه الحالات من الضروري للشرطة ان تقوم بالاعتقالات قبل ارتكاب الجريمة. وفي هذا الصدد من السهل عليهم اتخاذ اجراء مبكر . ربما منعوا جريمة بدون توفر دليل وربما لم يكن هنال بالاصل اي جريمة على الاطلاق . لايمكن الجلوس وانتظار رؤية  فيما اذا شيئا ما يحدث ام لا » المحامي هاير كان مسرور بشأن قرار يوم الاثنين واعترف انه بموجب اجراء المحكمة المعدل حديثا فيما يتعلق  بالمشتبه بهم في عمليات ارهابية حيث يجلس القضاة والمحلفون سوية  ليحددوا براءة او ذنب المشتبه به كان هناك احتمال ان يجدوا زبونه مذنبا . المحامي هاير لم يحدد اي سقف لمبلغ مالي يطالب به كتعويض لزبونه لكن مشتبه به اخر في نفس القضية وهو « أ  ج » حصل على مبلغ  840000 كرون دانمركي لقضائه 41 يوما في الحجز .  (CP)    نقلا عن: اخبار دك  مراسلة: عبدالحميد الحمدي- الدنمارك

 


سعدي يدعو من أمريكا إلى مراقبة دولية « مكثفة » للرئاسيات القادمة

 

دعا رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، سعيد سعدي، إلى مراقبة دولية للانتخابات الرئاسية القادمة، وقال سعدي إن المجموعة الدولية عليها ضمان « مراقبة مكثفة ومؤهلة للاستحقاقات الانتخابية القادمة في الجزائر »، وظهر سعدي متشائما من سيناريو الانتخابات القادمة.   وقال أمام اللجنة الوطنية الأمريكية للسياسة الخارجية في نيويورك: « لو نجحت الجزائر في تفادي نتائج بريجينيفية (على طريقة زعيم الاتحاد السوفيياتي بريجينيف) في  الانتخابات الرئاسية للعام 2009 فإن دول شمال إفريقيا كلها ستتوحد كما كان يحلم الوطنيون في البلدان الثلاث ».    وجاء حديث سعدي في ندوة شارك فيها أيضا عدد من الباحثين والدبلوماسيين الأمريكيين حول موضوع : قوس الأزمات والولايات المتحدة الأمريكية، وقال « ليس في نيتي ان أحدد لشركاء الجزائر ما عليهم أن يفعلوه، لكن من المؤكد ان حماية، أو التواطؤ مع الأنظمة المستبدة لن يمكن من محاربة التطرف، بل سيكرسه »، وأرجع تمدد ما يسميه التطرف الديني إلى « الانغلاق السياسي والفساد الذي يسيطر على كل مؤسسات البلاد »، وذهب الى اعتبار « لا استقرار الجزائر يهدد كل منطقة شمال إفريقيا »، والحل لكل ذلك كما قال، هو « انتخابات حرة وشفافة تسمح للجزائريين باختيار مسؤوليهم ».   عبد النور بوخمخم   (المصدر: صحيفة « الشروق اليومي » (يومية – الجزائر) الصادرة يوم 13 مارس 2008)


بوتفليقة: الإرهاب هُزم والاعتداءات الأخيرة مظهر يأس

 

 
(رويترز) – فيما يلي مقتبسات من تصريحات أدلى بها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لرويترز حصريا:    سؤال: لقد تمكنتم من جعل الجزائر بلدا يحظى بالاحترام. هل تظنون ان اعتداءات القاعدة الأخيرة من شأنها تقويض العمل الدبلوماسي الذي أُنجز خلال عشرية؟ جواب: « شهدت الجزائر أحداثا مأسوية لإرهاب أعمى وشرس خلال التسعينات لكنها خرجت من هذه المأساة منتصرة وقوية كما استرجعت تدريجيا منذ 1999 المكانة التي تليق بها في محفل الأمم. « ان الاعتداءات الاخيرة في الجزائر مجرد مظهر يأس لارهاب يحاول أن يثبت حضوره ومدى إيذائه. وما هو البلد الذي يمكنه اليوم ان يسلم من هجوم ارهابي سيما واننا نرى مثل هذه الاعتداءات تتطور في عدة مناطق من العالم.. « ان مثل هذا الوضع لا ينبغي أن يؤثر على تصور واضح للسياسة الخارجية لبلد واستمرار تنفيذها. هذا ما يمكنني أن أقوله بالنسبة لسياسة بلدي. »
سؤال: ما الذي ينبغي القيام به للقضاء على القاعدة (الجماعة السلفية للدعوة والقتال) في الجزائر؟
جواب: « ان سياسة المصالحة الوطنية التي زكاها شعبنا ساهمت في استتباب السلم والأمن عبر كامل تراب جمهوريتنا. وبالرغم من ذلك وعلى غرار سائر البلدان لا يمكن للجزائر ان تطمح الى أمن مطلق. وينبغي علينا بالطرق القانونية للدولة مكافحة الجريمة المنظمة أيا كانت التسميات التي تطلق عليها. ولان هذه الظاهرة عابرة للاوطان فستكون مكافحتها من خلال تعزيز التعاون الدولي الصريح في هذا المجال. »
سؤال: هل الادعاءات ضد الدولة الجزائرية في التسعينات سيما سؤال « من يقتل من؟ » والتعذيب مواضيع بالية أو هل ترون انه من الضروري القيام بالمزيد في مجال الاتصال لخمد هذه الادعاءات؟ جواب: « رأي بعض الملاحظين في قرار منظمة الامم المتحدة بانشاء لجنة تحقيق مستقلة إعادة لما حدث في التسعينات. تضطلع لجنة التحقيق المستقلة التي أقرتها منظمة الامم المتحدة بمهمة دراسة مسألة امن موظفي هذه المنظمة عبر العالم وتقديم التوصيات الضرورية في هذا الشأن. « وهو هدفنا كذلك والمتمثل في تحسين امن مواطنينا وامن كل مقيم أجنبي على ترابنا الوطني واتخذت الامم المتحدة هذا القرار عندما لاحظت ان ممثلياتها باتت اهدافا للارهاب في عدد من البلدان عبر العالم وانه لا يعيد النظر بأي حال من الاحوال في مكافحة الجزائر الصارمة للارهاب.   « سؤال « من يقتل من » جاء في وقت لم تكن فيه هذه المكافحة معروفة جيدا بالخارج وفي وقت حاول فيه البعض زرع غموض حول مسؤولية لا غبار عليها لاضرار الارهاب.   « وكذا الامر بالنسبة للمعلومات المتعلقة بالتعذيب. فاذا تم اثباتها عندنا كما ثبت في مناطق اخرى من العالم فسيكون بلا ريب محل اجراءات جد صارمة من قبلنا لتحديد المذنبين و معاقبتهم كما ينبغي. »   سؤال: كثر الحديث عن عهدة ثالثة تأمل احزاب التحالف ومنظمات أخرى ترشحكم للانتخابات الرئاسية المقبلة. فما هو شعوركم بخصوص هذه المسالة؟ جواب: « في الوقت الراهن أسعى من أجل إنهاء العهدة الثالثة على أكمل وجه مع أمل بلوغ كافة الأهداف التي حددتها والتي تضمنها برناماجي الانتخابي. « ان بدأت منظمات وأحزاب سياسية تنشغل من الان بالانتخابات الرئاسية المقبلة فانني أرى في ذلك تعبيرا على الاهتمام الذي يوليه المواطنون والطبقة السياسية للحياة السياسية ومستقبل بلادنا. « انه دليل على النضج السياسي الذي لا يسعني إلا ان أُرحب به. » سؤال: هل يجب ان يمر تطبيع الحياة السياسية حتما باسترجاع الرئاسة للقرار السياسي الذي حول لاسباب سياسية خلال التسعينات للعسكريين؟
جواب: « انا لا أقبل عبارة « تطبيع » الحياة السياسية الجزائرية لان ذلك يحمل على الاعتقاد اننا في وضع غير طبيعي بينما « مقياسنا » يحدده دستورنا وليس المقارنة مع النظام السياسي لهذا البلد او ذلك. « حقيقة لقد لعب الجيش دورا هاما للغاية في حياة بلدنا مع احترام الاطار الذي حدده له الدستور. ان هذا الدور يتراجع من حيث الاهمية كلما تعززت المؤسسات السياسية للبلاد واصبحت اكثر شجاعة لتحمل مسؤولياتها كاملة. وعليه فان الجيش مدعو لان يصبح جيشا احترافيا وهو ما يجري حاليا طبقا لتوجهات سياستنا. » سؤال: هل فتحتم حقا كما يقول بعض الملاحظين الحقل الثقافي للاسلاميين مع تقييدكم النشاط السياسي خلال عهدتكم؟ جواب: « لا أدري على ما تستند هذه الملاحظات مادمنا نبذل جهودا واضحة لتشجيع كافة النشاطات الثقافية والنشاط السياسي يعرف تطورا مستمرا من خلال الاحزاب السياسية اولا ثم من خلال تنظيم انتخابات على كافة المستويات. » سؤال: هل توافقون التحليل القائل بأنه رغم ان الارهاب هزم في الجزائر الا ان قاعدته الايديولوجية اي التطرف لاتزال على حالها؟ جواب: « نعم انتم على صواب بقولكم ان الارهاب هزم بالرغم من مظاهره المتفرقة التي نواجهها بكل قوة. ان الشعب الجزائري متمسك جدا بالاسلام والتطرف الذي غذى الارهاب لا يتقاسمه الا الارهابيون أنفسهم. انه ليس ايديولوجية تتقاسمها الأغلبية اذ ان الأغلية الساحقة لشعبنا لم تكف عن نبذه كبدعة. »   سؤال: ألا تعتقدون ان الاقتصاد الموازي يشكل خطرا حقيقيا على استقرار البلاد سيما وأن الملاحظين يرون انه يوجد تحت تأثير الاسلاميين؟   جواب: « ان الاقتصاد الموازي حيث ما كان وحيث ما كان حجمه يشكل خطرا يهدد التوسع الاقتصادي سيما من خلال التجارة غير الشريفة وتدهور الانتاج وفقدان الموارد الجبائية علاوة على الاخطار التي يشكلها على الصحة والامن العموميين. « هي ظواهر نجدها في اي مكان وبدرجات متفاوتة بما في ذلك البلدان المتطورة وهذه الظواهر موجودة طبعا في الجزائر لكن ليس الى درجة تشكل خطرا على استقرار البلاد.   « الاصلاحات الجاري تطبيقها سمحت بتوسيع التعامل المصرفي للاقتصاد وتخفيف الضغط الجبائي وتحرير التجارة الخارجية والتحويل التجاري للعملة الوطنية و تبسيط الاجراءات الجمركية. وهي عوامل من شأنها المساهمة في وضع حد لنشاطات الاقتصاد الموازي. سؤال: لطالما أشرتم في خطاباتكم الى ان تبعية الاقتصاد الى البترول تعد خطرا في الوقت الذي لم يطرأ أي تغير على وضعية التبعية فهل تفكرون في إدخال أشياء جديدة لقلب هذا التوجه السلبي؟ جواب: « من البديهي ان تشكل تبعيتنا الكبيرة للمحروقات أحد أهم انشغالاتنا. فتقليص مستوى هذه التبعية لا يمكن ان يتحقق إلا من خلال تنويع الاقتصاد الوطني وبعد ان حققنا استقرارنا الاقتصادي والاجتماعي أضحت اليوم هذه المهمة من أولويات اهتماماتنا. سؤال: هناك القليل من رواد الصناعة في الجزائر هل ذلك يعني ان تكوين ثروة عن طريق حرية المقاولة صعب في الجزائر ام انه من اِلأسهل ان تصبح مليارديرا في مجال الاستيراد والتصدير؟   جواب: « ان القطاع الخاص لايزال فتيا في بلدنا. فما هو بطبيعة الحال سوى نتاجا لتاريخنا الاقتصادي. فمثلما تعلمون كان اقتصادنا ذو طابع إداري ومسير مركزيا لعدة عقود خلت. « غير انه بامكانكم ملاحظة ان العديد من الصناعيين الخواص الجزائريين خاضوا اليوم مجال المقاولة واصبحوا روادا في مختلف القطاعات الاقتصادية خلال السنوات القليلة الماضية. ومن جهة اخرى ما انفك اسهام الاستثمارات المباشرة الاجنبية في الجزائر يزداد اهمية من الجانب المالي وعلى صعيد التكنولوجيا. »   سؤال: كيف تصفون العلاقات الجزائرية الفرنسية وهل تعتقدون انه لا يمكن تجاوز الخلاف التاريخي الا بمجيء جيل لم يشارك في الحرب ضد فرنسا؟   جواب: « ان للعلاقات بين الجزائر وفرنسا من التنوع والتعقيد ما لا يمكن حصره في مجرد مسألة جيل كما ان تدفق المبادلات الاقتصادية والثقافية والبشرية يعد في الواقع جد مكثفا الى درجة انه يضفي على هذه العلاقة طابعا جد متميز. « لقد ازداد العلاقات بين البلدين تطورا و عمقا منذ 2000 بما يتيح اعطاء هذه العلاقات بعدا مستقبليا و يضفي عليها عمقا و كثافة يكونان في مستوى الصلات المتعددة الاشكال سيما البشرية من خلال مئات من الجزائريين المقيمين بفرنسا و التي تربط البلدين و تربط بشكل او باخر مصيريهما. » « لقد طورنا هذه الحركية على حد سواء مع الرئيس (جاك) شيراك ومع الرئيس ساركوزي الذي زار الجزائر مرتين في ظرف لا يتجاوز ستة اشهر. » « ولقد توجت زيارة الدولة التي قام بها الرئيس ساركوزي في ديسمبر الماضي بالتوقيع او التوقيع بالاحرف الاولى على عدد من الادوات القانونية اهمها اتفاقية الشراكة او اتفاق التعاون لتطوير الطاقة النووية واستعمالها السلمي. « ان هذه التطورات حتى وان كانت معتبرة فانها لم ترق بعد الى اعلى مستواها وتبقى علاقاتنا تزخر بامكانيات كبيرة ينبغي استغلالها. »   سؤال: هل هناك احتمال إعادة فتح الحدود مع المغرب واذا كان الأمر كذلك متى قد يتم اتخاذ هذا القرار؟
جواب: بالطبع ان فتح حدودنا مع المغرب أمر جد وارد بل ان ذلك املنا القائم أيضا على اعتبارات ثقافية واجتماعية واقتصادية تستمد اهميتها مما يربط الشعبين الجزائري والمغربي من عرى الاخوة الضاربة في عمق التاريخ غير ان اعادة فتح الحدود مرتبط بالظروف التي ادت الى غلقها وستتم عندما تذلك كل العقبات التي تحول دون ذلك حاليا. سؤال: هل هناك ما يبعث على المخاوف اذا ما استمرت الدبلوماسية في التعثر من عودة القتال بين جبهة البوليساريو والمغرب؟
جواب: « ليس من طبيعى الدبلوماسية ان تستسلم للفشل وانا على يقين بان الطرفين المغرب و بوليساريو لم يستنفدا كافة الامكانيات التي يتيحها التفاوض وميزة التحادث مباشرة دون ادنى شروط مسبقة مثلما طلب بذلك مجلس الامن الاممي قصد التوصل الى حل دائم لنزاع الصحراء الغربية في اطار احترام الشرعية الدولية والحق غير القابل للتقادم للشعب الصحراوي في تقرير مصيره بكل حرية. » « وينبغي لهذه المفاوضات التي ستدخل قريبا جولتها الرابعة بمنهاست ان تكون مصحوبة باحترام صارم لوقف اطلاق النار الذي اقرته الامم المتحدة في 1991 ولا اود ان اتصور عودة للقتال بين المغرب و جبهة بوليساريو ذلك ان عودة القتال قد تشكل تطورا خطيرا و ماساويا بالنسبة لمنطقتنا برمتها. »  « ان المفاوضات تبقى السبيل الاوحد من اجل ان يعم الهدوء نهائيا في منطقتنا فتسير بخطى ثابتة على طريق التكامل قصد التمكن من رفع مختلف تحديات العولمة. »    سؤال: حسب مصادر لم يتم تكذيبها لم تعودوا ملزمين بممنوعات فيما يتعلق بحالتكم الصحية هل يعني هذا ان هذه المسألة قد تم تجاوزها نهائيا؟    جواب: « يعلم الجميع انني كنت مريضا ولزم علي ان أتابع فترة نقاهة جدية. ولكن اليوم استعدت نشاطاتي بشكل عادي ولا اعتقد ان تكون حالتي الصحية داعيا لاختلاق التعاليق والمزايدات. »   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 12 مارس 2008)  


 
اقتراح بإنشاء صندوق لتمويلها مخاوف عربية من التمويل الأجنبي لمنظمات المجتمع المدني
القاهرة – أحمد علي   فرضت الهواجس العربية بشأن التمويل الأجنبي لمؤسسات المجتمع المدني نفسها على أجندة مؤتمر «دور المجتمع المدني في القمة الاقتصادية العربية» الذي عقد بالجامعة العربية.   فبينما اقترح السيد طاهر المصري رئيس الوزراء الأردني الأسبق مفوض حقوق الإنسان العربي بإنشاء صندوق عربي لتمويل المجتمع المدني، مما يساهم في إزالة الشبهات بشأن التمويل الأجنبي، فإن الدكتورة ميرفت التلاوي المنسقة العامة للقمة الاقتصادية والاجتماعية التنموية العربية حذرت من أن التمويل الأجنبي لمؤسسات المجتمع المدني قد يكون له أجندة خاصة في الأغلب، وإن لم يكن له أجندة فإنه لا يصب في احتياجات وأولويات المجتمع العربي.   وقالت التلاوي في تصريحات صحفية أمس على هامش المؤتمر الذي عقد برئاستها بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ويستمر يومين تحت عنوان «شراكة من أجل التنمية»: «إن التمويل الأجنبي لمؤسسات المجتمع المدني يشغل الجمعيات الأهلية العربية بموضوعات ربما ليست ذات أولوية بالنسبة للمجتمع، ولذا فإن إنشاء مثل هذا الصندوق يعد فكرة عظيمة».. مطالبة باستخدام جزء من الأموال العربية في الخارج لتمويل المنظمات الأهلية العربية بدلا من اضطرار هذه المنظمات إلى التوجه للتمويل الأجنبي.   ودعت إلى إقامة هيئة إغاثة عربية مدنية لتنسيق عمليات الإغاثة بين الدول العربية في حال حدوث كوارث، وذلك على غرار هيئات الإغاثة الدولية، واقترحت في هذا الصدد إضافة هيكل تنظيمي لجمعيات الهلال الأحمر في الدول العربية بحيث لو وقع أي حادث تكون المنطقة العربية من أوائل الجهات التي تتحرك.   وقالت التلاوي إن «الدول العربية تقدم معونات في وقت الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية، ولكن صوتنا لا يصدر ولا تظهر جهودنا، ولكن لو لدينا جهاز للإغاثة يوحد الجهود كلها فإن الأمر سيختلف». وأكدت ضرورة أن يقوم المجتمع المدني بتعزيز وتحريك التعاون بين الدول العربية، وقالت «نرى مظاهرات في موريتانيا تضامنا مع العراق وفلسطين»، وتساءلت «لماذا لا نستخدم من هذه المشاعر الشعبية في مشروعات عملية تفيد الشعوب والحكومات أيا كان توجهها».   (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 13 مارس 2008)


المقدسي (شيخ الزرقاوي) خارج القضبان: هل يُكمل مراجعاته أم فقد حضوره؟
عمان – محمد أبو رمان       أفرج أخيراً عن عصام البرقاوي، الملقب بأبي محمد المقدسي، وهو من أبرز المنظرين للتيار السلفي الجهادي في العالم، ومن مؤسسيه في الأردن.   ولعب المقدسي لعب دوراً كبيراً في تدشين المنهج «السلفي الجهادي» الذي يقوم على تبني تكفير النظم والحكومات والدساتير العربية، ورفض العمل السياسي القانوني (كتابه «ملة إبراهيم وأساليب الطغاة في تمييعها»)، واتخاذ مواقف حادة أيضاً من مناهج التربية والتعليم والتدريس (كتابه «إعداد القادة الفوارس في هجر المدارس»)، ورفض الديموقراطية والتعددية الحزبية والسياسية (كتابه «الديمقراطية دين»).   بعد عودته من باكستان – أفغانستان في بداية التسعينات من القرن الماضي، أسس المقدسي نواة دعوته الجديدة على الساحة الأردنية، متأثراً بأفكار سيد قطب والمودودي، «مدرسة الحاكمية»، وانتشرت أفكاره بصورة سريعة بين فئات من الشباب بفعل الظروف السياسية والاقتصادية. ولم تكن مرحلة السجن بالنسبة إليه (1994-1999) سوى انطلاقة جديدة، سواء داخل السجون (التنظيم والترتيب الداخلي للحركة الجديدة، والتأثير في أفراد المهاجع الأخرى) أم خارجها (انتشار الأنصار والفتاوى والكتب التي تُطبع بصورة سرِّية).   كان خروج المقدسي من السجن عام 1999 نقطة تحول في مسار «السلفية الجهادية» في الأردن، إذ قرر قرينه وصديقه أبو مصعب الزرقاوي الخروج إلى أفغانستان، حيث تحكم «طالبان»، وأخذ معه عدداً من مفاتيح الحركة، وهي الخطوة التي عارضها المقدسي في حينه، وقد شعر بأنّ الزرقاوي اختطف الحركة أو المشروع الذي نظّر له واعتُقل من أجله سنوات طويلة.   ولم يكن الزرقاوي يمتلك الخلفية المعرفية والفكرية مثل المقدسي، إلاّ أنهّ كان أقرب في طبيعته النفسية القاسية والحادّة إلى أبناء الحركة من المقدسي الأميل إلى الدرس والخطاب والمطالعة. ولعل هذا الفارق الشاسع بين الشخصين كان المسمار الأول في شقِّ العلاقة بينهما، إذ عزل أفراد الحركة داخل السجن المقدسي عن الإمارة وعينوا الزرقاوي بدلاً منه، واعتبروا المقدسي معلّماً ومرشداً فكرياً، لكن خارج القيادة الحركية.   وبينما كان نجم الزرقاوي يلمع في عالم المجموعات «السلفية المتشددة»، بخاصة بعد احتلال العراق وانضمام صديق المقدسي أبو أنس الشامي إليه في العراق، فإنّ المقدسي كان يتردد بين السجن والرقابة الأمنية خارجه، والصراع مع أفراد الحركة التي بناها، والذين أصبحوا أقرب إلى «خط الزرقاوي الجديد» من المقدسي.   بدأ المقدسي بمراجعاته في مرحلة متأخرة من سجنه عندما أعدّ كتاب «الرسالة الثلاثينية في التحذير من الغلو في الكفر». الذي ينتقد فيه أخطاءً فكريةً وسلوكيةً يقع فيها أبناء حركته. لكنه بلغ مرحلة متقدمة وحسّاسة في النقد عندما بدأ الحديث عن أخطاء الزرقاوي وجماعته وعن الاختلافات المنهاجية بينه وبين الزرقاوي.   يلخِّص المقدسي ملاحظاته النقدية الحادة، تجاه منهج الزرقاوي، في رسالته المشهورة «الزرقاوي.. مناصرة ومناصحة»، وهي الرسالة التي أثارت جدلاً واسعاً داخل صفوف حركته، ودفعت أفراداً منها إلى تهديده داخل سجن «قفقفا» قبل أن يطلق سراحه بعد شهور بقرار من محكمة الدولة لعدم مسؤوليته في قضية أحد التنظيمات المسلّحة.   وتتمثل أبرز ملامح مراجعات المقدسي في انتقاده لتوسع مجموعة الزرقاوي (سابقاً) في العمليات الانتحارية وفي استهداف المدنيين، وفي نزعة العداء الحادة تجاه الشيعة، وكذلك في الخطاب الإعلامي للزرقاوي الذي تعمّد فيه في البداية الخروج بأشرطة مصوّرة يقطع فيها رؤوس الناس. وينتقد المقدسي كذلك انخراط الزرقاوي في التخطيط للعمليات المسلّحة في الأردن، ويؤكّد أنّ منهجه، وإن كان لا يسوِّغ العمل السياسي والقبول بشرعية الحكومات العربية، إلاّ أنّه يرفض اعتماد مبدأ العمل المسلّح في الأردن، لانعدام شروطه، ولأنّه بمثابة محرقة لأبناء حركته.   وقطع المقدسي نصف الطريق في المراجعات، وامتلك شجاعة النقد نحو خط الزرقاوي الفكري والحركي، والمشهد المأزوم لأبناء الحركة التي أسسها بنفسه، لكنها انقلبت عليه، تدريجياً، حتى أضحى – واقعياً – معزولاً عنها، مشكَّكاً فيه، على رغم أنّ أبناء هذه الحركة لا يزالون يستقون من كتبه وأدبياته!   التقيتُ المقدسي عام 2002، قبل أيام من إعادة اعتقاله، وأجريت معه حواراً مطوّلاً، وتواصلت معه قليلاً عبر الانترنت، وأعتقد بأنه يمتلك في داخله قناعات ورؤية أكثر تطوراً وأفضل مما ينشره، ربما تحت ضغط أفراد الحركة وتأثيرهم حيث ينظر فريق منهم، إلى كل ملاحظة نقدية، حتى لو كانت من معلمِّهم الأول، باعتبارها تراجعاً وتخليّاً عن النهج ورضوخاً للضغوط. ولعل هذه البيئة الداخلية السائدة هي أبرز العثرات أمام مراجعات حقيقية جذرية جادة يُجريها المقدسي.   المقدسي اليوم خارج القضبان، بِيده أن يقطعَ النصف الآخر من الطريق، ويُنقذ عدداً كبيراً من الشباب الذين تأثروا بأفكاره سابقاً، ويأخذ بيدهم نحو طريقٍ أقرب إلى الاعتدال والبعد عن العنف والمنطق العدمي الكارثي الذي دشنه الخط «السلفي الجهادي» (الوعاء الفكري والحركي لشبكة القاعدة) خلال السنوات الماضية.   والفرصة سانحة حالياً بعد مقتل الزرقاوي وتراجع «القاعدة» في العراق إلى مرحلة شديدة الحرج والضعف، بخاصة أنّ أبناء هذا النهج يفتقدون قيادة أو منهجاً.   هل يقود المقدسي مراجعات حقيقية يُكمل فيها ما بدأ به سيد إمام شريف (أمير جماعة الجهاد سابقاً) وقبله قادة الجماعة الإسلامية في مصر، فتكتمل حلقة من المراجعات العالمية للسلفية الجهادية أم أنّ المقدسي سيقف عند حدود ما يقرره له الاتجاه المتشدد من أبناء حركته ويبقى يدور في حلقة مفرغة تاركاً أتباعه في فوضى نفسية وفكرية؟!   لا تزال أمام المقدسي مهمة حقيقية يمكن أن يؤديها، إذ بأمكانه ان يُنقذ عدداً كبيراً من أتباع «السلفية الجهادية»، وهو يحمل اليوم شعور الأب بمرارة وجود ابنه في أحد السجون الأميركية، ما يشطر فؤاده في كل لحظة.   (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 13 مارس 2008)  


الانتخابات الإيرانية.. لا محافظين ولا إصلاحيين
محمد صادق الحسيني (*)   يوم غد ستكون إيران مرة أخرى على موعد مع صناديق الاقتراع، وسيبدأ الكثير من المحللين السياسيين، المحبين منهم لإيران والمبغضين لها على السواء، في التحليق بعيدا في تفسير وتحليل نتائج هذه الانتخابات، وأثرها على مطبخ صناعة القرار الإيراني. وغالبا ما ستكون المبالغة هي سيدة الموقف، ذلك أن غالبية المتابعين لهذا الشأن بالذات وللشأن الإيراني على العموم يجهل آليات صناعة الرأي العام الإيراني، فضلا عن آليات صناعة القرار فيه! فإذا كان صحيحا أن الناخب الإيراني سيختار، في الغالب، وجوها جديدة لتمثله في مواقع السلطة التشريعية، وأن خريطة البرلمان الجديد سيكون لها لون ونكهة خاصة جديدة تختلف عن سابقاتها، كما عودنا الناخب الإيراني الذي غالبا ما يحب التهديف في الدقيقة تسعين! إلا أن هذا الأخير يعرف تماما وأكثر من غيره أن صناعة الرأي العام في بلاده، كما صناعة القرار، إنما تتشكل في مكان آخر بالأساس! هل هذا يعني أن مجلس الشورى الإسلامي ركن ليس مهما في هذا السياق؟! أو هل يعني هذا أن الانتخابات في إيران لا تغير شيئا في «صيرورة» الرأي العام أو في» صيرورة « صناعة القرار؟! طبعا كلا لمن يعرف إيران وأهمية الانتخابات فيها، وكيف أنها أصبحت جزءا من عملية الحراك السياسي والفكري العام الذي لا يهدأ منذ ثلاثة عقود، ولا يبدو أنه بصدد الهدوء والاستقرار كثيرا في القريب العاجل. وهذا هو بيت القصيد فيما نحن بصدد الحديث عنه. في عهد الرئيس السابق محمد خاتمي راجت مقولة ظريفة لدى «الشفافين» ممن نُعتوا بالإصلاحيين، مفادها أن جمهورهم -وكان وقتها واسعا- يسهر في الليل على أدبيات الإصلاح، ثم ينهض صباحا ليرى نفسه مضطرا للتعامل والتعاطي مع خريطة الواقع المعيشية المحافظة! وكانت وقتها السلطتان التشريعية كما التنفيذية في قبضة الإصلاحيين! وإذا كانت الأمثال كما قالت العرب قديما «تضرب ولا تقاس»، فسأحاول أن اقلد بعض «الخبثاء» من المحللين، فاستعير تشبيها استعمله أحد المتابعين للثورة الإيرانية التي كانت تتشكل في نهاية السبعينيات، عندما كتب مقالا توصيفيا لما كان يحصل على الأرض في إيران آنذاك، لامس كثيرا حقيقة ما كان يتبلور تحت عنوان: «مجتمعان تحت سقف واحد». وأنا أزعم بدوري، والله اعلم، أن ثمة مجتمع آخر غير الذي يروج له المتطرفون من «المحافظين» أو المتطرفون من «الإصلاحيين» يتشكل في مكان ما في النسيج المجتمعي الإيراني، لا يشبه كثيرا ما يحلم به أو يروج له هذان المعسكران أو الجناحان اللذان عادة ما تعلو أصواتهما في كل انتخابات، وغالبا ما تصم آذان البعض أو تعمي أعينهم عن رؤية الحقيقة التي تتبلور أو تتشكل في مكان آخر غير مسرح العمليات الانتخابية، والتي لا تظهر في صناديق الاقتراع سريعا. إنه مجتمع الانتصار للعقل الجمعي الإيراني، والذي بدأ بالتشكل في أكثر من موقع من مواقع صناعة الرأي العام التقليدية المعروفة، أي في البازار والجامعة والحوزة الدينية، وليس في أروقة الأحزاب المعروفة التي تنبت كالفطريات ولا تعيش إلا على فتات تلك المراكز! إنه مزاج الاعتدال والعقلانية والتخطيط الواعي ومواكبة التحولات، مع الإصرار على الخصوصية القومية والدينية الإيرانية بالطبع. والبرلمان المرتقب بالتالي لن يكون «محافظا» ولا «إصلاحيا» بالمعنى التقليدي الحزبي المعروف، بل سيكون شيئا آخر تماما، هو لا هذا ولا ذاك، ذلك أن عهد الاصطفاف المذكور قد تغير في مكان آخر، رغم إرادة المعسكرين التقليديين!
(*) كاتب إيراني   (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 13 مارس 2008)   

 

Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

13 mars 2005

Accueil TUNISNEWS 5 ème année, N° 1758 du 13.03.2005  archives : www.tunisnews.net الجمعية الدولية لمساندة  المساجين السياسيين: بـــلاغ حركة

En savoir plus +

14 septembre 2009

Home – Accueil   TUNISNEWS 9 ème année,N° 3401 du 14.09.2009  archives : www.tunisnews.net   C.D.P.M.B: Le Professeur BEN SALEM hospitalisé

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.