الثلاثاء، 6 أبريل 2010

 

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس

Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

 9ème année, N°3605 du 06.04.2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحافي توفيق بن بريك

ولضحايا قانون الإرهاب


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:بعد رفضه الإمضاء اليومي : .. القضاء يطلق سراح زياد الفرشيشي ..

حــرية و إنـصاف:منع عائلة سجين الرأي بدر الدين القصوري من الزيارة

كلمة:تعيين جلسة الإستئناف في قضية طلبة منوبة

الصباح:بوادر انفراج في ملف الرابطة

الصباح:بشير الصيد للصباح: « لست وحدي مسؤولا عن أخطاء القائمات المالية »

النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين تحافظ على موقعها في قيادة الاتحاد الإفريقي للصحفيين:بيــــان

كلمة:تهديد بالإضراب وحجب الأعداد في التعليم الثانوي بسيدي بوزيد

الإتحاد المحلي للشغل ببنقردان:النقابة الأساسية للتأطير و الإرشاد التربوي بنقردان

النقابة الأساسية للتأطير و الإرشاد التربوي بنقردان:عريضة

المرصد التونسي:بيان نقابي من بنقردان رفضا للشعب المهنية

الكنفدرالية الديمقراطية للشغل بتونس:تعقيبا علي ما جاء في شهادة الأخ أحمد الكحلاوي

السفير محمد اليسير،  يجيب عن أسئلة قناة ميدي 1 سات المغربية حول ترشح تونس لموقع « الشريك المتقدم » مع الإتحاد الأوروبي.

عمر قويدر:نفطة : نحو قائمة مواطنة للإنتخابات البلدية ماي 2010

سمير النفزي :تدابير أساسية في الانتخابات البلدية

توفيق العياشي:!!وكالة الاتّصال الدّاخلي

عادل الزّيتوني   : ….حشّاد  سيعود!

الصباح:في الذكرى العاشرة لوفاة بورقيبة شخصيات سياسية تستعرض محطات من مسيرة الزعيم

طارق الكحلاوي:Bourguiba-Mania مرة أخرى

صلاح الدين الجورشي :في تونس.. حديث مبكر عن مستقبل النظام السياسي

ولد الدّار:بالسـّــواك الحــارّ -157-

رشيد خشانة:تونس من أغلى المدن في العالم

الموقف:تسييسُ التعريب هـزّ مناعتنا اللغوية والثقافية

محمد العروسي الهاني: إحياء الذكرى العاشرة لوفاة الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله ينبغي أن تشارك فيها كل الشرائح

  العجمي الوريمي :الكتلة التاريخية والمطلب الديمقراطي

الصحبي عتيق:القراءات الحداثية للنص القرآني /22

حوار مع الأستاذ محمد النوري ماذا يعني « أن تكون مسلما في فرنسا اليوم »؟

الجزيرة.نت:وصفت إعلاميين بالكلاب الضالة :جدل بعد تعليق مهين لصحيفة ليبية

 العرب  :مطالبة بإلغاء الطواريء وتعديل الدستور :مصر: القوى السياسية تتظاهر اليوم

القدس العربي:قوات الأمن المصرية تمنع مظاهرات معادية للحكومة وسط القاهرة

فهمي هويدي :مصر في مرحلة « اللا يقين »

العرب  :السفير التركي في تل أبيب ينهي عمله


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

فيفري 2010

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس/ aispp.free@ gmail.com تونس في 06 أفريل 2010 يوميات المراقبة الإدارية:

بعد رفضه الإمضاء اليومي :  .. القضاء يطلق سراح زياد الفرشيشي ..

 


نظرت الدائرة الجناحية بمحكمة ناحية بنزرت برئاسة القاضي رياض البجاوي اليوم الثلاثاء 03 أفريل 2010 في القضية عدد  1223  التي يحال فيها ، بحالة إيقاف، السجين السابق زياد الفرشيشي بتهمة  » مخالفة قرار المراقبة الإدارية طبق الفصل 150من القانون الجنائي  » ، ولدى استنطاق المتهم أصرعلى حقه في التنقل بحرية و رفض الامتثال للقرار التعسفي بإخضاعه للإمضاء اليومي مباشرة بعد مقابلته لوفدي منظمة  » هيومن رايتس ووتش  » و  » الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين  » ونائب رئيس ‘الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان’ الأستاذ أنور القوصري، و أكد أن أعوان الشرطة قد أعلموه بأنه سيدخل السجن إن لم يقبل الإمضاء اليومي و بإمكانه بعد ذلك أن يشتكي لمن يشاء من الحقوقيين لأنهم  » يُطبقون التعليمات .. !  » . و بإعطاء الكلمة لمحامي المتهم الأستاذ سمير ديلو افتتح مرافعته بالتذكير بأن المراقبة الإدارية قد أصبحت موضوعا يَشغل الساحتين الحقوقية و السياسية في البلاد باعتباره من أكبر المظالم التي سلطت على التونسيين منذ إمضاء وثيقة الاستقلال ، حيث يقع اعتبار آلاف التونسيين ممن سبقت محاكمتهم لأسباب سياسية بمثابة  » مواطنين من درجة ثانية  »  كما اعتبرتهم منظمة العفو الدولية يعيشون داخل سجن واسع، ومن جهتها اعتبرتهم منظمة   » هيومن رايتس ووتش  » : طلقاء لكنهم ليسوا أحرارا ، فيما تعتبرهم  » الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين  » : مواطنين تحت الحصار .. ، مما يجعل هذه المحاكمة مجرد عينة لمحاولات توريط القضاء في تبرير تجاوزات البوليس السياسي لقمع السجناء السياسيين المسرحين و اضطهادهم ، و أكد المترافع أن القانون لم يفرض مطلقا على الخاضع للمراقبة الإدارية أن يمضي لدى الشرطة بل ينص حرفيا في الفصل 24 من المجلة الجنائية على أنه :  » لا يسوغ للمحكوم عليه مبارحة المكان الذي حددت إقامته به بدون رخصة  » و حيث ينص الفصل 150 من نفس المجلة على أنه :  » يعاقب بالسجن مدة عام المحكوم عليه ..الذي جعل تحت المراقبة الإدارية و يرتكب مخالفة الواجبات التابعة لها  » و لكن بالرجوع إلى قرار المراقبة الإدارية الصادر عن وزير الداخلية تحت عدد 18216 ( بمناسبة القضية 12/10598 ) لا نجده ينص سوى على إلزام المعني بالإقامة بـ 23 نهج زغوان، بجرزونة –بنزرت ، فيما ورد بفصله الثاني أنه : لا يمكن للمعني بالأمر تغيير مكان إقامته ..بدون رخصة  » ، وتساءل الدفاع إن كان أعوان الشرطة يكتفون بتطبيق القانون فلماذا لم يضمنوا الملف أن المتهم قد غادر مقر إقامته و أنه غير عنوانه دون ترخيص مسبق و اكتفوا بالقول صلب المحضر عدد 63 بتاريخ 21/03/2010  » و حيث أن المعني قد تخلف عن المراقبة الإدارية منذ يوم 19/03/2010 و قد تم التحول إلى مقر سكناه في عدة مناسبات و لم يتم العثور عليه ( مما استوجب ترويج برقية تفتيش عنه تحت عدد 08 بتاريخ 21/03/2010 ..و بتاريخ 25/03/2010 و في حدود الساعة 16.30 أمكن لأعوان المركز العثور عليه بمدينة جرزونة ..) ، و حيث يتأكد الطابع الكيدي للتهمة من التناقض بين زعم باحث البداية بأن المتهم لم يكن موجودا بمقر إقامته و بين اتهامه بـ التخلف عن المراقبة الإدارية حيث يبدو واضحا أن المقصود هو التخلف عن الإمضاء اليومي لأنه لا يعقل واقعا و قانونا و لغة أن يكون المقصود هو التخلف عن ..مقر الإقامة.. ! و قد قدم الدفاع للمحكمة شهادة من مشغل المتهم تفيد أنه يزاول عمله في حظائر البناء طيلة الأسابيع الماضية مما يبرر غيابه عن مقر إقامته كامل اليوم لممارسة حقه المشروع في العمل .. و بعد المفاوضة الحينية قرر القاضي الحكم بعدم سماع الدعوى و ترك السبيل . علما بأن اعتقال زياد الفرشيشي  و تلفيق التهمة له جاء انتقاما منه بعد مقابلته لوفد هيومن ريتس ووتش بمدينة بنزرت بعد ظهر يوم  الثلاثاء 23 مارس 2010 ، و خاصة بعد رفضه لقرار إعادة إخضاعه للإمضاء اليومي .. كما سبقت محاكمة زياد الفرشيشي بنفس التهمة و صدر ضده حكم ابتدائي بالسجن مدة شهرين ثم حكم عليه استئنافيا بـ 16 يوما في القضية عدد 25144 . والجمعية إذ تعرب عن ارتياحها لهذا الحكم العادل الذي يسفه ادعاءات البوليس السياسي بقانونية الإمضاء الدوري فإنها تطالب بوضع حد لهذه الإعتقالات التعسفية و ما يعقبها من احتجاز غير قانوني  و بوضع حد نهائي ..لمظلمة المراقبة الإدارية ، * كما نظرت الدائرة ذاتها في القضية عدد 2107 التي يحال فيها أيمن الإمام  ( بحالة سراح ) بتهمة مخالفة قرار المراقبة الإدارية  و بين لدى استنطاقه أنه في التاريخ المنسوب له فيه ارتكاب هذه  » الجريمة  » قد تم إلحاقه بالجندية حيث قضى شهرا ثم وقع تسريحه لأسباب صحية ، و قدد قرر القاضي تأخير النظر في القضية لجلسة يوم 20 أفريل 2010 استجابة لطلب الأستاذ أنور القوصري الذي أعلن نيابته جلسة . عن لجنة متابعة المحاكمات رئيس الجمعية الأستاذ سمير ديلو

الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 21 ربيع الثاني 1431 الموافق ل 06 أفريل 2010

منع عائلة سجين الرأي بدر الدين القصوري من الزيارة


منعت إدارة سجن المرناقية صباح اليوم الثلاثاء 06 أفريل 2010 عائلة سجين الرأي بدر الدين القصوري من زيارته بسبب قضائه لعقوبة بالسجن المضيق (السيلون)، وقد قالت عائلته أن ابنها يطالب منذ مدة بنقله لسجن القصرين وأن الإدارة العامة للسجون ترفض تلبية مطلبه. علما بأن سجين الرأي بدر الدين القصوري، الذي يقضي منذ ديسمبر 2006 حكما بالسجن لمدة 30 عاما من أجل تهم كيدية لها علاقة بقانون الإرهاب  »اللادستوري »، يعاني من المعاملة القاسية في ظروف سيئة للغاية، وأصبحت عائلته تخشى على مصيره نتيجة لهذا الاضطهاد المتواصل. وحرية وإنصاف 1)    تندد بحرمان سجين الرأي الشاب بدر الدين القصوري من حقه في زيارة عائلته وتدعو إدارة سجن المرناقية إلى وضع حد لكل أشكال المعاملة القاسية ووقف سياسة الاضطهاد التي يتعرض لها مساجين الرأي. 2)    تدعو السلطة إلى الإفراج عن مساجين الرأي في تونس وغلق هذه الملف نهائيا وذلك من خلال وقف الاعتقالات العشوائية والمحاكمات غير العادلة وسن العفو التشريعي العام وتسهيل إعادة إدماج هؤلاء الشباب في النسيج الاجتماعي.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

 

تعيين جلسة الإستئناف في قضية طلبة منوبة


حرر من قبل التحرير في الأثنين, 05. أفريل 2010 علمت كلمة أنّه قد تم تعيين جلسة الاستئناف في قضية ما بات يعرف باعتصام مبيت الطالبات بمنوبة، ليوم السبت 10 أفريل الجاري، ويحال في هذه القضية مجموعة من الطلبة والطالبات بينهم 11 موقوفا. وجاء تعيين جلسة المحاكمة بعد أكثر من ثلاثة أشهر على صدور الحكم الابتدائي. وكانت الأحكام قد تراوحت بين ستة أشهر وثلاثة أعوام سجنا نافذا. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 05 أفريل 2010)
 


بوادر انفراج في ملف الرابطة


علمنا ان الاستاذ عبد الوهاب الباهي المحامي عقد أمس جلسة حوار مع رؤساء 5 من فروع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان التي تقدمت سابقا بطعن لدى القضاء في قرار حلها من قبل الهيئة المديرة الحالية ـ برئاسة السيد المختار الطريفي ـ وقد قضت المحكمة بشرعية طعنها وببطلان المؤتمر الذي كانت الهيئة المديرة ستعقده مع اقصاء نوابها في 2005. الفروع الخمس التي التقى الاستاذ الباهي برؤسائها هي مونفلوري والسيجومي والحمامات والكاف وتطاوين. وقد جرى خلال اللقاء بحث عدة أفكار توفيقية لحسم الخلافات الداخلية من بينها تراجع الهيئة المديرة عن قرارات دمج بعض الفروع وحل البعض الآخر..أو اعترافها بشرعية مؤتمرات 7 فروع من بينها، عقدت بحضور أكثرمن 50 بالمائة من منخرطيها دون حضور ممثل رسمي عن الهيئة المديرة الحالية. ومن المنتظر أن تتواصل لقاءات الاستاذ الباهي للحوار مع مختلف الاطراف المعنية بملف الرابطة (المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 6 أفريل 2010)


بشير الصيد للصباح: « لست وحدي مسؤولا عن أخطاء القائمات المالية »

 


بعد الإلغاء المفاجئ لأشغال الجلسة العامة الخارقة للعادة لصندوق الحيطة والتقاعد للمحامين وذلك قبل 24ساعة من تاريخ انعقادها الذي كان مقررا ليوم السبت3افريل بأحد النزل بالعاصمة- وما رافقها من لغط وتساؤلات التقت « الصباح » أول أمس (الأحد 4 أفريل) بالعميد بشير الصيد لمعرفة الأسباب المباشرة لإلغاء الجلسة وتأثيراته المنتظرة. ورغم إقراره بأن المسالة في غاية « الأهمية والخطورة » فقد لمسنا حذرا لدى العميد وتوجسا وحرصا شديدا على انتقاء عباراته. واعتبر العميد أن هناك من يعمد إلى استغلال بعض الغموض في موضوع القائمات المالية للصندوق أو انه لا يدركها بدقة مضيفا »أن القانون في فصله السادس من الأمر المنظم للصندوق ينص على أن إعداد القوائم المالية وضبطها يندرج ضمن تصرف مجلس الادارة لكن من الناحية الفعلية فان الإدارة الفنية المتمثلة أساسا في المدير العام للصندوق والموظفين المختصين هم الذين يعدون القوائم بالاستعانة بمختصين ومن ثم يعرضونها على مجلس الإدارة بواسطة رئيسه لأنه يستحيل على رئيس المجلس وأعضائه أن يعدوا القوائم من الناحية الفنية لأنهم لا يملكون الخبرة المحاسبتية ». وأضاف « عندما رفعت بصفتي رئيس المجلس القوائم المالية كان رفعها سليما من الناحية القانونية والمطلوب من أعضاء المجلس أن يقرروا إحالة هذه القوائم إلى مراقبي الحسابات وهنا أؤكد أن من حق أي عضو أن يتأمل في هذه القوائم وان يناقشها ولكن لا يحق له أن يرفضها ». ونقل إلينا العميد حرفيا ما تم تدوينه بمحضر جلسة الصندوق ليوم2افريل2010 الذي تضمن ما يلي »قرر المجلس عدم قبول القوائم المالية على الحالة التي هي عليها ». وأوضح العميد »أن الأمر لا يتعلق بالرفض أو القبول طالما أن المجلس أراد التثبت والتحري والاستعانة بمختص في الموضوع على أن لا يتجاوز ذلك15يوما ثم يعاد عرضها من جديد على المجلس الذي هو ملزم بمقتضى القانون بإحالة القوائم المالية لسنة2009على مراقبي الحسابات لإعداد تقريرهم وتقديمه إلى إدارة الصندوق ». الرقابة وأكد الصيد انه بمقتضى النصوص القانونية وخاصة قانون الحسابات أن »المؤهل الوحيد للحكم على القوائم المالية هم مراقبو الحسابات. »مبينا في ذات السياق انه لا يمكن لأعضاء المجلس أن ينصبوا أنفسهم كهيئة رقابة لأن الرقابة بالنسبة للصندوق- كما ورد بالنسبة للفصل12من القانون المنظم- من مشمولات مراقبي الحسابات والجلسة العامة للمحامين. واستدرك الصيد بالقول »أن ما حصل بجلسة2افريل أمر عادي ولا ينبغي لأي عضو من الأعضاء أن يحاسب عضوا آخر أو أن يحاسب رئيس مجلس الإدارة لان الجميع مسؤولون عن التصرف حتى لو وقع خطأ فني أو إداري في القوائم المالية فالمطلوب هو إحالة تلك القوائم إلى مراقبي الحسابات وإذا لم يتم ذلك وفي صورة تسرب الأخطـــاء للقوائم فإن المجلس بأكمله يكون مسؤولا ». خليل الحناشي (المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 6 أفريل 2010)


النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين تونس في 3 أفريل 2010

بيــــان النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين تحافظ على موقعها في قيادة الاتحاد الإفريقي للصحفيين

 


شاركت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ممثلة بالزميل زياد الهاني عضو المكتب التنفيذي المكلف بالعلاقات الخارجية، في المؤتمر الثاني للاتحاد الإفريقي للصحفيين المنعقد في العاصمة الزيمبابوية هراري من 27 إلى 29 مارس 2010. وقد عبّـر المؤتمر عن دعمه لوحدة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، داعيا إلى إجراء مؤتمر جامع وديمقراطي وشفاف في أقرب الآجال يكفل إخراجها من مأزقها. كما تمّـت خلال المؤتمر الذي أشرف عليه جيم بوملحة رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين (الفيج)، إعادة انتخاب ممثل نقابتنا الزميل زياد الهاني في الهيئة المديرة للاتحاد. حيث حظي بدعم 19 نقابة على الأقل من بين 26 نقابة إفريقية حضرت المؤتمر. وبهذه المناسبة، يتقدم المكتب التنفيذي بالتهنئة إلى عموم الصحفيين التونسيين للإنجاز المتحقق الذي يدعم المكانة الاعتبارية لنقابتهم وإشعاعها، معبّـرا عن امتنانه العميق لكل النقابات الإفريقية التي وقفت إلى جانبنا. ورغم كل العراقيل فقد حرصنا على تحمل مسؤوليتنا كاملة في الحفاظ على استقلالية نقابتنا ودورها القيادي في المؤسسات المهنية الدولية وتطويرها باعتبارها أمانة في أعناقنا، وذلك بقطع النظر عن الخلافات الداخلية والحسابات الشخصية والمصالح الضيقة. لأن الهيكل باق ليكون المعبّـر عن الصحفيين التونسيين وعنوانا لهم، أما الأشخاص فماضون. وقد سبق للمكتب التنفيذي أن تصدى للتوجه نحو تجميد نقابتنا مرة أخرى في الاتحاد الدولي للصحفيين رغم كل ما يفرضه الوضع الانتقالي من استهداف ومتاعب وتحديات. اعتقادا منه بأن في التجميد أو الرفت من المنتظم الدولي للصحفيين إساءة إلى سمعة الصحفيين التونسيين وإلى سمعة تونس. ونحن واثقون بأن نقابتنا ستنهض من كبوتها مهما طالت الأزمة، قوية ومنيعة. لتلعب في إطار الاستقلالية الكاملة دورها الطبيعي والريادي في الدفاع عن كرامة الصحفيين وحقوقهم، وعن حرية الصحافة والتعبير. عاشت نضالات الصحفيين التونسيين.. عاشت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين حرة ومستقلة ومناضلة.. عن المكتب التنفيذي الرئيس ناجي البغوري (المصدر: موقع زياد الهاني الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 6 أفريل  2010)  


تهديد بالإضراب وحجب الأعداد في التعليم الثانوي بسيدي بوزيد


حرر من قبل التحرير في الأثنين, 05. أفريل 2010 طالب المجلس القطاعي للتعليم الثانوي بسيدي بوزيد المنعقد يوم الأحد في لائحة مهنيّة تلقت كلمة نسخة منها، سلطة الإشراف بالتراجع عن قرار تحويل المدرسة الإعدادية خيرالدين باشا لمؤسسة نموذجية، والبدء الفوري في الأشغال المبرمجة لإصلاح المدرسة التقنية بسيدي بوزيد . كما طالبوا في نفس السياق بالتخفيض من الاكتظاظ في الفصول، وبناء قاعات مراجعة ومعهد رياضي متخصص بالجهة وتسييج المؤسسات التربوية لحمايتها من الدخلاء. وقد لوّح المجتمعون بحجب الأعداد لكافة المستويات بالنسبة إلى الثلاثي الثالث والإضراب يوما كاملا أثناء مراقبة امتحان الباكالوريا الدورة الرئيسية جوان 2010 وذالك في صورة عدم الاستجابة لمطالبهم. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 05 أفريل 2010)


بيان نقابي من بنقردان رفضا للشعب المهنية

 


الإتحاد العام التونسي للشغل الإتحاد الجهوي للشغل بمدنين الإتحاد المحلي للشغل ببنقردان النقابة الأساسية للتأطير و الإرشاد التربوي بنقردان بنقردان في 05/04/2010 بيـــــان  

أيها الزملاء , أيتها الزميلات إنّ المتتبع لمسيرة الإتحاد العام التونسي للشغل الطويلة يــــــلاحظ و بوضوح تام أنّه تعرّض إلــــــى محاولات عديدة و بأشكال شتّى لإختراقه و ضرب إستقلاليته و تحييده عن مساره الصحيح في خدمة الشغالين بالفكر و الساعد , و بعد أن ظننّا أن جل هذه المحاولات تلاشت و تبدّدت هـــاهي تطل علينا اليوم في أشكال مستحدثة و نذكر منها الشعب المهنيّة . أيها الزملاء , أيتها الزميلات إنّ إتحادنا العظيم و كما تصدّى للشرفاء سابقا و لفظهم إلى مزبلة التاريخ , فإننا و بإعتبارنا نمثلــــكم و نمثل الإتحاد العام التونسي للشغل نعدكم بأن لاندّخر جهدا في القضاء على هذه الأجسام الغريبة عن الحقل التربوي و أن نلفظها أيضا إلى مزبلة التاريخ كما فعل أسلافنا . أيها الزملاء, أيتها الزميلات إن الإتحاد العام التونسي للشغل كان و لازال و سيظلّ صامدا في وجه كل محاولات الإختـــــــــراق و سيبقى الممثل الشرعى و الوحيد للشغالين, هذا و إذ ندعوكم إلى عدم إعارة هذه الظـواهر الغريبة أي إهتمام و الإلتفاف حول منظمتكم, فإننا نحذّر كل من تسوّل له نفسه التسويـــــــــق للشعب المهنية و النشاط باسمها داخل المؤسسات التربوية و ننبه كل مخــــــــــالف إلى أننا لن نبقى مكتوفي الأيدي و سنتحرك في كل الإتجاهات و سنناضل بكل الأشكال المتاحة حفاظا على حريّة و إستقلالية الإتحاد العام التونسي للشغل, كما ندعو كل الزملاء الذين إلتحقوا بهذه الشعب المهنية إلى تقديم إستقــــالاتهم فورا و إلى ممارسة هذه النشاطات السياسية في الأماكن المخصصة لها. المجد و الخلود للإتحاد العام التونسي للشغل الخزي و العار للمتآمرين على منظمتنا عاش الإتحاد العام التونسي للشغل حرا , مستقلا و مناضلا عن النقابة الأساسية الكاتب العام ذياب زغدود — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  

الإتحاد الجهوي للشغل بمدنين الإتحاد المحلي للشغل ببنقردان

النقابة الأساسية للتأطير و الإرشاد التربوي بنقردان

بنقردان في 05/04/2010 عريضة


نحن قطاع التأطير و الإرشاد التربوي ببنقردان الممضون أسفله نستنكر بشدّة إستغلال مؤسساتنا التربوية من قبل الجامعة الدستورية للقيام بحملات إنتخابية و توزيع إستدعاءات مجهولة المصدر و الهوية , و إذ نعتبر أن المؤسسات التربوية هي ملك للجميع دون إستثناء و يجب أن تبقى بعيدة عن التجاذبات الساسية, فإننا نطــــالب الجامعة الدستورية و هياكلها بالإلتزام أمام نقابتنا الأساسية بعدم إستغــــــــــلال هذه المؤسسات كما نعلمكم أننا سنتحرك على جميع المستويات بما في ذلك القضاء لإبطال نشاط هذه الشعب داخل محيطنا التربوي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  

مدير حشاد مكثر يصر على استفزاز الاساتذة ونقابتهم الاساسية ويمعن في تحدي سلطة الاشراف


إمعانا منه في الهروب الى الامام قام السيد مدير معهد فرحات حشاد بمكثر يوم الاثنين 05 افريل 2010 بتمريرعريضة داخل المعهد حمل نصها تشويها للنقابيين وتزييفا للحقائق كما تجاوز ذلك الى الضغط على الزملاء من اجل اجبارهم على الامضاء عليها وقد اقدم على ذلك رغم تواجد ممثل عن الادارة الجهوية بالمؤسسة وهو مايعد : – تجاوزا اضافيا للقانون اذ لايجوز لمدير مؤسسة تمرير عريضة للامضاء. – امعانا في استفزاز الزملاء واعضاء النقابة الاساسية والهياكل القطاعية جهويا ووطنيا رغم التزامهم الهدوء ومحافظتهم على السير العادي للعمل داخل المؤسسة واحترامهم لما تم فيه الاتفاق مع الادارة الجهوية والوزارة . – تحديا واضحا لسلطة الاشراف وفي مقدمتها الادارة الجهوية للتعليم بسليانة الحاضرة على عين المكان والتي لم تتمكن من وضع حد لتجاوزاته . وامام هذالامعان في الاستفزاز والتحدي والهروب الى الامام من قبل المدير ندعو سلطة الاشراف الى وضع حد لتواجد المدير بالمعهد الى حين صدور اجراء حاسم بعد التحقيق الوزاري الذي انجز . كما ندعوها الى التعجيل بالبت في شان ما صدر عن المدير من اعتداءات غير مسبوقة على الاساتذة وهياكلهم النقابية الاساسية والجهوية وعلى المؤسسة التربوية عموما . عن النقابة الاساسية للتعليم الثانوي ببرقو الكاتب العام : نجيب البرقاوي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


تعقيبا علي ما جاء في شهادة الأخ أحمد الكحلاوي


الكنفدرالية الديمقراطية للشغل بتونس توضّح التالي 
 
  ..تصحيحا لما جاء في شهادة الأخ أحمد الكحلاوي والتي أدلي بها في شهادته علي العصر أمام  مؤسسة التميمي المهتمة بالتاريخ الوطني وتحديدا عند إستعراضه لمرحلة  هامة من مراحل  مسيرة الإتحاد العام التونسي للشغل  ومسألة ملّف التعددية النقابية في تونس وما مررّ من حشو  مغللوط يتنافي و التاريخ  خلنا أنّ الصديق أحمد الكحلاوي  أصيب بداء النسيان و العياذ بالله خصوصا تمسكه بمالايعلمه قطعا التشبث برفض أنّ تونس دخلت بالفعل مرحلة التعددية النقابية   منذ عقد كا مل دون أن يحترم حق الجميع في الإختلاف وطعن بذلك حق كل إنسان في الإختيار  و  لو  بعد حين  ،  بمعني  تقديم عرض إحتوي علي المغالطات التاريخية علي حدث هام بما يتعلق بالتعددية النقابية  وهذا مشكل  كبير  طرأ  علي من يعرفون  الأخ  أحمد الكحلاوي  مليا  و أيضا المعرفة للرجل بأدق الأمور   وكيف إنجرف  في تعريفات  مثل نعت التجربة … و بايصال  رسالة مفادها  كان ماأل التعدد النقابي  الفشل الذريع علي حدّ زعمه وكيف  رفــضت الحركة العمالية تلك المبادرة و وبعدم التجاوب معها، نرفع للإخوة المهتمين و المتابعين للشان الوطني والنقابي التالي .أولاّ  وهو يعلم علم الياقين أي  الأخ أحمد الكحلاوي ، أسباب الإنتقال من و إلي  و داوفعه ….. شخصيا ومن حكم المؤكد و معايشة الحدث نعلو وبلا غرور  كيف تفاعلت المجموعة الوطنية سرعة  مع ذلك الحدث المدوي في الساحة النقابية التونسية  وعلي الفور ساعة الإعلان الأول عن تأسيس  تنظيم نقابي في تونس – في 5 – ديسمبر 2001 وفاء  لروح حشاد العظيم   و لتأسيس كيان نقابي  حرّ مستقل تعددّي في تكويناته  يقطع مع   سياسة التجريد  والمحاكمات للنقابيين  والتامر علي أحرار العمل النقابي بالدسيسة وتقديمهم لخصوم الحركة النقابية  علي طبق من ذهب لأعدائهم  ،التجويع الجماعي للنقابيين  وعلي أمتداد عقود طويلة التفريط في تظحيات و دماء ضحايا الحركة العمالية   الملف التاريخي لضحايا  مجزرة  26 – جانفي 1978 و أثارها المدمرة لليوم  هذا الذي عبرت عليه جماهير العمال  و جعلها تختار التعددية  جرّاء ما وصلت إليه الحالة النقابية من تهرئة و تفريط  و تحويل اللإتحاد العام التونسي للشغل  إلي هيكل بلا روح  و مهجور بلا قواعد  واستحالة المعالجة  نتيجة حالة التخريب النقابي الذي و صل إليه الوضع  و تهديد  مكاسب ناضلت من أجلها أجيال متتالية لتصادر من قبل قلة عبثت وقضت علي النظمة الشغيلة قضاء مبرما ظاعت فيها كل حقوقها  لذلك جاء الإنسحاب الجماعي  كنتاج طبيعي لما الت إليه الأمور في الساحة النقابية ،   ذلك الواقع المرير هو وحده الذي عجل بالإنجاز الفوري و  باتخاذ موقف التعددية النقابية ،أيضا ولمزيد توضيح كيف أن التنوع النقابي أصبح رافدا هاما  يعزز بقية عناصر العمل الجبهوي الوطني المدافع و في المقدمة علي البلاد لا  إعتبارها معادية لمصلحة الوطن  ، أمّا بخصوص  الإساءة المقصودة بحشر الجميع وكل محاولات التعددية النقابية  قياسا بتجارب سابقة  في سلة واحدة فهو موقف مردود علي أصحابه  لأن التاريخ  يعي جيداّ  وبدون نرجسية  وحتي لا نهضم حقوقنا  نحن فقط و أحرار العمل النقابي من دفع الثمن  و لحدّ الساعة  و هؤلاء هم من أسس الكنفدرالية الديمقراطية للشغل وحاول الأستاذ الكحلاوي  طمس تاريخهم    من هو الذّي تصدي للتعددية النقابية المزورة  أثناء الإنقلاب علي المكتب الشرعي للإتحاد العام التونسي للشغل في 26 جانفي   1978 وتنصيب التجاني عبيد أمينا عاما  والزج بالنقابيين في المعتقلات  التونسية المنتشرة  في كل أرجاء البلاد  و للتذكير فقط زجّ  أنذاك بالألاف  من النقابيين في المنافي البعيدة بعد محاكمات شاقة  لنقابيين  من  تونس  و سوسة  و زرمدين   القيروان و صفاقس  وقفصة  والساحلين  والقائمة طويلة بعدد الضحايا   لازالت  أثارها لليوم مبصومة علي ملامح هؤلاء ، وفي  تذكير أخر  نتمني علي الأخ أحمد الكحلاوي أن يتداركه حتي لا نسهم في طمس التاريخ  أمام أجيالنا القادمة  ونشبه  التعددية الجادة بادرة  المناضل محمد الطاهر الشائب  والمشهود له  بالنضال و بقية رفاقه المؤسسين للكنفدرالية الديمقراطية للشغل بتونس بنفس التسميةووظعهم في نفس الخانة والتي لا ينكرها  الاخ أحمد  وهويعلم أنّ نقابة المنصبين 78 و نقابة الشرفاء شاكلة واحدة  إنقلاب دبرته السلطة  من أجل إختراق العمق النقابي  والسطرة و الهيمنة عليه بينما تأسيس الكنفدرالية الديمقراطية للشغل  منافي لكل التعريفات التي ساقها الإخ أحمد الكحلاوي   والمعروفة بأنها وليدة الفرزالطبيعي لتطلعات الجماهير النقابية و التي  أخطأ   فيها سي أحمد مثلا في مقارنته في سرده للسياقات التاريخية بوضعه  مثلا الكنفدرالية الديمقراطية للشغل بنفس مستوي  الإ نقلاب الثاني للشرفاء الذي قاده عبد العزيز بوراوي خلال سنة 1985  و في عهد حكومة مزالي   فهذا لا يمكن السماح به نبقي في نفس الإطار تأسيس جديد  وحالة تجربة جديدة وأوّل كيان إجتماعي يؤسس عل  نقيض قناعة  نشأت  لا مناص من تعددية نقابية  و مناصرة للطبقة العاملة  و  مسوؤلة خيارا لا رجعة عنه  في ظل منظمة  ديمقراط من هنا  فإن ّ خيار التعددية  لا رجعة عنه  وإجمالي  سنوات التأسيس تخطت  قرابة العقد  منذ إعلان  التأسيس ولها نشاط كبير بين القواعد العمالية  منذ إعلان بداية التاسيس في -5  ديسمبر2001 والمهم أن التعددية النقابية أصبحت  اليوم عمليا واقعا  قائما  لإيماننا  بأنّ  جميع أفراد البشرية  يولدون  أحرارا متسا ين في الكرامة و  الحقوق  وبأنّ العاملات   و العمال  يقدرون علي تسيير حاضرهم و بناء مستقبلهم وهم يتطلعون  إلي جميع  حقوق المواطنة  و الإنسان  وإلي تحمل مسوؤلياتهم  كاملة  يرفضون التسلط  و استغلال النفوذ  والتسهل  في أموال المجموعة  ويريدون  حياة إجتماعية متطورة  ومنظمة  بالعددية  في جوّ امن  و إطمئنان .. هكذا .. و منذ  عشرية كاملة   ومنذ إنطلاقتنا   كان شعارنا  الحق في درس  مصالح منخرطينا   الإقتصادية و الإجتماعية  والدفاع عنها  ، و ايماننا  بأنّ النقابة  الديمقراطية  و المستقلة  عن الساط و الإحزاب  السياسية  تمثل الأداة اللازمة و الأساسية  للتطور الإجتماعي  و الأرتقاء  الجماعي   ولبناء  مجتمع ديمقراطي ، عادل يحترم كرامة الإنسان و حقوقه  و الحريات  العامة و الفردية    
 
 عن الكنفدرالية  الديمقراطية للشغل بتونس      
— قسم الإعلام   تونس.  .       


السفير محمد اليسير، الوزير المفوض خارج الرتبة بوزارة الخارجية يجيب عن أسئلة قناة ميدي 1 سات المغربية حول ترشح تونس لموقع « الشريك المتقدم » مع الإتحاد الأوروبي.


(شريط فيديو – ابتداء من الدقيقة 41 تقريبا) الرابط:http://www.medi1sat.ma/fr/emission2.aspx?t=2

نفطة : نحو قائمة مواطنة للإنتخابات البلدية ماي 2010


مساعي حثيثة يقودها بعض نشطاء المجتمع المدني وشخصيات مستقلة بمدينة نفطة لإستكمال تشكيل قائمة مواطنة والمشاركة في الانتخابات البلدية المقرر إجراؤها يوم 09 ماي 2010 ، فهل تنجح هذه القوى في تقديم القائمة والمرور بها إلى الدور الثاني وبالتالي خوض غمار أول انتخابات بلدية تعددية في تاريخ المدينة وإبلاغ صوتها الذي حرمت من إيصاله في انتخابات 2005 عندما تدخلت السلطة وضغطت على أحد المرشحين ــ بعد نهاية الآجال ــ لسحب ترشحه ، وهل سيكتب لهذه التجربة إن تمّت النجاح ؟ أم أننا سنضرب موعدا آخر مع الفشل في قبول الرأي الآخر وإضاعة الفرص وبالتالي تثبت لنا السلطة مرة أخرى أن لا مجال للمشاركة الجدية والمسؤولة في الانتخابات في تونس؟ هذا ما لا نتمناه لأننا كلنا مع صندوق الاقتراع الذي لا نخافه ولا نتهرب من حكمه خاصة إذا كان صندوقا حقيقيا وشفافا يعبر فعلا عن إرادة المواطنين… عمر قويدر


تدابير أساسية في الانتخابات البلدية


يبدي الحزب الحاكم حرصا كبيرا في اختيار مرشحيه في الانتخابات البلدية القادمة عبر الانتخاب و التزكية او غيرها من الأساليب و التي حسب ما وصل الينا من اخبار فان هذه الاختيارات سادها جو من المنافسة الساخنة سعى من خلالها الحزب الحاكم الى ترتيب بيته الداخلي على نحو يتماشى مع خطابه الذي يصدع به اليوم من تشريك المرأة و اتاحة الفرصة للشباب . كذلك و بنفس القدر من الاهتمام يسعى الحزب الحاكم الى ترتيب امور منافسيه ومعارضيه بصنفيهما الموالي و المتمرد . لذلك فجل مسؤوليه المنكبون اليوم على دراسة و فهم و اعداد السيناريوهات الانتخابية الخاصة بكل منطقة بلدية على حدا استطعنا ان نفهم بعضها الى غاية الان و هي كالاتي : *في المناطق البلدية التي لا يتنافس فيها التجمع مع أي قائمة تلك ليست فيها أي مشكل مع إمكانية خلق قائمة وهمية من طرف الحزب الحاكم للمعارضة الكرتونية وهي بمنزلة الهبة في مسرحية التعددية . في المناطق التي يتنافس فيها شكليا التجمع مع المعارضة الكرتونية سوى كانت قائمة او قوائم و في نفس الوقت لا توجد في تلك المنطقة قوائم للمعارضة المتمردة سيتقاسم كل الكرتون حصة ربع مقاعد المجلس البلدي في المناطق التي توجد بها قوائم للكرتون و قوائم للمعارضة المتمردة سيقع إسناد نسبة أصوات مذلة للمتمردين لمنعهم من التواجد في المجالس البلدية و نسبة اكبر للكرتون ليتمثل في المجلس البلدي مع الدساترة في المناطق البلدية التي يتنافس فيها الحزب الحاكم مع المعارضة المتمردة سيقوم الحزب الحاكم بخلق قوائم الكرتون من العدم تحررية او خضراء او وحدوية او وحدية او غيرها لغلق الطريق على وجود المعارضة المتمردة في قائمة وحيدة تتمثل آليا في المجلس البلدي. و هذا ليس تكهنا او قراءة للنجوم او للفناجين بقدر ماهي وصف للواقع الحقيقي فيكفي الذهاب الى بلديات قفصة و الاطلاع عما يحدث من ترتيبات تغنينا عن مزيد الكتابة
سمير النفزي  


بين أيديكم النسخة 49 من مدونة « صحفي تونسي » بعد أن قام الرقيب الاكتروني بحجب النسخة 48 إثر نشر بيان النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين حول مشاركتها في مؤتمر الاتحاد الإفريقي للصحفيين الأخير

!!وكالة الاتّصال الدّاخلي

 


أحدث وزير الاتّصال اُسامة الرمضاني مصلحة جديدة في وزارته تختص في منح تراخيص التصوير لصحافيي التلفزات، حيث يصبح الصحافي مُجبرا على انتظار كرم مصلحة السيد أسامة الرمضاني الذي نقل نفس اليات عمل وكالة الاتّصال الخارجي الى وزارته وأصبح يتعامل مع الصّحفيين التونسيين تماما كما يتعامل مع مراسلي ومندوبي وسائل الإعلاميّة الأجنبيّة في تونس، هذا الاجراء ادى الى تعطيل عمل عدد من الصّحافيين وكبّل تحرّكاتهم بعد أن تكفّلت الأجهزة الأمنيّة بحرمان كلّ من لا يحمل ترخيص الرّمضاني من التنقّل والتصوير داخل العاصمة وخارجها . خطوة جديدة نحو الانغلاق الإعلامي مخالفة تماما لما جاء في الخطاب الرئاسي الأخير الذي ورد فيه « ونؤكد في هذا السياق حرصنا على ترسيخ حرية الرأي والتعبير والارتقاء بقطاع الإعلام بمختلف أصنافه المكتوبة والمسموعة والمرئية، سوءا بدعم المهن الصحافية وتحسين أوضاع الصحافيين، أو بتيسير عملهم ومساعدتهم على أداء مهامهم في أفضل الظروف الممكنة .وإذ نشير مرة أخرى إلى أن تونس ليس بها محظورات ولا ممنوعات في ما يتناوله الإعلام من قضايا وما يطرحه من ملفات، فإننا ندعو بالمناسبة إلى احترام قيمنا وخصوصياتنا وعدم الإساءة إلى قواسمنا الأخلاقية والاجتماعية المشتركة، والامتناع عن تجريح الأشخاص والقدح في أعراضهم » من خطاب رئيس الدولة في 20 مارس 2010 على السيّد أسامة الرمضاني امّا احترام الارادة السياسيّة التي تدفع في اتّجاه تدعيم حُريّة الصّحافة والتعبير وكسر جميع الحواجز التي تطوّق عمل الصّحفيين وتضمن حقّهم في الوصول إلى الخبر والمعلومة، ونقلها الى الرأي العام، أو امتطاء الة الزمن والعودة الى عصور الأنظمة الشمولية في الاتّحاد السوفياتي سابقا ورومانيا والشيلي وتركمانستان…فلقد أثبت هذا الوزير أنّه مسكون بعقليّة الدّعاية الأحاديّة الموجّهة ولم يثبت من المرونة والرغبة الجادة في الاصلاح ما يؤهّله لادارة قطاع الاتّصال والإعلام في تونس توفيق العياشي http://www.facebook.com/?sk=messages#!/notes/tawfik-ayachi/wkl-ltl-ldkly/381716126500 التعليقات Maissa Ftiti alf mabrouk ya tawfik el n3o9ba li tarkhiss 7aml el 9alam Tawfik Ayachi كثر الهم يضحّك: ولاهي يا ميساء لا أستغرب أن تصدر عن هذا الوزير فتوى جديدة تزيد في تردي واقع الحريّات الصحفيّة في البلاد ومصلحة منح الترخيص في حمل القلم واردة جدّا Mohamed Safina سفينة باش تحط ستيلو في جيبك لازمك تصريح من منطقة باب بحر يا توفيق …..هههههههههههههه Grami Wided قلّو ويني وذنك! غريبة وزيرنا العزيز سيحطّم الرقم القياسي في الفتاوي باسم القانون على فكرة كل شيء أصبح يمارس بلائحة من القوانين و لا أدري متى أصدرت هذه القوانين Maissa Ftiti والله ولات الاخبار متاع تونس حشاك تجيبلي الرداد ياخويا تكشفت اوراق الناس الكل كان الشعب تقولشي عليه ماهوش الشعب التونسي تقول مستورد من ايران و افغانستان واكبر دليل الحروب الأهلية الفايسبوكية(حاشا الي خاطيه) أما الحكومة بعد سباقها الكلاسيكي علي هزان القفة ابتكر براعيمها الجدد خطة سياسية شعارها دعم اللون الاخضرواستحداث كل انواع التراخيص لكبح اي مت… Afficher davantageنفس للحرية .. علي كل انصح الإخوة الصحافيين بالتقدم لدي اسامة.. بمطلب رخصة تصوير علي السنة الاسلامية.. ستكون الموافقة سريعة لأنها تدغدغ هواجس و طموحات الخطة السياسية الجديدة بارك الله فيك معالي الوزير في انتظار مفاجأت اخري تقبلو دعواتي لكم بمزيد العلم و النور والرقي بتونسنا الى الضلمات Jamel Arfaoui ان لله وان اليه لراجعون Mouktar Troudi هؤلاء الاغبياء فاتهم ان كل منع يولد قمع وان كل ردع لا يلغي ضرورة عند الاخر ملكة التفكير بل تغذى لديه كل المشاعر المضادة Wided Idriss Alsammek لا حول ولا قوة الا بالله ,الي ما يعرفش يقول سبول ,السيد الوزير قبل ان يعلو لمنصب الوزير كان اسما مرموقا وحسب ما اذكر لم تسجل له مثل هذه الانجازات « الاستبدادية »من قبل في وكالة الاتصال الخارجي ,من الواضح انها عدوى الكرسي Chelby Barkati ما الفائدة من بطاقة الصحفي ما دام هناك اؤخيص مسبق لاعمال التصوير Ayda Hichri القوانين اللي عندنا في قطاع الاعلام شويه وما تصلح لشيء لازمنا قوانين جديده وبرشه مصالح ما صاب تصدر فتوى في الغاء ها القطاع مره وحده خلينا نرتاحو جمله Najla Ben Salah الى الامام سر ….عفوا اقصد الى الوراء سر حتى السقوط في الهاوية Maissa Ftiti @ ayda hichri : ما صاب تصدر فتوى في الغاء ها القطاع مره وحده خلينا نرتاحو جمله c une tres bonne idee AYDA kifech majatech 3ala belhom ou bien je pense que hedhi men injazet el mosta9bel inchallah 3ala 9rib hehehhh Jamel Arfaoui يا عايدة يلغو ا ما ذا وهل تعتقدين انه يوجد قطاع اعلام اصلا حاولي ان تقيمي بعض المقارنات مع صحيفة أويا الليبية مثلا ولا تذهبي بعيدا الى موريطانيا او الجزائر او المعرب ولا تغامري وتنتقلي الى اروبا الشرقية سابقا وانا اتحدث هانا عن الشكل والمضمون سوية فنحن لنا اعلام اسمو برة هكاكة Jamel Arfaoui الصحفي المحترف في تونس بين خيارين يبوس اللفعة والا يطيح في البئر Wided Idriss Alsammek صدقني يا جمال ,الاعلاميين التوانسة ماناقصهم شيء ,بصراحة عندنا اقلام حلوة وناس عندها ما تحكي وتعرف كيفاش تحكي زادة , اما الغصة الي واقفة في الحلق هي الادارة والمؤسسات الي حاطة على روس الاعلاميين حجرة كان حرك راسة هكة ولا هكة تطيح تقصله صوابعه Maissa Ftiti سؤال الى معالي الوزير: بجاه ربي و الحكومة قداش قعدت تفكر فيه هالإنجاز التاريخي ؟؟؟ كم انت كبير يا ابن الحزب الديمقراطي Jamel Arfaoui يا وداد ما تحكليش هالحكاية لاني نعرف انو الصحافي التونسي وهذه ليست شوفينية من افضل الصحفيين على جميع المستويات لكن خارج الحدود والامثلة عندنا بالمئات Chelby Barkati Ces journalistes à l’étranger Pour en faire quoi ? Pour améliorer le chiffre d’affaires à l’exportation, c’est sûr !!!!! Ayda Hichri يا جمال انا في الجريده لاهيه بتأثيث صفحتين في اخبار المغرب العربي وبالطبيعه قاعده نعيش كل يوم الانجازات الحقيقيه لهذه البلدان في شتى الميادين واهمها على الطلاق الاعلام واكيد انك سمعت بالقبول التام لنقابة الصحفيين الموريتانيين في الاتحاد الدولي للصحفيين وبرامج التكوين التي سيستفيد منها كل صحفيي موريتانيا واكيد زاده راك سمعت على القرار الرئاسي الاخير بتحرير القطاع السمعي البصري في موريتانيا فأين نحن من كل هذا؟ Nacer Ridisi أنا مع اقتراح عايدة ألا وهو غلغاء العمل الصحفي من الأساس وفى هذه الحالة نحن الرابحون باختفاء صحافة التصفيق والكذب وصحافة العار والثلب وحتى التلفزة التونسية تسكر خليها ترجعلنا الفلوس المنهوبة منا غصبا عبر فاتورة الضوء وكان لزم يهزوا ينفو ملايكتنا فى جزيرة لم يتم اكتشافها الى اليوم ونرتاحو منهم ويرتاحو منا Wided Idriss Alsammek طبعا يا جمال للاسف , لكن هذا لا يمنع ان العيب ليس في الصحفي انما في النؤسسة المعنيبة بتسييره وتشغيله Nesrine Ben Henda جراير زهير مخلوف باش كالمرّة الجاية كي يصوّر يوقّفوه بتهمة مخالفة القانون Maissa Ftiti نصيحة للإخوة الرجاء استعمال لوحة المفاتيح قدر الإمكان عن قريب سيصدرقانون بيعها فقط بالوزارة باذن من الوزير وكل من يود امتلاك لوحة مفاتيح الكترونية.. الرجاء منه التقدم بمطلب رخصة والإستدلاء بشهادة من وزارة الشؤون الدينية بانه تم اداء القسم امام مفتي الجمهورية لاستعمال حروف اللوحة في الشكرو المدح وحمد الرب و الوزارة على التنفس مجانا بدون مطالب.. لوحة المفاتيح = clavier Ayda Hichri للاسف يا ناصر القطاع ما بقى فيه كان صحافة التصفيق والكذب والعار والثلب على هذا كه نقترح زاده يشفولو اسم اخر غير الاعلام اذا كانوا مصرين على بقائو بهذا الشكل Nacer Ridisi والله أنا فى بالي تفدلكوا يا جماعة…توا تحكو هاك حد النية سي الوزير هذا قرر هكا؟؟؟؟ فى هذه الحالة لا نستغرب قرار من نفس الوزير يجرم فيه الكلام ككل بدون ترخيص من سيادته ويلزمني نستنى تصريح ثلاثة شهور باش نمشي نصبح على أمي وثلاثة جمع ونصف باش نوصي المادام على قضية واللهم زدنا علما وما تحكوش بالقوي خير مللي يضحك علينا العالم بلاشي نحنا ضحكة Ayda Hichri طبعا حسب كلامك انت وميساء يا ناصر لازمك ترخيص في المستقبل باش تحكي معاي Nacer Ridisi لا لا لا لا انتم تبصروا عليا قالت جدتي هاك العام ومبروك علينا هذي البداية ومازال مازال هيـــــه هـــــــــو — Envoyé par Journaliste Tunisien Republicain dans Journaliste Tunisien صحفي تونسي 30/49 le 4/06/2010 03:29:00 PM
 
(المصدر: موقع زياد الهاني الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 6 أفريل  2010)


 ….حشّاد  سيعود!  

قرأت مقالا أعتقد انّه يستحقّ التّعقيب للصّحفي والحقوقي صلاح الجورشي نشر بموقع « تونس أونلاين بتاريخ 31 مارس 2010   » تحت عنوان  » هل شارك بورقيبة في آغتيال فرحات حشّاد؟ » وهو مقال مزامن لتوصيات وجّهها رئيس الدّولة للدّيوان السّياسي لحزبه الحاكم بالإعداد لبرنامج « وطني » يبرز « مناقب » المشتبه فيه….إلى أن تبوح الملفّات والوثائق الفرنسيّة بما قد يخالف ذلك.  ولقد تضمّن المقال المذكور فقرة وردت في شكل مسائلة ضمنيّة وعتاب للتّيّار الإسلامي بسبب إخلاله ب »واجب الإعتراف » لبورقيبة بمكانة يبدو جديرا بها صلب مقاربة للذّاكرة عادلة وغير مبتورة حسب المقال. ولأنّ البحث والفصل في مدى ضلوع بورقيبة في آغتيال حشّاد من مشمولات المؤرّخين وحفّاظ الأرشيف فضّل السّيّد صلاح الجورشي ترك هذا السّؤال معلّقا وعدم الإنحياز للتكّذيب أوالتّصديق.                                                                           البحث عن الحقيقة من وجهة نظرنا ليس حكرا على الرّاسخين في العلم بالتّاريخ! هؤلاء لهم مسؤوليّة إصدار حكمهم العلمي النّهائي في ما جمّع من معطيات. نصف قرن مضى على الجريمة و لم نسمع شهادة لرفاق الدّرب من الحراك الوطني آنذاك تنير سبيل البحث عن الحقيقة. وعلى الرّغم ممّا تقدّم أجدني مصرّا القول:  مالّذي يمنع  واجب الشكّ المنهجي في ضلوع  بورقيبة في آغتيال الزّعيم فرحات حشّاد خصوصا ولاحوار يذكر بين أصحاب الإختصاص من المؤرّخين حول هذه القضيّة؟ هل أنّ فكّ هذا الغموض المعوّق والمعيب لذاكرتنا « الوطنيّة » حرام؟ أم هو بورقيبيّا مكروه ؟ لا أعتقد أنّ الوفاء لتونس يمرّ بغبن حشّاد والصّمت طيلة نصف قرن على خفايا جريمة آغتياله…إنّ إدراج آسم بورقيبة ضمن « المذكّرة التاريخية » للمشتبه فيهم كمشاركين في الجريمة إلى أن تفصح الحقيقة والمؤرّخون عن معطيات جدّيّة قطعيّة تبرّأه أو تدينه, واجب يمليه علينا وفائنا للشّهداء خصوصا بالنّظر إلى ما يلفّ سيرة بورقيبة من جرائم ودموع ودماء….كانت تشكّل مادّة عمل آستثنائيّة بالنّسبة لقاضي دولي من صنف لويس أوكامبو المدّعي العام الحالي للمحكمة الجنائيّة الدّوليّة.                                                                                                                                                                      أودّ للتّوضيح التّأكيد في هذا المقال أنّي لا أكتب هذه الكلمات للردّ مكان التّيّار الإسلامي على المؤاخذة المشار إليها آنفا. إذ لهذا التّيّار العريق نساء ورجال مؤهّلين أكثر من أيّ كان للردّ والجواب . لكن من يخشى الذّاكرة؟ من يخشى فتح خزائن حقائق التّاريخ في تونس؟  وهل يجوز الحديث عن ذاكرة « وطنيّة » في إقليم لا مواطنة فيه إلاّ لقلّة أنتجها بورقيبة باسم الولاء لشخصه وجهته وعصابته الحزبيّة الإجراميّة؟ أليست البقيّة المتبقيّة من الشّعب في هذه الحالة هي رعايا  » شركاء (في) المكان » – تعبير أستسمح الشّاعر بحري العرفاوي للآستعماله في هذا السّياق- فحسب وليسوا مواطنين.  إنّ المطّلع على واقع البحث في العلوم الإنسانيّة (قسم التّاريخ مثال) في تونس و ما يلفّه من عراقيل وحدود …لا يعجب من حال  المؤسّسات المكلّفة بتأطير الحديث في الذّاكرة وعجزها عن القيام بواجبها الأكاديمي كاملا.                                                                                                                                                                                                                 فلمّا قال الشّهيد فرحات حشّاد متوجّها إلى عموم التّونسيّيين « أحبّك يا شعب » , جاء من بعده بورقيبة… قائلا « أنا » من أطرد الإستعمار « أنا »….لم يكن في تونس شعب…كلّ ما في الأمر « غبار أنفار…! » هذا ما قاله « سيّد الأسياد » والّذي لم يسجّل له الرّوات والمؤرّخين – بما فيهم مؤرّخه الشّخصي الغير المختصّ في التّاريخ …!- مشاركة واحدة في مظاهرة جماهيريّة ضدّ الحماية الفرنسيّة  قادها او شارك فيها من الصّفوف الأماميّة. وإنّ كبريات المحن والمواجهات الّتي عاشها التّونسيّون في صراعهم ضدّ سلطات الحماية الفرنسيّة تصادف وجوده ( بورقيبة) إمّا بالمشافي , عليلا تتلقّفه أنامل ملائكة الرّحمة الباريسيّة بلطف وعناية أو نزيلا من صنف خاصّ بسجون فرنسا الدّيموقراطيّة …أو بمنافي  ورديّة سمحت له (بورقيبة)بالتّأمّل والحديث في العشق والهيام…..! »                                                                                                                                                                                                                                  ولمّا رحلت الآلة العسكريّة الإستعماريّة عن تونس دخلت البلاد في عكاضيّات ودروشات ثقافة  « أب الإستقلال » …و  » المجاهد الأكبر » مقابل الشّعب كمجاهد أصغر….وعلّمونا بكتب التّاريخ الرّسمي أنّ ( بورقيبة) … »هو » من أخرج المستعمر من البلاد…و »هو » من جاء بالشّعب …وعاش طيلة حكمه الدّمويّ حاكما بدون شعب فمن كان عظيما مثله لا يحتاج إلى شعب…ثمّ أزيح بورقيبة عن الحكم  … ولم يخرج إلى الشّارع عاقل واحد و لا  مجنون … مطالبا بعودته….إلى البلاط  بل ولا حتّى كمادّة سياحيّة ب »سوق البلاط  » ….هكذا صدّام حسين و غدا عمر البشير وبشّار الأسد وأحمدي نجاد…..والقائمة لن تكون نهائيّة  ….أبدا لن تكون نهائيّة في زمن أوكامبو صديق الشّعوب التّعيسة.                                                                                                                                                                                                                                       ليس بخافي أنّ بورقيبة رحل (بيولوجيّا) ويداه ملطّختين  كجزّار بنهج « الكبدة » أو »حومة المرجانيّة »! بدماء الآلاف من نساء ورجال تونس…الأحرار, ومادمنا نتحدّث في الذّاكرة  فلنذكر شهادتي أرملة وآبنة الطّيّب المهيري                                                                                                                                        وزيره للدّاخليّة في حكومته الأولى؟  وإنّ تحفّظي على ماضي هذا الرّجل(الطّيّب المهيري) ومسؤوليّته الكبرى في تدمير آلاف العائلات التّونسيّة خلال الفتنة البورقيبيّة… لا يمنع من الإصغاء لما ذكر من قرائن تدلّ على ضلوع بورقيبة في ضروف وملابسات موته كوزير للدّاخليّة.  وبعد أن أمضى بورقيبة آتّفاقا مع الإستعمار يمكّنه (أي فرنسا) من جزء من التّراب الوطني ببنزرت وهو آتّفاق عارضه صالح بن يوسف بشدّة…دفع هذا المحتفى بمناقبه! …بما يناهز الخمسة آلاف ضحيّة من المدنيّيين العزّل , أغلبهم من مدن الشّمال إلى مجزرة رهيبة ..دفن خلالها جلّ المتظاهرين أحياء….لقد قال لهم هذا الزّنيم وهو متحصّنا بالفرار عن ساحة الوغى….. »هاجموا الثّكنات العسكريّة الفرنسيّة »….وهو يعلم و يفقه خطورة ما دعى إليه….كالعادة لم يكن بورقيبة حاضرا يوم بنزرت…..غاب حتّى عن الصّفوف آلخلفيّة… بعد أن عوّد شعبه على الإعتقاد بأنّه الأوّل في كلّ شئ! كان ينتظر موسم الدّماء ….لحصد مغانمه الشّخصيّة…..قٌُُتل خمسة آلاف تونسي ببنزرت  لا نعرف إسم واحد منهم…ولا  أيّ شئ عنهم…. حوّلهم بورقيبة إلى نكرات, مجرّد أسماء لأناس كانوا هنا…أطفال ونساء وشباب مقبلين على الحياة ولكلّ منهم حلم مشروع…وحلم الزّعيم لم يكن غير تحويلهم إلى أرقام…نكرات بسجلاّت الوفايات….وظلّت دولته الجهويّة الّتي أسّسها ووضع لها خلفاء من بعده…. ظلّت هذه الدّولة تتغنّى وتتغذّى من هكذا إنجازات ! و هي لا تنسى أبدا قراءة فاتحة الكتاب ووضع أكاليل الورود على قبورهم…شهداء « الجلاء »!  .كم هو طيّب ذاك الزّعيم! ألم يحمنا من صالح بن يوسف والأزهر الشّرايطي و »الفلاّقة » …نعم « فلاّقة » هكذا ينعت المقاومون من قبل بورقيبة… »الفلاّق » هو قاطع الطّريق والسّارق للثّروة الغابيّة (قاطع الأشجار بدون وجه حقّ) ؟  ثمّ أنقذنا من النّقابيّيين …والشّيوعيين والبعثييين والقوميين…و المارقين في 26 جانفي و3 جانفي والإسلامييين…..كم هو طيّب ذاك الرّجل… كم هو طيّب بورقيبة ألم تغنّيه فتحيّة خيري في لحن لصالح المهدي  « زرياب » البلاط  قائلة ….ويا خيبة المسعى لو صحّ ما قالت!! في أغنية « سلامات سلامات  يا غالي علينا »  :  » بورقيبة يا نور من الجنّة »                                                                                                                                 فليكن بورقيبة نور من الجنّة أوشرر لنار من فرن خبّاز….ليس هذا ما يهمّنا في معرض الحديث عن الذّاكرة الوطنيّة اليوم. إنّ الذّاكرة تقتضي وجود الوطن في الواقع والممارسة لا المخيال والخطب والشّعارات الإنتخابيّة. وإنّ نظاما لا يضمن للمواطنة شروط ممارستها لا يسمح إلاّ بذاكرة  مبتورة , « مثقوبة »….ذاكرة مأدلجة ..لا مستقبل لها. وإنّ سجلاّت بورقيبة والبورقيبييين ستفتح يوما ولو كره الكارهون وسنرى  …و  ترى أجيال ستأتي من بعدنا ما تزخر به ذاكرة الوطن من عجائب وغرائب…إنّ محكمة التّاريخ لا تضمن للأسرار حفظا … و أجراس الحقيقة بدأت تدق لتوقظنا من غفوتنا وتنفض على المسكوت عنه غبار السّنين….ففي شهر نوفمبر من العام 2004 قال السّيّد نورالدّين حشّاد نجل الفقيد فرحات حشّاد خلال لقاء نظّم (المؤتمر الدّولي الأوّل حول حشّاد) بسعي من « مؤسّسة التّميمي » , قال  » نحن نعلم الآن كيف وقع إيقاف الجنات ( قتلة والده) بالتّراب التّونسي….وكيف غادروا البلاد ( فرارا من العدالة)  بموافقة بورقيبة »!   ….هذا ما قاله نورالدّين حشّاد  وهو كلام لو قيل ما يضاهيه حساسيّة في تاريخ الشّعوب بإحدى الدّيموقراطيّات الحقيقيّة …لآرتجّت ساحتها السّياسيّة آرتجاجا رهيبا قد تسقط بفعله حكومات وتنشئ أخرى…. وإنّ ما جاء في شهادة أحد عناصر عصابة « اليد الحمراء » في برنامج وثائقيّ بثّته قناة « الجزيرة »  يدعم قرينة الشّكّ في ضلوع بورقيبة بصورة أو بأخرى في آغتيال حشّاد… في تونس  ضلّ كلام السّيّد نور الدّين حشّاد …موجّها لأغلبيّة  ….  غير مؤهّلة لفهمه لأنّها…غالبيّة عصبيّة « ًمُبَرقبة »  ألم أقل لكم أنّ بورقيبة رحل بيولوجيّا فقط……أمّا  فرحات حشّاد … فلم يمت ولم يرحل عنّا …أجل …لقد شوهد إلى جانب أبناء الشّعب بالرّديّف والصّخيرة… و وعد أبناء الشّعب بأنّه سيعود… من العقل والقلب والضّمير فينا…نحن أبناء الشّعب الّذي أحبّه حشّاد ولم يخنه نعلن أنّ…حشّاد  سيعود !                                                                                                                                                                                                                                                                                                                –         عادل الزّيتوني    –         6أفريل 2010


في الذكرى العاشرة لوفاة بورقيبة شخصيات سياسية تستعرض محطات من مسيرة الزعيم

 


** محمد مواعدة: « كان شخصية قوية آسرة » لا شك أن الزعيم الوطني الحبيب بورقيبة كان صاحب شخصية قوية تؤثر في كل من عرفها بصورة مباشرة أو غير مباشرة. ولذلك فإن أجيال الحركة الوطنية، بل نستطيع القول مختلف الأجيال التي عاشت المرحلة التي قاد فيها الزعيم بورقيبة الحركة الوطنية ثم الدولة التونسية المستقلة والحداثية، هذه الأجيال جميعها تأثرت بهذه الشخصية سواء في مستوى الأفكار والمواقف، وخاصة في مستوى الأسلوب، أسلوب التعامل مع الأحداث والمتغيرات. وأستطيع التأكيد على أن من المخالفين له، وأشد المعارضين من اليسار أو من اليمين اعترفوا له، سواء خلال حياته أو بعد مماته، اعترفوا بأهمية هذه الشخصية وبقيمته ونجاعته، أسلوبها في العمل وفي النضال، أسلوب التدرج والانطلاق من الواقع بتركيباته وتعقيداته، والاستفادة بما يحويه الواقع من إيجابيات للتقدم الى الأمام. إن الأسلوب البورقيبي وما اختص به من سياسة المراحل، سياسة خذ وطالب… هذا الأسلوب العقلاني حاولت العديد من حركات التحرر العربية والإفريقية، وبالخصوص حركة التحرير الفلسطينية في عهد الزعيم الشهيد أبو عمار… حاولت الاستفادة به – ولا أقول تقليده بالكامل لاختلاف الظروف… وللأمانة التاريخية فقد سمعت ذلك شخصيا من العديد من القيادات الفلسطينية، وخاصة من أبو إياد وأبو عمار.. ورغم أنّني لم تسمح الظروف لي شخصيا بالعمل المباشر مع الزعيم بورقيبة لأسباب تاريخية عديدة لكن مناسبات محدّدة مكنتني من لقائه وهي عديدة سواء خلال تحملي مسؤوليات جهوية ومركزية في الحزب الاشتراكي الدستوري أو حتى بعد خروجي من الحزب صحبة نخبة من المناضلين الوطنيين البارزين.. خروجنا وتكوين تيار ديمقراطي اشتراكي تطور تدريجيا إلى تنظيم سياسي وطني معارض هو: حركة الديمقراطيين الاشتراكيين. ولعل أبرز هذه المناسبات وأكثرها تأثيرا في مسيرتي النضالية تتمثل في محطات ثلاث: بورقيبة الزعيم 1) في بداية الخمسينات من القرن الماضي وكنت وقتها تلميذا في السنة الأخيرة من التعليم الابتدائي فقد قام الزعيم بورقيبة بزيارة مدينة نفطة وقام المناضلون الدستوريون بتنظيم اجتماع شعبي ضخم بإشراف الزعيم. وقمنا نحن وقتها – التلاميذ – بعمل حتى نتمكن من الحضور في ذلك الاجتماع، خاصة وأن المدرسة الابتدائية بنفطة كانت ملاصقة للساحة التي انتظم فيها الاجتماع. ولا يسمح هذا الفضاء الاعلامي بالتعرض بالتفصيل إلى ما حدث… لكن الخلاصة أننا قمنا بتدبير «مؤامرة»… وتمكنا من الحضور.. في الصفوف الاولى من الحضور… المهم هو أنني لن أنسى أبدا مدى حياتي ما شعرت به لأوّل مرة وأنا أشاهد الزعيم يلقي خطابه الشعبي… بحركاته.. وتحركاته على المنصة.. وبحدة نظراته.. وحماسه الذي يشعل حماس المناضلين الحاضرين ويثيرهم بصورة تتجاوز المعهود.. وبعد هذا التجمع… لن أنسى ونحن أطفال… نجري وراء سيارة «التراكسيون» التاريخية ونحن ننشد «حماة الحمى».. تحيى تونس.. طبعا كانت النتيجة طردي من المدرسة ولم أتمكن من العودة الا بفضل تدخل المناضلين الوطنيين وخاصة من المربين.. 2) المحطة الثانية البارزة: كانت سنة 1974 بعد صدور كتابي عن العلامة محمد الخضر حسين، ونظرا إلى ما كان من الرجلين بورقيبة ومحمد الخضر من علاقات تخللها المد والزجر.. الصفاء.. والتوتر.. لأسباب لا يسمح هذا المقام بالتعرض اليها بالتفصيل.. وهي أسباب دينية وفكرية.. نظرا إلى ذلك، دعاني الزعيم بورقيبة رحمه الله إلى لقاء بقصر قرطاج للحديث حول كتابي المذكور. وكانت ميزة هذا اللقاء الذي حضره أبرز الأساتذة الجامعيين من كلية الآداب بالجامعة التونسية أمثال عبد القادر المهيري، المنجي الشملي، رشاد الحمزاوي، المرحوم جعفر ماجد.. إلخ. ميزة هذا اللقاء أنه كان لنا فرصة تاريخية للتعرف على موقف بورقيبة من الاسلام.. الموقف الحقيقي. ولا داعي للدخول في التفاصيل… 3) المحطة الثالثة البارزة والتي لا يمكن أن أنساها أبدا… لقاء بورقيبة صحبة الأخ المناضل الوطني الكبير أحمد المستيري.. بعد أحداث قفصة المعروفة… وهذا اللقاء، مثل سابقة المذكورين، كان لقاء تاريخيا بالنسبة إليّ… لما تضمنه من توتر.. وهدوء.. من عواطف ومنعرجات.. لما بين بورقيبة، رحمه الله وأحمد المستيري أطال الله عمره.. بينهما من علاقة متوترة وسوء تفاهم سياسي يعرفه المناضلون الدستوريون.. وقبل هذا اللقاء استقبلتنا المرحومة وسيلة بورقيبة ودار معها حوار هام لا يسمح أيضا هذا الفضاء الاعلامي بالتعرض اليه بالتفصيل.. والمهم في الأمر أن بورقيبة وقتها رفض وبشدة الاعتراف بالأسباب التي أدت إلى أحداث قفصة المأساوية… رغم الهدوء المتميز – والذي لن أنساه أبدا – الهدوء الذي أظهره الأخ أحمد المستيري.. وقد أدرك بورقيبة وقتها أنه بالغ في هذا الرفض فقام بتعويض الاعتراف بالحقائق.. بتهدئة الجو العام للقاء.. ** الهادي البكوش (الوزير الأول السابق): « محرر وطن.. باني دولة وباعث مجتمع » عشر سنوات مضت على وفاة الزعيم الحبيب بورقيبة وقد بقي حيا في ذاكرة شعبه الذي لن ينساه. فهو محرر وطن وباني دولة وباعث مجتمع. وان حفظ أغلب الناس أنه حاكم فإنه في الأساس وفي الحقيقة مجاهد صاحب رسالة قبل كل شيء سخر حياته للجهاد ولم يكن له هم غير الجهاد. تحمل في سبيل ذلك بإيمان وشجاعة العذاب والحرمان والسجن والنفي وواجه الموت مرات وساعده الحظ أن نجا وعاش وأدى رسالته إلى النهاية هو مثال للتضحية ومرجع للوطنية. إنه جدير بالمحبة وأهل للوفاء. ** رشيد صفر (الوزير الأول الاسبق): « هكذا فاجأني بتحميلي مسؤولية الوزارة الاولى » في شهادته لـ «الصباح» حول علاقته بالزعيم الراحل الحبيب بورقيبة ذكر السيد رشيد صفر الوزير الأول الأسبق أن علاقته ببورقيبة كانت منذ الصغر ويقول : «تعرفت على الزعيم الحبيب بورقيبة منذ كنت في الخامسة من العمر تقريبا بحكم العلاقة التي كانت تربط والدي الطاهر صفر والحبيب بورقيبة.. لقد بقيت بذهني بالخصوص تلك الزيارة التي أداها بورقيبة الى بيتنا بباردو في مارس 1938 بعد انعقاد المجلس الملّي الذي أقر سياسة التصعيد ضد المستعمر. وبعد أن وقع انتخاب والدي كرئيس للحزب خلفا للمرحوم الدكتور محمود الماطري الذي استقال. وكان والدي في اجتماع المجلس الملي عدل عن رئاسة الحزب بعد استماعه إلى اللائحة السياسية وعبر عن امتعاضه وغادر قاعة الاجتماع وكان يفكر في الاستقالة من الديوان السياسي والبقاء كقاعدي. وفي الأسبوع الموالي وكان ذلك يوم أحد قدم الحبيب بورقيبة إلى بيتنا مصحوبا بابنه الحبيب بورقيبة الابن الذي كان يكبرني بخمس أو ست سنوات. وكلفتني والدتي بترتيب الغرفة وإعداد بعض الأشياء احتفاء بالضيوف. وبعد استقبال الضيفين دعاني والدي لاصطحاب بورقيبة الابن والخروج إلى الحديقة واختلى بالزعيم بورقيبة وتحاورا طويلا في قضية التصعيد ودعا والدي بورقيبة إلى ضرورة أن يتخذ الحزب موقفا قويا من عديد الأوضاع. كان الحوار طويلا لم اطلع على فحواه إلا عندما كبرت في السن وأعلمني عمي وجدي بما دار بين والدي وبورقيبة. وعلمت ان الحديث كان حاسما حيث توصل بورقيبة إلى إقناع والدي بعدم الاستقالة مع احتفاظ كل طرف بآرائه ومواقفه خدمة للمصلحة العامة ومصلحة الوطن.» ويضيف السيد رشيد صفرللـ»الصباح» أن ذكريات عديدة أخرى مع بورقيبة ظلت راسخة في ذهنه ومنها خاصة ذكرى غرة جوان «يومها عاد بورقيبة من منفاه على متن الباخرة إلى حلق الوادي وكان لي شرف تكليفي من قبل الكشافة صحبة القائدة راضية بلخوجة بتقليد بورقيبة المنديل الكشفي الأحمر الذي تجول به بورقيبة كامل النهار وتحول به من حلق الوادي إلى رحبة الغنم.. لقد عشقت ذلك اليوم الذي كنت فيه وسط الجماهير وأنا بزيي الكشفي.. يوم شعر فيه الشعب التونسي انه انتصر فعلا على المستعمر.» وبخصوص تقلده لمنصب الوزير الأول ذكر لنا رشيد صفر: «فاجأني الرئيس الحبيب بورقيبة بتحميلي مسؤولية الوزارة الأولى اذ كما يعلم الكثير من الأصدقاء والمطلعين كان الرئيس بورقيبة دعاني إلى قصره بالمنستير صحبة وزير التخطيط اسماعيل خليل ومحافظ البنك المركزي منصور السخيري وطلب منا أن نمده بتقرير حول الأوضاع الاقتصادية والمالية في البلاد (جويلية 1986), استغربت لعدم وجود الوزير الأول وقتها السيد محمد مزالي وقدم وزير التخطيط ومحافظ البنك المركزي تقريرهما واختتمت أنا بقولي إن الأعمال التي كلفت بها لجنة معالجة الأوضاع اختتمت وان الإجراءات باتت حتمية لإنقاذ البلاد.. هنا التفت بورقيبة تجاهي متسائلا عن المسؤول عما آلت إليه الأوضاع؟ فأجبته بان الجميع يتحمل المسؤولية. وكأن هذا الجواب لم يعجب بورقيبة باعتباره كان ينتظر ذكر اسم على الأقل لتحميله ما آلت إليه الأوضاع. ولكن المسؤولية والنزاهة كانت تقتضي مني تحميل المسؤولية الى كافة الحكومة وذلك بشهادة خليل والسخيري. يومها رجعت مع الزملاء إلى تونس وفوجئت في المساء باتصال هاتفي من طرف عبد الرزاق الكافي وزير الإعلام وقتها يفيدني أن تعليمات وصلته من قصر صقانس تقتضي إذاعة بلاغ بإقالة الوزير الأول وتعييني على رأس الوزارة الأولى. طلبت من عبد الرزاق الكافي التمهل.. ولكنه اعتذر مانحا إياي ربع ساعة فقط للتحرك قبل إذاعة الخبر في نشرة السابعة مساء.. اتصلت بصقانس ليعلموني ان الرئيس في جولة ولن يعود إلا بعد السابعة.. ليصدر البلاغ. ثم هاتفت بورقيبـــة اشكره على ثقته فيّ أولا ولأعلمه ثانيا أنني لم أكن مستعدا لتحمل هذه المسؤولية الجسيمة… فطلب مني زيارته صباحا وهو ما تم حيث ذهبت إلى المنستير على متـن «هليكوبتر» وأقنعني بورقيبـة بضرورة تحمل المسؤولية وهو ما تم». (المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 6 أفريل 2010)  


Bourguiba-Mania مرة أخرى

 


طارق الكحلاوي بمناسبة 6 أفريل (هذه المرة) استدركت « التلفزة الوطنية » (الممولة من دافع الضرائب) قناة « تونس 7 » و بثت ليلة ذكرى وفاة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة شريطا وثائقيا حول مسيرته. و برغم أن نهاية الشريط كانت حول خلفه و برغم القراءة التاريخية المثيرة للجدل و المعبرة عن رؤى الحزب الواحد التقليدية الواردة في الشريط إلا أن إعداد هذا الشريط و بثه يعكس ردة فعل رسمية على مستوى المشرفين على السياسة الاعلامية تقر بتخلف الركب التونسي الرسمي في الاحاطة بهذا الرمز التاريخي، بمعزل عن اتفاقنا و اختلافنا معه. إذ أن الشريط الذي أعدته قناة « العربية » (و سيعاد بثه هذا الاسبوع) حول « زمن بورقيبة » أعاد لذاكرة كثير من التونسيين السيرة المعقدة للرجل.. و الحقيقة أن هناك حالة « بورقيبة مانيا » (Bourguiba-Mania) أو الولع ببورقيبة في السياق التونسي لا يمكن عدم ملاحظتها خاصة في المنابر العامة غير التقليدية مثل فايسبوك… و برغم شعوري بالاحباط لطريقة الكثيرين في كيل المديح الخالي من أي رغبة في قراءة نقدية متوازنة الأمر الذي يصل لما يقارب التقديس و الصنمية بالنسبة للزعيم الراحل إلا أني في ذات الوقت أعتقد أننا يجب أن نتعلم الكثير من لحظة استلهام جماعية مثل هذه.. و عموما تبدو حالة الولع الراهنة مدفوعة أساسا من حالة غياب « الزعيم الملهم » و توق الاجيال الشابة إلى زعيم هلامي قادر على اختراق الآفاق و تحقيق ما يبدو صعبا و حتى مستحيلا… و بهذا المعنى أتفهم تماما حاجة الاجيال الجديدة لهذه النوع من النماذج التاريخية الملهمة… و بشكل ما أعتقد أن أي شعب و أي أمة في حاجة إلى هذا النوع من النماذج حتى بأبعادها الاسطورية الملتبسة (و هنا أعتقد أنه من الضروري تنويع هذه النماذج و شخصيات مثل حشاد و بن يوسف و الثعالبي و غيرهم الكثير يجب أن تدرس كنماذج ضحت من أجل تونس).. لكن في كل الأحوال الخشية كل الخشية من أن هذا التوق يصبح زءا من حالة إعاة إنتاج الاستبداد و ليس تأسيسا لبديل حقيقي قبل حوالي العام و بسبب ملاحظتي لحالة الولع العارم بمناسبة ذكرى وفاة بورقيبة كتبت مقالا كان في جانب منه مكاشفة شخصية و في جانبه الآخر محاولة للنظر التاريخي و لكن أيضا و خاصة محاولة لمواجهة « الاساطير المؤسسة » للبورقيبية (و ليس بورقيبة الشخص) كما نعيشها اليوم في أذهاننا ومخيلاتنا… المقال الذي صدر في « العرب » القطرية في ثلاث أجزاء أعيد نشره كاملا أسفله..
 
(المصدر: مدونة « أفكار ليلية » (محجوبة في تونس) بتاريخ 6 أفريل 2010)  


06 أبريل 2010 – آخر تحديث – 6:04 في تونس.. حديث مبكر عن مستقبل النظام السياسي

صلاح الدين الجورشي – تونس – تستعدّ السلطة في تونس لتنظيم انتخابات بلدية في التاسع من شهر مايو القادم، سيكون للحزب الحاكم نصيب الأسد فيها، مثلما حصل مع مختلف الانتخابات السابقة، كان آخرها الإنتخابات الرئاسية والتشريعية، التي جرت في شهر أكتوبر 2009. وقد تعدّدت مواقِـف الأطراف السياسية منها بين متردِّد ومهدّد بالمقاطعة أو عازم على المشاركة، دون أن يعرف حجْـم ما سيحصل عليه من مقاعد متناثرة، لكن المؤكّـد أنه لن يتمكّـن أي حزب خارج السلطة من الحصول على أي بلدية، مهْـما كان حجمه أو أداؤه أو صِـلته الجيِّـدة بالنظام. دعوة لحوار حول مستقبل النظام في هذه الأجواء التي تطغى عليها المشاورات السياسية والحسابات المُـختلفة وعدم الاطمِـئنان الكُـلِّـي لأسلوب إدارة الانتخابات، توجّـهت حركة التجديد (الحزب الشيوعي سابقا) بنداء فاجأ الأوساط الحزبية والسياسية. فقد دعت مُـختلف الأطراف – بما في ذلك السلطة – إلى المشاركة في حِـوار حوْل مُـستقبل النظام السياسي في تونس ما بعد 2014 بهدف « التوصل إلى حلّ مؤسساتي لمسألة التّـداول على السلطة ». يتّـخذ هذا النداء أهمية خاصة، ليس فقط بالنظر لطابعه المُـستقبلي، ولكن أيضا للحساسية الشديدة التي تُـحيط بهذه المسألة التي لم تحظَ بنِـقاش عَـلني وواسع في البلاد. فالمعلوم أن الرئيس بن علي يُـدير شؤون البلاد منذ تولّـيه مقاليد الحُـكم في صبيحة السابع من نوفمبر 1987، بعد أن أصبح الرئيس بورقيبة عاجِـزا عن القيام بمهامه. وقد تمّ تجديد انتخابه خلال خمس دورات مُـتتالية، وذلك على إثر عدد من التّـعديلات الدستورية، كان آخِـرها التنقيح الدّستوري عدد 51 (1 يونيو 2002) الموسّـع، الذي تمّ إقراره عن طريق الاستفتاء. وفي هذا السياق، يتنزّل نداء حركة التجديد. جاء في بيانها أنه « في ظلّ الأحكام الدستورية القائمة التي لا تسمح للرئيس زين العابدين بن علي بالترشح لفترة رئاسية أخرى، كما لا تضمن عمليا تعدّد الترشح، إضافة إلى غِـياب بوادر أي استعداد لإصلاح النظام السياسي والمنظومة الانتخابية، بما يفسح المجال لمنافسة حقيقية بين المترشحين في انتخابات تحظى بالقدْر الكافي من المِـصداقية »، وهي بذلك تُـشير إلى أن التّـحوير الدستوري الأخير قد وضع حدّا أقصى لسِـنِّ المترشح، وهو 75 عاما. وبما أن الرئيس بن علي الذي لم يُـعلن بعدُ عن نيَّـته في تجديد الترشّـح للرئاسيات المُـقبلة، سيكون مع حلول موعِـد الاستحقاق القادِم في سنة 2014 قد تخطّـى ذلك السّـقف، رأت الحركة في ذلك فرصة لإطلاق حِـوار سياسي حول هذه المسألة. بهذه الدّعوة، تعتقد حركة التجديد بأنها تضَـع السلطة والتجمّـع الدستوري الحاكِـم أمام أحد الخياريْـن، إما الكشف عن وُجود نيّـة للمطالبة بإجراء تعديل دستوري جديد، يُـلغي شرط السِـن، وبالتالي، يفتح المجال أمام تجديد العُـهدة للرئيس بن علي لدورة أخرى أو لدورتيْـن، كما حصل في مصر. وإذا ما تمّ الإعلان عن هذا السيناريو، فإن جُـزءً من أحزاب المُـعارضة، بما في ذلك حركة التجديد، ستنطلِـق في حملة مضادّة لِـما تصفه في بعض بياناتها بـ « فتح المجال أمام الرئاسة مدى الحياة ». صمت السلطة أما إذا حافظت السلطة على صمْـتها تُـجاه هذه المسألة، ممّـا قد يفهم منه وجود توجّـه رسمي نحو احتِـرام الحيْـثِـيات الحالية للدستور، فإن ذلك يستوجِـب من وِجْـهة نظر حركة التجديد وغيرها من الأحزاب، فتح حِـوار عَـلني حول الشروط السياسية التي ستدور فيها الإنتخابات الرئاسية القادمة، لأنه في ظلِّ الدستور الحالي، فإنه يتوجب على المترشح أن يلقى الدّعم من قِـبل « عدد من أعضاء مجلس النواب ورؤساء البلديات ». وقد نصّـت المجلة الانتخابية التونسية (على إثر إعلان السيد الشاذلي زويتن عن نيته الترشح ضد الرئيس الحبيب بورقيبة في انتخابات 1974)، على ضرورة توفّـر ثلاثين نائبا أو ثلاثين رئيس بلدية لقَـبول ترشّـح أي شخص لمنصِـب رئاسة الجمهورية. وبما أن ذلك لن يكون وارِدا في ظلِّ ميزان القِـوى السائد لأي مرشح من خارج النظام والحزب الحاكم، ممّـا يعني حصول استحالة عملية لتحقيق تداوُلٍ ديمقراطي على السلطة. وحتى إعداد هذا المقال، لم يسجّـل أيّ ردِّ فِـعل علني على هذه الدّعوة. فالسلطة تجاهَـلت الأمر ولم تتطرّق له أي صحيفة قريبة من الحُـكم، وهو ما جعل السيد أحمد إبراهيم يرى في ذلك « مؤشرَ انغِـلاق » ويُـصرِّح بأن « وسائل الإعلام الوطنية قد ارتَـأت كالعادة تجاهُـل مبادَرتنا والتكتّـم عليها، بحيث لم نجد صدىً لنِـدائنا، لا في وكالة الأنباء الرسمية ولا في الصحف، ناهيك عن الإذاعة والتلفزة »، لكن في المقابل، لم تعمل الأجهزة المعنية على مُـصادرة العدد الأخير من أسبوعية « الطريق الجديد » (لسان حال الحركة)، التي أبرَزت نصّ النداء بصفحتها الأولى تحت عنوان « حركة التجديد تدعو إلى حِـوار وطني حول مستقبل تونس ». لقد فضَّـلت السلطة التّـعامل بذَكاء، بالرّغم من الإشارة الجريئة التي تضمّـنها النداء، حيث ورد بأنه « نتج عن هذا الوضع تكاثُـر التساؤلات حول مستقبل بلادنا ورواج الإشاعات، خصوصا منها المتعلِّـقة بدور بعض مراكِـز القِـوى من خارج المؤسسات الجمهورية وانتشار أجواءَ الانتظارية والحيْـرة ». الأحزاب السياسية.. تفاجأت! أما بقية الأحزاب السياسية، بما فيها التي تربِـطها علاقات جيِّـدة بأصحاب المبادرة، لم تخْـف كونها قد فوجئت بهذا النِّـداء. فالأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي، اكتفت بالردّ على سؤال swissinfo.ch حول موقِـفها من ذلك بالقول، بأن حزبها « لم يتّـصل بأي شيء رسمي، وعندما يحصل ذلك، فإن لكل حادِث حديث ». كذلك الشأن بالنسبة لحزب التكتُّـل من أجْـل العمل والحريات، الذي يشترك حاليا مع حركة التجديد وأطراف أخرى، من بينها تيار « الإصلاح والتنمية » المستقل، في حوار قد يفضي إلى تشكيل قائمات موحّـدة في الانتخابات البلدية القادمة. هذه الأطراف لم يتِـم إشراكها في صياغة هذا النداء أو حتى إعلامها بمُـحتواه قبْـل صدوره. في مقابل ذلك، تحدث الدكتور خليل الزاوية، عضو المكتب السياسي لحزب التكتل، عن نصّ مشترك، لا يزال بصدد الإعداد الجماعي من قِـبل مختلف هذه الأطراف، وقد يتضمّـن حديثا عن مستقبل النظام السياسي في تونس خلال المرحلة القادمة. بقطع النظر عن مختلف رُدود الفعل الصّـامتة والتعليقات التي تردّدت في الكواليس والجلسات المُـغلقة، فالمؤكّـد أن هذا الموضوع أصبح مطروحا أكثر من أي وقت مضى، وهو مرشح حسَـب توقعات البعض، بأن يفرض نفسه بقوّة كلّـما تمّ الاقتراب من موعِـد الاستحقاق الرئاسي القادم. وقد سبق للدكتور مصطفى بن جعفر، رئيس حزب التكتل أن أكّـد في حِـوار سابق مع swissinfo.ch بأنه لا يعتقِـد بأن الدّورة الرئاسية الحالية ستكون الأخيرة بالنسبة للرئيس بن علي. ويُـشاطِـره في ذلك التوقع، الكثير من السياسيين بمُـختلف اتجاهاتهم. وإذا كان البعض من المُـعارضين قد رفعوا منذ أكثر من سنة شِـعارا ردَّدوه في تجمّـعاتهم السياسية « لا رئاسة مدى الحياة »، فإن أنْـصار الحِـزب الحاكم، قد يفسِّـرون الأمر بشكل مُـختلف في صورة التوجّـه نحو التمسّـك ببقاء الرئيس بن علي، وقد يروْن في ذلك « وفاءً للرجل وثِـقة في قُـدرته على إكمال إدارة شؤون البلاد »، خاصة إذا ما استمَـر في تمتّـعه بصحة جيدة، ومواصلة مُـتابعته لمُـختلف الملفات والإمساك بأهَـم الخيوط وتمتّـعه بولاء جميع المؤسسات ومراكز القوى. حيثيات الإشكال السياسي أما بالنسبة للأوساط الدبلوماسية، فهي من جِـهتها تُـتابع هذه الأيام باهتِـمام شديد أي حديث حول هذا الموضوع، وبعض الدبلوماسيين أصبحوا لا يتردَّدون في توجيه الأسئِـلة للعديد من الشخصيات السياسية حول رُؤيتهم للكيْـفية التي سيتِـم بها انتقال السلطة، بل والتساؤل أحيانا عن الأشخاص المرشّـحين أكثر من غيرهم الذين قد تُـؤهِّـلهم الظروف للَعِـب دورٍ ما في هذه المرحلة. هذه هي الأجواء التي تحف بدعوة حركة التجديد، وبقطع النّـظر عن مصير هذا النداء، وسواء لقِـي مَـن يتفاعل مع أصحابه أم لا، فالمؤكّـد أن المعارضة بمُـختلف أطيافها، لن يكون لها دور في عملية التّـداول على السلطة، لأن التّـداول سيتِـمّ من داخل دوائر النظام وليس من خارجها. أما الإجابة الحاسِـمة عن حيْـثيات هذا الإشكال السياسي، فيملِـكها رجُـل قوي واحِـد لم يكشِـف بعدُ عن موقفه، وهو الرئيس بن علي. (المصدر: موقع « سويس إنفو » بتاريخ ٦ أفريل ٢٠١٠)  


بالسـّــواك الحــارّ -157-

أعدّه: ولد الدّار  


*ضربت في 11 بلدا من ضمنها تونس: الإطاحة بشبكة تحيل دولية غنمت 19 مليارا

– الصباح –

نحن متأكدين أنّ الأنتربول باش يطيح هذه الشبكة لكن متأكدين أنو واحد من هذه الشبكة ماهوش باش يطيح وهو وكيلها في تونس لأنو لو كان ما يكونش صاحب اليخت راهو خوه وإلا ابن عمو…وكان جاء ثم أمل في طيحانو راهو طاح في قضية اليخت . *حلت هذه الأيام بتونس ملكة جمال صربيا الآنسة يلينا ماركوفيتش لتزور رفقة فريق تصوير صحفي وتلفزي العديد من المناطق السياحية في إطار الإعداد لمسابقة ملكة جمال صربيا 2010 التي ستلتئم تحضيراتها بالكامل بتونس في الفترة المتراوحة بين 1 و14 جوان القادم على أن تلتئم السهرة الأخيرة في صربيا،

– الصباح –

صحيح أنّ الخبر يدعو للسخرية ولكن الأشدّ والأنكى تلك الصورة الدعائية الصارخة لملكة جمال الصرب على صدر صحيفة الصباح!! بعد ما ورتّنا هذه الصحيفة وجه السوق بتقديمها لكتابات راقية وهادفة رجعت لمقولة « نعمل كي جاري والى نسكّر باب داري ».. ولهذا إمّا شوفولنا ملكة بوسنيّة مستورة شويّة وإلا رجعولنا صورة السيد الرئيس أحسن، على الأقل ملك تونسي خير من ملكة صربيّة. *حجز شريط إباحي والبحث جار عن «البطلة» : تبحث إحدى الفرق الأمنية الى غاية أول أمس السبت، عن فتاة يشتبه في مشاركتها في بطولة شريط إباحي يروّج بين عدد من الأشخاص في الآونة الأخيرة. ويشتبه أن تكون طالبة بإحدى الكليات بولاية القيروان. ويأتي هذا البحث بعد ايقاف أحد الشبان. وحسب ما توفر من معطيات أولية، فإن أعوان احدى الفرق الأمنية المختصة تمكنوا مؤخرا من حجز شريط مصور يتضمن مشاهد إباحية على قرص صلب يروج بين عدد من الأشخاص فتم ايقاف شاب يشتبه في أن يكون ضلعا فيها. وبالتحرّي معه اعترف المشتبه فيه بأنه هو من يظهر في الشريط مقدما هوية فتاة تبدو في مشاهد إباحية تبرز وجهها، لكنه أنكر معرفته بعنوانها. تم إصدار بطاقة تفتيش في شأن الفتاة التي لا تزال في حالة فرار ولم يتم التعرف على مكان اقامتها. ويشتبه في أن تكون الفتاة وهي في العقد الثالث تقريبا طالبة بإحدى كليات القيروان.

– الشروق –

بما أنّ القانون التونسي يسمح بالمخادنة كما يسمح بأفلام الإباحة سواء كانت التونسيّة أو الأجنبيّة التي يتم تصويرها في البلاد بترخيص وتشجيع من الدوائر الرسميّة ، فعلى هذه الفتاة أن لا تجزع لأنّ الأمر مجرّد استخلاص ضريبة.. والقانون حاسم في هذا الأمر يتسامح في الأولى لكن لتَحذر هذه السيدة لأنّها إذا أعادت الكرة سيقع إتهامها بالتهرب من مصالح الضرائب . *أول مركز في إفريقيا وتونس لمعالجة إضطرابات النوم والشخير

– الإعلان –

 

بالله ثماش مراكز لعلاج التعذيب والترويع والتشريد والقتل وإعادة تأهيل أرامل وأبناء الشهداء ضحايا النظام ؟ *رئيس الدولة يهتم بالمسنين ويستقبل الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل

– الإعلان –

جميل…. لكن متى يضاف حرفي الجيم والواو ليهتم أيضا بالمسجونين؟؟؟!. * مم يتشائم التونسي: الفحم يجلب النحس والمقص يخلق المشاكل.. الحنّة تجلب المرض والموت… تنظيف المنزل في الليل يعني الموت… التطيّر من الأشخاص والحيوانات والأرقام – الإعلان – طبعا سيظل التونسي يتشائم… وسيتراكم التشاؤم حتى يصل عنان السماء مادام ولي الأمر يصرّ على أنّ المرجعيّة ليست لمن قال « الطيرة شرك بالله »، إنّما المرجعيّّة لسيدي بوجمعة وسيدي بوهلال وسيدي الصحبي وسيدي محرز وغيرهم… *نـحـو تـوفـيـر 10 آلاف مـوطن شـغل- الإعلان – كيف الجملة هذية بالضبط قالها مرّة ادريس قيقة وبعدو قالها الصياح وهاهم زادوا عاودوها توا!… (المصدر: « الحوار.نت » (ألمانيا- محجوب في تونس) بتاريخ 5 أفريل 2010)  


تونس من أغلى المدن في العالم

 


رشيد خشانة كشف تحقيق أجراه مؤخرا مكتب دراسات فرنسي متخصص في تصنيف المدن أن باريس هي أغلى مدينة في العالم، لكن المفاجأة هي أن تونس ليست بعيدة عنها في مستوى الغلاء، بل هي أغلى في بعض المنتوجات. واعتمد مكتب الدراسات الفرنسي وهو « إيكونوميست أنتيليجنت يونيت » على سعر مرجعي هو 100 نقطة بالنسبة لنيويورك، وانتهى إلى أن العاصمة الفرنسية هي الأغلى عالميا تليها طوكيو فأوسلو التي أتت في المرتبة الأولى سنة 2008. ويعتمد حساب مكتب الدراسات، حسب الشرح الوارد في موقعه على شبكة « الإنترنت »، على قياس مؤشر الأسعار وليس على القدرة الشرائية في المدن التي شملتها دراسته. وهذا يعني أننا لو قارننا بين مستوى المعيشة في بلادنا وفي فرنسا لاكتشفنا أن الغلاء عندنا وصل إلى مستوى أعلى بكثير مما نتصور. وتُظهر الدراسات المقارنة أن أسعار بعض المواد الإستهلاكية في تونس العاصمة أقل بـ30 في المائة أحيانا من مثيلتها في باريس، لكنها تعادلها وتفوقها أحيانا أخرى في مواد أصبحت ضرورية في عصرنا هذا. ومن تلك المواد التجهيزات الكهربائية المنزلية التي تُعتبر في تونس أغلى من باريس بـ10 في المائة وأجهزة التليفزيون التي تُعتبر أثمان بعضها (وتحديدا تلك التي تحمل شاشات بلازما أو أل سي دي) أعلى بـ50 في المائة من مثيلتها في العاصمة الفرنسية، وكذلك التجهيزات الإعلامية من حواسيب وطابعات وناسخات غيرها. طبعا لو استعرضنا مؤشر الأسعار في المدن الداخلية لوجدناه أقل نسبيا مما هو في العاصمة، لكن علينا أن نُركز على دلالات هذه الإحصاءات التي نحن بصددها والتي تخص العواصم والمدن الكبرى، من أجل دفع المقارنة إلى مداها، إذ علينا أن نُحلل مستوى الأسعار في العاصمة  في ضوء مستوى المعيشة. ففي فرنسا يعادل الأجر الأدنى الصافي حوالي 1050 يورو، لكنه لا يتعدى 135 يورو في تونس، أي أن مستوى الدخل في باريس يزيد ثمانية أضعاف عن مثيله في بلادنا. ومع ذلك فإن التونسي المقيم في العاصمة عليه أن يُنفق في مستوى قريب من مستوى إنفاق الباريسيين، وأحيانا أكثر منهم إذا أراد أن يشتري حاسوبا أو طابعة لابنه، أو أن يُجهز منزله بثلاجة أو آلة غسيل كهربائية. وهذه الحقائق تكشف لنا المستوى الجنوني الذي بلغه مؤشر الأسعار في تونس البلد النامي، ذي الموارد الطبيعية الضئيلة، وهي صورة معاكسة للتي ما انفك الخطاب الرسمي يسعى لترسيخها حول « الإنجازات » الهادفة لتيسير حياة التونسي وجعله أسعد مخلوق في العالم. وتؤكد هذه الإحصاءات الجديدة، على العكس، مستوى الشقاء الذي عليه المواطن التونسي ودرجة الضنك التي وصل إليها، مما جعل المراقبين يُعجبون ببراعته الفائقة في رياضة الجري وراء الأسعار المنفلتة من أي لجام. زيادات مُعلنة هنا وزيادات خفية هناك … ضرائب مباشرة وأخرى غير مباشرة … أسعار العقارات تلتهب ولكن اسعار الخضر أيضا … يفر من محلات الملابس الجاهزة إلى اسواق الملابس القديمة فإذا بأسعارها تتصاعد كالصاروخ عي الأخرى … يهجر مواقف السيارات الباهظة فيقع في شراك شبكات رفع السيارات التي لا تحتكم إلى قانون … التهمت تكاليف المعيشة القليل من الرفاهة التي كان أبناء الطبقة الوسطى ينعمون بها حتى وقت ليس بالبعيد، فأصبحوا يرسفون في الديون ويغرقون في المصاعب المالية. ويكفي أن نستعرض العدد المتزايد بشكل لافت للصكوك بدون رصيد، أو عدد قضايا الطلاق المرتبطة بخلافات الزوجين على إدارة ميزانية الأسرة، أو ارتفاع معدل الجريمة بين الشباب، لكي ندرك أن تونس المستقرة والآمنة ذات الطبقة الوسطى العريضة تآكلت وزالت، وأن القدرة على العيش في مدينة بمستوى العاصمة بات من  أشق الأمور لأي رب أسرة لا يُنفق إلا من عرق جبينه. مع ذلك تُصر معاهد الإحصاء الرسمية على أن غلاء المعيشة يتراوح بين 3 و5.5 في المائة سنويا، وهما رقمان بعيدان عن الواقع بالتأكيد، وإن كانا يمثلان مؤشرا على الصعوبات التي تواجهها غالبية فئات الشعب التونسي. وللسيطرة على هذا الإتجاه المتصاعد للأسعار لابد أولا من إقرار الشفافية الكاملة بإطلاع الرأي العام على حقيقة مستوى المعيشة، وترشيد الإستهلاك المفرط لدى بعض الفئات، وخاصة استهلاك الكماليات الذي يُسبب نزيفا مستمرا لميزاننا التجاري. كما يتطلب الوضع فتح حوار وطني لإيجاد الحلول التي تمكن من السيطرة على الإرتفاع المطرد للأسعار ووضع أسس سياسة تعاقدية تُلجم التضخم وتُقر شيئا من العدالة في توزيع الدخل. (المصدر: « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 540 بتاريخ 2 أفريل 2010)  


تسييسُ التعريب هـزّ مناعتنا اللغوية والثقافية

الدكتور محمود الذوادي صلاحُ أمر لغتنا للتعريب النفسيّ مرجعُه      فلنقوّم به حال لغة الضّاد يـسْـتـقِـم اخترت بتصرف هذا البيت الشعري لأحمد شوقي استهلالا لهذا المقال حول وضع اللغة العربية اليوم في المشرق والمغرب العربيين. فالبيت من قصيدة نهج البردة التي يتغنى بها صوت كوكب الشرق أم كلثوم. وتأتي مشروعية هذا الإختيار من اعتقادي أنه يصف مأتى الداء ومصدر الشفاء لما تعاني منه لغة الضاد من أهلها. وهو تشخيص مختلف عما نسمعه في البيانات الرسمية للمنظمة العربية للثقافة والعلوم والتربية/الألكسو ولجانها، ومن الحكومات العربية ووسائل الإعلام وحتى لدى المختصين في دراسة المسائل اللغوية. فمعظم الأطروحات تقليدية في تشخيصها لمعضلة هذه اللغة في المجتمعات العربية. فهي تقتصر عادة على الحديث عن تدني مستويات التلاميذ والطلبة والمعلمين والأساتذة في اللسان العربي، وهو ما يسمى بالأمية الجديدة و المتمثلة في الجهل الواسع بقواعد النحو والصرف والتعبير في اللغة العربية بين المتعلمين وحتى بين المثقفين العرب. أما الجانب الآخر للموضوع فلا يكاد يتحدث عنه أحد. إنه التعريب النفسي الذي يعني وجود علاقة حميمية بين المواطنين العرب وبين اللغة العربية، لغتهم الوطنية.  فبيانات الألكسو وتحليلات الكتاب والمثقفين لقضية اللغة العربية لا تكاد تشير إلى مدى أهمية وجوب زرع وتجذير العلاقة الحميمية/التعريب النفسي نحو اللغة العربية في الشخصية القاعدية للإنسان العربي.  فالتفكير المنطقي  ودراسات علمي النفس والإجتماع تشير إلى أن الحضور القوي لهذا الموقف النفسي الإيجابي إزاء اللغة العربية يؤهل صاحبه نفسيا لكي تكون له ما أسميه المناعة اللغوية الثقافية:   تنشئة المواطن العربي في كل المجتمعات العربية تنشئة نفسية تجعله ملتزما بالتحمس والغيرة على اللغة العربية وثقافتها بحيث يدافع عنهما بقوة في السر والعلانية  .   فالتعريب النفسي يشير إلى تطبيع العلاقة بالكامل بين المجتمع ولغته، أي أن تحتل اللغة الوطنية بطريقة عادية وعفوية الموقع الأول في قلب وعقل واستعمال المواطن وأن يشعر هذا الأخير بالإفتخار والإعتزاز بذلك وأن لا يقبل أن تكون اللغة العربية في المكانة الثانية أو الثالثة في مجتمعه، فيحتج بقوة على ذلك لدى المسؤولين وأمام جمهور الناس ويتخذ السبل لتوعية الناس بمدى أهمية أن تصبح علاقة المواطنين باللغة العربية علاقة طبيعية مثلما هو الأمر في علاقة المجتمعات المتقدمة بلغاتها مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية.  إختلاف التطبيع مع العربية أما بالنسبة لتطبيع العلاقة مع لغة الضاد، فالمجتمعات العربية ليست متساوية في درجة تطبيعها.  ومن ثم ، يجوز تقسيم الوطن العربي إلى قسمين : المغرب العربي والمشرق العربي. فمقارنة بسوريا ومصر والسعودية، تعتبر الجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا بعيدة إلى حد ما عن تطبيع علاقتها بلغة الضاد على المستويين النفسي والإستعمالي. وبالتالي كان يمكن أن يكون اختيار غرة مارس يوما للتحسيس والدفاع عن اللغة العربية مفيدا للتوعية بضرورة إصلاح أمر هذه اللغة لو أن الألكسو أخذت بعين الإعتبار الفروق الموجودة بين المجتمعات العربية، بالنسبة لاستعمال اللغة العربية ودعت، مثلا، مواطني تلك المجتمعات المغاربية إلى أن يكتبوا بالحروف العربية فقط صكوكهم المصرفية/شيكاتهم في يوم 1 مارس. أما مجتمعات الخليج العربي فهي تتعرض أكثر من غيرها في المشرق العربي إلى إقصاء اللغة العربية من الإستعمال اليومي وفي معاهد التعليم العالي والجامعات. ومن ثم، فاللغة العربية في كل من المغرب العربي والخليج العربي تتعرض إلى منافسة شديدة وعصية من الفرنسية والإنكليزية على الخصوص. وتتمثل المفارقة هنا في أن اللغة الفرنسية جاءت غصبا مع الإحتلال الفرنسي لبلاد المغرب العربي بينما دخلت اللغة الإنكليزية إلى الخليج العربي بدعوة ورضاء وترحيب أولي الأمر في مجتمعات دول الخليج. المجتمع التونسي في ميزان التعريب تفيد الملاحظة الميدانية لفترة ما بعد الإستقلال أن هذا المفهوم غائب بطريقة شبه كاملة من سياسات التعريب. لا يعرف مثلا عن حكومات الإستقلال القيام بحملات شعبية – تشبه حملات التنظيم العائلي- عن طريق وسائل الإعلام لتوعية المواطنين وتحسيسهم إزاء إقامة علاقة عضوية وطبيعية مع اللغة العربية، لغتهم الوطنية. والسؤال المشروع: لماذا يغيب التعريب النفسي في تونس المعاصرة حتى عند خريجي المدرسة الصادقية الذين يتقنون العربية والفرنسية ناهيك عنه عند الخريجين التونسيين من مدارس البعثات الفرنسية؟ يخلص الباحث إلى أن مجرد إتقان قواعد النحو والصرف والتعبير في اللغة العربية، كما هو الأمر عند الصادقيين، ليس بالشرط الكافي لكسب رهان التعريب النفسي. وهو واقع ميداني يقوض مقولات كثيرة شائعة اليوم، بما فيها مقولة لجان الألكسو، والتي ترجع مشكل لغة الضاد في الوطن العربي إلى مجرد تدني مستوى المواطنين في معرفة اللغة العربية. فالدراسات تؤكد أن تعلم اللغة/اللغات الأجنبية في ظروف معينة قد يكون أمرا مضرا باللغة/اللغات الوطنية، كما هو الحال في مجتمعات المغرب العربي اليوم، وهو ما أدى إلى حضور قوي وسائد فيها لما أسميه الإزدواجية اللغوية الأمارة. الإزدواجية اللغوية الأمارة إنها تلك الإزدواجية اللغوية التي لا تكون فيها للغة الأم/الوطنية المكانة الأولى في قلوب وعقول واستعمالات مزدوجي اللغة. أي أن اللغة الأم/الوطنية لا تحتل المرتبة الأولى عند هؤلاء على المستوى العاطفي والنفسي وعلى المستوى الذهني والفكري وعلى مستوى الممارسة والإستعمال. فإن أصحاب الإزدواجية اللغوية الأمارة تجدهم غير متحمسين كثيرا للذود عن لغتهم الأم/الوطنية  وغير مبالين إزاء عدم استعمالها في شؤونهم الشخصية وفي ما بينهم وفي أسرهم واجتماعاتهم ومؤسساتهم بحيث تصبح عندهم في حالات عديدة لغة ثانية أوثالثة. ويلاحظ الباحث في المسألة اللغوية ظاهرة الإزدواجية اللغوية الأمارة لدى أغلبية مواطني  مجتمعات المغرب العربي اليوم. أفلا يكتب معظم هؤلاء صكوكهم المصرفية/شيكاتهم باللغة الفرنسية بدلا عن اللغة العربية ؟ أفلا يكاد النساء المغاربيات المتعلمات والمثقفات على الخصوص يستعملن إلا اللغة الفرنسية في حديثهن عن الألوان ومقاييس الملابس وغيرها؟ يوضح هذان المثالان أن معرفة الفرنسية قليلا أو كثيرا تجعل المرأة والرجل  المغاربيين شبه متآمرين ضد استعمال اللغة العربية وذلك لعدم إعطائها أولوية الإستعمال بينهما في البلدان المغاربية. ضعف التعريب النفسي بالمغرب العربي إن منطق الأمور وعلم النفس الإجتماعي يؤكدان أنه لو وجدت عقلية التعريب النفسي بين أغلبية التونسيين والجزائريين والمغاربة في عهد الإستقلال لما كان هناك هذا الحضور الكبير للسلوكات اللغوية الشفوية والكتابية المشينة للغة العربية لدى الخاصة والعامة منهم. فنشر خطاب التعريب النفسي هو إذن العمود الفقري والأساس الرئيسي والإستراتيجي للنجاح الحقيقي في سياسة التعريب. إذ تتماشى مثل تلك السياسة اللغوية مع المثل الشعبي القائل « قص الراس تنشف العروق ».  والسؤال المشروع هنا بالنسبة للباحث الإجتماعي في قضية التعريب بالمجتمع التونسي الحديث هو: لماذا غيبت السلط التونسية منذ الإستقلال سياسات الحملات الشعبية لصالح التعريب النفسي ؟ تفسر العلوم الإجتماعية غياب تلك الحملات بعاملين رئيسيين : 1- ضعف التعريب النفسي الموجود أصلا عند خرّيجي المدرسة الصادقية والموجود بدرجة أكبر عند خرّيجي مدارس البعثات الفرنسية. 2- لقد مسك المتعلمون الصادقيون والدارسون في مدارس البعثات الفرنسية مراكز ومناصب السلط الحساسة والمؤثرة لقيادة البلاد وإدارتها بعد الإستقلال مباشرة، فكان هرم السلطات التونسية العالية يتكون من خرّيجي المدرسة الصادقية ونظرائهم من مدارس البعثات الفرنسية بينما غيب الزيتونيون بطريقة شبه كاملة. وكما أشرنا، فالأغلبية الساحقة من الصادقيين والمدرسيين يشكون من ضعف التعريب النفسي. وأتت الخلافات السياسية للقيادة البورقيبية مع قادة المشرق العربي لكي تنفر أكثر القيادة السياسية التونسية ذات الإزدواجية الأمارة، ومن ثم معظم المواطنين من سياسة التعريب الكتابي ناهيك عن التعريب النفسي.  ومن هنا يجوز القول بكل مشروعية بأن ظاهرة التردّد والتراجع والفوضى في مسيرة التعريب بعد الإستقلال بالمجتمع التونسي تعود في المقام الأول إلى مدى انتشار غياب التعريب النفسي عند النخب السياسية الحاكمة والمثقفين والمتعلمبن مزدوجي اللغة والفرانكفونيين أصحاب النفوذ في إدارة البلاد. وبسبب عامل السياسة مع المشرق العربي، باتت قضية التعريب في تونس قضية مسيّسة على أكثر من مستوى .  وعلى مستوى آخر، لا يستبعد أن يكون هناك ضغط سياسي فرنسي منذ الإستقلال على أولي الأمر في تونس لكي تحافظ اللغة الفرنسية وثقافتها على مكانة محترمة، إن لم تكن الأولى بعد استقلال البلاد. ومن ثم،  فلا يتجرأ عالما النفس والإجتماع على القول بأن التعليم الصادقي مزدوج اللغة هو تعليم تونسي مثالي لصالح اللغة العربية وثقافتها كما هو شائع خطأ في المجتمع. بل ينظران إلى تبوإ اللغة العربية وثقافتها المكانة الثانية عند الصادقيين وخريجي مدارس البعثات الفرنسية على أنه أمر غير طبيعي في علاقة الشعوب بلغاتها وثقافاتها الوطنية.  تفسر هذه الخلفية بكثير من المشروعية الصمت شبه الكامل بعد الإستقلال لدى معظم النخب السياسية والثقافية الصادقية والمدرسية على مسألة التحرر/ الإستقلال اللغوي والثقافي عن فرنسا.  وكأن موقف معظم هؤلاء لا يكاد يمانع في استمرار حضور الإستعمار اللغوي الثقافي الفرنسي في المجتمع التونسي بعد أكثر من خمسة عقود من الإستقلال. (المصدر: « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 540 بتاريخ 2 أفريل 2010)  

        بسم الله الرحمان الرحيم            و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين   
                        تونس في 3/04/2010                            بقلم محمد العروسي الهاني               مناضل كاتب في الشأن الوطني             و العربي و الإسلامي
          الوفاء له ثمن         الرسالة 775           على موقع الأنترنات

إحياء الذكرى العاشرة لوفاة الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله ينبغي أن تشارك فيها كل الشرائح

  


تحدثت خلال أربعون يوما بالتدقيق من 19 فيفري 2010 إلى يوم 3/04/2010 حول تاريخ الحركة الوطنية التونسية بزعامة بورقيبة من بداية رجوع المحامي الشاب الحبيب بورقيبة من فرنسا بعد إتمام دراسته العليا و إحرازه على شهادة الحقوق و العلوم القانونية سنة 1927 و عودته و مباشرته لمهنة المحاماة ثم شروعه من يوم 9 جانفي 1929 في الكتابة في الصحافة ومساهمته في نشر الوعي الوطني و توضيح السياسة الاستعمارية و فضحها و كشف نوايا الاحتلال و خطر سياسته الاستيطانية و التوسعية و استغلاله لخيرات الوطن  و قد كتبت 27 حلقة عبر موقع الأنترنات تونس نيوز.   و أطنبت في ذكر مراحل الحركة الوطنية و نضالات الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة من 1929 إلى تحرير الوطن و الحصول على الاستقلال التام في 20 مارس 1956 حوالي 27 سنة كاملة.منها 16 سنة سجون و إبعاد و غربة و هجرة إلى مصر ثم واصل نضاله لبناء الدولة العصرية من 1956 إلى 1987 حوالي 32 سنة بين رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية من 25 جويلية 1957  إلى 7/11/1987 و ذكرت كل المراحل و الانتصارات و الإنجازات و التضحيات الجسام باليوم و الشهر و السنة وقد كانت ملحمة رائعة و عشرة طويلة بين الشعب و الزعيم القائد و أعتقد أن كل من أتيحت له الفرصة للإطلاع على سلسلة الحلقات أنه يدرك تمام الإدراك مدى قيمة المرحلة التاريخية و يبحر و يتوغل في أعماق بحر السياسة و المغامرات التي أقدم عليها الزعيم و المخاطر التي تعرض إليها و الكفاح الذي خاضه مع شعبه الأبي الوفي و كل من يطلع على أسرار المرحلة التاريخية ويتروى في فهم السياسة المرحلية البورقيبية.و خاصة بعد أن يقرأ مرارا خطابه التاريخي يوم 15 نوفمبر 1955 في افتتاح مؤتمر البعث بصفا قس باعتباره الخطاب الفاصل و المنهج السياسي و الخط الواضح و الخطة الحكيمة الموصلة لتحقيق الأهداف المرسومة.حقا إنه لعمري خطاب الحكمة أردت نشر حوالي ثلث الخطاب حتى يدرك كل عاقل و متعلم مدى بعد نظرة الزعيم و يحكم على الزعامة كما حكم عليها الأوائل و اليوم بعد رحيله و مرور 10 أعوام على وفاته رحمه الله. قرر سيادة الرئيس زين العابدين بن علي إحياء الذكرى العاشرة لوفاته و جاء في بلاغ الديوان السياسي للتجمع يوم 25/03/2010 إن إحياء الذكرى العاشرة لوفاة الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله القصد منها إبراز خصال و مناقب و مآثر الزعيم الراحل محرر الوطن و باني الدولة العصرية الحديثة و قد كتبت يوم 31/03/2010 مقالا بعد التفرغ من كتابة 27 حلقة كما ذكرت و قدمت 12 اقتراح بمناسبة إحياء الذكرى العاشرة لوفاة الزعيم بورقيبة بصفة عملية و بجرأة و شجاعة لا يكتبها إلا مناضلا صادقا و غيورا و ملما بمراحل النضال البورقيبي  و لا يخاف و لا يخشى لومة لائم و لا يسعى لتحقيق مآرب و مناصب و لايرغب في امتيازات ما عدى إرضاء الضمير و إبراز الحقائق التي و قع إهمالها و تلاشيها و نسيانها أو طمسها حتى أن بعضهم سامحهم الله يوم 19 مارس 1956 بمناسبة عيد الاستقلال 20 مارس 1956 كانت مشاركتهم في الملف التلفزي حول تسليط الأضواء على ذكرى عيد الاستقلال.مشاركة غير مرضية و بعيدة كل البعد عن الحقائق حتى أن الحصة التي دامت 90 دقيقة لم يحصل منها الماضي التاريخي المجيد إلا حوالي 10 دقائق فهل يعتبر ملف تلفزي؟؟؟ و اليوم بمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الرمز الخالد الحبيب بورقيبة نؤكد و نلح و نذكر بتحقيق ماجاء في المقال رقم 773 بتاريخ 31 مارس 2010 من مقترحات جريئة و منطقية  إذا أردنا فعلا الوفاء الكامل لرمز هذه الأمة و قائدها كما نضيف اقتراح جديد يتعلق بتنظيم ندوة وطنية دراسية لمدة ثلاثة أيام لدراسة مناقب و خصال و مآثر و بصمات و انجازات و تضحيات الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة على هامش إحياء الذكرى العاشرة لوفاته و ذلك من 6 إلى 8 أفريل 2010 بمدينة المنستير مسقط رأس الزعيم و أن تكون الندوة الوطنية مفتوحة للجميع و يحضرها كل من يرغب في الحضور و يرغب في أخذ الكلمة و المشاركة في إثراء الحوار دون إقصاء أو تحديد الوقت كما حصل عام 2003 كان الحوار مقصورا على عدد ضئيل والوقت  محدد و كان المشرف على الحوار و يديره في ذلك الوقت يخاف من الزعيم لعله بمعجزة الإلهية ينهض من قبره و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم . قلت نرجو من الأعماق أن يتم تنظيم الندوة الوطنية لأننا متعطشون و فعلا متعطشون بحق للحوار و المساهمة بإحساسنا و مشاعرنا ووجداننا في منبر الحوار حتى نعطي حق الزعيم بورقيبة و نكون أوفياء له و هذه فرصة أتاحها لنا التجمع بمناسبة إحياء الذكرى فهل يتحقق هذا الاقتراح و المقترحات السابقة هذا ما نريده إذا بحق أوفياء قلبا و قالبا للزعيم الخالد و الله هو العالم بما في الصدور كما أقترح على التلفزة الوطنية ووزير الاتصال و كل من له مسؤولية على الإعلام أن يكون نزيها و ليست له خلفيات كما نعرف أحدهم سامحه الله كان سببا في تعطيل مقالاتي بإجتهاد منه دون علم الرئيس و هذا يعتبر في إعتقادي مخالفا لبيان السابع من نوفمبر. أرجو أن  أشارك في الحوار التلفزي حتى أساهم بأفكاري و معلوماتي و ما كتبته طيلة خمسة أعوام يفوق 175 مقالا حول حياة الزعيم الذي أخلصت إليه حيا و ميتا و لا غرابة في ذلك.و قد نشرت هذه المقالات على موقع تونس نيوز نظرا للتعتيم الإعلامي في تونس من طرف شخصين لا ثالث لهما    قال الله تعالى «هل جزاء الإحسان إلا الإحسان» صدق الله العظيم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري 22-022-354   


الكتلة التاريخية والمطلب الديمقراطي


العجمي الوريمي 2010-04-06 في ندوة نظّمها مركز دراسات « الإسلام والديمقراطيّة » في أميركا أواخر سنة 2006 تحت عنوان « هل الديمقراطيّة ممكنة من دون الإسلاميين؟ »، توقّع الدكتور عمر حمزاوي، كبير الباحثين في معهد كارنيجي المتخصّص في برامج التحوّل الديمقراطي في الوطن العربي، أنّ المنطقة العربيّة لن تشهد في المستقبل القريب أيّ تحرّك نحو الديمقراطيّة لا بمشاركة الإسلاميين ولا من دونهم، فالمناخ السّائد آنذاك كان يطغى عليه التّشاؤم بسبب ضعف قُوى التّغيير غير الإسلاميّة وتصلّب الأنظمة والتّهويل من خطر المدّ الإسلامي والأصولي والتّضارب في الأولويّات والمصالح بين الأطراف الفاعلة داخليّا وخارجيّا. ولم يكن مفهوما لماذا يتمّ في أميركا اللاتينية وأوروبا الشرقيّة انتقال سلس نحو مزيد من الدّيمقراطيّة في حين لا تزال البلدان العربيّة تدور في الفراغ أو يتهدّدها الفراغ. وأكثر من ذلك ففي الوقت نفسه الذي يتنامى فيه تأثير اليسار في أميركا الجنوبيّة نجده ينتكس في بلداننا العربيّة ويُحتضر في مقابل الصّعود الكاسح للتيارات الإسلامية المعتدلة رغم التحفظات حول السّماح لها بالمشاركة السياسيّة. ثمّة اليوم ما يُخالف توقّعات الحمزاوي، فمن طيّات اليأس ثمّة أمل يلوح، ومن موريتانيا إلى السودان مروراً بالعراق تتالى المحطّات الانتخابية بإيقاع غير معهود ورغم الهنات فلا يمكن اعتبار الديناميكيّة الحاليّة إلا خطوة إلى الأمام وفي الاتجاه الصّحيح، المخاض عسير ولكنّه يبشّر بالجديد. فهل تتحمّل النّخبة مسؤوليّاتها كي لا تكون العمليّة السياسيّة والتنافس الانتخابي انتكاسة بعد صحوة وكي لا تكون الصّحوة فاصلة بين غفوتين؟ لا يمكن تجاهل ما يحمله الحراك الحالي من فرص وما يوحي به الحراك القادم من وعود. لقرون كانت النخبة دينيّة وسلطانيّة ثمّ تلتها نخبة إصلاحيّة سياسيّة لترثها نخبة عسكريّة خلفتها نخبة حداثويّة ولكلّ حدود وعيوب وقصور، نُخبٌ أرستقراطيّة أو بورجوازيّة صغيرة، تابعة متغرّبة منغلقة أو منبتّة في عمليّة استبدال للبعض بالبعض الآخر بحثا عن الكتلة التّاريخيّة المرتجاة. الآن تبحث النّخبة عن وفاق جديد، عن تأليفة تاريخيّة مفتوحة على المستقبل بعض الفاعلين منها يتحرّكون ضمن المنظومة الرسميّة وتحت سقفها والغالبيّة العظمى خارجها أو تبحث عن توسيع نطاقها ورفع السّقف بحثاً عن خلاص يشمل الجميع أو يضمن حقّ الأغلبيّة وأمان الأقليّة. هناك صعوبة في توحيد التّمشّي وفي القبول بالأمر الواقع وبحكم صناديق الاقتراع ولكنّ الأصعب هو حكم التاريخ بالخروج من التاريخ. لسنا في لحظة المشنقة التي التفّت حول عنق سيّد قطب إذ قتلت الثّورة أحد مفكّريها حينما شهد على أنّها حادت عن مبادئها والتحق بالعُصبة المؤمنة من معارضيها، ولا نحن في لحظة الرّصاصة التي أردت السّادات بعد أن أصابته في العنق حين خاب أمل الشعب في قيادته. بين البديلين الأصوليّ والعسكريّ شقّ طريقه مُنشقٌّ جديدٌ، المتحدّي لا يملك سوى الرّغبة والوعد بالتّغيير: البرادعي الحائز على جائزة نوبل للسّلام يُغازل الفريقين معا ويستبعد الحلّين معا ولكن بين الفريقين لم تعد قطيعة فالمسافة الأكبر مع المستبدّ الرّسمي الذي لم يعد يُرضي حتّى أتباعه. البرادعي يجازف أو يتحدّى نيابة عن مغامرتين لكنّه قد يضع المنطقة على سكّة التفكير في المستقبل: إنهاء حالة الطوارئ المعلنة والخفيّة، إنهاء الاحتقان السياسي، إنهاء الاقتتال الطائفي، إزالة الخوف على الثوابت من المنبتّين وإزالة الخوف على الحريّة والعقيدة من خطر هيمنة الأغلبيّة باسم التيّار السائد أو ثوابت الهويّة. يشكو بعض الباحثين صعوبة في مقاربة الواقع العربي ومقاربة شروط الانتقال الديمقراطي، صعوبة تتمثّل في غياب الإطار المفاهيمي المناسب، ذلك أنّ الجدل قائم بطبعه بين الدّاعين إلى توخّي تمشّ خاصّ في التغيير واستخدام مفاهيم سوسيولوجيّة مطابقة لواقعنا العربي الإسلامي ولمجتمعاتنا النّامية أي مفاهيم ننحتها بأنفسنا نظرا لخصوصيّتنا الثّقافيّة ولسنا في حاجة لإنجاز ذلك إلى الاغتراب في عصر التّدوين الإسلامي أو في عصر التنوير الأوروبي بل نحن في حاجة إلى مفاهيم تنطلق من واقعنا ويمكن أن تتحوّل إلى براديغمات يجوز تطبيقها على مجتمعات أخرى إذا أثبتت خصوبتها، وقد تتحوّل إلى براديغمات يطبّقها الباحثون والعلماء لأنّ المفهوم السوسيولوجي ذو صلة أكيدة بالقانون الاجتماعي. ولئن حاول الفلاسفة ومنهم فيلسوفنا المسلم ابن خلدون إيجاد علم للعمران والحضارة يُعتمد للفهم ويُسترشد به للإصلاح والتّغيير بما هو علم يستقرئ أعمّ القوانين ويُخرج الفهم من سيطرة النّظرة الأسطوريّة والخرافيّة فإنّ واقعنا المعاصر يشكو نقصا في التّحليل العلمي ذلك أنّ الواقع المتغيّر ليس ظاهرة ناشئة وعابرة فهو ذاتنا الحضاريّة التي صاغت نفسها وصاغتها القيم والتّاريخ عبر الزّمن وتركت بصمتها عليه الأزماتُ والحروبُ والغزوات والأخطاء.. وللتّغلّب على صعوبة الارتكان إلى إطار مفاهيميّ بعد زمن ظننّا فيه أنّ الماركسية أو الوظيفيّة أو البنيويّة أو علم النّفس التحليلي.. قد أمدّتنا بالمنظار السحري الذي يُجلّي كلّ حقائق وجودنا الاجتماعي وأنّها كفيلة بإطلاعنا على أسرار حاضرنا ومفاتيح مستقبلنا (ومفاتح الغيب عند الله لا يعلمها إلاّ هو) حاول بعض الباحثين من أمثال وضّاح شرارة ومحمود الذوّادي ومحمد عابد الجابري وخير الدين حسيب وعلي خليفة الكواري التّخيّر ممّا هو مُتاح من مناهج ونظريّات وتعديد المداخل للفهم بعد أن تبيّن أنّ الدخول من باب واحد لا يُفضى إلاّ إلى صحراء قاحلة أو سراب وأنّه لا بدّ من الدخول من أبواب متفرّقة حتّى تستجمع المجموعة العلميّة شرائط الموضوعيّة وتسلّط المناظير المتعدّدة على الظاهرة المدروسة علّها تمنح نفسها للباحث بكلّ جوانبها ما استطاع واستطاعت إلى ذلك سبيلا. ولقد كان للمفاهيم المركزيّة التي توصّل إليها وصاغها الفيلسوف الإيطالي أنطونيو غرامشي خصوبة مؤكّدة وشيء من الانطباق الأكيد على بعض ظواهر واقعنا في فترة انهزمت فيها الأيديولوجيّات واندحرت الأحزاب وخاب سعي الدّول والحكومات حتّى بدا كأنّ أوضاعنا العربيّة يحكمها الاستثناء ولا تنفع معها الحلول المجرّبة في بيئة حضاريّة غير بيئتنا بل ما ظُنّ أنّه حلول لم يُفض إلاّ إلى تصليب للجسم ليس بعده حيويّة أو تفتّت وتعجيل بشيخوخة ليس بعدها أمل في حياة وتجدّد، حتّى إنّ أحد الدّعاة عنون كتاباً من كتبه زمن الشباب « الحلول المستوردة وكيف جنت على أمّتنا »، ولأنّ الحلّ البديل لم يتجاوز مستوى الشّعار عاد السؤال من جديد وبإلحاح: من أين نبدأ وما العمل ولماذا لا يستجيب الجسم للعلاج رغم الصّدمات وتوفّر كلّ أنواع الدّواء؟ وقد استدعت صعوبات الانبعاث الحضاري والتحوّل الديمقراطي مفكّرين ذوي خلفيّات فكريّة ومرجعيّات متنوّعة وحتّى متناقضة إلى مراجعة بعض المسلّمات أو البحث في الإرث الإصلاحي والتّنويري. وربّما احتاج الأمر إلى مزيد من الجرأة للأمل في انفتاح المرجعيّات بعضها على بعضٍ خاصة أن بعض القوى الجديدة قد حقّقت اختراقات مهمّة بأن وسّعت نطاق الإطار المفاهيمي والسياسي التّقليدي وكانت جريئة في التّأليف بين مرجعيّات دينيّة وعلمانيّة، حتّى إنّ أحد القادة الإسلاميين البارزين في تعليق على انتخابات العراق الأخيرة عبّر عن ارتياحه لتراجع القوائم الطّائفيّة معتبراً أنّ « التّكوينات العلمانيّة المنفتحة أصلح لحكم العراق ». كما أنّ مفكّرا آخر واسع التّأثير اعتبر الحركة الإسلاميّة بمختلف جماعاتها وتيّاراتها من المكوّنات الأساسيّة للكتلة التّاريخيّة داعيا إلى فتح أبواب العمل السياسي المشروع أمامها وفي إثره أكّد كثير من الباحثين على مفهوم الكتلة التّاريخيّة الذي نحته غرامشي في « رسائل السجن » (Quaderni del carcere). لقد استلهم محمد عابد الجابري مفهوم الكتلة التاريخيّة من غرامشي بناء على تأمّل في طبيعة القوى التي أنجزت الثورة الإيرانية، أي تحالف علماء الدين والعلمانيّين، وبعد أن لاحظ تراجع اليسار وتنامي التيّار الإسلامي. وقد كان تقارب التيّارين في المنطقة العربيّة شبه مستحيل ولكنّ دعاة الوفاق السياسي في ازدياد وقد أسعفهم مفهوم الكتلة التاريخيّة بسندٍ لدعم تمشّيهم. يقول عبدالفتّاح ماضي: « إنّ ما نحتاجه الآن هو بذل الجهود من أجل بناء توافقات سياسيّة لتحقيق هدف محدّد هو كسر احتكار السلطة من قبل فرد أو مجموعة وإنجاز الانتقال إلى نُظم الحكم الديمقراطيّة، أي تأسيس نظام سياسي ديمقراطي يقوم على أساس المواطنة وحكم القانون ويُتيح للجميع أجواء صحيّة للنّقاش والتّفاعل والتنافس من أجل تحقيق المصلحة العامّة ». (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 06 أفريل 2010)
 


                             

القراءات الحداثية للنص القرآني /22

 


الصحبي عتيق*     الأسس والمنطلقات: إلى جانب هذه المفاهيم حول اللغة والنص والحقيقة (تعرضنا لها في الجزء الأوّل)  والتي تمثل أدوات منهجيّة لهذه القراءات الحداثية فإنّها تسعى إلى تقديم جهاز من المفاهيم يمكنها من امتلاك النتائج المعرفية والنهايات المنطقية ومن ثمّ إحلالها مكان المفاهيم المعتمدة لدى الأصوليين بعد تقويضها. وهذه القراءات تقدم مقولاتها بطريقة صريحة أحيانا ومقنّعة وخفية أحيانا أخرى،متجنبة الصدام مع عقائد الأمّة والمؤسسات الدينية الرسمية. وتنبني على مجموعة من الأسس أهمّها: -العلمانية : (علمنة المعرفة واستبعاد الغيب ) وهي مسار تطوري للمجتمع الأوروبي ولها تعبيرات ثقافية واجتماعية وسياسية تصدر عن مقتضيات العقل المتحرر من كل سلطة دينية حيث يتعالى العقل ويتحوّل إلى مرجع أعلى للمعاني والقيم(هاشم صالح ،مقال في الحداثة ،مجلة الوحدة).إن أصحاب هذه القراءات يعتمدون العلمانية منطلقا فكريا لهذه « الحفريات المعرفية ». والعلمانية عندهم مسار لازم للقطع مع الزمن الأسطوري والمرور إلى مرحلة العقلنة (الشرفي،لبنات،سلسلة معالم الحداثة) فالعلمنة التي جاءت بها الوضعية المادية هي الخطوة الأولى لتأسيس المرحلة الحديثة للتاريخ البشري وتحريره من البعد الغيبي.والعلمانية تشمل جوانب التفكير والثقافة وإلغاء سلطة المؤسسة الدينية والحيلولة دون تدخلها في توجيه الحياة السياسية ليتحول المجتمع إلى مصدر أعلى للقيم والأخلاق.وتناسى هؤلاء أنّ كل فكرة إنّما هي « تتخلق في رحم المجتمع بنجاحاته وإخفاقاته، وكذلك تستجيب لمطالبه وحاجاته العامة » (والتعبير للدكتور رفيق عبد السلام).  
-التاريخيّة:( الربط بالبيئة الجغرافيّة والطبيعية)  

لقد سعى روّاد الحداثة الأوائل إلى سلب المشروعية عن الكنيسة وانتهى الأمر إلى غلبة مفهوم « تاريخية الأفكار »- كل الأفكار- وخضوعها لمنطق الزمان و المكان. وهذا المفهوم نشأ في صلب الثقافة الأوروبية ثمّ انتقل إلى الثقافة العربية، والتاريخية تهدف إلى ربط النصوص بالبيئة الجغرافية والطبيعية والبشرية والقبائلية لشبه الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي فتصبح دلالات الألفاظ مرتبطة بعهد التنزيل فينتفي مفهوم الحقيقة الثابتة والمعنى الصواب ليفتح المجال لتعدّد المعاني وتجدّدها بحسب ما يمليه  تجدّد المعايير والقيم (أركون،قضايا في نقد العقل الديني)  
-النسبية: وتعني تجريد القرآن من صفتي الإطلاقية والتعالي ونزع البداهة والقداسة عن الوحي ،يقول أبو زيد:(إنّ كل الخطابات تتساوى من حيث هي خطابات وليس من حقّ واحد منها أن يزعم امتلاكه الحقيقة) وتهدف هذه القراءات من خلال هذه المراجعة لكل المسلّمات إلى ضرب النص كمرجعية  مقدّسة وعليا ،مفارقة لإطار الزمان والمكان ومن ثمّ ضرب الطابع الإلزامي لكل النصوص وضرب فكرة الحاكميّة وفكرة الحقيقة التي  يمثلها الوحي.وهذا مدخل للاجتراء على كل النصوص فلا تبقى قواطع ولا ثوابت ولا تخوم.وإذا جاز تخطى حدّا من حدود الله جاز إسقاط كل الشريعة كما قال الإمام الشاطبي وهنا يكمن الخطر المنهجي لهذا المنزع. إنّ هذه الأسس تمثل في الواقع أزمنة معرفيّة وأطوارا عرفها المجتمع الغربي باعتباره الفضاء الحضاري الذي تشكّلت فيه هذه الأفكار منذ انطلاق حركة الإصلاح الديني التي استهدفت تفكيك السلطة الدينيّة والزمنية للكنيسة وحررت فهم نصوص الكتاب المقدّس من وصايتها. الاستشراق والقراءات الحداثية:    لقد امتدّت الهواجس والمخزونات الفكرية والنفسيّة التي خلفتها حركة الإصلاح إلى حركة الاستشراق التي كرّست تفسير ظاهرة الوحي تفسيرا ماديّا واعتبار حقائقه غير مطلقة ولا ثابتة واعتبار الحضارة الغربية مركز العالم ومصدر الحقائق ومهد العلوم (انظر محمد البهي : الفكر الإسلامي الحديث ) يتحدّث المفكّر والكاتب ادوارد سعيد عن « رؤية الاستشراق الامبريالية » …وكيف ينقل الاستشراق ذاته أو يعيد إنتاجها من عهد إلى عهد..و يتساءل كيف نستطيع أن نعالج ظاهرة الاستشراق الثقافية التاريخية بوصفها نمطا من العمل الإنساني دون أن نحقّق في الوقت نفسه في رؤية التحالف بين العمل الثقافي والنزعات السياسية ؟. إنّ روّاد القراءات الحداثية اجتهدوا في نقل مصطلح « القراءة » بالمفهوم الغربي إلى الثقافة الإسلامية بلوازمه التي يرفضها فكرنا الإسلامي عموما واستمدوا المفاهيم والأدوات المنهجية – ليس بدون وعي- من أعمال المستشرقين. وعليه فإنّ هذه القراءات الحداثية لا تنفصل عن أطروحات الاستشراق وتهدف إلى إعادة توجيه الحضارة الإنسانية وفق مفاهيم وأدوات العقل الوضعي وتكريس التبعية للعقل الغربي وأصحاب هذه القراءات « خلفوا المسيحيين في النّقد التاريخي لمصادر الإسلام ومنشئه » كما قال الأستاذ محمد الطالبي الذي وسم هذا التيّار ب »الانسلاخسلامية » وهي تعني : »اختيار تأسيس الحداثة على أساس الانسلاخ من الإسلام » (انظر كتاب ليطمئن قلبي). وتنتهي هذه القراءات إلى : -الفوضى في التأويل بالخروج على قوانين التفسير والتأويل وفق قواعد اللغة العربيّة وأساليبها وأسرار التشريع ومقاصده بحسب ما وضعه علماء أصول الفقه من طرق الاستنباط بقواعدها اللغوية والشرعية .  -التلاعب بالنصوص عبر إبطال مدلولاتها . -التحرّر من كل قيد وضابط في فهم النصوص وتأويلها، ومن ثمّ التحرر من سلطة النصّ الذي تكوّنت في ظله ثوابت العقل الإسلامي. -إعادة توجيه الثقافة والتفكير وفق مفاهيمَ بوحي من العقل الوضعي ومن ثمّ تكريس التبعية للعقل الغربي. وفي الأخير،لئن كان العقل الإسلامي يملك مفهوما واضحا للتعامل مع النصوص (الاجتهاد) فهو مازال يتلمّس طريقه لإعادة إنتاج المعرفة والإبداع وفق مفاهيم الوحي. ———————————- *كاتب وباحث من تونس (نشر بصحيفة العرب القطرية- الجمعة 2 أفريل 2010)  


حوار مع الأستاذ محمد النوري ماذا يعني « أن تكون مسلما في فرنسا اليوم »؟

 


ينظم « اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا » من 2 إلى 5 أبريل/نيسان في باريس المؤتمر السنوي السابع والعشرين لمسلمي فرنسا تحت شعار « أن تكون مسلما في فرنسا اليوم ». فرانس 24 أجرت حوارا مع محمد النوري رئيس « المجلس الفرنسي للمالية الإسلامية » بهذه المناسبة.  ما الذي يميز الدورة السابعة والعشرين للملتقى السنوي لمسلمي فرنسا؟  هذه الدورة تنعقد في ظل مناخ اجتماعي وسياسي متقلب وتطرح فيه قضايا أثارت الكثير من الجدل على الساحة الإعلامية والسياسية تتعلق بالإسلام والمسلمين؛ لذلك كان شعارنا هذه السنة هو « أن تكون مسلما اليوم في فرنسا ». نحاول مناقشة كيف يبلغ المسلم رسالة الإسلام لغير المسلمين من خلال سلوكه، وكيف يحبب الناس في دينه، وكيف يكون مسؤولا في المجتمع الفرنسي، وأخيرا كيف يكون منفتحا على الآخر. والهدف كذلك من هذه الدورة هو مناقشة تحديات التطبيق السليم للمعنى الإسلامي في خضم التجاذبات والضوضاء الإعلامية التي تمس المسلمين والتي نعتبرها مفتعلة. ويشارك في هذه الدورة ثلة من المفكرين من داخل فرنسا وخارجها.  شعار هذه الدورة « أن تكون مسلما اليوم في فرنسا » ما معنى ذلك؟  معنى ذلك أن يكون المسلم فردا فاعلا في المجتمع وشخصا معتدلا ومتوازنا في فهم الإسلام وتطبيقه في أرض غير إسلامية. المسلمون هم أقلية هنا وبالتالي يجب عليهم احترام الأغلبية وذلك بأن ينفتح المسلم وأن يكون مسؤولا حتى يقدم الصورة المثلى في هذه الديار وألا يرد على الاستفزازات وأن يتصرف بحكمة ومسؤولية ورصانة.  كيف تقرؤون النقاشات التي طغت مؤخرا على الساحة الفرنسية حول شؤون تهم المسلمين كقضية حظر البرقع وسلسلة مطاعم « كويك » الحلال والنقاش حول الهوية الوطنية والذي شهد بعض الانزلاقات التي مسّت المسلمين؟  كما سبق وقلت، شخصيا أعتبر أن الضجة التي رافقت هذه القضايا كانت مفتعلة ومؤسفة وولّدتها خلفيات سياسوية وليست سياسية وذلك لأنها تزامنت مع الانتخابات الإقليمية في فرنسا وبالتالي فقد تم توظيفها لأغراض انتخابية جلية. فكل هذه القضايا مجهرية إذا ما قارناها مع قضايا أخرى ذات وزن داخل المجتمع الفرنسي لا يتم التطرق لها. قضية البرقع مثلا، هي قضية هامشية لا تخص سوى عدد قليل من النساء اللائي ترتدينه. أما قضية مطاعم « كويك » الحلال فهي تجسيد واضح للتحامل على المسلمين نظرا لوجود مطاعم موجّهة لديانات أخرى منذ سنوات عديدة ولم ينتقدها أحد. (المصدر: قناة « فرانس 24 » (فرنسا) بتاريخ 2 أفريل 2010) الرابط:http://www.france24.com/ar/20100402-annual-french-muslim-organisations-meeting-le-bourget-paris  


وصفت إعلاميين بالكلاب الضالة

جدل بعد تعليق مهين لصحيفة ليبية


خالد المهير-طرابلس تشهد الساحة الليبية تراشقا إعلاميا أعقب وصف صحيفة « الشمس » المقربة من الزعيم الليبي معمر القذافي لإعلاميين بأنهم « كلاب ضالة ». وقد تعرضت صحيفة « الشمس » لانتقادات شديدة, حيث ندد إعلاميون ليبيون بما اعتبروه استدعاء لعبارات « التخوين والعمالة », ووصفوا ذلك  بأنه « انتكاسة كبيرة في ظل الحراك السياسي الدائر الآن ». وجاء تعليق الصحيفة بعنوان « هل تسللت الكلاب الضالة إلى الجماهيرية/2؟ »، وذلك بعد يومين من بث برنامج مباشر على قناة الجماهيرية الثانية الرسمية حوارا مع محمد بعيو أمين الهيئة العامة للصحافة التي تتبع لها الصحيفة، حيث سأل مقدم البرنامج المسؤول الليبي عن صحة ما أورده موقع إلكتروني ليبي بسحب صحيفة الشمس من الأسواق أول أيام انعقاد القمة العربية، وهو ما أثار غضب المسؤول واصفا الموقع المشار إليه بأنه موقع معارضة. ورد فريق برنامج الملف على تعليق « الشمس » قائلاً في بيان حصلت الجزيرة نت على نسخة منه « بأن الكاتب المختبئ يحاول حجب نور هذه الشمس بغربال الافتراءات الواهية، بل ورجم مقدم البرنامج بصفات غير لائقة واتهامات لا أساس لها من الصحة، في مقدمتها معارضة النظام الجماهيري، وحياكة المؤامرات ضده، وصولا إلى نعته بالكلب الضال ». وتساءل البيان « هل بعثت من قبورها أقلام أشباه الصحفيين لتعيد معها أساليب المزايدة الرخيصة على الوطن والثورة؟ ». اتهامات متبادلة وفي تصريح للجزيرة نت كشف بعيو عن رفض من أطلقت عليهم الصحيفة هذا اللفظ البغيض -حسب تعبيره- للمصالحة، معتبرا أنها « عناصر تسعى لاستئصال النظام والاستقرار ». كما قال إنه يرفض استدعاء ما سماها العبارات المنتشرة في « مزابل الإنترنت » إلى فضاء قناة « الجماهيرية 2 ». واعتبر بعيو أن الصحيفة « تعمدت اللفظة لدق ناقوس الخطر القائم »، مؤكداً ضرورة التصدي لمثل هذه الاختراقات، حينما تستخدم الإذاعة ألفاظ ولغة « الكلاب الضالة ». كما نفى الإساءة إلى جهود سيف الإسلام نجل القذافي في مصالحة أطراف المعارضة. واستغرب مقدم برنامج « الملف » نبيل الحاج استخدام اصطلاح قديم « رماه الحراك السياسي الداخلي والخارجي في ليبيا وراء ظهره »، معتبرا أنه « خطاب اتهامي وتخويني نبشه البعيو من قبور السبعينيات والثمانينيات « لتستحضره مفرداته الباهتة على الشمس », على حد تعبيره. ورأى الحاج في تصريح للجزيرة نت أن بعيو رفض الاستماع للرأي الآخر وآراء الشارع بالصحافة الوطنية رغم طلبه استضافته للحديث عن الصحافة بعد توليه منصبه. من جهته, فسر الباحث بحقوق الإنسان عاطف التليسي التراشقات الأخيرة بأنها محاولة من أطراف ترفض المصارحة، ورأى أنها لا تستمع إلى لغة الحوار لإثبات ذاتها في الساحة. وحذر في تصريح للجزيرة نت من خطورة الانزلاق إلى استخدام هذه الألفاظ، داعياً إلى إطلاق عقد اجتماعي تلتزم فيه كافة الأطراف بعدم قذف الآخرين. حق الاختلاف من ناحيته وصف الصحفي عثمان البوسيفي توظيف « عبارة جارحة » في الهجوم على الإعلاميين « بالزلزال العنيف »، ورأى في تصريح للجزيرة نت أنه « لا يمكن أن تطلق مثل هذه العبارات بطريق المصالحة الوطنية، وإعادة لمّ الشمل، وفتح صفحة جديدة تؤمن بحق الاختلاف ». كما رأى أن ما جرى « كان لخدمة أغراض شخصية، وليس لمصلحة الوطن ». بدوره, دعا المدون رافع المقصبي عبر الجزيرة نت إلى سن قوانين تجرم من يستخدم مثل هذه المفردات أسوة بتجريم السب والقذف. كما استغرب المقصبي تدويرها بالوقت الحالي، ووصف العبارات بأنها « كانت أدوات إرهابية لتخويف المواطنين، وكانت أيضاً حصنا منيعا لضرب الآراء المخالفة بحجة التواجد على أرض أميركا راعية الإرهاب في السابق ». وأضاف أن « أصحاب تلك الحصون هم أول من أرسلوا أبناءهم للتعلم في أميركا على نفقة الشعب والمجتمع الليبي ». (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 06 أفريل  2010)


مطالبة بإلغاء الطواريء وتعديل الدستور

مصر: القوى السياسية تتظاهر اليوم


2010-04-06 القاهرة – حسام حنفي  تحدى شباب حركة «6 أبريل» المعارِضة في مصر أمس قرار وزارة الداخلية برفض إخطار طالبوا فيه بتنظيم مسيرة سلمية ضد مد حالة الطوارئ، وذلك بالإعلان عن تنظيم مسيرة احتجاجية اليوم من ميدان التحرير إلى البرلمان (منطقة وسط القاهرة الحيوية) لإبلاغ أعضائه باعتراضهم على استمرار حالة الطوارئ ومطالبتهم بتعديل الدستور. وقال أحمد ماهر منسق حركة «6 أبريل»: إنه ليس من حق وزارة الداخلية القبول أو الرفض، فهي جهة إخطار فقط بموجب القانون، مضيفاً أن تكدير الصفو العام مصطلح كاذب تروِّج له الوزارة لمنع مطالبات المواطنين بتعديل الدستور. وأضاف ماهر أن المشاركة النشطة لشباب «6 أبريل» في دعم حملة الدكتور محمد البرادعي للتغيير أقلقت الأجهزة الأمنية، خاصة مع تزايد شعبيته، مؤكداً تعرض أهالي شباب الحركة في القاهرة والإسكندرية لتهديدات أمنية كإجراء مكشوف لمنع الشباب من المشاركة في المسيرة السلمية. وزاد أحمد ماهر: «سيتقدم المسيرة تابوت في إشارة إلى تشييع النظام كما سيحمل المتظاهرون خلال الوقفة علم مصر بطول 9 أمتار واتفق المشاركون على أن يكون الهتافات موحدة بعيدا عن الهتافات الحزبية». من جانبه، أكد الدكتور محمد البلتاجي أمين عام كتلة جماعة الإخوان المسلمين مشاركة الجماعة مع جميع القوى اليوم في فعاليتها سواء في الجامعات أو من خلال الوقفات المطالبة بتعديل الدستور. وأضاف: «نحن نشارك في جميع الفعاليات ونتحرك في ظل مطالب وطنية سواء تحت مظلة الجمعية الوطنية من أجل التغيير أو من خلال التنسيق مع القوى والأحزاب التي رفضت المشاركة في الجمعية». وقالت حركة 6 أبريل، في بيان على موقعها الإلكتروني: إن المظاهرات سترفع 3 مطالب أساسية هي: إلغاء حالة الطوارئ، وتعديل المواد 76 و77 و88 من الدستور، وإقرار قانون مباشرة الحقوق السياسية. وحذرت الحركة اللواء إسماعيل الشاعر، مدير أمن القاهرة، من المساس بالوقفة السلمية المقرر تنظيمها اليوم. وقالت إنها تستند في تحذيرها إلى المادتين 57 و54 من الدستور، وكلتاهما تكفل حق الاجتماع الخاص دون الحاجة إلى إخطار سابق، ولا يجوز لرجال الأمن حضور الاجتماعات الخاصة والعامة والتجمعات. وقالت الحركة في بيانها: «إن النخبة السياسية المصرية والشباب المخلص لوطنه قد اتفقوا جميعا على ضرورة إلغاء العمل بقانون الطوارئ، وكذلك تعديل المواد 76 و77 و88 من الدستور، وحيث إنه قد تم الرد على إنذارنا للداخلية بالمسيرة المقرر إقامتها يوم 6 أبريل بالرفض مستندين إلى قانون الطوارئ الذي دعينا لهذا اليوم من أجل تغييره هو ذاته». كما تشهد محافظة الإسكندرية مظاهرة لشباب حركة 6 أبريل ظهر اليوم أمام محطة مصر، بالتزامن مع مسيرة ميدان التحرير في القاهرة. ويطالب منظمو المظاهرة بنفس التعديلات الدستورية التي يطلبها منظمو مسيرة القاهرة بالإضافة إلى الإفراج عن طارق خضر عضو الحركة المعتقل منذ 25 مارس الماضي. وانتقدت المحامية ومدير الوحدة القانونية بالشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان روضة أحمد، التي قدمت الإخطار بصفتها وكيلة قانونية عن شباب «6 أبريل» قرار مدير أمن القاهرة، معتبرة أن القرار مفاجئ ومخالف للقانون والمواثيق الدولية التي صادقت عليها مصر، مؤكدة أن الأسباب التي استند إليها مدير أمن القاهرة واهية ولا تمنع حقاً دستورياً أكدته المادتان 47 و54 من الدستور. يُذكر أن مدير أمن القاهرة قد رد على إخطار الشبكة العربية بإنذار يقول فيه إنه «في إطار الأحداث الأمنية الراهنة، وما قد تؤدي إليه مثل تلك المسيرات والوقفات الاحتجاجية من تكدير صفو الأمن العام بالعاصمة، لذلك ننذر بعدم الموافقة على قيامهم بتنظيم المسيرة المشار إليها لدواعي الأمن والنظام مع تحملهم المسؤولية عن أي إجراءات تخالف ذلك». (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 06 أفريل 2010)


قوات الأمن المصرية تمنع مظاهرات معادية للحكومة وسط القاهرة


القاهرة- فرضت قوات الأمن المصرية الثلاثاء طوقًا مشددا على الشوارع المؤدية إلى وسط القاهرة واعتقلت العشرات من النشطاء الذين كانوا ينوون التظاهر ضد الحكومة ومطالبين بالاصلاح السياسي. وقال شهود عيان ومصادر أمنية إن رجال الشرطة اشتبكوا مع عدد من النشطاء الذين أصروا على اختراق الحواجز ما أدى إلى جرح عدد منهم واعتقال حوالي 200 متظاهر. وقامت أعداد كبيرة من رجال الشرطة بسد كل المنافذ المؤدية إلى ميدان التحرير، وسط العاصمة المصرية، والقريبة من مبنى البرلمان حيث كان نشطاء من حركة (6 أبريل) ينوون تنظيم المظاهرة والمطالبة بانهاء حكم الرئيس حسني مبارك. وذكر الشهود ومصادر أمنية إن الشرطة أوقفت العديد من النشطاء قبل وصولهم إلى المنطقة، كما صادرت أشرطة فيديو من كاميرات فرق تلفزيونية كانت تصور مشاهد القبض على المتظاهرين، أشاروا إلى أن قوات الأمن أغلقت محطة قطار المترو القريب من ميدان التحرير ومنعت الركاب من الخروج منها. وقام طلاب في عدد من الجامعات بمظاهرات مماثلة داخل الحرم الجامعي، الا ان الشرطة منعتهم من الخروج. وكان مدير أمن القاهرة إسماعيل الشاعر أعلن قبل يومين أن وزارة الداخلية لم توافق على طلب تنظيم مظاهرة لنشطاء حركة ستة ابريل والحملة المصرية ضد التوريث ومؤيدي البرادعي أمام مبنى مجلس الشعب. وكانت حركة (6 أبريل) قد شكلت اثر مظاهرات عمالية مطلبية عام 2008 ووجهت بقمع الشرطة الا انها تحولت إلى حركة سياسية تطالب بالاصلاح وتدعمها بعض أحزاب المعارضة. وحققت الدعوة تجاوبا نسبيا لكن اشتباكات وقعت بسببها في مدينة المحلة الكبرى بين الشرطة ومضربين قتل فيها اثنان على الأقل وأشعل شبان غاضبون النار في سيارات وفرعي بنكين ومدارس في المدينة. ويقول محللون إن مبارك يعد ابنه جمال (46 عاما) الأمين العام المساعد بالحزب الوطني لخلافته فيما يسميه معارضون (توريثا للحكم) لكن أعضاء قياديين في الحزب الوطني يقولون إن من حق جمال أن يرشح نفسه كأي عضو قيادي آخر في الأحزاب المصرح لها بالنشاط. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 06 أفريل  2010)


مصر في مرحلة « اللا يقين »


فهمي هويدي حين ينعقد إجماع أغلب المصريين على فقدان الثقة في الحاضر وتزايد القلق على المستقبل، فإن ذلك يعيد إلى الأذهان مشاهد مفصلية في تاريخ مصر الحديث بعضها في أواخر العهد الملكي، والبعض الآخر عقب هزيمة يونيو عام 1967. (1) عقب عودة الملك فاروق من رحلته إلى الخارج في صيف عام 1950 وجه إليه زعماء المعارضة رسالة شهيرة، قيل إنها من أصرح ما تلقاه منذ تقلده منصبه. إذ تحدثت الرسالة عن إفساح مكان « في الحاشية الملكية لأشخاص لا يستحقون هذا الشرف، فأساؤوا النصح وأساؤوا التصرف ». وأشارت إلى أن « النظام النيابي قد أضحى حبرا على ورق ». ثم وجهت تحذيرا من أن « احتمال الشعب مهما يطل فهو لا بد منته إلى حد. وإننا لنخشى أن تقوم في البلاد فتنة لا تصيبن الذين ظلموا وحدهم، بل تتعرض فيها البلاد إلى إفلاس مالي وسياسي وخلقي ». هذا الكلام لم يأت من فراغ، لأن الغيوم التي تجمعت في الأفق السياسي كانت واضحة لدى رموز الحياة السياسية في ذلك الوقت. إذ لم يمض وقت طويل حتى حدث حريق القاهرة في 25 و26 يناير/ كانون الثاني عام 1952، الذي انكشف فيه النظام السياسي، وأدرك الجميع أن عجزه قد بلغ مداه، وأنه لم يعد قادرا على السيطرة على الوضع العام في مصر. ويذكر الدكتور يونان لبيب رزق في كتابه عن تاريخ الوزارات المصرية أن ما جرى بعد ذلك أكد أن النظام قد تسيب وأن الأشهر الستة اللاحقة كانت بمثابة مرحلة الاحتضار، التي تشكلت فيها أربع وزارات ظلت تتخبط في أدائها، ولم تستطع أي منها أن تنجز شيئا مما وعدت به، فوزارة علي ماهر باشا شغلت بالتحرير وتحقيق الوحدة الوطنية لكنها لم تستمر لأكثر من شهر. ووزارة نجيب الهلالي باشا أعطت الأولوية للتطهير حتى اصطدمت بالفساد في رأس النظام. وتحدث البعض عن صفقة مالية أبرمها عبود باشا مع القصر للتخلص من حكومته بعد مضي أربعة أشهر. بعدها جاءت حكومة حسين سري باشا التي رفعت شعار الإصلاح الاقتصادي، ولم تستمر أكثر من عشرين يوما اضطر بعدها إلى الاستقالة بسبب أزمة حل مجلس إدارة نادي الضباط، التي كانت من إرهاصات قيام الجيش بثورة يوليو/تموز، ولإنقاذ الموقف المتسيب أعيد تكليف الهلالي باشا بتشكيل الوزارة يوم 22 يوليو من العام ذاته (1952) لكنه لم يهنأ بمنصبه، لأن الثورة قامت بعد 18 ساعة من إعلان التشكيل، لتدخل مصر مرحلة جديدة في تاريخها. (2) مثلما كان حريق القاهرة في مستهل عام 1952 مؤشرا على عجز النظام الملكي عن السيطرة على الحكم في مصر، فإن هزيمة يونيو/حزيران 1967 كانت إعلانا عن انكشاف النظام المصري وسقوطه في اختبار المواجهة العسكرية مع إسرائيل. وكما اهتزت ثقة المصريين في نظام الملك فاروق عقب حريق القاهرة، فإن تلك الثقة عاودت الاهتزاز في نظام الرئيس عبد الناصر بعد ما سمي بنكسة يونيو/حزيران. وتجاوزت الصدمة حدود الثقة في نظامه، لأنها ضربت في الوقت ذاته ثقة الجماهير في المشروع الذي تبناه. وقد سعى الرئيس عبد الناصر إلى احتواء تلك الصدمة وامتصاص آثارها من خلال عرضه التنحي عن السلطة وتقديم عدد من قادة القوات المسلحة إلى المحاكمة لمساءلتهم بسبب تقصيرهم، والمسارعة إلى بناء القوات المسلحة، على نحو مكنها من أن تخوض حرب الاستنزاف ضد إسرائيل بعد أشهر قليلة من الهزيمة. كما أنه أطلق فيما بعد ما سمي ببيان 30 مارس الذي كان بمثابة محاولة إعادة الوضع السياسي الداخلي. لكن القدر لم يمهله لكي يكمل مشوار استعادة الثقة، لأنه انتقل إلى رحاب ربه في عام 1970. (3) « اللا يقين » الذي ساد في مصر بعد حريق يناير/كانون الثاني 1952 وعقب هزيمة يونيو/حزيران 67 هو ذاته المخيم على مصر هذه الأيام. ذلك أن الثقة في الحاضر تراجعت إلى حد كبير، كما أن الحيرة في شأن المستقبل تتزايد حينا بعد حين. ولعلي لا أبالغ إذا قلت إن رموز المعارضة المصرية الآن (الحقيقية وليست المغشوشة) إذا قدر لهم أن يوجهوا رسالة إلى القيادة السياسية عن الأوضاع الراهنة فإنهم سوف يستخدمون في وصف الوضع الداخلي نفس العبارات التي أوردها زعماء المعارضة إلى الملك فاروق بعد عودته من الخارج سنة 1950. وإذا كان المؤرخون قد شهدوا بأن الأشهر التي أعقبت حريق القاهرة قد كشفت عن حقيقة عجز النظام عن إدارة البلد، فبوسعنا أن نخلص إلى نفس النتيجة حين نتابع سجل الأداء الحكومي خلال السنوات الأخيرة. وهى السنوات التي تفجرت فيها مشكلات الخبز والمياه الملوثة وانهيار خدمات التعليم والصحة والمواصلات، وصولا إلى الفشل المدهش في التعامل مع السحابة السوداء ومشكلة القمامة وكارثة السيول، ومرورا بحوادث الفتنة الطائفية وكارثة إهدار الثروة العقارية للبلد، إلى جانب ارتفاع معدلات الغلاء الفاحش والبطالة، والعجز المخيف في ميزان المدفوعات والارتفاع الصاروخي في مؤشرات القروض والديون. لا نستطيع أن نتجاهل في هذا السياق المؤشرات التي أعلنتها مؤسسة الشفافية الدولية، التي وضعت مصر في المركز الحادي عشر بين 19 دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومنحتها المرتبة 111 من 180 دولة على مستوى العالم في مؤشر الفساد لعام 2009. وخلصت من التقرير إلى أن الفساد مستشرٍ في مصر، وأنه يتعين وضع قيود مشددة تضبط عملية الاعتماد على رجال الأعمال في المناصب العامة. إزاء ذلك فلا غرابة في أن يشيع السخط والغضب في أوساط المجتمع المصري على اختلاف شرائحه. وأن تتوالى الإضرابات والاعتصامات التي اتخذت من الرصيف المجاور لمجلس الشعب قبلة لها. صحيح أن أولئك المتظاهرين أو المعتصمين خرجوا إلى الشارع مطالبين بتحسين أحوالهم المعيشية، إلا أننا ينبغي ألا ننسى أن هؤلاء أنفسهم اعتادوا أن يبتلعوا الغضب ويختزنونه، لكن وطأة الظروف القاسية التي يعيشون في ظلها فاقت قدرتهم على الاحتمال. إلى جانب هؤلاء، فإن أي متابع للمدونات ورسائل الإنترنت وكتابات الفيس بوك يستطيع أن يلحظ أن ثمة « نفسا » جديدا بين المتعاملين مع تلك الساحات، والقاسم المشترك الأعظم بينهم هو رفض الوضع الراهن بشخوصه وسياساته، ذلك واضح أيضا في موقف حركات الاحتجاج السياسي المتعددة التي ظهرت تباعا خلال السنوات الأخيرة. وكان ذلك النفس أشد وضوحا في استقبال الدكتور محمد البرادعي والتفاف العديد من القطاعات حوله، ليس فقط تأييدا له باعتباره وجها مستقلا قادما من خارج الخرائط التقليدية المرسومة، ولكن أيضا تعبيرا عن رفض البديل المفروض على البلد، والمتمثل في هيمنة الحزب الوطني ومصادرته للحاضر والمستقبل. والذي لا شك فيه أن مرض الرئيس مبارك والشائعات التي ما زالت تدور حول طبيعة المرض واحتمالاته استدعت بقوة ملف المستقبل وبدائله. ورغم أن عودة الرئيس إلى الوطن أثارت قدرا نسبيا من الارتياح، فإنها لم تبدد تماما الشائعات المتداولة في البلد، حول فترة نقاهته وتطورات علاجه. صحيح أن تصريحات وتسريبات عدة تحدثت في الأسبوع الماضي عن احتمال ظهوره وعودته التدريجية إلى ممارسة نشاطه، إلا أن المتداول في الأوساط الطبية المعنية أن ذلك الظهور ستعقبه مرحلة أخرى من العلاج يؤمل أن يتعافى الرئيس بعدها تماما. أيا كان نصيب هذه الشائعات من الصواب أو الخطأ، فالشاهد أنها أبقت على ملف المستقبل مفتوحا بأسئلته القلقة والحائرة، خصوصا أن مصر مقبلة على ثلاث جولات انتخابية ستحدد بعضا من معالم خريطة المستقبل خلال السنوات القليلة المقبلة، وسيتم خلالها انتخاب مجلسي الشعب والشورى، قبل الانتخابات الرئاسية في العام المقبل بإذن الله. (4) في عام 1967 هزم مشروع المواجهة العسكرية مع إسرائيل. وفي الوقت الراهن هزم مشروع التسوية السلمية معها. الأمر الذي يعنى أنها انتصرت في الحالتين. لكننا إذا نظرنا قليلا إلى الوراء سنجد أن الوضع قبل أربعين عاما كان أفضل بكثير. إذ وقتذاك كان التحدي عنوانا كبيرا للموقف المصري. أما الآن فإن التحدي صار مدانا ومتهما (ثمة خصومة مع سوريا الممانعة). وأصبح « الاعتدال » عنوانا بديلا استخدم لتغطية الانصياع والامتثال. ولم يكن كل من العنوانين رمزا لأسلوب التعامل مع إسرائيل فحسب، وإنما صارا عنوانين لمسار الأداء في الداخل أيضا، وما إذا كان يُتحرى الاستقلال عن الخارج أو التبعية له. إضافة إلى ما سبق، لا يفوتنا أن نلاحظ أن الرؤية الإستراتيجية في عام 67 كانت أوضح منها الآن. فالعدو الإسرائيلي المدعوم أميركيا كان أمره محسوما، ونهج التعامل مع العدو لم يكن يكتنفه أي لبس « ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ». بذات القدر فإن الصف العربي كان متماسكا، والتضامن الذي عبرت عنه لاءات الخرطوم كان من بين تجليات ذلك الموقف. الذي لا يقل أهمية عما سبق أن الاعتراف بالهزيمة العسكرية في عام 1967، استتبع بذل جهد حثيث لإزالة آثار العدوان وإعادة بناء القوات المسلحة المصرية، التي عبرت القناة بعد ذلك في عام 1973. لكن من الواضح أن هزيمة مشروع التسوية السياسية (التي لا خلاف في وقوعها) لم تحرك شيئا في بحيرتنا الراكدة. ومن الواضح أن ثمة تهوينا من شأن تلك الهزيمة، وتراخيا مشهودا في التعامل مع معطياتها. رغم ما تمثله من تهديد للأمن الوطني المصري والقومي العربي. ولا تفسير لذلك سوى أنه دال على أن القضية برمتها فقدت أولويتها ووهجها في الرؤية الإستراتيجية المصرية، وأن الانشغال بتثبيت وتجميد أوضاع البيت في الداخل قد حجب كل ما عداه، الأمر الذي جعلنا أمام مأزق حرج لا يخلو من تعقيد. فالسلطة فقدت السيطرة على الوضع في الداخل، كما أنها فقدت القدرة على التحرك الإيجابي في الخارج. وفي الوقت ذاته فإنها توصد الأبواب أمام احتمال ظهور بدائل أخرى تستطيع أن تنهض بما عجزت هي عن القيام به. من ثم يصبح الخيار الوحيد المتاح أن يقبل الجميع بما هو قائم، وأن يكون الشعار الوحيد المرفوع هو: الاستمرار هو الحل! لتطبيق ذلك الشعار نلاحظ أن ثمة تربصا بأي بديل يلوح في الأفق، وانقضاضا شرسا على أي بادرة للخروج من قبضة الحزب الحاكم والإخلال بهيمنته. وعمليات الاعتقال شبه الأسبوعية لعناصر الإخوان المسلمين تبعث برسالة تأديب وتحذير للجميع. ثم إن ما جرى في التعامل مع الدكتور محمد البرادعي يبعث برسالة أخرى في ذات الاتجاه. فإلى جانب التشهير المستمر به ومحاولة اغتياله معنويا في المطبوعات الحكومية فإن أصابع الأجهزة الأمنية لم تكن بعيدة عن محاولة سحب البساط من تحت أقدام جماعته، من خلال تشجيع أحزاب المعارضة الحكومية على القفز إلى مقدمة الصفوف، فجأة ودون سابق إنذار، لخطف شعار « التغيير » من فريق البرادعي. والأصابع ذاتها هي التي استدعت بعض ممثلي الأحزاب المجهولة وحثتها على تقديم عريضة اتهام ضد الرجل إلى النائب العام، لتصعيد حملة تلويث سيرته وصورته، ومن ثم « حرق » ما بدا وكأنه بديل محتمل. إلى جانب إجهاض البدائل وتشويه احتمالاتها، فإن أبواق النظام أطلقت حملة لتجميل الوضع القائم وتسويق « إنجازاته »، واعتباره فتحا جديدا في مسيرة العمل الوطني نقل مصر من مرحلة الحكم الشمولي إلى مرحلة « ما بعد الفرعونية »، إلى غير ذلك من الرسائل التي استهدفت إقناعنا بأنه ليس في الإمكان أبدع مما كان، وأن الوضع القائم « قدر » كتب علينا، وأن مصر بناسها وأرضها ونيلها تحولت إلى « وقف » مكتوب باسم الحزب الوطني. وهو ما يدعوني إلى استعادة فقرة من رسالة زعماء المعارضة إلى الملك فاروق التي قالوا فيها: « إن احتمال الشعب مهما يطل فهو لا بد منته إلى حد. وإننا لنخشى أن تقوم في البلاد فتنة لا تصيبن الذين ظلموا وحدهم، بل تتعرض فيها البلاد إلى إفلاس مالي وسياسي وخلقي ». (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 06 أفريل  2010)


السفير التركي في تل أبيب ينهي عمله


2010-04-06 حيفا – العرب  تواصل الأزمة في العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل تفاعلاتها، وكان آخر فصولها استبدال السفير التركي في تل أبيب بعد شهور قليلة من إهانته من قبل الخارجية الإسرائيلية. وأفاد موقع صحيفة « هآرتس » أمس أن السفير التركي في تل أبيب أحمد أوغوز تشيليكول سينهي عمله في الصيف القادم رغم مرور أقل من العام على اعتماد أوراقه. وسيخلفه كريم أوراس وهو موظف كبير في قسم الشرق الأوسط في الخارجية التركية. وتقول الصحيفة إن تركيا من جانبها لم تبرر رسميا مغادرة سفيرها الحالي مبكرا لكن من المرجح جدا لحد المؤكد أنها مرتبطة بحادثة التوبيخ والإهانة التي تعرض لها من قبل نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون قبل أربعة شهور على خلفية بث مسلسل وادي الذئاب في تركيا. يشار أن إهانة السفير التركي تمت بتوجيهات من قبل وزير خارجية إسرائيل أفيغدور ليبرمان وساهمت في تعميق تدهور العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وكان أيالون قد قام عمدا بإجلاس السفير في مقعد منخفض ودون أي تضييفات فيما تم استدعاء كاميرات التلفزة العبرية وخلال التصوير قال للصحافيين: لاحظوا مقعد السفير منخفض، ومقاعدنا نحن مرتفعة. وتابع « كما ألفت عنايتكم أن علم إسرائيل فقط ثبت على الطاولة وأننا لا نبتسم ». وقبل ذلك اضطر السفير للانتظار أمام باب موصد تحت أضواء الكاميرات لدقائق طويلة قبل لقائه بأيالون ووقتها صبت الحادثة الزيت على نار العلاقات المتوترة بين إسرائيل وتركيا ودفعت قادة الثانية للمزيد من الانتقادات الحادة ضد الأولى. يذكر أن السفير ذاته كان تقدم بطلب بتقصير مدة ولايته في البلاد وقتا قصيرا عقب الحادثة التي أثارت حنق أوساط إسرائيلية سياسية وشعبية انتقدت الطريقة الفظة لليبرمان بالرد على « وادي الذئاب » واتهمته بالمساس بالعلاقات المتضررة أصلا مع أنقرة وبالإساءة لصورة إسرائيل في العالم. إلى ذلك أطلقت تركيا فضائية عربية (التركية) ليلة الأحد والتي تهدف للتركيز على المشترك بين العرب وبين الأتراك. (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 06 أفريل 2010)  

 

Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

12 juin 2006

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 7 ème année, N° 2212 du 12.06.2006  archives : www.tunisnews.net Une mise en scene mafieuse

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.