أنقذوا حياة حمادي الجبالي أنقذوا حياة كل المساجين السياسيين
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف: 71.340.860 الفاكس: 71.351831 تونس في: 23 نوفمبر 2005 بــــيان
حمادي الجبالي في خطر
علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن السجين السياسي السيد حمادي الجبالي المعتقل بسجن المهدية قد دخل في إضراب آخر عن الطعام منذ يوم 5 نوفمبر 2005 بمعية المساجين السياسيين السادة بوراوي مخلوف و الهادي الغالي و عبد الحميد الجلاصي و محمد الصالح قسومة و نور الدين العرباوي و قد قرروا مواصلة إضرابهم عن الطعام إلى حين تنفيذ السلطات لوعودها بخصوص إطلاق سراحهم.
و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين التي سبق لها و أن طالبت بالإفراج عن جميع المساجين السياسيين و خاصة منهم السيد حمادي الجبالي و الأشخاص المقيمين معه بسجن المهدية باعتبار أن السيد حمادي الجبالي قد قضى جل العقاب المحكوم به ضده و لم تبق له إلا عدة أشهر لم تعد تذكر بالنسبة للمدة التي قضاها و المقدرة بخمسة عشر عاما, تجدد الآن طلبها بوضع حد لمعاناته علما بأن مسؤولي إدارة السجون أعلموه بصدور قرار بالإفراج عنه و وعدوه بأن ذلك سيتم في أول مناسبة و اتضح أن ذلك كان مجرد مناورة بقيت أسبابها مجهولة و هو ما أفقده الثقة في أي وعد جديد إذ أعلم زوجته أنه سيواصل إضرابه عن الطعام حتى الموت في صورة عدم إطلاق سراحه و هو ما تخشى الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين من وقوعه لا قدر الله.
و الجمعية إذ تذكر بذلك فإنها تعبر عن خشيتها من أن يصيب المضربين عن الطعام أي مكروه في صورة مواصلتهم لإضرابهم اللامحدود خاصة و قد أدى بهم اليأس إلى عدم الإصغاء لنداءات عدد كبير من الجمعيات الحقوقية التي ناشدتهم تعليق الإضراب حتى تتمكن من تبليغ صوتهم للجهات المسؤولة. رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري
منع زيارة سجن المسعدين بسوسة
في إطار نشاط اللجنة الجهوية بسوسة لمساندة المضربين عن الطعام توجه يوم السبت 12 نوفمبر 2005 وفد من اللجنة إلى سجن المسعدين لتقديم رسالة إلى مدير السجن و منه إلى السيد وزير العدل يذكرون فيها بتواصل وجود مساجين سياسيين في السجون التونسية و يطالبون فيها بإطلاق سراحهم و سن قانون العفو التشريعي العام. و لكن أعوان الأمن قاموا على بعد كيلومتر من مدينة المسعدين بإيقاف السيارة التي تقل الوفد و التثبت في هويا تهم ثم أمروهم بالرجوع إلى مدينة سوسة دون تقديم توضيحات على هذا المنع. و قد تم توجيه الرسالة إلى السيد وزير العدل عن طريق البريد. (المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 22 نوفمبر 2005)
قضية استعجاليه لإلغاء المؤتمر الاستثنائي للقضاة
تقدمت جمعية القضاة التونسيين ممثلة في رئيسها و ممثلها القانوني حسب قانونها الأساسي السيد أحمد الرحموني بقضية استعجاليه لدى رئيس المحكمة الابتدائية بتونس تطلب فيه إلغاء المؤتمر الاستثنائي الذي دعت إليه ليوم 4 ديسمبر 2005 الهيئة المؤقتة المنصبة المدعومة من الإدارة و تعليق أعماله التحضيرية. و بالتوازي مع ذلك رفع المكتب التنفيذي الشرعي للجمعية قضية في الأصل لإبطال جميع الأعمال التي قامت بها تلك اللجنة بما فيها افتكاك مقر الجمعية. و من المنتظر أن تنشر القضية الإستعجالية يوم 24 نوفمبر في جلسة أولى لدى المحكمة الابتدائية بتونس و قد ينظر فيها الوكيل الأول لرئيس المحكمة الابتدائية بتونس الذي سبق و قرر إلغاء المؤتمر السادس للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بمقتضى شكوى استعجاليه قدمتها مجموعة من المنخرطين الموالين للسلطة. (المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 22 نوفمبر 2005)
منع وفد الرابطة بسوسة
بدعوة من طلبة اعتصموا بمقر المطعم الجامعي بحي الرياض بسوسة يوم 19 نوفمبر 2005 احتجاجا على نوعية الأكل المقدمة، أراد وفد من فرع سوسة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان زيارة الطلبة المعتصمين و الإطلاع على أوضاعهم. و لكن الوفد تم منعه من دخول المطعم من طرف أعوان الأمن الذين لم يقدموا تبريرات على هذا المنع سوى أن لديهم تعليمات بذلك. و قد عاد وفد فرع الرابطة على أعقابهم في حين واصل ما يقارب 200 طالب الاعتصام إلى حين وصول وفد من ديوان الخدمات الجامعية باشر التفاوض و الحوار مع الطلبة المعتصمين. و قد رفع الاعتصام في مساء نفس اليوم. (المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 22 نوفمبر 2005)
سوسة: احتفال حاشد بذكرى شهداء النفيضة
أشرف السيد عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل صحبة ثلة من أعضاء المكتب التنفيذي على اجتماع حاشد يوم الاثنين 21 نوفمبر 2005 بدار الإتحاد المحلي للشغل بالنفيضة تخليدا لذكرى شهداء معركة النفيضة الذي سقطوا ضحية القمع الاستعماري في مثل ذلك اليوم من سنة 1950 . وقبل الاجتماع انطلقت مسيرة من دار الاتحاد المحلي إلى مقبرة المكان تولى خلالها العمال و النقابيون حمل باقات من الزهور و تلاوة الفاتحة على أرواح الشهداء الأبرار. و قد اهتزت قاعة الاجتماعات بهتافات الحاضرين المتمسكة بمطالب الشغالين وحقوقهم و باستقلالية الاتحاد العام التونسي للشغل و مساندة كفاح الشعب الفلسطيني و العراقي. و قد ألقى الأخ عبد السلام جراد كلمة ثمن فيها ما تحقق خلال الجولة الأخيرة من المفاوضات الاجتماعية مشددا على أن المشوار لم ينته بعد حتى يتم إتمام المفاوضات في القطاع الخاص و المؤسسات العمومية معلنا تمسك قيادة الاتحاد بحقوق الشغالين. كما أشار الأمين العام إلى أن السنة القادمة ستشهد احتفال النقابيين بالذكرى الستين لتأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل و التي ستتزامن مع وضع الحجر الأساسي لبناء الدار الجديدة للاتحاد بالعاصمة مذكرا بأن جميع الاتحادات الجهوية أصبحت لها مقرات على ملكها باستثناء جهتين هي بصدد تسوية وضعيات عقارية. و قد أشاد الأمين العام بالنضالات التي خاضها عمال النسيج و المعادن و قطاع التعليم الأساسي و الثانوي. (المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 22 نوفمبر 2005)
تونس: إضراب الجوع يدفع الرئيس ابن علي إلى محاورة القوى السياسية
تونس – خدمة قدس برس لا تزال أغلب أحزاب المعارضة التونسية، وقوى المجتمع المدني، ترفض اتخاذ مواقف واضحة تجاه تكليف الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، رئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية، زكريا بن مصطفى « بتقبل الاتصالات من الأحزاب السياسية، وغيرها، من مكونات المجتمع المدني الراغبة، في ذلك، والتباحث معها بشأن مشاغلها، وتطلعاتها ». وفضلت أغلب الأحزاب والتنظيمات والتيارات السياسية، الإعلان عن مواقفها، مفضلة التروي ودراسة هذه المبادرة عبر نقاشات من المنتظر أن تنطلق اليوم، سواء على مستواها الداخلي، أو على الصعيد التشاور بينها. وفضل مصطفى بن جعفر رئيس التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، عدم إعطاء موقف رسمي لحزبه، عن هذه المبادرة، قبل أن تتم مناقشتها بين أحزاب المعارضة من أجل تكوين موقف موحد منها. وأضاف في تصريحات صحافية أنه يعتقد حسب رأيه الشخصي، وبشكل مبدئي، بأن « المبادرة تبدو أقل من المطلوب ». واعتبر بن جعفر أن خطوة الرئيس بتعيين ابن مصطفى رئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية، للإنصات لمشاغل مختلف القوى الحية بالبلاد، لم تأت بأي جديد. وقال بن جعفر: « كان الأفضل لو تم فتح هذا الحوار مع رئاسة الجمهورية مباشرة، كما حصل سابقا عندما تم استقبال الأمناء العامين للأحزاب مع توسيعها، لتشمل بقية الطيف السياسي التونسي ». مؤكدا أن « مطالب المعارضة التي رفعتها واضحة، و قد لا تستحق أن تكون هناك جلسات استماع لتفهمها ». كما دعا إلى ضرورة أن يتبلور موقف موحد للقوى السياسية، ومعتبرا أن « الكرة الآن في ملعب المعارضة، وأن عليها أن تحسن التعامل مع هذه الدعوة عبر تشكيل موقف موحد، والاتفاق على مطالب واضحة، ومحددة و متفق عليها ». من جانبه أكد جنيدي عبد الجواد وهو أستاذ جامعي، وأحد قياديي حركة التجديد، أن الحوار مع مكونات المجتمع المدني من أحزاب سياسية، ومنظمات مستقلة، أمر ضروري، ومرغوب فيه، ويطالب به كل الديمقراطيين، وكل من يضع مصلحة تونس فوق الاعتبارات الأخرى، بشرط أن تكون مصحوبة بإرادة سياسية حقيقة ». واعتبر دعوة بن علي: « لا تكفي وحدها للإقناع بأن هناك اتجاه ملموس نحو طيّ صفحة التصلب والتحجّر والانغلاق »، مشددا على ضرورة أن تكون هناك « إجراءات عملية تساهم في تنقية المناخ السياسي، وتعيد الثقة المفقودة، والأمل، وذلك بإيقاف التدخل في شؤون المنظمات، والجمعيات المستقلة، وحفظ القضايا المفتعلة ضد الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، بخصوص مؤتمرها الوطني، أو ضد الاتحاد العام التونسي للشغل، حول نقابة التعليم العالي، والتراجع في الإجراءات التعسفية ضد جمعية القضاة، ومكتبها الشرعي، والإفراج عن الأستاذ محمد عبو ».
وأكد أن وقتها سوف يقتنع الجميع « بأن هناك إرادة سياسية حقيقية، لفتح صفحة جديدة من التعامل الحضاري الديمقراطي، مع الأحزاب والمنظمات، دون استثناء في إطار التعددية سياسية فعلية لا شكلية ». (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 23 نوفمبر 2005)
المبادرة الرئاسية الأخيرة في نظر الأحزاب السياسية
* تونس ـ الشروق : طرح الرئيس بن علي أمس الأول مبادرة جديدة ترمي الى تطوير الحياة السياسية ودفع المسار الديمقراطي حيث تولى تكليف السيد زكرياء بن مصطفى رئيس الهيئة العليا لحقوق الانسان والحريات الأساسية بتقبّل اتصالات الأحزاب السياسية ومكوّنات المجتمع المدني والتباحث معها بشأن مشاغلها وتطلعاتها. فما هي انتظارات الأحزاب السياسية منها؟ «الشروق» طرحت المسألة على ثلة من ممثلي هذه الأحزاب. * اعداد : محمد اليزيدي ————————————————- السيّد العروسي النالوتي (ح.د.ش.): المبادرة تؤيّد الحلّ الوطني إن مبادرة رئيس الدولة التي تكمل جملة القرارات والإجراءات الرئاسية الهامة الداعمة للأحزاب تعكس حرص سيادته على تفعيل دور الأحزاب ودعم المسار الديمقراطي التعدّدي وهي خطوة أخرى عمليّة لتنشيط الحياة السياسية بوجه عام. وأعتقد أن هذه المبادرة ستساعد كثيرا على تخليص العمل التنسيقي بين الأحزاب السياسية من مأزقه وتقريب وجهات النظر بينها وتمكينها من تجاوز خلافاتها وصراعاتها. وإني أرى أن المرحلة القادمة ستكون حتما مع مبادرة الرئيس بن علي مرحلة الهدوء والعمل. وأعتقد أنه وبعد نجاح قمة مجتمع المعلومات أصبحت تونس أمام رهانات أكبر من الرهانات السابقة وهو ما يمكن أن يفسّر مبادرة الرئيس بن علي ويؤكد مجدّدا على إيمان كل التونسيين بأن الحل لتكريس الديمقراطية هو حلّ وطني. ————————————————– السيد عامر بن عبد الله (التجمع الدستوري الديمقراطي): دفع جديد لكافة الأحزاب والمنظمات المبادرة أكّدت مجدّدا أن قلب الرئيس مفتوح للجميع وأنه على استعداد دائم للاستماع الى كل الآراء وهي من صميم السياسة التي انتهجها الرئيس منذ التحوّل. هذه السياسة القائمة على الانصات الى الجميع والإستماع الى كل المقاربات مهما اختلفت. ثم إن المبادرة أثبتت من جديد أن الرئيس ينفذ الرغبات والطلبات وقراراته نابعة دائما من المشاغل المطروحة في البلاد وهو ما يؤكد مواصلة البعد الاصلاحي ودعم مسيرة التغيير وتركيز أسس المجتمع الديمقراطي التعدّدي. وأشير الى أن الرئيس بن علي بمبادرته الأخيرة دائما يقرن القول بالفعل ومبادرته أيضا تجسيد عملي لما أعلن عنه في برنامجه الانتخابي لتونس الغد (2004 ـ 2009) ولما أعلن عنه في خطابه بمناسبة الذكرى الثامنة عشرة للتحوّل. وإن مبادرة سيادة رئيس الجمهورية ستعطي ـ حتما ـ دفعا جديدا لعمل كافة فعاليات المجتمع المدني من أحزاب ومنظمات وجمعيات وهو ما يؤكد أن الحركة السياسية في توسن متطوّرة. —————————————————- السيد محمد المنجي كتلان (ح. د. ش): نطمح الى احداث هيكل للتنمية السياسية تُعد هذه المبادرة ايجابية جدا وهي تهدف الى مزيد تطوير الحياة السياسية وتحقيق النقلة النوعية المنتظرة. ونحن اذ نثمن هذه المبادرة التي من شأنها ان تفتح للحوار السياسي أبعادا جديدة، ترى أنه يمكن تطوير هذه المهمة والارتقاء بها الى احداث هيكل للتنمية السياسية يُعنى بتطوير المشهد السياسي ويتناول تقييم المسار الديمقراطي التعددي الذي خطونا فيه أشواطا ومدى تجاوب المواطن مع ا لمؤسسات المنتخبة ووقع التعددية على الحياة العامة وتطوير الاعلام ومراجعة قانون الاحزاب لسنة 1988 ليواكب المستجدات خاصة بعد تعديل الدستوري والمجلة الانتخابية مع ايجاد مدونة لحسن السلوك في التعامل مع العملية الانتخابية. —————————————————- ثامر ادريس (حركة التجديد): مبادرة في وقتها قال السيد ثامرادريس عضو الهيئة السياسية لحركة التجديد وأحد ممثليها في البرلمان ان المبادرة الرئاسية لتطوير الحياة السياسية جاءت في وقتها. وأضاف ان الحركة ستواصل مع رئيس الهيئة العليا لحقوق الانسان وستطرح عليه مجموعة من الملفات والمشاغل التي تهمّ الاعلام والحريات وكيفية التعامل مع الرأي المخالف اضافة الى كل المشاغل التي تهم الحركة والبلاد بصفة عامة في ظل التلازم بين المسار الديمقراطي والمسار الوطني. —————————————————– السيد محمد بوشيحة (الوحدة الشعبية): المبادرة تعميق للحوار الوطني ودعم للأحزاب تُعتبر مبادرة رئيس الدولة بتكليف شخصية لها وزنها واشعاعها الوطني مثل السيد زكرياء بن مصطفى بالتحاور مع الاحزاب السياسية والمجتمع المدني والانصات لمشاغلهم ومقترحاتهم دلالة جديدة على تعلق سيادة الرئيس زين العابدين بن علي وتمسكه بفتح الحوار الوطني بصفة دائمة الى جانب الحوار مع السلطةعن طريق الهياكل الدستورية المتمثلة في مجلس النواب ومجلس المستشارين وعن طريق الاتصالات المباشرة مع هياكل الحكومة عبر الاستشارات الوطنية وغيرها من التظاهرات فضلا عن استقبال سيادة الرئيس لنا بصفة مباشرة. واعتقد ان المبادرة ستمكّن من فتح المجال لتعميق الحوار الوطني الذي نعتبره أساسيا في معالجة كل المسائل والقضايا الوطنية المطروحة. كما ان المبادرة التي تهم جميع الاحزاب والأطراف الوطنية تعد امتدادا لما أقرّه رئيس الدولة من قرارات واجراءات ترمي الى تدعيم الاحزاب السياسية وهي بهذا المعنى تمثل دفعا جديدا للأحزاب في اتجاه مساعدتها على ان تقوم بدورها كما هو شأن حزب الوحدة الشعبية في تأطير المواطنين وتبليغ أصواتهم ومشاغلهم. —————————————————– السيد المنجي الخمّاسي (الحزب الاجتماعي الليبرالي): التجاوب مع المبادرة بعيدا عن التجاذبات في اطار الثقة الكبيرة في سياسة الاصلاح للرئيس بن علي جدير بنا الاشارة الى ما تم الاعلان عنه من سيادته بتكليف السيد زكرياء بن مصطفى بالاهتمام بمشاغل الاحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني، وهذا أمر معهود من رئيس الدولة. وانه مهما صارت من أحداث واختلافات بين مختلف مكونات المجتمع فإن الرئيس يفتح الباب للجميع للحديث والافصاح عن كل ما يخالجهم من قضايا. هذه المبادرة الرئاسية غير غريبة على الرئيس بن علي (يقرن القول بالفعل) وهذه هي السياسة الصحيحة حيث وقبل انجاز او اقرار اي قرار فإن الرئيس يرجع الى الشعب بمختلف مكوناته وهو ما يعكس تفهمه لواقع البلاد ومتطلبات ا لمرحلة الجديدة. وكما تم التأكيد من قبل على ان بعد قمة مجتمع المعلومات ستعرف البلاد نقلة نوعية في جميع المجالات بالاضافة لما ستعكسه ميزانية الدولة للسنة الجديدة من خيارات لتنشيط الاقتصاد ودفع الاستثمار والنهوض بمختلف القطاعات فإنها ستكون فاتحة من أجل تفعيل كل القوى الحية في البلاد في رسم ملامح التغييرات والبرامج والاصلاحات السياسية المزمع انجازها وتحقيقها في الأشهر القادمة. ونحن ننتظر مع المبادرة الرئاسية الموجهة لكل العائلات السياسية والتي لا تخلو من بعض التجاذبات ان تتفاعل كل الأحزاب والجمعيات والمنظمات وان تكون صريحة وجريئة في نقل كل المشاغل وتشخيصها. —————————————————— السيد أحمد الغندور (الوحدوي): المبادرة ستثري الحوار والميثاق الوطني ان مبادرة الرئيس بن علي هامة جدا من حيث انها ستعجّل بتدارس عديد الملفات الوطنية العالقة فضلا عن كونها ستفتح المجال لكافة الاطراف السياسية والوطنية بأن تقدّم مقترحاتها وحلولها لهذه الملفات وخاصة منها تلك الملفات التي استعصت على الدوائر الرسمية. ومن هذا المنطلق فإن مبادرة الرئيس ستساهم في إثراء الحوار الوطني وفي تحريك الشأن الوطني بصورة عامة كما انها ستمكن من ناحية أخرى من إعادة تفعيل الميثاق الوطني. واعتقد انه لا يمكن الا ان نبارك هذه المبادرة لأنها في حقيقة الامر استجابة لجانب من المطالب التي ترفعها الاحزاب السياسية. (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 23 نوفمبر 2005)
برلسكوني يكذب « عيني عينك » في تونس
برلسكوني: لم (؟) نساهم في الحرب على العراق وتدخلنا للحفاظ (؟) على السلم !؟؟؟
تونس (رويترز) – قال سيلفيو برلسكوني رئيس الوزراء الايطالي يوم الثلاثاء ان بلاده لم تتدخل في الحرب على العراق وانما تدخلت للحفاظ على السلم في البلاد. وقال برلسكوني للصحفيين في ختام زيارة الى تونس لم تدم اكثر من ثلاث ساعات « قلصنا في عدد قواتنا في العراق ولدينا برنامج لمزيد تقليص حضورنا هناك وهذا سيتحقق شيئا فشيئا عندما تتمكن القوات العراقية من السيطرة على الوضع بالكامل وضمان امن مواطنيها ». ودافع برلسكوني عن مشاركة بلاده في الحرب على العراق التي اطاحت بنظام الرئيس السابق صدام حسين قائلا « نحن لم نساهم في الحرب ضد العراق وتدخلنا لاحلال السلم اعتمادا على توصية مجلس الامن قصد اقامة المناخ الملائم للديمقراطية وحضورنا هناك ايجابي وقد شكرتنا الحكومة العراقية على ذلك ». ولم يحدد رئيس الوزراء الايطالي اي موعد زمني لسحب قواته واكتفى بالقول ان ذلك سيكون بالاتفاق مع الحكومة العراقية. ولايطاليا ثالث اكبر عدد من القوات في العراق بعد الولايات المتحدة وبريطانيا. وعبر رئيس الوزراء الايطالي الذي تحادث مع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي حول عدد من المسائل ابرزها قضايا الشرق الاوسط مثل المسالة السورية والملف النووي لايران والعراق وفلسطين عن « الامل في ان يستغل الجانبان (الاسرائيلي والفلسطيني) فرصة تاريخية تتاح الان لاستئناف المفاوضات بعد الانفراج الاخير ». واضاف انه اكد مع بن علي على دعم جهود الرئيس الفلسطيني محمود عباس لاستئناف المفاوضات والتسوية السلمية. (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 24 نوفمبر 2005 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
برلوسكوني يعلن استعداد ايطاليا … لاستضافة محادثات فلسطينية – اسرائيلية
تونس – رشيد خشانة توقع رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني ان يستضيف بلده مفاوضات الحل النهائي الفلسطينية – الاسرائيلية. وقال في مؤتمر صحافي عقده في تونس أمس في أعقاب زيارة قصيرة استمرت ثلاث ساعات ان أمام الفلسطينيين والاسرائيليين «فرصة تاريخية لاجتراح السلام». وأضاف انه «يتفهم» المصاعب التي تجابه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مؤكداً استعداد ايطاليا لتموميل مشاريع بقيمة ثلاثة ملايين دولار في المناطق الفلسطينية. وأجرى برلوسكوني الذي يرتبط بلده مع تونس بمعاهدة صداقة وحسن جوار تلحظ لقاءات سنوية في مستوى رفيع محادثات مع الرئيس بن علي تطرقا خلالها الى موضوع الهجرة غير المشروعة والتعاون في مكافحة الارهاب وقضية الشرق الأوسط والوضع في العراق والتطورات الأخيرة بين لبنان واسرائيل. وأفاد رداً على سؤال في شأن احتمال سحب القوات الايطالية ان لا نية لديه لسحب القوات في الأمد القريب إلا أنه ربط ذلك بقدرة القوات العراقية على «سد الفراغ والقيام بالمهمات الأمنية». وأكد ان ايطاليا تولي أهمية كبيرة للقمة الأورومتوسطية المنوي عقدها في برشلونة الاسبوع المقبل وأوضح انه أجرى اتصالات مع أربعين بلداً في اطار الإعداد لنجاحها. (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 23 نوفمبر 2005)
زوجة بوشناق تلغي حفلة في الأوبرا
القاهرة – أمينة خيري عاد الفنان التونسي لطفي بوشناق الى تونس فجأة، بعدما اعتذر لإدارة مهرجان الموسيقى العربية عن عدم تقديم الفاصل الغنائي الذي كان مقرراً له في دار الاوبرا، وذلك بعد تعرض زوجته لحادث مروري كبير في العاصمة تونس· وعبر بوشناق عن اسفه العميق عن عدم المشاركة هذا العام، على رغم قيامه بالبروفات الخاصة بحفلته· وأعدت إدارة المهرجان فاصلاً غنائياً بديلاً ذلك اليوم يضم باقة من نجوم الغناء وهم فؤاد زبادي وكريمة الصقلي من المغرب، ومحمد الجبالي، والمطربة هادية من تونس، ومن فلسطين المطربة سلمى… كما يشارك من مصر المطرب طارق فؤاد، وعازف القانون ماجد سرور. وتصاحب نجوم المهرجان فرقة المهرجان بقيادة الفنان محمد مصطفى. (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 23 نوفمبر 2005)
حسب المثل عجيب وغريب وأبو غريب بالإضافة.. أمريكا مستاءة مما يجرى في سجون العراق حسب أقوال الصحافة. وتريد إجراء تحقيقات حول التعذيب في سجون الحكومة الانتقالية.. نعم هذا ما أكدته الأخبار والأمور ليست هزلية. وكأني بأمريكا تقول ما يقول عندهم المثل.. افعل ما أقول ولا تفعل ما أفعل. محمد قلبي (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 23 نوفمبر 2005)
مؤتمر جمعية القضاة:
قائمة نهائية باثنين وثلاثين مرشحا ومراجعة التحالفات
* تونس (الشروق) علمت «الشروق» أن اللجنة المؤقتة المكلفة بإدارة شؤون جمعية القضاة التونسيين، اجتمعت ظهر أمس بمقرّ الجمعية بقصر العدالة، وذلك للبتّ في القائمة النهائية للمترشحين للمؤتمر الاستثنائي المزمع عقده يوم 4 ديسمبر 2005. وقد حدّدت قائمة المترشحين بإثنين وثلاثين بعد ورود مطلب سحب الترشح من طرف القاضي السيد محمد الرمضاني، كما قرّرت اللجنة أن ينعقد المؤتمر بأحد نزل ضاحية قمّرت. * القائمة النهائية
وقد تحصّلت «الشروق» على القائمة النهائية للمترشحين، وهم كالآتي:
عبد الرزاق بن منا ـ خالد عبّاس ـ طارق ابراهم ـ شكري بن صالح ـ رياض الغربي ـ حسين الحاج مسعود ـ سمير حميّد ـ المختار المؤدّب ـ الطاهر بن تركية ـ ـإيناس معطّر ـ خديجة المزوغي ـ الحبيب غربي ـ عدنان الهاني ـ لطفي زيد ـ رياض اللواتي ـ منير الحفصي ـ منير وردلينو ـ محمد عادل بن اسماعيل ـ خالد المبروك ـ فوزي ساسي ـ فتحي اسكندراني ـ عماد بوخريص ـ الشاذلي والي ـ رمزي الجوّة ـ مراد بولعراس ـ محمد الصالح الزيدي ـ منير رحراح ـ شكري الماجري ـ محمد المسعي ـ فتحي مطيراوي ـ نجاة البستيمي ـ عبد الناصر السباعي. * قوائم وتحالفات
ونظرا لارتفاع عدد الترشحات، فإن خارطة التحالف التي برزت قبل أيام، بدأت تتغير، خاصة وأن قائمة المترشحين تحمل عديد الأسماء التي لها وزنها وتأثيرها الواضح، وتغري بالتحالف معها،وسنأتي على تشخيص مختلف التحالفات المزمع انشاؤها في أعدادنا اللاحقة. * سليم العجرودي (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 23 نوفمبر 2005)
أزمة الحريات في العالم العربي: تونس نموذجاً
فهمي هويدي (*) حين سلطت الأضواء على تونس في الأسبوع الماضي ـ أثناء انعقاد القمة العالمية للمعلومات ـ فاجأتنا الحقائق، التي تكشفت عن أوضاع حقوق الإنسان هناك. كانت المفاجأة في الدرجة وليس في النوع، لأن سجل تونس في مجال انتهاكات حقوق الإنسان، مشهود منذ عدة سنوات، والتقارير الدولية الصادرة في هذا الصدد، ترسم صورة مقلقة لتلك الانتهاكات، التي لا تكاد تذكر في وسائل الإعلام العربية، في حين أنها متداولة في الصحافة الغربية، والفرنسية منها بوجه أخص، ولا أعرف ما هي الحسابات، التي جعلت الاعلام العربي يسكت أو يحجب المعلومات المتعلقة بالانتهاكات الحاصلة في ذلك البلد الشقيق، وإنما الذي أعرفه جيداً، أن الصمت العربي النسبي بدا تستراً غير مقصود، فضلاً عن أنه أسهم في اضعاف موقف منظمات المجتمع المدني التونسي، التي تناضل منذ سنوات بكل الوسائل السلمية المتاحة، دفاعاً عن قيم الحرية وحقوق الانسان، الأمر الذي دفعها إلى التماس العون والتأييد من المنظمات والهيئات الدولية والغربية. لقد كانت المفارقة المثيرة التي لفتت الانتباه إلى الحالة التونسية، أنه في حين تعاني الحريات من أزمتها الخانقة هناك، فإن السلطة أقدمت على استضافة قمة مجتمع المعلومات، التي تعد الحرية شرطاً أساسياً لقيامه، كما قال بحق كوفي أنان الأمين العام للأمم المتحدة، وكان ذلك التناقض بين أوضاع البلد وطبيعة المؤتمر، موضع دهشة من الوفود التي قدمت من مختلف أنحاء العالم. وكان التعليق الذي نشرته «الشرق الأوسط» للاستاذ عبد الرحمن الراشد (في 20/11) تحت عنوان: لماذا استضافته ـ ولماذا اختاروها؟، تعبيراً عن الدهشة المقترنة بالاستنكار، لبعد الشقة، وعمق المسافة بين العنوان والواقع. منذ اللحظة الأولى التي وصلت فيها الوفود إلى تونس، أدرك الجميع أن الاتصال بالعالم الخارجي مراقب، وأن الرسائل التي ترسل عبر البريد الالكتروني تمر بمصفاة الأمن، وأن الصحافيين الذين قدموا لتغطية المؤتمر، بعضهم منع من الدخول إلى البلاد، (مثل الأمين العام لمنظمة «مراسلون بلا حدود») ، وبعضهم تعرض للاعتداء والطعن من جانب مجهولين، (كما حدث مع محرر صحيفة لبراسيون الفرنسية)، كما قامت عناصر تابعة لأجهزة الأمن، بمهاجمة فريق تلفزيوني بلجيكي، كان يعد تقريراً عن الأوضاع العامة في البلاد، وفي ذلك الهجوم، صودرت أشرطة الفيديو الخاصة بالفريق. وفي التقرير الذي نشرته «الشرق الأوسط» (في 18/11) أن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، نقلا إلى السلطات التونسية شعورهما بالقلق لمضايقة الصحافيين وناشطي حقوق الانسان خلال المؤتمر، خاصة بعدما تعرض بعض الصحافيين الأوروبيين للتخويف والاستجواب، أو منعوا من حضور الاجتماعات العلنية من المؤتمر، فضلاً عن تعرض آخرين للاعتداء الجسدي، الذي سجلت الاشارة إليه. وأشارت الصحيفة في تقريرها، إلى أن مبعوثي الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، تلقوا «تقارير تبعث على القلق، عن مدى التدهور الذي بلغته انتهاكات حقوق الانسان في تونس». مجمل هذه الشواهد والقرائن، جاء كاشفاً عن مدى الاحتقان ، ذلك أن أي مراقب حين يلاحظ أن الأجهزة الأمنية، ضاقت صدراً بسرعة بالصحافيين الأوروبيين، ولم تتردد في ضرب وطعن بعضهم، وفي تخويف البعض الآخر، فإن السؤال الذي يتبادر إلى ذهنه على الفور هو: كيف تتعامل السلطة مع الصحافيين المحليين، مستقلين كانوا أم معارضين؟ لم يكن مستغرباً والأمر كذلك، أن يلاحق الصحافيون التونسيون، وأن يمنعوا من عقد مؤتمرهم الذي كان مقرراً عقده في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي. وكانت حجة المنع أن السلطة رفضت الاعتراف بتلك النقابة المستقلة، رغم أن قانون الشغل المنظم للنظام النقابي، لا يشترط موافقة وزارة الداخلية على تأسيس النقابات. وما حدث مع نقابة الصحافيين التونسيين تكرر مع رابطة حقوق الإنسان، التي منعت من عقد مؤتمرها السنوي السادس في الشهر ذاته، وذلك اثر مشكلة افتعلها أنصار الحزب الحاكم، الذين دفعوا إلى تقديم بلاغ إلى السلطات لسحب صلاحيات الهيئة القائمة على الرابطة في الوقت الحاضر، والا ستبدل بها لجنة أخرى موالية. حدث ذلك أيضاً مع جمعية القضاة التونسيين، الذين وقفوا أكثر من مرة ضد انتهاكات حقوق الإنسان والعدوان على القانون، فما كان من السلطات إلا أن استولت على جمعيتهم، وغيرت أقفال أبوابها، ونصّبت من جانبها لجنة أخرى لإدارتها، وهو ما دفع مكتب الجمعية إلى اصدار بيان، أوضح فيه أنه قد تم «افراغ هياكل الجمعية»، حيث قامت وزارة العدل اجبارياً، بنقل جل أعضاء المكتب من النساء القاضيات، إلى محاكم بعيدة جداً عن العاصمة، وقطع الهاتف والفاكس عن المقر، و«تكثيف الرقابة الأمنية، وتمزيق البيانات المعلقة بواجهته» ـ واعتبر المكتب ما حدث «انتقاصاً من كرامة القضاة، واعتداء غير مسبوق على حق القضاة في حماية استقلالهم والدفاع عن معالمهم». لقد التقيت مؤخراً بعض المثقفين التونسيين، الذين رووا تفاصيل مدهشة حول الضغوط التي يتعرض لها القضاه لإكراههم على «ممارسة القمع بالقانون»، على حد تعبير أحدهم. ليس فقد عن طريق اصدار أحكام بالسجن لمدد طويلة بناء على تهم ملفقة لم تثبت إلا في تقارير أجهزة الأمن، وأغلبها كيدية، وانما أيضاً بواسطة محاكمة الناشطين أكثر من مرة بنفس التهمة. بمعنى أن يحاكم الشخص بتهمة ما، فيصدر بحقه حكم بالسجن سبع أو تسع سنوات مثلاً، وبعد أن يقضي مدة العقوبة، يقدم مرة ثانية للمحكمة بذات التهمة، التي ينظرها القضاء، ويصدر بحق المتهم حكم آخر بالسجن لسبع أو تسع سنوات.. وهكذا! أمثال تلك الممارسات دفعت مجموعة من القادة السياسيين والنقابيين (ثلاثة من زعماء الأحزاب وخمسة من القيادات النقابية) إلى الإضراب عن الطعام، قبل أكثر من شهرين، واعتصموا لهذا الغرض في مكتب المحامي عياش إلهامي. واختار أولئك الناشطون، الذين ينتمون إلى مختلف الاتجاهات السياسية، موعد الاضراب عن الطعام، متزامناً مع أجواء عقد قمة المعلوماتية، ليلفتوا أنظار الوفود القادمة من أنحاء العالم إلى الواقع الحالي في تونس، مخترقين بذلك أستار الحصار والكتمان، التي فرضت من حول الممارسات والانتهاكات الجارية. وكانت السلطات قد منعت وسائل الاعلام المختلفة من الاتصال بالقادة المضربين عن الطعام، ولكنها تراجعت عن المنع، واضطرت إلى رفع الحصار، حينما حاول بعض الدبلوماسيين الأجانب زيارتهم، وفي المقدمة منهم ممثلو السفارتين الأميركية والبريطانية. كان رفع الحصار فرصة للمضربين عن الطعام، لكي ينقلوا مطالبهم إلى الرأي العام داخل تونس وخارجها، وقد تمثلت في ثلاثة أمور أساسية هي: اطلاق سراح المسجونين السياسيين الذين تجاوز عددهم أكثر من 400 شخص ـ اطلاق حرية الصحافة والتعبير ـ رفع القيود الصارمة الموضوعة حالياً لتقييد حرية تشكيل الأحزاب والجمعيات العامة. ولأن التظاهرات ممنوعة، فقد قرر الناشطون، اقامة موقع على شبكة الانترنت باسم «يزي فك»، (بضم الفاء)، وهو مصطلح في الدارجة التونسية، يعبر عن ضيق الصدر، ويكاد يرادف عنوانه «كفاية»، الذي اختارته احدى منظمات المجتمع المدني في مصر، لمعارضة احتكار الحزب الوطني الحاكم وقيادته للسلطة في البلاد، لأكثر من ثلاثة عقود. وفي خلال ذلك الموقع نظم الناشطون التونسيون تظاهرة افتراضية، ضد استمرار الانتهاكات والمطالبة بإطلاق الحريات العامة، والانخراط في تلك التظاهرة يتم عن طريق ارسال صورة مشفوعة باسم الراغب في الانضمام إلى الحملة. وحتى الآن انضم إلى التظاهرة 155 شخصاً، لم يعرف حتى الآن الاجراء الذي اتخذته السلطة ازاءهم، من جراء اقدامهم على تلك الخطوة غير المألوفة في الحياة التونسية. ثمة حراك داخلي في تونس لا تخطئه عين المراقب، يتواكب مع الحراك المماثل الذي تشهده أقطار عربية أخرى، مصر في مقدمتها، وكله يصب في وعاء السعي لرفع سقف الحريات وفك القيود التي تكبل شوق المجتمعات العربية إلى الحرية والعدل. غير أن ما يلفت النظر في هذا المشهد، أن التضامن بين منظمات المجتمع المدني في تونس، وبين المنظمات الحقوقية والمدافعة عن الحريات في أوروبا، أقوى منه فيما بين المنظمات التونسية ونظائرها في العالم العربي. آية ذلك أن 13 منظمة معنية بحقوق الانسان في الغرب، أعربت عن تأييدها لموقف الناشطين التونسيين، ووجهت إلى الرئيس بن علي مناشدة دعته فيها إلى وضع حد لملاحقة الصحافيين والناشطين، في حين لم يسمع صوت المنظمات العربية، باستثناء بيانات مقتضبة أصدرتها المنظمة العربية لحقوق الإنسان، تجاهلها الاعلام العربي، في حين نشرت بعض الصحف على استياء أخباراً عنها، من باب رفع العتب في الأغلب. أدري أن بيتنا من زجاج في الشق المتعلق بانتهاكات حقوق الانسان، وليس خافياً على أحد أن تونس لا تنفرد بتلك الانتهاكات، ولكنها تمثل حالة قصوى، تصادف أن سلط عليها الضوء متأخراً، وكانت قمة المعلومات هي الكاشفة. (*) كاتب مصري (المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 23 نوفمبر 2005)
استشهــاد مبـــدع
بقلم الحبيب بوعجيلة أيها المبدع الشهيد عذرا وعذرا وعذرا فقد شغلنا طويلا عن كتابة مرثيتك الحزينة…. شغلنا الإشتباك اليومي مع هؤلاء الأوغاد الكابسون على رقابنا من محيط القهر إلى خليج القمع… شغلت أيادينا قبضاتها المرفوعة منذ أيام في وجوه جلادي الحرية وجزاري الانعتاق من محيط الغبن إلى خليج الموت اليومي…. لم تجد مشاعرنا فسحة للانسياب لكتابة مرثيتك الحزينة فقد شوشت هدوءها منذ أيام حناجرنا المجروحة بهتافها اليومي ضدّ الاستبداد الساكن في وطن سيجته السواعد المفتولة وأغلقته الستائر السوداء قتلا للحلم وإجهاضا للطموح.. لم تجد عيوننا وقتا للدّموع فقد كان عليها أن تظلّ صاحية صافية مفتوحة تحرس الهبّة وتراقب المتآمرين عليها… لم تجد أصابعنا وقتا للقلم فقد كانت في شغلها اليومي تحسب أيام الجوع إلى الخلاص وكانت سبّابة اليد مرفوعة في وجوه وعيون الطغاة الوقحين ….عذرا يا صاحب » الرّسالة » المغدورة… عذرا يا صانع مجدنا يذكّرنا بأسد الصحراء « عمر المختار » يشنق بحبل الغزاة تماما كما يشنق أحفاده – نحن- بحبال خدمهم في زمان سلاطين الفول والزيت يمارسون فحولتهم المزيفة على شعوب كبّلها الخوف والرّعب والفنّ المهرّب من مواخير الشوارع الخلفيّة … عذرا أيّها المصطفى…عذرا يا عقّاد… من قتلك ؟ من أسكت قلبك الحالم المسكون بحرارة الأمة وشمس الوطن الكبير؟ هناك في عمق جليدهم وصقيعهم حيث حملت إليهم مجد حضارة عريقة أصلها ثابت وفرعها في السماء يعلّمهم ضوء زيتها فنّ السّلام والمحبّة وتعلّمهم حلاوة تمرها فن التسامح وأدب الاختلاف وتعلّمهم حرارة صحاريها وسريان أنهارها وفوران بحارها فن المقاومة وحبّ الأوطان… من قتلك قبل أن ترتكب ما يجب من أحلام إبداعية حملتها معك في ثنايا الكفن وفي ظلام التابوت إلى نور البرزخ حيث تنام روحك الآن هادئة مطمئّنة ؟ من قتلك؟ سوف أجيب.. أنصت جيّدا يا شهيدنا الحبيب… ذات يوم حين استشهد عمار بن ياسر في موقعة صفين وهو يقاتل إلى جانب علي ابن أبي طالب جيش معاوية … عندها تذكّر المقاتلون على الحانبين حديثا للرسول قال فيه : « ويح عمّار تقتله الفئة الباغية… » واختلف المقاتلون على الجانبين… قال شيعة علي أنّ عمّار مات بسيوف معاوية وتلك الفئة الباغية وقال أتباع معاوية أنّ عمّار قتله من أخرجه إلى الحرب فهي الفئة الباغية وضاع دم عمّار بين الفئتين !!! وأنت من قتلك ؟ هل قتلك صنّاع المفخّخ؟ أم قتلك سلاطين فتحوا الوطن للغزاة فضاع أهله بين الإرهاب وضدّه بين القتل والقتل المقابل… من قتلك؟… من فتح هذا الوطن لهذا الجنون الذي لا يتوقّف… من حوّل هذا الوطن إلى براكين هائجة مائجة عمياء….من قتلك؟ من وضع هذا الوطن عل حافة الفوضى… لا يهمّ… استوى الأمر… يوسف في غياهب الجبّ أو في جوف الذئب.. الأمر استوى… يعقوب فقد يوسف وضيّع بصره البكاء … الأمر استوى فهذا وطن يموت فيه المبدع شنقا أو خنقا… في صحراء التّيه أو في سواد الزنازين… هذا وطن يمسكه الغرباء وخصيانهم وليس أمامنا الآن الاّ الموت أو تحريره من قمعهم قهرهم… مازلت أذكر يا شهدينا الحبيب حرقة قلبك وأنت تتحدّث كلّما أتيحت لك فرصة الحديث على أمواج هذه القنوات الناطقة بالعربيّة….يلمع الغضب في عينيك وأنت تتحدّث عن الاستثمارات الرهيبة التي يحرص على العناية بها » لوبي صهيوني » مخترق بدهاء لساحة الإنتاج السينمائي يلمع الغضب في عينيك وأنت تستجدي بعضا من أموال يصرفها أصحاب الفخامة والجلالة والسمّو على طائرات وأسلحة لن تقاتل وعلى مطاعم ومشارب لن يعود ريعها للجائعين في هذا الوطن وعلى قنوات تلفزيونيّة لا تروّج غير الرداءة….. أذكر حلمك لإنتاج عمل ضخم حول « صلاح الدين » وآخر حول الاكتشاف العربي لأمريكا خصوصا بعد أن عثرت على وثائق في مكتبة الكونغرس تثبت أنّ بحارة « كولمبوس » كانوا عددا من جغرافيي وفلكيي عرب الأندلس الضائعة… لا تغضب يا شهيدنا العزيز فأموالنا تصرف على سواعد مفتولة تكسّر عظامنا وأموالنا تصرف على وسائل الرقابة والقمع والمنع والعقوبة… لا تغضب فأموالنا تصرف على غزاة الوطن والعقول… من قتلك ؟ نعرف جيّدا من قتلك ومن قتلنا ولن يهدأ لنا بال ولن يغمض لنا جفن حتّى نثار لك ونثأر لنا……
رذّا على تصريحات وزير الزّراعة الإسرائيلي في حملته الإنتخابية لفائدة حزب اللّيكود وتحامل أجهزة البروبقندا في تونس على وسائل الإعلام العربية والأجنبية التي فضحت الخبرالمخزي
تحاملت صحف النّذالة والرّذالة والإبتذال والإنبطاحية والإعتلاف والمنفعية في تونس منذ صبيحة يوم 22 نوفمبر 2005 على سبّ وشتم صحف وفضائيات عربية وأجنبية كان لها السّبق الإعلامي في كشف التّصريحات الأخيرة لوزير الزّراعة الإسرائيلي حين أكّد أنّ حزب اللّيكود سوف ينجح في الإنتخابات القادمة حتّى لو كان على رأسه الرّئيس التّونسي زين العابدين بن علي
لم تخرج الصّحف التّونسية عن وظيفة الإرتزاق والتّضليل والنّفاق بإسم الشّوفينية المزيّفة بعد أن سقطت ورقة التّوت عن عورة وعيوب نظام فاحت روائحه الكريهة في العالم بعد مؤتمر القمّة العالمية لمجتمع المعلومات المنعقد أخيرا في تونس
إنّ تداعيات تقارب الجنرال زين العابدين بن علي مع بني صهيون دون الرّجوع إلى موقف شعبه من هذه المسألة جعلت الحابل يختلط بالنّابل إلى درجة أصبح فيها الرّئيس التّونسي محلّ سخرية وإستهزاء وإحتقار في المزايدات الإنتخابية لحزب اللّيكود في إسرائيل حيث تضرّرت كرامة المواطن التّونسي من عبارات وزير الزّراعة الإسرائيلي إسرائيل كاتش في هذيان دعائي قبيح يوم 21 .11. 2005 أثناء حملته الإنتخابية قصد رئاسة حزب اللّيكود
إنّ الذّهول الذي أصاب الوطنيين في تونس من هذا التّجنّي والإستفزاز الإسرائيلي يجعل الخلافات والإختلافات الدّاخلية بين الفرقاء في مسألة الإنفتاح السّياسي وإحترام حقوق الإنسان المطروحة على السّاحة في تونس يفسح المجال للدّفاع عن كرامة وشهامة الشّعب التّونسي من خلال رئيسه مهما بلغت حدّة الصّراعات الدّاخلية معه لتجاوز سوء الفهم وسياسة التّشفّي التي أحدثها التّقارب النّفاقي مع الكيان الصّهيوني الذي يسوّق لنجاح حزب اللّيكود حتّى لو كان على رأسه الرّئيس التّونسي زين العابدين بن علي المختصّ في إحتكار النّفوذ وتدليس الإنتخابات في تونس حسب قصد وزير الزّراعة الإسرائيلي
وحسب علمي والله أعلم أنّه لم يتوجّه أيّ تونسي إلى أورشليم للإستنجاد ببني إسرائيل حول موضوع شرعية الإنتخابات في تونس وأحقّية زين العابدين بن علي برئاسة البلاد لأنّ هذا الشّان داخلي ولا يهمّ إلاّ التّونسيين فيما بينهم وحدهم دون غيرهم
لقد نشرت جريدة » السّفير » اللّبنانية خبر تصريحات وزير الزراعة الإسرائيلي وتناقلته عديد الفضائيات وتداولته عديد المحطّات الإعلامية منذ حدوثه دون أن تتدخّل الوسائل الإعلامية الرّسمية والمؤسّسات التّونسية والدّيبلوماسية وهياكل المجتمع المدني للإحتجاج والتّنديد بمثل هذه التّصريحات التي تمسّ من كرامة الشعب التّونسي قبل أن تزيد في تعفين وضع رئيسه على المستوى الدّاخلي والخارجي ممّا حدى بالإعلام المعتلّ في تونس أن يلجأ للتّدارك وشنّ حملته الشّعواء العادية المضادة على كلّ من يفضح سياسة الهروب إلى الأمام وإنعكاسات التّوجّهات المخطئة لنظام الرّئيس بن علي وأوكار البروبقندا المهترئة التي إستنزفت أموال المجموعة الوطنية في تلميع صورة الإجرام السّياسي والفساد المالي الذي إجتاح كل مكوّنات هياكل الدّولة
لذلك فإنّه من باب حقّ الإختلاف وواجب وحدة الصفّ فقد تحتّم التّصدّي إلى مثل هذا الهذيان الدّعائي الإسرائيلي حتّى لا يكون مرجعا سياسيا لما يكتنفه من تطاول وإستهزاء وإحتقار وإستفزاز موجّه إلى رئيس دولة عربية مسلمة ومستقلّة يترفّع أهلها عن الصّراعات الدّاخلية للأحزاب السّياسية في إسرائيل
وأمام هذا الوضع الغير أخلاقي الذي أحدثته التّصريحات المستهترة لوزير الزّراعة الإسرائيلي دون أن تشير عليه سلطة إشرافه بالإنضباط والإحترام والإعتذار الرّسمي فقد جاءت فرصة مجانية للتّدارك في موقف الرّئيس زين العابدين بن علي تجاه المغازلة المفضوحة والتّقارب السّلبي المعزول جماهيريا والغير متجانس سياسيا مع سلطة الكيان الصّهيوني للتّنصّل من كلّ تعهّدات الكواليس للقفز في أحضان شعبه والخروج من عزلته الدّاخلية
يبدو الموقف صعبا لدى كلّ من لجأ إلى الحصول على شرعية مزيّفة من خارج حدود وطنه ثمّ إرتمى في مستنقعات الإبتزاز السّياسي من خلال أحضان متصهينة للتّمويه على شعبه بمستحضرات الزّيف والبهتان ألدكتور الصحبي العمري طبيب تونسي حي الورود . سيدي بوزيد الجمهورية التّونسية 00.216.98.الهاتف.. 22.27.51