الأربعاء، 6 سبتمبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2298 du 06.09.2006

 archives : www.tunisnews.net


كلمة: دهـــــالـيـز الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان :الشبكة العربية تشارك كمراقب في انتخابات مجلس إدارة الجمعية العربية لقانون الانترنت

الشروق:«البريكي» يسانـــد اقتـــراح تقديم موعد مؤتمر اتحاد الشغل

وكالة الأنباء السعودية:الصيام وكرة القدم

رويترز: الاستثمارات الاجنبية في تونس ترتفع الى 348 مليون دولار

 واس:  تونس / التجارة الخارجية / عجز

الهادي بريك: أفكار عامة في مستقبل الحركة الاسلامية في تونس الحلقة الثالثــــــــــة

مرسل الكسيبي: موسم سياسي جديد ومعتقلو الرأي لعقد ونصف وراء القضبان!

محمد العروسي الهاني: رجال في الذاكرة خالدون وأحداث وطنية بارزة لن تمحى مهما طالت السنون

نصر الدين بن حديد: العقيد و«سيفه»: تدوير الملهاة أم مداورة المأساة؟؟؟

د. سليم بن حميدان: المقاومة اللبنانية والمعارضات العربية: دروس وعبر

د.أحمد القديدي: الذكرى الأربعون لاستشهاد سيد قطب :رؤية مستقبلية  

صـابر التونسي:لا صوت يعلو فوق صوت المعركة

محمد كريشان: الإضرابات الفلسطينية

برهان بسيّس: البعد الآخر: ملفات العودة

عمار عوني: سيرة روائية غير عادية في ليلة ممطرة : حينما يتحدث حنّا مينه عن الكتابة والحياة والحرية

د. محيي الدين عميمور :هل يستطيع الفكر القومي أن يخرج الأمة من الأزمة؟

موقع الجزيرة.نت: »كفاية » المصرية تجمع توقيعات لإلغاء كامب ديفد

رويترز: مستشهدا بكلمات ابن لادن بوش يحذر من خلافة إسلامية بالعراق

رويترز:الإسلام السياسي يتصدر الساحة منذ هجمات سبتمبر


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


 لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين »  

حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:

 


دهـــــالـيـز
 

إعداد لطفي حيدوري   المحكمة الإدارية تنصف ووزارة الداخلية تستأنف بعد أن استنفد حسين الجلاصي السجين السياسي السابق كل الطرق المعتادة لاسترجاع جواز سفره استنجد بالمحكمة الإدارية التي أنصفته في القضية الإدارية عدد 14487/1 القائم بها في مادة تجاوز السلطة في شهر ماي 2003. ولكن فرحة هذا المواطن قابلتها مفاجأة استئناف وزارة الداخلية على هذا الحكم بتاريخ 28 جويلية 2006. وذلك بتعلّة الفصل 13 من القانون عدد 40 لسنة 1975 والمتعلق بجوازات السفر.   المجتمع المدني ينتظر مولودا جديدا علمنا من مصادر مطلعة أنّ مجموعة من النساء التونسيات بصدد وضع اللمسات الأخيرة لتأسيس منظمة جديدة للدفاع عن حقوق المرأة التونسية. وبسؤالنا عن دوافع بعث هذه المنظمة ذكر لنا أنّهنّ لم يجدن مكانا لهنّ ضمن المنظمات النسائية الموجودة.   تعددت قنوات التسجيل وغاب البثّ لاحظنا أثناء تغطيتنا للمسيرة النقابية التضامنية مع الشعبين اللبناني والفلسطيني والتي نظمها الاتحاد العام التونسي للشغل يوم 1 أوت 2006 وجود حوالي 15 شخصا بصدد التقاط الصور والتسجيل بالكاميرا لكنّنا لم نشاهد جهود هؤلاء المصوّرين تبث في أي قناة تلفزيونية.   عبد اللطيف بوحجيلة يحتجب ككلّ صيف للأسبوع الثامن على التوالي يمنع السيد عبد المجيد بوحجيلة من مقابلة ابنه عبد اللطيف السجين السياسي منذ 1998، وقد أخبر السجين والده في آخر زيارة بتاريخ 4 جويلية 2006 عن سوء المعاملة في سجنه وحرمانه من حقه في ممارسة نشاط رياضي عادي حتى داخل غرفته وأنّه ينوي الدخول في إضراب احتجاجي. وعند كل زيارة إلى السجن يجد والد هذا السجين مبررا جديدا لحرمانه من رؤية ابنه.   عريضة احتجاج على نقل مساجين احتجّت عائلات ضحايا قانون مكافحة الإرهاب على نقل أبنائها المساجين تعسفيا وإبعادهم إلى أقصى جنوب البلاد ووسطها. وتولّت سبع عائلات تسليم مذكّرة في هذا إلى زكريا بن مصطفى رئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان يوم 31 أوت. وقد رفض أعوان الأمن الرئاسي في مكتب الاستقبال دخول جميع العائلات وسمح لممثلة واحدة عنهم بمقابلة سكرتيرة المكتب وتسليم عريضة الاحتجاج، ورفض طلبها بمقابلة رئيس الهيئة.   البوليس السياسي يحمي المواطنين باحتجازهم تعرض الأستاذ الحسين بن عمر صبيحة الاثنين 1 أوت إلى عملية اختطاف من قبل البوليس السياسي عند خروجه من مقر المجلس الوطني للحريات ووقع الاحتفاظ به طيلة اليوم بمنطقة السيجومي. وقد برّروا له دوافع ذلك بكون إحدى الفرق الأمنية قررت الاعتداء عليه في صورة مشاركته في المسيرة التضامنية مع الشعبين اللبناني والفلسطيني المبرمجة مساء ذلك اليوم.   المحامون يفوزون بمسيرة عرجاء بعد قرار الهيئة الوطنية للمحامين عدم المشاركة في مسيرة 24 جويلية خلف قيادة الحزب الحاكم تمكّنت الهيئة في آخر لحظة بعد رفض أوّلي تم إبلاغه لعموم المحامين من ترخيص بمسيرة ليوم 9 أوت. المسيرة التي رخّص لها في التقدم بضع عشرات الأمتار كانت مخيّبة للآمال من حيث عدد المشاركين الذي لم يتجاوز 50 محاميا، ثم انقلاب عناصر الخليّة الذين أعدّوا العدّة مسبقا عليها رافعين صور بن علي مردّدين كما اتفق « بن علي بن علي… لبنان لبنان ».   مذكّرة ضدّ الحجاب… والنعال أصدر المدير العام لشركة نقل تونس التي تضم شركتي المترو الخفيف والحافلات مذكّرة تتعلّق بتراتيب الهندام والمظهر في مواقع العمل. ونبّهت المذكرة إلى ما سمّته مظاهر شاذّة « كاللحي والشعور الطويلة والحجاب ». وأكّدت أنّ « هيبة المؤسسة » لا تتماشى مع المظاهر « الطائفية والمبتذلة » كاحتذاء النعال والظهور بالجلابيب أو الثياب الخليعة. ونصّت المذكّرة على عقوبة المنع من مباشرة العمل ودخول المقرّات. واللافت في هذا المنشور الذي وُقّع بتاريخ 31 جويلية 2006 والذي وزّع مثيله في عدّة مؤسسات عمومية أخرى في الأشهر الماضية الحديث صراحة عن منع الحجاب، وكانت تتردد في الماضي عبارات مثل « غطاء الرأس والزي الطائفي ». وينتظر في الأيام القادمة مثل كل بداية سنة دراسية أن يقع التشديد في منع ارتداء الحجاب والخمار مع انطلاق عملية الترسيم في المعاهد والكليات التونسية.   العائدون من المنفى عاد إلى تونس خلال الأشهر الماضية عدد من النشطاء السياسيّين السابقين في حركة النهضة بعد سنوات من المنفى ( الأزهر عبعاب من مدنين، حوالي 20 سنة) وبوعبد الله بوعبد الله من قابس الذي غادر السجن سنة 1997 بعد 10 سنوات سجنا (اعتقل في أوت 1987) وعلي الخميلي (مدنين) وأحمد بن عمر (رادس). ولم تجر أية تتبعات عدلية ضدّهم لعدم وجود أحكام في شأنهم. وقد غادر الأزهر عبعاب البلاد نحو منفاه السابق مكتفيا بزيارة الأهل، في حين يروج أنّ عنصرا آخر يصعّد خلافه مع حركته خلال زياراته وجولاته.   تحويرات منتظرة للإسراع في عقد مؤتمر اتحاد الشغل فاجأ المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل أعضاءه والرأي العام الوطني بتقديم موعد المؤتمر من أفريل 2007 إلى 15 ديسمبر 2006. وصدر هذا القرار عن المكتب التنفيذي المجتمع مؤخرا في غياب بعض قيادات المنظمة الشغيلة مثل علي رمضان الموجود بالخارج. وحضر ذلك الاجتماع 8 أعضاء من 13 واحتفظ عبد النور المدّاحي بصوته. ويأتي هذا القرار إبطالا غير قانوني لقرار المجلس الوطني_ ثاني سلطة بعد المؤتمر_ في أفريل 2006 بتحديد موعد المؤتمر. وستنظر الهيئة الإدارية يوم 4 سبتمبر الجاري في قرار المكتب التنفيذي ولكنّها حتى وإن أقرّت التقديم فإنّ القانون الأساسي ينصّ على أنّه لا يمكن تعيين موعد للمؤتمر قبل 6 أشهر من اتخاذ قرار بعقده، أي إنّ قيادة الاتحاد مضطرّة إلى الدفع باتجاه تحوير القانون الأساسي والنظام الداخلي. ومن المنتظر في هذا السياق أيضا أن يتمّ إقرار ترفيع عدد أعضاء المكتب التنفيذي من 13 إلى 15.   باب مقفل أمام محمد مزالي أُجبر نادي الأجيال بالمنستير على إلغاء محاضرة ليوم 6 أوت 2006 موضوعها التجارة الدولية. وكان هذا النادي الذي يضمّ متقاعدين من رجال التعليم أساسا قد دعا عددا من الضيوف من بينهم الوزير الأوّل الأسبق محمد مزالي وزوجته فتحية مزالي وهو ما أثار حفيظة السلطات المحليّة بالمدينة وحاولوا عبر عدة قنوات الضغط على المنظمين لإلغاء حضور الضيف دون جدوى. وكانت دهشة المنظمين وضيوفهم عظيمة صبيحة يوم المحاضرة أمام مقر النادي فقد عجزت كل مفاتيحه عن فتحه. وفهم المشرفون على المحاضرة الرسالة ولم يحاولوا الاستقواء على الباب لمناسبة أخرى.   مستشفى دون إطارات قاربت أشغال بناء مستشفى بنعروس الجديد على الانتهاء دون أن يتم تعيين الإطار العامل به أو فتح مناظرات انتداب. ويحتاج المستشفى الجديد المشرف على الطريق السريعة تونس – سوسة إلى حوالي 500 إطار وعون طبّي. وفتحت وزارة الصحة العمومية هذا الأسبوع مناظرة لانتداب 65 طبيبا بالمستشفيات العمومية وحددت احتياجات كل المستشفيات دون أن يكون المستشفى الجديد من بينها. وينتظر أن ينطلق العمل في هذا المستشفى في بداية سنة 2007. وقد تكلّف بناؤه 42 مليارا موّلها البنك السعودي للتنمية.   (المصدر: مجلة « كلمة » الألكترونية، العدد 45 بتاريخ 3 سبتمبر 2006)

 

في مناخ ديمقراطي نادر بالعالم العربي

الشبكة العربية تشارك كمراقب في انتخابات مجلس إدارة الجمعية العربية لقانون الانترنت

 
 القاهرة في 6 سبتمبر 2006م   شاركت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان مساء أمس كمراقب في الانتخابات التي أجرتها « الجمعية العربية لقانون الانترنت » والتي أسفرت عن فوز ممثلين من  » الأردن ، الإمارات ، تونس ، السعودية ، السودان ، ليبيا ومصر  » في مجلس إدارة الجمعية .   وتعد الانتخابات التي أجريت أمس هي أول انتخابات تشهدها الجمعية العربية لقانون الانترنت ، وقد شهدت حضورا من العديد من الأعضاء بالعالم العربي ، فضلا عن عدد كبير من المراقبين والإعلاميين الذين تصدرهم ممثلين من جامعة الدول العربية ، المنظمة العربية للتنمية الإدارية ، الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان وجريدة الوفد وجريدة نهضة مصر وغيرهم .   ويعد تأسيس الجمعية العربية لقانون الانترنت هي إحدى نتائج المؤتمر الدولي الأول لقانون الانترنت الذي عقد في أغسطس من العام الماضي في مصر والذي كان ضمن توصياته الأساسية تأسيس جمعيات أهلية وإقليمية متخصصة في قانون الانترنت عبر تبني فكرة التنظيم القانوني للانترنت وتنمية الوعي العلمي والأكاديمي بقطاع التكنولوجيا والمعلومات بما يحقق مصلحة المجتمع العربي والإنساني عموما .   وكانت الانتخابات التي حضرها جمال عيد المدير التنفيذي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ، كمراقب لمجريات العملية الانتخابية، قد جرت في مناخ ديمقراطي ، يمثل مبادرة جادة لإحدى مؤسسات المجتمع المدني العربي يمكن الاقتداء بها في مجال الانتخابات الحرة والنزيهة.   والشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ، وهي تعلن ترحيبها بنشأة هذه الجمعية التي قد يسهم وجودها في دعم أكبر لانترنت حر في العالم العربي ، تأمل في أن تستفيد كافة مؤسسات المجتمع المدني في العالم العربي بهذه التجربة سواء من مجال عملها وخدماتها أو من خبراتها في الممارسة الديمقراطية الممثلة في انتخاباتها الحرة التي تعد رائدة بحد ذاتها.   موقع الجمعية العربية لقانون الانترنت :http://www.cyberlawnet.net/index.php   (المصدر: موقع الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بتاريخ 6 سبتمبر 2006)


«البريكي» يسانـــد اقتـــراح تقديم موعد مؤتمر اتحاد الشغل

 
* تونس «الشروق»:   أكّدت مصادر مطلعة لـ «الشروق» أن عبيد البريكي عضو المركزية النقابية والذي لم يتسنّ له حضور الاجتماع الأخير للهيئة الإدارية للمنظمةالشغيلة كان أعلن موافقته ومساندته لاقتراح تقديم موعد المؤتمر الوطني للاتحاد في شهر ديسمبر القادم والذي ستحتضنه جهة المنستير.   وقالت المصادر إن «البريكي» المكلف بقسم التكوين في المركزية النقابية بلّغ موقفه بشكل رسمي إلى الأمين العام للمنظمة السيد عبد السلام جراد قبل انعقاد اجتماع الهيئة الإدارية.   الهيئة الإدارية شهدت أيضا تغيب كلّ من محمد الطرابلسي عضو المركزية المكلف بالعلاقات الخارجية والذي يتواجد في مهمة نقابية خارج تونس.   وقالت المصادر إن الطرابلسي الذي لم يحضر اجتماع الهيئة الإدارية كان أعلن موافقته على تقديم موعد المؤتمر وعقده بجهة المنستير.   سفيان   (المصدر: صحيفة « الشروق » التونسية الصادرة يوم 6 سبتمبر 2006) 


 

الصيام وكرة القدم

 

 
تونس –  واس   يجري الاتحاد الدولي لكرة القدم / الفيفا / تجربة عملية في تونس حول رمضان وكرة القدم للنظر في تأثير الصيام على الرياضيين.   وابلغت مصادر طبية تونسية وكالة الانباء السعودية ان الصيام لا يمكن ان يكون عائقا امام ممارسة اللاعبين للنشاط الرياضي رغم ما يفقدونه من سوائل بسبب الصيام وهو لا يشكل خطرا على قلب اللاعب او اصابته بالسكتة القلبية.   وتشمل التجربة التي ستجرى خلال شهر رمضان لاعبين من فئتي الاشبال والشباب من عدة اندية تونسية منها الترجي والافريقي وجمعية مقرين والنادي الرياضي لحمام الانف .   وتشمل التجربة اجراء فحوصات شاملة على عدة مراحل وتحاليل مخبرية سيتم ارسالها الى مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم في مدينة زيورخ السويسرية ودراسة نتائج جميع المراحل من قبل مختصين في الطب الرياضي ومحللين ومدربين باشراف / الفيفا / الذي سيتحمل كافة مصاريف التجربة.   (المصدر: وكالة الأنباء السعودية (واس) بتاريخ 6 سبتمبر 2006)
 

 

الاستثمارات الاجنبية في تونس ترتفع الى 348 مليون دولار

Wed Sep 6, 2006 2:11 PM GMT تونس (رويترز) – أوضح تقرير اقتصادي حديث أن الاستثمار الاجنبي في تونس بلغ خلال الاشهر السبعة الاولى من هذا العام 457 مليون دينار (348 مليون دولار). وأشار تقرير لوكالة النهوض بالاستثمار الخارجي أن الاستثمارات الاجنبية في تونس ارتفعت بنحو واحد في المئة منذ بداية العام وحتى نهاية يوليو تموز الماضي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وتتوقع تونس استقطاب استثمارات بقيمة 1.2 مليار دينار حتى نهاية العام الحالي لاول مرة.
وعزا التقرير هذا النمو الطفيف الى ارتفاع الاستثمار في قطاع الطاقة بنسبة 29 بالمئة الى 266 مليون دينار (202 مليون دولار).
كما أشار أيضا الى ارتفاع الاستثمارات المسجلة في قطاع السياحة من سبعة ملايين دينار (5.3 مليون دولار) العام الماضي الى 16.2 مليون دينار (12.3 مليون دولار) خلال العام الحالي.
وفي المقابل شهدت استثمارات الصناعة تراجعا بنسبة 15 بالمئة حيث تقلصت الى 152 مليون دينار (115 مليون دولار) مقارنة بقيمة 180 مليون دينار (137 مليون دولار).
(الدولار يساوي 1.311 دينار تونسي)
(المصدر: موقع وكالة رويترز للأنباء6 سبتمبر   2006 )  

تونس / التجارة الخارجية / عجز

 

تونس 13 شعبان 1427ه الموافق 6 سبتمبر 2006م واس
تراجع عجز الميزان التجاري في تونس خلال سنة 2005م ليبلغ نحو 8ر3943 مليون دينار / 2965 مليون دولار / مقابل ما يناهز 4ر5093 مليون دينار / 3830 مليون دولار / خلال سنة 2004م وذلك بنسبة انخفاض في العجز بلغت 5ر10 في المائة.
ويعود هذا التراجع اساسا الى تطور نسق الصادرات بنحو 13 بالمائة بقيمة 6ر13 مليار دينار / 10 مليار دولار مقابل نحو 12 مليون دينار سنة 2004م أي بنسبة نمو بلغت 6ر16 في المائة.
وتتمثل اهم القطاعات المساهمة في ارتفاع نسق التصدير خاصة في قطاع الطاقة والمحروقات بزيادة بنسبة 7ر52 في المائة خلال سنة 2005م وقطاع الصناعات الميكانيكية والاليكترونية بنسبة 9ر20 في المائة وقطاع الصناعات المختلفة بارتفاع بنحو 7ر21 في المائة مقارنة بالسنة السابقة.
وارتفعت صادرات الموارد الاولية والصناعات التحويلية من نحو 3028 مليون دينار / 2277 مليون دولار / الى ما يناهز 2ر2643 مليون دينار / 1987 مليون دولار / بزيادة في نسق التصدير بلغت نحو 4ر14 في المائة .. و بموازاة ارتفاع نسق التصدير ارتفع كذلك عدد الدول المستقبلة للصادرات الى 160 دولة والدول الممولة الى نحو 179 دولة.
انتهى 1742 ت م (المصدر:وكالة الأنباء السعودية يوم6 سبتمبر   2006)


 

أفكار عامة في مستقبل الحركة الاسلامية في تونس

  الحلقة الثالثــــــــــة

4 ــ معركة الحريات :

السؤال المشروع هنا هو : بأي حق تؤخر معركة الحريات في سلم أولويات معاركنا المقبلة ضمن برنامج حركة إسلامية سياسية تجاهد منذ ثلاثة عقود كاملة ونيف من أجل فرض الحريات السياسية على خلفية أولوية الاصلاح السياسي في بلاد إبتلعت فيها السياسة كل شيء؟ الجواب هو : ذلك التأخير مقصود في رأيي بسبب تقويم سابق مفاده أن الحركة إستهلكتها المعركة السياسية مع السلطة سنوات طويلة بل كادت تفضي بها إلى الانحراف من جراء ذلك الاستغراق وكذلك بسبب أن معنى جديدا لمعركة الحريات ـ ولو جزئيا ـ نتعرض إليه بعد حين بإذنه سبحانه وبسبب أن إستراتيجية الظهور الجديد للحركة يجب أن يراعي معطيات جديدة لم تكن في السابق وهي الصحوة أساسا فضلا عن طموحات العولمة المتأمركة المتوحشة وعوامل أخرى يأتي الحديث عنها لاحقا بإذنه سبحانه .

لا يهون ذلك من خلاصة صحيحة سابقة مؤداها أن المشكلة الاولى للبلاد هي : غياب الحرية في كل مظاهرها الخاصة والعامة والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بما وأد أكبر وتدين يقوم عليهما النظام الجمهوري المدعى في تونس وهما : الشرعية داخليا والسيادة خارجيا . الاتفاق على تلك الخلاصة يعني فيما يعني الاختلاف حول سبل المعالجة .

الخصوصية التونسية في معركة الحريات ومقتضياتها :

معركة الحريات تعني في كل بلاد العالم الكفاح من أجل توسيع دائرة الحريات السياسية ومقتضياتها : الحرية الاعلامية وإستقلال القضاء وحق التنظم الجمعياتي والحزبي والفصل بين السلطات وإنتخابات برلمانية ورئاسية ومحلية . بكلمة : المشهد الديمقراطي . في تونس تقوم معركة الحريات على الصعد التالية : 1 ــ معركة الحريات الشخصية الخاصة : وذلك بسبب تغول الدولة سيما في العقدين الاخيرين على نحو فرضت فيه إجراءات كثيرة مقيدة للحقوق الشخصية الخاصة جدا من مثل حرية الانسان في بدنه ولباسه وتنقله وإختياره لنوع الاعلام المقروء والمسموع والمشاهد في بيته وغير ذلك مما تختص به تونس وما عفا عنه ذلك  أطلقت فيه أيدي زبانية الدولة والحزب تنهش من تشاء كما تشاء  . تلك معركة رغم أن حركة الصحوة الاسلامية الجديدة قطعت فيها أشواطا متقدمة فإنها مازالت بحاجة إلى تجرئة الناس عليها لتؤخذ الحقوق الشخصية والحريات الخاصة غلابا كما قال المرحوم أحمد شوقي . 2 ــ معركة الحريات الدينية والاجتماعية : عجيب جدا أن يكافح التونسي من أجل حريته الدينية في مجتمع كله مسلم أبا عن جد ولكنها الحقيقة التي لا يتلظى بها سوى التونسي بسبب فرض خطة تجفيف منابع التدين بقوة الحديد والنار وهي معركة تقدمت فيه الصحوة الجديدة أشواطا كبيرة وتحتاج جهودا أخرى لتثبيت تلك الحرية الدينية عقيدة وعبادة وسلوكا وفكرا وتلحق بها معركة الحريات الاجتماعية في تقاليد الناس وعاداتهم في أفراحهم وأتراحهم ولعل المأمول من ذلك في مدى وسيط هو العمل بقدر الامكان على نشر الكتاتيب القرآنية في المساجد وخارجها بمساهمة حكومية أو شعبية خالصة وسائر ما يتعلق بتثبيت الحرية الدينية للتونسيين في التعامل مع دينهم ولغتهم وعاداتهم وتقاليدهم وتربية أبنائهم وتوجيه نشئهم وإعادة نسج علاقاتهم الاجتماعية وفق مصالحهم لا وفق طلبات السيف الحكومي المسلط . 3 ــ معركة الحريات السياسية : على الحركة إستئناف تلك المعركة في كنف الاعتبارات التالية: ـــ تأخير معركة الحريات السياسية عن معركتي الحريات الشخصية و الدينية . تأخير حجم الكفاح وخطابه وليس تأخير بمقياس الزمن . ـــ إستئناف معركة الحريات السياسية في كنف المجتمع السياسي القائم المرشح للتوسع . ـــ إستئناف تلك المعركة في كنف العمل على توسيع دائرة التعدد الحزبي إسلاميا ووطنيا . ـــ تعزير تلك المعركة جديا بالاعلام بقدر الامكان وبكل مستوياته الممكنة . ـــ وضع الحركة في تلك المعركة يكون على النحو التالي : مجتمع عام ـ الصحوة العامة ـ الحركة برأسها السياسي ـ المجتمع السياسي وفي حكمه الحقوقي النقابي الاعلامي ـ السلطة . ـــ تعزير تلك المعركة بالانتاج الفكري اللازم لتغذية النضال السياسي بحاجته من الوضوح . ـــ تشريك الشاهدين الداخلي والخارجي شهودا أو منخرطين في  تلك المعركة  . ـــ حسن توظيف المعطيات الاجتماعية والاقتصادية والدولية لصالح تلك المعركة وتحييد الحقول المشتركة بين كل الناس على إختلافهم من مثل المساجد . ـــ تأطير تلك المعركة ضمن أصح معادلة لها : مجتمع ناهض يتحرر من دولة بوليسية متغولة أممت مصالحه وإبتلعت وظائفه . ولكن ذلك ما يجب أن يتعدى ـ اليوم ـ  خصومة السلطة إلى خصومة الدولة فضلا عن النظام بأسره حتى لو كانت السلطة اليوم هي الدولة والنظام معا .

5 ــ معركة الاجتهاد والتجديد :

أساس هذه المعركة هو إستئناف مشروع الاولويات المعطل منذ عقدين كاملين . المقصد الاسنى القريب  لذلك المشروع هو : نحت بطاقة هوية جامعة مانعة للحركة على أساس الاشتراك في جذر مشترك لازم مع الحركة الاسلامية المعاصرة ـ أي الوسطية أساسا ـ والاختلاف والتميز في ما عدا ذلك مما يتطلب إما مراعاة المتطلبات القطرية المحلية أو الاضافات الفكرية النوعية ضمن المهمة الاجتهادية التجديدية للفكر الاسلامي المعاصر . قطعت الحركة شوطا كبيرا في ذلك العمل وليس متأخرا أبدا أن تستأنفه بحجة الانقطاع عقدين كاملين بل إن الحاجة اليوم مع تغذية الساحة الاسلامية التغييرية بألوان غريبة عجيبة ومرشحة للتوسع .. أشد إلحاحا .

 مؤسف حقا أن يظل جزء قيادي نخبوي كبير في أجواء الحرية الفكرية في الغرب على مدى عقدين كاملين محجما عن إستئناف ذلك العمل وليس الاحتجاج هنا بالانشغال في إطفاء الحريق الناشب في البلاد فضلا عن مهمات أخرى كافيا ولا مقبولا . الصحيح عندي هو : إنحدار منسوب الاقتناع بجدوى التجديد الفكري في الحركة إلى مستويات مخجلة ينذر بتحولها عن منهجها الاصيل  . الدليل على ذلك هو : أنجزت الحركة فريدتها التجديدية ـ مفخرتها الكبيرة والوحيدة ـ وهي في يم الملاحقات الشرسة . الحكمة من ذلك هي : الازمة تلد الهمة . النتيجة هي : همتنا هنا ماتت أو تكاد . مجالات تلك المعركة كثيرة منها على سبيل الالحاح : ـــ الدولة في تصور الحركة وعلاقة الشريعة الاسلامية بالقوانين الوضعية فيها ومحور البحث هنا هو : الحرية الشخصية والحرية السياسية وحرية الابداع الفني . ـــ المرأة في تصور الحركة : الادبيات المتفرقة على أهميتها القصوى لم تعد تجدي . ـــ القضية الاقتصادية : مؤسف أيضا أن الحركة لم تقدم مرة واحدة في كل مؤتمراتها  ورقة في القضية الاقتصادية . العجز هو دوما في نظري هنا عجز إداري يعكس في ذات الان ردة عن مركزية الهم الفكري . لم يكن أبدا عجز كفاءات داخل الحركة وخارجها سوى أن الكفاءات تحتاج توكيلا مسبقا ومبكرا . ـــ مباحث التعايش بين فريضتي التوحد والتنوع : قضية متعلقة بمنهج التغيير نظريا ولكن المقصود منها هنا هو : نظرية إصلاحية توحد التونسيين كلهم على حد أدنى ثابت يتيح الاختلاف فيما دونه . أقوى سلاح نواجه به كل التحديات : وحدتنا جميعا على كلمة سواء. تلك خمس معارك كبرى يتعين علينا في نظري إستئنافها متلازمة متكاملة متدرجة مشتركة مع شركائنا في هذه المعركة أو تلك ولنا في كل معركة منها شركاء أقوياء حكماء . أسميتها معارك للفت الانتباه إلى وجوب أخذها بقوة  » يا يحيى خذ الكتاب بقوة  » . قوة العزم والتوكل والثبات. كما قصدت ترتيبها الانف : معركة الوسطية ـ المعركة الاجتماعية ـ معركة الهوية ـ معركة الحريات ـ معركة الاجتهاد والتجديد ـ … بناء على أن إستراتيجيتنا في التغيير ينبغي عليها حسن إستيعاب المعطى الكبير الجديد في البلاد وخارجها : صحوة التدين الواسعة المتنوعة المزروعة ألغاما كاسحة . مقتضى ذلك هو : تعديل إتجاه تلك الاستراتيجية صوب المجتمع عامة والصحوة خاصة أولا ثم صوب المجتمع السياسي الحقوقي النقابي الاعلامي ثانيا ثم صوب السلطة ثالثا . إذا نجحنا في أمرين كبيرين نجح خلفنا من الصحوة وهما : تحصين المجتمع بأقصى ما يمكن ثقافيا وفكريا وإجتماعيا ودينيا وتحصين تجربتنا بالتجديد والاجتهاد. إذا لم نورث عقبنا سوى ذينك النجاحين نسبيا طبعا فكفانا فخرا وكفانا نجاحا .

أي أرض تنظيمية تقلنا وأي سماء سياسية تظلنا ؟

دعنا نحرر المشكلة منذ السطر الاول تحريرا دقيقا . المشكلة هنا هي : كيف نتعامل في الجمع بين ثلاثة أركان من مشروع الاصلاح الاسلامي وهي : رسالة الدعوة الاسلامية العامة وبعدها السياسي والوعاء الهيكلي الكفيل بحفظها وتوجيهها . وجهتا نظر هنا مسطحتان إما بسبب البعد عن الواقع أو البعد عن التصور الاسلامي السليم . الاولى تزعم أن الجمع بين تلك الاركان هو الاصل الذي لا محيد عنه كائنا ما كانت العوائق الموضوعية والثانية تزعم أن التخلي عن البعد السياسي لذلك المشروع يسير جدا يمكن البت فيه بجرة قلم . وما يقال هنا عن البعد السياسي في النظرتين ينسحب على الوعاء الهيكلي . المشكلة عندنا على كل حال ليست نظرية ولكنها عملية . تلك خطوة متقدمة من الوعي الاسلامي المعاصر الكفيل بتقدم مشروع الحركة الاسلامية المعاصرة على دربها عقدا بعد عقد . ذلك يحيلنا إلى كلمات في منهج التغيير . منهج التغيير عندنا في العلاقة مع ثوابتنا : منهج التغيير الاسلامي يتركب دوما من جزء ثابت وآخر متغير . لن نفصل القول هنا في ثابته بسبب كونه مبسوطا بصراحة في القرآن الكريم في شكل أصول فكرية . ما يهمنا هنا هو متغيره والمتغير هنا يرتبط دوما بالواقع المحيط فهو من يحدد ما يحتمل وما لا يحتمل على قواعد ثلاث هي : مراعاة مبدإ الضرورات ومبدإ الموازنة بين منكر وآخر على نحو تكون فيه عملية الاصلاح دوما تقدمية لا رجعية ومبدإ التدرج . إذا كانت حركتنا إسلامية سياسية شاملة فإن منهجها يقتضي ضرورة أن يكون منهجا أخلاقيا سلميا عاما . إذا كانت الاسلامية هنا تتنازعها قوى إسلامية كثيرة فإننا نقف في يم الوسطية الاسلامية عقيدة وفكرا وسلوكا وإذا كانت السياسية هنا يمكن أن يعتريها ذات الشيء فإنه سبق إن إخترنا الديمقراطية في زمن كانت الديمقراطية عند أغلب إخواننا شرقا وغربا إما كفرا أو فسقا وإذا كان الشمول مثقل بالمعاني السلبية المحيلة على الاستئثار والاستيلاء والكبرياء فإن شموليتنا توسيع للاهتمامات العملية في مشروع الاصلاح العميق الطويل . الشمولية هنا لا تتناقض مع التخصص العملي بل تتكامل معه وذلك على أساس إستئناف الحركة لمنهجها الاسلامي السياسي الشامل ذاك على قاعدة تغطية ما أمكن من مناحي الحياة سعيا على التخصص هنا ـ الوسطية والهوية مثلا ـ والعموم هناك ـ المعركة الاجتماعية مثلاـ. لم يكن ذلك سوى محاولة تأطيرية لحسن بحث المشكلة الكبرى : كيفية الجمع بين الاركان الثلاثة للمشروع الاصلاحي الاسلامي : الدعوة والسياسة والتنظيم . المقصود كيفية الجمع عمليا بسبب كون المشكلة عملية وليست نظرية عندنا . السؤال الصحيح هو : بأي مدى وصورة تسمح الظروف القائمة ذاتيا فينا ومحليا وفيما سوى ذلك بمعالجة تلك المشكلة الكبرى. وإلى لقاء تال في حلقة رابعة ـ آمل أن تكون أخيرة ـ أستودعكم من لا تضيع ودائعه ودائعه. الهادي بريك ــ ألمانيا


الافتتاحية : موسم سياسي جديد ومعتقلو الرأي لعقد ونصف وراء القضبان!

 

 
*مرسل الكسيبي: اسمحي لي سلطتنا التونسية الموقرة أن أكون صريحا وجريئا الى الحد الذي ينكر فيه زميلنا بوبكر الصغير رئيس تحرير مجلة الملاحظ على شاشة المستقلة قبل أسبوع ونيف وجود معتقلي رأي في تونس!!! اسمحي لي سلطتنا الموقرة أن أعكر صفوك بقولها مرة -بضم الميم-في وجه من أرادها « معيز ولو طاروا »!…,حيث أن أمثال السادة عبد الكريم الهاروني والعجمي الوريمي والد.أحمد لبيض والشيخ الوقور حبيب اللوز وفارس فرسان المحاماة محمد عبو وغيرهم من القادة والنشطاء السياسيين حتى بداية التسعينات هم مجرمو حق عام على حد تعبير زميلنا الموقر بوبكر الصغير!!! اسمحي لي سلطتنا الموقرة أن أقدم لك تعظيم سلام اذا كان العالم كله بمنظماته الأهلية والحقوقية وحتى دوائره السياسية العالمية النافذة أوربيا وأمريكيا تقر بوجود حوالي ثلاثمائة معتقل سياسي وراء القضبان ,في حين أن زميلنا الاعلامي بوبكر الصغير مازال يتحدث بنفس لغته الخشبية حتى بعد أن سقط جدار برلين وتوحد اليمن المشطور وتبخرت مع سقوط المنظومة الشيوعية السوفيتية صحيفة البرافدا ومركزية الحزب الشيوعي! اسمحي لي سلطتنا الموقرة أن أقول كلاما مرا حبذا لو تقبله صانعو القرار فيك بمنتهى رحابة الصدر والشفافية : ماهذه البأساء والضراء التي حلت بالوطن عندما يصبح الاعلامي أداة تنزل الى الحضيض عبر تزييف ولي-بفتح اللام- عنق الحقيقة؟ اسمحوا لي أن أقولها بكل فصاحة وصراحة :هل أن الزميل بوبكر الصغير قد غدى أداة طيعة في أيدي اخرين احترفوا تقديمه الى الواجهة قصد مغالطة الرأي العام والمواطن ,في مقابل ماتدره المغالطة من مكانة ووجاهة ونفوذ سياسي على حساب أجساد أهلكتها السنون وخربت معالمها الصحية والجسدية قبور سميت ظلما وعدوانا بالسجون !!! والحال أنها أوكار تعشش فيها الأمراض الجسدية والنفسية بدون مراعاة لأبسط شروط الحياة الادمية ! اسمحي لي سلطتنا الموقرة بأن أقول بأن الزميل بوبكر اما-بكسر الهمزة- أن يكون ظلا لغيره من رجال السياسة النافذين المجردين من المشاعر الانسانية,أو أنه فعلا يمثل عين السلطة بواجهة اعلامية وحينها نكون أمام مأساة كبيرة لابد بعدها أن نعلن الحداد على الضمير الوطني الذي بيع في سوق تدافع عن المقاومة في لبنان وتسحق حقوق مواطنيها داخل حدود سلطنتها الجغرافية والسياسية ! أيتها السلطة الموقرة التي حققت النمو لتونس الخضراء بنسب تعد بكل المقاييس البنكية العالمية نسبا متقدمة تفرض على متابعها الاحترام ,أما ان لك أن تخجلي من تنمية عمرانية, صحية وتعليمية تخفي وراءها تدميرا لادمية الانسان وسحقا له وراء قضبان صدئة وأقفال أشبه ماتكون بأقفال قلاع وبروج القرون الوسطى ,ووراء تلك السجون بأميال حيث يقبع ثلة من خيرة طاقات تونس ومناضليها وشرفائها تقدم-بضم التاء- تونس للسائح الأجنبي كما تقدم العروس في خدرها على موائد الزينة والزخرف والجمال ! أما تستحي عقول سلطتنا الموقرة ونحن نطرق أبواب سنة سياسية جديدة وقد مرت على مأساة سنوات « الرصاص » التونسية ,مع الاعتذار على قساوة الكلمة من كل أحباء هذا الوطن,أما تستحي سلطتنا أو ربما نقول سلطات على اعتبار تعدد مواقع القرار والنفوذ,أما تستحي سلطتنا الموقرة من صفاقة نعت الشرفاء والأخيار والأبرار بمجرمي الحق العام وتتكرم بوضع أقدامها ثابتة في الموسم السياسي الجديد عبر اتخاذ قرار باخلاء السجون من أصحاب الرأي ومن ثمة الشروع في حركة تغييرية شاملة تهدف الى وضع حد لهذا النزيف السياسي الذي أثقل كاهل النخبة والمجتمع كما السلطة والمعارضة وبالتالي عودة تونس الى موقعها الطبيعي الرائد في المنطقة ليس على مستوى الأرقام التنموية فقط وانما على مستوى الصعد السياسية والفكرية والثقافية والاعلامية… شيء من الحياء أيها الاخوان في السلطة فكلنا نركب نفس السفينة ,ولا يجوز لأي كان بأن  يتظاهر بحسن الطلاء وحسن الزواقة الخارجية ,وهو يخفي في ركن سفلي خلفي منها روائح شهداء ومعاقين وضحايا بالالاف والمؤون ومهجرين مازالوا شاهدين على حقيقة المشهد الديمقراطي المزيف الذي نغطي عورته بالمراوغة والمماطلة والكذب على الناس مخافة اصلاح لامفر منه للسلطة والمعارضة مهما اشتد الاشتباك وهزت العواصف جنب السفينة ,وهو بلا شك صمام أمان يحمل مركب التونسيين الى بر الأمان لنلتقي مع سفن الاصلاح والمصالحة الوطنية الجادة والشاملة في مراسي مغرب عربي كبير تكون كل مراكبه خالية من الاعتقال السياسي والاضطهاد الفكري والخصومات الفاجرة التي تتلبس تارة باسم الايديولوجيا المتطرفة وتارة باسم المصالح والمكانات والوجاهات والمواقع الزائفة. *كاتب واعلامي تونسي : reporteur2005@yahoo.de
 

(المصدر: افتتاحية مجلة « الوسط التونسية » الألكترونية بتاريخ 6 سبتمبر 2006)


بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين  تونس في 5 سبتمبر 2006 بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري كاتب عام جمعية الوفاء

الرسالة 119 على موقع تونس نيوز رجال في الذاكرة خالدون وأحداث وطنية بارزة لن تمحى مهما طالت السنون

 

إنّ يوم 5 سبتمبر 1934 يوما مميزا في التاريخ التونسي المعاصر. حيث نظمت مظاهرة شعبية عارمة بمدينة المكنين في الساحل الشرقي إحتجاجا على صنيع الاستعمار الفرنسي الذي عمد يوم 3 سبتمبر 1934 إلى إعتقال زعيم الأمة الحبيب بورقيبة

وابعدته فرنسا الإستعمارية إلى الجنوب التونسي قبلي ثم إلى برج البوف في 3 اكتوبر 1934 إلى ماي 1936.

و بعد يومين من اعتقاله من منزله بحومة الطرابلسية بالمنستير في يوم تاريخيا مشهودا خرجت المكنين على بكرة أبيها في مظاهرة عارمة صاخبة إحتجاجا على نفي الزعيم الشاب الحبيب بورقيبة بفضل الروح الوطنية و النضالية التي غرسها فيهم الزعيم الراحل و الحب و الوفاء الذي يكنّه أهالي المكنين لزعيمهم المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة و بقيت مدينة المكنين قلعة من قلاع الحزب و حصنا حصينا للنضال و معقلا قويا للبورقيبة بفضل رجال أوفياء منهم المناضل المرحوم الحاج محمود زخامة و المناضل المرحوم الحاج محمد بن ضياء و غيرهم من الأحرار الوطنيين نذكرهم بكل وفاء و إجلال و إكبار.

كما نذكر وفاء أهالي قصر هلال الاشاوس الذين إحتضنوا الزعيم بورقيبة في ليلة 3 جانفي 1934 في أول لقاء بهم في ليلة ليلاء في أعز أيام الشتاء و البرد و بعد ان إستقبلوه ببرودة الشتاء القارص رفعوه على الأعناق في آخر الليل هاتفين بحياته و حياة تونس واعدينه بالعودة

و كان يوم 2 مارس 1934 موعد اللقاء يوم المؤتمر الحاسم 

و المنعرج التاريخي الذي صنع الحدث الوطني و الهام و شكّل المنعرج الحاسم في حياة الحزب و الأمة و كان يوما تاريخيا مشهودا و هو سر نجاح الحزب و ميلاده و ميلاد أمة بفضل 2 مارس 1934 في قلعة النضال قصر هلال التي بخلت يوم 3 جانفي 1934 بشربة ماء في شهر رمضان المعظم و كان لشربة الماء الثمن الغالي ثمن الحرية و السيادة و الاستقلال نعم منع شربة الماء في الإفطار صنعت تاريخ أمة و مجد شعب و حضارة لتونس و بقيت هذه القلعة شامخة وفية للبورقيبية إلى اليوم.

و قصة التمثال لن تمحى من الذاكرة

بفضل الإيمان و الوفاء و العهد و الميثاق ميثاق الشرف. ميثاق العهد عهد 2 مارس 1934 ميثاق الرجولة و الشهامة.. ميثاق الاخلاق و العزم .ميثاق الفحولة و الصدق.

و بقى التمثال شامخا في مكانه راسخا في القلوب و العقول. صامدا في التاريخ ثابتا في الأرض و لم تطله يدا كما وقع في القيروان و العاصمة و هذا يعود إلى عزيمة الرجال و قوة الإيمان و صدق الانتماء و الشعب التونسي قدّر هذا الموقف و شكر أهالي الوفاء و الرئيس بن علي نوّه بخصال الأوفياء و زار المدينة في الذكرى السبعين لإحياء الذكرى الخالدة 2 مارس 1934 و ذلك في عام 2004 و حضر المهرجان و اشرف على العرس التاريخي ووقف متأملا للنصب التذكاري أعني التمثال و في ذهنه مستحضرا وقفة الابطال الشرفاء و كل بطل يحترمه الناس و الحكام و كل ضعيف يبقى في عيون الناس صغيرا ولو فعل شىء يعتقد أنه يرضي الرجال وأعتقد من جديد أنّ الرئيس بن علي و الرجال من حوله الأوفياء يحترمون الذين ابقوا التمثال على من أزال التمثال كما أعتقد أنّ صاحب الشهامة و الصراحة و الشجاعة في الكتابة بكرامة و عزة نفس و الله في عيون الناس و اصحاب القرار أفضل من المداحين من اجل المال و التقرب و الايام و التاريخ يؤكد هذا التوجه لأنه كما قلت يوم 29/07/1996 أمام السيد محمد جغام وزير الداخلية و عضو الديوان السياسي للتجمع في دار التجمع بالقصبة تونس .

أنه من كان وفيا للزعيم بورقيبة اليوم فسيكون وفيا للرئيس بن علي غدا… و من تنكر لخصال الزعيم الراحل مؤكدا انه ناكرغدا لسلفه بدون جدال و حوار

قال الله تعالى من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا صدق الله العظيم.

هذا في خصوص وفاء ابناء المكنين و قصر هلال و كذلك جهات أخرى أما الأشخاص فإلي جانب تنكر بعضهم حسبما اشرت مرارا و خاصة صاحبنا عضو باللجنة المركزية للتجمع عام 1996 قال أنّ العهد البائد يقصد عهد بورقيبة فكان الجواب سواك حار لا تطيقه الافواه

وقد ذكرت الإجابة في مقدمة المقال: وقلت له الكلام الذي نشرته من كان وفيا لبورقيبة فسيكون وفيا لمن جاء بعده و من تنكر للزعيم فحتما سيتنكر لبن علي غدا و هذا واضح

و الإغرب من ذلك علمنا أنّ مدير صحيفة تابعة للحزب الحاكم علم بأنّ أسرة التحرير أعدوا ملحقا خاصا على خمسينية مجلة الاحوال الشخصية و تحرير المرأة يوم 13 أوت 2006.

و لكن لم يرق له الحديث عن التاريخ و عن 13 أوت 1956 و ما قام به الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله لفائدة المرأة فأذن هذا المدير بحذف 4 صفحات و قال أشرعوا من عام 1987 فقط هذا هو التنكر بعينه للتاريخ الذي لا يرحم هذا الرجل علمنا أنه ترقى و سيتولى منصبا هاما في الديبلوماسية التونسية و ربما بعاصمة هامة في أوروبا وربما باريس و الله أستغرب من ذلك إستغرابا كبيرا لأنّ الرجل لم يكن له إشعاع و لم يجمع حوله الناس بل سعى للتفرقة و الإساءة لعدد من الصحافيين و قد اشرت إلى ذلك مرارا و لكن دون جدوى قال الله تعالى و ماربك بغافل عما تعلمون صدق الله العظيم.

ملاحظة هامة : إنّ الذين يتزلفون و يتنكرون للماضي هم أناس لا عهد لهم و لا ميثاق بالأمس و اليوم و غدا و هذا أقوله للتاريخ و أتحمل المسؤولية في ذلك فهم يبقو ا في عيون الناس صغارا كما قال الشاعر أحمد اللغماني في قصيدته التي نشرتها على أربع أجزاء مؤخرا بموقع الأنترنات تونس نيوز.

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

كاتب عام جمعية الوفاء


العقيد و«سيفه»

تدوير الملهاة أم مداورة المأساة؟؟؟

نصر الدين بن حديد Nasrbenhadid@yahoo.fr
ملاحظة إلى القرّاء الكرام: لم تستوقفني الحالة الليبيّة أبدًا سوى في صورتها السرياليّة/العبثيّة حين راح القعيد معمّر القذّافي منذ انقلابه على آل السنوسي يوالي الانقلابات، مرّة على من معه ومرّات على ذاته… لم يستقرّ الخيار الذي أرساه «الكتاب الأخضر» سوى على التقلّب والتبدّل، ليطرح على المتابعين والمراقبين أسئلة في قمّة الأهميّة: هل يأتي كلّ ذالك من باب الفطنة والدهاء، أم من فراغ في الرؤية وانعدام في التقدير!!! لا يزال العالم كلّه [على الأقلّ المتابع للشأن الليبي] في حيرة وأسئلة بخصوص الخطاب الذي ألقاه سيف الإسلام القذافي خلال ملتقى للشباب الليبي احتضنته مدينة سرت الليبية، سواء بخصوص المبنى والمعنى وكذلك الدلالات والإسقاطات [البيّنة منها والخفيّة] وأيضًا مدى التطابق أو التلاقي من جهة والتعارض والتصادم، بين هذا الخطاب وبين ما يمكن أن نسميّه «الرؤية الرسميّة السائدة والحاكمة في الجماهيريّة» وعلى الأخصّ خطاب «السيّد الوالد» الذي جاء بمناسبة الفاتح حاملا الوعيد و«مبشّرًا» بالفناء لمن يريد منافسته…
دون الرجم بالغيب أو إدّعاء القدرة على قراءة الطالع أو ضرب الرمل، يمكن الجزم أنّ العقيد معمّر القذّافي لا يزال ممسكًا بـ«جماهريته» بيد من حديد، ولا يمكن بأيّ حال أن نتخيّل ـ راهنًا ـ أنّ هناك من يملك قدرةً ـ مهما كان مقدارها ـ على أن يتّخذ لنفسه منطقة ـ مهما كانت مساحتها ـ خارج «المنطق الرسمي» للسلطة أو في تناقض بنيوي أو وظيفي، ممّا يعني أنّ خطاب «الابن» تمّ بأمر أو طلب أو رغبة أو إرادة أو موافقة أو غضّ طرف من «الأب»، ليكون السؤال ـ المنطقي والطبيعي ـ عن المقصد والغاية من وراء هذه «المسرحيّة»…
الكلّ في ليبيا وخارجها يتّفق على أنّ «الجماهريّة العظمى» لا تمثّل بأيّ حال ذلك « الفردوس» الذي نبّأت بيه ـ ما سمّاها العقيد ـ «النظريّة الثالثة»، وأيضًا يأتي الإفلاس على مستوى ذلك التباين الرهيب والقاتل [بكلّ معاني الكلمة] بين الموارد الماليّة الضخمة التي حصّلها هذا البلد منذ انقلاب الفاتح إلى اليوم، في تصادم مع المنجز، سواء جاءت هذه العبارة ضمن البعد الإستراتيجي [أيّ مشروع بناء الدولة] أو الواقع المعيش الذي يحياه المواطن في غدوّه ورواحه…
يستشف المرء عند سماع خطاب سيف الإسلام «تكذيبًا علنيّا وبيّنا ودون شبهة» لما يمكن أنّ نسمّيه الفلسفة التي انبنت عليها «ثورة الفاتح من نوفمبر» وذلك من خلال تعداد «الأفعال الشائنة» وذكر «الممارسة الخاطئة» في إسهاب وتفصيل… لكنّ الملفت للنظر أنّ القذّافي «الصغير» اكتفى بتصويب الأضواء نحو «مجموعة من الموظفين بالدولة وبعض القطط السمان»، أيّ أنّ الإشكال ـ إن لم نقل المصيبة ـ في نظر «سيف الإسلام» لا يكمن أصلا في صاحب «انقلاب69» و«المفكّر» الذي أسّس لهذه المرجعيّة ، بل حصرًا في «مجموعة من الأفراد» يشكلون ضمن المنطق ذاته الأداة التي جعلت «أن النظام الذي يحلم به اللّيبيون غير موجود»، دون أدنى ذكر أو تعريج على «الرفيق القائد»!!!
تأتي المسرحيّة الليبيّة ضمن رغبة التوريث التي لا تمثّل «محصّلا طبيعيّا» ضمن المنطق الذي ينخرط فيها «ظاهريّا» النظام الليبي، حيث أنّ «الكتاب الأخضر» يطعن الأنظمة «التوريثيّة» وكذلك «الديمقراطيات الكلاسيكيّة» التي تشكّل جميعها «استيلاء وسطوًا على السلطة الطبيعيّة للجماهير»…
تكلّم «السيف» عن جميع الأفعال وكلّ الممارسات ومجمل النتائج ومجموع الآثار، لكنّه ـ وهنا تأتي الحكمة أو هي الخطّة ـ حين جاء حديثه عن «أصحاب الفعل» انتقائيّا، حين استثنى «السيّد الوالد» وجعله فوق المعادلة وخارج الحساب!!!
برز العقيد معمّر القذّافي من خلال خطابات ابنه في صورة تلك الآلهة التي أساء البشر تنزيل كلامها أو ذلك الصنم الذي لا يجوز الكفر به، بل فقط وحصرًا شمل الحديث الرهبان والسدنة ومن هم ـ لدى العامّة ـ في صورة الوسطاء بين هذا الربّ المعصوم من جهة وبين الرعاع الذين عليهم متابعة ما يعرضه «هذا الساحر الصغير» وليس ما عليه حال الواقع…
يمكن الجزم أنّ خطاب القذّافي الصغير يمثّل البعد الظاهر من «انقلاب» متعدّد الأوجه، فهو من جهة يحاول إزاحة الطامعين في إرث والده والقضاء على شعبيتهم وكذلك الانقلاب على «أسس الفكر القومي» التي جاءت رافضة للأنظمة الملكيّة ولا يمكن بالتالي أن تقبل بهذه الصيغة «الوسيطة» أو اللقيطة، والأهمّ هو محاولة «الانقلاب» على الفيتو الأمريكي أو بالأحرى الرغبة في التماهي مع الإحداثيات التي سطّرتها الولايات المتّحدة وأساسًا منذ 11 سبتمبر.
لم يأت الإعلان عن التوريث في ليبيا جهرًا بسبب المعارضة التي قد يلقاها ضمن الفريق الحاكم، وكذلك وأساسًا رغبة في أن يتحوّل إلى «مطلب شعبي»، ليصبح الابن «أمين التطلعات الشعبيّة» حين كان والده «أمين الوحدة العربيّة»، ويكون الشعب الليبي ـ حينها ـ بين خيارين لا ثالث لهما، القبول بما سمّاه سيف الإسلام «المافيا والقطط السمان» أو «المطالبة والإلحاح» بجعل الولد يتسلّم زمام الأمور، مع ما يلزم ضرورة لذلك من تهديم للقناعات التي سعى معمّر القذّافي للتأسيس لها [خطابيّا على الأقلّ] وأيضًا تصفية جيوب المقاومة ومن لا يرضى بـ«خيارات الشعب» هذه.
لم يؤسّس العقيد القذّافي لعقيدة راسخة رغم ما يمكن أن نسمّيه «الإسهال الخطابي والسيلان الأيديولوجي»، ولم يستطع طوال فترة حكمة أن يوسّع دائرة الفكر والتنظير والمشاركة، بقدر ما رسّخ الطاعة العمياء ومن ثمّة الانتهازية والوشاية سبيلا لتسلّق درجات السلطة. هذا الفراغ ـ أو الإفراغ ـ يفتح الطريق على مصراعيه أمام الابن الصاعد، الذي بدأ في إسقاط البعض ممّن يسمّون «الحرس القديم»…
تتجلّى من الظاهرة الليبيّة منظومة الفكر السياسي العربي، سواء كان ذلك فكرًا أو ممارسة، وليس السؤال أن نخوّن هذا أو نسفّه ذاك أو نقدّس الذات وننزه البعض، بقدر ما على الليبيين جميعًا أن يتجاوزوا على مستوى التحليل والاستخلاص درجات جلد العقيد وابنه، لأنّه يمثّل صورتهم وسيرتهم ومسارهم ومصيرهم!!!


 

المقاومة اللبنانية والمعارضات العربية: دروس وعبر

 

د. سليم بن حميدان*

 

بركان سياسي جديد ينفجر هذه المرة من جنوب لبنان وتتطاير منه الحمم لتطال جميع مراكز النفوذ في المنطقة والعالم مؤذنة بميلاد لحظة إقليمية ودولية جديدة.

 

لقد أبدع بلد التحضر العريق والذوق الرفيع، حيث عشق الحياة وأصالة الانتماء للفكرة والعشيرة، أروع مقاومة ونسج أجمل بطولة ضد أضخم آلة حرب ودمار في العالم.

 

ملحمة أسطورية يمكن وصفها، دون مبالغة وبغضّ النّظر عن مآلات الصراع وتداعياته، بكونها أعظم مقاومة عربية وإنسانية ضد الصهيونية والإمبريالية الغربية.

 

وعلى امتداد الوطن العربي تتجه أنظار المعارضات السياسية صوب بلد الأرز غابطة صمود أهله وفرحتهم بالنصر المثخن بالجراح والمآسي.

 

ومن هذه المقاومة العظيمة تستقي الدروس والعبر :

 

الدرس الأول: المقاومة شعبية أو لا تكون

      

لا يجادل خبير في أن سرّ صمود المقاومة وبسالتها يكمن في شعبيتها وارتباطها العضوي بالجماهير. فهي البيوت والمدارس والحوزات والمساجد والمستشفيات والمدارس.

لم تقسم المقاومة شعبها يوما إلى نخبة طلائعية مثقفة وعامة دهماء ساذجة وإنما كانت هي ذاتها دائما النخبة والمجتمع والقيادة والجند.

ألم يكن القائد الزعيم حسن نصر الله جنديا بسيطا في الجبهة يقاوم المحتل؟، وإن كانت نيران العدو قد أخطأته فإنها لم تخطئ فلذة كبده « هادي » سنة 1997 عقب مواجهات دارت بين مقاتلي الحزب والجيش الإسرائيلي في منطقة الجبل الرفيع جنوب لبنان.

 

العبرة من ذلك هو أنه على المعارضات العربية أن تتخلى عن نخبويّتها وتلتصق ميدانيا بأرض المعركة فتترجم خطابها « النخبوي » و »المتعالي » إلى لغة يفهمها كل الناس، أطفالا ونساء، شيبا وشبابا، جامعيّين وأمّيّين.

لغة سمّتها المقاومة اللبنانية « دحر المحتل الصهيوني الغاصب » وعلى هذه المعارضات أن تسميها إذا أرادت تحررا « رفض المستبد الظالم ».

 

وإذا كانت حرب المقاومة هي حرب تحرير فإن الصراعات التي تخوضها المعارضات العربية هي معارك حريات لا تحتاج فيها إلى راجمات وصواريخ بل إلى مبدئية وثبات.

الالتحام بالجماهير يعني تعميم ثقافة الرفض والتحدي في البيوت والأحياء والمقاهي كما في  الجامعات والنقابات والإدارات.

إنه عمل شاق وطويل يتطلب صدقا في القول وإخلاصا في العمل حيث يصبح عنصر الثقة هو الجسر الواصل بين ضفتي المجتمع.

 

الدرس الثاني : العمق الاستراتيجي ضرورة حيوية

 

لم تكن المقاومة اللبنانية الباسلة لتصمد مثل هذا الصمود الأسطوري المذهل لولا عمقها  الاستراتيجي المتمثل في إيران وسوريا. فالأولى توفر لها العتاد وكل ما تحتاجه الحرب من دعم مالي ولوجستي والثانية هي معبر الغداء والدواء وصانع لبنان الموحد ضد الصهاينة الغزاة واللبنانيين المتآمرين.   

عمق استراتيجي يزيده الفخ العراقي لأمريكا، قوّة وصلابة، والمحرقة الإسرائيلية في فلسطين، قيمة ومعنى.

مثل هذا العمق ضرورة حيوية في نضال المعارضات العربية ضد المحميات الأمريكية الجاثمة فوق أوطانها، وافتقادها إليه ييسّر مهمة هذه الأخيرة في تأديبها وتقليم أظافرها كلما طالت قليلا.

لن يكون بالإمكان قطعا توفير عمق استراتيجي في مثل الحجم الذي توفر للمقاومة اللبنانية بسبب وقوع أغلب الدول العربية، المؤهلة للعب مثل هذا الدور، بين فكي الكماشة الأمريكية-الصهيونية.  

 غير أن المعارضات العربية قادرة على توفير عمق استراتيجي من نوع آخر. إنه أسطول المثقفين والإعلاميين من العرب وأصدقاء الحرية في العالم الذين يتطوعون لنصرة القضايا العادلة ومد أصحابها بكل أنواع الدعم المعنوي والتغطية الإعلامية.

ولعلنا نتفق جميعا على تراجع ظاهرة القهر الدكتاتوري مع بروز فضائيات ومواقع الكترونية مترافقة مع بروز مجتمع مدني أممي يضع قضايا الحرية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان في صدارة اهتماماته وحركته الميدانية.

إن شبكة الحقوقيين والمثقفين والإعلاميين العرب يجب أن تدعم بـ »رابطة عربية للأحزاب الوطنية المعارضة » تضم كل ألوان الطيف السياسي من أجل تكوين جبهة عربية موحدة ومتضامنة في مواجهة استبداد الأنظمة القائمة.

تلك أسمى خدمة يمكن أن تقدّم للمقاومة في لبنان وفلسطين وهي ربما أيضا كفارة لقعودنا وعجزنا عن مساندة أهلنا هناك بغير الدعاء والبكاء.

    

الدرس الثالث: الإرادة أولا، العقل أخيرا

 

لو تنبأ مثقف عربي بأن « ميليشيا حزب الله » ستعلن ذات يوم حربا على « إسرائيل » تذيقها من العذاب ألوانا ومن الصواريخ على مدنها أمطارا لقيل معتوه لا يفقه موازين القوة ولم يدرس علوم السياسة والعلاقات الدولية.

فرابع قوة عسكرية عالمية متحالفة مع « الشيطان الأكبر » لا يمكنها عقلا ومنطقا أن تنسحب أو أن تعجز أمام « شرذمة من الإرهابيين »، كما يروق للإعلام المتصهين تسميتهم، اللهمّ إلا بمدد من ذي القرنيين أو بجيش من الملائكة مردفين.

لو قلنا مثل هذا الكلام لضحك الواقعيون والعقلانيون ملئ أشداقهم، فهم عباقرة عصرهم وخبراء قومهم الذين أيقنوا بأن القضاء على الدكتاتورية عندنا مطلب مستحيل ما لم يوافق عليه البيت الأبيض وبأن الديمقراطية والحريات حلم عصي ما لم يأذن به أسياد العالم.

إنهم بذلك يبرّرون جبنهم وعجزهم عن التضحية ولو بمنصب رخيص جاد به عليهم وليّ نعمتهم، إنهم يسمّون العمى واقعية والجبن عقلانية.

درس المقاومة هو أن الإرادة تحطم الجبال الرواسي وتدك عروش الطواغيت وصناع المآسي.

ولكي تكون كذلك لا بدّ لها أن تعانق الجنون كما قال نزار قباني في وصف الملحمة الفلسطينية:

يا مجانين غزة ألف أهلا          بالمجانين إن هم حررونا

إن عصر العقل السياسي ولى          من زمان فعلمونا الجنونا

 

الدرس الرابع : العقيدة والقبيلة ليستا شرا مستطيرا

 

أعاد كثير من « المفكرين » أسباب تخلفنا السياسي والاجتماعي عموما إلى سيادة العقل الإيديولوجي وهيمنة العصبية الطائفية (الدين، العرق، الحزب …الخ) على النخب المنتجة للوعي والموجهة للرأي العام.

فثالوث العقيدة والغنيمة والقبيلة هو سرّ أزمة العقل السياسي العربي وتعثره في نظر محمد عابد الجابري.

رؤية واحدية، نمطية وخاطئة، مسكونة بوهم الحداثة المتحررة من وصاية الدين والمجتمع وكأنّ العقل الإنساني حالة مجردة ومتعالية أبدا على واقعها، متجاوزة له ومنتجة دائما لما هو أفضل منه.

 

المقاومة اللبنانية مجسدة في « حزب الله » ذي المرجعية الدينية – الطائفية (الشيعة الإثني عشرية) تماما كما هي المقاومة الهندية ضد الاحتلال البريطاني مجسدة في زعيمها البوذي  « المهاتما غاندي » والمقاومة اليسارية في أمريكا اللاتينية متجذرة في الايديولوجيا اليسارية مع البطل الماركسي « تشي غيفارا » وفي الايديولوجيا الدينية مع قساوسة لاهوت التحرر من أمثال البرازيلي دوم هلدر كامار، كلها نماذج متكررة لما يمكن أن تبدعه المرجعيات الدينية والإيديولوجية وحتى الطائفية من بطولات وإنجازات إنسانية رائعة.

 

إن الإنبتات عن الانتماء، دينيا كان أو إيديولوجيا أو طائفيا أو قوميا،  ليس شرطا للتقدم والحداثة بل نراه يفضي في أكثر الأحوال إلى إنتاج كائنات بل جماعات مشوّهة بلا هوية وبلا تاريخ، وهل العقلانية شيء سوى حضور التاريخ بمحموله الثقافي، في العقل، يلهمه ويوجّهه ويشحنه بالمعاني والقيم.

ليس عيبا ولا مجافاة للعقلانية أن يكون هناك انتماء ما لفكرة أو عقيدة، مهما كانت عقلانيتها، أو ولاء لطائفة أو قومية، مهما كان حجمها الديموغرافي ووزنها الجيوسياسي، بل العيب كل العيب والكارثة والخراب هو أن يتحول هذا الانتماء إلى تعصب وتحجر وانغلاق.

 

أما أن يكون انتماءا منفتحا على الآخر، المغاير، أو على القيم والمبادئ الإنسانية المشتركة فعندها يصبح قوة جذب واستقطاب للاحترام والتعاطف والالتفاف الإنساني.

 

ذلك هو درس المقاومة الذي يعلمنا أن انتماءاتنا الإيديولوجية وتمايزاتنا السياسية ليست شرا مستطيرا في ذاتها وأنها يمكن أن تكون ينبوعا متدفقا لإنتاج الفضائل الوطنية والقومية والإنسانية إن نحن وظفناها في أفق الخير والمحبة للناس أجمعين، ذلك هو، في نظري، المعنى العميق لقوله تعالى : « وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين » – الأنبياء: 107

 

بهذا الأفق الإنساني وحده نستطيع أن نعيش هويتنا وننمّيها ونعطي لخصوصياتنا مضمونا أخلاقيا وفاعلية حضارية.

ومن هذا المنظور تصبح المقاومة اللبنانية بعمقها الديني والطائفي وبانفتاحها القومي والإنساني، عبرمحاربة الشر الصهيوني- الامبريالي، إثباتا جديدا على قدرة الإنسان على التعالي والتسامي وحجة داحضة لمقولات موت الايدولوجيا وأوهام نهاية التاريخ، فالتي ماتت حقا هي إيديولوجيا التطرف الصليبي والغطرسة الصهيونية، والذي انتهى بالفعل هو تاريخ القطبية الأمريكية الواحدة والمدمرة، لتنطلق دورة حضارية جديدة نأمل أن تكون أكثر إنسانية من سابقاتها.

 

الدرس الخامس : السلام الحقيقي لا يوقّعه ملك أسير

 

صراع المعارضات العربية مع أنظمتها هو أقرب إلى الحرب منه إلى مجرد المواجهة السياسية التي تتجاوز استعمال العنف وسيلة لحسم الاختلاف.

لقد شاءت أنظمة الحكم في أغلب الأقطار العربية، وبدرجات متفاوتة في حدّيتها، اللجوء إلى أجهزة القمع وتوظيف كل مؤسسات الدولة (القضاء، الإعلام وحتى التعليم …الخ) من أجل تركيع مخالفيها وإقصائهم ترغيبا وترهيبا.

إنها أنظمة تنظر إلى السلطة كغنيمة حرب لا تجوز قسمتها وإلى المعارضة كـ »أقلية » خائنة، عميلة أو متطرفة، حسب مقتضيات السوق الدولية للاستهلاك السياسي.

فهي متطرفة وإرهابية إذا كان الخصم إسلاميا، رجعية شوفينية إذا كان قوميا، ومتزندقة عميلة، محتمية بالخارج، إذا كان يساريا.

تهم وألقاب تساوي تهمة الخوارج في تاريخنا الإسلامي حيث يعتبر الوقوف أمام السلطان الجائر خروجا عن طاعة ولي الأمر وخلعا لربقة البيعة موجبا لحد الحرابة.    

 

إنها إذن بقايا إرث الدولة السلطانية انتقلت لما يسمى تجاوزا بالدولة الوطنية الحديثة التي لم تعرف من الحداثة سوى نزعتيها العدمية والتوتاليتارية.

هذه الأنظمة لا تريد دمج معارضاتها داخل النسق السياسي والقانوني الرسمي إلا لحاجات التوظيف والتزويق للإيهام بتعددية مزيفة أو إجماع كاذب.

لقد حاولت شرائح من المعارضات العربية التعامل مع الموجود والتكيف مع المنظومة القانونية الرسمية على أمل تغييرها من الداخل والانتقال بها تدريجيا وسلميا إلى الطور الديمقراطي.

محاولات باءت كلها تقريبا بالفشل الذريع حيث استعصت هذه الأنظمة عن الإصلاح الحقيقي مُؤْثرة سياسة المراوغة والاحتواء والابتلاع  على الصدق والانتقال والانفتاح، فكان أن انسدّت آفاق التغيير وضاعت كل أحلام الحرية لندخل دورة استبدادية جديدة شارك فيها، هذه المرة، كثير من الإسلاميين والديمقراطيين والتقدميين الذين ابتلعتهم الأنظمة وأعادت إنتاجهم سفراء وحكماء وخبراء داخل المجالس التشريعية والاقتصادية للدولة، بعيدا طبعا عن القضايا الحارقة والمصيرية التي تبقى من صلاحيات رأس السلطة التنفيذية والأيادي الخفية.

 

أما قطاع المعارضات العربية الذي آثر المبدئية وعدم الانصهار في بوتقة الديمقراطية المغشوشة فقد ظل محافظا على شعرة معاوية مع أنظمة الاستبداد تجنبا للدخول في متاهة العنف المضاد الذي عادة ما يزيد الأوضاع سوءا وتعقيدا.

لم يبق لهذه المعارضات العربية التائهة والمعزولة إذن سوى الصبر والمناشدة والتفاوض طريقا للإصلاح وتسوية الأوضاع أملا في الوصول يوما إلى سلام أهلي شامل وعادل.

 

لكن غاب عن هذه المعارضات أن السلام الحقيقي لا يوقعه ملك أسير وأن الحرية ليست منّة وعطية بل هي صيرورة تاريخية قد تكتسب بالتفاوض ولكنه تفاوض القوة والأقدام الراسخة لا تفاوض المسكنة والاستجداء.

 

ذلك درس آخر من دروس المقاومة اللبنانية الباسلة ربما يمحي عنا بعضا من عار أوسلو ومدريد والمعارضات العربية الحائرة.         

    

* باحث وسياسي تونسي مقيم بباريس

 


الذكرى الأربعون لاستشهاد سيد قطب: رؤية مستقبلية

 
د.أحمد القديدي (*)   منذ أربعين عاما بالضبط و فجر يوم 28 أغسطس 1966 تم تنفيذ حكم الاعدام في الشيخ الامام المفكر سيد قطب صاحب في ظلال القران، و في الثالث من سبتمبر 1966 أي في نفس ذلك الأسبوع الرهيب كتبت مقالة في صحيفة العمل التونسية ما أزال أحتفظ بها الى اليوم لاعلان القطيعة مع الناصرية و رثاء ذلك العالم الجليل الشهيد، و كنت في العشرين من عمري كأغلب أبناء جيلي، نعيش على احترام الزعيم الكبير جمال عبد الناصر و نتفاعل مع حماسه القومي و نرى فيه عودة الكبرياء للشعب العربي و نعترف له بالجرأة في تأميم القنال و تحدي الامبريالية الفرنسية في الجزائر و مقارعة الهيمنة الأمريكية و البريطانية، بل كنا نردد في الخفاء و في غفلة من خصمه الزعيم التونسي بورقيبة نشيد الشاعر القومي سليمان العيسى: من المحيط الهادر الى الخليج الثائر لبيك عبد الناصر، و نستمع خفية كذلك الى اذاعة صوت العرب نسترد بها في مغربنا العربي روح الارادة والصمود عندما كان معتمد مدينة القيروان ( أي مساعد المحافظ) هو المثقف المتميز أصيل بلدة القلعة الشاب الزيتوني انذاك المختار بلعيد يدعونا الى بيته و يحرك ابرة جهاز الراديو القوي القديم ليلتقط صوت العرب. و لا نبالغ اذا قلنا بأن عبد النصر كان بطلنا و أملنا و قرة عيوننا.   الا أن الغريب حين نراه اليوم مع البعد الزمني هو أننا أيضا كنا مشحونين بثقافة اسلامية زيتونية تقليدية ترسخت في وجداننا من لوحة الكتاتيب و حلقات الجامع الأعظم حين كنا نخصص أيام الاثنين للتحلق حول الشيوخ عبد الرحمن خليف و يوسف بن عبد العفو و صالح البحري و الطيب الورتاني أو نستمع لمحاضرات زعماء حزب الدستور حين كانت مراجعها اسلامية و مصادرها قرانية للحث على الجهاد لأن المغرب العربي كان ما يزال تحت نير الاستعمار التنصيري، و أذكر أني كنت من بين الحضور في اجتماع الزعيم صالح بن يوسف حين تولى القاء خطبة الجمعة في جامع عقبة بن نافع ذات يوم من أيام 1955 و كنت طفلا لا أفقه شيئا مفيدا مما كان الزعيم يقوله لكن حضوري كان بسبب الجوار بين بيتنا و الجامع. نعم لقد كانت هذه هي البيئة الفكرية التي تربى ضمنها و في أكنافها جيلي، أي المتميزة بجمع قادتنا للحس الوطني و الأصول الاسلامية، فقد كان رئيس شعبتنا الدستورية بحي الجامع بالقيروان هو الشيخ الطيب الباجي الذي كان من مؤسسي الحزب الحر الدستوري التونسي في 4 مارس من سنة 1934 بمدينة قصر هلال و كان معلمنا في مدرسة الفتح القرانية الشيخ محمد بودخان الذي كان يراوح حياته بين تعليمنا كمدرس و بين السجن كمناضل وطني.و لذلك فان اعدام المفكر الاسلامي الشيخ سيد قطب كان لنا بمثابة الزلزال هز منا أركان الضمائر لأنه ظهر لنا في ذلك الوقت بمثابة قطيعة قاسية بين الفكر الوطني القومي و بين الفكر الاسلامي الثوري، لأن بورقيبة كان لنا نحن جيل ما بعد الاستقلال الزعيم الذي يجمع بين قيم الاستقلال السياسي و فضائل الاستقلال الروحي وهو الذي تزعم معركة مقاومة التجنيس عام 1933 و التي سقط فيها شهداء بررة منهم المجاهد شعبان البحوري بالمنستير، بل كان اللقب الذي يعطي لبورقيبة الشرعية هو لقب المجاهد.   و بذلك الرصيد الاسلامي كنا دستوريين و لم نكن نتوقع بأن البلاد العربية كلها مقبلة على عملية مسخ خفية ترمي الى تذييلها لأعداء عروبتها و اسلامها تحت شعار اللحاق بركب الحضارة. و هذا ما جعلنا بشكل عفوي نندد بمأساة اغتيال الشهيد سيد قطب و نعتبر هذه الجريمة حدا فاصلا بين مرحلة الالتحام بوجدان الأمة و مرحلة الاستبداد السياسي التي تبرر كل التجاوزات و تقمع كل رأي حر من أجل البقاء في السلطة. وهاتان المرحلتان مرت بهما تقريبا كل البلدان العربية في أعقاب استقلالها الاداري حيث وقع كسر لم يجبر الى حد اليوم بين الوطنية و القومية و الانتماء لأمة الاسلام . و أعتقد بأن هذا الكسر كان أبرز في كل من مصر و تونس لأنهما رائدتان في مسار المدرسة الاصلاحية الاسلامية على أيدي مصريين و تونسيين أمثال رفاعة الطهطاوي و رشيد رضا و محمد عبده و الوزير خير الدين و ابن ابي الضياف و سالم بو حاجب الى اخر القائمة.   و من يريد الاطلاع على خيبة أمل الاخوان المسلمين في مصر و شعورهم بالمرارة لأفتكاك الثورة المصرية من أيديهم ، فليقرأ تاريخ ثورة يوليو 52 ليدرك بأن ثورة الضباط الأحرار ما كان لها أن تنجح لولا موافقة و حماس المرشد العام للاخوان الشيخ حسن الهضيبي و من حوله الرؤوس المفكرة للثورة و من بينهم الشهيد سيد قطب،لأن عبد الناصر كان بفضل قرب محمد أنور السادات و عبد المنعم عبد الرؤوف من الحساسية الاخوانية من أشد الضباط تمسكا بعقيدة الاخوان و حرصا على حضور دروس الشيخ الشهيد حسن البنا قبيل استشهاده . و أنا حالفني الحظ للأحاديث المطولة في مدينة الدوحة مع شقيق المرحوم سيد قطب العالم المستنير الشيخ محمد قطب وهو يرى ما أراه من تفسير للأحداث. ثم ان السادات أقر في كتابه( البحث عن الهوية) و كذلك المفكر غالي شكري في كتابه(مصر الثورة المضادة)بأن عبد الناصر و محمد نجيب كانا في الصف الأول يصفقان للمحاضرة التي ألقاها سيد قطب بعد عودته من جولته الأمريكية في 16 أغسطس 1952 بعنوان انهيار الأمبراطورية الأمريكية!   و لا أخفي قرائي الأفاضل بأني أريد من خلال احياء الذكرى الأربعين لاستشهاد العالم سيد قطب أن أفيد جيل الشباب المسلم ببعض الحلقات التي لم يكتب لهم أن يعيشوها من ملحمة الجهاد الوطني و أن أجزم بأن ذلك الجهاد الشعبي الذي شمل كل شعوب المسلمين ضد الاستعمار انما كان بلا شك جهادا من أجل استعادة الهوية و انقاذ الروح المسلمة من المسخ و التبعية و التشويه، و بأن النخب العربية التي مارست السلطة فيما بعد لم تكن مدركة تمام الادراك لذلك الرصيد، بل كانت مخلصة النوايا لبناء الدولة العصرية و مقاومة التخلف و تحقيق الاستقلال، و لكنها رأت في تسييس الحركات الاسلامية عدوا لدودا لمشروعها الوطني فأعلنت عليها الحرب. و بالمقابل لم يدرك زعماء الحركات الاسلامية مخاطر التسييس الكامل للخيارات الدينية مما جعلها تتصلب بازاء الزعامات الوطنية فتدفع السلطات الى القمع عوض دعوتها بالتي هي أحسن الى الوفاق و الحوار. و كانت القطيعة نتيجة أخطاء من الجانبين، نرجو مخلصين أن يقرأها اليوم في 2006 كل من أصحاب الأمر و أصحاب الفكر بعيون المصالحة و طي صفحات الماضي و الانطلاق اليد في اليد لمواجهة التحديات وهي عديدة و تحقيق طموحات الأمة وهي مشروعة.   (*) كاتب وسياسي تونسي   (المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 6 سبتمبر 2006)

 

لا صوت يعلو فوق صوت المعركة

 
صــــابر التونسي   شعار جميل براق عمر طويلا ولا يزال يعمر لأن الأعداء لا يزالون بخير والإعداد لم يكتمل بعد! شعار أوجد لحمة من نوع « خاص » بين حكامنا القادة وشعوبنا المجندة! في ظله ولدت أجيال وعليه تربت ونشأت ومن معينه غرفت ! سربوه لنا في علب الحليب ومزجوه بمداد أقلامنا على مقاعد الدراسة! تعلمنا أن كل بوصلة لا تشير إلى معركة « الأمة » مشبوهة وأنها معركة مقدسة لا مجال فيها للتقاعس أو التخاذل، وأن من انسحب وفر من « الزحف » وأدار ظهره للمعركة اعتبر خائنا جاز لنا أن نرميه من الظهر! ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة! مادامت الأمة في تماس مع العدو وفي حالة حرب مستمرة لا يحق الحديث عن الأمور الهامشية! لأن الخطر يتهدد وجودها وكيانها ويصبح من العبث أن نتحدث عن كماليات وفرعيات! وحينها تصبح كل البرامج قابلة للتعديل وكل المشاريع قابلة للتأجيل! ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة! عند الإستعداد للمعركة لا يجوز أن نتحدث عن الحريات العامة والخاصة، أو عن الشورى والديمقراطية، أو عن المحاسبة والتقييم، أو التداول السلمي على السلطة! فكلها دعاوي باطلة سمم الأعداء بها رؤوس « الخونة » و « العملاء » حتى يشغلوننا عن أهدافنا الحقيقية! وحتى يبثوا الفرقة بيننا ويتلذذوا بتناحرنا! ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة! عندما تكون الأمة في حالة حرب يجب أن لا يقودها إلا زعيم واحد أوحد لا شريك له في الحكم و إلا فسد الأمر ودبت الهزيمة! وهذا لا يرضاه مخلص لأمته لأن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة! ولا يهم الطريق التى سلكها القائد للوصول للقيادة فالحاضر يجب الماضي « والله ينصر من صبح » والأمة تخوض حربا ولا ينبغي لها أن تنظر للوراء! ومن ادعى المطالبة بالإصلاح أو التغيير أعتبر مدسوسا أو مهمشا اختلت موازين أولوياته ! أو مداركه! وجب علاجه بما يستحق! « و العصا لمن عصى » ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة! إذا كانت الأمة في حالة حرب لا بأس أن نعمل بالقوانين الإستثنائية وحالة الطوارئ حتى لا يتمكن المخربون من الإندساس! ولاصوت يعلو فوق صوت المعركة! إن العدو يتربص بزعمائنا الدوائر ويسعى للكيد لهم ويعلم يقينا أنه إن تمكن من قطع « رؤوسنا » جفف عروقنا وانهزمنا! واستبيحت أرضنا وانتهكت أعراضنا! ومن أجل أرضنا وكرامتنا لا صوت يعلو فوق صوت المعركة! ولتقطع الألسن التي تهمش وتحاول أن ترفع الخناق على الأعداء بالوقوف إلى جانبهم والتخندق معهم وافتعال القضايا الجانبية! الكل يجب أن يضحي! ويدفع! ويصبر على ما يمكن أن يعتبره ظلما أو ضيما أو أخطاء قيادية ما دامت الأولوية صد العدوان! وما ينبغي لصوت أن يعلو فوق صوت المعركة! خيرات الأمة ومنتوجاتها كلها في خدمة المعركة ومن يقودها! ولا ينبغي لأمة تأمل نصرا على الأعداء أن تحاسب زعيمها وتضيق عليه رزقه لأنه إن جاع فشل في قيادة المعركة وسهل على الأعداء أن يشتروا ذمته! والقائد كالجواد إن لم تكرمه قبل المعركة خذلك! ومن دواعي النصر أن يسمح لأهل الزعيم وذويه بالغرف من خيرات بلادهم لأنهم إن لم يفعلوا جاعت أعينهم وطمعوا في ما عند الأعداء وذلك أمر عاقبته وخيمة على كل الأمة ونحن في معركة ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة! حاولت جاهدا أن أنقل قناعاتي بلاصوت يعلو فوق صوت المعركة! للأجيال الجديدة التي يراد لها أن تنسى ثأرها وتربى على ثقافة التطبيع والإستسلام! ولكن شابا ممن لهم صلة « بالخونة » و »العملاء » قال لي: لقد صدعت رؤوسنا من تكرارك الممل لهذا الشعار البغيض! أي معركة وأي عدو؟! يكدس له حكامك السلاح ويتسابقون إلى شركات الأسلحة لاقتناء كل ما تنتجه حتى يسبقوا العدو فلا يجد ما يشتري وحالهم كالضفدعة التى وقعت في بركة ماء لم تقو على الخروج منها ورأت الحل أن تشرب الماء كله! إنني لا أرى معركة غير معركة الحكام لقهر شعوبهم! و لا أرى لكم من عدو آن غير حكامكم وقمعهم وتسلطهم على رقابكم! إن حكامكم لا يحسنون القتال إلا ضد شعوبهم ولم نسمع إلا عن هزائمهم قديما وتواطئهم حديثا! أليس شعارهم: لا صوت يعلو فوق صوت المعركة! مجرد كلام فارغ يضحكون به على السذج حتي يستمروا في الحكم إلى الأبد ويستخلفوا علينا سلالتهم من بعدهم كي يستمر نهبهم وقمعهم! ألا ترى أن حكامكم هم الحماة الحقيقيون لأعداء الأمة من الصهاينة ومن والاهم! أليس هم من يضرب طوق حماية على الأعداء حتى لا يتسرب لهم البعوض فضلا عن الشعوب المجاهدة! ويتقربون لأعدائهم بأنهم قد أحبطوا تهريبا هنا وتسريبا هناك! ألست معي أن حكامكم يكذبون عليكم بلا صوت يعلو فوق صوت المعركة! في حين أن الأعداء تعلو الأصوات عندهم وتخرج فضائح حكامهم إلى العلن! وتتنافس الأحزاب عندهم وتذهب حكومة وتأتي أخرى، وتحاسب واحدة ويشنع بغيرها! وكل ذلك لم يمنعهم من الإنتصار عليكم مجتمعين! بل ذلك هو سر انتصارهم! إن الشواذ من حكام أعدائنا أنفع لأممهم من حكامنا « الفحول » لأمتنا! اعلم ياسيدي أن لا سبيل للنصر على أعدائنا ما لم يتحرر المواطن ويختار حكامه بحرية ومسؤولية دون خوف أو إرهاب! وأن الحاكم الذي يقمع شعبه هو العدو الذي يلينا وجب أن نبدأ به حتى نتمكن من الوصول إلى من خلفه! وأننا إن لم نفعل ذلك لا أمل لنا في نصر أو تحرير أرض ودحر عدو!   قلت إن النصر قد حصل وإرهاصات الإندحار بدأت تظهر! ضحك محاوري ساخرا وقال ذلك حجة عليك لا لك لأن الذين خاضوا الحرب مقاومين شعبيين. ولم تكن معركة « زعماء » وجيوش رسمية فأولئك قد أدانوا المتنطعين المغامرين وأعطوا غطاء للعدو في عدوانه! شعار حكامك يا صديقي باطل يراد به باطل ولو أنهم قالوا: لا صوت يعلو فوق صوت معركتهم مع شعوبهم! وأن لا صوت يعلو فوق مصلحتهم والتمسك بعروشهم لكانوا صادقين!   ثم أدار لي ظهره وانصرف مؤملا أن يهديني الله لما هداه له!   (المصدر: مجلة « كلمة » الألكترونية، العدد 45 بتاريخ 3 سبتمبر 2006)
 

الإضرابات الفلسطينية
 
محمد كريشان (*)   في وقت تتصاعد فيه وتتسع موجة الإضرابات في الأراضي الفلسطينية تعاني الحكومة الفلسطينية من شلل شبه تام لا يعيق تحركها فقط بل ويهدد بدخولها في مناكفات ومواجهات مع شرائح اجتماعية متعددة ساهم قطاع واسع منها في فوز حركة حماس التي تقود العمل الحكومي الآن مما قد يفقد هذه الحكومة السند الشعبي الضروري لمواصلة تحمل الأمانة الثقيلة بحيث لا يبقي منه سوي قاعدتها الحزبية المنضبطة والمثابرة وهي قاعدة، علي أهميتها، لا تبدو قادرة لوحدها علي دعم حكومة التقت ضدها سياسات البطش الإسرائيلية وحصار دولي ظالم مرير وأطراف سياسية داخلية تتصيد عثراتها باستمرار.   موجة الإضرابات الحالية والمقبلة لا يمكن إلا تفهمها ومحاولة التعاطي معها بروح بناءة غير صدامية فقد جرت في السابق في عهد الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات، مع كل ما كان يمثله من ثقل وسطوة، حركات اجتماعية احتجاجية مختلفة بما فيها الإضرابات وبالتالي فمن التجني ربط أي تحرك حالي بمحاولة إحراج الحكومة الحالية أو تعميق أزمتها، خاصة وأن الإضرابات الحالية لا تطالب بأكثر من صرف رواتب آلاف العاملين الذين لا عائد لعائلاتهم سوي هذا الراتب المتوقف منذ ستة أشهر. وحتي وإن كانت حكومة السيد اسماعيل هنية ليست هي من أوقف الرواتب، بل وجدت نفسها في وضع سيئ لم تختره، فإنها بالتأكيد المسؤولة عنه بمعني هي المدعوة لمواجهته وإلا لما سميت الحكومات حكومات وهي لا تعرف كيف تدير مأزقا ما، ولو لم تكن هي المتسببة فيه، لا سيما وقد أطلق كثيرون من قادة حماس عددا من التصريحات القوية عن أن الأمة لن تترك الشعب الفلسطيني يجوع وأن أطرافا مختلفة وعدت بمد يد العون للحكومة لمواجهة المأزق المالي الذي تتعرض له فلم يتحقق لا هذا ولا ذاك حتي أن البعض من أبناء الشعب الفلسطيني لم يتردد في الترديد بمرارة كنا شعب الجبارين فصرنا شعب الشحاتين .   المسألة الأخري التي لا بد من توضيحها فتتعلق بما يسمي بتسييس الإضرابات إذ في الوقت الذي لا بد فيه من القول إنه من غير العدل لا الإنساني ولا السياسي تحميل حكومة لم يمض علي تشكيلها سوي أشهر معدودات قاست فيها كل أنواع التضييق والاعتقال لوزرائها ونوابها المسؤولية عن كل مشكلات الوضع الفلسطيني المعقد، فإنه من المتوقع تماما أن تجد في كل تحرك احتجاجي في العالم، مهما كانت وجاهته ومشروعيته كما هو شأن التحرك الفلسطيني الحالي، من سينبري لاستغلال وقوعه في معركة سياسية قديمة أو جديدة، فكما هو عادي تماما أن تدافع حكومة هنية عن نفسها وتجد الأعذار لنفسها من حق الآخرين تماما أن يستخلصوا مما يجري ما يرونه مناسبا فتلك هي أصول اللعبة الديمقراطية وقواعد التنافس السياسي حتي وإن رآه البعض غير أخلاقي من منظوره، فكم من حكومات سقطت وأحزاب هزمت بسبب أوضاع وتحركات إجتماعية سارع كل طرف حسب موقعه وأهدافه إلي توظيفها والاستفادة القصوي منها وغير ذلك سيكون طهرا سياسيا لا مثيل له في عالمنا اليوم، وفي هذا لا يفيد لا نزول المسؤولين لكنس الشوارع المتسخة بعد إضراب عمال النظافة ولا التلويح بإمكانية اللجوء إلي خيارات أخري لتعويض إضراب المعلمين.   وإذا ما استعرنا تعبير الأستاذ محمد حسنين هيكل في أن حركة حماس حصلت في انتخابات بداية هذا العام علي تفويض شعبي مشرف في لحظة غير مشرفة يمكن القول بناء علي ذلك إن من مصلحتها هي الآن ومصلحة الفلسطينيين أن تبحث لها الآن علي الأقل علي مخرج مشرف. لقد فقد كثيرون حماس حركة مقاومة ولم يكسبوها سلطة وتلك هي المأساة فالحركة لم تعد تمارس المقاومة المسلحة بالوتيرة التي عرفت بها ولا هي عرفت كيف تتحمل أعباء خدمات أي سلطة وأي حكومة ولا هي قدمت أفقا جديدا لعملية تسوية أكثر توازنا وإنصافا، إذن فلماذا تبقي تدير دفة الأمور بما يشبه الحرث في الماء؟!! حماس وحدها القادرة علي الجواب وأعتقد أن لها من الشجاعة ما يجعلها تختار الأفضل لها ولشعبها الذي علق عليها آمالا عريضة حرام أن تتبخر بهذه السرعة.   (*) كاتب وصحافي من تونس   (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 6 سبتمبر 2006)


البعد الآخر ملفات العودة
بقلم: برهان بسيّس
تحمل العودة السياسية هذه السنة حزمة من الملفات والمواعيد المهمّة التي ينتظر أن تطبع بتأثيرها واقع المشهد السياسي السائد في تونس.
ملفات العودة ليست معزولة عن واقع الهموم الاقتصادية والانشغالات المتصلة بالتنمية والتشغيل والاستثمار والظرف الصعب القابع تحت وطأة تقلبات سوق الطاقة وانفلاتات الحدث السياسي الإقليمي والدولي.
أهم ما في حزمة الآتي من المواعيد والملفات يتدرّج من تحدي فك المستعصي في وضعية الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إلى تلمّس مستقبل العمل النقابي في تونس على ضوء المؤتمر المنتظر للإتحاد العام التونسي للشغل وصولا إلى ملامح المطلوب القادم في مجال دعم مسار الإصلاح والبناء الديموقراطي التعددي في البلاد. بالنسبة لملف الرابطة فإن ما يبعث على التفاؤل هو انسياب مشاريع المبادرات المتعلقة بالبحث عن مخرج للمأزق الذي تعيشه هذه الجمعية بلغة تقلصت فيها بدرجة لافتة نغمات التشنج وجمل المواجهة والصدام لفائدة اجماع بين الفرقاء على ضروة ايجاد حل وفاقي خارج دائرة الخيارات التقليدية التي يمترس وراءها المتخاصمون كخط دفاع مقدّس لا تراجع عنه. مراجعة جدوى التقاضي وتنفيذ الأحكام والتخلي عن منطق التصعيد وعن تحدّي القوانين مظاهر إيجابية لإمكانات حل في الأفق يضمن الخروج من أزمة لا يمثل التنازل فيها خيارا مؤلما بقدر ما سيفتح الباب أمام استئناف طبيعي لعمل رابطة حقوق الإنسان ونشاطها خاصة وأن الخيار المطلوب خارج دائرة الكلام العام واضح ولا يتطلب جهدا خارقا في الفهم والانجاز وهو أن  تتراجع الهيئة الحالية للرابطة عن قرارها الفوقي بدمج الفروع مقابل اعتراف الجميع بشرعية اشرافها على انجاز مؤتمر الرابطة كهيئة شرعية خوّل لها القانون هذه المهمة.
لا أعتقد أن التراجع عن قرار تقني مثل قرار دمج الفروع يمثل تنازلا مؤلما أو استسلاما مذلا أو حتى مسّا مؤثرا في واقع التوازنات السياسية داخل الرابطة بقدر ما سيكون استجابة لمنطقة الحكمة والعقل لتجاوز أزمة تدحرجت ككرة الثلج دون أن تجد وهي تبحث عن ارادات صادقة لإيقافها غير المزايد ومن ينافسه لمزيد تعفين الصورة.
خطوة بهذا الاتجاه قادرة على إعفاء الهيئة الحالية من مجمل الاحترازات الموجهة ضدها لا فقط من المجموعة التي التجأت الى القضاء بل وأيضا من قبل عديد النشطاء والرابطيين الذين احتفظوا لأنفسهم بحق رفض وعدم الاعتراف بقرار دمج الفروع دون أن يساندوا مسار التقاضي أو تنفيذ الأحكام الصادرة في حق الهيئة الحالية.
لا أحد بالتأكيد يشعر بالاطمئنان حين يعاين ما آلت إليه أوضاع الرابطة وتعطل نشاطها وغلق فروعها وتتالي مظاهر الاحتكاك المتوتر بين بعض نشطائها وأعوان السلطة التنفيذية المكلفين بتطبيق الأحكام القضائية الصادرة ضد هيئتها المديرة.
ينطلق الموسم السياسي الجديد بطموحات حيوية لتجاوز هذه السيناريوهات المقلقة التي تزاحمت السنة الفارطة لتصنع أزمة سمتها الوحيدة أن جميع أطرافها خاسرون. على واجهة أخرى تقف نقابة العمال بثقلها التاريخي والسياسي على أبواب محطة مؤتمر جديد يأخذ قيمته من قيمة الظرف الجديد الذي تنامت فيه التحركات النقابية بالتوازي مع تنامي صعوبات الظرف الاقتصادي والاجتماعي.
ورغم تقاطع الحسابات وتنامي مختلف أشكال الانتظار والتوظيف فإن الأفق لا يحمل مظاهر تحوّل جذري في سلوك اتحاد الشغل يمكن أن يحمله على نفض اليد من سياسة الوفاق الاجتماعي والتواصل الإيجابي مع السلطة لأن هذه السياسة على الرغم من الأماني العكسية لبعض حلقات التوظيف السياسوي للعمل النقابي تمثل ميزة بنيوية للتجربة النقابية التونسية التي لا تساوم على مصالح الشغيلة ولكنها غير مهيأة البتة بحكم التكوين والتاريخ والواقع لأن تتحول إلى نقابة حمراء مهمتها مواجهة السلطة ومنازعتها النفوذ السياسي تعويضا لعجز أطراف سياسية أخرى عن مقارعة السلطة بالهوية الحقيقية لهذه الأطراف دون أن تحتاج لقناع نقابي أو غيره.
من الطبيعي أن يكون اتحاد الشغل حاضنا فسيحا لمجمل أصداء الحراك السياسي في البلاد تماما بمثل ما كان طيلة مسيرته لكن لعبة الموازنة الدقيقة بين دور الحاضن السياسي المطلوب والضروري ودور النهوض بالعمل النقابي المستقل عن اتجاهات التوظيف مهما كان مصدرها تظل التحدي الأبرز أمام فاعلي الساحة النقابية الذاهبين إلى مؤتمرهم على أصداء  رهانات الصراع التقليدي على المواقع ولكن هذه المرة بأصوات أكثر إلحاح تطلب من المؤتمنين على اتحاد الشغل أن تحافظ نقابة العمال على توازنها السياسي بدورها الإيجابي كحاضن ديموقراطي لكل ألوان الطيف السياسي لكن دون أن تسقط في لعبة البعض الذين يريدون تحويلها إلى واجهة صدام مع السلطة يدرك الجميع بحكم التجربة التاريخية المريرة الآثار المدمّرة لمثل هذه اللعبة على استقرار البلاد.
ندخل موسما جديدا تبرز معه مجددا نفس الطموحات المشروعة لرؤية مشهد سياسي أكثر حيوية يتدعم فيه مسار الإصلاح الديموقراطي والبناء التعددي كمهمة موكولة للأحزاب الوطنية التي تحتاج بدورها إلى إنجاز إصلاح داخلي يمسّ توجّهاتها وآلية عملها واستقطابها وحضورها على الساحة السياسية لكي تخرج من حالة الهامشية والعزلة التي تميّزها بالرغم من وجود طاقات وطنية صادقة داخلها تحاول تطوير الآداء وتغيير الملمح السلبي.
ولعل موجة التغيير التي شملت بعض الأحزاب وحملت معها جيلا جديدا من النشطاء الحزبيين تفتح بابا للتفاؤل لإلقاء روح جديدة في صلب هذه الأحزاب التي التصق بعضها والحق يقال بشكل أقرب إلى الهزل الكاريكاتوري المستهلك لأموال المجموعة الوطنية منه إلى أحزاب قائمة الذات.
يبقى الإعلام كعادته مربطا الفرس في كل طموح للتطوير والاصلاح وهو ما أكد عليه مجددا رئيس الدولة في خطابه بمناسبة عيد الجمهورية في إشارة إلى ضرورة ولوج مرحلة الانفتاح النوعي الذي يجعل هذا القطاع مواكبا بالفعل للتطور الذي عرفه المجتمع التونسي وهي مهمة لا يمكن أن تتحقق إذا ما بقيت حلقات إعلامية أساسية خارج هذا الطموح ونعني هنا بالأساس الإعلام المرئي الذي لا يزال للأسف مترددا تجاه الانفتاح على  الحوار التعددي وتناول القضايا السياسية سواء الوطنية أو الدولية لفائدة اسراف ممل في مادة الترفيه في غفلة تامة عن استيعاب خطورة وأهمية الدور السياسي الذي يجب أن يلعبه الإعلام المرئي باعتباره القاطرة الحقيقية المؤهلة لاعطاء إشارات الانفتاح أو عكسه. موسم سياسي جديد يلوح حيويا نتمنّى أن تكون حيويّته مكسبا جديدا في رصيد الوطن.  (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 6 سبتمبر  2006  )
 


هل يستطيع الفكر القومي أن يخرج الأمة من الأزمة؟

 
د. محيي الدين عميمور (*)   أتاهم تصريح السيد حسن نصر الله كجرعة أكسيجين تمكنهم من التنفس بعد أن أشرفوا علي الاختناق بغاز العادم الذي كانوا يطلقونه منذ تموز (يوليو) الماضي. وما ان قال الشيخ برجولته ووضوحه بأنه ما كان ليخطف الإسرائيليين لو توقع أن احتمال رد الفعل الإسرائيلي سيتجاوز الواحد في المئة وسيصبح تدميرا جنونيا غير مسبوق، حتي تحركت زواحف المارينز الفكرية لتقصف حزب الله بكل ما تصل إليه أيديهم من افتراءات، بجانب صيحات انتصارهم البلهاء التي يريدون بها إقناعنا بأن آمريهم ومموليهم كانوا علي حق في حكمتهم. وحتي تحية كبيرهم للشيخ لم تسلم من السموم، إذا اكتفي بالإشارة إلي الحرب ولم يسمها، كما كانت، عدوانا وحشيا دمويا تجاوز كل منطق، ورأي الراشد بأن: شجاعة السيد ترد علي الذين فتحوا النار علي كل من نبه لخطأ ما حدث ، وذلك لمجرد أن يؤكد ضمنيا بأن ما حدث كان فعلا مغامرة، وهو ما يذكر بأن أمثال هؤلاء اتهموا الثورة الجزائرية وتأميم قناة السويس وتأميم النفط بالمغامرة. وكان من ديدان المارينز المدعو غريافي، كتب من لندن يقول بأن مؤسسات ونوادي لبنانية في الولايات المتحدة وعددا من الدول الأوروبية، وبالتفاهم مع قيادات قوي الرابع عشر مارس (أي جماعة جنبلاط، الذي كان لقاؤه العفوي بالنائبة الاشتراكية الإسرائيلية إيفيتال فرصة لتحريضها علي المقاومة تاركا تحريض اليمين لآخرين يملكون الثروة والشباب والرصيد العاطفي) هؤلاء القوم يستعدون لمقاضاة حسن نصر الله بتهمة التسبب في الحرب الإسرائيلية علي لبنان وتدمير ثلث البلاد وقتل أكثر من 1500 مواطن وتكبيد الدولة خسائر تقرب من 13 مليار دولار الخ. والكاتب لا يعطينا اسما واحدا لناد أو جمعية أو فرد من هؤلاء، لكنه يندفع بسرعة لتصفية الحساب القديم، فيختار ما يدفع إلي الذهن بتعبير الهزيمة، مقارنا ما حدث بهزيمة 1967، ومتناسيا أن من ملابساتها مسارعة زعيم عربي بإبلاغ تل أبيب نوايا جمال عبد الناصر، ومن أسبابها الاتهامات العربية المستفزة للرئيس المصري بأنه يختفي وراء القبعات الزرقاء، ثم ينسب الغر لأوساط لبنانية، لم يُسمها بالطبع، أسفها لهذا المستوي غير المُشرف لأمثال أولئك القادة العرب الذين يتسببون في الهزائم (ولست أدري أي نصر حصلنا عليه بعد أن غاب عبد الناصر وفيصل وبو مدين وبهوتو). أما دافيد البصري في إيلاف الإلكترونية (التي تصدر عن مملكة نفطية عربية، آسف أقصد إسلامية، فيقول في تعليقه: هل نفهم من هذا الكلام الواضح والصريح بالعربي الفصيح والبعيد عن اللكنة الفارسية (هكذا) بأن السيد يتراجع عن ادعاءات النصر علي العدو الصهيوني (..) وهل نفهم أن الندم هو الموقف الحقيقي (للسيد) والقوسان هنا للكاتب الذي يواصل تخريفه متحدثا عن طهران المأزومة أو الشارع العربي الغوغائي والأحزاب الفاشية الديناصورية المنقرضة (..) ليؤكد بأن ما قالته بعض الأطراف العربية حول المغامرة غير المدروسة كان هو النموذج الأصح للسياسات الحكيمة (وأصحاب التصريحات معروفون وقد سبقتها محاولة زرع الفتنة بين الشيعة والسنة بفتاوي حرمت حتي الدعاء، وارتبط ذلك بالتخويف من هلال شيعي مخيف ومن ولاء شيعة العرب لإيران). ومن أوسلو (المعروفة) يسخر السعدون من استشهاد ابن السيد حسن نصر الله ويقول بأن: الرجل بدا متماسكا بل فرحا بعنوان الشهادة لابنه هادي (ولم يقل… رحمه الله) بل أنه طلب من ابنه التالي محمد جواد بأن يستلم بندقية أخيه ويستعد للحاق بالمقاومة (..) وظاهرة الفرح بموت الأبناء تمثل (في نظر الكاتب) الإحباط والرغبة بتأكيد الذات وهي عموما حالات غير سوية ، ثم يُعلق علي الرجال من نوعية عبد الناصر وهوشي منه وماو تسي تونغ قائلا بأنهم أوردوا بلدانهم موارد التهلكة، ويقول بأن تحرير القنطار أو مزارع شبعا لا تستدعي شن حرب كبيرة كهذه ( وكأن حزب الله هو الذي شن الحرب) ثم يستدرك عندما يكتشف سقطته قائلا بأن ما حدث أساسا هو: اعتداء صارخ علي دولة (هي إسرائيل بالطبع) وما فعله حزب الله من اعتداء صارخ علي أراضي الغير (هكذا والله) واختطاف وقتل بعض جنودهم هو قرصنة في العرف الدولي ، أفقدت الحزب عمقه العربي والإسلامي من شعوب وحكومات باستثناء الرحم الإيراني (إيران ثانية) والقابلة السورية ومن ورائهما جموع الغوغاء من المفلسين والقومجيين والإسلامويين (يعني أنا وأنتم). ولن أواصل استعراض الردود الإعلامية التي أصابها نصر الله بالهستريا ويؤرقها أن يتوقف سيل البترودولارات. والغريب أن القوم ينظرون ولا يرون وينصتون ولا يسمعون. فنوايا إسرائيل الحقيقية تجعلنا نتساءل ببساطة: هل كانت النوايا معروفة عند الجيوش العربية ومخابراتها وقوادها، وإذا كان الذين يكلفون الخزينة العربية مئات المليارات لم يعرفوا شيئا فكيف تعرفه مجموعة مقاومة محدودة الإمكانيات. أما إذا كانوا يعرفون فإن واجبهم كان إبلاغ كل الأشقاء، وفي لبنان علي وجه التحديد، حيث كان يمكن لحزب الله أن يطلع علي المعطيات بصفته جزءا من حكومة شرعية قائمة ليقوم بحساباته علي ضوئها، حتي ولو كانت القاعدة العامة في الأعمال العسكرية أن الحسابات يمكن أن تضل أو تضلل، والحروب العالمية شاهد علي ذلك. ثم لماذا ننسي ما قاله السيد في أول خطبه عندما اعترف بأنه لم يتوقع أمرين، شراسة رد الفعل التي لا تتناسب مع الفعل، والتعامل المتخاذل بل والمتواطئ لبعض العرب، مما يعني أن العدو تلقي تطمينات عربية شجعته علي التمادي في التخريب والتدمير لينتهي الأمر بأسرع وقت ممكن، وهو ما يعني أن العدو كان سيُفكر ألف مرة قبل أن يرسل بجنوده لو كانت أسنان الليث التي رآها عند قيادات عربية لا تدل إطلاقا علي الابتسام. ولن أذكر بفتاوي العار ولا بالتصريحات المنددة بالمغامرات ولا بالاتصالات السرية التي قام بها مسؤولون عرب لم نسمع منهم إنكارا أو استنكارا لما قيل، ولم نسمع، قبل الصمود، تنديدا واحدا من كتاب البترودولار بجرائم إسرائيل ضد الإنسانية والتي أدانها العالم كله، بل ورفضها بعض اليهود. العالم كله يرفض التجاوزات الإسرائيلية ويسجل تفهمه للمقاومة اللبنانية إلا بعض المحسوبين علينا بنصف جنسية عربية، وما يهمهم هو ألا يُترك إعمار الجنوب لحزب الله، وهم يتشنجون لا كرها في المقاومة التي فضحت مستوي رجولتهم وإنما أيضا دفاعا عن جيوشنا النظامية التي أثبتت أن وجودها وعدمها سيان. وفي الوقت الذي يطالب فيه دهماء السياسة وغلمانها بضرورة احترام سيادة الدولة اللبنانية وحرمة معالمها نجدهم يضعون كل ثقلهم مع لارسن (الذي يطمع في خلافة كوفي عنان) وسفراء أمريكا وفرنسا وغيرهم ليحاصروا الرئيس الشرعي للجمهورية، إميل لحود. وتبقي التهجمات علي سورية بحجة أنها لم تدعم حزب الله، ونفس الشيء بالنسبة لإيران، وهم هنا علي حق، فأسلحة حزب الله جاءته من بابا نويل ، والصواريخ وجدها في علب بونوكس ، والألغام كانت داخل بيض كيندر الشوكولاتية. ثم تأتي أصوات تطالبنا بالتمسك بالهوية العربية، والمدهش أنها لم تؤمن يوما بتلك الهوية التي تعتمد علي الإيمان بالمنطلقات القومية، بل وانطلقت في حروب متوالية ضدها وضد من ينادون بها، ومع الاعتراف بأن بعض هؤلاء كان أكثر إساءة لها من خصومها. ولن أذكر بما تعرضت له الاتجاهات الوطنية والقومية من إغراق للسوق العالمية بالنفط للتأثير علي سعره، ومن تحريض لشبابنا علي شق عصا الطاعة ضد قياداته التي اتهمت بالشيوعية والعمالة للاتحاد السوفييتي، ولن أذكر بفتاوي التكفير التي كانـــت وراء المرحلة الدموية. هذه الصحوة القومية المزعومة، المحذرة من الخطر الإيراني، تتزايد مع التشنج الأمريكي ضد إيران، وتأتي بعد الانتصار الاستراتيجي الذي حققه حزب الله واعترف به الصهاينة، لدرجة أن أكثرهم تفاؤلا تحدث عن انتصار إسرائيلي بالنقط وليس بالضربة القاضية، وما يحدث علي الساحة الإسرائيلية يفقأ الأعين، ولكن ديدان المارينز لا تراه. وأذكر بما قاله راشد الغنوشي من أن الفكر القومي هو طريق الخروج من الأزمة، فالإسلام يضم أكثر من قومية تتجمع كل منها حول نفسها بدون أن تتناقض مع الالتزام الديني، ويضرب مثلا لذلك بالقوميات التركية والفارسية والأفغانية وغيرها. وهكذا يتضح أن الشذوذ الوحيد هو ما يعيشه الوطن العربي من تمزق قومي يحاول البعض أن يعطيه تفسيرا دينيا في المشرق العربي، ربما نتيجة لآثار ما سُميَ بالثورة العربية الكبري التي كانت إنتاجا بريطانيا أخرجه لورنس بممثلين عرب، استهدف تحطيم الإمبراطورية العثمانية التي دفعت ثمن رفضها لإقامة الوطن القومي لليهود علي أرضنا، وبالطبع، بدون تجاهل أخطائها في مرحلة الانحطاط الذي اختتم حياة آخر الإمبراطوريات الإسلامية، وكانت محاولة استنساخها في القرن الماضي وبرعاية أمريكية أكبر كارثة مزقت الإسلام والعروبة والمسلمين.   وبعض شعارات العروبة اليوم لا تختلف عن رايات لورنس بالأمس، لكن وحدتنا الحقيقية جسدتها المقاومة في لبنان، وحدة السنة والشيعة والمسلمين والمسيحيين، وحدة المؤمنين والعلمانيين، وكل من يرفضون أن يكون البيت الأبيض قبلتهم وبرج إيفيل مئذنتهم ومونتي كارلو خلوة الاعتكاف. وسأفترض جدلا أن كتاب المارينز علي حق في تحليلهم لأحداث لبنان، فأين هم من أحداث فلسطين حيث يتواصل ذبح شعبنا لمجرد أنه أراد أن يُطبق الديمقراطية الحقيقية؟   (*) وزير جزائري سابق   (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 6 سبتمبر 2006)

سيرة روائية غير عادية في ليلة ممطرة : حينما يتحدث حنّا مينه عن الكتابة والحياة والحرية

2006/09/06 عمار عوني
كان عليّ أن أبذل قصاري جهدي لملاقاته في تلك الليلة الغائمة التي كانت تلقي بأردية السّحب الكثيفة علي تونس العاصمة وتشيع في تخوم الخواطر الباهتة ألوانا من الصمت والشجون والأسئلة الحارقة، وقد كنت أعلم أنه ربما سيسافر من الغد عائدا الي دمشق . تلك الليلة التي نزل المطر فيها بغزارة من ليالي الربيع الأخيرة في أواخر شهر نيسان (ابريل) قبل حوالي عشر سنوات، وكان الذي أسعفني الحظّ بالجلوس اليه الكاتب والروائي السّوري الكبير حنّا مينة وكان قد حل وقتها ضيفا علي معرض تونس الدولي للكتاب. الرواية وسيرة كاتب: كنت قبل الجلوس اليه ومحاورته في قضايا الأدب والإبداع الروائي وهموم الكتابة استحضرت في مخيّلتي مشاهد سرديّة خاطفة لبعض أبطال رواياته ومغامراتهم، زكريا المرسلني في الياطر وروسي في الشراع والعاصفة …. وكانت تنبجس من ذاكرتي صور مندفعة للبحر والعواصف والسفر ومغالبة أقدار الحياة ومواجهة أخطار الضياع والموت ولم تكن تلك الصور سوي أشتات من الذاكرة وأصداء باهتة لبعض نصوصه الروائية المرعبة التي تيسّرت لي قراءتها أيّام الطفولة والشغف بالقراءة والرغبة الجامحة في السفر الي الآفاق البعيدة. وممّا أذكر في هذا السياق أنني هاتفته من بهو الفنـــدق الذي كان يقيم فيه، وكان ينزل في غرفة من غرف الطابق الخامس، وقد قبل أن أحاوره بكل ترحاب وتواضع قلّما توفرا في سائر الروائيين والشعراء، وذلك رغم التعب الذي كان يبدو علي ملامحه وفي الوقت الذي كان فيه الشطر الأول من الليل يوشك علي الانقضاء. بين الغربة والكتابة والحياة: لعلي أذكر أنه جلس قليلا الي الطاولة الصغيرة التي تتوزع فوقها بعض الروايات والأوراق، ثم أخذ سيجارة وأشعلها ثم طفق يدخّنها للحظات . نظر اليّ صامتــــــا ثم استأذن في الذهاب لفتح نافذة الغرفة حيث كانت الأمطار تغطي ببياض سيولها الأبنية والشــــوارع وتتلاشي في ظلالها الأضواء البعــــيدة الخافتة، وكان ايقاعها المنتظــــــم يبعث في النفس هدوءا رائعا يوحي بعظمة الكون الكبير وأسرار الحياة والموت والصمت والألم هناك في الآفاق القريبة البعيدة، وكان ان استرسل في متابعة مشهد المطر بضع دقائق ثم عاد وجلس قبالتي وأخذنا في الحديث الذي تطرّق الي مسائل عدّة تصبّ في صميم بواعث الكتابة والإبداع الروائي وعلاقة النصوص الروائية بسيرة الذات وأوجاعها وقضايا المجتمع وهموم الانسانية.
وفي خضم الأشتات التي أستحضر بعضها أذكر أنه قال ردّا عن سؤال يتعلق بعلاقته بالكتابة: جئت الي الكتابة غريبا… حيث ولدت بالخطأ وكتبت بالخطأ. وقد عشت طفولتي في الشقاء ومواجهة آلام الحياة. لم أكن أعتقد انني سأصبح كاتبا في يوم من الأيام لذلك اقترنت الكتابة الروائية عندي بالغربة .. ولعل مما ذكر في سياق استرجاع مفاصل من سيرته الذاتية: واجهت الحياة منذ صغري. وكان عليّ أن أشتغل لأعيل أمي واخوتي … وكان علي أن أحمل أدباش وأمتعة الميسورين في المحطات لقاء دريهمات يجود بها بعضهم … وكما كان علي أن أتنقل فيما بعد بين مهن كثيرة وأخوض مغامرات خطيرة، كنت أري الموت فيها كل لحظة، من ذلك اشتغالي حارسا بمقهي للمقامرين بلواء اسكندورونة حيث كان عليّ أن أجلس طوال الليل فوق حائط كبير للمراقبة. وكنت مهددا بالموت إن غفلت لحظة… .. الكتابة الإبداعية والحرية: لا أبالغ حينما أقول ان ذلك اللقاء ظلّ حاضرا في ذاكرتي الي الآن، كما أنني لا أبالغ عندما أجزم أن الحديث الذي جري خلاله كان أكثر الأحاديث الصحافية التي أجريتها متعة وصدقا وصفاء. وقد كان محدثي يصمت أحيانا، فتستقر قطرات المطر علي الجدران وتتكسر أطيافها فوق الأضواء الباهتة فترتدّ أصداؤها أسئلة ضائعة في سكون الليل الهائم بالنوافذ البعيدة، لحظات وكأنه يخاطب نفسه أو يسترجع بعض الصور من الذاكرة المترعة بعذابات الرحيل ومواجهة الأقدار العاصفة في العالم الأرضي الضّاج ّ بالآلام والمنافي والجوع وصور الضياع الانساني المرير.
ما علاقة الكتابة بالحرية؟ وأي مشروعيّة للقول بأن وعي الكاتب عموما والروائي علي وجه الخصوص بقيمة الحرية شرط أساسي للارتقاء بالنصّ الي أرفع مستويات الابداع الادبي والسمو الانساني؟ قال حنّا مينة في هذا السياق التساؤلي: الحرية شرط أساسي للكتابة والابداع، فبلا حرية لا يمكن للكاتب أن يبدع. وفي عالمنا العربي يتحدثون عن توفر الكثير من الحريات… لكن أعتقد أن الحريات الموجـــــودة في العالم العربي لا تكفي لاشباع نهم كاتب عربي واحــــــد، والكاتب بطبعه يسعي الي تجاوز الحواجز والعراقيل بأساليب وطرق مختلفة إلا أنه لا بد من مواصلة النضال في هذا الطريق الطويل والشاق .
لكن ماذا تمثل الكتابة الروائية بالنسبة الي الكاتب الروائي الذي يسعي الي بناء عالم روائي أكثر طموحا واشراقا وذي آفاق انسانية أرحب؟ هكذا كانت اجابة صاحب المصابيح الزرق و الشمس في يوم غائم بعد أن صمت قليلا، وتلاشت أصداء رؤياه في بقايا قطرات المطر المنكفئة في انكسارات حزينة خافتة: ماذا كان علي أن أفعل في ظل مجتمع اكتوي بناره سوي الكتابة؟ الكتابة هي الأمل والشراع نحو الغد الأفضل… لقد جئت الي الكتابة من رحم الفقر والتشرّد والضياع واكتشفت من خلالها أفقا أوسع للكفاح والنضال… .. ومما أضاف في هذا النطاق قائلا: الحياة ليست إلا كفاحا ونضالا في البرّ والبحر مثلما قالت روسي بطلة روايتي الشراع والعاصفة لذلك علينا جميعا أن نكافح ولا نخاف الحياة لأنه ليس فيها ما يخيف .إن الحياة نعمة كبري وهي جديرة بأن نعيشها وأن نكافح فيها في سبيل المستقبل الأفضل والأحسن .. السّرد والأفق الرّوائي البعيد: أنا لم أمت في العاصفة أيها البحر ! قاومت القرش وعروس البحر… .. هكذا كشف البطل الروائي منذ بداية الأحداث في مطلع رواية المرفأ البعيد عن موقفه المتّسم بالجرأة والتحدي واختيار المواجهة وكأنه يذكّر البحر بمغامرات سابقة وضعته فيها أقدار الحياة في مواجهة الموت .هذا الموقف الذي يتكرر في نصوص روائية أخري وبصور متشابهة لا ينفصل في الحقيقة عن التجربة الذاتية للراوي، بل إننا نقف في مفاصل مختلفـــــة من روايات حنا مينة علي تطــــــابق في الرؤية والبطل الروائي الأمر الذي يحيل علي ائتلاف حميمي بين السيرة الذاتية للراوي وبين التجارب السردية للأبطال الرّوائيين.
الاّ أن حضور التجربة الذاتية للراوي في هذا المجال السردي لا يلغي واقعية النص الروائي إنما يثريها ويزيد حضورها توهّجا، ففي رواية الشراع والعاصفة التي تجري أحداثها في ظل مناخات الحرب العالمية الثانية نلمس دوران السّرد حول المعاناة الحياتية لفئات اجتماعية مختلفة من أبرزها هموم عمال البحر في مرافئ اللاذقية مثلما قدّم لنا المشهد الروائي استحضارالطّروسي لواقعه المعيش القاسي: استنشــق رائحة البحر ورنا الي الأفق البعيد واستعرض عيشه النّكــــــــد علي هذه الصخور وحياته الخالية من كل ما يبهج وينشط … ما أجمل ماضيه ! أيعود مرّة أخري الي ماضيه؟ أيستأنف البحّار رحلته بعد انقطاع.. .(1).
لكن من خلال المآسي الاجتماعية المتجلية عبر مفاصل النص الروائي يظل الراوي متشبثا بالأمل والتفاؤل بتغيّر الأوضاع في المستقبل مثلما لمسناه في موقف نديم من رفع البؤس عن الشيخ أبي محمد: القضية ليست قضية فرد بل مجتمع، ينبغي اصلاح المجتمع (2). كما ان اندراج السرد الروائي في نطاق السياق الواقعي المشجون بهموم المجتمع وقضاياه الحارقة لا يحول دون رنوّه الي الأفق الانساني المفتوح تلمّسا للمعاناة البشرية في أبعادها المطلقة: العاشقون مثلا، والمغتربون، والمحزونون وكل الذين نأت بهم الدار عن الدار هؤلاء جميعا لا يرون بعيونهم فحسب بل بقلوبهم أيضا.
القلب هو الذي يتلفت الي الأشياء مذ تغيب الأشياء وحين يتلفت القلب تتبدي له التهاويل صورا مجسّدة علي لوحة الفضاء وتتداعي الرؤي التي ناداها ببوح الشوق، وتنبعث الذكريات مدفوعة بالحنين الذي لا يقاوم فيغيب عن واقعه… (3).
كاتب وصحفي من تونس الهوامش (1) الشراع والعاصفة: دار الآداب بيروت، ط 8، 1988، ص 45. (2) الشراع والعاصفة، ص 364. (3) المصدر السابق، ص13. (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 6  سبتمبر   2006)

 

 
 

« كفاية » المصرية تجمع توقيعات لإلغاء كامب ديفد

 
 محمود جمعة (*) -القاهرة   تنظم الحركة المصرية من أجل التغيير « كفاية » والجبهة الوطنية من أجل التغيير اعتبارا من الأربعاء حملة لجمع مليون توقيع من أجل إلغاء معاهدة كامب ديفد بعد 28 عاما على توقيعها.   وبررت الحركات الشعبية المصرية  المعارضة إطلاق هذه المبادرة بالتأكيد أن المعاهدة كانت السبب الرئيسي وراء التخاذل المصري الواضح تجاه العديد من القضايا القومية وآخرها عدم مناصرة لبنان خلال العدوان الإسرائيلي الأخير.   وأوضح منسق حركة كفاية جورج إسحاق للجزيرة نت أن الهدف من هذه المبادرة هو إعادة النظر في معاهدة كامب ديفد التي قيدت أداء النظام المصري خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان.   وعدد إسحاق المساوئ التي تضمنتها المعاهدة، مشيرا إلى أنها لم تحقق لمصر والوطن العربي أي مكسب على الصعيد السياسي كما أن القوات المسلحة المصرية موجودة في خمس مساحة سيناء فقط، إضافة إلى أنها أدت إلى فصل القاهرة عن دورها في العالم العربي.   وكشف منسق حركة كفاية أنه عقب جمع مليون توقيع على وثيقة إلغاء المعاهدة سيتم تقديمها عبر نواب في مجلس الشعب من المعارضة والمستقلين ووضعها أمام المجلس للبت فيها.   استفاء باطل وخذلان   وأشار إسحاق إلى أن الاستفتاء الذي كان قد أجري على هذه المعاهدة لا يعبر عن رأي الشعب المصري إزاء هذه القضية نظرا لأنه تم إقراره بطريقة التزوير المتبعة في الاستفتاءات المتعاقبة.   من جهته قال عضو البرلمان المصري ورئيس تحرير صحيفة الأسبوع مصطفى بكري للجزيرة نت إن هذه المعاهدة خذلت مصر وفتحت الباب لإسرائيل حتى تستمر في العدوان على البلدان العربية واحدة تلو الأخرى، مشيرا إلى أنها لم تؤد إلى حل حقيقي للقضية الفلسطينية ولم تحقق لسيناء الاستقلال الكامل.   وأشار بكري إلى أن هذه المعاهدة فتحت الباب أمام «  »العدو الصهيوني لإقامة علاقات دبلوماسية مع مصر » لذلك فلا بد من دعوة الشعب المصري إلى إلغاء هذه الاتفاقية ودعوة صناع القرار إلى اتخاذ موقف حاسم في هذا الشأن.   واستبعد بكري استجابة النظام المصري لهذه النداءات الشعبية الرافضة لكل ما هو صهيوني، ولكنه أكد في الوقت نفسه أن من حق الشعب المصري التعبير عن رأيه في المعاهدات التي تحدد مصير الأمة العربية برمتها، معربا عن أمله بأن يؤيد أعضاء الحزب الوطني الحاكم هذه المبادرة في حال طرحها أمام البرلمان.   طرق عدة   من جانبه قال عضو حركة كفاية أحمد بهاء شعبان إن التوقيع على وثيقة المطالبة بإلغاء معاهدة كامب ديفد سيتم عبر العديد من الطرق منها عن طريق موقع حركة كفاية على الإنترنت أو الحملة المدشنة حاليا في نقابة الصحفيين أو في مقر الحركة بوسط القاهرة.   وأشار شعبان إلى أن الدستور المصري ينص على أن أي اتفاقية تتعلق بالصلح مع العدو لا بد أن تعرض على مجلس الشعب قبل التوقيع عليها، لكن الرئيس المصري السابق أنور السادات عرضها بعد التوقيع وليس قبله.   ودعا إلى ضرورة التحرك لإلغاء هذه المعاهدة المذلة التي أجبرت مصر على الاعتراف بوجود كيان صهيوني مغتصب للأراضي العربية.   يذكر أن إلغاء اتفاقية كامب ديفد كان أحد المطالب التي طرحتها المعارضة المصرية في العديد من المظاهرات التي نظمت خلال الأسابيع الأخيرة تضامنا مع الشعبين الفلسطيني واللبناني في مواجهة العدوان الإسرائيلي.   (*) مراسل الجزيرة نت   (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 6 سبتمبر 2006)

مستشهدا بكلمات ابن لادن بوش يحذر من خلافة إسلامية بالعراق

 
 واشنطن (رويترز) – تعهد الرئيس الامريكي جورج بوش يوم الثلاثاء بمنع تنظيم القاعدة من اقامة خلافة اسلامية متشددة منهجها العنف ومقرها العراق وهو ما قال انه الهدف النهائي لاسامة بن لادن.   وفي كلمة تزخر بمقتطفات من أقوال أسامة بن لادن مخطط هجمات 11 من سبتمبر ايلول على أمريكا قال بوش « اننا نعلم ما يعتزم الارهابيون فعله لانهم أخبرونا ويجب ان نحمل كلماتهم على محمل الجد. »   ومع سعيه لدعم التأييد الشعبي قبل انتخابات نوفمبر تشرين الثاني نشر بوش ايضا تقريرا معدلا عن استراتيجية الامن القومي لمكافحة الارهاب قال انه بعد مرور خمسة اعوام على هجمات 11 من سبتمبر « أصبحت امريكا أكثر أمنا لكننا لسنا آمنين حتى الان » تماما.   وقال السناتور جو بايدن الديمقراطي عن ديلاوير ان نشر التقرير الجديد يظهر انه حتى البيت الابيض يعترف الان بأن استراتيجيته السابقة باءت بالفشل.   وقال « الرئيس ضيع الفرصة لتوحيد البلاد والعالم وبدلا من ذلك فرقهما. »   ونفى مسؤولون بالبيت الابيض ان كلمة بوش والتقرير كان الدافع اليهما هو السياسة في عام انتخابات. وكان الرئيس في الاونة الاخيرة اتهم الديمقراطيين بالتساهل مع الارهاب وقالوا ان التقرير جاء نتيجة عدة اشهر من العمل.   وقال بوش في كلمته في رابطة الضباط العسكريين لامريكا ان متشددين اسلاميين يريدون الحصول على اسلحة نووية وغيرها من اسلحة الدمار الشامل من اجل « ابتزاز العالم الحر ونشر عقائد الكراهية التي يعتنقونها وزيادة خطر مميت على الشعب الامريكي. »   وقال بوش « اذا سمحنا لهم أن يفعلوا هذا واذا تقهقرنا من العراق واذا لم نضطلع بواجبنا في مساندة الذين هم جادون في العيش في حرية فانه بعد 50 عاما من الان سينظر التاريخ الى الوراء الى عهدنا نظرة لا غفران فيها ويطلب معرفة السبب في اننا لم نتصرف. »   وقال « لن اسمح بان يحدث هذا ولا يمكن ان يسمح رئيس امريكي في المستقبل بهذا. »   وفي خطوة غير معتادة استشهد بوش بكثير من المقتطفات من رسائل ابن لادن على اشرطة الفيديو وكتاباته وشبهه بالحكام المستبدين للقرن العشرين من أمثال فلاديمير لينين في روسيا وادولف هتلر في المانيا.   واستشهد على وجه الخصوص برسالة من ابن لادن الى زعيم حركة طالبان الملا عمر عثرت عليها قوات التحالف في افغانستان عام 2002 . ونشر البيت الابيض نص هذه الرسالة.   وكتب ابن لادن في الرسالة يقول ان هدف القاعدة يجب ان يكون اطلاق حملة دعاية لدق اسفين بين الشعب الامريكي وحكومته وابلاغه « ان حكومته ستجلب اليه المزيد من الخسائر في الاموال والارواح » وانه يجري التضحية بهم لخدمة مصالح كبار المستثمرين « ولاسيما اليهود ».   وقال بوش ان تنظيم القاعدة يهدف الى اقامة « دولة اسلامية شمولية يمكنها مواجهة العالم الحر وتدميره في نهاية الامر. »   واضاف قوله ان ابن لادن اعلن العراق « عاصمة الخلافة ». وكان بوش   وكان بوش قد تعرض كثيرا لانتقادات لمحاولته ربط العراب بالحرب الاوسع على الارهاب والتي حفزت اليها هجمات 11 من سبتمبر.   وردا على ذلك قال السناتور جون كيري الديمقراطي عن ماساتشوستس انه لو كان بوش قد قتل ابن لادن اواخر عام 2001 « لما اضطر الى الاستشهاد بكلمات هذا البربري اليوم. »   واضاف كيري قوله « افغانستان تنزلق في غمار الفوضى وباكستان توشك ان تصبح دولة اسلامية راديكالية ذات اسلحة نووية وايران تقترب من امتلاك ترسانة نووية والعراق اصبح ملصق اعلان عن تجنيد افراد من اجل الارهاب. »   وزعم بوش ايضا ان ايران هي انشط دولة راعية للارهاب الدولي ويجب الا يسمح لها باكتساب سلاح نووي.   وقال بوش ان المجتمع الدولي قدم « عرضا معقولا » الى ايران لتتخلى عن برنامجها النووي. واضاف قوله « سنواصل العمل عن كثب مع حلفائنا لايجاد حل دبلوماسي .. الدولة الحرة للعالم لن تسمح لايران باكتساب سلاح نووي. »   من ستيف هولاند   (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 6 سبتمبر 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

 

الإسلام السياسي يتصدر الساحة منذ هجمات سبتمبر

 

 الرياض (رويترز) – يقول خبراء انه بعد خمس سنوات من هجمات 11 سبتمبر أيلول على الولايات المتحدة أدى التدخل الامريكي في شؤون دول أخرى الى اذكاء التطرف الذي تسعى واشنطن للقضاء عليه ورسخ صعود الاسلام السياسي كخيار للملايين في الشرق الاوسط.   وفي الوقت الراهن اعتنق الاسلام السياسي وهو حركة متنوعة تضم عناصر معتدلة وأيضا متشددة كثيرون في العالم العربي يشعرون بالاستياء الشديد من فساد الحكم والسياسات الخارجية التي ينظر لها على أنها تخدم مصالح الولايات المتحدة وحليفتها اسرائيل.   وقال جهاد فخر الدين وهو محلل لبناني من مركز البحوث العربية في دبي « منذ هجمات 11 سبتمبر تناولت أعدادا هائلة من استطلاعات الرأي العام في العالم العربي والاسلامي. يمكن أن نلمح مشاعر العداء بين 11 سبتمبر والان. انها تتزايد وبشكل مثير للقلق. »   وأضاف « الخيط بين التدين والتطرف أصبح رفيعا للغاية. أيام الاستعمار لم يكن العداء خاصا بالمواجهة بين الغرب والاسلام. كانت المشاعر القومية هي التي تحرك حركات الاستقلال في العالم العربي. »   ويحارب متشددون يحسبون أنفسهم على تنظيم القاعدة الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في كل من العراق والمملكة العربية السعودية كما شنوا هجمات في المغرب ومصر واليمن والاردن.   كما تمكن الاخوان المسلمون في مصر وهي حركة اسلامية معتدلة تنبذ العنف من تحقيق أداء طيب في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في العام الماضي في حين أن حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تشكلت خلال الانتفاضة الفلسطينية الاولى ضد الاحتلال الاسرائيلي عام 1988 حققت انتصارا ساحقا في الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي أجريت في يناير كانون الثاني.   وأصبح الخطاب الاسلامي يطغى على وسائل الاعلام العربية التي يتحدث فيها القوميون والاسلاميون على حد سواء عن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة باحترام ويطلقون عليه لقب « الشيخ أسامة ».   وحتى الساسة القوميون الذين لا دافع لديهم لتأييد الحركات الاسلامية فانهم يرحبون بقدرتها على تحدي الغرب ويقولون ذلك في قنوات تلفزيونية تلقى شعبية كبيرة مثل قناة الجزيرة الاخبارية.   ويقول محللون ان رد فعل الولايات المتحدة لهجمات 11 سبتمبر أيلول دفع بمزيد من الناس نحو الاسلام السياسي.   وقال الاكاديمي أسعد أبو خليل وهو من أصل لبناني ويقوم بالتدريس في كاليفورنيا « من المفارقة أن الممارسات الامريكية ضد الاسلام السياسي بعد هجمات 11 سبتمبر ساهمت في صعوده وظهوره بصورة أكبر حتى في أكثر أشكاله تعصبا وتطرفا. »   وغزت الولايات المتحدة العراق عام 2003 وساندت اسرائيل في صراعها مع الفسلطينيين وقدمت سياساتها على كلا الجبهتين في اطار خطة لنشر الديمقراطية في العالم العربي الذي يعاني من الخلل.   من اندرو هاموند   (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 6 سبتمبر 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


Home – Accueil الرئيسية

 

Lire aussi ces articles

5 août 2008

Home – Accueil TUNISNEWS 8 ème année, N° 2996 du 05.08.2008  archives :www.tunisnews.net   Association internationale de soutien aux prisonniers

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.