الجمعة، 16 يناير 2009

 

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3160 du 16 .01.2009

 archives : www.tunisnews.net


حــرية و إنـصاف:يوميات المقاومة غزة رمز العزة (21)

بيان التنسيق الجمعياتي التونسي من أجل التضامن مع غزة

حركة الديمقراطيين الاشتراكيين والاتحاد الديمقراطي الوحدوي: بلاغ صحفي

السبيل أونلاين:آلاف المحامين التونسيين يتظاهرون تضامنا مع قطاع غزة – فيديو

مراسلة خاصة:مسيرة في زرمدين تواجه بقمع شديد

خميس بن بريك: في مسيرتهم الرابعة لنصرة غزة ضد العدوان المحامون التونسيون يصبون غضبهم على الحكام العرب  

البديـل عاجل: رغم فترة الامتحانات، الطلبة يتحرّكون لمساندة الشعب الفلسطيني

السبيل أونلاين: أطفال المحامين بتونس يحيون تظاهرة من أجل غزة

البديـل عاجل:أخبار متفرّقة

السبيل أونلاين: محاولة إنتحار لسجين الرأي خالد العيوني نتيجة الإنتهاكات

حــرية و إنـصاف:إضراب عن الدروس بالمعهد التحضيري بالمرسى و اعتصام أمام الوزارة

البديـل عاجل:رجعوا التلامذة يا عمّ حمزة…

البديـل عاجل:الفنانون و المبدعون يتضامنون مع غزة

منظمة صوت حر:زيارة وفد من منظمة « صوت حر » إلى سفارة فنزويلا بباريس

السبيل أونلاين : رسالة احتجاج للأمم المتحدة من نساء المجتمع المدني بتونس

طلبة تونس : إلى الجحيم أيها المجرم بوش

طلبة تونس :سعيد صيام : هنيئا لك بالشهادة …

التلميذة صفاء الأزهر رحماني:رسالـــــــــة

الحـزب الديمقراطي التقـدمي جـامعـة صفاقس:إلى الأخت الأمينة العامة إلى الإخوة المسؤولين عن جريدة الموقف

المنبرالاشتراكي  العربي  الناصري:عوض ان تلعن الظلام اشعل شمعة

رويترز:اردوغان يدعو لمنع اسرائيل من دخول مقر الامم المتحدة

د. أحمد القديدي : أين مبادئ الاتحاد الأوروبي أمام مجزرة غزة؟

توفيق المديني:الحرب على غزة أضعفت الرئيس محمود عباس

صالح عطية:أوراق من المحرقة الصهيونية على غزّة(2): التسوية السياسية «في خبر كان»

وكالة « الأخبار » : قيادى إسلامى يرحب بتجميد العلاقات مع « تلابيب »

بشير الحامدي:الحرب على الشعب الفلسطيني في غزة وتحركات الجماهير العربية

عبد السلام بوشداخ :غزة ليست آخر منطقة في أطماع إسرائيل .. وهآرتس تتوقع انتصار حماس ..

برهان بسيس:البعـد الآخـر : حرب القمم العربيّة!!!

سعد الله مزرعاني:بعض ما فعلت غزّة بهم وبنا!

ساطع نور الدين:مذبحة على الهواء

هآرتس : مسلكيات أولمرت

آري شفيت: كل يوم يمر هو لعب بالنار

الشاعر علي لسود المرزوقي: للنســـــــــاء فقــــــط

السبيل أونلاين: محاولة إنتحار لسجين الرأي خالد العيوني نتيجة الإنتهاكات

عبدالسلام الككلي:حول مشروع القانون للتمديد في الخدمة للجامعيين هل يخفي القطار قطارا آخر ؟


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة  http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:


 

أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 19 محرم 1430 الموافق ل 16 جانفي 2009

يوميات المقاومة غزة رمز العزة (21)

 

 
 ولاية تونس: تظاهرة بدار المحامي نظم فرع تونس للهيئة الوطنية للمحامين مساء اليوم الجمعة 16/01/2009 بدار المحامي حفلا تضامنيا مع غزة أحيته فرقة  »الكرامة » الموسيقية التي رددت الأغاني  الفلسطينية الوطنية و أناشيد المقاومة، وسط حضور لعائلات المحامين و أطفالهم الذين تجاوبوا مع عديد الشعارات التضامنية مع الشعب الفلسطيني و المنددة بالعدوان الهمجي الصهيوني على غزة. مسيرة تضامنية إثر صلاة الجمعة: خرج المصلون اليوم الجمعة 16/01/2009 في مسيرة تضامنية مع غزة إثر صلاة الجمعة من مسجد حي ابن سينا بمنطقة الكبارية بتونس العاصمة للتنديد بالجرائم الصهيونية المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني الصامد بغزة رفعت خلالها عديد الشعارات نذكر من بينها : لا إله إلا الله و الشهيد حبيب الله – لا إله إلا الله و الله أكبر و لله الحمد – الله أكبر عاصفة للصهيونية ناسفة – خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سيعود، و لم يتفرق المصلون إلا بعد تدخل قوات الشرطة التي حضرت بأعداد كبيرة. الاتحاد العام التونسي للشغل يدعو إلى المشاركة في مسيرة يوم السبت:  ينظم الاتحاد العام التونسي للشغل مسيرة حاشدة يوم السبت 17/01/2009 على الساعة العاشرة صباحا انطلاقا من بورصة الشغل مرورا بشارع محمد الخامس يشارك فيها النقابيون من كل الولايات و تستعد الاتحادات الجهوية للشغل لإرسال حافلات لتيسير المشاركة في المسيرة. الرابطة و نقابة الصحفيين و النساء الديمقراطيات في مسيرة:  تنظم الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات وجمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية والنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين مسيرة وطنية لنصرة الشعب الفلسطيني والتنديد بالعدوان الإسرائيلي على غزة الصامدة وذلك يوم السبت 17 جانفي 2009 بداية من الساعة الثالثة بعد الزوال انطلاقا من مقر النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين شارع الولايات المتحدة عدد 14 بتونس (البلفيدير) عبر شارع الطيب المهيري وساحة باستور وشارع محمد الخامس وشارع الهادي شاكر فشارع الولايات المتحدة لتتفرق المسيرة هناك. ولاية صفاقس: نظم الأساتذة الجامعيون و الطلبة وقفة احتجاجية بكل من كلية العلوم و المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس اليوم الجمعة 16/01/2009 ثم خرجوا في مسيرة حاشدة جابت طريق المطار للتنديد بالعدوان و التضامن مع الشعب الفلسطيني.

و حرية و انصاف :

1/ تدعو الشعب التونسي و قواه الحية من أحزاب و منظمات و جمعيات إلى الاستمرار في التعبير عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني الصامد و المجاهد في غزة ضد العدوان الصهيوني الهمجي و كل من يقف معه بالوسائل السلمية المتاحة. 2/ تدعو السلطة للكف عن قمع التحركات المساندة للشعب الفلسطيني و احترام حق التونسيين و التونسيات الدستوري في التعبير و التنقل و الاجتماع و التظاهر السلمي. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


بيان التنسيق الجمعياتي التونسي من أجل التضامن مع غزة

  منذ بدأ العدوان الصهيوني الغاشم على غزة تجند التنسيق الجمعياتي التونسي المتكون من الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، المجلس الوطني للحريات في تونس، جمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية والنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، لتنظيم تحركات المساندة للشعب الفلسطيني التي احتضنها مقر الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات. وقام التنسيق الجمعياتي بجملة من المبادرات من بينها إقامة سهرة تضامنية بمناسبة رأس السنة والتوجه للبعثات الدبلوماسية المعتمدة بتونس بمراسلات تندد بالصمت والتواطؤ تجاه المجزرة في غزة. كما نظم اليوم وقفة احتجاجية أمام السفارة الأمريكية للتنديد بالدعم الأمريكي الرسمي لحرب الإبادة   ضد الشعب الفلسطيني. وزار الوفد في نفس اليوم السفارة الفلسطينية بتونس للتعبير عن وقفة المجتمع المدني التونسي إلى جانب أهله في غزة. وفي هذا الإطار يذكر التنسيق الجمعياتي بدعوته لكل مكونات المجتمع المدني وكل التونسيات والتونسيين  إلى المشاركة في المسيرة التي ينظمها تضامنا مع الشعب الفلسطيني في غزة و ذلك يوم غد السبت 17 جانفي على الساعة الثالثة بعد الزوال و التي ستنطلق من شارع الولايات المتحدة.   تونس في 16 جانفي 2009  


 

حركة الديمقراطيين الاشتراكيين             الاتحاد الديمقراطي الوحدوي بسم الله الرحمان الرحيم تونس في: 16/01/2009 بلاغ صحفي  

  في إطار العمل المشترك بين حزبي حركة الديمقراطيين الاشتراكيين وحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي.   اجتمعت قيادتا الحزبين بمقر الاتحاد الديمقراطي الوحدوي اليوم 16/01/2009 .   وبعد قراءة الفاتحة ترحما على أرواح شهداء غزة، تناول اللقاء بالدرس الوضع الحالي في فلسطين بالتحليل واجمع الحاضرون على ضرورة مناصرة المقاومة ودعمها في تصديها للعدوان الصهيوني الغاشم.   وبعد التطرق لموضوع الاجتماع حول بلورة محاور العمل المشترك بين الحزبين من أجل تطوير الواقع السياسي الوطني والنهوض به.   تقرر ما يلي:   1 – اعتبار القضية الفلسطينية ودعم المقاومة محورا نضاليا مشتركا بين الحزبين على المستويين المركزي والجهوي.   2 – الإعلان عن تكوين « لجنة مشتركة » لبلورة محاور ومجالات العمل المستقبلي للحزبين.     عن حركة الديمقراطيين الاشتراكيين عضو المكتب السياسي المكلف بالعلاقات مع الأحزاب زاكي الشعباني
عن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي عضو المكتب السياسي المكلف بالشؤون السياسية د.احمد الغندور


آلاف المحامين التونسيين يتظاهرون تضامنا مع قطاع غزة – فيديو

 

 
 
السبيل أونلاين – من زهير مخلوف – تونس   مشاهد من مسيرة المحامين بتونس الخميس15-1-09 انقرهنا – الرابط على اليوتوب :  http://www.youtube.com/watch?v=cy5s9lOtuIs   انطلقت اليوم الخميس 15 – 01 – 2009 ، مسيرة تضامنية مع قطاع غزة الذى يتعرض عدوان إجرامي ، وذلك على الساعة الثانية عشر ظهرا من أمام قصر العدالة بتونس العاصمة بمشاركة أكثر من 3500 محامي ، وطاف المحامون شوارع « القصبة » و « باب العلوج » و »9 أفريل « الرئيسي ، ورفعوا شعارات منها : – غزة غزة رمز العزة – بالروح بالدم نفديك فلسطين – مقاومة مقاومة لا صلح لا مساومة – يا شفاز حبناك .. 2009 رشحناك – لا سفارة صهيونية على الأراضي العربية – لا مصالح أمريكية على الأراضي التونسية – لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله – يا قسام يا حبيب دمر دمر تل أبيب – الله أكبر عاصمة للصهيونية ناسفة – دعم المقاومة واجب وحضور القمة العربية واجب   وقد أحرق أثناء المسيرة « علم اسرائيل » وسط هتاف المحامين ، ونشير إلى أن كافة الأطياف الأيديولوجية و السياسية شاركت في المسيرة ، التى انتهت على الساعة الثانية بعد الزوال ، وقد قام أكثر من 700 عون بوليس بالزي الرسمي والمدني بمحاصرة المتظاهرين ووقع نصب حواجز حديدية على جوانب الطريق الذى سلكوه .    (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 16 جانفي 2006)  


بسم الله
مسيرة في زرمدين تواجه بقمع شديد
 تلبية لنداء لبعض القوى الوطنية و الديمقراطية تجمع عدد كبير من المواطنين وسط مدينة  زرمدين للاحتجاج على المذبحة الصهيونية التي تواصلها الالة الإسرائيلية في غزة و لإدانة  سكوت بل و تآمر بعض الأنظمة العربية في العدوان الغاشم على غزة البطولة و الصمود .و لكن جوبه الجمع بقمع شديد لقوات الأمن التي عسكرة منذ الصباح في المدينة و اعتقلت الأخ خليفة مبارك و لم يطلق سراحه إلى حدود هذه اللحظة  و ما زالت قوات الآمن تحاصر و تتواجد في الأماكن الرئيسية بالمدينة.
مراسلة خاصة
 

في مسيرتهم الرابعة لنصرة غزة ضد العدوان المحامون التونسيون يصبون غضبهم على الحكام العرب

     

 
خميس بن بريك – تونس « يا قسام ياحبيب دمر دمر تل أبيب » هكذا يردد مئات المحامين التونسيين بسخط محموم على الحرب الدائرة على قطاع غزة، حاملين نعشا رمزيا ملطخا بالدم كتب عليه « جامعة الخونة العرب » في إشارة إلى استيائهم من تشتت المواقف العربية حول عقد قمة في الدوحة القطرية. سخط وغضب وامتعاض، ذلك ما بدا على وجوه الحقوقيين الذين خرجوا بلباسهم الأسود أمس الخميس بمسيرة من أمام المحكمة الابتدائية رافعين أعلاما فلسطينية ولافتات وشعارات وصورا تبرز قتل الأطفال والنساء والشيوخ. وهذه المسيرة هي الحلقة الرابعة من سلسلة المظاهرات التي تنظمها هيئة المحامين التونسيين وجمعية المحامين الشبان، وقد استجاب لها وسط حضور أمني كثيف المئات للتعبير عن مساندتهم للمقاومة وإدانتهم لعجز المواقف العربية عن وقف العدوان على قطاع غزة. ومن خلال الهتافات يتضح أن رجال القانون في تونس ليسوا من دعاة رمي السلاح ولا الدخول في مفاوضات يصفونها بأنها استسلامية « البندقية هي الحل، ضد الغازي والمحتل.. فلسطين عربية.. لا حلول استسلامية.. ». إحراج الأنظمة وقد أشاد عميد المحامين بشير الصيد في حديث أدلى به للجزيرة نت بالكفاح الذي تنتهجه المقاومة للدفاع على قطاع غزة، داعيا إلى مواصلة المسيرات لإحراج الأنظمة العربية التي « تجردت من مسؤولياتها الدستورية بالدفاع عن شعوبها ». ويقول المحامي خالد عرفة إن « الغباء أعمى بصيرة إسرائيل لأنها تخيلت أنها ستحسم الأمر بسرعة، لكنها ما تزال حتى الآن تقصف المدنيين من بعيد، بينما جنودها يخافون الاحتكاك المباشر بالمقاومة ». وخلال المسيرة برزت أعلام فلسطينية عملاقة وصور للرئيسين الراحلين العراقي صدام حسين، والمصري جمال عبد الناصر، وأخرى لشيخ المجاهدين العرب المناضل الليبي عمر المختار، في إشارة إلى اعتزازهم بهذه الرموز والقيادات القومية. وحمل المحامون في جميع احتجاجاتهم عبارات تستنكر موقف القاهرة، كما حملوا صورا للرئيس حسني مبارك وهو يصافح وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، في إشارة إلى « محادثات جرت تحت الطاولة بين مصر وإسرائيل قبل العدوان » حسبما يردده بعض المحامين. وقال الأستاذ عبد الحميد عبد الله إن الشارع العربي ضاق ذرعا بموقف الحكومة المصرية التي تقوم بالمشاركة في الحصار المفروض على غزة بإغلاق معبر رفح، مضيفا أن جهودها الدبلوماسية المتباطئة تصب في مصلحة إسرائيل وتضعف جانب المقاومة. دعاوى ضد إسرائيل من جانب آخر، قال رئيس جمعية المحامين الشبان إن هناك فريقا من المحامين المختصين في القانون الدولي تشكل وهو بصدد دراسة جوانب قانونية تمهد لرفع دعوى ضد إسرائيل. وأضاف منير بن صميدة أن هذا الفريق يبحث الآن كيفية الإعداد لإجراءات رفع القضية ضد رموز « الكيان الصهيوني » إلى الجنائية الدولية، قائلا إن ملف الشكوى سيستند إلى عشرات الصور والتسجيلات والتقارير التي توثق لجميع الجرائم المرتكبة. وأشار المحامون إلى استخدام إسرائيل قنابل محرمة دوليا كالقنابل الفوسفورية الحارقة، وقصفها المناطق السكنية والمساجد والمستشفيات والمقابر والمدارس، وقتلها الأطفال والنساء والشيوخ، مما يعني خرق اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين وقت الحرب. لكن المحامي خالد عرفة قال بمرارة إنه لا جدوى من رفع دعوى قضائية ضد إسرائيل « لأن المؤسسات الدولية لا تستطيع أن تجرمها نظرا لانحياز الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن للكيان الصهيوني ». (المصدر: موقع « الجزيرة » (الدوحة – قطر) بتاريخ 16 جانفي 2009)

 

رغم فترة الامتحانات، الطلبة يتحرّكون لمساندة الشعب الفلسطيني

 
 
رغم فترة الامتحانات في كلّ الأجزاء الجامعيّة، فإن الطلبة كانوا حاضرين لمساندة أهالي غزة بتأطير من هياكلهم النقابيّة المتمثلة في المكاتب الفدرالية للاتحاد العام لطلبة تونس و من مختلف أطراف الحركة الطلابية، و بيّنوا حماسا كبيرا للتشهير بمجازر الكيان الصهيوني و بالقمع الذي يمارسه البوليس لمنع الشعب التونسي بمختلف فئاته و قواه السياسية و المدنية من التعبير عن تضامنهم مع الشغب الفلسطيني. و في ما يلي رصد لأهمّ التحركات طوال الأيام الفارطة: كلية 9 أفريل: كان المكتب الفدرالي لاتحاد الطلبة و الأطراف السياسية بالجزء على أتمّ الاستعداد و التنسيق منذ اليوم الأوّل للعودة الجامعيّة بعد العطلة، فنظم المناضلون المداخلات التحسيسيّة في قاعات الدروس و المكتبة و عقدوا الاجتماعات العامة داخل الكلية و أمامها في الشارع. و رغم الحصار الأمني الكبير و الامتحانات، فقد استجاب عدد كبير من الطلبة إلى نداءات المناضلين و تمكنوا على امتداد أكثر من أسبوع من الخروج في مسيرات توجهت إلى معهد ابن شرف. والملفت للانتباه أن أعدادا كبيرة من التلاميذ التحقت بهذه المسيرات و استطاعت كسر الطوق البوليسي المفروض على معاهدهم و الذي حاول الاعتداء عليهم في عدة مناسبات. المركب الجامعي بمنوبة: بمبادرة من المكتب الفدرالي بكلية الآداب بمنوبة و من الأطراف السياسيّة بالجزء، عقدت عدّة اجتماعات عامة دعت إلى ضرورة التحرّك لمساندة الشعب الفلسطيني. و قد لبّى هذه الدعوات جمهور غفير من الطلبة تمكنوا من تنظيم مسيرة حاشدة توجهت إلى الأحياء السكنيّة بمدينة منوبة، و لكنها حوصرت من طرف مئات من أعوان البوليس و وحدات التدخل. و أمام تعديد البوليس بالتدخل بالعنف ضدّ الطلبة، نفّذ هؤلاء اعتصاما مطوّلا في الشارع تضمّن عديد المداخلات التحليليّة و الشعريّة ثمّ عادوا إلى كليات المركب الجامعي. معهد اللغات الحيّة (بورقيبة سكول): عقد المكتب الفدرالي على امتداد أكثر من أسبوع سلسلة من الاجتماعات العامة و نظم معرضا للصور يشهد على الفظاعات التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق أهالي غزة و الشعب الفلسطيني. كما نظم مسيرات داخل المعهد تمكنت من الخروج لكنها اصطدمت بأطواق كبيرة من البوليس السياسي و وحدات مكافحة الشغب و ميليشيات الحزب الحاكم. المركب الجامعي بالمنار: كانت كليات المركب الجامعي (كلية الحقوق، كلية الاقتصاد، كلية العلوم، المدرسة الوطنية للمهندسين، المعهد التحضيري للدراسات الهندسيّة) مسرحا لاجتماعات عامّة حاشدة و جماهيريّة، و تمكن الطلبة في بعض المناسبات، رغم ضغط الامتحانات، من الخروج في مسيرات جابت أرجاء المركب الجامعي و كلياته، و قد واجهها البوليس السياسي و وحدات التدخل. المعهد الأعلى للإعلاميّة بأريانة: رغم ضغط فترة الامتحانات لم يتخلـّف الطلبة عن التعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في غزة بالوسائل الممكنة و خاصة بوضع الشارة الحمراء. كلية العلوم بالمنستير: كان المكتب الفدرالي لاتحاد الطلبة حاضرا في التعبئة و التحسيس و قد تمكن رغم ضيق الامتحانات من تعبئة أعداد غفيرة من طلبة الجزء الذين نظموا محاولات للخروج في مسيرة تضامنيّة مع الشعب الفلسطيني إلا أنّ قوات البوليس كانت حاضرة بدورها و مارست تعنيفا كبيرا على المتظاهرين أدّى إلى إصابات عديدة في صفوف الطلبة. الحيّ الجامعي بصفاقس: منذ عودة الطلبة بعد العطلة، نظم مناضلو الاتحاد العام لطلبة تونس تحرّكات للتضامن مع الشعب الفلسطيني و ذلك خاصة في كلية الآداب و المبيتات الجامعية، و كان أقوى هذع التحركات يوم الأربعاء 7 جانفي بالمبيت الجامعي « الياسمين » حيث انتظم اجتماع عامّ حوالي الساعة السابعة مساء قرّر خلاله الطلبة الخروج في مسيرة لكنها جوبهت بقوات كبيرة من وحدات التدخل و البوليس السياسي التي تفننت في الاعتداء على الطلبة و المناضلين و أيضا على تجهيزات المبيت الذي وقع الإضرار به بشكل سافر و موثق (التقط العديد من الطلبة تسجيلات فيديو تشهد على ذلك) الشيء الذي أدى إلى إصابات عديدة في صفوف الطلبة و عمال المبيت و نقل العديد منهم إلى مستشفيات المدينة. والملاحظ، حسب الأخبار الواردة، أن عناصر من طلبة الحزب الحاكم اندست في صفوف الطلبة و قامت باستفزاز عناصر الأمن لتبرير تدخله العنيف و هو ما يبيّن التنسيق بين البوليس و طلبة التجمّع و يكشف الدور التخريبي الذي يقومون به. وللإشارة، فقد تدخل عدّة نقابيين من الاتحاد الجهوي للشغل و عدّة مناضلين في فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان على عين المكان لمحاولة وقف العنف الذي مارسه البوليس على الطلبة. كلية الآداب بالقيروان (رقادة): كانت ذروة التحركات المساندة للشعب الفلسطيني خلال الأسبوع الأوّل بعد العودة من العطلة حيث خرج الطلبة في مسيرة حاشدة من الكلية في اتجاه الاتحاد الجهوي للشغل، و قد التحقت بهذه المسيرة أعداد غفيرة من التلاميذ و الأهالي رافعين شعارات التنديد بالكيان الصهيوني و الغضب على المواقف المخزية للأنظمة العربيّة. و كعادتها كانت قوات البوليس حاضرة بكثافة.
 
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 15 جانفي  2009)


أطفال المحامين بتونس يحيون تظاهرة من أجل غزة

 

السبيل أونلاين – خاص – تونس حضر اليوم الجمعة 16 – 01 – 2009 بمقر دار المحامي بالعاصمة تظاهرة لمساندة قطاع غزة مجموعة من المحامين وأسرهم ، وقد رفع الأطفال شعارات مساندة لغزة وأنشدوا « منتصب القامة أمشي..مرفوعة الهامة أمشي » . وقامت بتنشيط التظاهرة « فرقة الكرامة  » للأغاني الملتزمة التى أنشدت باقة من الأناشيد الحماسية تفاعل معها الأطفال بشكل ملفت ، وكانت الإنطلاقة على الساعة الثالة بعد الزوال وإنتهت عند الساعة الخامسة والنصف ، وقد كان الحضور البوليسي كبيرا حيث طوّق دار المحامي وراقب المارة .   من زهير مخلوف – تونس    (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 16 جانفي 2009 )
 

أخبار متفرّقة
 
أجهزة مراقبة في كلية الآداب بالقيروان: استدعت إدارة كلية الآداب بالقيروان (رقادة) المناضل حسين سويسي كاتب عام المكتب الفدرالي للاتحاد العام لطلبة تونس بالجزء للإجابة على استجواب على اثر احتجاجه هو و رفاقه من مناضلي الاتحاد على إقدام إدارة الكلية على تركيز حوالي 16 جهاز كاميرا مراقبة في أروقة و ساحة الكلية. إطلاق سراح زهير الزويدي: بعد قرابة يومين من نقله إلى سجن قفصة، تمّ يوم 12 جانفي 2009 اطلاق سراح المناضل الطلابي زهير الزويدي عضو المكتب الفدرالي للاتحاد العام لطلبة تونس بكلية الآداب بمنوبة بموجب « سراح شرطي » فيما أبقت على مناضل نفس الكلية أنيس بن فرج المحاكم في نفس القضية قيد الاعتقال بسجن المرناقية. وللتذكير فإن زهير و أنيس كانا قد حوكما بأربعة أشهر سجنا نافذة ابتدائيا أمام محكمة ناحية باردو يوم 22 نوفمبر 2008 الحكم الذي أقرته استئنافيا الدائرة الجناحية الثامنة لدى محكمة تونس الابتدائية بوصفها محكمة استئناف للأحكام الصادرة عن محاكم الناحية و ذلك في قضايا « حق عام » ملفقة بعد إيقافهما من أمام كليتهما على إثر تحركات طلابيّة احتجاجا على الضروف الدراسية المتردية و مساندة لمساجين الرديّف. لمزيد المعلومات: http://www.albadil.org/spip.php?article1955 http://www.albadil.org/spip.php?article1987  
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 15 جانفي  2009)


محاولة إنتحار لسجين الرأي خالد العيوني نتيجة الإنتهاكات

السبيل أونلاين – خاص – تونس بعد أن حُرمت والدة سجين الرأي خالد العيوني من زيارة ابنها بسجن صفاقس منذ 22 ديسمبر 2008 ، بتعلة أنه يرفض الزيارة ، إتصلت السيدة فطيمة العيوني بـ »الصليب الأحمر » الذى رافقها إلى السجن وطالب المدير بتمكينها من زيارة ابنها ، وقد تمكنت من مقابلته أمس الخميس 15 جانفي 2009 ، وقد أعلمها أنه لم يكن يرفض الزيارة كما ادّعت إدارة السجن ولكنه كان يقيم بمستشفى صفاقس طيلة هذه المدّة اثر قيامه بمحاولة إنتحار بتاريخ 22 ديسمبر 2008 ، ودخوله بعد ذلك في اضراب عن الطعام بسبب المعاملة السيئة وتعرضه الى اعتداءات جسدية ولفظية متكررة ، ولاحظت والدته زرقة بعينيه وخدوش بجبينه ، وقد قام سجين الرأي خالد العيوني بإعلام  » لجنة الصليب الأحمر » بكل ما يتعرض له . وطلب من والدته إعلام كل الهيئات الحقوقية والإعلامية بما يتعرض له من إنتهاكات ومعاملة سيئة.   وعبّرت والدته أنها اصبحت تخشى على حياة إبنها وتحمّل إدارة السجون كامل المسؤولية عن كل ما قد يصيبه من مكروه .   فإلى متى تبقى السلطة السجنية تنتهك حقوق المساجين بدون أي رادع ولا حساب ، ما دفع البعض منهم إلى التفكير بالإنتحار ؟؟؟   من زهير مخلوف – تونس   (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 16 جانفي 2009)
 

أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 19 محرم 1430 الموافق ل 16 جانفي 2009

إضراب عن الدروس بالمعهد التحضيري بالمرسى و اعتصام أمام الوزارة

دخل طلبة السنة الأولى و الثانية المرسمين بالمعهد التحضيري للدراسات العلمية و التقنية بالمرسى و البالغ عددهم 313 طالبا في إضراب مفتوح عن الدروس منذ يوم الاثنين 12/01/2009 لمطالبة إدارة المعهد و من ورائها وزارة التعليم العالي و البحث العلمي و التكنولوجيا باعتماد القائمة الأولى الصادرة عن مجالس أقسام المعهد المنعقدة يومي 15 و 16/12/2008 و إلغاء القائمة الثانية  التي قدمها مدير المعهد وكذلك إلغاء المنشور الصادر في السنة الماضية الذي يقضي بتمكين 30 في المائة من الطلبة ذوي الدخل الضعيف و بعض المتفوقين فقط من منحة الدراسة و 50 في المائة من منحة الشفاهي هذا المنشور الذي رفضه الطلبة و تراجعت عنه الإدارة لتعود إليه هذه السنة و يتمسك الطلبة بتمكينهم جميعا من التمتع بالمنحتين. لقد فوجئ الطلبة و اولياؤهم بصدور قرار عن الوزارة قبل غلق باب الترسيم للمناظرات بخمسة عشر يوما فقط  يقضي بحرمان سبعين طالبا من أصل 150 طالبا مرسمين بالسنة الثانية من اجتياز المناظرات المؤهلة للدخول إلى المدارس الهندسية العليا بفرنسا رغم إتمامهم للسنتين التحضيريتين من أجل الدخول لهذه المدارس، كما تم حرمان كل من يتقدم لهذه المناظرة بصفة فردية من المنحة في حالة ترشحه و يتحمل تكاليف الدراسة على نفقته الخاصة ، و عند استفسار الطلبة و أوليائهم عن ذلك عللت الوزارة موقفها بعدم قدرتها و استعدادها لمثل هذه النفقات. و قد تم أخذ هذا القرار دون الرجوع للأساتذة الذين اجتمعوا سابقا للبت في أحقية الترشح في المناظرات باعتبارهم الجهة العلمية المخول لها قانونيا تقييم نتائج الطلبة و توزيع أصناف المناظرات عليهم وإصدار قائمة لتعتمدها إدارة المعهد. و يعتصم الطلبة يوميا منذ يوم الاثنين الفارط أمام وزارة التعليم العالي و البحث العلمي و التكنولوجيا حيث يتعرضون يوميا للدفع و السب و الشتم من قبل أعوان البوليس السياسي و قوات الشرطة و بلغ الأمر ذروته يوم الخميس حيث تعرضوا للاعتداء بالعنف و احتجاز بعضهم في سيارات الشرطة و سجلت عدة حالات إغماء في صفوفهم استوجب نقلها إلى المستشفى في سيارة الإسعاف. وعند استقبالها لممثلين عن الطلبة وأوليائهم عبرت لهم الوزارة عن تمسكها بالقائمة الثانية التي أعلنت عنها إدارة المعهد وعدم اعترافها بالقائمة الأولى التي اقترحتها مجالس الأقسام بالمعهد و عن رفضها للحوار مع الطلبة في الموضوع.  و قرر الطلبة في اجتماع عام لهم هذا اليوم مواصلة الإضراب المفتوح حتى تحقيق مطالبهم كما بعث أساتذة المعهد بعريضة  لوزير التعليم العالي و البحث العلمي و التكنولوجيا و  لرئيس جامعة 7 نوفمبر بقرطاج و لإدارة المعهد التحضيري بتاريخ 13/01/2009 أمضى عليها 26 أستاذا. 

و حرية وإنصاف:

1)تعبر عن استنكارها الشديد لتجاوز إدارة المعهد التحضيري للدراسات العلمية والتقنية بالمرسى  لصلاحيات وقرارات مجالس الأقسام بالمعهد وسعيها لفرض قرار فوقي لا يخدم مصلحة الطلبة و يهدد مستقبلهم ويمس من سمعة المعهد الذي يضم نخبة من الطلبة المتفوقين بامتياز في دراستهم وتدعو إلى فتح تحقيق في الموضوع. 2)تعبر عن مساندتها لإضراب طلبة المعهد التحضيري ومطالبهم المشروعة  وحقهم في الاجتماع والاعتصام السلمي للتعبير عن احتجاجهم على سلوك الإدارة ومن يقف وراءها والدفاع عن مصالحهم و تدين بشدة استعمال أعوان الشرطة والبوليس السياسي للعنف اللفظي والمادي ضد هذه النخبة وتدعو الإدارة إلى فتح الحوار مع الطلبة و الأساتذة واحترام صلاحيات مجلس الأقسام و قراراتها البيداغوجية.     عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


رجعوا التلامذة يا عمّ حمزة…
 
مع انشغال الطلبة في فترة الامتحانات، تصدّر التلاميذ طليعة التحركات المساندة للشعب الفلسطيني في غزة، حيث خرجوا بالآلاف من عديد المعاهد بالعاصمة و بمختلف جهات البلاد في مسيرات رفعوا خلالها شعارات التضامن مع الفلسطينيين و الإدانة لجرائم الجيش الصهيوني و الاستنكار لتخاذل و تواطؤ الأنظمة العربيّة و التمسك بحق الشباب و الشعب التونسي في التعبير و التظاهر، و واجهوا بشجاعة جحافل البوليس التي انتصبت بهراواتها و خوذاتها و سياراتها المصفحة أمام مداخل المعاهد و الإعداديّات لمنع التلاميذ من الخروج للشارع و مراقبتهم و تعنيفهم، و تمكن هؤلاء التلاميذ في عديد المناسبات من كسر الطوق الأمني المضروب عليهم و الخروج للتظاهر في الشارع و الالتحام بالمسيرات الشعبية و الطلابية بل أنهم كانوا في عديد الأحيان المبادرين بالتظاهر و دعوة الطلبة و الأهالي للالتحاق بهم. معاهد « 9 أفريل »، « نهج الباشا »، « نهج مرسيليا »، « نهج روسيا » بتونس العاصمة، معاهد المنازه و حي التضامن و حي التحرير و أريانة، معاهد قفصة و قبلي و قابس و صفاقس و سوسة و القيروان و المهدية و القصرين و جندوبة و غيرها من الجهات أعطت صورة ناصعة على الشباب التونسي الذي –رغم سياسات التخدير و التهميش و الترهيب- مازالت في عروقه دماء تنبض حياة و حماسا و ثورة و مازال قادرا على النضال من أجل قضايا شعبه الوطنية و القوميّة. فإلى تلاميذ تونس نوجه أحرّ تحياتنا و إليهم نهدي هذه القصيدة لشاعر الشعب المصري أحمد فؤاد نجم و التي غناها الشيخ إمام عيسى و كانت واحدة من أغانيه الأكثر تداولا: رجعوا التلامذة يا عم حمزه للجد تاني يا مصر إنتي اللي باقية وانتي قطف الأماني لا كوره نفعت ولا أونطه ولا المناقشة وجدل بيزنطة ولا الصحافة والصحفجيه شاغلين شبابنا عن القضية قيمولنا صهبه يا صهبجية ودوقونا طعم الأغاني رجعوا التلامذه للجد تاني طلعوا التلامذه ورد الجناين إسمع يا ميلص وشوف وعاين ملعون أبوك ابن كلب خاين يا صوت أميركا يا أمريكاني (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 15 جانفي  2009)

الفنانون و المبدعون يتضامنون مع غزة
 
لعب الفنانون و المبدعون التونسيّون دورا هامّا في التحركات المساندة للشعب الفلسطيني و خاصة في تونس العاصمة، فإلى جانب مشاركة عدد كبير منهم في مختلف التظاهرات، فقد نظموا تحركين بارزين و نوعيّين يمكن القول أنهما مثلا أهمّ التحركات التي شهدتها تونس العاصمة. التحرّك الأول كان التجمع الحاشد الذي نظمته نقابات و جمعيات المسرحيّين و الموسيقيين و السنمائيّين مساء الخميس 8 جانفي أمام المقر المركزي للاتحاد العام التونسي للشغل بساحة محمّد علي و الذي شارك فيه عدد كبير من الفنانين و المبدعين من مختلف القطاعات و كذلك العديد من النقابيين و المناضلين و الطلبة و واكبه بشغف المتساكنون بالجوار والمارّة. و تداول خلال هذا التجمع على المصدح عدد من الفنانين البارزين لإلقاء كلمات المساندة للشعب الفلسطيني أو لتنشيط التجمّع بالأغاني و الأشعار. كما رفع الحاضرون الشعارات و أوقدوا مئات الشموع تعبيرا عن التضامن مع أهالي غزة و الإجلال لشهدائها. أمّا التحرّك الثاني فكان الاعتصام الذي نظمه الفنانون و المبدعون مساء السبت 10 جانفي أمام المسرح البلدي بالعاصمة بعد أن رفضت السلطات تمكين هياكلهم النقابية من استعمال المسرح البلدي لإقامة حفل تضامني مع أهالي غزة. و قد شارك في الاعتصام مئات الفنانين و المبدعين و المواطنين الذين التحقوا بهم رغم الحصار الأمني المكثف و استفزاز البوليس للمعتصمين و تهديدهم. و قد تحوّل عدد كبير من الفنانين بعد الاعتصام إلى دار الثقافة « ابن رشيق » التي لم يكن من مديرها إلا مطالبة المبدعين بمغادرتها « نظرا لانتهاء التوقيت الإداري » و تهديدهم بترك الأمور لتصرّف البوليس الذي كان حاضرا بكثافة داخل دار الثقافة و أمامها. كما أصدر الفنانون و هياكلهم عديد البيانات و النصوص التي تعبر على مساندتهم للشعب الفلسطيني و إدانتهم لجرائم الاحتلال الصهيوني و لتخاذل و تواطؤ الأنظمة العربيّة و التي تؤكد على تمسّكهم بحقهم في التعبير على مواقفهم بكلّ حريّة و استقلاليّة و خصوصا بحقهم في تنظيم المسيرات و الاعتصامات و التظاهرات الثقافية و على احتجاجهم على حرمانهم من طرف السلطة من تلك الحقوق و انتهاكها و قمعها لتحركات الشعب التونسي بكلّ فئاته. و إلى جانب حضور عدد من الأسماء البارزة و المعروفة في مختلف هذه الفعاليّات، فالملفت للانتباه هو الدور الرئيسي الذي لعبه الفنانات و الفنانون من الشباب في تنظيم هذه التحركات و تأثيثها والدعاية لها. فتحيّة حارة لهم.  
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 15 جانفي  2009)

زيارة وفد من منظمة « صوت حر » إلى سفارة فنزويلا بباريس
 
قام يوم الأربعاء  14 يناير 2008 وفد من منظمة صوت حر للدفاع عن حقوق الإنسان بزيارة شكر و مساندة إلى سفارة جمهورية فنزويلا بباريس. تكون الوفد من السادة الدكتور نجيب العاشوري رئيس المنظمة و كمال العيفي عضو المنظمة والسيدة نائلة العاشوري ممثلة للنساء العرب و المسلمات و طفلين يمثلان أبناء الجالية العربية و الإسلامية بفرنسا. و قد كان باستقبال الوفد السيدين سفير جمهورية فنزويلا بفرنسا و المسئول عن العلاقات الخارجية بالسفارة. سلم الوفد رسالة شكر و تقدير للسيد الرئيس هوغو تشافيز و الذي سيتولى سعادة السفير نقلها له مباشرة كما أكد ذلك للوفد. رسالة عبرت فيها المنظمة عن عميق تقديرها لموقف جمهورية فنزويلا تجاه ما يحدث من اعتداء آثم على غزة في فلسطين المحتلة كما قدم الطفلان لسعادة السفير باقة ورود تعبيرا عن تقدير أطفال فلسطين لما قامت به دولته. كما دار حوار طويل و مهم بين الجانبين فيما يخص العدوان و دور فنزويلا و باقي دول أمريكا اللاتينية و منظمات حقوق الإنسان لنصرة قضية فلسطين العادلة. وحرص  سعادة السفير في هذا اللقاء على التعبير عن انشغال دولته بهذه المسألة وأنها تمثل و باقي القضايا العادلة في العالم إحدى أولويات الرئيس هوغو تشافيز. و مما تطرق إليه سعادة السفير هو ثبات دولته في محاربة الغطرسة الامبريالية الأمريكية و إدانة الجرائم التي تقوم بها في العالم و كذلك إدانة ما تقوم به حليفتها في المنطقة من جرائم ضد الإنسانية و تعد صارخ على القوانين و الأعراف الدولية. وأن طرد سفير الكيان الصهيوني كان إجابة صريحة على ذلك. هذا و قد دار الحوار في جو ودي و بناء عبر فيه السفير على استعداد سفارته أن تكون في خدمة هذه القضية و مساندتها بالتعاون مع من يريد من الشخصيات والمنظمات.  و هذا نص الرسالة: رسالة شكر و تقدير لسعادة رئيس فنزويلا   السيد هوغو تشافيز السيد رئيس دولة فنزويلا المحترم،                                                                              تحية و احتراما تتقدم إليكم « منظمة صوت حر » للدفاع عن حقوق الإنسان بأسمى آيات الشكر والعرفان و أبلغ عبارات التقدير و الاحترام على موقفكم القوي و المبدئي الذي انتصر للمظلوم دون مواربة أو وجل وأخذ على يد الظالم دون مجاملة، فكان له وقع عميق في قلوب ووعي أصحاب القضايا العادلة و المدافعين عن حقوق الإنسان المهضومة والمناضلين من أجل عالم عادل ينتصر فيه الجميع لأصحاب الحقوق. و جاء قراركم بطرد السفير الإسرائيلي ليعبر عن شجاعة كبيرة و تحد واضح لقوى العدوان و الكراهية في هذا العالم و يبرهن على ضعف هذا الكيان و هشاشته أمام المواقف الجادة و الصادقة التي نأت بنفسها عن النفاق السياسي أو المصالح الآنية العابرة. واسمح لنا يا سيادة الرئيس أن نشد على أياديكم و  نعبر عن ثقتنا في صدق تحركاتكم ضد هذا العدوان و أن نقف إلى جانبكم لمواصلة هذا المشوار رغم المعوقات  الإقليمية و الدولية التي تحيط بعملكم . عن « منظمة صوت حر » الدكتور نجيب العاشوري


رسالة احتجاج للأمم المتحدة من نساء المجتمع المدني بتونس

السبيل أونلاين – خاص – تونس بعد الدعوة التى وجهها مكتب المرأة بـ »الحزب الديمقراطي التقدمي » للحضور أمام مقر ممثلية « الأمم المتحدة  » بتونس ، حظر اليوم الجمعة 16 جانفي 2009 ، على الساعة الحادية عشر صباحا ، مجموعة من المناضلات الممثلات لأهم تيارات المجتمع المدني أمام المقر الأممي الكائن بشارع « لوي براي » بـ »البلفيدير » بالعاصمة ورفعوا شعارات ولافتات وأعلام فلسطين وصورالأطفال ، شهداء المجازر التى يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة ، وقد طوقت الشرطة المكان من كل الجهات وحاولت منعهم من رفع الشعارات واللافتات إلا أن إصرارهن كان الأقوى . وقد شكلت المتظاهرات وفدا لتسليم رسالة تضمنت تنديدا بالهجمة البربرية على القطاع واحتجاجا على الدور السلبي لـ »منظمة الأمم المتحدة » تجاه جرائم الإحتلال ، وقد ضم الوفد الذى سلّم الرسالة كل من مية الجريبي وجليلة بكار وحفيظة شقير وآسية بلحسن وصفية المستيري .   من زهير مخلوف – تونس   (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 16 جانفي 2009)


إلى الجحيم أيها المجرم بوش
   
ها أنّك تغادر البيت الأسود الذي كان شاهدا على مؤامراتك و مخططاتك الجهنمية و دسائسك الخسيسة التي خرّبت بها دولا و مجتمعات و اعتديت على شعوب آمنة و نكّلت بأناس آمنين لم تعرف الولايات المتحدة الأمريكية التي تأسّست على جماجم الهنود الحمر رئيسا أسوأ منك و لا متعجرفا و سفّاحا أقسى منك … إنك تستحق الدخول إلى كتاب  » غينس  » للأرقام القياسية كأكثر سافك للدماء في التاريخ لم يسبقك إلى ذلك أي من طواغيت العالم الذين عرفهم تاريخ البشرية  لقد قمت باحتلال أفغانستان و شرّدت ملايين الناس فيها و نصّبت عملاءك ليتحكّموا في رقاب شعب يعتبر الجهاد في سبيل الله جزءا من كيانه و ثقافته و شخصيته و هيهات لك أو لمن يأتي بعدك أن يدجّن الشعب الأفغاني المقاوم الذي لم تستطع أي قوة استعمارية أن تطوّعه لهيمنتها … و قمت باحتلال العراق و دمّرت مدنه و قتلت أبناءه بسادية لم يعرفها التاريخ و نشرت الفوضى فيه و سعيت لتجزئته و تقسيمه خدمة لمصالحك و مصالح الكيان الصهيوني الإمبريالية و نهبت خيراته و خاصة ثرواته البترولية و نفخت في روح الطائفية البغيضة لإثارة الفتنة و التقاتل بين أبناء الشعب الواحد و نكّلت بالمقاومين و غيرهم في سجن  » أبو غريب  » و ارتكبت من المخازي ما يندى له جبين الإنسانية و فتحت معتقل  » غوانتنامو  » للتشفّي من المجاهدين و المقاومين  الذين وقفوا بكل جرأة و رجولة أمام همجيتك و بربرّيتك التي فاقت كلّ الحدود و فتحت العديد من السجون السرية يعلم الجميع أن حكامها هم تبّع لك أو عملاء بانت عمالتهم لشعوبهم و لم تنحصر أعمالك التخريبية في المجال السياسي و العسكري بل شملت حتى المجال الإقتصادي حيث عرفت نهاية حكمك الإنهيار المالي العالمي و إفلاس العديد من البنوك و الشركات و المؤسسات بسبب سياساتك الحمقاء و الخرقاء و حروبك المجنونة المكلّفة التي أشعلتها في أنحاء العالم المختلفة و قد ختمت – أيها المجرم الجبان الذي طأطأ رأسه بكل خزي أمام حذاء البطل منتظر الزيدي – ختمت فترتك الرئاسية بالجريمة الكبرى و الحرب العدوانية التي نفذّها الكيان الصهيوني – بتواطؤ و موافقة و تشجيع و دعم منك – ضد أهلنا في غزة حيث انهالت حمم القذائف و القنابل الفسفورية المحرّمة دوليا على رؤوس الأطفال و النساء و الشيوخ و مزّقت العديد منهم إلى أشلاء في صور مروّعة تشيب لهولها الولدان …. نعلم أيها المجرم أنك ساديّ تتلذّذ بتلك المشاهد و تبتسم بابتسامتك الصفراوية لشلال الدم الفلسطينى …. سوف تلاحقك اللعنات أينما حللت و لن ننسى جرائمك و دعمك للأنظمة العميلة و نرجو أن يحاكمك – يوما ما – الشعب الأمريكي قبل شعوب العالم الأخرى على كذبك و مؤامراتك حتى يشفي ذلك شيئا مما يعتمل في صدورنا من غضب و نقمة   لن نكون مأسوفين – أيها المجرم – على رحيلك بل بالعكس سيغمرنا السرور في يوم الثلاثاء القادم و سيكون فرحنا أكبر عندما نراك مقيّد اليدين في طريقك إلى المحكمة أو السجن صبري الفلاح كلية الحقوق تونس في 15 جانفي 2009
(المصدر: موقع طلبة تونس بتاريخ 16 جانفي 2009)


سعيد صيام : هنيئا لك بالشهادة …

 

تمنيت الشهادة في سبيل الله فأكرمك الله بها و أنت في قلب المعركة تخطط و تقود المجاهدين في مواجهة آلة الحرب و الهمجية الصهيونية و كنت تعلم – كما إخوانك – أن طريق تحرير فلسطين لن يكون مفروشا بالورود فسلكت مع إخوانك دروب الجهاد الشائكة المحفوفة بالمخاطر و العقبات و الصعوبات غير مبال فعشت تجربة الإعتقال و السجن و التهجير فما تراجعت بل زاد صمودك و اشتدّت عزيمتك على مواصلة الطريق بهمّة و اقتدار … إن الكلمات لتعجز عن توصيف مناقبك و مآثرك على الحركة الإسلامية و على القضية الفلسطينية     و إن شاء الله يكون ذلك في ميزان حسناتك يوم القيامة … و في الختام أهديك هذه الأبيات للشهيد سيد قطب :  أخي إن نمت نلقى أحبابنا      فروضات ربي أعدّت لنـــا و أطيارها رفرفت حولنا      فطوبى لنا في جنان الخلود العربي بن صالح طالب – سوسة الجمعة 16 جانفي 2009 الثلاثاء 20 مارس 2009 : يوم التخلّص نهائيا من شرور بوش
(المصدر: موقع طلبة تونس بتاريخ 16 جانفي 2009)


رسالـــــــــة
 
بقلم التلميذة صفاء الأزهر رحماني من تونس اليك يا من ظللت شوكة في حلق الأعداء إليك أنت يا غزة الإباء  الى زهورك التي قضت تحت رماد البناء الى نسائك اللواتي ربين الشهداء و رجالك الماضين في درب الفداء اليكم أنتم يا أهل غزة الصمود و الكبرياء,أبث رسالتي و القلب يلهج داعيا و ما لنا غير الدعاء سبيل في زمن ما عاد فيه لنخوة المعتصم و هارون مثيل   اليك أقول مقسما ان القلب و الله ليبكيك دما وان العين تكاد تدمعُ لكن الاباء يرفض فأنت من علمتنا كيف يكون الوجود   اليك يا غزة اقول و الجبين يندى حياءًََََََ من ابتسامة اليتيامى و صبر الثكالى و عزم الرجال اليك أقول وما أنت بحاجة للعزاء فَجَلَدك يستعصي حتى على الرياح الهوجاء « صبرا,فلا بد لغيومك من الجلاء و لشمسك الضياء »   ****   أما أنتم يامن اغتصبتم أرضنا الطاهرة و اغتلم براءة الطفولة الحالمة يا من ترعرعتم على الدماء و رقصتم على أشلاء الشهداء يا من جلبتم الخراب تحت مسمى القضاء على الارهاب و انكم لعين الارهاب وأنتم تدركون  و انا لنحن عين الكرامة ,لكنكم لا تعلمون   اليكم أقول يا بني صهيون و لتسمعوا النداء من تحت الحطام ,من تحت الركام,و بعزة بارئ الشهداء مهما قتَلتم,مهما دمَرتتم, مهما خرَبتم عزائمنا أبدا لن تخور, هممنا أبدا لن تمور, و كذا رايتنا لن تزول….   إليكم يابني صهيون أقول,إن كنتم لمجدنا جاهلون فآسألوا التاريخ يعرفُنا للحق أنصارا و للوطن أبرارا و اسألوا الزيتون يعرفنا للأرض حماتا وللسلام بناتا  لكنا على الطغاة عتاتا فهيهـــــــات منا الذلَــَــــــــة هيهـــــات منا لذلَــــــــــــــــة

 
(المصدر: موقع طلبة تونس بتاريخ 16 جانفي 2009)
 

الحـــزب الديمقراطي التقــــــدمي جــــامعــــــة صفـــــاقس 27 نهج ألكسنددر دوماس صفاقس إلى الأخت الأمينة العامة إلى الإخوة المسؤولين عن جريدة الموقف

 
على إثر الأعداد الأخيرة الصادرة من جريدة الموقف وبعد الإطلاع على مضامينها والتداول في شأنها نحن أعضاء جامعة صفاقس نسوق إليكم بعض هذه الملاحظات قصد مزيد العمل على تطوير الإعلام الحزبي وجعله أداة قادرة على الاستقطاب السياسي أو حتّى التجاري . 1- لا شكّ أنه لا صوت يعلو هذه الأيام على صوت النار في غزّة وكلّ وسائل الإعلام العالمية والمحلية تحشد الطاقات من أجل إبراز هذه المأساة وكشف وجهها الحقيقي بما هي تدمير للإنسان وحضارته وإنسانيّته وفي الوقت الذي تعمل فيه جميع القنوات الإعلامية: المرئي ، المسموع ، الإلكتروني … على فضح حجم المأساة وحجم الدمار نرى جريدة الموقف تتصدّّر صفحتها الأولى صورة لمسيرة حاشدة وعنوان يمسّ الشأن الداخلي (المسيرات تتجاوز الحصار) وعنوان آخر فرعي (أزمة التخزين تهدد صابة الزيتون بالتلف ) . فهل هذه عناوين المرحلة الحالية ؟ لئن حمل المقال الأوّل في طيّاته حديثا عن الاحتلال الصهيوني ومظاهر التصدّي له فإنّه لم يكن في صياغته المشهديّة حاملا لأيّ نوع من الإثارة (الحرفيّة) فأين صور الجرحى /صور الدمار/ صور الأطفال ضحايا العدوان … 2- مسألة جديدة قديمة تثار على أعمدة الموقف من حين لآخر كنّا قد كرّرنا مرارا أنّ مجرّد إثارتها لا يتقدّم بالحزب بل يحشره في زوايا ضيّقة لصراعات لا حاجة للحزب في خوضها لأنّه الخاسر الوحيد إن خاض فيها : المسائل الداخلية للاتحاد العام التونسي للشغل وتحالفات قياداته وصراعاتهم وتكتّلاتهم … فالكلّ يعلم أنّ داخل الاتحاد العام التونسي للشغل صراعات مختلفة والحزب يدفع في اتجاه أن تقوم المنضّمة الشغيلة بدورها الطلائعي وكلما تقدّمت خطوة نحو هذا الدور دفعها الحزب بمختلف الأشكال لمزيد التقدّم لكنّه ليس في حاجة إلى الدخول في خصومات جانبيّة أو تغليب فريق على آخر وبالتالي ما شأنه الحزب في توفيق التواتي وملفه المالي وعلاقته بالمركزيّة النقابيّة . أليس من الأجدى عدم الدخول في مثل هذه الصراعات والعمل على أن تكون الجريدة قريبة من العناوين التي يهتمّ بها الجمهور الأغلب اليوم سواء في توزيع المواضيع واختيار موضوع الصدارة أو في توزيع الصور واختيارها . عن الجامعة الكاتب العام فريد النجار
 


المنبرالاشتراكي  العربي  الناصري-  تونس بسم الله الرحمان الرحيم

عوض ان تلعن الظلام اشعل شمعة

 
نعم اخي العربي، قالها فيلسوف يوناني سابقا، عوض ان تلعن الظلام اشعل شمعة. وكلنا قادرون على اشعال الاف الشموع نبدد بها هذا الظلام الذي يلف حاضرنا ويهدد مستقبلنا ومصيرنا. والعدو واضح في اهدافه، اليوم محرقة ابادة الشعب الرافض في غزة وغدا على كل ارض ينطق فوقها صوت حرّ. ان وضع امننا القومي العربي يزداد سوءا يوما بعد أخر، الانقسام والتباعد العربي – العربي على مستوى الانظمة الحاكمة يزداد مع تفاقم الازمة. والعدو الصهيوني يضاعف من شراسته وهمجيته في القتل والتدمير مطمئنا لغياب الرقيب المحاسب وتشجيع بعض الاطراف العربية والدولية. فليس هناك في ارض الميدان الا شعب مؤمن مرابط وجمع من المجاهدين يقاومون الجبروت باسلحة قليلة وايمان قوي. اخي العربي المؤمن بالله وبعدالة قضيته وشرعية المقاومة على ارضه لقد حان وقت العمل الجاد، ولقد قالها جمال عبد الناصر حين فجّر ثورته، أنه آن لكل عربي ان يرفع رأسه شامخا فلقد ولى عهد الاسعمار. وقال ايضا انه آن لكل عربي ان يدخل في كل حساب او يخرج من كل حساب. نعم اخي العربي، آن الاوان ان ترفع رأسك وتأخذ دورك الصحيح في نضال امتك لتحقيق اهدافها في التحرر وبناء تقدمها ووحدتها. علينا اليوم ان نترك اساليب الشجب والتنديد بالنظام الرسمي العربي، فهو لم يعد يأبه لذلك، انه يقف اليوم بشكل فاضح في صف العدو  ويحرضه في العلن على مواصلة عدوانه. علينا ان نعمل، فبالعمل وحده سنزيح هذه القذرات الراكدة و المتحكمة في بلادنا. بالعمل وحده نفتح الابواب لطاقات امتنا ان تتفاعل وتصب في المعركة الحقيقة، لا ان نترك المجال لعدونا ليستفرد مرة بعد اخرى ببعض من شعبنا. بالعمل وحده اخي العربي نشعل الشموع ونضيء دربنا ونطرد كل خفافيش الظلام من حياتنا. اننا كنا ومازلنا أمة حيّة مبدعة صانعة للحضارة والعمران. ولن يعجز  المؤمنون من ابنائها ان يجدوا تحت كل الضروف سبلا واساليبا للتعبير عن نضالهم الانساني. بعض الاساليب السلمية لها فاعلية لايستهان بها في ارهاب العدو واخضاعه. ولنتذكر كيف كانت معركة المقاطعة لمنتجات جنوب افريقيا حاسمة في انهاء نظام التفرقة العنصرية. فمن لايستطيع حمل البندقية، ولا يملك ما يقدمه عونا ماديا للمقاومة، ان يكف يده عن عون العدو. فاللا مبالات في استهلاك المنتجات الاسرائيلية والشركات الغربية المتحالفة معها، يساهم حتى وان كان بغير قصد في دعم العدو. ونحن سننشر في الايام القليلة القادمة لائحة بالمنتجات الاسرائيلية والشركات المساندة لعدوانها وسنطالب جميع المناضلين بنشرها بكافة الوسائل بين صفوف الجماهير للالتزام بمقاطعة فعلية متواصلة ورادعة. ان معركتنا مع عدونا شاملة عسكرية واقتصادية وثقافية ولقد آن لكل منا ان يأخذ دوره في هذه المعركة. يجب ان يبقى التحرك الشعبي في الشارع ضاغطا وشاهدا على نبظ هذه الامة وتعبيرا على إصرارها على الصمود واختيارها لخط المقاومة. على قيادات المعارضات العربية الشريفة والصادقة ان تتجاوز الخطاب الاديولوجي الخشبي والصراع الوهمي على الزعامات وتلتف في جبهة نضال واحدة لتلبي مطالب الجماهير لتصدي في صف واحد لهجمة الابادة الصهيونية الصليبة. ستبقى راية العروبة والاسلام مرفوعة مهما تعاظمت التضحيات. المجد والخلود لشهداء شعبنا. كلنا على خط المقاومة ان شاء الله حتى تتحقق اهدافنا في الحرية والانعتاق وبناء الحياة الكريمة. النصر لتاج هذه الامة فصائل المقاومة المقاتلة في غزة وكامل فلسطين، في لبنان والعراق والصومال


اردوغان يدعو لمنع اسرائيل من دخول مقر الامم المتحدة

 

انقرة (رويترز) – قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان يوم الجمعة انه ينبغي منع اسرائيل من دخول مقر الامم المتحدة بسبب تجاهلها دعوة من مجلس الامن لوقف اطلاق النار في قطاع غزة. وتحاول تركيا ذات الحكومة العلمانية والاغلبية المسلمة والتي تربطها علاقات جيدة باسرائيل والعالم العربي المساعدة في التوسط لوقف اطلاق النار بين اسرائيل وحركة حماس الاسلامية التي تحكم قطاع غزة. لكن العلاقات بين تركيا واسرائيل توترت بسبب الهجوم الاسرائيلي في غزة الذي يقترب من اسبوعه الرابع. وحصلت تركيا على موقع غير دائم في مجلس الامن العام الماضي. وقال اردوغان في كلمة الى حزبه نقلت على الهواء عبر التلفزيون  » اسرائيل لا تلتزم بقرار الامم المتحدة الملزم فيما يتعلق بوقف اطلاق النار. هذه عادة لاسرائيل. اسرائيل دولة لم تلتزم بمئات من قرارات الامم المتحدة في الماضي. « اريد ان اسأل الامم المتحدة.. كيف يمكن السماح لدولة تتجاهل باستمرار قرارات مجلس الامن الدولي بالدخول من بوابات (مقر) الامم المتحدة. » ولم يتضح ما اذا كان اردوغان يقترح منع اسرائيل مؤقتا ام بصورة دائمة من دخول مقر الامم المتحدة. ورفضت كل من اسرائيل وحماس قرارا لمجلس الامن الدولي بوقف القتال. ويتزايد عداء الرأي العام التركي باطراد للحملة التي تشنها اسرائيل على غزة والتي بدأت بهدف معلن يتمثل في انهاء الهجمات الصاروخية لحركة حماس عبر الحدود. واتهم اردوغان اسرائيل بالسخرية من زعماء العالم بقصف مجمع تابع لوكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في غزة يوم الخميس. وقال « ضربت اسرائيل مبنى للامم المتحدة حين كان الامين العام للامم المتحدة (بان جي مون) في غزة. هذا تحد صريح للعالم. يعني ذلك ان اسرائيل تسخر من العالم. لا يجب ان يقع المزيد من الخسائر البشرية ويجب ان تتوقف هذه الحرب. » ويقوم بان بجولة في المنطقة لكسب الدعم لوقف اطلاق النار وسيزور انقرة يوم الجمعة لاجراء محادثات مع اردوغان والرئيس عبد الله جول. وتركيا حليف للولايات المتحدة وعضو في حلف الاطلسي ولها علاقات عسكرية واستراتيجية قوية مع اسرائيل. وتقدر مبيعات المعدات العسكرية الاسرائيلية الى تركيا بحوالي 100 مليون دولار سنويا ويتبادل البلدان معلومات مخابرات حيوية. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 16 جانفي 2009)


تصحيح واعتذار: حصل خطأ في نقل اسم الكاتب المقال التالي
ونحن نعيد نشره مع الإعتذار للدكتور أحمد القديدي وللقراء الكرام. 
أين مبادئ الاتحاد الأوروبي أمام مجزرة غزة؟
 
 د. أحمد القديدي (*)     منذ حوالي ثلاثين عاما أعيش في باريس وأتابع عن كثب أحداثه التاريخية وأسمع بل أتغنى بحزمة من المبادئ التي يرفعها الاتحاد بين الحين والآخر. ولعل ذلك الشعور مني ينطلق من قراءتي منذ الطفولة ككل أبناء المغرب والمشرق لكتب الثورة الفرنسية التي غيرت وجه العالم ولمقاومة فرنسا بالذات للنازية ولأدب حقوق الإنسان وشعارات المساواة والأخوة والحرية التي نشاهدها هنا منحوتة على مدخل كل بلدية وكل مدرسة. ثم نصطدم اليوم بالصمت الغريب يخيم على وجوه أولئك الزعماء الأوروبيين في الحكم وفي المعارضة على السواء وهم الذين عهدناهم فرسان الخطابة في الصيف الماضي حين قمعت شرطة الصين بضعة عشرات من قساوسة البوذية في معابد التبت وهم ينادون بمزيد الاستقلال عن بكين! مجرد ضرب لطيف بالعصي الرقيقة على ظهور قساوسة التيبت أسال أنهارا من التنديد في كل الصحف والمجلات والفضائيات والمنابر البرلمانية والأحزاب السياسية من أقصى أوروبا إلى أدناها! ولكن اليوم وأوروبا تشهد استشهاد مئات الأطفال والرضع والمرضى والنساء والأبرياء في غزة فلا كلمة ولا همسة ولا حتى نظرة مواساة! بل أخبارهم الإذاعية والتلفزيونية تفتتح مثلا كامل يوم الخميس 8 يناير بخبر إيقاف أربعة تلاميذ إعدادية مراهقين فرنسيين من أصول عربية بتهمة « جريمة معاداة السامية! » لأنهم تناوشوا مع مراهقة في سنهم (من أصل يهودي) دون إحداث أي ضرر أو جرح للتلميذة! على حد قولها وبدون شهود! نعم! هذا هو الخبر الأهم! وتليه أنباء إدانة جميع الطبقة السياسية الفرنسية والأوروبية لزعيم حزب الجبهة الوطنية جون ماري لوبان بسبب « تجرئه على تشبيه قطاع غزة بالمحتشد النازي! » وكال له زملاؤه في كل الأحزاب الأخرى أثقل الشتائم مطالبين بإحالته على القضاء بتهمة معاداة السامية! حسب قانون غايسو الذي حوكم بموجبه منذ عشرة أعوام المفكر روجيه جارودي! يا لها من مهازل! وهنا أشير بأصابع الاتهام إلى النخبة السياسية الفاعلة لا إلى الشعوب الأوروبية والمنظمات الحقوقية التي خرج منها الآلاف للتظاهر ورفض المذبحة. فالضمير الأوروبي الحقيقي انتقل من القادة إلى الأمة، وانزلق من القمة إلى القاعدة. أما الإعلام الأوروبي في أغلبه فهو موجه مذيل لأرباب المال والأعمال وهو الذي لا يقف موقف نقل الحقيقة أو حتى السكوت عنها بل يمارس التزييف الساطع ويغطي شمس الحق بغربال الباطل. فأنت ترى على الشاشات صباح مساء سقفا لبيت إسرائيلي خربشه صاروخ القسام أو ساحة قرية سديروت حفر صاروخ القسام فيها حفرة بمتر أو مترين ولا ترى البراءة المذبوحة في غزة تحت أطنان القنابل العنقودية المحرمة دوليا! أو الثلاثة مدارس التابعة لوكالة الغوث الأممية بمئة وخمسة وثلاثين من الجثث الدامية لأطفالنا وأكبادنا بعد قصف إجرامي مقصود ومبرمج لبث الرعب وزرع الموت. وهنا تدور في بعض المواقع الإلكترونية جملة من النصائح أو القواعد المعمول بها لدى الإعلاميين الأوروبيين المكلفين بإنجاز النشرات الإخبارية على الفضائيات فيما يتعلق بأخبار الشرق الأوسط لا يحيدون عنها وهي: 1-العرب هم الذين يبدأون بالهجوم وإسرائيل ترد الفعل فقط. 2-إذا قتل العرب ضحية مدنية واحدة فهو إرهاب وإذا قتل الإسرائيليون ألف ضحية مدنية فهو دفاع شرعي. 3–إذا تجاوز عدد الأبرياء العرب الألف فإن المجتمع الدولي يدعو إسرائيل فقط إلى ضبط النفس. 4-إذا اختطف العرب جنديا إسرائيليا واحدا محتلا لأرضهم فهم يقومون بعملية إرهابية. 5-أما الاثنا عشر ألف سجين مدني عربي لدى إسرائيل فهم قيد التحقيق….منذ عشرين عاما. 6-إذا ذكرتم المقاومة العربية في فلسطين ولبنان فاتبعوها بعبارة المدعومة من إيران وسوريا. 7-أما إذا ذكرتم إسرائيل فلا تقولوا أبدا المدعومة من أمريكا وأوروبا. 8-لا تنطقوا بعبارات مثل : الاحتلال والقانون الدولي ومعاهدة جينيف وقرارات مجلس الأمن لأن ذلك يلخبط الجمهور ويبث البلبلة في عقولهم ولذا ننصحكم بالبساطة والوضوح. 9-إن سبب الاقتصار على دعوة الإسرائيليين لمخاطبة الجمهور من خلال وسائل الإعلام الأوروبية ليس الإنحياز بل لأن المتكلمين بالفرنسية والإنجليزية من العرب قلة! (مع العلم أن 150 مليون عربي من أصل 300 ناطقون بالفرنسية والإنجليزية إلى جانب العربية!) هذا هو المشهد الإعلامي المضلل لدى الغرب ما عدا بيضة الديك التي يشكلها أصدقائي النزهاء أمثال رئيس حزب التقدم والتضامن السيد جاك شوميناد المرشح الأسبق لرئاسة الجمهورية الفرنسية والذي قال في الصفحة الأولى لأسبوعيته يوم الجمعة الماضي بأن إسرائيل ترتكب إبادة عرقية كتلك التي وقعت في ساراييفو وأن إسرائيل تخاف السلام وتخوض اليوم حربا جنونية ضد الأبرياء وأصحاب الحق. ثم أليس الأجدر بنا نحن العرب أن نؤسس قناتنا بالفرنسية فالأمر متاح بالقانون والدستور ولا تنقصنا العزائم ولا الهمم. (*) كاتب وسياسي من تونس (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) بتاريخ 14 جانفي 2009)  

 


الحرب على غزة أضعفت الرئيس محمود عباس
 
توفيق المديني فيما دخلت الحرب الصهيونية على غزة  المرحلة الثالثة، وسط استعداد زهاء 40ألف جندي إسرائيلي لدخول لقطاع بانتظارقرارالحكومة الإسرائيلية ،ووسط ارتفاع  عدد الشهداء الفلسطينيين من جراء القصف والغارات الوحشية و اتساع رقعة الدمار، لا تزال حركة المقاومة الإسلامية «حماس» صامدة في وجه العدوان الصهيوني ،رغم تدمير معظم البنية التحتية التي كانت تتمتع بها. في هذا الوضع ، يبدو أن الرئيس الفلسطيني  محمود عباس فقد ثقة الرأي العام الفلسطيني ، و لاسيما أن استراتيجيته  التفاوضية مع إسرائيل بشأن إقامة دولة فلسطينية تتضح في الوقت الحاضر أنها تقود إلى سراب. وتقتضي المصلحة الصهيونية، تعميق هوة الشقاق بين طرفي السلطة الفلسطينية  (حركتي  فتح و حماس )،للقضاء على أي أمل في عودتهماإلى طاولة الحوار،مستخدمة في سبيل ذلك سياسة الترغيب والترهيب، عبر بيع الوهم للرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه بمقدار بعده عن حركة «حماس» سيقترب منها ومن تحقيق حلم الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، فيما عودته إلى الحوار مع «حماس» تعني القضاء على فرص التسوية السياسية، وهي التسوية التي لن تكون دولة الاحتلال يوماً على استعداد لدفع الثمن من أجل الوصول إليها،إذيقتصرهدفها من هذه المماطلة على تعميق الفجوة في العلاقات الفلسطينية الداخلية. وكانت وزيرة الخارجية «الإسرائيلية» تسيبي ليفني طرحت فكرة إخراج غزة من أي حل أو اتفاق،وهو ما صرحت به.. وقولها أن أي محاولة لإيجاد صيغة تفاهم بين فتح وحماس ستكون خطأ بالغاً. وهذا يعني حلاً منقوصاً، يخلو من الجدية، والرغبة فعلا في السلام. ومن الواضح أن الرئيس محمود عباس أدرك أخيرا هذه الحقيقة المرة،ففي مهرجان الذكرى الرابعة و الأربعين لانطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»، ألقى خطاباًنقله التلفزيون مباشرة، هدد فيه لأول مرة بالانسحاب من مفاوضات السلام مع إسرائيل، إذ قال:« ماذا تفيد هذه المفاوضات، إذا ظلت  الأبواب مغلقة»، مضيفاً« أنه إذا  استمر العدوان البربري و الإجرامي ،و الاستيطان ، و مصادرة الأراضي ، فإنها تنزع كل معنى للمفاوضات». وتعتبر هذه التهديدات غير مالوفة في خطاب القائد الفلسطيني محمود عباس، و لاسيما أنه دأب  على  تجنب أن يظهر نفسه  هو المسؤول عن القطيعة، حتى و إن لم يعد يثق بأي من واشنطن أوتل أبيب منذ سنة، أوأن يستند إلى دعم تنظيم فتحاوي متماسك أوموقف عربي. وقد دأب الرئيس عباس دائما على التمسك باستراتيجية  التفاوض  مع  إسرائيل منذ عقود من الزمن،  وظل يعيش على الوعود «الوهمية» الأميركية، من دون أن يستخلص الدروس التاريخية من الوعود الكثيرة السابقة.ومنذ انتهاء مؤتمر أنابوليس  في نهاية نوفمبر 2007، أصبح الرئيس عباس عاجزا  عن القيام بأي حركة . كما أن الولايات المتحدة الأميركية و إسرائيل لم تقدما له أي شيء يعزز من صدقيته  لدى الشعب الفلسطيني. اليوم ، السلطة الفلسطينية ظهرها إلى الحائط، و لم تحقق أي نتيجة تذكر في المفاوضات، بل أنها أصبحت ألعوبة في أيدي الإسرائيليين .إذ قدمت كل التنازلات للإسرائيليين من تقسيم فلسطين  إلى محاربة المقاومة و نبذ الكفاح المسلح ، في حين أن الإسرائيليين يريدون كل شيء. إسرائيل أضعفت السلطة الفلسطينية إلى حدكبير بسبب المماطلة و التسويف في المفاوضات التي لم يسفر عنها شيئا يذكر، و هذا ما عبد الطريق لكي تكون «حماس» البديل الحقيقي لهذه السلطة المنهكة و المتصدعة أمام التعنت الإسرائيلي الرافض للمطالب الفلسطينية الواقعية. لكن  العدوان الصهيوني المستمر على غزة يمكن أن يقود أيضا إلى دفن ما تبقى من آمال بشأن قيام دولة فلسطينية مستقلة و عاصمتها القدس، إذ لم تتبلور إلى حد هذا اليوم قناعة لدى القيادات الصهيونية بأن قيام دولة فلسطينية يمثل مصلحة إسرائيلية. من الناحية القانونية و الدستورية،  انتهت ولاية الرئيس محمود عباس يوم 9 يناير الحالي.و كانت حركة «خماس» دأبت على القول منذ فترة طويلة،أنه بعد ذلك التاريخ،لم يعد لرئيس السلطة الفلسطينية أية شرعية. و ما يجري في غزة من مذابح و قتل و دمار، يجعل من رئيس السلطة الفلسطينية من الناحية الموضوعية متواطأ في العدوان ضد المقاومة . الرئيس الفلسطيني محمود عباس يتبنى المبادرة المصرية ،وهوًيعتبرها الآلية  لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1860 الداعي إلى وقف  إطلاق النار في قطاع غزة.وعما تردد من أن وقف إطلاق النار يعني  تصفية المقاومة ، قال الرئيس الفلسطيني  محمود عباس:« إننا نريد السلام ، و المقاومة ليست هدفا في ذاتها، و إذا كانت  ستؤدي  لتدمير الشعب  لا نريدها». اليوم تزداد الهوة عمقا بين الإخوة الأعداء : «حماس» و «فتح»، و ليس هناك ايه امكانية لإجراء انتخابات فلسطينية رئاسية و اشتراعية ، إذا لم يتوصل الطرفان إلى مصالحة وطنية حقيقية . وقبل خمسة أسابيع من الانتخابات الإسرائيلية المبكرةو المحددة لمسار التسوية، يبدو أن عملية «الرصاص المسكوب » قد جرفت في طريقها كل شيء. (صحيفة الشرق  القطرية ، رأي، الجمعة 16/1/2009)


 

أوراق من المحرقة الصهيونية على غزّة(2): التسوية السياسية «في خبر كان»

 

بقلم: صالح عطية لا شك أن عملية التسوية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين قد دخلت غرفة الإنعاش، وربما استقرت هناك إلى أجل غير مسمّى.. اعتقدت إسرائيل أن قصفها المدمّر على غزّة، واستهدافها الأطفال والنساء والشيوخ، وتسوية البنايات والتجهيزات والمؤسسات والبنية الأساسية بالأرض، سيعجّل بتسوية على المقاس الإسرائيلي، وسيفرض على المقاومة الفلسطينية الرضوخ لشروط الدولة العبرية في سلام يرشح بدماء الأبرياء.. لم تكن تدرك أن هذه الصورة سترتدّ عليها بشكل قويّ، عبر هبّة شعبية سجّلت في مختلف أنحاء العالم، وانطلاق أصوات معارضة من داخل الحزام السياسي والإعلامي الذي صرفت إسرائيل من أجل تشكيله مليارات الدولارات على امتداد العقود الماضية، قبل أن يبدأ في التلاشي التدريجي، محدثا شرخا عميقا في أذهان الرأي العام العربي والدولي، وامتدّ ليشمل المؤسسات الحقوقية التي كانت إلى وقت قريب، الصوت الصامت إزاء مختلف أشكال العنف الإسرائيلي والغطرسة الصهيونية فوق الأرض الفلسطينية.. استهلكت الكثير من الاجتماعات واللقاءات العربية والإقليمية والدولية في تسويق السلام مع إسرائيل والتسوية السياسية التي تضمن إقامة دولتين متجاورتين جنبا إلى جنب مع تل أبيب، وكانت المبادرة العربية للسلام، التي طرحها العرب قبل بضع سنوات، السياق الأكثر وضوحا في عملية التسويق هذه، بل هي الآلية العربية لما تبقى من استحقاقات أوسلو، رغم أن ذلك أدى إلى نوع من الانقسام العربي وفق ما يعرف بـ « دول الاعتدال العربي » ضدّا عن « فريق الممانعة »، وفق التصنيف الإسرائيلي والأمريكي.. حققت إسرائيل اختراقات عديدة على خلفية هذه المبادرة وبسبب عملية التسويق هذه، أمنيا وسياسيا واقتصاديا، بل إن البعض من المثقفين والإعلاميين والسياسيين في العالم العربي، نذروا أنفسهم لتسهيل عملية التسويق هذه، عبر اعتماد خطاب يسوّي بين إسرائيل الغاصبة والمحتلة، وتل أبيب الديمقراطية والتعددية التي تحترم حرية الإعلام والتعبير، إسرائيل المتقدمة علميا وتكنولوجيا بمسافات ضوئية قياسا بالعالم العربي المتخلف والنائم (وليس فقط النامي).. غير أن ما حصل ويحصل في غزّة منذ أكثر من عشرين يوما، من قصف وقتل ودمار، وصور أشلاء الأطفال الموزعة على قارعة الطرقات ضمن ما يمكن وصفه بـ « مهرجان الدم »، سيجعل هذه الصورة الناعمة لإسرائيل التي حاول البعض من بني جلدتنا إقناعنا بها في سياق مقاربتهم « التقدمية » و »العقلانية » و »الواقعية » و »المعتدلة »، هشّم هذه الصورة المخدوشة أصلا، بما يجعل أية محاولة تسويق لخطاب يتدثّر بالسلام فيما هو معرّى بالعنف والقتل والمجازر، خطابا متهافتا، يحتاج إلى عقلانية صارمة لكي يعيدنا إلى ذلك المربع البائس من السلام الذي ظل لما يزيد عن عشر سنوات (منذ اتفاق أوسلو)، العنوان الأبرز لمغالطة كبرى، سرعان ما كشفت الأحداث الجارية في غزّة تهافتها وعدم جدواها على الأقل.. لم يتردد الكاتب والصحفي المصري، محمد حسنين هيكل، في القول بأن عملية التسوية تراجعت لنحو عشر سنوات، في إشارة إلى أن السلام بصيغته القديمة التي أنتجها اتفاق أوسلو، لم يعد ورقة قابلة للصرف في سوق الرأي العام العربي والدولي والكثير من صناع القرار في العالم، لقد تمزّق رداء السلام، وأدّت عمليات الدمار التي طالت الأخضر واليابس بشكل غير مسبوق في غزّة،  إلى ثقوب متعددة في هذا الرداء الذي بات كاشفا لعورات كثيرة.. لقد خسرت إسرائيل معركة السلام، رغم أنها لم تكن جادة فيها إطلاقا، وتهاوت معها مقولات كثيرة، بينها محاولة تسويق السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عبّاس، كشريك جدي ووحيد في عملية التسوية، والاعتماد على محور الاعتدال العربي في المنطقة، الذي فقد ـ عمليا ـ مصداقيته، وتراجعت أسهمه بين الرأي العام العربي والإسلامي، فيما لا يبدو أن الخطاب السياسي في أوروبا والولايات المتحدة، سيحافظ على ذات الأسس والمرتكزات التي انبنى عليها طوال العقود الماضية، سيما أمام هذا « الانقلاب » في الرأي العام هناك..   يتجسّد السلام والتسوية السياسية في هذا الخضم الغزّاوي القاتل، في صورة انتحاري، لم يلبس عبوة ناسفة وإنما ألبس شعبا بأكمله أكفان الموت والشهادة، فحفر بذلك قبره بالفوسفور الأبيض..   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 16 جانفي 2009)


قيادى إسلامى يرحب بتجميد العلاقات مع « تلابيب »

 

رحب الأمين العام للرباط الوطنى لمناهضة الإختراق الصهيونى فى موريتانيا محمد غلام ولد الحاج الشيخ بقرار ر ئيس المجلس العسكرى الحاكم الجنرال محمد ولد عبد العزيز تجميد كافة أنواع العلاقات السياسية والإقتصادية مع تلابيب ووصفه ب » بالقرار الشجاع والمؤيد من كافة شرائح الشعب الموريتانى ». وقال ولد الحاج الشيخ وهو من قادة التيار الإسلامى بموريتانيا المناوئين للتطبيع مع تلابيب فى تصريح خاص لوكالة الأخبار المستقلة اليوم الجمعة 16-1-2009 بعد إعلان نواكشوط تجميد علاقاتها السياسية والإقتصادية مع تلابيب « هو قرار شجاع ومؤيد من كافة شرائح الشعب الموريتانى ونتمنى أن يتعزز خلال الأيام القادمة بالإعلان عن قطعها بشكل نهائي ». وكان رئيس المجلس العسكرى الحاكم فى موريتانيا الجنرال محمد ولد عبد العزيز قد أعلن من العاصمة القطرية الدوحة تجميد علاقات موريتانيا السياسية والإقتصادية مع تلابيب ردا على العدوان الإسرائيلى على عدوان غزة فى أول قرار تتخذه دولة عربية منذ الإجتياح جدل الإسرائيلى للقطاع منهيا مسيرة خمسة عشر سنة من التطبيع ظلت مثار جدل فى موريتانيا والعالم العربى. إعلان الرئيس الموريتانى جاء على هامش القمة العربية المنقعدة بالدوحة كاستجابة للقرار الذى أتخذه الرؤساء المشاركون فى الإجتماع وبالتنسيق مع قطر صاحب القمة الطارئة التى دعت على لسان أميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى إلى إعادة النظر فى العلاقات الموريتانية العبرية بسبب العدوان المتصاعد فى القطاع. وبذلك يكون الرئيس الموريتانى قد أستجاب ولو جزئيا للمطالب الشعبية المجمعة على ضرورة قطع العلاقات الموريتانية الإسرائلية وخفف حجم الغضب المتزايد فى الشارع الموريتانى والذى كان سببا فى إستدعاء السفير الموريتانى من تلابيب قبل أيام بعد أن حاول المتظاهرون إقتحام السفارة العبرية بنواكشوط . (المصدر: وكالة « الأخبار » (مستقلة – موريتانيا) بتاريخ 16 جانفي 2009) الرابط:http://www.alakhbar.info/4863-0-C-5F-CBBC-FF–F-BCB.html  

 


 

الحرب على الشعب الفلسطيني في غزة وتحركات الجماهير العربية

 

في كل ومرة وكلما قامت الدولة الصهيونية الذراع العسكرية للإمبريالية الأمريكية بالعدوان على الشعب الفلسطيني في داخل الأرض المحتلة أو في المخيمات [ في لبنان سنة 1982 مثلا ] أو كلما تعرض بلد من بلدان المنطقة إلى اعتداء من قبل إسرائيل أو للاحتلال كما وقع للعراق سنة 2003 إلا وخرجت الجماهير العربية في مسيرات ومظاهرات حاشدة منددة ومستنكرة ومتوعدة لكن سرعان ما تفتر هذه الهبات وتخمد مظاهر الغضب وتعود هذه الجماهير إلى ما كانت عليه متأقلمة مع واقعها واقع الاضطهاد الطبقي و الإذلال القومي راضخة لجلاديها وراضية بالواقع الجديد الذي يفرض في المنطقة كل مرة. هكذا كان حال الشعوب العربية منذ عقود. ما دفعني إلى التذكير بهذا العجز والذي أصبح سمة بارزة من سمات رد فعل الجماهير العربية على مشروع الهيمنة الإمبريالي الصهيوني على المنطقة العربية هو وللأسف أن هذه الجماهير وفي هبتها الآن ضد العدوان الذي تنفذه الآلة العسكرية الصهيونية على الشعب الفلسطيني في غزة منذ أكثر من أسبوعين تعيد إنتاج نفس الحالة السابقة. فمنذ انطلاق العدوان و الجماهير في أغلب الأقطار العربية تتظاهر وتنظم المسيرات الحاشدة وتندد وتدين إسرائيل وأمريكا والأنظمة العربية المتواطئة مع العدوان والحرب على غزة وتطالب بضرورة التضامن العربي ودعم المقاومة وتنادي بإيقاف هذه الحرب الإجرامية. وفي ظرف وجيز تشكلت قوة جماهيرية كبيرة على امتداد المنطقة مثلت بالفعل جبهة شعبية واسعة مساندة لنضال وصمود الشعب الفلسطيني وللمقاومة ومعارضة للحرب الإجرامية التي تنفذها الدولة الصهيونية الآن في غزة مكونة من أحزاب ونقابات ومنضمات مجتمع مدني ومن حقوقيين وشبيبة وحركات سياسية وشخصيات مستقلة. إلا أن ما يجب ملاحظته هو أن حركة المساندة الشعبية هذه ولئن عبرت عن رفض الجماهير العربية ومن ومنطلق حسها القومي ومناصرتها للشعب الفلسطيني للمشروع الإمبريالي الصهيوني في المنطقة ولسياسات الأنظمة الدكتاتورية العربية المتواطئة وتحديدا حول مواقف هذه الأنظمة من الحرب على الشعب الفلسطيني في غزة ومن قضية تحرير فلسطين فإنها وللأسف لم تتجاوز مستوى التنديد والاستنكار وتنظيم المسيرات والتجمعات والمهرجانات الخطابية. وبالتالي فقد بقي فعل هذه الجماهير دون حجم الحدث ودون حجم التحديات التي تواجهها شعوب المنطقة ولم يقدر على التأثير في الأحداث. إن حالة العجز لا تعود أسبابها إلى الجماهير في حد ذاتها وإنما مردها وضع الضبابية الذي تتخبط فيه إستراتيجية قواها السياسية المناضلة ضد المشروع الإمبريالي الصهيوني في نقاط عديدة أهمها ضعف وعي هذه القوى بالأبعاد الإستراتيجية لمشروع الهيمنة الإمبريالي الصهيوني وبخطورة المعركة التي يخوضها في هذه المرحلة بالذات على حاضر ومستقبل نضال الشعوب العربية من أجل تحررها القومي والاجتماعي. وضبابية الوعي بوسائل وأساليب مقاومة هذا المشروع. إن مهمة جعل الجماهير تتخطي واقع العجز وتتجاوز حالة الدوران في الحلقة المفرغة المعهودة التي وسمت تحركاتها منذ عقود هي مهمة القوى التقدمية والعلمانية واليسارية المناضلة من أجل مشروع التغير الاجتماعي الجذري. إنها بالدرجة الأولى مهمة الأحزاب والمنظمات والنقابات والجمعيات التي تكوّن موضوعيا هذه الجبهة التي ترفع راية هذا التغيير. إن مهمة تحويل نشاط الجماهير إلى نشاط قادر على التأثير في الأحداث والرقي بهذا النشاط من مستواه الأول مستوى التضامن والتعاطف إلى مستوى أرقي شكلا ومضمونا لن يحصل إن لم تع هذه الأحزاب والمنظمات والنقابات والجمعيات الناشطة في صلب هذه الجماهير أنه عليها أن تعمل على تغير موازين القوى في كل بلد لصالح هذه الجماهير.ولحصول هذه النقلة لابد لهذه القوى السياسية من أن تتخطي هي نفسها ضعفها وتتجاوز مستوى النضال بالشعارات إلى مستويات أخرى أرقى ولن يكون ذلك ممكنا إلا إذا وعت أنه عليها الالتحام بالجماهير لمساعدتها على التنظم باستقلالية ومركزة نضالها ومطالبها وتوحيدها وهي الخطوة الأولي التي عليها العمل على تحقيقها لجعل الحركة الجماهيرية المناهضة للحرب على الشعب الفلسطيني والرافضة للمشروع الإمبريالي الصهيوني تتحول إلى حركة مستقلة فاعلة ومؤثرة. إن على الأحزاب والمنظمات والنقابات والجمعيات وكل الهيئات المساندة للشعب الفلسطيني والمناهضة للهيمنة الإمبريالية والرافضة للحرب على غزة في كل البلدان العربية أن تعمل اليوم على دفع الجماهير إلى تجذير نشاطها وتطوير أشكال تنظمها ومساندتها وتجاوز مستوى التضامن إلى الانخراط في المقاومة فليس الشعب الفلسطيني وحده هو المعني بالصراع ضد الدولة الصهيونية والمشروع الإمبريالي. إن الجماهير العربية وفي كل قطر من الأقطار العربية هي أيضا معنية بهذا الصراع وطرف فيه لأن الدولة الصهيونية ليست إلا رأس حربة مشروع استعماري هيمني يستهدف كل شعوب المنطقة. وعلى هذا الأساس فالصراع مع الإمبريالية والصهيونية والنضال ضدهما يمر حتما بالنضال ضد الأنظمة العربية الدكتاتورية وهو مستوى لابد أن ينعكس في نضال الجماهير العربية اليوم وفي حركة مساندتها للشعب الفلسطيني. لذلك لابد لحركة الجماهير العربية أن تقرن نضالها ضد الحرب على الشعب الفلسطيني في غزة وضد الدولة الصهيونية بالنضال ضد دكتاتورياتها. لابد لهذه الجماهير أن تفتك حق التعبير وحق التنظم من هذه الأنظمة البوليسية. لابد لها أن تنخرط في مقاومة سياسات هذه الأنظمة التي لم تعد اليوم تخفي علاقتها بمشروع الهيمنة الإمبريالي الصهيوني. لابد لهذه الجماهير أن تربط نضالها في أفقه القومي بنظالاتها الاجتماعية. لابد لهذه الجماهير أن تربط بين نضالها ضد الحرب و ضد العدوان على الشعب الفلسطيني بنضالها ضد القمع ومصادرة الحريات وضد البطالة والتفقير وضد السياسات الاقتصادية المفروضة من رأس المال والتي ينفذها وكلاؤه المحليون. لابد للجماهير العربية من النضال ضد الأحلاف والاتفاقيات العسكرية مع الإمبريالية الأمريكية وحليفتها الأوروبية التي تتقوى بها الدكتاتوريات العربية على شعوبها والعمل على إسقاطها. لابد للجماهير العربية أن تختار نهج المقاومة مقاومة أنظمتها الدكتاتورية إنها الطريق الوحيدة التي يمكن لها أن تساهم في دعم نضال ومقاومة الشعب الفلسطيني. إنه على الجماهير العربية وبقيادة القوى التقدمية والعلمانية واليسارية أن تعمل على تنظيم حركة تضامن شعبية مقاومة وجماهيرية فهي وحدها القادرة على تهديد هذه الأنظمة وتغير موازين القوى بين الشعوب العربية من جهة وأنظمتها وبين الإمبريالية والشعوب العربية من جهة أخرى. أنه على هذه القوى كذلك أن تمركز النضال اليوم على مهمات واضحة وتعمل على تحقيقها. فعلى النقابات مثلا أن تتجاوز مستوى التنديد والبيانات وجمع التبرعات على أهميته إلى تنظيم الإضرابات في كل القطاعات العمالية وهو شكل من أشكال النضال والمساندة والدعم غائب إلى حد الآن في كل المنطقة العربية. كذلك على الأحزاب والمنظمات والحركات السياسية أن تفرض حقها في التعبير والتنظم والنشاط وبشكل مستقل عن الأنظمة ومؤسساتها وأحزابها . عليها أن تنظم المسيرات والتجمعات والإعتصامات وتوسّع أكثر ما يمكن من المشاركة الجماهيرية و تنسق تحركاتها ليس على مستوى قطري فقط إنما المطلوب هو التنسيق على مستوى المنطقة كلها من أجل توحيد المطالب والنضال من أجل فرضها. إن المطلوب من القوى التقدمية والعلمانية واليسارية الآن هو: ـ النضال من أجل أن تقطع الأنظمة العربية علاقاتها مع الدولة الصهيونية وأن تلغي كل الاتفاقيات المبرمة معها و أن تطرد ممثليها. ـ النضال من أجل فك الحصار على غزة و دعم المقاومة بكل ما تتطلبه. ـ النضال ضدّ خط التسوية وضدّ كل المشاريع الاستسلامية والتمسك بنهج المقاومة لتحرير فلسطين. ـ النضال لإسقاط كل الاتفاقيات والشراكات الاقتصادية والعسكرية التي فرضتها الأنظمة العربية الدكتاتورية على شعوب المنطقة لصالح الإمبريالية الأمريكية وحليفتها الأوروبية. ـ التنسيق والتفاعل وتوحيد الجهود مع القوى السياسية الرافضة للحرب على الشعب الفلسطيني والمساندة لمقاومته عبر العالم وتفعيل هذا البعد من أجل توسيع جبهة المقاومة. هذا هو المطلوب اليوم من الأحزاب ومن النقابات ومن المنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني ومن حركات الشبيبة ومن كل القوى التقدمية والعلمانية واليسارية في كل قطر وعلى امتداد المنطقة العربية. فهل تقدر هذه القوى على التحرك في هذا الاتجاه ؟

 
بشير الحامدي تونس 15 جانفي 2009
 

الله الرحمان الرحيم في غزة مقبرة الغزاة: يا للعار.. يا للعار.. الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته يدعو المقاومين للإستسلام لبيك غزة … لبيك فلسطين… حي على الجهاد قال الله تعالى  » ولا تحسبنّ الله غافلا عما يعمل الظالمون » تمكن حماس من تحقيق مطالبها وشروطها لوقف النار: فتح المعابر وإنهاء الحصار الاقتصادي على غزة، يعني انتصارها في الحرب محمد دحلان، مسئول الأجهزة الأمنية السابق عن حركة فتح بقطاع غزة قال بالحرف الواحد « أنا سعيد جدا بهذه الضربة العسكرية الاسرائيلية ضد حماس ». مصر تقف من غزة الآن موقف أمريكا منها في 67 .. غزة ليست آخر منطقة في أطماع إسرائيل .. وهآرتس تتوقع انتصار حماس ..
 
بعد ثلاثة أسابيع من العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة لم يحقق جيش الاحتلال أيا من الأهداف الميدانية التي حددها لحربه على غزة، واكتفت وحداته البرية بالتمركز بالدبابات والآليات على تخوم مدن القطاع وتدمير منازل الفلسطينيين على تخوم المدن، ما يراه محللون عسكريون « عجزا عن الحسم العسكري »؛ بسبب صمود المقاومة الفلسطينية. نقول لأهل غزة ما قاله جل وعلى في سورة البقرة{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ } (البقرة) وان سنة الله في خلقه ماضية في الأولين والآخرين الى يوم القيامة ، وناطقة بالحق المبين، وهادية إلى الصراط المستقيم،اذ يقول تعالى في سورة آل عمران {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ } (آل عمران) هناك على خط النار في غزة، وفي كل فلسطين، رجال صدقوا فيما عاهدوا الله وامتهم وتصدوا بصدور عارية وامكانيات هزيلة لأقوى الجيوش عتادا وحقدا. والشعب العربي الاصيل  يعطي كل ما عنده كلما صدقت القيادة واتضحت الاهداف فما هي الاهداف الواقعية والمشروعة لنحدد على ضوءها مهامنا . وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان إلى 1105 شهيدا من بينهم 335 طفلا و نحو 80 إمرأة، و5130 مصابا نصفهم من الاطفال والنساء و بينهم 450 إصابة خطرة . نحن نواجه اغتصابا لارضنا المقدسة في فلسطين ومن حقنا الطبيعي مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة ورفض كل دعاوي الاستسلام والتفريط في الحقوق. وللتذكير ان حركة حماس رفضت ومازالت اتفاقات اسلو لانها تفرط في الحقوق واختارت منذ انطلاقتها الالتزام بخط المقاومة حتى تحرير كامل فلسطين، وما اضطرارها لدخول الانتخابات التشريعية وتسلم السلطة المنبثقة عن اسلو الا دفاعا عن البندقية المقاومة ليبقي حقها في الوجود ومواصلة النضال. فمن وقعوا اوسلو تدعمهم ارادوا تصفية  القضية، فساوموا على كل شيء حتى البندقية وكالوا نعوت الارهاب والعبثية على كل فعل مقاوم. لذا فقضية حماس وقضيتنا لا تقف بفتح المعابر ورفع الحصار، فهذا حق يكفله لشعبنا القانون الدولي لو طبق بانصاف. ان قضيتنا هي تحرير فلسطين وعودة كل اللاجئين ومهمتنا مواصلة الدعم والمساندة لقوى المقاومة ورفضنا لما يسوق له النظام الرسمي العربي من وقف لاطلاق النار وفتح المعابروالاتيان بقوات دولية لتكون درعا واقيا ومثبتا لامر الاحتلال. غزة ليست آخر منطقة في أطماع إسرائيل  : لم يعد الإجرام الصهيوني البشع ، ورفضه واستنكاره في حاجة إلى إقامة أي دليل ، ولا بد من توثيق هذه المحرقة الصهيونية دوليا مهما كان الثمن خاصة بعدما خرجت الجماهير في العالم  بمختلف أجناسها وأديانها ومذاهبها السياسية والفكرية، في مسيرات حاشدة تندد بهذا الإجرام ، لما تعرض إليه الشعب الفلسطيني الأعزل من تجويع وتشريد وتقتيل، بمباركة ومساندة فعّالة  من كل قوى الإستعمار و الاستكبار في العالم . إن الحرب في غزة، الأيام، هي حرب إبادة جماعية يقوم بها الجيش الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، ومن حق جميع الشعوب المحبة للسلام والعدل والحرية أن يُدينوها ويستنكروها، ولا يمكن النظر إليها من زوايا قومية، أو دينية ولا حصرها في تسميات عنصرية مُضلّلة  مثل الصراع العربي الإسرائيلي، أو الصراع بين المسلمين واليهود، أو بين حماس وإسرائيل لأنها أشمل و أعمق من ذلك بكثير، مما جعل البغض من اليهود التقدميين يناصرون نضالات المقاومة الفلسطينية ويدعمونها بمسيراته. حصيلة أولية لجريمة المحرقة الصهيونية بعد 20 يوما من الحرب العسكرية المفتوحة جوا وبرا وبحرا على غزة.   خمسة آلاف ضحية ( خمسهم شهداء ونصف الشهداء نساء وأطفال وأربعة أخماس جرحى نصفهم كذلك من النساء والأطفال ). إن ما تفعله إسرائيل اليوم من تقتيل للأطفال والنساء وإبادة عائلات بأكملها وهدم البيوت على رأس أصحابها وقصف المدارس وضرب سيارات الإسعاف لا علاقة له أصلا لا بحماس ولا بغيرها. وحتى لو سلمنا جدلا بالمنطق الإسرائيلي القاضي بالقضاء على حماس أو تأديبها فإن كل ما يجري لا علاقة له أبدا بذلك لأن المستهدف كما بات واضحا هو الفلسطيني فقط، لأنه فلسطيني مهما كانت قناعاته وانتماءاته. ولقد سبق لإسرائيل أن فعلت بعضا مما تفعله اليوم وحماس كانت لا تطلق الصواريخ والرئيس الراحل ياسر عرفات كان شريكها في المفاوضات. أن ما ترتكبه إسرائيل سيقوي، بشهادة بعض الأقلام الإسرائيلية نفسها، شوكة ‘حماس’ وبقية فصائل المقاومة لأن حماس هي التي تقف في وجه العدوان رغم كل الخلل في موازين القوى بين الطرفين.الإعتداءات الحاصلة في غزة تشكل مادة جنائية لجريمة الحرب في القانون الدولي :  بإعتراف العدو بقصف مدرسة الفاخورة بعدما لجأ إليها المدنيون من النساء والأطفال وقتل اكثر من ألف شهيدا والآف من الجرحى. إعتراف وإعتذار. القتل المتعمّد لحوالي 30 شهيدا من طواقم الإسعاف الدولية التابعة للصليب الأحمر فضلا عن الجرحى في صفوفهم مع إستخدام الفوسفور الأبيض وهو سلاح محرم دوليا في الحروب و في المناطق الآهلة بالمدنيين. استنكرت حركة المقاومة الإسلامية حماس رفض محمود عباس أبو مازن التصديق على رفع دعاوى جرائم حرب ضد الاحتلال الصهيوني على الرغم من أنه المخوَّل الأوَّل برفع القضية حسب لوائح محكمة الجنايات الدولية التي لن تنظر في القضية دون موافقته واعتبرت موقف عبَّاس سلبيًّا يُثير علامات استفهام كبيرة حول حقيقة موقف السلطة الفلسطينية من جرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال بحقِّ سكان قطاع غزة. إن عدم إحترام العدو الصهيوني  لقرارات الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار ومواصلة العدوان بل إستهداف مقرات أممية دولية تابعة لأعلى منظمة دولية أي الأمم المتحدة ( الأنوروا والصليب الأحمر وغيرهما ). وقتل من فيها بعدما تبين أنهم أطفال ونساء ورجال إسعاف مما أجبر تلك المؤسسات الدولية على غلق أبوابها وتعريض المدنيين في غزة لمزيد من الجوع والعطش والعري. غزة تحولت إلى مختبر للأسلحة المحرمة : ففي حوار مع مجلة « دير شبيجل » الألمانية: اتهم محمد دحلان، مسؤول الأجهزة الأمنية السابق عن حركة فتح بقطاع غزة، حركة المقاومة الإسلامية « حماس » بإعطاء الذريعة لإسرائيل لاجتياح غزة عبر إطلاق الصواريخ، واصفًا الحركة بأنها واحدة من أسوأ المنظمات على الاطلاق بمنطقة الشرق الأوسط  » الناس خائفون من الاسلاميين ولا أحد يجرؤ على انتقادهم في قطاع غزة، فكل من يفعل ذلك يواجه السجن أو الموت، تمامًا مثل إسرائيل فهما لا تعيران أي اهتمام للناس العاديين البسطاء. ان مقاتلي حماس يطلقون الصواريخ من قلب المناطق الآهلة بالسكان ». وتابع محمد دحلان: » قادة حركة حماس لا يعانون جراء الهجمات العسكرية الاسرائيلية، فهم متحصنون في مخابئهم ويتابعون ما يجري من الخارج فيما يموت الفلسطينيون..إن الشعب الفلسطيني هو الذي يدفع الثمن مرة أخرى. لقد ظل هذا الشعب على مدى تاريخه ألعوبة للمصالح المختلفة وخاصة منها الاسرائيلية منذ سنة 1967. وزعم محمد دحلان بأن  » إسرائيل لا تنوي القضاء على حركة حماس لأنها في حاجة الى منظمة مثل حماس حتى تحول دون قيام دولة فلسطينية، فإسرائيل تريد الحصول على شروط أفضل للهدنة », قائلاً للصحيفة بالحرف الواحد « أما إذا سألتني عن موقفي الشخصي فأنا سعيد جدا بهذه الضربة العسكرية الاسرائيلية ضد حماس ». كما نقلت صحيفتان فرنسيتان شهادة لطبيبين نرويجيين يؤكدان استخدام أسلحة محظورة ضد سكان غزة, والثانية لنائبة أوروبية تخص الوضع الكارثي في قطاع غزة. مصر تقف من غزة الآن موقف أمريكا منها في 67  : و كذلك آخرين من العرب يسكتون عن هذه المجازر وربما يستنكرون على المجاهدين ايماتتهم من اجل الدفاع عن الارض والاهل باعتبارها عندهم مغامرة من مثل الرئيس الفلسطيني الذي فقد شرعيته منذ 9 جانفي 2009 و الذي يستنجد بالرئيس مبارك للتمديد له. و لا نتحدث عمن غلقوا المعابر لزيادة المضايقة و المعانات من الاخوة العرب. وربما يقومون بإلجام شعوبهم وقمعها وصدها عن التعبير عن موقف المساندة لتلك المقاومة، التي تشرّعها جميع الأعراف والشرائع والقوانين الدولية.. النظام المصري، الذي عجز عن إقناع الرأي العام العربي بأن عليه أن يحترم الاتفاقيات الثنائية التي بينه وبين إسرائيل، وأن مصلحة بلاده تقتضي الالتزام حرفيا بتعهداته الدولية. هذه الحجة، رغم أنها تبدو وجيهة من الجانب الإجرائي والشكلي، إلا أنها سياسيا يصعب الدفاع عنها وتبريرها، وذلك لاعتبارات كثيرة منها أن إسرائيل لم تحترم أي التزام قامت به إذا تعارض ذلك مع مصلحتها. كما أن حجم العدوانية التي تعاملت بها مع عموم سكان غزة قد تجاوز كل الحدود الأخلاقية والأعراف الدولية بما في ذلك اتفاقيات جينيف. لم يكن المطلوب من النظام المصري إعلان الحرب، أو حتى قطع العلاقات مع الدولة العبرية، وإنما كان المطلوب منه القيام بعملية رمزية تتمثل في فتح معبر رفح أمام المساعدات الإنسانية والطبية لشعب يتعرض للتجويع والقتل. وهو أبسط ما تمليه الاعتبارات الإنسانية والعربية والقوانين الدولية وهو ما يفسر حجم ردود الفعل الغاضبة على الأداء المصري في هذه الأحداث المؤلمة والخطيرة. إن مصر دولة ذات قيمة محورية في المنطقة، وسياستها المتأرجحة والضبابية هي التي سمحت لدول إقليمية كبرى بأن تكتسح بدبلوماسيتها المجال الحيوي العربي. أما السلطة الوطنية الفلسطينية، التي أوصلت نفسها إلى مأزق حاد هذه السلطة، لم تكن في مستوى الحرب الدائرة على الشعب الفلسطيني في غزة. لقد بدأ دورها باهتا لصيقا جدا بالسياسة المصرية. وهذه أول معركة من نوعها تندلع وتنتهي في غياب حركة فتح. إن تردد السلطة، وضعف أدائها أفقدها الكثير من وزنها في أوساط الشارع الفلسطيني على الصعيد العربي والدولي. والمؤكد أنه لو كان عرفات حيا، لكان المشهد مختلف تماما. أما الرئيس الأميركي أوباما، الذي فاجأته الأحداث وكاد أن يخسر أول وأهم قضية انفجرت قبل فترة وجيزة من بداية توليه الرئاسة، وقبل أن يباشر معالجتها بنفسه. إذ أن سكوته كان غريبا، واختفاءه وراء الرئيس بوش لم يكن عملا حكيما أو مقنعا وقد عرّض صورته البراقة للاهتزاز والشكوك على الصعيدين العربي والإسلامي على الأقل. لا يوجد أي مبرر سياسي مهما كان حجمه لملازمة الصمت تجاه قتل الأطفال والنساء. وهو ما حاول أن يتداركه في النهاية، عندما أعلن بأنه قلق من قتل المدنيين، وأنه ملتزم بتحقيق السلام في فلسطين. فهذه القضية بالذات، إلى جانب العراق، هي التي ستميز سياسته وتجعلها مختلفة عن سياسة بوش الذي حافظ على استهتاره بكل الأخلاق السياسية إلى آخر لحظة من رئاسته. أن الشعب الفلسطيني شعب حافظ على هويته بالبعد الإسلامي الذي يرفده ويدعمه من غانا إلى فرغانة ، تجلى ذلك بوضوح في الوقفة و الهبّة الشعبية الجماهيرية الإسلامية تأييداً للمقاومة في مقارعة العدو الصهيوني في غزة  .. الشعب الفلسطيني الذي يسعى الكيان الصهيوني بدعم أميركي وأوربي إلى شطبه بطريقة أخرى ، شعب مثقف ومتحضر ومتمدن ، وشعب له حضور ووجود في العالم كله ، وربما هجرته وشتاته هذه وفّرت له فرصة للمحافظة على هويته من خلال تعريف العالم والشعوب الأخرى بعدالة قضيته ، تجلى ذلك بوضوح في قدرته على تنظيم المظاهرات والمسيرات في الأماكن التي انتشر فيها …. وأن الإعلام الأمريكي يعتمد على ظاهرة « التسريب » بمعنى أن القيادة السياسية تسرب معلومات معينة للصحافة وتنفي مسئوليتها عنها فتكسب دعم جماهير وإعلامي بذات الوقت. منذ انعقاد مؤتمر أنابوليس في نهاية نوفمبر 2007، ظلت الولايات المتحدة الأميركية تقدم للرئيس الفلسطيني محمود عباس ولباقي الدول العربية الأوهام حول الدولة الفلسطينية المؤقتة، التي كان من المفترض أن ترى النور في نهاية سنة 2008. كما أن إسرائيل ربطت موافقتها بإنشاء دولة فلسطينية بالتزام فلسطيني موثق دوليا على إنهاء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، بما يعني ذلك التخلي النهائي عن المطالب السابقة واللاحقة للشعب الفلسطيني تجاه إسرائيل، مثل تطبيق القرار 181 الخاص بتقسيم فلسطين (1947)، والقرار 194 لعام 1948 الخاص بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين أو العودة لخطوط الهدنة لعام 1949. وجاء العدوان الصهيوني على قطاع غزة بالصواريخ والقذائف والقنابل منذ ثلاثة ومن دون توقف، ليؤكد أن إسرائيل ليست ماضية قدما في تصفية آخر جيوب المقاومة الفلسطينية فحسب، وإنما القضاء على الحلم الفلسطيني لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس، ومن دون مستوطنات ومع البحث بموضوع العودة. العدوان الصهيوني على غزة له تداعيات إقليمية كبيرة، و أخطرها هو إلغاء «خيار الدولتين» الإسرائيلية والفلسطينية حسب تأكيد مسؤولين أردنيين. فقد أكد أحد هؤلاء المسؤولين الأردنيين «إن شبح ضم جزء من أراضي الضفة الغربية إلى الأردن مع مخاطر أن تصبح المملكة وطنا بديلا للفلسطينيين بدأت تلوح في الأفق من جديد». وقال آخر إن «العمليات العسكرية ضد حماس ممكن أن تخلق فراغا في غزة التي قد تؤدي حينها إلى عملية ضمها إلى مصر». وهذا السيناريو سيفتح الطريق أمام عملية ضم جزء من أراضي الضفة الغربية، التي كانت تابعة للمملكة الهاشمية حتى احتلالها من قبل إسرائيل في عام 1967، إلى الأردن،  في انتظار القيام بالنقلاب عسكري ضد المملكة الهاشمية لتحويلها الى جمهورية فلسطينية برئاسة محمد دحلان وجماعته وأن هذا السيناريو «تروج له مجموعات سياسية إسرائيلية وأميركية تعارض قيام دولة فلسطينية مستقلة». ورأى السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون في مقال له تحت عنوان «حل الدول الثلاث بديل من حل الدولتين» نشرته صحيفة «واشنطن بوست» أنه« عوضا عن ذلك ينبغي التفكير في مقاربة على أساس ثلاث دول توضع بموجبها غزة مجددا تحت سيطرة مصر فيما تعود الضفة الغربية وفق صيغة معينة تحت السيادة الأردنية». يجري المسؤولون الأردنيون حاليا اتصالات لتجاوز هذا المأزق الخطر ويعملون لإقناع إدارة الامريكي المنتخب وحكومات أوروبية وبعض الجهات العربية بتبني الصيغة الآتية لتحريك عملية السلام وصولاً إلى إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة والاستمرار. فلم يعد كافيا أن تطلب الدول الكبرى من «حماس» الاعتراف بوجود إسرائيل، ونبذ العنف والإرهاب وقبول الاتفاقات الموقعة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بل يجب أن يتم التوصل إلى تفاهم بين عدد من الدول العربية الرئيسية والمقاومة الفلسطينية من أجل تأمين مظلة عربية لعملية تفاوض جديدة تشارك فيها المقاومة وأبومازن وتعتمد على مبادرة السلام العربية التي تبنتها قمة بيروت عام 2002، بحيث تهدف عملية التفاوض هذه إلى تنفيذ «خريطة الطريق» وتطبيقها وهي الخطة الدولية الوحيدة التي تتضمن إقامة دولة فلسطينية في نهاية المفاوضات. أما وجهة النظر الأردنية، التي تعتبرهذه المؤامرة إذا لم تنطلق عملية تفاوض جدية فلسطينية إسرائيلية بإشراف دولي ملائم وعملت حكومة أولمرت على تنفيذ مخططها التوسعي بقرارات أحادية الجانب، فلن تقوم دولة فلسطينية حقيقية متكاملة في الضفة الغربية وغزة بل سيكون هناك «كيان فلسطيني غير قابل للحياة» . وسيجد الفلسطينيون أنفسهم أمام أحد خيارين: إما الخضوع و الاستسلام ، ولفترة طويلة غير محددة للهيمنة الإسرائيلية المباشرة وغير المباشرة عليهم، وإما الهجرة إلى الأردن و الى مصر، إذا ما اعتمد الكيان الصهيوني هذا الخيار لضم أراضٍ واسعة من الضفة الغربية إلى الدولة اليهودية، وإذا ما تساهلت الدول الكبرى مع هذا المخطط الجهنمي.   غزّة حرّرت الأمّة :  فالذي حصل نتيجة هذه المحنة أنّ غزّة حرّرت الأمّة من أنظمتها الفاشلة، وبأنّ « زيف الأنظمة » ما هي إلاّ سجون تحتجز شعوبها وتحاصرها بين الرغيف والكسوة والجنس. وغزّة كشفت سوءات من في جنوب لبنان الذي يدعي بأنّ سلاحه موجّه إلى العدوّ المحتلّ. وغزّة كشفت سوءة من خان المقاومة في فلسطين،في بلاد العالم العربي والإسلامي وباّن كذبه ونفاقه. وغزّة كشفت أنّ النّظام العالمي ما هو إلاّ زيف وأنّ حضارة حقوق الإنسان بالمفهوم الغربي ما هي إلاّ أكبر كذبة. وإنّها لفضيحة إنسانيّة ومعرّة لن تمحى على جبين الغرب. وغزّة كشفت أنّ الخير أصيل في هذه الأمّة مهما عملت فيه آلة الهدم والتّخريب والفسخ والمسخ . إنّ الذي يحصل من عدوان وحشيّ شرس من طرف أقوى جيش في المنطقة الشرق أوسطية على شعب غزّة المحاصر الأعزل الذي لا يجد الخبز فضلا عن السّلاح، لعار في جبين هذه الحضارة الجبانة، ولأنّ الجميع مشارك في المجزرة: هذا بالقتل، وهذا بمدّ السّلاح، وذاك بالسّكوت، وآخر بالموافقة، وهذا بالفيتو في ما يسمّى بمجلس الأمن ليعدّ من أخطر أنواع الجرائم الحربية لأنّها جرائم جنائيّة وجرائم الإبادة  الجماعية والجرائم العنصريّة والتطهير العرقيّ . إنّ الحرب العنصريّة الحاقدة التي يقودها العالم باليد الإسرائيليةّ لتضاف إلى الكأس الذي تكاثرت قطراته لتحرّر الأمّة وتعيد نخبتها الشّاردة إلى منهج ربّها الكامل فهو الملاذ الوحيد والحصن الفريد والعزّة والشهامة و الكرامة حتّى لو كان فيه استشهاد ودماء. الرابح من معركة غزة هو حركة حماس، التي اتخذت قرارا خطيرا فيما يتعلق بالهدنة، و تمكنت من أن تصمد مع بقية فصائل المقاومة ثلاثة أسابيع، دون أن ينكسر ظهرها أو تمنى بخسائر ثقيلة، فإنها بالتأكيد تفرض نفسها كطرف سياسي رئيسي في المعادلات الفلسطينية، يصعب بعد ذلك شطبه أو تجاوزه في المرحلة القادمة. وهذا الأمر من شأنه أن يضع عليها الكثير من المسؤولية ويدفعها إلى مراجعة بعض الأخطاء الكبرى التي تورطت فيها خلال السنوات الثلاث الأخيرة. كما أن انتصارها سيزيد من تعقيد الساحة الفلسطينية والإقليمية، ويجعل المشهد العسكري والسياسي مختلف عما كان عليه، خاصة إذا استحضرنا النتائج التي أسفرت عنها حرب تموز لصيف 2006 مع حزب الله. لهذا أن معركة غزة ستكون لها تداعيات استراتيجية ليست هينة، إذا وجدت من يحسن استثمارها في هذا الاتجاه أو ذاك. الرابح الثاني من معركة غزة هي تركيا بكل تأكيد، والتي نجحت قيادتها في خطف الأضواء، وأحسنت الاستماع لنداءات الشارع العربي والتركي والعالمي. وتمكنت من حشر إسرائيل في الزاوية بتحميلها مسؤولية ما حدث. وبدا أردوغان مطمئنا وهو يدافع عن حركة حماس بعد أن أدانتها أطراف عربية رسمية عديدة. كما أنه بدا جريئا وهو يعبر عن اعتزازه بأجداده في الدولة العثمانية، الذين وفروا الحماية لليهود من اضطهاد الأوروبيين. إنها لحظة تاريخية ونوعية في السياسة التركية المعاصرة. إلى مزيد من الصّمود السّياسي و العسكريّ : أن الإحباط الجماعي يفتح المجال واسعا أمام كل أشكال العنف و تبدو النتائج الأولية لهذه الحرب غير المتكافئة وأن الحقد الأعمى الذي ادار به الإسرائيليون الحرب على سكان غزة، وعجز الأنظمة العربية حتى عن صياغة بيان إدانة في قمة عربية شكلية، والغليان الذي أصاب الملايين من العرب والمسلمين، كل ذلك يشكل مناخا ملائما يساعد تنظيم القاعدة على استقطاب مغامرين جدد، لا يقل اندفاعهم عمن سبقوهم في هذه الطريق؟ إن التّحدّي الأكبر الذي ينتظر المقاومة في فلسطين المحتلة حتّى تنتصر على العدوان العسكريّ ولو بقدر في حربها المفروضة عليها ليس بعيد المنال، إلاّ أنّه لا بدّ لها أن تحقّق انتصارا أكبر وثباتا أعظم على العدوان السّياسي العالمي الذي يحاك حولها بعد 21 يوما من حرب قذرة لم تحقّق أهدافها، فالصّمود الصّمود الصّمود، وإنّكم على ذلك بعون الله تعالى وبعونه لقادرون. نسأل الله لنا ولهم الثّبات و التمكين. باريس في 16 جانفي 2009 عبد السلام بوشداخ – أحد مؤسسي الحركة الاسلامية بتونس


البعـد الآخـر حرب القمم العربيّة!!!

بقلم: برهان بسيس   بدأ العدّ التنازلي للعدوان على غزّة ودخلت إسرائيل كعادتها كلّما تراءى حلّ سياسي في الأفق في سباق مجنون مع الساعات لتكثيف القصف والتدمير والقتل تماما ككل سلوكاتها في الأمتار الأخيرة للحروب التي خاضتها وآخرها حرب تموز في لبنان حين كانت آخر أيّامها الأعنف في قوّة النار الإسرائيلية المستعملة ضدّ القرى والمدن اللبنانية. حين يسكت صوت النّار سيبدأ بالتأكيد حساب الربح والخسارة الذي ستتصدّره حتما قائمة الضحايا المدنيين من الأطفال والنّساء والشّيوخ الذين أبادتهم الآلة العسكرية الإسرائيلية المجرمة في ظل تواطؤ مفضوح من دول العالم الحر التي اختارت تجاهل المجزرة. أبرز الخسائر السياسية التي سترسمها مرحلة ما بعد العدوان على غزّة هي الإنهيار المريع لما سُمّي بمنظومة التنسيق العربي التي يقوم عليها المضمون الذي طالما كان فضفاضا وهشّا لما يُسَمَّى بالأمن القومي العربي. لقد أكّدت الوقائع السياسية للعدوان أنّ ثقل التحرّك والمبادرة السياسيتين قد انتقل من يد الأطراف العربية لتهرب به أطراف إقليمية أخرى كانت تركيا أبرز نجم ساطع لها. على غير العادة اختارت إيران الإسلامية الإنكفاء عن إطلاق صواريخها الكلامية المعهودة ليطلع مرشدها الأعلى في خطاب لافت داعيا المتحمسين من شباب الثورة الذين إعتصموا في مطار طهران طلبا للسفر جهادا إلى غزّة إلى العودة من حيث أتوا واعمال العقل والتعقّل في مثل هذه الظروف التي تحتاج إلى صبر دون تهوّر على حدّ تعبير المرشد الأعلى السيد علي خامنئي، كانت إيران ملتفتة في غمرة الحريق الغزّاوي إلى محيطها الحيوي العراقي لتبارك إمضاء حكومة المالكي للإتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة فيما كانت أرصدة تركيا أردوغان في تصاعد صاروخي مع كل كلمة غضب يطلقها رئيس الوزراء التركي ضدّ إسرائيل جالبة معها إعجاب شارع عربيّ مهووس بمعارك اللّغة والكلمات ومُؤذِنَة بدخول تركيا إلى حلبة الشرق الأوسط كلاعب مستقبلي رئيسي ستحتاجه عملية إعادة ترتيب الأوضاع سواء على المحور الفلسطيني أو المحور السوري. حرب القمم بين المحاور العربية المتقاتلة على هامش محرقة غزّة مثلت التعبير الأكثر درامية عن هشاشة كيانية ما يُسَمَّى بالعمل القومي، فمصر الواقعة في مرمى نيران المدفعية الكلامية لقطر التي ما عاد ذراعها الإعلامي «الجزيرة» يهتم كثيرا بقضايا «استقلاليته المهنية عن سياسة الإمارة.. أو نزاهة «المعايير الإعلامية» في التعاطي مع مواقف العواصم العربية المختلفة عن الرؤية القطرية، مصر تداركت الضربة الإعلامية القاصمة التي هيّجت عليها الشارع العربي لتدخل مسرح الأحداث عبر مُبَادرتها التي فرضت نفسها كخيار واحد لا يوجد غيره لفرض وقف إطلاق النّار في ظلّ غياب أي مبادرات في هذا السياق وهذا ما اعترفت به «حماس» نفسها التي بدأ مفاوضوها رحلات الذّهاب والعود إلى القاهرة في تعلّق واضح بإمكانية حلّ عبر البوّابة المصرية التي خفّفوا من نقدها بعد أن كانت في أوّل أيام العدوان هدفا لتحريض واضح استهدف الدور المصري من طرف أكثر من متحدّث باسم «حماس». تجهد الدوحة نفسها لإقناع جمهور قناتها الفدائية أن الرافضين لحضور قمّتها متآمرين على القضية الفلسطينية مجنّدة فرقة «كوماندس» إعلامي من المتكلّمين الساكنين في مقر القناة ليقنعوا الجمهور الماكث أمام أجهزة التلفاز أن قمّة الدوحة هي الفيصل بين من يساند غزّة ومن يتخاذل عن نصرتها وكأنّ قمّة ستنعقد على الأرض التي تحتضن أكبر قاعدة عسكرية عدوانية أمريكية في الخليج كان لها السّبق التاريخي في قيادة غزو العراق وتدميره هي القمّة التي ستحرّر فلسطين  أو ستضمن لأهل غزّة إيقاف العدوان!!! كان بإمكان «الكوماندس» الإعلامي الذي جندته الدوحة للدفاع عن رؤيتها أن يكون أكثر ذكاءا في لعبة التحريض الكلامي فيغمز لرئيس الوزراء القطري بأنّه من التناقض المعيب أن يتحدّث بالكلمات الدقيقة التالية: «أنّه يرفض أن تضحّي قطر وحدها بإغلاق مكتب التمثيل التجاري في الدوحة بشكل منفرد» فإذا كانت قطر ترفض كما تقول هذه التضحية العظيمة فلماذا إذا كلّ هذا الصراخ والتحريض إن لم يكن للعب أدوارالبطولة والبروز على حساب أصل القضية وهو إيقاف شلاّل الدّم الفلسطيني. حرب القمم العربيّة المتفجّرة بعد أن شارف العدوان على إنهاء مهامّه الإجراميّة ضدّ غزّة وأبريائها تؤكّد أن النظام العربي سيدخل تماما كما مرحلة ما بعد حرب الخليج الثانية عهدا جديدا من الإنقسامات المزمنة والتشظّي الواضح الذي سيعيد الأولوية لتفاصيل الخرائط القطرية العربية هناك حيث أفصحت غزّة عن ملامح رهانات قادمة لا يمكن أن تخرج عناوينها الرئيسية عن إطار: «إسلامويّة كاسحة تحتل الشوارع والنفوس سرّا وجهرا في مواجهة دول وأنظمة ستكون مرحلة ما بعد غزّة إعادة اختبار للتمييز ما بين قويّها وضعيفها في مواجهة تسونامي الأصولية التي منحتها إسرائيل فرصتها الذّهبية في الإنتعاش وهي تهديها الأيقونة السحرية لإيديولوجيا الشهادة والتضحية. وتلك مسألة للتحقيق.   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 16 جانفي 2009)  


بعض ما فعلت غزّة بهم وبنا!

سعد الله مزرعاني كما يغسل المطر وجه الأرض بعد تلبّد الغبار وتمادي العواصف والأنواء، تغسل غزّة بدماء أطفالها وأبنائها وبصمود أهلها وببطولات مقاوميها، بعض آثامنا وبعض أخطائنا وبعض تشوّهات واقعنا. كان الواقع العربي قبل الهجوم البربري الصهيوني على تلك المدينة التي قست عليها الطبيعة والظروف (وإن جادت عليها بالصمود والشجاعة والإباء حتى استدعت تمنيات أحد المسؤولين الإسرائيليين بأن يستفيق يوماً وقد اختفت غزة كلياً في بحرها!)، كان واقعاً مؤسفاً ومؤلماً. لقد ترسخ في ذهن جزء واسع من الجماهير العربية أن العدو لم يعد العدو، وأن الصديق والشقيق لم يعودا كذلك، وأن المذهبية هي ما يستحق الولاء أو الانتماء… مثّل هذا التشوه أحد أبرز نجاحات الخطة الأميركية في المنطقة، تلك الخطة التي حملت اسم «الشرق الأوسط الجديد أو الواسع». وكان قادة الولايات المتحدة من «المحافظين الجدد»، قد بكروا في إعداد العدة لإقامة بنية سياسية طائفية ومذهبية، في البلد الذي غزوه، وهو العراق، كأساس لتأجيج صراع في المنطقة، وبين مكوناتها دولاً وشعوباً ومجموعات دينية وإثنية، يكون بديلاً للصراع مع المحتل الغاصب والطامع، وبالتأكيد أيضاً، مع أتباع هؤلاء من السلاطين والمتسلطين والمستبدين والخدم والحشم. وبموجب هذا المشهد الصراعي الجديد أصبح المقاوم والمعترض والمحتج إرهابياً تجب مطاردته في كل أرض، وتجب معاقبة داعميه، بكل الوسائل. وللأسف أن بعض قوى التغيير والثورة قد وقع في وهم ما نشر من مزاعم عن أن جزءاً موضوعياً في المشروع الأميركي سيؤدي بالضرورة إلى ضرب بنية الاستبداد التقليدي أو الحديث في منطقتنا، وأن واشنطن إنما تدير، من حيث تدري أو لا تدري، مشروعاً لنشر الديموقراطية وللدفاع عن حقوق الإنسان. جرت إذن، في سياق تنفيذ الغزو الأميركي للعراق، محاولة ذات شقين. الشق الأول: إلغاء الصراع مع العدو الصهيوني بوصفه غاصباً ومثابراً على مطاردة الشعب الفلسطيني، ورفض الاعتراف بالحد الأدنى من حقوقه. والشق الثاني افتعال شكل جديد للصراع تتحول بموجبه شعوب المنطقة إلى مجموعات منقسمة، متنافرة ومتقاتلة، على أساس طائفي أو مذهبي أو عرقي أو إثني، أو هذه جميعاً في وقت واحد. لا شك أن القضية الفلسطينية كانت الضحية الأساسية لهذا النهج الأميركي الذي اجتاح المنطقة بقوة الحديد والنار، ابتداءً من غزو العراق واحتلاله عام 2003، وحتى نهاية إدارة الرئيس جورج بوش، في العشرين من الشهر الجاري. والغريب في الأمر، أن بعض ضحايا هذا النهج من المسؤولين الفلسطينيين، كانوا هم الأكثر وقوعاً في الشرك الأميركي المفضوح! فمن المعروف أن واشنطن قد أوقفت في عهد الرئيس الأميركي الحالي كل اتصال بمنظمة التحرير الفلسطينية. وهي أطلقت يد رئيس وزراء إسرائيل في أخطر الأعمال الإجرامية، بهدف تصفية كل البنى السياسية والعسكرية والأمنية التي أقامها الشعب الفلسطيني، وخصوصاً بعد «اتفاق أوسلو» في مطلع التسعينات. ونتذكر جميعاً، ما تعرض له رئيس السلطة الفسلطينية آنذاك ياسر عرفات من حصار، ومن دمار لاحقه من غرفة إلى غرفة في «المقاطعة» بهدف إخضاعه وفرض الاستسلام عليه. وهو إذ صمد مردداً أنه يفضل أن يقضي: «شهيداً، شهيداً…»، تمكن الصهاينة من تدبير أمر تسميمه، وبالتالي من اغتياله محاصراً وشبه متروك من جانب أصدقائه وأشقائه على حد سواء. وكانت قد ترافقت حملة التصفية هذه مع تجميد لكل أشكال المفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية. واستمرّ هذا الأمر لمدّة سبع سنوات متواصلة، إلى أن حُشر بوش الابن في الزاوية، فاضطر إلى استئناف مفاوضات شكلية، تبين لاحقاً (في أنابوليس) أن هدفها فقط إعلان واشنطن تأييد يهودية دولة إسرائيل، ومن أجل فرض الاعتراف بها من جانب أولئك الذين شاركوا في المؤتمر إذا أمكن. الأخطر في كل ذلك هو نجاح واشنطن في إقامة حلف لأولئك الذين، عن طريق الانحراف أو الخطأ، ساروا في ركاب مشروعها، متوهمين بها قدرة غير قابلة للتحدي على فعل ما تريد وإقصاء من تريد وتدمير أعدائها وخصومها وحتى بعض حلفائها المتشككين! وفي مجرى بلورة «حلف الاعتدال» الذي سرعان ما أعقب الضغوط الأميركية على النظامين السعودي والمصري (لابتزازهما في مسألة الديموقراطية ولدفعهما نحو انخراط نشيط في الخطة الأميركية)، تمت جرجرة ممثلي السلطة الفلسطينية إلى مفاوضات، لم تؤدِّ في الواقع إلا إلى جعل العالم يتساءل: ماذا يفعل الفلسطينيون غير تبادل العناق مع «الشقيق» الإسرائيلي الجديد!! ومن بين الأثمان التي كانت مطلوبة من المفاوض الفلسطيني، إضافةً إلى المشاركة في مفاوضات عبثية كلها غدر ومناورات، التضحية أيضاً بالحد البسيط والهش الذي كان ما زال قائماً من الوحدة الفلسطينية، الرسمية والشعبية. كان هذا هو الواقع الذي استمر في الترسخ حتى تموز 2006. في ذلك التاريخ قررت واشنطن، واستناداً إلى ما أقامته من علاقات وتحالفات، وما راكمته من انقسامات في الجسد العربي والفلسطيني، الرد في لبنان على ما واجهته من مقاومة في العراق جعلت جيشها يدفع أثماناً باهظة وجعلت خطتها تتعثر وتغرق تباعاً في الرمال الصحراوية العراقية. وحصل الرد الأميركي بصيغة عدوان إسرائيلي حمل أيضاً، بشكل واضح، بصمات حلفاء واشنطن في «محور الاعتدال» الذي أقامه بوش. ورغم المقاومة ذات المحتوى النوعي التي واجهت العدوان الصهيوني ـــ الأميركي ومنعته ببطولة وببسالة مدهشة من تحقيق أي هدف من أهدافه (اللهم إلا الدمار والقتل المجرمين)، فإن جزءاً كبيراً من إنجازات الصمود والمقاومة في لبنان جرى امتصاصه أو تبديده في أتون الصراع المذهبي الذي كانت واشنطن وحلفاؤها قد نجحا في تعزيزه إلى الحد الأقصى. غير أن الصمود المقاوم في لبنان قد أثمر الكثير تدريجياً، في ضمير الشعب الفلسطيني وفي عزائم مقاوميه. وفي مجرى مخاض صعب، سارت غزة إلى مقدمة الصفوف في الاعتراض وفي التمسك بالمقاومة… فكاد العدوان الحالي، وعلى أبشع صورة من القتل والتدمير والتنكيل والإبادة والتواطؤ والتخاذل. يجري الحديث عن صمود غزة المدهش والأسطوري. هذا صحيح مهما تكن النتائج في أقبية المفاوضات والمتفاوضين المتأبط معظمهم الشر والسوء بالشعب الفلسطيني عموماً وبشعب غزة خصوصاً. لكن الأهم سيبقى في أن غزة قد دحضت النظريات الأميركية في إسقاط القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني من خارطة الصراع. ومرة جديدة ينبض قلب مئات ألوف المدنيين في العالم العربي وكل العالم، مع أطفال فلسطين ومع مقاوميها ومع صمودهما البطولي في وجه آلة الموت الاسرائيلية ــ الأميركية. وبديهي أنه في خضم هذه الملحمة المستمرة للأسبوع الثالث على التوالي، سقط جزء كبير من حاجز الكراهية والانقسام الذي جهد الأميركيون لإقامته بين الفلسطينيين أنفسهم، وبين «السنّة» و«الشيعة» وبين الحقائق والحقوق من جهة، والمزاعم والأوهام من جهة ثانية. يتمنى الآن نازي ــ صهيوني جديد أن تستخدم تل أبيب السلاح النووي لإبادة غزة وشعبها، على غرار ما فعلته الإدارة الأميركية في الاستخدام المجرم وغير المبرّر للقنبلة الذرية ضد كل من «هيروشيما» و«ناكازاكي» في اليابان عام 1945! إنّه ليس مجرّد حلم من جانب فاشي صغير. إنّه ثمرة مشروع صهيوني بات أخطر اليوم، بعدما أصبح مشروعاً أميركيّاً متكاملاً يشارك فيه أيضاً «عرب الاعتدال» ممّن بلغ بهم التواطؤ حدّ الشراكة في الجريمة لا مجرّد السكوت عن ارتكابها! لكن حلم ليبرمان في إبادة شعب فلسطين لن يكون أكثر من نوايا شريرة، لن تلبث أن تسقط وبأبشع صورة ومصير أمام براءة أطفال غزة وبطولات شعبها وهم يجسّدون حلم بلوغ عالم أكثر عدالة ومشروعية… وهو عالم ممكن فقط بفضل المقاومة وفي نطاق مشاريع التغيير الشامل: مشاريع الحرية والسلام والكرامة وحقوق الأطفال!   (المصدر: جريدة الأخبار (يومية – لبنان) بتاريخ 16 جانفي 2009)  


مذبحة على الهواء

 

ساطع نور الدين غزة تستغيث. نساؤها وأطفالها وكهولها يذبحون. الإسرائيليون داخل المدينة المنكوبة التي توشك ان تدخل التاريخ بوصفها المذبحة الفلسطينية الاكبر، من بين المذابح التي تعرض لها الشعب الفلسطيني طوال الاعوام الستين الماضية. تخطت الارقام كل ما حفظته الذاكرة الفلسطينية من شهداء حتى اليوم. صار هناك قياس جديد، وعلامة فارقة اضافية، تبدو معها مذابح التأسيس الاولى للدولة العبرية مجرد لعب اطفال يهود كانوا يلهون بجثث الفلسطينيين ودمائهم، فباتوا اليوم ينظمون الحملات العسكرية والسياسية التي تحظى بالإجماع، وتنتهي بحصيلة لم يسبق لها مثيل. طويت او ستطوى قريبا ذكريات مذابح فلسطينية مروعة نفذها الاسرائيليون بأنفسهم ، او استعانوا بآخرين لتنفيذها.. لكنها كانت كلها وليدة اللحظة، او نتيجة المواجهة المباشرة. مذبحة غزة هي الاولى من نوعها التي تخرج اليها الدولة العبرية بكامل وعيها وتصميمها وتخطيطها، ومن دون ان يرف لها جفن، أو يثار جدل، ولو مصطنعا، بين يمين او يسار، او بين نخبة وبين عامة. الهستيريا الاسرائيلية جماعية. وهي حالة استثنائية مرعبة ليس لها شبيه حتى في الاعوام التي سبقت قيام دولة اسرائيل. للأسف، الاستغاثة الفلسطينية ليست الاولى من نوعها. لكنها ربما الاولى التي تصل مباشرة من نساء وأطفال وكهول، يصرخون في الكاميرات ثم يمضون بعد دقائق او ثوان نحو الموت المحتم، الذي يحظى هذه المرة بتغطية حية: أجساد تنتفض بدمائها ثم تسلم الروح. مذبحة على الهواء. الشاشة تصفع، الصوت يجرح، والذهول يتحول الى دموع، ثم الى ترقب للمشهد التالي، او اللقطة الاخرى علها تأتي بجديد! التلفزيون يغادر وظيفته الاصلية في ترسيخ البلاهة، وتعميم الجهالة. يحاول التعبئة، يتعمد الإثارة التي لم تعد تحتاج الى جهد كبير. لكن الصورة لا تحفر مكانها، والصوت يتلاشى بسرعة، ويتحول الى فاصل موسيقي مؤثر يسبق نشرات الأخبار او يعقبها. عدد الشهداء يتضاعف، وكذا عدد المشاهدين.. الذين استقروا على هذا الدور المستقطع، من زمن المذبحة الفلسطينية التي حظيت بما لم تحظ به كل المذابح السابقة. ما قبل غزة ٢٠٠٩ يختلف عن كل ما بعدها. لكن فقط في تلك التغطية المباشرة التي ساهمت في التعبير عن الرأي الذي كان مكتوما، وفي تظهير ذلك التواطؤ الشامل بين الجمهور وبين الحاكم في جميع الدول العربية والإسلامية من دون استثناء، وفي تضخيم تلك الخلافات التقليدية بين الزعماء العرب، او في الانحياز بين هذا المحور العربي او ذاك، او بين هذا المسؤول العربي او ذاك. الصراع على القمم العربية يبدو سخيفا، بل مشينا لتلك اللحظات التي يمضيها المشاهد العربي امام الشاشة بحثا عن وقائع وصور جديدة من المذبحة، فإذا به يتنقل بين الدوحة والقاهرة ودمشق وعمان ورام الله، ليرى وجوها لا يليق عرضها على اي تلفزيون، ولا يجوز الالتفات الى وفاقها ولا الى خلافها حول سبل تلبية نداء غزة، التي تستغيث على الهواء مباشرة.. من دون ان تسمع جوابا، لا في القصر ولا حتى في الشارع.   (المصدر: جريدة السفير (يومية – لبنان) بتاريخ 16 جانفي 2009)


مسلكيات أولمرت
بضعة احداث وقعت مؤخراً تثير تساؤلات عن جودة تفكير رئيس الوزراء. في ادارة الحرب علق ايهود اولمرت في خلاف حاد مع وزير الدفاع ايهود باراك، ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، الاثنان يؤيدان وقف نار فوري ويقدران بان عملية الجيش الاسرائيلي حققت اهدافها، ومن الافضل وقفها الان خشية التورط. اما اولمرت فيعتقد بان الاهداف لم تتحقق ويجب مواصلة الضغط العسكري على غزة. الخلاف مشروع، ولكن استيضاحه يتعرقل، لان اولمرت يمتنع عن عقد « الثلاثية »، والمجلس الوزاري السياسي – الامني. هذا ليس سبيلا مناسبا لاتخاذ القرارات في اثناء الحرب. الجدال في قيادة الدولة يشحب مقابل الازمة التي اثارها اولمرت في العلاقات مع الولايات المتحدة في محاولته للتأثير على شكل التصويت في مجلس الامن، على قرار دعا الى وقف اطلاق النار في غزة. وعن شكل تدخل اولمرت ونتائجه توجد روايات متضاربة. واضح فقط ان اولمرت هاتف بوش في ساعة متاخرة فجر يوم الجمعة، وفي نهاية المطاف امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت. كل الباقي موضع خلاف: هل تطلب اولمرت فيتو اميركي، ام فقط امتناعا؛ هل ارادت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس منذ البداية التصويت الى جانب القرار، او الامتناع؛ هل استجاب بوش لطلب اولمرت، وثنى يد رايس ام العكس، رفض طلب اولمرت استخدام الفيتو وقبل اقتراح رايس. ولكن حول ما حصل بعد ذلك لا خلاف: في زيارة في عسقلان يوم الاثنين تبجح اولمرت كيف انه اخرج بوش من المحاضرة كي يتكلم معه، وكيف ان رايس « بقيت خجلة » بعد ان امرها بوش بالامتناع عن التصويت. الادارة الاميركية ردت ببيان يقول ان اقوال اولمرت « مائة في المائة غير صحيحة ». طريقة دبلوماسية للقول ان رئيس وزراء اسرائيل يكذب. التأييد الاميركي هو ذخر حيوي لاسرائيل، ولا سيما في ذروة حملة عسكرية تتحفظ الاسرة الدولية منها وتدعو الى وقفها. وصف رئيس الوزراء، وكأن بوش ينفذ اقواله، يحرج الرئيس ويمس في صلاحية وزيرة الخارجية الاميركية، في الوقت الذي تحتاج اسرائيل فيه الى دعمهما اكثر من اي شيء اخر. التنديد العلني باولمرت ايضا يعتبر كتعبير عن عدم الراحة من مواصلة القتال ومن الاستخفاف بقرار مجلس الامن. سلوك اولمرت هو سبب اخر لوقف فوري للحملة العسكرية، قبل ان تعلق اسرائيل في ورطة ستجد صعوبة في الخروج منها.   (المصدر: افتتاحية جريدة هآرتس (يومية – إسرائيل) بتاريخ 15 جانفي 2009)  

كل يوم يمر هو لعب بالنار

 

آري شفيت في النهاية قفز اولمرت. الاقوال التي قالها هذا الاسبوع رئيس الوزراء عن الرئيس بوش وعن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، هي اقوال ما كان لأي سياسي ذي عقل ان يقولها على الملأ. فما بالك بسياسي يقوم بمنصب رئيس دولة مدعومة من الولايات المتحدة. بعد اسبوعين من ادارة ايهود اولمرت للمعركة ضد حماس بمسؤولية وبضبط للنفس، قفز من داخله عزيز متبجح خفيف العقل. بعد اسبوعين بدا فيهما وكأنه استوعب دروس حرب لبنان الثانية، اندلع من داخله القائد المنفلت للحرب الفاشلة اياها. ولكن المشكلة ليست فقط في اقوال التبجح التي قالها رئيس الوزراء، بل بمفهوم التبجح الذي بدأ يتبناه. مفهوم بموجبه الحرب هي حرب رائعة. مفهوم يهمس بان هذه الحرب الرائعة يمكن ان تتواصل اكثر فاكثر. مفهوم يؤدي الى ان يفكر اولمرت بجدية بامكانية توسيع الحرب، السيطرة على محور فيلادلفيا واحتلال رفح. القاعدة هي قاعدة بن غوريونية بسيطة: لا لشد الحبل اكثر مما ينبغي. استخدام القوة فقط عندما يكون هذا حيويا. ولما كانت اسرائيل ليست قوة عظمى، فانه لا يمكنها ان تدير حروبا امبريالية طموحة ولا يمكنها ان تصل الى حسم مطلق على خصومها. عليها ان تكتفي باهداف محددة ومدروسة. ان تردع العدو، ان تضمن الهدوء بشكل عام، وان تؤجل قدر الامكان الحرب القادمة. في الاسابيع الاولى من حملة ‘رصاص مصهور’ عمل المنطق الـ بن غوريوني. الجيش الاسرائيلي ضرب حماس، ردع حماس وخلق قاعدة عسكرية لترتيب سياسي يوقف النار ويقلص التهريب. بثمن بشري باهظ اوضحت اسرائيل لجارتها، بانها مصممة على ان تدافع عن نفسها وقوتها في متنها. ولكن منذ عدة ايام والحملة في غزة تخرج عن اهدافها الاصلية، ومن المعاني الاستراتيجية التي ميزتها في بدايتها. اذا لم تتوقف الحملة فورا فمن شأنها ان تؤدي الى تلك الخطوة الاضافية، التي ستكون خطوة واحدة اخرى اكثر مما ينبغي. الاغراءات شديدة: قادة الميدان مصممون، والسياسيون المكافحون يضغطون، الجمهور يريد حسما مطلقا، والقائد عطش لارث طيب، ولما كانت الحملة من ناحية عسكرية تسير من نجاح الى نجاح تتعاظم الامنية في الوصول الى نجاح حاسم، يغير الواقع الى الابد. هذه الاغراءات خطيرة. مثلما في العام 1970 من شأنها ان تورط اسرائيل في خطوة اثرها مردود عليها، مخاطرها كبيرة بلا قياس اكثر من آمالها. كل يوم يمر هو لعب بالنار. كل تفكير عن تشديد النار من شأنه ان يضرم شعلة فظيعة. في الاسبوع القادم سيبدأ عصر باراك اوباما. اسرائيل لا يمكنها ان تسمح لنفسها ان تدخل هذا العصر فيما قواتها عالقة في الوحل الانساني والاخلاقي في غزة. التحدي امام اسرائيل في الهجوم ضد حماس هام، ولكنه ليس اهم التحديات. وعليه فمن الافضل انهاء ‘رصاص مصهور’ بانجاز محدود والاستعداد مع اوباما لما سيأتي. اذا كان اولمرت يريد ان يذكر كمن اصلح نفسه وطهر نفسه عليه ان يقول للحرب كفى.   (المصدر: جريدة هآرتس (يومية – إسرائيل) بتاريخ 15 جانفي 2009)

 


 للنســـــــــاء فقــــــط  
الشاعر علي لسود المرزوقي* دوز – قبلي – تونس (14/01/2009) alilaswad.blogspot.com alilaswad@yahoo.fr  
هــــــنّ أولـــــــــى بالكراســــــي هـــنّ أولـــــــــــى بالسلـــــــــــــط هنّ أولــــــــــــــى بالنواصــــــــي حكـــــم الذكـــــــــورة غلـــــــــــــط هنّ أولـــــــى بالحكومـــــــــــــــة بالرياســـــــــة و الأمومــــــــــــــــة مــوش الوجهـــــــه زي بومــــــــه وريشــــه على الكرسي اعطــــــط لا مسعــــــودة ولا مرحومــــــــــه ولا طامـــــــــــع فيهــا يمـــــــــــــط هنّ أولـــــــــــــى بالجيـــــــــوش والرجولــــــــــة ما بقــــــــــــــــوش يا ذكورة شـــــــدوا الحـــــــــــوش حكمكــــــــم راهــــــوا سقـــــــــط ماكــم قلتــــــــــــوا ماقـــــــــروش اقرياتكــــــــــــــم كـان الزقــــــــــط هـن أولــــــــــــــى بالـــــــــــوزارة حكـــــم الذكـــــــورة دعــــــــــــارة جربنــــــــا وذقنــــــــا المــــــــرارة جرّعنـــــــــا جرعــــة الشــــــــــــط خليهـــــا خاضــــــب أظفــــــــــاره تنقــــــــــــذنا من ها الـــــــــــــورط هـــــنّ أولـــــــــــى بالحــــــــروب تحمينــــــا سمحــــــــة الثــــــــوب عيينــــــا من حكـــــم لكـــــــذوب وكـــل كـــــاذب منهـــــم فـــــــــرط فشلــــوا ما قــــــــدوا اللعـــــــوب لسانــــــه في حلقـــــه ارتبــــــــط هــــــــنّ أولــــــى بالسياســــــة مازلـت فيهـــــــــن حماســــــــــــة خلـّـــي حكـّـــــام التعاســـــــــــة يفسخـــــــــــوا كل الخطـــــــــــــط خلــّــي حكـّـــــام النجاســــــــــة للحنانــــــــــــــــي والمشـــــــــــط هــــــنّ أولـــــــــى بالمدافـــــــــع لعـلّ فيهــــــــــن منافــــــــــــــــــع يسوقـــــــــوا حتى الروافـــــــــــع أحســــــن من حكــم القطــــــــــط في غـــزه ما ريـــــت شافــــــــــع واللي في الكرســــي اصمـــــــــط في غـــزه بانــــــــت حقيقـــــــــة كل واحــد منشــــــــوف ريقـــــــــه واحـــد لا لاقــــــــى رفيقـــــــــــه بركــــــوا بركـــــــــان البطــــــــــــط لو حكمـــــــت فينــــا رقيقــــــــــة ما تبقــــــــــــى فينا اللعـــــــــــــط يا ربـــــــــي للسلاطيـــــــــــــــن يا ربــــــــــــــي للملاعيـــــــــــــــن لن يخلـــــص حق المسكيـــــــــن التالــــــــــي علمدفــــــــن خلــــط يا سامعنـــــــــي قول آميــــــــــن عــــــراي والشعــــــب يبلـــــــــــط   * تعاطى الشعر منذ حداثة سنه وكانت بدايته عاطفية غير أن حياته في الغربة أحدثت فيه تحولا نوعيا فبدأ إحساسه الوطني مبكرا في قصائد الهجرة وقد جسد أحداثها أيما تجسيد بتعلقه بالوطن ليشمل الوطن العربي الكبير فصورت قصائده كل أحزان الأمة وآلامها ليصبح شاعرا للإنسانية فتغنى للفقراء والمساكين والمضطهدين في كل مكان وناصر بشعره كل غاضب للحق ومطالب به.
 

 


حول مشروع القانون للتمديد في الخدمة للجامعيين هل يخفي القطار قطارا آخر ؟

 

نظر المجلس  الوزاري المنعقد يوم 7 جانفي  في مشروع قانون يتعلق بأحكام استثنائية لتقاعد أساتذة التعليم العالي. ويحدد المشروع سن التقاعد بخمس وستين سنة بالنسبة إلى أساتذة التعليم العالي والأساتذة المحاضرين بالمؤسسات الجامعية ومؤسسات البحث العلمي والأساتذة الاستشفائيين الجامعيين والأساتذة المبرزين الاستشفائيين الجامعيين. كما ينص على إمكانية استبقائهم بحالة مباشرة بمقتضى أمر إلى آن يبلغوا سنا أقصاها سبعون سنة. ويستجيب هذا المشروع حسب ما ذكرته المصادر الرسمية « إلى الحاجة المتأكدة للجامعات التونسية ومؤسسات البحث العلمي والمؤسسات الاستشفائية الجامعية إلى أساتذة للتدريس والتاطير من ذوي الخبرة والكفاءة العالية وذلك اعتبارا لتزايد المؤسسات الجامعية والارتفاع الكبير لعدد الطلبة فضلا عن السعي إلى تحقيق جودة التعليم العالي والبحث العلمي بمختلف فروعه « . نريد أولا أن نشير في شيء من الاستغراب الذي لعله لم يعد في محله ( لكثرة ما تصرفت الوزارة بمفردها في مصير الجامعة ومصائر الجامعيين ) إلى  أن الجامعة العامة للتعليم العالي قد وصل إليها خبر هذا المشروع مثلما وصل إلى الرأي العام أي بواسطة وسائل الإعلام وكأن الأمر لا يعنيها البتة وهو ما يؤكد مرة أخرى أن وزارة التعليم العالي لم يعد يهمها المحافظة حتى  على تلك الشكلية التي تفترض نوعا من الاستشارة للهيكل الممثل للجامعيين ولا يقلل من استغرابنا هذا كون مطلب التمديد في الخدمة للجامعي هو في الأصل مطلب نقابي .بل لعل هذا المعطى يدفعنا إلى مزيد الاستغراب إذ أن ما يبدو من المشروع يؤكد أن رؤية الوزارة تختلف كثيرا عن رؤية الهيكل النقابي. لقد رفع المدرسون والباحثون بالجامعة التونسية منذ سنوات مطلبا اعتبروه ملحا يتمثل في التمديد الاختياري في سن التقاعد إلى 65 سنة لمن يرغب في ذلك  ويبرر الجامعيون مطلبهم هذا بالأسباب التالية : -مباشرة جل الجامعيين العمل في سن متأخرة نسبيا عن بقية الموظفين نظرا لطول مدة دراستهم وهو ما يتسبب في فقدانهم جزء هاما من مداخليهم عند إحالتهم على التقاعد في سن الستين وينعكس ذلك على المستوى المعيشي لعائلاتهم حيث غالبا ما يكون أطفالهم ما يزالون في سن الدراسة أو في كفالتهم -في سن الستين يكون الأستاذ الجامعي عادة في أوج عطائه ونضجه  العلمي و تنعكس إحالته على التقاعد في تلك السن بشكل سلبي على جودة التدريس والتأطير خاصة . ولا أدل على ذلك من أن جل الجامعات في البلدان المتقدمة أو في البلدان الشبيهة بنا تحتفظ بأساتذتها الى 65 سنة على الأقل بل أكثر من ذلك أحيانا وليس خافيا أن التمديد في سن الإحالة على التقاعد للجامعيين يكون له انعكاس محمود على التوازن المالي للأنظمة الاجتماعية بحكم مستوى أجور الجامعيين والارتفاع المطرد سنويا لعدد الذين يبلغون منهم سن الستين والراغبين في التمديد ومن مبررات هذا الطلب تدني مستوى التأطير في عديد المؤسسات وانعكاس ذلك على أداء منظومة التعليم وجودة التكوين والتأطير لا سيما وان الجامعة التونسية تشهد تدفقا كبيرا لأعداد من الطلبة من ناحية وقد شرعت من ناحية أخرى في جملة من الإصلاحات تستدعي نسبة تأطير أكبر وتجنيد أكثر ما يمكن من الكفاءات والخبرات كما أن إقرار هذا الإجراء سيسمح ولاشك بتجاوز ما يتسبب فيه الوضع الحالي من تذمر العديد من الجامعيين وشعورهم بعدم الاستقرار المهني والاجتماعي نتيجة عدم تطبيق مبدأ التمديد بشكل آلي ومعمم لاسيما وان عدم التأكد سلفا من التمديد ينعكس على وضعية الطلبة الذين يعدون بحوثا تحت إشرافهم انه بالنظر إلى المطلب النقابي و انطلاقا مما علمناه من مشروع القانون  تطرح على الملاحظ مجموعة من نقاط الاستفهام التي تحتاج الى أجوبة دقيقة -ما الغرض من اقتصار مسالة التمديد على رتبة دون رتبة  (الأساتذة والمحاضرون دون الأساتذة المساعدين ). وهل يرتبط ذلك حقا بالتبريرات الواردة في التصريحات الرسمية التي ذيل بها مشروع القانون ؟ إن الناظر في الاسباب المذكورة يكتشف بسهولة أنها احتوت على  كثير من المغالطات التي لا تستقيم عند الاختبار أو هي على الأقل تتناقض مع سياسة الوزارة المطبقة منذ سنوات إن الحديث عن حاجة الجامعة إلى الخبرات يتطلب أولا فتح أبواب الارتقاء أمام طالبي الترقية وهو ما تكذبه الممارسة التي يعلمها الجامعيون فلقد أصبح باب الانتداب للرتب العليا أضيق من  أن يعبر منه الطالبون للترقية من الحاصلين على أعلى الشهائد من دكتورا دولة أوتأهيل فضلا عما يتعرض له هؤلاء من شتى أنواع الاستهانة بهم وبمصالحهم والاعتداء على حقوقهم والتضييق عليهم بطرق ليس هذا مجال التوسع فيها . أما الحديث عن تزايد عدد الطلبة فيفترض احد أمرين أو الأمرين معا     إما التمديد لكل الجامعيين بكل رتبهم فالجامعي مهما كانت رتبته خبرة عالية بجدر بنا الاحتفاظ بها هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لان اغلب المؤطرين هم من الأساتذة المساعدين أو فتح باب الانتداب أمام الشباب الحامل للشهادات العليا وإنهاء العمل بصيغة الانتداب ألظرفي الذي يكاد يصبح قاعدة في السنوات الأخيرة وهو العمل بصيغة التعاقد التي جعلت من المدرس عرضة لكل أنواع الابتزاز بدء بعلاقته بقسمه وانتهاء بعلاقته بالإدارة التي تفرض عليه ألا يشارك في حياة الجامعة إلا في ما يعني دوره البيداغوجي أما خارج ذلك فلا صلة له لا بأحد ولا شيء . هل أن اعتماد مبدأ الرتبة  للتمديد في الخدمة إلى 65 سنة هو حقا لاحتياج البلاد إلى الخبرات العالية أم انه يدخل في إطار مزيد التمييز بين الجامعيين وذلك من اجل تكريس مبدأ الفرقة بينهم وخلق مزيد من الصعوبات أمام الجامعة العامة التي تضم كل الجامعيين برتبهم وأصنافهم ؟ هل يمكن اعتبار هذا المشروع مقدمة لمشروع آخر قادم يهم الوظيفة العمومية قد يرفع فيه في سن الإحالة على التقاعد إلى  63 سنة مثلا إذ أن التهرّم السكاني الذي تواجهه البلدان المتقدمة والذي يهدد توازن نظام التقاعد لديها،  لم يعد أمرا بعيدا بالنسبة للبلدان السائرة في طريق النمّو مثل بلادنا. إن ارتفاع نسبة الأمل في الحياة في تونس أمر مؤكد فقد ارتفعت هذه النسبة بعد الستين إلى 17.6 سنة 1999 وستصل حسب التوقعات إلى 19.4 في سنة 2029 كما يلاحظ كذلك انخفاض في المؤشر العام للخصوبة ISF من 3 سنة 1994 إلى2.1 في حدود 2010 (1 ) ويرى الخبراء إن لهذه العوامل الايجابية المرتبطة بالتقدم الطبي وتحسن ظروف الحياة ثمنا باهضا وهو اختلال التوازن بين عدد الأشخاص العاملين وعدد المتقاعدين وهو الأمر الذي سيدخل اضطرابا مهولا على نظام التقاعد وخاصة ذلك القائم على التوزيع régime de répartition  كما هو الحال في تونس، إذ يمّول صندوق التقاعد وجراية الباقين على قيد الحياة بواسطة مساهمة يتحملها العون والمشغل على أن تصرف المبالغ المرصودة في دفع جرايات المتقاعدين. ولذلك فإن الاتجاه العالمي يسير الآن نحو التمديد في سنّ العمل كما وقع ذلك في فرنسا مثلا من خلال القانون المسمى قانون فييون (Fillon) والذي سنّ في 21 أوت 2003 . إنّ فرنسا بسنّها هذا القانون لم تفعل غير الانسجام مع أنظمة التقاعد الأوروبيّة التي تضع سن 65 سنة كسنّ قصوى للمباشرة كما هو الأمر في ألمانيا وبلجيكا وإسبانيا وإيطاليا وبريطانيا بل إنّ هذا السنّ يصل في السويد مثلا إلى 70 سنّة. ان التمديد في سن  التقاعد مطلب نقابي جامعي بالصيغة التي قدمناها ولكنه قد يسيءالى كثير من القطاعات اذا ما جعلت سن 63  مثلا سنا إجبارية لا اختيارية للتقاعد وهو ما تتناقله كثير من الأوساط في المدة الأخيرة مع ما يمكن أن يفضي إليه ذلك من الترفيع في عدد السنوات التي يكتسب على إثرها الموظف او العون حق التمتع بجرايته كاملة كما وقع ذلك في فرنسا مثلا اذ رفعت هذه السنوات الى أربعين سنة إننا لا نسعى من خلال هذه الملاحظات السريعة إلاّ إلى العمل من أجل أن يكون مشروع القانون الجديد في مستوى طموحات كافة المتدخلين في قطاع التعليم العالي الشيء الذي يمكنهم من أداء دورهم في أحسن الظروف السانحة للارتقاء بأداء مؤسساتنا الجامعية إلى مستوى شبيهاتها في الدول المتقدمة. ونريد في الأخير أن ننبه  إلى  أن التسرع في استصدار القوانين  سيؤدي بلا شك  إلى نتائج وخيمة على جميع المستويات  مع العلم أن الأوساط الجامعية استقبلت خبر التمديد بشيء من الارتياح المشوب بالحذر آملة أن يكون هذا  الإجراء اختياريا  من ناحية وغير تمييزي من ناحية أخرى كما نريد أن ننبه إلى أن أي تعديل في السن القانونية للتقاعد في الوظيفة العمومية يحتاج الى استشارة حقيقية مهما كانت الدوافع الاجتماعية أوالديمغرافية التي قد تبرره . عبدالسلام الككلي الكاتب العام للنقابة الأساسية لكلية الآداب بمنوبة

Lire aussi ces articles

31 août 2006

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 7 ème année, N° 2292 du 31.08.2006  archives : www.tunisnews.net Communiqué: Constitution d’un Comité National

En savoir plus +

1 février 2007

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 7 ème année, N° 2446 du 01.02.2007  archives : www.tunisnews.net AISPP: Communiqué Reporters sans frontières:

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.