الثلاثاء، 28 نوفمبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2381 du 28.11.2006

 archives : www.tunisnews.net


طلبة تونس:أخبار الجامعة النقابيون الراديكاليون: بلاغ إعلامي الإتحاد العام التونسي للشغل: بـلاغ الموقف: الرابطة تنتقد المضايقات المسلطة على المرزوقي و الجبالي الموقف: وزارة التعليم تشجع مؤتمرا تطبيعيا رويترز: وزير تونسي يطالب اتحاد الكرة بالنزاهة والشفافية حقائق: المولدي الجندوبي الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بجندوبة: من أجل تعزيز المشاكسة الهادفة والنضال ضد الجهويات محمد العروسي الهاني : رسالة مفتوحة إلى عناية السيد رئيس مجلس النواب الموقر بمناسبة عرض ميزانية الدولة عام 2007 إن شاء الله بسام بونني: ماذا تبقى من ذلك الزمن الجميل ؟ بوعبدالله بوعبدالله: في ملف تلفزي اساتتذة الزيتونة يقرون بوجوب الحجاب بطريقتهم المثلى المجتمع الكويتية: تونس: « الحملة على الحجاب فاصل من الحرب على الإسلام مصطفى عاشور: متى يخلع المثقفون الحجاب؟ الياس خوري: الاقتراب من النار محمد الحبيب الشايبي: المسلمون في الغرب من الغربة الي الاغتراب! الصباح: أيام دراسية في كلية الآداب والفنون بمنوبة: حجّة السلطـة فـي الثقافتين العربيـة والغربيـة في سبيل حوار بين تقاليد البحث في الحجاج الصباح: ورشـة عمـل تدريبيـة للقادة الدينيين لمواجهــة «السيـدا»: مـن أجل خطـاب ديني تحسيسـي وتوعـوي الشروق: بن ضياء للنواب: هذا ما طلبـه رئيس الدولة من الأحزاب والمنظمات والحساسيات الفكرية الصباح: النواب –  مناشدة الرئيس بن علي تجديد ترشحه للانتخابات الرئاسية 2009 الصباح: بن ضياءرابطـة حقـوق الانسـان مكسـب وطنـي.. وفض أزمتها عبر احترام النظام الداخلي والقوانين الشروق: جدل سياسي وقانوني بين نوّاب التجمّع ونواب المعارضة: حل لأزمة الرابطة… وتعديـل النظـام الانتخابـي الصباح: الوزير الأول في رده على استفسارات النواب::  تعزيز حقوق الانسان .. تجذيـر الممارسـة الديموقراطـية ..مزيـد تيسيـر مهمـة رجـال الاعـلام.. ومواكبـة التحـولات .. القدس العربي: أوروبا تشترط تحسين ملف حقوق الانسان في مصر لتوقيع اتفاق للتجارة الحرة معها

 


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


أخبار الجامعة

كلية العلوم بصفاقس انطلاق حملة اعتقالات واسعة النطاق تعيش مدينة صفاقس و على إثر التحركات التي خاضتها بعض الكليات طيلة الأسبوع الماضي حملة اعتقالات في صفوف طلبة كلية العلوم. هذه الحملة انطلقت منذ مساء يوم الخميس 23 نوفمبر وطالت 6 طلبة كانوا بصدد تحضير وجبة عشاء: تم احتجازهم داخل منزلهم إلى حين قدوم التعزيزات لنقلهم إلى منطقة الأمن بحي البحري ثم التحقيق معهم و احتجازهم لمدة لا تقل عن 20 ساعة.  تمحورت التحقيقات حسب الطلبة المسرحين حول التحركات النقابية داخل الكلية و مدى التجاوب في محاولة لتشويه صورة العناصر البارزة. لم تخل هذه التحقيقات من التخويف والتهديد بالبطالة والتبعات الأمنية و غيرها. و تتواصل الاعتقالات لتطول الطلبة عند خروجهم من المساجد و في الأحياء و في الطريق المؤدية إلى الكلية…  

فرقة الإرشاد بمنطقة الأمن بحي البحري انتدابات لـ « قوادة » بالجملة

بكل الجهود المبذولة من قبل أعوان فرقة الإرشاد و على رأسهم رئيس الفرقة المدعو محمد التومي تم دعوة كل الطلبة بعد التحقيق إلى أداء الواجب الوطني( والمتمثل في المساهمة في الحفاظ على النظام العام و تحقيق الاستقرار لتوفير الأجواء الملائمة للدراسة) بتمرير معلومات عن الطلبة الناشطين في الكلية (نوعية النشاط, الأفعال و الأقوال الصادرة عن كل طالب…) دون اعتبار هذه الخدمات قوادة أو شيء من هذا القبيل.  

طالبات الكلية… هزيمة للتسلط الأمني والإداري:

ليس هذا بجديد على طالبات كلية العلوم بصفاقس اللاتي لطالما كنّ مثالا يقتدى به في العزيمة والإصرار على الصمود أمام مشروع استئصال مظاهر التدين فهاهو الزي الإسلامي الأصيل يعود من جديد إلى الكلية صارخا لن نركع إلا لله.  

كلية العلوم بصفاقس- دعم متواصل للمقاومة الإسلامية:

بعد تنظيم اليوم المفتوح لمساندة منكوبي مجزرة بيت حانون (الاثنين 13 نوفمبر 2006) و التجاوب الفعلي الذي شهدته الكلية قام طلبة القائمة المستقلة بتنظيم حفل لفرقة الكرامة و ذلك يوم السبت 25 نوفمبر 200 اتسم الحفل بالتفاعل والحماس فغنت الكرامة لشهداء غزة وجنين ثم حيفا و يافا  ثم لبيروت و لبنت جبيل… وقد دامت الأمسية قرابة الثلاث ساعات كانت كافية على حد تعبير الحاضرين لاسترجاع الحرية المفقودة في نفوس ملت الاضطهاد الفكري و الحركي. طلبة جامعة صفاقس   (المصدر: « أخبار الجامعة » من موقع طلبة تونس بتاريخ 28 نوفمبر 2006) الرابط: WWW.TUNISIE-TALABA.NET


 

النقابيون الراديكاليون
بلاغ إعلامي  
على إثر دعوة » النقابيون الراديكاليون » للتحركات شهدت الجامعة سلسلة من التحركات الإحتجاجية في علاقة بمسألتين : 1-إلغاء الوزير لفترة المراجعة بكل الكليات 2-محاكمة مناضلي الإتحاد العام لطلبة تونس بقفصة و صفاقس. تحركت كل من: -كلية العلوم بتونس باضراب عن الدروس خاضه الطلبة يوم 28/11/2006 و مسيرات جابت أرجاء الكلية -كلية الحقوق و الاقتصاد تونس اضراب يوم 28/11/2006 توج بيمسيرة بالمركب الجامعي توجهت نحو كلية العلوم أين أقام التقابيون الراديكاليون تحرك مركزي. -كلية العلوم بنزرت اضراب يوم 28/11/2006 من أجل اطلاق سراح المناضلينو حقهم المشروع في النشاط النقابي و السياسي. -المعهد الاعلى للغات الحية: اضراب من أجل اطلاق سراح مناضلي الاتحاد. -معهد الصحافة و معهد التوثيق: اجتماعات عامة و سلسلة من التحركات توجت بدعوة لاضراب يوم 29/11/2006 من أجل اطلاق سراح مناضلي قفصة و صفاقس. هذا و إن عديد الاجزاء تحضر لتحركات في علاقة بالمسألتين. النقابيون الراديكاليون


أصدر الإتحاد العام التونسي للشغل البلاغ التالي: الإتحاد العام التونسي للشغل تونس في 28 نوفمبر 2006  بـلاغ
يعلم الإتحاد العام التونسي للشغل أنه تم تشكيل لجنة وقتية، من الصحافيين المنخرطين في الإتحاد العام، لإعداد المؤتمر التأسيسي لنقابة الصحافيين التونسيين. وتتكون اللجنة من الإخوة:  محمـد معـالي محمـود الذوادي لطفـي حجـي بشيـر وارده محمـود الكتاتني الامين العام المساعد المسؤول عن النظام الداخلي الهادي الغضباني
 


الرابطة تنتقد المضايقات المسلطة على المرزوقي و الجبالي

 
رحبت الهيئة المديرة لرابطة حقوق الإنسان بالإفراج عن مجموعة من المساجين السياسيين لكنها انتقدت المضايقات التي يتعر ض لها الدكتور المنصف المرزوقي والسيد حمادي الجبالي. وأكدت في بيان يوم 17 نوفمبر الجاري تسجيلها « لإيجابة » قرارالإفراج عن مجموعة من المساجين السياسيين الذين حوكموا بتهمة الإنتماء لحركة النهضة وتجديدها المطالبة بإطلاق جميع المساجين السياسيين وسجناء الرأي وسن قانون العفو التشريعي العام. كما دعت إلى رفع جميع التضييقات المفروضة على قدماء المساجين السياسيين وتمكينهم من جميع الحقوق وخاصة الحق في الشغل والعلاج وحق التنقل بحرية وإنهاء جميع أشكال المراقبة الإدارية المفروضة على العديد منهم. ومن جهة أخرى أدانت بشدة المضايقات التي يتعرض لها الدكتور المنصف المرزوقي رئيسها الشرفي ورئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية منذ عودته إلى تونس ، وعبرت عن تضامنها معه منبهة « إلى خطورة ظاهرة إطلاق يد أعوان الأمن والميليشيات للتعدي على الحريات الفردية والعامة دون رقيب أو حسيب وخارج نطاق القانون ». كما أدانت في نفس البيان الضغوط المسلطة على السيد حمادي الجبالي رئيس التحرير د السابق لجريدة « الفجر » والسجين السياسي السابق الذي يتعرض منذ خروجه « إلى شتى أنواع المضايقة والتنكيل وأحيل على المحكمة صحبة زوجته بتهم واهية ، وفي المدة الأخيرة تم منع اقامة مراسم زواج ابنته « . وانتقدت الإنتهاكات ضد النشطاء النقابيين الطلبة « لمنعهم من ممارسة حقهم في النشاط النقابي وحرية الإجتماع ومساندة زميلهم سامي عمروسية الذي التجأ إلى شن إضراب عن الطعام للمطالبة بحقا في التعليم ». وطالبت الرابطة السلط المعنية بإطلاقهم فورأ بعد أن أوقفوا وأحيلوا إلى محكمة ناحية قفصة للمحاكمة يوم الثلاثاء 21نوفمبر2006 .   (المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 382 بتاريخ 24 نوفمبر 2006)

وزارة التعليم تشجع مؤتمرا تطبيعيا

 

استقبل وزير التعليم العالي خلال الأسبوع الماضي أعضاء المكتب التنفيذي للإتحاد الدولي للجغرافيين بحضور رئيس الجمعية التونسية للجغرافيين . ودارالحديث خلال اللقاء عن الإستعدادات لاستضافة تونس المؤتمر العالمي للجغرافيين المقرر عقده في سنة 2008 بمشاركة 5000 جغرافي من 100 دولة ، وقال بلاغ للوزارة إن الوزير أكد دعما للإتحاد الدولي وحرصا على إنجاح المؤتمر. ومن بين الدول المشاركة اسرائيل التي سترسل وفدا إلى المؤتمر مما أثار جدلا طويلا بين أعضاء الجمعية التونسية للجغرافيين على خلفية رفض تلك الخطوة التطبيعية. ويتساءل عدد من الجامعيين لماذا نضطر للإختيار بين الإعتذارعن احتضان مؤتمر دولي بهذا الحجم أو قبول وفد اسرائيلي بيننا، فهناك صيغة تم اعتمادها في بلدان عربية أخرى مثل المغرب وأعطت نتائج إيجابية ، وهي استضافة المؤتمر ورفض مشاركة الوفد الإسرائيلي. فالدورة الأولى من « منتدى المستقبل » الذي ترعاه الولايات المتحدة انعقدت في المغرب برئاسة وزيري الخارجية آنذاك كولن باول ومحمد بن عيسى وغابت اسرائيل لأن القوى الوطنية المغربية تصدت لحضورها. وتكررت هذه الطريقة في مؤتمرات لاحقة . بل إن كثيرا من المؤسسات الأوروبية صارت تقاطع اسرائيل علنا ولا تسمح لوفودها بالمشاركة في تظاهراتها خصوصا بعد المجازر الأخيرة التي ارتكبتها في لبنان وقطاع غزة ، فلماذا نكون أقل حرصا على كرامتنا وأقل دفاعا عن قضايانا من الأوروبيين ؟ وأين موقف الجامعيين التونسيين من حضور وفد اسرائيلي في مناسبة يفترض أنها تكتسي طابعا علميا وليست ستارا لتكريس تطبيع تأباه كل القوى المدافعة عن مبادئ الحق والعدل ؟   (المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 382 بتاريخ 24 نوفمبر 2006)

وزير تونسي يطالب اتحاد الكرة بالنزاهة والشفافية

 

تونس (رويترز) – قالت مصادر رسمية يوم الثلاثاء ان وزير الرياضة التونسي عبد الله الكعبي دعا اتحاد كرة القدم الى توخي المصداقية في تعيين الحكام في الدوري المحلي بعد يوم واحد من استقالة صلاح الدين الزحاف رئيس نادي الصفاقسي. وأعلن الزحاف في وقت سابق استقالته من منصبه احتجاجا على ما قال انها « مظالم تحكيمية تعرض لها الصفاقسي تجري امام انظار رئيس الاتحاد الذي لم يتحمل مسؤولياته. » ودعا الوزير في اجتماعه برئيس الاتحاد على لبيض الى « توخي المصداقية والشفافية في مسألة تعيين الحكام ومضاعفة الجهد لتوفير أفضل ظروف النجاح لبقية مباريات الدوري. » وتصاعدت في الاسابيع الاخيرة من الدوري احتجاجات عدة اندية على التحكيم وواجه اتحاد الكرة انتقادات بمجاملة حكام وفرق بعينها. وأنزل الاتحاد الاسبوع الماضي عقوبة الايقاف لمدة ثلاثة اشهر على الحكم يسري سعد الله لادارته مباراة الملعب والترجي بشكل سيء غير نتيجة المباراة. وقال رئيس الصفاقسي مبررا استقالته « ما دام علي لبيض رئيسا للاتحاد لا يمكن أن أكون رئيسا للصفاقسي. »   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 28 نوفمبر 2006)  

الـمـوضُــــوع   خلال مداولات البرلمان وفي باب النقاش العام للميزانية بالذات… صحافيون لاحظوا أن النواب أطالوا في تعداد الإنجازات. وبما أن وقت التدخل قصير… فإنّ الحديث عن الماضي لا يترك المجال لذكر المصير. لذلك تساءل الصحافيون (طبعا بصوت غير مسموع…) متى سيدخل المناقشون في صلب الموضوع؟ وهو كما ترون سؤال خارج عن الموضوع. محمد قلبي   (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 28 نوفمبر 2006)

 

مقتل مغربي في تونس العاصمة

     

لقي عامل مغربي مصرعه ليلة الأربعاء الخميس الماضيين، في مقر سكناه بمقرين (الضاحية الجنوبية للعاصمة التونسية) إثر إصابته بطعنة سكين في صدره. وحسب أقوال زوجة الهالك (أ.م) التونسية الجنسية، فإن شخصا غريبا فاجأهما بالدخول من إحدى نوافذ منزلهما قصد السرقة، وعندما حاول الاعتداء عليهما تحاشته، لكنه نال من زوجها فأرداه قتيلا بطعنة سكين على مستوى الصدر. وأفادت المصادر ذاتها، أن الشرطة اعتقلت زوجة الضحية على ذمة التحقيق نظرا لتضارب أقوالها، فيما أمرت النيابة العامة بتشريح الجثة بمركز الطب الشرعي بالعاصمة. ويذكر أن الضحية (أ.م)، وهو من مواليد 1961 بمدينة تازة، يقيم بتونس منذ عام 1993 ويعمل بإحدى الشركات.   (المصدر: صحيفة « بيان اليوم » المغربية الصادرة يوم 28 نوفمبر 2006) الرابط: http://www.bayanealyaoume.ma/Detail.asp?article_id=66345  


 

 

المولدي الجندوبي الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بجندوبة أول مترشح للمؤتمر العام :

من أجل تعزيز المشاكسة الهادفة والنضال ضد الجهويات …

 

إرتأت حقائق ان تجري حوارا مع السيد المولدي الجندوبي الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بجندوبة ؛ وهو نقابي / رابطي لا ينتمي لأي حزب سياسي أول مسؤول نقابي رشحته الهيئة الإدارية الجهوية للعضوية القيادة النقابية …   

 

 ــ كنت أول من أعلن ترشحه بصفة مغايرة لما هو معهود حيث رشحتكم الهيئة الإدارية الجهوية ؛ الأمر الذي اعتبره البعض مخالف لقوانين المنظمة . هل من توضيح في هذا الصدد ؟

 ـ قبل الإجابة على هذا السؤال أتوجه بالشكر إلى مجلة « حقائق » التي اتاحت لي الفرصة لتوضيح بعض المسائل التي تشغل بال المهتمين بالشأن النقابي وهذا ليس بجديد على المجلة التي فسحت لي ولغيري من المترشحين المجال خلال تغطيتها لمؤتمر جربة الإستثائي .

 وإجابة على سؤالكم أقول : إن الهيئة الإدارية الجهوية بجندوبة دعتني إلى الترشح لعضوية المكتب التنفيذي  وهي على علم بأن الترشح فردي وشخصي وبابه لم يفتح بعد .

إن هذه الدعوة تعطي للمترشح جدية ومصداقية قد لا تتوفران لمترشحين آخرين كما أنه يكون أكثر مصداقية إذا كان ضمن قائمة وبرنامج مدعم ببيان انتخابي وهذا ما أسعى إلى تحقيقه .

كما أؤكد بأن هذا الترشح لم يكن على أساس جهوي ؛ فعضو المكتب التنفيذي يمثل كل الشغالين دون استثناء ؛ بل هو لدعم التوجه المستقل والمناضل الذي يرفض الجهويات والو لاءات ويستشير سلطات القرار ويلتزم بقرار الأغلبية ويسهر على تطبيقه ولو كان رأيه الشخصي مخالفا لذلك .

 

 ــ يعتبر البعض أن جندوبة و القيروان و بن عروس والمهدية تمثل تيارا نقابيا مشاكسا في الإتحاد ؛ بماذ تردون على هؤلاء ؟

 

 ــ نقول لهم ماذ تقصدون بالمشاكس ؟

هل إن الدفاع عن الاستقلالية والنضالية والمسألة الوطنية مشاكسة ؟

هل إن رفض الو لاءات والدفاع عن منظمات المجتمع المدني  مشاكسة ؟

هل التشبث بالمبدئية والسهر على احترام قوانين المنظمة مشاكسة ؟

 إذا كان ذلك كذلك فإننا نقول نعم  للمشاكسة الهادفة التي أصبحت تتعزز يوم بعد يوم في عديد الجهات وعديد القطاعات التي دافعت عن هذا التوجه في عدة محطات نضالية.

 

 ــ كثر الحديث في الإتحاد عن حلف الشمال قياسا بتحالفات ذات صبغة جهوية تقليدية وأخرى سياسية … أين تتموقع جندوبة نقابيا ؟

 

 ــ إن التحالفات الجهوية مرفوضة مهما كانت مبرراتها فالمترشح لعضوية المكتب التنفيذي لا يمثل أي جهة بل كل النقابيين بقطع النظر عن الجهة التي ينتمي إليها .

 كما أن التحالفات السياسية أيضا مرفوضة فالإتحاد العام التونسي للشغل مستقل عن كل الأحزاب السياسية وهو يتعامل معها باستقلالية على أساس الدفاع عن مصالح العمال المادية والمعنوية .

وإجابة على سؤالكم أين تتموقع جندوبة نقابيا ؟ أقول تتموقع مع كل نقابي يتبنى برنامجا نقابيا مناضلا ومستقلا يرفض الجهويات والولاءات الشخصية أو الحزبية الضيقة فالتحالف يكون على أساس أرضية عمل وبرنامج نقابي واضحين .

 

 ــ هل من كلمة أخيرة ؟

 

 ــ أقول :خلال المؤتمر قبل انتخاب المكتب التنفيذي المقبل يجب أن نقيم تقييما موضوعيا أداء كل مترشح ومواقفه خلال الفترة الماضية ثم اختيار من  كانت مواقفه معبرة عن استقلالية الإتحاد ونضاليته وديمقراطيته ورفضه للجهويات والو لاءات الشخصية والسياسية ويستشير سلطات أخذ القرار ويلتزم بقرار الأغلبية ويسهر على تنفيذه ولو كان مخالفا لرأيه الشخصي .

كما تجدر الإشارة بأنه لا يخلو أي قطاع أو جهة من مناضلين صادقين تميزوا بمواقف دعمت الخط المستقل والمناضل والديمقراطي للإتحاد ويلتزمون بمواقف سلطات أخذ القرار .

كل هؤلاء يمكن أن يتوحدوا حول أرضية أو برنامج أو خطة نضالية ويترشحون لعضوية المكتب التنفيذي ضمن قائمة وبيان انتخابي واضح ويمكن أن تكون لهم حظوظ وافرة في النجاح وان يضيفوا الكثير لهذه المنظمة العريقة .

 

( المصدر مجلة حقائق العدد 28 من 27 نوفمر الى 2 ديسمبر 2006 )   

 

 

بسم الله الرحمان الرحيم

و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين

                                                                                                                                   تونس في 27/11/2006 

 

الرسالة رقم 176 على موقع الانترنات تونس نيوز

الحلقة الثالثة و الأخيرة

رسالة مفتوحة إلى عناية السيد رئيس مجلس النواب الموقر بمناسبة عرض ميزانية الدولة عام 2007 إن شاء الله

للضرورة الملحة أعود إلى مواصلة الكتابة حول مداولات مجلس النواب بمناسبة المصادقة على ميزانية الدولة لعام 2007 إن شاء الله بعد أن توقفت في الحلقتين السابقتين يومي 22.و 23 نوفمبر 2006 بموقع الأنترنات تونس نيوز و قد طرحت في المقالين 15 نقطة هامة و صريحة … و أواصل اليوم في الحلقة الثالثة بقية النقاط السبعة و قبل الشروع في ذكر النقاط أودّ أن أذكر بأني إقترحت في مقالي الأول الصادر يوم 22 نوفمبر 2006 ضرورة بث بيان الوزير الاول السيد محمد الغنوشي الذي هو بيان الحكومة الذي يحدد أولويات الحكومة و برنامج ميزانية الدولة لعام 2007 و الإختيارات الكبرى و ملامح الخطة الحكومية في عديد المجالات ..و لكن مع الأسف كالعادة و منذ أعوام تجاهلت التلفزة الوطنية و صممت على عدم الإصغاء إلى رأي المواطن و لكن تلفزتنا لم تصمم و لم تسكت على خصم منابها في فاتورة الكهرباء كل شهرين و التي تهرول مع الشركة الوطنية للكهرباء و الغاز لخصمها على كل مواطن حسب الإستهلاك مقابل آداء التلفزة و لكن تلفزتنا لم تقدم إلينا الشىء الذي نريده و نرغب في الاستماع إليه …

و تحرمنا حتى من الاستماع إلى بيان الحكومة على لسان الوزير الأول : الذي كنّا نستمع إليه بإهتمام كامل فترة حكم المرحوم الهادي نويرة الوزير الأول رحمه الله في عهد حكومة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله و كذلك في فترة حكومة السيد محمد مزالي الوزير الأول الأسبق لماذا اليوم وقع حذف بث البيان من طرف تلفزتنا رغم إلحاحنا و ما اشرت إليه في مقالي المذكور…

المحور السادس عشر: حول تكريم المناضلين الأوائل الذين إنتخبوا في أول مجلس تأسيسي عام 1956 و النواب الذين إنتخبوا في أول إنتخابات رئاسية و تشريعية في 8 نوفمبر 1959 و ساهموا مع من سبقهم في تحرير دستور غرة جوان 1959 و قد اشرت في مقالي الصادر يوم 25 مارس 2006 على موقع تونس نيوز إلى ضرورة إحياء الذكرى الخمسين لتأسيس المجلس التأسيسي الأول و إقترحت تكريم من بقوا على قيد الحياة منهم و تكريم أبناء و أحفاد الأموات رحمهم الله .

المحور السابع عشر : التأكيد على إيلاء عناية خاصة عند عرض ميزانية الوزارة الأولى و مناقشة ميزانيتها لعام 2007 إن شاء الله دعم منحة المقاومين و المناضلين و تطويرها و مضاعفتها من 140 دينار حاليا إلى 260 دينار مستقبلا و هذه المنحة تعتبر إذا تطورت تمثل الأجر الأدنى المضمون في بلادنا.

المحور الثامن عشر: التركيز على بعض الحالات و الوضعيات المادية لنواب قدامى تحملوا المسؤولية في مجلس النواب لفترة معينة و هم في وضعية مادية صعبة و ينبغي العناية بهم و أذكر منهم المناضل فتح الدين البودالي المناضل الدستوري المعروف و الذي يستحق الدعم و العناية و ما تقديم المناضل الهادي البكوش رجل الوفاء و الوزير الأول الأسبق لكتابه إلا دليلا و تأكيدا لنضالات هذا الرجل الذي عرفته عام 1985 في الساحة الوطنية مناظلا صادقا ووطنيا غيورا على مكاسب الاستقلال و إنجازات الدولة العصرية وواصل نضاله الوطني حتى عام 1999 و كان في طليعة العاملين الصادقين و ما قاله يوم 29 /07/1996 أمام السيد محمد جغام عضو الديوان السياسي للتجمع ووزير الداخلية آنذاك يعتبر مرجعا للأجيال و المناضلين و هو من أبرز الوجوه المناضلة التي عاشرتها في ميدان العمل النضالي و خبرت صدق معدنها و صفائها للوطن و كتاب هذا الرجل يروي محنته و حيرته و لكن كتابه بقي مجهولا و مغمورا لأنه يروي حقائق مرة..

أقول هذا للأخ فؤاد المبزع لأنه رجل وطني عاش عهد الكفاح الوطني و خاض خضم المحن و الشدائد و عاش أوضاع المناضلين الصادقين و هو جدير بتقدير كل من عرفه من المناضلين.

المحور التاسع عشر : نرجو كشفا سنويا واضحا على محاصيل و مداخيل الصندوق الوطني للتضامن 26 /26 و اين صرفت الأموال و كم مبلغ التبرعات و الإعانات و الخصم على الرخص شهريا الكشف المالي محبذ حتى ندرك أهمية المبالغ و اين صرفت في أبوابها المشروعة و هذا يعكس بحق الشفافية المطلوبة.

المحور العشرين : ضرورة سنّ قانون يحدد سنّ النائب لعضوية مجلس النواب بداية من 28 سنة للشباب و الفتاة و 75 سنة للشيخ كسنّ قصوى يوم الاقتراع مع الفترة النيابية بخمسة أعوام إذا كتب الله لصاحبها بطول العمر يصبح في نهاية الفترة النيابية عمره 80 سنة و هو أقصى سن لتحمل مسؤولية نيابة و للإنسان الحق في الراحة بعد هذا السنّ … و الخلود إلا لربّ العالمين لا ينازعه أحد من خلقه

المحور الحادي و العشرين : ضرورة تكريم نجل الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله أو أحفاده و قد حصل في المملكة المغربية بمبادرة من الملك الشاب محمد السادس نصره الله العام المنصرم تكريم و إسناد وسام الملكي العلوي الأكبر الرفيع للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة و تسلمه نجله الحبيب بورقيبة الإبن حفظه الله و متعه بالصحة كما حصل في الحفل توسيم السيد حسين آية أحمد الزعيم الجزائري و حفيد الجنرال ديغول بالوسام العلوي الأكبر تقديرا لنضالات الزعماء الثلاثة في المغرب الشقيق 

المحور الثاني و العشرين : التأكيد على تتويج نجل الزعيم الشهيد فرحات حشاد الاستاذ نور الدين حشاد بتوصية لإنتخابه في الفترة القادمة 2009 في مجلس النواب إذا كان في العمر بقية و هو الآن بلغ سنّ الستين و حسب مشيئة الله سبحانه و تعالى و هو العليم بأسرار الأرزاق و الأعمار بيده و لا يعلمها إلا هو وحده … وقد ذكر الله في سورة لقمان خمس خصائص  قال الله تعالى : إنّ الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في الأرحام و ما تدري نفس ماذا تكسب غدا و ما تدري نفس بأي ارض تموت إنّ الله عليم خبير صدق الله العظيم.

و في إطار إقتراحنا حول الأخ نور الدين حشاد نجل الزعيم فرحات حشاد نوصي بترشحه للنيابة إذا حصل شغور قانوني  في المجلس إعترافا لنضالات والده و تضحياته الجسام و استشهاده في سبيل الوطن و من أجل برلمان تونسي حرّ و منتخب و هو أجدر بهذا التكريم و المسؤولية ليست غاية في حدّ ذاتها و لكن هي تتويج و رمز لمعاني الوفاء لنضالات والده الشهيد الوطني رحمه الله و قد اوحى لي بهذا الاقتراح تصريح و حديث السيد الرئيس السابق لجمهورية لبنان الاستاذ أمين جميل حيث أشار يوم السبت 25/11/2006 في الحوار المفتوح الذي أجرته قناة الجزيرة معه بأشراف المذيع و المنشط غسان بن جدوا مراسل الجزيرة في لبنان و هو إبن تونس بين قوسين

قال الرئيس أمين جميل أن نجلي بيار جميل الشهيد كان هدفه من الترشح لمجلس النواب هو إحياء الإرث الوطني للعائلة من الجد إلى الأب إلى العم كلمة مؤثرة

و نحن في تونس نرجو أن نجد في قبة البرلمان التونسي شخص ينتمي إلى العائلات السياسية الكبرى و الرموز الخالدين أمثال الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة. و الشهيد فرحات حشاد و الشهيد الهادي شاكر رحمهم الله و ذلك قمة الوفاء

قال الله تعالى : يا ايها الذين آمنوا إتقوا الله و قولوا قولا سديدا صدق الله العظيم و قال أيضا  هل جزاء الإحسان إلا الإحسان صدق الله العظيم

ملاحظة هامة :

لنا الثقة في شخص السيد فؤاد المبزع المناضل و الوجه القديم الذي يعرفه الجميع و نعوّل عليه لإبلاغ مشاغلنا لرئيس الدولة.               

و الله ولي التوفيق                                                      

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا

 


 

ماذا تبقى من ذلك الزمن الجميل ؟

بسام بونني (*)

 

« اتصالات تونس ترحب بكم في بلدكم الثاني تونس ». الإرسالية القصيرة التي تلقيتها على خط هاتفي القطري لدى وصولي إلى تونس آلية حيث تستقبل الشبكة المحلية الشبكات الدولية المتوافدة على البلاد.

لكن مرت الأيام وشعرت حقيقة أني في بلد ثان أو على الأقل في بلد ليس بلدي الذي عرفته وعشت فيه صبايا بعد العودة من مسقط رأسي باريس.

ليس هذا هو البلد الذي تعلمت فيه وقمت فيه بخطواتي الأولى في الصحافة.

زيارتي كانت إجازة كنت أتشوق إليها لا سيما وأني لم أقض شهر رمضان في تونس منذ سنوات.

لكن، كل شيء تغير… حتى رمضان.

كانت حملة رهيبة تشنها السلطات وتابعيها من صحف ومسؤولين محليين على الحجاب. الدعابة في تونس كانت أن نقول إن السلطات « تغض البصر » عن الحجاب في الشهر الكريم وتترك مناشيرها التي تحظر « اللباس الطائفي » في الدرج قبل العودة إلى التصعيد غداة العيد.

لكن شيئا من هذا لم يكن هذه المرة وفاض الكيل بالسلطات التي أطلقت العنان لحملة تصعيدية لم يسبق لها مثيل ضد ما وصفته باللباس الدخيل. بل وذهبت إحدى الصحف إلى وصف الحجاب بلباس « العاهرات والمومسات ».

باختصار، فقدت تونس في بضعة أيام كل « الأصول » – بالمصري -. فالحوار عن الحجاب انقلب إلى هتك لأعراض المحجبات واستهزاء من موروث ديني ووطني.

لم تكن مسألة الحجاب هي الوحيدة التي لفتت انتباهي خلال إجازتي السنوية في بلادي – وإن غارت علي … –

تونس كانت محطة مرت منها الأديان كلها. ولكل تمسكه بما يعتبره حقه الشرعي في اعتبار تونس جزءا من ديانته. فاليهود يقولون إن بقايا هيكل سليمان موجودة اليوم في كنيس « الغريبة » بجزيرة جربة. أما المسلمون، فالقيروان التي توجد فيها مقبرة قريش – دفن فيها الصحابة أو أحفادهم الذين رافقوا عقبة بن نافع في فتح إفريقية – لا تزال صرحا من صروح الإسلام في العالم رغم التصعيد المزدوج ما بين ظلاميين « حكوميين » وآخرين « سلفيين ».

لكن المفاجأة أن غبطة أسقف تونس، مارون لحام، أخبرني خلال زيارتي له بأن تونس قدمت للفاتيكان ثلاثة باباوات في أهم مفاصل تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. كان من الرائع أن أطلع على أهمية الدور الذي لعبه البابا التونسي القديس غيلاسي في ضبط العلاقة بين الكنيسة والدولة.

 

في نفس اليوم أعلنت محكمة عراقية عن الحكم بالإعدام على قاتل الزميلة الشهيدة أطوار بهجت والذي كان تونسي الجنسية. و »أخينا » لم يكن ليكتفي بتلك الجريمة النكراء بل كان الرأس المدبر لتفجير مرقدي الأمامين العسكريين في سامراء، في فبراير الماضي.

 

انتابني شعور بأن تلك الصورة الجميلة لتونس اختفت. صورة « حلق الوادي » تلك القرية المطلة على البحر الأبيض المتوسط التي سادها التعايش بين يهود ونصارى ومسلمين لعدة قرون…كلها اختفت. صورة تونس التي يحج إليها الشعراء وينزوي إليها القديسون.

 

المفجع المبكي أن الكل في تونس يلخص لك المسألة في صراع بين السلطة والإسلاميين. أين البقية ؟ أين المجتمع المدني ؟ أين اليسار؟ أين النقابات ؟

 

هل انتهى ذلك الحلم بتونس تتكامل فيها التيارات ولا تتضارب ؟ هل انتهت تلك الصورة التي قدمها لنا الحزب الشيوعي التونسي – الذي لست من مناصريه – عندما كانت الأديان كلها مجتمعة حول طاولة لتوحيد الصف الوطني ضد المستعمر الفرنسي ؟

 

آخر جولاتي في تونس العاصمة قبل عودتي إلى الدوحة كانت في « لافايات » و »باب الجزيرة » و »مونتفلوري »، وهي أحياء قديمة ذات طراز غربي. حزنت كثيرا لحالة المباني وتذكرت حينها حال « وسط البلد » في القاهرة و »عمارة يعقوبيان » – وقدر لي العمل قرب العمارة لكني لم أتفطن إليها إلا في الفيلم – . والحال عليه في الإسكندرية والإسماعيلية والدار البيضاء وبيروت والجزائر العاصمة …

الحال واحد : فوضى عامة وانعدام مطلق للتسامح.

 

لكن التاريخ لن يرحم من كان سببا في هذا المشهد المأسوي والذي من الممكن تلخيصه في هذه الرواية التي راجت في باريس حيث أصيب فرنسي بانهيار حاد عندما اعتنق ابنه الإسلام قبل أن يوصيه صديق له بإرساله إلى إحدى الدول العربية لكي « يرتد ». وفعلا « ارتد » الشاب. وعندما سئل عن سبب عودته إلى نصرانيته، قال : البوليس عذبني والمشائخ أفزعوني.

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ورحم الله الزمن الجميل الذي لم يكن فيه فرق بين عربي أو أعجمي إلا بالإخلاص إلى الوطن وتاريخه الذي داسته الأقدام.

 

(*) صحفي تونسي

 

(المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » بتاريخ 28 نوفمبر 2006)

 


 

في ملف تلفزي اساتتذة الزيتونة يقرون بوجوب الحجاب بطريقتهم المثلى

رن هاتف البيت فاذا بعض الأحبة يدعونني لمتابعة برنامج في التلفزة التونسية  فإذا بي اتابع برنامج ملفات الذي يتناول موضوع الحجاب . حيث استدعت منشطة البرنامج بعض اساتذة الشريعة  – توانسة صافيين – من بينهم امراة واستاذ في علم الإجتماع والنفس .وان حاولت الأستاذة منجية السوايحي ان تقدم للنظارة نصوصا دينية مقتطعة كي تبرز ان الإسلام يطلب الستر فقط – دون ان تبين لنا ما معنا الستر وما هي  حدوده – ولم يحدد لباسا معينا للمراة وحاولت ان تجد لها  سندا تقر به امكانية كشف الراس والقدمين واليدين الا ان الدليل قيدها فما استطاعت لذلك سبيل خصوصا وان مداخلات الألستاذ  محمد جمال قيدت الحوار بايات القرآن البينات الملزمة للحجاب مما جعل الأستاذة منجية تقر بالستر وتعلن ان رايها الخاص بها ان تغطية كل الجسد الا الوجه والكفين غير ملزم واحسنت حين قالت ان هذا رايها الخاص واحسنت حين اعلنت ان المراة حرة تلبس ما تشاء ليسترها. وهي ضد العري وهذا ما اجمع عليه كل الحضور كما اجمعوا ايضا مع الأستلذ محمد بوزغيبة والأستاذ عفيف الصبابطي ان المراة ملزمة بالستر وان في لباسنا التونسي التقليدي ما يحقق مراد الشارع من الذي امر بالحجاب . وحاول جميعهم ان يبينوا ان الإسلام دين الحرية والمساواة بين المراة والرجل , كما بين الأستاذ عبدالوهاب محجوب ان اللباس من ناحية علم النفس هو طريقة للظهور للآخر وعلى الإنسان ان يختار ما يشاء واستحب لو ان كل الطلبة والتلاميذ يلتزمون بلباس موحد  » طبلية بلوزة  » مما يظهر المساواة .

لقد شدني الحوار واشكر الأساتذة على ما ارادوا ايصاله للناس بطريقتهم الخاصة المهم انهم ما انكروا ية الحجاب  واقروا جميعا – باسثناء الأستاذة منجية – ان على المراة ان تستر كامل جسدها الا الوجه والكفين وتهجموا على من تستر وجهها- اي النقاب  ويعتبرونه تطرفا وان الوسطية والإعتدالا تكشف فقط الوجه والكفيين –  كما تهجموا على السواد وبينوا ان في لباسنا التقليدي  » السفساري تقريطة وغطاء الراس  » ما يحقق مراد الشارع مبينين ان ستر المراة لجسمها طلب شرعي اي هو استجابة لأمر الله تعالى وبينوا ان من لا ترتدي الحجاب لا يعني انها كافرة ورفض الألستاذ محمد جمال ان نطلق على من ترتدي الحجاب لفظ متدينة وان هذا لا يعني انها لم تكن متدينة قبل لبسها للحجاب.

ما اردت ان اخوض في موضوع الحجاب بل لعلي كنت من الرافضين للحديث في هذا الموضوع اساسا لألنه في نظري يتطلب ردة فعل عملية من كل متحجبة  وردة الفعل هذه خير من الف الف مقال .وبالفعل تمسك الفتايات بالحجاب رغم شدة التصدي له من طرف السلطات وخصوصا اعداء الدين كان خير جواب على ان تونس بلد اسلامي والإسلام فيه متاصل ومن اراد او خطط او دبر كي يبعد هذا البلد عن دينه تبين ان كل افعاله انما جاءت عكس مقصده اي ثبّتت الدين بدل ان تبعده عن حياة  » التوانسة »

ولقد اسرني ان اسمع واشاهد على التلفزة التونسية مثل هذا الحوار الذي قدمه برنامج ملفات حيث كان صوت الحق يعلوا اذا اقر اساتذة الشريعة ان الحجاب امر شرعي لكن كل واحد منهم اراد تبليغ هذا الأمر باسلوبه الخاص / بعيدا عن ازعاج السلطات – حيث تحس  انهم يرفضون ما تقوم به السلطات وبعض اعداء الدين من محاربتهم للحجاب وذلك من خلال ترديدهم  / الستر مطلوب والمراة حر في اختيار لباسها  وان المراة لا يرى منها الا الوجه والكفيين

وكان اوضحهم الأستاذ محمد جمال استاذ الفقه .

نعم يااساتذة الشريعة بلغوا صوت الشرع للناس حتى وان كان اسلوبكم دون التعرض للسلطة فهذا امر حسن منكم فنحن لا نريد الا الحق

فشكرا لكم   ان بلغتم  » للتوانسة  » وبصوت   » تونسي  ان ايات الحجاب محكمة وان لباس  » التوانسيات  » التقليدي فيه ما يحقق مراد الشارع وانه علينا محاربة العري لا الستر.

هذا ما اراه عموما في الملف وان كانت بعض التدخلات من بعض الأساتذة تستلزم النصح والتقويم

والله ولي التوفيق

بوعبدالله بوعبدالله

 

 


 

تونس: « الحملة على الحجاب فاصل من الحرب على الإسلام

تونس: خاص

 

في تونس… عندما يتعلق الأمر بالإسلام تجد نفسك أمام حالة عجيبة من المتناقضات، وعندما يتطرق الأمر إلى الثوابت الإسلامية تكتشف العجب العجاب.. فللنظام الحاكم منذ عهد بورقيبة (1956- 1987م) وامتداداً مع عهد بن علي (1987- 2006م) له رؤيته الخارجة عن كل منطق وعقل والتي لم يأت بها أحد من المسلمين من قبل!

 

وقد وجد النظام ضالته في « التخديم » على تلك الرؤية عبر فرقة لا بأس بها من حملة الدكتوراه في الفقه والحضارة والشريعة الإسلامية وغيرها من المسميات والألقاب الإسلامية التي تحظى بالاحترام والتقدير لمن ينظر إليها، ولكن عندما يستمع إلى فتاواها ويجدها تنتزع تونس من هويتها الإسلامية، وتخلع المسلم والمسلمة من ثوابته التي يجمع عليها علماء الأمة يصاب المرء بالغثيان، من تلك البطانة الجاهزة دوماً بفتاواها وأفكارها، دفاعاً عن مواقف ورؤى علمانية تغريبية يحاول النظام منذ عهد بورقيبة حتى اليوم غمس تونس المسلمة فيها.

 

ومن العجائب فيما نحن بصدده.. أن نجد مخافر الشرطة في تونس وفي شهر رمضان.. شهر القرآن والعبادة مكتظة بالمحجبات اللاتي استجبن لنداء الله من فوق سبع سموات: وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على » جيوبهن… (النور).

 

لكن النظام التونسي لا يعترف بذلك ويعتبر دوناً عن كل المسلمين في الأرض ذلك اللباس « زياً طائفياً » وليس فريضة دينية! وبالتالي فهو يعد في عرف النظام وبطانته جريمة تجب مقاومتها وعقاب من يرتكبها.. أي أن التي تستر جسدها وتغطي شعرها وصدرها مجرمة تسام سوء العذاب، أما الكاسيات العاريات فهن مواطنات صالحات!

 

وقد حشد النظام منظومة من الإجراءات القانونية والإعلامية والفتاوى الجاهزة للتخديم على ذلك.. خاصة منذ أشهر وبعد العودة القوية واللافتة لارتداء الحجاب الذي كان قد اختفى تقريباً، منذ صدور مرسوم حكومي في ثمانينيات القرن الماضي يمنع ارتداءه في المؤسسات التعليمية والإدارية.

فقد أصدر النظام في عهد الرئيس السابق بورقيبة القانون رقم 108 الصادر عام 1981، ويعتبر الحجاب « زيًّا طائفيًّا »، وليس فريضة دينية، ومن ثَم يحظر ارتداؤه في الجامعات ومعاهد التعليم الثانوية.. ثم جاء النظام الحالي ليعتبره « جريمة كبرى » في الشارع أو في أي مكان، وهو ما يعارضه بشدة قطاع كبير من الشارع التونسي.

 

ولم تنقطع مطاردات النظام البوليسية للمحجبات على امتداد 25 عاماً، حيث يتم اعتقالهن من الشوارع ويطلب منهن تعرية الرأس، بل والتوقيع على تعهد بعدم ارتداء الخمار من جديد. ومنذ بداية هذا العام الدراسي وفي شهر رمضان الكريم ازدادت الحملة ضراوة بعدما فوجئت السلطات بإقبال متنامٍ على الحجاب من الفتيات والنساء؛ غير عابئين بحملة السلطات. وتدخل الرئيس زين العابدين وقاد بنفسه الهجوم؛ داعياً إلى ما أسماه « تكريس الاحتشام وفضيلة الحياء »، ورافضاً الحجاب الذي أسماه « زيّاً طائفياً »!! ولا ندري كيف خاصم النظام التونسي بين الحجاب والحياء وبين الحجاب والحشمة! وتلك من عجائب ذلك النظام.

 

ويتواكب ذلك الدور البوليسي ضد العفيفات مع حملة إعلامية ضارية على الحجاب، حيث تمسك الناطق باسم الرئاسة التونسية، عبد العزيز بن ضياء باعتبار الحجاب زياً طائفياً. وقال المسؤول الحكومي التونسي في مسامرة رمضانية بالعاصمة التونسية الخميس (12-10) إن الحكومة تعارض هذا اللباس بقوة، فيما تتسامح مع ما وصفه باللباس التقليدي التونسي!!

 

وساند الوزير مدير الديوان الرئاسي، عياض الودرني الحملة التي تشنها السلطات التونسية على الحجاب. وقال في هذا الصدد: « نؤكد معارضتنا للحجاب ونتمسّك بالمكاسب التي تحققت للمرأة التونسية، منذ أن صدر قانون الأحوال الشخصية التحرري عام 1956 »!

 

وقد ساندت هذه الحملة الرسمية حملة إعلامية موازية قام بها التليفزيون الرسمي الذي يشن حملة لا هوادة فيها على الحجاب والمحجبات، مخصصاً غالبية النشرات الإخبارية لتحذير النساء من ارتدائه، واصفاً من ترتديه من النساء بالانزلاق والانحراف عن جادة الصواب!

 

وتشارك الصحافة التونسية في الحملة بدور كبير عبر الصحف التونسية الكبرى. وقد خصصت صحيفة « الصباح » التونسية في عددها الجمعة (13-10) صفحة كاملة للهجوم على الحجاب؛ مشيرة إلى أن موجة التحجب برزت في السنتين الأخيرتين، وأقدمت عليها نسبة مهمة من النساء والفتيات.

ويشارك الصحافة حملتها، عدد من حمَلة الدكتوراه مثل عبدالرزاق الحمامي، الذي أفتى بأن « الآيات الخاصة بالحجاب تتعلق بنساء النبي »! ومنجية السوايحي المحاضرة بكلية الشريعة!!! التي زعمت أن « اللباس لم يكن في يوم من الأيام دليلاً على العفة أو دليلاً على التشبث بالعقيدة، مع التذكير أن الشرائع السماوية كلها دعت إلى الستر كقيمة تحفظ كيان الإنسان رجلا وامرأة »!، مضيفة أننا « لا نجد في القرآن والسنة نصاً يفرض على كل النساء المسلمات في العالم العربي والإسلامي زياً موحداً تلتزمن به ».

كما أكدت ألفة يوسف، جامعية في قسم الحضارة الإسلامية، أنه « لا يوجد في القرآن ما يدعو إلى ارتداء هذا الزي »!، في إشارة إلى الحجاب، « فكل ما فيه أمر خاص بنساء الرسول »!

 

تلك عينة من الفتاوى الغريبة التي تصادم كل الفتاوى والآراء الفقهية بشأن الحجاب قديماً وحديثاً.

وقد شهدت العديد من المؤسسات التعليمية تحركات احتجاجية للطلبة بعد منع الطالبات المحجبات من مزاولة دروسهن. كما ألقت قوات الأمن القبض على الناشط الطلابي عبدالحميد الصغير، وأحالته للمحكمة بتهمة الاعتداء على الغير، بعد دعوته لاجتماع طلابي عام في كلية العلوم بالعاصمة للاحتجاج على منع زميلاته المحجبات من دخول الكليّة.

 

وناشد أولياء أمور طالبات بالمدارس والجامعات، المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية التدخل لحمايتهن.

 

وأدانت حركة « النهضة » التونسية تشديد السلطة لحملتها على ارتداء الحجاب منذ بداية شهر رمضان الجاري، داعية العلماء والأحزاب السياسية في البلاد إلى التضامن مع المحجبات لضمان حقهن المشروع في اختيار لباسهن.

 

وفي بيان صدر الخميس 12أكتوبر الجاري استنكر الشيخ راشد الغنوشي، رئيس الحركة ما تردده « أبواق السلطة » من أن هذا الحجاب « هو رمز سياسي لخصم سياسي؛ ولذلك وجب منعه ووصفه بالزي الطائفي » زيادة في التلبيس، مبدياً تعجبه من أن السلطة « لم تكلف نفسها عناء استصدار فتوى من مفتي الجمهورية يسقط عن التونسية فريضة الحجاب؟ لماذا لم يفعلوا؟ ».

 

وطالبت حركة النهضة « علماء تونس وشيوخها بالتعبير عن موقف جاد ومسؤول أمام الله ثم أمام شعبهم يرفض هذا الاعتداء على حق المرأة المسلمة في ارتداء الحجاب متى اقتنعت بذلك ».

كما طالبت « المنظمات الحقوقية والإنسانية التونسية وكذلك الأحزاب السياسية الوطنية الجادة بإدانة حملة السلطة الظالمة والتضامن مع الفتيات والنساء المتدينات لضمان حقهن المشروع في اختيار لباسهن ».

 

وقد تعودت السلطات بين الحين والآخر تجديد حملاتها المكثفة ضد الحجاب خاصة مع قدوم شهر رمضان الكريم ودخول أيام الحج، وهي الحملات التي تذكّر بها السلطات الشعب بأن سلاحها مستيقظ لأي تهاون في الحجاب، ويصاحب تلك الحملات المكثفة في كل الأحوال حملات إعلامية مكثفة يقوم على رعايتها وتنفيذها حملة المباخر من المنافقين.

 

إن الحرب المستعرة على الحجاب في تونس لا تمثل إلا جبل الجليد من منظومة حرب متكاملة ومتعددة المراحل على الهوية الإسلامية للشعب التونسي الذي يتجه نحو الإسلام بقوة، وهو ما أصاب سماسرة الاستعمار الثقافي بما يشبه الجنون، وقد أسفرت تلك الحرب حتى الآن عن اكتظاظ السجون بالأبرياء بسبب تمسكهم بإسلامهم، حيث لا يدري أحد عنهم شيئاً… قتل منهم من قتل، ويواجه الآخرون الموت البطيء في سرية وكتمان تحت الأرض، كما أسفرت عن (علمنة) التعليم حتى وصل إلى أعماق جامعة الزيتونة الإسلامية، وتأميم الحكم لصالح الحزب الواحد والرجل الأوحد..! ومن يراجع سجل محاولات النظام في تغييب الإسلام عن تونس شعبا ًوأرضاً يكتشف إلى أي مدى تصل الحرب، فقبل استقلال تونس بعامين (عام 1954م) أعلن بورقيبة أنه يزمع إقامة حكم لا ديني في البلاد، وفي عام 1957م تم إلغاء قانون الأحوال الشخصية ومنع تعدد الزوجات وتغيير بعض أحكام الميراث.

عام 1958 المجتمع تم إلغاء الأوقاف العامة والخاصة.

عام 1959م تم منع التعليم الشرعي.

وفي عام 1960 المجتمع قاد بورقيبة حملة شرسة على الصيام حفلت بإجبار الموظفين على الإفطار ومعاقبة الصائمين.

– 1966 افتتح بورقيبة أول ناد للعراة بتونس.

– 1969م بدأت حملة لإغلاق المساجد وبيعها للمواطنين بدعوى محاربة أزمة السكن.

أضف إلى ذلك هجومه المتكرر على الإسلام والقرآن.. ولاحول ولا قوة إلا بالله.

 

وأياً كان الأمر فإن المبهر والمعجز في آن… أن الشعب التونسي صار كغيره من شعوب كثيرة، لم يعد يأبه بالحديد والنار، وصار يندفع بقوة إلى أحضان دينه.

 

(المصدر: مجلة المجتمع الكويتية، العدد 1724 بتاريخ 21 أكتوبر 2006)

الرابط: http://www.almujtamaa-mag.com/Detail.asp?InNewsItemID=203399

 

 


 

 

متى يخلع المثقفون الحجاب؟

مصطفى عاشور (*)

 

تابعت بعضًا من فصول « معركة الحجاب » بين وزير الثقافة المصري « فاروق حسني » وبين قطاع كبير من أعضاء البرلمان المصري، وما تبعها من تداعيات في الإعلام الفضائي والصحافة وجدل وصخب كبير، وشعرت بعدها بالقلق، ولا أنكر أنني خرجت بنتائج مهمة في مقدمتها: أننا ما زال بيننا وبين الاختلاف المثمر أزمان وأميال، وأن الضحية في ذلك هو الشعب الذي أصبح مغيبًا سياسيًّا وثقافيًّا عما يجري.

فعموم المصريين لا يدرك لماذا يختلف هؤلاء « المثقفون الديكة »، كما أنه ليس له مصلحة في أن يعرف، فهو غائب ومغيب؛ ولذا قرر أن يترك الساحة لهم؛ لكي يتقاتلوا بالكلمات، وانصرف هو ليركب الحافلة التي ينتظر وصولها كما ينتظر ليلة القدر ليعود إلى بيته بمجموعة من الأرغفة التي تسمو عنده في دورانها وجمال محياها على القمر ليلة البدر.

 

توظيف سياسي لأزمة ثقافية

وحتى لا نسير في فلك هؤلاء الذين انقسموا إلى شيع بعضهم كان أشبة بـ »المثقفين المرتزقة » الذين لا يختلفون كثيرا عن المرتزقة في الحروب، وهؤلاء تولوا إدارة المعركة وحولوها من معركة برلمانية إلى معركة حول كل شيء، بدءا من الدين ودوره في المجتمع والدولة، إلى معركة حول العلاقات بين أفراد المجتمع والعلاقة بين الفضيلة والحجاب.

لكن قبل الاقتراب من المشكلة هناك ملاحظة عامة على الحياة الثقافية في مصر، فالغالبية من الندوات التي تعقد والنقاشات التي تجري في المجتمع تفتح كل القضايا وكل ملفات الوطن ومشكلاته، ففي أي معركة أو ندوة أو أزمة تمتلئ صفحات الجرائد ويتبارز المتحاورون في الفضائيات وتشعر وكأننا أمام حرب حقيقية، ثم تمضي الأزمة ويمضي معها الجدل، وتبقى الملفات والمعاناة التي تركب الشعب المصري من شعر رأسه إلى قدميه.

 

رأى البعض أن « زوبعة الحجاب » تعبر عن أزمة مجتمع فقد بوصلته ويتجه للظلام، بل تعداه إلى اعتبار أن ما يجري هو « هرولة لذبح وزير الثقافة وإعدامه لمجرد أنه أبدى رأيا في مسألة قد لا يشاركه فيها قطاع كبير من الرأي العام ».

 

وقفز آخرون ورأوا أن الأزمة تعرضت لتوظيف سياسي متنوع، بدءا من إشعالها من قِبل الوزير الذي أحس أن موعد خروجه من الوزارة قد اقترب (أمضى في الوزارة أكثر من 16 عاما وهي سنوات طويلة للغاية) وأن من الأفضل أن يخرج منها « شهيدا » كمثقف عصف به الجمود الديني عندما أراد أن يعبر عن رأيه في قضية، ومن ثم كانت هناك حاجة ماسة لشن « حرب استباقية ثقافية » في معركة سيخرج منها منتصرا في كلتا الحالتين إما بالاستمرار في مكانه (ما دام في صدره قلب يخفق) أو أن يصبح خروجه من الوزارة خروج الأبطال والقديسين.

ورأى آخرون أن الأزمة التي تمت إثارتها باستخدام فاروق حسني هي أكبر منه، فالنظام أراد أن يقبر مطالب الإصلاح ويجعلها تدخل في سكتة دماغية لأجل غير مسمى، وهذا يقتضي القيام بمعارك إلهاء، وعملية إغراق لما يسمى بالنخبة المثقفة التي سيحدث لها مع معركة الحجاب حالة كبيرة من الاستقطاب الحاد للغاية.

وبالتالي ندخل في المعركة المتكررة والتي ينجح النظام في إثارتها فيجعل خصومه يتقاتلون معا بدلا من أن يوجهوا سهامهم وانتقاداتهم له، ثم يدخل هو -أي النظام- في الوقت المناسب ويختار مع من يتحالف، سواء بالقرب ممن يسمون أنفسهم بالمثقفين -وبالتالي يحظى بأقلامهم ويحصل على رضا الخارج من مؤسسات وصحافة أجنبية- أو أن يقترب من المزاج العام الجماهيري -إذا اضطرته الظروف لذلك- فيجدد شرعيته ويعيد إنتاج نفسه مرة أخرى، أو بمعنى آخر يقوم بعمل « نيو لوك » وعملية تجميل عنيفة تعيده إلى شبابه، فيعود « الشيخ إلى صباه » منتشيا بقوة البطش وممسكا بشرعية الدين والقيم.

التفسير الثالث يرى وجود حالة من التمدد في الحالة الإسلامية بأشكال متنوعة، وأن هناك مساحات يسعى هؤلاء لإسباغ رؤيتهم عليها، أي سحب غطاء الدين وفتح مظلته على الجميع مجتمعا ودولة، وأن ما يسمى بالعلمانيين أو الليبراليين يدركون ذلك، ويدركون معه أن بعضا من مكونات الحالة الإسلامية قد طوروا أنفسهم بدرجة كبيرة خاصة في مساحات كان الليبراليون يعتبرونها حكرا عليهم أو أنهم سدنتها مثل قضية الديمقراطية والحريات.

فأصبح هناك تنافس فعلي على من يعطي أكثر في المجال الديمقراطي أو الحرية -طبعا بالكلام لأن الجميع يعاني من فقدها أمام سطوة النظام- وهنا كان المأزق، فبعض من الإسلاميين طوروا رؤيتهم وسلوكهم باتجاه أفكار الحداثة والديمقراطية، وهو ما روج بضاعتهم أكثر، لكن ما يسمى بالليبراليين أو العلمانيين أو المثقفين لم يقوموا بخطوات تطويرية باتجاه الدين، وهو ما يعني أن الزمن سيقود إلى تآكل مشروعهم، بل يأكلهم أيضا في ظل مزاج عام محلي، بل عالمي نحو الدين بشتى صوره، متجليا في صور مختلفة من تمدد للدين في المجتمع وبعض أروقة الدولة وفي الإعلام.. إلخ.

وتبعا لنظرية المؤامرة اللعينة فلم يصبح أمام هؤلاء « المثقفين » إلا إشعال معركة يستعيدون فيها نشاطهم ودورهم، بل يختبرون قوتهم، ولهذا فإن الحجاب هو المعركة الحقيقية والناجحة والميدان المناسب لتحقيق هذا الغرض.

 

الكشف العجيب

 

ورغم ذلك كشفت معركة الحجاب عن فصول مؤلمة من واقع الحياة الثقافية في مصر وفتحت ملفات تحتاج إلى نقاش، وأفرزت نوعا من التعاطي غير الجيد مع الأزمات الثقافية، ومن ذلك:

 

– أن هناك واقعا ثقافيا لا يرغب، بل لا يعرف طبيعة ودور المثقف في المجتمع وحدود هذا الدور، فالبعض ممن يسمون أنفسهم مثقفين اعتبروا أن دورهم هو الهجوم على الدين وعلى قيم الجماعة، تحت دعاوى حرية التعبير، وهو قول تعوزه الحقيقة، وخال من الشجاعة، لأن الدين في حقيقته ليس مصدر الأزمات التي تعيشها الثقافة المصرية والعربية، ولكن المشكلة في عمقها وبدون مواربة تكمن في « كهنوت السلطة » التي ترغب في أن تهيمن على كل شيء.

والمثقف من الضروري أن يخوض معركة إما مع السلطة وإما مع بديل كبير أيا كان، وفي ظل رغبة كثير من هؤلاء ألا يعيشوا دورا كفاحيا تنويريا، وألا يتحملوا ثمن المواجهة مع السلطة كان الدين هو البديل.

خاصة أن السلطة غيرت نهجها مع معارضيها المثقفين من الاعتقال والقهر والحرمان من لقمة العيش التي عاناها قطاع من المثقفين في الستينيات، إلى أسلوب جديد وهو « التدجين » حيث تحول المثقف إلى دجاجة تنتظر طعامها وشرابها في قفصها الحديدي المكيف، ثم تخرج ما يريد مالكها، وتنوعت عملية التدجين من إنشاء جرائد ودفع هؤلاء لرئاسة تحريرها والكتابة فيها، أو منح التفرغ، أو التعيين في وزارة الثقافة نفسها، أو نشر بعض كتب هؤلاء، أو حتى الجوائز التشجيعية والتقديرية التي تحفل بالكثير من المهازل.

– أن المؤسسة الدينية الرسمية كانت صامتة تماما، لم نسمع أحدا من قياداتها تكلم في القضية، ليس من قبيل الوازع الديني ولكن على الأقل مما يكفله لها القانون باعتبارها جهة اختصاص في القضية محل النزاع، وكأن الحديث الدائر هو عن حجاب الطيور في كوكب خارج الأرض، وهو ما يقلق لإظهاره أن المثقفين ليسوا وحدهم من تعرض لعملية تدجين ولكن آخرون.

بل إن أحد الكتاب الأقباط الكبار اعتبر أن « الصمت القبطي تجاه الأزمة هو عين العقل » ولسان الحال يقول: « هي القضية ناقصة الأقباط »، وإذا كان للعقل أن يصمت الأقباط، فماذا نسمي صمت المؤسسة الرسمية التي يشعر الإنسان معها أنها تناولت كميات ضخمة من الصمغ العربي الخام عاقتها عن الحديث، والناس في أشد الحاجة إلى سماع صوتها.

– أن وزارة الثقافة ووزيرها الحالي يمتلك رؤية للثقافة تقوم على أن الثقافة تشبه نموذج الانتخاب على درجتين، بمعنى أن الوزارة تقدم الثقافة للنخبة وهذه النخبة -من المفترض- أن تقدم الثقافة للشعب، ولذا كان اهتمام فاروق حسني الكبير بالمسرح التجريبي، والأوبرا، فكانت أوبرا « عايدة » التي أنفق عليها عشرات الملايين من الدولارات وقدمت للنخبة دون أن يستفيد منها الشعب، وهو ما يعني أننا بإزاء نموذج مقلق من وزارات الثقافة التي تجعل رسالتها خدمة من يتوافق معها وليس الشعب.

 

– استمرار عمليات « النفي الثقافي » بشدة، فمن يسمون أنفسهم بالمثقفين هم جماعة معينة احتكرت بعض المنابر واحتكرت بعض القطاعات في الوزارة واعتبرت أن ما دونها ومن خارجها ليس مثقفا، فالمثقف هو من على شاكلتها، ومن ثم فلا مجال للحديث عن المثقف المسلم أو غيره.

 

ليبرالي و »مكفراتي »!!

 

– يلاحظ في هذه الأزمة استخدام الأسلحة المحرمة أخلاقيا والفجة أيضا، ففي معركة « فاروق والحجاب » البعض –واستنادا إلى ما نشره موقع « المصريون »- طالب بعرض الوزير على الطب الشرعي، واستند في ذلك إلى أن الوزير شارك في مظاهرة للشواذ في إيطاليا إبان عمله هناك، كما أن الوزير -نفسه- استخدم ألفاظا فجة في التحقير من شأن المحجبات، بل اعتبر أحد الممثلين السينمائيين أن « المحجبة معاقة ذهنيا ».

– الكل أراد أن يضرب بنصيب في هذا « الهرج الثقافي » والكثير أراد أن يسجل موقفا، ونظر البعض للقضية بطريقة غريبة، فحلل الحجاب تحليلا طبقيا، وأشار أن ما يسمى غطاء الرأس كانت لا تستخدمه إلا الخادمات، أما الحرائر من الطبقات العليا فكن حاسرات ومحترمات، واستند آخرون إلى أن جماعة الإخوان المسلمين التي يمثلها (88) عضوا في البرلمان تتحدث عن الحجاب، ولا تتحدث عن ارتفاع ثمن كيلو البصل إلى خمسة جنيهات. ولا أعرف لماذا اختار هذا المثقف  البصل على وجه التحديد؟!.

 

ورأى آخرون أن غضبة نواب الحزب الوطني هي محاولة لكسر احتكار الدين وتفسيره، فللحزب الحاكم أن يشارك بنصيب في تلك المعركة كنوع من التكفير عمن دخل البرلمان من أعضائه بالتزوير، بل وصل الأمر إلى التكفير، والطريف أنه جاء من جانب بعض الليبراليين حيث « كفر » من يعترض على فاروق حسني معتبرا أنهم ليسوا من الدين في شيء!!

– لكن تبقى القضايا الكبرى في الأزمة بلا جدل وبلا نقاش حقيقي، وفي مقدمتها: العلاقة بين الدين والثقافة، وحدودها وضوابطها ومجالاتها، وكذلك غياب المشروع الوطني الذي تنصهر فيها الطاقات، فالكل يحاول خطف السفينة، والجميع لا يحسن إدارة دفتها، وإذا كانت الصراعات بهذا الحجم والعنفوان على كل شيء فكيف التخلص من الاستبداد وإنتاج مشروع إصلاحي حقيقي.

 

– ويلاحظ أن الجميع لم يغضب للإنسان فجميع المتصارعين في الساحة الثقافية لم ينبرِ للدفاع عن الإنسان المصري والمظالم التي يتعرض لها، ولم نجد في هؤلاء جميعا من غضب الغضبة الكبرى على الآلاف التي ماتت حرقا في قطار الصعيد، أو على أكثر من ألف قتلوا في حادثة العبارة، ولم يكلف هؤلاء أنفسهم أن يلقوا باقة ورد في البحر تحية لأرواحهم التي عانت في الوطن الذي بخل عليهم بالكفن والخبز فخرجوا منه سنوات وعندما عادوا كانوا جثثا، وها هو الوطن يبخل أيضا بالثقافة والتراحم بين مكوناته، ويدخلهم في معارك الثقافة والوعي الكاذب الذي لا تختلف أعراضه كثيرا عن الحمل الكاذب.

 

(*) محرر النطاق الثقافي بموقع إسلام أون لاين

 

(المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 28 نوفمبر 2006)

الرابط: http://www.islamonline.net/arabic/arts/CulturalAreas/2006/11/04.shtml

 


 

الاقتراب من النار

الياس خوري   التانيت الذهبي الذي ناله فيلم نوري بوزيد آخر فيلم في ايام قرطاج السينمائية كان مستحقا. فلقد اقترب المخرج التونسي الكبير من كرة النار وامسك بها، مقدما المقاربة السينمائية العربية الأولي لظاهرة الانتحاريين الأصوليين. صحيح ان هاني ابو اسعد سبق له ان اقترب من المسألة نفسها في فيلمه الجنة الآن ، غير ان المخرج الفلسطيني وضع العمليات الانتحارية في اطار الصراع الوطني الفلسطيني، متجنبا الغوص في الظاهرة الأصولية، بحيث بدا عنوان الجنة الآن ، وكأنه استحضار لدلالات اصولية، التفت بنية الفيلم من حولها، ولم تقترب من الشعائرية الدينية التي ترافق العمليات الانتحارية.   في الفيلم الفلسطيني نجد الاسباب السياسية ـ الاجتماعية، بينما لا يحتل الجانب الديني سوي الهامش الصغير بحيث لا يري، فالعملية الانتحارية ترتبط بتهمة الخيانة التي طاولت والد الاستشهادي، كأن موت الابن يأتي من اجل ان يمحو خيانة الاب. الابناء يموتون اليوم من اجل ان يفتدوا الآباء. والانتحار الاستشهادي هو الوسيلة من اجل محو الدم بالدم. الفيلم يحمل دلالتين: واقعية ورمزية، ويمزجهما في اطار حكاية شيقة ومتماسكة، غير انه يقفز من فوق السؤال الديني والمبني الثقافي الأصولي الذي اجتاح شبان الاحياء الشعبية في العالمين العربي والاسلامي.   والواقع، ان الثقافة العربية والاسلامية لا تزال عاجزة عن الاقتراب من مسألة نمو التيار الأصولي، فباستثناء الهجاء الفج الذي افتتحه سلمان رشدي وتناسل في الادب المكتوب باللغات الاجنبية، فإن اغلب الروائيين لم يقتربوا من هذا السؤال الكبير. كما ان التيارات الاصولية لم تستولد ادبها، بل هي لا تعير الأدب ادني اهتمام. اذ تستعير ثقافتها من المبني الفقهي، ولا تبحث عن تعبير ادبي او فني يتجاوز اللغة التلفزيونية التعبوية الفجة.   قد نجد في هذا الغياب مؤشرا علي ظرفية الاجتياح الديني الفقهي للحياة السياسية والاجتماعية، فالعجز عن تغيير المبني الثقافي في روافده العميقة التي يصنعها الأدب، دليل علي ان المشروع برمته لا يزال في اطار رد الفعل، وان لا افق له، علي المدي التاريخي. من هنا، ربما، يأتي كسل الثقافة العلمانية في تعاطيها مع المسألة او في اقترابها منها.   هنا ايضا لا بد من الاشارة الي رواية عمارة يعقوبيان ، لعلاء الأسواني والي الفيلم الذي بني علي الرواية، لنكتشف ايضا ان التعاطي مع المسألة لا يزال خارجيا، ولم يصل الي تحليلها في العمق. غير ان الكسل قد يخفي جهلا عميقا بالظاهرة. فالظاهرة الأصولية نمت في العتمة التي صنعتها الأنظمة الديكتاتورية، واستخدمت في الكثير من المرات كأداة، السادات استخدمها لسحق المعارضة اليسارية في مصر، وامريكا عممتها في سياق الحرب الباردة في افغانستان، والي آخره… الي ان استقلت الظاهرة وتحولت اليوم الي قوي اساسية: القاعدة، حزب الله في لبنان، حماس في فلسطين، وحركات اصولية غامضة الملامح في العراق، هذا من دون ان نتحدث عن النظام الاسلامي في ايران.   الثقافة العربية الحديثة منذ ان نجح النظام الناصري في تطويع جناحها الراديكالي اليساري، لم تعد تعرف ان تقرأ في العتمة. صارت اسيرة اضواء العلاقة بالسلطة، ولولا العمل الروائي الرائد للمصري عبدالحكيم قاسم، المهدي لجاز لنا القول ان هناك ما يشبه الاجماع الثقافي علي الكسل والجهل. لا احد يذكر اليوم رواية عبدالحكيم قاسم، او يناقشها، مثلما لم يحفل احد بالجنازة الفضائحية لكبير الروائيين العرب نجيب محفوظ، فنحن نكتفي من الخسائر بعدها، ونكتفي من الكتابة برثاء الذات. فضيلة المخرج التونسي انه اقترب من الظاهرة، وحاول ان يطرح المسألة من داخلها. وهو في ذلك يقترب من تجربة تونسية اخري، هي مسرحية خمسون ، لجليلة بكار والفاضل الجعايبي، التي لم يتسن للجمهور التونسي مشاهدتها بسبب الرقابة! فشاهدها الجمهور الفرنسي علي مسرح الاوديون في باريس، علي امل ان تعرض قريبا في بيروت. المفارقة ليست في طليعية المسرح والسينما في تونس، وهذه مسألة باتت احدي مسلمات الثقافة العربية الحديثة، ولا الرقابة التي منعت العرض المسرحي وتهدد بقطع مشاهد من الفيلم، فهذه صارت من ثوابت النظام العربي، المسألة هي لماذا تحضر التجربة وان في صيغ اولية في المسرح والسينما وتغيب عن الأدب؟   نعود الي رجلة بهتة، بطل فيلم نوري بو زيد، لا لنكتشف مشاهد سينمائية لا تنسي، كالمشهد الذي يلبس فيه بهتة، الممثل لطفي عبدللي، ثياب رجل شرطة ويكشف لعبة القمع بأسلوب ساحر وساخر، او كمشهد الصراع بين المخرج والممثل، بل لنذهب الي داخل عوالم اللغة الأصولية، ولو بتبسيطية احيانا، من اجل كسر الصمت الذي يحوط بالظاهرة.   بهتة في قبضة الاسلاميين، لكن انتحاره العبثي في نهاية الفيلم، يأتي ليعلن الضيق بالايديولوجيا الشمولية، راسما المسافة بين حب الحياة واليأس منها، وبين الدعوة الي تقديس الموت. قمع البوليس يحتل مساحة الفيلم بأسرها، كأن آخر فيلم يدعونا الي اكتشاف الظاهرة، لا في لغتها فقط، بل في وصفها تعبيرا عن خواء اللغة السائدة وموتها.   محاولة نوري بوزيد بداية، فيها الكثير من وعد البدايات وجمالها، غير ان اهميتها الكبري انها تقرع باب العلاقة بين الفن والواقع الاجتماعي، وتعيد شيئا من النصاب الي المبني الثقافي العربي     ** تعليقات متصفحي موقع « القدس العربي » على المقال:   ——————————————————————————– abu al faraj al ghazawie rlias khouri we miss you dont be late on us with your beautiful well written articles i tend to agree that the art or arts must reflect the realities at any given point in time we do lack people who can dare to think and write and be critical thinker about islamasist i hope my spelling is right that lack of such ability to any one culture to be self critical makes it real hard to address the issue at large we know both U.S. and dictatorliships have contributed to the flourishing culture of radical islam as well as the decline of arab nationalism i.e. the failiour of nasser after 1967 i must also say nasser failiours had to for the conpiracy of arab regioms and the us as well in the light of the fact that we are people of middeleast had just woken up from the 1000 year been a sleep ever since the tater taken over Baghdad in other word if our people were well rounded thinked educated and our regiom were more free and allowed for free thought this would not have happened so only in rare occasion when we see artist in movie work that will try to address this issue i salute their courage and i stress we must begin change with our selves b4 we expect a change on a cultural lever we need a new thought and new standards and new way of thinking more article dr khouri a lot more     ——————————————————————————– عتمة الفكر في العالم العربي لا شك أن الأمة العربية استبدلت الإستعمار الغربي بإستعمار الأنظمة الدكتاتورية ألملكية و الإمارية والجمهورية العسكرية و الجمهورية الوراثية و الجمهورية الطائفية . لكن عتمة الفكر الذي يعاني منها العالم العربي ليس متأصلاً فقط بالأنظمة بقدر ما هو متأصل في التربية الإسلامية التي نشأنا بها والتي لا تسمح بالنقاش المثمر و لا تدرك أن أقصر الطرق للإيمان هو الشك و ليس التسليم دون سؤال . لذلك فإن الفرد منا يخشى نقمة و لعنة رجال الدين و المتدينون بقدر خوفه من مخابرات الدولة . ——————————————————————————– Zaid You should never ever tell your readers how the movie ends. You ruined it for many who got excited to watch it. !! ——————————————————————————– لمن تكتب   واضح انك تنسى لمن تكتب،اقصد انك تنسى ان كنت تكتب لقاريء رأى الفيلم او لقاريء لم يره ام للاثنين معا، القاريء الذي لم ير الفيلم لا يفهم من المقالة شيء،لا تقدم له المقالة الفيلم، لا تعرفه و لو جزئيا على مضمونه، بالمناسبة هذا يعتبر عيب في ادب الحوار في مجتمعنا،،،-اقصد ان يفتح الواحد حوار جانبي حول موضوع دون ان يكترث ان كان الحاضرون يشاركون في الحوار ام لا- القاريء الذي رأى الفيلم لا يستفيد من المقالة، ماذا سيرد عليك واحد تقول له ان في » في الفيلم مشاهد لا تنسى »،،او كيف سيتحاور معك من تقول له ان « الفيلم يذهب بنا الى عوالم اللغة الاصولية » او ان البطل في « انتحاره العبثي في نهاية الفيلم، يأتي ليعلن الضيق بالايديولوجيا الشمولية، راسما المسافة بين حب الحياة واليأس منها، وبين الدعوة الي تقديس الموت. » طيب وبعدين ، سيكون مضحك لو قال لك واحد مثلا « و الله لا ارى ان البطل رسم المسافة بين حب الحياة و اليأس منها »، و احلى و احلى لو دخل واحد يصالح و قال »هو رسم و لكنه لم يكمل رسمه، بعدلله شوية »… ——————————————————————————– نور الدين س- المغرب /تحليل ايديولوجي   للاسف اعتمد الاستاذ خوري في تحليله على مقاربة ايديولوجية وليست فنية واذا كان استحضار مفاهيم لاغنى عنها احيانا مثل الاصولبة والعلمانية والديكتاتورية…فانه حري بنا ان نوظفها بشكل عقلاني او لنقل حيادي ما امكن لتجنب الاسقاطات والاحكام الجاهزة.فلا يمكن اعتبار القفز على السؤال الديني في فيلم الجنة الان-اخلالا او فراغا لاشكلا ولا مضمونا. كما ان تناول- الاستشهاد- من زاوية دينية محضة اومركزة لايعطي اي بعد استثنائي للعمل الفني. والحديث عن نمو التيار الاصولي في العتمة وانه استغل كاداة للتوظيف السياسي وان غياب المقاربة الادبية لدى هذا التيار انما تؤشر لظرفية الاجتياح الديني الفقهي للحياة السياسية والاجتماعية-انما هو تنظير ذو خلفية فكرية قد نتفق معها وقد نختلف,ولكن لا يمكن قبولها منهجيا في تحليل ومقاربة عمل سينمائي لانه يفقده طابع الموضوعية بحيث يبدو الكاتب وكانه يحمل بندقية بدل القلم.   (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 28 نوفمبر 2006)  


المسلمون في الغرب من الغربة الي الاغتراب!

محمد الحبيب الشايبي   ان الجاليات المسلمة المتواجدة بالغرب، وان اختلفت اصولها، فهي تكاد تتحد في علة الاقامة، وهي طلب الملاذ الآمن، واللجوء بشكل عام. وان اختلفت اسباب اختيارهم للغرب. فمنهم من اختار منفاه ومنهم من فر بحياته بحثا عن الأمن وبعيدا عن غطرسة الانظمة العربية الفاسدة، ومنهم من لاذ بالفرار من سجونها وجلاديها، ومنهم من أتي بحثا عن اللقمة التي عسرت علي فيه في وطنه، ومنهم من اجبره الاستعمار الاجنبي المقيت، سواء كان مباشرا كالاستعمار الصهيوني لأراضينا الفلسطينية والسورية واللبنانية، او غير مباشر عن طريق السفارات التي تدير قطب رحي السياسات العربية المتخاذلة دونما تمييز الا ما رحم ربي. ومن هؤلاء من أتي لدنيا يصيبها، فلما ضاقت عليه الارض بما رحبت، لم يجد له ملاذا، ولا مناص من العودة والتشبث بالجذور، لان ظاهرة الاستقامة في الغرب لمن لم تعرف له استقامة في وطنه، تكاد تكون هي القاعدة وما شذ عنها الا قليل. لا يستطيع المسلم في الغرب ان ينكر ان للغرب افضال! ولو قيد انملة، والفضل يعود الي المناخ المتاح، والذي يكاد يكون منعدما في سائر الدول العربية والاسلامية، هذا المناخ الديمقراطي الذي يعيشه الغرب يوجز بكل بساطته في معاني نعلمها جميعا وترددها كل الافواه، ولكن يصعب امتلاكها والتفقه فيها والعمل بها، الا إن سُخر الجو الملائم لها واساسها: هو الوعي وكنهها: هو العدل والعدل في ارضينا قد فاقت شكواه ما وصفه شوقي في احدي قصائده، شكواه الي الجن واستضحاكه للموتي، لتسع شكواه السماوات والاراضين. وقد اسس ابن خلدون العمران علي اساس العدل، ويعد العدل كنتيجة وليس وسيلة فقط، لانه يترجم مسارا انسانيا يحذو حذو ايتاء كل ذي حق، حقه دونما حيف وزيف او اكراه او تغرير او اسراف او محاباة، ولذلك كان رمز العدل عند الغرب إمرأة معصبة العينين لا تقيم وزنا للامير ولا تبخس اشياء المساكين. اما عندنا فالعدل ميت قبل ان يولد، ولا يحق لنا الحديث عنه، لان ذلك يعد ضربا من السفسطة، ولا يجوز الحديث عن شيء حكمه: معدوم. ولست ههنا متيما بالغرب حتي اصف الا محاسنه، ولكن محاسنه قد غلبت مساوءه، ويعتبر لنا مدرسة في هذا المجال وحري بنا ان ننهل منها المنافع ونترك الخبيث. مع مراعاة خصوصياتنا التي يجب الانطلاق منها. هذا العدل الذي اصبح تقليدا وميزة اساسية في ديار الغرب، علي الاقل تجاه الغربيين انفسهم وتجاه غيرهم حتي مدي غير بعيد، نتج عنه كل المعاني التي نفتقدها في اوطاننا ومنها الامن، والتعليم كحق مقدس والمسكن اللائق والحق في التداوي المجاني للمعوزين الي غير ذلك من الحقوق المقدسة، وان الاطناب في هذا الجانب العمراني وأساسه في الغرب، فلأنه عندنا مفقود.. مفقود، ويجد المسلم نفسه في الغرب امام هذا المفقود عندنا، في حسرة علي وطنه المهدور وعالمه المشلول حتي علي التلفظ بأداة النفي، لا ، للتعبير عن رفضه. وازاء التغييرات التي طرأت منذ اوائل التسعينات في ما يخص الرأي العام الغربي من منح مجمل اصواته الي الاحزاب اليمينية التي يعلو نجمها يوما بعد يوم، بداية بـ جون ماري لوبين من ذي قبل بفرنسا و هايدر بالنمسا ومرورا بـ بلوخير بسويسرا الذي استطاع في السنوات الاخيرة ان يمرر ترسانة قانونية تحد من توافد المهاجرين ودعوتهم احيانا الي الرحيل بشتي الطرق، الي ان وصل الامر الي تمرير القانون الاخير بتاريخ 24 ايلول (سبتمبر) 2006، والذي يحد من عدد طالبي اللجوء الجدد وهذا ما يتعارض مع المواثيق الدولية المبرمة من طرف سويسرا ذاتها ويتضارب ايضا مع المعاهدة الدولية الخاصة باللاجئين المبرمة بين سويسرا في 1951 والأمم المتحدة، ووقوفا عند ساركوزي بفرنسا.. وصولا الي مرافئ بلير الذي تعامل مع المسملين في بريطانيا بكل قساوة. الا ان المنعرج التاريخي الذي لا يتنازع فيه اثنان كان وبدون منازع احداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر)، التي اعدت للاطاحة بكل الامتيازات التي يتمتع بها المهاجرون وعلي وجه التخصيص: المسلمون، وخاصة الخاصة هم من العنصر العربي الذين اضحوا يشكلون اشكالا في الغرب ولا يعد هذا الوصف اطنابا. فجاءت الذريعة الكبري للتصدي لهؤلاء في الغرب، ألا وهي: القضاء علي الارهاب ، فأصبح الارهاب كما يراه الغرب: كل ما يمت بصلة الي الاسلام او يكاد يكون المرادف الأوحد للاسلام وهذه عين الحقيقة. وان سجلت الكلمة حضورها اكثر استعمالا بامريكا وبريطانيا، فان الدول الغربية الاخري لم تبخل بأي جهد في فرض الحصار علي المسلمين في الغرب علي مستوي كل الاصعدة وخاصة علي صعيد مطالب التشغيل، فأصبح العنصر المسلم والعربي خاصة غير مرغوب فيه مهما كان نوع العمل، حتي البدني منه، رغم ان الاعمال التي تستهدف الابرياء في الغرب مدانة بشدة عند اغلب اوساط الرأي العربي والاسلامي، فان الغرب يعتبرنا كلنا يابس او مجملنا، ليس فينا من اخضر، فهيأ ويهيئ للقضاء علي القحط الذي اصابه. الاحزاب اليمينية علا نجمها وأفل نجم التسامح، واستغلت هذه الاسباب للتضييق علي المهاجرين وذوي الاصول المسلمة، وغلقت الأبواب امام طلبة العلم وتراجعت فرص الانتدابات للشغل لهذه الشريحة مع مراعاة تفاوت درجات هذا الاقصاء من طرف الدول الغربية، حتي اصبح يشار الي المسلمين في بعض الاحيان بالبنان جهرة، فلولا كثرة العدد لرحلوا الي معاقلهم التي تحدروا منها. فما يعبر عنه بـ الاندماج ، علي القادمين الجدد، يكاد يكون عسيرا من هذه الجالية التي تدفع الثمن باهظا، حتي اصبح المسلم مستهدفا، يستباح دمه علي الملأ، وتفتيشه في الساحات العامة والتحري عنه لانه مشتبه فيه، حتي لا نقل مدان، ما لم يثبت العكس! كما يشكو بعض المتواجدين في الغرب، البعد عن بعضهم البعض، وعدم توفر مؤسسات قادرة علي استيعابهم والاصغاء اليهم، وهذه الظاهرة تبدو جلية بسويسرا وتتفاوت درجتها في بلدان اخري، حتي تتضاءل في اماكن اخري كما هو الحال في بريطانيا حيث حطت اكثر العقول العربية والاسلامية رحالها. وعدم التنبه الي هذه الهوة التي هي آخذة في التفتق، بين المسلمين انفسهم، فلا سبيل الي هؤلاء الا التعاضد والتآزر واثبات العكس للغرب، علي اننا اصحاب حضارات وورثة علم ومعرفة وابناء علماء ومناطقة واصحاب كلمة في صنع التاريخ الانساني بالايجاب، وهو رهان نحدث به انفسنا ونهيئ له ابناءنا، بالاندماج الايجابي والمشاركة الفعالة حتي نؤسس لبنات مستقبل انور، ونحارب الانطواء علي الذات، فكثرة المشاغل ومشاكل الحياة والبعد عن الوطن وفقدان السند العائلي يورط المسلم في الغرب، فتسقط عندئذ مقولة التوطين، فتكون هجرته هجرتين، هجرة لوطنه وهجرة لأبناء فصيلته، فيحل الاغتراب محل الغربة. هذه بعض الاعباء او اهمها، كان علينا لزاما ان نقف عندها ولا نكتفي فقط باللوم علي هذه الشريحة المتواجدة بالغرب ونصب عليها جام غضبنا، وهذا ليس من قبيل سد الذرائع او التثبيط، بل علي العكس، هي محاولة متواضعة لتحليل ما هو كائن، واستنهاض للهمم، ومزيد الاحاطة بوضعية المسلمين بالغرب. أي نعم، هنالك تقصير من طرف الجالية المسلمة بالغرب ولكن للمناصفة، لا يجب التغافل عن هذه المصاعب الجمة التي يلاقيها المسلمون في الغرب في اوائل القرن الواحد والعشرين، فان كان العلم كما يقال: مسيح القرن العشرين ، فماذا عساهم يطلقون علي القرن الواحد والعشرين؟ ہ باحث من تونس يقيم في سويسرا  
 

مداولات مجلس النواب حول مشروع ميزانية الدولة لسنة 2007 الوزير الأول في رده على استفسارات النواب: ** تعزيز حقوق الانسان .. تجذيـر الممارسـة الديموقراطـية ..مزيـد تيسيـر مهمـة رجـال الاعـلام.. ومواكبـة التحـولات ..من أوكـــد أولوياتنـــا ** هدفنا إحداث 80 ألف موطن شغل منها 38 الفا لحاملي الشهادات العليا

 

تونس – الصباح: في رده صباح امس على تساؤلات واستفسارات النواب حول التقرير العام للميزان الاقتصادي لسنة 2007 والتقرير العام حول ميزانية الدولة لسنة 2007 عبر السيد محمد الغنوشي الوزير الاول عن اعتزازه وفخره لما برز من مداخلات السيدات والسادة النواب من تعلق بشخص الرئيس زين العابدين بن علي ومناشدتهم لسيادته تجديد ترشحه لولاية رئاسية جديدة سنة 2009. وبارك الوزير الأول مدى تمسك نواب الشعب بالتعددية والولاء لتونس وذكر بان البلاد قطعت خطوات كبيرة على درب تعزيز الخيار الديموقراطي التعددي من خلال دعم الأحزاب وصحافتها وتوسيع مشاركة المجتمع المدني في تدارس الملفات والمشاركة في منابر الحوار. وقال الوزير الاول: «يحق لنا القول أننا بفضل هذا التمشي اكتسبنا ثقافة جديدة تنبني على الحوار والقبول بالرأي المخالف بما وفرّ أرضية سياسية تهيء للمستقبل». وأضاف:«ان سنة 2007 ستكون محطة هامة في مجال تدعيم المسار التعددي وإن الخطاب المرجعي لرئيس الدولة الذي القاه في الذكرى  19 للتحول  لأحسن  مؤشر  على ذلك  لها تضمنه  من دعوة  للمنظمات  والاحزاب ومختلف  الحساسيات  الفكرية  لتقديم  مقترحات  للاستئناس  بها وهو دليل  على  حرص سيادته على مزيد التقدّم بالمسار الديموقراطي التعددّي».   تعزيز حقوق الإنسان وأبرز الوزير الأول مدى حرص الحكومة على تعزيز حقوق الإنسان وتجذيرها ونشر ثقافتها وأشار إلى أن دعم صلاحيات الهيئة العليا لحقوق الإنسان يمثل اضافة هامة للمجهود المبذول في مجال حقوق الإنسان وصيانة حرمة الفرد. وقال بأنّ هذا الاجراء جاء ليدعم عديد الاجراءات الرئاسية التي دعمت حقوق الفرد خاصة في النواحي القضائية لاعطاء كل ذي حق حقه انطلاقا من ايمان الرئيس بأن القضاء العادل هو الدعامة الأساسية لدولة القانون، واضاف الوزير الاول ان حقوق الإنسان في تونس اليوم هي في صميم اولوياتنا وجوهر مبادئنا وان الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان هي مكسب وطني يجب الحفاظ عليه وعبر عن أمله في ان تتمكن الأطراف المعنية من التوصل إلى حل وفاقي لمشكل الرابطة في نطاق احترام القانون والميثاق الداخلي للمنظمة حتى تسترجع الرابطة مكانتها واشعاعها ودورها. وضع الاعلام وتطرق السيد محمد الغنوشي في ردوده على استفسارات النواب إلى وضع الاعلام وأكد على الدور الذي يلعبه هذا القطاع في المساهمة في تجذير الممارسة الديموقراطية. وذكر الوزير الأول انه من الواجب الاقرار بان الاعلام تطور وتنوع واصبح يوفر مساحات اكبر لطرح الآراء والاراء المخالفة في العديد من القضايا الهامة باعتبار تنوع العناوين الصحفية واقتحام القطاع الخاص المجال السمعي – البصري. واضاف الوزير الاول «انه ومع ذلك نحن نعتقد ان المجال مازال واسعا لمزيد تطوير الاعلام بشكل يستجيب  لتطلعات المجموعة الوطنية والوصول الى اعلام يساهم اكثر فأكثر في طرح القضايا الجوهرية» وقال: «نحن حريصون وبدفع من الرئيس زين العابدين بن علي على مواصلة تيسير مهمة رجال الاعلام وتسهيل الوصول إلى مصادر الخبر حتى يقوم برسالته النبيلة على الوجه الأفضل». مجابهة الصعاب ومواكبة التحولات وتطرق الوزير الأول الى التطور الهام الذي شهدته قدرة البلاد على مجابهة الصعاب ومواكبة التحولات، وقال أن هذه القدرة اكتسبتها تونس من خلال التمسك بالثوابت وخاصة دعم النجاعة الاقتصادية والنهوض بالانسان ماديا وادبيا والحفاظ على التوازنات المالية وتطوير التعامل مع الخارج في اطار المصلحة المشتركة. واكد السيد محمد الغنوشي ان تونس كسبت القدرة على مجابهة الصعوبات بتعميق الدراسات والاستئناس بتجارب البلدان الأكثر تقدما، وقال: «اكتسبنا هذه القدرة من خلال تشريك ذوي الكفاءات في اعداد البرامج والاصلاحات الكبرى». وذكر بأن سنة 2006 شهدت فضاءات رحبة للحوار بمناسبة اعداد المخطط الحادي عشر للتنمية، كما شهدت عديد الاستشارات في عدة قطاعات كالتكوين والصناعة والتجارة والخارطة الفلاحية واشار الوزير الاول ان كل شيء قابل للحوار دون قيود وان هذه المنهجية وفرت الأرضية السياسية للرقي والتقدم وعكست نتائج 2006 ما تم تحقيقه من مكاسب رغم ما شهدته هذه السنة من صعوبات وخاصة ارتفاع المواد الاولية ومن ابرزها النفط وهو ما انجر عنه انخفاض في نسبة النمو بــــــ0.8 نقطة كان يمكن ان يبلغ 6.01 بالمائة لولا الارتفاع المهول لأسعار النفط، كما ان هذا الارتفاع انعكس سلبا على ميزانية الدولة باعتبار الدعم المباشر وغير المباشر (مليار و500 مليون دينار).   النهوض بالتشغيل وحول التشغيل اكد السيد محمد الغنوشي ان النهوض بالتشغيل كان محل اهتمام الحكومة باعتباره ضامنا لكرامة المواطن وعنصر الدفع النمو والانتاج. وذكر الوزير الاول ان الفترة التي نعيشها فترة دقيقة باعتبار الارتفاع المتواصل لعدد السكان الناشطين (1% سنويا) والذي يبلغ 10% من مخطط الى اخر وهو ما ينجر عنه بالتاكيد ارتفاع نسبة طالبي الشغل والتدفق المتزايد لاصحاب الشهادات العليا الذين بلغ عددهم هذه السنة 50 الف بعد ان كان بمعدل 30 الف في السنة بين 1999 و2004. وذكر الوزير الاول «توفقنا في التقليص من نسبة البطالة بنقطتين حتى سنة 2005، وحافظنا على النسبة نفسها في سنة 2006، كما عملنا على المضي قدما في برنامج الحد من البطالة في المعتمديات التي لها نسب بطالة تفوق  المعدل  الوطني»، واضاف «ان البطالة في تونس تبقى بطالة غير مزمنة».   وقال: «ومع ذلك فاننا نعتبر انه من اوكد الأولويات تسريع نسق إحداث مواطن الشغل وهدفنا هو احداث 80 الف موطن شغل منها 38 الف لحاملي الشهادات العليا». واشار الوزير الاول ان الهدف هو الزيادة في نسبة النمو بـــ6 بالمائة السنة القادمة حتى توفر اقصى ما يمكن من مراكز الشغل القارة.   70 دولارا سعر برميل النفط وافاد الوزير الاول ان ميزانية الدولة لسنة 2007 وضعت على اساس 70 دولار كسعر اقصى لبرميل النفط وقال بان ذلك الرقم يبقى فرضية حذرة لذلك وجب مواصلة اليقظة وتفعيل خطة ترشيد استهلاك الطاقة بعد ان تحقق النجاح المأمول في ذلك بالحد من الاستهلاك بنسبة 4% السنة الحالية.    التصدير وفيما يتعلق بقطاع التصدير أشار السيد محمد الغنوشي ان هذا القطاع يمثل عامل دفع أساسي للتنمية وعنصر توازن هام، فالتصدير هو عامل اساسي لدفع التنمية باعتباره يمكن من توفير العملة الصعبة. واشار الوزير الاول الى ان الصادرات التونسية مثلت سنة 2006 ما نسبته 10% من جملة المنتوج والهدف هو الزيادة 9% في هذا الرقم. وقال الوزير الأول ان في تونس اليوم ما يزيد عن الـــــ5300 مصدر والهدف هو زيادة هذا الرقم، واضاف بان التوجه العام حاليا هو الاعتماد على تصدير المواد ذات التكنولوجيا الرفيعة والمتوسطة. فالصادرات الرفيعة تمثل حاليا 23 بالمائة من جملة الصادرات والمتوسطة 19% وقد تم تسجيل ارتفاع في هذه النسبة كل سنة. واشار الوزير الأول الى بروز قطاعات جديدة غيرت في هيكلة الصادرات التونسية وخاصة منها الصناعة الميكانيكية والالكترونية وكذلك قطاع تكنولوجيات الاتصال والمعلومات (6.2% من مجموع الصادرات) الى جانب تصدير عديد الخدمات الأخرى ومنها خدمات الطب.   المبادرة بدفع الاستثمار وفيما يتعلق بالاستثمار بارك الوزير الأول التجاوب الكبير من قبل القطاع الخاص التونسي والأجنبي في الاستثمار واشار الى ارتفاع الاستثمارات المصرح بها لدى وكالة النهوض بالصناعة الى 28% وقبول البنوك تمويل 1600 مشروع خلال الأشهر التسعة الاولى من السنة وباستثمارات تفوق 1300 مليون دينار. وأشار إلى أن السنة القادمة ستشهد تركيزا خاصا على تدعيم الاستثمار داخل الجهات وذلك من خلال تركيز مراكز أعمال في كل الولايات وتركيز محاضن فيها ودفع القطاع البنكي على مزيد الاقبال على تمويل المشاريع واحداث وحدات مختصة في البنوك وتطوير تدخلات الشركة التونسية للضمان ودعم الدور المحوري الذي يقوم به بنك تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة وأشار الوزير الأول الى حرص الحكومة على مزيد دفع القطاع الخاص والعمومي ودفع الاستثمار الخارجي . وقال أن كل القطاعات معنية بمجهود دفع الاستثمار من ذلك الفلاحة والصناعات المعملية والصناعات الغذائية والنسيج والملابس والسياحة وتكنولوجيات الاتصال والمعلومات والنقل والمحروقات. وأضاف ان كل الجهات معنية بالمجهود الاستثماري وبمجهود التنمية الوطني، وعدد الوزير الاول جملة المشاريع التنموية المنجزة داخل الجهات وخاصة منها الغربية مثل الجسور والبحيرات والطرقات والمسالك.. وقال الوزير الاول ان خطة الحكومة لسنة 2007 سترتكز كذلك على تحسين المحيط البشري في الولايات الداخلية من ذلك احداث كليات وانجاز وصلات لربط عدد من المدن الداخلية بشبكة الطرقات السيارة واضاف بان الحكومة تعمل على احكام توزيع ثمرة النمو وذلك بالاعتناء بفاقدي السند وذوي الدخل المحدود. وقال: ان الجهود ستتواصل كذلك في مختلف المجالات وخاصة التربية والثقافة والشباب بما يجذر الانتماء لتونس وتحصين مجتمعنا من كل مظاهر الانبتات والتطرف.   سفيان رجب   (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 28 نوفمبر 2006)  

جدل سياسي وقانوني بين نوّاب التجمّع ونواب المعارضة: حل لأزمــة الرابطــــة… وتعديــــل النظـــام الانتخابــــــي

 
* باردو ـ الشروق :   واصل النوّاب إلى ساعة متأخّرة من يوم السبت الفارط وصباح أمس الإثنين نقاشهم لـ «بيان الحكومة»، وبكل المقاييس كانت المناقشة في جلّ محاورها مناقشة ذات منحى سياسي، ففي الوقت الذي تدخّل فيه عدد من نوّاب المعارضة لاستعراض تقييماتهم للوضع التعددي في البلاد في علاقة بالحياة السياسيّة العامة أو الوضع داخل أحزاب المعارضة نفسها، في نفس الوقت قام نوّاب من التجمّع الدستوري الديمقراطي بالرد على جملة الانتقادات والمقترحات التي تمّ تقديمها. النائب مصطفى بوعواجة (الوحدة الشعبيّة) طالب بتعديل القانون الانتخابي والتخلّي عن نسبة الـ20 واعتماد التصويت على الأفراد عوضا عن التصويت على القائمات. وانتقد بوعواجة سير العمل داخل أكثر من حزب معارض متهما إيّاها بالتقصير في تكريس لغة الحوار واعتماد مبادئ الاقصاء والتهميش وتغليب الولاءات الشخصيّة والعائلية على مبدأ الكفاءة والأحقية في تولي المسؤوليات الحزبية. من جهته ناشد النائب عادل الشاوش (حركة التجديد) بترك المجال مفتوحا أمام الرابطة لعقد مؤتمرها وكان النائب اسماعيل بولحية طالب هو الآخر بإيجاد حل جذري لمشكلة الرابطة وإيجاد مخرج مشرف لوضعيتها التي هي كما قال النائب «مكسب وطني وجبت المحافظة عليه». من جهته أوضح النائب الطيب المحسني (ح.د.ش) أنه لا يشارك في الحكم ولكنه يسائل الحكومة حول عدد من النقاط والمحاور التي يراها مهمّة وقال المحسني أن الوضع التعددي يتطلب تقييما لبنود المجلّة الانتخابية واضفاء جرعة من النسبية مع ضرورة إقرار التسجيل الآلي في القائمات الانتخابية وإعادة تقسيم الدوائر واعطاء المجالس الجهوية صلاحيات إضافية تبتعد بها عن الهيمنة الرمزية للحزب الحاكم. ودعا المحسني إلى تطوير الإعلام العمومي وإيجاد حل للرابطة نظرا لما تعيشه من تمزّق. كما طالب نفس النائب بضرورة النظر جليّا في ملف مديونية القطاع الفلاحي التي ما تزال ترهق استمرارية وديمومة الانتاج في ظل الديون وارتفاع مستلزمات الانتاج. من جهته أبرز النائب حفيظ الرحوي (التجمّع) عمق الاصلاحات التي تحققت في تونس منذ التغيير مناشدا رئيس الدولة بالترشح لانتخابات 2009. وقال النائب فؤاد القرقوري (التجمع) أن البلاد تتقدّم بخطى ثابتة نحو مجتمع المعرفة بفضل التطور الحاصل على مستوى منظومة الموارد البشرية ودعا القرقوري إلى ضرورة كسب رهان التصدير. وطالب النائب ثامر سعد بالتصدي لـ»الأصوات الآثمة» التي لا يمكن لها بأيّ حق أن تنصب نفسها رقيبا على إرادة الشعب. وقال النائب سعد ان المصالحة الوطنية تتقدّم باطراد عكس ما يدعيه البعض وان الديمقراطية التي راكمتها التجربة السياسية في تونس أسّست لتعدديّة حقيقيّة. وقال نفس النائب إنّ تغيير النظام الانتخابي نحو التصويت على الأفراد لا القائمات سيضرّ بالتعددية ملاحظا فشل الديمقراطيات المسقطة، وأضاف سعد أن الديمقراطية في تونس هي ديمقراطية الحوار والمشاركة والتشاور. وطالب نفس النائب بالكفّ عن التحامل على حزب الأغلبيّة مؤكّدا أن القول بأنّه حزب هيمنة ادعاء باطل تدحضه الوقائع. وقال سعد ان التغيير وعكس ما سمعناه زرع الأمل وانتظار الأفضل على الدوام. وأوضح النائب صالح الطبرقي (التجمع) بأن مناشدة رئيس الدولة الترشح لانتخابات 2009 ترتكز أساسا على الاعتراف له بالجميل والعمل الدؤوب الذي أنجزه منذ توليه الحكم سنة 1987. وأشار الطبرقي إلى أن تطوير الاعلام محمول أساسا على أصحاب المؤسسات والاعلاميين أنفسهم قبل أيّ طرف آخر. وفي حديثه عن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان قال الطبرقي إن ما يجري داخلها هو خلاف داخلي صدرت بشأنه أحكام قضائية تدعو الهيئة الحالية لتجديد الفروع ثم المرور لانجاز المؤتمر. وقال الطبرقي لابدّ من توضيح ذلك حتى لا تتمّ مغالطة الرأي العام الداخلي والخارجي مشيرا إلى أن الرابطة حادت عن نشاطها الحقيقي. وبخصوص مراجعة المجلّة الانتخابية قال النائب الطبرقي أن الطريقة المقترحة (أي التصويت على الأفراد) تغذّي النزاعات وتضعف الأحزاب السياسية. وردّا على ما طرحه النائب اليحياوي حول ضرورة عرض التركيبة الحكوميّة على ثقة مجلس النواب قال النائب الطبرقي أن طبيعة النظام السياسي في تونس القائمة على مبدإ الرئاسة لا تسمح بذلك وأضاف لقد أثبت نظامنا السياسي الرئاسي جدواه وفاعليته. وقال النائب الطبرقي إن القول بهيمنة الحزب الحاكم على دواليب الدولة غير صحيح فللتجمع عديد الاستحقاقات كما أن الثوابت محل تشاور بين التجمع وبقية الأحزاب والمنظمات والجمعيات ومختلف فعاليات المجتمع المدني. وقال نفس النائب إن فضاء مجلس النواب يجب أن يبقى فضاء يهمّ الشواغل الوطنية بعيدا عن استعراض المشاكل الداخلية للأحزاب.   * خالد الحداد   (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 28 نوفمبر 2006)  

المصــــادقــة علــى ميزانيــة رئاســة الجمهوريــة النواب : دعم تدخلات صندوق 26-26 ومزيد العناية بالمسالك الفلاحية وصيانة المشاريع المحدثة باشـراف الصنـدوق ** مناشدة الرئيس بن علي تجديد ترشحه للانتخابات الرئاسية 2009

 
تونس ـ الصباح استأنفت صباح امس بمجلس النواب الجلسات العامة المخصصة لمناقشة مشروع ميزانية الدولة لسنة 2007. وبعد ان استمع المجلس لرد السيد محمد الغنوشي الوزير الاول حول استفسارات النواب وتساؤلاتهم والاقتراحات التي تقدموا بها خلال النقاش العام حول بيان الحكومة تم النظر والمصادقة على مشروع ميزانية رئاسة الجمهورية للسنة القادمة وقد تم ضبط نفقات التنمية والتصرف لرئاسة الجمهورية في حدود 36،56 مليون دينار مقابل 09،52 مليون دينار مرسمة سنة 2006 فيما خصصت لصناديق الخزينة اعتمادات تبلغ 30 مليون دينار لصندوق التضامن الوطني و100 مليون دينار للصندوق الوطني للتشغيل. ثمّن جل المتدخلين من النواب خلال الجلسة المخصصة لمناقشة ميزانية رئاسة الجمهورية المكاسب التي خصصت لفائدة الفئات الضعيفة والمتوسطة والعناية الخاصة التي يوليها رئيس الدولة للمناطق ذات الأولوية والمناطق النائية والحدودية التي فكت عزلتها تدخلات الصندوق الوطني للتضامن. وحيّا النواب جهود الرئيس بن علي في هذا السياق ونهجه الاصلاحي الرشيد وعزمه  المتواصل على ايلاء منظومة حقوق الانسان في تونس في بعدها الشامل المكانة التي تستحق ودعمها عبر اتخاذ تدابير وآليات برهنت على نجاحها وسياسة وازنت بين البعدين الاقتصادي والاجتماعي وقد ناشد معظم النواب الذين تدخلوا خلال النقاش الرئيس بن علي القبول بالترشح للانتخابات الرئاسية لسنة 2009 حتى يواصل قيادة البلاد بذات الجهد والعزيمة والسياسة الحكيمة والمتبصرة التي جلبت لتونس تقديرا دوليا ولشعبها التقدم والتطور في جميع المجالات.. وفيما يلي بعض تدخلات النواب وابرز المقترحات التي تقدموا بها: * عامر البنوني (التجمع) قال ان تكريم رئيس الدولة من قبل عديد الهيئات الدولية يعتبر مبعث فخر لتونس داعيا رئيس الدولة الى القبول بالترشح لانتخابات 2009. متسائلا عن الموقف القانوني لمن يرمي «الاستقواء بالاجنبي» لغايات دنيئة. * عمار الزغلامي (الوحدوي) ابرز ان رئيس الدولة انحاز للطبقات الفقيرة وامر بان يقرأ القرآن الكريم في المساجد والكتاتيب رغم بعض الدعاوي الباطلة التي تردد في خارج الوطن. مزيد العناية بالمسالك الفلاحية الريفية * محمد الهادي الوسلاتي (التجمع) اشار في تدخله الى حسن التصرف في ميزانية رئاسة الجمهورية متسائلا عن البرنامج المستقبلي للصندوق الوطني للتضامن 26-26 بما  بعد تحقيقه لنتائج باهرة داعيا في ذات السياق الى مزيد العناية بالمسالك الفلاحية الريفية، مجددا مناشدة الرئيس ين علي للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة. ـ منير العيادي (الوحدة الشعبية) دعا الى مزيد دعم تدخلات صندوق التضامن الوطني عبر مساندة الصندوق الوطني للتشغيل مقترحا في نفس الان ارساء سياسة وطنية تدفع المؤسسات الخاصة للمساهمة في تدخلات صندوق 26-26. ـ السيدة العقربي (التجمع) اشادت بمقاربات رئيس الدولة في مجال حقوق الانسان مشيرة الى ان جميع المبادرات الرئاسية الناجحة تحصلت على صيت اممي. معبرة عن طموح الامهات التونسيات لتجديد رئيس الدولة ترشحه للانتخابات المقبلة.   تنفيذ الاحكام المعطلة ـ عبد الملك العبيدي (الوحدوي) تساءل عن سبب عدم تنفيذ الاحكام العدلية بعد صدورها مضيفا ان بعض الاحكام لا تجد طريقها الى التنفيذ وتصل مدة الانتظار فيها اشهرا عديدة. ودعا الى اعطاء الامر بتنفيذ الاحكام المعطلة واللجوء الى القوة العامة لتنفيذهــــــا. ـ محمد الهادي الجلاصي (التجمع) اقترح ادراج معتمدية مجاز الباب ضمن المناطق ذات الاولوية في التشغيل. ـ عبد الحمد بن مصباح (الوحدة الشعبية) دعا الى دعم الهيئة العليا لحقوق الانسان والحريات الاساسية ماديا وبشريا خصوصا بعد القرار الرئاسي بتوسيع صلاحيات هذه الهيئة.
صيانة تدخلات صندوق 26-26 بشيرة بلخيرية (التجمع) استفسرت عن مدى تدخل صندوق 26-26 في صيانة المؤسسات التي انشأها مقترحة تغيير آلية العمل بالمناولة عبر اصدار اطار تشريعي يضمن حقوق كل الاطراف مع تعزيز آليات التشغيل. ـ الهادي شعيل (التجمع) اقترح ان تشمل الدراسة التي سينجزها المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية حول تونس والهجرة، وضع المرأة في الخارج والمهاجرين الذين عادوا الى ارض الوطن. ـ المولدي السعيدي (التجمع) اقترح ان يوجه الصندوق الوطني للتضامن تدخلاته اكثر نحو المعتمديات ذات الاولوية بالوسط الغربي. ـ عمار البراهمي (التجمع) لاحظ ان عديد المشاريع الرئاسية التي تقررت بعد زيارة رئيس الدولة لبعض الولايات الداخلية لم يتم تنفيذها بعد. ـ يوسف القروي (التجمع) طالب بمزيد من التوضيحات حول دعوة رئيس الدولة الاحزاب والمنظمات وهياكل المجتمع المدني للتفكير في مستقبل البلاد في المرحلة المقبلة وذلك خلال خطابه الاخير بمناسبة الاحتفال بالذكرى 19 للتحول.   (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 28 نوفمبر 2006)  

بن ضياء رابطـة حقـوق الانسـان مكسـب وطنـي.. وفض أزمتها عبر احترام النظام الداخلي والقوانين

 

 
تونس ـ الصباح عبر السيد عبد العزيز بن ضياء وزير الدولة المستشار الخاص لدى رئيس الجمهورية والناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية لدى رده على تدخلات النواب عن شكره للنواب الذين دعوا الرئيس بن علي الى تجديد ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال ان حسن التصرف في ميزانية رئاسة الجمهورية والتوظيف الرشيد للنفقات مرده حرص رئيس الجمهورية على أن يكون حسن التصرف في ميزانية الرئاسة مثالا لبقية القطاعات ملاحظا ان نفقات التجهيز بميزانية رئاسة الجمهورية سنة 2007 شهدت انخفاضا من 24،0 الى 23،0% من الميزانية العامة للدولة. وحول ما قيل عن ملف الرابطة التونسية لحقوق الانسان جدد وزير الدولة ما قاله رئيس الجمهورية بان الرابطة مكسب وطني والازمة التي تمر بها امر داخلي بحت. واضاف تأكيده على ان رئيس الدولة دعا الى فض ملف الرابطة على اساس احترام النظام الداخلي والقوانين وهو الاطار الممكن والوحيد لحل ازمة الرابطة. وحول موضوع الهيئة العليا لحقوق الانسان والحريات الاساسية عبر السيد بن ضياء ان ما جاء في خطاب رئيس الدولة لديه اهمية خاصة لانه اكد مرة اخرى ان حقوق الانسان تحتل مكانة جوهرية في سياسته ولا يمكن الا دعمها وهو اختيار لا رجعة فيه مشيرا الى ان توسيع صلاحيات الهيئة العليا لحقوق الانسان مثال حي لهذا التوجه الثابت والقار. مبرزا في ذات السياق ان الهيئة في اطار صلاحياتها الجديدة امكن لها ان تتلقى مباشرة العرائض والشكايات  من المواطنين دون وسيط ثم دراستها وتقديم تقارير بشأنها. كما يمكن لرئيس الهيئة العليا لحقوق الانسان دون سابق اعلام لا لرئاسة الجمهورية ولا لوزير العدل ان يزور المؤسسات السجنية والاصلاحيات وتقديم تقارير بشأنها. ويمكن ايضا لرئيس الجمهورية كلما دعا الامر ذلك تكليف رئيس الهيئة بالبحث وتقصي الحقائق في اي مسألة ذات العلاقة تجد في اي مكان بمناطق الجمهورية. وحول موضوع دعوة رئيس الدولة في خطابه بمناسبة الذكرى 19 للتحول الاحزاب والمنظمات والجمعيات الوطنية الى تقديم مقترحات حول التوجهات المستقبلية للبلاد اكد وزير الدولة ان هذه الدعوة تثبت ما يوليه الرئيس بن علي للحوار والاصغاء لكل مكونات المجتمع لذلك وجه الدعوة للاحزاب السياسية والمنظمات والجمعيات الوطنية تقديم مقترحات حول التوجهات المستقبلية للبلاد اكد وزير الدولة ان هذه الدعوة تثبت ما يوليه الرئيس بن علي والاصغاء لكل مكونات المجتمع لذلك وجه الدعوة للاحزاب السياسية والمنظمات وايضا للحساسبات الفكرية (التي تعمل بصفة قانونية) بتعميق التأمل في حاضر البلاد وتوجهات مستقبلها ليتم الاستئناس بها.   (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 28 نوفمبر 2006)  

بن ضياء للنواب: هذا ما طلبـه رئيس الدولة من الأحزاب والمنظمـــــــــــات والحساسيات الفكرية

   

* باردو (الشروق) صادق النواب ظهر أمس على مشروع ميزانية رئاسة الجمهورية لسنة 2007 المحددة بـ 56 مليونا و365 ألف دينار. وفي النقاش تتالت مناشدة النواب الرئيس بن علي إعادة الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة لسنة 2009، وتركزت تساؤلات بعضهم على الوضع داخل الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وعلى مرامي القرار الرئاسي الأخير القاضي بتوسيع صلاحيات الهيئة العليا للحريات الأساسية وحقوق الإنسان. وفي بداية ردّه على هذه الاستفسارات توجّه السيد عبد العزيز بن ضياء وزير الدولة والمستنشار الخاص لدى رئيس الجمهورية بالشكر الى النواب لما عبّروا عنه من اعتزاز بالإنجازات والقرارات التي اتخذها رئيس الدولة حتى تواصل تونس مسيرة التطور والإصلاح والإنخراط في مصاف الدول المتقدمة ولدعوتهم سيادته إعادة ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال أيضا إن رئاسة الجمهورية تعتبر المثال للتصرف الرشيد في النفقات فرغم ارتفاع اعتمادات التجهيز في ميزانية الدولة عموما فإن نفقات هذا الباب في رئاسة الجمهورية تراجعت من 0.24 % من مجموع الميزانية خلال السنة الفارطة الى 0.23% هذه السنة. * إطار وحيد وبخصوص الرابطة جدّد السيد بن ضياءالتأكيد على ما قاله رئيس الجمهورية بأنها مكسب وطني وأن موضوعها داخلي ويجب أن يتمّ فضّه على أساس احترام النظام الداخلي والقوانين مؤكدا أن هذا هو الاطار الوحيد لفضّ موضوع الرابطة وإن وجد إطار آخر فإنه يمكن النظر فيه. أما بالنسبة الى الهيئة العليا للحريات الأساسية وحقوق الإنسان فقال ـ كذلك ـ إن ما جاء بشأنها في خطاب الرئيس بن علي يوم 7 نوفمبر الجاري له أهمية كبرى إذ يؤكد أن حقوق الإنسان تبقى من الأمور الجوهرية في سياسة رئيس الدولة ولا يمكن إلا مزيد دعم هذه الحقوق وتعديل القوانين إذا اقتضى الحال ذلك. وأضاف قوله إن هذا خيار لا رجعة فيه وتدعيم حقوق الانسان من الركائز الأساسية لسياسة الرئيس بن علي وما توسيع صلاحيات الهيئة العليا للحريات إلا مثال ودليل حيّ على ذلك.   * 3 مستويات وبيّن أن قرار التوسيع دعم صلاحيات الهيئة على ثلاثة مستويات أولها ـ وهذا هام جدا ـ انه أصبح بإمكانها أن تقبل عرائض وشكايات المواطنين فكل مواطن يلاحظ أو يرى أي مسّ من حقوقه الشخصية أو حقوق غيره يمكنه تقديم شكوى للهيئة التي تدرس هذه الشكوى وترفعها الى رئيس الدولة الذي يتخذ في شأنها القرارات الضرورية، وثانيا يمكن لرئيس الهيئة دون سابق إعلام لرئيس الجمهورية أو لوزير العدل أو لمديري المؤسسات السجنية أن يزور هذه المؤسسات وفي هذا دعم لحقوق السجناء والمودعين بالاصلاحيات. أما الدعم الثالث فيتمثل في تكليف رئيس الجمهورية لرئيس الهيئة بتقصّي كل المسائل ذات الصلة بالحريات وحقوق الإنسان بكافة مناطق البلاد. وأشار بن ضياء من ناحية ثانية الى أن رئيس الدولة يرمي من وراء دعوته الأخيرة الموجهة الى الأحزاب والمنظمات الوطنية والحساسيات الفكرية الى الحوار والإصغاء للمواطنين ولكل الجهات المهتمة بالشأن التونسي. وأضاف أن المطلوب من الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية والحساسيات الفكرية التي تعمل بصفة قانونية هو تعميق التأمل في حاضرنا وفي توجهات مستقبل البلاد وتقديم آراء ومقترحات مباشرة الى رئيس الدولة بعد الاجتماع بهياكلها للاستئناس بها بمناسبة الذكرى 20 للتحول. وقال انه ليست هناك حاجة ـ في نظري ـ لتنظيم ندوة وطنية في هذا الخصوص.   * محمد اليزيدي   (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 28 نوفمبر 2006)  

ورشـة عمـل تدريبيـة للقادة الدينيين لمواجهــة «السيـــــــدا»: مـــــن أجــــل خطــــاب دينــــي تحسيسـي وتوعـــــــوي

تونس – الصباحالصباح بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الانمائي بتونس تنظم وزارة الشؤون الدينية «ورشة العمل التدريبية للقادة الدينيين للتجاوب مع السيدا»، هذه الورشة التي انطلقت أشغالها صباح أمس الاثنين 27 نوفمبر وتتواصل إلى غاية يوم 30 منه وضعت تحت شعار «رحمة فاعلة ومؤثرة». البرنامج العام للورشة يشتمل على 15 جلسة علمية تشتمل بدورها على محاضرات وحوارات يشرف عليها ويديرها دكاترة وأساتذة وباحثون مختصون في التوجيه وشرح سبل التعاطي مع المصابين بهذا الداء وذلك من أجل توسيع دائرة وعي الأيمة والوعاظ بمشكلة السيدا في تونس وتحفيزهم على العمل لمواجهته.   جلسة الافتتاح أشغال الجلسة الافتتاحية أشرف عليها صباح أمس الدكتور أبوبكر الأخزوري الذي ألقى كلمة أكد فيها بالخصوص على الخطر الكبير لمرض السيدا – لا فقط – على صحة الانسان وإنما أيضا على عامل التنمية داخل المجتمعات الانسانية. والسيدا هو الوباء الأشد خطرا على صحة الإنسان وهو بهذا المعنى يمثل عائقا ضد التنمية في المجتمعات الانسانية على اعتبار أن الانسان العليل والمنهك والمتهالك صحيا لا يمكن أن يكون فاعلا أو منتجا بأي شكل من الأشكال. وزير الشؤون الدينية وبعد أن استعرض بعض الأرقام حول نسب انتشار هذا المرض في بلادنا عاد ليؤكد على أهمية الخطاب الديني في عملية التحسيس والتوعية الجماهيرية بخطورة هذا الداء والوقاية منه – من جهة – وكذلك في الارشاد والتوجيه نحو قواعد التعاطي الانساني الرحيم والأمثل مع المصابين به داخل المجتمع – من جهة أخرى –   دور حيوي وفاعل اعتبارا لما للخطاب الديني من أثر عميق في نفوس الناس فإنه يبقى مطلوبا من القائمين على نشر الثقافة الدينية أي من الأيمة والخطباء ورجال الدين عامة بصرف النظر عن معتقداتهم وأديانهم أن يضطلعوا بدورهم الحيوي والفاعل في عملية التوعية بهذا المرض الخبيث سواء من خلال خطبهم من أعلى منابر المساجد والكنائس والبيع أو في مؤسسات التعليم… ذلك أن نشر القيم التي جاء بها الدين – يضيف وزيرالشؤون الدينية – والتي تتمحور جميعها حول قيمة ومبدا وفضيلة التقوى يمثل في حد ذاته مساهمة محورية في غرس ذلك الوازع الديني الإيماني العقدي بل والعقلاني أيضا المدرك لخطورة المرض وبشاعته، غرسه في نفوس الناس بما يجعلهم يجتنبون الوقوع فيما  من شأنه أن يؤدي بهم ربما الى أن يصابوا بالسيدا. وزير الشؤون الدينية استشهد في هذا السياق ببعض الآيات القرآنية التي تدعو الناس إلى العفة على اعتبارها كلمة مركزية في خطاب التحذير الديني من الوقوع – مثلا – في فخ العلاقات الجنسية اللاشرعية التي تعتبر أحد أدوات العدوى ونقل هذا الداء الخبيث إلى الأصحاء من الناس.. يقول تعالى: «ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا».   لا للنبذ… لا للعزل الدكتور أبو بكر الأخزوري أكد أيضا في كلمته على أهمية اعتماد الخطاب الديني الانساني في مجال الدعوة إلى ضرورة تقديم الرعاية الصحية والنفسية للمصابين بهذا الداء داخل المجتمع وعدم نبذهم أو عزلهم… وهو خطاب يجب أن يجتمع على ابرازه كل الدعاة والأيمة ورجال الدين في مختلف الديانات لأنه في مثل هذه المسائل والقضايا التي تخدم الانسان والانسائية في المطلق يجب أن يتأسس الحوار بين الأديان وليس في مجال «الأكاديميات المتعالية والمفارقة!..»   التوعية… التوعية الدكتورة هبة الخولي كانت المتدخلة الثانية في الجلسة الافتتاحية للورشة وقد تولت تقديم كلمة برنامج الأمم المتحدة الانمائي بتونس…  فبعد أن نبهت في كلمتها الى الصفة الوبائية الخطيرة لمرض السيدا وسرعة انتشاره في كثير من الدول والمجتمعات العربية الأمر الذي ينذر بنتائج كوارثية إذا لم يقع أخذ الاجراءات الحمائية اللازمة خلصت الى القول بأن تعاون برنامج الأمم المتحدة الانمائي في هذا المجال مع رجال الدين – وهو أمر يحدث لأول مرة – إنما أملته هذه الضرورة بالذات – من جهة – وكذلك قناعة البرنامج بالدور الهام الذي يمكن أن يلعبه خطاب هؤلاء في التحسيس والتوعية بمسألة السيدا – من جهة أخرى – نظرا لما لخطابهم الديني من أثر في نفوس الناس… وقد دعت الدكتورة هبة الخولي إلى ضرورة أن يكون هذا الخطاب الديني خطابا تنويريا قادرا على أن يخوض في الظواهر والقضايا المعاصرة وبخاصة منها تلك التي تتهدد صحة الأفراد وسلامة المجتمعات.   السيدا ليس عقابا إلاهيا! أما المتدخلة الثالثة في جلسة افتتاح ورشة العمل التدريبية للقادة الدينيين للتجاوب مع السيدا فقد كانت الدكتورة خديجة معلى المسؤولة عن البرنامج الاقليمي للسيدا في الدول العربية التي ألقت كلمة مؤثرة أكدت فيها بالخصوص على خطورة هذا الوباء الذي حصد إلى حد الآن أرواح أكثر من 30 مليونا من الناس والذي أصاب أكثر من 70 مليون نسمة! كما أكدت على ضرورة أن يضطلع الخطباء والأئمة ورجال الدين بمسؤولياتهم الدينية والأخلاقية في نشر التوعية الصحيحة بهذا الداء الذي يتهدد البشر والمجتمعات وأن يجتنبوا في خطاباتهم ما من شأنه أن يزيد في معاناة المصابين بهذا الداء أو الحاملين للفيروس كالقول – مثلا – بأن السيدا عقاب من اللّه!!! وهو قول اعتمده بعض الخطباء عن جهل فكان من نتائجه أن ازدادت هوة التمييز والتهميش للمصابين بالمرض داخل المجتمعات. علما، بأن الدكتورة منجية السوايحي هي التي أدارت باقتدار جلسة الافتتاح وهي التي ستقدم محاضرة في اليوم الثاني في إطار أشغال الورشة عنوانها «حق المرأة والطفل في عدم الاصابة بالسيدا» هذا فضلا عن مساهمتها في ادارة وتنشيط مختلف جلسات الورشة. محسن الزغلامي (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 28 نوفمبر 2006)  

أيام دراسية في كلية الآداب والفنون بمنوبة: حجّة السلطـة فـي الثقافتين العربيـة والغربيـة في سبيل حوار بين تقاليد البحث في الحجاج

  اقامت وحدة البحث في تحليل الخطاب بكلية الآداب والفنون والانسانيات منوبة الايام الدراسية الدولية الثالثة حول البلاغة والحجاج في الثقافة العربية يومي 24 و25 نوفمبر الجاري، واختارت لها موضوع «حجة السلطة في الثقافتين الغربية والعربية في سبيل حوار بين تقاليد البحث في الحجاج» وتجمع هذه الايام عددا من المداخلات العلمية والفكرية لباحثين ونقاد من تونس والمغرب ولبنان والمملكة العربية السعودية وفرنسا اهدتها وحدة البحث الى الاستاذ اندري رومان. ومن البدء نقول بان هذه الايام الدراسية مهمة على اكثر من مستوى فهي من ناحية تؤكد على الاحترام الكبير الذي تحظى به كلية الاداب والفنون والانسانيات بمنوبة في المحيط المتوسطي فلقد لاحظنا ان التعاون الموجود بينها وبين الجامعات الفرنسية يرقى الى مستوى الشراكة فالباحثون الذين ساهموا في هذا الملتقى العلمي لم يأتوا فقط لالقاء مداخلات انما ايضا لاثراء معلوماتهم وطرائقهم في البحث. ثم ان هذا الملتقى ليس في الثقافة العامة وان كان بالامكان اعتباره كذلك، انما هو في مجال بحث يتناول مسألة من قبيل اختصاص الاختصاص مما يشير الى ان كلية الآداب والفنون والانسانيات بمنوبة ارتقت منذ سنوات الى هذا التميز، وما وحدة البحث في تحليل الخطاب الا مثال على ما ذهبنا اليه، وهذه الوحدة التي يشرف عليها الاستاذ الدكتور حمادي صمود يقبل عليها طلبة المرحلة الثالثة من أولئك الذين يرغبون في التخصص في تأويل الخطاب مع اولئك الذين يرغبون في التخصص في تأويل الخطاب مع ما يتطلبه ذلك من تعمق في مسائل لغوية و فكرية وفلسفية.. وبما ان «الحجاح» هو مجال من مجالات تأويل الخطاب فان موضوع الايام الدراسية هو في «حجة» السلطة في الثقافتين الغربية والعربية.. والهدف من ذلك اقامة حوار بين تقاليد البحث في الحجاج. ويقول الاستاذ حمادي صمود بان هذه الايام الدراسية هي الحلقة الثالثة من حلقات البحث المشتركة بين وحدة تحليل الخطاب في كلية الاداب والفنون والانسانيات بمنوبة وخلايا بحث من المعهد الوطني للبحوث في فرنسا متمثلة في كلية ليون الثانية وفي دار المعلمين العليا بليون. وهذا العمل د اخل في التبادل والحوار المتواصل علميا بين البحّاثة التونسيين والفرنسيين ومنهم من هم من اصل عربي، هو فتح لابواب الحوار والبحث ووضع الباحثين الشباب وغير الشباب امام باحثين اخرين بغرض تبادل الخبرة والاستفادة من بعضنا البعض وهي في النهاية بادرة مهمة.   ويقول حمادي صمود: ـ لقد عقدنا دورة في ليون ودورتين في تونس في نطاق هذه الايام الدراسية وقد اردنا توسيع الدائرة في هذه الدورة الثانية على المغرب، والسعودية ولبنان وكل ذلك دائما في نطاق الحوار بين العرب والغربيين في مجالات البحث العلمي». وقد اثمر هذا الحوار «اشياء» مهمة لصالح الثقافة العربية من ذلك ان المنظّر الكبير «بلاتان» الذي للأسف لا يعرف العربية استفاد من هذه الايام الدراسية وقد تبين ذلك لما طلبت منه المطابع الفرنسية ان يعيد نشر كتابه الشهير Argumentation ـ الحجاج ـ في سلسلة «ماذا أعرف» ـ Que sais-je ـ وافق على ذلك واضاف الى كتابه بابا جديدا خصصه للبلاغة والحجاج في الثقافة العربية. مع العلم ان الكتاب لم يكن يوجد فيه اي جانب من المسائل الثقافية العربية. وفي هذا الملتقى شخصيات علمية معروفة في مجال اختصاصها سواء من تونس او من فرنسا او من المغرب من هؤلاء نذكر الدكتور عبد القادر المهيري المختص في النحو العربي وفي اللسانيات والدكتور مارون عوّاد اللبناني الاصل والفرنسي الجنسية الذي اختص في تتبع الفكر الأرسطي في الثفافة العربية وينشر كتبه لدى كبريات دور  النشر الفرنسية دون ان ننسى الاستاذ اندري رومان الذي اهديت له اعمال الايام الدراسية. عنوان المسألة المطروحة في هذه الايام يقوم على تناقض الاحتجاج لا يمكن ان يكون الا في فضاء الخلاف اي مقارعة الرأي بالرأي في حين ان السلطة في اصل معناها هو اسكات كل صوت دون صوتها. كيف وقع تعايش هذا الرواج في مجالات مختلفة وكيف امكن للثقافات المختلفة وللثقافة العربية على وجه الخصوص ان تستعمل هذه «الحبة» دون ان تخضع لها خضوعا مطلقا اي ان تجانبها فنحن نعرف ان في الثقافة العربية حجة السلطة قوية ومؤثرة وقاطعة لكن التطورات الحادثج في المجتمعات الغربية حجمت هذه السلة. ارادت هذه الايام ان نعرف ما هي مختلف الآليات التي تطرح بها هذه المسألة في ثقافتنا العربية وكيف يتسنى لها ان تحولها عن هذا القطع لتدخل في مجال الحوار اي ننتقل من مفهوم التسلط الى مفهوم الحوار، ومن هنا يكون تدخل الفلسفة.. وطبعا لا يمكن اقامة الحوار على اسس فكرية وعلمية الا بتجديد مفهوم السلطة وذلك من خلال وضع ثقافة في حضرة ثقافة اخرى للبحث عن امكانيات الاستفادة من الجانبين كما ان هذه الايام هي للبحث عن الخصوصيات المختلفة التي ينبني على اساسها النظام الحجاجي في ثقافة من الثقافات وامكانيات تطوره، وما هي العوائق التي تقف في وجه هذا التطور. وللسلطة وجوه عديدة   قد يتبادر الى الاذهان الى ان القصد من السلطة هنا هي السلطة السياسية.. لكن المسألة هنا تتعلق بكل انواع السلط، فهناك السلطة السياسية والسلطة الثقافية والسلطة في اللغة او الادب) والسلطة الدينية والفقهية والسلطة الفكرية وكذلك السلطة العلمية والسلطة الايديولوجية. والسؤال كيف تتشكل السلطة، وكيف تصبح حاكمة وقاطعة يخضع لها الجميع وكيف يمكن الخروج منها او عليها وهل هناك امكانيات تطويرها؟ اسئلة مشروعة وقديمة وقد بحث فيها العلماء والفلاسفة الى ان اختص فيها البعض من المفكرين والفلاسفة السلطة تنشيء مفاهيمها عبر حجاجها التي روجت لها وعملت على الاقناع بها او اخضاع الناس لها (في السياسة) واحضاع المفكرين منهم (في الثقافة وفي اللغة وما الى ذلك)، واخضاع الفقهاء منهم (في المسائل الدينية). وياتي سؤال آخر هل يمكن تطوير المفاهيم وتجديدها؟! السؤال مشروع لان المفهوم نفسه يصبح سلطة والخروج منه مسألة اساسية في كل الثقافات والحضارات. الايام الدراسية التي نحن بصددها جمعت عددا من المداخلات التي بحثت في مختلف انواع السلطة وحاولت ان تجيب على بعض الاسئلة من خلال ابراز امكانيات السلطة وامكانيات الخروج عنها ببلورة مفاهيم اخرى لكن هل ان بلورة مفهوم جديد يلغي  المفهوم القائم والمتعارف عليه؟ في اليوم الاول من الملتقى العلمي هناك طرح لمفهوم «السلطة» في «الحجاج» (كريستيان بلانتان) ومفهوم البلاغة والحجاج (اندري رومان). وبحث الاستاذ عبد المجيد الشرقي عن مناهل «السلطة» في الحقل الاسلامي والاستاذ نسيم خوري عن «تحولات السلطة» في حين بحث الاستاذ حافظ قويعة في «حجة السلطة في الثقافة العربية من خلال احياء علوم الذين. اما الاستاذ عبد القادر المهيري فانه قدم كيف اصبح سيبويه حجة في النحو العربي (اي سلطة» وسأل عن امكانيات الخروج من هذه السلطة من مخاطرها. والباحث الاستاذ مارون عواد استعرض محتوى كتاب لابن طملوس (معاصر لابن رشد) وهو في بلاغة الفلسفة والطب. وتوقف الاستاذ جوزيف ديشي عند بعض المفاهيم في البلاغة العربية ومنها «التعريض» ـ Inplication ـ وفي اليوم الثاني كانت هناك دراسات اخرى كثيرة في مفاهيم السلطة ومفهوم المفهوم والخطاب ومستوياته في اللغة وفي المعنى من ذلك محاضرة سعد البازغي حول «الاقلية الساحقة: عن الخطاب اليهودي في الثقافة الغربية، ومحاضرة الاستاذ محمد الهادي عياد حول سلطة الخطاب في الكتابة الوظيفية الخطاب العلمي العربي نموذجا ومحاضرة الاستاذ محمد علي القارصي حول حجة العجب في كتاب البيان والتبيين للجاحظ، والاستاذة بسمة بلحاج رحومة حول «التقرير والانكار بين سلطة المتكلم وسلطة الحجاج. وفي الملتقى محاضرات اخرى منها محاضرة الباحث السعودي محمد الهدلق حول الحجاج بشأن الاحقية في الخلافة بين الخليفة العباسي ابي جعفر المنصور ومحمد بن عبد الله بن الحسن الملقب بالنفس الزكية، قدمها بشكل جلب الانتباه لانها نفسها تحمل خطابا معينا من خلال استعراض حجج كل من العباسي ومحمد النفس الزكية لاثبات احقيته فمن الخلافة الاسلامية. اما الاستاذ المغربي سالم يفوت فانه قدم عرضا سريعا ولكنه جيد من خلال سؤال «هل يمكن الكلام عن سلطة في العلم؟» ورأى ان المفاهيم من الصعب بلورتها واذا ما تغيرت في عمقها كثيرا ما تبقى المفاهيم قائمة. يمكن ان نتوقف عند بعض المحاضرات والمداخلات لكن ذلك غير ممكن دائما في جريدة سيارة، والمهم ان يعرف القارئ ان الندوة كانت متميزة على اكثر من مستوى وهي مفيدة حتى لغير المختصين على الاقل ليفهموا ان اي نص في اي مجال يحمل خطابا معينا وله مستويات عديدة في التأويل ويمكن للنص او الخطاب ان يتحول الى سلطة بانشاء حججه وحاكميته ومفاهيمه وذلك عبر التاريخ حيث ان اللغة كائن حي من خلال مفرداتها ومصطلحاتها ولكل مفردة معنى او عدة معان، ولكل مصطلح مفهومه على عدة مستويات في المعنى. محمد بن رجب (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 28 نوفمبر 2006)  

أوروبا تشترط تحسين ملف حقوق الانسان في مصر لتوقيع اتفاق للتجارة الحرة معها

القاهرة ـ من جوناثان رايت: ضغط مفوض الاتحاد الاوروبي لشؤون التجارة بيتر ماندلسون علي وزراء مصريين امس للاتفاق فيما بينهم علي توجه موحد بشأن حقوق الانسان وغيرها من المجالات المختلف عليها في اطار صفقة مع أوروبا. وقال ماندلسون لـ رويترز في مقابلة انه يشعر بالاحباط لان خلافات قليلة متبقية هي التي تعرقل الاتفاق علي خطة عمل الجوار التي تشمل مشاريع مشتركة وتحرير التجارة بين مصر والاتحاد الاوروبي. وأوشك الجانبان علي ابرام اتفاق في حزيران (يونيو) لكنهما لم يستطيعا الاتفاق علي كيفية ضم المناقشات بشأن حقوق الانسان الي حوراهم أو ماذا سيقال عن أسلحة الدمار الشامل. وتقول جماعات حقوق الانسان ان سجل مصر في هذا المجال سييء. وتقول ان آلاف الاشخاص محتجزون دون محاكمة وان التعذيب واساءة المعاملة من قبل الشرطة ينتشران علي نطاق واسع. وتري هذه الجماعات أن مستوي القمع السياسي ازداد فيما يبدو خلال هذا العام بعد فترة انفتاح نسبي خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 2005. وقال ماندلسون الذي يزور مصر لاجراء محادثات مع رئيس الوزراء أحمد نظيف ووزير التجارة والصناعة رشيد محمد رشيد وغيرهما من المسؤولين انه يريد ابرام اتفاق في أسرع وقت ممكن. وقال أشعر بالاحباط لانه (الاتفاق) يتأجل. دعونا نتوصل لاتفاق. دعونا نعمل علي تسوية بشأن هذه النقاط الاخيرة العالقة ثم الانتقال الي العمل الحقيقي . وأضاف أعتقد أن عددا من الوزراء والشخصيات السياسية هنا يبدون نفاد صبرهم لكنهم بحاجة للتوصل لاتفاق في الحكومة ككل بشأن النهج الامثل . وتابع عندما يفعلون ذلك سيجدون في الاتحاد الاوروبي شريكا مستعدا ومرنا في المفاوضات . ويقول دبلوماسيون ان الحكومة المصرية منقسمة بالفعل بشأن المدي الذي ستذهب اليه لارضاء الاتحاد الاوروبي الذي يريد أن يمنح حقوق الانسان صفة رسمية في الحوار مع مصر. كما أن مصر متمسكة بالدعوات التي تطالب بجعل الشرق الاوسط منطقة خالية من الاسلحة النووية وهو الامر الذي يرفضه الاتحاد الاوروبي لانه سيضعه في مواجهة مع اسرائيل. وذكر دبلوماسيون أن الليبراليين الاقتصاديين في الحكومة وبينهم رشيد يؤيدون وجهة النظر الاوروبية بأن المميزات التجارية ولا سيما فيما يتعلق بالصادرات الزراعية المصرية تجعل من المهم التوصل لاتفاق علي وجه السرعة. لكنهم أضافوا أن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط وغيره من الوزراء الذين لا ترتبط حقائبهم الوزارية بالاقتصاد متشبثون بمواقفهم بحجة السيادة الوطنية. وعندما سئل ان كان يشعر بأن المصريين يشاركون الاتحاد الاوروبي نفس الالحاح أجاب حاولت أن أثير احساسا بالالحاح. كلما بدأنا بشكل أسرع كلما كان ذلك أفضل لكل الاطراف المعنية . وستحدد خطة عمل الجوار كيفية تنفيذ اتفاق مشاركة أبرم في 2004. وسيتيح لمصر والاتحاد الاوروبي تحقيق تقدم في عدد كبير من المشاريع المشتركة في مجالات تشمل التجارة وربما المزيد من المساعدات. (رويترز) (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 28 نوفمبر 2006)

 

Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

13 juillet 2009

Home – Accueil   TUNISNEWS 9 ème année,N° 3338 du 13.07.2009  archives : www.tunisnews.net   Liberté et Equité: Nouvelles des libertés

En savoir plus +

17 mai 2010

Home – Accueil   TUNISNEWS 10 ème année, N° 3646 du 17.05.2010  archives : www.tunisnews.net  Comité National de Soutien aux

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.