الأربعاء، 25 يوليو 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2619 du 25.07.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


 

لجنة عائلات المساجين السياسيين بتونس: بـيـان الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: الإفراج عن الاستاذ محمد عبو وعشرات المساجين السياسيين منظمة صوت حر: بيان الحزب الديمقراطي التقدمي: بلاغ صحفي الصباح: إطلاق سراح الحوار.نت :إطلاق سرا ح ثلة من مناضلي حركة النهضة الحوار.نت :حوار مع الرئيس الأسبق لحركة النهضة التونسية والسجين السياسي المسرح الأستاذ محمد القلوي حوار مع السجين السياسي الأستاذ المحامي محمد عبو رويترز :تونس تفرج عن 20 سجينا إسلاميا رويترز: تونس تعفو عن المحامي المعارض عبو أخبار تونس: رئيس الدولة يعفو على عدد من المساجين صحيفة « الحياة »:تونس: إطلاق المحامي عبو د.خــالد الطــراولي :رسالة اللقــاء رقم (21)…ولا بــد لليــل أن ينجلـي! حزب المؤتمر من أجل الجمهوريّة:بيان الذكرى الخمسين لإعلان الجمهورية المزعومة إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل: بــيــــان في الذكرى 50 لإعلان الجمهورية:لا مواطنة بدون شغل محمد النوري: تونس: الطريق الصعب للجمهورية الثانية! الاستــاذ فيصــل الزمنـى : بمناسبة عيد الجمهوريـة : الجزء الثــالـــث مختار اليحياوي :الجــمهــورية طلبة تونس: بمناسبة الذكرى الخمسين لـ   » إعلان الجمهورية  » موقع « أخبار تونس »:خطاب سيادة الرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين لإعلان الجمهورية موقع « أخبار تونس »:رئيس الدولة يعطي إشارة انطلاق أشغال مشروع المطار الجديد بالنفيضة صحيفة « الشروق » :كيف نشأ النظام الجمهوري بتونس؟ جريدة « الصباح »:في الذكرى الخمسين لإعلان الجمهورية:الظروف التاريخية لإلغاء الملكية… وإعلان الجمهورية (1 من 2) محمد بوكثير: انقلاب على الشرعية في الحزب الاجتماعي التحرري يتزعمه منذر ثابت معز الجماعي :الجامعة الصيفية لجمعية نادي محمد علي للثقافة العمالية الامجد الباجي :نهاية البورقيبية:تمخضت البورقبية فولدت  الطحين والحلوى بالحليب. الحياة: دار الإفتاء المصرية توضح الموقف من حرية المسلمين في تغيير دينهم


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


لجنة عائلات المساجين السياسيين بتونس تونس في 25/07/2007 بـيـان  
 
تعلم لجنة عائلات المساجين السياسيين أن عددا من المساجين السياسيين المنتمين لحركة النهضة فاق العشرين وقع إطلاق سراحهم بموجب السراح الشرطي نذكر من بينهم : –       نور الدين العمدوني – سمير بن تيلي – توفيق الزايري  – الدكتور أحمد الأبيض – محمد القلوي – جلال الكلبوسي – عيسى العامري – فتحي العيساوي – العجمي الوريمي – فرج الجامي  – حليم قاسم  – دانيال زروق – علي الزواغي – ماهرالخلصي – رضا السعيدي نورالدين قندوز  – بوراوي مخلوف – الصحبي عتيق كما وقع إطلاق سراح سجين الرأي الأستاذ محمد عبو و اللجنة إذ تزف هذه البشرى للشعب التونسي – تهنئ عائلات المساجين السياسيين المفرج عنهم – و تطالب بتمكين المسرحين من الاندماج في المجتمع و ذلك بتمكينهم من كل حقوقهم المدنية     و السياسية حتى لا يكون خروجهم انتقالا من السجن الصغير إلى السجن الكبير. – كما تطالب بإطلاق سراح جميع المساجين السياسيين و مساجين الرأي بمن فيهم مساجين العقيدة المتهمين بانتمائهم إلى الجماعة السلفية و ترى أن محنتهم قد طالت و أنه آن الأوان لطي صفحة الماضي و تمكين جميع أفراد الشعب التونسي من الحريات و الحقوق التي يضمنها لهم الدستور. لجنة عائلات المساجين السياسيين 

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين  تونس في 2007/07/25 بيان

الإفراج عن الاستاذ محمد عبو وعشرات المساجين السياسيين

 
تعلم الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين الرأي العام الوطني و الدولي أنه تم إطلاق سراح الاستاذ محمد المحرزي عبو العضو المؤسس للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين و الناشط الحقوقي  و ذلك بعد استمرار حبسه ما يناهز السنتين و خمسة أشهر بعد نشره مقالا يكشف فيه الأوضاع داخل السجون التونسية  ، كما وقع الإفراج أيضا  عن  عشرات المساجين السياسيين بموجب السراح الشرطي ، و هم المساجين الآتية أسماءهم : * سجن المرناقية  : فرج الجامي –علي الزواغي – الصحبي عتيق –دانيال زروق – رضا السعيدي – حليم قاسم – سمير بن تيلي – محمد القلوي – فتحي العيساوي و الدكتور أحمد الابيض . * سجن برج العامري : ماهر الخلصي – توفيق الزايري * سجن صفاقس  :  العجمي الوريمي *سجن القصرين :       منور النصري * سجن الكاف :     عيسى العامري * سجن الناظور :  نور الدين العمدوني – نور الدين قندوز – منجي الخلصي * سجن برج الرومي :  جلال الكلبوسي – كمال بسباس – محمد بوعزة  و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تهنيء  الاستاذ محمد عبو و كافة المساجين المفرج عنهم و عائلاتهم و تذكر بأنه بقي مئات المساجين السياسيين قابعين داخل السجون في ظروف لاانسانية و قد مر على حبس بعضهم ما يزيد عن السبعة عشرة عاما و يعاني بعضهم الآخر من عديد الإمراض نتيجة سوء الأوضاع داخل السجون و انعدام الرعاية الصحية اللازمة ، كما تطالب بالإفراج فورا عن بقية المساجين السياسيين      عن الجمعية                                               المنسق المختار اليحياوي

منظمة صوت حر
Voix Libre ONG oeuvrant pour les droits de l’Homme contact@voixlibre.org Tel : 01 46 58 55 44 – Fax : 01 46 58 55 45 Port : 06 26 37 49 29 – www.voixlibre.org بيان  
 
علمت منظمة صوت حر نبأ إطلاق سراح عدد من المساجين السياسيين في تونس،  ونحن إذ نُعبِّر عن إبتهاجنا بهذا الخبر نحيي ونهنئ الإخوة المسرحين و عائلاتهم بلمِّ الشَّمل بعد طول المعانات،  فإننا ندعو بهذه المناسبة إلى إطلاق سراح باقي المساجين ووضع حدٍّ للمعاناة التي يعيشونها و التي إضطرت البعض منهم إلى المخاطرة بحياتهم والدخول في إضرابات جوع متكررة رغم تاثير ذلك على حالتهم الصحية الحرجة. كما ندعو كافة المدافعين عن حقوق الإنسان إلى مواصلة جهودوم وتحركاتهم حتى إطلاق سراح كافة المساجين السياسيين في تونس وإسترداد كل المُسرَّحين  كافة حقوقهم المدنية. باريس في 25 جويلية 2007 الرئيس الدكتور أحمد العمري

 


تونس، في 24 جويلية 2007 بلاغ صحفي
 
تلقى الحزب الديمقراطي التقدمي بارتياح كبير نبأ الإفراج عن الأستاذ محمد عبو اليوم 24 جويلية 2007. والحزب الديمقراطي التقدمي إذ يهنئ الأستاذ عبو وكافة عائلته وكل الديمقراطيين فإنه يعتبر أن هذا الإجراء على أهميته يبقى منقوصا ما لم يشمل كافة سجناء الرأي وما لم يمكن المغتربين من العودة لوطنهم وما لم يسترد كل من طاله تتبع من أجل أفكاره أو نشاطه السياسي حقوقه السياسية والمدنية كافة. ويؤكد الحزب من جديد عزمه على تكثيف النضال مع مختلف مكوّنات المجتمع المدني من أجل سنّ قانون العفو العام وتحرير الحياة السياسية ووضع البلاد على طريق الحرية والديمقراطية. الأمينة العامة مية الجريبي (المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 25 جويلية 2007)

إطلاق سراح
 
علمنا أنه تم أمس إطلاق سراح الأستاذ محمد عبو المحامي. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25 جويلية 2007)

 

إطلاق سرا ح ثلة من مناضلي حركة النهضة

 
بلغنا من مصادر عليمة من حركة النهضة إطلاق سراح مجموعة من مناضلي الحركة الآتية أسماؤهم وهم على التوالي : سجن المرناقية: 1الصحبي عتيق 2 رضا السعيدي 3 فرج الجامي 4علي الزواغي 5 سمير بن تيلي 6محمد القلوي 7 الأستاذ دنيال زروق 8 فتحي عيساوي 9 حليم قاسم 10 الدكتور أحمد الأبيض سجن برج العامري 11 ماهر الخلصي 12 توفيق الزايري سجن برج الرومي 13 كمال بسباس 14 محمد بوعزة 15 جلال الكلبوسي سجن الناظور 16 بشير الخليفي 17 نور الدين قندوز 18 نورالدين العمدوني سجن الكاف 19 العجمي لوريمي 20 عيسى العمري سجن القصرين 21 منور منصوري ولا يسع الحوار نت إلا أن يتقدم بخالص التهاني لهؤلاء المسرحين وعائلاتهم ويدعو إلى إطلاق سراح بقية المساجين السياسيين وفي مقدمتهم الدكتور الصادق شورو والمهندس كريم الهاروني. (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 25 جويلية 2007)

حوار مع الرئيس الأسبق لحركة النهضة التونسية والسجين السياسي المسرح بمناسبة الذكرى الخمسين لعيد الجمهورية الأستاذ محمد القلوي في حوار مع الحوار.نت

 
حاوره : الهادي بريك ـ ألمانيا ـ الحوار.نت. الحوار.نت: أستاذ محمد. الحمد لله على سلامتك وبارك الله لك في إطلاق سراحك. الأستاذ القلوي : شكرا لكم على التهنئة الكريمة المباركة. الحوار.نت : أستاذ محمد. ماهي أول كلمة تدلي بها للناس مباشرة في إثر خروجك الذي لم تمر عليه سوى سويعات معدودات. الأستاذ القلوي : هما كلمتان ليس لهما ثالث : أولهما : الحمد لله رب العالمين فله وحده الحمد والشكر والفضل والمنة. ثانيا : فرحة منقوصة جدا بسبب من خلفنا وراءنا في السجون بعد 17 عاما كاملة من التعذيب المستمر. الحوار.نت : أستاذ محمد. كيف مرت هذه المدة الطويلة في السجن؟ الأستاذ القلوي : بداية لا بد من القول بأنه كان يمكن خروجنا قبل هذا اليوم بكثير وهو أمر تأخر أكثر من اللزوم والزمن الضائع لا يعوض وأن الخلاف السياسي ما كان ينبغي له أن يصل إلى هذه الدرجة من التنكيل والتعسف والتشفي من حركة شهد لها القاصي والداني بمنهجها السلمي المعتدل. جيلنا هذا الذي قضى ما يقارب عقدين في السجن دفع نصيبه من العذاب على درب الحرية ونصيب جيل سبقه ونصيب جيل لاحق كذلك. الحوار.نت : أستاذ قلوي. ماذا علق بالذاكرة بعد هذه المدة الطويلة؟ الأستاذ القلوي : مكالمة هاتفية مهما كانت طويلة ولو إمتدت ساعات لا تكفي لإسترجاع شيء من ذلك. قبل ساعات من الآن لما كنت في بوابة السجن الخارجية لأول مرة بعد 17 عاما كاملة أسترجع أدباشي المحجوزة هناك. قال لي العون وهو يتثبت في بطاقة الهوية ورخصة السياقة. هل أنت متأكد أن هذه الوثائق لك؟ قلت له : بلى قال: عجبا لأن الصورة الشمسية مختلفة تماما. عندها أعادني الحديث مع العون إلى لب المأساة إذ شهدت الصورة الشمسية نفسها على أن صاحبها قد مر عليه شيء مما مر على أصحاب الكهف. أجل. لقد لخص ذلك العون الحكاية بكلمة قصيرة صغيرة. منا من ترك إبنه في رحم أمه قبل 17 عاما فلما خرج من السجن وجده مترشحا لشهادة الباكالوريا. أي أتم كل مراحل طفولته وشبابه ودراساته الأساسية والإعدادية والثانوية وهو لا يعرف شيئا عن هذا الأب الذي أنجبه ولم يرح يوما لحظة حنان منه. ليتصور كل واحد منكم هذا البعد الوحيد من المأساة ليعرف حقيقة المأساة بأسرها. الحوار.نت : أستاذ قلوي. كيف ترى أمر الإفراج عنكم؟ الأستاذ القلوي : إذا كانت سياسة القطرة قطرة في الري الزراعي مفيدة فإنها في معالجة القضايا السياسية والإجتماعية للبلاد لا تكفي إذ البلاد بحاجة إلى كل أبنائها وقواها بمن فيهم المساجين والمشردين والممنوعين داخل البلاد. لما كنت في الداخلية والسجن قال لي الجلادون وأمراؤهم هناك بأنك سيد قلوي مسؤولا كبيرا في الحركة فقلت لهم بأن القضية في الأفكار ومشاريع الإصلاح ليست أشخاصا فمهما يكون دوري ومسؤوليتي في هذه الحركة ومهما كان دور ومسؤولية الأخ علي لعريض وغيره فإن البقاء للفكرة وليست للأشخاص فالأشخاص يموتون وتبقى أفكارهم يمتشقها الناس من بعدهم جيلا بعد جيل. لذلك أصرح بأعلى صوتي بأني لا أشعر بفرحة الخروج وأمامي بلاد تئن تحت مشاكل لا حصر لها منها السياسي ومنها الإقتصادي ومنها الإجتماعي ومنها القيمي الثقافي ومنها المساجين ـ كل مساجين الرأي بدون أدنى إستثناء أو تردد ـ ومنها المبعدون والمشردون والمقهورون. معنا شاب إسمه النقاش دخل السجن وعمره 19 عاما ومازال يقبع فيه بسبب رأيه وفكرته اللذين عبر عنهما وهو في ريعان شبابه بل في مراهقته وعمره الآن 36 عاما. فماذا تقول عن هذا؟ من المسؤول عنه؟ الرجل لم يرتكب سوى جناية التفكير. أنا عمري الآن 52 عاما قضيت منهم عقدين كاملين في السجن أي نصف عمري تقريبا كاملا في السجن والنصف الآخر قضيته طالب علم إما تلميذا أو طالبا. كيف أحاسب هذا الحساب العسير وأنا لم أختلط بالحياة الإجتماعية العامة كما يجب أن يكون الإختلاط ؟ الحوار.نت : أستاذ قلوي. كيف تنظر للذكرى الخمسين لإعلان الجمهورية وهي المناسبة التي بسببها أطلق سراحك؟ الأستاذ القلوي : لقد أكدنا في حركة النهضة وظللنا نؤكد على مدى أزيد من ربع قرن كامل بأن النظام الجمهوري في تونس قيمة نتمسك بها وندافع عنها وليرجع كل من يرتاب في ذلك إلى بيانات الحركة وأدبياتها. ولكن عندما يقضي شاب مثلي نصف عمره كله في سجن الجمهورية ماذا عساه يكون؟ لو حصل هذا مع غيرنا ربما كان لهم موقف آخر. لا. نحن نؤكد من جديد تمسكنا بالنظام الجمهوري ولكن نريدها جمهورية قائمة على الأسس الديمقراطية المتعارف عليها في الدنيا كلها. لا جمهورية القمع والإرهاب والتسلط والظلم والبغي. الحوار.نت : أستاذ قلوي. الآن ما ذا تريدون وبم تطالبون؟ الأستاذ القلوي : لما كنت في كلمة الإعذار الأخيرة أمام المحكمة العسكرية وهي محكمة إستثنائية غير دستورية عام 1992 قلت للقاضي : لكل رسول رسالة ورسالة حركتنا هي : الحرية وهي قيمة لا تتجزأ وهي مبدأ الحياة بل هي الحياة فإذا كان ذاك هو موقعها في المطلق فما بالك إذا كنا في زمن تشويه الهويات . هويات المستضعفين على مطارق الإستبداد الدولي. سوف نظل نناضل وفق قيمنا المعلن عنها منذ زمن بعيد من أجل تونس لكل التونسيين ومن أجل خروج المساجين وعودة المغتربين وإستعادة الناس أجمعين لحقوقهم القانونية. أنا مثلا مسؤول عن رضا البوكادي الذي ما زال سجينا ومسؤول عن كل سجين ولن يهدأ لي بال حتى تندمل تلك الجروح ويلتئم الشمل التونسي كله على كلمة سواء. السراح إمتحان جديد لنا هل نمضي على طريق التحرر والإصداع بكلمة الحق بأدب وإحترام وبطريق سلمي هادئ أم نتولى والعياذ بالله والمؤمن ممتحن أبدا بالخير والشر كما قال سبحانه. لا نريد أكثر من أن يكون هذا الوطن وطنا ككل الأوطان لأهلها. الوطنية منبعها الإيمان. ولن نتوانى عن الدفاع عن المساجين بما فيهم المساجين الجدد أي معتقلي ديسمبر المنصرم فهم أبناؤنا ووجب الحوار معهم. مما أذكره كذلك أني قلت لدى إعتقالي في الداخلية : أنا أقيم الشخص بناء على ثلاثة معطيات : أولها علاقته مع ربه سبحانه لأن ذلك هو الأساس المتين عندي وثانيها علاقته مع فكرته التي يؤمن بها في حياته هل هو صادق في حملها والموت في سبيلها أو هاو سرعان ما تنقضي هوايته منها فيفترقان وثالثها الوسيلة التي يتوخاها لتثبيت تلك الفكرة فإذا كانت وسيلة الإقناع والحوار فهو محترم عندي وإن كانت الأخرى فلا. مطلبنا هو المطلب القديم الجديد : خلوا بيننا وبين الناس. أي شعار دعوة الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام. مطلبنا هو المطلب القديم الجديد : نحن طلاب حرية لكل الناس. لسنا دعاة عنف أبدا مطلقا. أمر آخر لا بد من حسن التمييز فيه وهو أن حقيقة المعاناة التي تعرض لها المساجين والمسرحين والمغتربين والحركة بأسرها وجزء كبير من المجتمع المدني والشعب التونسي في ظل العقدين الأخيرين خاصة .. يجب ألا تطمس بل يجب أن تعلن وتوضح وتجلى للناس كافة. ذلك تاريخ لا يطمس ولا يخفى بجرة قلم. ذلك أمر خاص مستقل ولكن ذلك لا يعني التنازل عن قيمنا ومبادئنا وثوابتنا في أننا حركة إسلامية سياسية معتدلة وسطية تنشد الحرية وتنبذ العنف. مطلبنا هو : أن يستمع إلينا من بيدهم الحكم اليوم تماما كما إستمعنا إليهم كثيرا. مطلوب أن يستمعوا إلينا بوعي العقل كما يقال. لا بد لهم أن ييقنوا يقينا بأن الفكرة لا تقتلها السجون بل والذي نفسي بيده لا تزيدها السجون والمنافي والتعذيب إلا إنقداحا وتجددا. مطلوب منهم أن يعلموا أننا في حركة النهضة نطبق حديث النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام : » المسلمون يد على من سواهم يسعى بذمتهم أدناهم ». فكل من قد لا تحسب له أي حساب في الحركة ـ بالمعيار الإستبدادي ـ يمكن أن يكون قائدا لهذه الحركة ومنافحا عنها. لو كانت الحركة تموت بموت أو غياب قياداتها لكان ذلك قد حصل منذ عام 1981. الحوار.نت : أستاذ قلوي. هل من كلمة أخيرة بهذه المناسبة؟ الأستاذ القلوي: هي كلمات أختصرها فيما يلي : 1 ـ لسنا نادمين أبدا على جهادنا على درب التحرر والحرية. 2 ـ مستمرون على ذلك الدرب جيلا بعد جيل. 3 ـ تونس أغلى شجرة حرية في الأرض عندنا تسقى اليوم بدماء وعذابات الد. الصادق شورو والشيخ لطفي السنوسي وغيرهما ممن بقي في السجن. 4 ـ مجتمعنا التونسي بني على الوئام والمصالحة والمحبة ويجب أن يبقى كذلك وهي مسؤوليتنا ومسؤولية كل أحد. 5 ـ السجون على مرارتها ومخططات التشفي والتنكيل بنا على فظاعتها لن تدع جرعة واحدة من الحقد على الناس أجمعين تتسلل إلى قلوبنا. الحقد ليس من شيم الكرام ونحن بحمد الله سبحانه وفضله لنا مع الكرم صلة موصولة. السجون لن تزيدنا إلا حبا لديننا وشعبنا وبلادنا وقضيتنا. 6 ـ كل ما أرجوه في الأخير هو : ألا تمر عشرينية الحكم الجديد حتى تخلى السجون كلها من كل المساجين أي مساجين الرأي في البلاد كلها مهما كانت الظروف بسبب أنه لا يوجد سجين رأي واحد في تونس إرتكب عملا عنيفا واحدا. حتى من فعلوا ذلك في الجزائر ومصر وفي غيرها من بلاد العام خرجوا من السجن سواء بعد مراجعات أو بدونها. أما التفكير الحر فلا يعاقب عليه القانون مهما بدا مخالفا. 7 ـ إن ما وقع لنا إساءة كبيرة جدا للبلاد لا بد من جبرها ولن يجبرها بالكامل إلا ربك سبحانه يوم ينادي المنادي :  » لمن الملك اليوم  » فيجاب  » لله الواحد القهار ». وفي الأخير بلغوا سلامي إلى كل من فرح بخروجنا ومن دافع عنا وحتى نلتقي على أرض الخضراء عما قريب إن شاء الله دمتم في حفظ الرحمان سبحانه. الحوار.نت : شكرا جزيلا للأستاذ محمد القلوي على ما أولانا به من حوار شامل صريح مجددين له التهنئة بمناسبة خروجه من السجن سائلين المولى الكريم سبحانه أن يثيبه عنا ويجزيه عن بلاده وشعبه خير الجزاء. (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 25 جويلية 2007)


 

 

حوار مع السجين السياسي

الأستاذ المحامي محمد عبو

 

(الجزء الأوّل)

 

 

حاوره فوزي الصدقاوي

 

حمدًا لله على سلامتكم الأستاذ محمد عبو، إستبشر اليوم24 جويلية2007 أحباءكم ونشطاء حقوق الإنسان والقائمين على المنظمات الحقوقية والسياسية في الداخل والخارج بسراحكم وسترون خلال الساعات القادمة ردود أفعال مرحبة بهذا الإفراج ونحن نستسمحكم في هذه المناسبة لنطرح عليكم بعض الأسئلة:

 

 

*    في أي سياق جاء الإفراج عنكم اليوم بحسب اعتقادكم ؟ هل كان إستجابة لتدخل سركوزي لدى رئيس الدولة كما بلغنا ، أم أن الأمرلا يتعدى ما تستدعيه حاجة السلطة من  التخفيف عن نفسها ضغط الملفات الساخنة في مناسبات إحتفالية(عيد الجمهورية 25جويلية) صارت مواقيتها معلومة ومنتظرة لدى الجميع ؟

 

بخصوص إطلاق سراحي أعتقد أن الضغوطات التي مورست على النظام من طرف المناضلين في تونس بدرجة أولى والذين تحدوا الخوف الذي يستعمله النظام للتحكم والسيطرة ، فعرّضوا حريتهم للخطر وعرضوا حرمتهم الجسدية أيضاً للضرر ، فتضامنوا معي على أساس أن قضيتي ، قضية عادلة وهو سلوك عبروا للنظام من خلاله على أنهم قادرين على التضامن فيما بينهم في مواجهة سلطة تعوّدت على تفريق خصومها فلا يدافع منهم أحد إلا على من كان في الإتجاه السياسي الذي ينتمي إليه دون سواه، هذه هي الفكرة التي يريد لها النظام أن تنتصر وتسود.

الذي إنتصر في قضيتي هو أن الجميع ناضلوا من أجل شخص وفي الواقع من أجل قيم ناضل لأجلها هذا الشخص ، وبالتالي فالقضية هي إصرار كل المناضلين ليقولوا للنظام : لن نسمح لك هذه المرة أن تقمع أي شخص ونحن نتفرج ، هذا الذي أعتقد أنه يمثل نصراً حقيقياً .

لكن سيكون علينا أن نطرح السؤال : هل لهؤلاء المناضلين ، بعد ما جعل النظام من قضيتي قضية شخصية ، من الوزن مايكفي لإلزامه بإطلاق سراحي ؟

في تصوري أنهم ليسوا بذاك الوزن ،وهو أمر لا يجب أن يُنقص من قيمتهم ، طالما فعلوا مايجب عليهم القيام به ، فأعتقد أن ضغطهم على النظام ثم على بعض الأنظمة مثل فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية ، كان وراء دفع النظام لإطلاق سراحي. وعليه فلا يمكنني أن أقول أن النظام أطلق سراحي لأسباب إنسانية، والواقع أني كنت أود ذلك لأفرح واُقنع نفسي أن النظام ليس عدو.فيفترض بالنظام أن يكون رجاله من أبناء الوطن ويشعرون بألام هذا الشعب، لكن على حد علمي، من لم يشعر طيلة سبعة عشر عاماً بآلام التونسيين وأبناء هذا الوطن لا يمكنه أن يشعر بآلامي الخاصة منذ سنتين .أنا أرى أني أرفع من النظام وقد ارتفعت عليه حين ضحيتُ بعائلتي وحريتي وتعرضتُ إلى تهديدات وغيرها وتابعت مسيرتي من أجل الأخرين، فالنظام لايحس فعلاً بالآخرين ، فأنا إلى الآن لا أعرف إن كان قد تم إطلاق سراح مساجين سياسيين الذين لم يرتكبوا جرائم عنف وإنما كانوا يناضلون من أجل ما يؤمنون به ، بقطع النظر عن رأينا فيما كانوا يؤمنون به ماداموا يناضلون نضالاً سلمياً ، فلو تحركتْ في النظام مشاعر إنسانية لكان أطلق سراحهم ، وأنا إلى الساعة لا أعرف إن فعل ذلك أم لا[1] ؟ وحتى إن فعل ذلك فسوف نذكّره، أن هناك أشخاص قضوا سنوات في السجن ظلماً ، فأنا قضيت سنتين وخمسة أشهر لكن غيري قضى سبعة عشر سنة وتألموا أكثر مما تألمت وأنني قاسيت بالسجن أقل مما قاساه سجناء حركة النهضة أو حزب العمال الشيوعي التونسي وغيرهم أوحتى مساجين الحق العام . ولكن ما تعرضت له من إهانات في السجن وقد كان واضحاً أنها جاءت بتعليمات، جعلني في وقت ما أطلب طلباً رأه البعض طلباً غريباً وهو أن أتخلى عن جنسيتي التونسية رغم أن المسألة من الناحية القانونية مشكوك في صحتها .فعندما تكون جنسية التونسي التي ينتمي إليها عار عليه فالأمر محزن ، لكن سيتحمل مسؤولية ذلك النظام أولاً ثم عموم الشعب التونسي ثانياً الذي يتفرج ودون أن يفعل أي شيىء ، فليس مطلوب من الشعب التونسي  أن يقوم بتحركات عنيفة ، فنحن سلميون وعلينا أن نبقى كذلك، لكن على الشعب التونسي أن يرفع صوته ،في حدود القانون وسينتصر، لكن يجب أن يفهم شيء وهو أن هناك ثمن يجب دفعه .أنا دفعت الثمن ومستعد لأدفع الثمن ، فالنظام التونسي يمكنه أن يعيدنا في أية لحظة إلى السجن. فهذا الوضع يجعل المرء يشعر بالاختناق إذ كيف لشخص لمجرد أن تسند إليه بعض الصلاحيات يمكنه أن يدمر حياة شخص أومجموعة من الأشخاص وحياة عائلاتهم ويحدد مصيرهم فهذا أمر خطير .

 

*    إحتاج النظام ، أستاذ محمد ، إلى البحث عن صيغة ليزج بكم في السجن ويسحب منكم صفة السجين السياسي أولاً ويحرمكم ثانياً من الإحساس بمتعة التماهي والقيم التي تؤمنون بها وتضحون لأجلها ، فماذا تقولون في التهم التي اُدنتم لأجلها وحوكمتم على أساسها ؟

 

قبل إلقاء القبض عليّ بأشهر بدأ النظام لتونسي بإجراءات قمعية ضد عائلتي ، ففي وقت ما تصور أن تجويع الأشخاص يجعلهم يتراجعون والذي لم يفهمه النظام هو أنه كلما حصل قمع يكون من دور كل مواطن يحترم نفسه ويفتخر لكونه تونسي ويفتخر لكونه عربي أن يكون ذلك حافز لمزيد النضال ، فقد بدأ النظام بعتدي على عائلتي وعندما يئس من ذلك تحوّل إلى الإيقاف ، والناس يعتقدون أنه وقع إيقافي لأني نشرت مقالاً يتعلق بشارون ، والواقع أنني تلقيتُ في ديسمبر 2004 إعلانا من جهة معينة تقول لي أنه جاء الوقت المناسب لتتوقف وإلا فسوف تندم وكنت مستعد لكل التضحيات وواصلتُ كتابة ما أراه مناسباً وموافقاً لرأيي ، فعندما تتصل بي صحيفة تسألني رأيي في إنتخابات 2004 فلن أقول إني أخاف على نفسي وعلى عائلتي. فإنتخبات 2004 تعني مصير الشعب التونسي .حتى وإن رأى البعض أن هذا القول لن يغير من الأمر شيئاً. فكلمة الحق يجب أن تقال ومن كانت معه الأغلبية فليواصل إذا كان يرى أن لديه نسبة 99% فهو حر في أن يواصل مسيرته، وسيظل من المهم أن لايمنع عني حقي في أن أقول: لا .

وقع إيقافي يوم نشرت المقال الذي تحدثتُ فيه عن زيارة شارون ولكن وقع إعلامي بأني أحاكم من أجل مقال آخر بعنوان : أبوغريب العراق وأبوغرائب تونس . ولهذا المقال بالذات أحلتُ من أجل جملة من التهم :

1.     نشر أخبار زائفة

2.     الدعوة لخرق قوانين البلاد ( وهي تهمة غريبة)

3.     وضع كتابات على ذمة العموم من شأنها تعكير صفو الشأن العام

4.     ثلب الدوائر القضائية

وحين أدركوا أن هذه التهم ستثير بعض المشاكل أبقوا على تهمتين:

ثلب الدوائر القضائية حتى تبدوا المشكلة  كما لو أنها بيني وبين القضاء .و وضع كتابات على ذمة العموم من شأنها تعكير صفو الشأن العام وهو نص غريب وضع في مجلة الصحافة  ونقل بعد ذلك إلى المجلة الجنائية حتي لا يقال أن مجلة الصحافة فيها الكثير من التقييد . على أية حال هل إن هذه التهم ثابتة في حقي ؟ يبدو أن النظام لايفهم أن من حق المواطن أن ينتقد. فمن يحكم تونس لو بقي في بيته بعيداً عن السياسة ما كنت لأنتقده ، فأنا أنتقد شخصيةً عامةً تحكم ولا أتعرض لأشخاص في حياتهم الخاصة ولا في أعراض الناس ، وإنما أنتقد السلوك الذي يقوم به مسؤول ، فإذا كانت سلوكات المسؤول على درجة كبيرة من الخطورة ويمكنها أن تحدث ضرراً على بني وطني فأنا في بعض الأحيان مضطر وفقاً لحالة الضرورة وهي سبب من أسباب الإباحة في القانون أن أتهجم مباشرة على هذا المسؤول .لسبب بسيط وهو أنني راغب ٌو مصر على حماية أبناء وطني ، هذه هي حالة الضرورة هل يفهمها النظام ؟ لاأعتقد أنه بحث في القانون من هذه الناحية لأنه أصدر ضدي تعليماته بالسجن . بعد ذلك يبدو أن المسألة أخذت بعداً معيناً، ندم النظام وقال أنه يجب أن يُدخِلني السجن لأجل قضية حق عام ، فتذكر أعوانه أنه منذ ثلاث سنوات تقريباً كان لي ملف في قضية عنف ، يبدو أن بعض المحاميات بدفع من جهة معينة في السلطة إشتكت ضدي لأجل قضية عنف وقد كنت حينها عضوا في جمعية المحامين الشبان . والنظام رأى ساعتها أن هذه القضية لا تستحق متابعة لسبب بسيط لأنها تفتح ملف كبير،  وهو ملف إحداث الفوضى والتشويش في إستبعاد المحامين، فقد كان هناك عدد من المحامين القريبين للحزب الحاكم حوّلهم النظام من محامين محترمين مدافعين عن حقوق الإنسان إلى مجرد ميليشيا تعمل على منع إنعقاد إجتماعات في ظروف عادية حتى أن هياكل المهنة التي لها سلطة التأديب أصبحت ترهبهم لأنهم أصبحوا قوة بدعم النظام لهم، فكان لابد في بعض الحالات أن يتم إخراج بعض الأشخاص حين يعطلون أعمالنا . ومن هنا جاءت الإدانة التي وجهت لي وهي إخراج أشخاص من بينهم هذه المرأة حتى يتمكن غيرها من عقد الإجتماع و تم إخراجها بطريقة مناسبة و لم تكن بالطبع طريقة عنيفة. بعد ذلك إتصلوا بأطباء وحرروا تقرير إختبار وقالوا إن بها أضرار ، وجاء المحامون وقدموا ما يفيد أن بها أضرار فعلاً ، لكن أضرار سابقة حين تعرضت لحادث مرور، والقضاء لم ينظر في هذه المسألة بل إن هذه المرأة نفسها لم تدعي يوماً حتى بعد ثلاثة سنوات أني عنّفتها بالطريقة التي ذكرها النظام ، قالت : دفعني وهذا فعلا الذي حصل وكان يجب أن أدفعها هي وغيرها حتى ننجز إجتماعاتنا .

وحقيقة الأمر أنه بلغ بالنظام سنة 2002 حدا من التشنج بسبب تدخلنا في مسألة تنقيح الدستور، وكانت المسألة في المحاماة وكأنها مرتبطة بي شخصياً لأني أنا الذي أثرتُ في الدرجة الأولى وجوب التصدي لتنقيح الدستور لأنه لن يفيد المحامين ولن يفيد التونسيين مطلقاً ، كان هذا رأيي ، وكان للنظام رأي أخر، لكن النظام ظل دائماً يتعامل بحذق مع المواطنيين الذين يخالفونه الرأي ، فكان عليه أن يدفع، في البداية ، ببعض المحامين لإحداث هرج وتشويش وبعد ثلاث سنوات عندما تطورت مسألة الإحالة من أجل التحقق تذكروا هذه القضية ، وهكذا أصبح لديّ قضيتين : القضية الأولى قضية صحافة والقضية الثانية هي قضية عنف فحوكمتُ في الأولى بسنة ونصف سجن وفي الثانية بسنتين سجن. وهكذا يتم إستغلال القضاء لضرب الخصوم السياسيين ، وتُستغل كل مؤسسات الدولة من شرطة وحرس وطني وسجون وقضاء وكل الإدارات تستغل لذلك ، ومادام النظام لا يعترف بأخطائه فأنا بصفتي مواطن لا أشعر بالأمان وأتوقع في كل لحظة أن أتعرض لإعتداء دون أن أجد من يحميني. أنا لست عنيفاً حتى أحمل السلاح وأصعد إلى الجبل، أنا محام مصرُ على الدفاع على حقوقي وحقوق أبناء وطني بشكل سلمي وقانوني، وعلى النظام أن يرتفع إلى هذا المستوى ، هذا ما نطلبه بكل بساطة  ، وأن يقارع الحجة بالحجة ، هذا ما نطلبه وسيجد منا الإحترام كلما أثبت أنه جدير به .نحن لا نسكت على ظلم الشعب التونسي وليحاسبنا من شاء إذا كنا فضلنا مصالحنا على مصالح الشعب التونسي . وليكن النظام قدوة لغيره ، فنحن لاننازعه السلطة فنحن أناس قنوعون وراضون بما نحن عليه و راضون بمواقعنا لأجل الدفاع عن حقوق الناس.

 

*    بعد ما كتبتموه عن« أبوغريب تونس » زُجَ بكم في السجون التونسية ، فهل عاينتم فعلاً وضعاً مماثلاً لسجن «أبو غريب العراق» ؟

 

أولاً يجب أن أقول أني لم أذكر يوماً خبرا زائفاً فكل إنسان ينشر خبراً عليه أن يكون متأكداً من المعلومة التي ينشرها ،فشهادات متظافرة كثيرة تؤكد أن ماذكرته في ذلك المقال وهو أمر صحيح بل أكثر منه قد حصل ، فقد كان ذلك يحدث في التسعينات ، لكن هل بقي الأمر على ذلك النحو ، الإسلاميون الذين كانوا في السجن يؤكدون أنه قد حصل تطور بعد سنة 1996، بقي التعذيب لكن الشكل الفضيع للتعذيب الذي ذكرته في المقال إختفى وبقيت أشكال أخرى ، فأنا بصفتي شاهد قضيت سنتين وخمسة أشهر ، لم يكن يُسمح لي الإلتقاء ببقية المساجين، لكنني أعلم أن الغرفة التي أسكنها مع خمسة أوستة سجناء أخرين كان يسكنها خمسون سجين وفي غرفة أخرى كان يسكنها  مائة وخمسون سجين ، ولم يكن يسمح لي بالإختلاط ببقية المساجين ، حتى عندما أخرج مرة في الأسبوع للزيارة كانوا يغلقون جميع الأماكن التي يمكنني أن ألتقي فيها مع بقية المساجين . لكن مع ذلك فقد كنت أقيم بالمكان الذي يتم فيه معاقبة المساجين( العزلة) وكنا ليالاً نسمع التعذيب والصراخ وبعضهم يتوسل لكي يتوقفوا عن تعذيبه ، كان ذلك يحدث بصورة مستمرة بل إن التعذيب يحدث بجوار منا بينما نحن نستمع من خلال التلفاز إلى مسؤول كبير يتحدث عن إحترام تونس لحقوق الإنسان .

قلت يوماً لهم لماذا أنا بين خمسة أوستة من السجناء ؟ قالوا لي تلك هي حال سجوننا فارغة كما ترى وتلاحظ . لكنهم أحياناً وفي غفلة عني كانوا يفتحون بعض الأبواب فأكتشف أن هناك سجناء ليس لهم أسرة خاصة وأعاين أن أعدادا منهم بسبب الإكتضاض  ينامون أرضاً. إذا هناك ظروف سيئة يعيشها السجناء في تونس كما أنه هناك جرائم تعذيب ولكني أريد أن أذكر أن التعذيب في سجن الكاف منذ شهر أكتوبر 2006 قد توقف. بسبب نضالاتنا.. أو لإقتناع النظام ..؟ لا أدري ولكنه توقف ، والغريب في الأمر أنه في 17 مارس2007 عندما تأكد لدى السلطة أنه لن يكون هناك عفو بمناسبة 20 مارس 2007 (عيد الإستقلال) وكانت تتوقع ردة فعل من مساجين حق العام وغيرهم، أرادت أن تلقن درساً كل من تخوّل له نفسه بالقيام بأي إجراء إحتجاجي ، فسحبوا أحد السجناء وتعمدوا أن يقوموا بتعذيبه بصورة يسمعها جميع من في السجن .إذاً ، فمنذ أكتوبر2006 لم يجري تعذيب أحد غير يوم 17مارس لـيتعض به غيره ممن في نفسه رغبة في الإحتجاج. وما أريد أن أأكده هنا هو أن التعذيب ليس أمرا ضرورياً والقول أنه من غير الممكن ضبطه، قول غير صحيح، والدليل أنه لما صدرت التعليمات في أكتوبر2006 توقف التعذيب ، وهذا ما كنت أقوله ، فليس في تونس ثقافة تعذيب ويكفي أن تصدر السلطة التعليمات ليتوقف التعذيب فسيتوقف فوراً ، بينما الولايات المتحدة الأمريكية لن تستطيع أن تمنع ممارسة العنف إطلاقاً وذلك لأن ثقافة العنف مستشرية بين أبنائها ولكن الدولة لا تحميه ولا تأمر به بينما الدولة عندنا تأمر به و تحمي القائمين عليه في معظم الحالات وعندما تريد أن توقفه يكفي أن تأمر بذلك ليتوقف .

 

….يتبع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] لم يكن الأستاذ محمد عبو إلى حدود الساعة العاشرة ليلاً من يوم24 جويلية أي بعد بضع ساعات من الإفراج عنه قد بلغ إلى علمه ، إن كان سجناء سياسيين أخرين قد تم تسريحهم .

 

 


تونس تفرج عن 20 سجينا إسلاميا

 
تونس (رويترز) – قالت مصادر بحركة النهضة الاسلامية المحظورة في تونس يوم الاربعاء ان السلطات أطلقت سراح 20 سجينا اسلاميا من بينهم قياديون بالحركة. ونشرت الحركة على موقعها على الانترنت قائمة تضم 18 اسلاميا لكن علي العريض القيادي بالحركة قال لرويترز « المفرج عنهم 20 شخصا ». واضاف ان من بين المفرج عنهم قياديين من النهضة حكم عليهم بالسجن مدى الحياة مثل علي الزواغي ومحمد القلوي وأحمد لبيض ورضا السعيدي. وهنأت الحركة على موقعها المفرج عنهم من سجون المرناقية وبرج العامري وبرج الرومي والناظور. وافرج يوم الثلاثاء في تونس عن عدد من السجناء بمناسبة احتفال البلاد بالذكرى 50 لاعلان الجمهورية. وكان بين المفرج عنهم المحامي المعارض محمد عبو الذي أطلق سراحه من سجنه بالكاف قبل نحو عام من انتهاء عقوبته بعد نشره مقالات على الانترنت انتقد فيها بشدة النظام التونسي قبل قمة للمعلوماتية عام 2005. ولاقت خطوات الافراج عن عبو البالغ من العمر 41 عاما ترحيبا واسعا في الأوساط الحقوقية في الداخل و الخارج. ووصف الحزب الديمقراطي التقدمي في تونس هذا الاجراء بأنه مهم لكنه قال انه يجب ان يكون متبوعا بخطوات اخرى. كما رحبت منظمة مراسلون بلا حدود بالافراج عن عبو. وعادة ما يصدر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي عفوا عن سجناء من بينهم اسلاميون في المناسبات الوطنية. وتطالب المعارضة التونسية باصدار عفو عام وإطلاق سراح من تبقى من « السجناء السياسيين » بينما تنفي الحكومة وجود أي سجين سياسي لديها. (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 25 جويلية 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


تونس تعفو عن المحامي المعارض عبو

 
تونس (رويترز) – قال مصدر قضائي يوم الثلاثاء إن محمد عبو المحامي التونسي المعارض المسجون منذ مارس اذار 2005 أطلق سراحه يوم الثلاثاء قبل نحو عام من انتهاء عقوبته. وقال المصدر لرويترز « نعم اطلق سراحه » دون اي يعطي اي تفاصيل اضافية. وابلغت سامية عبو رويترز في اتصال هاتفي قائلة « محمد اطلق سراحه اليوم ..لقد هاتف والده وقال له انه في الطريق الى البيت ». واعتقل عبو وهو محامي معارض للنظام التونسي في مارس اذار عام 2005 بتهمة تحريض المواطنين على خرق القانون ونشر معلومات زائفة لتكدير النظام والامن العام واستخدام العنف ضد محامية. ولكن معارضين قالوا ان عبو سجن بسبب مواقفه بعد ان نشر مقالات على الانترنت انتقد فيها بشدة النظام التونسي قبل قمة للمعلوماتية عام 2005. واثار الحكم بسجنه لثلاث سنوات ونصف السنة جدلا واسعا في الاوساط الحقوقية وطالبت عواصم غربية حليفتها تونس باطلاق سراحه. وقالت بيان حكومي في وقت سابق يوم الثلاثاء إن الرئيس زين العابدين بن علي قرر العفو عن عدة مساجين دون ان تذكر عددهم او الجرائم التي سجنوا من اجلها. وقالت سامية عبو لرويترز « لا اعرف المزيد لم اكلمه بعد كل ما اعرفه ان زوجي اطلق سراحه وهذا اكيد » دون ان تعطي اي تعليق اضافي. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 24 جويلية 2007)

 

رئيس الدولة يعفو على عدد من المساجين

 
قرطاج 24 جويلية 2007 (وات) بمناسبة الذكرى الخمسين لعيد الجمهورية قرر الرئيس زين العابدين بن علي تمتيع عدد من المحكوم عليهم بالعفو سواء بالحط من مدة العقاب أو بطرح بقية العقاب البدني. كما شمل رئيس الجمهورية عددا آخر من المحكوم عليهم بالعفو التأهيلي بعد أن أتموا تكوينا مهنيا بورشات السجون وفقا للبرنامج الوطني لتأهيل المساجين وأسندت لهم شهادات في تخصصات حرفية متنوعة. وأكد سيادة الرئيس علي ضرورة إيجاد آليات جديدة تساعد المساجين المسرحين علي الحصول علي موارد رزق بما ييسر اندماجهم ويقيهم من مخاطر العودة إلى الانحراف. كان ذلك لدى اجتماع الرئيس زين العابدين بن علي يوم الثلاثاء بالسيدين رفيق بلحاج قاسم وزير الداخلية والتنمية المحلية والبشير التكاري وزير العدل وحقوق الإنسان . ومن جهة أخرى تلقي رئيس الدولة تقريرا حول نتائج أعمال لجنة السراح الشرطي.كما اطلع علي نتائج أعمال لجنة العفو التي نظرت في مطالب استرداد حقوق . (المصدر: موقع « أخبار تونس » (رسمي) بتاريخ 24 جويلية 2007) الرابط: http://www.akhbar.tn/akhbar/akhbar.html  
 

تونس: إطلاق المحامي عبو

 
تونس – رشيد خشانة      أطلق أمس المحامي محمد عبو الذي سُجن في آذار (مارس) 2005 قبيل القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي استضافتها تونس بسبب مقال شبّه السجون في البلاد بسجن أبو غريب العراقي. وجاء إطلاق عبو الذي أصبح أشهر «سجناء الإنترنت» في تونس في إطار عفو رئاسي عن سجناء آخرين لمناسبة الاحتفالات الرسمية التي تقام اليوم في الذكرى الخمسين لاستقلال البلاد. وأثار اعتقال عبو الذي قضت المحكمة بسجنه أكثر من ثلاث سنوات، صراعاً قوياً مع المحامين الذين نظموا اعتصامات واحتجاجات في قصر العدل أدت إلى احتكاكات مع الشرطة. وطلبت منظمات دولية عدة الإفراج عنه وأثيرت قضيته في لقاءات رسمية بين مسؤولين تونسيين وآخرين أميركيين وأوروبيين، آخرهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي أكد خلال زيارته تونس قبل نحو أسبوعين أنه حض الرئيس زين العابدين بن علي على إطلاق عبو. ورأى رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان المحامي مختار الطريفي أن «هذه الخطوة الإيجابية لا تُغني عن الاستجابة لمطلب العفو العام الذي يتيح إخلاء المعتقلات من السجناء السياسيين وعودة المنفيين وإنهاء الاحتقان وإطلاق الحريات في البلد». (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 25 جويلية 2007)

رسالة اللقــاء رقم (21)

…ولا بــد لليــل أن ينجلـي!

 
د.خــالد الطــراولي Ktraouli@yahoo.fr لست أدري لماذا تردد القلم عن الكتابة وكأنه يتبع تردد المشاعر والوجدان، بين فرحة اللقاء وحزن البقاء، فرحة لم تكتمل وأحزان تتواصل، فرحنا لخروج الأستاذ الفاضل محمد عبو ولمجموعة من المناضلين الأوفياء وعلى رأسهم الأخ الفاضل العجمي لوريمي والدكتور أحمد لبيض والأخ الكريم دانيال زروق، ونهنئ الجميع أسرا وأفرادا بهذا الخبر، وكل فرد واحد يغادر هذه الظلمات هو انتصار للحق والعدل، وكل فرد يخرج إلى الضياء هي فرحة للجميع، ولكن… أي فرد واحد يبقى وراء القضبان بدون حق، ظلما وعدوانا هو ظلم للمجموعة وحزن كامل لأفراد وشعب، ومن أحيا نفسا وأخرجها من موتتها فقد أحيا الناس جميعا، ومن أماتها وقبرها وهي حية فقد أمات الناس جميعا.. لقد كتبت البارحة مقالا بعنوان « ساعة الصفر والانتظار المغشوش » والذي رفض أحد المواقع المحسوبة على المعارضة نشره، عبرت فيه عن تحفظاتي وعدم قناعتي  بهذه المنهجية في التعامل مع مسلسل المساجين وكأنهم أسرى ننتظر الأعياد والمواسم لكيْلِ الترجي والتمني والتعويل على مكرمات الأمير لإطلاق سراحهم، ورغم أني دعوت السلطة إلى تكذيب هذه القناعة المنطوية داخل وجداني والتي أثبتتها تجارب سابقة، وإلى السعي لإطلاق المساجين وسأكون لله شاكرا لها هذا المسعى وأسجد لرب العالمين سجدة شكر ورضاء، وقد فعلت… مع نسبية ما حدث… رغم ذلك، فلا زالت سياسة القطرة قطرة والتلاعب بالأعصاب منهجية قائمة بذاتها لم تتزعزع، وبقيت أبواب السجن غير مفتوحة للجميع… تساؤلات تطرح نفسها بثقل يضاهي الجبال، أوزان على الصدور تعادل الرصاص والحديد تمنع استرجاع التنفس إلا بصعوبة… لماذا بقي بعض إخوتي داخل السجون مرة أخرى؟ لماذا بقيت عيون بعض اطفال تونس مفتوحة ليلة كاملة حتى غلبها النعاس كرها وقهرا، تصحبها دمعات حارة لم تجد من يمسحها، لأن أهل البيت كلهم يبكي ظلمة المكان وظلم الزمان ويشكو إلى السماء قسوة القلوب وغيبة الرحمة منها …؟؟؟ هنيئا للبعض فقد نام ليلته في بيته وبين أهله، وبعض أهلنا في تونس باتوا في الظلام، هنيئا لبعض الأمهات وهن يحتضن أبنائهن من تحت اللحاف بثغور باسمة وأحلام الورد والياسمين، و بعض أطفالنا في تونس نام جالسا أو في حجر أمهات تحت دموع تنهمر… ليلة حملت للبعض أنوارا وللآخرين كوابيس وخفافيش ليل دامس، تتسابق مع غربان سود، أيهم يأتي بالبشارة والخبر اللعين فيزيد الظلام ظلمة والسواد حلاكة، أيهم سوف يحمله للطفل الصغير وهو ينتظر الخبر ويرفض تناول العشاء ويمني نفسه بتناوله مع أب لم يضمه أبدا إلى صدره ولم يجتمع معه أبدا على رغيف… لقد وصلت الرسالة لدى البعض مدمرة مزعجة، ضربت ملائكة الرحمة لتحل شياطين العذاب… « لن يخرج أبوك هذه المرة، وإلى موعد قادم وعيد جديد وموسم أفراح مستقبلي، سوف تبقى يتيما وأبوك حي لا يرزق ومن وراء القضبان… »، فصبرا أيها الطفل الصغير وعليك بالانتظار، فقد حكمت محكمة الأرض دون السماء أن في تونس أطفالا صغارا يجب أن يعيشوا خارج الزمان والمكان. لن أنظر إلى مسألة الإفراج وإطلاق السراح من زاوية نصف الكأس الممتلئة وأستغرق في المديح والثناء على هذه الخطوة « الجبارة »، رغم تثمبني لهذا الفعل مع تأخره، ولكني سوف أنظر إليها من زاوية نصف الكأس الفارغة، لأن القضية تهم نفوسا وأسرا وعذابات وآهات وآلام، لا تفرق بين الصغير والكبير ولا بين الرجال والنساء، لأن القضية لا يحتمل الضمير المرور عليها مرّ الكرام دون أن تترك جراحات عميقة في الوجدان، ولأن من مصلحة السلطة الظهور بمظهر الأبوة، واليد العليا خير من اليد السفلى، وهو منحى للأمن والاستقرار، ولأن من باب الأخلاق والقيم أن نقف مع صف الضعيف حتى يقوى ومع المظلوم حتى ينال حقه…لذلك تعست السياسة إن كانت حساباتها تقوم على ظهور صغيرة لم تتعود الانحناء، تعست السياسة إن كانت قراراتها تبنى على دمعات وأنين وآلام، تعست السياسة إن كان يخطط يومها ومستقبلها على حساب مستقبل صغير وأسود لأسر صغيرة وفقيرة تعيش وتراهن على مواصلة الظلام. أربعة أشهر أخرى حتى يأت موعد آخر يبدو أن له أهمية كبرى هذه المرة أيضا، عشرينية التحول بعد خمسينية الاستقلال وخمسينية الجمهورية، ومن فضل الله علينا أن جعل بعضها 20 وليس 19، و 50 وليس 49،  لأن في الأرقام سحرا لا يفقهه العامة، وهي من خصوصيات النخب والحكام..، 4 أشهر كاملة حتى يحل هذا الموعد الجديد، 4 أشهر كاملة سينتظرها الطفل الصغير والزوجة الكريمة، والجد والجدة إن سمحت لهم الأقدار بالبقاء، حتى يأملوا مجددا في البقاء ليلة كاملة في الانتظار، ليلة خير من آلاف الأشهر لو يطلع فجرها على الضياء… اسمحوا لي أن أقف إجلالا وإكبارا لمن بقي وأهمس لهم من بعيد : أليس الصبح بقريب، اسمحوا لي أن أخص أخي الفاضل ابن الفاضل والكريم ابن الكريمة وأسرته وأخته هند، كريم الهاروني والشيخ الفاضل ابن الفضلاء والماسك على دينه، وأسرته الطاهرة الزكية الدكتور صادق شورو، بتحياتي ودعائي وعهدي، فصبرا آل الهاروني وصبرا آل شورو، فإن موعدكم اللقاء والفرحة والزغاريد ولو بعد حين، إن موعدكم الفجر ولن يتأخر الفجر عن البلوج! اسمحوا لي مجددا أن أنادي من صومعتي الصغيرة كل تونسي وتونسية حاكما ومحكوما أن لا تنسوا الفضل بينكم وأن التونسي للتونسي يبقى رحمة وعونا،  ذلك شعار الأجداد والأحفاد الذي ما كان لينسى ويهمل… أعذروني أن أتوقف هنا وأمسك القلم عن المواصلة، فقد شعرت أن كل حرف أضحى بدون معنى ولا يسمع له صوت ولا ترى له أثر المرور، وتسارعت الجمل والكلمات تتهافت حياء، صماء، جدباء، عزلاء!!! وصدق أبو البقاء الرندي حين قال : لمثل هذا يذوب القلب من كمد *** إن كان في القلب إسلام وإيمان. المصدر: موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net
 

بيان الذكرى الخمسين لإعلان الجمهورية المزعومة

عبد الرؤوف العيادي حزب المؤتمر من أجل الجمهوريّة

تحُلّ الذكرى الخمسون لإعلان الجمهورية المزعومة في الوقت الذي بلغت فيه حرب السلطة المُستبدّة على المجتمع ذروتها . فالشعب الذي يفترض في النظام الجمهوري أنه سيد نفسه هو أبعد ما يكون عن هذه السيادة وهو محروم من أبسط الحقوق والحريات الفردية والجماعية بل وفي مواجهة حملة ترهيب جديدة تتفاقم خطورتها سنة بعد سنة . فبعد موجة القمع الكبيرة في التسعينات والتي طالت نشطاء حركة النهضة و حزب العمّال الشيوعي التونسي والديمقراطيين والحقوقيين ، ها أنّ نظام بن علي الذي لم تُخلُ يوما سجونه من سجناء التسعينات يشنّ حملة الألفيّة الثالثة التي طالت مئات الشبان التونسيين بداعي « إنتسابهم إلى التيارالسلفي » والذين سيمُوا أبشع أنواع التعذيب البدني والنفسي ولُفقت لهم تهم الإرهاب في غياب تام لأبسط أصول المُحاكمة العادلة في مسعى من الحُكم للإيهام داخليا وخارجيّا أنّه بصدد مُحاربة الإرهاب بشكل إستباقي. كل هذا يرمي في الحقيقة لإشاعة الخوف في صفوف الشعب وترهيبه و كسر إرادة الرفض لدى التونسيين من أجل إحكام قبضة النظام على حقوقهم السليبة منذ عشرين عاما ، بغرض تحقيق أجندته الخاصّة به في ضمان مواصلة التأبيد في الحُكم . و ينضاف إلى هذا المشهد القمعي، وضع الآلاف من التونسيين الذين أكرِهُوا منذ أكثر من عقد و نيف على الهجرة إلى خارج الوطن و كذلك خضوع العديد ممّن غادروا السجون من سجناء الرأي إلى المراقبة القسريّة للبوليس السياسي ضمن خطّة مقصودة من النظام تهدف إلى نقل سجين الرأي من السجن الصغير إلى حياة السجن الموسّع. و ليست حملات ما يُسمّى ب »الرافل » التي يتولاّها البوليس في تونس و ما يصحبها من إمتهان لكرامة المواطن و إكراهه على البقاء وقتا طويلا ينتظر مُخابرة قاعة الحاسوب المركزي لوزارة الداخلية بشأنه فإمّا أن يلقى مصير الإيقاف أو يُطلق سراحه ، إلاّ شوطا جديدا من محاولة السلطة تكريس نظام الشّبهة في تعاملها مع المواطنين و هو نظام وصل بها الحدّ إلى تكريسه قانونا (قانون 10/12/2003) . يُضاف إلى هذا حملات نزع الحجاب والتصدّي بالقوّة لحاملاته من التلميذات و الطالبات و الموظّفات وغيرهنّ وكذلك حملة حلق اللّحي و إجبار البوليس لأولئك و هؤلاء على الإمضاء على إلتزامات كتابية بعد جلبهم إلى مخافر البوليس بعدم تكرار ما لايعدّه القانون أصلا جريمة ، و غيرها من مظاهر الإعتداء على حُرمة المواطن من تفتيش دون إذن قضائي . كما تشهد تونس أزمة إجتماعية متعاظمة لم تشهدها من قبل بفعل إستفحال ظاهرة البطالة التي شملت الآلاف من خرّيجي الجامعات و المُسرّحين من المؤسّسات التي تغلق أبوابها بسبب المُنعطف الذي آلت إليه البلاد جرّاء الخيارات الخاطئة وفساد الإدارة . لقد إنكشفت أهداف هذه الحرب البوليسيّة على المُجتمع التونسي ، من خلال الحملة المتكرّرة التي إفتعلها نظام بن علي منذ أواخرالعام المنقضي من أجل إعادة ترشيحه لإنتخابات 2009 ، بما بيّن بوضوح المرامي الحقيقيّة لتلك الحرب في فرض تجديد النيابة تلوالأخرى له عبرالترويع تمّ التزويرالعلني لإرادة الشعب بواسطة الإنتخابات الصُوريّة الفاقدة لأي من شرط من شروط النزاهة و الحرية والتي لا هدف لها غير تأبيد الدكتاتور في السلطة . و في ظلّ هذا الواقع المتردّي ، فإنّ الجمهوريّة التي جعلت من الحُكم شأنا عامّا يخوض فيه الشعب كافّة ويُقرّر توجّهاته وخياراته دون وصاية لإرادته أو مُصادرة لِحقّه في الإختيار، غدتْ إسما دون مسمّى على يد هذا النظام ، فبعد وعود بن علي بإنهاء جمهورية الرئاسة مدى الحياة التي فرضها بورقيبة ، لم يتردّد في نكث وعده أكثر من مرّة وإعادة فرض نفس التجربة و ذلك تحت شعارات باتت ممجُوجة من جنس « جمهوريّة الغد » و « بن علي خيار المستقبل » . . إلى غيرها من شعارات الزّيف والتضليل . كل هذا لمواصلة التسلط و الفساد والإثراء عبر السرقة والتهريب والإستيلاء على المال العام بداية من بطانة السلطة نفسها في ظلّ وقوف القضاء عاجزا عن القيام بوظيفته بعد تدجينه والإنقلاب على قيادته الشرعيّة المُنتخبة . إن هذا النظام الذي يحتفل بوقاحة بالذكرى الخمسين لميلاد نظام يكفل سيادة الشعب وسيادة الحريات والقانون ،هو نفس النظام الذي صادر كل هذه الحقوق والحريات وانتهك كرامة الشعب وأشهر حربا ضده يعدّ ضحاياها بعشرات الآلاف من المساجين السياسيين و من المُغتربين و من المُروّعين خلّفت خرابا على جميع الأصعدة خاصّة على الصعيد المعنوي . إنّ حزب المؤتمر من أجل الجمهوريّة يعتبر نظام بن علي أعجز من أن يُقيم جمهوريّة وأن يحترم قيمها و يُحافظ على مؤسساتها أو أن يكون راغبا في ذلك. لذلك يتوجه الجمهوريون للشعب بهذا النداء ليبيّنوا له أنّه كما يعيش في ظل ديمقراطية مزيفة فإنه يعيش في ظل جمهورية لا تقل زيفا . وحتى تصبح الجمهورية واقعا ملموسا بما يعنيه الأمر من سيادة فعليّة للشعب ونهاية الحكم الفردي والتأبيد في السلطة و مصادرة الحقوق والحريات، فإن الحلّ أمام تونس هو في : أوّلا : رحيل الدكتاتور الحالي المسؤول عن كل مساؤئ النظام الذي أرساه ويصرّ على مواصلته رغم أنف التونسيين . ثانيا : منع تجدّد الاستبداد من نفس المنبع الذي خرج منه النظام الحالي أي الحزب البورقيبي وتحالف الأجهزة والعصابات . ثالثا : وضع دستور لنظام جمهوري وديمقراطي حقيقي يضمن ممارسة كل الحقوق والحريات الديمقراطية التي تترجم وحدها لسيادة الشعب ويمنع الترشح أكثر من دورتين متتاليتين للرئاسة . رابعا: إقامة انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف المجتمع المدني الدولي والأمم المتحدة تُعيد لصندوق الاقتراع وظيفته ولورقة الاقتراع صلاحيتها وللمقترع كرامته . خامسا : الدخول في الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية لكيانات وهياكل خرّبها عقدان من الفساد والاستقالة والتزييف والانتهازية . إنّ مثل هذا المشروع الذي يقترحه المؤتمر من أجل الجمهورية على الشعب هو بمثابة بناء حركة تحرّر وطنية جديدة تعمل بالوسائل المدنية لوضع حدّ لما يُعانيه شعبنا من استبداد فظّ ومقيت. أمّا دون ذلك من تطبيع مع الإستبداد وبحث عن تسوية ترعاها رمُوز الإدارة المسؤولة على الأزمة الحالية لتونس ، فلن يُُغيّر من الأوضاع ولا من طبيعة الحُكم سواء أكان على رأسه بن علي أو غيره . لذلك نتوجّه للقوى الحيّة داخل المجتمع ككل والمجتمع المدني على وجه الخصوص لتحمّل مسؤوليتها التاريخية في إنقاذ الوطن الجريح. الثلاثاء 24 تموز (يوليو) 2007. عن حزب المؤتمر من أجل الجمهوريّة نائب الرئيس عبد الرؤوف العيادي (المصدر: موقع « تونس أونلاين.نت » بتاريخ 24 جويلية 2007) الرابط: http://www.tunis-online.net/arabic/modules.php?name=News&file=article&sid=2187

 
إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل

بــيــــان في الذكرى 50 لإعلان الجمهورية:لا مواطنة بدون شغل

تونس في25 جويلية2007 تحت شعار تونس للتونسين،  ينعم الجميع بخيراتها ومواردها بدون تمييز أو إقصاء، ويتمتع فيها الجميع بنفس الحقوق وكل مقومات المواطنة أُعلن ميلاد مبادئ ومقومات تونس الجمهورية في 25 جويلية 1957. ومع مرور 50 سنة على هذا الإعلان يتساءل أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل، ما معنى مواطنة بدون حصولهم على حقهم في شغل، وبالتالي حقهم في الإندماج الإيجابي داخل هذا المجتمع والمساهمة في الدورة الإنتاجية. في وقت أصبحت فيه بطالة أصحاب الشهادات من أكبر المعظلات التي تتهدد مستقبل هذه البلاد ، خاصة وأن أصحابها وهم من الفئات الشبابية المتعلمة والمثقفة والذين يمثلون ركيزة البناء وأهم جيل يُرمى على عاتقه مهمة التخطيط للمستقبل والمساهمة الدائمة والفعالة في تقدم المجتمع التونسي، ليكون مجتمعا يحمي أبناءه من كل الآفات التي تعاني منها المجتمعات بفعل الفقر والخصاصة والبطالة والإقصاء والتهميش.  ومع مواصلة سلط الإشراف غض النظر عن المطلب الحيوي والأساسي لإتحاد المعطلين عن العمل وهو الحق في الشغل، بل تعداها الأمر لممارسة الإقصاء واستبعاد مناضلي الإتحاد من فرص الشغل التي أصبحت توزع حسب أهواء المتنفذين ببعض المؤسسات، يؤكد إتحاد المعطلين على أن لا مواطنة بدون حصول هذه الفئات السابقة الذكر على حقها المكفول دستوريا في الشغل وتمتعها بواجب خدمة هذا الوطن وتقديم الإضافة المرجوة من الخبرات التي تشبّعوا بها طيلة سنوات الدراسة الجامعية، وأن سياسة الإقصاء لن تساهم إلا في مزيد من الإحساس بالضيم والظلم والتهميش . كما يؤكد كل مناضلي الإتحاد على حقهم في الشغل ومواصلة العمل من أجل الظفر به. وكذلك حق المنظمة ومنخرطيها في العمل القانوني كحق يكفله إعلان الجمهورية. إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل التنسيقية الوطنية المنسق العام الوطني سالم العياري 97433958


تونس: الطريق الصعب للجمهورية الثانية!

محمد النوري – باريس

 

لا يمكن أن تمر الذكرى الخمسون للإعلان عن الجمهورية دون مساءلة وتقويم. مساءلة الماضي بكل أبعاده، وقراءة الحاضر للانطلاق نحو المستقبل! حيث أن تونس توجد اليوم في مفترق الطرق على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقيمية مما يستوجب مساهمة الجميع في التفكير الجدي والعميق في تشخيص الأوضاع وتحديد الأولويات واستشراف السيناريوهات المستقبلية.

 

إننا اليوم في أمس الحاجة إلى مثل هذه الوقفة التاريخية الجادة لتقييم الأشواط التي قطعتها بلادنا على درب التنمية البشرية خلال نصف قرن بنجاحاتها وإخفاقاتها، من أجل استخلاص العبر من اختيارات هذه المرحلة  و ترسيخ التوجهات  الايجابية وإنفاذ الإصلاحات الضرورية.  ويجب أن تتسم هذه الوقفة بكثير من الجرأة والشفافية والنزاهة والموضوعية وان تعبر عن روح وطنية عالية تثمّن الانجازات دون تردد وتنتقد الاختلالات دون مواربة أو تحفظ!

 

إن مرور خمسين عاما من عمر الجمهورية هو لحظة فريدة لا يكررها التاريخ وافق زمني متميز لانجاز عمل معرفي من اجل الذاكرة والمستقبل وانجاز حوار وطني حول التساؤلات الملحة لتونس اليوم التي تعيش انتقالات حاسمة تزاوج بين انشغالات النمو الاقتصادي والانفتاح السياسي والتماسك الاجتماعي.

 

حصيلة متداخلة: مكاسب وإخفاقات:

 

تكاد تكون تونس فعلا بلد المفارقات والثنائيات العجيبة! فهي تجمع بين الانفتاح الاقتصادي إلى حد الانكشاف التام والانغلاق السياسي المثير،بين الثراء الفاحش لفئة من المتنفذين والفقر المدقع لشريحة تتسع يوما بعد يوم من المعدمين، بين المحافظة على التقاليد والتشبث بالتراث والانبهار بالثقافة الغربية إلى حد الاستلاب، بين العودة القوية إلى الدين والدعوة إلى التخلص منه تحت لافتات متعددة تتراوح بين الحداثة العلمانية المتطرفة وظواهر الإلحاد وعبادة الشياطين! بين الانتماء التاريخي والحضاري للشرق والارتماء في أحضان الغرب،بين الإصرار على التمسك بالنظام الجمهوري ودولة القانون والمؤسسات والتخوف من الإصلاح الحقيقي الذي يقود إلى الانتقال إلى الديمقراطية والتداول على السلطة وإرساء الحريات!

 

هذه المفارقات الصارخة يراها البعض علامة صحية على حراك الدولة والمجتمع في اتجاه التحول الهادئ نحو الديمقراطية والتعددية السياسية.  ويراها البعض الآخر دليلا على استفحال الأزمة واضطراب التوجهات و تكريس الاستبداد!

 

ولذلك تتراوح مواقف النخبة وتقويماتها لمسيرة التجربة الجمهورية، بين التشاؤم والتركيز على الاخلال والإخفاقات من جهة، و الإفراط  في التفاؤل وإبراز الانجازات من جهة أخرى! فالخطاب الرسمي وبعض الأطراف المساندة له (معارضة الموالاة كما يقال!) لا يكاد يحفل سوى بالإشادة بالمنجزات والتباهي بالمكاسب، ولا يكاد ينظر إلى مواطن القصور والسلبيات إلا نادرا أو  من باب القصور عن بلوغ الكمال!

 

 

 

ولا يمكن لأي طرف كان إغفال هذه المكاسب والمنجزات أو إنكارها وان كان له الحق أيضا في تقدير حجمها ونواقصها والوقوف عند الوجه الثاني السلبي من المعادلة أي هذه الحصيلة المبعثرة لمسيرة البلاد منذ خمسين سنة!

 

وبناء على ذلك، تتباين الآراء في أوساط  المعارضة بين التشدد والواقعية في التقييم . فهناك من يعتبر أن الحصيلة سلبية بكل المقاييس وان تونس لم تعرف بعد النظام الجمهوري ، من حيث إقرار الحريات والفصل بين السلطات ونزاهة الانتخابات.  وبالتالي فان شكل الحكم القائم لا يعدو سوى صورة مشوهة للجمهورية بالمفهوم المتعارف عليه دوليا ،فهو خليط بين النظامين الملكي و الجمهوري خصوصا بعد تعديل الدستور مرارا وتكرارا لمنع التداول واعتماد الرئاسة المؤبدة ولو بشكل غير مباشر.

 

وهناك من يميل إلى موقف أقل تشددا في تقدير الأمور ويعتبر أن الحصيلة العامة وان كانت تنطوي على بعض المكاسب والانجازات، فهي تعاني في نفس الوقت من العديد من الشوائب و الاخلال التي تبتعد بها يوما بعد يوم عن المواصفات الأساسية للجمهورية.  وبالتالي فان التحدي الرئيسي المطروح اليوم بعد هذه المسيرة الطويلة يكمن في كيفية الانطلاق من هذه المكتسبات وان كانت محدودة، للانتقال بالبلاد إلى مرحلة جديدة تكون فعلا في اتجاه إعلان الجمهورية الثانيةّّ! ولن يحصل هذا التحول الحقيقي سوى بالإقدام على الإصلاحات الضرورية وتلبية المطالب المشروعة لقوى المجتمع.

 

وأيا كان التقدير فان تنامي الطلب على الإصلاح واستمرار نفس المطالب السياسية  التي كانت حاضرة غداة الاستقلال لحد اليوم، وغياب الحريات والتداول على المسؤولية وإقصاء المعارضة الوطنية وعدم احترام الحقوق الأساسية للمواطن في كثير من الحالات، كل ذلك  يطرح على السلطة أسئلة حقيقية مشروعة حول مدى التزامها بمبادئ الجمهورية ومدى إتاحتها الفرصة لكي يتمتع التونسيون بثمارها طيلة هذه الحقبة الزمنية  الطويلة.

 

إن المدلول الأصلي للنظام الجهوري يعني سيادة الشعب ومشاركته في تدبير الشأن العام من خلال اختياره لحكامه عبر انتخابات حرة وشفافة والاستجابة لحاجة المجتمع في الحرية والكرامة والرقي. فهل يستطيع احد اليوم أن يقر بتحقق هذه المطالب الأساسية  التي تشكل الأسس الأصلية التي تقوم عليها الجمهورية ؟ أم انه لا مفر من الاعتراف بنواقص جوهرية في المسيرة السياسية للبلاد؟ أليست التساؤلات الكبرى التي كانت مطروحة قبيل الاستقلال حول قضايا الحرية والهوية والتنمية لا تزال قائمة في جوهرها لحد اليوم، وربما تطرح الآن بإلحاح أشد وتحديات أعظم؟

 

سؤال الحرية:

 

لن نذهب بعيداً عن الحقيقة عند القول أن سؤال الحرية المطروح اليوم لا يختلف كثيرا عن سؤال الأمس رغم اختلاف وجهات النظر في طريقة تناوله، وان تحرر الوطن من الاحتلال منذ نصف قرن لم يفض إلى إرساء الحرية ليتحرر  المواطن وليتمتع بحقوقه المدنية والسياسية. إن إعادة طرح السؤال اليوم يكتسي صبغة وطنية إستراتيجية تتعلق بتقويم مسيرة الاستقلال و ما حققته الجمهورية للتونسيين خلال هذه الفترة الطويلة. فهل آن الأوان للانتقال إلى الجمهورية الثانية التي يتطلع إليها الجميع بعد أن قطعت البلاد أشواطا هامة على درب التنمية البشرية  بنجاحاتها وإخفاقاتها وانجاز ما ينتظره التونسيون منذ الاستقلال من حرية وكرامة وتعددية ومشاركة سياسية ؟

 

الناظر إلى الواقع التونسي اليوم لا يساوره شك في أن  سؤال الحرية لا يزال عالقا بأتم معنى الكلمة و هو يتراوح بين حالتي الغيبوبة والنقص الفادح تماما مثلما هو شان المجتمعات العربية دون استثناء مع وجود بعض الفوارق التي لا يجب إغفالها.

 

لقد ظن التونسيون في بداية بناء الجمهورية أن الحرية تعقب تلقائيا عملية التحرر من الاستعمار المباشر والنفوذ الأجنبي وساد الاعتقاد لفترة طويلة بأن أعظم أشكال الحرية هو التحرر من المحتل والمستعمر و لم يلتفت كثيرون إلى أن حرية المواطن تحتاج إلى نفس الجهد الذي بذل من اجل حرية الوطن وربما أكثر ولا أدل على ذلك من غياب الحريات المدنية والسياسية بشكل واضح طيلة العقود الخمسة الماضية وحرمان المواطن من حقوقه الأساسية في التعبير والتفكير والتنظم والمشاركة في صناعة القرار والتدبير للشأن الوطني بما يتناقض تماما مع الدستور من جهة و مع الواقع الدولي السائد المتجه نحو اتساع نطاق الحرية في مختلف مناطق العالم من جهة ثانية، الشيء الذي حرم البلاد من أن تكون تجربة رائدة في المنطقة وأضاع عليها فرصة اللحاق بصف الدول المتقدمة في هذا المجال!

 

يتساءل العديد من التونسيين بهذه المناسبة عن ماذا تحقق من مطالب الاستقلال وشعارات الجمهورية بعد خمسة عقود كاملة؟ لقد تحرر الوطن من الاستعمار المباشر ولكن هل منح الحرية لمواطنيه؟ وهل يكفي التذرع بتحسن الأحوال المعيشية وانتشار التعليم وتطور العمران لتبرير الكبت ومحاصرة الحريات وإقصاء شرائح هامة من المجتمع من حقها في المشاركة في الشأن العام؟ وماذا بقي من معاني النظام الجمهوري إذا وئدت الحرية وحرم الفرد من حقه في التعبير؟

 

إن من ابسط معاني الجمهورية مشاركة الجمهور في تدبير الشأن العام والمسؤولية المشتركة في ذلك! فهل يشعر التونسي اليوم بهذا المعنى ؟ أم أن تأبيد الوضع ولّد حالة من التعايش مع الكبت وانعدام الحرية؟

 

وللأسف الشديد، ليست تونس شاذة في هذا المجال إلا في مستوى التضييق على الحريات ودرجة الانتهاك للحقوق الفردية والجماعية إذا ما قورنت بسائر الأقطار العربية خصوصا. فقد كشفت تقارير التنمية البشرية للأمم المتحدة عن حالة خطيرة ومزرية وتدني فادح لمستوى التمتع بالحرية في سائر الأقطار العربية دون استثناء. وإذا حدث هذا الاستثناء فإنما يتعلق بدرجة القهر المسلط على المواطن العربي وغلو السلطات في خنق مساحات الحرية والحقوق الأساسية للفرد والمجموعات! فالإنسان العربي يعيش بين الحصار والإقصاء وبينهما يسلط عليه ألوان من الانتهاك المعمم لحرياته وحقوقه السياسية والمدنية.

 

ومن المؤلم أيضا أن تونس مثلما يشار إليها ايجابيا على صعيد التطور الاقتصادي والاجتماعي من حيث الحصيلة العامة للتجربة الاستقلالية،  مقارنة بباقي دول المنطقة العربية والإفريقية، يشار إليها بالأصابع سلبيا على صعيد الحريات وحقوق الإنسان بشهادة المنظمات الإقليمية والدولية المحايدة!

 

سؤال الهوية:

 

هناك إجماع بين الباحثين والمثقفين  في البلاد على أن المجتمع التونسي، كسائر المجتمعات العربية  الأخرى، يمر بأزمة ثقافية حادة تكاد تتحول إلى حالة من الفتنة التي تفقد الكيان القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ ، تتمحور حول سؤال الهوية الذي يتنازعه تياران : تيار الحداثة الغربية وتيار المرجعية الإسلامية .

 

ومن الملاحظ أن هذا التنازع والصراع الثقافي حول موضوع الهوية بدأ بمشروع البحث عن الذات والدفاع عن الهوية في مواجهة المحتل واستمر طيلة هذه الحقبة الزمنية في محاولة التخلص من محاولات التغريب والعلمنة والهيمنة الثقافية  التي ازدادت وطأتها باكتساح العولمة والغزو الثقافي للقيم الغربية عبر ثورة المعلومات الشئ الذي زاد من مخاوف الشعوب على ضياع الهوية وساهم في المزيد من العودة إلى الدين كملاذ وحيد لمنع الاغتراب والذوبان الثقافي.

 

يعكس سؤال الهوية اليوم في تونس وغيرها  نوعا من القلق الاجتماعي يستفز كل الأطراف ويساهم في تغذية ثقافة الخوف والإقصاء والدفاع عن الثوابت من قبل الجميع. فالطرف العلماني المتشدد يرى في تنامي الظاهرة الدينية بشقيها السلمي والعنيف بالإضافة  إلى حفاظ الدولة على علاقة وثيقة بالدين ، خطرا على ما يعتبره توجه حداثي وعلماني وان كان بشكل مقنع للجمهورية.

 

ولذلك ارتفع صوت هذا الطرف بشكل لافت في الفترة الأخيرة معبرا عن رؤية اقصائية مغالية في مناكفة أنصار الهوية  دون تمييز وصلت إلى حد التبشير بنهاية الحضارة العربية الإسلامية والدعوة جهرة إلى مزيد التعلق بقيم الحضارة الغربية  الصاعدة حسب زعم أنصار هذا الطرح التغريبي وهي بالمناسبة استنساخ واضح لنظرية اليمين الجديد بأمريكا التي تدور حول مقولة النهايات: نهاية التاريخ والإنسان الأخير !. ولا يستنكف أصحاب هذه المقولات الشاذة عن  الدعوة الصريحة إلى علمنة الدولة والمجتمع ؛ دون مراعاة لثوابت الوطن وهوية المواطن بنص الدستور.

 

وقد برزت هذه الدعوات المناهضة للهوية من خلال موجة من الكتابات المستهترة بالدين والأخلاق والقيم والتشكيك في مسائل كثيرة تعد من أصول الدين وثوابت المجتمع في نظر الأغلبية الساحقة من الشعب التونسي (مثل الاعتراض على عدد الصلوات المفروضة  واعتبارها مسالة قصصية لا علاقة لها بأصول الدين، الدعوة إلى إلغاء وظيفة الإفتاء لتناقضها مع علمانية الدولة، اعتبار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مبدأ تمييزي يكرس الوصاية على الآخرين، الاستهتار بالرسول عليه الصلاة والسلام وكبار الصحابة، التهكم بالدستور وكيفية تنصيصه على أن الإسلام هو دين الدولة!!…) .

 

أليست هذه هجمة منظمة بتواطؤ جزء من النخبة الفكرية والسياسية في محاولة واضحة تستهدف ضرب الموروث الديني والحضاري لعموم الشعب التونسي من قبل أقلية لائكية ناطقة بثقافة استلابية هجينةَّ !

 

أمام هذه التحديات والملاحقات الفكرية الواضحة، ألا يستوجب الأمر من أنصار الهوية التفكير في سبل التصدي الفكري والإعلامي للدفاع عن ثوابت البلاد وتحرير السؤال من سجن التعصب والتوظيف الإيديولوجي الذي تمارسه السلفيات العلمانية والدينية على حد سواء!

 

سؤال التنمية:

 

هل نجحت التنمية في تونس بالشكل الكافي حتى لا يكون هناك داع لطرح هذا السؤال أصلا؟ أم أن المسألة بعيدا عن الجانب الدعائي، ليست بالشكل الذي يروج له؟ هل أن الانجازات التنموية التي حصلت طيلة العقود الخمسة الماضية من تطور في العمران والتعليم والإدارة والبنية التحتية والانفتاح على الخارج، كافية لطي صفحة الأزمة والتغلب على المصاعب الاقتصادية من بطالة ومديونية وفجوة مالية وغذائية وتراجع الاستثمار وهجرة الأدمغة والكفاءات التي تحتاج إليها التنمية باطراد؟ أم أن أزمة التنمية قد  توسعت وتعمقت وأضحت من الجسامة والتعقيد وتشابك الجوانب بالشكل الذي لم تعد فيه الإنجازات الجزئية، والتطورات الظرفية، مهما تعددت، كافية لتجاوز هذا السؤال الاستراتيجي الهام؟

 

أليست هناك، بالإضافة إلى المشاكل الأساسية  المذكورة، تحديات أخرى جديــدة، لا تزال تعترض عملية التنمية وتعيق النهوض الاقتصادي الفعلي مثل مشكلة المياه والغذاء و ظاهرة الفساد الذي استشرى كالسرطان في المجتمع والدولة ، واستتبا عات الخوصصة و تداعيات العولمة والآثار السلبية لاتفاقات الشراكة ؟

 

هذه التساؤلات وغيرها تعكس وجها آخر من المفارقة التي شهدتها مسيرة الجمهورية منذ الاستقلال والتحرر من الاستعمار المباشر. وهي حالة تكاد تكون معممة على الدول النامية التي تعيش أزمة مزدوجة من انتعاش ظرفي للنمو وتعثر التنمية الشاملة التي تعرقل عملية البناء والنهوض الاقتصادي.

 

لقد حققت تونس أشواط أساسية لا تخطئها العين ، على مستوى التطور الاقتصادي و النمو رغم الكثير من التقلبات التي رافقته وساهمت في هشاشته وضعف كفاءته في ملاحقة المشكلات الهيكلية وتحجيمها.وهي خطوات هامة مقارنة بالعديد من البلدان في المنطقة العربية والإفريقية بوأت البلاد مركزا رئيسيا في قائمة البلدان النامية المهيأة للإقلاع.

 

ولكن لم تفلح هذه الخطوات لحد الآن في تحويل النمو الاقتصادي إلى تنمية شاملة لأسباب  عديدة من أهمها:

 

ـ تذبذب الخيارات خلال الخمسين سنة الماضية وغياب إستراتيجية تنموية واضحة الهوية والمعالم حيث شهدت البلاد تحولات في سياسات التنمية من النقيض إلى النقيض مما أدى إلى إهدار الكثير من الجهود والإمكانات والفرص .

 

ـ اعتماد دالة إنتاج رأسمالية معكوسة لفترة طويلة تقوم على أولوية عنصر رأس المال الذي نفقده على عنصر العمل ـ الرأسمال البشري ـ الذي نملكه وننفق الجهود تلو الأخرى لتكوينه وتأهيله، وبناء الخطط المتتالية على هذا الأساس الخاطئ مما حول الاقتصاد الوطني إلى ما يشبه المخبر الذي تجرب فيه نماذج التنمية المستوردة !

 

ـ غياب مناخ الحرية والمشاركة  المجتمعية لكل الفئات والقطاعات والجماعات بشكل متناسق وعدم توفر بيئة ملائمة للحكم الراشد باعتباره الضامن الوحيد لتفعيل الرأسمال البشري والاجتماعي لإحداث النقلة المطلوبة لتسريع عملية التنمية.

 

لقد أصبحت العلاقة بين مفهوم الحكم (الراشد) والتنمية الإنسانية المستدامة علاقة عضوية ومحورية باعتبار أن الحكم الراشد أو الصالح كما أضحى متعارفا عليه، هو لضامن الوحيد لتحقيق التنمية الإنسانية. و لا سبيل لإرساء الحكم الراشد إلا بإقامة دولة الحق والقانون، وتطبيق مبادئ الجمهورية وترسيخ التعددية وإرساء دعائم حرية الرأي والتعبير والقضاء على الفساد وملاحقة المفسدين.

 

فهل آن الأوان للإجابة على هذه التحديات ومواجهة المصاعب والمعيقات  في طريق الحرية والهوية

والتنمية؟ أم أن قدر تونس والتونسيين الانتظار خمسين سنة ثانية للوصول إلى  الجمهورية الثانية؟


الجــمهــورية
 
بقلم: مختار اليحياوي بين إطراء القانع و تودد الطامع و تشكيك اليائس و تنديد الغاضب تعود »الجمهورية« بمناسبة الذكري الخمسين لإعلانها إلى واجهة الجدل السياسي في تونس. و لا يختلف الخطاب بخلفيته الدعائية أو المعارضة عن كونه يضمر الكثير من المغالطة بسحب حدث الإعلان عن القيام الفعلي للجمهورية في 25 جويلية 1957 كمنطلق ضمني للحديث في شأنها. و هو خطاب مخادع يتناقض جذريا مع الأمانة العلمية في توصيف الوضع القائم و الذي لا يمكن وصفه بالحالة الجمهورية مهما تعسفنا على المفاهيم و المقاييس الدستورية و القانونية. لذلك فإن انفصام الخطاب السياسي عن حقيقة واقعه يشكل في حد ذاته ظاهرة تؤشر عن حالة النخبة السائدة حاليا و مستوى البؤس المعرفي و الأخلاقي الذي تردت إليه. و لكننا في خضم هذا الانفصام و الهذيان الغالب لا نعدم أصواتا لا تتاجر بمصداقيتها العلمية أو تحتمي بالصمت تهربا من مسؤوليتها بل أنها لا تماري في القول بأنه » لازال لا محالة الطريق طويلا أمام البلاد وأمام الجمهورية والناس يُحكمون بما هم يستحقون. «لأن المقولة السياسية في هذا المجال مهما بلغ طموحها و جموحها لا يمكن أن تتعدى الطابع التبشيري النظري المحض ما لم تتأسس على الحقيقة المعرفية بعد تأقلمها و استيطانها و اكتسبها حق التصريح بوجودها في مجتمعها. و هكذا نجد مفاهيم واضحة جلية لا لبس فيها على منوال الجمهورية التي لا يحتاج أي فرد لعراف أو وصي يلقنه لإدراكها لأنها من بين تلك الفاهيم التي يعبر عنها الفيلسوف المغربي المهدي المنجرة » بقيمة القيم « و لكن تكالب عليها المحرفون و المنحرفون تشويها و تعقيدا حتى أصبحت على منوال الجمهورية عنوانا للتسلط و كالعدل عنوانا للقهر و كالحيف و المحاباة عنوانا للمساواة. و لأن تلك القيم تستمد دليل و جودها من ذاتها و لا تحتاج لوسائط لتبليغها فلا يمكن للمحكوم بالتسلط و القمع أن يشعر بالجمهورية كما لا يمكن للمقموع أن يشعر بالحرية و المظلوم بالعدالة و المغبون بالمساواة. لأنه بغير هذا المفهوم يصبح التحصيل و التعلم نكبة على عامة الناس و حمكا بالوصاية الأبدية عليهم من طرف النخبة. كما لا يمكن أن تشعر قلة بالاطمئنان بينما تعرف أن الأغلبية لا تحلم إلا بيوم الخلاص من هيمنتها و نهبها على حسابها و لا يمكن في هكذا أوضاع التحدث عن أمن و استقرار. كما لا يمكن من منظور الإنسانية أن ينضر للرفاه ورغد العيش القائم على بؤس و ازدراء الأكثرية من منطلق أي شرعية أخلاقية أو قانونية. لذلك يصبح مغزى الحدث الذي نحن بصدده، بعيدا عن حالات التبهلل التي لا طائل من ورائها، بسيطا واضح المعالم يتمحور حول عجزنا كمجتمع على ضمان و فائنا واحترامنا للمواثيق و العهود التي نقطعها على أنفسنا و التي تعددت سقطاتنا المدوية في كل اختباراتها حتي وصلنا مستوى النفاق و الرياء وقلب المنطق و التجاوز على المبادئ و القيم الحد الذي حول بلادنا لدولة الظلم وسلطان الباطل. الجمهورية التي وئدت قبل أن يجف حبر صك إعلانها هي نفس الجمهورية التي خدعنا ببيان وعد إصلاحها و تقويم مسارها. والجمهورية التي نعنيها في هذا السياق إنما تتعلق بذلك الإعلان الذي يمر نصف قرن على صدوره و أحكام الدستور التي جائت بدعوى تطبيقه و اللذان بقيا حبرا على ورق تماما كما حصل قبلها بقرن لعهد الأمان و دستوره و قوانينه. و لعله من الجدير هنا التذكير بالمفارقات الفريدة لتاريخنا فعهد الأمان أعلن قبل أن تسن و تصدر القوانين التي تضمن الأمان كما أن إعلان الجمهورية صدر قبل أن يصدر الدستور الذي ينضم مؤسساتها و يحمي مقوماتها. الصورة واضحة وضوح الشمس في هاجرة النهار، تطرح علينا تحدي أخلاقي أكثر منه سياسي و تضعنا في موقع الإختيار بين متناقضان لا يلتقيان. لأننا عندما نكون أمام أن نكون سادة أحرارا في وطننا أوفياء لقيمنا منسجمين مع مبادئنا نحترم قوانيننا و نفي عهودنا نذود عن حقوقنا و لا نتجاوز على حقوق بعضنا و بين أن نكون نفايات هذا الزمن الرديء مثل كل نماذج هذه الطحالب البشرية المجردة من الإنسانية و التي ازدهرت في مستنقع الإستكانة و الركون الذي استعمر بلادنا لا يمكن أن نشك في صحة الإختيار و لا في حتمية الإنتصار. قضية الجمهورية في المحصلة قضية قيادة بمعني بان ينتقل الواحد منا إلى حجم المركبة التي يقودها بنفسه في رحلته لا أن يكون رهينة محتجزة على مركبة مختطفة من غيره. و المقصود بالمركبة في هذا المقام إنما هو الوطن بمعنى أن يكون كل واحد منا بحجم هذا الوطن الذي نملكه و نريد أن نحلق به لأننا عندما نعى أنه مقياس حجمنا ندرك أنه لن يبقى من يقوى علينا لاحتجازنا داخله أو تشريدنا منه و لن نحتاج إلى من يعلمنا كيف نقوده و إلى أين سنسير به و كيف نحدد سرعته. المختار اليحياوي – تونس في 24 جويلية 2007 (المصدر: مدونة Tunisia Watch  لمختار اليحياوي بتاريخ 24 جويلية 2007) الرابط: http://tunisiawatch.rsfblog.org


 

بمناسبة عيد الجمهوريـة

      الجزء الثــالـــث
الاستــاذ فيصــل الزمنـى : نواصل باذن الله تعـالي نشر الدراسة المنجزة بمنـاسبة عيد الجمهورية  و التى أرجأنـا نشرهـا لاسباب تعرضنا لهـا سابقـا  راجين من الله أن يوفقنـا لمـا فيه مصلحة البلاد و العباد .  2 ـ المتغيــرات الداخليـــــة : أمـا على الساحة الداخلية فان فرحة الشعب التونسي باستقلاله سنة 1956 قد جـاءت رفقة طفرة  لاسنتشاق هواء جديـــــد و الدخـــــــول الـى عهد وطنى يرتكز على مـا كـان الشعب التونسي محروم منه و بالاساس ممـارسة السيادة كاملة على أراضيه . كمـا أن انتشار القناعة بالنظـام الجمهوري جعل من المواطنين يسمون بناتهم  » جمهورية  » و كم من فتاة تونسية سماهـا أبوهـا فى متصف القرن الماضى  » جمهورية  »  صـارت الان أمـا و أنجبت أبنـاء هم :    أولاد الجمهــوريــة فى سنة 1956 كان عدد التونسيين تقريبا ربــــع عددهم الحـــــالي أو على اقصى تقدير ثلث عدهم اليوم و كانت متطلبات الحياة اليومية غير المتطلبات الحـالية .و يمكن القول أن الصراع من أجل الحكم كـان يدور رحاه داخل البيت الدستورى . أمـا خـارجه فكـان التونسيون يتجمعون فى تنظيمات اجتمـاعية نقـابية و مهنية و ثقـافية لا غير … و حتى بعض نواة الاحزاب كالحزب الشيوعى مثلا أو الحركات القومية العربية ..  قد كـانت ضعيفة مقـارنة مع المد الدستوري الجارف . و قد كـان حزب الدستور يطبق نظرية أنـا أو لا أحد … بمـا جعل البعض يتوجهون الـى محـاولة انقلاب الدموى …. لقد أسس الحبيب ببورقيبة مفهومـا للعمل السياسي بناه على مفهوم الوحدة القومية و هو يتمثل فى أن جميع التونسيين هم ينتمون الـى أمة واحدة و هي الامة التونسية و عليه فان هـذه الامة يجب أن تنصهر صلب حزب واحد  يتبنى أطروحاتهـا و يدافع عنهـا .  و انطلاقـا من هـذا المفهوم فانه يمكن الاختلاف داخل هـذا الحزب و لا يمكن ممـارسة المعـارضة خـارجــــه اذ أن المعـارض يكـــــون عندهـا معـــــاد و منـاقضا  لللامة التونسية التى يحق لهـا أن تتخذ ضده مـا تراه من قمع و تعسف . هـذا فى كلمـات ملخص لرؤيـة البورقيبية للعمل السياسي و الحزبي عمومـا و هي فكرة  حكم بهـا الحبيب بورقيبة تونس  من الاستقلال الى 1987 . و كأن ذلك كـان قد ورد فى غفلـة من الجمهوريــــــة و من عمق و كنه النظـام الجمهوري … الذى لا يفرق بين أبنـاء الشعب الواحد….  ان هـذا التمشى لا يقبل النفس المعـارض و هو مـا حدى ببورقيبة الـى مقاومة مشروع أحمد بن صـالح الذى يرتكز فى عمقه على الوحدة الشعبية التى تتضـارب مع مفهوم الامة متحدة المصـالح برغم موافقته على المشروع عند انطلاقه . ان تونس اليوم بعيدة كل البعد عن فكرة الوحدة القومية البورقيبية .ان الوجدان التونسي و القناعة الشعبية … مثلهمـا مثل الواقع السياسي المعيش لم يعودوا يقبلون بمفهوم الوحدة القومية المؤسسة على الامة متحـــــدة المصـالح فالشعب التونسي اليوم و لئن يجمعه الولاء لتونس الا أنه قد صـارت تجمعه مصـالح متفرقة و صـار من الطبيعى أن يتحزب صلب تجمعات سياسية تدافع عن مصـالح كل فئة على حده . ليس لاحد اليوم مثلا أن يناقش فكرة اليسار و اليمين بتونس فالواضح أن الشغـالين فى تونس لا يمكن دمجهم صلب حزب يدافع عن التوجه اللبرالي  و ينظر( الشدة على الضاد )  لمصلحة رأس المـال مثلا . لذلك فان فكرةالامة الواحدة التى يمثلهـا حزب واحد لم يعد من الممكن ترويجهـا فى تونس اليوم بل أن الشعب التونسي صـار يتطلع الـى حياة ديمقراطية تقــــوم على احتــــرام اختيار المواطن و صدق التعبير عن طموحاته و ارادته صلب مؤسسات منتخبة و شرعية . كل ذلك يحيلنا على شروط تكوين الجبهة الداخلية الصلبة الضامنة للمحافظة على مـا يمكن المحافظة عليه من المبادى التى قـام عليهـا مشروع الاستقلال . من أجل أن تكون الجمهورية التونسية  جمهورية كل التونسيين جميعـا بدون استثنـاء كمـا جـاء صلب النص الحرفي لبيان السابع( 07 )  من نوفمبر . لقد برزت فى الفترة الاخيرة بالبلاد نقاشات و تساؤلات حول هجرة الشباب للعمل السياسي… و هو أر غريب اذ أن النتيجة الطبيعية لنشر قيم الجمهورية هو نمو النزعة المطلبية و اهتمـام المواطن بالشأن العـام و ذلك على عكس النظـام الملكي مثلا الذى يقوم على أساس الملك السيد و الشعب الرعيــة . لقد  ذهب المحللون فى باب هجرة الشباب للعمل السياسي  كل المذاهب .. الا أننا نعتقد أن هـذه الهجرة انمـا هي ناجمة عن أمرين الاول يعود الـى تطلع الشباب التونسي لمـا يجرى بالدول المتقدمة و اراد ة التشبه بهـا و الثانى يعود الـى عدم قدرة الساحة السياسية الداخلية على استيعاب الشباب . أ ـ : تعلق الشباب التونسي بمـا يجرى بالبلدان المتقدمة . ان موقع تونس كحلقة وصل بين الشرق و الغرب من جهة و بين الشمـال و الجنوب من جهة أخرى يجعل من الشباب التونسي ينظر الـى نظيره الشباب الاوروبي نظرة الند للند خـاصة و أنه لا شيئ ينقصه ليكون كمثيله بالبلاد الاوروبية من حيث الحقوق و كرامة العيش …. ان هـذا الواقع يحيل الشباب التونسي لا محـالة على مقـارنة واقعه بواقع الشباب بالبلاد المتقدمة … ان هـذه المقارنة تجعل الشباب ببلادنـا يشعر بالاحباط … ان المتفرس فى أوجه الحياة العـامة عمومـا لا يمكنه الا أن يقف عند الشعـارات و المبادرات الجدية و التقدمية التى تصدر عن أعلى هرم السلطة و هو أمر يجعلنـا نتفـاءل خيرا… لكن هـذه المبادرات و عندمـا توضع على بساط التطبيق فان ذلك يتم بواسطة ادارة حزبية دستورية لا علاقة لهـا لا من قريب و لا من بعيد بمنطق فصل الدولة عن الحزب الحـاكم … فمـا تبنيه مؤسسة رئـاسة الجمهورية من مبادرات تهدره الادارة الدستورية الرجعيـة المحافظة بل قل المنغلقـة … الى حد أن البعض قد شبه المبادرة الرئـاسية ببلادنـا بمثل الشمس التى تسطع لكي تظلل على الجميع و تمنحهم الدفى اللازم لتنتشر الحياة على الارض… الا أن أشعة هـذه الشمس و كلمـا قطعت شوطـا فى اتجاه المنتفعين بهـا …الا و اعترضتهـا مظلات الادارة الدستوريـة …. فتقلــــل منهـا تـــــارة أو تحــــد من فاعليتهـا تـــــارة أخــرى … الى غـاية أن الادارة الدستورية صـارت تتحكم كليا تقريبـا فى المبادرة …. الى أن صـار الشاب غير المنتمى للحزب الحـاكم محرومـا تقريبـا من التمتع بأشعة تلك الشمس التى جـاءت فى الحقيقة له كغيره من الشبـاب …. ان هـذا الواقع يجعل من المشهد السياسى عمومـا ببلادنـا غير قـادر على كسب ثقة الشباب الذى أصبح يخير بين أمرين اثنين فامـا الانخراط فى الحزب الحـاكم انخراطـا انتهـازيـا من أجل تحقيق مصـالحه الشخصية … لا أكثر و لا أقل . أو الانخراط فى الحركـات المتطــــرفة سواءا كـان ذلك فى اتجاه اليمين أو اليسار … أمـا المؤسسات المدنية و السياسية القائمة بالبلاد فهي لم تعد قـادرة على انجـاز أي مشروع سياسي … أكثر من ضمـان جملة من المصالح المتعلقة ببعض القائمين عليهـا . ب ـ :  عجز الساحة السياسية الداخلية : ان الشباب التونسي الذى دخل مرحلة 1956 تحدوه عزيمة العمل و الكد و البنـاء … و تبنى النظام الجمهوري باعتباره يوفر له الاطار الامثل للبذل و العطاء … قد تلقى الضربة تلو الاخرى فى نفس الوقت الذى تم الانتقال به من تجربة الـى الاخرى … فمن 1956 الـى 1987 مثلا قد مرت البلاد على المستوى الاقتصـادى من السياسة الاجتمـاعية الحمـائية الـى الاشتراكية و التعـاضديات … الـى اللبراليـة و الانفتــاح … و على المستوى السياسي من فكرة الوحدة القومية الـى ممـارسة الوحدة الشعبية … الى الاعتراف ببعض الاحزاب …. ان هـذا التذبذب فى الخيارات الاستراتيجية قد خلف عـديد الهــــزات و أثر على حركة الشباب و همشه و خير دليل على ذلك هو مـا تعرضت لـه الجامعة التونسية من ضربات و محــــــاولات تحويل وجهتهـا و استغلالهـا فى الصراعات التى كان يدور رحاهـا على مشـارف قصر بورقيبة . فالجـامعة التى ضربت سنة 1971 … أريد لهـا أن تدخل فى صراع دموي بين يمين و يسار اشتد فى بداية الثمانينات … أمـا الحزب الحـاكم فهو لم يقبل الـى الان بضرورة وجود أحزاب سياسية فى البلاد لا تأتمر بأوامره و لا تخضع لمشيئته … و هو مـا أفقد العمل السياسي المعـارض الرسمى البريق الذى كـان قد عرفه عندمـا كـانت معظم الحركـات السياسسة التى تمثل الاحزاب السياسية المعارضة اليوم تعمل فى السر أو خـارج الاطـار الرسمى . ان تأشيرة الاذن بالنشاط العلنى التى يتسلمهـا الحزب السياسي من السلطة صـارت ببلادنـا و كأنهـا وثيقة وفاة للحركة السياسية التى يمثلهـا الحزب. فمـا أن يولد الحزب حتى تنتقل اهتماماته من البنـاء الفكـــرى و العمل المجدى و النقد البناء…. الـى السعي لارضـاء الحــــزب الحـاكم و توفير الفرص لنيل المقاعد بالبرلمان …. على حساب العمل السياسي الصحيح الذى تحتاجه البلاد . و لننظر الـى حـالة الاحزاب السياسية المعـارضة ببلادنـا …. فاية علاقة لحزب الوحدة الشعبية الان فى سنة 2007    بالمشروع الذى تأسس من أجله هـذا الحزب ؟ و أين هي حركة الديمقراطيين الاشتراكيين من مشروعهـا الاساسي ؟ أمـا حركة التجديد فتكفى الاشـارة الـى أنهـا و الى الان تبحث عن فكر جديد… بعد أن تخلت عن الشيوعية بشكل رسمي …. ! الخ … الخ … الخ … ان خطر تخلف المشهد السياسي بلادنـا لا يمكن الاستهـانة به… لكونه يمثل بركانـا لا يغرك صمته…فهو قد ينشط فى كل وقـــــت… و ينشط بالطريقة التى يختارهـا هو طـالمـا أنه لا توجــــد وسـائــــل وقـائية أو توجيهية . كل ذلك يجعلنـا نقف اليوم عند جبهة داخلية ضعيفة … لا تضمن التماسك و الصمود أمـام الهزات . ان هـذا الوضع الذى صـارت اليه البلاد من بعد نصف قرن من الاستقلال …. و الذى واكبته تغيرات كبرى على الساحة العـالمية يجعل منـا اليوم نعيش وضعـا يمكن تلخيصه فيمـا يلى : استقلالا يمـارس تحت الضغوط العـالمية بحيث أننـا نمـارس من الاستقلال مـا استطعنـا اليه سبيلا … أمـا اذا أرادت القوى العظمى تجـاوز السيادة الوطنية على النحو المبين بالطالع … فاننـا لا حول لنـا و لا قوة . يضـاف الـى ذلك ضعف المشهد السياسي ببلادنـا و هشاشته و هو مـا يعرض البلاد بمختلف حساسياتهـا و تركيباتهـا الى الاختراق…. و الى البحث عن تحقيق المصلحة الشخصية قبل العليـا للوطن …. و هو مـا يعرض الاستقلال للخطر الجدى . ضف الى ذلك بروز بوادر عالمية تسير رويدا رويدا لتمثل نظاما دوليا كامل بمثابة الدستور العالمى مفروض على الدول بشكل يجعل الجمهورية الى بننيناها بدماءنا  و تضحياتنا تدخل مرحلة مواجهة مفهوم عالمي جديد قد تشكلت قاعدته لتكون  » جمهورية أخرى  » تمنح لنفسها حق السلطة العالمية التى بامكانها ايقاف السلطة الاقليمية عند الاقتضاء . و ان كان المصطاح المستعمــــل حاليا لم يرقى الى كلمة  » الجمهورية الدولية  »  و اقتصر على كلمة الحكم العالمى : »  La Gouvernance Mondiale   » . يتبـــــــــع .


 
 

 

طلبة تونس

بمناسبة الذكرى الخمسين لـ   » إعلان الجمهورية « 

 دعـــوة

 
بمناسبة الذكرى الخمسين لـ   » إعلان الجمهورية  » ندعو كافة الإخوة الطلبة و متصفحي الموقع إلى المساهمة بآرائهم و كتاباتهم في إبراز حصيلة ما تحقق للشباب و خاصة الشباب الطالبي طيلة نصف القرن الماضي و هل يعتبرون الإيجابيات أكثر من السلبيات أم العكس و ما هي تصوراتهم لآفاق المستقبل …. خمسون سنة من اللا جمهورية  
تحتفل بلادنا هذه الأيام بإعلان الجمهورية في ذكراه الخمسين و نحن لم ندرك بعد معنى القيم الجمهورية النظام الجمهوري لا مجال فيه للحكم مدى الحياة.  يعني مبدأ حكم الشعب, عبر انتخابات حرة    و نزيهة وليست انتقائية ولا إقصائية  ,وهناك فصل بين السلط الثلاث .قضاء عادل  برلمان  حر وإعلام متحرر من القيود و الرقابة , جمعيات نشيطة ونقابات حصينة من ضير الحكومة. النظام الجمهوري يعني مبدأ المواطنة من حرية فردية في اللباس وممارسة الشعائر الدينية والملكية والعمل والتعليم والصحة والتنقل داخت البلاد و خارجها و حريات عامة كالتنظم والتعبير عن الرأي والصحافة والمشاركة في الحياة العامة  و مساواة بين الأفراد في الحقوق والواجبات  لا تنفذ ولا محسوبية ولا انتقاء. النظام الجمهوري يعني حرية دخول الحياة السياسية وتكوين الأحزاب و التداول السلمي على السلطة ……    النظام الجمهوري بكل مرارة لم يحل ركبه بعد في ديارنا…….                                                                                                    نفطي محضي طالب مرحلة ثالثة كلية العلوم ببنزرت
 

كفانا تجنيا على قيم الجمهورية

أردته نداءا هادئا إلي حكومتنا الطيبة الصالحة و هي تستعد للاحتفال بخمسينية ما يسمى قيام الجمهورية في وطننا الحبيب  منذ الاستقلال

 
    عن أي شيء تتحدثون يا سادتي عن فصل بين  السلط                                 و السلطة عندنا بيد شخص واحد                                            وزارات  لتسيير شؤون المواطن                    والحال أن في تونس توجد وزارة واحدة عن تداول على  السلطة                               و لم نرى  غير الحزب الواحد والأوحد عن حرية الإعلام و سلطته الرابعة                  وإ علامنا  إ قلت لا حول له ولا قوة     فقد جاملته عن قضاء عادل                                         فاسألوا  جمعية القضاة        كان الله في عونها عن محاماة مستقلة                                    وما تتعرض له الهيأة يغني عن كل سؤال عن حرية التنظم                                        و قوانين إنشاء  الأحزاب عندنا  حدث و لا حرج عن رابطة  لحقوق الإنسان                          و الرابطة عندنا  رحمها الله وبرد ثراها عن الحريات الفردية والعامة                        و سجوننا تغص بالسجناء السياسيين و سجناء الرأي وخاصة الشباب عن حرية اللباس و ممارسة المعتقد الذي يكفله الدستور                 و في مدارسنا وجامعاتنا لا لغة تعلو فوق منشور 108 عن التشغيل                                         ولعل حال أ صحاب الشهائد العليا وأعدادهم التي فاقت المائة ألف عاطل يغني عن كل توضيح  وعن …………. وعن……………………………….. وعن………………………………………… وعن…………………………………………………
 
.فرجائي  عندكم يا  سادتي يا كرام  أن توئدوا هذه الجمهورية المسكينة و أن  تعيدوا لنا النظام الملكي  لتستريحوا و لنسترح جميعا و بدل أن نناشد لنهتف بصوت واحد   …      يحيا الملك    عاش الملك…..                                        جاسر – طالب بكلية العلوم بصفاقس  
 

ليعلم العالم بأسره ماذا تعني الجمهورية في منظور الحكومة التونسية

 
يتلخص مفهومها لديهم أي حكام بلادنا في تلجيم الأفواه و ملئ السجون بكل من لا يروق لهم من طلبة و حقوقيين وسياسيين و قمع المنظمات و النقابات والاتحادات الطلابية والإعلام إضافة إلى جعل السلط سلطة واحدة بيد شخص واحد وأوحد  ومعنى التعددية عندهم هي حتمية الحزب الواحد إلى أن يرث الله السماوات والأرض. دو أن ننسى التضييق على الحريات عامة كانت أو فردية و التدخل في شؤون القضاء و المحماة . لكن ختاما رجاءا يا سادتي أن تخجل لأنفسكم أمام العالم وليس أمامنا  فها نحن نناشدكم بدل مناشدة الرئيس قبوله الترشح لولاية  أبدية أن تراجعوا أنفسكم وتصححوا الأوزان فالبلاد لم تعد تحتمل أكثر مما احتملت. سيف الله – طالب بكلية العلوم بصفاقس (المصدر: موقع « طلبة تونس » بتاريخ 25 جويلية 2007) الرابط: www.tunisie-talaba.net


 

خطاب سيادة الرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين لإعلان الجمهورية

 
(قرطاج، 25 جويلية 2007) بسم الله الرحمان الرحيم أيها المواطنون، أيتها المواطنات، يحتفل شعبنا اليوم بذكرى تاريخية مجيدة، إنها الذكرى الخمسون لإعلان الجمهورية، وهي مناسبة لاستحضار كفاح شعبنا وتضحيات أجياله المتعاقبة من أجل العزة والكرامة ؛ فقد كان إعلان الجمهورية يوم 25 جويلية 1957 تحريرا لإرادة الشعب واستكمالا لمقومات سيادته وحريته التي جاء بها الاستقلال يوم 20 مارس 1956. وإذ أهنئ بهذه المناسبة جميع من سينالهم بعد حين، شرف التكريم بوسام الجمهورية، فإني أكبر كل الجهود المساهمة في تثبيت أركان النظام الجمهوري ونشر قيمه ودعم إنجازاته وإثراء مكاسبه. إن إرساء النظام الجمهوري ببلادنا جسم معاني المواطنة بالنسبة إلى كل تونسي وتونسية وجعل من الشعب المرجع والفيصل في تصريف شؤون الوطن وفي مقدمتها الانتخاب الحر المباشر لمن يتولى شؤونه ولمن يمثلونه في السلطة التشريعية والمجالس البلدية. وإنه لمن حسن الصدف أن نحتفل هذه السنة بالذكرى الخمسين لإعلان الجمهورية وبالذكرى العشرين للتحول، ففي ذلك من الرموز والمعاني السامية ما يربط الصلة بين أمجاد ماضينا ومكاسب حاضرنا وفاق مستقبلنا. أيها المواطنون، أيتها المواطنات، إننا نعتز بأن تونس كانت من أوائل دول العالم التي عرفت منذ القدم أشكالا راقية للحكم القائم على المشاركة والمؤسسات. فقد نوه أرسطو في كتابه « السياسة » بدستور قرطاج وبدواليب دولتها ونظمها وطرق تكوينها. ولا بد من التذكير أيضا بأن الإعجاب بالنظام الجمهوري كان حاضرا في وجدان رواد حركة الإصلاح التونسية وأدبياتهم منذ القرن التاسع عشر، فقد تحدث أحمد ابن أبي الضياف في كتابه « الإتحاف  » عن النظام الجمهوري ووصفه وصفا دقيقا وبين مزاياه. وكان الفكر الإصلاحي أحد منطلقات إعداد بلادنا للتوجه نحو اختيار النظام الجمهوري، إضافة إلى ما ميز فترة النضال التحريري من أساليب المقاومة، وحسن التنظيم، وما أنجبه شعبنا من قيادات أيقظت نخوته، ووحدت صفوفه، ودربته على العمل الجماعي، وعلى ترتيب حياته الوطنية بما يتناسب مع إمكانياته واختياراته، وهو ما فسح المجال لإعلان الجمهورية، بأسلوب سلمي حضاري ودستوري، استجاب لمشيئة الشعب، في ظل دولة الاستقلال الفتية. وظلت أركان الجمهورية تتعزز في مختلف مناحي حياة الدولة الوطنية الحديثة، في إطار قيم مرجعية، وفقت بين مقتضيات التطوير والتحديث وثوابت الهوية الوطنية. أيها المواطنون، أيتها المواطنات، إنها مناسبة نعرب فيها عن وفائنا لأرواح الشهداء وتقديرنا لأولئك الرواد الوطنيين الذين زرعوا في شعبنا بذور الوعي الوطني، ونظموا صفوفه، ليخوض معارك التحرير والتحرر، ونتوجه بمشاعر الإكبار إلى جيل البناة الذي ركز أسس الجمهورية، وأقام بناءها وفي مقدمتهم الزعيم الحبيب بورقيبة، أول رئيس للجمهورية التونسية. وقد جعل دستور بلادنا من الجمهورية قاعدة ثابتة لنظام الحكم لا يمكن المساس بها أو التراجع فيها، ومكسبا ثمينا تقع مسؤولية الحفاظ عليه على جيل الرواد وعلى سائر الأجيال المتعاقبة ببلادنا باعتباره رمزا لسيادة الشعب ولقيم الحرية والمساواة والعدالة، في ظله حكم شعبنا نفسه بنفسه لأول مرة منذ عهود طويلة، ونجح في إرساء مقومات الحداثة بأبعادها المتكاملة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. إن إرساء النظام الجمهوري وإنجاز المشروع الثقافي التحديثي جعلا من تونس بلدا عصريا حريا بأن يواصل مساره بثبات على درب التقدم والبناء، إلا أنه تم الزيغ بالنظام الجمهوري بإعلان الرئاسة مدى الحياة وإقرار الخلافة الآلية التي لا دخل للشعب فيها، وبذلك مرت البلاد بمرحلة من عدم الاستقرار هددت مكاسب الجمهورية ومنجزاتها بالتراجع والتلاشي. وكانت الأوضاع المتردية قبل التحول سنة 1987 تتطلب حسما سريعا، فاخترنا، من منطلق الوعي بالواجب الوطني المقدس، واعتمادا على مقتضيات الدستور، تحمل المسؤولية التاريخية كاملة لإنقاذ الدولة من الوهن الذي أصابها قبل فوات الأوان، ورد الاعتبار إلى الجمهورية وإحياء قيمها. وأعلنا منذ فجر التغيير « أن شعبنا بلغ من الوعي والنضج ما يسمح لكل أبنائه وبناته بالمشاركة البناءة في تصريف شؤونه في ظل نظام جمهوري يولي المؤسسات مكانتها ويوفر أسباب الديمقراطية المسؤولة وعلى أساس سيادة الشعب ». أيها المواطنون، أيتها المواطنات، إن تحول السابع من نوفمبر كان مشروعا حضاريا استلهمنا جذوره ومبادئه من حركة الإصلاح ومن مسيرة الحركة الوطنية ومن طموحات شباب تونس وسائر قوى شعبنا الحية. وأردناه تواصلا وتطويرا وتحديثا وازدهارا، ورفضنا فكرة إرساء الجمهورية الثانية لمجرد تقليد الغير. وقد أوفينا بما تعهدنا به من إصلاحات في بيان السابع من نوفمبر 1987. وكان في طليعتها إعادة الاعتبار إلى النظام الجمهوري وقيمه بوضع حد للرئاسة مدى الحياة والخلافة الآلية لرئيس الجمهورية. وتتالت الإصلاحات الدستورية لدعم النظام الجمهوري وترسيخ سيادة الشعب وتعددت المبادرات في هذا السياق، وتضمنت بالخصوص توسيع مجال الاستفتاء التشريعي وإقرار الاستفتاء الدستوري لأول مرة في التعديل الذي أدخل على الدستور سنة 1997، حيث أصبح الشعب هو المرجع في كل ما يتعلق بالقضايا الوطنية وفي المسائل الهامة التي تتصل بمصلحة البلاد العليا. وترسيخا لسيادة الشعب وضمانا لتمثيل أوسع للجهات ولمختلف مكونات المجتمع، بادرنا سنة 2002 بإحداث مجلس للمستشارين، حرصا على تمثيل المنظمات المهنية والجهات والشخصيات والكفاءات الوطنية. وقد مكن إحداث هذا المجلس من تعزيز الوظيفة التشريعية وتطويرها، وهو ما أدخل حركية جديدة على الحياة السياسية. ولما كان تكريس علوية الدستور مقوما أساسيا من مقومات النظام الجمهوري، فقد بادرنا منذ الأسابيع الأولى للتحول بإحداث المجلس الدستوري، وعملنا على تطويره وعززنا مكانته بإدراجه في نص الدستور وإضفاء الصبغة الإلزامية على آرائه بالنسبة إلى جميع السلطات العمومية، فأصبحت من صلاحياته رقابة الانتخابات الرئاسية والتشريعية وعملية الاستفتاء. وهو اليوم دعامة أساسية من دعائم دولة القانون، وضمان لسلامة دستورية القوانين وشفافية الانتخابات وعمليات الاستفتاء. وإيمانا منا بأن الدساتير توضع للحاضر والمستقبل، بادرنا بالتعديل الجوهري للدستور سنة 2002 ليتضمن المبادئ التي جاء بها المشروع المجتمعي للتحول والتي تشكل أبرز خياراتنا السياسية ومصدر الإصلاحات والتشريعات التي وقع إعدادها منذ التغيير، بهدف تأمين حقوق الإنسان وكرامة الفرد ودولة القانون والتعددية، والتضامن والتآزر والتسامح بين الأفراد والفئات والأجيال. ومن أهم الإضافات التي جاء بها الدستور الجديد، الإعلان عن ضمان الحريات الأساسية وحقوق الإنسان في كونيتها وشموليتها وتكاملها وترابطها. فالحقوق المدنية والسياسية لا تكتمل إذا لم تقترن بتأمين الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحقوق الأخرى من الأجيال اللاحقة. ورسخنا في الواقع دولة القانون الذي لا يعلو عليه أحد مهما كانت مكانته وذلك هو المغزى العميق لدولة القانون التي يقوم عليها نظامنا الجمهوري. واعتبارا لأهمية هذا الإصلاح الذي أرسى دعائم جمهورية الغد بادرنا بعرضه على استفتاء الشعب بعد موافقة مجلس النواب عليه حتى يكون تكريسا لخيار شعبنا وطموحاته. وحرصا منا على مزيد حماية حقوق الأفراد وتأكيد حق الملكية الذي يضمنه الدستور، نأذن اليوم بإعداد مشروع قانون لتطوير أساليب الطعن في أحكام المحكمة العقارية، وذلك بإقرار الاستئناف أو التعقيب حسب الحالة، مما يمكن المتقاضين من عرض نزاعاتهم العقارية أمام جهة قضائية أخرى دون المساس بنسق تصفية الأوضاع العقارية وتطهيرها. إن إقامة الجمهورية على مبدإ التعددية خيار جوهري من خيارات التغيير. ويعني ذلك تعدد الأحزاب والتنظيمات الشعبية والجمعيات ومختلف مكونات المجتمع المدني. كما يعني التعددية الفكرية والاختلاف في الرأي والاجتهاد. وإن إدراج مبدإ التعددية في الدستور من شروط ترسيخ الديمقراطية، فلا مجال للحزب الواحد أو للرأي الواحد. إن النظام الجمهوري يقترن بانتخاب رئيس الجمهورية. والانتخاب يعني حق الاختيار، ولا يكتسب الاختيار معناه الحقيقي إلا في ظل تعدد الترشحات لرئاسة الجمهورية. وإذا كان الانتخاب قد اتخذ في السنوات الأولى للجمهورية منحى مبايعة المرشح الواحد، فإننا عملنا على تجسيم حق الشعب في اختيار رئيس الجمهورية في إطار التعددية، من منطلق إيماننا العميق بنضج شعبنا وبحقه في اختيار المرشح الأجدر لتسيير شؤون البلاد. لذلك سعينا إلى تيسير شروط الترشح لرئاسة الجمهورية، وهو ما سمح لأول مرة في تاريخ البلاد، بتنظيم انتخابات رئاسية تعددية سنتي  1999 و 2004. أيها المواطنون، أيتها المواطنات، إن ما تحقق من مكاسب وإنجازات على امتداد خمسين سنة من قيام النظام الجمهوري، قد غير وجه الحياة بصفة جذرية في كامل أنحاء البلاد بمدنها وقراها وأريافها على حد سواء؛ فقد ارتفع متوسط الدخل الفردي إلى أربعة لاف دينار، وانخفضت نسبة الفقر إلى 3.8% مما أسهم في توسيع الطبقة الوسطى في المجتمع التونسي لتصل إلى حدود 80%، وارتفع أمل الحياة عند الولادة إلى 74 سنة. ولما كانت بلادنا اليوم من أوائل الدول في العالم من حيث مؤشر نسبة امتلاك العائلات لمساكنها، وباعتبار ما للسكن من أهمية في تعزيز مقومات العيش الكريم والرفاه العائلي، فإننا نأذن بإضفاء مزيد المرونة على قروض السكن وتخفيف الضغط على دخل الأسرة، وذلك بالتمديد في مدة استخلاص القروض المسندة، إلى خمس وعشرين سنة حسب قدرة البنوك المقرضة على تعبئة موارد طويلة الأجل. كما نأذن أيضا بالترفيع في مدة القروض المسندة في إطار نظام الادخار السكني إلى خمس وعشرين سنة، بما يسهم من جهة أخرى، في مزيد تنشيط هذا الصنف من الادخار. لقد كسبت بلادنا رهان تعميم التعليم، وارتفع عدد الطلبة اليوم إلى حوالي 360 ألف طالب، وانتشرت الأقطاب الجامعية في مختلف جهات الجمهورية، وتقلصت نسبة الأمية من 85% في بداية الاستقلال إلى ما دون 20% اليوم، وتوسعت التغطية الاجتماعية لتشمل كل الفئات. كما تحسن مستوى عيش السكان بتطوير الخدمات الأساسية، كالتنوير الكهربائي والماء الصالح للشراب. وتعززت مقومات مجتمع المعرفة بدعم البنية الأساسية الاتصالية والثقافة الرقمية وتكثيف الارتباط بشبكة الأنترنات، والنفاذ إلى التكنولوجيات الحديثة للاتصال. وشهدت جميع مؤشرات جودة الحياة نقلة نوعية كبرى بوأت بلادنا مكانة متميزة في سائر تقويمات المنظمات والهيئات الدولية من حيث التنمية البشرية والرعاية الصحية والاجتماعية. وإنها مكاسب وإنجازات ستتعزز خلال تنفيذ المخطط الحادي عشر للتنمية، الذي وقعنا على وثيقته منذ أيام قليلة، وذلك في مجالات تحديث البنية الأساسية، بالشروع في إنجاز الطريق السيارة تونس راس جدير على أقساط، والجزء الرابط بين وادي الزرقا وبوسالم، وإقامة الوصلات لربط مدن باجة وجندوبة والكاف وبوعرادة والفحص والقيروان بالطريق السيارة، وإنجاز المطار الجديد بالوسط الشرقي، والشروع في إحداث ميناء المياه العميقة ومنطقة الخدمات اللوجستية المرتبطة به، علاوة على تركيز شبكة عصرية للنقل الحديدي الحضري بتونس العاصمة، وبناء أحد عشر منعرجا حول المدن وسبعة وعشرين جسرا، وتأهيل شبكة الطرقات المرقمة على طول 2.724 كيلومترا ومد شبكة المسالك الريفية على طول 4.900 كيلومتر . إن المجهود الذي سيتم بذله في مجال البنية الأساسية سيشمل جل القطاعات والجهات بما يخدم أولوياتنا الوطنية وفي مقدمتها الرفع من فرص التشغيل ودفع الاستثمار وإحداث المؤسسات وتنشيط التصدير. لذلك سيتم توسيع شبكة المراكز الجهوية للعمل عن بعد لتشمل تدريجيا كل الولايات، وتعميم مراكز الأعمال عليها قبل موفى سنة 2009، مع مواصلة برنامج إحداث الأقطاب التكنولوجية ومحاضن المؤسسات، إضافة إلى تهيئة ستة مائة هكتار من المناطق الصناعية وإنجاز ثلاث عشرة منطقة سياحية بطاقة إيواء تقدر بـ 81 ألف سرير. وستتدعم هذه المشاريع بمواصلة تنفيذ خطة تعبئة الموارد المائية بإنجاز أحد عشر سدا وحفر ما يزيد على مائتي بئر استكشافية، وتهيئة عشرين ألف هكتار من المناطق السقوية الجديدة. ولكي نحقق أرفع المستويات لمقومات التنمية البشرية بما يستجيب لطموحاتنا ويكرس أهدافنا وأولوياتنا الوطنية، سيتم خلال فترة المخطط الحادي عشر توسيع وتجديد طاقة التكوين المهني والتدريب بكل الولايات، وتعزيز البنية الأساسية للصحة وشبكة دور الشباب والثقافة، إضافة إلى إحداث سبع عشرة مؤسسة جامعية جديدة، قادرة على استيعاب مائة وخمسين ألف طالب قبل سنة 2009. وسعيا إلى النهوض بالاستثمار الخاص في مناطق التنمية الجهوية واستحثاث نسق إحداث المؤسسات بها، نأذن بإعادة تصنيف مناطق التنمية الجهوية ومراجعة سلم الحوافز والتشجيعات بعنوان التنمية الجهوية وقائمة الأنشطة المنتفعة بها، وذلك في اتجاه دعم الحوافز والتشجيعات في الجهات الداخلية. كما نأذن بوضع برنامج إضافي للمخطط الحادي عشر لتهيئة مناطق صناعية على مساحة خمسين هكتارا في الجهات الداخلية، والانطلاق في إنجاز دفعة أولى من مشاريع الجيل الجديد من برنامج التنمية المندمجة تخص عشرين معتمدية ذات أولوية بكلفة مائة مليون دينار. أيها المواطنون، أيتها المواطنات، إن من مفاخر نظامنا الجمهوري ما بلغته المرأة التونسية من مكانة رفيعة في الأسرة والمجتمع، ارتقت بها من مرتبة المساواة إلى مرتبة الشراكة التامة. وقد نزلنا المبادئ المتعلقة بالأحوال الشخصية منزلة دستورية وأصبح الدستور بمقتضى ذلك يلزم الأحزاب السياسية باحترامها. ويصادف احتفالنا هذا العام بالذكرى الخمسين لإعلان الجمهورية، مرور خمس عشرة سنة على مبادرتنا بتنقيح مجلة الأحوال الشخصية وإحداث صندوق ضمان النفقة وجراية الطلاق وما تلاهما من مبادرات رسخت بصورة فعلية مساواة المرأة بالرجل وشراكتها معه. كما رفعت هذه المبادرات مكانة المرأة في الحياة العامة وفي المؤسسات، وجعلت من حقوقها واقعا اجتماعيا وتاريخيا وحضاريا ملموسا لا يمكن أن يقدح فيه أحد، مما بوأ بلادنا في هذا المجال مرتبة متميزة في منطقتنا ومحيطنا الحضاري. إن المرأة التونسية اليوم عنوان حداثة وضمان أصالة لشعبنا وركن من أركان الجمهورية حيث لا يكتمل مفهوم المواطنة بدون مواطنة المرأة. كما أننا نخص الشباب بكل عناية ورعاية لينشأ على حب الوطن والغيرة عليه والولاء له دون سواه. وإن للأحزاب السياسية ومختلف مكونات المجتمع المدني دورا أساسيا في تنمية الحس المدني لدى الشباب وترسيخ قيم الجمهورية لديه. كما أن تربية الناشئة على قيم الجمهورية ومبادئها مسؤولية مشتركة بين مؤسسات التربية والتعليم والتكوين والتنظيمات السياسية والاجتماعية، ومختلف فضاءات المجتمع المدني، ووسائل الإعلام، التي من دورها جميعا ترسيخ مبادئ الجمهورية وقيمها وتجذير ثقافة المساواة والعدالة والتضامن والتسامح. كما أن من صميم دورها تربية الأجيال على ممارسة حقوقها والاضطلاع بواجباتها ونشر ثقافة الاعتدال والتسامح ونبذ كل أشكال التطرف والتعصب. أيها المواطنون، أيتها المواطنات، إننا حرصنا دائما وما نزال على دعم الأحزاب ومساعدتها على القيام بدورها في تأطير المواطنين لتنظيم مشاركتهم في الحياة السياسية. واتخذنا عديد المبادرات لتعزيز النسيج الجمعياتي وتوسيع إشعاعه والنهوض بدوره في تنمية روح المواطنة والتطوع لخدمة الصالح العام. وقد عملنا على النهوض بالإعلام الوطني فطورنا التشريعات، ودعمنا صحافة الأحزاب، وفتحنا القطاع السمعي البصري أمام الخواص بما أثرى المشهد الإعلامي والاتصالي وفسح المجال للرأي وللرأي الآخر. ونجدد بهذه المناسبة دعوتنا إلى مزيد العمل على تطوير قطاع الإعلام، حتى يكون أكثر جرأة في التطرق إلى مختلف المواضيع، وأشد التصاقا بمشاغل المواطنين وتطلعاتهم، ويسهم في التبصير بالرهانات والتحديات. ومواكبة لتطور المشهد الاتصالي العالمي والتوجه إلى اعتماد التقنية الرقمية كتكنولوجيا بديلة عن النظام التناظري، نأذن بتوسيع التجربة النموذجية للتلفزة الرقمية بما يضمن نسبة تغطية رقمية للبلاد في حدود 90% قبل موفى سنة 2009. واعتبارا للتطور الحاصل في شبكات الإعلام التلفزي وطنيا ودوليا، وشدّة المنافسة القائمة على مختلف المستويات فإننا نحتاج إلى دعم قطاع الإعلام العمومي ببلادنا وذلك بإعطاء دور جديد للقناة الثانية (قناة 21) التي نأذن بتحويلها إلى قناة فضائية في صيغة جديدة وببرمجة حديثة، انطلاقا من شهر نوفمبر القادم. أيها المواطنون، أيتها المواطنات، إن رؤيتنا للتغيير، رؤية متجددة تنبع من إدراكنا العميق لأهمية الحفاظ على مكاسب الجمهورية وما يتطلب منا جميعا من تميّز في العمل والإنجاز، واستباق للأحداث، ومتابعة مستمرة لتنفيذ القرارات، حتى تقترن الأقوال بالأفعال في كلّ برامجنا ومشاريعنا. لقد أصبح الامتياز شرطا ضروريا لكل شعب يريد أن يكون له موقع في هذا العالم المتغير الذي اكتسحته العولمة وجعلت منه قرية كونية لا تكون الغلبة فيها إلا للأجدر. لذلك يتعين استغلال ما تتيحه العولمة من فرص، واحتواء انعكاساتها السلبية. إن قناعتنا راسخة بأن تونس قادرة على رفع التحديات واللحاق بمصاف الدول المتقدمة لاسيما وأن تقدم البلدان لا يقاس اليوم بعدد سكانها ولا بوفرة مواردها الطبيعية ولا بامتداد مساحاتها، بل بذكاء شعوبها وتحكمها في ناصية المعارف الحديثة وانقطاعها إلى العمل والكد، وتوقها الدائم إلى الأفضل والأرقى. لذلك راهنا منذ التغيير على الاستثمار في الذكاء. ولم تتوان المجموعة الوطنية عن تقديم التضحيات من أجل فتح آفاق المعرفة رحبة أمام جميع أبنائها وبناتها. ولقد سبق أن رفضنا الدخول إلى الجامعة بالمناظرة، وأكدنا أنّ من حق كل متحصل على شهادة الباكالوريا مواصلة تعليمه العالي، فالتعليم في ظل الجمهورية، كان وسيبقى مجال الرقي الاجتماعي المفتوح أمام سائر التونسيين والتونسيات من كل الأعمار والفئات والجهات. ونزلنا البحث العلمي والتجديد التكنولوجي منزلة الأولوية في برامجنا، لأنهما دعامة أساسية للرقي والمناعة وندعو اليوم إلى مزيد العناية بالبحث والتجديد في كل القطاعات، وتكثيف الإحاطة بالمبدعين وأصحاب الأفكار والمشاريع المجددة. إن اكتساب العلوم والمعارف والإبداع في شتى الآداب والفنون والثقافة، لا يمكن أن يتحققا إلا في ظل مناخ من الحريّة والديمقراطية والتعددية، تُصان فيه حقوق الإنسان، وتسوده علاقات قائمة على التفاهم والتسامح والوفاق والاحترام المتبادل. وما الاحتفال بالذكرى الخمسين لعيد الجمهورية إلا محطة بارزة في اتجاه تعميق منظومة الإصلاح والتطوير والتحديث التي أسّسنا عليها مشروعنا الحضاري. أيها المواطنون، أيتها المواطنات، إن الجمهورية بقيمها وقوانينها، هي الضامن للاستقرار ولكرامة المواطن ومناعة الوطن. وإننا على العهد لصيانة الجمهورية وتعزيز أركانها، واثقين بأن الشعب الذي اختار لنفسه النظام الجمهوري سيظل ساهرا على حمايته والتمسك به. ونحن حريصون على تكريس سيادة شعبنا والمحافظة على استقلال بلادنا والدفاع عن حرية قرارها. وهو ما يستدعي من الجميع الالتزام بهذه القيم النبيلة، حتى تظل حية متوهجة في النفوس والعقول، تترسخ مضامينها على الدوام، جيلا بعد جيل. عاشت تونس حرة منيعة أبد الدهر. عاشت الجمهورية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. (المصدر: موقع « أخبار تونس » (رسمي) بتاريخ 25 جويلية 2007) الرابط: http://www.akhbar.tn/akhbar/akhbar.html

رئيس الدولة يعطي إشارة انطلاق أشغال مشروع المطار الجديد بالنفيضة

 
النفيضة 24 جويلية 2007 (وات) تحول الرئيس زين العابدين بن علي يوم الثلاثاء إلى منطقة النفيضة حيث أعطى إشارة انطلاق أشغال مشروع المطار الجديد بالنفيضة الذي كان رئيس الدولة أذن بإحداثه لاستيعاب حركة النقل الجوى الموجهة للمناطق السياحية وتكثيف الخدمات في هذا المجال وتحسينها.وكان رئيس الدولة لدى وصوله محل حفاوة وترحاب كبيرين. وتولى في أجواء الاحتفال بهذا الحدث إزاحة الستار على الرخامة التذكارية للحجر الأساسي لمشروع « مطار النفيضة زين العابدين بن علي ». وقد اهتم سيادة الرئيس من خلال مجسم مصغر وعرض بياني بمكونات هذا المشروع والمتمثلة خاصة في المحطة الجوية التي تمسح 75 ألف متر مربع ومدرج يبلغ طوله 3300 مترا ومرابض للطائرات (32) ومعابر آلية (18) وبرج للمراقبة بارتفاع 85 مترا إضافة إلى مأوى للعربات يتسع ل 120 حافلة و500 سيارة. كما اهتم رئيس الدولة بخصائص هذا المطار الذي ستكون طاقة استيعابه عند الانطلاق 5 ملايين مسافر سنويا مع إمكانية توسعته على مراحل لتبلغ طاقة استيعابه القصوى 20 مليون مسافر سنويا. ويندرج هذا المشروع في إطار الشراكة التونسية التركية ممثلة من الجانب التركي في مجمع « تاف » الذي حضر ممثلوه بالنفيضة انطلاق الأشغال إلى جانب المسؤولين والإطارات الوطنية في قطاعي النقل والتجهيز. (المصدر: موقع « أخبار تونس » (رسمي) بتاريخ 24 جويلية 2007) الرابط: http://www.akhbar.tn/akhbar/akhbar.html

 


 

كيف نشأ النظام الجمهوري بتونس؟ تضحيات الشعب لم تذهب سدى والباي ينحني أمام إرادة الوطنيين

 

* تونس ـ الشروق : يحتفل الشعب التونسي غدا الاربعاء 25 جويلية 2007 بالذكرى الخمسين لإعلان النظام الجمهوري بعد نضالات وتضحيات جسام أنهت حكم البايات الحسينيين وأغلقت ملف الفترة الاستعمارية الغاشمة الى الأبد تأكيدا لإرادة الشعب في السيادة والحرية والكرامة. في السطور التالية عرض مفصل لأهم المحطات التي مهدت لإعلان الجمهورية منذ عهد الأمان الى الاستقلال اضافة الى تفاصيل انتخاب المجلس القومي التأسيسي ونص اعلان النظام الجمهوري بتونس. لم تفلح محاولات الاصلاح قبل الحماية الفرنسية على تونس في تحقيق الحد الأدنى من الأمان والاستقرار حيث توقف العمل بعهد الأمان المشهور وقوانين الدولة. وانتشر الجهل والضعف في أرجاء المملكة آنذاك وتحول الشعب التونسي الى مجرد فرق مشتتة وعروش لا صلة بينها ولا وطن. وأحكم الاستعمار الفرنسي سيطرته على كامل البلاد منتهجا سياسة الادماج والفرنسة والقضاء على الشخصية التونسية. وفي بداية القرن العشرين ظهرت بوادر الحركة القومية في المقالات المنشورة بجريدة «الحاضرة» للدفاع على الهوية التونسية والتشهير بالسياسة الاستعمارية وتحالف البايات مع المستعمر. ولم تتعد الرغبات التونسية في ذلك العهد حد المطالبة بالمساواة بين التونسيين والفرنسيين لذلك طالبت جماعة «الحاضرة» بمشاركة عدد من الاعضاء التونسيين في «الهيئة الاستشارية». وقد تحققت رغبتهم سنة 1907 اذ تم تعيين ستة عشر عضوا تونسيا اختارهم المقيم العام من بين «الاعيان» وضمهم الى الهيئة الاستشارية لكن غلاة المعمرين الفرنسيين وعلى رأسهم «دوكرنيار» غضبوا اذ كانوا يعتبرون أنفسهم الاصل بينما كان التونسي في أعينهم أجنبيا لا يمكن ان يتمتع بحق وليس له وهو في بلاده ان يشارك في هيئة تمثيلية وعبر بعد مدة قادة حركة الشباب التونسي في جريدة «التونسي» عن المطالبة بمنح حق الانتخاب الحر المباشر للتونسيين لكي يتمكنوا من اختيار نواب عنهم يتمتعون بنفوذ واسع على غرار الاعضاء الفرنسيين. * برلمان تونسي! ولم تتغير المعطيات الا بعد تطور العمل السياسي للحزب الحرب الدستوري في الثلاثينات وذلك بالنظر في القضية التونسية نظرة شاملة ودبر الحزب آنذاك خطة كاملة وهيأ أسباب النجاح معتمدا على تنظيم الجماهير الشعبية وتوعيتها والاتصال المباشر بها وزرع الوعي فيها وكذلك روح الوطنية الصادقة والاخلاص في العمل الدائم وأخذت الأسباب تتهيأ للمطالبة بمجلس نيابي تونسي صرف. وقد عبرت لائحة مؤتمر نهج التريبونال المنعقد في 30 أكتوبر 1937 بكل وضوح عن طلب أصلي سيكون محور المطالب التونسية وأساسها وهو يتخلص في المستند التالي من اللائحة الصادرة عن المؤتمر: «… ونظرا إلى أن درجة التطور التي أصبحت عليها الأمة التونسية لا تسمح بأن تكون هذه الحكومة إلا في صورة حكومة ديمقراطية تستمد نفوذها من الشعب وتتمتع بثقته..». وهكذا أصدعت اللائحة بأفكار جديدة صادقة: الشعب صاحب النفوذ. حكومته في صورة ديمقراطية تستمد نفوذها من الشعب وتتمتع بثقته ـ ابراز السيادة التونسية وتخليصها من كل شائبة. وقد تجاوب الشعب التونسي مع هذه الرغبات وأيدها وكافح من أجل تحقيقها بإخلاص وثبات وصمد أمام الاحداث بعزيمة لم ينلها ضعف. وحين انتظمت مظاهرات أفريل 1938 نادى الشعب مطالبا بالبرلمان التونسي وتحير المستعمر من هذا الطلب واغتاظ وصمدت الحركة الوطنية وتمسك قادتها أمام قاضي التحقيق «دوقيران» وهم في غياهب السجون بمبادئهم وبتمسكهم الكامل بمطلب «البرلمان التونسي» كمطلب أساسي للحزب والحركة القومية. ولم تتوقف المطالبة بتكوين مجلس تونسي له صلاحيات واسعة. فمؤتمر ليلة القدر سنة 1946 عبّر عن هذا الطلب الشرعي. وفي خطاب العرش في ماي 1951 أعلن الأمين الباي بكل وضوح ان الوقت قد حان ليتمتع التونسيون بحق الانتخاب لمجلس قومي تونسي ذي صلاحيات واسعة. وأمام تمسك الشعب بمطلبه تواصل تعنت السلط الفرنسية التي كانت تتجاهل رغبات الشعب. وبالرغم من الوعود ومحاولات الاصلاح أعلنت الحكومة الفرنسية في مذكرة 15 ديسمبر 1951 عن تمسكها بجوهر السيادة المزدوجة. فكانت ثورة الشعب بقيادة حزبه وكان النجاح الباهر والنصر المبين. ولم تمض الا أشهر قليلة بعد تكوين أول حكومة في عهد الاستقلال الداخلي حتى ختم الامين باي أمرا في دعوة المجلس القومي التأسيسي. وهكذا تحقق الحلم ونفذ ما جاء في اللائحة السياسية لمؤتمر صفاقس المنعقد في نوفمبر  من المطالبة «بإجراء انتخابات ديمقراطية للبلديات ولمجلس تأسيسي وبوضع الدستور». وتجسدت ارادة الشعب في الحرية والاستقلال عن كل مظاهر الهيمنة والاستعمار. * جلسة المجلس القومي التأسيسي وكلمات النواب عقد المجلس القومي التأسيسي صباح يوم الخميس 26 ذي الحجة 1376  / 25 جويلية 1957، جلسة عامة حضرها رئيس الحكومة والوزراء ورجال الإذاعة التونسية والأجنبية، وعدد كبير من المدعوين، ومندوبو الصحافة. وفي الساعة التاسعة واثنتين وعشرين دقيقة أعلن رئيس المجلس السيد جلولي فارس افتتاح الجلسة. الرئيس : «في هذا اليوم 26 ذي الحجة 1376 و25 جويلية 1957 نفتتح هذه الجلسة، وجدول أعمالنا فيها هو النظر في شكل الدولة الذي كان متوقفا على معرفته انجاز مشروع الدستور، ولذلك جمعنا المجلس وهو صاحب الحق في الموضوع لتقرير هذا الإطار أي شكل الدولة. وستستمر جلستنا هذه إلى أن يستقر رأينا على ذلك، وحينئذ نتمكن إن شاء الله من انجاز دستورنا المنتظر». * كلمات النواب * السيد الصادق بوصفارة : استخلصت من اتصالاتي بعائلة البايات بوصفي طبيبا خاصا : 1) ان هذه العائلة كانت ضد الحركة الوطنية، وكانت تأنف من الانتساب للتونسيين، فكان أعضاؤها يقولون في أحاديثهم «نحن» للدلالة على أفراد العائلة فقط ويقولون : «التوانسة» للدلالة على الشعب. 2) انها كانت عائلة انتفاعية، لا تتورع في استخدام الوسائل المنعرجة للاثراء. وكانت لا تستنكف من اللعب على حبلين إبان الثورة. لهذا حق للأمة أن تفرح اليوم برجوع الحكم إلى الشعب ونوابه وإلى قائد سفينته. * السيد محمد بن رمضان : لقد جرب الشعب التونسي نظام الملوك فكانت النتيجة إفلاسا وتقهقرا، فالبايات لم يستفيدوا أبدا من التطور الحديث، بل أخفقوا في عملهم كمسؤولين عن الأمة في جميع الميادين الثقافية والسياسية والاقتصادية. * السيد أحمد بن صالح : أتكلم بصفتي رئيس لجنة التنسيق التي ترى أن البت في شكل الدولة يجب أن يكون من طرف المجلس كله، وأعتقد أنه يجب أن تعود المياه إلى مجاريها ومجرى الشعب هو أقدس مجرى. * السيد الرشيد إدريس : نريدها كلمة واضحة لا التباس فيها ولا التواء، نريدها جمهورية حرة. فقد آن للشعب التونسي أن يتخلص من الاستبداد والإرهاق والنظام الفردي الذي يعمل لمصالح الأفراد ولا يراعي الشعب في قليل أو كثير، والذي قاومه الشعب منذ أكثر من قرن، وثار ضده عدة ثورات، وأن الوثائق التي بين يدي والتاريخ يثبتان فساد النظام الملكي. * السيد أحمد دريرة : تقاس صلوحية نظام الحكم بنجاحه في المحافظة على سلامة تراب الوطن المقدس، وفي صون سيادة الشعب وتوفير أسباب الكرامة والعزة والرفاهية له. * الشيخ الشاذلي النيفر : لقد جعل الاسلام الكلمة للشعب في اختيار من يرتضيه لحراسة مصالحه والذود عنها، ولهذا جعل الخلافة شورى، فقد كان المسلمون أحرارا في اختيار خليفتهم. وقد ربى الإسلام المسلمين على أن يفهموا أن الشورى جزء لا يتجزأ من الحكومة، وجزء لا ينفصم من الأمة، حتى أنه قرر مبدأ الشورى في حق من عصمه الله وهو محمد صلى الله عليه وسلم. * قرار المجلس القومي التأسيسي في إعلان الجمهورية «نحن نواب الأمّة التونسية أعضاء المجلس القومي التأسيسي بمقتضى ما لنا من نفوذ كامل مستمد من الشعب. وتدعيما لأركان استقلال الدولة وسيادة الشعب وسيرا في طريق النظام الديمقراطي الذي هو وجه المجلس في تسطير الدستور. نتخذ باسم الشعب القرار التالي النافذ المفعول حالا. ـ أولا نلغي النظام الملكي إلغاء تاما. ـ ثانيا : نعلن أن تونس دولة جمهورية. ـ ثالثا : نكلف رئيس الحكومة السيد الحبيب بورقيبة بمهام رئاسة الدولة على حالها الحاضر ريثما يدخل الدستور في حيز التطبيق ونطلق عليه اسم رئيس الجمهورية التونسية. ـ رابعا : نكلف الحكومة بتنفيذ هذا القرار وباتخاذ التدابير اللازمة لصيانة النظام الجمهوري كما نكلف كلا من رئيس المجلس والأمين العام لمكتب المجلس والحكومة بإبلاغ هذا القرار إلى الخاص والعام». * قائمة أعضاء المجلس القومي التأسيسي المنتخب في يوم 25 مارس 1956 الرشيد ادريس (نابل) الباهي الادغم (تونس العاصمة) عبد الحميد البرقاوي (الكاف) أحمد التليلي (قفصة ـ جريد ـ سيدي بوزيد) محمد الجدي (مكثر ـ سليانة وتاجروين) محمد العزيز الجلولي (تونس) محمد الفالح الجهيناوي (القيروان والجلاص) محمود الخياري (مدنين) عزوز الرباعي (تونس العاصمة) محمد الري (تطاوين) عمر الرياحي (أحواز تونس الدائرة الثالثة) محمود الزرزري (احواز تونس) علي الزلاوي (باجة وسوق الخميس) سليمان الزواري (مجاز الباب وزغوان) الطيب السحباني (تونس العاصمة) مفتاح محمد السميري (صفاقس ـ جبنيانة والصخيرة) محمد الأمين الشابي (قفصة ـ سيدي بوزيد ـ توزر) محمد حمزة الشارني (مكثر ـ سليانة وتاجروين) الحبيب الشطي (سبيطلة وتالة) عزالدين العباسي (الكاف) محمود بن الحاج محمد العجيلي (مدنين) محمد النفطي بن نصر العكرمي (الكاف) أحمد الغرياني (مجاز الباب وزغوان) محمد الهادي الغلوسي (نابل وسليمان) محمود الغول (صفاقس والصخيرة وجبنيانة) مصطفى الفيلالي (القيروان والجلاص) الصادق القرمازي (صفاقس ـ جبنيانة والصخيرة) صالح القلعاوي (سوق الاربعاء ـ جندوبة ـ وعين دراهم) محمد الكباني (سوق الاربعاء وعين دراهم) محمود الماطري (تونس العاصمة) نصر المرزوقي (مدنين) أحمد المستيري (أحواز تونس) محمد المصمودي (المهدية والسواسي) الصادق مقدم (باجة) الطيب المهيري (نابل وسليمان) الطيب الميلادي (زغوان ـ مجاز الباب) عبد العزيز النوري (قابس) محمد الشاذلي النيفر (تونس العاصمة) أندري باروش (تونس العاصمة) محمد بدره (الوطن القبلي) البحري بربوش (الكاف) البير بسيس (أحواز تونس) البشير بلاغة (نابل وسليمان) علي بلهوان (تالة وسبيطلة) الحبيب بورقيبة (المنستير) الطاهر بوريال (سوق الاربعاء وعين دراهم) الحسين بوزيان (قفصة والجريد وسيدي بوزيد) الهادي بوسلامة (المنستير وجمال) الصادق بوصفارة (تونس) عبد الرحمان بوعواجة (مدنين) محمد لصفر جراد (تونس العاصمة) الطاهر دبية (قابس وجربة) أحمد دريرة (صفاقس) الشاذلي رحيم (باجة وسوق الخميس ـ بوسالم) فتحي زهير (سوق الاربعاء وعين دراهم) محمود زهيوة (نابل وسليمان) حسن بن سليمان ساسي (القيروان وجلاص) حوزة سطا (بنزرت ـ ماطر) العجمي سليم (المنستير وجمال) المنجي سليم (صفاقس والصخيرة وجبنيانة (محمد شقرون (القيروان) محمد شنيق (مجاز الباب وزغوان) محمد صفر (المهدية والسواسي) الحبيب طليبة (بنزرت وماطر) الحبيب عاشور (صفاقس والصخيرة وجبنيانة) عبد السلام عاشور (القيروان) العربي عبروق (الكاف وتبرسق) المختار عزيز (نابل وسليمان) أحمد علولو (صفاقس، الصخيرة، جبنيانة) صالح عياش (الكاف وتبرسق) جلولي فارس (قابس وجربة) عبد الله فرحات (سوسة) محمد قاسم (المهدية والسواسي) صلاح الدين كشريد (القيروان والجلاص) يوسف لبوز (مدنين) عبد الرحمان ماجول (قابس وجربة) شريف مراد (باجة سوق الخميس) محمد مقني (صفاقس، الصخيرة وجبنيانة) الهادي نويرة (نابل) احمد السنوسي الراشدي (قفصة ـ توزر ـ سيدي بوزيد) الفرجاني بلحاج عمر (تونس العاصمة) أحمد بن  الأمين (تالة وسبيطلة) تفويق بن براهم (بنزرت وماطر) الناصر بن جعفر (مدنين) أحمد بن حميدة (بنزرت وماطر) عمار بن ذهبية (سبيطلة والقصرين وتالة) محمد بن رمضان (سوسة) جلول بن شريفة (سوسة) أحمد بن صالح (ورغمة ـ مطماطة مدنين) الطاهر بن عمار (تونس العاصمة) محمد بن للونة (سوسة) الصادق بن يحمد (مكثر ـ سليانة وتاجروين) الصادق خلف الله (قابس ـ القيروان) الطاهر عبد الكافي (صفاقس والصخيرة وجبنيانة) عبد الرحمان عبد النبي (مجاز الباب وزغوان) حسونة بن الطاهر العلائمي (قفصة) محمد بن حميدة كرمة (الكاف وتبرسق) فرج بن سالم جمعة (سوسة ـ المهدية والسواسي) أحمد بن عمار بن عبد الكريم (قابس) محمود بن عزالدين (أحواز تونس الشمالية) أحمد بن عمارة القلعي (الكاف وتبرسق) حسن بن عمر شفرود (صفاقس وجبنيانة والخميس) علي بن عيسى بوحجر (الكاف) الحبيب بن محمد الحبيب (بنزرت وماطر) مصطفى بن محمد والي (بنزرت وماطر) قليعي الراشدي بن صالح بوبكر (قفصة وسيدي بوزيد وتوزر) الحسين بن علي الصالح الجزيري (سيدي بوزيد ـ جبنيانة). * من هم أعضاء المجلس القومي التأسيسي الذين مازالوا على قيد الحياة الرشيد ادريس (نابل) محمد الفالح الجهيناوي (القيروان والجلاص) سليمان الزواري (مجاز الباب وزغوان) الطيب السحباني (تونس العاصمة) عزالدين العباسي (الكاف) مصطفى الفيلالي (القيروان والجلاص) أحمد المستيري (أحواز تونس) محمد المصمودي (المهدية والسواسي) احمد بن صالح (مدنين ـ مطماطة وورغمة) أحمد دريرة (صفاقس) الحبيب طليبة (بنزرت وماطر) صلاح الدين كشريد (القيروان والجلاص) محمد الشاذلي باش طبجي (قفصة وتوزر وسيدي بوزيد) أحمد بن حميدة (بنزرت وماطر) عمار بن ذهبية (سبيطلة والقصرين وتالة) محمد بن رمضان (سوسة). (المصدر: صحيفة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25 جويلية 2007)


في الذكرى الخمسين لإعلان الجمهورية

الظروف التاريخية لإلغاء الملكية… وإعلان الجمهورية (1 من 2)

 
بقلم الأستاذ: عبد الله الأحمدي لم تكن فكرة إرساء نظام جمهوري من المطالب الرئيسية للحركة الوطنية التونسية التي كانت تنادي بتحرير البلاد من الاستعمار الفرنسي وبإنشاء «برلمان تونسي» وسن دستور للبلاد ينظم الحكم لتكريس سيادة الشعب وبناء دولة حرة ذات سيادة، ولم تكن فكرة الجمهورية تتبوأ مكانة هامة لدى المصلحين التونسيين رغم ان البعض منهم تحدث عرضا عن «الملك الجمهوري» مثل ابن أبي الضياف وكذلك خير الدين باشا الذي اكتفى بالاشارة الى قيام جمهوريات في أوروبا دون اتخاذ موقف من ذلك.. ويبدو ان مسألة الجمهورية طرحت بمناسبة خلع محمد المنصف باي عام 1943. والملفت للانتباه انه في 20 نوفمبر 1955 انعقد مؤتمر الحزب الحر الدستوري بصفاقس وعند اختتام أشغاله عبر المؤتمرون للباي محمد الامين عن «أسمـــى آيات التعظيم والاخلاص للعــرش وتحقيق نظام ملكي دستوري ديمقراطي كما عبروا عن التمنيات له بطول البقاء» (يراجع حول هذا الموضوع مقال الاستاذ قيس سعيد بعنوان فكرة الجمهورية في تونس ـ منشور في كتاب الجمهورية الصادر عن مركز النشر الجامعي ـ 1997 ص 9). وقبل حصول تونس على استقلالها بمقتضى البروتوكول المؤرخ في 20 مارس 1956 والذي اعترفت فيه فرنسا علانية باستقلال تونس صدر أمر على بتاريخ 29 ديسمبر 1955 تضمن دعوة مجلس قومي تأسيسي للانعقاد يوم الاحد الموافق للثامن من شهر افريل 1956 لسن دستور المملكة التونسية، وقد تضمن هذا الامر في فصله الثاني انتخاب أعضاء المجلس بالاقتراع العام المباشر والسري كما أشار الفصل الثالث الى ان المجلس سيتولى وضع دستور المملكة ومعنى ذلك ان نية الباي محمد الامين باشـا الذي اصدر هذا الامر كانت متجهة الى وضع دستور نظام ملكي دستوري. وقال الباي محمد الامين في خطاب له في نفس التاريخ أي يوم 29 ديسمبر 1955 «ان الشعب التونسي قد بلغ من النضح ما يؤهله للاضطلاع بجميع مسؤولياته التي لغيره من الشعوب الحرة الرشيدة». وعقد فعلا المجلس القومي التأسيسي جلسته الاولى يوم 8 افريل 1956 وتميزت بخطاب تاريخي حماسي ألقاه الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة. ولعل بذور فكرة تغيير النظام بدأت تخامر الاذهان منذ ذلك التاريخ أو حتى قبله ومما يؤكد ذلك انه بعد هذا الخطاب صدرت عدة نصوص تضمنت الحد من نفوذ الباي وامتيازات العائلة المالكة فقد صدر أمر علي بتاريخ 3 أوت 1956 بموجبه نقح الامر المؤرخ في 21 سبتمبر 1955 المتعلق بتنظيم السلط العمومية مؤقتــا، وبمقتضى هذا التنقيح الهام سحبت من الباي السلطة الترتيبية التي أصبحت من مشمولات الوزير الاكبر رئيس الحكومة الذي صار يتخذ الاوامر ذات الصبغة الترتيبية أو العادية ويمضيها معه الوزير الذي يهمه الامر. كما تقرر إلغاء الامتيازات والاعفاءات والحصانات التي كان يتمتع بها أفراد الاسرة الحسينية بالاضافة الى وضع تراث الباي الخاص والملك الخاص للدولة المخصص للتاج تحت تصرف وإدارة وكيل يتم تعيينه من بين متصرفي الحكومة ولم يبق للباي نفوذ فعلي مما جعل بعض المؤرخين يصف النظام الملكي آنذاك بأنـــه «هيكل أجوف». وفي 9 جانفي 1957 تم إعداد مسودة للدستور تضمنت 107 فصول، ومما يسترعي الانتباه في هذه المسودة ان الفصل الرابع منها كان ينص على ان «الدولة التونسية دولة ملكية دستورية» وبقيت هذه الوثيقة مجرد مشروع لا غير واستمر الوضع على هذا الحال الى ان هوى العرش الحسيني «بدون دوي» كما قال احد الاساتذة المختصين في القانون الدستوري وذلك يوم الخميس 25 جويلية 1957 على الساعة السادسة مساء فكان هذا اليوم نهاية النظام الحسيني الملكي الذي تأسس في 10 جويلية 1705 وميلاد النظام الجمهوري الجديد. واخذ الكلمة خلال هذه الجلسة الممتازة للمجلس القومي التأسيسي الزعيم الحبيب بورقيبة الذي ألقى خطابا حمل فيه بشدة على نظام البايات ذاكرا «انه لا يهمهم إلا ترصيع صدورهم بالنياشين»، متهما إياهم بالخيانة العظمى ثم تساءل قائلا: «لقائل ان يقول لماذا لا نقر ملوكية دستورية من عائلة أخرى يقع الاختيار عليها وأنا أجيبه بان هذا الشعب ما يجعله يشعر بأنه قادرا على تسيير شؤونه بنفسه… واني انصح وارشد واختار له الجمهورية الشعبية…». وبعد هذا الخطاب عرض رئيس المجلس على النواب التصويت علانيا وفرديا وبالمناداة على مسألتين أساسيتين أولهما إلغاء الملوكية وثانيهما إقرار الجمهورية فتم التصويت على ذلك بإجماع الحاضرين ثم نادى النواب بتولي بورقيبة رئاسة الجمهورية فعرض عليه رئيس المجلس هذه المأمورية فقبلها قائلا: «انه تحت طلب نواب الشعب». وبعد ذلك تولت لجنة الدستور تحرير الاعلان التاريخي على الساعة السادسة مساء والمتضمن إلغاء النظام الملكي إلغاء تاما وإعلان «تونس دولة جمهوريـــة» وتكليف الحبيب بورقيبة «بمهام رئاسة الدولة على حالها الحاضر ريثما يدخل الدستور حيز التطبيق» وعلل المجلس قراره بكونه «تدعيما لاركان استقلال الدولة وسيادة الشعب وسيرا في طريـــق النظام الديمقراطي الذي هو وجهة المجلس في تسطيــر الدستور». خلافات قانونية ودستورية وقد أثارت كيفية «تكليف» الزعيم بورقيبة برئاسة الجمهورية جدالا بين الحقوقيين المختصين في القانون الدستوري لانه لم يقع انتخابه مباشرة من طرف الشعب وحتى من قبل أعضاء المجلس القومي التأسيسي لان التصويت الذي وقع يوم 25 جويلية 1957 كان منحصرا في عنصرين فقط هما إلغاء النظام الملكي وقيام النظام الجمهوري ولم يشمل التصويت تعيين رئيس الجمهورية آنذاك.  من ناحية أخرى فان الامر العلي المتضمن الدعوة الى انتخاب المجلس القومي التأسيسي حدد المهمة المنوطة بعهدته وهي إعداد دستور للمملكة يختم من طرف الباي (الفصل الثالث من الامر المذكور) (يراجع حول مختلف جوانب هذه الاشكالية القانونية مقال السيد يوسف حسن بعنوان قرار المجلس القومي التأسيسي المؤرخ في 25 جويلية 1957 ـ باللغة الفرنسية والمنشور بكتاب الجمهورية المشار إليه أعلاه صفحة 57). ولئن حاد فعلا المجلس القومي التأسيسي عن المهمة المنصوص عليها في الامر العلي المؤرخ في 29 ديسمبر 1955 فألغى النظام الملكي ووضع دستورا للجمهورية فان هذا المجلس منتخب انتخابا مباشرا من طرف الشعب فهو بذلك يمثل في الحقيقة كافة أفراد الشعب التونسي ومن صلاحياته وحقه المشروع اتخاذ مثل هذا القرار وكأن المجلس كان شاعرا بهذه الاشكالية فجاء في طالع إعلان 25 جويلية 1955 «نحن نواب الامة التونسية أعضاء المجلس القومي التأسيسي بمقتضى ما لنا من نفوذ كامل مستمد من الشعب». ان هذه الفقرة تبرز بكل وضوح مشروعية قرار المجلس المستمدة من إرادة الشعب صاحب السيادة ولا سلطة ولا سيادة فوقها فالامر العلي الصادر عن الباي لا يمكن ان يكون فوق إرادة الشعب أو الحد منها. خيار لا رجعة فيه وبعد هذا الاعلان تتالت الاحداث ونشرت عدة نصوص وصدر أول نص في النظام الجديد وهو الامر رقم 1 لسنة 1957 المؤرخ في 29 جويلية 1957 المنقح للامر المؤرخ في 21 سبتمبر 1955 المتعلق بتنظيم السلط العمومية تنظيما مؤقتـا وبمقتضى هذا التنقيح أصبح الفصل الثاني من هذا الامر ينص على انه: «يوافق على القانون مجلس يجمع كتاب الدولة الذين يهمهم الامر ويصدر رئيس الجمهورية التونسية القانون وينشر بالرائد الرسمــــي». ومما يؤكد سلامة هذا الرأي ان الفصل 8 الجديد من الدستور يلزم الاحزاب السياسية باحترام قيم الجمهورية وخاصة الفصل 76 منه المنقح بالقانون الدستوري عدد 65 المؤرخ في 27/10/1997 الذي خول لرئيس الجمهورية أو لثلث أعضاء مجلس النواب على الاقل الحق في المطالبة بتنقيح الدستور ما لم يمس ذلك بالنظام الجمهوري للدولة ونستخلص من أحكام هذا النص انه لا يمكن إطلاقا تنقيح الدستور للنيل من النظام الجمهوري للدولة. كلمة «غريبة» عن العربية والملاحظ ان كلمة الجمهورية هي كلمة حديثة إذ لم تتضمنها اللغة العربية القديمة ولا نكاد نجدها في المعاجم اللغوية القديمة وظهر استعمالها في لغة الضاد حديثا وهي ترجمة للعبارة الفرنسيةLa République  التي هي من اصل لاتينـــي وهي لفظـــة res publica  التي تعني الشيء الذي يكون على ملك الجميع. أما من الناحية الاصطلاحية فان الجمهورية تعني الدولة التي يكون نظامها جمهوريا ونلمس هذا المعنى في الفصل الاول من الدستور الذي ينص على ان تونس دولة حرة الجمهورية نظامها. قيم ومبادئ الجمهورية يقوم النظام الجمهوري على جملة من المبادئ والقيم التي كرسها الدستور الصادر في غرة جوان 1959 ووقع تدعيمها وإثراؤها في مختلف التنقيحات التي أدخلت على الدستور وتتمثل هذه المبادئ في ما يلـــــي: * سيادة الشعب: ان من أهم مبادئ النظام الجمهوري سيادة الشعب والمقصود بها هي السلطة العليا التي لا توجد فوقها سلطة أخرى فهي حسب بعض شراح القانون سلطة السلطات ومن منظري هذا المبدأ المفكر الفرنسي جون جاك روسو في كتابه العقد الاجتماعي كما اقر دستور الجمهورية التونسية هذا المبدأ إذ نص الفصل الثالث منه على ان الشعب التونسي هو صاحب السيادة يباشرها على الوجه الذي يضبطه هذا القانون. ومعلوم انه لا يمكن تكريس سيادة الشعب إلا في نظام جمهوري وقد جاء في التقرير العام للدستور الذي أعده المرحوم علي البلهوان انه «طرأ تغيير جوهري على الحكم في تونس فبعد ان كان الشعب لا شيء أصبح اليوم كل شيء إذ أصبح صاحب السيادة». * مبدأ تفريق السلط: اما المبدأ الثاني الذي تقوم عليه الجمهورية فهو مبدأ تفريق السلط وقد اعتبره واضع الدستور ان هذا المبدأ هو من ركائز النظام السياسي المستقر. ومــن المعلـوم انـه من المنظرين لمبدأ الفصل بين السلط المفكرين Jean Bodin  وJohn Locke وخاصة المفكر الفرنسيMontesquieu  صاحب الجملة المقولة المشهورة المتضمنة: «ان كل إنسان بيده السلطة يميل الى التعسف فيها الى ان تعترضه حدود ولكي لا يقع التعسف في السلطة يتعين بحكم طبيعة الاشياء ان توقف السلطة السلطة». ومعلوم ان الدستور التونسي اقر مبدأ الفصل بين السلطات فخصص بابا خاصا بكل من السلط الثلاثة أي التشريعية والتنفيذية والقضائية. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25 جويلية 2007)

 


 

بيان للرأي العام الوطني الخروج عن الشرعية مفسدة سياسية : انقلاب على الشرعية في الحزب الاجتماعي التحرري يتزعمه منذر ثابت

 
عرف الحزب الإجتماعي التحرري منذ نشأته تضييقات من داخله و من خارجه أدت إلى تجمد نموه و تطوره فلقد عمل أمينه العام السابق المستقيل في العام الماضي و هذا على مدى ثمانية عشرة سنة على تحجيم دور هذا الحزب و تقزيمه و تحويله إلى مؤسسة فارغة و ذلك بممارسة سياسة تصفية و طرد و اقصاء لكل العناصر التي أنضوت داخل هذا الحزب دون تمييز. و بعد أن أنسدت افاق ذلك الرجل و فهم أنه في نهاية مطافه السياسي أعلن على أعمدة الصحافة استقالته من رئاسة الحزب و هي سابقة في تاريخ الأحزاب. لم يبق الأمين العام السابق مؤسسة واحدة شرعية كان بإمكانه اعلامها باستقالته بعد أن قام بافراغ الحزب من كوادره و مناضليه. و علمنا نحن مؤسسي هذا الحزب و عناصره الفاعلة عن طريق الصحافة أن منذر ثابت صار أمينا عاما منصبا لهذا الحزب خلفا لمنير الباجي. و هذا عبر مؤتمر غابت منه الأغلبية العظمى للكوادر التي أسست هذا الحزب و سايرته على مدى الثمانية عشر سنة. لم نعثر في قانون الأحزاب عن بنود تخول لرئيس حزب أن يقدم استقالته رسميا و قانونيا إلى الصحافة. و لم نعثر في قانون الجمعيات و الأحزاب ما يخول للسيد منذر ثابت أن يجتمع بنكرات و أن ينصب نفسه رئيسا لهذا الحزب. و لقد قامت مجموعة من مناضلي الحزب بتقديم شكوى للقضاء و اعلام السلطات بما حصل مباشرة على اثر عملية الاستيلاء على هذه المؤسسة من طرف المدعو منذر ثابت و لكن و رغم صحة حجة المدعين و رغم وضوح الجريمة للرأى العام إلا أن بعض الأطراف في السلطة سارعت بالإعتراف بالمتسلطين الجدد على هذا المؤسسة و بادرت بتسهيل الدعم المادي و المعنوي  بدات توفر لهم غطاء امنيا بحيث تتالت عمليات التهديد البوليسي لكل من يحاول مواجهة عملية السطو و رأينا الصحف تغلق في وجه المعارضين للسيد منذر ثابت و نحن نستغرب لهذا الموقف المنحاز و المتسرع من قبل الدوائر المسؤولة و ندعو مجددا السلطة التنفيذية أن ترد لكل ذي حق حقه في ضوء مبادئ الجمهورية القائمة على العدل والانصاف. ان الحزب الاجتماعي التحرري هو مؤسسة قانونية ناضل الشعب على مدى سنوات من اجل ارساءها كحقيقة و واقع لا لبس فيه و أن قواعد استلام هذه المؤسسة و ادارتها يخضع إلى قوانين. و اعراف هي روح و جوهر العقد الاجتماعي الذي يجمعنا و ينظم علاقتنا فيما بيننا. و لقد عارضنا الامين العام السابق و قاومنا تجاوزاته و قضينا كل هذه 10 السنوات نناضل من أجل اعادة هيبة القانون لهذا الحزب الذي من خلاله نناضل من اجل هيبة القانون في بلادنا عموما. و سوف لن نتراجع قيد انملة على هذه الروح و على هذه المبادئ . ان انخراطنا في الحزب الاجتماعي التحرري هو انخراط في جملة من المبادئ و القيم التي نطمح إلى تحقيقها في بلادنا. هذه المبادئ هي : تحقيق ذات شعبنا و ذلك  عبر تدعيم النظام الجمهوري الديمقراطي الذي ينبني على سلطة القانون و هيبته تحقيق المصالحة الوطنية التي توفر للبلاد تجميع كل الطاقات البناءة و حشدهم لبناء نهضة بلادنا و تقدمها و هذا بانهاء كل اشكال الصدام و المواجهات التي لا مصلحة لنا بها و ارساء الحوار كقاعدة إلزامية لحل كل المشاكل و الاختلافات مهما كان حجمها و نوعها. ان خلافنا مع المجموعة التي قامت بالسطو على الحزب الاجتماعي التحرري هو خلاف على كيفية التعامل مع قوانين البلاد و نحن نعبر عن احترامنا لهذه القوانين و بالمقابل يجب تسمية هذه العملية باسمها أنها عملية سطو مخالفة لقوانين الاحزاب و لقوانين البلاد عموما. و بات من الضروري على من يهمه الأمر تصويب هذا الخطأ و العودة إلى الشرعية. هذه الشرعية لن تتحقق الابمؤتمر عادي يحضره مناضلو هذا الحزب . كل مناضلي هذا الحزب. و لن تحسم المشاكل الا داخل قوانين اللعبة الديمقراطية. ما عدا ذلك فإننا سنواصل التشهير بهذه العملية غير القانونية و غير الشرعية و ذلك بكل الوسائل التي تسمح بها قوانين البلاد. و أملنا معقود في أن نسمع رجع الصدى لشكاوانا على أعمدة الصحافة و في كل أرجاء الإعلام الوطني الواعي و الغيور على صدقية العمل السياسي البناء. و لا مناص هنا من التعبير عن خيبة انتظارنا أننا لما صادفناه من لا مبالاة و عدم إكتراث لصيحاتنا من قبل المنتظم السياسي الوطني و الجمعيات الحقوقية . رغم ما بذلناه من جهود صادقة لإعلام الجميع بكل ملابسات القضية السامية التي تدافع عنها و نناضل من أجلها. و أشد ما يحزننا هو بالتحديد التفاعل الفاتر و الباهت لبعض من تعشمنا فيهم الغيرة على المبادئ من أجل نظام جمهوري ديمقراطي . لكننا على يقين من أن أهل العزم و الضمير الصادق النقي كثر في هذا الوطن الأمين و لا بد أن يرتفع صوت الحق مدويا ليقرع طبلة الأذن الخرساء. و إن إيماننا بنبل القضية التي ندافع عنها كفيلة بتعبئة الرأي العام الوطني من أجل مناصرتنا و التضامن معنا خدمة للصالح العام و ترسيخا لمبادئ الشرعية بما هي صمام الأمان لكل عمل سياسي و المدخل الضروري لإستنبات الديمقراطية التي نصبو إليها جميعا لبناء. نشدو على أيديكم و تحية مناضلة إليكم و معا من أجل مقاومة الرداءه في الحلبة السياسية. و أخيرا نريد أن نذكر السيد منذر ثابت بأن الباطل لا يعمر طويلا إن الباطل كان زهوقا ولا يبقى في الأرض إلا ما ينفع الناس. عن اللجنة الشرعية لإعداد المؤتمر  محمد بوكثير  عضو المكتب السياسي المكلف بالجهات الشرعي و القانوني

 

الجامعة الصيفية لجمعية نادي محمد علي للثقافة العمالية

 
انعقدت باحد نزل ضاحية قمرت علي مدي ثلاثة ايام الجامعة الصيفية لجمعية نادي محمد علي للثقافة العمالية يالتعاون مع مؤسسة فردريش يبير و مؤسسة السلام و التضامن الاسبانية تحت شعار (أنماط التنمية،التشغيل و حركات الأشخاص و رؤوس الأموال بمنطقة الأورومتوسطية)،أعطي رئيس الجمعية الحبيب قيزة اشارة انطلاق أشغال الجامعة بجلسة افتتاحية ترأسها وزير التخطيط السابق الشاذلي العياري أتاح فيها الكلمة لكل من بربرة عبد الصمد (ممثلة منظمة فردريش يبير بتونس) ،و فبيان سيدرير( ممثل الاتحاد الأوروبي بتونس)،كان من أهم ضيوف هذه الجلسة سفير فرنسا بتونس و سفير الولايات المتحدة الامركية بتونس و ممثلة عن جمعية النساء الديمقراطيات و ممثل عن اتحاد الصناعة و التجارة، لاثراء النقاش القى السفير التونسي السابق احمد وناس مداخلة تطرق فيها للظروف و الاسباب التي حالت دون ايجاد اتحاد  مغرب عربي قوي و قادر على حل مشاكل المنطقة و الاستفادة من الشراكة مع الاتحاد الاوروبي الشيء الذي فاقم ظاهرة الهجرة و البطالة و تراجع نسبة الاستثمارات ببلدان المغرب العربي، عقب السفير الفرنسي على هذه المداخلة مؤكدا على ظرورة الحوار الجدي بين دول المغرب العربي موضحا ان الوحدة المغاربية موجودة بين الشعوب الا ان حكام المنطقة كل متمسك بموقفه و رافض تقديم تنازلات تخدم مصالح الاتحاد المغاربي. تواصلت اشغال الجامعة على مدى خمسة جلسات منفصلة: – الجلسة الاولى: تراسها الباحث التونسي محمد بن رمضان، القى خلالها فيبيان سيبرير ( ممثل الاتحاد الاوروبي بتونس) محاضرة بعنوان السياسة الاوروبية و رؤيتها الحالية لبلدان الحوض المتوسط، فتح بعدها باب النقاش للتعقيب على ما ورد في المحاضرة. – الجلسة الثانية: تراسها العربي جدية ( باحث مغربي )، تداول على الكلمة فيها مليكة ريموان ( باحثة جزائرية ) و ايفان مارتان ( باحث اسباني ) تطرقا خلال مداخلتهما الى الديانميك الديمغرافي و تاثيره على الحوض المتوسط و امكانية وجود رؤية مثالية لتطوير الشراكة بين دول المغرب و الاتحاد الاوروبي، فتح رئيس الجلسة اثر ذلك باب النقاش. – الجلسة الثالثة: تراسها جاك ولد عودية ( باحث فرنسي )، اثارت فيها الباحثة التونسية يامينة المثلوثي سياسة التشغيل و الحقوق الاجتماعية للشغالين مؤكدة على مسؤولية المؤسسات الاجتماعية للحفاظ على المكتسبات التي تحققت و السعي الى تحسينها. – الجلسة الرابعة: تراستها انيسة علوش ( باحثة فرنسية )، القى خلالها حسان بوبكر ( باحث تونسي ) محاضرة وضح فيها اسباب هجرة العقول مشيرا الى امكانية الحد من هذه الظاهرة اذ توفرت في تونس اليات تشغيل عصرية مواكبة للتطور العالمي. علق المتدخلين بتدخلات غير متفائلة حيث لاحظوا ان الحل الذي طرحه المحاضر غير كافي لان تطوير اليات التشغيل في تونس مرتبط بكل ما ينضج اقتصاد البلاد اهمها تطوير المنظومة التعليمية. – الجلسة الختامية: تراستها الباحثة التونسية زهرة بوسنينة و القت خلالها ماريا باسكال  ( رئيسة جامعة تعاونية الفلاحة و الزراعة باسبانيا ) ذكرت فيها التجربة الاسبانية في مجال الفلاحة و الزراعة و دورهما في تطوير الاقتصاد و التنمية، مشيرة الى امكانية عكس هذه التجربة في تونس لما شهدته من تطور في البحث الزراعي و اهتمامها بهذا المجال. مثلما افتتح رئيس الجمعية الحبيب قيزة اشغال الجامعة الصيفية اختتمها و اعطى الكلمة النهائية لبربرا عبد الصمد ممثلة مؤسسة فريديريش يبير بتونس ذكرت فيها أن المنظمة ستحتفل السنة القادمة بمرور 60 سنة علي تأسيسها واعدة أن الاحتفال سيكون مع الجامعة الصيفية القادمة لجمعية نادي محمد علي للثقافة العمالية. علي هامش الجامعة استغل عديد الصحفيين الفرصة الاجراء حوارات مع الوفود الاجنبية المشاركة من (فرنسا،ايطاليا،اسبنيا،بلجيكيا،المغرب،الجزائر،المانيا،……).                                       ضاحية قمرت:معز الجماعي

 


 

نهاية البورقيبية تمخضت البورقبية فولدت  الطحين والحلوى بالحليب.

لم تكن البورقيبية اديولوجيا.لذلك كان الحزب الدستوري يميل حيث تميل الريح. فهو اشتراكي وهو ليبرالي وهو ديمقراطي وهو عروبي وهو مغترب وهو اسلامي .وبالنسبة للبورقيبية كل هذا لا قيمة له المهم  هي السلطة. البورقيبية تلخص عاهتها فيما تعتبره  شعار انتصارها. انها تقول خذ وطالب.وبعد ان حصلت على استقلال 56 لم يعد للبورقيبية مطالب.فتعطلت   ومسخت في حياتها الجديدة الى دولة حسينية عثمانية   تقودها عصابة من السواحلية عوضوا القراصنة  الاتراك .ولو لا البنك العالمي لما اكتفت هذه الدولة بافتكاك الريع والجباية. كل الانجازات التي تفتخر بها البورقيبية انجزها البنك الدولي . والناس تنسى ان بورقيبة  اوقف البلاد طيلة عشرة سنوات من 56 الى 66  كل همه انذاك كان منصبا على تصفية اليوسفيين. ولم تكن لبورقيبة  انذاك  وطيلة كل تلك الفترة  لا رؤية اقتصادية ولا هم يحزنون. كانت له رؤية بايليكية  في تصفية  اعداءه السياسيين. حتى قانون الاحوال الشخصية كانت دبارة يهود. قالوا له  اذا اردت السيطرة على البلاد  اخرج المراة للشارع. وانتهى. اما الانجازات  فهي مخططات امريكية   كانت تهدف الى تقوية  مدروسة لشمال افريقيا  للحد من التدخل الفرنسي. لم يكن بورقيبة يمتلك افكارا  جديدة . كل ما كان يبيعه كان متداولا بين النخب العربية والافريقية. البورقيبية استلهمت  مقولاتها من عقلية سائدة عند يهود تونس منذ قرون  وعند بعض القبائل الضعيفة هذه العقلية  نعرفها  بعبارة  تمسكن حتى تتمكن. واذا طال بك التمسكين   فانك عندما تتمكن  من وسائل القوة لن تعود لك انسانيتك التي افتقدتها بفعل الذل والاذلال الذي لحق بك. وهذا ما حصل مع اليهود على مدى قرون من الذل  والمهانة قبلوا فيها لعبة التمسكين وعندما  حصلوا اليوم على وسائل القوة نراهم  كالحيوانات مدفوعين بغرائزهم  يقتلون ويذبحون الاطفال  ودمروا   اوروبا  ثم الحقوا بها امريكيا. هذا مايحصل  للتوانسة اليوم الذين انصاعوا الى  عصا بورقيبة. ربما هم ياكلون احسن من اجدادهم ويلبسون افخم ويقطنون منازل اضمن ولكنهم مخلوعين من الداخل . قفر صارت حياتهم  .في غضون اربعين سنة تحولوا الى هشيم بشر لا صوت فيهم يغني حقيقة ولا فرح يسري الى قلوبهم. لقد تمكنت البورقيبية من محو الشخصية التونسية وتعويضها باللاشئ.   واذا اردتم معاينة فشل البورقيبية  فعليكم زيارة المؤسسات التربوية التونسية مفخرة البورقيبية التي نخرتها  السوسة حتى النخاع.فهذه  استاذية بالفي دينار وهذه شهادة دكتوراء بخمسة الالاف دينار وهذه  شهادة  بالفراش وهذه ورقة ادارية بمخدة.لا احد  اليوم يستطيع تقدير الخراب الاخلاقي الذي لحق بنا في تونس. في السنوات الثمانين عندما كان  ياتي التوانسة من مصر كانوا يسخرون من البوليس المصري الذي ياخذالرشوة .اليوم  في بلادنا موظفون في اعلى مستوى يحاربون من اجل كسكروت. ان الانهيار الاخلاقي في بلادنا   تكون بفعل بورقيبية البورقيبيين الصغار.هؤلاء الذين يقولون لك  ما همك في الافكار والمبادئ والقيم. المهم خذ وطالب. البورقيبية هي اديولوجيا الزوفرة . لقد قامت البورقيبية بتدمير  احترام التونسي لنفسه.وترسخت عقلية شبه بدائية تقوم على امتلاك وسائل القوة لاستعادة ذلك الاحترام للذات.ولكن هيهات. الاموال لا تعيد الهيبة للنفوس .وقد رايت توانسة رفضوا بيع انفسهم يموتون في الشوارع  غمدا  دون ان تنبعث من اجسادهم روائح . بينما عبات النتونة كل   البناءات  التي ارتفعت بالسرقة والنهب. لا يوجد شعب يبصق على ذاته الالاف المرات في اليوم مثل الشعب التونسي.فكلما يقوم كل ذات صباح ويرى وجهه في المراة يلطخها   ببصاقة على وجهه.من العاطل عن العمل الى الملياردير  الذي يتجول في اغلى سيارة في العالم. لذلك يلوذ التوانسة لتعلم لغات اخرى للتحدث بها بينهم. فهذه فرنسية وهذه طليانية وهذه انقليزية. ولكن حتى هذه لم تنقذهم من الالام الخذلان الذي  دمر كيانهم. ورغم اني من جيل  عرف  ما كان يسمى بالتوانسة القدم الماقبل البورقيبيين.ولكني نسيت  ما كانت عليه حالنا انذاك  رغم الفقر والجهل الذي كنا نعاني منه. ولكني وقعت صدفة على  نصوص رسائل  لطبيب الماني  عمل في تونس في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. هذه الرسائل كان يبعثها الى والدته في المانيا. هذا الطبيب   كان يستعرض   احداث تلك الفترة الدامية التي عرفتها تونس     . وكان يطنب في وصف اخلاق التوانسة  الذين عرفهم من الشمال الجنوب. كنت اقرا هذه الشهادة ولا اصدق. كان يتحدث عن شهامة التونسي وعن عزة نفسه وعن شجاعته وصدقه  وكل هذه القيم التي تؤسس الحضارة الحقيقية. هذه الرسائل قام بتحقيقها مجموعة من الجامعيين  من كلية منوبة وهو وثيقة نادرة وحية    تعتبر اهم شهادة عن  الاخلاق العالية التي كان عليها التوانسة قبل مجئ جيفة الفرنسيس  ودمار البورقيبية. لقد وعدتنا البورقيبية بالخروج من الفقر والجهل . وربما وصلت الى حد ما الى تلك النتائج. علما وانه صار ضروريا التوقف  من تهويل درجة  هذا التقدم . فحالنا لا يختلف عن بلدان اخرى هي في مستوانا مثل المغرب والاردن . ولكن ثمن هذا التقدم على خلاف تلك البلدان  كلفته لنا الديماغوجيا البورقيبية غاليا. لا شك ان شخصية بورقيبة  كانت جذابة.وجاذبيته  تفوقت على  البقية  بذكاء حاد  وقدرة على التاقلم مع الوضعيات الجديدة.ولكن بورقيبة لم يكن يعير الافكار اهتماما كبيرا  طالما ان هذه الافكار لا تقود الى السيطرة .هذه العقلية  تفسر مواقفه المتناقضة . فدفاعه عن السفساري  كانت فرصته في 31 للاستحواذ على قواعد الحزب الدستوري التي  تالمت  لقيام   السلطات الفرنسية باقامة مؤتمر افخارستي  على الاراضي التونسية.ذلك كانت بداية سيطرته على الحزب  والهروب به الى الساحل .ولكنه عندما بدا بمهاجمة الاسلام في السنوات الستين  كان يجاري المد اليساري الذي  بدا يتغلغل داخل الحزب  بقيادة بن صالح.ولقد استعمت الى احدى خطبه وهو يحاضر  على الماركسية  في تلك السنوات. علما انه    كان يستعمل   هذا كتهديد للامريكان الذين تاخروا  في تقديم المعونة اللازمة لبناء الاقتصاد التونسي. وهذا يقوله بعظم لسانه. يقول بما انهم لا يريدون اعانتنا  سنذهب الى الاتحاد السوفياتي. وفي نهاية الستينات  عاد بورقيبة لتصفية اليساريين في الحزب  وذبحهم على نخب قروض البنك العالمي واكتفى بحشر اليساريين الاخرين في السجون.ثم ذهب الى الجامعات  ليروي التاريخ كانه اخترع شيئا جديدا يستحق ان يدرس في الجامعات   . بورقيبة الذي لم يكن يفهم في الاقتصاد . كان يعاين الفقر والتخلف  الذي كانت عليه البلاد ولم يكن بحوزته  فكرة واضحة عن الخروج من هذا بامكانياته الخاصة خصوصا بعد ان دمر  قاعدة اليوسفيين الذين كانوا في اغلبيتهم الساحقة من الطبقات الوسطى المتعلمة  ومن التجار  واصحاب الصنائع. كانت مشورة اليهود ان  يفتح له  الامريكان معبرا الى البنك الدولي وان يحصل على  قروض  لتمويل اقتصاد البلاد. بورقيبة لم يكن ليبراليا  .وكل ما فعله هو ان وضع نظاما سياسيا   شبيها  بالنظام الملكي الاقطاعي الحسيني.
وتحول الساحل الى مخبر  للفصالة والخياطة  والوكايل .وهناك بقيت الدولة تستنزف  الفلاحة   حتى تدفع خطايا  القروض. البورقيبية   دمرت الفلاحة لفائدة  انشطة اقتصادية  لا طائل من وراءها  طالما انها مهددة  منذ سنوات. اليوم الفلاح في تونس هو افقر خلق الله . بعد ان كانت تونس وعلى مدى ثلاثة الالاف سنة  بلادا فلاحية . لقد اضطر الفلاحة في السنة المنصرمة الى تعليف حيوانتهم  بالقمح . لان القمح مسعر  والدولة تستحوذ عليه  ب28دينار  بالمقابل  قنطار  العلفة بلغ40 دينار.  البورقيبية لا  تحترم العمل الحر.فلقد حافظت على المقولة الاقطاعية  امطري حيث ما شئت فان خراجك لي.ولا تزال تعتبر رجال الاعمال والتجار موظفين عند الباي.فكل من لا يدفع الضرائب هو سارق لاملاك الدولةحسب المعتقدات  الاقطاعية التي حافضت عليها.وبالمقابل   ونظرا  لعقيدتها المتشددة  حول هيبة الدولة كونت اجيالا من الموظفين هم من   السراق والباندية  نهبوا اموال الشعب دون ان تتوفر  محاكمة لهؤلاء. بورقيبة الذي يدعي انه استلهم رؤيته من كمال اتاتورك لم يكن يمتلك  جراة كمال اتاتورك الذي   واجه الاسلام صراحة وكاد يخرج تركيا نهائيا من  عالمها الاسلامي.ولم يكن يمتلك  الشجاعة لارساء  قواعد جيش وطني قوي  قادر على  حماية سيادة التراب التونسي.على عكس اتاتورك الذي خاطر بتقوية الجيش.بورقيبة  كان يخاف من جيش  قوي. ولم يكن  يعرق  عندما هددت ليبيا  حدودنا في السنوات الثمانين عندما طلب تدخل الفرنسيس والامريكان. ولم  يحرك ساكنا  عندما  ادمت  اسرائيل  حمام الشط   امام اعين جيش وطني غير مجهز للرد على ذلك الهجوم. فضل بورقيبة تقوية وزارة الداخلية وتعزيز حضور البوليس على رقاب  المواطن التونسي  حتى اخذ البوليس من حقوق لم يكن حتى الدستور يعطيه اياها.ولقد حافظ البوليس في بلادنا على  تقاليد  الشرطة البايليكية  التي كانت  تتصرف  باعراف  الاتراك الاجانب الاستعماريين . كثيرون هم من يعتبرون البورقيبية نعمة على البلاد.ولكن لا احد يفكر اليوم في هذا التحلل الذي تعيشه البلاد والذي   يلخصه  فقداننا لشعورنا  بهذا الانتماء.كل تونسي يعرف اليوم ان بلاده تنفلت من بين اصابعه. وانه لم يعد رقما في اية معادلة. وحتى الذين  يهيمنون على شئ من القرار يعرفون ان  تلك الهيمنة تبقى مشروطة بتنازلات يومية  لا بد ان يقدمها لاطراف هي نفسها غير  متاكدة من  امتلاك  ما تحصل عليه بصورة   تضمن استقراره.هذا الانفلات  هو عاهة  البناء الاصلي الذي  تكون داخل عقلية ترقب  لحضة خلاص نهائية لن تاتي. خذ وطالب تفترض ان  تكون  قويا  اكثر من قبل لفرض مطالب جديدة على خصمك وعدوك.ولكن هذا  يفترض ايضا ان عدوك سيكون اضعف مما كان عليه  من قبل.ولكن اذا  لم يحصل هذا فان ما تاخذه من عدوك لن يعوض ضعفك   الماضي طالما ان خصمك ضاعف من قوته. خذ وطالب هي مسلكية للكركارة   والهباطة والبناكة   وكل  الذين عشقوا اللقمة الباردة.ولقد طال جلوس هؤلاء  في انتظار ان تجود عليهم السماء بالقوة حتى  غم الدود  جثثهم وتعفنوا تحت الشمس. فانغلق الافق بل لم يعد هناك افق بالمرة.وراحت طاحونة الفراغ ترحي الفراغ.كانما دولة باكملها  وشعبها وطرقاتها لا جبين فيها يعرق من شدة الانحناء .وصارت الحرية اكبر عدو لهذه الدولة بشعبها وهياكلها المتعفنة وانقلبت القيم  انقلابا على راسها.وصارت اوسمة الشرف  توضع على  صدور السراق والباندية والاوباش والمومسين وغمت الرداءة حياتنا على جميع الاصعدة دون ان يبقى لنا مكان نصرخ منه  حتى على الاقل لنشتم ونسب  القدر الذي وضعنا في هذه المزبلة التي يسمونها تونس. خذ وطالب  الغت كل  من يحمل شعارات  اخرى بجانبها. وبقيت وحدها   تاخذ وتفتك و تطالب.ولم تسمح لاحد بان ياخذ او يطالب. وهبطت علينا كارثة الحزب الواحد والزعيم الواحد .وقطع الاكسجين من الهواء ولم يبق لنا الا تنفس روائحهم الكريهة المنبعثة من  امعاءهم  اللواطية الضعيفة.  اليوم ان الاحساس باننا لن نصل الى شئ حقيقي   يذكر  يعيننا على  تجاوز عقمنا  هو احساس سائد لدى اغلبية الشعب التونسي.هناك فكرة لدى  الشباب الصاعد اننا من فرع مهزوم ولا عبقرية لديه . وان غيرنا يمتلك قوة الاهية  ترفعه الى درجة يصعب علينا  الوصول اليها.وهذا يعزز  العنصرية  التي  تتلاعب  بالحقائق وتخلط  بين  فكرة التمايز بين البشر  وبين الاصول العنصرية  والجنسية. البورقيبية تقول  اننا متخلفين والغرب متقدم وعلينا ان نلحق به.ولكنها لا تشخص  الاسباب العميقة التي  فجرت عبقرية الغرب.والمتمثلة في الحرية التي  حصل عليها الافراد  للابداع والانتاج.على العكس من ذلك البورقيبية  اودعت  اسباب التقدم  في  احتواء  الدولة للتقدم وامتلاك القوة  وسارعت باغلاق المنافذ على الحرية الفردية.وتعاملت مع الشعب على انه قطيع من الغنم على الدولة ان توصله الى  مرعاه. فبقيت الدولة تلهث وراء اللحاق بالدول المتقدمة    عبر برامج ومشاريع  وضعتها القوى الاستعمارية  كان كل همها الا  تبلغ البلاد مستوى من القوة يهدد حضورها .وبالمقابل تشدد ت   محاصرة الحرية الفردية  بحجة  ملاحقة المناوئين على سلطة الدولة.وبات التعليم الذي منه ادعى بورقيبة  ستنهض البلاد مرقدا  لتدمير   الكفاءات. وتحولت الجامعة التونسية   الى مشتلة  من الدجالين  والمبشرين  بالسلطوية والمدافعين على  الفساد بكل اشكاله وانواعه.وتعبات الوظيفة العمومية  باصحاب الشهائد ممن ينامون في  مكاتبهم  يتفننون في  نهب المال العمومي  والجري وراء التربصات في الخارج   والبعثات الممولة  والمحواسة  لاقتناء الملابس والعقاقير  من المغازات الاوروبية. خمسون سنة  واكثر. نصف قرن كانت كافية لدولة مثل ايطاليا لتخرج من تخلفها بعد انهيارها  في الحرب الثانية.وتصيربعد ذلك  دولة عظمى. هناك امثلة لقوى  اخرى نهضت في اقل من ذلك بكثير.ولكننا نحن وبعد كل تلك الخطب الرنانة عن الانجازات  نبقى نسال هللا التحقنا بعد بركب الامم المتقدمة؟؟؟ البورقيبية دخلت الى مزبلة التاريخ وربما حان الوقت للحديث عن شئ اخر  

الامجد الباجي صفاقس في 26/07/2007

 


 

 


 

بعد إنتقاد من «الإخوان» وترحيب من الأقباط والحقوقيين …

دار الإفتاء المصرية توضح الموقف من حرية المسلمين في تغيير دينهم

 
القاهرة     الحياة    
نفت دار الافتاء المصرية ما نسب الى المفتي الدكتور علي جمعة في شأن تأكيده حرية المسلمين في تغيير دينهم. وكانت ردود متباينة اعقبت ما نشر على لسان المفتي جمعة، خصوصاً أنه جاء في وقت ينظر القضاء المصري في دعوى رفعها أقباط يطالبون بالعودة إلى دينهم بعدما اعتنقوا الإسلام. وجاء في توضيح دار الافتاء «أن ما نشر بهذا الصدد لم يأت على لسان المفتي… وأن المفتي أكد في المقابلة ان الاسلام يحرم على المسلمين أن يرتدوا عن دينهم أو يكفروا ولو أن إنساناً ترك الاسلام وذهب لدين آخر يكون بذلك قد ارتكب اثماً عظيماً في نظر الإسلام». وأشارت دار الافتاء الى «أن الدكتور علي جمعة ذكر أن الارتداد عن الدين يمثل نوعاً من الخروج عن النظام العام ولوناً من الجرائم التي تستوجب العقاب، مبيناً أن قضية الاعتقاد مكفولة في الاسلام لقول الله تعالى «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» وأن هذه الحرية مرتبطة بعدم مخالفة النظام العام واستقرار المجتمع». وكان نُسب الى جمعة في مقال نشره منتدى يهتم بشؤون الأديان، ترعاه صحيفة «واشنطن بوست» ومجلة «نيوزويك» وجامعة «جورج تاون» الأميركية ونقلته صحيفة «المصري اليوم» أمس، إن الإسلام يكفل لأتباعه حق اختيار دين غيره من دون عقاب دنيوي، مستشهداً بآيات قرآنية «تناقش حقاً منحه الله لكل البشر»، وهو حرية الاعتقاد. لكنه أضاف، بحسب ما جاء في المقال، أن «وجهة النظر الدينية ترى أن ترك المرء لدينه خطيئة تستوجب عقاباً إلهياً يوم القيامة. وإذا كان السؤال عن رفض الإنسان دينه، فلا عقاب دنيوياً. أما إذا ارتبطت بمحاولة لتقويض أسس المجتمع، فيجب أن تحال القضية على جهاز قضائي يقوم بدوره في حماية المجتمع. وبخلاف ذلك، يترك الأمر حتى يوم القيامة، ولا يتم التعامل معه في الحياة الدنيا، إنها مسألة ضمير، وهي بين المرء وربه». ورحب الناطق باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أسقف شبرا الخيمة الأنبا مرقص بما جاء في المقال. وقال لـ «الحياة»: «هذا هو الإسلام الذي نعرفه. من يحاسب هو الله وليس البشر، هذا رأي راجح بلا شك». واعتبر حقوقيون هذا الرأي بمثابة «ثورة». وقال الأمين العام لـ «المنظمة المصرية لحقوق الإنسان» حافظ أبو سعدة إن «جمعة سيحل بذلك مشاكل كثيرة في الوطن العربي تتعلق بحرية الاعتقاد. فمسألة الانتقال من الدين الإسلامي إلى دين آخر كانت أمراً مرفوضاً. وحديث جمعة بالنظر إلى مكانته، هو بمثابة ثورة، خصوصاً أن المحاكم المصرية كانت تعتمد على الرأي الديني في مسألة الارتداد مع غياب نص قانوني يعاقب المرتد أو يجرم فعلته، فكان الأمر يترك لرأي الدين، ما يكسب كلام المفتي أهمية كبيرة». ووافقت المحكمة الإدارية العليا مطلع هذا الشهر على النظر في طعن قدمه 14 قبطياً يطالبون بحق العودة إلى دينهم الأصلي بعد اعتناقهم الإسلام، بعدما رفضت محكمة القضاء الإداري في نيسان (أبريل) الماضي إلزام وزير الداخلية باستخراج بطاقات هوية جديدة لهم، على اعتبار أن «هذا مخالف للشريعة الإسلامية ويعد تلاعبا بالإسلام». على أن الترحيب الحقوقي والقبطي قوبل برفض من أعضاء في «مجمع البحوث الإسلامية»، وهو أعلى سلطة دينية في الأزهر، وكذلك برفض من «الإخوان». ففي حين رفض المرشد العام للجماعة محمد مهدي عاكف التعليق على كلام جمعة معتبراً أنه «خوض في مهاترات من جانب البعض»، اكتفى نائبه الدكتور محمد حبيب بالقول إن «هذا كلام غير صحيح». ورأى عضو «مجمع البحوث الإسلامية» الدكتور عبدالمعطي بيومي أن «المفتي لم يأت بجديد، وهو مقلد في هذا الأمر، فهناك توصيات في هذا الشأن مطروحة منذ اربعة أعوام… ويبدو أنه (جمعة) يريد أن يزيل آثار فتاواه الأخيرة المثيرة للجدل».

 

 


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

28 mai 2005

Accueil TUNISNEWS 6 ème année, N° 1834 du 28.05.2005  archives : www.tunisnews.net الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بـــــــلا غ أ

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.