الخميس، 1 أكتوبر 2009

 

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس 

Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

9 ème année, N 3418 du 01.10 .2009

 archives : www.tunisnews.net


 

كلمة:ليلى الطرابلسي تفشل في منع صدور كتاب عن سيرتها

السبيل أونلاين :ليلى بن علي ..الوصية على قصر قرطاج تضع يدها على تونس

كلمة:صدور الحكم في قضية اليخوت المسروقة بإشراف صهري الرئيس التونسي

زياد الهاني :أنت أسمر وتفضح ملابسك فقرك؟ أنت إذن مشتبه فيه!؟

كلمة:حجب موقع الإلكتروني يتهم أصهار الرئيس بالابتزاز والجشع

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:نور الحق بالشيخ … أي مصير…؟

السبيل أونلاين:حرمان عائلة محمود الردّادي من التسجيل ضمن قائمات المتضررين من فيضانات الرديّف

 الرابطـــــــة التونسيـــــة للدفاع عن حقوق الإنسان: بيــــــــــــــــــــــــــان

السبيل أونلاين:زياد الهاني.. نرفض التسليم بالانقلاب على النقابة الوطنية للصحفيين

كلمة:الحزب الحاكم يعالج تبعات خلافاته الداخلية في قابس

عبدالعزيز عقوبي:الحامة ولاية قابس:بيــــــــــــــان

كلمة:اعتقال شابين دون الكشف عن مصيرهما وسبب اعتقالهما

القدس العربي:حزبان معارضان في تونس يتهمان السلطات بعرقلتهما في انتخابات البرلمان

دائرة زغوان :قائمة « الإصلاح والتنمية » :بلاغ إعلامي

دائرة توزر:قائمة « الإصلاح والتنمية » :بلاغ إعلامي

الصباح:الاثنين المقبل تعليق القائمات في الولايات.. والأحد 11 أكتوبر انطلاق الحملة

الصباح:16 امرأة يترأسن قائمات الأحزاب و60% من المرشحين من الشباب

الصباح:مـــــــــــــوجز الانتخابـــــــــــات

علي بن عرفه :انتخابات تونس وحصاد بن علي

المختار اليحياوي:إنتخابات تـونس: النتائج قبل التصويت

المرصد:على هامش مؤتمر الاتحاد الجهوي للشغل بسليانة.في الردّ على بعض العاشقين تزوير الحقائق.

حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ نشرة الكترونيّة عدد 116 – 01 أكتوبر

طلبة تونس:أخبار الجامعة

البديل عاجل:علاقة وزارة التعليم العالي بالمؤسسات الجامعية ومسؤوليها: إخضاع وتسلّط

البديل عاجل:أخبار الرديف بعد الفيضانات التي اجتاحت المدينة

محمد العروسي الهاني : التجمع الدستوري الديمقراطيقوة ضاربة متماسكة وفاعلة

مصر: ‘الإخوان’ يشكرون سويسرا بعد نجاح جهودها لدى الامم المتحدة لاسقاط تهمة الإرهاب عن يوسف ندا

 احميدة النيفر:نهاية أسطورة الحضارة الخالصة.. غربيون في مرآة المسلمين (1/2)

طـه بعزاوي:الخطر الإيراني بين الحقيقة والمبالغة


 (Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


               
    جانفي 2009  https://www.tunisnews.net/17fevrier09a.htm        
فيفري 2009    
    مارس 2009     https://www.tunisnews.net/08avril09a.htm           أفريل 2009      https://www.tunisnews.net/15Mai09a.htm 
    ماي  2009     https://www.tunisnews.net/15Juin09a.htm         
جوان2009

      جويلية 2009                                         


ليلى الطرابلسي تفشل في منع صدور كتاب عن سيرتها

 


يصدر اليوم في باريس عن دار « لاديكوفارت » كتاب عن السيدة ليلى الطرابلسي حرم الرئيس بن علي بعنوان « سيدة قرطاح » من تأليف الصحافيان الفرنسيان « كاترين غراسيي » و »نيكولا بو ». وقد أثار هذا الكتاب احتجاجا رسميا من قبل النظام التونسي، ورفعت السيدة ليلى بن علي قضية استعجالية لمنع توزيع الكتاب رفضتها محكمة فرنسية أمس الأربعاء.  وفي حديث خصّت به راديو كلمة أفادت « كاترين غراسيي » أنّ صاحب دار النشر المذكورة تلقى تحذيرا أمنيّا بخصوص اعتزام أنصار الحزب الحاكم تنظيم تجمّح احتجاجي أمام مقرّها هذا اليوم وأنّ استنفارا أمنيّا سيكون جاهزا لمنع أي اعتداء على الناشر. وقالت « كاترين غراسيي » إنّها تتبّعت مسار حياة ليلى الطرابلسي والطريقة التي مكّنتها من الوصول إلى قصر قرطاج ولعب دور كبير في خلق نشاط مافيوي بالبلاد هي وعائلتها والمقربين منها.  وتستمعون لاحقا إلى الحوار الذي أجراه راديو كلمة مع « كاترين غراسيي »   (المصدر: « كلمة » (محجوبة في تونس) بتاريخ 30 سبتمبر 2009)  

ليلى بن علي ..الوصية على قصر قرطاج تضع يدها على تونس

 


السبيل أونلاين – ترجمة – خاص في أجواء نهاية عهده ، يشاهد الرئيس التونسي الجنرال زين العابدين بن علي ، زوجته ليلى الطرابلسي وهي تلعب ومنذ سنوات دورا حاسما في إدارة البلاد . لقد وضعت يدها على تونس ، وهو الهاجس الذى يراود عائلة الطرابلسية في أن تكون ليلى رئيسة البلاد ، مثلما يشرح لنا صاحب كتاب « ليلى بن علي ..الوصية على قصر قرطاج تضع يدها على تونس » ،  الذى لديه معلومات مفصّلة من مصادر خاصة موثوقة  كشفت له تلك الأسرار . من سرقة يخت رجل أعمال فرنسي كبير (مصرفي) ، من قبل الأخ الأصغر  ليلى الطرابلسي ، إلى محاولات السيطرة على القطاعات الهامة في الإقتصاد التونسي ،  تتضاعف جهود عائلة الطرابلسية في مستنقع الفساد والنهب لتلويث ذممهم . ولكن المفاجئة في هذه القصّة الحزينة للسرايا التونسية  ، تأتى من قوة شخصية ليلى ، التى تشبه كاترين ميديسيس (أميرة إيطالية توفيت في فرنسا سنة  1589 ، ورثت والديها ولها قصة مثيرة في الشراهة على السلطة) ، وهي جشعة وتسير على خطى وسيلة بورقيبة التى حكمت تونس في ظل رئيس هرم ومريض . وتونس هي الدولة العربية الوحيدة التى حظيت فيها نساء القصر بمثل هذا الدور الخطير . وفي والوقت الذي يعد فيه النظام التونسي لإنتخابات مزورة لصالح الرئيس زين العابدين بن علي ، تحاول ليلي الظهور بمظهر الوريث بالتواطىء مع فرنسا . نيكولاي بوو وكاترين غراسيي يغرقان في هذه الأسرار ، التحالفات والخيانات لسلطة عائلية لئيمة ، والتى تأخذ الدولة والمجتمع التونسي إلى منعرج خطير، وكل المؤشرات السياسية والإقتصادية والإجتماعية في تونس تأخذ طريقها بالتدرج إلى الخطوط الحمراء ، في حين أن الرئيس والمحيطين به مشغولون بجمع الثروات وممارسة القمع . ترجمة السبيل أونلاين رابط المقال بالفرنسية :    http://www.editionsladecouverte.fr/catalogue/index-La_regente_de_Carthage-9782707152626.html
(المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 01 أكتوبر 2009 )  

صدور الحكم في قضية اليخوت المسروقة بإشراف صهري الرئيس التونسي

 


حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 30. سبتمبر 2009 أصدرت محكمة أجاكسيو بفرنسا يوم أمس الأربعاء حكمها في ملف اليخوت الفرنسية المسروقة سنتي 2005 و2006 بتورط مباشر من صهري الرئيس التونسي عماد ومعز الطرابلسي الذين أدارا العملية. وقضت المحكمة في حق ثمانية متهمين بأحكام من 6 أشهر مع تأجيل التنفيذ إلى عامين سجنا نافذا، في حين قررت المحكمة التخلي عن ملف التونسيين ليتم مقاضاتهم في بلادهم.  وكان قرار المحكمة قد تعرض لانتقادات كبيرة من قبل محامي بقية المتهمين الذين عبّروا عن استغرابهم من محاكمة منفذي السرقة في غياب الرؤوس المدبّرة للعملية، وتشير مصادر صحفية فرنسية إلى تدخّل سياسي من أعلى مستوى لإرضاء الرئيس بن علي وإفلات أصهاره من المحاكمة.  
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ01 أكتوبر2009)  


أنت أسمر وتفضح ملابسك فقرك؟ أنت إذن مشتبه فيه!؟


أعوان الشرطة يوقفونك وسط الطريق، ويفرضون على المارين فرضا أن يشاهدوك في وقفتك الذليلة، وأنت تحاول إخفاء رأسك بين كتفيك هربا من نظراتهم اللاذعة المتهمة. هذا المشهد لا يحصل في الأماكن المنعزلة، بل في قلب شارع الحبيب بورقيبة بتونس العاصمة مثلما تظهره الصورة. في نفس هذا الشارع تتتجول سيارات هامر لا تحمل لوحات معدنية، وبعضها تركن في الرصيف المقابل لوزارة الداخلية. لكن الشرطة برجالها ونساءها يشيحون عنها بوجوههم تلافيا منهم لرؤيتها!؟ فمن يجرؤ منهم على طلب أوراق هذه السيارات المخالفة أو سؤال أصحابها!؟ فصنف واحد من مواطني الدرجة الأولى يمكنهم التجرؤ على ذلك، ولا توجد يد واحدة في أجهزة الدولة قادرة على أن تطالهم!؟ الشرطي المسكين الذي يقهره عجزه عن تطبيق القانون على أسياده، يضطر للبحث عن صيد سهل يمارس عليه شبقه التسلطي!؟ هكذا هي الجمهورية … في تونس تحيا تونس تحيا الجمهورية زياد الهاني  


حجب موقع الإلكتروني يتهم أصهار الرئيس بالابتزاز والجشع

 


قامت الرقابة التونسية بحجب موقع  » محمد البوصري البوعبدلي » الذي أطلقه قبل أيام و نشر فيه كتابه « يوم أدركت أنّ تونس لم تعد بلد حرّية » الذي سرد فيه ما تعرض له سنة 2004 من المضايقات من طرف النظام التونسي بتحريض من أصهار الرئيس « بن على » من أجل إجباره على غلق معهد « باستور » الخاص لصالح إنجاح مشروع معهد قرطاج الذي تعود ملكيته إلى ابنة شقيقة زوجة الرئيس التونسي. وقد صدر الكتاب في جويلية الماضي بفرنسا وقدّم له « باتريك بودوان » الرئيس الشرفي للفدرالية الدولية لحقوق الإنسان.  ويذكر المؤلف في عرضه للكتاب أنّه تعرض منذ 2004، للعديد من المضايقات من طرف النظام وأصبح هو وزوجته، بمرور الأشهر، ضحية ابتزاز حقيقي على خلفية جشع وسوء نية، متابعا « وفي أحد أيام شهر ماي 2007 خرجت من منزلي وأنا أشعر شعورا صريحا بأنني لست متأكدا من العودة مساء إلى أهلي , فأدركت منذ ذلك اليوم أن تونس لم تعد بلد حرية ».   (المصدر: « كلمة » (محجوبة في تونس) بتاريخ 30 سبتمبر 2009)


الحرية لجميع المساجين السياسيين  الحرية للدكتور الصادق شورو الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 01 أكتوبر 2009

نور الحق بالشيخ … أي مصير…؟


قام أعوان الأمن السياسي بلباس مدني ببنزرت بإيقاف الشاب نور الحق بالشيخ بعد ظهر اليوم الخميس 01 أكتوبر2009، كما قام نحو 20 عون أمن بعد المغرب بإقتحام محل سكنى والديه وحجز حاسوب وأقراص ليزرية ، ولا تعلم عائلته إلى ساعة تحرير هذا البلاغ عن مصيره شيئاً. ويذكر أن إيقافات شملت منذ أيام عدد من الشباب في أنحاء مدينة العالية ، لا يعلم إلى اليوم عائلاتهم عن مصيرهم شيئاً. والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين، إذ تدعو السلطات الأمنية إلى إطلاق الموقوفين فوراً فإنها تلاحظ أن مثل هذه الحملات الأمنية باتت موسمية ، وتُشنّ  عند المناسبات الرسمية، كما تؤكد أنها أيضاً حملات لا تشنّ عادة إلا لتهيئة مناخات مفتعلة لحزم أمني غير مبرر تجاه رموز المجتمع المدني ومكوناته، لجنة متابعة السجناء السياسيين المسرّحين


حرمان عائلة محمود الردّادي من التسجيل ضمن قائمات المتضررين من فيضانات الرديّف

 


السبيل أونلاين – تونس – خاص   إثر الفيضانات التى شهدتها منطقة الرديف ، والتى خلفت أضرار كبيرة في مملتكات المواطنيين ، دعت السلطات الجهوية المواطنين المتضررين لتسجيل أسماءهم وتحديد الأضرار المادية التى لحقتهم ، وقد تقدّم جل المتضررين إلى مرشد مدينة الرديف محمد صالح العلايمي المكلف بالتسجيل .   وحينما تقدمت السيدة ذكرى بن عامر ، للتسجيل ضمن قائمة المتضررين ، خاطبها المدعو محمد صالح العلايمي بأنها ليس لها الحق في الإستفادة من المعونة بإعتبارها زوجة سجين الحوض المنجمي محمود الردّادي .   وقد تقدمت بشكوى إلى رئاسة الجمهورية ضد ما قام به المرشد المذكور ، ولكن بدون جدوى .   من مراسلنا في تونس – زهير مخلوف   ملاحظة : خط الإنترنت مقطوع بالكامل عن منزل مراسلنا في تونس الأخ زهير مخلوف ، جزئيا منذ شهر ماي 2009، وقطع بالكامل منذ 4 أوت 2009 .   (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 01 أكتوبر 2009 )  


الرابطـــــــة التونسيــــــــة للدفــــــــاع عن حقـــــــــــوق الإنســـــــــان Ligue Tunisienne pour la défense des Droits de l’Homme  تونس في 01 اكتوبر 2009  بيــــــــــــــــــــــــــان  

علمت الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان باستياء شديد بالاعتداء الشنيع الذي تعرض له السيد حمة الهمامي الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي عشية يوم الثلاثاء29 سبتمبر 2009 عند حلوله بمطار تونس قرطاج الدولي عائدا من فرنسا، فقد تم الاعتداء  عليه بدنيا ولفظيا داخل الفضاء الممنوع عن العموم وخارجه من قبل أعوان من البوليس السياسي أطلقوا عنانهم لشتى ضروب الأذى مما خلف للسيد الهمامي عديد الكدمات والرضوض على كامل جسده وأدى إلى إتلاف نظاراته الطبية وتمزيق ثيابه وسرقة مبلغ مالي وأوراق شخصية من جيبه . وقد حصل هذا الاعتداء عند عودة السيد الهمامي من فرنسا أين أدلى بتصريحات صحفية إلى قنوات تلفزية تحدث فيها بشكل نقدي عن الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة مما يشير بوضوح إلى وجود علاقة سببية بين هذه التصريحات والممارسات الانتقامية لأعوان البولبس  خاصة وقد طالت العبارات البذيئة أيضا تلك المحطات التلفزية والعاملين بها. كما تعرضت الأستاذة راضية النصراوي إلى الاعتداء بفاحش القول داخل المطار وخارجه عندما حضرت لاستقبال زوجها السيد حمة الهمامي،وتعرضت سيارتها أيضا للاعتداء إذ وجدت صبيحة ذلك اليوم السيارة وقد مزقت إطاراتها المطاطية الأربعة. إن الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إذ تعبر عن تضامنها الكامل مع السيد حمة الهمامي والأستاذة النصراوي وعن إدانتها الشديدة لهذه الممارسات المرفوضة أخلاقا وقانونا تشدد على ضرورة ملاحقة مرتكبي جريمة الاعتداء هذه قرارا وتنفيذا. وتدعو السلطات إلى احترام التزاماتها إزاء المواثيق الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان وتوخي الرصانة والتعقل في تدبير الشأن العام والتعامل مع النشطاء السياسيين والمدنيين سيما وأن البلاد تعيش على وقع حدث سياسي بالغ الأهمية يستوجب منها هي أولا وأساسا التزام الحياد وضمان حقوق المواطنين في حرية التعبير والمشاركة.   عن الهيئة المديرة                              الرئيــس المختــار الطريفــي  


زياد الهاني.. نرفض التسليم بالانقلاب على النقابة الوطنية للصحفيين

السبيل أونلاين – خاص – تونس  


أكّد عضو « النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين » ، زياد الهاني ، أن المكتب الشرعي للنقابة لن يسلّم عهدته إلا لمؤتمر قانوني ولن يدخر جهدا لإسقاط الانقلاب وتبعاته. وشدد على أن التتبع العدلي المفتوح ضد أعضاء المكتب التنفيذي لا يخيفه ولن يثنيه عن مواصلة التصدي للانقلابيين ومن يقف خلفهم ، وأشار إلى أنهم سيتحملون تلك الأمانية حتى لو أدى الأمر إلى السجن. وتناول الهاني إضافة إلى أسئلة شخصية ، إهتمامه بملف الفساد في تونس ، وقال بأنه يسكون بوابة التغيير « العنيف » في تونس نظرا لتشعب ملفات الفساد التى شملت نهب المال العام والإتجار في المخدرات وحتى السلاح . وعاب زياد الهاني على المعارضة التونسية إنقساماتها ، وأكد من جهة أخرى على أن التونسيين يستحقون أكثر مما هو معروض عليهم ، وهي الإنتخابات المحسومة سلفا .

وإليكم تفاصيل الحوار :

السبيل أونلاين – كيف يقدّم زياد الهاني نفسه لمن لا يعرفه ؟ زياد الهاني – زياد الهاني صحفي ومدوّن تونسي يؤمن بأن تونس قدر كل أبنائها وبأن المواطنة هي القيمة التي تكسب حياتنا العابرة معناه . السبيل أونلاين – نعلم أنك تنشط ضمن المجتمع المدني التونسي منذ ما يقارب عشرين سنة وكانت لك تجربة في إدارة فرع منظمة العفو الدولية بتونس كعضو وكمدير للفرع ، فهل لك أن تنقل لنا تجربتك الحقوقية ؟ زياد الهاني – كانت تجربتي كمدير للفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية صعبة ومليئة بالخيبات. فكل ما تعلمته من خبرات تسييرية خلال الدورات التدريبية التي نظمتها الأمانة الدولية للمنظمة تمت محاصرته وذهب أدراج الرياح، وبذلك أضعنا فرصا عديدة لاستغلال مجالات عمل كانت مفتوحة أمامنا. لقد بان لي بالكاشف أن عقدة التسلط لا تشمل السلطة الحاكمة وحدها، ولكنها تعشش كذلك في الصف المقابل. ولا يختلف بعض الفاعلين في المجتمع الحقوقي عن السلطة في تجريمهم للرأي المخالف واستبطانهم لمنطق الاصطفاف وإلغاء رأي وشخصية الآخر حتى وإن كان حليفا محتملا، وصولا إلى تشويه سمعته والنيل منه إن لزم الأمر . السبيل أونلاين – كيف تقيّم لنا واقع الحريات وحقوق الإنسان في تونس بوصفك شاهد على الواقع ؟ زياد الهاني – رغم كل المكبلات والمعيقات نحن شعب ينهض ويتقدم بثبات نحو غده الأفضل بنضالات بناته وأبنائه. هذه النضالات مكنت من توسيع هوامش الحرية والكرامة بشكل لا رجعة فيه. وتونس 2009 بكل المقاييس ليست تونس 1989. والغد سيكون أفضل . السبيل أونلاين – لاحظنا ضمور نشاطك الحقوقي بعد سنة 2004 ، ماهي الأسباب التى تقف وراء ذلك ؟ زياد الهاني – حولت وجهة نشاطي دون أن أغيره. ففي 2004 تم انتخابي لعضوية الهيئة المديرة لجمعية الصحفيين التونسيين التي كانت حينها مهانة ومطرودة من الاتحاد الدولي للصحفيين ومهجورة من الصحفيين. وما ميز هذا الانتخاب هو أنه تم في إطار قائمة مستقلة جمعتني بالزميلين ناجي البغوري ومحسن عبد الرحمان. وهي المرة الأولى في تاريخ المهنة التي تتقدم فيها قائمة مستقلة وتصعدها صناديق الاقتراع بصفتها تلك. وكان انتخاب هذه القائمة بداية مسار أدى إلى إعادة الاعتبار للجمعية وطنيا ودوليا وصولا إلى بعث النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين كخطوة متقدمة على طريق بعث اتحاد الصحفيين التونسيين، فضلا عن التوفق إلى تحقيق انجاز استراتيجي آخر هو صندوق التآزر بين الصحفيين التونسيين. وقد لعبت إلى جانب زميلتي المحترمة الرئيسة سنية العطار دورا حاسما في فرض ربط هذا الصندوق عضويا بجمعية الصحفيين التي أصبحت اليوم نقابة الصحفيين، وفرض التنصيص على التمويل العمومي كمصدر أساسي لمداخيل الصندوق وهو وضع استثنائي لم يتحقق لتعاونية القضاة مثلا رغم مطالبتهم بذلك. وهذا المرور بقيادة جمعية الصحفيين التونسيين مكن كذلك من تحقيق مكاسب أخرى هامة مثل المقر الذي أسنده لها رئيس الدولة بناء على ملف عقاري قمت شخصيا بإعداده. دونا عن مشروع الحواسيب واتفاقية الربط بالانترنت بأسعار تفاضلية جعلت الصحفيين التونسيين يكونون شبكة اتصال هامة. ولا يمكنني هنا إلا أن أشيد بالدور الذي لعبه كافة أفراد الهيئة لتحقيق هذه الانجازات وفي مقدمتهم الزميلان الرئيس فوزي بوزيان والهاشمي نويرة، وكذلك بالدعم الذي لقيناه من وزير الاتصال السيد رافع دخيل . السبيل أونلاين – تخوض معركة ضد الفساد المالي والإداري والسياسي في تونس بشجاعة وتأتي على ذكر أسماء لها نفوذ مالي وسياسي كبير في البلاد ، لو تحدثنا عن إهتمامك بملف الفساد في تونس ؟ زياد الهاني – الفساد مصاحب للحكم منذ فجر التاريخ. في عهد الرئيس بورقيبة أقصى ما كنا نسمعه عن الفساد هو حصول أحد المقاولين المقربين من السلطة على مشروع من الدولة. أما الفساد اليوم فقد أصبح عاما ومنتشرا ومرتبطا أساسا بأصهار الرئيس بن علي وحتى بعض أفراد عائلته. فالتونسيون بكل مستوياتهم يتناقلون أخبار الطرابلسية والثروات التي يكونونها على حساب المال العام، مال التونسيين جميعا. فنحن مجتمع صغير ومترابط ويخطئ من يعتقد أنه بإمكانه أن يخفي فيه شيئا. وأنا عندما أحارب الفساد إنما أدافع عن حق الفقير الذي يعجز المستشفى العام على تحمل نفقات علاجه فيطلب من أهله إخراجه والعودة به ليموت في بيته. وعن حق الموظف في أن يحصل على راتب محترم، وأن يكون للدولة مداخيل تمكنها من مواجهة متطلباتها ومحاصرة غول التضخم الذي أتى على الأخضر واليابس. عندما أقول لا للفساد فأنا اقول لا لتجارة المخدرات التي لعائلة الطرابلسي ضلع فيها وليس أخطر على بلادنا من هذه الآفة اللعينة. وعندما أقول لا للفساد فأنا أقول لا لتجارة السلاح الذي ينتقل اليوم بين أيدي أفراد العائلات النافذة ويمكن أن يتسرب غدا لأيادي أخرى يمكنها أن تعبث بأمن البلاد. قد لا يهتم المسؤول كثيرا بهذه المسألة لأن له حمايته الشخصية، لكن ماذا عنا نحن عموم الناس الذين نمشي في الشوارع ونلهث وراء قوت عيالنا؟ أليس المدنيون الأبرياء هم أكبر ضحايا الصراعات والنزاعات المسلحة؟ لذلك نقول لا للفساد وللمفسدين . السبيل أونلاين – أشيع أنك تقدمت بإستقالة من المكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين التونسيين ، خلال ظرف حساس مرّت به النقابة ،ولكنك كذبت لاحقا خبر الإستقالة ، فماهي ملابسات الموضوع ؟ زياد الهاني – كنت واثقا منذ فترة بأن النقابة وصلت إلى طريق مسدود وبأن الهروب إلى الأمام لن يجدي نفعا. لذلك عرضت على كافة زملائي في المكتب التنفيذي أكثر من مرة أن نتقدم باستقالة جماعية ونعود للاحتكام للقاعدة الصحفية لتصحيح المسار. لكن هذا العرض جوبه بالاستهزاء وطلب مني أن أتقدم باستقالة منفردة إذا رغبت في ذلك. ثم بدأت عريضة سحب الثقة وتلتها الاستقالات الثلاث التي كانت مؤشرا واضحا على أنه لم تعد هنالك أية إمكانية لرأب الصدع. وانسجاما مع مواقفي السابقة خاصة وأني كنت أول من دعا لاستقالة جماعية، تقدمت باستقالتي لفسح المجال أمام عقد مؤتمر استثنائي موحد. لكني تراجعت عنها بطلب من زميلي رئيس النقابة ناجي البغوري. ورب ضارة نافعة، لأن المخطط الانقلابي مكننا من خوض معركة استقلالية النقابة بشكل مفتوح وصياغة ملحمة ستشكل منعطفا في تاريخ المهنة وربما البلاد. السبيل أونلاين – إتهمت بعض زملائك الصحفيين المقربين من السلطة بأن لديهم مخطط للإنقلاب علي الهيئة المنتخبة لنقابة الصحفيين التونسيين مثلما حدث لجمعية القضاة ، وهو ما حدث فعلا ، فماهي ملابسات الإنقلاب وماهو الإجراء الذي تنوون القيام به ضد الإنقلابيين ؟ زياد الهاني – مثل كل هيكل جماعي، حصلت مشاكل جدية في النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين نتج عنها ثلاثة استقالات من المكتب التنفيذي، كما تم توزيع عريضة لسحب الثقة من المكتب. حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم استغل الأزمة ليعمل بواسطة عدد من أعضائه يتقدمهم السيد جمال الكرماوي مستشار أمينه العام على الاستحواذ على النقابة. وكلنا نذكر كيف دعا السيد عبد العزيز بن ضياء مستشار رئيس الدولة في وقت سابق التجمعيين لاكتساح الفضاء الجمعياتي والهيمنة عليه. لكن فات كل هؤلاء أن القطاع الصحفي عصي عليهم، وأن الصحفيين بمختلف توجهاتهم بمن فيهم التجمعيون، يعتبرون أنفسهم نخبة ولا يقبلون مهانة الاصطفاف المفروض على قطيع من آلاف الجمعيات الأخرى. وحصلت استقالة انتهازية رابعة في صلب المكتب التنفيذي تقرر إثرها الدعوة لمؤتمر استثنائي لانتخاب قيادة جديدة للنقابة. لكن المجموعة الانقلابية ومن يسندها ضربوا عرض الحائط بالقانون الأساسي للنقابة وعقدوا مؤتمرا غير قانوني اضطرنا للقيام بدعوى قضائية لإبطاله، وقد تحددت جلسة ليوم 26 أكتوبر للغرض. الانقلابيون حصلوا على حكم سيظل وصمة عار في جبين من أصدره بالاستيلاء على مقر النقابة رغم عدم البت في شرعيتهم القانونية. وقاموا بتنفيذ هذا الحكم مستعينين بالشرطة السياسية التي وضعت يدها على المقر ومنعت دخولنا إليه قبل أربع ساعات من حلول العدل المنفذ على عين المكان للإعلام بالحكم المعرة وتنفيذه!؟ . وقد نددت منظمات المجتمع المدني المستقلة والمنظمات المهنية الدولية بهذا الانقلاب ورفضت الاعتراف بشرعيته. ونحن بدورنا نرفض التسليم بالانقلاب والتسليم للانقلابيين. ولن نسلم عهدتنا إلا لمؤتمر قانوني ولن ندخر جهدا لإسقاط الانقلاب وتبعاته. ويخطئ من يعتقد أنه بإمكانه إرهابنا. والتتبع العدلي المفتوح ضدنا لا يخيفنا ولن يثنينا عن مواصلة التصدي للانقلابيين ومن يقف خلفهم. وإذا كان من السجن بد فمرحى. فهو ابتلاء لثباتنا وصبرنا نحمد الله عليه. وإن قضى به العزيز الحكيم فلا راد لقضائه، ونحن به قانعون ومحتسبون . السبيل أونلاين – ماهو تقييمك للمشهد الإعلامي و السياسي والإجتماعي في تونس ، وماهو إستشرافك للمستقبل ، وكيف تنظر للعملية الإنتخابية التى ستجري في 25 أكتوبر؟ زياد الهاني – نحن اليوم نعيش مرحلة انتقالية تتشكل خلالها بدائل المستقبل. واضح أن السلطة تعد بدائلها وترسخ أقدامها، في ما تتخبط المعارضة في انقساماتها وحروبها الزعاماتية المهلكة. استشراء الفساد يفتح الباب أمام إمكانية تغيير عنيف خاصة في صورة غياب مفاجئ لرئيس الدولة لا قدر الله. انتخابات أكتوبر محسومة سلفا حتى لو أشرفت عليها الأمم المتحدة. والشعب التونسي يستحق أكثر بكثير مما هو معروض عليه . السبيل أونلاين – من المعروف أنك لا تنتمي إلى أي حزب سياسي في تونس رغم أنك تحمل توجهات سياسية ، ما السرّ في ذلك ؟ زياد الهاني – أنا أنتمي لكل التونسيين. وذلك حسبي، وهو شرفي .

السبيل أونلاين – قامت السلطات بحجب مدوناتك (صحفي تونسي) 18 مرة ، ولكنك تعود لتنشأ في كل مرّة نسخة جديدة من المدونة ، لو تحدثنا عن التجربة ؟ زياد الهاني – كلما أغلقوا نافذة للأمل، فتحت نافذة جديدة. مثلما تفضلتم حجبوا مدونتي 18 مرة في عام ونصف فقط منذ انطلاقها. وفي كل مرة لم أركن للشكوى، بل كان ردي الوحيد هو إعادة فتح مدونتي . السبيل أونلاين – بادرت برفع أول قضية ضد الوكالة التونسية للإنترنت لحجبها مدونتك ولكنك خسرتها ، هل كان لديك أمل في كسب القضية ؟ زياد الهاني – عندما رفعت القضية ضد الوكالة التونسية للانترنت لم تنتابني أية أوهام. فالنظام القضائي في تونس غير مستقل، وليس في قول ذلك أي تعريض به. لأن هذا الرأي يدرس في كليات الحقوق ويردده الخبراء القانونيون. والأمر مرده بكل بساطة أن القانون المنظم للمجلس الأعلى للقضاء لا تتوفر فيه المعايير الدولية لاستقلال القضاء . من خلال هذه القضية مارست حقي وواجبي كمواطن في التظلم، في ما مارست السلطة دورها التسلطي، والقاضية التي حكمت في القضية تبعيتها الذليلة لرؤسائها. وما زلت لحد الآن أنتظر الحصول على نسخة من الحكم لاستئنافه . السبيل أونلاين – إستهدفت السلطة التونسية الكثير من معارضيها بسياسة تشويه السمعة والنيل من أعراضهم ، كيف تقيّم هذا السلوك ؟ زياد الهاني – يعكس وضاعة القائمين به الذين يتصرفون كعصابات وليس كرجال دولة . السبيل أونلاين – خلال العام الماضي تعرض منزلك إلى الإقتحام في غيابك وسرقة بعض الأغراض والعبث بمحتوياته ، هل كنت تتوقع ما حدث ، ومن هي الجهة التى تشير إليها بأصابع الإتهام ؟ زياد الهاني – لا يمكنني الاتهام دون دليل. هذا ما تعلمته في الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان التي أنتمي إليها منذ 1985، وفي الفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية. لكن ذلك لا يعني أنه ليست عندي فكرة عمن يكون اقتحم بيتي وانتهك خصوصيتي. علما بأن عملية الخلع تمت للتمويه لأنها حصلت من الداخل وليس من الخارج. فالذين اقتحموا بيتي دخلوه من بابه ولم يستولوا منه إلا على حاسوبي الشخصي الذي اشتريته بقرض بنكي لم يسدد بعد، إضافة إلى كل الأشرطة الممغنطة التي سجلت عليها عملي. بل بلغت بهم الجرأة حد تفتيش وثائقي والعبث بملفاتي. صحيح أن هذه الضربة كانت موجعة خاصة على الصعيد المادي بالنسبة لرب أسرة مثلي. لكن الحمد لله على كل حال . (المصدر: موقع « السبيل أونلاين » (محجوب في تونس) بتاريخ 1 أكتوبر 2009)  


الحزب الحاكم يعالج تبعات خلافاته الداخلية في قابس

 


قامت وزارة الداخلية التونسية اليوم 30 سبتمبر 2009 بتعيين « حياة عبد الدائم » في خطة معتمد في جهة تونس تعويضا لها عن إزاحتها من القائمة التجمعية في دائرة قابس بعد أن حلت مكانها « السيدة بوعبدالله » لتركيز التوازن الجهوي في القائمة.  و في سياق متصل ذكرت مصادر طبية في تصريحات خاصة براديو كلمة أن « عبد الدائم » تعرضت إلى أزمة صحية حادة نتيجة لما حدث .  و من جهة أخرى علمت « كلمة » أن « مقداد الميساوي » باشر صباح اليوم مهامه في منصبه الجديد على رأس ولاية قابس عوضا عن « عبد الكريم مصباح » الذي أقالته الوزارة دون تكليفه بمهام أخرى بسبب الزلزال الذي زعزع قائمة الحزب الحاكم في قابس.  و في هذا الإطار ذكر عدد من المتابعين للشأن السياسي في الجهة أن الوالي المقال لم يفلح رغم مجهوداته في محاصرة اتساع رقعة الاحتجاج على تركيبة القائمة المذكورة و أضافوا أنه كان تحت ضغط القيادة السياسية و التعصب الجهوي و هو ما أدى به ليكون كبش فداء لتهدئة حالة الاحتقان و الهيجان التي أصبحت تهدد بمقاطعة واسعة للانتخابات .   (المصدر: « كلمة » (محجوبة في تونس) بتاريخ 30 سبتمبر 2009)


بيــــــــــــــان
الحامة ولاية قابس

الحامة ولاية قابس بما أنني أصيل معتمديه الحامة ولاية قابس وحقوقي تونسي بلغني خبر أزعجني لم أكن أتوقعه أن يصدر في بلد مثل الحامة التي اعرفها بلد نضال وكفاح ولهذا أندد باستغلال أهل منطقتي لأغراض عنصرية مقيتة. إن هذه المدينة تعد أكثر من 100 ألف نسمة وشاسعة الأطراف توجد في الجنوب التونسي تنتمي منذ القديم إلى قابس تعد أكثر من 12 مدرسة ثانوية وإعدادية ومن أهم المناطق الفلاحيه بولاية قابس أهلها يعيشون على تربية الماشية والفلاحة الكبرى وفيها نسبة البطالة تفوق 40بالمائة من سكانها. هذه المدينة لعبت وتلعب دورا هاما في الحياة السياسية في تونس ولها ماضي كبير حافل بالنضال والأحداث الثورية والنقابية لقد أنجبت رجالا لهم ماضيهم ووزنهم في الساحة الوطنية منهم محمد بن شرف الدين الذي قام بثورة ضد الباي قبل الاستعمار الفرنسي ثم قاوم الاستعمار محمد الدغباجي الثائر المشهور محمد علي الحامي النقابي الشهير والطاهر الحداد الذي نادى بتحرير المرأة في العالم العربي والإسلامي والحاج علي خضر السياسي المخضرم والطاهر لسود أول ثائر في الحركة الوطنية والجلولي فارس أول رئيس لمجلس الأمة بعد الاستقلال ومؤسس مجلة الأحوال الشخصية. ان هذه المنطقة حضنت العديد من الأجناس منهم اليهود لهم حاليا معبد منذ القدم وأيضا تسكنها حاليا شتى القبائل من جميع الألوان الأسود والأبيض ما راعنا أخيرا ان التجمع الدستوري الديمقراطي أدخلنا في دوامة عنصرية خطيرة على مجتمعنا وذلك عندما سمي في قائمته الانتخابية لمجلس النواب سنة 2009 السيد بوبكر بوصبيع أصيل الحامة واسود اللون وله قدرة علمية فائقة وينتسب إلى التجمع منذ صغره وله مناصب إدارية سابقة في أعلى مستوى ولأجل لونه الأسود وقع رفضه وتعويضه بشخص أخر. لأن مجموعة تنتمي إلى الحزب الحاكم رافضة هذا الشخص لأجل لونه وقامت بإرسال برقيات تنديد إلى هرم الحزب الحاكم والضغط عليه مع تجمعات أمام معتمديه الحامة لقد أتت هذه السلوكات البذيئة بثمارها حتى وصلت بإسقاط والي الجهة وتعويض الأسود بالأبيض مع أن الشخص الذي عوض مكانه لم يكون يوما ما مشارك في الحزب الحاكم , كما وصل الأمر بتغيير السيدة حياة عبدالدائم مستوى تعليمي بعد ألباك 7 سنوات إلى أن وقعت لها جلطة في المخ وعوضت بالسيدة بوعبدلي مستوى لا تصل السنة السادسة ابتدائي هل نحن في عالم متأخر الى هذه الدرجة. كيف لرئيس الدولة وهو أيضا رئيس التجمع يقبل بهذه العنصرية في تونس التي ناضلت من اجل التقدم منذ الاستقلال هل يريدون بعودة تونس إلى الوراء أم انتهى أمر البلاد. هل يمكن في القرن الواحد والعشرين ننظر إلى الأشخاص من لونهم لا من كفاءاتهم العلمية رغم إننا اليوم نرى اكبر دولة في العالم اختارت رجلا اسود ومن اصل مهاجر إفريقي . ومن الغرابة نحن كدولة عربية إسلامية تؤمن بالحقوق ولا نفرق بن عربي أو أعجمي إلا بالتقوى هذا عارا في جبين الشعب التونسي.     فرنسا 1سبتمبر 2009 عبدالعزيز عقوبي سياسي وحقوقي تونسي  


اعتقال شابين دون الكشف عن مصيرهما وسبب اعتقالهما

 


حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 30. سبتمبر 2009 اعتقلت إحدى الفرق الأمنية يوم السبت المنقضي الشابين رفيق بن الخميس بن الرايس و وسيم بن فتحي الحسني دون أن تعلم عائلتهما شيئا عن أسباب اعتقالهما ومصيرهما إلى حد مساء أمس الأربعاء. وقال السيد خميس بن الرايس إنّ فرقة أمنيّة داهمت محلّ ابنه التجاري منذ يوم الجمعة وفتشت المحل وحجزت بعض المعدات الالكترونية وبعض الكتب والأوراق، كما توجهت إلى منزله الكائن بحي النسيم طريق تيبار وقامت بتفتيش غرفته ثم اقتادته إلى منطقة الحرس الوطني بجندوبة، وأبقته تحت التحقيق إلى غاية مساء ذلك اليوم وطلبت منه العودة صباح السبت غير أنّه ومنذ ذلك الوقت لا علم له بمكان اعتقال ابنه وصديقه وسيم.  وعبّر بالرايس عن خشيته من أن يلحق ابنه مكروه وطالب بمعرفة المكان الذي يوجد فيه والتهمة التي وجهت له حتى يتمكن من إعداد وسائل الدفاع عنه. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ01 أكتوبر2009)  

حزبان معارضان في تونس يتهمان السلطات بعرقلتهما في انتخابات البرلمان

 


تونس ـ د ب أ: اتهم حزبان معارضان بارزان في تونس أمس الأربعاء السلطات التونسية بتعمد ‘إسقاط القائمات التي سيشارك بها في الانتخابات البرلمانية المقررة بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية ‘ يوم 25 تشرين الأول/أكتوبر المقبل. وقال الحزب الديمقراطي التقدمي (راديكالي غير ممثل في البرلمان) في بيان صحافي نشره اليوم إن السلطات أسقطت 21 قائمة من بين القائمات الـ 26 التي سيشارك بها في الانتخابات البرلمانية ‘ بهدف منع الديمقراطي التقدّمي من دخول البرلمان’. وأضاف أن الحزب ‘استدعى لجنته المركزية للاجتماع يوم السبت 10تشرين الأول/أكتوبر لدراسة الوضع واتخاذ القرار الملائم’ ، في إشارة إلى إمكانية مقاطعة الانتخابات البرلمانية. وكان أحمد نجيب الشابي (65 عاما) مؤسس الحزب الديمقراطي التقدمي وأبرز معارض في تونس للرئيس زين العابدين بن علي (73 عاما) أعلن في شباط/فبراير 2008 نيته الترشح في الانتخابات الرئاسية إلا أن تعديلا دستوريا استثنائيا أقره الرئيس التونسي في تموز/يوليو 2008 أقصاه من الانتخابات. ومن جانبها ، قالت حركة التجديد( شيوعية راديكالية ممثلة في البرلمان) إن السلطات ‘تعمدت’ إسقاط 11 قائمة من بين القوائم الـ26 التي ستشارك بها في الانتخابات البرلمانية ، دون تقديم أي تعليل يبرر قرار الإسقاط. وذكرت الحركة في بيان صحافي أنها ستطعن في قرارات الإسقاط لدى المجلس الدستوري وهو هيئة تنظر في شرعية الترشحات إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ومدى مطابقتها للقانون الانتخابي التونسي. وأضافت الحركة أن هيئتها السياسية ستعقد ‘اجتماعا طارئا’ مساء اليوم الأربعاء برئاسة احمد إبراهيم (63 عاما) الأمين الأول للحركة ومرشحها لانتخابات الرئاسة ‘للنظر في تعمد السلطات إسقاط قائماتها الانتخابية والانعكاسات الخطيرة لهذا القرار على الانتخابات ذاتها’. وتشارك كل أحزاب المعارضة التونسية ، وعددها 8 وحزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم، الذي يهيمن على 80 بالمئة من مقاعد البرلمان التونسي الـ 189 في الانتخابات البرلمانية. وتحصل أحزاب المعارضة التي تدخل البرلمان على دعم مالي عام لتمويل أنشطتها والصحف الناطقة باسمها.   (المصدر: جريدة القدس العربي  ( يومية – لندن ) بتاريخ 01 أكتوبر 2009 )  

الانتخابات التشريعية 2009 دائرة زغوان قائمة « الإصلاح والتنمية »  بلاغ إعلامي

تسلم اليوم الأربعاء  30سبتمبر2009  السيد محمد الحبيب المستيري رئيس القائمة المستقلة التي تحمل اسم « الإصلاح والتنمية » بدائرة زغوان الوصل النهائي الذي يخول للقائمة المذكورة المشاركة في الانتخابات التشريعية المقررة بتونس يوم 25 أكتوبر القادم تحت اللون « النحاسي » . وتضم القائمة كلا من:   ـ  محمد الحبيب المستيري   إطار تقني – أمينة الزواري               موظفة – عبد العزيز التميمي         صحفي     عن القائمة   محمد الحبيب المستيري    

الانتخابات التشريعية 2009 دائرة توزر قائمة « الإصلاح والتنمية »  بلاغ إعلامي  

أعلمت اليوم الأربعاء 30سبتمبر2009  السيدة منية القارصي حرم بوعتور رئيسة القائمة المستقلة التي تحمل اسم « الإصلاح والتنمية » بدائرة توزر بعدم قبول القائمة للمشاركة في الانتخابات التشريعية المقررة بتونس يوم 25 أكتوبر القادم. وإََذ تأسف السيدة منية القارصي لهذا الرفض بعد تقديرها استيفاء كل الشروط القانونية، فإنها تؤكد عزمها على مواصلة المشاركة في الحياة السياسية  والمساهمة في تطويرها، و تتقدم بالشكر لكل من عبر لها عن تشجيعه ومساندتها.   عن القائمة  كمال التوكابري


الانتخابات التشريعية:

** الاثنين المقبل تعليق القائمات في الولايات.. والأحد 11 أكتوبر انطلاق الحملة ** انتهاء الآجال القانونية.. وجميع القوائم تعرفت البارحة على قانونية ترشحاتها

 


تونس ـ الصباح: من المنتظر ان تكون جميع الأحزاب والأطراف المترشحة للانتخابات التشريعية قد تعرفّت البارحة على قائماتها النهائية التي ستخوض فعليا غمار الانتخابات بعد انتهاء الاجال القانونية. وباعتبار أن يوم أمس 30 سبتمبر هو رابع يوم بعد آخر آجال الترشح، حسب ما ينص عليه الفصل 92 من المجلة الانتخابية.. «أما الوصل النهائي فانه يسلم خلال الاربعة ايام الموالية لايداع التصريح بالولاية اذا كانت القائمة المقدمة مطابقة لأحكام هذه المجلة». وقد رشحت كل الاحزاب تقريبا قائمات في مختلف الدوائر الانتخابية الى جانب ترشح قائمات مستقلة. وقد تم اسقاط عدد كبير من قائمات جل الاحزاب (باستثناء قائمات التجمع الدستوري الديمقراطي وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين) التي شابتها عديد الخروقات القانونية وتمكّنت بعض القائمات من ادراك الآجال في تعديل قائماتها وتصحيحها على ان تكون قد تعرفت البارحة عن مآل هذا التصحيح. وحسب القانون والآجال المضبوطة، فان ولاة الجمهورية سيتولون تعليق القائمات النهائية للمترشحين بعد المصادقة عليها من المجلس الدستوري والتثبت من مطابقتها للضوابط الدستوريّة يوم الاثنين 5 اكتوبر وذلك بمقرات الولايات وهو اليوم العشرون السابق ليوم الاقتراع مثلما ينص على ذلك الفصل 92 من المجلة الانتخابية.. « يعلق الوالي القائمات النهائية بمقر الولاية في اليوم العشرين السابق ليوم الاقتراع »، ليفسح بعد ذلك المجال للحملة الانتخابية بالنسبة إلى انتخاب أعضاء مجلس النواب المقبولة ترشحاتهم، وذلك بداية من يوم الأحد 11 أكتوبر 2009 على الساعة صفر الى غاية يوم الجمعة 23 أكتوبر 2009 عند منتصف الليل. و تخصص لكل قائمة ستخوض غمار الانتخابات منحة بعنوان مساعدة على تمويل الحملة الانتخابية وذلك على أساس مبلغ 45 دينارا لكل ألف ناخب على مستوى الدائرة الانتخابية. وتسند المنحة المشار إليها أعلاه طبقا للشروط المنصوص عليها بالفصل 45 مكرر من المجلة الانتخابية وحسب صيغ يقع ضبطها بقرار مشترك من وزيري الداخلية والتنمية المحلية والمالية. ويقدم لكل قائمة مترشحة للانتخابات التشريعية نصف المنحة بمجرد حصول القائمة على الوصل النهائي المنصوص عليه بالفصل 92 من المجلة الانتخابية. أما النصف الثاني من المنحة فيصرف لكل قائمة تحصلت على 3 بالمائة على الأقل من الأصوات المصرح بها على مستوى الدائرة الانتخابية. وبعد اقفال الحملة الانتخابية يوم 23 أكتوبر عند منتصف الليل، تجرى عملية الانتخاب يوم الأحد 25 أكتوبر 2009 بالنسبة للرئاسيّة والتشريعيّة في مختلف مكاتب الاقتراع داخل الجمهوريّة على أن تمتدّ فترة الاقتراع للرئاسيّة بالنسبة للتونسيين في الخارج من يوم السبت 17 إلى السبت 24 أكتوبر 2009 ويتم الانطلاق مساء الاحد 25 أكتوبر في عملية الفرز ليتم الإعلان عن النتائج الكاملة للانتخابات ولعملية الاقتراع يوم الإثنين 26 أكتوبر 2009 من قبل وزير الداخلية. عدد المقاعد بمجلس النواب والدوائر الانتخابية وتوزيع المقاعد على الدوائر يذكر أن الأمر عدد 2069 لسنة 2009 المؤرخ في 7 جويلية 2009 المتعلق بضبط عدد المقاعد بمجلس النواب والدوائر الانتخابية وتوزيع المقاعد على الدوائر، نص على أنه تطبيقا للفقرة الأولى من الفصل 72 من المجلة الانتخابية حدّد العدد الجملي للمقاعد بمجلس النواب بـ214 مقعدا. وتطبيقا للفقرة الثانية من الفصل 72 من المجلة الانتخابية حدّد عدد المقاعد المخصصة للدوائر الانتخابية بـ161 مقعدا توزع على مختلف الدوائر الانتخابية بكامل تراب الجمهورية. سفيان رجب (المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 1 أكتوبر 2009)

16 امرأة يترأسن قائمات الأحزاب و60% من المرشحين من الشباب

 


تونس – الصباح: سجلت القائمات الخاصة بالانتخابات التشريعية المقررة لشهر أكتوبر 2009 حضورا مكثفا للعنصر النسائي سواء كان في الحزب الحاكم أو أحزاب المعارضة الوطنية.  كما كان للشباب وفي جميع القائمات ظهور لافت أعطى للانتخابات بعدا حيويا وأسهم في تقريب قاعدة العمل السياسي لدى شباب تراوحت أعمارهم بين 25 و39 سنة. وتجددت ترشحات بعض النقابيين الناشطين في صلب الاتحاد العام التونسي للشغل. وكان التجمع الدستوري الديمقراطي احتل المرتبة الأولى في عدد السيدات المشاركات في الانتخابات التشريعية بمعدل 36% من مجموع المرشحين باسم الحزب وبلغ عددهن 51 امرأة بعد أن كنّ لا يتجاوزن 40 مرشحة في انتخابات 2004. وترأست امرأتان دائرتين انتخابيتين وهنّ السيدة حبيبة المصعبي عن دائرة مدنين والتي تمكنت للمرة الثانية من ترأس قائمة الجهة بعد انتخابات 2004، أما السيدة نبيلة القلال فقد حازت رئاسة دائرة صفاقس الأولى بعد أن كانت عضو قائمة في انتخابات 2004. ولم يكن حال أحزاب المعارضة مختلفا حيث رشحت العنصر النسائي لترأس بعض من قائماتها، ويحتل حزب الخضر الريادة في عدد النسوة بـ4 رئيسات قوائم وهنّ (السيدة عائشة الخماسي منوبة والآنسة فاتن الشرقاوي بن عروس والسيدة فاطمة بن سالم صفاقس 2 وأمال السماعلي القصرين). أما الوحدة الشعبية فقد اختارت كل من (السيدة سميرة الشواشي أريانة وعربية بن عمار بن عروس ووسيلة العياري سليانة) في حين جاءت حركة التجديد في المرتبة الأخيرة بتعيين السيدة نعيمة الهمامي لترأس قائمة تونس 1. ويشترك كل من حركة الديمقراطيين الاشتراكيين والاتحاد الديمقراطي الوحدوي والحزب الاجتماعي التحرري في عدد رئيسات القائمات برئيستان لكل حزب. وبذلك يبلغ العدد الجملي لرئيسات القائمات للأحزاب الوطنية مجمع 16 رئيسة بعد أن كنّ 7 رئيسات في انتخابات 2004 ولم يكن يمثلن حينها  سوى 10% من مجموع رؤساء القائمات. 60% من السياسيين الجدد… شباب شكل الإرث السياسي منذ انتخابات 1989 تحولا واضحا في السياسة الوطنية ذلك أنها أعطت دورا أكبر للشباب عبر تمكينه من مقاعد أكثر في مجلس باردو. وتمكن الحزب الحاكم التعويل على عدد كبير من الشباب وصلت نسبة وجودهم بقائمات التجمع للانتخابات التشريعية ما يقارب الـ50% وهي استراتيجية واضحة للتعويل على الطاقات الصاعدة. هذا وقد بلغت نسبة وجود الشباب بالقائمات المقدمة للتشريعية من طرف الأحزاب الوطنية المعارضة مجتمعة ما يعادل 64,2% ولعل الملفت حقا أن معظم الشباب المشارك في قائمات المعارضة في انتخابات 2009 لا ينتمي لهذه الأحزاب بل وقع استدعاء أغلبهم  لتعزيز صفوف الأحزاب التي يشكو بعضها من نقص العنصر الشبابي. ولم تخلو قائمات الأحزاب من أبناء اتحاد الشغل بل تعززت مشاركتهم سواء في صلب المعارضة أو حزب التجمع الدستوري الديمقراطي ومن بين الوجوه النقابية الجديدة التي يمكن أن نراها في مجلس النواب للدورة النيابية 2014-2009 نذكر سعيد يوسف الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير والتهامي الهاني الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد ومحمد الدامي عن دائرة تونس الأولى ومصطفى المديني عن دائرة منوبة ومحمد بن يحيى عن دائرة باجة. ويذكر أنه بعد التثبت من القائمات الانتخابية ومدى ملائمتها للنص القانوني تم الاقرار بعدم قانونية 38 قائمة انتخابية مع مجموع 260  قائمة. وبعملية حسابية بسيطة نطرح من العدد الجملي للقائمات المقررة قبل التثبت وعددها 260 من أقر بعدم قانونيته (38) لنتحصل على 222 قائمة وهي العدد المتبقى للتسابق نحو قصر باردو. ومن الأحزاب التي لم تخسر أيا من قائماتها التجمع الدستوري الديمقراطي وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين (حدش) اللذين حافظا على جميع دوائرهما وعددها 26 دائرة. خليل الحناشي (المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 1 أكتوبر 2009)  

موجز الانتخابات

تونس ـ الصباح ·يجري التجمع الدستوري الديمقراطي هذه الايام سلسلة من الندوات الحوارية بحضور ثلة من النخب السياسية والمثقفة. وتتطرق هذه اللقاءات الى البرنامج الانتخابي للحزب والتحديات التي تنتظر الحزب خلال السنوات المقبلة. * يقوم وفد رسمي من المرصد الوطني للانتخابات اليوم بزيارة عمل  للحزب الاجتماعي التحرري وذلك على الساعة الثانية والنصف بعد الزوال * يعقد الامين العام للحزب الاجتماعي التحرري صباح اليوم ندوة صحفية تتطرق لاخر تحضيرات الحزب للانتخابات الرئاسية والتشريعية. * اعلنت حركة التجديد اول امس عن الانطلاق الرسمي لبداية التحضيرات للحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية وشكلت الحركة للغرض عدة لجان * قدمت اغلب الاحزاب المعارضة طعونا للمجلس الدستوري على خلفية رفض عديد القائمات من قبل الادارة، ويذكر ان سقوط هذه القائمات كان لعدم مطابقتها للضوابط والاجراءات القانونية المعمول بها. * ترشح السيد ساسي لسود على قائمة الحزب الاجتماعي التحرري بدائرة قابس، والطريف في الامر تشابه الاسماء بين هذا المترشح والمناضل الوطني الشهير «ساسي لسود» المعروف باستبساله في مقاومة الاستعمار الفرنسي ايام الحماية. سفيان رجب وايمن الزمالي (المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 1 أكتوبر 2009)  


انتخابات تونس وحصاد بن علي

 


علي بن عرفه      لم يعد يفصلنا عن موعد الانتخابات الرئاسية في تونس سوى أيام معدودة، ومع ذلك يغيب عن الساحة الوطنية الحراك السياسي المعهود في مثل هذه المناسبات، فلا أثر يذكر لغير حملة الرئيس بن علي والتي انطلقت قبل موعدها بالدعوات المتكررة من المنظمات والجمعيات الموالية للحزب الحاكم مناشدة له بالترشح لدورة رئاسية خامسة.     الرّهان الانتخابي يعود غياب الحراك السياسي قبل موعد الانتخابات إلى انتفاء التنافس والرهان الانتخابي عن هذه الدورة الانتخابية الجديدة القديمة، فلا أحد من المواطنين أو المتابعين للشأن التونسي يساوره شك في استمرار الرئيس الحالي في الحكم، فمصطلح الإنتخابات فقد معناه في القاموس السياسي التونسي شأنه في ذلك شأن كل المفاهيم الحديثة مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان وغيرها التي أصبحت تحيل إلى نقيضها، فتحولت الانتخابات إلى مجرد تزكية لسلطة الأمر الواقع وليس أكثر.     فالعملية الانتخابية في ظل حكم الرئيس بن علي لا تتجاوز معنى البيعة الجماعية المفروضة بالجهاز الأمني والإداري والمحكومة بشبح دستور عدل أكثر من مرة على مقاس الرئيس الحالي بما يضمن له رئاسة حتى الممات، وفاء بتعهده بإلغاء الرئاسة مدى الحياة الذي أسس عليه شرعية انقلاب السابع من نوفمبر/ تشرين الأول 1987.     إن هذه البيعة لا تستند إلى تأييد شعبي لشخص الرئيس بن علي وبرنامجه الانتخابي، فطبيعة النظام الاستبدادي الذي أرسى دعائمه وما يرمز إليه من فساد أفقده كل سند شعبي، فالشباب يواجه البطالة ويقتحم الأخطار في قوارب الموت بحثا عن لقمة العيش، وطبقة العمال تعاني من ارتفاع الأسعار وتدهور القدرة الشرائية، ورجال الأعمال يشتكون من غياب الشفافية وهيمنة العائلات المتنفذة والمقربة من الرئيس وأصهاره.    » المحطة الانتخابية القادمة ليست سوى مسرحية لتزيين واجهة نظام دكتاتوري لا يكترث كثيرا بالمصلحة الوطنية، قدر حرصه على تسويق نفسه لدى الدوائر الغربية لضمان دعمها وتأييدها من أجل استمراره والحفاظ على مصالحه  » فالمحطة الانتخابية القادمة إذا ليست سوى مسرحية لتزيين واجهة نظام دكتاتوري لا يكترث كثيرا بالمصلحة الوطنية، قدر حرصه على تسويق نفسه لدى الدوائر الغربية لضمان دعمها وتأييدها من أجل استمراره والحفاظ على مصالحه ومصالح القوى التي تقف وراءه.     ونظرا لتكرار المشهد العبثي للانتخابات أصبحت هذه العملية مجرد دورة للتدريب على التزييف والنفاق ومهادنة الاستبداد، يجر إليها الناخبون جرا لتكريس التخلف السياسي الذي تشهده البلاد، مع تشوه أخلاقي جماعي يتأسس على الخوف ويؤسس للمهادنة والنفاق، وفي نهايتها يتم إعادة إنتاج النظام الشمولي الاستبدادي الذي يهيمن فيه البوليس السياسي على مجمل الحياة السياسية والقضاء والإعلام وكل منظمات المجتمع المدني.     حصاد النظام الشمولي لا يمكن في ظل حكم نظام الرئيس بن علي الحديث عن حياة سياسية أصلا، وقد سبق أن أعلن أكثر من سياسي تونسي منذ بداية التسعينات « موت السياسية » وصرح أحد رؤساء الوزراء السابقين « أن المطلوب في تونس اليوم هو قليل من الحياء، أما الديمقراطية فقد صارت بعيدة المنال ».     – لقد اعتمد نظام الحكم على الجهاز الأمني وقبضة بوليسية استمرت لأكثر من عقدين كان ضحيتها أكثر من 60 شهيدا و32 ألف سجين سياسي منهم ألفان لا يزالون رهن الاعتقال بموجب قانون مكافحة الإرهاب، وهو قانون لا دستوري يفضح سياسة النفاق والاستجداء الرخيص للقوى الغربية على حساب دماء الشباب وعذابات أهاليهم.   وبالإضافة إلى مساجين الحوض المنجمي ورئيس حركة النهضة السابق الدكتور صادق شورو والمئات من المهجرين السياسيين، لا تزال الملاحقات الأمنية تطال أغلب المسرحين من السجن من سجناء الرأي السابقين، بحيث يتعذر عليهم الاستئناف الطبيعي لحياتهم وأنشطتهم رغم الثمن الباهظ الذي دفعوه مقابل حريتهم.     هذا الحجم الهائل من العنف المنهجي ضد الحريات العامة والخاصة الذي تمارسه الأجهزة الأمنية، والصلاحيات الواسعة التي منحت لها، خلقت أجواء من الرعب والخوف خيم على المشهد السياسي وحياة المواطنين، فشل حركة الأحزاب المعترف بها والتي أصبح متعذرا عليها تنظيم أنشطتها واجتماعاتها حتى في مقراتها التي تنازعها عليها السلطة، فضلا عن الفضاء العمومي الذي يحتكره الحزب الحاكم، كما أخضعت الأحزاب لحصار أمني وإعلامي مشدد بلغ إلى حد إطلاق مليشيات الحزب الحاكم في سيدي بوزيد للاعتداء على قيادات الحزب الديمقراطي التقدمي.     أمام هذا الانسداد السياسي وتكلس نظام الحكم، والمأزق الذي تردت فيه الحياة السياسية، تصدعت على صخرة الاستبداد أغلب الأحزاب المعارضة، فتهمش دور حركة الديمقراطيين الاشتراكيين وصار زعيمها عضوا في مجلس المستشارين المعين من قبل الرئيس بن علي الذي عارضه لسنوات، وانسحبت قيادات من الحزب الديمقراطي التقدمي وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية، وأعلن 19 شخصا من المنسحبين من حركة النهضة دعمهم لترشح الرئيس بن علي، فيما تراوح الحركة الأم مكانها في الموقف من الانتخابات، رغم أنها أكثر الحركات تضررا من الحكم القائم، ومع ذلك لم تكلف السلطة نفسها تقديم أي تنازل للمنسحبين، فتحول اهتمام بعضهم وقد كانوا قادة في أحزابهم من الموقع المتقدم في الدفاع عن الحريات العامة والخاصة، إلى الاستغاثة برئيس الدولة نفسه ليأذن لهم باستخدام شبكة الإنترنت.     – لا يختلف وضع المنظات والجمعيات الحقوقية والنسائية والشبابية والهيئات النقابية والمهنية عن وضع الأحزاب من حيث هيمنة البوليس السياسي والحصار الأمني والإعلامي والاعتداء على أعضائها بالعنف، وتهشيم ممتلكاتهم، واقتحام مكاتبهم، ومحاصرة منازلهم، ومتابعتهم قضائيا في قضايا مفتعلة، وتشويه سمعتهم من خلال الأقلام المأجورة والصحف الصفراء، بالإضافة إلى فبركة الأشرطة الجنسية الفاضحة التي نقلت الخلاف السياسي إلى الدرك الأسفل من السقوط الأخلاقي.      » نجحت السلطة في تهميش دور أكبر قوة اجتماعية قادرة على تحقيق التوازن في مواجهة استبداد الدولة، وهي الاتحاد العام التونسي للشغل، الذي دجنت قيادته وأصبحت أسيرة مصالحها الشخصية بعيدا عن مشاغل العمال  » لقد نجحت السلطة في تهميش دور أكبر قوة اجتماعية قادرة على تحقيق التوازن في مواجهة استبداد الدولة، وهي الاتحاد العام التونسي للشغل، الذي دجنت قيادته وأصبحت أسيرة مصالحها الشخصية بعيدا عن مشاغل العمال، فأعلنت هي الأخرى دعمها للرئيس بن علي. كما حظر نشاط الاتحاد العام التونسي للطلبة، ولا يزال البوليس السياسي يلاحق نشطاء الاتحاد العام لطلبة تونس، فيما تمنع السلطة وللسنة الرابعة على التوالي أقدم رابطة لحقوق الإنسان في العالم العربي من عقد مؤتمرها وتحاصر مقرها المركزي.     كما يتعرض للحصار والملاحقة نشطاء حقوق الإنسان من جمعية حرية وإنصاف والمجلس الوطني للحريات والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين وجمعية مناهضة التعذيب، وهي كلها منظمات حقوقية لا يسمح لها بالنشاط القانوني.     وعلى غرار جمعية القضاة التي أطاحت السلطة بقيادتها الشرعية تم الانقلاب على المكتب التنفيذي الشرعي لنقابة الصحفيين، ووظف القضاء كالعادة في إسباغ الشرعية على الانقلاب.     – على المستوى الثقافي أفرغت الساحة الثقافية من كل مضمون جدي وطغت عليها أجواء التفاهة والرداءة والتهريج، ففي سياق الحملة على حركة النهضة في بداية التسعينات، جندت السلطة في معركتها بقايا اليسار الاستئصالي الانتهازي، فاستهدف هوية البلاد بالتشويه من خلال خطة تجفيف منابع التدين، فمنع الكتاب الإسلامي وحوصرت المساجد وفرضت الوصاية على المناشط الفكرية من ندوات ومحاضرات حتى حاضر أحدهم عن « فلسفة العمل عند بن علي.   واختصر التراث الديني في شطحات العيساوية، وهيمنت ثقافة الرقص والمزود (آلة موسيقية شعبية) والانحلال والإباحية على المشهد الثقافي، ولم تسلم من ذلك حتى براءة الأطفال، كما قننت الشعوذة والسحر وانتشر العرافون في « دولة الحداثة »، فيما تجند « مفكري ما بعد حداثتها » أو من يسميهم المفكر محمد الطالبي بـ « الانسلاخسلاميين » لاستخدام معاول التفكيك لهدم الدين جملة باستهداف أسسه وأركانه.   فتطاولوا على القرآن الكريم تحت مسمى الدراسات التفكيكية والتاريخية للنصوص التراثية مدعين استخدام مناهج البحث الحديثة، فيما هم يرددون ادعاءات كبار المستشرقين رافعين القداسة عن القرآن ومشككين في مصدره ومتحللين من كل الضوابط والقواعد التي تواضع عليها علماء الأمة في فهمه وتفسيره.   حتى قال كبيرهم عبد المجيد الشرفي، والذي يحتل كرسي الفكر الإسلامي والحضارة العربية بكلية الآداب بجامعة تونس الأولى « إن محمدا كان يعيش في عالم تغلب عليه القداسة، أو الصبغة السحرية حسب المفهوم الفيبري… وإن الذهنية الميثية التي من أبرز خصائصها الحدس والتمثل كانت مسيطرة على طرق التفكير آنذاك… فلن نستغرب أن نجد آثار هاتين الخاصيتين في ما يبلغه إلى قومه ».     – دأبت السلطة في الشأن الاقتصادي الحديث عن نجاحات اقتصادية ونسبة نمو تصل إلى 5% ولكن رئيس الوزراء صرح أخيرا في معرض استجدائه لسهمه في مبلغ 850 مليار دولار تقرر توزيعها في قمة مجموعة العشرين، بأن معدل النمو لن يتجاوز هذه السنة 3%، وبغض النظر عن مصداقية هذه الأرقام، فإن الواقع أصدق أنباء منها، وهي لا تغني المواطن من جوع، فنسبة البطالة بلغت 25% وهو ما يفسر ظاهرة الهجرة السرية وقوارب الموت التي لم تعرفها تونس في تاريخها، بالإضافة إلى الهجرة الجماعية لعدد من العائلات إلى الجزائر هربا من الجوع، الذي دفع بعضهم إلى مشاركة البهائم علفها، وهو ما مثل فضيحة لنظام يتبجح « بنجاحاته الاقتصادية ».     لقد أدى برنامج الإصلاح الهيكلي والشراكة الأرومتوسطية إلى خوصصة المؤسسات العمومية والتفريط فيها للعائلات المتنفذة بالإضافة إلى الرأسمال الأجنبي الذي استحوذ على نسبة 87% من صفقات الخوصصة، وهو اليوم يمتلك 3 آلاف شركة تستغل أكثر من 300 ألف عامل، كما تقلص نصيب الدولة في تمويل الصحة العمومية ليتحمل المواطن أكثر من 53% من مصاريف العلاج.      » اتسعت الفوارق الطبقية بين قلة مترفة تستأثر بخيرات البلاد وأكثرية تكابد شظف العيش, إذ لا يحصل ثلثا الناشطين الاقتصاديين إلا على ربع الثروة، فيما تبلغ ثروة بن علي بحسب مجلة « فوربز » الأميركية المتخصصة 5 مليارات دولار سنة 2007  » لقد اتسعت الفوارق الطبقية بين قلة مترفة تستأثر بخيرات البلاد وأكثرية تكابد شظف العيش إذ لا يحصل ثلثا الناشطين الاقتصاديين إلا على ربع الثروة، فيما تبلغ ثروة بن علي مثلا بحسب مجلة « فوربز » الأميركية المتخصصة 5 مليارات دولار سنة 2007 وقد حصن نفسه بنص الدستور من المساءلة القضائية مدى الحياة، وسن قانونا للحفاظ على امتيازات عائلته حتى بعد موته.     لقد أدى هذا الحيف الاجتماعي والنهب الاقتصادي وغياب العدالة في توزيع الثروة بين الفئات الاجتماعية والجهات إلى انفجار أحداث الحوض المنجمي، التي دامت أكثر من ستة أشهر واجهت خلالها قوات الأمن المواطنين بالقمع، فخلفت ثلاثة قتلى وعددا من الجرحى، واعتقلت قادة الحركة الاحتجاجية، وصدرت في حقهم أحكام جائرة بالسجن لعشر سنوات، انتقاما منهم ولإرهاب المواطنين ومنعهم من التظاهر والاحتجاج في المستقبل.     المعارضة في مواجهة المأزق – أمام هذا المأزق الذي تعيشه البلاد، تعددت مواقف أحزاب المعارضة من الانتخابات الرئاسية القادمة، بين مشارك فيها وبين داع لمقاطعتها أو مقتصر على المشاركة في الانتخابات التشريعية المتزامنة معها، وهو ما يشير إلى غياب التنسيق فيما بينها، مما يزيدها ضعفا على ضعفها، ويؤبد حالة الأزمة التي تشهدها البلاد بسبب اختلال ميزان القوى لصالح الدولة البوليسية، التي تجند قوة أمنية قوامها 130 ألف شرطي لخنق أنفاس 10 ملايين مواطن، وهو ما يعادل القوة الأمنية في فرنسا التي يتجاوز عدد مواطنيها 60 مليون نسمة.     لقد عجزت المعارضة حتى الآن عن تقديم البديل، رغم أنها تلمست بداية طريقها للخروج من الأزمة من خلال حركة 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2005 التي ضمت أطياف المعارضة الجادة من الإسلاميين واليساريين والليبراليين والقوميين ولكنها تنكبت عن مسار قوتها الذي أربك السلطة لوقت قصير، فدخلت في متاهات الحوار الفكري النظري لقضايا لا علاقة لها بجماهير الشعب، التي تئن تحت وطأة الاستبداد والفقر والبطالة والفساد.   ومما زاد في ضعف هذا التحالف عدم الإيمان الجدي لبعض أطرافه بضرورة الاجتهاد والصبر وبذل الوسع لبناء الثقة فيما بينها، وتغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية الضيقة، وتوحيد الجهود من أجل تحقيق قدر من التوازن في مواجهة تغول الدولة، والاستفادة من التجربة التاريخية التي أثبتت أنه لا قبل لتيار بمفرده مهما كان وزنه من تحمل تبعات التغيير نيابة عن الشعب.     فلا خيار إذا أمام المعارضة الجادة سوى العمل على توحيد الجهود والسعي لتحقيق التفاف شعبي حولها يحولها إلى قوة معنوية قادرة على هزم القوة المادية الغاشمة، ولن يتسنى ذلك دون نضال وصبر وتضحية، وتجسيد النموذج والقدوة في القيادة السياسية النظيفة والمناضلة، والقادرة على استيعاب شروط المرحلة وفي مقدمتها التنازل عن المصالح الحزبية والشخصية لفائدة وطن يتسع للجميع.     – في كل الأحزاب تقريبا حديث عن « الواقعية والتعقل » والتصالح مع واقع الفساد والاستبداد، واستحضار شبح الميثاق الوطني المقبور، وبعيدا عن الأوهام واستنادا إلى معطيات الواقع الموضوعي لا نبالغ اذا اعتبرنا هذا الحديث حلما من أحلام اليقظة التي ينساق إليها ضحايا القهر، لما يمنحه لهم من شعور كاذب بالتغيير وتحسن الأوضاع بمجرد الحديث الذاتي –دون مشاركة السلطة الفاعل الرئيسي- عن المصالحة وإعادة إحياء الميثاق الوطني، هروبا من مواجهة واقع أعيا الجميع، برفضه للحوار أو التصالح فضلا عن الاستجابة ولو جزئيا ومرحليا لمطالب الإصلاح.   فكل ما يمكن تحقيقه من وراء هذه المواقف لا يتجاوز إطلاق سراح سجين أو عودة مهجر، وهو ليس بالأمر الهين، ولكنه يظل مكسبا حقوقيا يطرح السؤال حول معنى العمل السياسي، الذي يبدو أن آلة القمع نجحت في اختزاله عند البعض في مطالب جزئية لا تتعدى أحيانا جواز السفر، أو رفع الرقابة الإدارية عن هذا المناضل أو ذاك، وهي مكاسب جزئية يمكن سحبها في كل وقت وحين مع استمرار منظومة الاستبداد.   وبناء على ذلك يجب أن يظل مطلب الإصلاح السياسي هو الهدف الرئيسي لكل نشاط معارض في ظل نظام استبدادي شمولي يشكل عقبة في وجه كل إصلاح آخر، ولا خيار للمعارضة سوى القطع مع الاستبداد كليا، ولا يعني ذلك القطيعة بما هي رفض للحوار أو الحلول المرحلية، ولكنه يعني الإصرار على رفض الاستبداد، والتمسك بمطلب الحريات في كل وقت وحين وبكل أشكال النضال السلمي والمدني مهما كانت التضحيات. إذ لا يعقل أن تهدر تضحيات الشعب والتي تراوحت بين الاستشهاد والاعتقال والتشريد والملاحقات جراء تنازلات لا معنى لها.      » حالة الجمود السياسي الذي تشهدها تونس باتت تهدد الاستقرار الاجتماعي وتنذر بعواقب لا تحمد، ظهرت نذرها في أحداث الضاحية الجنوبية للعاصمة، التي لم تتنبأ بها أكثر التحاليل تشاؤما  »   – إن حالة الجمود السياسي الذي تشهده البلاد باتت تهدد الاستقرار الاجتماعي وتنذر بعواقب لا تحمد، ظهرت نذرها في أحداث الضاحية الجنوبية للعاصمة، التي لم تتنبأ بها أكثر التحاليل تشاؤما ولكنها في المحصلة كانت إفرازا طبيعيا للمأزق السياسي الذي تردت فيه البلاد، وحالة الانسداد الكامل، واعتماد المعالجة الأمنية في التعاطي مع القضايا السياسية والاجتماعية.   وإذا كان الانسداد السياسي قد أفرز العنف الأهوج في حادثة سليمان، والاحتقان الاجتماعي أدى إلى احتجاجات الحوض المنجمي، فإنه في حالة إصرار السلطة على اتباع نفس السياسات وصم الآذان عن دعوات الإصلاح المتكررة وعدم الاستفادة من تجارب الدول المجاورة في تجاوز مخلفات الصراع السياسي التي بلغت حد سفك الدماء كما هو في الجزائر الشقيقة، ورفض تخفيف الاحتقان السياسي والاجتماعي بإعلان العفو التشريعي العام وإطلاق سراح المساجين السياسيين ومعتقلي الحوض المنجمي وعودة المهجرين، والإصرار في مقابل ذلك على انتهاج المعالجة الأمنية لملفات سياسية وحقوقية واجتماعية، يجعل عملية الانتخابات أشبه بالمسرحية، ومع استمرار بن علي في الحكم لدورة رئاسية خامسة لن تزيد الطين إلا بلة، ستتضاعف حالة الإحباط واليأس من كل إصلاح، مما يجعل مستقبل البلاد مفتوحا على أسوء الاحتمالات لا قدر الله.     (المصدر: الجزيرة نت(الدوحة-قطر) بتاريخ 1 أكتوبر 2009 )


إنتخابات تـونس: النتائج قبل التصويت


المختار اليحياوي إذا كان ترشح الرئيس بن علي للإنتخابات الرئاسية التي ستجري في 25 أكتوبر 2009 يعني حتميا التجديد له كما يعلمه الجميع فإن نشر قائمة مرشحي الحزب الحاكم للإنتخابات التشريعية التي ستجري في نفس اليوم يعني نشر القائمة الإسمية « المنتخبة » لتشكيلة مجلس النواب القادم أو على الأقل 75 في المائة من جملة أعضائه باعتبار أن الربع المتبقي يتخلى الحزب الحاكم عنه بموجب نظام المحاصصة لعناصر من بين أحزاب المعارضة. وهكذا تبدو الإنتخابات التونسية فريدة من نوعها في عالمنا اليوم لأنها الإنتخابات الوحيدة التي تعرف نتائجها رسميا قبل حصولها. و لئن كان أقصى ما يمكن أن يطمح له التونسي في ظل النظام الإنتخابي الحالي بالنسبة للإنتخابات الرئاسية هو أن يقع القبول به كمنافس للرئيس الحاكم. فإن الأمل الوحيد في الإنتخابات التشريعية بالنسبة لمن لم ترد أسمائهم في قائمة الحزب الحاكم هو الفوز أولا برئاسة قائمة حزب معارض و قبول الإدارة بتسجيل قائمته في الإنتخابات في مرحلة ثانية لعله يكون أحد الثلاثة و خمسون نائب غير منتخب و الذين سيتم إستكمال تشكيلة مجلس النواب بهم تحت لافتة نواب أحزاب المعارضة. و لا أعتقد وجود برلمان واحد منتخب في العالم يتحصل بعض نوابه على عضويته دون الحصول على نسبة الأصوات التي تخول لهم الإنتصاب داخله. كما أنه البرلمان الوحيد في العالم الذي يدافع فيه النواب المنتخبين على الحكم المطلق و تأبيد الإستبداد بينما يدعو أعضائه غير المنتخبين للإصلاح و الديموقراطية. و العجيب في إنتخاباتنا هو أن النتيجة الوحيدة التي تكرسها في كل دورة وبعد كل خمس سنوات هي النجاح في استفتاء الشعب التونسي على عدم التداول على السلطة حيث يتحصل الرئيس الحاكم على ما يزيد عن تسعين بالمائة من الأصوات و نواب الحزب الحاكم على حوالي تسعين في المائة من الأصوات. و لقائل أن يقول وهو يرى هذه النتائج تتكرر و لا تتغير منذ أكثر من نصف قرن لماذا الإنتخابات و لماذا أحزاب المعارضة من أصلها. ففي الإنتخابات الأخيرة حصل الرئيس بن علي في الرئاسية على 94,49 % بينما حصل نواب الحزب الحاكم بمفرده في التشريعية على 87,7 % من الأصوات و هي تقريبا أدنى نسبة حصل عليها الرئيس و الحزب الحاكم منذ الإستقلال. لذلك فإننا نجد ببساطة لو أردنا التوضيح أن كل الضجة القائمة حول الإنتخابات في تونس و التي لا تكاد تهدأ منذ انطلاقها عدة سنوات قبل حصولها تتمحور حول سؤالين: – هل سيقبل الرئيس بن على بمنافسته من طرف ممثلي غير الأحزاب التي تعود على السماح لهم بذلك؟ وقد أدرك الآن من كان يتوهم أنه قد يقبل الجواب عن هذا السؤال. – وهل سيقع توسيع المحاصصة داخل البرلمان بالنسبة لأحزاب المعارضة المعترف بها لتشمل أحزابا لم تشملها المحاصصة في السابق؟ و أعتقد هنا أيضا أن الأحزاب المعنية بهذه القضية قد أدركت بعد الجواب. هذه إنتخاباتنا و هذا حقيقة الواقع السياسي في بلادنا فمتي سننضر في انتخاباتنا وواقعنا السياسي كما هو و ننتهي من « البوليتيك »… المختار اليحياوي – تونس، 29 سبتمبر 2009 (المصدر: مدونة « تونيزيا ووتش » (محجوبة في تونس) بتاريخ 29 سبتمبر 2009) الرابط: http://www.tunisiawatch.com  


على هامش مؤتمر الاتحاد الجهوي للشغل بسليانة. في الردّ على بعض العاشقين تزوير الحقائق.

 


منذ أن كشف مؤتمر الاتحاد الجهوي للشغل بسليانة الذي انعقد يوم 30ماي 2009 عن اسراره حتى تعالت الاصوات لانشاد ملاحم بطولية و التغني بانجازات خرافية حقّقها  » رفاق التغيير » . وهو ما أسهم في بروز مغالطات عديدة و خطيرة تحرّف الواقع و تشوّه الحقائق وهو ما يستوجب انارة الرأي العام النقابي بحقيقة المستجدّات و الخفايا التي رافقت المؤتمر. و لعلّ من بين هذه المغالطات ما ذكر على صفحات الواب من ان قائمة « التكتل اليساري  » الديموقراطي تسقط قائمة » التجمّع « . ان هذا القول يتضمن العديد من المغالطات و التشويهات و يدعو الى الغرابة و هو مردود على أصحابه و ذلك للاسباب التالية: – ان الذين يدّعون التباين الواضح مع الكاتب العام السابق و المنتمي الى التجمع هو ذاته الذي تحالفوا معه في المؤتمرات السابقة و خاصة في مؤتمر 2005 و أقصوا بموجب هذا التحالف عديد الرفاق و المناضلين النقابيين بالجهة ( راجع صحيفة البديل الالكترونية بتاريخ جويلية 2005). – ان التبرير الذي ساقوه للانقلاب على المرشح للكتابة العامة الاخ « عبد الستار المناعي » و المتمثل حسب زعمهم في التنسيق السري مع الكاتب العام « المولدي السياري » بتعليمات من السلطة و المركزية النقابية يناقض ما ادعوه في حملتهم الانتخابية و ما ساقوه على صفحات الانترنيت في أن قائمتهم هي تكتّل المعارضة ضد الكاتب العام.فكيف تكون معارضة و تحتوي في نفس الوقت عناصر تجمعية( وهذا حسب ادعائهم طبعا)؟ ثم ان هذا يؤكد الصفة الانتهازية لدى هؤلاء الذين سوّقوه للرأي العام النقابيبالجهة على أساس أنه بطل و مناضل و جعلوه على راس » قائمة التغيير » لغايات انتخابية ثم لينقلبوا عليه فيما بعد بدعوى انقلابه عليهم في التصويت و ليقودوا حملة قذرة من التشويه ضدّه متجاوزين كل الاعراف و الاخلاق. – ان هذا الانقلاب يؤكد الطابع الانقلابي و الانتهازي لهذه الفئة المتلبّسة بشعارات النضال و النضالية . فسرعة تغيير وجهة الكتابة العامة بعد دقائق معدودة من إعلان نتائج المؤتمر يؤكّد بما لايدع مجالا للشك بانّ الامر دُبّر بليل و أن الانقلاب طبخ على نار هادئة و بالتنسيق مع أطراف خارجية لاعلاقة بالجهة و أنّه أملته حسابات سياسية ضيّقة تتّخذ من العمل النقابي ستارا لها و من الممارسة الانتهازية و سيلة لتحقيق أهدافها. إنّ حملة التشويهات التي تفنّن فيها هؤلاء و التطاول على الرموز النقابية و تخوينها و تصويرها بمظهر المتآمر على المنظمة النقابية و اتهامها بتصفية  » المناضلين  » يؤكّد الفساد الاخلاقي لهؤلاء و ما الشعارات الطنانةالتي يردّدونها الا محاولة لستر عوراتهم و اخفاء لعلاقاتهم المشبوهة. و إلاّ بما يفسّرون سعيهم المسعورلنيل رضا التجمع بالجهة ودعوتهم للتأثير على النواب للتصويت لقائمة » اليسار النقابي » ؟ اليست هذه مفارقة عجيبة ؟ إنّ هذا يؤكّد أن العديد من الانتهازيين المحسوبين على النقابة و العمل النقابي و الرافعين لشعار  » التغيير » يحرصون على تحريف النقابة و العمل النقابي قصد تحقيق أهداف خاصة و ضيقة و جعل المنظمة العتيدة مجرّد منظمة حزبية او منظمة تحضر فيها الممارسة الانتهازية حيث السمسرة و المتاجرة بهموم الشغالين و معاناتهم. فهل بالتخوين و التشويه نستردّ حقوق العمّال ؟ أين أولائك الذين كانوا في يوم ما يقيمون الدنيا و لا يقعدونها يلعنون » راس المال » و يستشفون من » الكمبرادور » و » الكمبرادورية » ؟لقد أصبحوا ببساطة !!!يمجّدون راس المال و ينعمون بدفء « الكمبرادور » و » الكمبرادورية « . إنه النضال بعينه إنّ الممارسة الانتهازية تعمل باستمرار على تغييب المصالح المشتركة بين أفراد الشغيلة من أجل استبعادها من الاهتمام بالعمل النقابي و التركيز على القضايا الفردية ذات الطابع الانتهازي حتى يجد هؤلاء الانتهازيون ذلك مناسبة للسمسرة و التسوّقو الاستقطاب الحزبي و ممارسة الاقصاء على الاخر و خلق قنوات لممارسة المحسوبية و الزبونية و أشياء اخرى لا علاقة لها بالنقابة و لا بالعمل النقابي الصحيح. إنّ دور هؤلا ينحصر في التشويش و التهريج و انتحال دور البطولة عبر النيل من النقابيين بتشويه سمعتهم وسط الشغيلة و الرأي العام. إنّ مصدر إنتاج الممارسة الانتهازية هو ضيق الافق و الغايات الحزبية التي لاعلاقة لها بالعمل النقابي و إن هؤلاء المنحرفين إنما يهدفون الى إشاعة الفكر الانتهازي المنتج للانتهازية و مصادرة ما تبقى عند الجماهير الشعبية الكادحة من وعي اقتصادي و اجتماعي و ثقافي و سياسي لتصير الجماهير الكادحة بليدة و عاجزة عن الالتفات لواقعها تابعة مطيعة لما يخطّطه لها  » أبطالها المناذلون ». هذه كلمات هادئة أردناها رسالة لبعض المتشنّجين حتى يكفوا عن اصطناع البطولة و اجترار الاوهام و تشويه الحقائق. نقابي من سليانة مراسلة خاصة بالمرصد التونسي للحقوق والحريات النقابيةالمرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicals

حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ نشرة الكترونيّة عدد 116 – 01 أكتوبر 2009

 


تم إسقاط 13 قائمة من أصل 26 قائمة انتخابية قدّمتها المبادرة الوطنيّة من أجل الديمقراطية والتقدّم للانتخابات التشريعية القادمة. المبادرة قرّرت الطعن في عمليّات الإسقاط لدى المجلس الدستوري. الدوائر التي اسقطت فيها قوائم المبادرة: تونس الأولى (رئيسة القائمة: نعيمة الهمامي) تونس الثانية (رئيس القائمة: أنور بن نوة) بنزرت (رئيس القائمة: نور الدين الطرهوني) منوبة (رئيس القائمة: عبد الستار السحباني) صفاقس الأولى (رئيس القائمة: محمد ثامر إدريس) صفاقس الثانية (رئيس القائمة: مكي الجزيري) الكاف(رئيس القائمة: محمد بن عمار) المنستير (رئيس القائمة: محمد جنيدي عبد الجواد) القيروان (رئيس القائمة: محمد منصف الوهيبي) تطاوين (رئيس القائمة: منير زعتور) قفصة (رئيس القائمة: محمد بن عثمان وصيفي) سيدي بوزيد (رئيس القائمة: زهير فاضل) مدنين (رئيس القائمة: أحمد الورشفاني)    أمّا القوائم التي تمّ قبولها فهي:   أريانة (رئيس القائمة: طارق الشعبوني) باجة (رئيس القائمة: محمد رؤوف محجوب) بن عروس (رئيس القائمة: محسن الخلفاوي) توزر (رئيس القائمة: عمر قويدر)  جندوبة (رئيس القائمة: بكار غريب) زغوان (رئيس القائمة: عادل الشاوش) سليانة (رئيس القائمة: محمد الحبيب العوني) سوسة (رئيس القائمة: علي سيدهم) قابس (رئيس القائمة: حسين الكريمي) القصرين (رئيس القائمة: حمادي غيلاني) المهدية (رئيس القائمة: كمال الشريف) نابل (رئيس القائمة: محمد الجهمي العقربي) قبلي (رئيس القائمة: محمد بن زايد) المغرب الأقصى، ضدّ التطبيع: اثارت مشاركة وفد صهيوني في مؤتمر عقد في مراكش احتجاجات واسعة في اوساط سياسية وحقوقية مغربية تناهض التطبيع. وتجمع عشرات من الناشطين يمثلون احزابا سياسية وهيئات حقوقية والمجتمع المدني امام قصر البلدية بمراكش للتعبير عن رفضهم واحتجاجهم على مشاركة وفد صهيوني في المؤتمر الدولي الـ26 للسكان الذي افتتح بالمدينة الاحد الا ان الشرطة منعت هؤلاء من مواصلة احتجاجهم وفرقتهم باساليب « مستفزة » حسب ما نقلت صحيفة التجديد عن مشاركين بالاحتجاج. وأكد بلاغ الهيئات المنظمة عزمها رفع دعوى قضائية ضد الموقف « غير القانوني لرئاسة مجلس المدينة »، كما لم يستبعد أن يكون قرار منع المظاهرة « الصادر عن السلطات المحلية » له صلة « باحتمال حضور الوفد الصهيوني للمؤتمر العالمي للسكنى بمراكش ».عن القدس العربي 28 سبتمبر 2009. الكيان الصهيوني، تطبيع: أعلنت الإذاعة الصهيونية الرسمية، امس أنّ وزير الخارجية الصهيوني أفيغدور ليبرمان اجتمع مع وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري في نيويورك. وذكرت الإذاعة أنّ اللقاء بين ليبرمان والفهري تمّ في نيويورك بشكل سري، دون أن يُفصح عنه، وذلك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. ونفت صحف مغربية عن مصادر وزارة الخارجية المغربية الخبر. يبدو ايضا ان رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتياهو سيلتقي مع وزراء خارجة قطر والبحرين وحتى مع شخصيات رفيعة المستوى من الدول التي سحبت سفرائها من « إسرائيل  » إثر العدوان الصهيوني على غزة. من موقع الانتقاد 25 سبتمبر 2009. الكيان الصهيوني، مقاطعة: أبدى مركز أكاديمي صهيوني احتجاجه على قرار الحكومة الإسبانية الاسبوع الفارط باستبعاده من منافسات مسابقة التصميمات المعمارية المستدامة لأنه يقع على أرض فلسطينية محتلة. وأعرب مركز أريال الجامعي، في بيان عن رفضه الشديد لهذا القرار أحادي الجانب من الحكومة الإسبانية، مشيرا الى أن القرار « غير أكاديمي ». وأضاف المركز أن القرار، الذي وصفه بـ »المخجل »، يعد « حربا سياسية غير شرعية » تنتهك القوانين الدولية التي تكفل حرية التعليم، إلا أن مصادر من الحكومة الإسبانية أكدت أنه يأتي متماشيا مع اتفاقيات وقرارات الاتحاد الأوروبي. وفي تصريحات اخرى أشارت رينات ساجي، المتحدثة باسم المركز، الى أن القرار جاء بعد عامين من العمل والوصول الى التصفيات النهائية للمسابقة، بجانب 19 دولة أوروبية.عن  إفي 23 سبتمبر 2009. فلسطين، سعدات: قال الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القائد الوطني أحمد سعدات، أن الرد الوحيد والأسرع على الهجمة الصهيونية الشرسة في القدس وانتهاك حرمة المسجد الاقصى والمخططات الاستيطانية الصهيونية يتمثل في اعلان اتفاق وطني شامل فوري وعملي دون تأجيل ينهي الانقسام ويعيد الوحدة الوطنية ليكون بمثابة رسالة عهد ووفاء لشعبنا وشهدائنا في ذكرى انطلاقة انتفاضة الأقصى التي يحتفل بها شعبنا وأسراه في ظل الكثير من التحديات والمؤامرات التي لا يمكن مواجهتها وإفشالها والتصدي لها دون استعادة الوحدة وتحقيق المصالحة. من موقع الجبهة الشعبية 29 سبتمبر 2009. أفريقيا وأمريكا الجنوبية: استضافت جزيرة مارغاريتا الفنزويلية يومي 26 و 27 من هذا الشهر، قمة بلدان أفريقيا وأمريكا الجنوبية التي اجتمعت بمشاركة قادة 66 دولة، بغية توثيق أواصر التعاون بين الإقليمين.  وذكر نائب وزير خارجية فنزويلا رينالردو بوليفار، لوكالة انتر بريس سيرفس، أنه « فيما جرت العادة علي عقد إجتماعات قمة بين الشمال والشمال وبين الشمال والجنوب، تعتبر قمتي أمريكا الجنوبية- الدول العربية في عامي 2005 و 2009 وقمتي أفريقيا-أمريكا الجنوبية، بمثابة القمم الوحيدة التي تعقد بين دول الجنوب. » وكان أول إجتماع قمة بين دول إفريقيا وأمريكا الجنوبية قد عقد في أبوجا، نيجيريا، في الفترة من 26 إلي 30 نوفمبر عام 2006، حيث تم إصدار بيانا يتضمن 45 نقطة تلاقي بين الإقليمين، شملت هذه النقاط مجالات مختلفة، مثل ضرورة إصلاح نظام الأمم المتحدة والإلتزام بتوعية الرجال والشبان حول حقوق المرأة والمراهقات وتعهد أمريكا الجنوبية بالإستثمار في أفريقيا في مجالات الزراعة ومكافحة الجوع… من موقع آي بي إس. الولايات المتحدة- تركيا: يُشاع في الآونة الأخيرة أن الولايات المتحدة تنوي تزويد تركيا بمنظومات صاروخية مضادة للاهداف الجوية من طراز « باتريوت » المعدلة.  وهذه المنظومات تستطيع ليس فقط إسقاطَ الطائرات، بل والصواريخِ الباليستية والمُجنحة كذلك. ويردّد الخبراء الامريكان أنّ الصواريخ الإيرانية تستطيع أن تطال كل المناطق التركية. ولهذا فإن من شأن صواريخ باتريوت « أن تصحح الاختلال الذي طرأ على ميزان القوى، بعد امتلاك إيران للتكنولوجيا الصاروخية ». سبق للولايات المتحدة أن عقدت صفقة في ديسمبر الماضي مع دولة الامارات العربية المتحدة، لتزويدها بهذا النوع من الصواريخ. عن موقع روسيا اليوم. قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ info@hezbelamal.org للاتصال بنا : aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى SUBSCRIBE  للإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها  aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى UNSUBSCRIBEلفسخ الإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها   http://www.hezbelamal.org/ موقع حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ  


طلبة تونس WWW.TUNISIE-TALABA.NET أخبار الجامعة
الإربعاء 30 أكتوبر 2009 العدد الثاني – السنة الرابعة –  

 بعد الإنقلاب على جمعية القضاة و جمعية الصحافيين …. هل يأتي الدور على الإتحاد العام لطلبة تونس ؟   توقع العديد من المتابعين للساحة الجامعية و المراقبين للتطورات التي عرفتها الحركة الطلابية أن تقوم السلطة باغتنام فرصة العطلة الصيفية لتنفيذ سيناريو شبيه بالذي عرفته جمعية القضاة و جمعية الصحافيين و لكن يبدو أن قرب موعد الإنتخابات التشريعية و الرئاسية و تجنيد كافة طاقات السلطة لهذا الموعد الإنتخابي قد أجل المشروع إلى موعد لاحق قد يكون خلال الصائفة القادمة خاصة و أن هناك موعد انتخابي آخر لا تفصلنا عنه سوى بضعة أشهر وهو الإنتخابات البلدية المقررة في شهر ماي 2010 مع الوضع في الإعتبار أن قضية الإتحاد العام لطلبة تونس أعقد بكثير من جمعية القضاة و جمعية الصحافيين و كل خطأ في الحسابات قد يؤدي إلى نتائج معكوسة و غير مرتقبة و تاريخ الحركة الطلابية الطويل و المليء بالأحداث و التطورات و التقلبات أكبر شاهد على ذلك …   طلبة مهدّدون أكثر من غيرهم بإنفلونزا الخنازير : ربما يكون السجن أخطر الأمكنة التي يمكن أن يتفشّى فيها وباء إنفلونزا الخنازير و ذلك لسبب بسيط جدا وهو أن السجين لا يمكنه اللجوء إلى مكان آمن آخر غير الذي يوجد فيه وهو يقيم في غرفة ضيّقة مكتظّة لا يتجاوز نصيبه من مساحتها في أغلب الأحيان نصف متر مربّع و بالتالي فإن العدوى تكون أسهل ما يكون في غرف السجن …. و إذا وضعنا في الإعتبار النقص الشديد في الرعاية الصحية داخل السجن فإن الكارثة – لا قدر اللّه – تحدّق بنزلاء السجون و يمكن أن تؤدي إلى مصائب لا يعلم مداها إلاّ اللّه …. و يجدر التذكير بأن هناك عدد كبير من الطلبة و التلاميذ لا زالوا معتقلين في مختلف السجون التونسية في إطار  » قانون مكافحة الإرهاب  » التعيس  و هم مهدّدون في حياتهم مع اقتراب موعد تفشي وباء إنفلونزا الخنازير ….   انتخابات ….. بلا ناخبين : كلما صادفت طالبا أو طالبة و سألته : هل وصلتك بطاقة الناخب فإن الجواب في الأغلبية الساحقة من الحالات يكون بالنفي …. بل أكثر من ذلك فإن عددا كبيرا من الطلبة لا يعرفون حتى موعد الإنتخاب و لا يعلمون شيئا عن المترشحين و لا القائمات الإنتخابية أما عن برامج الأحزاب فحدّث عنها و لا حرج …. و من يتجول في ساحات و أروقة المعاهد العليا و الكليات فلا يجد أثرا لشيء اسمه  » انتخابات  » و كأن الأمر يهم إحدى بلدان جنوب شرق آسيا أو أمريكا اللاتينية …. و لقائل أن يقول لماذا لم يستلم الطلبة بطاقات انتخابهم و الحال أن كل الإجراءات الإدارية التي يقومون بها تتم عن طريق الإنترنت و تعلم عنهم السلط الإدارية و خاصة وزارة الداخلية تقريبا كل شيء من أسماء و أماكن إقامة و المؤسسات الجامعية التي يدرسون بها بل إنها قربت إليهم الخدمات ؟؟؟ فأنشأت مراكز لــ  » الأمن الجامعي  » يستطيعون استخراج الوثائق الشخصية ( بطاقة التعريف الوطنية – جواز السفر – … ) منها فهل عجزت السلط الإدارية الترابية أو الجامعية عن تمكين الطلبة من بطاقة الناخب هذه البطاقة المسكينة صاحبة الحظ التعيس من دون الوثائق الإدارية جمعاء ؟   توزر : ارتفاع عدد الطلبة إلى 1962 خلال السنة الجامعية الحالية 2009 – 2010 …. ازداد عدد الطلبة بشكل ملحوظ خلا السنة الجامعية الحالية في مدينة توزر ليصل إلى 1962 من بينهم 1000 طالب جديد مقارنة بالسنة الفارطة و يتوزع هؤلاء الطلبة على مؤسستين جامعيتين هما : – المعهد العالي للدراسات التطبيقية في الإنسانيات و يضم 1101 طالب منهم 500 من الطلبة الجدد – المعهد العالي للدراسات التكنولوجية و يضم 961 طالب من بينهم 500 جدد و يؤمّن ديوان الخدمات الجامعية بالجنوب الإيواء لــ 690 طالب بالحي الجامعي و بالمبيتات الخاصة و الملاحظ أن ظروف الإقامة و التنقل تكون أيسر في المدن الجامعية الصغيرة مثل توزر و تطاوين و سيدي بوزيد و غيرها كما أن ضغوطات الدراسة تكون أقل و حتى نسبة النجاح تكون – عادة –  مرتفعة ….   جامعة خاصة جديدة : افتتاح فرع لجامعة باريس دوفين بتونس …. أعلن رضا فرشيو – وهو وزير سابق للتربية و التعليم – عن افتتاح فرع لجامعة باريس دوفين الفرنسية بتونس العاصمة و برأسمال قدره 2,5 مليون دينار تونسي ( يمتلك بنك تونس العربي الدولي 35 بالمائة و البنك التونسي 30 بالمائة و جامعة باريس دوفين 33 بالمائة و الــ 2 بالمائة المتبقية مملوكة لأشخاص ماديين ) و ستمنح هذه الجامعة الخاصة الفرصة للطلبة الراغبين في مواصلة دراستهم في فرنسا إلى البقاء في بلدهم مع متابعة نفس البرامج المقررة في الجامعة المذكورة و الحصول على نفس الشهادات و في نفس الوقت تحمّل تكاليف مالية أقل بكثير مما لو تم الإنتقال إلى فرنسا …..  و من ضمن 120 طالب قدموا ملفاتهم للتسجيل الجامعي في شهر جويلية 2009 لم يتم قبول سوى 75 منهم توفرت فيهم شروط التسجيل … و يتابع هؤلاء دراستهم خلال السنتين الأوليين في جذع مشترك و يتم توجيههم إثر ذلك إلى أحد اختصاصين هما : – الإقتصاد و التصرف – الرياضيات و الإعلامية و التطبيقات في الإقتصاد و المؤسسة أما عن البرامج و الإمتحانات فهي مطابقة لتلك المعتمدة في جامعة باريس دوفين و ستكون الشهادات التي تمنحها معترف بها دوليا و يؤمّن الدراسة في هذه الجامعة بالتساوي في العدد أساتذة تونسيين و فرنسيين تخرجوا من جامعة باريس دوفين و يبلغ ثمن التسجيل في السنة الجامعية لكل طالب 6500 دينار أي ما يمثل نسبة الثلث بالنسبة للتسجيل الجامعي في جامعة باريس دوفين و البالغ 10 آلاف أورو  و يؤكد مدير المؤسسة رضا فرشيو :  » نحن لا نرغب في أن تكون جامعة للأثرياء بل على العكس من ذلك هناك بعض التسهيلات الموجهة للطلبة الممتازين الذين يجدون صعوبة مادية في التسجيل  » و يأتي تأسيس هذا الفرع في ذكرى مرور 40 سنة على تأسيس جامعة باريس دوفين الشهيرة دوليا   مساندة لمعتقلي الحوض المنجمي : إضراب للمعلمين يوم 5 أكتوبر 2009 ….. قررت النقابة العامة للتعليم الأساسي القيام بإضراب كامل يوم الإثنين 5 أكتوبر 2009 في مختلف أنحاء البلاد مساندة  لمعتقلي الحوض المنجمي و من ضمنهم زملاء معلمين سلّطت عليهم أحكام قاسية ومن بين المعتقلين الذين يقبعون وراء القضبان الطيب بن عثمان و البشير العبيدي و عدنان يعيش و جميعهم يعانون من أمراض مختلفة ( مرض السكري ، …. ) مع العلم أن الإضراب قد أقرّه المؤتمر الأخير للنقابة العامة يومي 24 و 25 جوان 2009 و قد تم اختيار يوم 5 أكتوبر بالذات لأنه يصادف اليوم العالمي للمدرسين الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة للتربية و الثقافة و العلوم ( اليونسكو )   الدورة 23 للمعرض الدولي للإعلامية و المكتبية و تكنولوجيات الإعلام و الإتصال : إقبال كبير من الطلبة ….. شهد اليوم الأول من معرض الإعلامية الذي ينتظم لأول مرة بقصر المعارض بالكرم من يوم الإربعاء 30 سبتمبر إلى يوم الأحد 4 أكتوبر 2009 إقبالا كبيرا من الطلبة الذين اغتنموا هذه الفرصة للإطلاع على آخر الإبتكارات في مجال الإعلامية و مواكبة بعض العروض الخاصة بأحدث ما تم في مجال البرمجيات و قد برّر المنظّمون انتقال المعرض إلى المكان الجديد بضيق مساحة قصر المعارض بالشرقية و خصص في المعرض جناح لرسكلة خراطيش الطباعة أشرف عليه فنيون من الخارج و لاقى تجاوبا كبيرا كما تم تقديم نصائح و أساليب بسيطة حول كيفية إعادة تعمير الخراطيش بالحبر و إمكانية استعمالها عدة مرات أما في مجال الإنترنت فقد توقع الكثير من روّاد المعرض أن يتم الإعلان خلاله عن الترفيع في سعة تدفق  » الأ دي آس آل  » إلى 4 ميغا أو 8 ميغا و لكن خاب ظنهم حيث بقيت الحال على ما هي عليه أي 2 ميغا في حين أن سعة التدفق في الجزائر و المغرب وصلت إلى 20 ميغا منذ سنوات عديدة ….   1 أكتوبر 1985 : عندما امتزجت الدماء الفلسطينية و التونسية …. رغم أن شهر سبتمبر و أكتوبر كانا خلال الثمانينات من القرن الماضي مقترنين بإجراء امتحانات الدورة الثانية للإمتحانات الجامعية ( دورة التدارك ) فقد هبّت مجموعات من الطلبة – و كانوا بصدد إجراء الإمتحانات – إلى التحرك و التنديد بالغارات التي قامت بها الطائرات الصهيونية على مقار و مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية بضاحية حمام الشط جنوب مدينة حمام الأنف و على بعد 15 كلم من وسط تونس العاصمة …. و قد انتبه أولئك الطلبة وهم بصدد المراجعة – إلى النداءات المتكررة التي كانت تبثها الإذاعة الرسمية التونسية للتبرّع بالدم فتيقنوا أن هناك أمر جلل قد حدث و في وقت وجيز – و بعد القيام بعملية الإستقصاء و الإستماع إلى الإذاعات الأجنبية و خاصة إذاعة لندن – تأكدوا من خبر الغارات الصهيونية فأعدوا العدة و قاموا بتحضير اللافتات المنددة بالمجزرة الصهيونية الغادرة و قاموا بتحركات في محيط المؤسسات الجامعية و خاصة على الطريق الرئيسية أمام المركب الجامعي بتونس حيث تم إحراق العلم الصهيوني و رفع الشعارات المطالبة بالإنتقام للدماء الطاهرة الزكية التي سالت بسبب ذلك العدوان الغادر …..     فظيــــــــــــــع : بسبب الميراث …. طالب يقتل والدته …. بعد ثلاثة عشر سنة من فقدانها لزوجها تتعرض امرأة إلى القتل البشع على يد من ؟ على يد فلذة كبدها …. فبعد أن حملته تسعة أشهر في بطنها و عانت آلام الولادة ليرى النور ثم أرضعته لشهور طويلة و سهرت الليالي وهي تهدهده و حملته إلى الطبيب مرات و مرات وهي ترجو من اللّه أن يكتب له الحياة طويلا و أنشأته وهو طفل في المدرسة ثم تلميذ في المعهد و فرحت أيما فرح بنجاحه في الباكالوريا و التحاقه بالجامعة وهي تنتظر بكل شوق اليوم الذي يتخرّج فيه …. وهي تفعل ذلك – ككلّ أمّ – لا تريد منه جزاء و لا شكورا …. ها هو يجازيها بعد 24 سنة انقضت من عمره بكتم أنفاسها … بسبب ماذا ؟ …. بسبب ميراث والده … يا له من شقيّ … كيف سيجيب ربّ العزّه عندما يقف أمامه يوم القيامه ليسأله عن سبب قتله لوالدته ….    يقول الحقّ تبارك و تعالى في محكم تنزيله : ( وقضى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه و بالوالدين إحسانا إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفّ و لا تنهرهما و قل لهما قولا كريما و اخفض لهما جناح الذّلّ من الرّحمة و قل ربّ ارحمهما كما ربّياني صغيرا ) الآيتان 23 و 24 من سورة الإسراء ما أبعد هذا التوجيه الرباني عن ممارسات و تصرفات بعض التلاميذ و الطلبة – التي و إن لم تصل في أغلب الأحيان إلى حد القتل وهو أشنع و أبشع ما يمكن أن يرتكبه المرء في حق والديه – فإنهم يسبونهم أو يعنّفونهم أو يتكلمون كلاما بذيئا و خشنا في صحبتهم أو يرفعون أصواتهم أمامهم بشكل غير مقبول و ذلك بسبب عدم تلبية رغباتهم المادية أو عدم السماح لهم بالقيام ببعض الأعمال المشينة أو المرفوضة …. حدثت هذه الجريمة الشنيعة مساء يوم السبت 26 سبتمبر 2009 بجهة منزل شاكر القريبة من مدينة صفاقس وتفيد المعطيات الأولية أن الإبن القاتل – الذي كان موجودا بمفرده مع والدته بالمنزل و في غياب أخويه الطالبين الجامعيين –  عمد إلى الإعتداء على والدته بالعنف ثم أمسك بسلك كهربائي موصول بالتيار و لمسها به فصعقها الكهرباء مما أحدث لها حروقا بكامل بدنها و لم يكتف بذلك حيث تسلّح بسكين و طعن والدته بعدد كبير من الطعنات قاربت الثلاثين في كامل أنحاء بدنها من رأسها إلى أخمص قدميها فارقت على إثرها الحياة …. و لا حول و لا قوة إلا باللّه …   صفاقس : سرقة حواسيب من مؤسستين جامعيتين ….. تعرضت كل من المدرسة العليا للتجارة و المدرسة العليا لعلوم و تقنيات الصحة الموجودتين بطريق المطار بصفاقس إلى سرقة 6 حواسيب ( 4 من الأولى و 2 من الثانية ) من قبل عصابتين مختلفتين متكونتين من مجموعة من الشباب قاموا بتسوّر سياج المؤسستين و خلع أبواب المكاتب التي تحوي الحواسيب في غفلة من الحرّاس … و بعد أن أتمّوا فعلتهم قاموا بالتفويت فيها بالبيع بمقادير بلغت آلاف الدنانير و قد تم القبض على المتهمين و إحالتهم على القضاء ….     و في الختام : يقول الطبيب و الكيميائي الفرنسي باستور :  » إن أهم ثلاث كلمات في القاموس هي : العزيمة ، و العمل ، والصبر  »  


علاقة وزارة التعليم العالي بالمؤسسات الجامعية ومسؤوليها: إخضاع وتسلّط


من المفروض أن تكون علاقة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالمؤسسات الجامعية ومسؤوليها وموظفيها علاقة قائمة على الاحترام والتقدير والتفاهم والتعاون لفض الإشكاليات التي تطرح وتجاوز المشاكل التي تجدّ من حين لآخر، واستشارة المسؤولين في ما يهمّ شؤون مؤسساتهم قبل اتخاذ أيّ إجراء بشأنها مهما كان حجم المؤسسة ودورها. إلاّ أننا عندما نتأمل السياسة التي تتّبعها وزارة الإشراف مع المؤسسات التابعة لها والمسؤولين الذين يسيّرونها تنتابنا الدهشة والحيرة. فهي سياسة عجيبة غريبة قِوامها الأمر والنهي والغطرسة والعنجهية وإذلال المسؤولين مهما كانت مواقعهم وكأنّ همّ هذه الوزارة فرض الطاعة على الجميع .فلا احترام ولا تشاور، ولا تقدير ولا تعاون. والأمثلة المجسّدة لهذه السياسة كثيرة. 1-علاقة الوزارة بعمداء الكليات: لا تزال الكليات في الجامعة التونسية المربّع الوحيد الذي يتمتّع بقدر معيّن من الحريات. فقد زال مبدأ الانتخاب في سائر المؤسسات الجامعية وعُوّض بالتعيين الذي يخضع لمقاييس لا تمتّ بأيّ صلة إلى الكفاءة والنزاهة والرغبة في خدمة المؤسسة وتطوير أدائها. فالولاءات الشخصية والانتماءات الحزبية والروابط الجهوية هي العوامل التي تحدّد تولّي أستاذ جامعي تسيير مؤسسة جامعية. وبما أنّ العمادة في الكلّيات تخضع لمبدأ الانتخاب والاختيار الحرّ فقد تصادمت رغبة العمداء مع رغبة الوزارة التي تضيق بهامش الحرية وتعادي أي نزعة استقلالية وتخنق كلّ نفس يتصدّى لتوجهاتها التسلطية. ورغم اختلاف الحالات التي واجهت فيها الوزارة عمداء يحترمون أنفسهم ويرفضون منطق الأمر والنهي فقد كانت النتيجة واحدة إذ تلقت، في كلّ مرّة، صفعة مدوّية دون أن ترتدع وتستخلص الدروس. فلمّا أمر الوزير السيد حميد بن عزيزة عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس يوم الجمعة 30 مارس 2007 بتمزيق المعلّقات النقابية في برج زوارة التابع للكلّية رفض العميد ذلك الأمر وتحدّاه أمام الجميع. فأثار هذا الموقف الجريء والرافض للإهانة تعاطف النقابيين الذين أمضوا العرائض مندّدين بصلف الوزارة ومساندين عميد الكلية ومكبرين فيه احترامه العمل النقابي. إلاّ أنّ هذا الموقف الجريء لم يُلقن الوزارة أيّ درس مفيد.فلمّا دعت عمداء الكلّيات إلى الاجتماع في مدينة قفصة وأمرتهم بالالتحاق بحافلة خاصة لتنقلهم إلى هناك في الساعة الرابعة صباحا من تونس تخلّف عن الركب الأستاذ عبد الجليل الزاوش عميد كلية الطب بتونس لأسباب صحيّة. فلم تتردّد الوزارة في توجيه توبيخ له. لكنّ هذا التوبيخ أثار سخط أساتذة كليته والنقابيين ونقابة الأطباء الجامعيين والنقابة العامة للتعليم العالي.فكتبت العرائض المندّدة بسلوك الوزارة وتقرّر شنّ إضراب دفاعا عن كرامة العميد والأساتذة.حينئذ اُضطُرّت الوزارة خاسئة خائبة إلى سحب التوبيخ فألغي الإضراب وانتصرت إرادة الأساتذة التي لقنت هذه الوزارة درسا آخر في الدفاع عن كرامة الذات البشرية. ولكن يبدو أنّ هذه الوزارة وطّنت نفسها على الرغبة في امتهان العمداء ودوس كرامتهم. فكلّما تجاوزت مشكلة اختلقت مشكلة وكأنّ ضميرها لايرتاح وبالها لايهنأ إلاّ إذا وتّرت الأجواء داخل إحدى المؤسسات الجامعيّة. فقد جاء في البيان الصادر عن النقابة الأساسية بكلية العلوم بتونس بتاريخ 25 جوان 2009 والذي يحمل عنوان « بيان حول توبيخ عميد كلية العلوم بتونس » ما يلي: « نحن أساتذة كلية العلوم بتونس المجتمعين تحت إشراف نقابتنا الأساسيّة يوم الخميس 25 جوان 2009 استعرضنا ما ساد السنة الجامعية المنقضية من توتّر نتيجة تعامل سلطة الإشراف المتسلّط والمهين حيال إطار التدريس والإدارة والذي انتهى بتوجيه عقوبة توبيخية نالتها الكلّية في شخص عميدها بتعلّة عدم احترام المنشور عدد 9 لسنة 2008 الخاص بتأهيل وإعادة تأهيل الشهادات الوطنية للمرحلة الثالثة ». وتتمثل الإشكالية في تأهيل الكلّية شهائد المرحلة الثالثة في الإبّان « إلاّ أنّ شهادتين لقسم البيولوجيا تخلّفتا عن البقية وذلك بعد طلب الجامعة سنة 2005 تغيير اسميهما على أن يعاد تأهيلهما في النصف الأوّل لسنة 2008 ». ولم تُسوّ الوضعية في الإبّان وتتحمّل الوزارة المسؤولية حسب ما جاء في البيان. فهل يحتاج الأمر إلى توبيخ العميد؟ وفي الحقيقة لم تربح الوزارة شيئا من ذلك. فقد ندّد الأساتذة بهذه الممارسات وأعلنوا تضامنهم مع عميد كليتهم ورأوا أنّ « سلوك الوزارة يندرج ضمن التسيير القسري للمؤسسات الجامعية وتحديد هامش استقلالية التصرّف فيها والنيل من كرامة الجامعيين في عدّة مجالات ». وفي الحقيقة تؤكّد هذه العيّنات أنّ علاقة الوزارة بعمداء الكلّيات علاقة أفقية، متوتّرة متشنّجة ممّا يعني ضيقها بهامش الحرية الذي يتمتّع به هؤلاء المسؤولون وتعمّدها تهويل أحداث بسيطة للإساءة إلى الجميع. ولعلّ العداء المقيت الذي تكنّه وزارة الإشراف للكلّيات الكبرى جعلها لا تتوانى في تجاوز القوانين المسيّرة لها والتدخّل في شؤونها وفرض إرادتها. 2 – كلّية العلوم بقفصة وتعيين العميد: من المفروض أن تكون وزارة الإشراف أحرص من غيرها على احترام القوانين المسيّرة للمؤسّسات الجامعية وتطبيقها ودعوة المسؤولين إلى الالتزام بها حتى لاتعمّ الفوضى وتتحوّل المؤسسات إلى جزر معزولة لكل ّجزيرة قانون خاصّ بها. إلاّ أنّ وزارة الإشراف هي أوّل من يخرق القوانين التي تسنّها وأوّل من يعطي المثال على أنّها لا تحترم أحدا. وقد أكّد البيان الصّادر عن الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي بتاريخ 19 سبتمبر أنّ وزارة الإشراف عمدت إلى تعيين عميد في كلية العلوم بقفصة رغم أن الواقع يسمح بانتخاب عميد إذ تتوفر الكلية على 8 أساتذة من صنف « أ ». وممّا جاء في البيان قولها: « إنّ وزارة التعليم العالي لم تلتفت إلى هؤلاء الأساتذة ولم تدع إلى انتخاب العميد وفضّلت تعيين أستاذ مساعد لا يحظى بتأييد زملائه حتى أنه فشل في انتخابات مديري الأقسام مراعية في ذلك اعتبارات غريبة عن الأعراف الجامعيّة » (انظر « مصادرة حقّ أساتذة كلية العلوم بقفصة »- جريدة « الشعب » ع 1040 –السبت 19 سبتمبر 2009 –ص 6). ويبدو أنّ هذه الوزارة لا تكلّ ولا تملّ من البحث عن أساليب ملتوية تساعدها على تخريب الكلّيات الكبرى التي ترفض الدخول إلى بيت الطاعة والانصياع للأوامر العليا. وآخر « تقليعة » استنبطتها هي تقليص عدد الطلبة الموجّه إليها. 3 –تحجيم دور الكلّيات الكبرى: عندما نتأمّل « دليل التوجيه الجامعي 2009 » تستوقفنا أرقام غريبة تؤكّد التوجّه الأخرق الذي تبنّته وزارة الإشراف في علاقة بالكلّيات الكبرى التي عُرفت بثقلها النقابي أساتذة وطلبة ومبدئية عمدائها وقدرتهم على الوقوف في وجه الوزارة. ويؤكّد هذا التوجّه رغبة الوزارة في تحويل هذه الكليات إلى مؤسسات صغرى لا إشعاع لها في أيّ مجال من المجالات ولا حضور لها على أيّ مستوى من المستويات.فلو أخذنا طلبة التاريخ والجغرافيا والفرنسية والأنقليزية وقارنّا بين ما وُجّه إلى جندوبة وما وُجّه إلى كليات أخرى لوجدنا مفارقة عجيبة غريبة. التاريخ والجغرافيا (إجازة أساسية):  المعهد العالي للعلوم الإنسانية بجندوبة: 210 طالبا  كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس:40 طالبا  كلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة: 69 طالبا  كلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة: 100 طالب النتيجة التي نخرج بها هي أنّ نصيب المعهد العالي بجندوبة تجاوز نصيب ثلاث كليات مجمّعة: 210 مقابل 209. الفرنسية إجازة تطبيقية  المعهد العالي للعلوم الإنسانية بجندوبة: 493  منوبة: 217  تونس: 54 +217 :271 ؟ إجازة أساسية  جندوبة: 0  منوبة: 104  تونس: 52 + 104 : 156 ؟ ولو جمعنا طلبة الفرنسية بإجازتيها الموجهين إلى كلية منوبة وكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس (427) لوجدنا عددهم يقل عن عدد الطلبة الموجهين إلى جندوبة والفرق كبير بين 493 و427. الأنقليزية إجازة تطبيقية  جندوبة: 479  منوبة: 0  تونس: 57 إجازة أساسية  جندوبة: 0  منوبة: 103  تونس: 52 + 103 : 155. والنتيجة هي أنه وجه 155 +57: 212 إلى منوبة وكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس (إجازة الأنقليزية بشقيها) في حين وجه 479 إلى جندوبة، وشتّان بين الثرى الثريّا. والسؤال البسيط والذي يُطرح بإلحاح هو هل يتوفر معهد عال حديث العهد على بنية تحتية أفضل ممّا هو موجود في كليات لها ثقلها وتاريخها؟ وهل يوجد عدد من الأساتذة كاف للتدريس في جندوبة؟ وماذا أعدّت الوزارة لمّا أقدمت على هذه المغامرة الخطيرة؟ وأيّ مبرّر منطقي لاتخاذ مثل هذا الإجراء؟ وزارة الإشراف تتبع سياسة قائمة على الانتقام والتشفي. لذا تواترت تجاوزاتها وكثرت عثراتها وتنوّعت إخفاقاتها. 4 – وزارة ثقلت موازينها: من الثابت أنّ ما أتته وزارة الإشراف يمثل صفحة سوداء في تاريخ الجامعة التونسية لن تُمحى من ذاكرة الجامعيين وستظلّ أشبه بلعنة تلاحق كلّ مسؤول أذنب في حقّ الجامعة. ففي ظلّ هذه الوزارة عوقب أساتذة نقابيون ومناضلون تعسّفا (نور الدين الورتتاني، رشيد الشملي، الحجلاوي) وحُرم 250 أستاذا من إكمال أطروحة دكتوراه الدولة أو مناقشتها، وتمّ السعي إلى إخضاع الباحثين بالأقطاب التكنولوجية ببرج السدريّة للعمل بنظام الحصتين مثلهم مثل الأعوان الإداريين خلافا لما هو معمول به إلى حدّ الآن، وتمّ استجواب 35 مدرّسا باحثا. ولمّا رفض الأساتذة الباحثون هذا الإجراء تمّ « خصم أجرة يومي عمل لكلّ باحثي المركز الوطني للبحوث في علوم المواد بما في ذلك الأساتذة رؤساء المخابر » (انظر البيان النقابي حول مواصلة التعامل الزجري مع الباحثين الصّادر عن النيابة النقابية لمراكز البحث العلمي بالقطب التكنولوجي ببرج السدرية – سليمان في 19 جوان 2009)، وأصرّ أساتذة التاريخ والجغرافيا على رفض دمج شعبة التاريخ مع شعبة الجغرافيا. فهذا الإجراء الفوقي مضرّ بهم وبتكوين الطلبة. لذا امتنع رؤساء الأقسام عن توزيع طلبة السنة الأولى إلى فرق. وفي هذا الظّرف بالذات نجد الوزارة تتبجّح قائلة « شعبتا التاريخ والجغرافيا في ثوب جديد » (انظر جريدة « الصباح » بتاريخ 22 سبتمبر 2009 ص7). لقد مكننا استعراض هذه التجاوزات من كشف الوضع المأسوي الذي تعيشه الجامعة التونسية في ظلّ هذه الوزارة التي عُرفت بتعنتها وتسلّطها. فقد ألغت الهيكل النقابي من قاموسها وخرقت القوانين التي سنتها وظلّت تخاطب الأساتذة عبر الصحف رافضة محاورة النقابة مباشرة. وممّا لاشكّ فيه أنّ الضرر الذي ألحقته قيادة الاتحاد بالعمل النقابي في الجامعة استغلّته الوزارة أيّما استغلال. وعلى الجامعة العامة أن تدرك أنّ أداءها لم يرتق إلى مستوى التحدّيات التي تعيشها الجامعة، وأنّ تعويلها على قيادة نقابيّة فاسدة ومترهلة لن ينفعها، وأنّه بإمكانها تجنيد القاعدة الأستاذية المستعدة دوما للنضال بغية تحقيق مطالبها المشروعة. ذلك هو الرهان الناجح والقادر وحده على نفع الأساتذة ودفع مسيرة العمل النقابي في الجامعة. علي بن صالح
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ1 أكتوبر  2009)


أخبار الرديف بعد الفيضانات التي اجتاحت المدينة

 


الرديف في 29 سبتمبر 2009 لازالت قناة تونس 7 تقتنص البعض من المشاهد التي توحي بعودة النشاط للمدينة وبدفع من السلطات لتلعب بالمونتاج والميكساج. حتى تعلم الرأي العام أن بن علي وعنايته الموصولة في حجم الكارثة… إذا لم تستح فافعل ما شئت… عمارة العباسي الكاتب العام للإتحاد الجهوي بقفصة وبمعاضدة ثلة من أزلامه من بينهم مهدي علياني الكاتب العام الجهوي لنقابة أساتذة التعليم الثانوي يدفعون ببعض النقابات بالرديف لبعث برقية شكر لرئيس الدولة على « وقفته التاريخية في التصدي للكارثة التي حلت بمدينة الرديف »… يا للعار… لن يغفر التاريخ لكم يوما يا سقط المتاع…  وفد من منظمة العفو الدولية يزور مدينة الرديف والبوليس كعادته يلاحقهم كظلهم أينما حلوا… الرديف في 28 سبتمبر 2009  أغلب المدارس الابتدائية والثانوية في مدينة الرديف لم تستأنف الدروس بعد وذلك لما أصاب البعض منها من دمار السيول الجارفة كإعدادية النجاح، والبعض الآخر أصبح مركزا لإيواء العائلات التي دمّر السيل بيوتها كمعهد سيدي عبد القادر ومعهد 2 مارس 1934. والسلطات المحلية والمركزية تدفع وبشتى الطرق كي تستأنف الدروس ولو بشكل صوري أمام الكاميرا الرسمية، حتى توهم الرأي العام أن سلطة بن علي كانت في حجم التحدي وهي قادرة على إعادة الروح للمدينة رغم ثقل الكارثة… وهذا ما دأبت عليه قناة تونس 7 منذ تأسيسها وبأكثر وقاحة ومغالطة في دولة البوليس…  لازالت الأوحال متراكمة في أزقة وأنهج المدينة، لأن السيول الجارفة صاحبتها آلاف الأطنان من الطين، والأحجار…  مجّ الأهالي الذين تضرّرت منازلهم وأصحاب المحلات التجارية من تعدّد اللجان التي تتواتر على زيارتهم لتقييم الأضرار، وفي انتظار الفرج تتعدد اللجان لتستنتج أن « الله وحده المستعان ».  يضاف إلى القائمة الاسمية لعدد ضحايا إعصار الرديف المتسول الضرير الشاذلي الأخ الشقيق لكمال الضرير هو أيضا، وهما ليسا من سكان الرديف، والذي وجد ميتا في محله المتواضع حذو وادي السوق.  البوليس وبإلحاح من المواطنين يقبض على رئيس شعبة التجمع الديموقراطي للحي الأوروبي وعضو جمعية المعاقين عبد الله شهر « دجاج » متلبسا بسرقة 160 من الأفرشة التي من المفترض أن يسلمها إلى أصحابها المتضررين… ويودع في السجن مساء هذا اليوم. إن المواطنين قد ضاقوا ذرعا بتصرفات أصحاب الولاء لسلطة بن علي… وغيرهم كثيرون… الرديف 27 سبتمبر 2009  أهالي الرديف مرة أخرى على أبواب كارثة أخرى ، تتمثل أساسا في الأوبئة التي ستنتشر انتشار النار في الهشيم، خاصة بعد تعفن جثث الضحايا التي تنتشل بعد، وجثث الحيوانات (ماشية، أحمرة، دواجن…) التي تملأ المدينة، ويتبيّن القاصي والداني ذلك من خلال الروائح العطنة المنتشرة في فضاءات المدينة. وعليه فإن الآهالي يناشدون العالم لمؤازرتهم في التصدي لما قد لا يحمد عقباه في الأيام القادمة بعد أن عجزت سلطة الإشراف على ذلك..  منطقة السقدود التي تبعد حوالي 15 كلم عن مدينة الرديف فقدت كل محاصيلها الشتوية وطمرت السيول الجارفة آبارها، وأتلفت الآليات الفلاحية، وهي لازالت محاصرة حدّ هذه اللحظة…  لازالت شوارع المدينة وأحياءها تملؤها الأوحال ولليوم الخامس…  بعض الوفود النقابية وبعض الوجوه الحقوقية بدأت تتوافد على المدينة لمؤازرة أهاليها محملة ببعض المساعدات…  من بين الأسباب التي تبيّنت للعيان أخيرا والتي ساهمت في حجم هذه الكارثة هي السدود أو البرك الكبيرة التي خلقتها آليات شركة فسفاط قفصة في الجبال المحيطة بالمدينة لشق طرقات لها لنقل الفسفاط، والتي امتلأت بسيول الأمطار إلى الحد الذي تهدمت فيه جوانبها وتدفقت منها السيول وبسرعة مدمّرة جارفة معها الحجر والبشر في المدينة، وعليه فإن شركة فسفاط قفصة تتحمل كل مسؤوليتها في ذلك. الرديف 26 سبتمبر2009  لازالت المدينة ولليوم الرابع تعاني من شحة المياه ، ومن عدم قدرة السلط على إصلاح العطب الذي أصاب الشبكة المائية بالمدينة جراء الإعصار… الرديف 25 سبتمبر2009  الأهالي في مدينة الرديف يملؤون الشوارع بحثا عن المياه الصالحة للشراب، ولا من مغيث لهم ، لولا نقابيو أم العرائس وأهاليها الذين كانوا في مستوى ما هو مطروح عليهم… فتحية شكر وتقدير…  الشباب ينتفض محتجا على 3 من أعوان البوليس الذين كشف عنهم متلبسين أحد المواطنين وهم يضاجعون امرأة. حيث تجمهر الشباب قرب مكان الواقعة وبأعداد تفوق 500 نفر مطالبين محاكمتهم خاصة في ظروف محنة المدينة. مدير الأمن الذي كان على عين المكان طمأنهم قائلا أن القانون سيتخذ مجراه تجاه هؤلاء. أحد الشباب يردّ عليه قائلا: « القانون لا يطبق إلا على عدنان الحاجي ».  الأهالي لازالوا ينتظرون آليات البلدية والمعتمدية لمساعدتهم على إزالة الأوحال من منازلهم ومن شوارع الأحياء…  أعداد مهولة من البوليس لازالت تتقاطر على مدينة الرديف في حافلات نقل منم أغلب ولايات الجمهورية وهي الآن متمركزة أساسا أمام البريد في المدينة.  الإعلام التونسي كعادته غائبا كليا وبأمر من أسياده في الداخلية عن ما يحدث في المدينة وما خل بها من خراب. ما عدا الإعلام الرسمي الذي يطبّل ويزمّر لرئيس الدولة على وقع خراب وضخايا المدينة… الرديف في 24 سبتمبر 2009  صباحا: وأثناء توزيع المساعدات التي وصلت متأخرة، والتي تمثلت في الماء، مواد غذائية، أغطية وأفرشة، على المتضررين، شهدت عملية التوزيع « فوضى عارمة » حيث أنها لم تتم وفق التنظيم الذي يجب أن تكون عليه. وفي محادثاتنا مع البعض من سلط الإشراف حول هذه الوضعيات، قالوا لنا أنهم لم يستطيعوا أن يحصروا عدد المتضررين وأماكن سكناهم. فقلت في داخلي: أين هي شعبكم التجمعية وعمدكم الذين كانوا يعلمون عنا كل صغيرة وكبيرة، لا بل يعلمون حتى ألوان ومقاسات ألبستنا الداخلية…؟؟؟  فرقة الأنياب تصل ظهر هذا اليوم بكلابهم للبحث عن المفقودين الذين جرفتهم السيول بعد أن نفذ صبر المواطنين في البحث والتفتيش.  لم تسكت مآذن المساجد في كل الأحياء في مدينة الرديف منذ ظهر يوم أمس الأربعاء 23/09/2009 حتى اليوم عن إعلام المواطنين بتوقيت ومقابر دفن الضحايا… والعويل لازال يملأ أحياء وسماء المدينة…  شباب مدينة الرديف الأبطال أبلوا البلاء الحسن كعاداتهم في عملية الإنقاذ ومساعدة المتضررين ابتداء من الساعة السادسة صباحا من يوم الأربعاء 23 سبتمبر 2009 حتى هذه اللحظة، في حين لم تتدخل أو بالأحرى لم تصل فرق النجدة الرسمية إلا بعد الظهر وبشكل محتشم لا يرقى إلى مستوى ما هو مطروح. وللعلم فإن الضحايا الـ19 تم انتشالهم من قبل الشبان الأبطال. فشكرا لهم، ولهم كل التحايا.  فيالق البوليس المتعددة والمتنوعة كانت على أهبة الإستعداد منذ صبيحة يوم الأربعاء، خاصة بعد احتجاج المتضررين أمام المعتمدية على تباطؤ سلط الإشراف في عملية الإنقاذ.  المدرسة الإعدادية حي النجاح والمباني المجاورة لها التي يناهز عددهم 30 منزل بما فيهم منزل المناضل عدنان الحاجي، أحد قادة انتفاضة الحوض المنجمي بالرديف، هدّت السيول الجارفة أسوارها وأجزاء مهمة من الغرف وكافة محتوياتها.  الإذاعة والتلفزة التونسية وبحضور الوزراء الثلاثة الذين وصلوا إلى مدينة الرديف عصر يوم أمس الأربعاء 23 سبتمبر 2009 قامت بتصوير ما حل بالمدينة سواء كان ذلك بالكاميرا المحمولة جوا أو التحتية ولمدة ساعة كاملة، لكن ما نشر على شاشتها ليلة أمس لا يتعدى 30 ثانية.  مساء اليوم الخميس 24 سبتمبر 2009 الساعة 4.30 مساء وصول الوزير الذي أوفده رئيس الجمهورية للمرّة الثانية لتقييم الأضرار، إلى قاعة الأفراح السابقة مقابل منزل معتمد المدينة، والذي أشرف على عملية توزيع بعض المساعدات، حيث تجمّع العديد من الشبيبة التي تراوحت أعمارهم بين 08 سنوات و17 سنة، وفي مناوشات بينهم وبين فرق التدخل العديدة العدد والعدة، رفعت الشبيبة شعار  » بالروح بالدم نفديك يا عدنان » و »شادين .شادين لإطلاق المساجين »…  في تبديت القرية التي تبعد 14 كلم عن مدينة الرديف. وهي موطن شهيد انتفاضة الرديف المجيدة هشام بنجدو وبالتحديد في « السواني »، ووادي حاشي وبيت بنجدو جرفت السيول العارمة ليلة الثلاثاء 22 سبتمبر 2009 كل المحاصيل الشتوية لهذه المناطق الشبه مفقرة.  حافلات التدخل والبوليس المدجج بالأسلحة تتقاطر على مدينة الرديف بأعداد غفيرة ومن كل الولايات « المحافظات » (باجة، الكاف، القيروان، نابل، قابس، قفصة) إلى حد كتابة هذه الأسطر. ولا يزال البحث جاري عن المفقودين… الذين هم طبعا في عداد الأموات… الرديف يوم 23 سبتمبر 2009  تعرضت مدينة الرديف من محافظة قفصة والتي تعدّ 27.000 نسمة ليلة الثلاثاء 22 سبتمبر 2009 إلى أمطار غزيرة وصلت إلى ما يفوق 164 مم مشفوعة برياح عاتية، حيث عمّت السيول الجارفة كل المدينة، وخلّف هذا الإعصار 22 ضحية وفقدان العشرات وعدد من الجرحى والمصابين بكسور يفوق 15 مصاب، وخسائر مادية شملت المنازل وأغراضها والمحلات التجارية والجسور…  ومن أسماء الضحايا التي استطعنا الحصول عليها: 1- وسيلة بنت الحاج العربي مغزاوي. 2- سليم بنبلقاسم خليفي. 3- عبد المجيد بنصر بنبلقاسم خليفي. 4- وزوجته صحراء بنت الطيب. 5- وابنه علي بن عبد المجيد. 6- فاطمة فجراوي زوجة عبد الله بريشني الطبابي. 7- وابنتها. 8- عدي بن عثمان بن عبد الرحمان بالأسود، ابن السيد عمار بنعثمان شقيق المناضل الطيب بنعثمان أحد قادة انتفاضة الحوض المنجمي السجين حاليا. 9- الربعي الطبابي. 10- رضا بن الطيب طبابي. 11- مبارك بنمبارك العميدي. 12- وزوجته. 13- علجية الطبابي زوجة صالح بن بوساحة الطبابي. 14- وابنتها سنية زوجة حسن بن محمد بن أحمد المرزوقي. 15- وابنتها الصغرى الجاري البحث عنها حد كتابة هذه الأسطر. 16- حفصية بن أحمد ماجدي زوجة الأخضر بن الساسي. 17- الطيب بالعياشي الزنايدي. 18- وابنته العطرة بنت الطيب بالعياشي الزنايدي. 19- رقية بنت ابراهيم الخليفي.  في مطالعتنا الميدانية شملت كل الأحياء في مدينة الرديف تبيّن لنا أن عدد المنازل التي جرفتها السيول أو حطمت جزء منها أو هي الآن على وشك السقوط ناهز 2000 مسكن، علما وأن المدينة تعد 5000 عائلة وفقا للإحصائيات الأخيرة. وأن عدد المواشي والدواب يفوق 750 رأس… أمّا الدواجن فحدث ولا حرج… وبلغ عدد السيارات التي جرفتها السيول 45 سيارة… أما المحلات التجارية فأكاد أجزم أنها تقريبا كلها المتواجدة في سوق المدينة (السوق المركزية، المحلات المجانبة لشارع الحبيب بورقيبة، والمحاذية لوادي حومة السوق إلى حدود محطة القوافل..) وفي الأحياء (حومة السوق، نزلة السوافة، حي المغرب، حومة الطرابلسية، الحي الأوروبي..).  السكك الحديدية الرابطة بين مدينة الرديف والمتلوي مقطوعة منذ ليلة الثلاثاء.  سور المستشفى المحلي بالرديف الشرقي هدمته هو أيضا الأمطار. علما وأن هذا المستشفى لم يكن في وسعه أن يستوعب عدد الضحايا والمصابين جراء السيول الجارفة. كيف له ذلك وهو يفتقر إلى أبسط مقومات المستشفيات في تونس « بن علي ». فثلاجات الموتى عددهم 02 الشيء الذي جعل ممرّضي المستشفى يكدّسون الضحايا في باحة القسم ملزمين أهالي الضحايا بالإسراع في عملية الدفن.. مراسلة من الرديف
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ1 أكتوبر  2009)

بسم الله الرحمان الرحيم
و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين  
بقلم محمد العروسي الهاني مناضل كاتب في الشأن الوطني و العربي و الإسلامي
حزب عتيد ممتد الجذور  الرسالة 682 على موقع الانترنت         تونس 29/09/2009

التجمع الدستوري الديمقراطي قوة ضاربة متماسكة وفاعلة

 


تحدثت في الحلقات السابقة على الاستعداد للمحطة الهامة و المهرجان الديمقراطي و العرس الشعبي الجماهيري و العيد الانتخابي الكبير و الموعد التاريخي المنتظر يوم 25 اكتوبر 2009 و شرحت اسباب النجاحات و الانتصارات الباهرة و تعرضت للمحطات البارزة التي عاشها الحزب منذ انبعاثه يوم 2 مارس 1934 و ما حققه هذا التنظيم الشعبي السياسي العظيم من انتصارات و انجازات باهرة و اكدت بان ما حققه حزب التحرير و بناء الدولة العصرية الحديثة يفوق الخيال و لا يمكن حصره و تعداده في مقالات و كتب و مجلدات و ان الانجازات لا تحصى و لا تعد كما اكد ذلك سيادة الرئيس زين العابدين بن علي في بيان السابع من نوفمبر 1987 لان الرجل الذي ضحى من اجل تحرير الوطن و تحرير الإنسان و الأرض هو الذي بعث الحزب الحر الدستوري التونسي في محطة 2 مارس 1934 صحبة رجال برزة و بفضل بعث الحزب الجديد استطاع القادة و الرموز و الزعماء الافذاذ و الابطال النضال و التضحية و الكفاح الوطني المنظم و الدوام و الصمود و الصبر و المثابرة و العمل ليلا و نهارا من اجل تحقيق الاهداف المرسومة و بفضل الروح الوطنية المتاججة و الايمان و العزيمة و التضحية و نكران الذات و التفاني في سبيل الوطن العزيز و المبادئ حقق الحزب اهدافه السامية و انجز الوعد و حقق النصر المبين و ضرب اروع الامثال في الصمود و الصبر و التجلد  و كان حزبا عتيدا جماهريا يستمد شرعيته و قوته و اشعاعه من اتفاق الشعب حوله و حول اختياراته الكبرلى و شرعيته التاريخية و النضالية و الدستورية و جذوره الممتدة في انحاء البلاد و عقيدة مناضليه و روح التطوع و البذل و العطاء و السخاء و العزيمة الفولاذية و الطاعة المطلقة لتعليمات الحزب  و مقرراته و على امتداد الحركة الوطنية التي امتدت من 1934 الى 1963 قام الحزب بكل المعارك الحاسمة و الفاعلة و الضاربة بصمود و تجلد و صبر و عزيمة اتحقيق الاهداف النبيلة الحرية و الاستقلال و السيادة الكاملة حتى جلاء القوات الاحتلال الفرنسي يوم 15 اكتوبر 1963 و هذه الملحمة التاريخية زادت في مصداقية الحزب و اشعاعه لا فقط في الداخل بل في كامل انحاء العالم و اصبح الحزب الحر الدستوري قدوة للشعوب المكافحة و الاحزاب الافريقية و العربية و الاسلامية وهو بحق من اعرق الاحزاب السياسية في العالم الثالث عمر طويلا و حقق ما يصبوا اليه الشعب التونسي من كرامة و حرية و سيادة و مناعة و ارسى قواعد الدولة العصرية الحديثة بكل المقاييس لمفهوم الكلمة و نجح في كل الرهانات التي اقدم عليها انطلاق من التحرير الى البناء و التعمير . هذا الحزب التاريخي و الكنز الثمين حافظ عليه الاحرار الدستوريين على طول العقود المتلاحقة و جاء التغيير المبارك يوم 7 نوفمبر 1987 و اعاد للحزب صفاؤه و بهائه و دوره الفاعل و تاريخه و اصبح بعد التغير جامعا لكل الافكار و اصبح يسمى التجمع الدستوري الديمقراطي و بذل الرئيس بن علي قصار جهده للمحافظة على هذا الموروث التاريخي و تطوير اساليب نشاطه و دعم اركانه و هياكله و حافظ على اشعاعه و توسعت مجالات نشاطه و تنوعت اساليب عمله و اصبح يجمع اكثر من 7800 شعبة دستورية ممتدة من حدود ليبيا جنوبا الى شمال حدود الجزائر و ازداد نشاط هياكله المحلية و الجهوية و اصبحت الهياكل المحلية و الجهوية متواجدة بكثافة و عمق و نشاط هادف و شامل و خلايا الشباب الدستوري في كل شعبه و مكاتب الطلبة في كل جهة و نشاط المناضلين في كل جامعة و شعبة و خلايا المحامين و العاملين في كل مكان و الاساتذة الجامعين في كل جهة متواجدين و عاملين . و كل الشرائح ممثلة في هياكل التجمع قاعديا و محليا و جهوديا ووطنيا و الديمقراطية داخل هياكل التجمع قاعدة اساسية و دور الشعب ملموسا و ملحوظا هذا التنظيم السياسي الرائع له رصيد عظيم و تايييد شعبي واسع و ان انخراط اكثر من مليوني تجمعي في صفوف التجمع هو اكبر دليل و برهان ساطع . هذا التجمع الكبير و الحجم السياسي الفاعل استطاع في الانتخابات الرئايبة و التشريعية لعام 2004 الاخيرة حصر فيها التجمع بصفة شفافية و ديمقراطية حوالي 94%  لفائدة الانتخابات الرئاسية اجماع بأغلبية مطلقة لسيادة الرئيس بن علي تقديرا و اكبارا لدوره و انجازاته الرائعة و حصد التجمع اكثر من 90 %  لفائدة نوابه في مجلس النواب . و اقبل الشعب بنسبة 88  % على صناديق الاقتراع بلهفة و شغف و في بعض الدوائر و المكاتب يصطف المنتخبون من الساعة 7 صباحا امام مكاتب الاقتراع خاصة في الريف و مناطق الظل و هذه حقيقة واضحة عشتها خلال انتخابات 1999و انتخابات 2004 و قبلها انتخابات 1994 و حتي عام 1989 في غمرة التنافس  على الشدة كانت نسبة النجاح في معتمدية ريفية جومين بولاية بنزرت الشمال الغلربي تفوق 98.25 للتجمع و مائة بالمائة للرئيس بن علي و هذه حقيقة و لا غرابة فالتجمع قوة ضاربة ممتدة الجذور و الشعب ملتف حوله بحماس و صدق و لا يرضى بديلا على الاطلاق لانه حقق كل ما يصبو اليه الشعب من طموحات ومشاغل و لا زال يناضل من اجل هذه الاهداف النبيلة و البرامج و الطموحات المتجددة و البرنامجالرئاسي الطموح متجددا متطورا عميقا متجاوبا مع مشاغل الشعب هذه العشرة الطويلة و المصداقية و الانجازات الملموسة هي جعلت الشعب يوم الاقتراع باعداد غفيرة تفوق 80% ليقول نعم ااقائمة الحمراء ، نعم للرئيس بن علي نسبة مرتفعة تفوق 96% لماذا بهذه النسبة العالمية في العالم . نعم لانجازاته و لرهاناته و نجاحاته . و اذا جمعنا احزاب المعارضة كلها في صف واحد لم تحصل مجموعة على 8% في الانتخابات التشريعية و على 4 % في الانتخابات الرئاسية و هذه حقيقة و ان عدد منخرطيي شعبة مهنية او ترابية في التجمع يفوق عدد منخرطي حزب سياسي يبحث على الوجود فينبغي على كل الاحزاب ان يدركوا هذه الحقيقة بكل صدق و تواضع و دون غرور و دون تجني على التجمع الذي له شرعيته التاريخية و الشعبية و لعل الانتخابات القادمة 25 اكتوبر 2009 تحصل فيها مفاجئات سارة لدعم التمثيل و لنا الثقة في رئيسنا الساهر على دعم العدل و التوازن بين الجهات و الاجيال. ان قوة التجمع الدستوري الديمقراطي تكمن في اتفاق الشعب حوله و ان اشعاعه و تجدد رسالته تكمن في حماس مناضليه و اطاراته و ان سر ناحه و دوام رسالته تكمن في تطوع هياكله و تفانيهم في العمل و ان سر امتداد جذوره و عمق تغلغل وجوده في كل مكان و في كل الاجيال يكمن في صدق اختياراته و تنوع نشاطه و ان قدرته على تاطير الجماهير و تعبئة منخرطيه تكمن في تناغمه مع طموحات كل شرائح المجتمع . و ان نجاح برامجه و رهاناته تكمن في قوة قائده و مصداقية اعماله و حسن تسييره و عمق تجاوبه مع الشعب  و ان التجمع اليوم قادر على تعبئة ربع مليون من منخرطيه يوم 11 اكتوبر 2009 لحظور التظاهرة الكبرى و المهرجان الديمقراطي و العرس التونسي بمناسبة افتتاح الحملة الانتخابية الرئاسية و التشريعية باشراف سيادة الرئيس زين العابدين بن علي في قصر الرياضة 7نوفمبر   برادس .و ان لجان التنسيق باقليم تونس الكبرى تونس – بنعروس اريانة و منوبة قادرون على تعبئة 150 الف مواطن و بقية الجهات داخل ولايات الجمهورية قادرة على تشريك الف مواطن لحضور و مواكبة هذا المهرجان التاريخي العظيم لنقول للرئيس بن علي نعم نحن معك في السراء و الضراء و لن نرضى بديلا دونك . و ان احزاب المعارضة مجتمعة لا تستطيع جمع 10 الاف مواطن مهما كانت قدرتها و الفرق شاسع و لا مقارنة   

مصر: ‘الإخوان’ يشكرون سويسرا بعد نجاح جهودها
لدى الامم المتحدة لاسقاط تهمة الإرهاب عن يوسف ندا

 


القاهرة ـ ‘القدس العربي’ ـ من حسام أبوطالب: أعلنت جماعة الإخوان المسلمين أمس ترحيبها بقرار مجلس الأمن رفع اسم القيادي الإخواني المسؤول عن العلاقات الدولية في الجماعة يوسف ندا من قوائم الإرهاب. وفي تصريحات خاصة لـ’القدس العربي’ اكد محمد مهدي عاكف مرشد الجماعة أن القرار لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يحسن من سمعة مجلس الامن أو الأمم المتحدة اللذين تحولا مع مرور الوقت لأداة للعدوان على العالم العربي دولة تلو الأخرى. وقال أن سويسرا هي التي سعت لإسقاط التهمة عن يوسف ندا وليس الأمم المتحدة. واضاف ان القيم والمبادئ التي نشأت عليها الجماعة منذ فجر مولدها تقوم على اساس الإعتراف بالحق ولو كان الآخر عدواً للعرب والمسلمين. واشاد المرشد بيوسف ندا، مشدداً بأنه تعرض للكثير من الظلم وأن السماء شاءت أن تبرّئه فهو محتسب صابر ولاعلاقة له بأي أنشطة إرهابية من أي نوع فهو يحمل قيم الحب والتسامح مع الآخر. واتهم عاكف الإداتين الأمريكية والإسرائيلية بالعمل على تشويه ندا والعديد من رموز العالم العربي والإسلامي المهاجرين في الغرب ضمن خطة الغرض منها تشويه الإسلام. وقد رحب العديد من قيادات الإخوان بقرار تبرئة ندا من شبهة دعم الإرهاب. وكانت وزارة الخارجية السويسرية قد أكدت أن مجلس الأمن الدولي شطب اسم رجل الأعمال المصري الأصل يوسف ندا من قائمة الداعمين لما يُوصف بالإرهاب، وذلك بناءً على طلب سويسري. وقال السفير باول سيجر: إن بلاده دعمت هذا القرار منذ فترة، وتابعت جهودها مع مختلف الأطراف للموافقة عليه؛ لا سيما بعد أن أكد جهاز المدعي العام السويسري عدم وجود أدلة تدينه. وأكدت المتحدثة الإعلامية باسم وزارة الشؤون الاقتصادية أنتيا بيرتشي تلقيها نسخة من هذا القرار، وبدء اتخاذ الخطوات المناسبة لشطب اسمه من القائمة التي تضم أسماء المشتبه في ضلوعهم بتمويل تنظيم القاعدة أو حركة طالبان. وفي أول رد فعل على القرار، قال يوسف ندا: ‘إنه انتصارٌ للعدالة والحق’، مثنيا على جهود عضو مجلس الشيوخ السويسري ديك مارتي؛ لدعمه القضية إيمانًا منه بحجم ظلمها وإجحافها. وأضاف ندا عقب صدور القرار ‘لم تظهر الثقافة السويسرية الحقيقية في مكتب المدعي العام السويسري؛ ولكنها ظهرت على يد ديك مارتي، هذا الرجل الذي درس القانون فطبقه، ومارس القضاء كي ينفذه’. وأكد ندا أن ‘دعم مارتي للعدالة، وسعيه الحثيث لشطب الأسماء من تلك القائمة السوداء؛ حرَّك الإدارة الأمريكية الجديدة، ومن ثم مجلس الأمن؛ وصولاً إلى قرار الشطب’. وفي السياق ذاته رفع مجلس الأمن الدولي اسم رجل الأعمال السوري الأصل غالب همت المقيم أيضا في جنوب سويسرا من نفس القائمة، وقال همت: إن ‘الحدث لم يكن متوقعا، ولكن الله لا بد أن ينصر المظلوم مهما طال الوقت’. وأضاف همت: ‘أشعر بالارتياح الشديد، وقد تخلصت من هذا الكابوس بعد ثماني سنوات من المعاناة والإقامة الجبرية، وعدم حرية السفر والقيود الكثيرة التي فرضها هذا القرار الظالم علينا، وسأتوجه إلى بيت الله الحرام في أقرب فرصة ممكنة؛ شكرا للمولى عزَّ وجلَّ على انتهاء هذا الظلم الجائر’. كما يدرس همت مع محاميه الاحتمالات الممكنة ‘لمقاضاة الدولة التي تسببت في هذا الظلم وما نجم عنه من معاناة’. ويرى ندا أن علاج الهزة النفسية والخروج من تجربة السنوات الثماني المؤلمة هي الشاغل الأول الآن؛ لكنه لا يستبعد اتخاذ إجراءات قانونية بعد التشاور مع المحامين. وكانت الإدارة الأمريكية تحت رئاسة جورج بوش الابن قد استصدرت في أواخر عام 2001م قائمة من الأمم المتحدة، وضعت فيها أسماء مسلمين من جنسيات مختلفة، تتهمهم بدعم ما وصفته بالإرهاب، بعد هجمات 11 ايلول/سبتمبر من العام ذاته. وقد امتثل جهاز الادعاء العام السويسري لهذا القرار، فاستهدف ‘مؤسسة ندا للإدارة’ المعروفة أيضًا باسم ‘بنك التقوى’، ووضع أموال يوسف ندا وشريكه غالب همت وبعض أعضاء مجلس الإدارة والمقربين منهم تحت الحراسة، وفرضت عليهما الإقامة الجبرية. إلا أن الادعاء العام السويسري الذي صادر عشرات الآلاف من الوثائق لم يتمكن من العثور على أي دليل على إدانتهم، كما لم تتمكن الإدارة الأمريكية من تقديم ما قالت إنها أدلة تدين ضلوعهم في دعم ‘الإرهاب’. ورغم تعليق الادعاء العام السويسري لجميع التحقيقات الخاصة بملف مؤسسة التقوى منذ ايار/مايو 2005م بموجب حكم ملزم من المحكمة الاتحادية العليا السويسرية، وتبعتها إيطاليا في عام 2007م لعدم توافر الأدلة؛ فإن الإدارة الأمريكية رفضت شطبهما من ‘القوائم السوداء’. في سابقة قضائية سويسرية تلقى المدعي العام للكنفدرالية ما يُشبه التوبيخ من طرف المحكمة الفيدرالية الجنائية (مقرها بِلّينزونا جنوب) في قضية على رجل الأعمال يوسف ندا، حيث خيرت المحكمة الادعاء العام الفيدرالي وحسبما ذكر موقع (سويس انفو) بين حِفظ القضية المرفوعة منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2001م أو إحالة الملف إلى سلطات التحقيق في ظرف لا يتجاوز 31 ايار/مايو الجاري. بعد مرور أكثر من 3 أعوام على فتح التحقيق بحق يوسف ندا- رجل الأعمال السويسري (من أصل مصري) وشريكه في إدارة مؤسسة التقوى للإدارة التي تحولت فيما بعد إلى منظمة ندا للإدارة- وافق القُضاة الفيدراليون في محكمة بلينزونا على طلب الاستئناف الذي تقدم به الرجل الذي كان أحد المسؤولين عن (منظمة ندا للإدارة)، التي كانت تُعرف بمؤسسة التقوى قبل أحداث 11 ايلول/سبتمبر. يأتي هذا القرار بعد أن أخفقت التحقيقات التي فتحها المدعي العام الفيدرالي ضد يوسف ندا بشُبهة تقديم دعم مالي لتنظيم القاعدة عبر شركته (المرتبطة ببنك التقوى بجزر الباهاما)، التي كان تعمل في لوجانو بكانتون تيتشينو جنوب سويسرا في التوصل إلى نتائج ذات بال. لذلك لم يكن مستغربا من طرف المتابعين لسير القضية أن تُصدر المحكمة الفيدرالية الجنائية قرارا اتَّسم بلهجة شديدة تجاه المحققين في مكتب المدعي العام الفيدرالي الذين لم ينجحوا على مدى 3 أعوام ونصف تقريبا في تقديم أدلة ملموسة على الاتهامات الخطيرة التي وُجِّهت بعد أسابيع قليلة من أحداث الحادي عشر من ايلول/سبتمبر إلى المؤسسة وإلى القائمين عليها. وقد منحت المحكمة في قرارها المؤرَّخ يوم 27 نيسان/أبريل 2005م مهلةً أخيرةً للمدعي العام الفيدرالي لا تتجاوز نهاية شهر ايار/مايو الجاري من أجل ختم الأبحاث في القضية وتحويل الملف إلى قاضي التحقيق، وفي حالة عدم قيامه بذلك يتوجَّب عليه حِفظ القضية نهائيا. واعتبرت محكمة بِلينزونا- التي توجَّه إليها يوسف ندا بالشكوى في حيثيات قرارها- أنه ليس بإمكان الادعاء العام الفيدرالي أن يستمر في إجراء التحقيقات (التي طالت كثيرا) لفترة أخرى إضافية. وقد بررت المحكمة الخلاصة التي توصلت إليها بمسألتين: تتمثل الأولى في أن المآخذ المتعلقة بالمشتبه فيه لا زالت تتَّسم بضبابية كبيرة بعد سنوات من التحقيق، على إثر العديد من طلبات التعاون القضائي مع الخارج، وثانيا لم يقدم الادعاء الفيدرالي العام أي توضيح معقول للأسباب التي تحُول بينه وبين وضع حد لتحقيقاته، خصوصا وأنه لم يطرأ عليها أي تقدم ملموس منذ منتصف العام الماضي، كما أنه لم يشرح مبررات عدم إحالته للملف إلى قاضي التحقيق، وهي المرحلة التي لا بد منها قبل رفع القضية أمام القضاء. يذكر أن المدعي العام الفيدرالي سبق وأعلن في شهر حزيران/يونيو 2004م لوسائل الإعلام السويسرية أن الملف سيحوَّل في غضون ‘الأسابيع القادمة إلى قاضي التحقيق’، غير أنه أقدم في شهر آب/أغسطس 2004م بتوجيه طلب تعاون قضائي إلى السلطات البريطانية. وفيما يبرر الادعاء العام الفيدرالي بأن سبب التأخير يعود إلى ضخامة الملف الذي يشتمل على40 مجلدا ضخما أكد نص الحكم الصادر عن المحكمة الجنائية الفيدرالية أن توصيف التُّهَم المتعلقة بالمشتبه فيه يظل ‘بدائيًّا إلى أبعد حد’، ومع أن هذا الغموض كان محتملاً في الفترة التي تلت بداية التحقيقات إلا أنه لم يعُد مقبولاً في الوقت الحاضر. وبغض النظر عن الاتهام العام الموجَّه للسيد يوسف ندا بـ’تمويل الإرهاب الإسلامي’ عبر شركته فإن المحققين لم يتمكنوا من العثور على دليل واحد أو معاملة مالية يمكن أن تدين المسؤول عن (مؤسسة ندا للإدارة)؛ لذلك فإن اتهامات بمثل هذا التعميم والغموض لا تتلاءم مع الحق القانوني المكفول لكل شخص بمعرفة التهم الموجَّهة إليه على وجه التدقيق. ويؤكد خبراء قانونيون أن القرار الذي أصدره يوم 27 نيسان/أبريل الماضي قُضاةُ بلينزونا قد يتحول إلى مرجِع على مستوى القضاء السويسري؛ حيث إنها المرة الأولى التي تَحسم فيها المحكمة الجنائية الفيدرالية الأمرَ بشأن إحدى النقاط الأكثر إثارةً للخلاف فيما يتعلق بإجراءات التقاضي الجنائي على المستوى الفيدرالي؛ حيث لم يكن واضحا بما فيه الكفاية إلى أي مدى يُمكن لمكتب المدعي العام الفيدرالي- الذي لا يمثل في واقع الأمر إلا أحد أطراف المحاكمة- أن يشرف بنفسه على إجراء التحقيقات قبل تحويل الملف برمَّته إلى قاضي التحقيق.
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 1 أكتوبر 2009)  

نهاية أسطورة الحضارة الخالصة.. غربيون في مرآة المسلمين (1/2)


 احميدة النيفر  2009-10-01 في مقال بعنوان «الأصولية الإسلامية»، كتب الباحث المتخصص في الدراسات الإسلامية جون إسبوزيتو (John L. Esposito) يتساءل عن معنى الأصولية في السياق الإسلامي مبيناً أنها عبارة مضللة إلى حد بعيد لكونها تؤدي إلى سوء فهم خطير لما يجري حقيقة في الواقع الإسلامي، ما يراه الجامعي الأميركي والمدير المؤسس لمركز الدراسات الإسلامية المسيحية في جامعة «جورج تاون» هو أن تداول هذه العبارة في الغرب ليس له من مسوّغ سوى الاستناد إلى سياق تاريخي خاص يستعار منه مفهوم مسيحي محض لإسقاطه على واقع سياسي واجتماعي وفكري للمسلمين دون أن تكون بين السياقين علاقة تشابه ما، بادعاء أن تلك الاستعارة تمكّن من فهم ذلك الواقع. معنى ذلك أن مفهوم «الأصولية» التي عرفها العالم المسيحي والتي صيغت في منهج فكري وسلوكي ينطلق من قراءة النصوص المقدسة للعهد القديم قراءةً حرفية تستبعد كل وعي تاريخي وتنتهي إلى إنكار مكاسب التقدم العلمي، هذا المفهوم لا يصلح لتشخيص حقيقة الوضع وطبيعة مشاكل العالم الإسلامي في العصر الحديث وأسبابها. هو لذلك عاجز عن التصدي للتحديات المنجرّة عن حالة الاحتقان المتواصل، والذي يشكل تهديدا جديّا للعالم وللغرب خاصة. لإبانة خصوصية هذا الحراك التاريخي للمسلمين يستعرض إسبوزيتو تاريخ حركات الإصلاح التي عرفها العالم الإسلامي من بدايات مساعيه لإقامة نهضة دينية وثقافية برزت في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ولم يكد يخلو منها أفق من آفاق العالم الإسلامي من السودان مع الثورة المهدية إلى الجزيرة العربية وحركتها السلفية مرورا بليبيا وظهور السنوسية وصولا إلى حركة «بادري» في إندونيسيا. تولّدت عن هذا السعي الشامل الهادف لتصحيح الوضع الديني والانهيار القيمي والتمزق السياسي والاقتصادي والاجتماعي جملة حركات في القرن العشرين مختلفة التوجه ومتعددة المشارب في مصر والهند وإيران وماليزيا والمغرب العربي لتشمل إفريقيا جنوب الصحراء والبوسنة وكوسوفا وبلاد الشيشان، فضلا عن باكستان وأفغانستان. ما يجمع بين هذه المساعي، حسب هذا المقال، هو اتفاقها في مرجعيتها الإحيائية للإسلام التي أصبحت ترى فيه نظاما شاملا للحياة بما يتيح لها الاستغناء عن استيراد أية حلول فكرية أو اجتماعية أو سياسية أو التفاعل مع سياقات وتجارب تاريخية أجنبية. يواصل المقال في تبيان تنامي هذا الحراك الداخلي للعالم الإسلامي بعد ذلك بما تضيفه الإكراهات الاقتصادية والاجتماعية والتحديات السياسية والعسكرية المتوالية والتي تجسّدت في مأساة الشعب الفلسطيني وما استتبع ذلك من آثار سلبية على تقدم البلاد العربية وتوحدها. ضمن هذا الوضع الذي تتشابك فيه عناصر النزوع العميق للتحرر في مواجهة قوى المناهضة الداخلية والخارجية تنزلت الثورة الإسلامية في إيران ثم ما انجرّ عن ذلك لصالح الخطاب الإسلامي الشمولي في الساحة العربية عامة والفلسطينية خاصة. ما يعنينا هنا في مقال إسبوزيتو هو هذا التأكيد على ضرورة أن يكفّ الغرب عن محاولة فهم مسيرة الأحداث في العالم الإسلامي في مرآة تاريخه الذاتي وكأن مكونات هذا التاريخ وخصائصه قادرة على فكّ رموز الدنيا وتفسير جميع الظواهر البشرية. إنها دعوة للانتقال من التنميط العقيم والمشوِّه إلى موقع فكري وحضاري يمكّن من تمثّل هذا الحراك التاريخي للمسلمين في ضوء خصوصياتهم الذاتية ومتطلبات واقعهم الذي يراد تجاهله والذي لا يزيد هذا الحراك الصامت أو الصاخب إلاّ تواصلا واستماتة من أجل استعادة موقع الفاعلية في العالم. فوق هذا، فإن أهم ما يثير الانتباه في هذا المقال هو توقيته. لقد نشره إسبوزيتو قبل سنتين من أحداث 11/9/2001 أي أنه كان فيما يقترحه من الإقلاع عن هذه المركزية الثقافية الغربية المدمرة صاحبَ رؤية استباقية صائبة بما أطلقه من إشارة إنذار تحذيرية لم تكذبها الأيام. مقابل هذا المقال الحصيف في رؤيته نجد موقفا مناقضا صاغته صحيفة دنماركية واسعة الانتشار كتبت -وبعد أربع سنوات من أحداث 11/9- مقالا بعنوان «هذا الخوف العميق من نقد الإسلام». من هذا المقال التحريضي انطلقت أزمة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم وللمسلمين بما أوردته الصحيفة عن الصعوبات التي واجهت كاتبا دنماركيا كان يسعى للعثور على فنان مصور يضع له رسوما توضيحية يدرجها ضمن كتاب ألّفه للأطفال عن حياة الرسول، ما أثار حفيظة الكاتب والصحيفة هو إحجام عدد من الفنانين عن تنفيذ ما طلب منهم «خوفا من ردّ فعل الإسلاميين». لهذا اندفعت الصحيفة حماية لـ «حريّة التعبير» وتحدّيا لما سمّته خوفا من نقد الإسلام بنشر 12 رسما بما اعتبرته حركة تضامن الرسامين الدنماركيين مع مؤلف الكتاب الذي أعجزته الحيلة. ما يعنينا في مقال الصحيفة الدنماركية هي الوجهة التي اتخذتها في فهم ما يحصل في العالم موصولا بالإسلام ومعبرا عنه في رسم لا ينسب الإرهاب لفئة سياسية محددة إنما يجعله صفة جوهرية في بنية الإسلام. لنا أن نتصور بعد ذلك مضمون كتاب المؤلف الدنماركي عن دين ذي حضور عالمي يزيد عدد المؤمنين به عن المليار ونصف وعما سيترسّخ في أذهان الأطفال الدنماركيين عن هذا الجزء من العالم وعن رمزه الديني والثقافي المؤسس الذي وضعت على رأسه عمامة على شكل قنبلة. الصورة هنا تصبح أشد تأثيرا من ألف كلمة. ما يزيد الطين بلة هو أن المقال والرسوم الساخرة نشرت بعد أربع سنوات من أحداث 2001 وبعد سنتين من غزو العراق وما صاحب ذلك من مآسٍ إنسانية لم تُعر لها الصحيفة بالاً. في مستوى مباشر للقراءة، ليس في موقف الصحيفة الدنماركية من معنى سوى أنّه تضامن مع القرارات التوسعية والعدوانية للإدارة الأميركية ومع الإعراض عن فهم تاريخية هذا الغليان في العالم الإسلامي. لكن الدلالة الثقافية لهذه الأزمة في الجانب الغربي منها تبدو لنا أحرى بالعناية. كيف نفسر هذه المفارقة التي تنكشف من مقارنة موقف الباحث الأميركي بموقف الصحيفة الدانمركية، خاصة عندما نتذكر مسألة توقيت نشر المقالين؟ الجواب عن هذه المفارقة هو اختلاف زاوية النظر التي يتبناها إسبوزيتو عن تلك التي تتبناها الصحيفة الدنماركية. هي عند هذه الأخيرة تؤسس رؤيتها للعالم على اعتبار أن الفوارق الثقافية والحضارية بين الشرق والغرب جوهريةٌ ولا يمكن تجاوزها. إنه قول بوجود فواصل حديّة ونهائية بين الحضارة الغربية والعالم الشرقي عموماً وعالم المسلمين خصوصاً ومن ثمّ فهي لا ترى غضاضة في تجاهل ذلك العالم إعراضاً وسخرية. مقابل ذلك فإن موقف الباحث الأميركي قائم على رؤية للعالم مغايرة. هي رؤية تنطلق من أن العلائق المتبادلة بين الشرق والغرب علائق تاريخية وأنها يجب أن تظل كذلك. هذا ما يجعله لا يخفي اهتمامه والتزامه بحالة التعطل الطارئة على ذلك الجزء المكمّل للحضارة الإنسانية. إنه نقض لأسطورة الحضارة الأوروبية الخالصة التي لا تدين للمسلمين بشيء ولا ترى لهم أية مساهمة مستقبلية مع المجتمعات الحديثة الغربية. إسبوزيتو بهذا لا يلتزم برهانٍ متفائلٍ بالتعايش بين الثقافات فقط، بل هو يتجاوز ذلك للتعبير عن قناعة راسخة بوجود تنافذ مضمر قديم ويحتاج إلى الدعم إذ إنه يقوم على أواصر أكيدة بين أجزاء العالم وحضاراته.    ( المصدر: جريدة العرب ( يومية – قطر) بتاريخ 01 أكتوبر 2009 )

الخطر الإيراني بين الحقيقة والمبالغة


حرر من قبل طـه بعزاوي في الإربعاء, 30. سبتمبر 2009 منذ التصنيف الأمريكي لإيران ضمن ما سمي بمحور الشر، ومعركة ليّ الأذرع ـ ظاهريا على الأقل ـ متواصلة، تخفت أحيانا وتشتد أخري، حسب ما تمليه المرحلة على كل طرف، وحسب الإستحقاقات الراهنة لكل منهما. الثابت في المسألة أن الحديث عن الخطر الإيراني لم يتوقف طيلة السنوات الماضية، رغم الحلف غير المعلن في الساحة العراقية والذي ساهم في اسقاط نظام صدام حسين، وحيّد كثير من القوى الموالية لإيران داخل الساحة العراقية عن مواجهة اللإحتلال الأمريكي.  وهو ما ساهم حينها في تخفيف تصاعد المواجهات الكلامية بين إيران من جهة وأمريكا وحلفائها في المنطقة وخارجها من الجهة الأخرى. الجديد في معركة ليّ الأذرع بين الجانبين هو إعلان إيران مؤخرا عن انشاء مرکز نووي آخر لتخصيب اليورانيوم، وهو ما أثار من جديد ردود أفعال متصاعدة تطالب إيران بالتوقف عن المضي في مشروعها النووي الذي تصر على أنه حق لها وأنها ملتزمة باتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية الموقعة منذ عهد النظام السابق للثورة الإسلامية.  كما تبدي إيران إستعدادها للتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو ما صرح به ممثل إيران لدى الوكالة « علي أصغر سلطانية » للقناة الأولى الإيرانية والذي ذكر بأن الوكالة وجهت رسالة شكر لإيران عن إعلانها على تأسيس المركز الجديد في الوقت المناسب، كما صرح بأن الوكالة « شرعت في … عملية التخطيط والاعداد لتفتيش … المرکز النووي الجديد لتخصيب اليورانيوم على غرار سائر المنشات النووية الايرانية ».  ولكن أمريكا وحلفاءها لم يقبلوا بذلك رغم التزام المعلن من إيران بالإتفاقية الدولية للحد من انتشار الأسلحة النووية وكذلك عن استعدادها لفتح منشآتها للتفتيش والمراقبة، وذلك لأنهم يصرحون بأن الإصرار الإيراني على امتلاك الطاقة النووية السلمية يخفي وراءه حرصا على امتلاك السلاح النووي، قياسا منهم على التجربة الباكستانية في امتلاك السلاح النووي والتي بدأت مع الرئيس الراحل ضياء الحق الذي كان يعتبر حليفا لأمريكا.  فقد كانت باكستان تصرح بعدم سعيها لامتلاك السلاح النووي ولكنها تمكنت رغم ذلك من الإلتحاق « بنادي » الدول النووية.  ورغم التعاون الظاهر بين إيران والوكالة الدولية، فإن التجارب السابقة لعمل الوكالة وتقاريرها يشكك في مدى حيادية المنظمة واستقلالية تقاريرها، ذلك أنها كثيرا ما تكون حمّالة أوجه يجد فيها المطالبون بإيقاف السعي لامتلاك الأسلحة النووية ما يسند مواقفهم وكذلك أنصار امتلاك الطاقة النووية السلمية ما يبرر تمسكهم بحقهم الذي ليس هناك ما يمنعه في القانون الدولي. وكأن السيناريو العراقي الذي تمثل في عدم النفي لوجود أسلحة محرمة دوليا أو اثباتها، يتكرر من جديد! مما يطرح تساؤلات مشروعة حول دور المنظمة الدولية.  من جهة أخري تزامن إعلان إيران عن إنشاء المركز الجديد للطاقة النووية قرب مدينة قم، عن قيامها بتجارب صاروخية بعيدة المدي، قيل أنها قادرة على ضرب العمق « الإسرائيلي » أو القواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة. وهو ما يجعل إسرائيل تظهر بمظهر الضحية المستهدفة من دول الجوار وما خلفها من دول إسلامية أخرى، ويمكنها من حشد التعاطف الغربي معها، وإلهاء الرأي العام الدولي عن الترسانة النويية التي تمتلكها، ولا تعترف رسميا بوجودها، وكذلك عن انتهاكاتها المتكررة لحقوق الشعب الفلسطيني في حياة كريمة وآمنه على أرضه.  وتحرص إسرائيل واللوبيات التابعة لها على الدفع بالساسة الأمريكان والغربيين للتخويف من الخطر الإيراني في المنطقة وتصويره على أنه هو الخطر الحقيقي الذي يهدد الدول العربية في وجودها وأمنها القومي ووحدتها الداخلية.  وتقديم إسرائيل على أنها الحليف المحتمل أمام الخطر الفارسي القادم لا محالة، ما لم يتم ردعه بالتعاون مع « الأصدقاء ».  في مقابل « فزّاعة » الخطر الفارسي الزاحف يتساءل كثير من المتابعين عن حقيقة القوة العسكرية الإيرانية وهل هي فعلا قادرة على تهديد دول الجوار وإسرائيل في نفس الوقت، و لا سبيل للخلاص منها إلا بعد الإستعانة بقوة الأمريكان وحلفائهم الغربيين، الذين لابد من تسهيل وجودهم بالمنطقة وتوفير « مواطن الأقدام » الكافية لهم كي يتمكنوا من المساعدة في كبح الخطر الداهم!  السؤال الآخر ما فائدة إيران من إصرارها على امتلاك الطاقة النووية وتصريحاتها المستمرة ضد إسرائيل؟  هل هو للتعبأة وكسب الأنصار خارج حدود الدولة الإيرانية؟ أم هي عملية استمرار في ما كان يعرف بتصدير الثورة؟ أو أن الأمر لتجاوز الخلافات والصراعات الداخلية بين ما يعرف بالمحافظين والإصلاحيين!  تبقى أسئلة مختلفة الإجابات، والثابت الوحيد هو حق إيران في امتلاك الطاقة النووية أو السلاح النووي مادام الأمر حلال على أقوام فلا ينبغي أن يكون حراما على آخرين؟ … ولكنها حرب الموازنات والتقديرات التي ترفع أقواما وتضع آخرين! (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ01 أكتوبر2009)  

 

Home – Accueil الرئيسية

 

 

Lire aussi ces articles

6 septembre 2004

Accueil TUNISNEWS   5 ème année, N° 1570 du 06.09.2004  archives : www.tunisnews.net الشرق الأوسط: 150 مهاجرا جديدا يصلون إلى إيطاليا

En savoir plus +

19 mai 2007

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 8 ème année, N° 2552 du 19.05.2007  archives : www.tunisnews.net CNLT: La police interdit par

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.