الأربعاء، 23 نوفمبر 2005

البداية

 

TUNISNEWS
6 ème année, N° 2012 du 23.11.2005

 archives : www.tunisnews.net


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: حمادي الجبالي في خطر موقع الحزب الديمقراطي الاتقدمي : منع زيارة سجن المسعدين بسوسة موقع الحزب الديمقراطي الاتقدمي : قضية استعجاليه لإلغاء المؤتمر الاستثنائي للقضاة موقع الحزب الديمقراطي الاتقدمي : منع وفد الرابطة بسوسة
قدس برس: تونس: إضراب الجوع يدفع الرئيس ابن علي إلى محاورة القوى السياسية
الشروق : المبادرة الرئاسية الأخيرة في نظر الأحزاب السياسية سويس إنفو: برلسكوني: لم (؟) نساهم في الحرب على العراق وتدخلنا للحفاظ (؟) على السلم !؟؟؟ الحياة: برلوسكوني يعلن استعداد ايطاليا … لاستضافة محادثات فلسطينية – اسرائيلية
الشروق: مؤتمر جمعية القضاة:  قائمة نهائية باثنين وثلاثين مرشحا ومراجعة التحالفات  فهمي هويدي : أزمة الحريات في العالم العربي: تونس نموذجاً الحبيب بوعجيلة : استشهـاد مبـدع د.الصحبي العمري: أجهزة البروبقندا في تونس ترد على تصريحات تصريحات وزير الزّراعة الإسرائيلي سمير بوعزيز:  الآن، الآن وليس غدا.. أبو أحمد: راشد الغنوشي و عمر صحابو منشد: برهان بسيس, أصدق ولو مرة
الصباح : بتجاوزها سقف الـ7% سنويا: الصادرات التونسية تنمو ب13% وزيـر السياحة فـي حديـث خـاص بـ «الصباح»: «نتوقع هذه السنة استقطاب 6.5 مليون سائح وتحقيق مداخيل باكثر من 2.5 مليار دينار»
نورالدين الفريضي: عثرات الشراكة الأوروبية المتوسطية في ضوء تصدع بيئتها السياسية
القدس العربي:  ارتفاع الصادرات الاسرائيلية إلى مصر بنسبة 134 بالمائة منذ التوقيع علي اتفاقية الكويز
رويترز: قوة الإسلاميين تفاجئ حكام مصر  إسلام أون لاين: قيادي إخواني للغرب: « لا داعي للخوف منا » محمد كريشان: عودة الإخوان القوية في مصر الجزيرة.نت: المدعي العام البريطاني يحظر نشر خطة قصف الجزيرة   الجزيرة.نت: إعلاميون يعزون خطط بوش قصف الجزيرة لتغطياتها وتميزها 

 
 

أنقذوا حياة حمادي الجبالي أنقذوا حياة كل المساجين السياسيين

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف: 71.340.860 الفاكس: 71.351831 تونس في: 23 نوفمبر 2005 بــــيان

حمادي الجبالي في خطر

علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن السجين السياسي السيد حمادي الجبالي المعتقل بسجن المهدية قد دخل في إضراب آخر عن الطعام منذ يوم 5 نوفمبر 2005 بمعية المساجين السياسيين السادة بوراوي مخلوف و الهادي الغالي و عبد الحميد الجلاصي و محمد الصالح قسومة و نور الدين العرباوي و قد قرروا مواصلة إضرابهم عن الطعام إلى حين تنفيذ السلطات لوعودها بخصوص إطلاق سراحهم.
و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين التي سبق لها و أن طالبت بالإفراج عن جميع المساجين السياسيين و خاصة منهم السيد حمادي الجبالي و الأشخاص المقيمين معه بسجن المهدية باعتبار أن السيد حمادي الجبالي قد قضى جل العقاب المحكوم به ضده و لم تبق له إلا عدة أشهر لم تعد تذكر بالنسبة للمدة التي قضاها و المقدرة بخمسة عشر عاما, تجدد الآن طلبها بوضع حد لمعاناته علما بأن مسؤولي إدارة السجون أعلموه بصدور قرار بالإفراج عنه و وعدوه بأن ذلك سيتم في أول مناسبة و اتضح أن ذلك كان مجرد مناورة بقيت أسبابها مجهولة و هو ما أفقده الثقة في أي وعد جديد إذ أعلم زوجته أنه سيواصل إضرابه عن الطعام حتى الموت في صورة عدم إطلاق سراحه و هو ما تخشى الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين من وقوعه لا قدر الله.
و الجمعية إذ تذكر بذلك فإنها تعبر عن خشيتها من أن يصيب المضربين عن الطعام أي مكروه في صورة مواصلتهم لإضرابهم اللامحدود خاصة و قد أدى بهم اليأس إلى عدم الإصغاء لنداءات عدد كبير من الجمعيات الحقوقية التي ناشدتهم تعليق الإضراب حتى تتمكن من تبليغ صوتهم للجهات المسؤولة. رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري

منع زيارة سجن المسعدين بسوسة

في إطار نشاط اللجنة الجهوية بسوسة لمساندة المضربين عن الطعام توجه يوم السبت 12 نوفمبر 2005 وفد من اللجنة إلى سجن المسعدين لتقديم رسالة إلى مدير السجن و منه إلى السيد وزير العدل يذكرون فيها بتواصل وجود مساجين سياسيين في السجون التونسية و يطالبون فيها بإطلاق سراحهم و سن قانون العفو التشريعي العام. و لكن أعوان الأمن قاموا على بعد كيلومتر من مدينة المسعدين بإيقاف السيارة التي تقل الوفد و التثبت في هويا تهم ثم أمروهم بالرجوع إلى مدينة سوسة دون تقديم توضيحات على هذا المنع. و قد تم توجيه الرسالة إلى السيد وزير العدل عن طريق البريد. (المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 22 نوفمبر 2005)


قضية استعجاليه لإلغاء المؤتمر الاستثنائي للقضاة

تقدمت جمعية القضاة التونسيين ممثلة في رئيسها و ممثلها القانوني حسب قانونها الأساسي السيد أحمد الرحموني بقضية استعجاليه لدى رئيس المحكمة الابتدائية بتونس تطلب فيه إلغاء المؤتمر الاستثنائي الذي دعت إليه ليوم 4 ديسمبر 2005 الهيئة المؤقتة المنصبة المدعومة من الإدارة و تعليق أعماله التحضيرية. و بالتوازي مع ذلك رفع المكتب التنفيذي الشرعي للجمعية قضية في الأصل لإبطال جميع الأعمال التي قامت بها تلك اللجنة بما فيها افتكاك مقر الجمعية. و من المنتظر أن تنشر القضية الإستعجالية يوم 24 نوفمبر في جلسة أولى لدى المحكمة الابتدائية بتونس و قد ينظر فيها الوكيل الأول لرئيس المحكمة الابتدائية بتونس الذي سبق و قرر إلغاء المؤتمر السادس للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بمقتضى شكوى استعجاليه قدمتها مجموعة من المنخرطين الموالين للسلطة. (المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 22 نوفمبر 2005)  


منع وفد الرابطة بسوسة

بدعوة من طلبة اعتصموا بمقر المطعم الجامعي بحي الرياض بسوسة يوم 19 نوفمبر 2005 احتجاجا على نوعية الأكل المقدمة، أراد وفد من فرع سوسة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان زيارة الطلبة المعتصمين و الإطلاع على أوضاعهم. و لكن الوفد تم منعه من دخول المطعم من طرف أعوان الأمن الذين لم يقدموا تبريرات على هذا المنع سوى أن لديهم تعليمات بذلك. و قد عاد وفد فرع الرابطة على أعقابهم في حين واصل ما يقارب 200 طالب الاعتصام إلى حين وصول وفد من ديوان الخدمات الجامعية باشر التفاوض و الحوار مع الطلبة المعتصمين. و قد رفع الاعتصام في مساء نفس اليوم. (المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 22 نوفمبر 2005)


سوسة: احتفال حاشد بذكرى شهداء النفيضة

أشرف السيد عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل صحبة ثلة من أعضاء المكتب التنفيذي على اجتماع حاشد يوم الاثنين 21 نوفمبر 2005 بدار الإتحاد المحلي للشغل بالنفيضة تخليدا لذكرى شهداء معركة النفيضة الذي سقطوا ضحية القمع الاستعماري في مثل ذلك اليوم من سنة 1950 . وقبل الاجتماع انطلقت مسيرة من دار الاتحاد المحلي إلى مقبرة المكان تولى خلالها العمال و النقابيون حمل باقات من الزهور و تلاوة الفاتحة على أرواح الشهداء الأبرار. و قد اهتزت قاعة الاجتماعات بهتافات الحاضرين المتمسكة بمطالب الشغالين وحقوقهم و باستقلالية الاتحاد العام التونسي للشغل و مساندة كفاح الشعب الفلسطيني و العراقي. و قد ألقى الأخ عبد السلام جراد كلمة ثمن فيها ما تحقق خلال الجولة الأخيرة من المفاوضات الاجتماعية مشددا على أن المشوار لم ينته بعد حتى يتم إتمام المفاوضات في القطاع الخاص و المؤسسات العمومية معلنا تمسك قيادة الاتحاد بحقوق الشغالين. كما أشار الأمين العام إلى أن السنة القادمة ستشهد احتفال النقابيين بالذكرى الستين لتأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل و التي ستتزامن مع وضع الحجر الأساسي لبناء الدار الجديدة للاتحاد بالعاصمة مذكرا بأن جميع الاتحادات الجهوية أصبحت لها مقرات على ملكها باستثناء جهتين هي بصدد تسوية وضعيات عقارية. و قد أشاد الأمين العام بالنضالات التي خاضها عمال النسيج و المعادن و قطاع التعليم الأساسي و الثانوي. (المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 22 نوفمبر 2005)

تونس: إضراب الجوع يدفع الرئيس ابن علي إلى محاورة القوى السياسية

تونس – خدمة قدس برس لا تزال أغلب أحزاب المعارضة التونسية، وقوى المجتمع المدني، ترفض اتخاذ مواقف واضحة تجاه تكليف الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، رئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية، زكريا بن مصطفى « بتقبل الاتصالات من الأحزاب السياسية، وغيرها، من مكونات المجتمع المدني الراغبة، في ذلك، والتباحث معها بشأن مشاغلها، وتطلعاتها ». وفضلت أغلب الأحزاب والتنظيمات والتيارات السياسية، الإعلان عن مواقفها، مفضلة التروي ودراسة هذه المبادرة عبر نقاشات من المنتظر أن تنطلق اليوم، سواء على مستواها الداخلي، أو على الصعيد التشاور بينها. وفضل مصطفى بن جعفر رئيس التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، عدم إعطاء موقف رسمي لحزبه، عن هذه  المبادرة، قبل أن تتم مناقشتها بين أحزاب المعارضة من أجل تكوين موقف موحد منها. وأضاف في تصريحات صحافية أنه يعتقد حسب رأيه الشخصي، وبشكل مبدئي، بأن « المبادرة تبدو أقل من المطلوب ». واعتبر بن جعفر أن خطوة الرئيس بتعيين ابن مصطفى رئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية، للإنصات لمشاغل مختلف القوى الحية بالبلاد، لم تأت بأي جديد. وقال بن جعفر: « كان الأفضل لو تم فتح هذا الحوار مع رئاسة الجمهورية مباشرة، كما حصل سابقا عندما تم استقبال الأمناء العامين للأحزاب مع توسيعها، لتشمل بقية الطيف السياسي التونسي ». مؤكدا أن « مطالب المعارضة التي رفعتها واضحة، و قد لا تستحق أن تكون هناك جلسات استماع لتفهمها ». كما دعا إلى ضرورة أن يتبلور موقف موحد للقوى السياسية، ومعتبرا أن « الكرة الآن في ملعب المعارضة، وأن عليها أن تحسن التعامل مع هذه الدعوة عبر تشكيل موقف موحد، والاتفاق على مطالب واضحة، ومحددة و متفق عليها ». من جانبه أكد جنيدي عبد الجواد وهو أستاذ جامعي، وأحد قياديي حركة التجديد، أن الحوار مع مكونات المجتمع المدني من أحزاب سياسية، ومنظمات مستقلة، أمر ضروري، ومرغوب فيه، ويطالب به كل الديمقراطيين، وكل من يضع مصلحة تونس فوق الاعتبارات الأخرى، بشرط أن تكون مصحوبة بإرادة سياسية حقيقة ». واعتبر دعوة بن علي: « لا تكفي وحدها للإقناع بأن هناك اتجاه ملموس نحو طيّ صفحة التصلب والتحجّر والانغلاق »، مشددا على ضرورة أن تكون هناك « إجراءات عملية تساهم في تنقية المناخ السياسي، وتعيد الثقة المفقودة، والأمل، وذلك بإيقاف التدخل في شؤون المنظمات، والجمعيات المستقلة، وحفظ القضايا المفتعلة ضد الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، بخصوص مؤتمرها الوطني، أو ضد الاتحاد العام التونسي للشغل، حول نقابة التعليم العالي، والتراجع في الإجراءات التعسفية ضد جمعية القضاة، ومكتبها الشرعي، والإفراج عن الأستاذ محمد عبو ».
وأكد أن وقتها سوف يقتنع الجميع « بأن هناك إرادة سياسية حقيقية، لفتح صفحة جديدة من التعامل الحضاري الديمقراطي، مع الأحزاب والمنظمات، دون استثناء في إطار التعددية سياسية فعلية لا شكلية ». (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 23 نوفمبر 2005)


المبادرة الرئاسية الأخيرة في نظر الأحزاب السياسية

* تونس ـ الشروق : طرح الرئيس بن علي أمس الأول مبادرة جديدة ترمي الى تطوير الحياة السياسية ودفع المسار الديمقراطي حيث تولى تكليف السيد زكرياء بن مصطفى رئيس الهيئة العليا لحقوق الانسان والحريات الأساسية بتقبّل اتصالات الأحزاب السياسية ومكوّنات المجتمع المدني والتباحث معها بشأن مشاغلها وتطلعاتها. فما هي انتظارات الأحزاب السياسية منها؟ «الشروق» طرحت المسألة على ثلة من ممثلي هذه الأحزاب. * اعداد : محمد اليزيدي ————————————————- السيّد العروسي النالوتي (ح.د.ش.): المبادرة تؤيّد الحلّ الوطني إن مبادرة رئيس الدولة التي تكمل جملة القرارات والإجراءات الرئاسية الهامة الداعمة للأحزاب تعكس حرص سيادته على تفعيل دور الأحزاب ودعم المسار الديمقراطي التعدّدي وهي خطوة أخرى عمليّة لتنشيط الحياة السياسية بوجه عام. وأعتقد أن هذه المبادرة ستساعد كثيرا على تخليص العمل التنسيقي بين الأحزاب السياسية من مأزقه وتقريب وجهات النظر بينها وتمكينها من تجاوز خلافاتها وصراعاتها. وإني أرى أن المرحلة القادمة ستكون حتما مع مبادرة الرئيس بن علي مرحلة الهدوء والعمل. وأعتقد أنه وبعد نجاح قمة مجتمع المعلومات أصبحت تونس أمام رهانات أكبر من الرهانات السابقة وهو ما يمكن أن يفسّر مبادرة الرئيس بن علي ويؤكد مجدّدا على إيمان كل التونسيين بأن الحل لتكريس الديمقراطية هو حلّ وطني. ————————————————– السيد عامر بن عبد الله (التجمع الدستوري الديمقراطي): دفع جديد لكافة الأحزاب والمنظمات المبادرة أكّدت مجدّدا أن قلب الرئيس مفتوح للجميع وأنه على استعداد دائم للاستماع الى كل الآراء وهي من صميم السياسة التي انتهجها الرئيس منذ التحوّل. هذه السياسة القائمة على الانصات الى الجميع والإستماع الى كل المقاربات مهما اختلفت. ثم إن المبادرة أثبتت من جديد أن الرئيس ينفذ الرغبات والطلبات وقراراته نابعة دائما من المشاغل المطروحة في البلاد وهو ما يؤكد مواصلة البعد الاصلاحي ودعم مسيرة التغيير وتركيز أسس المجتمع الديمقراطي التعدّدي. وأشير الى أن الرئيس بن علي بمبادرته الأخيرة دائما يقرن القول بالفعل ومبادرته أيضا تجسيد عملي لما أعلن عنه في برنامجه الانتخابي لتونس الغد (2004 ـ 2009) ولما أعلن عنه في خطابه بمناسبة الذكرى الثامنة عشرة للتحوّل. وإن مبادرة سيادة رئيس الجمهورية ستعطي ـ حتما ـ دفعا جديدا لعمل كافة فعاليات المجتمع المدني من أحزاب ومنظمات وجمعيات وهو ما يؤكد أن الحركة السياسية في توسن متطوّرة. —————————————————- السيد محمد المنجي كتلان (ح. د. ش): نطمح الى احداث هيكل للتنمية السياسية تُعد هذه المبادرة ايجابية جدا وهي تهدف الى مزيد تطوير الحياة السياسية وتحقيق النقلة النوعية المنتظرة. ونحن اذ نثمن هذه المبادرة التي من شأنها ان تفتح للحوار السياسي أبعادا جديدة، ترى أنه يمكن تطوير هذه المهمة والارتقاء بها الى احداث هيكل للتنمية السياسية يُعنى بتطوير المشهد السياسي ويتناول تقييم المسار الديمقراطي التعددي الذي خطونا فيه أشواطا ومدى تجاوب المواطن مع ا لمؤسسات المنتخبة ووقع التعددية على الحياة العامة وتطوير الاعلام ومراجعة قانون الاحزاب لسنة 1988 ليواكب المستجدات خاصة بعد تعديل الدستوري والمجلة الانتخابية مع ايجاد مدونة لحسن السلوك في التعامل مع العملية الانتخابية. —————————————————- ثامر ادريس (حركة التجديد): مبادرة في وقتها قال السيد ثامرادريس عضو الهيئة السياسية لحركة التجديد وأحد ممثليها في البرلمان ان المبادرة الرئاسية لتطوير الحياة السياسية جاءت في وقتها. وأضاف ان الحركة ستواصل مع رئيس الهيئة العليا لحقوق الانسان وستطرح عليه مجموعة من الملفات والمشاغل التي تهمّ الاعلام والحريات وكيفية التعامل مع الرأي المخالف اضافة الى كل المشاغل التي تهم الحركة والبلاد بصفة عامة في ظل التلازم بين المسار الديمقراطي والمسار الوطني. —————————————————– السيد محمد بوشيحة (الوحدة الشعبية): المبادرة تعميق للحوار الوطني ودعم للأحزاب تُعتبر مبادرة رئيس الدولة بتكليف شخصية لها وزنها واشعاعها الوطني مثل السيد زكرياء بن مصطفى بالتحاور مع الاحزاب السياسية والمجتمع المدني والانصات لمشاغلهم ومقترحاتهم دلالة جديدة على تعلق سيادة الرئيس زين العابدين بن علي وتمسكه بفتح الحوار الوطني بصفة دائمة الى جانب الحوار مع السلطةعن طريق الهياكل الدستورية المتمثلة في مجلس النواب ومجلس المستشارين وعن طريق الاتصالات المباشرة مع هياكل الحكومة عبر الاستشارات الوطنية وغيرها من التظاهرات فضلا عن استقبال سيادة الرئيس لنا بصفة مباشرة. واعتقد ان المبادرة ستمكّن من فتح المجال لتعميق الحوار الوطني الذي نعتبره أساسيا في معالجة كل المسائل والقضايا الوطنية المطروحة. كما ان المبادرة التي تهم جميع الاحزاب والأطراف الوطنية تعد امتدادا لما أقرّه رئيس الدولة من قرارات واجراءات ترمي الى تدعيم الاحزاب السياسية وهي بهذا المعنى تمثل دفعا جديدا للأحزاب في اتجاه مساعدتها على ان تقوم بدورها كما هو شأن حزب الوحدة الشعبية في تأطير المواطنين وتبليغ أصواتهم ومشاغلهم. —————————————————– السيد المنجي الخمّاسي (الحزب الاجتماعي الليبرالي): التجاوب مع المبادرة بعيدا عن التجاذبات في اطار الثقة الكبيرة في سياسة الاصلاح للرئيس بن علي جدير بنا الاشارة الى ما تم الاعلان عنه من سيادته بتكليف السيد زكرياء بن مصطفى بالاهتمام بمشاغل الاحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني، وهذا أمر معهود من رئيس الدولة. وانه مهما صارت من أحداث واختلافات بين مختلف مكونات المجتمع فإن الرئيس يفتح الباب للجميع للحديث والافصاح عن كل ما يخالجهم من قضايا. هذه المبادرة الرئاسية غير غريبة على الرئيس بن علي (يقرن القول بالفعل) وهذه هي السياسة الصحيحة حيث وقبل انجاز او اقرار اي قرار فإن الرئيس يرجع الى الشعب بمختلف مكوناته وهو ما يعكس تفهمه لواقع البلاد ومتطلبات ا لمرحلة الجديدة. وكما تم التأكيد من قبل على ان بعد قمة مجتمع المعلومات ستعرف البلاد نقلة نوعية في جميع المجالات بالاضافة لما ستعكسه ميزانية الدولة للسنة الجديدة من خيارات لتنشيط الاقتصاد ودفع الاستثمار والنهوض بمختلف القطاعات فإنها ستكون فاتحة من أجل تفعيل كل القوى الحية في البلاد في رسم ملامح التغييرات والبرامج والاصلاحات السياسية المزمع انجازها وتحقيقها في الأشهر القادمة. ونحن ننتظر مع المبادرة الرئاسية الموجهة لكل العائلات السياسية والتي لا تخلو من بعض التجاذبات ان تتفاعل كل الأحزاب والجمعيات والمنظمات وان تكون صريحة وجريئة في نقل كل المشاغل وتشخيصها. —————————————————— السيد أحمد الغندور (الوحدوي): المبادرة ستثري الحوار والميثاق الوطني ان مبادرة الرئيس بن علي هامة جدا من حيث انها ستعجّل بتدارس عديد الملفات الوطنية العالقة فضلا عن كونها ستفتح المجال لكافة الاطراف السياسية والوطنية بأن تقدّم مقترحاتها وحلولها لهذه الملفات وخاصة منها تلك الملفات التي استعصت على الدوائر الرسمية. ومن هذا المنطلق فإن مبادرة الرئيس ستساهم في إثراء الحوار الوطني وفي تحريك الشأن الوطني بصورة عامة كما انها ستمكن من ناحية أخرى من إعادة تفعيل الميثاق الوطني. واعتقد انه لا يمكن الا ان نبارك هذه المبادرة لأنها في حقيقة الامر استجابة لجانب من المطالب التي ترفعها الاحزاب السياسية. (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 23 نوفمبر 2005)
 

 برلسكوني يكذب « عيني عينك » في تونس

برلسكوني: لم (؟) نساهم في الحرب على العراق وتدخلنا للحفاظ (؟) على السلم !؟؟؟

تونس (رويترز) – قال سيلفيو برلسكوني رئيس الوزراء الايطالي يوم الثلاثاء ان بلاده لم تتدخل في الحرب على العراق وانما تدخلت للحفاظ على السلم في البلاد. وقال برلسكوني للصحفيين في ختام زيارة الى تونس لم تدم اكثر من ثلاث ساعات « قلصنا في عدد قواتنا في العراق ولدينا برنامج لمزيد تقليص حضورنا هناك وهذا سيتحقق شيئا فشيئا عندما تتمكن القوات العراقية من السيطرة على الوضع بالكامل وضمان امن مواطنيها ». ودافع برلسكوني عن مشاركة بلاده في الحرب على العراق التي اطاحت بنظام الرئيس السابق صدام حسين قائلا « نحن لم نساهم في الحرب ضد العراق وتدخلنا لاحلال السلم اعتمادا على توصية مجلس الامن قصد اقامة المناخ الملائم للديمقراطية وحضورنا هناك ايجابي وقد شكرتنا الحكومة العراقية على ذلك ». ولم يحدد رئيس الوزراء الايطالي اي موعد زمني لسحب قواته واكتفى بالقول ان ذلك سيكون بالاتفاق مع الحكومة العراقية. ولايطاليا ثالث اكبر عدد من القوات في العراق بعد الولايات المتحدة وبريطانيا. وعبر رئيس الوزراء الايطالي الذي تحادث مع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي حول عدد من المسائل ابرزها قضايا الشرق الاوسط مثل المسالة السورية والملف النووي لايران والعراق وفلسطين عن « الامل في ان يستغل الجانبان (الاسرائيلي والفلسطيني) فرصة تاريخية تتاح الان لاستئناف المفاوضات بعد الانفراج الاخير ». واضاف انه اكد مع بن علي على دعم جهود الرئيس الفلسطيني محمود عباس لاستئناف المفاوضات والتسوية السلمية. (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 24 نوفمبر 2005 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)  


برلوسكوني يعلن استعداد ايطاليا … لاستضافة محادثات فلسطينية – اسرائيلية

تونس – رشيد خشانة     توقع رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني ان يستضيف بلده مفاوضات الحل النهائي الفلسطينية – الاسرائيلية. وقال في مؤتمر صحافي عقده في تونس أمس في أعقاب زيارة قصيرة استمرت ثلاث ساعات ان أمام الفلسطينيين والاسرائيليين «فرصة تاريخية لاجتراح السلام». وأضاف انه «يتفهم» المصاعب التي تجابه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مؤكداً استعداد ايطاليا لتموميل مشاريع بقيمة ثلاثة ملايين دولار في المناطق الفلسطينية. وأجرى برلوسكوني الذي يرتبط بلده مع تونس بمعاهدة صداقة وحسن جوار تلحظ لقاءات سنوية في مستوى رفيع محادثات مع الرئيس بن علي تطرقا خلالها الى موضوع الهجرة غير المشروعة والتعاون في مكافحة الارهاب وقضية الشرق الأوسط والوضع في العراق والتطورات الأخيرة بين لبنان واسرائيل. وأفاد رداً على سؤال في شأن احتمال سحب القوات الايطالية ان لا نية لديه لسحب القوات في الأمد القريب إلا أنه ربط ذلك بقدرة القوات العراقية على «سد الفراغ والقيام بالمهمات الأمنية». وأكد ان ايطاليا تولي أهمية كبيرة للقمة الأورومتوسطية المنوي عقدها في برشلونة الاسبوع المقبل وأوضح انه أجرى اتصالات مع أربعين بلداً في اطار الإعداد لنجاحها. (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 23 نوفمبر 2005)

زوجة بوشناق تلغي حفلة في الأوبرا

القاهرة – أمينة خيري     عاد الفنان التونسي لطفي بوشناق الى تونس فجأة، بعدما اعتذر لإدارة مهرجان الموسيقى العربية عن عدم تقديم الفاصل الغنائي الذي كان مقرراً له في دار الاوبرا، وذلك بعد تعرض زوجته لحادث مروري كبير في العاصمة تونس· وعبر بوشناق عن اسفه العميق عن عدم المشاركة هذا العام، على رغم قيامه بالبروفات الخاصة بحفلته· وأعدت إدارة المهرجان فاصلاً غنائياً بديلاً ذلك اليوم يضم باقة من نجوم الغناء وهم فؤاد زبادي وكريمة الصقلي من المغرب، ومحمد الجبالي، والمطربة هادية من تونس، ومن فلسطين المطربة سلمى… كما يشارك من مصر المطرب طارق فؤاد، وعازف القانون ماجد سرور. وتصاحب نجوم المهرجان فرقة المهرجان بقيادة الفنان محمد مصطفى. (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 23 نوفمبر 2005)


حسب المثل عجيب وغريب وأبو غريب بالإضافة.. أمريكا مستاءة مما يجرى في سجون العراق حسب أقوال الصحافة. وتريد إجراء تحقيقات حول التعذيب في سجون الحكومة الانتقالية.. نعم هذا ما أكدته الأخبار والأمور ليست هزلية. وكأني بأمريكا تقول ما يقول عندهم المثل.. افعل ما أقول ولا تفعل ما أفعل. محمد قلبي (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 23 نوفمبر 2005)


مؤتمر جمعية القضاة:

قائمة نهائية باثنين وثلاثين مرشحا ومراجعة التحالفات

* تونس (الشروق) علمت «الشروق» أن اللجنة المؤقتة المكلفة بإدارة شؤون جمعية القضاة التونسيين، اجتمعت ظهر أمس بمقرّ الجمعية بقصر العدالة، وذلك للبتّ في القائمة النهائية للمترشحين للمؤتمر الاستثنائي المزمع عقده يوم 4 ديسمبر 2005. وقد حدّدت قائمة المترشحين بإثنين وثلاثين بعد ورود مطلب سحب الترشح من طرف القاضي السيد محمد الرمضاني، كما قرّرت اللجنة أن ينعقد المؤتمر بأحد نزل ضاحية قمّرت. * القائمة النهائية
وقد تحصّلت «الشروق» على القائمة النهائية للمترشحين، وهم كالآتي:
عبد الرزاق بن منا ـ خالد عبّاس ـ طارق ابراهم ـ شكري بن صالح ـ رياض الغربي ـ حسين الحاج مسعود ـ سمير حميّد ـ المختار المؤدّب ـ الطاهر بن تركية ـ ـإيناس معطّر ـ خديجة المزوغي ـ الحبيب غربي ـ عدنان الهاني ـ لطفي زيد ـ رياض اللواتي ـ منير الحفصي ـ منير وردلينو ـ محمد عادل بن اسماعيل ـ خالد المبروك ـ فوزي ساسي ـ فتحي اسكندراني ـ عماد بوخريص ـ الشاذلي والي ـ رمزي الجوّة ـ مراد بولعراس ـ محمد الصالح الزيدي ـ منير رحراح ـ شكري الماجري ـ محمد المسعي ـ فتحي مطيراوي ـ نجاة البستيمي ـ عبد الناصر السباعي. * قوائم وتحالفات
ونظرا لارتفاع عدد الترشحات، فإن خارطة التحالف التي برزت قبل أيام، بدأت تتغير، خاصة وأن قائمة المترشحين تحمل عديد الأسماء التي لها وزنها وتأثيرها الواضح، وتغري بالتحالف معها،وسنأتي على تشخيص مختلف التحالفات المزمع انشاؤها في أعدادنا اللاحقة. * سليم العجرودي (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 23 نوفمبر 2005)

 

أزمة الحريات في العالم العربي: تونس نموذجاً

فهمي هويدي (*) حين سلطت الأضواء على تونس في الأسبوع الماضي ـ أثناء انعقاد القمة العالمية للمعلومات ـ فاجأتنا الحقائق، التي تكشفت عن أوضاع حقوق الإنسان هناك. كانت المفاجأة في الدرجة وليس في النوع، لأن سجل تونس في مجال انتهاكات حقوق الإنسان، مشهود منذ عدة سنوات، والتقارير الدولية الصادرة في هذا الصدد، ترسم صورة مقلقة لتلك الانتهاكات، التي لا تكاد تذكر في وسائل الإعلام العربية، في حين أنها متداولة في الصحافة الغربية، والفرنسية منها بوجه أخص، ولا أعرف ما هي الحسابات، التي جعلت الاعلام العربي يسكت أو يحجب المعلومات المتعلقة بالانتهاكات الحاصلة في ذلك البلد الشقيق، وإنما الذي أعرفه جيداً، أن الصمت العربي النسبي بدا تستراً غير مقصود، فضلاً عن أنه أسهم في اضعاف موقف منظمات المجتمع المدني التونسي، التي تناضل منذ سنوات بكل الوسائل السلمية المتاحة، دفاعاً عن قيم الحرية وحقوق الانسان، الأمر الذي دفعها إلى التماس العون والتأييد من المنظمات والهيئات الدولية والغربية. لقد كانت المفارقة المثيرة التي لفتت الانتباه إلى الحالة التونسية، أنه في حين تعاني الحريات من أزمتها الخانقة هناك، فإن السلطة أقدمت على استضافة قمة مجتمع المعلومات، التي تعد الحرية شرطاً أساسياً لقيامه، كما قال بحق كوفي أنان الأمين العام للأمم المتحدة، وكان ذلك التناقض بين أوضاع البلد وطبيعة المؤتمر، موضع دهشة من الوفود التي قدمت من مختلف أنحاء العالم. وكان التعليق الذي نشرته «الشرق الأوسط» للاستاذ عبد الرحمن الراشد (في 20/11) تحت عنوان: لماذا استضافته ـ ولماذا اختاروها؟، تعبيراً عن الدهشة المقترنة بالاستنكار، لبعد الشقة، وعمق المسافة بين العنوان والواقع. منذ اللحظة الأولى التي وصلت فيها الوفود إلى تونس، أدرك الجميع أن الاتصال بالعالم الخارجي مراقب، وأن الرسائل التي ترسل عبر البريد الالكتروني تمر بمصفاة الأمن، وأن الصحافيين الذين قدموا لتغطية المؤتمر، بعضهم منع من الدخول إلى البلاد، (مثل الأمين العام لمنظمة «مراسلون بلا حدود») ، وبعضهم تعرض للاعتداء والطعن من جانب مجهولين، (كما حدث مع محرر صحيفة لبراسيون الفرنسية)، كما قامت عناصر تابعة لأجهزة الأمن، بمهاجمة فريق تلفزيوني بلجيكي، كان يعد تقريراً عن الأوضاع العامة في البلاد، وفي ذلك الهجوم، صودرت أشرطة الفيديو الخاصة بالفريق. وفي التقرير الذي نشرته «الشرق الأوسط» (في 18/11) أن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، نقلا إلى السلطات التونسية شعورهما بالقلق لمضايقة الصحافيين وناشطي حقوق الانسان خلال المؤتمر، خاصة بعدما تعرض بعض الصحافيين الأوروبيين للتخويف والاستجواب، أو منعوا من حضور الاجتماعات العلنية من المؤتمر، فضلاً عن تعرض آخرين للاعتداء الجسدي، الذي سجلت الاشارة إليه. وأشارت الصحيفة في تقريرها، إلى أن مبعوثي الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، تلقوا «تقارير تبعث على القلق، عن مدى التدهور الذي بلغته انتهاكات حقوق الانسان في تونس». مجمل هذه الشواهد والقرائن، جاء كاشفاً عن مدى الاحتقان ، ذلك أن أي مراقب حين يلاحظ أن الأجهزة الأمنية، ضاقت صدراً بسرعة بالصحافيين الأوروبيين، ولم تتردد في ضرب وطعن بعضهم، وفي تخويف البعض الآخر، فإن السؤال الذي يتبادر إلى ذهنه على الفور هو: كيف تتعامل السلطة مع الصحافيين المحليين، مستقلين كانوا أم معارضين؟ لم يكن مستغرباً والأمر كذلك، أن يلاحق الصحافيون التونسيون، وأن يمنعوا من عقد مؤتمرهم الذي كان مقرراً عقده في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي. وكانت حجة المنع أن السلطة رفضت الاعتراف بتلك النقابة المستقلة، رغم أن قانون الشغل المنظم للنظام النقابي، لا يشترط موافقة وزارة الداخلية على تأسيس النقابات. وما حدث مع نقابة الصحافيين التونسيين تكرر مع رابطة حقوق الإنسان، التي منعت من عقد مؤتمرها السنوي السادس في الشهر ذاته، وذلك اثر مشكلة افتعلها أنصار الحزب الحاكم، الذين دفعوا إلى تقديم بلاغ إلى السلطات لسحب صلاحيات الهيئة القائمة على الرابطة في الوقت الحاضر، والا ستبدل بها لجنة أخرى موالية. حدث ذلك أيضاً مع جمعية القضاة التونسيين، الذين وقفوا أكثر من مرة ضد انتهاكات حقوق الإنسان والعدوان على القانون، فما كان من السلطات إلا أن استولت على جمعيتهم، وغيرت أقفال أبوابها، ونصّبت من جانبها لجنة أخرى لإدارتها، وهو ما دفع مكتب الجمعية إلى اصدار بيان، أوضح فيه أنه قد تم «افراغ هياكل الجمعية»، حيث قامت وزارة العدل اجبارياً، بنقل جل أعضاء المكتب من النساء القاضيات، إلى محاكم بعيدة جداً عن العاصمة، وقطع الهاتف والفاكس عن المقر، و«تكثيف الرقابة الأمنية، وتمزيق البيانات المعلقة بواجهته» ـ واعتبر المكتب ما حدث «انتقاصاً من كرامة القضاة، واعتداء غير مسبوق على حق القضاة في حماية استقلالهم والدفاع عن معالمهم». لقد التقيت مؤخراً بعض المثقفين التونسيين، الذين رووا تفاصيل مدهشة حول الضغوط التي يتعرض لها القضاه لإكراههم على «ممارسة القمع بالقانون»، على حد تعبير أحدهم. ليس فقد عن طريق اصدار أحكام بالسجن لمدد طويلة بناء على تهم ملفقة لم تثبت إلا في تقارير أجهزة الأمن، وأغلبها كيدية، وانما أيضاً بواسطة محاكمة الناشطين أكثر من مرة بنفس التهمة. بمعنى أن يحاكم الشخص بتهمة ما، فيصدر بحقه حكم بالسجن سبع أو تسع سنوات مثلاً، وبعد أن يقضي مدة العقوبة، يقدم مرة ثانية للمحكمة بذات التهمة، التي ينظرها القضاء، ويصدر بحق المتهم حكم آخر بالسجن لسبع أو تسع سنوات.. وهكذا! أمثال تلك الممارسات دفعت مجموعة من القادة السياسيين والنقابيين (ثلاثة من زعماء الأحزاب وخمسة من القيادات النقابية) إلى الإضراب عن الطعام، قبل أكثر من شهرين، واعتصموا لهذا الغرض في مكتب المحامي عياش إلهامي. واختار أولئك الناشطون، الذين ينتمون إلى مختلف الاتجاهات السياسية، موعد الاضراب عن الطعام، متزامناً مع أجواء عقد قمة المعلوماتية، ليلفتوا أنظار الوفود القادمة من أنحاء العالم إلى الواقع الحالي في تونس، مخترقين بذلك أستار الحصار والكتمان، التي فرضت من حول الممارسات والانتهاكات الجارية. وكانت السلطات قد منعت وسائل الاعلام المختلفة من الاتصال بالقادة المضربين عن الطعام، ولكنها تراجعت عن المنع، واضطرت إلى رفع الحصار، حينما حاول بعض الدبلوماسيين الأجانب زيارتهم، وفي المقدمة منهم ممثلو السفارتين الأميركية والبريطانية. كان رفع الحصار فرصة للمضربين عن الطعام، لكي ينقلوا مطالبهم إلى الرأي العام داخل تونس وخارجها، وقد تمثلت في ثلاثة أمور أساسية هي: اطلاق سراح المسجونين السياسيين الذين تجاوز عددهم أكثر من 400 شخص ـ اطلاق حرية الصحافة والتعبير ـ رفع القيود الصارمة الموضوعة حالياً لتقييد حرية تشكيل الأحزاب والجمعيات العامة. ولأن التظاهرات ممنوعة، فقد قرر الناشطون، اقامة موقع على شبكة الانترنت باسم «يزي فك»، (بضم الفاء)، وهو مصطلح في الدارجة التونسية، يعبر عن ضيق الصدر، ويكاد يرادف عنوانه «كفاية»، الذي اختارته احدى منظمات المجتمع المدني في مصر، لمعارضة احتكار الحزب الوطني الحاكم وقيادته للسلطة في البلاد، لأكثر من ثلاثة عقود. وفي خلال ذلك الموقع نظم الناشطون التونسيون تظاهرة افتراضية، ضد استمرار الانتهاكات والمطالبة بإطلاق الحريات العامة، والانخراط في تلك التظاهرة يتم عن طريق ارسال صورة مشفوعة باسم الراغب في الانضمام إلى الحملة. وحتى الآن انضم إلى التظاهرة 155 شخصاً، لم يعرف حتى الآن الاجراء الذي اتخذته السلطة ازاءهم، من جراء اقدامهم على تلك الخطوة غير المألوفة في الحياة التونسية. ثمة حراك داخلي في تونس لا تخطئه عين المراقب، يتواكب مع الحراك المماثل الذي تشهده أقطار عربية أخرى، مصر في مقدمتها، وكله يصب في وعاء السعي لرفع سقف الحريات وفك القيود التي تكبل شوق المجتمعات العربية إلى الحرية والعدل. غير أن ما يلفت النظر في هذا المشهد، أن التضامن بين منظمات المجتمع المدني في تونس، وبين المنظمات الحقوقية والمدافعة عن الحريات في أوروبا، أقوى منه فيما بين المنظمات التونسية ونظائرها في العالم العربي. آية ذلك أن 13 منظمة معنية بحقوق الانسان في الغرب، أعربت عن تأييدها لموقف الناشطين التونسيين، ووجهت إلى الرئيس بن علي مناشدة دعته فيها إلى وضع حد لملاحقة الصحافيين والناشطين، في حين لم يسمع صوت المنظمات العربية، باستثناء بيانات مقتضبة أصدرتها المنظمة العربية لحقوق الإنسان، تجاهلها الاعلام العربي، في حين نشرت بعض الصحف على استياء أخباراً عنها، من باب رفع العتب في الأغلب. أدري أن بيتنا من زجاج في الشق المتعلق بانتهاكات حقوق الانسان، وليس خافياً على أحد أن تونس لا تنفرد بتلك الانتهاكات، ولكنها تمثل حالة قصوى، تصادف أن سلط عليها الضوء متأخراً، وكانت قمة المعلومات هي الكاشفة. (*) كاتب مصري (المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 23 نوفمبر 2005)

 

استشهــاد مبـــدع
بقلم الحبيب بوعجيلة أيها المبدع الشهيد عذرا وعذرا وعذرا فقد شغلنا طويلا عن كتابة مرثيتك الحزينة…. شغلنا الإشتباك اليومي مع هؤلاء الأوغاد الكابسون على رقابنا من محيط القهر إلى خليج القمع… شغلت أيادينا قبضاتها المرفوعة منذ أيام في وجوه جلادي الحرية وجزاري الانعتاق من محيط الغبن إلى خليج الموت اليومي…. لم تجد مشاعرنا فسحة للانسياب لكتابة مرثيتك الحزينة فقد شوشت هدوءها منذ أيام حناجرنا المجروحة بهتافها اليومي ضدّ الاستبداد الساكن في وطن سيجته السواعد المفتولة وأغلقته الستائر السوداء قتلا للحلم وإجهاضا للطموح.. لم تجد عيوننا وقتا للدّموع فقد كان عليها أن تظلّ صاحية صافية مفتوحة تحرس الهبّة وتراقب المتآمرين عليها… لم تجد أصابعنا وقتا للقلم فقد كانت في شغلها اليومي تحسب أيام الجوع إلى الخلاص وكانت سبّابة اليد مرفوعة في وجوه وعيون الطغاة الوقحين ….عذرا يا صاحب  » الرّسالة  » المغدورة… عذرا يا صانع مجدنا يذكّرنا بأسد الصحراء « عمر المختار » يشنق بحبل الغزاة تماما كما يشنق أحفاده – نحن- بحبال خدمهم في زمان سلاطين الفول والزيت يمارسون فحولتهم المزيفة على شعوب كبّلها الخوف والرّعب والفنّ المهرّب من مواخير الشوارع الخلفيّة … عذرا أيّها المصطفى…عذرا يا عقّاد… من قتلك ؟ من أسكت قلبك الحالم المسكون بحرارة الأمة وشمس الوطن الكبير؟ هناك في عمق جليدهم وصقيعهم حيث حملت إليهم مجد حضارة عريقة أصلها ثابت وفرعها في السماء يعلّمهم ضوء زيتها فنّ السّلام والمحبّة وتعلّمهم حلاوة تمرها فن التسامح وأدب الاختلاف وتعلّمهم حرارة صحاريها وسريان أنهارها وفوران بحارها فن المقاومة وحبّ الأوطان… من قتلك قبل أن ترتكب ما يجب من أحلام إبداعية حملتها معك في ثنايا الكفن وفي ظلام التابوت إلى نور البرزخ حيث تنام روحك الآن هادئة مطمئّنة ؟ من قتلك؟ سوف أجيب.. أنصت جيّدا يا شهيدنا الحبيب… ذات يوم حين استشهد عمار بن ياسر في موقعة صفين وهو يقاتل إلى جانب علي ابن أبي طالب جيش معاوية … عندها تذكّر المقاتلون على الحانبين حديثا للرسول قال فيه : « ويح عمّار تقتله الفئة الباغية… » واختلف المقاتلون على الجانبين… قال شيعة علي أنّ عمّار مات بسيوف معاوية وتلك الفئة الباغية وقال أتباع معاوية أنّ عمّار قتله من أخرجه إلى الحرب فهي الفئة الباغية وضاع دم عمّار بين الفئتين !!! وأنت من قتلك ؟ هل قتلك صنّاع المفخّخ؟ أم قتلك سلاطين فتحوا الوطن للغزاة فضاع أهله بين الإرهاب وضدّه بين القتل والقتل المقابل… من قتلك؟… من فتح هذا الوطن لهذا الجنون الذي لا يتوقّف… من حوّل هذا الوطن إلى براكين هائجة مائجة عمياء….من قتلك؟ من وضع هذا الوطن عل حافة الفوضى… لا يهمّ… استوى الأمر… يوسف في غياهب الجبّ أو في جوف الذئب.. الأمر استوى… يعقوب فقد يوسف وضيّع بصره البكاء … الأمر استوى فهذا وطن يموت فيه المبدع شنقا أو خنقا… في صحراء التّيه أو في سواد الزنازين… هذا وطن يمسكه الغرباء وخصيانهم وليس أمامنا الآن الاّ الموت أو تحريره من قمعهم قهرهم… مازلت أذكر يا شهدينا الحبيب حرقة قلبك وأنت تتحدّث كلّما أتيحت لك فرصة الحديث على أمواج هذه القنوات الناطقة بالعربيّة….يلمع الغضب في عينيك وأنت تتحدّث عن الاستثمارات الرهيبة التي يحرص على العناية بها  » لوبي صهيوني  » مخترق بدهاء لساحة الإنتاج السينمائي يلمع الغضب في عينيك وأنت تستجدي بعضا من أموال يصرفها أصحاب الفخامة والجلالة والسمّو على طائرات وأسلحة لن تقاتل وعلى مطاعم ومشارب لن يعود ريعها للجائعين في هذا الوطن وعلى قنوات تلفزيونيّة لا تروّج غير الرداءة….. أذكر حلمك لإنتاج عمل ضخم حول « صلاح الدين » وآخر حول الاكتشاف العربي لأمريكا خصوصا بعد أن عثرت على وثائق في مكتبة الكونغرس تثبت أنّ بحارة « كولمبوس » كانوا عددا من جغرافيي وفلكيي عرب الأندلس الضائعة… لا تغضب يا شهيدنا العزيز فأموالنا تصرف على سواعد مفتولة تكسّر عظامنا وأموالنا تصرف على وسائل الرقابة والقمع والمنع والعقوبة… لا تغضب فأموالنا تصرف على غزاة الوطن والعقول… من قتلك ؟  نعرف جيّدا من قتلك ومن قتلنا ولن يهدأ لنا بال ولن يغمض لنا جفن حتّى نثار لك ونثأر لنا……


 

 

رذّا على تصريحات وزير الزّراعة الإسرائيلي في حملته الإنتخابية لفائدة حزب اللّيكود وتحامل أجهزة البروبقندا في تونس على وسائل الإعلام العربية والأجنبية التي فضحت الخبرالمخزي

  تحاملت صحف النّذالة والرّذالة والإبتذال والإنبطاحية والإعتلاف والمنفعية في تونس منذ  صبيحة يوم 22 نوفمبر 2005 على سبّ وشتم صحف وفضائيات عربية وأجنبية كان لها السّبق الإعلامي في كشف التّصريحات الأخيرة لوزير  الزّراعة الإسرائيلي حين أكّد أنّ حزب اللّيكود سوف ينجح في الإنتخابات القادمة حتّى لو كان على رأسه الرّئيس التّونسي زين العابدين بن علي
لم تخرج الصّحف التّونسية عن وظيفة الإرتزاق والتّضليل والنّفاق بإسم الشّوفينية المزيّفة بعد أن سقطت ورقة التّوت عن عورة وعيوب نظام فاحت روائحه الكريهة في العالم بعد مؤتمر القمّة العالمية لمجتمع المعلومات المنعقد أخيرا في تونس
 إنّ تداعيات تقارب الجنرال زين العابدين بن علي مع بني صهيون دون الرّجوع إلى موقف شعبه من هذه المسألة جعلت الحابل يختلط بالنّابل إلى درجة أصبح فيها الرّئيس التّونسي محلّ سخرية وإستهزاء وإحتقار في المزايدات الإنتخابية لحزب اللّيكود في إسرائيل حيث تضرّرت كرامة المواطن التّونسي من عبارات وزير الزّراعة الإسرائيلي إسرائيل كاتش في هذيان      دعائي قبيح   يوم 21 .11.  2005  أثناء حملته الإنتخابية قصد رئاسة حزب اللّيكود
إنّ الذّهول الذي أصاب الوطنيين في تونس من هذا التّجنّي والإستفزاز الإسرائيلي يجعل الخلافات والإختلافات الدّاخلية بين الفرقاء في مسألة الإنفتاح السّياسي وإحترام حقوق الإنسان المطروحة على السّاحة  في تونس يفسح المجال للدّفاع عن كرامة وشهامة الشّعب التّونسي من خلال رئيسه مهما بلغت حدّة الصّراعات الدّاخلية معه لتجاوز سوء الفهم وسياسة التّشفّي التي أحدثها التّقارب النّفاقي مع الكيان الصّهيوني الذي يسوّق لنجاح حزب اللّيكود حتّى لو كان على رأسه الرّئيس التّونسي زين العابدين بن علي المختصّ في إحتكار النّفوذ وتدليس الإنتخابات في تونس حسب قصد وزير الزّراعة الإسرائيلي
وحسب علمي والله أعلم  أنّه لم يتوجّه أيّ تونسي إلى أورشليم للإستنجاد ببني إسرائيل حول موضوع شرعية الإنتخابات في تونس وأحقّية زين العابدين بن علي برئاسة البلاد لأنّ هذا الشّان داخلي ولا يهمّ إلاّ التّونسيين فيما بينهم وحدهم دون غيرهم  
لقد نشرت جريدة  » السّفير »  اللّبنانية خبر تصريحات وزير الزراعة الإسرائيلي وتناقلته عديد الفضائيات وتداولته عديد المحطّات الإعلامية منذ حدوثه دون أن تتدخّل الوسائل الإعلامية الرّسمية والمؤسّسات التّونسية والدّيبلوماسية وهياكل المجتمع المدني للإحتجاج والتّنديد بمثل هذه التّصريحات التي تمسّ من كرامة الشعب التّونسي قبل أن تزيد في تعفين وضع رئيسه على المستوى الدّاخلي والخارجي ممّا حدى بالإعلام المعتلّ في تونس أن يلجأ للتّدارك وشنّ حملته الشّعواء العادية المضادة على كلّ من يفضح سياسة الهروب إلى الأمام وإنعكاسات التّوجّهات المخطئة لنظام الرّئيس بن علي وأوكار البروبقندا المهترئة التي إستنزفت أموال المجموعة الوطنية في تلميع صورة الإجرام السّياسي والفساد المالي الذي إجتاح كل مكوّنات  هياكل الدّولة
لذلك فإنّه من باب حقّ الإختلاف وواجب وحدة الصفّ فقد تحتّم التّصدّي إلى مثل هذا الهذيان الدّعائي الإسرائيلي حتّى لا يكون مرجعا سياسيا لما يكتنفه من تطاول وإستهزاء وإحتقار وإستفزاز موجّه إلى رئيس دولة عربية مسلمة ومستقلّة يترفّع أهلها عن الصّراعات الدّاخلية للأحزاب السّياسية في إسرائيل
وأمام هذا الوضع  الغير أخلاقي الذي أحدثته التّصريحات المستهترة لوزير الزّراعة الإسرائيلي دون أن تشير عليه سلطة إشرافه بالإنضباط والإحترام والإعتذار الرّسمي فقد جاءت فرصة مجانية للتّدارك في موقف الرّئيس زين العابدين بن علي تجاه المغازلة المفضوحة والتّقارب السّلبي المعزول جماهيريا والغير متجانس سياسيا مع سلطة الكيان الصّهيوني للتّنصّل من كلّ تعهّدات الكواليس للقفز في أحضان شعبه والخروج من عزلته الدّاخلية
يبدو الموقف صعبا لدى كلّ من لجأ إلى الحصول على شرعية مزيّفة من خارج حدود وطنه ثمّ إرتمى في مستنقعات الإبتزاز السّياسي من خلال أحضان متصهينة للتّمويه على شعبه بمستحضرات الزّيف والبهتان   ألدكتور الصحبي العمري طبيب تونسي حي الورود . سيدي بوزيد الجمهورية التّونسية 00.216.98.الهاتف.. 22.27.51 


الآن، الآن وليس غدا..

سمير بوعزيز*   المشهد ليس في أسوإ حالاته ونحن نحاول تجريب طاقاتنا الكامنة رغم كل شيء، لم نمت بعد ولم يغرقنا الطوق تماما، وعلى قلتهم أصبح الرافضون كثيرا حين تعددت حركتهم و نمت أصواتهم، وعادت عافية القول والتصريح. والفضح سبيل تنزيل الأحوال على حقيقتها.
خرجنا للتو من نفق وهتافنا ألا نعود إليه، أدخلنا إليه تسلط الحكام علما بما تحتاج الشعوب وعمدا لما أرادوه وخضعنا غصبا وضعفا. ويجب أن نعيد ترتيب أيدينا ونعيد تدريبها على صناعة الأشياء الجميلة وإنتشال جثث الجمل والمفردات الشهيدة وتوليد المعاني من حركية الإيمان بتغيير المساحات التي نحتلها حقا وتاريخا ومواقف ودما يتخثر أحيانا فينتابنا الخمول ثم يعاود ضخ لاءاته الرافضة والمسؤولة ويعود ساخنا ومعافى وصانعا. **  المشهد، ما نحن عليه وما نريد، ليس قدرا أو تنزيلا من رب علوي أو ربوبية دنيوية. إما أن نصنع لنا أو يصنعون ضوابط وحدود تأسرنا داخل الدوائر، ويشيدون الممرات ويغرقوننا في القرارات والمنشورات الإدارية البليدة، ويصدرون صكوك الرضا للمتوفين معنويا كلما سجد الواحد منهم على باب البلاط وتوسل. ونحن صبرنا مرغمين قليلا، وتخاذلنا إلى حد كبير بحكم أوهام سرقت كل واحد إلى زاوية وأهدته قمرا وهميا يتابع تسلسل هلاله من الغيبة إلى الإكتمال.. هل نهضنا الآن؟ نحن نستفيق، وعلينا أن نحذر سقطة النهايات الطويلة.. أن ننهض الآن أو ننتهي. **   تونس غواية الفعل العربي، بإمكانها أن تكون. لكنها تذهب دائما شطر الطريق ولا تستمر. وتعلمنا منها، نحن شهداؤها البررة الباقون على قيد الحياة الذليلة، دروسا سيئة وجب نسيانها. وتعلمنا درسا في التغيير لم ننجزه كما حلم السابقون وحلمنا لأنفسنا وللاحقين. صنعنا فوضانا لأننا نأتي الفعل ناقصا ومبتورا ولا نرقع صلوات الإنجاز بما أوجبه فقه العقلاء و المبدعين.
و يحتاج هذا البلد نسيانا بحجم التذكر. يجب أن ننسي خلافات الشكل البليدة والتقسيم الإداري للفاعلين، يجب أن ننسي أنا تجادلنا ألف مرة بحدة وأنا تنازعنا الحقيقة سنينا ببيزنطية بلهاء. يجب أن ننسي جراح الكل للكل، وأكل لحومنا ونصوصنا وشعاراتنا. يجب أن نوحد بوابة الرفض والإحتجاج ونكتب جملة قابلة للقراءة بكل عيوننا التي تتعدد ثراء خلناه إعلانات حرب فجرحنا وجوهنا. **   إصلاحيون أو ثوريون، لقد أصبح الفاصل غير فاصل ولا عازل. وهذا الهم يشملنا جميعا. و بعد إنذار الغرق ليس غير التوحد بعقلانية وحكمة مخرجا وليس لنا إلا بناء خطتنا الموحدة، وليس لنا غير تحديد الخصم: الإقصاء والتهميش، النفي والشطب، التغييب، عزل الشعب عن أصواته، الإسقاطات، السجن داخل الشوارع وخارج وسائل الإعلام، التجويع بموجب قانوني، الإيهام بما لسنا عليه، إعتقال قرارنا الوطني داخل البنايات الرسمية ونشر بديل له برابطة عنق مستوردة. **   الآن الآن وليس غدا..
 إما أن نؤمن فننجز ونحسم خيباتنا دفعة واحدة، أو نعيد توليد المتاعب  وليبحث كل منا عن جحر يؤويه. * كاتب صحفي من تونس

راشد الغنوشي و عمر صحابو

أبو أحمدTUNIS2005   ورد في تونس نيوز ليوم 23 نوفمبر مقالا لودّ الريس بعنوان < القادة و المراقبون الصحافيون> و تطرق فيه إلى ما كتباه راشد الغنوشي وعمر صحابو في المقالين اللذين صدرا في نشرة 22 نوفمبر.   وكنت أنتظر مقارنة بين رأي و استنتاجات الرجلين حول قمة مجتمع المعلومات, و لكني لم أقرأ إلا نقدا صريحا وموضوعي لراشد الغنوشي و حركة النهضة. و لذلك سأحاول في هته الورقة أن أبين نقاط الاختلاف بينهما.   1/ لو طلبنا من متتبع للشأن التونسي أن يقرأ المقالين دون أن نطلعه على أسماء الكتاب و طلبنا منه أن يستنتج ذلك بنفسه. لقال لنا أن كاتب مقال راشد الغنوشي هو مراقب و صحفي إسلامي, و كاتب مقال عمر صحابو مناضل سياسي معارض.   2/ يرى راشد الغنوشي أن الرابحين في الداخل هم المعارضة و على رأسهم القيادات التي شنت إضراب الجوع فقط.  بينما يرى عمر صحابو أنه من الرابحين كذلك ما سماه بالنظام الدستوري للاستقلال.   3/ يرى راشد الغنوشي أن على السلطة الاستجابة لمطالب الإصلاح, بينما لا يرى صحابو أن النظام قادر على التغير لان طبيعته لا تسمح بذلك.   4/ و يختم الغنوشي بتساؤل حول اتجاه الذي ستأخذه المعارضة و السلطة. بينما يدعو صحابو المعارضة إلى الاعتماد على حركة 18 أكتوبر كبنية و قاعدة للنضال وإلباسه تنظيما متناسقا وجذابا و ممثلا لكل الاتجاهات. و ينادي الجميع للعمل على ذلك و بسرعة.    ومن هنا يتبين لنا الفرق بين الطرحين على عكس ما كتبه ودّ الريس بأن المقالان وصلا إلى نفس الاستنتاجات.   من الواضح أن عمر صحابو له نظرة واضحة على كيفية إدارة الصراع مع السلطة, ننتظر أن يبلور ذلك في مبادرة جديدة.

 «Le Maghreb n’a jamais été autre chose qu’une étape dans mon parcours. Dans les semaines qui viennent l’annonce de la prochaine étape sera faite. Bihawl allah ! » Omar S’habou.

من يعرف عمر صحابو وما قدمته مجلة المغرب, التي كانت و بدون منازع أفضل وسيلة إعلامية عرفتها تونس, لا بد إلا أن يستبشر خيرا بهته المبادرة.   أما في ما يخص الشيخ راشد الغنوشي و النهضة, فتساؤلا ت ودّ الريس مشروعة:
< ما جدوى كل أدبيات و برامج و سياسات الاستثناء؟> <هل غياب 15 سنة عن تونس يسمح لقيادة حزبية أن تخطط لتونس؟>   على المعنيين بالأمر الإجابة على هته الأسئلة لان الوضع دقيق و لا يحتمل إلا الفعل في اتجاه واحد و بتكتل الجميع.

 

 

برهان بسيس: أصدق ولو مرة

منشد   ماذا يملك ملايين المشاهدين ان يفعلوا عندما يظهر عليهم برهان بسيس في قناة الجزيرة عبر برنامج اكثر من راي ويتحدى ويرفع الصوت ويقاطع و »كشاكشو تطلع » وهو يقول كذبا وبهتانا وزورا وينكر وجود علم تونسي مرافق للعلم الإسرائيلي إبان قدوم شالوم إلى تونس؟    …كذب هذه الصورة إن شئت  وادعي أنها مركبة بل وأرسل إلى صحيفة هاأريتس تكذيبا فيما نشرته من أن بن علي أقام مأدبة لشالوم في قصر قرطاج.   لا غرابة أن يفوض النظام الذي يمثل – أكذوبة هذا العصر- شخصا متقلبا تارة يدعي الحياد وطورا مدافعا ومنظرا وفقيها معتمدا القاعدة: اكذب اكذب حتى يصدقك الناس.   إن برهان بسيس كشف بتصرفه هذا عن حقيقة: ان هذا النظام ومنذ مجيئه عمل على نحت شخصية التونسي بالمقاييس التي تضمن له تملك تونس فسعى إلى تحقيق مواصفات الأصم الأبكم الأعمى الذي ليس له أولا وآخرا إلا بطنه وشهوته.   لذلك  لم يأل جهدا في عزله إعلاميا و » أنترناتيا » وأمر أزلامه أن يكذبوا ويكذبوا صباحا ومساء وفي كل الإتجاهات وفوق كل المنابر.   غير أن حماقة كذب برهان بسيس هذه المرة كانت من النوع الثقيل التي تذهب بماء الوجه إن كان في الوجه ماء.   وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: « …ولا يزال العبد يكذب ويكذب حتى يكتب عند الله كذابا« . 

يا من بعضكم يدعي الكرامة يا من جعلتم المعارضة في الوطن نصفها زعماء و نصفها الآخر علماء و الحال إن اكثركم لا يفقه أو لا يريد معرفة اركان نفسيّة نظام بن عليّ و لا الطرقة المثلى لمجابهته . هل فكرتم في طريقة الوقوف امام طرق و اساليب المجرم الأكبر محمد على القنزوعي الذي عيّنه سيلفان شالوم لتأديب المعارضة المنهكة في تونس ؟

إستفيقوا يا أولوا الألباب من بني وطني فإنّ المجتمع الدولي غير قادر لفعل ايّ شيّ لجلادي نظام بن عليّ و على رأسهم القنزوعي ما دام يحميهم مستشار بن عليّ سيلفان شالوم .
الشاذليّ العيادي
22 نوفمبر 2005

 

 
 

بتجاوزهــــــــا سقــــــــــف الـ7% سنويــــــــــــــــا:

الصـــــــادرات التونسيــــــة تنمـــــــــــو بــــــ13%

تونس – الصباح النمو الاقتصادي المرتكز على التصدير أنموذج اختار الاقتصاد التونسي تبنيه وذلك لعدة أسباب منها ضيق السوق المحلية وتوفير أفضل فرص أمام المؤسسة التونسية للانصهار في الدروة الاقتصادية العالمية. وترتبط تحقيق نسبة نمو اقتصادي بنحو 6% حسب واضعي المخططات الاقتصادية في تونس نموا لنسق الصادرات بما يناهز 7% سنويا وهو سقف تجاوزته الصادرات التونسية في السنوات الثلاث الماضية وأكدته العشرة الاشهر الماضية من سنة 2005 حيث سجلت نسبة نمو فاقت 13% بلغت قيمة 5،11236 مليون دينار حسب المعهد الوطني للاحصاء. نفس الفترة شهدت زيادة لقيمة الواردات بـ4،8% لتتجاوز 13949 مليون دينار، وعلى هذا الاساس عرف العجز التجاري تراجعا بـ4،7% مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية ليبلغ 713،2 مليار دينار بعد أن تفاقم في نفس الفترة لسنتي 2003/2004 بنحو 6،3%. الزيادة في نسق الصادرات تأتت في مجملها من ارتفاع صادرات مواد الطاقة والمحروقات بـ1،66% والصناعات المعملية المختلفة بـ2،20% إضافة إلى الصناعات الميكانيكية والكهربائية التي شهدت زيادة في صادراتها بـ5،19% والمستفيدة من ارتفاع مبيعات المنتوجات الالكترونية بما فاق 28%. وللملاحظة فإن حركية الصادرات التونسية في العشرة أشهر الماضية من سنة 2005 عادت حسب الاحصائيات إلى الحركية التي تميزت بها المؤسسات الخاضعة لنظام غير المقيم حيث نمت صادرات هذه المؤسسة بـ4،9% مقابل 6،7% في الفترة المذكورة سابقا. الصادرات التونسية حسب نوعية الاستعمالات في العشرة أشهر الماضية من السنة الحالية ونعني بنوعية الاستعمالات تلك المنتوجات الموجهة على سبيل الذكر لا الحصر إلى الاستهلاك والاستثمار (منتوجات التجهيز). وفي هذا المجال تفيد الارقام المتوفرة أن الصادرات التونسية من مواد التجهيز التونسية قد بلغت 83،18% بقيمة 3،1172 مليون دينار ما يمثل ما يقارب 5،10% من الصادرات التونسية وهو رقم يحيل إلى مكانة الصناعات الميكانيكية والكهربائية والالكترونية التي بدأت تحتلها في الصادرات. الديناميكية التي يعرفها الاستثمار أيضا يمكن متابعتها من خلال تطور واردات مواد التجهيز التي اتخذت في العشرة أشهر الماضية من 2005 منحى ايجابيا قدر بـ8،3438 مليون دينار أي بزيادة لامست 5%. صادرات مواد الوسيطة أو تلك التي يصطلح على تسميتها المواد نصف المصنعة سجلت نموا بـ6،13% بدورها ارتفعت صادرات منتوجات الفسفاط ومشتقاته بـ34،14%. المبادلات التجارية لقطاع الطاقة بلغت 1،2793 مليون دينار توزعت بين 7،1459م.د مداخيل الصادرات و4،1761م.د كقيمة الواردات وبنسب نمو على التوالي 66% و32% وخلال ما تقدم بلغت قيمة العجز الطاقي نحو 7،301 مليون دينار وهو ما يمثل 12،11% من جملة العجز التجاري التونسي. في المقابل سجلت صادرات المنتوجات الفلاحية والمواد الغذائية الاساسية تراجعا بـ2،25% كذلك الواردات من هذه المنتوجات تراجعت بـ6،6% هذه الارقام تعني أن ميزان هذا النشاط يشكو عجزا بـ7،60 مليون دينار. وليد الدرعي (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 23 نوفمبر 2005)

لقاء صحفي: وزيــــر السياحــــة فـــي حديـــث خــــاص بـ «الصــــــباح»:

«نتوقع هذه السنة استقطاب 6.5 مليون سائح وتحقيق مداخيل باكثر من 2.5 مليار دينار»

تونس ـ الصباح الوضع السياحي في تونس، عودة السوق الالمانية الى مسارها الطبيعي، المشاكل والتحديات التي تواجه القطاع السياحي بتونس كل هذه المواضيع تتطرق اليها «الصباح» في هذا الحوار الخاص مع السيد التيجاني الحداد وزير السياحة التونسية: الا تعتقدون ان قمة «مجتمع المعلومات» تعتبر فرصة مناسبة للتعريف بالسياحة التونسية ودعم حملات الاشهار والتسويق؟ ـ عدد الوافدين على البلاد التونسية بمناسبة القمة فاق كل التوقعات التونسية والدولية وهذا طبعا مكسب وفخر  لهذا البلد الصغير القادر على فعل المعجزات، وفي اعتقادي ان تجمع ما يفوق 25 الف زائر يعد مكسبا للسياحة التونسية وستكون هذه الوفود شاهد عيان لما اصبحت عليه تونس اليوم والاطلاع بام اعينهم على حقيقة المواقع السياحية وفي اعتقادي ان هذا ستكون له نتائج ايجابية جدا في السنوات المقبلة على السياحة التونسية. التكنولوجيات الحديثة اصبحت ضرورة ملحة، فهل سيقع تعميم الفنادق التونسية بخدمة الانترنات؟ ـ طبعا، من مزايا هذه القمة انها عجلت بتأهيل العديد من الفنادق التونسية من الناحية الرقمية والعديد من الاليات والتقنيات الاخرى وطبعا نشعر بأهمية هذه الناحية اللامادية بالنزل التونسية وفي هذا الاطار وضعنا المواصفات الجديدة لتصنيف النزل بتونس من ضمنها هذه المنظومة الرقمية التي يجب ان تدخل كل الفنادق المصنفة وخاصة النزل من فئة 4 و5 نجوم بتوفير خدمة الانترنات في غرف الاقامة بالنزل.  هل يمكن اعتبار الخدمات المقدمة بالفنادق التونسية مطابقة للمواصفات العالمية او ما يعرف بـ «ISO»؟ ـ طبعا، العديد من فنادقنا الان اصبحت تتمتع بهذه العلامة ونحن نشجع الفنادق للدخول في هذه المنظومة وان هذه العلامات هي علامة الجودة بالنسبة للسياحة التونسية وعنصر من عناصر الترويج للمنتوج السياحي التونسي. لم يبق الا شهر واحد  على نهاية السنة الحالية، فكيف تقيم الوضع السياحي بتونس لسنة 2005؟ ـ نستطيع ان نقدم التقييم على الاقل على مستوى الكم  من ناحية عدد الوافدين وعدد الليالي المقضاة بالفنادق ومن ناحية خاصة ـ وهذا هو الاهم ـ المداخيل السياحية التي تعتبر المعيار الاول للدلالة على مردودية القطاع. على الاقل من هذه الناحية نستطيع ان نقول ان ارقام سنة 2005 فاقت كل التوقعات ويمكننا ان نجزم انها أطاحت بكل ارقام السنوات الاخيرة وخاصة سنة 2001 التي تعتبر السنة المقياس او السنة القياسية وفي هذه السنة نتوقع استقطاب 6.5 مليون سائح والمداخيل كذلك ستكون اوفر من مثيلتها لسنة 2004 حيث ستفوق 2.5 مليار دينار  يستقطب الجنوب التونسي نسبة كبيرة من الوافدين لكن عديد المهنيين يتذمرون  من قلة الخطوط المباشرة بين جربة ومختلف العواصم الاوروبية كيف تفسرون ذلك؟ ـ الحقيقة توجد الان بعض الخطوط المباشرة وغير المباشرة خاصة بين باريس وجربة، مرسيليا ـ جربة وبين باريس وتوزر لكن طموحاتنا ان نضاعف هذا الربط المباشر ولا يجب ان يتوقف على المدن الفرنسية بل يجب ان يمتد الى داخل الاسواق الاوروبية ونحن دائما على اتصال مع وزارة النقل لتدعيم واقامة هذه الخطوط المباشرة في السنة المقبلة. متى نشاهد عودة السوق الالمانية الى مسارها الطبيعي في تونس؟ ـ اعتبر ان السوق الالمانية في تحسن لا محالة لكن ليس بالنسق الذي كنا نتوقعه وذلك لاعتبارات خارجة عن نطاق المنتوج السياحي التونسي وعن الترويج بألمانيا فهناك اعتبارات اخرى داخلية في السوق الالمانية وباقامة كأس العالم بهذا البلد وترشح تونس للمشاركة في هذا المونديال اعتقد ان ذلك سيساهم في حضور تونسي على اعلى مستوى فكل الدلالات تشير الى ان سنة 2006 ستشهد عودة قوية للسوق الالمانية. ماهي حصة تونس من السوق الاوروبية مقارنة بدول جنوب المتوسط؟ ـ في اعتقادي ان حصة تونس من السوق الاوروبية هي اعلى الحصص وباعتبار ان تونس هي سوق تقليدية بالنسبة للعديد من الدول الاوروبية والان وبتوسع الاتحاد الاوروبي الى 25 دولة اصبحت للسياحة التونسية 25 سوقا اوروبية لكن هذا لا يمنعنا ان نحرص على تدعيم هذا النصيب من هذه الاسواق والدخول بقوة في الاسواق الاوروبية الجديدة وهو ما سيدعم مركزنا ونكون في مقدمة دول جنوب المتوسط للمحافظة او تدعيم مؤشرات سنة 2005 هل توجد منتوجات سياحية جديدة لانجاح السنة المقبلة؟ ـ في الحقيقة ان النجاحات التي سجلت سنة 2005 والتي اكدها الرئيس زين العابدين بن علي في خطابه الاخير في بيان السابع من نوفمبر في قوله «نسجل بكل ارتياح عودة الحركة السياحية بتونس» تحثنا على اعادة النظر في طرق الترويج للسياحة التونسية وعلى ادخال الجديد لاثراء المنتوج السياحي التونسي هذا فضلا عن  فتح اسواق جديدة في وجه السياحة التونسية وكذلك الحرص على جودة الخدمات ومطابقتها مع المواصفات العالمية واعتقد ان برنامج تأهيل المؤسسات الفندقية والاعتناء بالتكوين المهني بالاضافة الى دعم السياحة الثقافية بابراز المواقع الاثرية التي تتمتع بها تونس سيساهم في تحقيق هذه المؤشرات الايجابية. حاوره: محمد عمار (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 23 نوفمبر 2005)


 

بعد عشر سنوات على انطلاقتها …

عثرات الشراكة الأوروبية المتوسطية في ضوء تصدع بيئتها السياسية

بروكسيل – نورالدين الفريضي    

 

تحتفل بلدان مسيرة برشلونه بالذكرى العاشرة لانطلاق الشراكة الأوروبية المتوسطية، وتعقد اول اجتماع على مستوى القمة يومي 27 و28 تشرين الثاني (نوفمبر) في عاصمة مقاطعة كاتالونيا، على ضفاف البحر الأبيض المتوسط. وتوفر المناسبة فرصة لطرح أسئلة كثيرة عما انجز بين البلدان المعنية في اتجاه «اقامة منطقة سلم واستقرار وازدهار» والصعوبات السياسية والاقتصادية التي اعترضت تحقيق الأهداف السياسية والاقتصادية والأمنية والآفاق المستقبلية، بالنظر الى المتغيرات التي هزت في شكل خاص منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، منذ انطلاق خطة الشراكة في العام 1995.

 

بلدان الضفة المقابلة تعاني دائماً من الانقسام والتجزئة. فاسرائيل انسحبت من قطاع غزه وقبلت لأول مرة تولي الاتحاد الأوروبي مهمة امنية تتمثل في الاشراف على معبر رفح، بينما تواصل عمليات القصف اليومي ضد الناشطين الفلسطينيين وبناء الجدار في عمق اراضي الضفة، وتهويد القدس بما يهدد بتفجير انتفاضة ثالثة. ويشد لبنان انفاسه في انتظار نتائج التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري في شباط (فبراير) 2005 وتتهيأ سورية لكل الاحتمالات، ومنها الأسوأ، في جوار عراق يدمى في كل يوم.

 

الرؤى الضبابية

 

الناظر في اتجاه بلدان الضفة الجنوبية الشرقية لحوض البحر الأبيض سيلاحظ المسافة البعيدة التي تفصل شعوب المنطقة عن اهداف الاستقرار والسلم والرخاء، حتى وان كانت بعض الدول المعنية شرعت في تنفيذ رزمة اصلاحات اقتصادية بمساعدة الاتحاد الأوروبي في نطاق اتفاقات الشراكة. والاستنتاج ليس ايجابياً اذا كان الناظر يبحث عن مدى توسع التعاون الاقليمي في ما بين دول الجنوب، ويكون مخيباً عندما يطرح السؤال عن مدى تأثير خطة الشراكة الأوروبية المتوسطية في مسار الاصلاح السياسي وأوضاع حقوق الانسان، وعن قدرة الاقناع الأوروبية؟ وماذا عن العشرية المقبلة؟

 

وقد يكون حكم الديبلوماسي الأوروبي على خطة الشراكة أبلغ، بخاصة عندما يكون المحاور، اربيهاريد رهاين، وهو ضمن فريق الخبراء الذين صاغوا مسودة برشلونة في العام 1995، وترأس الجانب الأوروبي في المفاوضات الثنائية مع كل من البلدان المتوسطية. يرى رهاين ان البلدان المتوسطية «لم تنجز نتائج بارزة خلال المرحلة الانتقالية مثل تلك التي انجزتها البلدان الأوروبية الشرقية عام 1995». وتولى رهاين ادارة شؤون المتوسط والشرق الأوسط والشرق الأدنى لأكثر من اثني عشر عاماً قبل التقاعد والالتحاق بمركز السياسية الأوروبية في بروكسيل. ويعتقد بان الاتحاد الأوروبي «دعم بشدة الاصلاحات في البلدان الشرقية» التي كانت تبحث عن العضوية الكاملة «في حين لم تتوافر الرغبة السياسية لدى النخب الوطنية لتغيير الأوضاع بشكل جوهري في البلدان المتوسطية التي لا تتطلع للعضوية الأوروبية» باستثناء تركيا التي انجزت اصلاحات كبيرة في ظرف خمسة اعوام «لأسباب توفر افق العضوية في الاتحاد وتولي السلطة نخب فتية مصممة على انجاز شروط العضوية في الاتحاد الأوروبي».

 

جمعت وثيقة برشلونه عام 1995 بلدان الاتحاد الأوروبي الخمسة عشر في حينه وبلدان جنوب شرقي حوض البحر الأبيض المتوسط، باستثناء ليبيا بسبب ازمتها سابقاً مع البلدان الغربية. واقر وزراء الخارجية الوثيقة وهدفت الى السير بشكل تدرجي نحو اقامة منطقة للتبادل التجاري الحر عبر اتفاقات شراكة ثنائية ابرمت بين الاتحاد وكل من دول المنطقة باستثناء سورية التي تعطل توقيع المعاهدة معها على خلفية الأزمة مع فرنسا والولايات المتحده ولبنان، وكذلك ليبيا التي ترفض الانخراط في خطة الشراكة لأسباب اخرى.

 

وأثار انطلاق الخطة تفاؤلاً في الأوساط الاقتصادية والسياسية والنخب الثقافية. وعززت تطورات مسيرة السلام في الشرق الأوسط بعد اتفاقات أوسلو عام 1993 الشعور باحتمال خروج المنطقة من دوامة العنف وانعدام الاستقرار. ويعتقد مراقبون بان خطة الشراكة «صيغت على صعيد حوض البحر الأبيض المتوسط ككل، بعد اتفاقات أوسلو، لايجاد اطار اقليمي واسع يدمج اسرائيل والبلدان العربية المجاورة والمطلة على مياه الحوض». وحلت السياسة الاقليمية مكان الخطوات شبه الاقليمية التي كان الاتحاد الأوروبي اعدها لتعزيز التعاون مع منطقة المغرب العربي بشكل اولي لاعتبارات عناصر الأمن والهجرة وتعزيز الاستقرار السياسي.

 

لكن الوقائع جاءت على نحو مغاير للتوقعات في حينها. فخسر حزب العمل الاسرائيلي الحكم بعد نحو عام من اغتيال اسحق رابين على يد متطرف يهودي، واستمر توسع الاستيطان. ونسف تجمع الليكود ما احرزته اتفاقات أوسلو، التي تحولت الى وثيقة ميتة في اعوام المواجهة بين الانتفاضة وقوات الاحتلال، وفي ظل حكم رئيس الوزراء ارييل شارون. وعبثاً حاول الأوروبيون والاسرائيليون تفادي تأثيرات المواجهات في الاراضي المحتلة في مداولات المؤتمرات السنوية لبلدان مسيرة برشلونة التي تحولت في الجزء السياسي منها الى نقاشات عقيمة. فلا الاسرائيليون قبلوا دوراً للأوروبيين في العملية السلمية ولا الأخيرون امتلكوا قدرة الاقناع ولا هم استخدموا وسائل الضغط على اسرائيل. وكان التوجه الأوروبي حيال هذه المعضلة «وجوب الحؤول دون تلويث مسيرة برشلونه بتداعيات النزاع في الشرق الأوسط» أي ان الأوروبيين سعوا لاستبعاد قضايا الصراع العربي – الاسرائيلي وشروط السلام من محادثات وزراء الخارجية. والحقيقة الثابتة بعد عشرة اعوام هي نفسها: ان لا وجود لتعاون اقليمي من دون التقدم في طريق السلام.

 

وازداد الوضع الاقليمي سوءاً مع تدهور الظروف الأمنية وتغير الأولويات الوطنية لكل من الدول المعنية بعد تفجيرات ايلول (سبتمبر) 2001 والعمليات الارهابية التي ادمت مدناً اوروبية وعربية. فالبلدان العربية المتوسطية، مثل شقيقاتها في منطقة الشرق الأوسط والخليج، واجهت تحديات أمنية جديدة فرضها اكتشاف خلايا تنظيم «القاعدة»وامتداداته في المنطقة العربية ككل وبعض دول آسيا واوروبا. وضاعت اهداف الديموقراطية والحوار السياسي في الفترة التي تلت العمليات الارهابية ضمن افرازات الوضع الجديد. بل ان التعاون بين البلدان الأوروبية والعربية المتوسطية تركز اكثر فأكثر على مكافحة الارهاب والهجرة السرية والجريمة المنظمة. واكتسب التعاون شكل صفقة غير معلنة تقوم بمقتضاها حكومات بعض البلدان العربية بمكافحة الهجرة السرية وتفكيك التنظيمات الاسلامية في مقابل صمت الجانب الأوروبي عن انتهاكات حقوق الانسان. وبدا الوضع الجديد بمثابة «مقايضة الأمن بالديموقراطية». لكنه وضع غير قابل للاستمرار لأن التحليلات التي تلت، كشفت للأوروبيين عيوب معادلة الاستقرار في الجنوب في مقابل التضحية باوضاع حقوق الانسان.

 

التوافق الأوروبي – الأميركي

 

ووجد الاتحاد الأوروبي بعض القوة في الطروحات التي انتهت اليها الادارة الأميركية من ان غياب الديموقراطية ومحدودية التنمية في العالم العربي والبلدان الاسلامية تهددان استقرار المنطقة ويشكلان أحد مصادر تصدير الارهاب الاصولي الى البلدان الغربية او استهداف مصالحها في العالم الاسلامي. وقدم الأميركيون خارطة اصلاحات في منطقة سموها «الشرق الأوسط الكبير» ورسموا حدودها من سواحل موريتانيا في الغرب حتى الحدود بين باكستان والهند. وكانت مساهمة الأوروبيين بناءة في النقاشات مع الأميركيين لأنها ساعدت خبراء الادارة الأميركية على تصحيح المفاهيم الجغرافية والسياسية والسوسيولوجية. فالأميركيون دمجوا عمداً بين دول وبين شعوب يجمعها الدين الواحد وتميز بينها ثقافات متنوعة وحقائق جغرافية سياسية ومصالح اقتصادية متباعدة. وتعمدوا ايضاً عدم وضع قضية الشرق الأوسط وضرورة حلها في اولى الأولويات الاقليمية. لكنهم عدلوا في النهاية عن تجاهلهم الأولويات والخصوصيات الاقليمية وتقبلوا مفهوم التمييز بين خلفيات الشعوب وتجاربها وأصبح الحوار يجري بين خبراء وزارة الخارجية الأميركية ومستشاري المندوب السامي الأوروبي مسؤول السياسة الخارجية خافيير سولانا حول تقريب الطروحات في مسائل الاصلاح في العالم العربي وطرحها المشترك في المنتديات الدولية مثل اجتماعات البلدان الغنية الثمانية. كما اقتنع الاميركيون بخطأ محاولة تجاوز مسيرة برشلونة وشبكة الاتفاقات التي أبرمها الاتحاد مع جيرانه في جنوب الحوض المتوسطي والمبالغ المالية التي يرصدها لمساعدة اقتصادات البلدان المعنية خلال المرحلة الانتقالية.

 

التقارب بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ادى الى اقتناع اوروبي بدعم الجهود السياسية واعادة اعمار العراق في مقابل تفهم لأولويات الحل السلمي في الشرق الأوسط واعتراف بتجربة الشراكة الأوروبية المتوسطية وعدم القفز عليها باطلاق مبادرات اخرى.

 

بداية قناعة جديدة

 

واقتنع الديبلوماسيون الاوروبيون من ناحيتهم بان خطة برشلونه كانت تفتقد لروح الاصلاح السياسي ودعم الديموقراطية. ويرى المستشار اربيهاريد رهاين ان وثيقة برشلونه «لم تكن برنامج اصلاح بل كانت افضل مرجعية يمكن للمواطنين الاستناد اليها وللسياسيين الاقتياد بافكارها للسير في طريق الاصلاح». فانجزت كل من المغرب والأردن تقدماً في برامج الاصلاحات السياسية والاقتصادية واحرزت تونس قدراً كبيراً في بناء اقتصاد حديث لكنها عجزت في المقابل عن انجاز اصلاحات سياسية توافقية. وقال خافيير سولانا لـ «الحياة» ان بعض البلدان انجز تقدماً في طريق الاصلاح بينما تراجعت الاصلاحات في بلدان اخرى». وأكد أن الاوروبيين متفقون على تشجيع الدول التي ترغب بالسير في طريق الاصلاح السياسي والحكم الرشيد. وتذكر بعض الوثائق الرسمية والنقاشات في ما بين البلدان الأوروبية خلال العام 2005 عن تصميم الاتحاد الأوروبي في الأعوام المقبلة على «تشجيع نشاطات المجتمع المدني في بلدان الجنوب من اجل نشر ثقافة التعددية». ولا يقصي الطرح الأوروبي المنظمات السياسية الاسلامية.

 

وسأل سولانا عما «اذا كان الوقت حان بالنسبة الى الاتحاد كي يبدأ مشاورات مع الذين يرفضون العنف». وهو لا يستبعد الحوار مع الاسلاميين المعتدلين الذين يرفضون استخدام العنف للوصول الى السلطة. علماً انه كان اشرف على حوار الخبراء الأوروبيين مع حركة المقاومة الاسلامية (حماس) قبل تصنيفها ضمن المنظمات الارهابية. كما استقبل سولانا في بروكسيل ممثل الحزب الاسلامي العراقي. ولقي سؤال سولانا صداه في صفوف بعض ممثلي المنظمات الاسلامية في اوروبا واثار انتقادات ممثلي بعض البلدان العربية فيها. كما تضمنت وثيقة عضو المفوضية المسؤولة عن العلاقات الخارجية بينيتا فيريرو، عن سياسة الجوار، في الربيع الماضي، اشارات واضحة حول ادراج مسائل تشجيع نشاطات منظمات المجتمع المدني ضمن معايير تقدم الحوار السياسي مع كل من بلدان جنوب شرقي الحوض المتوسطي. وتعكس مشاورات الدوائر الرسمية نقاشات غير رسمية تجرى في الأوساط الاكاديمية والسياسية حول دور الاسلاميين في البلدان العربية من خلال التجارب التي تراكمت في الفترة الأخيرة من الحرب الداخلية خلال التسعينات في الجزائر الى تولي السلطة في تركيا العلمانية حزب اسلامي ديموقراطي يقود البلاد في مفاوضات العضوية مع الاتحاد الأوروبي.

 

وتنصح منظمة الأزمات الدولية في تقارير دورية منح الاسلاميين بعض التواجد العلني والسماح لهم بخوض الانتخابات.

 

واقترحت في تقرير حول مصر «منح الاسلاميين حق تكوين جمعية يمارسون في اطارها نشاطاتهم». ولا تطالب المنظمة بمنحهم حزباً سياسياً ما دام الدستور المصري يحظر الأحزاب الدينية. وينتظر ان تكون مسائل الاصلاح و الحكم الرشيد و اوضاع المراة والتعليم ضمن القضايا المدرجة في روزنامة محادثات القمة الأولى لبلدان الشراكة الأوروبية المتوسطية يومي 27 و28 تشرين الثاني الجاري في برشلونه. وقال سولانا في احتماع منتدى المستقبل في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) في المنامة ان مسيرة الشراكة انجزت الكثير في عشرة اعوام «لكن الأكثر لا يزال ينتظر التنفيذ».

 

ويعد سولانا ضمن اباء خطة الشراكة لأنه اشرف على مفاوضات وثيقة الشراكة وترأس مؤتمر برشلونه في العام 1995 بصفته وزير خارجية اسبانيا. وهو لا يريد خلط مسيرة برشلونه بالمبادرات الاقليمية الاخرى وقال في الاجتماع الذي حضرته وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزارايس وعدد من الوزراء العرب بوجوب :الحفاظ على اصالة اهداف برشلونة ومبادئها من اجل اقامة اسواق مفتوحة ومجتمعات منفتحة وتعزيز السلام والتضامن والأمن للجميع» واضاف ان «جهودنا تكتسب طابع الاستعجال لأن التحديات متراكمة والوقت لا يعمل في صالحنا». وتذكر الوثائق الأولية التي يجري نقاشها في الاجتماعات التمهيدية والتي تنص على ان الاتحاد الأوروبي يقترح على الشركاء في جنوب شرقي حوض البحر الأبيض وضع خارطة طريق للاصلاح السياسي تتناسب مع خصوصيات كل بلد وتمكن ايضا من مراجعة البرامج التي يجري تنفيذها مقارنة بالأهداف المرسومة. ومثلما هو متوقع فان بعض البلدان العربية ستلوِّح بمبادىء السيادة لتقييد الرغبة الأوروبية في مواكبة عمليات الاصلاح في المنطقة.

 

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 23 نوفمبر 2005)

 

ارتفاع الصادرات الاسرائيلية إلى مصر بنسبة 134 بالمائة منذ التوقيع علي اتفاقية الكويز

الناصرة ـ القدس العربي ـ من زهير اندراوس: ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية الصادرة باللغة الانكليزية امس ان اسرائيل وتركيا والسلطة الفلسطينية في مراحل متقدمة من محادثات حول مشاركة تركية جوهرية في منطقة ايريز الصناعية علي حدود غزة مع اسرائيل. واشار ديبلوماسيون الي ان وزير الخارجية التركي عبدالله غول كان يعتزم اساسا حضور مؤتمر التصدير والتعاون الدولي الذي عقده رئيس الوزراء الاسرائيلي قبل اسبوعين للتوقيع علي مذكرة تفاهم حول المسألة، ولكن هذه الزيارة تأجلت عندما لم تستكمل المفاوضات. وقال مسؤولون مطلعون علي سير المفاوضات للصحيفة الاسرائيلية، ان الفكرة هي استثمار تركي كبير في مصانع في ايريز سيقوم بصنع منتجات سيكون من الممكن دخولها الي الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الامريكية وحتي دول الخليج معفاة من الجمارك، وظهرت تقارير في وسائل الاعلام التركية في وقت سابق من العام الجاري تحدثت عن مصانع تشغل نحو ستة الاف فلسطيني. ويعتقد ان المباحثات مع اسرائيل حاليا تتركز حول كيفية ضمان نقل سريع وموثوق للبضائع الي خارج قطاع غزة. ونقلت مصادر سياسية اسرائيلية في تل ابيب للصحيفة ان مبعوث اللجنة الرباعية الدولية جيمس ولفنسون يشارك في المفاوضات. ويدفع ولفنسون بحسب الصحيفة الاسرائيلية بقوة باتجاه اعادة هيكلة معابر بيت حانون (ايريز والمنطار وكارني) وصوفا من غزة الي اسرائيل باستخدام احدث التكنولوجيا لضمان نقل البضائع والمنتوجات الي خارج القطاع بصورة اكثر سرعة. ويري ولفنسون ان المستثمرين بحاجة الي ضمانات بان البضائع ستنقل بشكل سريع وموثوق الي خارج القطاع قبل ان يكونوا مستعدين للاستثمار في الشركات هناك. وقال مسؤول اسرائيلي للصحيفة ان تركيا طلبت ضمانات من اسرائيل بانها ستستمر في توفير الكهرباء والمياه في المنطقة. ووردت تقارير صحافية تركية حول مفاوضات بشأن ما اذا كان سيسمح لشركات الامن التركية بالعمل في المنطقة. وقال مسؤول اسرائيلي للصحيفة انه بشكل عام فان الدولة العبرية تنظر الي الخطة بايجابية لانها ستوفر امنا مخففا في المنطقة لان السلطة الفلسطينية سيكون لديها حافز كبير لضمان عدم وقوع هجمات هناك. في سياق ذي صلة افاد تقرير صادر عن اتحاد ارباب الصناعة الاسرائيلي ان الصادرات من صناعات القطن والنسيج الي مصر شهدت زيادة قدرة بنحو 134 في المائة، وذلك منذ توقيع اتفاق المناطق الصناعية المؤهلة (كويز) بين القاهرة وتل ابيب اواخر العام الماضي. واشار التقرير الي ان العلاقات التجارية الاسرائيلية المصرية، لا سيما في مجال صناعة النسيج، مرشحة للصعود في ظل حصول شركات اسرائيلية تعمل في صناعة النسيج علي عقود من شركات مصرية عملاقة، والتي كان اخرها عقد وقعته شركة كيتان الاسرائيلية لصبغ منتجات نسيج لصالح شركة ملابس مصرية ضمن اتفاق قيمته 4 ملايين دولار للعام الواحد. يذكر ان الاتفاقية الموقعة في الثاني عشر من كانون الاول (ديسمبر) من العام الماضي تلزم الشركات المصرية باستخدام 12 في المائة من المواد الخام الاسرائيلية في صناعاتها، والتي تصدرها الي الولايات المتحدة الامريكية معفاة من التعريفة الجمركية. (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 23 نوفمبر 2005)


 

قوة الإسلاميين تفاجئ حكام مصر

القاهرة (رويترز) – قال محللون ان حكام مصر فوجئوا بالاداء القوي لجماعة الاخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية والذي يمكن أن يهز الحياة السياسية في أكبر الدول العربية.   حصل الاخوان حتى الان على 47 مقعدا من مقاعد البرلمان البالغ عددها 444 والتي سيتحدد مصير أكثر من نصفها في الانتخابات التي تجرى مرحلتها الثالثة في ديسمبر كانون الاول المقبل. وفاز الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم بنحو 120 مقعدا.   وفي حين يقول مراقبون مستقلون ان الحزب الوطني لجأ على نطاق واسع للرشوة والقسر للحصول على أصوات الناخبين فان جماعة الاخوان المسلمين أظهرت مدى عمق ما تتمتع به من تأييد بحشدها الالوف من النشطاء وفوزها بما حازته من المقاعد رغم حملة الاعتقالات التي تعرضت لها.   ويقول محللون ان للنتائج مغزاها رغم أن الاسلاميين لا يشكلون تحديا حقيقيا من حيث قدرتهم على انتزاع السلطة في الوقت الحاضر.   وقال المحلل السياسي محمد السيد سعيد « الرسالة هي أنك تحتاج الى ما هو أكثر من أشكال الرشوة البسيطة. تحتاج الى ايديولوجيا وايمان بها. تحتاج الى سياسة. ومن الواضح أن الحزب الوطني لا يملك أيا من هذه الامور. »   وزاد الاخوان تمثيلهم في البرلمان الى ثلاثة أمثال تمثيلهم في البرلمان الحالي. لكن سلطات البرلمان محدودة بالمقارنة مع سلطات الرئيس حسني مبارك الذي يحكم مصر بقوانين الطواريء منذ عام 1981.   وتنافس جماعة الاخوان المسلمين على ثلث المقاعد فقط كي لا تستفز السلطات التي كثيرا ما تعتقل أعضاء في الجماعة استنادا الى كونها محظورة رسميا منذ عام 1954. ويخوض مرشحو الاخوان الانتخابات كمرشحين مستقلين.   وحقق الاسلاميون مكاسب قوية في اليومين الاولين من الانتخابات مستفيدين الى أقصى الحدود من التسامح الذي ابدته السلطات ازاءها. لكن الشرطة ألقت القبض هذا الاسبوع على أكثر من 450 من نشطائها. وذكرت تقارير أن مجموعات من البلطجية وبعض رجال الشرطة أعاقت ناخبين اسلاميين من التصويت في بعض الدوائر.   وقال عبد الحليم قنديل المعارض ذو التوجه القومي « افترضت الحكومة أن للاخوان بعض القوة ولكن ليس بهذا القدر. »   وقال القيادي الاخواني عصام العريان ان ما بين خمس وربع الاصوات التي حصل عليها مرشحو الجماعة كانت أصواتا أراد أصحابها الاحتجاج على الحكومة الا أن بقية الاصوات تعبر عن تأييد حقيقي للجماعة.   وقال محللون ان مكاسب الاسلاميين تشكل ضربة للحزب الوطني الديمقراطي ولجمال مبارك ابن الرئيس الذي قاد الجهود الرامية لاعادة بناء الحزب وأشرف على الحملة الانتخابية في كل من انتخابات الرئاسة والانتخابات البرلمانية.   وقال أستاذ علم الاجتماع سعد الدين ابراهيم ان على الحزب الوطني الديمقراطي أن يعيد التفكير في سياساته وتوجهه.   وأضاف « لقد حسبوا أنهم من خلال التخطيط الذي قام به التكنوقراط لديهم نجحوا في ضمان الفوز في هذه الانتخابات… والعنصر الغائب عن معادلتهم هو ما امتلكه الاخوان المسلمون وامتلكه أيمن نور ألا وهو نبض الشارع. »   وكان نور زعيم حزب الغد الليبرالي قد جاء ثانيا بعد الرئيس مبارك في انتخابات الرئاسة الا أنه خسر مقعده في البرلمان لصالح مرشح الحزب الوطني. ويقول أنصار نور ان السلطات تلاعبت في الانتخابات لاسقاطه.   وتقول الحكومة انها لا تتدخل في الانتخابات بأية صورة.   ولم تحصل الاحزاب العلمانية التي أضعفتها عقود من التضييق عليها سوى على حفنة من المقاعد حتى الان.   لكن جماعة الاخوان المسلمين التي تأسست في عام 1928 كانت أكثر مرونة في ظل مساحة الحرية المحدودة. ويقول محللون ان هذا يرجع في جانب منه الى استخدامها المساجد للوصول الى الناس وتقديمها الكثير من الخدمات الاساسية وانخراطها في العمل الخيري.   ورغم أن نجاح الاسلاميين أقلق المسيحيين والعلمانيين فان سعد الدين ابراهيم يرى أنه سيقوي الحياة السياسية. ويقول « سيكون هذا شيئا صحيا في المدى الطويل. »   وأضاف ان نجاح الاخوان « سينشط هذا الجماعة السياسية ككل لان الاحزاب الاخرى ستكون مضطرة لتحسين أدائها. وسيكون على الحكومة أن تعطيها حرية الحركة والعمل كي تبني قوتها. »   لكن اخرين يرون في نجاح الاخوان علامة مقلقة على ضعف الحياة السياسية في مصر. وقال محمد السيد سعيد ان فوز الاخوان يظهر أن « البلد تأسلم بالكامل تقريبا. »   وأضاف « البلد بأسره في مشكلة كبيرة. فليس هناك الكثير من السياسة ولا وجود لحوار وطني. الناس يتصرفون على أساس افتراض أن الاخوان المسلمين هم الاكثر تدينا. »   من توم بيري   (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 23 نوفمبر 2005 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

قيادي إخواني للغرب: « لا داعي للخوف منا »

نسيبة داود- إسلام أون لاين.نت/ 23-11-2005   حث النائب الثاني للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر خيرت الشاطر الغرب على عدم اعتبار النجاح الذي حققته الجماعة في الانتخابات البرلمانية الجارية مصدر خوف لهم، كما أكد على أن الإخوان لا يطمحون سوى في « جزء صغير » من مقاعد البرلمان في ضوء المعطيات السياسية الداخلية والخارجية.   جاء ذلك في مقال له نشرته صحيفة « ذي جارديان » البريطانية في عددها الصادر الأربعاء 23-11-2005 بعنوان « لا داعي لأن تخافوا منا ».   وقال الشاطر في مقاله: « إن نجاح جماعة الإخوان المسلمين يجب ألا يكون مصدر خوف لأي أحد، فنحن نحترم حقوق كافة الجماعات الدينية والسياسية ».   وأوضح أن هدف الإخوان من خوض الانتخابات التشريعية هو محاربة الفساد وتحقيق الإصلاح. وقال: « القرن الماضي شهد شتى أنواع الفساد، وهو ما يجعل من الصعب عمل إصلاحات سياسية أوسع أو تحقيق تقدم اقتصادي دون إصلاح ذلك الفساد داخل المؤسسات الحكومية أولاً ».   وأضاف أن « إجراء انتخابات حرة ونزيهة هي الخطوة الأولى على طريق الإصلاح من أجل مستقبل أفضل لمصر والمنطقة كلها؛ فنحن ليس لدينا خيار اليوم سوى الإصلاح ».   وتابع قائلاً: « ما نريد أن نفعله هو تدشين نهضة في مصر تقوم على القيم الدينية المبني عليها المجتمع المصري وثقافته؛ لأننا نعتقد أن هذه القيم يمكنها أن تقف في وجه العقبات التي تعيق الإصلاح والتطور ».   طموح مستمر   وأكد الشاطر على أن الجماعة تطمح لكسب المزيد من المقاعد البرلمانية في المراحل المتبقية من الانتخابات، وتأمل أن تكون الانتخابات هذا العام أكثر نزاهة وحرية، وقال: « نحن ملتزمون بالديمقراطية واحترام نتائج الانتخابات العادلة مهما كانت ».   ورأى الشاطر نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات التي أسفرت عن فوز الإخوان بـ34 مقعدًا -جولة البداية بالمرحلة الثانية زادتها لـ47- من المقاعد المتنافس عليها قد أظهرت أن الشعب يعتبر الإخوان المسلمين « بديلاً سياسيًّا فاعلاً ».   وتابع قائلاً: « بالرغم من هذه الثقة التي منحنا إياها الشعب المصري نحن لا نطمح إلا إلى نصيب صغير من البرلمان »، وأضاف: « هذا القرار تطرحه علينا معطيات الحقائق السياسية المحلية والدولية، أو بمعنى آخر؛ هذا القرار يفرضه علينا رد الفعل المحتمل من جانب حكومة قمعية مدعومة من جانب الحكومة الأمريكية وحكومات أخرى غربية ».   وأردف قائلاً: « لقد خضنا الانتخابات على 120 مقعدًا من إجمالي 444 مقعدًا في البرلمان حتى لا نثير غضب الحكومة إذا ما تنافسنا على عدد أكبر من المقاعد، أكثر فتلجأ الحكومة إلى تزوير النتائج ».   لا للاحتكار السياسي   واعتبر القيادي الإخواني « الحياة السياسية في مصر في الوقت الراهن ممتلئة باللامبالاة، ولا يوجد غير القليل من الأشخاص المسموح لهم رسميًّا بالانخراط في العملية السياسية، وبالتالي فإن الأولوية الآن يجب أن تكون لتنشيط الحياة السياسية بحيث نتيح للمواطنين المشاركة في حوار حقيقي حول مشاكل مصر المزمنة ونوع المستقبل الذي نريده لبلادنا ».   وقال الشاطر: إن الجماعة تؤمن بأن سيطرة حزب واحد أو طرف واحد على الحياة السياسية في مصر سواء كان ذلك الطرف هو الحزب الوطني أو الإخوان المسلمين أو غيرهم « أمر لا تحمد عواقبه، والنتيجة الوحيدة لذلك الاحتكار هي استعداء غالبية الناس ».   وأوضح: « هدفنا من محاولة كسب هذا العدد المحدود من المقاعد البرلمانية هو تكوين كتلة برلمانية فعَّالة تستطيع أن تدير حوارا -بالاشتراك مع آخرين- حول أولويات الإصلاح والتطوير، ويجب ألا يتم استبعاد أي جماعة سياسية أو دينية أو اجتماعية أو ثقافية من الحياة السياسية المصرية، ويجب أن يكون الهدف الأسمى هو إنهاء احتكار حزب واحد للحكومة وتدعيم المشاركة الشعبية في الأنشطة السياسية ».   وتابع بالقول: « كما نأمل أن نشارك في تحقيق إصلاح سياسي ودستوري، وبالتحديد إزالة القيود التي يفرضها النظام على الأنشطة السياسية، وإعطاء البرلمان سلطة أكبر من الممنوحة له الآن ».   ضغط على الحكومة   من جانبها رأت صحيفة « فاينانشيال تايمز » البريطانية في تعليق نشرته في عددها الصادر 23-11-2005 أن المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية في مصر جعلت من الإخوان المسلمين القوة المعارضة الرئيسية في البلاد « وهو ما يمثل ضغطًا على الحكومة المصرية للاعتراف بها أو إعطائها إطارًا قانونيًّا ».   وقالت الصحيفة: الجماعة تعرضت لضغوط وقمع من جانب الحكومة المصرية منذ إنشائها عام 1928، إلا أنها في طريقها للحصول على أكبر عدد من المقاعد البرلمانية، وقد نجحت في أن تصبح أكبر قوة معارضة ذات قاعدة شعبية عريضة نتيجة عملها الاجتماعي، ومشاركتها في النقابات المهنية.   ونوَّهت الصحيفة بأن « بعض الأقليات المصرية ومن بينها المسيحيون يتخوفون من أن الديمقراطية التي تبديها الجماعة مؤقتة، وتخفي طموحات في صنع ديكتاتورية دينية ».   وبالرغم من أن الرئيس مبارك لم يبدِ أي استعداد لإلغاء الحظر المفروض على الجماعة منذ توليه الحكم، فإن نتائج الانتخابات الأخيرة أثبتت أن المعايير الأمنية وحدها فشلت في قمع تأثير الجماعة المتنامي، بحسب الصحيفة.   ونقلت الصحيفة عن الدكتور عصام العريان رئيس القسم السياسي للإخوان المسلمين قوله: إن الجماعة ستستغل نفوذها السياسي لفتح حوار حقيقي مع النظام حول الإصلاح، وتابع: « أعتقد أن هذا يظهر أن الشعب المصري على استعداد لتغيير حقيقي ».   وحققت جماعة الإخوان المسلمين أكبر المكاسب في الجولة الأولى من المرحلة الثانية للانتخابات البرلمانية المصرية التي جرت الأحد 20-11-2005، حيث فاز مرشحوها بـ13 مقعدًا مقابل 6 مقاعد فقط لمنافسيهم من مرشحي الحزب الوطني الحاكم، بحسب النتائج النهائية الرسمية التي أعلنت مساء الإثنين 21-11-2005.   وفي المرحلة الأولى من الانتخابات فازت الجماعة بـ34 مقعدًا؛ ليرتفع رصيدها إلى 47 مقعدًا، وهو عدد غير مسبوق من المقاعد لم يحققه أي حزب معارض مصري.   وعقب هذه النتائج تعرضت جماعة الإخوان لحملة إعلامية عدائية واسعة النطاق يشارك فيها بجانب الإعلام الرسمي المكتوب والمرئي، صحف مصرية خاصة وأخرى عربية تحذر من أن يتولى حكم مصر « سلطة دينية » ومن عواقب ذلك.    (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 23 نوفمبر 2005)  


 

عودة الإخوان القوية في مصر

محمد كريشان عودة حركة الإخوان المسلمين القوية إلي الساحة السياسية الرسمية من خلال هذه النتائج في الانتخابات البرلمانية سواء في مرحلتها الأولي أو الثانية أو ما هو متوقع لاحقا من المرحلة الثالثة لا تعني شيئا بقدر ما تعني أنه في عالم السياسة وصراع الأفكار لا يمكن للقمع والملاحقات والسجن أن تنهي حركة سياسية إذا كانت ضاربة الجذور في المجتمع ومصرة علي هويتها الواضحة وعلي أن يكون لها موقع علي الخارطة الحزبية. يقال هذا الكلام بغض النظر عن الاتفاق من عدمه مع أفكار هذا التيار وأطروحاته في السياسة والمجتمع والكثير منها يحتاج فعلا إلي نقاشات واسعة بعيدا عن أي ادعاء باحتكار الحقيقة أو بالامتلاك الحصري للإسلام والنطق باسمه. المسألة الأخري هي فشل ذلك التخويف الذي مورس لسنوات من بعض الحكومات العربية ومن بينها المصرية من اللجوء إلي البديل الإسلامي، علي أساس أن التمسك بهذه الحكومات علي عيوبها وفسادها أفضل بكثير من وصول قوم سيصادرون كل شيء ويحيلون البلد إلي ثكنة ملتحين ومحجبات. سبب هذا الفشل لا يعود علي الأغلب لاستحسان مشروع الإسلاميين وكثير منه غير معروف بدقة أو حتي مخيف فعلا ولكن مرد هذا الفشل علي الأرجح أن كثيرين باتوا يؤيدون الصوت المعارض القوي فقط إعرابا عن احتجاجهم من الوضع القائم ونكاية في المسؤولين عنه. في المقابل لا بد من الإشادة بالنضج الذي أبدته حركة الإخوان المسلمين في مصر حين قررت ألا تترشح في كل الدوائر وبنفس أعداد مرشحي الحزب الوطني الحاكم ولجأت في المقابل إلي منافسة لا تستفز فيها السلطة بالكامل كما فعلت مثلا الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر مطلع تسعينات القرن الماضي حين أخافت المجتمع الدولي بانتصارها الكاسح أو في سياق مختلف طبعا حركة النهضة التونسية عام 1989 حين أعطتها النتائج الرسمية كمرشحين مستقلين 17% من الأصوات لم تمكنها مع ذلك من أي مقعد بحكم القانون الانتخابي التونسي وقتها. طبعا، نحن نتحدث هنا عن حركات إسلامية ارتضت بالاحتكام إلي صناديق الاقتراع والعمل السلمي والتداول الديمقراطي علي الحكم رغم كل يعتري هذا السبيل من معوقات قد تدفع بعضهم للكفر بالأساليب السلمية نهجا للتغيير، وليس عن حركات تكفر المجتمع ولا تتبني سوي الأعمال الدموية المستنكرة. هذا التفريق الضروري، الذي يتعمد كثيرون بالمناسبة إلي طمسه تبريرا لاستمرار القمع ضد الكل، هو ما استقر عليه الآن كثيرون سواء من مراكز البحث أو القرار في كثير من الدول الأوروبية والولايات المتحدة. من هنا لم يعد غريبا أن تجد مركزا محترما كمجموعة الأزمات في بروكسيل يطالب من خلال دراسات ميدانية رصينة ومتوازنة الحكومة المصرية بالاعتراف القانوني بحركة الإخوان وعديد بات يري الآن أن تشجيع الإسلام السياسي المعتدل هو الطريق الوحيد لمحاصرة التيار الآخر العنيف الرافض لأي حوار أو تسويات. المحاصرة هنا لا تعني بالضرورة القضاء المبرم ذلك أن تجارب إقحام التيارات الإسلامية في الحياة السياسية في المغرب مثلا أو الأردن أو اليمن لم يقض بالكامل علي تيارات جهادية متطرفة مهما كانت محدودة الانتشار ولكن التفكير السليم علم كثيرين دائما أن الوقاية أفضل من العلاج، الوقاية المرنة والمدروسة والديمقراطية كذلك وليس الوقاية التي تري من الأفضل أن نبيد هؤلاء الإسلاميين جميعا بمختلف تلويناتهم حتي نهنأ بنعيم الديمقراطية الذي نعيشه في ظلهم. دام ظلهم!! (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 23 نوفمبر 2005)
 

المدعي العام البريطاني يحظر نشر خطة قصف الجزيرة

  

كشفت صحيفة ديلي ميرور البريطانية النقاب عن تلقيها تحذيرات من المدعي العام البريطاني من نشر المزيد بشأن تفاصيل الوثيقة السرية التي قالت إن الرئيس الأميركي جورج بوش خطط لقصف مقر قناة الجزيرة في قطر وعدد من مكاتبها بالخارج, أثناء تغطيتها للهجوم الشامل الذي تعرضت له مدينة الفلوجة عام 2004. وقالت الصحيفة إن المدعي العام حذرها من أن نشر الوثيقة سيعتبر خرقا لقانون أسرار الدولة, وهدد في الوقت نفسه باستصدار حكم قضائي استعجالي من المحكمة العليا إذا لم تلتزم بذلك. وأكدت ديلي ميرور أنها قررت الانصياع لذلك التحذير وعدم نشر المزيد من التفاصيل, رغم الدعوات المتزايدة لنشر ما احتوته الوثيقة بصورة كاملة. وفي هذا الإطار نقلت الصحيفة عن المتحدث باسم حزب الديمقراطيين الليبراليين قوله إن ما جاء بالوثيقة « لو كان صحيحا فإنه يعبر عن مدى يأس الإدارة الأميركية ». من جانبها قالت صحيفة تايمز إن المدعي العام البريطاني أرسل إلى كل الصحف محذرا من ملاحقة أي صحيفة تنشر تفاصيل الوثيقة التي تتضمن الحديث الذي دار بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، حول خطة عرضها بوش للاعتداء على الجزيرة. الجزيرة تنتظر ردا وقد أصدرت قناة الجزيرة بيانا قالت فيه إنها تجري تحقيقا في تقرير ديلي ميرور. وأوضح البيان أنه وقبل الخروج بأي استنتاجات تسعى الجزيرة إلى التأكد بصورة مطلقة من صدقية الوثيقة، وهي تأمل من الحكومة البريطانية أن تصدر تأكيدا بأسرع وقت ممكن. وأضاف البيان أنه إذا ما تبين أن التقرير صحيح فإن ذلك سيكون صدمة قاسية ليس للجزيرة فقط بل ولجميع المؤسسات الإعلامية في العالم بأسره، وسيلقي بشكوك جدية على تبريرات الإدارة الأميركية لحوادث سابقة استهدفت صحفيي الجزيرة ومكاتبها. كما سيفتح ذلك فصلا جديدا في علاقة حكومتي اثنتين من أقوى دول العالم بالمؤسسات الإعلامية بوجه عام. والجزيرة تحث البيت الأبيض والحكومة البريطانية على الرد على تقرير ديلي ميرور. وإذا ما تبين أن المذكرة صحيحة، فإنه يتوجب على الحكومتين الأميركية والبريطانية توضيح موقفيهما من التصريحات المتصلة بالاستهداف المتعمد للصحفيين والمؤسسات الصحفية. تفاصيل الوثيقة وكانت الصحيفة البريطانية نشرت وثيقة اطلع عليها النائب العمالي البريطانى السابق توني كلارك, اشتملت على معلومات تؤكد أن الرئيس الأميركى جورج بوش أطلع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير, خلال زيارته للبيت الأبيض فى أبريل/ نيسان من العام الماضي على خطة لقصف مقر قناة الجزيرة وبعض مكاتبها بالخارج. وقالت ديلي ميرور إن بلير حذر بوش من أن القيام بمثل هذا العمل قد يثير موجة غضب عالمية. ومن المقرر أن يمثل الشخصان المتهمان بتسريب المذكرة أمام القضاء البريطاني الأسبوع المقبل. كما نقلت الصحيفة عن مصادر لم تحددها قولها إن محضر حديث جرى بين بلير والرئيس الأميركي، كشف أن الرجلين بحثا إمكانية توجيه ضربة عسكرية إلى القناة. وأضاف المصدر أن بوش عبر عن نيته مهاجمة الجزيرة في قطر وخارجها لكن بلير حذره من أن مثل تلك الخطوة ستكون لها تداعيات خطيرة، مشيرا إلى أن ما كان الرئيس الأميركي يريده لم يكن محل شك كما أنه من المؤكد أن بلير لم يكن يريده أن يقوم بذلك. ورغم أن الصحيفة نسبت لمصدر حكومي قوله إن تهديد بوش كان في إطار المزاح، فإنها نقلت عن مصدر آخر قوله إن الرئيس الأميركي كان جادا بالفعل, كما أن بلير كان جادا كذلك في تحذيره مضيفا أن هذا ما يظهر من نوعية العبارات التي استخدمها كل من الرجلين. ونسبت ديلي ميرور إلى المسؤول السابق بوزارة الدفاع البريطانية بيتر كيلفويل طلبه من رئاسة الوزراء نشر الوثيقة التي تحتوي على تفاصيل ما دار بين الرجلين في تلك المباحثات, قائلا « إنه من المرعب أن يكون رجل بسلطة ونفوذ بوش قد اقترح بالفعل مثل هذا العمل المتعجرف ». سخط واستنكار وقد لقيت خطط بوش استنكارا واسعا في أوساط المحللين الإعلاميين والسياسيين، فقد اعتبر رئيس تحرير صحيفة القدس العربي عبد الباري عطوان أن الكشف عن هذه الخطط يدل على أن الإدارة الأميركية تشن حربا على الجزيرة وعلى الإعلام العربي الحر، وأن كل أحاديثها عن الحرية والإصلاح هي مجرد أكاذيب ولا تمت للواقع بصلة. وقال عطوان للجزيرة نت إن الكشف عن هذه الخطط يدل أيضا على أن الولايات المتحدة كانت متعمدة في استهداف مكاتب الجزيرة بكابل وبغداد وأن تبريراتها بأن القصف كان خطأ لم تكن صحيحة، مشيرا إلى أنها تستهدف الجزيرة لأنها وسيلة إعلامية أقرب إلى الحقيقة في عرض الرأي العام العربي والعالمي وبلا أي رتوش. وأضاف أن الإدارة الأميركية عندما فشلت في إسكات الجزيرة سعت لإطلاق وتمويل قنوات منافسة لها إلا أن هذه القنوات فشلت في تحقيق الهدف، ما اضطر هذه الإدارة للإيعاز إلى المسؤولين عن محطة BBC لإطلاق قناة عربية. وشكك عطوان في أن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير سيقوم بنشر هذه الوثيقة، لأنه سيدين نفسه بسبب تورطه في الحرب على العراق وأفغانستان. من جهته اعتبر الخبير بالمركز الدولي للتحليلات الإستراتيجية قاسم جعفر أن التعرض للإعلام الحر سيرتد على صاحبه ويعبر عن إفلاس الحكومة التي تقف وراء ذلك، معتبرا أن حرية الجزيرة أو أي وسيلة إعلامية أخرى تعتبر شيئا مقدسا يجب عدم المساس به.  (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 21 نوفمبر 2005)  

إعلاميون يعزون خطط بوش قصف الجزيرة لتغطياتها وتميزها

  

المحفوظ الكرطيط أثارت الأنباء التي أوردتها صحيفة « ديلي ميرور » البريطانية حول خطط أميركية قصف مقر قناة الجزيرة في العاصمة القطرية أو بعض مكاتبها في الخارج الكثير من الأسئلة حول الدواعي التي تدفع الإدارة الأميركية إلى التفكير في عملية من هذا القبيل. ويرى عبد الوهاب بدرخان نائب رئيس التحرير صحيفة الحياة الصادرة في لندن أن الأسباب التي تجعل قناة الجزيرة هدفا لضربة عسكرية أميركية هو تغطيتها لعدد من الأحداث الدولية ومنها حرب أفغانستان والحرب على العراق. وقال بدرخان في اتصال مع الجزيرة نت إن المسؤولين الأميركيين كانوا دائما يتحدثون بطريقة غير ملائمة عن الجزيرة، وإنهم سبق وأن هاجموا القناة من خلال استهداف مكاتبها في الخارج، في إشارة إلى قصف مكاتبها في العاصمتين الأفغانية والعراقية والاعتداء على مراسليها. ومن خلال تلك التصرفات، يضيف بدرخان، يكون الأميركيون قد نفذوا الرغبة في ضرب قناة الجزيرة دون أن يكون ذلك مرتبطا بتفكير الرئيس جورج بوش بشكل مباشر. كما ذكر بدرخان بأن الإدارة الأميركية مارست الكثير من الضغوط على قناة الجزيرة للتخفيف من حدتها لأن الأميركيين لا يريدون إعلاما آخر متفوقا ينافسهم أو يعمل وفقا لمعايير تخالف معاييرهم. عداء أميركي وفي تعليقها على ما أوردته « ديلي ميرور » قالت المحللة السياسية والمتخصصة في وسائل الإعلام أولفا لملوم إن ذلك يحمل تأكيدا جديدا على العداء الذي تكنه الإدارة الأميركية لقناة الجزيرة. وأكدت لملوم في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت أن العداء الأميركي للقناة جزء من سياسة واشنطن العدوانية في المنطقة العربية بكاملها، وعزت ذلك إلى كون الجزيرة باعتبارها الشاشة الأكثر مشاهدة في المنطقة تعكس الرأي العام في المنطقة الرافض لسياسات واشنطن. وذكرت لملوم، مؤلفة كتاب باللغة الفرنسية بعنوان « الجزيرة: مرآة العالم العربي المتمردة والغامضة »، أن انزعاج الأميركيين من القناة يعود إلى الأيام الأولى التي تلت هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة. وقد زاد العداء الأميركي للجزيرة، حسب لملوم، مع الحرب التي قادها الأميركيون على أفغانستان حيث تمكنت القناة من كسر احتكار وسائل الإعلام الأميركية لنقل أهم الأحداث الدولية وكشفت بشاعة تلك الحرب. هروب للأمام ومن جانبه يرى الصحافي التونسي المقيم بفرنسا عبد العزيز دهماني أن الخطط الأميركية ضد الجزيرة التي تحدثت عنها الصحيفة البريطانية تمثل هروبا إلى الأمام من المأزق الذي دخلته الإدارة الأميركية في المنطقة منذ غزو العراق عام 2003 حيث تعتبر الجزيرة جزءا من تلك الحرب. وأضاف دهماني الذي اشتغل لأكثر من عقدين بالأسبوعية الفرنسية « Jeune  Afrique l’Intelligent » أنه من خلال التفكير في ضرب قناة الجزيرة فإن الأميركيين يريدون إسكات صوت إعلامي يعري نواياهم التوسعية في منطقة الشرق الأوسط. وأشار دهماني في اتصال مع الجزيرة نت إلى أن الموقف الأميركي تجاه الجزيرة المتراوح بين الرغبة في احتوائها من خلال خطط لشرائها والتفكير في قصفها عسكريا مرورا بالضغط عليها لتخفيف حدتها يعكس طريقة التفكير المكيافيلي الذي يحكم السياسة الأميركية والمشوب بسلوكيات مستوحاة من تقاليد المافيا. ضربة عسكرية ونقلت صحيفة « ديلي ميرور » عن مصادر لم تحددها قولها إن محضرا حديثا جرى بين رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وبوش كشف أن الرجلين بحثا إمكانية توجيه ضربة عسكرية إلى القناة. وأضاف المصدر أن بوش عبر عن نيته مهاجمة الجزيرة في قطر وخارجها, لكن بلير حذره من أن مثل تلك الخطوة ستكون لها تداعيات خطيرة, مشيرا إلى أن ما كان بوش يريده لم يكن محل شك, كما أنه من المؤكد أن بلير لم يكن يرى القيام بذلك. ورغم أن الصحيفة نسبت لمصدر حكومي قوله إن تهديد بوش كان في إطار المزاح، فإنها نقلت عن مصدر آخر قوله إن بوش كان جادا بالفعل, كما أن بلير كان جادا كذلك في تحذيره, مضيفا أن هذا ما يظهر من نوعية العبارات التي استخدمها الرجلان. (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 21 نوفمبر 2005)


البداية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.