الشروق:«البريكي» يسانـــد اقتـــراح تقديم موعد مؤتمر اتحاد الشغل
وكالة الأنباء السعودية:الصيام وكرة القدم
رويترز: الاستثمارات الاجنبية في تونس ترتفع الى 348 مليون دولار
واس: تونس / التجارة الخارجية / عجز
الهادي بريك: أفكار عامة في مستقبل الحركة الاسلامية في تونس الحلقة الثالثــــــــــة
مرسل الكسيبي: موسم سياسي جديد ومعتقلو الرأي لعقد ونصف وراء القضبان!
محمد العروسي الهاني: رجال في الذاكرة خالدون وأحداث وطنية بارزة لن تمحى مهما طالت السنون
نصر الدين بن حديد: العقيد و«سيفه»: تدوير الملهاة أم مداورة المأساة؟؟؟
د. سليم بن حميدان: المقاومة اللبنانية والمعارضات العربية: دروس وعبر
د.أحمد القديدي: الذكرى الأربعون لاستشهاد سيد قطب :رؤية مستقبلية
صـابر التونسي:لا صوت يعلو فوق صوت المعركة
محمد كريشان: الإضرابات الفلسطينية
برهان بسيّس: البعد الآخر: ملفات العودة
عمار عوني: سيرة روائية غير عادية في ليلة ممطرة : حينما يتحدث حنّا مينه عن الكتابة والحياة والحرية
د. محيي الدين عميمور :هل يستطيع الفكر القومي أن يخرج الأمة من الأزمة؟
موقع الجزيرة.نت: »كفاية » المصرية تجمع توقيعات لإلغاء كامب ديفد
رويترز: مستشهدا بكلمات ابن لادن بوش يحذر من خلافة إسلامية بالعراق
رويترز:الإسلام السياسي يتصدر الساحة منذ هجمات سبتمبر
لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين »
حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:
إعداد لطفي حيدوري المحكمة الإدارية تنصف ووزارة الداخلية تستأنف بعد أن استنفد حسين الجلاصي السجين السياسي السابق كل الطرق المعتادة لاسترجاع جواز سفره استنجد بالمحكمة الإدارية التي أنصفته في القضية الإدارية عدد 14487/1 القائم بها في مادة تجاوز السلطة في شهر ماي 2003. ولكن فرحة هذا المواطن قابلتها مفاجأة استئناف وزارة الداخلية على هذا الحكم بتاريخ 28 جويلية 2006. وذلك بتعلّة الفصل 13 من القانون عدد 40 لسنة 1975 والمتعلق بجوازات السفر. المجتمع المدني ينتظر مولودا جديدا علمنا من مصادر مطلعة أنّ مجموعة من النساء التونسيات بصدد وضع اللمسات الأخيرة لتأسيس منظمة جديدة للدفاع عن حقوق المرأة التونسية. وبسؤالنا عن دوافع بعث هذه المنظمة ذكر لنا أنّهنّ لم يجدن مكانا لهنّ ضمن المنظمات النسائية الموجودة. تعددت قنوات التسجيل وغاب البثّ لاحظنا أثناء تغطيتنا للمسيرة النقابية التضامنية مع الشعبين اللبناني والفلسطيني والتي نظمها الاتحاد العام التونسي للشغل يوم 1 أوت 2006 وجود حوالي 15 شخصا بصدد التقاط الصور والتسجيل بالكاميرا لكنّنا لم نشاهد جهود هؤلاء المصوّرين تبث في أي قناة تلفزيونية. عبد اللطيف بوحجيلة يحتجب ككلّ صيف للأسبوع الثامن على التوالي يمنع السيد عبد المجيد بوحجيلة من مقابلة ابنه عبد اللطيف السجين السياسي منذ 1998، وقد أخبر السجين والده في آخر زيارة بتاريخ 4 جويلية 2006 عن سوء المعاملة في سجنه وحرمانه من حقه في ممارسة نشاط رياضي عادي حتى داخل غرفته وأنّه ينوي الدخول في إضراب احتجاجي. وعند كل زيارة إلى السجن يجد والد هذا السجين مبررا جديدا لحرمانه من رؤية ابنه. عريضة احتجاج على نقل مساجين احتجّت عائلات ضحايا قانون مكافحة الإرهاب على نقل أبنائها المساجين تعسفيا وإبعادهم إلى أقصى جنوب البلاد ووسطها. وتولّت سبع عائلات تسليم مذكّرة في هذا إلى زكريا بن مصطفى رئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان يوم 31 أوت. وقد رفض أعوان الأمن الرئاسي في مكتب الاستقبال دخول جميع العائلات وسمح لممثلة واحدة عنهم بمقابلة سكرتيرة المكتب وتسليم عريضة الاحتجاج، ورفض طلبها بمقابلة رئيس الهيئة. البوليس السياسي يحمي المواطنين باحتجازهم تعرض الأستاذ الحسين بن عمر صبيحة الاثنين 1 أوت إلى عملية اختطاف من قبل البوليس السياسي عند خروجه من مقر المجلس الوطني للحريات ووقع الاحتفاظ به طيلة اليوم بمنطقة السيجومي. وقد برّروا له دوافع ذلك بكون إحدى الفرق الأمنية قررت الاعتداء عليه في صورة مشاركته في المسيرة التضامنية مع الشعبين اللبناني والفلسطيني المبرمجة مساء ذلك اليوم. المحامون يفوزون بمسيرة عرجاء بعد قرار الهيئة الوطنية للمحامين عدم المشاركة في مسيرة 24 جويلية خلف قيادة الحزب الحاكم تمكّنت الهيئة في آخر لحظة بعد رفض أوّلي تم إبلاغه لعموم المحامين من ترخيص بمسيرة ليوم 9 أوت. المسيرة التي رخّص لها في التقدم بضع عشرات الأمتار كانت مخيّبة للآمال من حيث عدد المشاركين الذي لم يتجاوز 50 محاميا، ثم انقلاب عناصر الخليّة الذين أعدّوا العدّة مسبقا عليها رافعين صور بن علي مردّدين كما اتفق « بن علي بن علي… لبنان لبنان ». مذكّرة ضدّ الحجاب… والنعال أصدر المدير العام لشركة نقل تونس التي تضم شركتي المترو الخفيف والحافلات مذكّرة تتعلّق بتراتيب الهندام والمظهر في مواقع العمل. ونبّهت المذكرة إلى ما سمّته مظاهر شاذّة « كاللحي والشعور الطويلة والحجاب ». وأكّدت أنّ « هيبة المؤسسة » لا تتماشى مع المظاهر « الطائفية والمبتذلة » كاحتذاء النعال والظهور بالجلابيب أو الثياب الخليعة. ونصّت المذكّرة على عقوبة المنع من مباشرة العمل ودخول المقرّات. واللافت في هذا المنشور الذي وُقّع بتاريخ 31 جويلية 2006 والذي وزّع مثيله في عدّة مؤسسات عمومية أخرى في الأشهر الماضية الحديث صراحة عن منع الحجاب، وكانت تتردد في الماضي عبارات مثل « غطاء الرأس والزي الطائفي ». وينتظر في الأيام القادمة مثل كل بداية سنة دراسية أن يقع التشديد في منع ارتداء الحجاب والخمار مع انطلاق عملية الترسيم في المعاهد والكليات التونسية. العائدون من المنفى عاد إلى تونس خلال الأشهر الماضية عدد من النشطاء السياسيّين السابقين في حركة النهضة بعد سنوات من المنفى ( الأزهر عبعاب من مدنين، حوالي 20 سنة) وبوعبد الله بوعبد الله من قابس الذي غادر السجن سنة 1997 بعد 10 سنوات سجنا (اعتقل في أوت 1987) وعلي الخميلي (مدنين) وأحمد بن عمر (رادس). ولم تجر أية تتبعات عدلية ضدّهم لعدم وجود أحكام في شأنهم. وقد غادر الأزهر عبعاب البلاد نحو منفاه السابق مكتفيا بزيارة الأهل، في حين يروج أنّ عنصرا آخر يصعّد خلافه مع حركته خلال زياراته وجولاته. تحويرات منتظرة للإسراع في عقد مؤتمر اتحاد الشغل فاجأ المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل أعضاءه والرأي العام الوطني بتقديم موعد المؤتمر من أفريل 2007 إلى 15 ديسمبر 2006. وصدر هذا القرار عن المكتب التنفيذي المجتمع مؤخرا في غياب بعض قيادات المنظمة الشغيلة مثل علي رمضان الموجود بالخارج. وحضر ذلك الاجتماع 8 أعضاء من 13 واحتفظ عبد النور المدّاحي بصوته. ويأتي هذا القرار إبطالا غير قانوني لقرار المجلس الوطني_ ثاني سلطة بعد المؤتمر_ في أفريل 2006 بتحديد موعد المؤتمر. وستنظر الهيئة الإدارية يوم 4 سبتمبر الجاري في قرار المكتب التنفيذي ولكنّها حتى وإن أقرّت التقديم فإنّ القانون الأساسي ينصّ على أنّه لا يمكن تعيين موعد للمؤتمر قبل 6 أشهر من اتخاذ قرار بعقده، أي إنّ قيادة الاتحاد مضطرّة إلى الدفع باتجاه تحوير القانون الأساسي والنظام الداخلي. ومن المنتظر في هذا السياق أيضا أن يتمّ إقرار ترفيع عدد أعضاء المكتب التنفيذي من 13 إلى 15. باب مقفل أمام محمد مزالي أُجبر نادي الأجيال بالمنستير على إلغاء محاضرة ليوم 6 أوت 2006 موضوعها التجارة الدولية. وكان هذا النادي الذي يضمّ متقاعدين من رجال التعليم أساسا قد دعا عددا من الضيوف من بينهم الوزير الأوّل الأسبق محمد مزالي وزوجته فتحية مزالي وهو ما أثار حفيظة السلطات المحليّة بالمدينة وحاولوا عبر عدة قنوات الضغط على المنظمين لإلغاء حضور الضيف دون جدوى. وكانت دهشة المنظمين وضيوفهم عظيمة صبيحة يوم المحاضرة أمام مقر النادي فقد عجزت كل مفاتيحه عن فتحه. وفهم المشرفون على المحاضرة الرسالة ولم يحاولوا الاستقواء على الباب لمناسبة أخرى. مستشفى دون إطارات قاربت أشغال بناء مستشفى بنعروس الجديد على الانتهاء دون أن يتم تعيين الإطار العامل به أو فتح مناظرات انتداب. ويحتاج المستشفى الجديد المشرف على الطريق السريعة تونس – سوسة إلى حوالي 500 إطار وعون طبّي. وفتحت وزارة الصحة العمومية هذا الأسبوع مناظرة لانتداب 65 طبيبا بالمستشفيات العمومية وحددت احتياجات كل المستشفيات دون أن يكون المستشفى الجديد من بينها. وينتظر أن ينطلق العمل في هذا المستشفى في بداية سنة 2007. وقد تكلّف بناؤه 42 مليارا موّلها البنك السعودي للتنمية. (المصدر: مجلة « كلمة » الألكترونية، العدد 45 بتاريخ 3 سبتمبر 2006)
الشبكة العربية تشارك كمراقب في انتخابات مجلس إدارة الجمعية العربية لقانون الانترنت
«البريكي» يسانـــد اقتـــراح تقديم موعد مؤتمر اتحاد الشغل
الصيام وكرة القدم
الاستثمارات الاجنبية في تونس ترتفع الى 348 مليون دولار
تونس / التجارة الخارجية / عجز
أفكار عامة في مستقبل الحركة الاسلامية في تونس
الحلقة الثالثــــــــــة
4 ــ معركة الحريات :
السؤال المشروع هنا هو : بأي حق تؤخر معركة الحريات في سلم أولويات معاركنا المقبلة ضمن برنامج حركة إسلامية سياسية تجاهد منذ ثلاثة عقود كاملة ونيف من أجل فرض الحريات السياسية على خلفية أولوية الاصلاح السياسي في بلاد إبتلعت فيها السياسة كل شيء؟ الجواب هو : ذلك التأخير مقصود في رأيي بسبب تقويم سابق مفاده أن الحركة إستهلكتها المعركة السياسية مع السلطة سنوات طويلة بل كادت تفضي بها إلى الانحراف من جراء ذلك الاستغراق وكذلك بسبب أن معنى جديدا لمعركة الحريات ـ ولو جزئيا ـ نتعرض إليه بعد حين بإذنه سبحانه وبسبب أن إستراتيجية الظهور الجديد للحركة يجب أن يراعي معطيات جديدة لم تكن في السابق وهي الصحوة أساسا فضلا عن طموحات العولمة المتأمركة المتوحشة وعوامل أخرى يأتي الحديث عنها لاحقا بإذنه سبحانه .
الخصوصية التونسية في معركة الحريات ومقتضياتها :
معركة الحريات تعني في كل بلاد العالم الكفاح من أجل توسيع دائرة الحريات السياسية ومقتضياتها : الحرية الاعلامية وإستقلال القضاء وحق التنظم الجمعياتي والحزبي والفصل بين السلطات وإنتخابات برلمانية ورئاسية ومحلية . بكلمة : المشهد الديمقراطي . في تونس تقوم معركة الحريات على الصعد التالية : 1 ــ معركة الحريات الشخصية الخاصة : وذلك بسبب تغول الدولة سيما في العقدين الاخيرين على نحو فرضت فيه إجراءات كثيرة مقيدة للحقوق الشخصية الخاصة جدا من مثل حرية الانسان في بدنه ولباسه وتنقله وإختياره لنوع الاعلام المقروء والمسموع والمشاهد في بيته وغير ذلك مما تختص به تونس وما عفا عنه ذلك أطلقت فيه أيدي زبانية الدولة والحزب تنهش من تشاء كما تشاء . تلك معركة رغم أن حركة الصحوة الاسلامية الجديدة قطعت فيها أشواطا متقدمة فإنها مازالت بحاجة إلى تجرئة الناس عليها لتؤخذ الحقوق الشخصية والحريات الخاصة غلابا كما قال المرحوم أحمد شوقي . 2 ــ معركة الحريات الدينية والاجتماعية : عجيب جدا أن يكافح التونسي من أجل حريته الدينية في مجتمع كله مسلم أبا عن جد ولكنها الحقيقة التي لا يتلظى بها سوى التونسي بسبب فرض خطة تجفيف منابع التدين بقوة الحديد والنار وهي معركة تقدمت فيه الصحوة الجديدة أشواطا كبيرة وتحتاج جهودا أخرى لتثبيت تلك الحرية الدينية عقيدة وعبادة وسلوكا وفكرا وتلحق بها معركة الحريات الاجتماعية في تقاليد الناس وعاداتهم في أفراحهم وأتراحهم ولعل المأمول من ذلك في مدى وسيط هو العمل بقدر الامكان على نشر الكتاتيب القرآنية في المساجد وخارجها بمساهمة حكومية أو شعبية خالصة وسائر ما يتعلق بتثبيت الحرية الدينية للتونسيين في التعامل مع دينهم ولغتهم وعاداتهم وتقاليدهم وتربية أبنائهم وتوجيه نشئهم وإعادة نسج علاقاتهم الاجتماعية وفق مصالحهم لا وفق طلبات السيف الحكومي المسلط . 3 ــ معركة الحريات السياسية : على الحركة إستئناف تلك المعركة في كنف الاعتبارات التالية: ـــ تأخير معركة الحريات السياسية عن معركتي الحريات الشخصية و الدينية . تأخير حجم الكفاح وخطابه وليس تأخير بمقياس الزمن . ـــ إستئناف معركة الحريات السياسية في كنف المجتمع السياسي القائم المرشح للتوسع . ـــ إستئناف تلك المعركة في كنف العمل على توسيع دائرة التعدد الحزبي إسلاميا ووطنيا . ـــ تعزير تلك المعركة جديا بالاعلام بقدر الامكان وبكل مستوياته الممكنة . ـــ وضع الحركة في تلك المعركة يكون على النحو التالي : مجتمع عام ـ الصحوة العامة ـ الحركة برأسها السياسي ـ المجتمع السياسي وفي حكمه الحقوقي النقابي الاعلامي ـ السلطة . ـــ تعزير تلك المعركة بالانتاج الفكري اللازم لتغذية النضال السياسي بحاجته من الوضوح . ـــ تشريك الشاهدين الداخلي والخارجي شهودا أو منخرطين في تلك المعركة . ـــ حسن توظيف المعطيات الاجتماعية والاقتصادية والدولية لصالح تلك المعركة وتحييد الحقول المشتركة بين كل الناس على إختلافهم من مثل المساجد . ـــ تأطير تلك المعركة ضمن أصح معادلة لها : مجتمع ناهض يتحرر من دولة بوليسية متغولة أممت مصالحه وإبتلعت وظائفه . ولكن ذلك ما يجب أن يتعدى ـ اليوم ـ خصومة السلطة إلى خصومة الدولة فضلا عن النظام بأسره حتى لو كانت السلطة اليوم هي الدولة والنظام معا .
5 ــ معركة الاجتهاد والتجديد :
أساس هذه المعركة هو إستئناف مشروع الاولويات المعطل منذ عقدين كاملين . المقصد الاسنى القريب لذلك المشروع هو : نحت بطاقة هوية جامعة مانعة للحركة على أساس الاشتراك في جذر مشترك لازم مع الحركة الاسلامية المعاصرة ـ أي الوسطية أساسا ـ والاختلاف والتميز في ما عدا ذلك مما يتطلب إما مراعاة المتطلبات القطرية المحلية أو الاضافات الفكرية النوعية ضمن المهمة الاجتهادية التجديدية للفكر الاسلامي المعاصر . قطعت الحركة شوطا كبيرا في ذلك العمل وليس متأخرا أبدا أن تستأنفه بحجة الانقطاع عقدين كاملين بل إن الحاجة اليوم مع تغذية الساحة الاسلامية التغييرية بألوان غريبة عجيبة ومرشحة للتوسع .. أشد إلحاحا .
أي أرض تنظيمية تقلنا وأي سماء سياسية تظلنا ؟
دعنا نحرر المشكلة منذ السطر الاول تحريرا دقيقا . المشكلة هنا هي : كيف نتعامل في الجمع بين ثلاثة أركان من مشروع الاصلاح الاسلامي وهي : رسالة الدعوة الاسلامية العامة وبعدها السياسي والوعاء الهيكلي الكفيل بحفظها وتوجيهها . وجهتا نظر هنا مسطحتان إما بسبب البعد عن الواقع أو البعد عن التصور الاسلامي السليم . الاولى تزعم أن الجمع بين تلك الاركان هو الاصل الذي لا محيد عنه كائنا ما كانت العوائق الموضوعية والثانية تزعم أن التخلي عن البعد السياسي لذلك المشروع يسير جدا يمكن البت فيه بجرة قلم . وما يقال هنا عن البعد السياسي في النظرتين ينسحب على الوعاء الهيكلي . المشكلة عندنا على كل حال ليست نظرية ولكنها عملية . تلك خطوة متقدمة من الوعي الاسلامي المعاصر الكفيل بتقدم مشروع الحركة الاسلامية المعاصرة على دربها عقدا بعد عقد . ذلك يحيلنا إلى كلمات في منهج التغيير . منهج التغيير عندنا في العلاقة مع ثوابتنا : منهج التغيير الاسلامي يتركب دوما من جزء ثابت وآخر متغير . لن نفصل القول هنا في ثابته بسبب كونه مبسوطا بصراحة في القرآن الكريم في شكل أصول فكرية . ما يهمنا هنا هو متغيره والمتغير هنا يرتبط دوما بالواقع المحيط فهو من يحدد ما يحتمل وما لا يحتمل على قواعد ثلاث هي : مراعاة مبدإ الضرورات ومبدإ الموازنة بين منكر وآخر على نحو تكون فيه عملية الاصلاح دوما تقدمية لا رجعية ومبدإ التدرج . إذا كانت حركتنا إسلامية سياسية شاملة فإن منهجها يقتضي ضرورة أن يكون منهجا أخلاقيا سلميا عاما . إذا كانت الاسلامية هنا تتنازعها قوى إسلامية كثيرة فإننا نقف في يم الوسطية الاسلامية عقيدة وفكرا وسلوكا وإذا كانت السياسية هنا يمكن أن يعتريها ذات الشيء فإنه سبق إن إخترنا الديمقراطية في زمن كانت الديمقراطية عند أغلب إخواننا شرقا وغربا إما كفرا أو فسقا وإذا كان الشمول مثقل بالمعاني السلبية المحيلة على الاستئثار والاستيلاء والكبرياء فإن شموليتنا توسيع للاهتمامات العملية في مشروع الاصلاح العميق الطويل . الشمولية هنا لا تتناقض مع التخصص العملي بل تتكامل معه وذلك على أساس إستئناف الحركة لمنهجها الاسلامي السياسي الشامل ذاك على قاعدة تغطية ما أمكن من مناحي الحياة سعيا على التخصص هنا ـ الوسطية والهوية مثلا ـ والعموم هناك ـ المعركة الاجتماعية مثلاـ. لم يكن ذلك سوى محاولة تأطيرية لحسن بحث المشكلة الكبرى : كيفية الجمع بين الاركان الثلاثة للمشروع الاصلاحي الاسلامي : الدعوة والسياسة والتنظيم . المقصود كيفية الجمع عمليا بسبب كون المشكلة عملية وليست نظرية عندنا . السؤال الصحيح هو : بأي مدى وصورة تسمح الظروف القائمة ذاتيا فينا ومحليا وفيما سوى ذلك بمعالجة تلك المشكلة الكبرى. وإلى لقاء تال في حلقة رابعة ـ آمل أن تكون أخيرة ـ أستودعكم من لا تضيع ودائعه ودائعه. الهادي بريك ــ ألمانيا
الافتتاحية : موسم سياسي جديد ومعتقلو الرأي لعقد ونصف وراء القضبان!
(المصدر: افتتاحية مجلة « الوسط التونسية » الألكترونية بتاريخ 6 سبتمبر 2006)
الرسالة 119 على موقع تونس نيوز رجال في الذاكرة خالدون وأحداث وطنية بارزة لن تمحى مهما طالت السنون
إنّ يوم 5 سبتمبر 1934 يوما مميزا في التاريخ التونسي المعاصر. حيث نظمت مظاهرة شعبية عارمة بمدينة المكنين في الساحل الشرقي إحتجاجا على صنيع الاستعمار الفرنسي الذي عمد يوم 3 سبتمبر 1934 إلى إعتقال زعيم الأمة الحبيب بورقيبة
وابعدته فرنسا الإستعمارية إلى الجنوب التونسي قبلي ثم إلى برج البوف في 3 اكتوبر 1934 إلى ماي 1936.
و بعد يومين من اعتقاله من منزله بحومة الطرابلسية بالمنستير في يوم تاريخيا مشهودا خرجت المكنين على بكرة أبيها في مظاهرة عارمة صاخبة إحتجاجا على نفي الزعيم الشاب الحبيب بورقيبة بفضل الروح الوطنية و النضالية التي غرسها فيهم الزعيم الراحل و الحب و الوفاء الذي يكنّه أهالي المكنين لزعيمهم المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة و بقيت مدينة المكنين قلعة من قلاع الحزب و حصنا حصينا للنضال و معقلا قويا للبورقيبة بفضل رجال أوفياء منهم المناضل المرحوم الحاج محمود زخامة و المناضل المرحوم الحاج محمد بن ضياء و غيرهم من الأحرار الوطنيين نذكرهم بكل وفاء و إجلال و إكبار.
كما نذكر وفاء أهالي قصر هلال الاشاوس الذين إحتضنوا الزعيم بورقيبة في ليلة 3 جانفي 1934 في أول لقاء بهم في ليلة ليلاء في أعز أيام الشتاء و البرد و بعد ان إستقبلوه ببرودة الشتاء القارص رفعوه على الأعناق في آخر الليل هاتفين بحياته و حياة تونس واعدينه بالعودة
و كان يوم 2 مارس 1934 موعد اللقاء يوم المؤتمر الحاسم
و المنعرج التاريخي الذي صنع الحدث الوطني و الهام و شكّل المنعرج الحاسم في حياة الحزب و الأمة و كان يوما تاريخيا مشهودا و هو سر نجاح الحزب و ميلاده و ميلاد أمة بفضل 2 مارس 1934 في قلعة النضال قصر هلال التي بخلت يوم 3 جانفي 1934 بشربة ماء في شهر رمضان المعظم و كان لشربة الماء الثمن الغالي ثمن الحرية و السيادة و الاستقلال نعم منع شربة الماء في الإفطار صنعت تاريخ أمة و مجد شعب و حضارة لتونس و بقيت هذه القلعة شامخة وفية للبورقيبية إلى اليوم.
و قصة التمثال لن تمحى من الذاكرة
بفضل الإيمان و الوفاء و العهد و الميثاق ميثاق الشرف. ميثاق العهد عهد 2 مارس 1934 ميثاق الرجولة و الشهامة.. ميثاق الاخلاق و العزم .ميثاق الفحولة و الصدق.
و بقى التمثال شامخا في مكانه راسخا في القلوب و العقول. صامدا في التاريخ ثابتا في الأرض و لم تطله يدا كما وقع في القيروان و العاصمة و هذا يعود إلى عزيمة الرجال و قوة الإيمان و صدق الانتماء و الشعب التونسي قدّر هذا الموقف و شكر أهالي الوفاء و الرئيس بن علي نوّه بخصال الأوفياء و زار المدينة في الذكرى السبعين لإحياء الذكرى الخالدة 2 مارس 1934 و ذلك في عام 2004 و حضر المهرجان و اشرف على العرس التاريخي ووقف متأملا للنصب التذكاري أعني التمثال و في ذهنه مستحضرا وقفة الابطال الشرفاء و كل بطل يحترمه الناس و الحكام و كل ضعيف يبقى في عيون الناس صغيرا ولو فعل شىء يعتقد أنه يرضي الرجال وأعتقد من جديد أنّ الرئيس بن علي و الرجال من حوله الأوفياء يحترمون الذين ابقوا التمثال على من أزال التمثال كما أعتقد أنّ صاحب الشهامة و الصراحة و الشجاعة في الكتابة بكرامة و عزة نفس و الله في عيون الناس و اصحاب القرار أفضل من المداحين من اجل المال و التقرب و الايام و التاريخ يؤكد هذا التوجه لأنه كما قلت يوم 29/07/1996 أمام السيد محمد جغام وزير الداخلية و عضو الديوان السياسي للتجمع في دار التجمع بالقصبة تونس .
أنه من كان وفيا للزعيم بورقيبة اليوم فسيكون وفيا للرئيس بن علي غدا… و من تنكر لخصال الزعيم الراحل مؤكدا انه ناكرغدا لسلفه بدون جدال و حوار
قال الله تعالى من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا صدق الله العظيم.
هذا في خصوص وفاء ابناء المكنين و قصر هلال و كذلك جهات أخرى أما الأشخاص فإلي جانب تنكر بعضهم حسبما اشرت مرارا و خاصة صاحبنا عضو باللجنة المركزية للتجمع عام 1996 قال أنّ العهد البائد يقصد عهد بورقيبة فكان الجواب سواك حار لا تطيقه الافواه
وقد ذكرت الإجابة في مقدمة المقال: وقلت له الكلام الذي نشرته من كان وفيا لبورقيبة فسيكون وفيا لمن جاء بعده و من تنكر للزعيم فحتما سيتنكر لبن علي غدا و هذا واضح
و الإغرب من ذلك علمنا أنّ مدير صحيفة تابعة للحزب الحاكم علم بأنّ أسرة التحرير أعدوا ملحقا خاصا على خمسينية مجلة الاحوال الشخصية و تحرير المرأة يوم 13 أوت 2006.
و لكن لم يرق له الحديث عن التاريخ و عن 13 أوت 1956 و ما قام به الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله لفائدة المرأة فأذن هذا المدير بحذف 4 صفحات و قال أشرعوا من عام 1987 فقط هذا هو التنكر بعينه للتاريخ الذي لا يرحم هذا الرجل علمنا أنه ترقى و سيتولى منصبا هاما في الديبلوماسية التونسية و ربما بعاصمة هامة في أوروبا وربما باريس و الله أستغرب من ذلك إستغرابا كبيرا لأنّ الرجل لم يكن له إشعاع و لم يجمع حوله الناس بل سعى للتفرقة و الإساءة لعدد من الصحافيين و قد اشرت إلى ذلك مرارا و لكن دون جدوى قال الله تعالى و ماربك بغافل عما تعلمون صدق الله العظيم.
ملاحظة هامة : إنّ الذين يتزلفون و يتنكرون للماضي هم أناس لا عهد لهم و لا ميثاق بالأمس و اليوم و غدا و هذا أقوله للتاريخ و أتحمل المسؤولية في ذلك فهم يبقو ا في عيون الناس صغارا كما قال الشاعر أحمد اللغماني في قصيدته التي نشرتها على أربع أجزاء مؤخرا بموقع الأنترنات تونس نيوز.
بقلم محمد العروسي الهاني
مناضل دستوري
كاتب عام جمعية الوفاء
تدوير الملهاة أم مداورة المأساة؟؟؟
المقاومة اللبنانية والمعارضات العربية: دروس وعبر
د. سليم بن حميدان*
بركان سياسي جديد ينفجر هذه المرة من جنوب لبنان وتتطاير منه الحمم لتطال جميع مراكز النفوذ في المنطقة والعالم مؤذنة بميلاد لحظة إقليمية ودولية جديدة.
لقد أبدع بلد التحضر العريق والذوق الرفيع، حيث عشق الحياة وأصالة الانتماء للفكرة والعشيرة، أروع مقاومة ونسج أجمل بطولة ضد أضخم آلة حرب ودمار في العالم.
ملحمة أسطورية يمكن وصفها، دون مبالغة وبغضّ النّظر عن مآلات الصراع وتداعياته، بكونها أعظم مقاومة عربية وإنسانية ضد الصهيونية والإمبريالية الغربية.
وعلى امتداد الوطن العربي تتجه أنظار المعارضات السياسية صوب بلد الأرز غابطة صمود أهله وفرحتهم بالنصر المثخن بالجراح والمآسي.
ومن هذه المقاومة العظيمة تستقي الدروس والعبر :
الدرس الأول: المقاومة شعبية أو لا تكون
لا يجادل خبير في أن سرّ صمود المقاومة وبسالتها يكمن في شعبيتها وارتباطها العضوي بالجماهير. فهي البيوت والمدارس والحوزات والمساجد والمستشفيات والمدارس.
لم تقسم المقاومة شعبها يوما إلى نخبة طلائعية مثقفة وعامة دهماء ساذجة وإنما كانت هي ذاتها دائما النخبة والمجتمع والقيادة والجند.
ألم يكن القائد الزعيم حسن نصر الله جنديا بسيطا في الجبهة يقاوم المحتل؟، وإن كانت نيران العدو قد أخطأته فإنها لم تخطئ فلذة كبده « هادي » سنة 1997 عقب مواجهات دارت بين مقاتلي الحزب والجيش الإسرائيلي في منطقة الجبل الرفيع جنوب لبنان.
العبرة من ذلك هو أنه على المعارضات العربية أن تتخلى عن نخبويّتها وتلتصق ميدانيا بأرض المعركة فتترجم خطابها « النخبوي » و »المتعالي » إلى لغة يفهمها كل الناس، أطفالا ونساء، شيبا وشبابا، جامعيّين وأمّيّين.
لغة سمّتها المقاومة اللبنانية « دحر المحتل الصهيوني الغاصب » وعلى هذه المعارضات أن تسميها إذا أرادت تحررا « رفض المستبد الظالم ».
وإذا كانت حرب المقاومة هي حرب تحرير فإن الصراعات التي تخوضها المعارضات العربية هي معارك حريات لا تحتاج فيها إلى راجمات وصواريخ بل إلى مبدئية وثبات.
الالتحام بالجماهير يعني تعميم ثقافة الرفض والتحدي في البيوت والأحياء والمقاهي كما في الجامعات والنقابات والإدارات.
إنه عمل شاق وطويل يتطلب صدقا في القول وإخلاصا في العمل حيث يصبح عنصر الثقة هو الجسر الواصل بين ضفتي المجتمع.
الدرس الثاني : العمق الاستراتيجي ضرورة حيوية
لم تكن المقاومة اللبنانية الباسلة لتصمد مثل هذا الصمود الأسطوري المذهل لولا عمقها الاستراتيجي المتمثل في إيران وسوريا. فالأولى توفر لها العتاد وكل ما تحتاجه الحرب من دعم مالي ولوجستي والثانية هي معبر الغداء والدواء وصانع لبنان الموحد ضد الصهاينة الغزاة واللبنانيين المتآمرين.
عمق استراتيجي يزيده الفخ العراقي لأمريكا، قوّة وصلابة، والمحرقة الإسرائيلية في فلسطين، قيمة ومعنى.
مثل هذا العمق ضرورة حيوية في نضال المعارضات العربية ضد المحميات الأمريكية الجاثمة فوق أوطانها، وافتقادها إليه ييسّر مهمة هذه الأخيرة في تأديبها وتقليم أظافرها كلما طالت قليلا.
لن يكون بالإمكان قطعا توفير عمق استراتيجي في مثل الحجم الذي توفر للمقاومة اللبنانية بسبب وقوع أغلب الدول العربية، المؤهلة للعب مثل هذا الدور، بين فكي الكماشة الأمريكية-الصهيونية.
غير أن المعارضات العربية قادرة على توفير عمق استراتيجي من نوع آخر. إنه أسطول المثقفين والإعلاميين من العرب وأصدقاء الحرية في العالم الذين يتطوعون لنصرة القضايا العادلة ومد أصحابها بكل أنواع الدعم المعنوي والتغطية الإعلامية.
ولعلنا نتفق جميعا على تراجع ظاهرة القهر الدكتاتوري مع بروز فضائيات ومواقع الكترونية مترافقة مع بروز مجتمع مدني أممي يضع قضايا الحرية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان في صدارة اهتماماته وحركته الميدانية.
إن شبكة الحقوقيين والمثقفين والإعلاميين العرب يجب أن تدعم بـ »رابطة عربية للأحزاب الوطنية المعارضة » تضم كل ألوان الطيف السياسي من أجل تكوين جبهة عربية موحدة ومتضامنة في مواجهة استبداد الأنظمة القائمة.
تلك أسمى خدمة يمكن أن تقدّم للمقاومة في لبنان وفلسطين وهي ربما أيضا كفارة لقعودنا وعجزنا عن مساندة أهلنا هناك بغير الدعاء والبكاء.
الدرس الثالث: الإرادة أولا، العقل أخيرا
لو تنبأ مثقف عربي بأن « ميليشيا حزب الله » ستعلن ذات يوم حربا على « إسرائيل » تذيقها من العذاب ألوانا ومن الصواريخ على مدنها أمطارا لقيل معتوه لا يفقه موازين القوة ولم يدرس علوم السياسة والعلاقات الدولية.
فرابع قوة عسكرية عالمية متحالفة مع « الشيطان الأكبر » لا يمكنها عقلا ومنطقا أن تنسحب أو أن تعجز أمام « شرذمة من الإرهابيين »، كما يروق للإعلام المتصهين تسميتهم، اللهمّ إلا بمدد من ذي القرنيين أو بجيش من الملائكة مردفين.
لو قلنا مثل هذا الكلام لضحك الواقعيون والعقلانيون ملئ أشداقهم، فهم عباقرة عصرهم وخبراء قومهم الذين أيقنوا بأن القضاء على الدكتاتورية عندنا مطلب مستحيل ما لم يوافق عليه البيت الأبيض وبأن الديمقراطية والحريات حلم عصي ما لم يأذن به أسياد العالم.
إنهم بذلك يبرّرون جبنهم وعجزهم عن التضحية ولو بمنصب رخيص جاد به عليهم وليّ نعمتهم، إنهم يسمّون العمى واقعية والجبن عقلانية.
درس المقاومة هو أن الإرادة تحطم الجبال الرواسي وتدك عروش الطواغيت وصناع المآسي.
ولكي تكون كذلك لا بدّ لها أن تعانق الجنون كما قال نزار قباني في وصف الملحمة الفلسطينية:
يا مجانين غزة ألف أهلا بالمجانين إن هم حررونا
إن عصر العقل السياسي ولى من زمان فعلمونا الجنونا
الدرس الرابع : العقيدة والقبيلة ليستا شرا مستطيرا
أعاد كثير من « المفكرين » أسباب تخلفنا السياسي والاجتماعي عموما إلى سيادة العقل الإيديولوجي وهيمنة العصبية الطائفية (الدين، العرق، الحزب …الخ) على النخب المنتجة للوعي والموجهة للرأي العام.
فثالوث العقيدة والغنيمة والقبيلة هو سرّ أزمة العقل السياسي العربي وتعثره في نظر محمد عابد الجابري.
رؤية واحدية، نمطية وخاطئة، مسكونة بوهم الحداثة المتحررة من وصاية الدين والمجتمع وكأنّ العقل الإنساني حالة مجردة ومتعالية أبدا على واقعها، متجاوزة له ومنتجة دائما لما هو أفضل منه.
المقاومة اللبنانية مجسدة في « حزب الله » ذي المرجعية الدينية – الطائفية (الشيعة الإثني عشرية) تماما كما هي المقاومة الهندية ضد الاحتلال البريطاني مجسدة في زعيمها البوذي « المهاتما غاندي » والمقاومة اليسارية في أمريكا اللاتينية متجذرة في الايديولوجيا اليسارية مع البطل الماركسي « تشي غيفارا » وفي الايديولوجيا الدينية مع قساوسة لاهوت التحرر من أمثال البرازيلي دوم هلدر كامار، كلها نماذج متكررة لما يمكن أن تبدعه المرجعيات الدينية والإيديولوجية وحتى الطائفية من بطولات وإنجازات إنسانية رائعة.
إن الإنبتات عن الانتماء، دينيا كان أو إيديولوجيا أو طائفيا أو قوميا، ليس شرطا للتقدم والحداثة بل نراه يفضي في أكثر الأحوال إلى إنتاج كائنات بل جماعات مشوّهة بلا هوية وبلا تاريخ، وهل العقلانية شيء سوى حضور التاريخ بمحموله الثقافي، في العقل، يلهمه ويوجّهه ويشحنه بالمعاني والقيم.
ليس عيبا ولا مجافاة للعقلانية أن يكون هناك انتماء ما لفكرة أو عقيدة، مهما كانت عقلانيتها، أو ولاء لطائفة أو قومية، مهما كان حجمها الديموغرافي ووزنها الجيوسياسي، بل العيب كل العيب والكارثة والخراب هو أن يتحول هذا الانتماء إلى تعصب وتحجر وانغلاق.
أما أن يكون انتماءا منفتحا على الآخر، المغاير، أو على القيم والمبادئ الإنسانية المشتركة فعندها يصبح قوة جذب واستقطاب للاحترام والتعاطف والالتفاف الإنساني.
ذلك هو درس المقاومة الذي يعلمنا أن انتماءاتنا الإيديولوجية وتمايزاتنا السياسية ليست شرا مستطيرا في ذاتها وأنها يمكن أن تكون ينبوعا متدفقا لإنتاج الفضائل الوطنية والقومية والإنسانية إن نحن وظفناها في أفق الخير والمحبة للناس أجمعين، ذلك هو، في نظري، المعنى العميق لقوله تعالى : « وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين » – الأنبياء: 107 –
بهذا الأفق الإنساني وحده نستطيع أن نعيش هويتنا وننمّيها ونعطي لخصوصياتنا مضمونا أخلاقيا وفاعلية حضارية.
ومن هذا المنظور تصبح المقاومة اللبنانية بعمقها الديني والطائفي وبانفتاحها القومي والإنساني، عبرمحاربة الشر الصهيوني- الامبريالي، إثباتا جديدا على قدرة الإنسان على التعالي والتسامي وحجة داحضة لمقولات موت الايدولوجيا وأوهام نهاية التاريخ، فالتي ماتت حقا هي إيديولوجيا التطرف الصليبي والغطرسة الصهيونية، والذي انتهى بالفعل هو تاريخ القطبية الأمريكية الواحدة والمدمرة، لتنطلق دورة حضارية جديدة نأمل أن تكون أكثر إنسانية من سابقاتها.
الدرس الخامس : السلام الحقيقي لا يوقّعه ملك أسير
صراع المعارضات العربية مع أنظمتها هو أقرب إلى الحرب منه إلى مجرد المواجهة السياسية التي تتجاوز استعمال العنف وسيلة لحسم الاختلاف.
لقد شاءت أنظمة الحكم في أغلب الأقطار العربية، وبدرجات متفاوتة في حدّيتها، اللجوء إلى أجهزة القمع وتوظيف كل مؤسسات الدولة (القضاء، الإعلام وحتى التعليم …الخ) من أجل تركيع مخالفيها وإقصائهم ترغيبا وترهيبا.
إنها أنظمة تنظر إلى السلطة كغنيمة حرب لا تجوز قسمتها وإلى المعارضة كـ »أقلية » خائنة، عميلة أو متطرفة، حسب مقتضيات السوق الدولية للاستهلاك السياسي.
فهي متطرفة وإرهابية إذا كان الخصم إسلاميا، رجعية شوفينية إذا كان قوميا، ومتزندقة عميلة، محتمية بالخارج، إذا كان يساريا.
تهم وألقاب تساوي تهمة الخوارج في تاريخنا الإسلامي حيث يعتبر الوقوف أمام السلطان الجائر خروجا عن طاعة ولي الأمر وخلعا لربقة البيعة موجبا لحد الحرابة.
إنها إذن بقايا إرث الدولة السلطانية انتقلت لما يسمى تجاوزا بالدولة الوطنية الحديثة التي لم تعرف من الحداثة سوى نزعتيها العدمية والتوتاليتارية.
هذه الأنظمة لا تريد دمج معارضاتها داخل النسق السياسي والقانوني الرسمي إلا لحاجات التوظيف والتزويق للإيهام بتعددية مزيفة أو إجماع كاذب.
لقد حاولت شرائح من المعارضات العربية التعامل مع الموجود والتكيف مع المنظومة القانونية الرسمية على أمل تغييرها من الداخل والانتقال بها تدريجيا وسلميا إلى الطور الديمقراطي.
محاولات باءت كلها تقريبا بالفشل الذريع حيث استعصت هذه الأنظمة عن الإصلاح الحقيقي مُؤْثرة سياسة المراوغة والاحتواء والابتلاع على الصدق والانتقال والانفتاح، فكان أن انسدّت آفاق التغيير وضاعت كل أحلام الحرية لندخل دورة استبدادية جديدة شارك فيها، هذه المرة، كثير من الإسلاميين والديمقراطيين والتقدميين الذين ابتلعتهم الأنظمة وأعادت إنتاجهم سفراء وحكماء وخبراء داخل المجالس التشريعية والاقتصادية للدولة، بعيدا طبعا عن القضايا الحارقة والمصيرية التي تبقى من صلاحيات رأس السلطة التنفيذية والأيادي الخفية.
أما قطاع المعارضات العربية الذي آثر المبدئية وعدم الانصهار في بوتقة الديمقراطية المغشوشة فقد ظل محافظا على شعرة معاوية مع أنظمة الاستبداد تجنبا للدخول في متاهة العنف المضاد الذي عادة ما يزيد الأوضاع سوءا وتعقيدا.
لم يبق لهذه المعارضات العربية التائهة والمعزولة إذن سوى الصبر والمناشدة والتفاوض طريقا للإصلاح وتسوية الأوضاع أملا في الوصول يوما إلى سلام أهلي شامل وعادل.
لكن غاب عن هذه المعارضات أن السلام الحقيقي لا يوقعه ملك أسير وأن الحرية ليست منّة وعطية بل هي صيرورة تاريخية قد تكتسب بالتفاوض ولكنه تفاوض القوة والأقدام الراسخة لا تفاوض المسكنة والاستجداء.
ذلك درس آخر من دروس المقاومة اللبنانية الباسلة ربما يمحي عنا بعضا من عار أوسلو ومدريد والمعارضات العربية الحائرة.
* باحث وسياسي تونسي مقيم بباريس
الذكرى الأربعون لاستشهاد سيد قطب: رؤية مستقبلية
لا صوت يعلو فوق صوت المعركة
هل يستطيع الفكر القومي أن يخرج الأمة من الأزمة؟
سيرة روائية غير عادية في ليلة ممطرة : حينما يتحدث حنّا مينه عن الكتابة والحياة والحرية
« كفاية » المصرية تجمع توقيعات لإلغاء كامب ديفد
مستشهدا بكلمات ابن لادن بوش يحذر من خلافة إسلامية بالعراق
الإسلام السياسي يتصدر الساحة منذ هجمات سبتمبر
الرياض (رويترز) – يقول خبراء انه بعد خمس سنوات من هجمات 11 سبتمبر أيلول على الولايات المتحدة أدى التدخل الامريكي في شؤون دول أخرى الى اذكاء التطرف الذي تسعى واشنطن للقضاء عليه ورسخ صعود الاسلام السياسي كخيار للملايين في الشرق الاوسط. وفي الوقت الراهن اعتنق الاسلام السياسي وهو حركة متنوعة تضم عناصر معتدلة وأيضا متشددة كثيرون في العالم العربي يشعرون بالاستياء الشديد من فساد الحكم والسياسات الخارجية التي ينظر لها على أنها تخدم مصالح الولايات المتحدة وحليفتها اسرائيل. وقال جهاد فخر الدين وهو محلل لبناني من مركز البحوث العربية في دبي « منذ هجمات 11 سبتمبر تناولت أعدادا هائلة من استطلاعات الرأي العام في العالم العربي والاسلامي. يمكن أن نلمح مشاعر العداء بين 11 سبتمبر والان. انها تتزايد وبشكل مثير للقلق. » وأضاف « الخيط بين التدين والتطرف أصبح رفيعا للغاية. أيام الاستعمار لم يكن العداء خاصا بالمواجهة بين الغرب والاسلام. كانت المشاعر القومية هي التي تحرك حركات الاستقلال في العالم العربي. » ويحارب متشددون يحسبون أنفسهم على تنظيم القاعدة الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في كل من العراق والمملكة العربية السعودية كما شنوا هجمات في المغرب ومصر واليمن والاردن. كما تمكن الاخوان المسلمون في مصر وهي حركة اسلامية معتدلة تنبذ العنف من تحقيق أداء طيب في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في العام الماضي في حين أن حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تشكلت خلال الانتفاضة الفلسطينية الاولى ضد الاحتلال الاسرائيلي عام 1988 حققت انتصارا ساحقا في الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي أجريت في يناير كانون الثاني. وأصبح الخطاب الاسلامي يطغى على وسائل الاعلام العربية التي يتحدث فيها القوميون والاسلاميون على حد سواء عن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة باحترام ويطلقون عليه لقب « الشيخ أسامة ». وحتى الساسة القوميون الذين لا دافع لديهم لتأييد الحركات الاسلامية فانهم يرحبون بقدرتها على تحدي الغرب ويقولون ذلك في قنوات تلفزيونية تلقى شعبية كبيرة مثل قناة الجزيرة الاخبارية. ويقول محللون ان رد فعل الولايات المتحدة لهجمات 11 سبتمبر أيلول دفع بمزيد من الناس نحو الاسلام السياسي. وقال الاكاديمي أسعد أبو خليل وهو من أصل لبناني ويقوم بالتدريس في كاليفورنيا « من المفارقة أن الممارسات الامريكية ضد الاسلام السياسي بعد هجمات 11 سبتمبر ساهمت في صعوده وظهوره بصورة أكبر حتى في أكثر أشكاله تعصبا وتطرفا. » وغزت الولايات المتحدة العراق عام 2003 وساندت اسرائيل في صراعها مع الفسلطينيين وقدمت سياساتها على كلا الجبهتين في اطار خطة لنشر الديمقراطية في العالم العربي الذي يعاني من الخلل. من اندرو هاموند (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 6 سبتمبر 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)