TUNISNEWS
10ème année, N°3662 du 02.06.2010
الحرية لسجين
العشريتين الدكتور الصادق شورو
ولضحايا قانون الإرهاب
كلمة:تظاهرات بالعاصمة تنديدا بالاعتداء الإسرائيلي
المرصد التونسي:احتجاجا على الجريمة الصهيونية البشعة تجمعات ومسيرات عمالية من جنوب تونس الى شمالها
الصباح:مسيرة شعبية وسط العاصمة لإنهاء الحصار على غزة
حــرية و إنـصاف:مسيرة التضامن مع ضحايا أسطول الحرية والمطالبة برفع الحصار عن غزة
حركة التجديد:بلاغ صحفي
فرع توزر ــ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان:بــيــان
السبيل اولاين:فيديو..نشر مشاهد مروّعة لمواطن داخل أحد المقرات الأمنية في تونس
أمسية تضامنية احياء الذكرى 29 لتأسيس حركة النهضة
اجتماع الأمناء العامين لأحزاب الوحدة الشعبية و الاتحاد الديمقراطي الوحدوي و التحرري الاجتماعي:بلاغ صحفي
التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات وحركة التجديد والاطراف السياسية الملتقية معها:دعــــــــوة
السبيل اولاين:السلطات التونسية تحرك خلاياها بالخارج لتخوين معارضيها
كلمة:قائد « أفريكوم » يقول إنّ الولايات المتحدة وتونس شريكان يعملان معا لمواجهة الإرهاب
تونس: دعم المحروقات يكلف الخزينة 355 مليون دولار
فؤاد المنصوري:يا سي العربي القاسمي: تمهّل!! فالتاريخ لم يُكتب بعدُ
رياض حجلاوي: رسالة الى امي
علي شرطاني:إشكالية الرعية والمواطنة 6/7
الصحبي عتيق:تصحيح مقاصد المكلّف:النية أوّلا -1/5
عبدالسلام المسدّي :صدارة الثقافة على السلاح
نورالدين الشافعي:ألم يتجاوز الكيان الصهيوني كل الخطوط الحمراء؟
الجزيرة.نت:أيرلندا تسعى لإيصال سفينتها لغزة
زهير أندراوس :زمن الإعجاب العربيّ بأحفاد العثمانيين
الدكتور محمد الأحمري:تركيا تواجه وعرب يوالون
القدس العربي:مثقفون مصريون يطالبون بطرد السفير الإسرائيلي ويدينون صمت الحكومة
القدس العربي:مجلس حقوق الانسان يقر تحقيقا دوليا في الهجوم على أسطول الحرية
عبد الباري عطوان:الدم التركي يقلب المعادلة
القدس العربي:رئيس الموساد: اسرائيل تتحول تدريجيا من ذخر الى عبء على امريكا
مصر: إطلاق نار وشكاوى من التزوير في انتخابات «الشورى»
Pour afficher lescaractèresarabes suivre ladémarchesuivan : Affichage /Codage /ArabeWindows)To read arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
أفريل 2010
https://www.tunisnews.net/23Mai10a.htm
تظاهرات بالعاصمة تنديدا بالاعتداء الإسرائيلي
حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 01. جوان 2010 شارك آلاف من التونسيين مساء الثلاثاء في مسيرة منددة بالاعتداء الإسرائيلي على « أسطول الحرية » المتوجه إلى قطاع غزة. وكانت أحزاب معارضة قد دعت مساء الاثنين إلى مظاهرة سلمية وسط العاصمة وحصلت صبيحة الثلاثاء على ترخيص بذلك بعد أن وافقت على المشاركة في مسيرة تضم الحزب الحاكم وفريق الموالاة. وقد سارت المظاهرة في شارع محمد الخامس بالعاصمة بقسمين يضم الأول الحزب الحاكم وفريق أحزاب الموالاة وأنصارهم ثم أحزاب التجديد والتكتل من أجل العمل والحريات والحزب الديمقراطي التقدمي وعدد من التيارات المعارضة الأخرى. من جهة أخرى دعا الاتحاد العام التونسي للشغل إلى مسيرة عمّالية تنطلق عصر الخميس من بورصة الشغل بالعاصمة. وكان اتحاد الشغل قد نظم ظهر الثلاثاء تجمعا عمّاليا بساحة محمد علي بالعاصمة، رفعت خلاله الهتافات المنددة بالاعتداء الإسرائيلي والحصار على غزة. وفي كلمة ألقاها الأمين العام لاتحاد الشغل عبد السلام جراد ذكر أنّ منظمته ستتوجه برسالة تضامن إلى السفارة التركية بتونس، كما ستوجه رسالة تنديد إلى السفير الأمريكي. في نفس السياق تلقى راديو كلمة بيانا مشتركا لعدد من فروع اتحاد الطلبة بصفاقس التي أعلنت تضامنها مع قافلة الحرية ووقوفها المبدئي إلى جانب الشعب الفلسطيني من أجل استرداد حقوقه. وشدّد البيان على تمسك المنظمة الطلابية بحقها في التعبير عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني ودعت إلى فتح المجال أمام كل أشكال التعبير الحر والتظاهر لنصرة الشعب الفلسطيني، وأدان البيان التعاطي الأمني للنظام التونسي في قمع المتظاهرين، حسب وصفه. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 01 جوان 2010)
احتجاجا على الجريمة الصهيونية البشعة تجمعات ومسيرات عمالية من جنوب تونس الى شمالها
*قابس كان الاتحاد الجهوي للشغل بقابس اول المبادرين الى تنظيم تجمع عمالي يوم امس الاثنين 31 / 05 / 2010 حضره نقابيون من كل القطاعات ورفعت فيه شعارات منددة بالجريمة النكراء وقد حاول العمال والنقابيون الخروج في مسيرة لكن قوات الامن منعتهم من ذلك . * القصرين انجز عمال ونقابيو القصرين اليوم 01 /06 / 2010 تجمعا عماليا امام دار الاتحاد الجهوي ثم خرج الجميع في مسيرة طافت اهم شوارع المدينة رفعت خلالها شعارات منددة ومستنكرة للصمت العربي والغطرسة الصهيونية ومساندة لصمود الشعبين الفلسطيني والعراقي. *مدنين انطلق مساء اليوم 1جوان 2010 نقابيو مدنين وعمالها من دار الاتحاد الجهوي للشغل في مسيرة التحمت بالاهالي وجابت شوارع المدينة رفعت خلالها شعارات منددة بالجرائم الصهيونية والحكام العرب وداعمة لصمود اهالي غزة ومنادية بالوحدة العربية . *توزر تجمع اليوم 01 جوان 2010 عدد من العمال والنقابيين في مقر الاتحاد الجهوي للشغل بتوزر تضامنا مع شهداء قافلة اسطول الحرية وتنديدا بالجريمة الصهيونية البشعة وقد حالو العمال والنقابيون المحتجون الخروج في مسيرة سلمية لكن اعداد غفيرة من رجال الامن بالزي المدني منعتهم من ذلك كما تتواصل غدا وبعد غد التجمعات العمالية والمسيرات التضامنية في مدن اخرى مثل القيروان وجندوبة وصفاقس . بالنسبة للتجمع الاحتجاجي في ساحة محمد علي اليوم تفضل احد الاخوة النقابيين المشاركين فيه بكتابة تغطية نشرت على حدة مراسلة خاصة بالمرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux
مسيرة شعبية وسط العاصمة لإنهاء الحصار على غزة
كمال ´
انتظمت مساء أمس في العاصمة مسيرة شعبية حماسية كبيرة من أبرز المشاركين فيها السادة عبد العزيز بن ضياء وزير الدولة المستشار الخاص لدى رئيس الجمهورية والناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ومحمد الغرياني الأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي وعبد الله القلال رئيس مجلس المستشارين وعدد من الأمناء العامين لأحزاب المعارضة الى جانب الاف الشباب والنقابيين والمناضلين السياسيين تضامنا مع الشعب الفلسطيني عامة والشعب المحاصر في قطاع غزة خاصة ..بعد العدوان الإسرائيلي البشع على سفينة السلام المحملة بالمساعدات الطبية والغذائية الدولية في المياه الدولية مما تسبب في سقوط عشرات الشهداء والجرحى وقد رفعت خلال هذه المسيرة لافتات وشعارات حماسية عديدة تضامنا مع الشعب الفلسطيني ونضالاته من أجل الاستقلال والتحرر وتطالب بإنهاء الحصار الجائر المفروض على الشعب الفلسطيني وخاصة على قطاع غزة حيث يعاني أكثر من مليون ونصف من المدنيين العزل من البطالة والفقر والتجويع والحرمان من ابسط الضروريات الغذائية والطبية وقد تزعم هذه المسيرة عدد من القياديين والامناء العامين للاحزاب السياسية والمنظمات النقابية والمهنية وجموع غفيرة من النقابيين والطلبة وقد جاءت هذه المسيرة الشعبية تماشيا مع الموقف التونسي الرسمي والبرلماني والشعبي الذي أدان بشدة الاعتداء الإسرائيلي على سفن المساعدات الإنسانية التي كانت متجهة الى قطاع غزة الفلسطيني المحاصر وقد اعتبر بيان أصدرته وزارة الخارجية بالمناسبة الهجوم الاسرائيلي على سفينة السلام والنشطاء المسالمين من العالم أجمع «عملا عدوانيا «. وكانت وزارة الخارجية أعلنت في بيان رسمي أن تونس عبرت عن «إدانتها الشديدة للعدوان الذي نفذته القوات الإسرائيلية في المياه الدولية ضد أسطول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة والذي خلف عددا من الضحايا والجرحى كما اعتبر بيان أصدره مجلس المستشارين أمس أن الاعتداء الاسرائيلي يعتبر «جريمة أخرى تقترفها إسرائيل وانتهاكا صارخا للقيم والمبادئ الإنسانية والأعراف والمواثيق الدولية كما يشكل عائقا امام الجهود الدولية المبذولة لدفع عملية السلام في المنطقة وقد دعا مجلس المستشارين في بيانه كافة المؤسسات البرلمانية في العالم الى التصدي لسياسة التعنت الاسرائيلية وحث حكوماتها على التدخل لرفع الحصار الجائر المفروض على الشعب الفلسطيني فى قطاع غزة وانهاء معاناته المتواصلة منذ عقود (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 02 جوان 2010)
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 18 جمادى الثانية 1431 الموافق ل 01 جوان 2010
مسيرة التضامن مع ضحايا أسطول الحرية والمطالبة برفع الحصار عن غزة
انطلقت على الساعة الخامسة من مساء اليوم الثلاثاء غرة جوان 2010 مسيرة شعبية شاركت فيها مختلف الأحزاب كتعبير عن إجماع التونسيين والتونسيات على إدانة جريمة القرصنة ضد الإنسانية التي اقترفها الكيان الصهيوني في المياه الدولية ضد أسطول الحرية الذي تحرك لكسر الحصار عن غزة. وقد تمت هذه المسيرة في ظل حضور أمني كثيف ومشاركة جماهيرية متواضعة بحكم تأخر موافقة السلطة على مطلب الأحزاب حيث تم ذلك حوالي منتصف نهار اليوم الثلاثاء، وفي ظل غياب الدعوة الواسعة عبر وسائل الإعلام للمشاركة في مسيرة التضامن مع الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة رمز العزة. وقد رفع المشاركون في هذه المسيرة عديد الشعارات المنددة بالجريمة الصهيونية والمطالبة بمحاكمة محرمي الحرب الصهاينة ورفع الحصار عن غزة وقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني ووقف التطبيع معه، واستنهاض الأمة العربية والإسلامية للدفاع عن فلسطين وعاصمتها القدس الشريف ودعمهم للمقاومة الفلسطينية المشروعة للاحتلال وإرهاب الدولة الذي يمارسه الكيان الصهيوني في تحد صارخ للعالم والشرائع والمواثيق الدولية.
وحرية وإنصاف:
1)تجدد إدانتها بأشد العبارات للجريمة النكراء التي اقترفها الكيان الصهيوني ضد أسطول الحرية وضد الإنسانية في عرض المياه الدولية وتعتبر هذا الاعتداء إرهاب دولة ضد مدنيين عزل في مهمة إنسانية نبيلة وتطالب بالإفراج الفوري عن كل المحتجزين دون شروط.
2)تدعو الشعب التونسي بكل مكوناته للتحرك الفعلي للتعبير عن غضبه وتضامنه بما يليق بانتمائه العربي والإسلامي وواجبه الإنساني لدعم القضايا العادلة وفي مقدمتها قضية فلسطين والقدس.
3)تدعو السلطة إلى احترام حق التونسيين والتونسيات في الاجتماع والتظاهر السلمي للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ومع أحرار العالم الذين يناضلون من أجل كسر الحصار عن غزة الذي تجاوز سنته الرابعة.
4)تحيي الموقف التركي شعبا وحكومة وعلى رأسها الزعيم رجب طيب اردوغان وتدعو الأنظمة العربية والإسلامية التى الارتقاء بمواقفها إلى مستوى الموقف التركي.
5)تدعو مكونات الحركة الحقوقية في تونس وفي العالم إلى تصعيد نضالها من أجل رفع الحصار الجائر على غزة وتقديم مجرمي الحرب الصهاينة إلى العدالة ودعم مقاومة الشعب الفلسطيني المشروعة للاحتلال.
6)تسجل بارتياح التطور الحاصل في موقف المجتمعات الغربية الرافض للاعتداءات والجرائم المتكررة للكيان الصهيوني بما يساعد على عزله دوليا ويضغط على الحكومات الغربية لتصحيح موقفها المنحاز للكيان الصهيوني على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
منظمة حرية وإنصاف
تونس في 31 ماي 2010 بلاغ صحفي
أقدمت القوات العسكرية الإسرائيلية فجر اليوم على القيام بعملية إنزال في المياه الدولية ضدّ « أسطول الحرية » المحمّل بمساعدات رمزية للشعب الفلسطيني في غزة الرازح تحت الحصار الظالم منذ أربع سنوات. وقد أفضت هذه العملية الوحشية إلى سقوط قرابة العشرين قتيلا وعشرات الجرحى في صفوف المدنيين العزل ونشطاء السلام العادل والتضامن الإنساني الذين كانوا على متن هذه السفن. إن حركة التجديد إذ تشجب بشدّة هذا العدوان الهمجي الذي يفضح مرة أخرى عربدة إسرائيل واستهتارها بأبسط القوانين الدولية والقيم الإنسانية، فإنها تدعو كافة القوى الوطنية إلى الوقوف صفّا واحدا للتعبير عن سخطها على هذه الجريمة النكراء، كما تدعو السّلط العمومية إلى تمكين الشعب التونسي بجميع فئاته من ممارسة حقه في التعبير عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني ومناصري قضيته العادلة بكافة الطرق المشروعة بما فيها تنظيم المسيرات السلمية. عن حركة التجديد الأمين الأول أحمد إبراهيم
فرع توزر ــ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان نفطة في : 01 جوان 2010 بــيــان
على إثر المجزرة الدموية البشعة التي اقترفها الكيان الصهيوني في حق « أسطول الحرية » لكسر الحصار المضروب عن قطاع غزة … واستشهاد عدد من نشطاء السلام والحرية وإصابة عدد آخر بجراح متفاوتة الخطورة يهم فرع توزر ـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أن يعبر عن 1. إدانته لهذه المجزرة البشعة التي اقترفها الكيان الصهيوني في حق أبطال الحرية العزل في المياه الإقليمية الدولية. 2. تنديده بالصمت الرسمي العربي ومحاصرة الرغبة الجامحة للجماهير العربية في التعبير عن غضبها كما يدعو كل أحرار العالم إلى الإنخراط في تحرك فعال من أجل فك الحصار عن الشعب الفلسطيني في غزة ووقف الاعتداءات الصهيونية ومحاكمة مجرمي الحرب الذين اقترفوا هذه الجريمة النكراء. عن هيئة الفرع الرئيس شكري الذويبي
فيديو..نشر مشاهد مروّعة لمواطن داخل أحد المقرات الأمنية في تونس
السبيل أونلاين – تونس + فيديو أظهرت مشاهد نشرت على شبكة الانترنت مواطن تونسي في وضع مروّع وقد أصيب اصابات بالغة وهو ملقى على اسفلت قاعة داخل أحد المقرات الأمنية ، ويبدو من خلال حديث أعوان البوليس المرافق أن تسجيل المشاهد وتسريبها تم بعلم جهاز الأمن . وكشف تسجيل الفيديو المواطن المسمى (أيوب) الذي شارك في عملية تحرير سجين قبل نحو أسبوع من سيارة السجن في ولاية سيدي بوزيد ، وهو شبه عار ومصاب بجراح بالغة في وجهه ويده وأسفل بطنه بفعل عيارات نارية على ما يبدو . يذكر أن عدد من أقارب أحد المطلوبين في أكثر من 100 قضية أغلبها سطو مسلح وسرقات قد نجحوا قبل نحو أسبوع في تحريره من سيارة السجن في كمين نصبوه لها، وقد تم يوم الاثنين 24 ماي الماضي إعادة اعتقال المتهم وعدد من شركائه. وورد في التسجيل الذي نشره (راديو كلمة) ولم يتسنّ له التأكّد من صحته ، حديث لأحد الأشخاص يسأل عن هوية أيوب ويتوعده بمصير أفظع بعد أن يتم تحويله الى السجن . http://www.youtube.com/watch?v=r-tLp7V0vdg (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 02 جوان 2010)
أمسية تضامنية احياء الذكرى 29 لتأسيس حركة النهضة الحرية لسجين الراى الدكتور الصادق شورو الرئيس الاسبق لحركة النهضة
بمناسبة الذكرى29 لتأسيس حركة النهضة (الاتجاه الإسلامي سابقا) سنة 1981 و التي كان مولدها استجابة لحاجة الشعب التونسي للدفاع عن هويته العربية الإسلامية وحماية حقوقه السياسية والاجتماعية، تحيي جمعية التضامن التونسي بفرنسا ليلة تضامنية تكون موعدا للترحم على أرواح شهداء الحركة وفي مقدمتهم الشهداء عثمان بن محمود و عبد الرؤوف العريبي وسحنون الجوهري والشيخ الزيتوني مبروك الزرن،…… وتحيي رجالها ونساءها الصامدين في الداخل وسائر المهاجر، المستمسكين بأسَس مشروعهم دون أن تثنيهم كثرة التضحيات عن مواصلة مسيرتهم على درب معركة الحرية والكرامة و للتذكير بالمشروع المجتمعي الإصلاحي الذي تحتاجه تونس و الذي اختارته حركة النهضة في سبيل المساهمة في تنمية البلاد و إرساء الديمقراطية و احترام حقوق الإنسان، باحثة عن آفاق أرحب في العمل من أجل أبناء شعبها و أمتها متعاونة في ذلك مع المجتمع التونسي و كل قواه المدنية الحية والفاعلة. وهي مناسبة لإدانة القرصنة البحرية الصهيونية ضد أسطول الحرية المتوجه إلى قطاع غزة و للتعبير عن تضامننا مع أسر الشهداء والجرحى وكل المشاركين في الأسطول و المطالبة بفك الحصار عن القطاع ودعم ومساندة إخواننا الفلسطينيين.
أمسية تضامنية يوم السبت 5 جوان 2010 قاعة : AGECA 177 rue de Charonne 75011 paris Métro Alexandre Dumas الساعة : h19:00
برنامج الأمسية
كلمات: ممثلي الجمعيات و الأحزاب والحركات السياسية التنشيط الثقافي: فرقة الزيتونة والاستاذ محسن الزمزمي مع مجموعة من القصائد الشعرية
جمعية التضامن التونسي – باريس
اجتماع الأمناء العامين لأحزاب الوحدة الشعبية و الاتحاد الديمقراطي الوحدوي و التحرري الاجتماعي بلاغ صحفي
اجتمع ظهر اليوم الأربعاء 2 جوان 2010 السادة محمد بوشيحة (الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية) واحمد الاينوبلي (الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) ومنذر ثابت (الأمين العام للحزب الاجتماعي التحرري). وتدارسوا خلال الاجتماع التطورات الحزبية في ظل الوضع السياسي الراهن بعد الاستحقاقات الانتخابية في علاقة بالراهن السياسي الوطني و مستلزمات حماية وصيانة المسار الديمقراطي التعددي و ضرورة تأمين سلامة مكوناته التنظيمية والسياسية لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة.
الأمين العام احمد الاينوبلي
التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات وحركة التجديد والاطراف السياسية الملتقية معها
دعــــــــوة
يتشرف التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات وحركة التجديد والاطراف السياسية الملتقية معها بدعوتكم لحضور ندعوة فكرية حول موضوع واقع التعددية وحق التنظم وذلك يوم الجمعة 4 جوان 2010 على الساعة الخامسة مساء بمقر حركة التجديد
السلطات التونسية تحرك خلاياها بالخارج لتخوين معارضيها
السبيل أونلاين – تونس قالت منظمات وجمعيات تونسية مرتبطة بالقنصليات والسفارات التونسية بالخارج أنها تدين ما وصفته بـ » محاولات القدح والتشويه التي تتعرض لها بلادهم من قبل مجموعة من من الأفراد التي تسعى إلي المس بسيادة تونس واستقلاليتها وإلحاق بالمصالح العليا للبلاد » ، حسب زعمها . وأفاد موقع إخباري استفاد سابقا من عروض الإشهار لشخص الرئيس التونسي بن علي ونظامه ، أن « شخصيات حقوقية وجمعياتية تمثل 345 جمعية ومنظمة تونسيـة ناشطة في الخـارج »، وقعت « على عريضة استنكرت فيها بشدة ما يقوم به ما وصفتهم بالمرتزقة من أعمال تحريض وتشويه لصورة تونس في الخارج وذلك خدمة لجهات أجنبية معروفة بعدائها لتونس وإصرارها علي التدخل في شأنها الداخلي « حنينا منها للحقبة الاستعمارية البائدة »، حسب ادعائها . يشار إلى تعثر المباحثات بين السلطات التونسية والإتحاد الأوروبي بخصوص منح تونس »المرتبة المتقدمة » ، بسبب ملف حقوق الإنسان ، وينص الفصل الثاني من اتفاقية الشراكة التي وقعها الاتحاد الأوروبي مع تونس سنة 1995 على ضرورة احترام المبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان الأساسية كشرط أساسي . وهو ما لم يلتزم به نظام بن علي . وقال المصدر أن العريضة طالبت » بالتتبع القضائي لهذه الفئة من الخونة من أجل الجرائم التي ارتكبوها في حق وطنهم ».ونوه الموقعون إلى أن بلادهم « تواصل بنجاح منذ تحول 7 نوفمبر 1987 تحت قيادة الرئيس زين العابدين بن علي مسيرة التطور والإصلاح والتنمية الشاملة من أجل توطيد دعائم دولة القانون والديمقراطية وحقوق الإنسان » ، وفق ادعائهم . وحسب المصدر فإن أغلب الجمعيات والمنظمات الموقعة علي هذه العريضة يتواجدون في فرنسا (181) بينما تنشط 126 جمعية في إيطاليا وتتوزع البقية بين بلجيكا وهولندا بـ20 جمعية ومنظمة والنمسا (4) وسويسرا (8) وألمانيا (6). ومن أبرز هذه الجمعيات والمنظمات الرابطة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب والجمعية المتوسطية للطب وطب الأسنان وجمعية النساء الأجنبيات بفرنسا وجمعية الكفاءات التونسية بروما ونادي رجال الأعمال المقيمين بإيطاليا ومنظمة الأمل بلاهاي وجمعية العلاقات التونسية البلجيكية. وأقر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إضافة أحكام للفصل 61 مكرر من المجلة الجزائية « يعاقب بمقتضاها كل تونسي يتعمد ربط الاتصالات مع جهات أجنبية للتحريض على الإضرار بالمصالح الحيوية للبلاد التونسية وتعتبر مصالح حيوية للبلاد كل ما يتعلق بأمنها الاقتصادي »، وفق نص القانون. وتم الإعلان عن القانون عقب فشل حصول تونس علي مرتبة « الشريك المتقدم » في اجتماع الشراكة بينها وبين الاتحاد الأوربي الذي عقد في 11 ماي الماضي في بروكسل بسبب الانتهاكات المنهجية والمستمرة لحقوق الإنسان التي ترتكبها حكومة بن علي ضد الصحفيين والنشطاء والمواطنين التونسيين . ووصفت جهات حقوقية حديث الرئيس التونسي عن « حماية مصالح الوطن واعتبارها واجب وطني علي كل تونسي » إكذوبة جديدة تضاف إلي سلسة الأكاذيب التي تطلقها الحكومة التونسية لتشويه صورة المدافعين عن حقوق الإنسان ، وأكدت أن مصلحة الوطن هي التوقف عن مصادرة حقوق الإنسان والحريات العامة في تونس وليست إسكات أصوات فاضحيها ، فالنشطاء يقومون بإدانة وتوثيق وقائع حدثت بالفعل لا يستطيع بن علي إنكارها . (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 02 جوان 2010)
قائد « أفريكوم » يقول إنّ الولايات المتحدة وتونس شريكان يعملان معا لمواجهة الإرهاب
حرر من قبل لطفي حيدوري في الثلاثاء, 01. جوان 2010 ذكر الجنرال وليام وارد قائد القيادة الإفريقية للولايات المتحدة « أفريكوم » إنّ قواته قدّمت مساعدات لدول المغرب العربي وأنّ ذلك لا يتم إلاّ عندما تطلب هي ذلك ولا يتم فرضه عليها، حسب تعبيره. وأشار وليام وارد خلال ندوة صحفية عقدها بمقر السفارة الأمريكية بتونس يوم الثلاثاء 1 جوان إلى أنّ حضوره يأتي في سياق تعزيز التعاون القائم بين الولايات المتحدة وتونس في المجال الأمني ومن أجل بحث الوسائل التي يمكن لقيادة الأفريكوم أن تواصل عبرها دعم تونس لتحقيق أهدافها في المجال العسكري. وبخصوص التعاون مع تونس في مجال مكافحة ما يسمى الإرهاب، قال ويليام وارد إنّ ذلك يشمل مجالات متعددة كدعم المؤسسات الأمنية في مراقبة الحدود والبرامج العسكرية عبر التكوين والتجهيزات وبرامج في المجال الإنساني مثل مراكز رعاية الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، وأشار المتحدث إلى أنّ تنفيذ تلك البرامج لا يتم إلاّ وفق ما يراه الجانب التونسي مناسبا. وتابع نحن شركاء نعمل معا لمواجهة خطر الإرهاب. ونفى المتحدث أن يكون من أهداف الولايات المتحدة في الوقت الحالي البحث عن مكان لتركيز قوات « الأفريكوم » في المنطقة الإفريقية، وشدد على أنّ قواته ستظلّ في مقرّها بشتوتغارت في ألمانيا. وكان الجنرال الأمريكي يتجدث في ختام زيارة لتونس التقى خلالها وزيري الدفاع والخارجية التونسيين كما حضر احتفالا سنويا تنظمه سفارة بلاده بالمقبرة العسكرية الأمريكية التي دفن فيها جنود أمريكيون خلال الحرب العالمية الثانية. وحول المساعدات المقدمة للدول الإفريقية قال إنّها تتمثل في برامج التكوين والتجهيزات والتعاون لبناء القدرات على كيفية ضمان الأمن والتصدّي للإرهاب، مضيفا أنّ قواته ليس من مهامها التدخل المباشر في الدول الإفريقية بل تعمل على جعل هذه الدول أكثر قدرة على حماية شعوبها. وتابع أنّ القيادة الإفريقية تعمل على احترام سيادة الدول وتعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة التحديات المشتركة، وفق تعبيره. وقال : « نحن نشجع الحلول السلمية والسياسية للنزاعات ومن واجبنا ملاحقة المجموعات التي تعتدي على المدنيين »، يضيف الجنرال وارد. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 01 جوان 2010)
تونس: دعم المحروقات يكلف الخزينة 355 مليون دولار
الاربعاء, 02 يونيو 2010
تونس – سميرة الصدفي
تُركز تونس على زيادة حجم وارداتها النفطيــــة مـــن البلدان المغاربية لتقليص تكلفة النقل، والسيطـــــرة على العجز في ميزان الطاقة. وازدادت في الفترة الأخيرة الواردات النفطية من الجزائر وليبيا والمغرب الذي لا ينتج النفط بل يُكرره.
وأوضح خبراء أن موازنة هذه السنة، وُضعت على أساس سعر مرجعي لبرميل النفط لا يتجاوز 70 دولاراً كمتوسط سنوي، لكن السعر وصل أخيراً إلى 85 دولاراً، إضافة إلى ارتفاع سعر صرف الدولار إلى 1.4 دينار.
وفي ضوء هذين التطورين، أجرى مسؤولون في «الشركة التونسية لتكرير النفط» (قطاع عام) التي تملك مصفاة النفط في بنزرت (شمال)، محادثات مع مصفاة مغربية وحصلوا على أسعار مناسبة. وكثفت تونس أيضاً الكميات المستوردة من الجزائر وليبيا، ما وفّر عليها قسماً من نفقات النقل والتأمين والضرائب التي كانت تزيد تكلفة النفط المستورد من أوروبا. ويترتب على شراء برميل النفط بسعر متوسط يعادل 75 دولاراً خلال هذه السنة، عجز يُقدر بـ500 مليون دينار (355 مليون دولار) لأن أسعار المحروقات مدعومة.
الى ذلك أُنشئت أول من أمس شركة «ترانسغرين» لدرس نقل الطاقة الكهربائية المنتجة في الضفة الجنوبية إلى بلدان الضفة الشمالية. وأعلن مسؤول في الشركة، السعي إلى «بناء شبكة لتيسير نقل الطاقة المتجددة بين ضفتي المتوسط، في إطار «الخطة الشمسية المتوسطية» الرامية إلى إنتاج 20 جيغاوات الكهرباء في أفق عام 2020. وتبدأ المراحل الأولى بتصدير 5 جيغا من الطاقة الشمسية المُنتجة في مناطق بعيدة من أسواق الاستهلاك إلى أوروبا، خصوصاً إيطاليا واسبانيا. ولا تزال الطاقة الشمسية غير مستثمرة في بلدان حوض المتوسط، إذ لا تستخدم البلدان الواقعة على شواطئه سوى 4 في المئة من الطاقة الممكنة، على رغم تعرّضها لأشعة الشمس معظم أيام السنة.
تراجع الاستثمار في القطاع الصناعي
على صعيد القطاع الصناعي، أظهرت إحصاءات رسمية لمؤسسة تنشيط الصناعة في تونس، «تراجع الاستثمار في القطاع المحلي بنسبة 12.7 في المئة خلال الأشهر الأربعة الأولى من هذه السنة، قياساً إلى الفترة ذاتها من العام الماضي. وبلغ التراجع 49 في المئة في قطاع الإنشاءات والسيراميك والزجاج و40 في المئة في قطاع الصناعة الكيماوية. وعلى رغم نمو قطاع الجلود والأحذية بنسبة 100 في المئة، فهو لم يُعوض تراجع الاستثمار في القطاعات الأخرى، بسبب ضآلة حجمه. ولوحظ أيضاً انخفاض في حجم الاستثمارات ذات المساهمات الخارجية التي لم تتجاوز 34 في المئة من الحجم الإجمالي للاستثمارات المُحققة مطلع العام الجاري، في مقابل 44 في المئة في الفترة ذاتها من عام 2009. أما الاستثمارات الخارجية فتراجعت 50 في المئة.
(المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 2 جوان 2010)
يا سي العربي القاسمي: تمهّل!! فالتاريخ لم يُكتب بعدُ
شكرا لك يا سي القاسمي على هذه الخطبة « العصماء » رغم أنك نسيت أن تأمرنا بعدها للقيام الى الصلاة بالله عليك على أي انتصارات تتحدث؟ رويدك لا يدفعك حماسك التنظيمي الى كتابة تاريخ جُلّ صانعوه مازالوا أحياء يُرزقون وهم شهود المرحلة بل قل المراحل على مدى 30 سنة.. السؤال اليوم هو: ماذا أبقى لكم النظام من هذه الحركة؟ ما حضور الحركة الميداني في البلاد بعد 30 سنة من التأسس؟ ماذا بقي للحركة من مشروع إسلامي بعد التحالف مع بقايا اليسار الماركسي (18 اكتوبر و الامضاء باسم الحركة الاسلامية على بياناتهم المتعارضة مع الاسلام بكل وضوح)؟ ما حضور الحركة افرادا و افكارا و نضالا داخل البلاد اليوم في ظل موجة التديين التي تعمها؟ ما هو مستقبل هذه الحركة التي ليس لها جيل ثاني او ثالث؟ هل أبناؤك اليوم و بعد هذه السنين العجاف مقتنعون باتمام ما بدأته أنت؟ ماذا يعرفون عن هذه الحركة سوى انهم اصبحوا « مواطنين أوروبيين »، لهم اهتماماتهم الخاصة و النشوء في بيئة تختلف مع بيئة ابائهم في العقيدة و السلوك؟ ماذا يعرفون عن تاريخ أباءهم سوى ان البعض يلهث وراء المال المتاح و ليس المباح (اقول البعض)؟ ماذا علم وتعلم او سيتعلم الولد من أبيه الذي طلق أمه و تركه يعيش مرارة اليتم و الضياع وامّه مرارة الترمل، و هو يتزوج ثانية و ثالثة…؟ وهذه حالات كثيرة في الخارج و حتى في الداخل للاسف الشديد.. تفتخر بانك من الذين حافظوا على كيان الحركة من الاندثار الذي لا يعدو الا حفاظا على الية التنظيم و هذا من حقك على كل حال و لكن هل من حقك ان تمن على الضحايا ببعض ما جادت به يدك من مال هم شركاء فيه و حق هم أولى به؟ هل يستقيم هذا مع الخلق الاسلامي؟ ثم هؤلاء « ناكري الجميل » و « العاقين للحركة »، الممنون عليهم و المُشار إليهم بالبنان في كلامك، قد شمروا على سواعدهم ما ان وصلوا الى بر الامان.. ولم يواصلوا في الاتكاء على غيرهم مثل ما فعل غيرهم (…) بل ساهموا بكل ما أوتوا رغم ضعف حالهم المادي، في إغاثة الكثيرين من المنكوبين من إخوانهم في الداخل و الخارج بدون منة و لا أذى مثل ما فعلت انت .. ثم أنهم لم يرفعوا اصواتهم في وجه من أمّنوهم على مصيرهم و مصير البلاد الا بعد حوالي عشرية و نيف.. اي بعد ما أعطوا الفرصة كاملة لقيادة الحركة لمعالجة الاضرار و الوقوف على الأسباب الحقيقية للازمة…. فالتحدي الحقيقي يا سي العربي القاسمي هو ان تبرهن لغيرك انك تعافيت من الشلل الذي اصاب كل مفاصل الجسم (جسم الحركة) بل اصاب الخلايا الحيوية له فاصبح بموجبه مقعدا منذ عشرين سنة..لا أثر له في الداخل و لا تأثير له في الخارج* و ليس التحدي انك مازالت على قيد الحياة و لو كان ذلك في غرفة العناية المركزة..و الاستدلال بكتابة الخطب « العصماء » و « الاشعار » الرنانة من فوق « قمم جبال سويسرا الجميلة » او شوارع باريس و لندن الفسيحة… * راجع بيان مجموعة العبعاب على الرابط التالي و سوف تتأكد بنفسك مدى تأثير التنظيم على أبناء الحركة بكل أصنافهم..
http://membres.multimania.fr/bayenmai2005/bayenmai2007.html فؤاد المنصوري
بسم الله الرحمٰن الرحيم
رسالة الى امي
رياض حجلاوي « وقضى ربك الا تعبدوا الا ايه وبالوالدين احسانا* اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما* واخفض لهما جناح الذل من الرحمه وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا » هذه الايات في سورة الاسراء اختير يوم 30 ماى من كل سنة عيدا للام هذا العيد لن اناقش فرضيته او المصلحة منه ولكن سارسل من خلاله رسالة الى امي وكل ام في تونسنا الحبيبة واحاول ان اعتذر اليها عدم قدرتي على تلبية رغبتها بان ازورها وهى في عقدها الثامن وقد ضحت من اجلي بشبابها وكابدت مصاعب الحياة بعد وفاة الوالد وكنت صغيرا وريت بام عيني طيلة 26 سنة المصاعب التي كابدتها وكانت تنقصها يد الحيلة ولكنها بصبرها وارادتها وبتوفيق من الله ذللت هذه المصاعب وتجاوزت كل العائلة هذه المحن. ولكن منذ ستة 1990 عندما غادرت تراب الوطن للدراسة في فرنسا بدات مصاعب جديدة تعترضها لانني ابتعدت عنها دون ارادتها والان هي تصل عقدها الثامن وانا اصل الى 20 سنة بعيدا عنها وهي مازالت تترقب كل يوم قدومي فحاولت اجابتها بانني احب تونس واضحي من اجلها كما فعل الوالد ضد المستعمر الفرنسي وقد كانت تقص علي قصصا عديدة حول بطولته مع المقاومين. اقول لامي انني مهجر من اجل افكاري فانا ما قتلت ولا سرقت ولا ظلمت ولكنني امنت بان الانسان يولد حرا ويامن بالافكار التي يقتنع بها دون ارغام من احد. اذكر امي وكل ام في تونس التي نريدها بلدا امنا مطمئنا ان الدكتور الصادق شورو دخل السجن وعمره اربعين سنة والان يصل عمره الستين وهو لا يزال في سجنه دون جرم ولا ظلم اقترفه ولكنه امن بالافكار التي اامن بها وهي حب هذا الوطن وحب شعبه وحب الخير لشعبه فما كان من الحاكم الا ان ضاق به لانه راى ان الشعب يحبه فخاف على كرسيه منه فابعده عن الشعب. اقول لامي وقد علمتني ان اقول الا الحق ان وجود الدكتور الصادق شورو في السجن منذ 20 سنة هي جريمة في جبين كل تونسي رضي بهذا الظلم. ادعو كل ام ان تعلم ابنها ان الصادق شورو هو بطل من ابطال تونس رغم السجن والسجان رغم الظلم والظالمين. ادعو كل ام حامل ان تسمي ابنها الصادق وتعرفه فكر الصادق شورو الذي يتلخص في الصدق والوفاء والمحبة. واخيرا اقول لامي انني احبك وساعود اليك عندما تصبح تونس بلدا لكل التونسين.
إشكالية الرعية والمواطنة 6/7
علي شرطاني- تونس وقد نجح الغرب الصليبي الصهيوني في اختراق النسيج الإجتماعي العربي الإسلامي عن طريق القوة العسكرية والإعلام والغزو الفكري، بزرع النخبة العلمانية المتغربة التي تعمل باستمرار بالنيابة عنه، على إخضاع الحياة في أوطان شعوب أمة العرب والمسلمين للنمط الغربي في كل شيء وللمعاني والمفاهيم الغربية. وأصبح الغرب هو المقياس في كل شيء، وهو المعيار وهو المثل الأعلى، دون اعتبار للخصوصية وللثوابت وللذاتية التي لا حياة لنا ولا مكان في الأرض بدونها، ولا عزة لنا ولا احترام بدونها…وكأن هؤلاء لا يعلمون أن المجتمع الإسلامي هو » مجتمع مفتوح لكل العقائد والأجناس يتمتع فيه الجميع بحقوق المواطنة إما بعقد الإسلام أو بعقد الذمة أي المواطنة والجنسية « .(1) فالراعي في المجتمع الإسلامي هو في النهاية واحد من الرعية، وليس ثمة أكثر وضوحا في ذلك من قول عمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد الخامس رضي الله عنه : » لست إلا كأحدكم غير أني أثقلكم حملا ». (2) وليس ثمة أكثر جلاء في ذلك من قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه حين استلم زمام أمر المسلمين وولاية أمرهم خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: » أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيت الله فلا طاعة لي عليكم.. ». كان طبيعيا أن يكون معنى المواطنة والراعي والرعية مختلفا في المجتمع الإسلامي منه في المجتمع العلماني، دون أن يعني ذلك أن معنى المواطنة هو أفضل من معنى الرعية كمصطلح عربي إسلامي قديم يعبر عن المواطنة. فإذا كانت المواطنة في المجتمع العلماني تعني أن كل الناس مواطنون أولا ومتساوون في الحقوق والواجبات، ثم إنه من خلال هذه المواطنة ومن هذا الموقع يفوض، بطريقة أو بأخرى متفق عليها، المواطنون لأحدهم أو لمجموعة منهم، وفق اختيار حر ونزيه وشفاف، ليكون راعيا أو ليكونوا رعاة عليهم. وتوكل لمن يتم عليه الإختيار مهمة رعاية الشأن العام، والسهر على قضاء حوائج الناس وتدبير أوضاعهم، والإشراف المباشر أو غير المباشر على تحقيق مصالحهم، على قاعدة أنهم هم الذين يقومون بكل ذلك من خلاله، فما استقام لهم أعانوه وأبقوا عليه، وما انحرف عنهم أقالوه وخلعوه. فإن الرعية في المجتمع الإسلامي تعني أن كل الناس رعايا وكل الناس رعاة في نفس الوقت، ومتساوون في الحقوق والواجبات وفق ما هو مقرر في شريعة الإسلام من حقوق وواجبات، تماما مثلما يكون ذلك مقررا حين يتعلق الأمر بالمواطنة في شريعة الديمقراطية الشرقية والغربية. ثم إنه من خلال هذه الرعية ومن هذا الموقع يكون التفويض عن طريق البيعة أو غيرها مما يكون مناسبا للإختيار الحر النزيه لأحدهم أو لمجموعة منهم، ليكون راعيا أو ليكونوا رعاة لهم، فتوكل لمن يكون عليه الإختيار مهمة رعاية الشأن العام والسهر على قضاء حوائج الناس وتحقيق مصالحهم على قاعدة أنهم كلهم كذلك الذين يقومون بكل ذلك من خلاله، وما استقام لهم على أمر الله ونهيه أبقوا عليه وأعانوه وإذا انحرف عن ذلك خلعوه وأقالوه. إذن، فنقاط الإلتقاء والإختلاف بين الرعية والمواطنة موجودة، وتختلف باختلاف طبيعة المجتمع وطبيعة المنهج ونظام الحكم، وباختلاف المرجعية الفكرية والثقافية والعقادية. إن المواطنة تستمد مفهومها ومعناها من كون المشرع في النظام العلماني اللائكي أو غير الإسلامي عموما هو الإنسان استنادا إلى العقل وحده وإلى القانون الطبيعي، وكون الناس متساوون في الحقوق والواجبات على غير أساس عقائدهم وأديانهم. أما الرعية المصطلح العربي الإسلامي القديم المقابل للمواطنة كمصطلح غربي جديد، فهي تستمد مفهومها ومعناها من النظام الإسلامي، ومن كون المشرع الأول والأصلي في هذا النظام هو الله أولا ثم الإنسان ثانيا، استنادا إلى النقل أولا ثم على العقل، ثم استنادا على العقل ثانيا استنادا إلى النقل، وكون الناس متساوون في الحقوق والواجبات على أساس النظام العام الإسلامي في المجتمع الإسلامي، وعلى أساس عقائدهم وإيمانهم واحترام خصائصهم وما فيها من أمر ونهي لهم، وما فيها من إلزام قد يحدث الحياد عنه أو تركه وتجاهله أو تجاوزه إرباكا لعلاقة الإنسان بمعبوده وفي ما يعتقد، وإخلالا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) حقوق المواطنة : راشد الغنوشي. (2) الدولة في الإسلام : خالد محمد خالد. لتوازن العلاقة بين ما تقتضيه الحياة في النظام العلماني على أساس المواطنة، التي باسم المساواة في الحقوق والواجبات وبدون تمييز على أساس الدين أو العرق أو اللون أو الجنس، وما تقتضيه الخصائص والمميزات التي يقتضيها الحفاظ على تلك الأسس. وبذلك كان النظام العلماني اللائكي غير محقق في الحقيقة لهذه المساواة، والكل يعلم أن هذه المساواة المزعومة في الحقوق والواجبات التي جاءت العلمانية مبشرة بها وداعية إليها ومقرة معنى المواطنة على أساسها، ليست صحيحة. بل يظل الأمر في بعض القضايا وفي بعض الحالات إلى حد اعتبار ذلك من قبيل الوهم أكثر من أي شيء آخر، والكل يعلم التمييز الحاصل في الحقوق والواجبات على أساس اللون ومسألة التفوق والنقاء العرقي الأبيض الغربي معلومة ولا يجحدها إلا منكر لمعلوم من الأمر بالضرورة وإلا جاحد، ومسألة التمييز العنصري التي يعاني منها السود خاصة (الزنوج ) في كل أو جل الأماكن التي كان بها للإنسان الأبيض الغربي حلول استعماري واستيطاني، كما في أمريكا رائدة العالم في الديمقراطية القائمة على أساس المواطنة، وكما في جنوب إفريقيا وكما في غيرها من أكثر من بلد » ديمقراطي » غربي » متحضر »، ومسألة التمييز على أساس الجنس كما هي حال الهنود الحمر في أمريكا وما عانوه وما مازالوا يعانونه من هضم للجانب، ومن تمييز وسوء معاملة، وإن كان سباق الرئاسة الأخير الذي جاء بالأسود باراك حسين أوباما للبيت الأبيض، قد كان من التطورات المهمة في العقلية الأمريكية. وكان محطة فارقة في تاريخ ثقافة الميز العنصري الأمريكية على امتداد تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية كله..وما يعانيه السكان الأصليون للقارة الأسترالية من تمييز وتهميش يراد له أن ينتهي بهم إلى الإنقراض، وما يعانيه اليهود غير البيض والعرب في دولة الكيان الصهيوني العنصري » الديمقراطية » » المتحضرة » التي تحضى برعاية الغرب الصليبي كله بل هي الإبن المدلل له التي يحرص الكل على إرضائه وعدم إغضابه على حساب الملونين من اليهود أنفسهم، وعلى حساب العرب السكان الأصليين للأرض. وما يزيد الطين بلة اشتداد مطالبة اليهود الصهاينة بيهودية الدولة، وموافقة الغرب لهم في ذلك، والسكوت عن جدار الفصل العنصري وعن التطهير العرقي للعرب من أرض فلسطين كلها…وأين هذا المعنى المقدس للمواطنة في ما يعانيه المهاجرون في بلاد الغرب، وما يعانيه المسلمون اليوم من تمييز على أساس اللون والدين والعرق من أجل الإحساس بالظلم والحيف ورفض ذلك من موقع المدافع عن النفس والمطالب بالحقوق المشروعة في الإستقلال، وفي التحرير وفي الأمن والسلام… فإذا كان معنى المواطنة في الثقافة العلمانية الغربية غير دقيق ولا يفي بالحقوق الكاملة الصحيحة لأصحاب الأديان والعقائد المختلفة، وللأعراق والألوان والثقافات المختلفة المكونة للنسيج الإجتماعي الواحد، فإن هذا المعنى، والذي يشار إليه تاريخيا بالرعية أو بالرعايا في الثقافة الإسلامية وفي التراث الفكري الإسلامي هو المعنى والمفهوم الذي يرفضه العلمانيون، أو بالأحرى أدعياء العلمانية في تونس، والذي يرددون رفضه في كل مرة وعدم القبول به ونفيه، والقبول بمعنى مفهوم المواطنة والمطالبة به، هو عند الدارس والمتأمل والباحث المدقق والمراجع الباحث عن الأصول في الأصول الثقافية والفكرية، المتأصل في ثقافته وفي تاريخه وحضارته وفي محيطه وبيئته، والذي لا يريد إلا أن يكون كذلك في عالم يعمل على فرض حضارته ومميزاته وخصائصه، ومصادرة وإنهاء وإزالة كل الخصائص والحواجز والمميزات الأخرى لأصحاب الديانات والعقائد والثقافات، وللأعراق والألوان والأجناس الأخرى، ليكون العالم كله حاملا للون واحد ولخصائص واحدة ولمميزات واحدة، والتي هي في النهاية خصائص ومميزات الرجل الأبيض، حامل راية الحضارة الغربية، حضارة الإقصاء والتهميش والإلغاء، حضارة العنف والإرهاب والإستئصال، حضارة التمييز والعنصرية والتفوق العرقي للرجل الغربي الأبيض، حضارة القتل والإستعمار والنهب والعدوان، حضارة العقل والعلم والتقنية، فإن هذا المعنى هو أكمل وأوضح وأعدل وأوفى بالغرض لمعنى المواطنة، لأنه جاء محافظا على العدل وعدم التمييز بين الناس بسبب ألوانهم وأديانهم وأعراقهم وأصلهم وفصلهم، في الحقوق والواجبات. فقد جاء منظما لكل مقومات النسيج الإجتماعي في الدولة الإسلامية التي يكون نظامها السياسي الذي هو النظام الإسلامي، أي نظام الشريعة الإسلامية الذي لا نظام سياسي للمسلمين غيره، ومحافظا على كل خصائصها ومميزاتها وأصولها، ومعترفا لها بذلك في القوانين وفي المواقع السياسية والثقافية والإجتماعية والإقتصادية وغيرها، في إطار النظام الإسلامي الذي هو نظام الشريعة الإسلامية في أوطان الشعوب ذات الأغلبية الأسلامية الساحقة. ولأن النظام الإسلامي هو النظام السياسي والإجتماعي والثقافي والإقتصادي الذي يعبد من خلاله و به المسلمون الله، فإن هذا النظام هو الذي يسمح، لأصحاب العقائد والأديان الأخرى الذين يكونون ويمثلون في الأصل الأقليات في المجتمع الإسلامي وفي النظام الإسلامي، هذا المجتمع المتعدد المكون من الرعايا أو المواطنين على اختلاف بين هذا المعنى وذاك في كلا الثقافتين المختلفتين، بأن يتمتع كل الناس فيه بعبادة من يعتقدون في عبادته في إطار النظام الإسلامي، الذي تقتضيه الأغلبية الساحقة من المسلمين بالبلد الواحد. فقد جاء التأكيد في مفهوم المواطنة على الحقوق والواجبات، في حين أن معنى الرعية في الثقافة الإسلامية قد جاء مؤكدا على المسؤولية، وهو اختزال للحقوق والواجبات وتجاوز لذلك إلى المسؤولية. فإذا كان معنى المواطنة يختزل المسؤولية ويخفيها، وجاء صريحا في التأكيد على المساواة في الحقوق والواجبات، فإن معنى الرعايا في الثقافة الإسلامية قد جاء، كما تمت الإشارة إلى ذلك سالفا، مختزلا لمعنى المساواة في الحقوق والواجبات، وصريحا في التأكيد على المسؤولية. وإذا كانت الحقوق والواجبات في الثقافة العلمانية الغربية مقدمة في معنى المواطنة على المسؤولية، فإن المسؤولية مقدمة في معنى الرعية على الحقوق والواجبات. فإذا كان في المواطنة اعتراف بالحقوق والواجبات، فإن فيها إنكارا للمسؤولية وعدم اعتراف صريح وواضح بها. بينما نجد أن معنى كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فيه اعترف بالمسؤولية واضح، وليس فيه إنكار للحقوق والواجبات، باعتبار أن المسؤولية هي تجاوز للحقوق والواجبات، وإن كان في الواجبات مسؤولية إزاء الحاكم والمحكوم أمام الراعي والرعية، سواء في مفهوم مصطلح المواطنة الحديث في الثقافة الغربية، أو في مفهوم مصطلح الرعية العتيق في الثقافة العربية الإسلامية، باعتبار السبق التاريخي لهذه الثقافة في تحديد مثل هذه المعاني والمفاهيم والمصطلحات. فقد جاء مصطلح الرعية في ثقافة النظام السياسي الإسلامي القديم، مؤكدا على أن كل الناس رعاة ومسؤول بعضهم على بعض، بينما جاء مصطلح المواطنة في ثقافة النظام السياسي العلماني الأصيل في الغرب والدخيل في الشرق، أي في أوطان شعوب أمة العرب والمسلمين، مؤكدا على مساواة كل الناس في الحقوق والواجبات، باعتبار أن المسؤولية هي لرحى الدولة الحديثة على الكل، والكل مسؤول أمام الدولة في ما جعلته مسؤولا عنه، باعتبار أن الأصل في النظام السياسي الإسلامي هو التسيير الذاتي للمجتمع، والدولة فيه لا تتدخل دائما في كل شيء وفي كل كبيرة وصغيرة. أما في النظام السياسي العلماني، فإن الدولة فيه هي المسيرة لكل شيء، والمشرفة إشرافا مباشرا وغير مباشر عن كل شيء. وأن التسيير الذاتي للمجتمع هو الإستثناء، وقليلة هي الحالات التي لا تتدخل فيها الدولة بالرغم من الطبيعة الطبقية لنظام الدولة الليبرالية الرأسمالية الحديثة. وهو النظام الذي يفسح المجال في الأصل للمبادرة الحرة، ويعطي للمجتمع المدني دورا للمساهمة والمشاركة في تسيير الكثير من أوجه ومناشط الحياة المختلفة في حدود القانون، ويعظم الملكية الخاصة ويقدسها. وهو الذي يفسح المجال واسعا للفرد بأن يكون له إشراف مباشر ومسؤولية مباشرة على الكثير من القطاعات الحيوية والإستراتيجية في حياة الناس. إلا أن الدولة هي التي تبقى في النهاية فوق الجميع، وهي دولة الطبقة ذات النفوذ الإداري والمالي والأدبي المرتبطة بالدولة والمسيرة لها، والتي تتحقق مصالحها من خلالها، والتي تتحقق مصالحها من خلال الدولة من المواطنين الذين مهما أعطي لهم من حقوق، فإن واجباتهم نحوها تبقى أكثر، وهي الطبقة التي تتحقق مصالحها من خلال الوجود في الموقع الذي تكون قادرة فيه على استغلالهم كلهم ومالكة للإمكانيات، وماسكة بالآلية التي تجيز وتسهل لها ذلك. فالمواطنون فيها هم رعايا الطبقة البورجوازية الرأسمالية الليبرالية الحديثة، والرعايا هم مواطنون في نظام الدولة الإسلامية التي هي دولة مدنية ذات مرجعية دينية، بمعنى أنها دولة قائمة على العقل البشري في فهم وتنزيل النصوص الشرعية القرآنية والسنية، وإضافة ما تدعو الحاجة والضرورة والمصلحة لإضافته، مما ليس في قرآن وسنة نبوية، مما لا يخرج عن سياقهما العام ومما لا يحل حراما ويحرم حلالا. وهي مساحة رحبة من المباحات كافية لأن يجول فيها العقل من غير أن يصطدم بما ينتهي به إلى تحليل حرام أو تحريم حلال، ومن هنا تأتي مدنية الدولة الإسلامية. وهي التي تحول خلفيتها ومرجعيتها الدينية دون أن تكون دولة همجية وحشية مثلما هي عليه الحال في الدولة العلمانية ذات المرجعية الإنسانية والعقلية التي لا تستند إلى ضابط معلوم يعصمها من أن تكون كذلك. يقول العلامة أبو الأعلى المودودي رحمه الله في دستور الدولة الإسلامية أنه » سيكون لغير المسلمين في الدولة الإسلامية من حرية الخطابة والكتابة والرأي والتفكير والإجتماع والإحتفال ما هو للمسلمين سواء بسواء وسيكون عليهم من القيود والإلتزامات في هذا الباب ما على المسلمين أنفسهم فسيجوز لهم أن ينتقدوا الحكومة وعمالها حتى رئيس الحكومة نفسه بحرية ضمن حدود القانون. سيكون لهم من الحق في انتقاد الدين الإسلامي مثل ما للمسلمين لنقد مذاهبهم ونحلهم ويجب على المسلمين أن يلتزموا حدود القانون في نقدهم هذا كوجوب ذلك على غير المسلمين وسيكون لهم الحرية الكاملة في مدح نحلهم… »(1) أما بخصوص الوظائف فإنه لا فرق في إسنادها للمسلم ولغير المسلم في النظام السياسي الإسلامي للدولة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) حقوق المواطنة : للشيخ الأستاذ راشد الغنوشي – عن : نظرية الإسلام وهديه : للعلامة أبو الأعلى المودودي. الإسلامية. » فقد أبيح لكل مواطن مهما كان معتقده داخل الدولة الإسلامية أن ينهض بكل الوظائف العامة في الدولة الإسلامية عدا وظيفة الإمامة وقيادة الجيش « . وليس في ذلك تمييز ولا إقصاء ولا تهميش كما يريد البعض أن يقدم المشهد والصورة، وليس غير المسلمين مقصين من ذلك، ولكن لأن آليات الإختيار الديمقراطي الشوري لا يمكن أن تأتي بغير هذه النتيجة في شعب يكون أغلبية سكانه مسلمين أو يكون المسلمون هم الأغلبية فيه، و » لأن الإمامة هي نيابة عن صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا والإمارة أي إمارة الجيش لما لهذين الوظيفتين من طبيعة دينية خاصة « (1) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) حقوق المواطنة – وضعية غير المسلم في المجتمع الإسلامي : الشيخ الأستاذ : راشد الغنوشي.
تصحيح مقاصد المكلّف:النية أوّلا -1/5
الصحبي عتيق*
تمهيد:
خلق الإنسان للفعل وركبت طبيعته على أساس المكابدة والمشقة والجهد والكد الكفاح والكدح- « لقد خلقنا الإنسان في كبد »( البلد/ 4) فمنذ اللحظات الأولى للوجود يبدأ الكبد والكدح والنصب، يبدأ الجهد الأشق والكبد الأمرّ.
وهكذا تفترق الطرق وتتنوع المشاق، هذا يكدح بعضلاته، وهذا يكدح بفكره، وهذا يكدح بروحه، وهذا يكدح للقمة العيش وخرقة الكساء، وهذا يكدح ليجعل الألف ألفين وعشرة آلاف… وهذا يكدح لملك أو جاه، وهذا يكدح في سبيل الله، وهذا يكدح لشهوة ونزوة، وهذا يكدح لعقيدة ودعوة، وهذا يكدح إلى النار وهذا يكدح إلى الجنة، والكل يحمل حمله ويصعد الطريق كادحا إلى ربه فيلقاه- « يا أيها الإنسان إنك كادح أإلى ربك كدحا فملاقيه »(الانشقاق/ 6) إنه الكبد طبيعة الحياة الدنيا، تختلف أشكاله وأسبابه ولكنه الكبد في النهاية، والإنسانية- بمجموعها- تكدح نحو الله سبحانه وتعالى، مما يعني السير المستمر بالمعاناة والجهد والمجاهدة، لأن هذا السير ليس سيرا اعتياديا، بل هو سير ارتقائي، هو تصاعد وتكامل، سير تسلق. فهؤلاء الذين يتسلقون الجبال ليصلوا إلى القمم يكدحون نحو هذه القمم، يسيرون سير معاناة وجهد، كذلك الإنسانية حينما تكدح نحو الله فإنما هي تتسلق إلى قمم كمالها وتكاملها وتطوّرها إلى الأفضل باستمرار (انظر محمد باقر الصدر: مقدمات في التفسير الموضوعي للقرآن). واليُسْر في أعماق الشدّة ومقارن للمكابدة والعُسر- « فإن مع العسر يسرا. إن مع العسر يسرا » (الشرح /5، 6) فالعسر لا يخلو من يسر يصاحبه ويلازمه، واليسر مصاحب للعسر، يرفع إصره ويضع ثقله. فالشدائد والمشاكل مقدمة للكمال والتقدم، وإن للفيلسوف الألماني هيجل كلاما دقيقا في هذا المجال، هذا نصه: « النزاع والشر ليس خيالييْن ولا سلبييْن وإنما هما أمران واقعيّان ويشكّلان سُلما للخيْر والتكامل. »
فالوجود الإنساني يتحدد إذن بفعاليّته في العالم، وبمعاناة الإنسان ومكابدته وكدحه يتسلق دروب التكامل والتقدّم نحو الله- « يا أيّها الإنسان إنّك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه »- لغة الآية لغة التحدّث عن واقع ثابت وحقيقة قائمة وهي أنّ كلّ سيْر وكلّ تقدّم للإنسان في مسيرته التاريخيّة الطويلة الأمد هو تقدّم نحو الله. لكن هناك فرق بين تقدّم مسؤول وتقدّم غير مسؤول. وحتى يكون التقدّم مسؤولا من جهة، وأكثر وضوحا في الذهن والواقع، وأشدّ ثباتا، وأعظم اندفاعا وتواصلا. لا بدّ من وضوح الهدف ومن تعلق الهمّة بالله وحده، والكفر بكلّ الآلهة والأرباب من دونه، لا بدّ من وجود الباعث الأخلاقي وانطلاق الدافع من داخل النفس التي تبتغي رضاء الله وتحقيق القرب منه سبحانه قرب مكانة لا قرب مكان. فمهمّة الإنسان في الأرض، إذن، أن يبتكر فيها وقائع موضوعية ممكنة ودوره الأخلاقي أن يطوّع هذا الابتكار لفكرة الخيْر، حتى يجعل الدّنيا من مرحلة إلى أخرى أكثر كمالا. وإنّ الوضع المبدئي للواجب يقتضي عملا كاملا، يلتزم به الإنسان بكليّته ويمتزج فيه العنصر الأخلاقي بالمادي، والملكة التي تبدع وتنظم بالقوّة التي تحقق. ويتلاقى فيه العقل الذي يفكّر، والقلب الذي يخلص، واليد التي تعمل.
1) إنما الأعمال بالنيات:
تناول الإمام الشاطبي – صاحب كتاب الموافقات- مقاصد المكلف ضمن تناوله لمقاصد الشريعة وجعل موضوع النية تمهيدا للقواعد التي ستعقبها فقال في خلاصة جامعة:(كل من ابتغى في تكاليف الشريعة غير ما شُرعت له فقد ناقض الشريعة، و كلّ من ناقضها، فعمله باطل…)(الموافقات) لذلك ذكر الفقهاء تفصيلات كثيرة في التفريق بين ما يمكن إشراك النية فيه وما لا يمكن، وأثاروا قضايا مهمة في التفريق بين من يريد التوجه إلى الله حقا وصدقا، وبين من يعدّدون النوايا للفعل الواحد، أو يعدّدون الأفعال بالنية الواحدة، ومن لا يريد ذلك. فكل عمل اختياري يفعله العبد لا بد له من نية باعثة على هذا العمل , و أن صحة هذه الأعمال وفسادها , وقبولَها وردَّها , والثواب عليها وعدمه لا يكون إلا بالنية لأنّ الميزان الرباني في تقييم العمل البشري، هو العمل القلبي وسريرة الإنسان بشكل أساسي، حتى غدا موضوع النية، في الفقه الإسلامي وعلم السلوك، من الموضوعات التي تدخل في كل باب من أبواب الفقه والتشريع والآداب والتربية والتوجيه، وفي كل فصل من فصوله.. ويندرج تحت هذا الأصل العظيم، الذي يتضمنه الحديث جملة من القواعد والضوابط القانونية والفقهية، أضحت من المسلمات في النظم الإجتماعية والمنظومات الفكرية والقانونية خصوصا، ومن هذه القواعد والضوابط، قولهم « لا ينسب لساكت قول »، و »الأمور بمقاصدها »،و »نية المرء خير من عمله »، وما إلى ذلك من الضوابط والمقرَّرَات وهكذا تحتل النية مركزا مرموقا في التصور الإسلامي على ما جاء على لسان النبي صلى الله عليه وسلم: « إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ منكم ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه » (البخاري ومسلم). ولعل لفظ الهجرة الوارد في الحديث الذي يعني اللجوء والاحتماء والغائية، يعبّر في مثل هذا الموقف عن معنى الهدف والغاية ، وكلما كانت النية مدققة كلما كان العزم أدعى لاستجماع كل الطاقات واستفراغ الجهد والإبداع في العمل ممّا يفتح على النفس باب النجاح في الفعل والظفر بتوفيق الله « إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما »( النساء – 38) وهكذا نلتقي بالنية التي تمنح العقل حق الحياة (محمد عبد الله دراز: دستور الأخلاق في القرآن) وتجلب إليه ما يناسبه من القيمة، والنيّة في دلالتها اللغويّة تعني النهوض والنظر البعيد، فهي تعني الفاعلية بقصد وهدفيّة. ولئن كانت الفاعلية جزء من التركيبة الإنسانية، فإن القصديّة والهدفيّة جزء من تركيبة الأمّة الإسلامية. هذه الأمّة التي أريد منها أن تتحمّل الرّيادة الرساليّة في العالم فتنبعث للناس بوحي الله وهدْي رسوله آمرة بالمعروف، ناهية عن المنكر، محرّرة للشعوب وسائر الطاقات المعطلة، حتى تنطلق من معاقلها للإبداع ودفع مسيرة التكامل- « كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله »-( آل عمران 110) كما أريد من هذه الأمّة أن تتولى الشهادة لله على النّاس وتلفت انتباه العقل البشري إلى موقف العدل ودفعه، للتطلع إلى الكمال،.. إلى الله- « وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا » (البقرة-134) وخاصّة القصديّة والهدفيّة سارية في سائر أفراد الأمّة المدعوّين في القرآن على لسان لقمان وهو يعظ ابنه بالقصد في كل حركة- « واقصِد في مشيك »( لقمان- 19) وهم الذين يحملون حملا عينيّا أمانة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (علي جريشة: أركان الشريعة الإسلامية) كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من رأى منكم منكرا فليغيّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الإيمان » (رواه مسلم).
…يتبع —————————– *كاتب وباحث من تونس (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 21 ماي 2010)
صدارة الثقافة على السلاح
عبدالسلام المسدّي 2010-06-02 المشهد الكوني –في السياسة كما في الفكر والثقافة– قد تغير بشكل جذري بل قلْ قد انقلب سلّم القيم الذي كان يحكمه، ولا يمكن النفاذ إلى العلل الكامنة في المسألة اللغوية ما لم نَـعِ الفروق الباطنة في علاقة السياسة بالثقافة أولاً، وفي علاقة الثقافة بالهوية تالياً، ثم –باستتباع حتمي– في علاقة اللغة بالسياسة ومهما تكن درجة الوضوح التي عليها مشاهد القراءة الفكرية فإن القضية تظل مرهونة بمدى وعي أصحاب القرار السياسي بمكوناتها، غير أن واقعنا العربي يمتاز بخصوصيات فريدة، فساسته –في النسبة الغالبة منهم– يزهدون في متابعة الاستقراءات الثقافية بقدر زهدهم في استطلاع المحركات الفكرية العامة، وهم كذلك لا ينهلون من موارد الفكر النظري الخالص عن طريق المشورة لأنهم قلما يُصغون إلى أهل الدراية الفكرية من الملتزمين بالنصيحة الثقافية الخالصة. ومَن مِن السياسيين العرب لا تأخذه العزة بما هو عليه كلما همّ المثقف أن يخاطبه بخطاب لا يتستر بأقنعة الولاء والإخلاص؟ لا غنى لأي سياسي عربي عن أن يسترفق في كل خطاه السياسية صوتا ثقافيا ينأى بنفسه عن الخطاب الذي ديدنه الإرضاء، أو الذي يطوف بمبدأ التسامح إلى الأقاصي، فيغدو هذا المفهوم النبيل مجرد فكرة مغشوشة يقدمها كالطبق الجاهز، ولن تتدنى مقامات رجال السياسة ولن يخبوَ وهج مهاباتهم لو أنهم أوكلوا لأهل الذِكر الثقافي مهمة الإحاطة والتشخيص، فليس ذلك من أحمالهم، ويكفيهم ما هم فيه من ملاحقة وعناء. سيشرح رجال الفكر لرجال السياسة ماذا يثوي وراء سلسلة الشعارات المعلنة، سيوضحون لهم المسكوت عنه في تلاحق الصيغ التعبيرية حول منطقتنا الجغرافيّة المطروحة للتسويق فترة بعد فترة. سيفسرون لهم حيثيات الانتقال من صيغة إلى أخرى؛ فلو عـنّ لبعضنا أن يستلّ منها عصارتها الرمزية فسيجد مفتاح الحل –كله أو بعضه– في تلك الصياغة المخاتلة التي روجتها السياسة الأميركية يوما على لسان وزيرة خارجيتها كوندليزا رايس بقولها «الفوضى الخلاقة» قبل أن يتحدث المغتصبون للأرض العربية عن المخاتلة الذهنية الموغلة في المكر والخديعة، والتي صاغوها بقولهم «الغموض الاستراتيجي» حين زلت قدم أولمرت –حسب معاييرهم– فباح علناً بما كان معلوماً بالضرورة من امتلاكهم لأسلحة الدمار الشامل. وكان في ذلك النذير بما سيمارسه نتنياهو من إرهاب معنوي على إدارة باراك أوباما حين استقبل نائـبَـه (9 مارس 2010) بصفعة الإعلان عن 1600 مستوطنة جديدة في القدس، وحين ذهب إلى مؤتمر اللوبي اليهودي في واشنطن ليعلن (22 مارس 2010) أن القدس ليست مستوطنة وإنما هي عاصمة للكيان الصهيوني. ستتهمك القيادات العربية بالغباء والمكابرة، أو سيقذفونك بالمغالاة والشطط، لو جئتهم واحدا واحدا وقلت إن كل صيغة من تلك الصيغ المتناضدة تمثل تصورا مخصوصا لإنجاز مشروع الغزو الثقافي، وإن بين كل صيغة وسائر الصيغ فروقا في التخطيط الهادف إلى تنفيذ الاستلاب الحضاري، ولكنها جميعا تشترك في مقصد استراتيجي واحد، ألا وهو إذابة مقومات الهوية العربية، وإذابة مقومات الهوية الإسلامية، ثم محاولة تثبيت مرجعيات أخرى تفضي إلى «ابتكار» هويات جديدة عن طريق استبدال معايير الانتماء. وليس شيء من ذلك بمتيسّر إلا بتفعيل آليات الاختراق الثقافي من خلال نسف قلعة اللغة من داخلها. على لوحة المشهد الكوني الذي يستظل بظلال العولمة المادية والرمزية نلمح من بعيد كيف أصبحت دوائر التفكير هي التي ترسم الخطط، والساسة يتولون تنفيذها، وهل جاء بجورج بوش وفيلقه من المحافظين العتاة إلى سدة الحكم على رأس الإدارة الأميركية (عام 2000) غير حلقات التفكير التي طالما اجتهدت في التنظير الإيديولوجي الجديد؟ إن الساسة العرب في حاجة ملحة إلى أن يخصصوا بعض الوقت يَفرغون فيه لقراءة السياسة من خلال المنظار الثقافي، ولقراءة الأحداث ببصيرة فكرية نافذة، إنهم محتاجون –وهم على ما هم عليه– لمن يؤازرهم فييسّر لهم مهمة الرصد الجامع بين الحاضر والتاريخ، بين الأنا والآخر، بين المادة والرمز، بين كل الأبعاد التي عليها تتشيّد الحضارة؛ إنهم في حاجة إلى من يلخص لهم بعض دروس التاريخ. عندما عرّف سيجموند فرويد الحضارة الإنسانية بأنها ليست سوى حصيلة الكبت المتسلط على الإنسان –سواءٌ أكان الإنسان هو الذي يسلطه بنفسه على نفسه بالإذعان إلى أعباء المحظورات أم كان الآخرون هم الذين يسلطونه عليه بسطوة القمع– إنما كان مهموماً باستكشاف الحقائق النفسية على وجه التخصيص. وما ذهب إليه فرويد إن هو إلا صورة معدّلة من القناعة التي كانت شائعة منذ العصور القديمة بين طائفة من الفلاسفة يقولون إن الحضارة الإنسانية لا يحرّكها ولا يدفع بها نحو الأمام إلا الصراع. وهي قناعة تجد جنيسها عند فريق من المؤرخين كانوا في نظرياتهم يعتبرون أن تاريخ الإنسانية ما هو إلا تاريخ الحروب التي يخوضها البشر بشكل متجدد ودائم. في رؤية استشرافية تقف راصدة للظواهر الكبرى بعدسة بانورامية يمكننا أن نلخص تاريخ الإنسانية القريب بالاعتماد على تمايز أضرب الصراع. فالمنازعة بين المجموعات البشرية كالمنازعات بين أفرادها قلما تخلو من توالج الحوافز وتشابك المقاصد، غير أن بعض البواعث أو بعض المرامي قد تطفو على السطح أكثر من سواها، فتبدو هي الأبرز وكأنها هي الأقدر على توجيه مسيرة الوقائع والأحداث. فإذا تجوّزنا المناولة الاختزالية كان بوسعنا أن نلخص القرن التاسعَ عشرَ في سمات أربع تكون كالمفاتيح الحاسوبية الموصلة إلى المواقع الفسيحة: طفرة علمية، فثورة صناعية، فبحث عن مجالات حيوية لها، فحركة استعمارية. أما القرن العشرون فلعله هو الذي سيوجز لنا الإطار البانورامي لتوالج أضرب الصراع، ولبروز بعضها فوق بعض؛ ذلك أن النزاعات بين المجموعات البشرية تتشكل على أركان أربعة: السلاح والسلطة والمال والفكر. لكن بعضها قد يطفو على البعض الآخر، وهذا هو الذي يجعلها تتجلى على هيئات مختلفة، وتتمظهر بصيغ متباينة: الصيغة العسكرية والصيغة السياسية والصيغة الاقتصادية والصيغة الحضارية. لقد كانت السمة الأولى الغالبة للنزاع العالمي في القرن العشرين متركزة على الصراع الحربي وهو ما جسمته الحربان الكونيّتان طيلة النصف الأول منه. ثمّ كانت السمة الغالبة متشخصة في الصراع السياسي بتشكله الإيديولوجي بحثا عن أفضليّة الاختيار المؤدّية إلى أحقيّة القرار، وهذا ما أبانته بوضوح الحرب الباردة. وبعد ذلك برز إلى الخط الأمامي العامل الاقتصادي فانكشفت سطوة رأس المال، وانفرد بالضغط والتأثير سلطان الاستثمار. بدا ذلك جليا منذ مطلع العقدين الأخيرين من القرن العشرين، ثم سرعان ما أدارت الأحداث منظومة الأركان ودفعت برابعها إلى الصف الأمامي، فطفا على السطح الركن المؤسس لكل صراع تاريخي، وأمسى النزاع الكوني نزاعا ثقافيا بالدرجة الأولى كما لم يسبق له أن كان. abdessalemmseddi@yahoo.fr (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 02 جوان 2010)
ألم يتجاوز الكيان الصهيوني كل الخطوط الحمراء؟
الجيش الإرهابي الصهيوني يعترض البواخر بالمياه الدولية لإختطافها ونهبها وأسر ركابها، إذ تجاوز تلك الأعمال التي تقوم بها العصابات الصومالية و التي ندد بها العالم بأسره و كافحها بكل الوسائل. فهل يندد العالم {الحر} ويقاوم بنفس الحزم هذه الغطرسة الصهيونية الماكرة؟ أم أن اللوبي الصهيوني سيتصدى لكل مساس بمصالح هذا الكيان المعتدي و الرابض على صدر هذه الأمة المقهورة؟ هذه العملية الإرهابية نزعت ورقة التوت من فوق عورة المجتمع الدولي، الذي لم يبق له إلا أن يردع بحزم شديد هذا التصرف الاقانوني و الاإنساني للشرذمة الصهيونية الغاشمة. أما بعض الدول العربية التي تندد وتهدد إسرائيل وتحذرها أن هي تجاوزت الخطوط الحمراء، فهل لها أن تنبؤنا بحدود هذه الخطوط الحمراء؟ وهل لم تتجاوزها إسرائيل هذه المرة ؟ كما تجاوزتها خلال محرقة غزة و مجزرة جنين. إنه من البساطة جدا بأن تسحبا مصر و الأردن سفرائها من تل أبيب و تقطعا علاقتهما بهذا الكيان الصعلوك، وإن لم تفعلا ذلك فسوف يأتي يوم غير بعيد و تعترض الآلة العسكرية الصهيونية الإرهابية ملاحتهما باسم مصلحتها العليا. فلتقوم مصر بهذه الخطوة القومية لأن في ذلك حقا مصلحتها القومية العليا وليس سد الأنفاق مع غزة المناضلة و الصامدة وإغلاق معبر رفح أين يمر حليب الرضع ، أبنائنا في فلسطين . أم إن اتفاقيات كامب ديفيد تمنع مصر من اتخاذ خطوة كهذه؟
نورالدين الشافعي إعلامي. باريس
أيرلندا تسعى لإيصال سفينتها لغزة
جددت أيرلندا مطالبتها لإسرائيل بالسماح لسفينة تحمل ناشطي سلام ومساعدات بالوصول إلى قطاع غزة المحاصر. وأبلغ رئيس الحكومة الأيرلندية بريان كوهين برلمانيي بلاده بأن دبلن ناشدت إسرائيل أن تسمح لسفينة الشحن « أم في راشيل كوري » بإكمال رحلتها وإنزال المساعدات الإنسانية التي تحملها في غزة، لكنه أضاف أنه غير متفائل بأن ذلك سيحدث. وجدد وزير الخارجية الأيرلندي مايكل مارتن نداء بلاده العاجل إلى الحكومة الإسرائيلية بالسماح برسو آمن للسفينة الأيرلندية بغزة. وقال « من الملح ألا تحدث مواجهات أو نزيف لمن كانوا في مهمة إنسانية محضة على متن أسطول الحرية ». وأشار الوزير مارتن إلى أن حكومة بلاده ستواصل اتصالاتها مع الحكومة الإسرائيلية بشأن السفينة خلال الأيام المقبلة. وأبدى ارتياحه لإطلاق ستة ناشطين أيرلنديين كانوا على متن إحدى سفن أسطول الحرية. بدوره شدد زعيم حزب « شين فين » الأيرلندي جيري أدامز خلال مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية على وجوب « احترام السفينة التي ترفع العلم الأيرلندي ». ودعا إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى التفاوض، مشددا على أن عدم التزام بهذا الخيار سيهدد باستمرار العنف لعدة أجيال. وكان مسؤولون إسرائيليون قد أشاروا إلى أنه سيصار إلى تحويل مسار راشيل كوري بغض النظر عن حمولتها إذا واصلت تحديها للحصار البحري الإسرائيلي على قطاع غزة.
قبالة ليبيا يشار إلى أن السفينة راشيل كوري كانت ضمن أسطول الحرية لكن عطلا ميكانيكيا أصابها وأخرها عن بقية السفن وهي تبحر حاليا أمام سواحل ليبيا ويتوقع أن تصل إلى غزة الاثنين المقبل. وتحمل راشيل كوري على متنها 15 ناشطا بينهم الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 1976 مايريد كوريغان ودنيس هاليداي الذي أشرف على برنامج الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية إلى العراق عامي 1997 و1998. وتولت حركة « غزة حرة » الأيرلندية تنظيم رحلة راشيل كوري التي تحمل اسم ناشطة السلام الأميركية التي قتلتها جرافة عسكرية إسرائيلية في غزة عام 2003. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 02 جوان 2010)
زمن الإعجاب العربيّ بأحفاد العثمانيين
زهير أندراوس أولاً: حتى لا نضيع في التفاصيل الصغيرة، التي نعتبرها مهمة، يجب التأكيد أولاً وأخيرًا على أنّ جريمة حصار غزة من قبل الدولة العبرية ما زالت بدون عقاب، والجريمة، هي الحصار، لأنّ حصار غزة، الذي وافق عليه العرب، علانيةً أو خفيةً، هو الجريمة مع أل التعريف. وهذه مناسبة للتذكير بأنّ الدول العربيّة اتخذت في مؤتمر شرم الشيخ قرارًا بإعادة إعمار قطاع غزة، وبقي القرار حبرًا على ورق، وأكثر من ذلك، القرار لا يساوي الحبر الذي كُتب به، وبطبيعة الحال، لم يُنفذ العرب قرارهم، وأمعنوا في تخاذلهم، وأدمنوا على تقاعسهم، وجاء أسطول الحريّة ليكشف حالة العجز والهوان والذل العربيّة. ثانيا: عندما نفّذ رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، أرييل شارون، ما يُسمى إسرائيليًّا بخطة فك الارتباط الأحادية الجانب في آب/ أغسطس 2005، زعم أركانها أنّ احتلال غزة قد انتهى، كيف انتهى وإسرائيل تُسيطر على القطاع برًّا وبحرًا وجوًّا؟ لا نعرف. بل أخطر من ذلك تذرع أقطاب تل أبيب بعملية المقاومة الفلسطينية لأسر جندي الاحتلال، جلعاد شاليط، الذي تلقى الأوامر بملاحقة الضحية، لكي يفرضوا حصارًا لا مثيل له في التاريخ القديم والحديث والمعاصر، على القطاع. عملية مقاومة نوعية وشرعية، وفق القوانين والمواثيق والمعاهدات الدوليّة، ضدّ احتلال غير شرعي، تمنح الجزار تبريرًا بحسب منطقة العدواني والاستعلائي لتأسيس أكبر سجن في العالم، سجن يقبع فيه مليون ونصف مليون فلسطيني، يُحاصرون، ولكنّ دولة الاحتلال تكتشف بعد أربع سنوات، أنّ المحاصرين، حاصروا حصارها، وفضحوا عدوانها، وفتحوا الباب على مصراعيه، مرّة أخرى، أمام تحقيق دولي قد يقود إلى غولدستون رقم 2. وفي اعتقادنا المتواضع جدًّا، يجب تعيين لجنة تحقيق أممية لكشف ملابسات حصار غزة لفضح العرب والمستعربين الذين شاركوا وما زالوا في خنق الفلسطينيين بالقطاع. ثالثا: الأردن ومصر تقيمان علاقات مع إسرائيل، وبالتالي من يُعوّل على رد فعلٍ من هذين النظامين لا يُعوّل عليه. وهذه مناسبة للتذكير مرّة أخرى بأنّ نظام حسني مبارك هو شريك في الحصار الإجرامي على قطاع غزة، ومتواطئ مع السياسات العدوانية للدولة العبريّة. ولكي لا نُتهم بالتجني على النظام الحاكم في القاهرة، نقول إنّ إغلاق معبر رفح الحدودي من قبل مصر مبارك، وهو المعبر الوحيد لأهلنا في القطاع، ومنفذ الاتصالات الوحيد مع العالم الخارجي، جاء تماشيًّا وتماهيًّا مع سياسة إسرائيل الرسميّة والمعلنة. علاوة على ذلك، رد الفعل المصري والأردني على الجريمة الإسرائيلية اقتصر على استدعاء السفيرين في القاهرة وعمّان لتقديم الاحتجاجات، أي أنّ هذا السلوك لا يتعدى سلوك الدول الغربية التي قامت باستدعاء سفراء تل أبيب ووبختهم على جريمة الحرب التي ارتكبتها دولتهم المارقة بامتياز والمعربدة بتفوق. نعم، نعترف بأنّ مصر قررت فتح معبر رفح أمام الفلسطينيين، بعد مجزرة البحرية الإسرائيلية، ولكن يحق لنا أنْ نسأل وبأعلى صوت: هل كانت هذه المجزرة لتحدث لو أنّ المعبر، الذي لم يُفتح إلّا لمامًا منذ بدء الحصار، كان مفتوحًا أمام الفلسطينيين المحاصرين والمجوعين؟ أوراق ضغط رابعا: والشيء بالشيء يذكر، فقد أعلن اتحاد كرة القدم السويدي « الشقيق » إلغاء مباراة رسمية لمنتخب الشبيبة أمام المنتخب الإسرائيلي كان مقررًا إجراؤها اليوم الجمعة، وذلك في أعقاب مجزرة أسطول الحرية، الذي شارك فيه 11 مواطنًا سويديًّا. وأبلغ اتحاد كرة القدم السويدي الاتحاد الدولي لكرة القدم إلغاء المباراة في إطار المباريات التمهيدية لبطولة أوروبا لمنتخبات الشبيبة، وعدم إرسال منتخب الشبيبة إلى إسرائيل لإجراء المباراة, وقال لارس أكه لارغل، رئيس الاتحاد السويدي: كأي إنسان، نحن مشمئزون من العنف ومندهشون مما شاهدناه. هذا التصرف الشهم من قبل السويد يحمل في طياته مدلولات كبيرة، أولها أنّ هذه الدولة الإسكندنافية، هي دولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان، وتحترم مواطنيها، كما أنّ السويد، خلافًا للدول العربية، تُحكم في ما تُحكم من الرأي العام المحلي والعالمي، وترسم سياساتها بناءً على مصالحها والرأي العام فيها، لأنّها حكومة تمّ انتخابها بشكلٍ ديمقراطي. وها هي نيكاراغوا تُعلن رسميًّا وفوريًّا عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدولة العبرية، وأكدت هذه الدولة على أنّها ملزمة بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني واتهمت إسرائيل بخرق القانون الدولي والدوس على حقوق الإنسان. خامسا: العرب يملكون الكثير من أوراق الضغط، ولكن هذه الأوراق موضوعة في الأدراج، وتآكلت بفضل العفن، فقد استخدم العرب هذا السلاح عام 1973 للضغط على رأس حربة الإمبريالية العالمية أميركا، وربيتها وحليفتها إسرائيل. ونرى أنّ هذا المقام مناسب لأنْ نورد ما يلي: في كتابه المهم والحافل بالمعطيات « أمن الخليج العربي: تطوره وإشكالاته من منظور العلاقات الإقليمية والدولية »، لاحظ المؤرخ الكويتي ظافر العجمي بدقةٍ أنّ النفط أخطر سلاح في السلم والحرب، فهو مصدر الطاقة التي تحرك مصانع السلاح في السلم، والطاقة التي تحرك معدات الحرب، وأضاف متسائلاً: هل بإمكان دول الخليج العربي استخدام سلاح النفط مرة أخرى لخدمة قضاياها؟ الجواب عن هذا السؤال في ظل المعطيات الموجودة وموازين القوى التي تحكم العلاقات الدوليّة: لا. وبالتالي نحن لا نطلب الكثير، نطلب فقط التلويح باستعمال سلاح النفط. سادسا: في هذا الزمن الرديء تطورت لدى العرب ثقافة جديدة، نُسميها مجازًا ثقافة الإعجاب، فعندما تكون عاجزًا تبدأ البحث عن أمور تُعجب بها، والآن في الموضة الإعجاب العربي بالأتراك، قادةً وشعبًا، هذا الإعجاب الذي فاق كل التوقعات، حتى بات يُخيّل إلى الإنسان العادي أنّ الحقيقة تغلبت على الخيال. نعم نضم صوتنا إلى أصوات أحرار العالم ونحيّي تركيا على موقفها وممارساتها المناصرة للشعب العربيّ الفلسطيني، ولكن بالمقابل نُحذّر من تحويل أحفاد العثمانيين إلى أوصياء على الأمّة العربيّة. الدور التركي مهمّ للغاية، ولكن هذا الأمر لا يعني بأيّ حالٍ من الأحوال مبايعة تركيا للتهرب من استحقاقات المسؤولية التاريخية والوطنية، على الأمّة العربيّة أن لا تُحوّل النموذج التركي إلى رافعة للتخلص من عوراتها، عليها أن تأخذ زمام المبادرة في محاولة لإحياء الدور العربيّ، والتوقف عن البحث في أنفاق مظلمة عن قوى إقليمية وعالمية لقيادة معاركها، فمرّة إيران، وتارة تركيا. مفاوضات وعربدة سابعا: سلطة رام الله بقيادة محمود عبّاس وصديقه سلام فيّاض، أدانت مشكورةً عملية القرصنة الإجرامية التي قامت بها إسرائيل، وأعلنت عن ثلاثة أيام حداد، ولكنّها لم تُعلن مثلاً عن إلغاء المفاوضات غير المباشرة مع قرصان القراصنة، بنيامين نتنياهو، ومع مجرم الحرب، إيهود باراك، وبما أنّ الحداد على أرواح شهداء الحريّة قد انتهى، يحق لنا أنْ نسأل: لماذا لم تنطلق المظاهرات في الضفة الغربيّة « المحررة » من احتلال حركة المقاومة الإسلامية (حماس)؟ هل الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي لا تُخفي التنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي، منعت إخوتنا في الضفة من إطلاق صرخة مدويّة ضدّ العملية الإجرامية؟ هل باتت المظاهرات تُشكّل خطرًا على الأمن القومي للدولة الفلسطينية العتيدة؟ وهل جاء قرار منع التظاهر تضامنًا وتساوقًا مع إسرائيل في محنتها وفضيحتها المجلجلة؟ وفي ظل هذه التصرفات المخزية، كيف يُمكن استثمار الجريمة الإسرائيلية وتوظيفها من أجل القضاء على الانقسام الفلسطيني؟ نميل إلى ترجيح أنّ هذه الجريمة لن تقودنا إلى إعادة اللحمة داخل البيت الفلسطيني، لأنّ الأمور تمّ فرزها بشكلٍ واضحٍ للغاية، فهناك نهج الاستسلام، المسمى زورًا وبهتانًا، نهج السلام، وهناك نهج المقاومة. المقاومة لا تسير في خطٍّ واحدٍ مع نهج فيّاض وعبّاس، بل بالعكس، نحن بصدد خطين متوازيين لا ولن يلتقيا أبدًا. وعدم الإعلان عن وقف كل شكل من الاتصالات مع إسرائيل من قبل السلطة في رام الله هو بمثابة منح دولة الاحتلال طوق نجاة لاستغلال ما يُسمى بعملية السلام للتستر على جرائمها البشعة. ثامنا: العربدة الإسرائيلية ستتواصل، رئيس الوزراء نتنياهو أعلن بعد الجريمة أنّ الحصار على غزة هاشم سيستمر، الوزير يوسي بيليد، من أقطاب حزب الليكود الحاكم، أكد للتلفزيون الإسرائيلي أنّ الدولة العبرية ستقوم بمنع أيّ سفينة ستشد الرحال إلى القطاع المحاصر، أي أنّ هذه الدولة المارقة تواصل تحدي العالم برمته، وبالتالي فإنّ هذا التطور يُلزم العالم، وفي مقدمته العالم العربي والإسلامي، قادة وشعبًا، بأن يرتقي إلى مستوى الحدث، وأنْ يتحدى التحديات الجسام التي تضعها إسرائيل. لا نُطالب بشنّ حربٍ على إسرائيل، بل نُطالب بأنْ يؤكد العرب والمسلمون على أنّهم بصدد الانتقال من مرحلة ردود الفعل إلى الفعل، وهذا ليس مستحيلاً، لأنّ وقف العنجهية الإسرائيلية ومواجهتها وممانعتها لا تمكن بواسطة بيانات الشجب والاستنكار التي لا تهم أحدًا ولا تؤثر على أحدٍ، وعندما يرى الغربي أنّ العربيّ ليس مهتمًّا بقضاياه المصيرية، فكيف سيتحرك لنصرتنا ومؤازرة قضايانا العادلة؟ خلاصة الكلام: يقول نيوتن في أحد أشهر قوانينه: لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه، ولكنْ من الأكيد أنّ هذا الفيزيائي لم يقم بزيارة للوطن العربي، الذي يدحض نظريته، فلا أفعال ولا ردود أفعال، أمّة خاملة، تحوّلت إلى أمّة تعيش بفضل المعونات الغربيّة وأجهزة التنفس الصناعية، وديمقراطية حكّام دويلات سايكس بيكو. وعندما نطلب من الآخرين احترامنا، علينا أن نتذكّر أنّ هذا المطلب هو ضرب من المستحيل، لأنّنا أمّة لا تحترم نفسها، ولا تاريخها، ولا حضارتها، أمّة تبحث عن أبطال. للأسف الشديد نقولها بحسرةٍ وألم شديدين: أنْ تكون عربيًّا في هذه الأيام باتت مهمة صعبة، إنْ لم تكن مستحيلة، فنحن، يا أختي العربيّة ويا أخي العربيّ، أمّة مهزومة، مأزومة ومحكومة من عروش مهزوزةٍ. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 02 جوان 2010)
الدكتور محمد الأحمري قبل عام ونصف كنت في إسطنبول بعد حملة الإبادة الصهيونية على غزة، وعندما تحدثت مع بعض الأتراك وجدت منهم وعيا بالإرهاب الصهيوني المدمر في المنطقة، ووجدت حمية وعاطفة حية، حتى إن السائق استغرب لما قلت: عربي، والتفت وترك الطريق، يقول أين أنتم العرب عما يحدث في غزة، فشعرت بالذنب والإدانة، وطمأنته قائلا إننا هنا في حملة إعلامية لغزة. فأقسم لي إنه لو كان لديه مكان في بيته لاستضاف عائلة فلسطينية لينقذها من الموت والجوع. التوجه الوطني والإسلامي والإنساني والحرية والنمو التي يعيشها الشعب التركي يصاحبها وعي بالشر ومكمنه في المنطقة، ويتوجه الناس بالفطرة لمواجهة الشر الصهيوني، وهذه الحكومة التركية بميولها وعدالتها لم يسعها أن تقف متفرجة فيما يحدث. ولهذا، فقد تصاعد انقلاب كبير في الشارع التركي وفي الوعي العام، وراءه عقل وعاطفة وحمية ودين وكرامة مجروحة في الحادثة الأخيرة، سبقها انتهاكات جوية عسكرية للسيادة التركية، عندما ضربت إسرائيل المبنى السوري، الذي قيل إنه بداية مفاعل في الشمال من الأراضي التركية، واستعدت تركيا الآن بشبكة من الصواريخ لحماية نفسها وردع أي انتهاك تال لحدودها. وتنبه الأتراك للكذب الذي يستمريه ويتعامل به الصهاينة مع العالم، وتنبهوا لمكينة الخداع الجبارة حول العالم وفي كل مكان. يقابل ذلك أن أمريكا في الحقيقة تحتاج إلى علاقة قوية مع تركيا، بل الحديث في الأيام الماضية، كان يدور على أن أمريكا أوكلت بعض الملفات المهمة للسياسة التركية في المنطقة، كملفات عراقية وإيرانية، إلى جانب حديث عن تفويض لتركيا وقطر في حل الملف السوداني. ففي السياسة التركية شباب سياسي واع، وثقة وحصافة لا توجد في الكيانات العربية المترهلة والعاجزة. إن هذه الحادثة كبيرة ومهمة جدا، أفادت الحكومة التركية، وأفادت القضية الفلسطينية، ومن المهم الاستفادة منها في متابعة الإمساك بالجو الشعبي التركي الناقم، وعدم فتح الفرصة مرة أخرى لعودة ولاء تركي صهيوني ضد المصالح الفلسطينية والعربية، مع أن هذه الحادثة سوف تثير بعض الحكام من العاجزين العرب ضد تركيا، وسيستعينون على تركيا بالصهيونية وأمريكا، ويثيرون حماقات الانتقاد لتركيا، وسيزعمون أنها تتعاطف لأسباب إسلامية مع غزة وليست لأسباب إنسانية، وسيؤكدون أكاذيبهم بأن غزة لا تحيا عزلة ولا حصارا، وسيتفانون بأي طريق وأسلوب لتجميل الوجه القبيح للإرهاب الصهيوني. وقد تحدث بعض العرب على الجزيرة أمس، يستنكر القول بوجود حصار على غزة!! وهذا الموقف هو أمنية الإرهاب الصهيوني أن يجد من بين العرب عونا ومساعدة في محنة سمعته الدولية وما أصبح مشهورا عنه من أنه كيان عنصري وغير إنساني، ومع ذلك فسيسعى لمزيد من حشد أتباع له من العرب ضد الفلسطينيين والأتراك والانتقاد الدولي التعاطف العالمي مع قضيتهم. وقد لاحظنا من وسائل إعلام عربية أنها تقدم الاعتذار للصهاينة، وتسوق الخبر وتؤكد على وجهة النظر الصهيونية فيما حدث، زاعمة الحياد وليس في الإعلام حياد. ومن الجريمة، مساعدة الإرهابي وتبرير دوره، أو الكذب بتوفر ضروريات الحياة في غزة ونحن نرى الفلسطينيين يحاطون بفولاذ، ويموتون في سبيل جلب اسطوانة أو أنبوب غاز، كما حدث قبل الجريمة بيوم، وقتها مات عدد من الشباب حرقا وخنقا في الأنفاق ليهربوا أنبوب غاز. إن من خيانة الضحايا أن يجد الإرهاب الصهيوني عونا من أحد للخروج من مأزقه الإنساني أمام العالم، أو أن يظهر أي إنسان من أي مكان لكي يبرر فضاعاته ضد المسالمين في العالم الكاسرين للحصار، ومن لم يقف أكثر من الموقف التركي، فليس له أن يقل عنه حتى لا يدار مستقبل أمره من تل أبيب، عاصمة الإرهاب الدولي الدائم. إنها فرصة لحملة دولية مركزة ومستمرة ضد هذا الإرهاب المحمي، مهما كانت شناعاته، وسنجد من عقلاء العالم من يقدر ضرورة الوقوف بوجه هذه الوحشية إن صدقنا نحن أولا في حملة تشويهه على الأقل، وإلا فسوف نجد جنودا لهذا الإرهاب خونة يخرجون من بين صفوفنا غدا لا قدر الله.
(المصدر: مجلة العصر بتاريخ 1 جوان 2010)
مثقفون مصريون يطالبون بطرد السفير الإسرائيلي ويدينون صمت الحكومة
6/2/2010 القاهرة- طالب العشرات من الكتاب والصحافيين واساتذة الجامعات المصرية الأربعاء حكومة بلدهم بطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة في ضوء المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل على سفن الحملة الدولية للتضامن مع أهالي غزةا. وطالب الموقعون على البيان بطرد السفير الإسرائيلي من مصر وبسحب السفير المصري من إسرائيل وفك الحصار المصري عن غزة وفتح معبر رفح بشكل دائم يسمح بمرور الأفراد والخدمات والبضائع ووقف بناء الجدار العازل بين مصر وفلسطين وقف تصدير الغاز المصري إلى إسرائيل. ودان البيان سكوت الحكومة المصرية على هذه الجريمة في الوقت الذي ردت فيه الحكومة التركية باستدعاء سفيرها من إسرائيل وقامت اليونان واسبانيا والسويد بالاحتجاج باستدعاء سفراء إسرائيل لديها وطلب الاتحاد الاوروبي بدء تحقيق في الجريمة. ورأى أن سكوت الحكومة المصرية يعتبر مشاركة في الجريمة تجعلها مرة أخرى تحجم عن تمثيل موقف الشارع المصري وإرادته. وأكد البيان أن ما قامت به القوات الإسرائيلية عملية قرصنة تضرب بعرض الحائط بكافة القوانين الدولية فحسب بل هو جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية تكاد تتطابق مع كافة الجرائم التي اعتادت إسرائيل على القيام بها منذ عام 1948 ضد الشعب الفلسطيني واللبناني والمصري والسوري. وتابع انها مذبحة جديدة تؤكد أن الكيان الإسرائيلي يعتمد في سياساته بل وبقائه على جرائم الحرب. ووقع البيان أكثر من 150 شخصا بينهم رضوى عاشور وطارق البشري وفهمي هويدي وبهاء طاهر ومحسنة توفيق ومريد البرغوثي ومحمد البساطي وحسن نافعة وصنع الله ابراهيم وعزت قمحاوي ونادر الفرجاني واهداف سويف ومنى انيس وسيد البحراوي. ومن جهة أخرى، وقع عدد من المثقفين بيانا آخر طالبوا فيه المجتمع الدولي بكافة هيئاته باتخاذ الإجراءات الكفيلة بمحاكمة القادة الإسرائيلين المسؤولين عن ارتكاب هذه المجزرة أمام المحاكم الدولية باعتبارهم مجرمي حرب. وناشد البيان الفنانين والكتاب والصحافيين وقادة الرأي التشهير بالمسئولين عن هذه المجزرة وخلق رأي عام يواجهة الروح المعادية لحياة الانسان التى لا تضع في اعتبارها سوى تأكيد قوتها بسحق العزل والناشطين. ومن موقعي البيان جمال الغيطاني وعبد الرحمن الابنودي وجابر عصفور وعماد أبو غازي وأكثر من عشرين شخصية أخرى بين كاتب وناقد وشاعر وروائي وصحفي. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 02 جوان 2010)
مجلس حقوق الانسان يقر تحقيقا دوليا في الهجوم على أسطول الحرية
6/2/2010 جنيف- تبنى مجلس حقوق الانسان في الأمم المتحدة الأربعاء قرارا ينص على تشكيل (لجنة تحقيق دولية) مستقلة حول التدخل العسكري الإسرائيلي ضد أسطول الحرية الذي كان ينقل مساعدات إنسانية لقطاع غزة. وتم تبني القرار الذي يدعو إلى إرسال لجنة دولية للتحقيق بشأن خرق القوانين الدولية بموافقة 32 من أصل 47 عضوا في المجلس وبمعارضة ثلاث دول بينها الولايات المتحدة، بينما امتنعت فرنسا وبريطانيا عن التصويت. وكان المجلس دعي الثلاثاء لعقد جلسة استثنائية حول العدوان الإسرائيلي تلبية لدعوة الممثل الفلسطيني كما وممثلي السودان وباكستان باسم جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي. وكان قد دافع مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة في جنيف، أهارون ليشنو يار، عن حصار حكومته لقطاع غزة، وقال إن القوات تصرفت بشكل قانوني عندما هاجمت السفينة، ما أدى إلى قتلى وإصابات الاثنين. وفي خطاب ألقته أسبانيا، دعا الاتحاد الأوروبي إلى إطلاق سراح السفن والنشطاء المعتقلين في إسرائيل، وقالت الكتلة إنها لم تتقبل سياسة الإغلاق المستمرة على الأراضى الفلسطينية. وقالت الولايات المتحدة إنها قلقة بشدة… الموقف في غزة لا يمكن احتماله. وجاء رد الفعل من الدول الإسلامية والعربية، إلى جانب الدعم من دول العالم النامية، أكثر حدة، حيث وصفوا العملية العسكرية، التي وقعت قبل الفجر، بأنها (عمل إجرامى) وتنتقد بشدة الدولة اليهودية. وقالت روسيا إنه يجب معاقبة هؤلاء المسئولين عن الحادث. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 02 جوان 2010)
الدم التركي يقلب المعادلة
عبد الباري عطوان 6/2/2010 نحمد الله ان سفن قافلة الحرية انطلقت من موانئ تركية، ونحمده اكثر ان احداها (مرمرة) كانت ترفع العلم التركي، ونحمده مرة ثالثة ان شهداءً اتراكاً سقطوا برصاص الجنود الاسرائيليين الذين اقتحموا السفينة، وتعمدوا اطلاق النار على النشطاء المتواجدين على ظهرها بهدف القتل. فدخول تركيا الى حلبة الصراع العربي ـ الاسرائيلي بهذه القوة، وهذه الحماسة بدأ يعطي ثماره بسرعة غير معهودة، فها هو مجلس الامن ينعقد في غضون ساعات محدودة لمناقشة المجزرة الاسرائيلية، وها هو الرئيس المصري حسني مبارك يبادر فورا بفتح معبر رفح، وها هي المظاهرات تجتاح كل الاراضي التركية طلبا للانتقام لدماء شهدائها. متى كان مجلس الامن ينعقد بهذه السرعة لمناقشة عدوان اسرائيلي بناء على طلب عربي، ويصدر قرارا يطالب بتحقيق فوري جدي ووفق المعايير الدولية، ويدين الاجرام الاسرائيلي؟ صحيح ان البيان او القرار لم يكن بالقوة التي نتطلع اليها، ولكنه جاء مختلفا، والسبب هو العامل التركي. السيد رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي كان عربيا اكثر من العرب انفسهم عندما تعاطى بقوة وشجاعة في تصديه لهذا الاجرام الاسرائيلي بطلبه انعقاد جلسة عاجلة لمجلس الامن، وآخر لحلف الناتو، وبادر الى سحب سفير بلاده فورا من تل ابيب، وطالب اسرائيل برفع فوري للحصار عن قطاع غزة، ووصف الهجوم على سفن قافلة الحرية بانه دنيء وارهاب دولة، وحذر الدولة العبرية من نفاد صبر بلاده. هذه اللغة لم نسمع بمثلها منذ رحيل الزعيم المصري جمال عبد الناصر، وهذه المواقف الرجولية اختفت كليا من قواميس زعمائنا العرب، او بالاحرى اخفيت بشكل متعمد، وصار ذكر اسرائيل بالسوء على ألسنتهم نوعا من الموبقات المحرمة. ‘ ‘ ‘ نحن هنا لا نشيد باردوغان، وان كان يستحق الاشادة، وانما نقارن بين مواقفه والزعماء العرب، وجامعتهم، وامينها العام ومساعديه، وهي المواقف التي شجعت اسرائيل على التغول في جرائمها ومجازرها وحصاراتها واهاناتها لهذه الامة دون خجل او حياء. لا نريد اجتماعا عاديا او طارئا لمجلس الجامعة العربية لمناقشة المجزرة الاسرائيلية الاخيرة، فما فائدة مثل هذا الاجتماع غير ظهور هؤلاء بمظهر المهتم، او من يحاول عمل شيء ما. اليس من العار ان يجتمع مجلس الامن طوال الليل وبعد ساعات من المجزرة، ومجلس الجامعة لم يجتمع حتى كتابة هذه السطور؟ اسرائيل تعيش هذه الايام اسوأ ايامها ليس بسبب المجهود العسكري، او الجهود الدبلوماسية العربية، وانما لكونها تستهتر بالعرب وتستوطئ حائطهم، واحتقار القوانين والاعراف الدولية، وفوق كل هذا وذاك الحماية الامريكية الغربية المضمونة دائما. فغرور القوة جعلها ترتكب هذه الحماقات وتتصرف مثل قطاع الطرق والقراصنة في اعالي البحار. بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي احترف الكذب، مثله مثل جميع المسؤولين الاسرائيليين، وبلغ هذا الكذب ذروته عندما قال ان تصرف جنوده باطلاق النار على النشطاء كان من قبيل الدفاع عن النفس، أيُ دفاعٍ عن النفس هذا في مواجهة اناس عزل فوجئوا بطائرات عمودية تقذف اليهم بفرق الكومندوز وتقصفهم بالرصاص الحي. السفن لم تكن تحمل قنابل وصواريخ، ولا يتواجد على ظهرها مسلح واحد، فقط كراس كهربائية للعجزة الذين حطمت اطرافهم الصواريخ وقنابل الفوسفور الاسرائيلية اثناء العدوان على غزة، وصناديق الادوية للمرضى ومواد بناء لترقيع ما تهدم من جراء القصف، ومواد لتنقية المياه منعتها السلطات الاسرائيلية لقتل ابناء القطاع بامراض الكوليرا والتيفوئيد. عامان من الضغوط والتوسلات الامريكية لاقناع اسرائيل بالسماح بدخول مواد البناء والاسمنت للقطاع لوضع حد لمعاناة ستين الف انسان يعيشون في العراء فوق بيوتهم المهدمة ولكن دون جدوى. ومن سخريات القدر ان الاسرائيليين الذين يتهمون منظمي هذه القوافل باستخدامها وسيلة للاستفزاز والدعاية الاعلامية، هم اول من استخدم هذا الاسلوب قبل سبعين عاماً، فقد ملأوا السفن بالمهاجرين اليهود من الناجين من الهولوكوست (المحرقة) في الاربعينيات من اجل احراج القوات البريطانية المحتلة لفلسطين في ذلك الوقت التي كانت تحاول منعهم بالقوة خوفاً من ثورة الفلسطينيين. والاخطر من ذلك ان قادة اليهود الصهاينة الذين نظموا هذه السفن، وآخرها عام 1947 التي حملت حوالى 4500 مهاجر، تعمدوا الصدام مع القوات البريطانية التي كانت تفرض حصاراً بحرياً، وادعوا ان قنابل الغاز البريطانية قتلت طفلاً رضيعاً لاثارة الرأي العام العالمي، وكسبه الى جانب المطالب باقامة دولة يهودية في فلسطين، حيث كانت بعثة للامم المتحدة تبحث مسألة التقسيم. ومن المؤسف ان هذه الضغوط نجحت في اصدار القرار الاممي، وتبين بعد ذلك ان الطفل المذكور لم يقتل بقنابل الغاز البريطانية مثلما قالت صحيفة ‘الديلي ميل البريطانية’ وانما قبل المواجهة بأيام. ‘ ‘ ‘ اسرائيل خرقت القانون الدولي باقتحامها سفينة ركاب في عرض البحر وفي المياه الدولية ثم خطفها واعتقال ركابها، وقتل واصابة خمسين منهم. احدى هذه السفن كانت ترفع علم تركيا العضو في حلف الناتو. السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف سيكون رد فعل الولايات المتحدة وحلف الناتو لو ان ايران احمدي نجاد اعترضت سفينة امريكية او بريطانية او حتى نرويجية في المياه الدولية واطلقت النار على ركابها، واصابت قبطانها ثم اقتادتها الى ميناء ايراني؟ الاجابة واضحة ومعروفة، اعتبار هذا الموقف الايراني انه اعلان حرب يستحق ارسال الاساطيل والقاذفات والغواصات النووية لقصف ايران، او استصدار قرار فوري وسريع عن مجلس الامن بفرض عقوبات اقتصادية خانقة ضدها في احسن الاحوال. ماذا يتوقع الاسرائيليون عندما يهاجمون سفينة في عرض البحر، هل يتوقعون ان يستقبلهم ركابها بالورود، ام بالرقص والغـــناء طرباً وتهليلاً، ام بذبح الخرفان والعجول؟ اسرائيل تؤكد للمرة المليون انها دولة مارقة تتحدى كل المواثيق الدولية، ومن الخطأ القول بأن هذه التصرفات والمجازر تقع لأن حكومة يمينية متطرفة تحكمها، لان حكومة ‘كاديما’ السابقة ارتكبت جرائم حرب اثناء عدوانها على قطاع غزة، واستخدمت قنابل الفوسفور الابيض وقتلت 1500 من الابرياء ثلثهم من الاطفال. كلهم مجرمو حرب، ولا بد من تحقيق دولي سريع لكشف كل ملابسات هذه المجزرة الاخيرة والمتورطين فيها، ابتداء من نتنياهو الذي اعترف بانه اعطى الضوء الاخضر لارتكابها ومروراً بالجنرال غابي اشكنازي رئيس هيئة الاركان الذي نفذها، وانتهاء بايهود باراك وزير الدفاع الذي اشرف عليها. حكومة نتنياهو اعلنت انها ستمنع اي سفن جديدة تريد كسر الحصار وبالطريقة نفسها التي تعاملت فيها مع سفن الحرية، واعلن المنظمون في الوقت نفسه عن تجهيز قوافل جديدة في تحد قوي للغرور والغطرسة الاسرائيليين. الفارق بين القوافل السابقة والقوافل الجديدة ان ركاب الاخيرة سيكونون اكثر استعداداً وتطلعاً للشهادة، بل سيتسابقون اليها، ولن ترهبهم القرصنة الاسرائيلية. اسرائيل خسرت تركيا حليفها الاستراتيجي، ونقلتها من خانة الصديق الى خانة العدو، والشعب التركي العنيد صاحب العزة والكرامة لن ينسى شهداءه. وهي في حال عداء متفاقم مع القوة الايرانية الاقليمية المتصاعدة، وعلى وشك خسارة حلفائها الغربيين التي تحرجهم وتهدد امنهم بمجازرها. الصديق الوحيد الذي بقي لاسرائيل، نقولها بكل مرارة واسف، هو النظام الرسمي العربي، او الذين ما زالوا يتمسكون بمبادرة السلام ويدورون في فلك امريكا. نقولها بكل صدق وارتياح: مبروك على اسرائيل هؤلاء الاصدقاء، فلعلهم ينفعونها وهم الذين لم ينفعوا امتهم وعقيدتهم وشعوبهم وقضاياهم العادلة. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 1 جوان 2010)
رئيس الموساد: اسرائيل تتحول تدريجيا من ذخر الى عبء على امريكا
6/2/2010 الناصرة ـ ‘القدس العربي’ – من زهير اندراوس: قال رئيس جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجية) الاسرائيلي، الجنرال في الاحتياط مئير دغان، ان اسرائيل تتحول تتدريجيا من ذخر الى عبء على الولايات المتحدة الامريكية. ونقل موقع صحيفة ‘هآرتس’ العبرية على الانترنت عن دغان قوله في جلسة لجنة الخارجية والامن البرلمانية امس الثلاثاء ان الادارة الامريكية درست في الفترة الاخيرة امكانية فرض تسوية على الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني، لكنها تراجعت عن ذلك بعد ان ادرك ان الامر لن يوصل لاتفاقية سلام. من ناحيته قال رئيس قسم العمليات في هيئة اركان الجيش، العقيد ايتسيك ترجمان، خلال الجلسة عينها ان الجيش قرر عدم تخريب محركات السفينة (مرمريس) لان جرها الى السواحل الاسرائيلية قد يستغرق اياما ما قد يتسبب بازمة انسانية على السفينة لنقص في الغذاء والماء. والمح ترجمان الى ان الجيش قام باعمال تخريبية في محركات 5 سفن مشاركة في الاسطول، اذ قال: جزء من السفن تم معالجتها علاجا رماديا، وهذا ما يعزز اقوال نائب وزير الامن الاسرائيلي، متان فيلنائي، امس للاذاعة الاسرائيلية، بانّ جيش الاحتلال قام بتعطيل اجزاء من السفن التي كانت قادمة ضمن اسطول الحرية الى قطاع غزة. وقال تورجمان ايضا انّ قائد الوحدة البحرية التي نفذّت المهمة، وحدة هيئة الاركان العامة المعروفة باسم (شاييطت 13)، قام بتصوير الشيخ رائد صلاح بهاتفه الجوال لتفنيذ الادعاءات بانّه اصيب، كما قال تورجمان انّ النائبة العربيّة في الكنيست الاسرائيلي شوهدت وهي تقوم بتقديم العلاج للجرحى على السفينة التي هوجمت.
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 02 جوان 2010)