فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia
|
TUNISNEWS 10ème année, N°3886 du 12.01.2011
archives : www.tunisnews.net
الحرية للصحفي الفاهم بوكدوس
ولضحايا قانون الإرهاب
كلمة:اقتحام واعتداء على السكان واغتصاب للفتيات أمام أهاليهن
حــرية و إنـصاف:سقوط 13 قتيلا وتصاعد المواجهات رغم إقالة وزير الداخلية وفرض حظر التجول
صحيفة الدولية:بن علي يقيلُ رئيسَ أركانِ الجيش..وجنودٌ يُشهرون رشاشاتهم في وجهِ رجال شرطة
الجزيرة.نت:أمر بإطلاق المعتقلين والتحقيق بالفساد بن علي يقيل وزير داخليته
القدس العربي:إقالة وزير الداخلية وانتشار قوات الجيش في العاصمة التونسية
الجزيرة.نت:إضراب بتونس وانتشار الجيش بالعاصمة
السبيل اولاين:أحداث ملتهبة في العاصمة وموقف مشرّف للجيش الوطني
السبيل اولاين:محامي تونسي:عصابات تتبع النظام تعمد للتكسير والنهب لتشويه الإحتجاجات المشروعة
البوليس السياسي يعتقل حمّه الهمامي الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي
حــرية و إنـصاف:أطلقوا سراح حمة الهمامي
المؤتمر من أجل الجمهورية:بيان
الحزب الديمقراطي التقدمي:بيان
تحالف المواطنة والمساواة:بيان
الهيئة الشرعية لجمعية القضاة التونسين:بيان
بيان حركة التجديد حول خطاب رئيس الدولة(1)
بيان حركة التجديد(2)
الإتحاد الجهوي للشغل بجندوبة:بــــــــرقية
الصباح:تأجيل المجلس الوطني لاتحاد الشغل… إضراب في صفاقس اليوم.. وفي العاصمة لساعتين بعد غد
اللقاء الإصلاحي الديمقراطي نــداء إلى جيشنا الوطني والأمن العام
عماد الدين الحمروني:لا لقتل أبناء شعبنا ولا للتدخل الأجنبي
« الجمعية التونسية لحقوق الإنسان »في النرويج:دعوة
الحزب الليبرالي السويدي:بيان:يجب على عمليات القتل والاعتقالات التعسفية في تونس أن تنتهي:
الشيخ الهادي بريك:جاءت فرصة فرض الحريات والديمقراطية فهل نلتقطها أم نهدرها
حمادي الغربي:و للمرة الثانية سقطت الحكومة التونسية
طلبة تونس:سميـــــر العبيــــــدي:لو ينطـــــق الحجـــــر بحري العرفاوي:في الإعلام والشأن الوطني
آمال موسى:المحمول الإيجابي للأحداث الأخيرة
بوراوي الصادق الشريف:تجاوزات سلطة واستغلال نفوذ ستة سنوات بدون هوية وأنا بالغ من العمر 67 سنة السّيد وائل نوارة رئيس شبكة اللّبراليّيين العرب:رسالة حول أحداث تونس كارم يحيى:تونس الحمراء و الصحافة المصرية لا تأكلوا من لحمنا .. لا تشربوا من دمنا الصحفية سكينة عبد الصمد: « السلطة عجزت عن السيطرة على الشارع ووقف الاحتجاجات » هل تحرك « الإنتفاضة » التونسية المياه الراكـدة في المنطقة العربية؟
عبد الباري عطوان:انتفاضة كرامة.. وليس خبزاً فقط
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس نوفمبر 2010
https://www.tunisnews.net/30Decembre10a.htm
اقتحام واعتداء على السكان واغتصاب للفتيات أمام أهاليهن
حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 11. جانفي 2011 ذكرت مصادر نقابية بالقصرين لراديو كلمة أن الفرق الخاصة اقتحمت عددة أحياء بالقصرين لاعتقال الشباب، وأفادت مصادرنا أن تلك الفرق اعتدت بالفاحشة على فتيات في بيوتهن أمام أنظار أهاليهن، ولدينا عدة شهادات قدمها مواطنون بكل حصرة وألم وحرقة لما يحدث في بلادنا من جرائم تحت اسم تطبيق القانون بحزم. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 11 جانفي 2011)
الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 03 صفر 1432 الموافق ل 12 جانفي 2011
سقوط 13 قتيلا وتصاعد المواجهات رغم إقالة وزير الداخلية وفرض حظر التجول
إثر يومين فقط من خطاب رئيس الدولة يوم الاثنين 10 جانفي 2011 تمت إقالة وزير الداخلية وإطلاق سراح جزء من المعتقلين وفتح تحقيق في ملف الفساد المالي، وفي نفس اليوم تصاعدت الحركة الاحتجاجية بالعاصمة إلى درجة جعلت السلطة تلجأ إلى إعلان حظر التجول على مستوى تونس الكبرى ابتداء من الساعة الثامنة مساء حتى الخامسة صباحا.
انتقلت المواجهات نهار اليوم الأربعاء 12 جانفي 2011 بين المتظاهرين الغاضبين وقوات الشرطة من ضواحي تونس العاصمة إلى قلب المدينة، كما تم الاعتداء على النقابيين المتجمعين بساحة محمد علي بالعاصمة بالعنف المادي وتم لأول مرة منذ سنة 1978 اقتحام قوات الشرطة للمقر المركزي للاتحاد العام التونسي للشغل. وقامت الهيئة الوطنية للمحامين اليوم بعقد اجتماع داخل قاعة مكتبة المحكمة لتشكيل لجنة من المنظمات الحقوقية للتحقيق في ملفات الفساد والجرائم الخطيرة التي تم ارتكابها ضد الشعب التونسي.
وفي ضواحي العاصمة تجددت المسيرات والمواجهات بين المتظاهرين وقوات الشرطة في كل من حي التضامن وحي الانطلاقة والزهروني وسكرة وتم حرق منطقة الشرطة بالملاسين، وتمركزت وحدات من الجيش في عديد المحاور وأمام المؤسسات.
ورغم سريان حظر التجول فقد استمرت المواجهات في العديد من أحياء العاصمة لساعة متأخرة من الليل في كل من حي سيدي حسين السيجومي وحي الانطلاقة غرب العاصمة وحي بومهل جنوب العاصمة وحي 5 ديسمبر الكرم الغربي وحي العوينة سكرة وحي النسيم ببرج الوزير شمال العاصمة
ونتيجة لمحاولة قوات الشرطة التصدي لمسيرة حاشدة بمدينة بنقردان ولاية مدنين وقعت مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وهذه القوات التي استعملت القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي مما أسفر عن إصابة أستاذ الرياضة البدنية السيد عبد الله الربعي بطلق ناري في الصدر نقل على إثره لمستشفى مدنين في حالة حرجة، وقد علمت المنظمة أنه تم حرق القباضة المالية بالمدينة وسوق ليبيا وأكبر مستودع للديوانة ومستودع للسيارات، وان وحدات من الجيش تمركزت في عديد محاور المدينة ونصبت أسلاكا شائكة أمام المعتمدية والبنوك.
وفي مدينة دوز وقعت مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الشرطة التي فتحت النار عليهم مما تسبب في مقتل 5 مواطنين من بينهم الأستاذ الجامعي حاتم بالطاهر برصاصة في الصدر والشاب رياض بن عون برصاصة في الرأس.
وفي مدينة دقاش سقط خمسة قتلى من المواطنين نذكر من بينهم ماهر العبيدي ولمجد بن رجب وعبد القادر نتيجة المواجهات العنيفة بين المتظاهرين وقوات الشرطة التي استعملت الذخيرة الحية لمواجهتهم. وفي مدينة توزر تعرضت مقرات لجنة تنسيق الحزب الحاكم ومحطة النقل والمعتمدية والقباضة المالية والمحكمة وفرعي بنك على الأقل للحرق على إثر المواجهات الدامية بين الشبان المتظاهرين وقوات الشرطة. وفي مدينة جمنة قام عدد من المواطنين بمحاولة استرداد واحة نخل كانت في الماضي على ملك الدولة ثم تم التفويت فيها لبعض المتنفذين في السلطة وحُرم أهالي المنطقة من الاستفادة منها. أما في مدينة القصرين فتتحدث المصادر عن استهداف قناصة الشرطة المتمركزين على أسطح العمارات لمنزل محامية معروفة وإطلاق الرصاص صوبه دون أن يصاب أفراد عائلتها بالأذى. وفي مدينة صفاقس خرج عشرات الآلاف في مسيرة شعبية حاشدة سرعان ما تحولت إلى مواجهات عنيفة مع قوات الشرطة نتج عنها مقتل صبي في الرابعة عشر من عمره وحرق مقر لجنة تنسيق الحزب الحاكم. أما في مدينة تالة فقد تجددت اليوم المواجهات بين المواطنين وقوات الشرطة التي أطلقت الرصاص الحي بشكل عشوائي مما تسبب في مقتل الشاب وجدي السايحي وإصابة العشرات بجروح متفاوتة الخطورة. وفي مدينة الحمامات اندلعت المواجهات مساء اليوم بين المواطنين الغاضبين وقوات الشرطة الذين استعملوا القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي مما تسبب في مقتل المواطن زهير السويسي متزوج من سيدة انكليزية وكذلك الشاب فرج عطية أستاذ مسرح، كما تم حرق مقرات بنك الإسكان ومركز الشرطة والسيارات التابعة له. وفي مدينة نابل وقعت مواجهات عنيفة جدا مساء اليوم واستخدمت فيها قوات الشرطة القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي مما تسبب في إصابة العشرات إصابات بليغة وخطيرة نذكر من بينهم: – محمد بن نصيب على مستوى الساق – أسامة مبروك على مستوى الصدر والذراع – سامي الديماسي على مستوى الساقين – منتصر الدخلاوي على مستوى الساقين – بلال المازني على مستوى القلب وهو في العناية المركزة – عبد الباسط الهمامي توفي بالمستشفى متأثرابجراحه – الفهري بن مطير رصاصتين في الحزام – مروان بيوض على مستوى الفخذ – الزاهي بوحماد عمره 50 عاما مصاب على مستوى الرأس – فتحي بن علي السبيعي على مستوى الساقين وقد لاحظ المواطنون وجود أعداد كبيرة جدا من الغرباء عن مدينة نابل قاموا بعمليات التكسير والنهب وقد تعرف عدد منهم على عون شرطة بلباس مدني يدعى عبد العزيز بن خذر يقوم بتحريض الناس على التكسير ومعه عون آخر يقوم بعملية التصوير.
وفي بنزرت جابت مسيرة شعبية حاشدة شوارع مدينة بنزرت التي أغلقت جميع محالها منذ الصباح ولم تتعرض هذه المسيرة لقمع قوات الشرطة التي كانت حاضرة بأعداد كبيرة.
وفي قابس خرجت مسيرة شعبية سلمية من مقر الاتحاد الجهوي للشغل وجابت شارع محمد علي الحامي وتعرضت للقمع باستعمال القنابل المسيلة للدموع فاضطر المتظاهرون للرجوع إلى مقر الاتحاد أين تمت محاصرتهم وإلقاء القنابل الغازية داخل المقر مما تسبب في حالات اختناق ولم يقع فك الحصار عنهم إلا عندما تدخلت مجموعات من الشبان من خارج مقر الاتحاد.
كما تجدر الإشارة إلى انطلاق سلسلة الإضرابات العامة الجهوية التي دعا إليها الاتحاد العام التونسي للشغل اثر انعقاد هيئته الإدارية في صفاقس وقابس ومدنين لقيت نجاحا واسعا باتجاه مزيد انخراط الاتحاد العام التونسي للشغل في تأطير حركة الاحتجاج.
وحرية وإنصاف:
1) تستنكر بشدة اعتداء قوات الشرطة بالعنف الشديد على النقابيين المجتمعين في ساحة محمد علي بالعاصمة واقتحام المقر المركزي للاتحاد العام التونسي للشغل الذي يذكر بأحداث 26 جانفي 1978 تاريخ الإضراب العام وتعتبره انتهاكا خطيرا لحرية العمل النقابي ولحق الاجتماع والتظاهر السلمي في تناقض صارخ مع الدعاية الرسمية.
2) تسجل إقالة وزير الداخلية الذي أشرف على قمع التحركات الاجتماعية الاحتجاجية في قفصة وبنقردان وسيدي بوزيد وتالة والقصرين ومختلف جهات البلاد خلف سقوط أكثر من ستين قتيلا إلى حد اليوم وهو ما يؤكد فشل سياسة السلطة في المراهنة على الخيار الأمني في معالجة القضايا الاجتماعية والسياسية للبلاد وحتى لا يكون هذا التغيير شكليا يجب محاسبة وزير الداخلية وكل من تورط معه من الإطارات الأمنية والأعوان في الانتهاكات الخطيرة في حق المواطنين وأرواحهم وممتلكاتهم.
3) تطالب السلطة بعدم التمادي في المراهنة على الأسلوب الأمني في التعامل مع الحركة الاحتجاجية الشعبية والسلمية التي عمت مختلف جهات البلاد وتحمل السلطة المسؤولية على ما يمكن أن ينجر عن هذا الخيار ممن أخطار على المواطن والوطن وتطالب بإطلاق سراح كل المعتقلين ورفع الحصار على ولايتي سيدي بوزيد والقصرين.
4) تستنكر بشدة الحالة المأساوية التي آلت إليها الأوضاع بمدينة تالة حيث بلغ الأمر حد حظر التجول بالنهار وإلزام المواطنين بالتنقل فرادى لقضاء شؤونهم مما اشاع مناخا من الرعب وتدعو إلى رفع هذا الحصر عن مدينة تالة فورا.
5) تحيي الجهد البطولي للإطار الطبي وشبه الطبي بالمستشفى الجهوي بالقصرين وتضحياته الجسام رغم محدودية الإمكانيات وغياب الإمدادات أمام الحجم الكبير للضحايا والجرحى.
6) تدين بشدة محاصرة مقر الحزب الديمقراطي التقدمي ومقر نقابة الصحفيين والاعتداء بالعنف على مجموعة من المحامين بشارع الحبيب بورقيبة أمام سفارة فرنسا وذلك للحيلولة دون انطلاق مسيرة سلمية من أمام تمثال العلامة ابن خلدون وتعتبر ذلك اعتداء على الحق في الاجتماع والتظاهر السلمي في تناقض صارخ مع الخطاب الرسمي.
7) تعبر عن بالغ اشغالها لتنامي ظاهرة خطيرة تتمثل في وقوع اعتداءات معزولة استهدفت واجهات بعض البنوك وحرق بعض السيارات الخاصة في عدد من مدن البلاد ليلة 10 جانفي 2011 وذلك في غياب أية حركة احتجاجية أو تظاهر في الشارع رغم الاستنفار الأمني في هذه المناطق وتحذر من هذه المحاولات التي تهدد بالانحراف بالحركة الاحتجاجية السلمية وإلصاق تهم الإجرام والإرهاب بها، ومن آخر الأمثلة على ذلك ما جد اليوم بمدينة نابل من تورط أحد أعوان الشرطة المدعو عبد العزيز بن خذر في جريمة تحريض بعض المواطنين على التكسير والنهب للممتلكات الخاصة والعامة مع تصوير تلك المشاهد المفتعلة لتشويه الحركة الاحتجاجية السلمية.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
بن علي يقيلُ رئيسَ أركانِ الجيش..وجنودٌ يُشهرون رشاشاتهم في وجهِ رجال شرطة
أقال الرئيس التونسي زين العابدين بن علي رئيس هيئة اركان الجيوش الجنرال رشيد عمار بعد أن عبر هذا الأخير عن تحفظه عن القبضة الحديدية التي يعالج بها ساكن قصر قرطاج الأزمة الإجتماعية المتفجرة في البلاد وفق ما علمته الدولية.
و أبلغ مصدر تونسي مطلع فضل عدم الكشف عن اسمه الدولية بأن الفريق أول رشيد عمار رئيس اركان جيش البر خير من قبل بن علي بين إطلاق الرصاص على المتظاهرين أو الإقالة فاختار الخيار التاني،ولم يتسن التأكد من الخبر من مصدر رسمي. و حسب المصدر دائما فإن رشيد عمار رفض إصدار الأوامر للجيش التونسي باستعمال القوة ضد المتظاهرين،ما جعل الرئيس التونسي يتخذ قرارا عاجلا بإبعاده،وتعيين الجنرال أحمد شبير مدير المخابرات العسكرية محله. و في مدينة الرقاب بمحافظة سيدي بوزيد التونسية،أبلغ شهود عيان الدولية ان جنودا من وحدات الجيش صوبوا رشاشاتهم نحو العشران من رجال الشرطة،حينما ركض مجموعة من المواطنين نحو شاحنات للجيش للإحتماء بها هربا من مطاردات فرق مكافحة الشغب.
و تعتبر هذه الحادثة الأولى من نوعها منذ أن أقال الرئيس التونسي زين العابدين بن علي رئيس هيئة أركان الجيش البري،ما يزكي الشكوك بوجود فئة عريضة داخل المؤسسة العسكرية التونسية غير متفقة مع ما يجري و يدور من عمليات قتل للمواطنين العزل بالرصاص الحي. و تقول معلومات الدولية إن موجة كبيرة من الإحتجاجات شهدتها مدينة الرقاب،صاحبها إطلاق مكثف للرصاص الحي من قبل أفراد شرطة مكافحة الشغب،ما دفع بعض المتظاهرين إلى الهرب و الاحتماء بالجيش التونسي،و عند وصول الشرطة إلى المكان لمحاصرة الفارين ببنادقها،اعترض طريقها عدد كبير من الجنود برشاشاتهم مهددينهم بإفراغها نحوهم أمام ذهول و تعجب المواطنين الفارين. و تقدم ضابط كبير للشرطة نحو كتيبة الجيش ليطالبها بتسليم المتظاهرين،أو السماج لهم باعتقالهم،غير أن الجيش التونسي رفض ذلك ومنع الشرطة من ملاحقة السكان مشهرين السلاح في وجههم،فيما ظل أفراد الشرطة مندهشين بشاهدون ما يجري أمامهم في استغراب كبير. و تجاوز عدد القتلى بنيران الشرطة في تونس ال50 قتيلا في مدينتي القصرين و تالا وحدها،فيما سقط 14 آخرون في مدن متفرقة و الحصيلة مرشحة للإرتفاع. (المصدر : صحيفة الدولية الالكترونية- تصدر من باريس- 11 جانفي 2011)
أمر بإطلاق المعتقلين والتحقيق بالفساد بن علي يقيل وزير داخليته
أقال الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وزير الداخلية رفيق بالحاج قاسم وعين وزيرا جديدا هو الوزير السابق المهندس أحمد فريعة، وأمر بإطلاق سراح جميع المعتقلين في الاحتجاجات الأخيرة. كما أمر بن علي بفتح تحقيق في اتهامات بالفساد تتعلق ببعض المسؤولين، ودعا مجلسي النواب والمستشارين إلى جلسة استثنائية غدا.
يأتي ذلك في وقت انتشرت فيه قوات الجيش في وسط مدينة تونس بعد أن امتدت موجة من الاضطرابات التي قال مسؤولون إنها أسفرت عن مقتل 21 شخصا لأول مرة إلى العاصمة. وتعليقا على هذه التطورات قال الصحفي التونسي لطفي حجي للجزيرة إن الإجراءات التي اتخذها الرئيس بن علي هي أول إجراءات عملية تعلن عنها الحكومة منذ انطلاق الاحداث، وخاصة فتح التحقيق فيما جرى خلال الاحتجاجات.
وشدد على أن هذه الإجراءات تشكل خطوة للأمام، لكن حل الأزمة جذريا يتطلب حوارا سياسيا شاملا مع المعارضة وفتح صفحة جديدة في التعامل معها ومناقشة كل القضايا التي تهم مستقبل البلد. وأشار حجي إلى أن من الخطوات الرئيسية التي يتعين أن تتخذها الحكومة فتح الفضاء الإعلامي أمام الشباب والاعتراف بعدد من الجمعيات غير المعترف بها، وتخلي بعض رموز الحكومة عن الخطاب التقليدي الذي يتردد منذ سنوات ولم يعد يجدي نفعا، بحسب قوله.
مظاهرات اليوم وكان آلاف من المواطنين والنقابيين قد خرجوا اليوم في عدة مدن تونسية استجابة لدعوة الإضراب العام التي صدرت عن الاتحاد التونسي العام للشغل. وتفيد أنباء واردة من العاصمة التونسية بأن الجيش دخل للمرة الأولى منذ بداية الأزمة إلى عدد من أحياء المدينة لحماية المنشآت العامة. وجاء في روايات شهود عيان بتونس العاصمة أنّ قوات الأمن أطلقت النار أمس خلال اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين في حيَّيْ التضامن والانطلاقة بالعاصمة. وقال مراسل لرويترز في حي التضامن إنه شاهد مئات الشبان يحاولون الهجوم على مبنى للحكم المحلي، مشيرا إلى أن الشرطة أطلقت عيارات تحذيرية في الهواء، وأطلقت أيضا الغاز المسيل للدموع لإبعاد الحشد عن المبنى. وتفرقت الحشود فيما بعد، وأخذت الشرطة تطارد مجموعات صغيرة من الناس في الشوارع الجانبية. وقال أحد الشهود إن تعزيزات كبيرة من الشرطة حضرت وبقيت على أهبة الاستعداد على بعد بضعة مبان، ولم تكن هناك علامات لأي اضطرابات في أجزاء أخرى من المدينة. كما أفادت مصادر نقابية بأن الاحتجاجات تواصلت في مدينة بن قردان على الحدود مع ليبيا وفي محافظة باجة. وكان شخصان آخران قتلا أمس في اشتباكات في القصرين، وانتحر شخصان آخران تعبيرا عن الاحتجاج. وبينما قالت الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان إن العدد الإجمالي للقتلى بحدود خمسين شخصا منذ بدء الاحتجاجات، صرّح وزير الاتصال التونسي سمير العبيدي بمؤتمر صحفي أمس بأن إجمالي عدد القتلى لم يتجاوز 21 شخصا. وفي واشنطن تظاهر عشرات التونسيين المقيمين بالولايات المتحدة أمام سفارة بلادهم احتجاجاً على ما وصفوها بالممارسات القمعية لنظام حكم الرئيس بن علي. كما ألقيت عدة قنابل حارقة على السفارة التونسية في العاصمة السويسرية برن في الساعات الأولى من صباح اليوم.
ردود الفعل وفي ردود الفعل الدولية على الأحداث الجارية في تونس، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها ممّا سمّته الاستخدام المفرط للقوة هناك. وقالت وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون إن بلادها قلقة إجمالا من عدم الاستقرار في تونس, وليست لديها اتصالات مع القيادة التونسية في الوقت الراهن. كما أعربت الحكومة الإسبانية عن قلقها العميق، وعبّرت عن تضامنها مع أسر القتلى والجرحى. أما فرنسا فقد أعربت عن أسفها لأعمال العنف، ودعت إلى الهدوء لأنّه وحده الكفيل بحل المشكلات. كما عبّرت بريطانيا عن أسفها لوقوع خسائر بشرية، ودعت إلى ضبط النفس. وصدرت الدعوة نفسها عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مُبديًا أسفه لتصاعد أعمال العنف في البلاد. أما وزيرة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون والمفوض الأوروبي لشؤون التوسعة وسياسة الجوار ستيفان فول فقد أصدرا بيانا يدعو إلى الحوار والتحقيق بالأحداث. واكتفت ألمانيا بتحذير رعاياها من السفر إلى تونس أو الجزائر. وكانت منظمة العفو الدولية قد دعت إلى توفير الحماية اللازمة للمحتجين. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 12 جانفي 2011)
إقالة وزير الداخلية وانتشار قوات الجيش في العاصمة التونسية
2011-01-12 تونس- أقال الرئيس التونسي وزير داخليته وانتشرت قوات الجيش في وسط مدينة تونس الأربعاء بعد أن امتدت موجة من الاضطرابات- التي قال مسؤولون انها أسفرت عن مقتل 23 شخصا- لأول مرة إلى العاصمة. وقال رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي الاربعاء إن رئيس البلاد زين العابدين بن علي عين وزيرا جديدا للداخلية وأمر بالإفراج عن كل المحتجزين في موجة الاحتجاجات العنيفة. وأضاف الغنوشي متحدثا في إفادة صحفية إن الرئيس أمر بتشكيل لجنة خاصة للتحقيق في الفساد وممارسات بعض المسؤولين. وعين أحمد فريعة وهو أكاديمي سابق ووزير دولة وزيرا جديدا للداخلية. وقال شهود عيان في بلدة اقليمية شهدت بعضا من أسوأ الاشتباكات إن حشدا كبيرا من المواطنين تجمع مطالبا باستقالة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وان الشرطة كانت غائبة عن مكان الاحتجاج. ويقول المحتجون إنهم يطالبون بوظائف وانهم غاضبون بسبب الفساد وما يقولون انها حكومة قمعية لكن الرئيس قال ان الاحتجاجات استولت عليها أقلية من المتطرفين الذين يعتنقون العنف ويريدون تقويض تونس. والاحتجاجات المستمرة منذ ما يقرب من شهر هي الأسوأ في تونس منذ عقود. وتراقب دول عربية أخرى الموقف في تونس عن كثب خشية اندلاع اضطرابات اجتماعية. وفي أشد بيان أمريكي لهجة عن العنف حتى الآن قال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية إن واشنطن تشعر بقلق بالغ من الأنباء عن الاستخدام المفرط للقوة من جانب الحكومة التونسية. وقال مراسل رويترز إن عربتين عسكريتين وقفتا أمام السفارة الفرنسية بينما جاب جنديان مسلحان الشارع. وعلى بعد مسافة بسيطة من وسط مدينة تونس وقفت عربتان من طراز هامفي على مدخل مبنى التلفزيون الحكومي بينما كان جنديان يرتديان خوذات وسترات واقية من الرصاص يقومان بدورية حراسة وهما يحملان بنادق آلية. وأطلقت الشرطة في وقت متأخر الثلاثاء أعيرة نارية تحذيرية في الهواء في محاولة لتفريق حشد ينهب المباني في إحدى ضواحي العاصمة. ولم ترد تقارير عن سقوط اي ضحايا في هذه الاشتباكات. وقال مسؤولون ان وفيات المدنيين- وكلها في اشتباكات في مدن اقليمية في مطلع الاسبوع- حدثت حينما أطلقت الشرطة النار على مثيري الشغب في دفاع شرعي عن النفس. وأفاد شاهدا عيان أن عدة آلاف خرجوا إلى الشوارع في القصرين على بعد حوالي 200 كيلومتر من العاصمة في مظاهرات احتجاجية على الحكومة وحملتها ضد المحتجين. وقال محسن نصري شاهد العيان لرويترز إن المتظاهرين كانوا يهتفون مطالبين برحيل بن علي عن الحكم. بينما قال شاهد ثان « هناك حوالي 3000 شخص هنا يحتجون… لا توجد شرطة فقد فروا إلى ثكناتهم ».
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 جانفي 2011)
إضراب بتونس وانتشار الجيش بالعاصمة
تشهد عدة محافظات تونسية إضرابا عاما الأربعاء بعد امتدادها أمس للعاصمة التونسية التي شهدت اليوم هدوءا حذرا مع انتشار لقوات الجيش، في حين تستعد محافظات آخرى للتظاهر يوم غد. وتزامن ذلك مع إصدار الخارجية الأميركية بيانا شديد اللهجة عبرت فيه عن قلقها البالغ من الأنباء عن « الاستخدام المفرط للقوة » من جانب الحكومة التونسية، كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه بسبب تصاعد العنف، ودعا إلى ضبط النفس. وأفادت مصادر نقابية أن محافظات القصرين وصفاقس وقابس ستشهد إضراباً عاماً اليوم، بينما يتم تنظيم إضراب عام غدا الخميس في محافظتي القيروان وجندوبة، وفي تونس العاصمة سيكون الجمعة يوم إضراب عام. كما أفادت المصادر نفسها أن الاحتجاجات تواصلت في مدينة بن قردان على الحدود مع ليبيا وفي محافظة باجة. وقال الصحفي لطفي حجي للجزيرة إن الاستجابة لدعوات التظاهر هذا اليوم كانت كبيرة وقدرت بآلاف المشاركين، مشيرا إلى أنه لاحظ انتشارا للجيش هذا الصباح في عدد من أحياء العاصمة تونس لحماية المؤسسات الحكومية والمالية. يأتي تنظيم هذه الإضرابات بعد أن أفسحت المركزية النقابية المجال لذلك، وفق مصادر نقابية. وعلى صعيد آخر، طالب الاتحاد العام التونسي للشغل في بيان له بضرورة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق لمحاسبة كل من أطلق الرصاص الحي على المتظاهرين بالجهات المعنية، كما دعا لضرورة السحب الفوري لفيالق الجيش من المدن والشوارع، وفك كل أشكال محاصرة الأمن لبعض المناطق الداخلية. واقترح الاتحاد « تمكين العاطلين عن العمل من منحة شهرية تمكنهم من تلبية حاجياتهم الحياتية الدنيا » معربا عن استيائه من التمادي في سياسة التعتيم الإعلامي. وأكد الاتحاد تمسكه بالحق في حرية التعبير، وفي التظاهر السلمي من أجل الحقوق المشروعة طبقا للمواثيق الدولية ودستور البلاد.
مصادمات عنيفة يأتي ذلك بعد أن شهد يوم أمس مصادمات بين الشرطة والمحتجين، وامتداد الاضطرابات العنيفة لتشمل العاصمة التونسية للمرة الأولى. وذكر شهود عيان أن قوات الأمن أطلقت الرصاص خلال اشتباكات جرت أمس بين الشرطة ومتظاهرين في حيَّيْ التضامن والانطلاقة في العاصمة تونس. وقال مراسل لرويترز في حي التضامن إنه شاهد مئات الشبان يحاولون الهجوم على مبنى للحكم المحلي، مشيرا إلى أن الشرطة أطلقت أعيرة تحذيرية في الهواء، وأطلقت أيضا الغاز المسيل للدموع لإبعاد الحشد عن المبنى. وتفرقت الحشود فيما بعد، وأخذت الشرطة تطارد مجموعات صغيرة من الناس في الشوارع الجانبية. وقال أحد الشهود إن تعزيزات كبيرة من الشرطة حضرت وبقيت على أهبة الاستعداد على بعد بضعة مبان، ولم تكن هناك علامات لأي اضطرابات في أجزاء أخرى من المدينة. وحتى مساء الثلاثاء لم ترد أنباء عن اشتباكات كبيرة بعد أن انتشر الجيش في أشد المدن اضطرابا، وأغلقت المدارس والجامعات إلى أجل غير مسمى، وأمرت الشرطة الناس عبر مكبرات الصوت بمدينتي تالة والقصرين بملازمة بيوتهم. وكان شخصان آخران قتلا أمس في اشتباكات في القصرين، وانتحر شخصان آخران تعبيرا عن الاحتجاج. وبينما قالت الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان إن العدد الإجمالي للقتلى بحدود خمسين شخصا منذ بدء الاحتجاجات، صرّح وزير الاتصال التونسي سمير العبيدي بمؤتمر صِحفي أمس أن إجمالي عدد القتلى لم يتجاوز 21 شخصا. وقال العبيدي إن ما سماها حركات التطرف الديني والحركات المتطرفة من اليسار تسللت إلى هذه الاحتجاجات، ودفعتها إلى العنف. وتحدث عن شكاوى بعض الشباب الذين شاركوا في الاحتجاجات، قائلا إن استجابة الحكومة لمطالب الشباب تتمثل في إصلاحات اقتصادية واجتماعية ومزيد من الانفتاح نحو الحرية. وفي واشنطن تظاهر عشرات التونسيين المقيمين بالولايات المتحدة أمام سفارة بلادهم احتجاجاً على ما وصفوها بالممارسات القمعية لنظام حكم الرئيس زين العابدين بن علي.
ردود الفعل وفي ردود الفعل الدولية على الأحداث الجارية في تونس، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها ممّا سمّته الاستخدام المفرط للقوة هناك. وقالت وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون إن بلادها قلقة إجمالا من عدم الاستقرار في تونس, وليست لديها اتصالات مع القيادة التونسية في الوقت الراهن. كما أعربت الحكومة الإسبانية عن قلقها العميق، وعبّرت عن تضامنها مع أسر القتلى والجرحى. أما فرنسا فقد أعربت عن أسفها لأعمال العنف، ودعت إلى الهدوء لأنّه وحده الكفيل بحل المشكلات. كما عبّرت بريطانيا عن أسفها لوقوع خسائر بشرية، ودعت إلى ضبط النفس. وصدرت الدعوة نفسها عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مُبديًا أسفه لتصاعد أعمال العنف في البلاد. أما وزيرة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون والمفوض الأوروبي لشؤون التوسعة وسياسة الجوار ستيفان فول فقد أصدرا بيانا يدعو إلى الحوار والتحقيق بالأحداث. واكتفت ألمانيا بتحذير رعاياها من السفر إلى تونس أو الجزائر. وكانت منظمة العفو الدولية قد دعت إلى توفير الحماية اللازمة للمحتجين. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 12 جانفي 2011)
عاجل..أحداث ملتهبة في العاصمة وموقف مشرّف للجيش الوطني
السبيل أونلاين – تونس – عاجل
أكدت مصادر السبيل أونلاين أن الهيئة الإدارية الوطنية للإتحاد العام التونسي للشغل والمنعقدة اليوم الثلاثاء 11 جانفي 2011 ، قررت وبشكل إستثنائي القيام باضرابات جهوية و قطاعية عامة في كامل تراب البلاد التونسية إحتجاجا على إطلاق الرصاص الحي على المواطنين العزل بكل من سيدي بوزيد و القصرين .
من أجهة أخرى أبلغ شهود عيان ان جنودا من وحدات الجيش الوطني صوّبوا رشاشاتهم نحو العشرات من رجال الشرطة مهددين إياهم بالقتل إن لم يتراجعوا ، حينما ركض مجموعة من المواطنين نحو شاحنات للجيش للإحتماء بها هربا من مطاردات فرق مكافحة الشغب .
وفي حي التضامن بالعاصمة وقع حرق مركز الشرطة بحي 105 ومحاصرة المتظاهرين لمركز الحرس الوطني والأعوان بداخله ، وهناك حديث عن اصابات في صفوفهم و قوات البوليس تطوّق الحي والاحياء المجاورة ورائحة الغاز تعمّ المنطقة وسماع أصوات اطلاق نار . ولاحظ شاهد عيان مشاركة شبان من الأحياء المجاورة وخاصة أبناء حي العمران الأعلي ونزولهم إلى حي التضامن وحي الإنطلاقة .
وفي حي الانطلاقة وقع حرق حافلة شرطة ، وقوات البوليس تطلق الغاز المسيل للدموع .
وفي حي التضامن بالعاصمة أكد شاهد عيان إنطلاق مظاهرة تعرضت للقمع ، فكان ردّ فعل المتظاهرين أن أحرقوا مركزين للبوليس وأصابوا ثامنية (8) أعوان لم تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول إليهم ، وقدمت 7 سيارات للقناصة وتعزيزات بوليسية كبيرة ، وقال الشاهد أنه « بقي أمر واحد فقط لم يحدث وهو أن الطائرات لم ترمي القنابل » للتأكيد على الأجواء الملتهبة التي تعيشها العامة التونسية في هذه الأثناء . (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس)، بتاريخ 12 جانفي 2011)
محامي تونسي : عصابات تتبع النظام تعمد للتكسير والنهب لتشويه الإحتجاجات المشروعة
السبيل أونلاين – وكالات كشف محامي تونسي في ولاية القصرين عن أن هناك عصابات تتبع الحزب الحاكم (التجمع الدستوري الديمقراطي) تعمد إلى تكسير ونهب المحلات العامة والخاصة ويقوم فريق من القناة الرسمية بتصويرهم وذلك بهدف تشويه صورة الإحتجاجات أمام الرأي العام المحلي والخارجي وتبرير الإعتداء عليهم من قبل قوات البوليس . وشدد على أن الإحتجاجات حق شرعي و دستوري يضمنه الفصل الخامس من الدستور . وقال الأستاذ الحنيفي الفريضي ممثل الهيئة الوطنية للمحاماة في ولاية القصرين لقناة الجزيرة ان هناك عصابات ملثمة تتبع النظام تقوم بعميات تكسير و نهب و سرقات ويقع تصويرها من طرف التلفزيون و بحماية من رجال الامن لتشويه صورة الإحتجاجات السلمية المشروعة . وأشار الأستاذ الفريضي إلى أن الإحتجاجات في القصرين جوبهت بالرصاص الحي وقتل مجموعة كبيرة من المواطنين ، ثم بعد ذلك وقع سحب قوات البوليس فجأة ، وأضاف « مارعنا ان هناك بعض المغازات الضخمة يقع السطو عليها في وضح النهار وقيل لنا أن هناك عصابات مشبوهة هي التي تتولى خلغ هذه المعازات وتأخذ منها الأشياء الثمينة » وتفتح المجال لإستكمال نهبها . وشدد المحامي أن الكشف عن هذه الأعمال يهدف إلى حماية حق المواطنين في الإحتجاجات السلمية. (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس)، بتاريخ 12 جانفي 2011)
البوليس السياسي يعتقل حمّه الهمامي الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي
قام البوليس السياسي باعتقال الرفيق حمّه الهمامي الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي بعد اقتحام منزله صباح اليوم. ويأتي هذا الاعتقال إثر البيان الذي توجه به حزب العمال إلى الشعب التونسي وقواه الديمقراطية داعيا إياهم إلى « تكتيل الصفوف حول بديل مشترك لنظام الاستبداد » ومناديا بـ »رحيل بن علي عن السلطة وحلّ مؤسّسات الحكم الحاليّة الصّوريّة وتشكيل حكومة وطنيّة مؤقتة تنظّم وتشرف على انتخابات حرّة ونزيهة ينبع منها مجلس تأسيسي مهمّته سنّ دستور جديد للبلاد Ù �ضع أسس الجمهوريّة الديمقراطيّة الجديدة والحقيقيّة التي تكرّس سيادة الشعب وتضمن فعليّا الحريّة والديمقراطيّة واحترام حقوق الإنسان والمساواة والكرامة، وتنتهج سياسة اقتصاديّة واجتماعيّة جديدة وطنيّة وشعبيّة توفّر الشغل ومقوّمات العيش الكريم لكافّة أبناء الشعب وبناته وتقضي على دابر الفساد والمحسوبيّة والتمييز الجهوي ». إن هذا الاعتقال يتنزّل في إطار تنفيذ التهديدات التي أعلن عنها بن علي في خطابه الأخير، إذ انطلقت حملة من الإيقافات في جهات مختلفة شملت العديد من النقابيين والسياسيين والشباب من ضمنهم عدد من مناضلي حزب العمال وأنصاره. إن حزب العمال الشيوعي التونسي يطالب بإطلاق سراح قيادييه حمه الهمامي وعمار عمروسية ومناضليه وكافة الموقوفين فورا ويحمّل بن علي ونظامه المسؤولية الكاملة فيما قد يطرأ على سلامتهم الجسدية. إن هذه الإيقافات لن تثني حزبنا عن تحمّل واجباته تجاه شعبنا في هذه الفترة العصيبة من نضاله ضدّ الدكتاتورية، وهو مستعد لتقديم التضحيات اللازمة من أجل تحرر شعبنا ويجدد دعوته إلى توحيد الصفوف من أجل رحيل بن علي وإقامة نظام ديمقراطي في خدمة الفئات الشعبية.
حزب العمال الشيوعي التونسي 12 جانفي 2011
الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 03 صفر 1432 الموافق ل 12 جانفي 2011
أطلقوا سراح حمة الهمامي
قام أعوان البوليس السياسي صباح اليوم الأربعاء 12 جانفي 2011 باقتحام منزل المعارض السياسي الأستاذ حمة الهمامي الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي والاعتداء على زوجته المحامية الأستاذة راضية النصراوي رئيسة الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب واقتياد زوجها عنوة إلى جهة مجهولة. وحرية وإنصاف: 1) تدين بشدة اعتقال المعارض السياسي الأستاذ حمة الهمامي كما تدين الاعتداء على زوجته الأستاذة راضية النصراوي وتدعو إلى الإفراج الفوري عنه دون قيد أو شرط. 2) تعتبر أن المراهنة على سياسة الاعتقالات والاعتداءات والانتهاكات هي سياسة أثبتت فشلها وأن الاستمرار فيها فعل عبثي لا يزيد الأمور إلا احتقانا وانسدادا وانغلاقا. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
المؤتمر من أجل الجمهورية بيان 12-1-2011
اختطف البوليس السياسي هذا الصباح الأخ حمة الهمامي الناطق باسم حب العمال الشيوعي التونسي بعد خلع باب بيته والاعتداء عليه وعلى عائلته بالعنف ولا يزال إلى حدّ كتابة هذا البيان مجهول المصير. وسواء كان الهدف من العملية إرهاب الأخ الهمامي أو عقابه لمطالبته الواضحة برحيل الدكتاتور بن علي أو لقف الزحف الشعبي فهو لن يتحقق فقد زال عهد الوعد والوعيد . ليكن في علم الطاغية وزبانيته أنهم مسئولون شخصيا عن حياة حمة الهمامي وسلامته الجسدية مثلما هم مسئولون عن كل شهيد يسقط وسيحاسبون على كل جريمة قتل . تحية لحمة الهمامي ، تحية لكل المناضلين ، تحية لشعبنا الأبيّ ورحم الله الشهداء ورزق ذويهم جميل الصبر والسلوان لقد قربت نهاية الطاغية فيا حماة الحمى هلموا هلموا لمجد الزمن، هلموا لمزيد من الإصرار، لمزيد من الثبات ، لمزيد عن العزم على كسر كل القيود التي كبلنا بها الطاغية المجرم وإنها لمقاومة مدنية حتى النصر…أي حتى سقوط النظام…حتى إيقاف بن علي ومثوله أمام المحاكم …حتى استعادة كل أموالنا التي سرقها هو وعائلاته …حتى انتصاب الدولة الديمقراطية….حتى عودة السيادة للشعب والكرامة للمواطن والشرعية للدولة. إنها لحظة الحسم فكونوا على موعد مع التاريخ عن المؤتمر من أجل الديمقراطية د منصف المرزوقي
جاءت فرصة فرض الحريات والديمقراطية فهل نلتقطها أم نهدرها
قلبي معلق بين الأمل وبين الخوف. بعد شهر كامل على إنتفاضة التونسيين أجدني فريسة إتجاهين في الشعور : إتجاه عنوانه : بعد كل تلك التضحيات التي قدمتها الإنتفاضة ( ما لا يقل عن خمسين شهيدا حتى اليوم فضلا عن الجرحى والمصابين ) فإن الأيلولة الطبيعية لها لا بد أن تكون مرفأ آمنا تمسك بتلابيبه سفينة تونس المنتفضة وهو مرفأ يبدأ بتقديم وجبات الديمقراطية والحريات بمشاهدها المعاصرة المعروفة ( الحريات الشخصية ـ الحريات الدينية ـ الحريات الإعلامية ـ الحريات السياسية ـ الحريات الثقافية والفكرية ـ إستقلال القضاء ـ الإنتخابات الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية ـ التداول السلمي على السلطة إلخ ..) بصورة تدريجية ولكن جادة ثم ينتهي بإستعادة المجتمع لتوازنه المنخرم منذ أحقاب طويلة في مقابل الدولة مرورا بسنوات عمل طويلة تطوى فيها جراحات الماضي طيا جميلا لتختفي الظواهر الإجتماعية الغريبة عن الهوية الوطنية لتونس. ذاك إتجاه يداعبني فأطير فرحا وكيف لا يفرح المرء لبلاده التي تأوي إلى طريق النهضة من بابه الواسع العريض أي : باب الحريات والديمقراطية. وهل يمكن أن تتحقق عدالة إجتماعية في تونس ـ مثلا ـ أو مساهمة من التونسيين في معركة الأمة الأم أي المقاومة في فلسطين أو إستقلال المجتمع عن الدولة إستقلالا وظيفيا يؤمنه من غوائل الإنقلابيين والمغامرين .. هل يمكن أن يتم ذلك ـ بل عشر معشاره ـ دون أن يكون ذلك مشروطا بفتح بابه الأكبر أي الحريات والديمقراطية؟ النهضة المنشودة لها باب والعاقل مدعو إلى إتيان البيوت من أبوابها. أما من يجادل في ذلك فلا بد أن يكون إما جاهلا حبس نفسه عن العلم أو خبيثا لا يريد للبلاد أن تنخرط في سلم النهضة والتقدم بجد. ولكن إتجاها آخر يدغدغني شاغبا على فرحتي. إتجاه عنوانه : الأنظمة العربية ـ والنظام التونسي بصفة خاصة بسبب إرتباطاته الصهيونية والأمريكية والأروبية المعروفة ـ مردت على إغتصاب الإنتفاضات و تقويض أحلام الثورات ونحن اليوم في تونس بصدد شيء من ذلك. من إرهاصات ذلك توالي تراجع الدولة بإقالة الولاة ثم بإقالة بعض الوزراء ثم جاء التراجع الكبير أي : إقالة وزير الداخلية و آمر الجيش ( إقالة رئيس الأركان خبر لم يتحقق عندي) والإفراج عن المعتقلين من المحتجين.. تلك تراجعات قد تتلوها تراجعات أخرى بحسب إمتداد وتوسع الإنتفاضة أو خمود جذوتها. لا شك أن بعض غرف العمليات اليوم في الخارج وفي الداخل في حالة إنعقاد دائم رصدا لنبض الإنتفاضة وقراءة لمآلاتها وإخراجا للبديل المناسب في الوقت المناسب أو ما سماه أحدهم بحق : الحصان الأسود. سؤال هذا المقال هو : كيف نلتقط أثمن فرصة لفرض الديمقراطية؟ لا أملك وقتا أضيعه متأسفا لمن يأمل في أن الحريات والديمقراطية ( بحسبانها الشرط المشروط للعدالة الإجتماعية فهذه هي العربة وتلك هي الحصان ولك أن تسأل نفسك : من يجر من؟).. لا أملك وقتا أضيعه متأسفا لمن يأمل في أن الحريات والديمقراطية يهبها هذا أو ذاك هبة منه بالمجان. دعني أيسّر لك فرصة نعتي بالتطرف إن كنت تستحي : حتى لو كان حكام تونس من الإسلاميين ـ وأنا منهم ـ فإني أضحك عليك ملء شدقي ساخرا لو ألفيتك تحسن بهم الظن في مسألة الحريات والديمقراطية على نحو تسلم لهم بمصيرك. أحسن الظن بهم عندما أستأمنهم مالا أما حرياتي وحقوقي فلا أستأمن عليها سوى من أنتخبه مختارا ثم أظل عليها قائما. فما بالك ببن علي وزبانيته. عجبي لا ينقضي من رجال يتنساون في لحظة غفلة عابرة كل شيء. عجبي لا ينقضي ممن يجدد الثقة في بن علي وزبانيته ( ليس المقصود الحكومة لأن بن علي ليس له حكومة وما إقالة وزير الداخلية إلا ليكون كبش فداء ولم يأذن بإطلاق الرصاص الحي سوى بن علي نفسه من غرفة العمليات المنعقدة ليل نهار صباح مساء. ولكن المقصود أصهاره وعائلته أو ما يمكن أن نسميه : حكومة الظل الحقيقية التي تباشر الأمر وتصدر أوامرها إلى الحكومة ورجال الدولة).. عجبي لا ينقضي ممن يجدد لبن علي الثقة والرصاص يحصد العشرات مع مغيب كل شمس بإذن منه هو. عجبي لا ينقضي ممن يظن ـ سواء فعل ذلك سياسة أو سذاجة سياسية ـ أن بعض الإصلاحات الجزئية هنا أو هناك يمكن أن تعود على الإنتفاضة بالخير أو يمكن أن تحقق شيئا من مطالب العدالة التي إستشهد دونها الرجال بالعشرات. أقول لمن يظن أن الحريات والديمقراطية والعدالة الإجتماعية صدقات أو هبات أو حسنات يجود بها هذا الرئيس أو ذلك الأمير ( وهب أنه إسلامي خالص وهل يولد الإسلامي ـ سيما في عصورنا ـ ديمقراطيا أم هل يولد العالماني كذلك؟).. أقول لمن لا يظن أن الحريات والديمقراطية والعدالة إنما تفتك إفتكاكا حصيلة لمعركة حامية الوطيس .. أقول له : لا تضيع وقتك في قراءة كلماتي.. دعني وشأني وإذهب إلى من يحتال عليك بكلمات معسولات ثم يروغ منك كما يروغ الثعلب. هل تريدون منا أن نجرب بن علي عقدين آخرين لندرك هل هو جاد هذه المرة في وعوده أم لا. ألم تعلمنا التجارب ( بمثل ما تعلمنا من الحديث النبوي ذاته ) أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين؟ الديمقراطية تطرق على أبواب تونس فلا تطردوها. تلك هي العبرة الكبيرة والقصيرة التي لا بد لنا أن نشغل بها أنفسنا في هذه الأيام. حصيلة هذه الإنتفاضة ـ سيما إذا توسعت وإمتدت ـ لا بد لها أن تؤول إما إلى فرز شروط جديدة لبدء حياة ديمقراطية تدريجية جديدة في البلاد وإما إلى إهداء الجنرال العجوز وحاشيته المفسدة في الأرض ـ من أصهاره خاصة ـ فرصة أخرى لينتقم منا قبل أن يرحل بأي صورة قدرها سبحانه لرحيله. أجدد الدعوة إلى من له أمل في تحول بن علي إلى الديمقراطية والتوبة عن القهر والسلخ والتعذيب .. أجدد له الدعوة بأن ينصرف عن كلماتي هذه. من له ذرة أمل في بن علي وزبانيته ـ سيما من أصهاره والحاشية المقربة منه ـ أن يؤوب إلى الرشد والعدل والحرية فليمت إن شاء ساذجا أو لقيطا في ساحة السياسة وتجاربها. من شروط إلتقاط مرحلة ديمقراطية جديدة. 1 ـ توسع الإنتفاضة وإمتدادها شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وإستيعابها لكل فئات المجتمع. 2 ـ حياد الجيش وهذا أمر حاصل للمرة الثانية في تاريخ الإنتفاضات الحديثة في تونس. 3 ـ تواصل الأداء الإنتفاضي المتحضر المدني الراقي بالرغم من التشويه المستمر من بن علي وزبانيته وهو أمر يبشر بالخير سيما أن أداء إنتفاضة 2011 كان من هذا الجانب أفضل بكثير من أداء إنتفاضة 1984. وذلك هو ما جعل بن علي يدفع ميليشياته الملثمة إلى تخريب العمران. 3 ـ تطور الإنتفاضة إلى حالات يومية أو شبه يومية من العصيان المدني والإضرابات العمالية الناجحة من مثل إضراب المحامين. 4 ـ دعم إتحاد الشغل لها وهو أمر حاصل كذلك رغم التردد في البداية وهذا الشرط كان هو العامل الأشد حسما في تواصل الإنتفاضة وتوجيهها. وأي درس أفرح لنا جميعا من أن إتحاد الشغل في تونس يتأبى عن الموت حتى لو ماتت كل المؤسسات والمعارضات. 5 ـ دعم الإعلاميين والحقوقيين والروابط المهنية الأخرى و أشد نقاط الضعف تأثيرا هنا هي ثمار الخراب الرهيب الذي أحدثه بن علي في المنتظم الإعلامي التونسي الذي نجح في تدجينه بنسبة تقارب المائة بالمائة ولولا ثمار ثورة الإتصالات التي تفتك بعرش بن علي لأجهضت الإنتفاضة الراهنة في سويعات معدودات. 6 ـ نقطة ضعف أخرى رهيبة وهي المعارضة التونسية. المعارضة التونسية بين كونها شرطا من شروط إلتقاط ثمرات الإنتفاضة في إتجاه التحول نحو الحريات والديمقراطية وبين كونها دون المأمول بكثير. نسبة كل ذلك الضعف إلى بطش بن علي فحسب .. حصيلة مريحة ولكنها غير صحيحة. المعارضة التونسية كالثوب البالي لا تدرك ثقوبه بعوراتها إلا عندما ترتديه. لما إحتاجت الإنتفاضة إلى المعارضة تأطيرا وحماية من الإغتصاب الدولي المحدق بها.. تبين أن المعارضة دون ذلك بكثير. إذا قيمت جهد حزب الجريبي والشابي كانت الحصيلة إيجابية وكذا حزب حمه إلخ .. أما إذا جمعت كل ذلك ليكون سدا منيعا ضد إجهاض الإنتفاضة لم تكد تعثر على شيء. أما الحديث عن الإسلاميين في هذه الإنتفاضة فلا يجدر سوى الصمت عنه وهل ينسب لساكت قول. هذا يطالب بحكومة إنقاذ وطني.. وذاك يطالب بن علي بحل أزمة جمعية القضاة. كفاك ذاك دليلا على التخبط في المعارضة التونسية. حيال كل ذلك فإن الحصان الأسود جاهز. ذلك هو ما يجهض آمالي في أن تؤول هذه الإنتفاضة ـ سيما بعد الدماء الغزيرة جدا ـ إلى إستشراف مرحلة جديدة عنوانها أوبة تونس إلى حظيرة الديمقراطية والعدالة والحريات والحق في المساهمة في قضية الأمة الأم أي المقاومة في فلسطين المحتلة. تجهض آمالي أو قل : تتبخر لأن الإنتفاضة وحدها لا تسير في الإتجاه السياسي الصحيح. تلك هي طبيعة الأمور. الشارع يتحرك ويبذل ويعطي ويضحي ولا يؤمن تضحياته ضد السرقة والإغتصاب سوى توبة الرئيس ( وهذا في الحالة التونسية مستحيل أكثر من المستحيل أو قل : إذا صدق بعضنا المعجزة الإقتصادية وكتب عنها فإن من يصدق معجزة توبة الرئيس عن القتل والظلم فهو الذي بطن الأرض خير له من ظهرها).. أو وجود مؤسسات مدنية سياسية تتدخل في الوقت المناسب لفرض بديلها المؤقت من مثل حكومة إنقاذ وطني كما قال الشابي. ( وهذا كذلك أمل ضعيف جدا في تونس بسبب تفرق المعارضة عندما تحاول التنسيق بعضها مع بعض وضعفا داخليا عندما يفكر كل فصيل منها في حل للأزمة). الحصان الأسود جاهز بل هو على الباب. طارقان يطرقان على أعتاب تونس. طارق الديمقراطية والأمل فيه بين الصعود و التبخر. وطارق الحصان الأسود. هما حصانان. حصان إسمه بن علي وهو الحصان الأسود البالي الذي برز عام 1987 حصانا أسود بتخطيط غربي إنقاذا لتونس من الإسلاميين ( وليس إنقاذا لتونس من أي شيء آخر كما صرح أحدهم). أو حصان أسود جديد. الحصان الأسود الجديد لا يظهر إلا فجأة بتنسيق بين الداخل والخارج وذلك عندما يبلغ اليأس من بن علي مبلغا ليس له ـ عند من يستأمنونه على مصالحهم في تونس ـ لمستزيد من مزيد. الحصان الأسود لا يظهر إلا إذا حققت الإنتفاضة نجاحات أخرى ومساحات أخرى. كل حصان أسود جديد أو قديم سيكلف تونس عقدين آخرين من العذاب. ذلك هو محل فزعي وموضع خوفي. ألم نستسلم جميعا لبن علي في إثر كلمات معسولات ملؤها النفاق من مثل لا ظلم بعد اليوم ولا رئاسة مدى الحياة. إستسلمنا ثم إستمرأنا الإستسلام وطوتنا الأيام يوما من بعد يوم ونحن اليوم على مشارف ربع قرن كامل من ذلك الإستسلام. كل حصان جديد ـ أو بن علي نفسه ـ سيغدق علينا من الوعود ما لا قبل لنا به لفرط شوقنا للحريات والديمقراطية والعدالة. يكون حالنا معه حال فقير معدم جاد عليه الأمير بما لا قبل له به من العطايا والهدايا حتى كاد يفقد صوابه. وسيظهر منا من يقول : إمنحوا الحصان ( وسيقول إنه أبيض ناصع البياض) فرصة وفرصة وفرصة. وكلما منحناه فرصة جديدة ذبح منا فوجا جديدا. تلك هي رسالتي في غمرة الإنتفاضة. قلب هشوش بفرحة الإنتفاضة. وقلب آخر مشوب بالحذر والتوجس أن يغتصب الإنتفاضة حصان أسود جديد أو قديم. فلا أمل في الحصان الأسود القديم ولا في أحد من زبانيته وحاشيته المفسدة. ولا معارضة تلتقط الفرصة المناسبة في الوقت المناسب حماية للإنتفاضة من الإغتصاب. ولا محيطا عربيا أو دوليا نصوحا بل ذئاب سوداء خبيثة في ميدان معترك يفترس فيه القوي الضعيف بدم بارد. ذلك هو حديث النفس. فمن يشاركني همي. الهادي بريك ـ ألمانيا
و للمرة الثانية سقطت الحكومة التونسية
5 بعد هروب رأس الأفعى الى دبي وأقصد هنا بالأفعى ليلى الطرابلسي زوجة الرئيس المخلوع ، فهروبها خطأ استراتيجي فظيع كضربة الفأس على الرأس ، و رميها للمنديل الأبيض اعترافا منها بالهزيمة و ما عليه الآن الرئيس المهزوم هي اللحظات الأخيرة لغريق في عرض البحر يبحث عن قشة يتمسك بها لعلها تنجيه من الهلاك المحتوم . بشرى ثانية للذين ما زالوا يشكون في نصر الله …وزيرة الخارجية الأمريكية رفضت استقبال رئيسة المافيا ليلى الطرابلسي بدبي و هذا مؤشر على زهد أمريكا في بن علي . الصحافة الاسرائيلية تعرب عن شديد قلقها لمصير الرئيس التونسي المخلوع باذن الله و اذا ما قلقت اسرائيل يعني باللغة الدبلوماسية نهاية نظام حليفها الوفي ، و لما لا تأسف عليه و هي تفقد زبونا سخيا عند الدفع و لا يناقش السعر أبدا حينما يشترى أسلحة و ذخائر سامة و مميتة لقتل شعبه …ثم لماذا لاتأسف عليه و لقد فتح لها كل أبواب تونس على مصراعيها لتدوس الأرض و العرض و تلوث الهواء و الماء …زد على ذلك …كان النظام التونسي الوسيط الناجح داخل المنظومة العربية . مسلسل الاقالات لم يتوقف …في خلال 24 ساعة يتم اقالة رئيس أركان الجيش و من بعده و كما توقعنا وذكرنا ذلك في مقال قبل الأخير تحت عنوان : الانتفاضة مشتعلة ميدانيا و دبلوماسيا ، تتم اقالة الوزير المجرم للداخلية بعد قتله لأكثر من خمسين تونسيا و آنتظروا ماتزال القائمة طويلة ..الرئيس المهزوم فقد أعصابه و توازنه و فقد أكثر تركيزه . تحية اكبار و تعظيم للجيش التونسي الذي اختار الانحياز للشعب و صوب بنادقه في وجه المرتزقة من البوليس و الامن …و هذا التحرك له دلالات عظيمة …يعني ان الجيش يرى أن الخطر قادم من قبل الحكومة الفاسدة و ليس من الشعب المغلوب على أمره و هذه بشرى أخرى . كما طلبنا في ورقة خارطة طريق الانتفاضة تشكيل حكومة انقاذ وطني لادارة شؤون البلاد الى حين , المعارضة بالداخل و على لسان السيد نجيب الشابي يعرض نفس الفكرة كأنسب حل للخروج من الأزمة… و هذا ما سيكون باذن الله . توسع دائرة الانتفاضة الى ما بعد سيدي بوزيد و خروجها على السيطرة و تسجيل هزيمة للبوليس التونسي في أكثر من موقع على يد رجال الانتفاضة المؤمنين و تعالى زغاريد النسوة تعبيرا عن بسالة و شجاعة أبطالنا الأحرار . الرئيس التونسي المهزوم باذن الله و في أقل من أسبوع يلوح بمشاريع وهمية لاخماد نار الانتفاضة و لأول مرة يدعو الأحزاب و القوى المدنية للجلوس على طاولة واحدة لحلحلة المشاكل و هذا في لغة السياسة اعترافا بالخطأ و عدم القدرة على حل المشكلة بل الأهم الاعتراف بالعجز و الهزيمة . ذا ما استمر نسق الانتفاضة على هذا المنوال ….نصر سيكون حليف شعبنا الذي فاجأ الجميع …و متوقع باذن الله هروب أفراد العائلة الحاكمة وحدا تلو الآخر و لكن أنبه هنا ، أن هروبهم لكن يكون صفر اليدين …بل سيجمعون ما يقدرون عليه من مال الشعب و سيفرغون خزائن البنوك لسببين : لضمان حياة أطول لهم بالخارج و الحفاظ على نسق البذخ الذي كانوا يتمتعون به في تونس .
افراغ خزينة الدولة بقصد ارباك الحكومة الجديدة لما تستلم السلطة و تجد البنوك نظيفة و قتها سيثور الناس و يقولون أفضل لنا بن على ، و عليه آمل من أحرار تونس أن يراقبوا حركة السيولة بتونس ….و الآن يمكن لمتابع أخبار العائلة الحاكمة ان يتسائل : لماذا يملكون طائرات خاصة أو يعملون في شركات النقل للطائرات . الجواب بسيط : هو الاستعداد لهذه اللحظة الحرجة ؟ كلنا ثقة بوعد الله و كلنا ايمان بأن دم شهدائنا لن يذهب هدرا .
وصية أخيرة لأحزاب الموالاة : كفوا عن اللعب بساق في الداخل و الأخرى بالخارج ….الشعب التونسي ليس غبيا و أخشى عليكم في اللحظة الأخيرة أن يرميكم الشعب بمزبلة التاريخ .
الرجاء انسحبوا من الحكومة التي تحتضر…و وجودكم بداخلها كالأكسجين لمريض على سرير الموت …الرجاء الالتحاق بالمعارضة الجادة و شكلوا جسما جديدا لانقاذ البلاد و حتى يعرف المجتمع الدولي مع من يتحدث ….؟؟؟؟؟؟ . حمادي الغربي
طلبة تونس WWW.TUNISIE-TALABA.NET
سميـــــر العبيــــــدي : لو ينطـــــق الحجـــــر
لقد أطللت علينا من خلال قناة الجزيرة مساء يوم الأحد 9 جانفي 2011 بعد المجزرة الرهيبة التي حصلت في القصرين و تالة و الرقاب و التي ذكّرتنا بما يحصل للأشقاء الفلسطينيين في غزّة كلما قام الصهاينة بتنفيذ أحد إعتداءاتهم الهمجية لتقول ماذا …. بأن الرسالة وصلت …. أيّ رسالة هذه التي تتحدّث عنها …. و أيّ ردّ عليها سيكون … سوى الوعود الكاذبة و الزائفة و المنافقة … و القمع و الإعتقال …. و الرصاص …. لــو ينطــــق الحجــــــر …. لو تنطق » حجرة سقراط » التي طالما اعتليتها في كلية الحقوق بتونس لتلهب الجماهير الطلابية بخطاباتك الثورية لــــو ينطــــق الحجـــــر فيذكّرك بما كنت تقوله كلما هاجمت قوّات » البوب » أو قوّات القمع كما كنت تسمّيها المركّب الجامعي و تصيح في الطلبة و تدعوهم إلى مقاومتها و الصمود أمامها بالرغم من أنها لم تكن تستعمل سوى الهراوات و القنابل المسيلة للدموع و ليس الرصاص الحيّ كما حصل في المجزرة الأخيرة … لـــو ينطــــق الحجـــــر فيذكّرك بما كنت تتغنّى به من مقولات عن حرية التعبير و الديمقراطية لـــو ينطـــق الحجــــــر فيذكّرك بالمسيرات التي كنت تقودها و تشارك فيها دفاعا عن الحركة الطلابية لـــو ينطـــق الحجــــــر فيذكّرك بما كنت تقوله في السلطة و ما تطلقه عليها من نعوت هل تستطيع حتى مجرّد التخفيف من سرعة آلة القمع الرهيبة التي انطلقت بشكل هستيري لتطال آلاف الطلبة و التلاميذ ضربا و إيقافا و اعتقالا و تعذيبا …. و قتلا بالرصاص …. هل استمعت إلى آهات الأمّهات وهنّ يبكين فلذات أكبادهنّ الذين فارقوهم إلى الأبد بعد أن أصابهم رصاص الغدر و الظلم ألم تستمع إلى صيحات الإستغاثة في المستشفيات و الشوارع …. ألم تستفزّك آلام و آهات المعذّبين في الأرض في مختلف مدن و قرى البلاد … أين أنت من شعار » تلامذة و طلبة و عمّال كلّهم جبهة نضال » الذي طالما رفعته في ساحة كلية الحقوق و أين أنت من مبادئ و قيم القوانين التي درستها على أيدي أساتذتك في كلية الحقوق …. هل ما زلت ملتزما بها …. هل مازلت تؤمن بكرامة الإنسان و بالحرمة الجسدية للإنسان … كلاّ و ألف كلاّ … فالطلبة الذين كنت تخطب فيهم و تقودهم في التحرّكات يتعرّضون الآن للإعتقال و التعذيب و التنكيل و الطرد من الدراسة و المحاكمات الجائرة …. و القتل بالرصاص الحيّ …. و أنت صامت لم تحتجّ …. لم تندّد كما كنت تفعل من قبل … لم تقل و لو كلمة واحدة …. و الساكت عن الحقّ شيطان أخرس …. ألم تثرك مشاهد جثث الشباب و قد اخترقها الرصاص و أصابها في مقتل في القلب و في الرأس و في الصدر و في العمود الفقري …. ألم تتألّم لذلك …. ألم تتحرّك فيك المشاعر الإنسانية …. إنك لم تكلّف نفسك حتى الترحّم على الشهداء الذين سقطوا ظلما و عدوانا بالرصاص الحيّ لقوّات البوليس و لم تتقدّم بتعازيك لأهاليهم وهو ما يفعله – بعفوية و بكل تلقائية – كل المتدخلين على شاشات القنوات التلفزية في مثل تلك الأحداث و الحالات و لكنّك لم تفعل …. خسئت و خسئ المافقون و الكذابون و المتزلّفون و الوصوليّون و الظالمون أعداء الشعب و الجماهير …. ابــــن الوطـــــن آخر تحديث : الساعة 17 و 30 د الثلاثاء 11 جانفي 2011 طلبـــــــة تونـــــــــس
في الإعلام والشأن الوطني
بحري العرفاوي بحري العرفاوي ـ يُنعتُ الإعلام بكونه «السلطة الرابعة» لما يُمثله من أهمية ولما له من دور في صنع الرأي العام وفي توجيه الناس وإنارتهم… وربما لا يكون أحدنا مبالغا حين يقول بأن الإعلام هو «سلطة السلطات» لكونه ليس مجرد نشاط إخباري ولا يتوقف دوره على الإعلام بمعلوم أو بمجهول وليس مجرد رابط بين الناس والمعلومة…
إنه ذاك وأكثر لقد أصبح «الإعلامُ» علما بذاته له منهجه وأدواته ومراحله ومختبراته وله أهلهُ بما يتوفرون عليه من مهارات وفنون وذكاء وسعة اطلاع وقدرة على المواءمة بين المعطيات وعلى تنزيلها في زمانها وظروفها حتى يكون لها الأثر والتأثير… تأثير الإعلام المعاصر أعمق وأرسخ من تأثير الإيديولوجيا ومن خطب السياسيين والوعاظ ومن حكمة الفلاسفة ومن دروس في القانون ومن مقاصد المشرعين حتى لكأنه لم يعد يكتف بكونه «السلطة الرابعة» إنما يريد أن يكون «سلطة السلطات» بحيث لا سلطان إلا لمن كان حظه مع الإعلام المعاصر وفيرا…لم يعد الإعلامي هو ذاك الموظف في جهاز اتصال يكتفي بنقل معلومة جاهزة أو يصوغ خبرا وفق ما يريده صاحب الجهاز.
مثل أولئك الإعلاميين لم يعودوا قادرين لا على الإقناع ولا على المنافسة ولم يعد لينتبه إليهم أحدٌ ناهيك عن التأثر بهم… الإعلام المعاصر تحول إلى ما يُشبه صناعة «الحملات الغازية» حملات يتخير أصحابها جنودها وقادتها وعناوينها وشعاراتها وإيقاع وقعها وأصوات منشديها.. تلك «الحملات» تدرك حجم المنافسة في عالم أصبح كله في العراء وأصبح مفهوم السيادة لا يقدر على المكابرة أو التمنع قبالة إعلام لا يكف عن طرق كل باب وعن ملامسة كل «محظور».
سيكون مستغربا جدا اعتمادُ أساليب تقليدية في مخاطبة الناس خاصة في موضوعات تتعلق بما يرونه وما يلامسونه ويُعايشونه أو حين تقدم إليهم صياغات كما لو أنها تسخر بعقولهم وتهزأ من قدرتهم على التمييز بين الواقع وبين الإفتراضي أو حين يُسمحُ لأفراد كي يتكلموا في وسائل الإعلام بضمير الجمع أو حين تسوق « أسماءٌ» باهتة وفي أي مجال للإيهام بكونها الحقيقة وكونها النموذج والمستقبل… مثل ذاك الإستخفاف الإعلامي ـ وفي زمن انسياب المعلومة وتطور وسائط التواصل وتعدد مسالك الوصول إلى الخبر والحقيقة ـ هو المُولد الحقيقي لمشاعر مختلفة من جنس القلق واليأس واللامبالاة والغضب… وهو أيضا مُحط فعلا من «هيبة» الإعلاميين أولائك ومما يُفترض أن يكونوا عليه من ثقافة ومصداقية وأمانة.
وحين يفقد الناس الثقة في إعلامهم الوطني سيولون وجوههم قِبلَ محطات أخرى لا لكونها أكثر مصداقية وإنما نكاية في إعلامهم الذي استخف بهم. إن الناس حين يُستدعون ـ إعلاميا ـ للإطلاع على حقيقة أوضاعهم وحجم المشكلات والتحديات سيشعرون بأنهم فعلا مواطنون وأنهم مُحترمون وموثوق بهم وأنهم شركاء في الشأن العام وفي كل الظروف سيتحملون ما يُمكن تحمله من أجل المصلحة الوطنية وسيسهمون بتلقائية في الدفاع عن مكتسبات لهم فيها نصيب ولهم رأي في رسم السبل إليها. كاتب وشاعر تونسي bahri.arfaoui@yahoo.fr (المصدر: صحيفة الصباح التونسية بتاريخ 12 جانفي 2011 )
المحمول الإيجابي للأحداث الأخيرة
آمال موسى آمال موسى ـ الشعوب الحقيقية والصانعة للحراك وللتغيير الاجتماعي، هي التي تعرف كيف تستفيد من مخاضها وحتى من أزماتها، باعتبار أن إرادة الحياة أقوى من كل شيء، بما فيها الموت نفسه.
لذلك فإن رغم ما حدث في تونس طيلة الأسابيع الماضية من توتر ومن عنف ورغم تجاوز ما اعتبرته تونس دوما من الخطوط الحمراء وهو أرواح التونسيين الغالية، فإن منطق النظر إلى الأمام الذي يحتم التفكير الايجابي واستخلاص الدرس والعبر، يُملي على التونسيين كافة القيام بمراجعة صارمة تكون في مستوى الحراك الذي حصل وخصوصا في مستوى تطلعاته. وأغلب الظن أن المشكلة الأساسية اليوم هي كيف نقوم بالمراجعة وكيف نطوي صفحة بعد أن نُمعن النظر في كل كلمة جاءت فيها وأخذ كل رسائلها محمل الجد والضمير.
فما حصل يمكن أن يحصل في كل مكان وبأكثر حدة وشدة وعنفا ولكن الأساس اليوم هو كيف ستجدد تونس نفسها بعد الذي حصل ؟
ولعل أول نقطة مهمة،تُسهل على الجميع مشقة التفكير وصعوبة المراجعة النقدية الذاتية هي الانتباه إلى المضمون الايجابي للأحداث الأخيرة: نعم هناك مضمون ايجابي رغم العنف والدم. مضمون ايجابي يُنبهنا إلى أن ما راهنت عليه الدولة الوطنية مند الاستقلال إلى اليوم في مجال التعليم والمرأة والصحة والاستقلالية الذاتية للإنسان التونسي قد بدأنا نجني ثمارها ولو في سياق صعب.
فالرغبة في قول *الأنا* بصوت عال أصبحت متنامية والتوق إلى إعلام حر صادق ومعبر قد صارت أكثر تأججا.
من المهم أن لا ننسى أن نسبة التمدرس العالية وارتفاع مأمول الحياة وتحسن ظروف العيش كل هذه المؤشرات ذات فعل على تطلعات الفرد الفكرية والتعبيرية.
إننا أمام صرخة من صرخات التحديث، مفادها أن الشباب التونسي يطمح إلى الإمساك بقيم التحديث المادية والفكرية والثقافية والحقوقية كافة. فالذي يحتج ويُطالب هو كائن يعج بالحياة وبإرادة التقدم والتطور.
من هذا المنطلق،أرى أن الانتباه إلى هذا المضمون الايجابي للأحداث الأخيرة،خطوة في صالح الجميع على حد السواء.
من جهة أخرى، بات متيقنا أن أشياء كثيرة لا بد من هجرها إلى الأبد. لقد بلغ المواطن التونسي اليوم من الوعي والنضج ما يجعل من أي مسؤول في الدولة في خدمته وأن نتجاوز تلك الجملة الركيكة التي أنتجت الاحتقان وهي *المسؤول في اجتماع*
كما أن تحمل الإعلام مسؤوليته في التنفيس الاجتماعي مسألة أكثر من مهمة وأكثر من إستعجالية.
يجب أن نفهم جميعا أن تطوير الإعلام وإدراك أصحاب المؤسسات الإعلامية ضرورة الفصل بين الإعلامي والسياسي والاقتراب من مشاغل المواطنين هو الطريق المثلى للأمن والاستقرار. ذلك أن المواطن الذي يجد صوته ونبضه ومشاكله في الصحف والتلفزيونات الوطنية هو مواطن سيكون في صحة نفسية واجتماعية جيدة ولن يتم اختراقه من أي طرف مضلل أو متطرف. إن مفاهيم الوطنية والمسؤولية والرصانة السياسية، تحتاج إلى إعادة نظر وتفكير في كيفية المحافظة جميعا على تونس الجميع وتونس التي نحب.
إن الأحزاب المعارضة بصنفيها الوفاقي والراديكالي وكذلك آلاف الجمعيات ومجلس النواب كلها في حاجة إلى وقفة ضمير وصحوة حقيقية، يتم فيها الفصل بين الشخصي والوطني والمصلحة الضيقة الظرفية والمصلحة العامة.
فالحقيقة المثلجة للصدر المتألم في تونس اليوم هو أن المواطن التونسي من خلاله تمر مصالح الجميع وتتحقق. فلا يخفى علينا أن ثقافة جديدة بدأت تهتك بالقيم منذ سنوات ولقد كانت ظاهرة العنف في الملاعب وغيرها مقدمات لم نُحسن الانتباه إليها رغم ما تم إبدائه من انتباه.
نعم تونس بلد المكاسب وبلد رأس ماله الأول والأخير الإنسان ومن أجل المحافظة على هذه المكاسب وعلى هذا الإنسان،لا بد من مكاسب جديدة ليس أولها التشغيل على أهميته وإنما أولها تجديد القيم المجتمعية وتجديد الإيمان بالكفاءة وبالصدق وبالدروب الجديدة المحققة للوطنية وإعادة الاعتبار للعمل وخاصة أن نجسد مقولات الخطاب السياسي للرئيس بن علي وجعلها واقعا حيا وهو ما يتطلب في الحقيقة مراجعة لكيفية الاستقطاب السياسي والجمعياتي بعيدا عن أداء فقد صلاحيته منذ النقلة النوعية للخطاب السياسي ومنذ أن ارتفعت نسبة التمدرس وتحسنت ظروف العيش وارتقت وضعية المرأة والأسرة تشريعيا.
فما حصل كشف عن محدودية الحوار الدائر وضعف آلياته. ولعل اللجوء إلى العنف هو مؤشر من مؤشرات ضعف الحوار وهو ما يُنبئ بفشل مكونات المجتمع المدني في تأمين الحوار المطلوب وفشلها أنتج الاحتقان الذي تحول بدوره إلى عنف.
إن فتح حوار داخلي حقيقي وقوي اليوم، قد بات أكثر الضرورات تأكيدا وذلك من أجل التأطير الوطني والحضاري. لذلك فإن الأحداث الأخيرة نتحمل مسؤوليتها جميعا وتجاوزها واجب الجميع وليس بالأمر العزيز.
باحثة وإعلامية amelmoussa@yahoo.fr (المصدر: صحيفة الصباح التونسية بتاريخ 12 جانفي 2011 )
الحمد لله الفاكس: 71.744.721 تونس في 13/01/2011 العارض: بوراوي الصادق الشريف، مقاول بناء، نهج 8225 عدد 7 حي الخضراء السادس تونس الجوال: 98.604.661 إلى سيادة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي، القصر الرئاسي قرطاج تحية واحترام الموضوع: تجاوزات سلطة واستغلال نفوذ ستة سنوات بدون هوية وأنا بالغ من العمر 67 سنة لا جواز سفر و لا بطاقة علاج و لا رخصة سياقة المانية و لا جراية
سيدي الرئيس أرجو من سيادتكم تمكيني من التتبع العدلي ضد كل من تم ذكر أسنائهم في هذه العريضة فردا فردا منذ السابع من نوفمبر نأكل الضربة تلو الاخرى بلا هوادة من ايادي مريضة داخل السلطة سيدي فوق الألف عريضة في القصر الرئاسي خلف العرائض الموجهة إلى سيادتكم من شهر ماي 2010 إلى 27/12/2010 لا يقل عن 7 عرائض و 5 عرائض إلى السيد علي السرياطي المدير العام لأمنكم الخاص وكما وجهت لكم العرائض المذكورة كلهم في القصر الرئاسي الى السيد وزير العدل والثانية إلى السيد وزير الداخلية وعريضتين الأولى إلى السيد وكيل الجمهورية بالمنستير والثانية إلى السيد وكيل الجمهورية بسوسة ونسختين من نشريات على الصحافة التونسية و الدولية والمسؤولين على التجاوزات مدرجين أسماءهم في الجدول أسفله وكل حسب موقعه داخل السلطة خصوصا منهم البشير التكاري وزير العدل السابق مليارين وخمسمائة ألف دينار مالي الخاص تحت حوزته وثلاث سنوات وخمسة أشهر و7 أيام سجنا لي هدية لي من بشير التكاري والعصابة المذكورة. أرجو من سامي جنابكم السماح لي بتتبع هؤلاء عدليا وتكون إجراءات البحث والمكافحة على شاشة التلفزة التونسية إذا سمحتم لي بذلك بأن أكشف الحقيقة بالوقوف على أسباب منعي من مواصلة بحثي في مصالح أمن الدولة الصادرة فيها تعليمات رئاسية سنة 2002 (الصمت عار على أصحاب القرار. ولكم جزيل الشكر والسّلام
من القصر الرئاسي
|
من الوزارات
|
من الإدارة العامة للسجون والإصلاح
|
– عبد الرحمان بالحاج علي
– محمد الجريئ
– محمد جغام
– فتحي عبد الناصر
– أحمد خليل
– عياض الوذرمي
– عبد العزيز بن ذياء
– سمير لحسيمي
– محمد العزابي
|
– حامد القروي
– مصطفى بوعزيز
– عبد الله القلال
– الصادق شعبان
– الهادي مهني
– رفيق بالحاج قاسم
– محمد كشيش
– لزهر بوعون
– بشير التكاري
|
– رضا بوبكر
– توفيق عياد
– فيصل الرماني
– نبيل العيداني
– شكري بوصريع
|
من سلك الأمن
|
من الوزارة الأولى
|
من الديوانة
|
– النصر العجرودي
– سعيد وزير
– جمال الدين الجودي
– الناصر الديماسي
– محمد على القنزوعي
– الشادلي النفزاوي
– فرج قدورة
– أحمد التليلي
– محمد العياري
– رضا بوزغبية
– سيف الدين الصفاقسي
– محمد القايد
– حبيب قمر
– بوراوي اسماعيل
– منصور بطيخ
– محمد ضياء زموري
– توفيق الديماسي
– رياض السكوحي
– نبيل عبيد
– جمال كاتب شرطة بالمكنين
– نظام الدين عمارة
– محمد رضا دودش
– الصادق بن حمد
– حسين البحري
– عبد الستار بنور
– طارق بنور
– محمد الهادي بن حسين
– المنصف بن رمضان
|
– رؤساء مكاتب العلاقات مع المواطن بالوزارة الأولي وخصوصا منهم فتحي بديرة وفائزة ليمام
– مدير ديوان الوزير الول
– الملحق الصحفي بالوزارة الأولى
– الملحق الصحفي بوزارة العدل
– الملحق الصحفي بوزارة الداخلية
|
– العجمي محجوب
– الحبيب المسطوري
– محمد شايب راسو
– جمال قانة
– الشخاري
– سليمان ورق المدير العام للديوانة سابقا وأصبح وزير حاليا
|
المورطين من القضاة
|
– صالح الطريفي
– العياشي العوني
– الهادي بوزيان
– محمد علي الشايبي
– محمد الطاهر السليطي
– توفيق الضاوي
– الشاذلي بوخريس
– محمود البوغانمي
– بوبكر بلقاسم
– جمال شهلول
– محمد فوزي عمار
– لهادي بحسيس
– محمد اللجمي
– الساهر بوعزيز
– لطفي الدواس و 2قضاة تحقيق معه بمحكمة بن عروس سابقا
– محمد فاروق الغربي
– زهير اسكندر
– عبد المجيد بن فرج
– مختار اليحياوي
|
الإمضاء
السّيد وائل نوارة رئيس شبكة اللّبراليّيين العرب
رسالة حول أحداث تونس
السّادة الأعضاء على إثر آحتجاجات مدنيّة سلميّة آنطلقت منذ شهر بمحافظة سيدي بوزيد [ كان عامل آنطلاقها إقدام شابّ حاصل على شهادة جامعيّة عليا وعاطل عن العمل على إضرام النّار في نفسه] لتشمل لاحقا كلّ محافظات البلاد تقريبا, ردّت أجهزة الدّولة بعنف السّلاح والتّعذيب والإعتقالات ما أدّى إلى حصيلة من القتلى وصل عددهم إلى هذه السّاعة أكثر من مائة شهيد, أتوجّه إليكم بهذه المراسلة العاجلة بآسم حركة الأحرار التّونسيّيين الدّيمقراطيّيين لمناشدتكم لأجل إدراج هذه القضيّة كمسألة عاجلة على أجندة أشغالكم وطرحها على رئاسة الأمميّة اللّبراليّة ومكتبها التّنفيذي في أقرب الأوقات لصياغة موقف يسهم في حقن دماء المدنيّيين العزّل المنتفضين ضدّ الإستبداد في تونس وتأكيد حقوقهم السّياسيّة والإجتماعيّة. إنّ حركة الأحرار الدّيمقراطيّين التّونسيّيين [ بالمنفى] تحيّي الموقف التّاريخي الّذي عبّر عنه حزب الغد بوقوفه إلى جانب قوى الحرّيّة في تونس ومساندته لنضالها السّلمي من أجل دولة كلّ المواطنين لا القلّة ذات الإمتيازات. إنّ تونس تدخل حقبة تاريخيّة جديدة لن يكون فيها مجال للمعارظات الشّكليّة , الغريبة عن هموم المجتمع و المتاجرة بقظاياه العادلة مقابل الحصول على آمتيازات ذاتيّة والتّلاعب بأموال الشّعب من دون حساب أورقيب. وإنّ ما يسمّى بالحزب الإجتماعي التّحرّري وأمينه العامّ المدعو منذر ثابت لمثال معبّر عن مأسات التّيّار التّحرّري في تونس . فهذا الشّخص الغريب عن الفكر اللّبرالي جاء إلى الإجتماعي التّحرّري بقرار أمني وضعه أحد أبرز رموز الفساد السّياسي في تونس منذ العهد البورقيبي المدعو عبد العزيز بن ضياء والّذي يشغل إلى هذه السّاعة خطّة مستشار خاصّ للجنرال زين العبدين بن علي. ولكم أن تطّلعوا على البيانات الّتي أصدرها الحزب الإجتماعي التّحرّري منذ آندلاع موجة الإحتجاجات الشّعبيّة لتقفوا عند الدّور الحقيقي لهذا الشّخص. فأيّ قناعات لبراليّة هذه الّتي تبرّر جريمة قتل المواطنين المسالمين وهتك الأعراض وآغتصاب النّساء بمحافظة القصرين من ألوية الدّمار المجنّدة لحماية حكم حوّل الوطن والشّعب إلى ملك خاصّ؟ أهذه هي اللّبراليّة؟ بنصح من بعض الدّوائر الإستعماريّة يعكف تكنوقراط الجنرال بن علي حاليّا على وضع مسرحيّة آنفتاح ستساهم في إنشاءها بعض الوجوه المحسوبة على المعارضة الدّيمقراطيّة والغاية منها كسب الوقت ثمّ تدميرالمجتمع المدنيّ نهائيّا لضمان آستمراريّة الحكم الأسريّ. في هذا الضّرف العصيب و الإستثنائي ضمن مسار الحراك التّحرّري في منطقتنا العربيّة , تهيب بكم حركة الأحرار الدّيمقراطيّيين التّونسيّيين أن تولوا لما يحدث اللآن في تونس من رفض سلميّ ومدنيّ للإستبداد آهتماما خاصّا لما لهذا الحراك من تداعيات مستقبليّة على قضيّة الحرّيّات والمواطنة في العالم العربيّ. مع فائق عبارات شكري وتقديري عادل الزّيتوني رئيس حركة الأحرار الدّيمقراطييّين التّونسيّيين باريس 12 جانفي 2011
تونس الحمراء و الصحافة المصرية لا تأكلوا من لحمنا .. لا تشربوا من دمنا
كارم يحيى مسافة كبيرة بين الصورة المزيفة لتونس « الخضراء » تحت قيادة الرئيس زين العابدين بن على « نصير الحريات وحقوق الانسان و صاحب معجزة التنمية والتحديث »، وغيرها من الأوصاف والألقاب مدفوعة الأجر في الصحف المصرية قومية و حزبية و خاصة جديدة و بين حقيقة تونس « الحمراء » التي تنتفض على الدكتاتور زين العابدين بن على و أسرته و عصابته في الحكم والنهب والفساد و التبعية للغرب والتطبيع مع إسرائيل ، فيتساقط في موكب جليل شهداء انتفاضة الخبز والحرية برصاص قوات الطاغية متعدد الألقاب . لكنها هذه المرة القاب من قبيل: » بينوشيه العرب » و » صديقنا الجنرال « . والأخير هو عنوان كتاب ألفه الصحفيان الفرنسيان » نيكولا بو » و » بيير توكوا » ، وكتب مقدمته الكاتب الشهير » جيل بيرو » . وكانت قد صدر ترجمته الى العربية من دمشق عام 2005. في هذه المسافة الشاسعة بين تونسين » خضراء » و « حمراء » ، يقف رؤساء تحرير و مسئولو أقسام وصفحات وكتاب رأي ودكاترة باحثون ومحررون . وقد انخرطوا في الخلط بين الإعلان والتحرير وبين المهام الصحفية والرحلات السياحية . بل وحتي نقباء للصحفيين ، خانوا مصداقية الكلمة وداسوا على القوانين والمواثيق . و قد تحولوا جميعا الى زبائن لدى » وكالة الإتصال الخارجي » التونسية ( أشبه بهيئةالإستعلامات لدينا ) ،والتي تنفق ببزخ على تجميل صورة الدكتاتور في الخارج من قوت الشعب التونسي الذي ينتحر شبابه العاطل حرقا أو صعقا بالكهرباء و يموت بالرصاص الحي فقراؤه وأبناء طبقته الوسطي المحتجون على الغلاء والفساد والاستبداد و القمع والتعذيب . وكما قال لي مثقف تونسي فان » تونس الخضراء » كما يقوم بتسويقها زبائن « وكالة الاتصال الخارجي » تنفق على وسائل الإعلام في الخارج بسخاء منذ تولى « صديقهم الجنرال » في نوفمبر 1987 وعلى نحو لم يعرفه عهد بطل الاستقلال و مؤسس الجمهورية التونسية الرئيس الحبيب بورقيبه. و بالطبع كما عندنا لا توجد شفافية تفصح عن حجم هذا الإنفاق. لكن متابعة المنشور في الصحافة العربية والعالمية تفيد أيضا بأن صحفنا تتقدمها القومية العملاقة على رأس قائمة زبائن » وكالة زين العابدين » ،ومعها عدد من الصحف ساقطة المصداقية في دول عربية وغربية . ومن بينها على سبيل المثال صحف لبنانية محدودة التوزيع ، وصحيفة » واشنطن تايمز » اليمنية الامريكية و مجلة » جون أفريك » الصادرة في فرنسا ، وذلك بعكس الصحف المحترمة التي تحافظ على مصداقيتها مثل » لموند » و » ليبراسيون « . شخصيا لدي ما يملأ بالوقائع كتابا عن هؤلاء الزبائن في صحافتنا . والكثير من هذه الوقائع عايشته بنفسي وكنت شاهدا عليه من صالات التحرير الى التنفيذ والطبع . ولولا خشية الانزلاق الى كتابة فضائحية لرويت الآن ما شاهدت وعايشت ، وحاولت مقاومته وآخرون عبثا . ولعل ما يخفف بعض الشئ عبء ما أحمل انني حاولت تشريح آليات اللعبة و كيف نشأ وتطور » نمط من الأداء الصحفي المضبوط على إيقاع قوى إقليمية و دولية بتوجيه من الأجهزة الرسمية عندنا » . وقد نشرت ذلك في دراسة موثقة ضمن كتاب صدر لي مطلع عام 2005 . وحملت الدراسة عنوان » كي لا نجرؤ على الكلام : العطايا السخية لسادة النفط و أمريكا » . صحيح ان الكتاب لم يتعرض نصا لـ » تونس الخضراء » ، لكنه يقدم صورة تجريدية للآليات الحاكمة، و يشير الى صراع كان دائرا مع مطلع الألفية الجديدة في مطابخ الصحف القومية حول تفضيل مصطلح عن آخر في صياغة الخبر و الموضوعات الخبرية في صفحات الشئون العربية والدولية . ولم ينته العام نفسه (2005 ) إلا وكنت من موقع مؤسس و مسئول قسم » عرب وعالم » بصحيفة » الكرامة » ـ وبمناسبة استضافة » تونس الخضراء » لقمة المعلوماتيه ومعها مجرم الحرب رئيس الوزراء الاسرائيلي » إرييل شارون » ـ أنشر صفحة كاملة عن الصورة الحقيقية لتونس. و قدمت من بين موضوعاتها تحليلا للصلة بين الدكتاتورية و هذا النمط من التحديث الرأسمالي المظهري و السياسات غير الشعبية من التبعية للغرب الى التطبيع مع إسرائيل .ووقتها اتصل بي زميل مهنه، وقال : » هذه الصفحة الآن سابقة في الصحافة المصرية ، بما في ذلك الصحافة التقدمية « . وفي وقت لاحق ، وتحديدا في نوفمبر 2007 أصدرت منظمة حقوقية مصرية هي « الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان » تقريرا تحت عنوان » من يدفع الثمن ؟.. إعلانات الصحف المصرية لتجميل صورة الدكتاتورية التونسية ». صحيح ان التقرير لم يتطرق الى اسماء السادة زبائن الدكتاتور من زملائنا الصحفيين ،حيث اقتصر على معالجة الموضوعات الإعلانية مجهلة المصدر والتي يجرى نشرها بالمخالفة للقانون وميثاق الشرف الصحفي بوصفها موضوعات خبرية دون تنويه الى انها مجرد » إعلانات مدفوعة « . لكن التقرير ( المتوافر على شبكة الإنترنت الى حينه) وثق 25 إعلانا لـ » صديقهم الجنرال » موزعة على ثمان صحف مصرية خلال عام 2006 و حتى إبريل 2007. و هي : الأهرام و الأخبار والجمهورية و روزا اليوسف (قومية ) و الأسبوع ( خاصة جديدة) و الأحرار والعربي و الأهالي ( حزبية معارضة ) . وقد تصدرت » الأهرام » و « الأحرار » القائمة في عدد مرات النشر . لكن الأخطر من ذلك أن التقرير ذاته وثق مخاطبة » الشبكة العربية » في 21 مارس 2007 لرؤساء تحرير هذه الصحف بهدف مجرد حثهم على توضيح طبيعة مثل هذه المواد المنشورة في صحفهم . وما حدث انه » لاحياة لمن تنادي » ، بل قل : » لا حياء لمن تنادي ». فقد استمر إهدار مصداقية الصحف و إستغفال القراء و إنتهاك القانون وميثاق الشرف بالخلط بين الإعلان والتحرير دون توقف. ولنأخذ من » الأهرام » نموذجا بوصفه أكبر الصحف المصرية و أغناها واكثرها قدرة على الاستغناء عن هكذا خلط بين الإعلان والتحرير يهدر مصداقيته . في 2 نوفمبر 2006 يكتب » س . ع » في عاموده تحت » عنوان تونس لن تتراجع » يهاجم فيه من وصفهم بـ » الحناجر التي تتهم تونس بالخروج على الإجماع العربي لدعوتها شارون للمشاركة في قمة المعلوماتيه » . كما يهاجم من انتقدوا » أحوال حقوق الانسان في تونس » . فيما كان » صديقه الجنرال » يعتقل كاتبا إسمه » محمد عبو » ويسجنه 28 شهرا لتجرؤه على نشر مقال على شبكة الانترنت بعنوان » بن على ـ شارون » . وقد قيد لـ « عبو » أن يكتب لاحقا مقال » أبو غريب العراق و أبو غريب تونس » . أما بشأن الزميل ( س . ع) » صديق الجنرال » فيحق لنا أن نسأل : كم مرة قام بالتمتع بتسهيلات و ضيافة » وكالة الاتصال الخارجي » التونسية ؟ . وفي 25 نوفمبر 2007 تنشر مجلة » نصف الدنيا » النسائية الصادرة عن مؤسسة « الأهرام » رسالة لزميل آخر ( م . م) تحت عنوان : »تونس تنتقل من ديموقراطية العقيدة الى ديموقراطية البرامج » !. وبالطبع علينا أن نسأل أيضا كم مرة تمتع هو الآخر بضيافة » وكالة صديقه الجنرال » ؟ . وفي 22 مارس 2008 تنشر صحيفة » الأهرام » : » في الذكرى الـ 52 لاستقلال تونس : بن على يعلن قرارات جديدة لتعزيز الديموقراطية و المشاركة السياسية » . و الموضوع إعلان واضح لكن دون أي تنويه لذلك ، والمصدر » تونس ـ خاص ». وفي 6 سبتمبر 2008 ينشر » الأهرام » رسالة بعنوان » في مؤتمر التحدي : تونس تدشن مرحلة الإنفتاح » . وهو هذه المرة للدكتور والمثقف ( س .أ) . ولما كانت استضافة » وكاله صديقه الجنرال » بمناسبة انعقاد المؤتمر الخامس لحزب التجمع الدستوري الوطني الحاكم فقد كتب : » ان الحزب ولا يزال يتحمل مسئولية قيادة النضال والكفاح والاستقلال واصبح عمليا مدرسة للوطنيين التونسيين « . و قال أيضا لافض فوه : » ان الحزب بناء مؤسساتي رصين و عميق و متشعب » ( والله هكذا كتب وهكذا نشرت الصحيفة العريقة ) . و قال أيضا : » كان شيئا لافتا ـ مثلا ـ أن يقف رئيس الدولة الذي هو في نفس الوقت رئيس الحزب ليردد في عزة وفخار النشيد الوطني مع جموع التونسيين » . (طبعا لا دهشة في الجمع بين رئاسة الدولة والحزب ولسنوات مديدة لأن الحال نفسه عندنا في مصر و لأن الدكتور نفسه عضو بلجنة سياسات حزب مبارك الحاكم) . وبعدها بأيام وتحديدا في 20 سبتمبر 2008 تنشر « الأهرام » إعلانا دون تنويه لطبيعة المادة المنشورة تحت عنوان » تونس .. بدأت مرحلة إعداد إنتخابات 2009″ . وبالمناسبة فقد سبق » صديقهم الجنرال زين العابدين » بزمان صديقه » حسني مبارك » في الانتقال من لعبة الاستفتاءات الرئاسية المزورة الى لعبة الانتخابات الرئاسية المقيدة المزورة . وببساطة بدأت اللعبة في تونس عام 1999 وفى مصر 2005 . و بالمناسبة ايضا فان مصدرا حكوميا تونسيا كان اكثر شفافية من أقرانه في مصر ، حين نفي أنباء ارتفاع نسبة استهلاك لحوم الحمير عند الفقراء التوانسه ، وقال : »النسبة هامشية ولا تتعدي 700 طن في العام » ( برقية لوكالة الانباء الالمانية في 25 إبريل 2010 ) . ولعله ثمه علاقة ما بين استهلاك الفقراء للحوم الحمير في مصر وتونس و هذا النمط من الانتخابات الرئاسية و المعالجات الصحفية لسيرة » صديقهم الجنرال » . و قتلا للضجر ( وهو بالمناسبة عنوان قصة قصيرة للأديب الروسي أنطون تشيخوف تحكي عن ناظر محطة قطارات في بلدة نائية يضطر الى اقامة علاقة حرام مع فتاه فقيرة بلهاء ) نكتفي بالاشارة الى موضوعات إعلانية أخرى صدرت في « الأهرام » على سبيل الخداع في هيئة موضوعات إخبارية صحفية في أعداد 3 نوفمبر 2008 و 8 نوفمبر و18 ديسمبر 2009 و 21 مارس و 8 نوفمبر 2010 . كما ننصح القارئ الفطن الى متابعة الخداع نفسه بمختلف الصحف المصرية بخاصة مع مناسبتي استقلال تونس وتولي زين العابدين في في شهري مارس ونوفمبر من كل عام . والآن .. كيف عالجت صحفنا إنتفاضة الشعب التونسي الأخيرة على » صديقها الجنرال » ، والتي اندلعت في اعقاب اقدام الشاب العاطل » محمد بوعزيزي » على اشعال النار في نفسه في 17 ديسمبر الماضي . هنا و بعد رصد للصحف الكبرى الثلاث « الأهرام » و » الأخبار و » الجمهورية » عن الفترة بين 30 ديسمبر 2010 و 11 يناير 2011 نكتفى بالملاحظات التالية : ـ أولا جريمة الصمت .. لاشئ مطلقا عما يجرى في بلد » صديقهم الجنرال » في أعداد 31 ديسمبر 2010 و 1 و2 3و 4 و5 و 6 و 7 و 8 و 9 في جريدة » الأهرام » . و لا شئ أيضا في جريدة » الأخبار وأخبار اليوم » في أعداد 1 و 2 و 3 و 4 و 5 و 6 و 7 8 و9 يناير 2011 . ولا شئ مطلقا في جريدة « الجمهورية » في أعداد 31 ديسمبر 2010 و 1 و2 و 3 و 4 و 5 و 7 و 8 و 9 يناير 2011. وبالمقارنه مع صحيفتي » الحياة » و »الشرق الأوسط » السعوديتين الصادرتين من لندن خلال الفترة ذاتها ، يتضح أن الأولى قدمت 18 معالجة بين خبر ورأي والثانية قدمت 15 معالجة. ـ ثانيا جريمة خلط الإعلان بالتحرير ..لنلاحظ أن « الأهرام » نشرت في 30 ديسمبر 2010 بالصفحة السابعة » شئون عربية » إعلانا بعنوان » عقب عدة أيام من المظاهرات : بن على يتعهد بجهود إضافية لمواجهة المتاعب الإجتماعية » ، مع صورة رسمية مشرقة للرئيس التونسي. والموضوع بدون مصدر وبدون الاشارة الى انه إعلان أو محاولة فصله بأي طريقة عن بقية المادة الإخبارية في الصفحة . أما » الأخبار » فقد نشرت في اليوم نفسه ( طبعا ليست صدفة ) موضوعا مماثلا لكن تحت عنوان » الرئيس التونسي يزور الشاب الذي حاول الإنتحار.. ويستقبل المتضررين من أحداث سيدي بو زيد ».وإن كانت « الأخبار » قد فصلت بين هذا الإعلان وبين بقية المادة الخبرية بصفحتها » شئون عربية وعالمية » بـ » فاصل زجزاج ». ـ ثالثا.. إكتفت » الأهرام » بالمعالجة الإخبارية نقلا عن وكالات الأنباء بعدد 11 يناير 2011 في الصفحة الأولى وتحت عنوانين لا يحتاجان الى تعليق : » 25 قتيلا في الاحتجاجات بتونس وإغلاق المدارس .. والرئيس التونسي : عصابات مأجورة وراء الأحداث الأخيرة » . و في المتن جاءت تصريحات الرئيس التونسي أولا وشغلت ما يزيد على نصف مساحة الخبر . أما اليوم الآخر للأهرام فقد نشرت في 10 يناير 2011 خبرا على ثلاثة عامود مناصفة مع أحداث الجزائر ، وحمل عنوان : » مقتل 8 بالرصاص خلال الاحتجاجات في تونس « ،ومصدره ايضا وكالات الأنباء . وفي حالة » الأخبار » فقد اكتفت هي الأخرى بالنشر ثلاث مرات . في يوم 31 ديسمبر 2010 جاء خبر بالصحفة العاشرة بعنوان: » بعد إحتجاجات عنيفة على تفشي البطالة : استثمارات تونسية وأجنبية في سيدي بو زيد » .و مصدر الخبر وكالة » رويترز « . ولايتضمن المتن أيه تفاصيل عن انتفاضة الشعب التونسي ، بل يتقتصر على إعلان شركتين واحدة المانية والأخرى تونسية اقامة مشروعين استثماريين في « سيدي بوزيد . و الخبر الثاني في تغطية » الأخبار » جاء يوم 10 يناير 2011 على عامودين اسفل صفحة 9 وتحت عنوان » مقتل 8 أشخاص خلال مواجهات تونس » نقلا عن وكالات الأنباء، وبالأصل عن وكالة الانباء التونسية الرسمية . أما الخبر الثالث خلال تغطية « الأخبار » على مدى الفترة محل الرصد ( 12 يوما ) فقد كان في يوم 11 يناير 2011 . وجاء في الصفحة التاسعة على ثلاثة أعمدة ونقلا عن وكالات الانباء أيضا ، وتحت عنوان فرعي صغير » مقتل 14 شخصا في الاحتجاجات » و عنوان رئيسي كبير » الحكومة التونسية : رسالة المحتجين وصلت وسنتخذ الاحراءات « . بالنسبة لـ » الجمهورية » فقد اكتفت مثلها مثل »الأهرام » بالنشر في يومين فقط خلال الفترة محل الرصد وفي صفحة » عالم واحد » . في المرة الأولى 6 يناير 2011 خبر على عامود واحد بعنوان » وفاة البوعزيزي مفجر احتجاجات تونس » ، ومن دون مصدر .وفي الثانية نشرت يوم 11 يناير 2011 موضوعا خبريا مشتركا مع احتجاجات الجزائر على خمسة أعمدة بعنوان : » مقتل خمسة في اشتباكات الشرطة مع المتظاهرين في تونس » ، ومصدره وكالات الأنباء . و لمزيد من فهم نتائج العينة السابقة يتعين أن نسجل الملاحظات الآتية ،بعدما ننبه الى اعتبارات إقتصادية سياسية في القاهرة تتمثل في الخشية من انتقال عدوى انتفاضة تونس الى الشعب المصري: ـ على عكس فترات سابقة من تاريخها ، فإن الصحافة المصرية عموما باتت تخلو ـ إلا فيما ندر ـ من تقرير إخباري متميز او تحليل جاد بأقلام كتابها يتناول أحوال تلك الدول العربية التي تدفع بسخاء وتستضيف ببزخ القيادات والكتاب والمحررين ومن لهم سلطة النشر من أجل أغراض تجميل الصورة، بما في ذلك تونس » الخضراء » . ـ إن من أطلقت عليه في كتابي المشار اليه سابقا والصادر في عام 2005 » مدرسة الكتابة مدفوعة الأجر من المنخرطين في علاقات النفاق الرخيص مع القادة والأمراء برعاية المؤسسة الصحفية و أجهزة الدولة » يبدو أنها قد أحكمت السيطرة على اقسام و صفحات الشئون العربية في غالبية صحفنا ، فضلا عن مساحات الرأي في هذه الصحف.وهو أمر حصيلة عوامل وتفاعلات لا مجال لتناولها هنا. ـ لم يتبق لقارئ الصحف المصرية إلا الثقة في الأخبار المستمدة من وكالات الانباء الغربية. وحتى هذه تخضع في مطابخ الصحف للتلاعب بالمعلومة و الإبراز والإخفاء و غيرها من تكنيكات يعلمها محررو الشئون الخارجية والعربية . ناهيك عن مصالح هذه الوكالات و التحفظات بشأنها والواردة في تقرير منظمة « اليونسكو » لشون ما كبرايد ،و الذي يحمل عنوان » أصوات متعددة وعالم واحد » ، وله ترجمة الى العربية صدرت من الجزائر عام 1981. وقبلها يمكن الرجوع الى كتاب استاذنا الدكتور مختار التهامي » الصحافة والسلام العالمي » ، والصادر من القاهرة عام 1964. فضلا عن اسهامات لاحقة حول نظرية » التبعية الإعلامية » لاساتذة أجلاء آخرين كالدكتورة عواطف عبد الرحمن . ولكن .. الى من نلجأ لمواجهة هذه الكارثة التي حلت بصحافتنا ؟ هل يفلح ان نلجأ الى نقابة الصحفيين المعنية بتطبيق ميثاق الشرف الصحفي ومحاسبة اعضائها عن انتهاك قوانين الصحافة و اخلاقياتها ؟ . وكيف نلجأ اليها وقد تفضل نقيبها الحالي الاستاذ مكرم محمد أحمد و الأسبق الاستاذ إبراهيم نافع بوصفهما أمين عام ورئيس اتحاد الصحفيين العرب بمنح درع الإتحاد لـ »صديقهم الجنرال زين العابدين بن على » في إبريل 2010 » تقديرا لدوره في الدفاع عن الصحافة بالعالم العربي « ، وغير عابئين باحتجاج الصحفيين التونسيين الأحرار و المنظمات الحقوقية المعنية بحرية الصحافة . وهل ننسى ان نقيب الصحفيين المصريين الحالي وصف » صديقه الجنرال » بأنه: » صديق الصحفيين العرب وصديق الإعلام في العالم و القائد الذي يشجع حرية الكلمة والديموقراطية » . وكم مرة قبلها زار الاستاذان مكرم و نافع تونس في ضيافة » وكالة الاتصال الخارجي « ، منذ ان كانا من بين رؤساء مجالس إدارة وتحرير المؤسسات القومية على مدى عقدين أو أكثر ؟ .وكم كانت حصتهما في حصيلة إعلانات الوكالة المدفوعة الى هذه المؤسسات ؟ وهل يفيد اللجوء الى المجلس الأعلى للصحافة بحكم ما له من سلطات وصلاحيات؟ ، وهو الذي يتحلى بخطيئة الصمت إزاء كل ما يجرى ،وهو يعلم ما هو مخفي ومعلن من أحوال الصحفيين وقيادات الصحف . بل ويسهم في إختيار » أصدقاء الجنرالات والأمراء » في المواقع القيادية بالصحف القومية . وهل هناك معنى لاعتبار هذا المقال بلاغا للنائب العام ،وهو بالأصل يجرى تعيينه بقرار من رئيس الجمهورية شبيه » صديقهم جنرال تونس » ؟. في الختام يظل في الذهن كلمات قالتها الزميلة التونسية نزيهة رجيبة » أم زياد » حين وقفت في نقابة الصحفيين المصريين يوم 3 مايو 2006 خلال الإحتفال بيوم الصحافة العالمي لتناشد زملاءها هنا الامتناع عن نشر الموضوعات الدعائية لنظام دكتاتور تونس ، مذكرة بأن هناك مواطنين في بلادها ينشدون حياة كريمة و إعلاما حرا وهم في مسيس الحاجة لما ينفقه هذا النظام على تجميل صورته في الخارج . قالت في صرخة من القلب : » لا تأكلوا من لحمنا » . و الآن..و مع الدم الطاهر الذي يروى أرض تونس الحمراء أقول معها : » لا تأكلوا من لحمنا .. لا تشربوا من دمنا « . ـــــــــــــ و تبقي ملاحظتان : الأولى .. اننا تجنبنا الكشف في الاستشهادات الواردة سابقا عن أسماء الكتاب والمحررين ، واكتفينا بنشر الحروف الأولى منها ،وذلك توقيا للانزلاق الى الشخصنة ، واداركا بان الظاهرة أكبر من الأمثلة المستشهد بها وتمتد الى صحف عدة . والثانيه ..ان كاتب هذا المقال ساهم في تأسيس و عمل بصفحة » العرب في أسبوع » بصحيفة « الجمهورية » عام 1984 ، و بصفحة » الحوار القومي » بعدها في عام 1985 ، وكتب للصفحة ذاتها بين عامي 1999 و2001، وعاد للعمل بها في عامي 2005 و 2006. كما عمل بقسمي « الخارجي » بالأهرام المسائي بين عامي 1992 و 1998 و »الشئون العربية » في الأهرام اليومي بين عامي 1998 و 2003 .كما أسس وأشرف على « عرب وعالم » بجريدة » الكرامة « في عام 2005. وطوال هذه الرحلة ومع محطات أخرى يحمد الله أنه ـكغيره من زملاء عديدين بعيدين عن الشهرة واحتكار مساحات النشر هنا وهناك ـ لم يكن زبونا لأي وكالة اتصال أو سفارة أو وزراة أو من أصدقاء الجنرالات أو الأمراء من زمن عراق صدام الى تونس بن علي.. ويتحدي.
الصحفية سكينة عبد الصمد: « السلطة عجزت عن السيطرة على الشارع ووقف الاحتجاجات »
تتهم الصحفية في قناة « تونس 7″ سكينة عبد الصمد، التي شاركت في الاعتصام الذي نظمه صحفيون تونسيون الاثنين احتجاجا على تعاطي السلطات مع الاحتجاجات، مواليين للحزب الحاكم بالوقوف وراء أعمال التخريب وتندد بالتعتيم الإعلامي. طاهر هاني (نص) المعارضة تتحدث عن سقوط عشرين قتيلا في المواجهات ووزارة الداخلية تقر بثمانية التوتر ينتقل من الشارع إلى ساحة الأنترنت و »فيس بوك » فرانس 24: ما هو موقف الصحفيين التونسيين من الأحداث التي تشهدها تونس؟ سكينة عبد الصمد: الصحافة التونسية تساند المحتجين والمتظاهرين. لقد قمنا باجتماع أمس الاثنين في مقر نقابة الصحفيين بتونس العاصمة قررنا خلاله تنظيم إضراب عام يشمل كل المؤسسات الإعلامية الخاصة منها والحكومية وذلك احتجاجا على مقتل مواطنين عزل مغلوبين على أمرهم وللتنديد بالتعتيم الإعلامي والمغالطات التي يسوقها النظام التونسي على قنواته المتعددة، لا سيما قناة « تونس 7 ». من جهة أخرى، هناك زملاء زاروا المدن والبلدات التي وقعت فيها الاحتجاجات وسقط فيها القتلى وتأكدوا من أن المجموعات التي تحرق وتنهب وتخرب مؤسسات الدولة والشعب هي مجموعات تابعة للحزب الحاكم وليس المتظاهرين. لكن بالرغم من أن الاحتجاجات عفوية وسلمية وشعبية، إلا أن الشرطة أطلقت الرصاص الحي على الشبان وقتلت نحو 70 شابا ذنبهم الوحيد هو التعبير عن مطالبهم بطريقة سلمية. نحن ندعو إلى الوقف الفوري لإطلاق الرصاص. لكن، كيف تفسري صمت الصحافة التونسية إزاء هذه الأحداث؟ هناك تعتيم إعلامي ومغالطات لأن نظام [الرئيس زين العابدين] بن علي هو الذي يمسك بكل المؤسسات الإعلامية التونسية. رخص تأسيس مؤسسات إعلامية تعطى دائما لأقارب بن علي أو لأشخاص معينين لهم علاقة بالسلطة الحاكمة. أما الصحف الخاصة فهي أيضا في قبضة الرقابة، فأما أن تلتزم بما تقوله السلطة وإما يتم إغلاق الصحيفة أو الإذاعة. منذ بداية الأحداث، قناة « نسمة تي في » هي الوحيدة التي تمكنت من تنظيم برنامج حواري حول الاحتجاجات وحرية الإعلام والتعبير في تونس بحضور عدد من المحللين والمثقفين، لكن للأسف لم يتم إعادة بث البرنامج مرة أخرى. النظام التونسي اتهم الإعلام الدولي بزعزعة الاستقرار في البلاد… السلطة عجزت عن السيطرة على الشارع وعلى وقف الاحتجاجات، أكثر من ذلك شعرت بأنه من الصعب التصدي لفيس بوك والانترنت، لذا حملت مسؤولية كل ما يجري في البلاد للإعلام الدولي والقنوات الأجنبية. لكن نحن نتساءل هل هذه القنوات هي التي « فبركت » الأحداث في تونس؟ طبعا لا.
(المصدر: فرنس 24 بتاريخ 12 جانفي 2011 )
هل تحرك « الإنتفاضة » التونسية المياه الراكـدة في المنطقة العربية؟
بقلم : سعد محيو – بيروت- swissinfo.ch ثمة قانون تاريخي رسّـخ أقدامه في الشرق الأوسط منذ ألف عام، قِـوامه التالي: كلّـما ارتكس المشرق العربي، انتفض المغرب العربي وأمسك بالمبادرة التاريخية، وهذا على كل الأصعدة، الفكرية والفلسفية والسياسية والإستراتيجية. وهكذا، حين برز الإمام الغزالي في المشرق ليُـعلن « تهافت الفلاسِـفة » وليليه الأشاعرة وإبن تيمية، ليغلقوا باب الاجتهاد، برزَت في المغرب العربي كوكبة من كِـبار المفكِّـرين الذين لم يُـعيدوا إلى الحضارة العربية – الإسلامية وهْـجها فحسب، بل هُـم كانوا أيضاً الأساس الحقيقي لعصرَيْ النهضة والتنوير في أوروبا: إبن رشد، الذي أطلق الفكر الأرسطي من عِـقاله، وإبن خلدون، مؤسِّـس علم الاجتماع الحديث، وإبن طُـفيل، الذي سبق تشارلز داروين بألف عام في نظرية النشوء والارتقاء.
وعلى الصعيد السياسي – الإستراتيجي، كان المغرب العربي يزوّد المشرق بأسُـس إمبراطوريات عدّة، كانت على رأسها الإمبراطورية الفاطمية التي وصلت منه إلى مصر، مُحقِّـقة نهضة عِـلمية وفِـكرية وعمرانية مشهودة. فهل نحن الآن، في القرن الحادي والعشرين على أبواب « تطعيم » مغاربي تاريخي جديد، لمشرق يتهاوى بشدّة منذ نيف ونصف قرن تحت ضربات التفتيت والاحتلالات والانحِـباس السياسي والفكري والحضاري؟ تونس تتكلّم
انتفاضة تونس الشعبية تَـشي بذلك. فهذه الانتفاضة التي فاجأت الجميع في توقيتِـها وشكلِـها وحجمِـها، قرَعت أجْـراساً صادِحة في كل أرجاء المشرق العربي، ناهيك ببقية دول المغرب، مُبشّـرة بأن فجراً جديداً ربّـما ينبثِـق مجدّداً لكل الشرق الأوسط العربي – الإسلامي، إنطلاقاً من الشّـرارة التونسية. الحِـراك الشعبي التونسي كان مفاجِـئاً وِفق كل المعايير، لأن الانطِـباع الذي ساد في المشرق طيلة العقود الثلاثة الأخيرة، هو أن تونس كانت رائِـدة في ثلاثة مجالات. الأول، « المُـعجزة الاقتصادية » التي كان يُفتَـرض أن تُحوّلها إلى نمْـر جديد يزأر هذه المرّة، ليس في آسيا، بل على سواحل شمال إفريقيا. والثاني، الإصلاحات الاجتماعية التي بدأت مع الحبيب بورقيبة والتي أسْـفرت عن نشوء طبَـقة وُسطى قوية مُعزّزة بحقوق واسعة للمرأة. والثالث، استقرار سياسي تحرسه أجهزة استخبارات قوية تُمارس السيطرة والهيْـمنة بكل أشكالهما. بيد أن الانتفاضة الشعبية بدّدت كل هذه الافتراضات التي تبيّن أنها انطباعات مغلوطة. فالمُـعجزة الاقتصادية تكشّـفت عن كونها « مُـعجزة » فقط لطبقة محدودة من أصحاب السلطة والنفوذ، فيما تعيّن على غالبية الشعب التونسي أن يدفَـع الأثمان الباهظة لـ « إجماع واشنطن » المستند إلى الليبرالية الاقتصادية المنفلتة من عِـقالها، وكذلك للأزمة الاقتصادية العالمية الرّاهنة. والإصلاحات الاجتماعية، على أهميَّـتها القُـصوى في المنطقة العربية كنموذج، بدَت أنها قاصِـرة حين افتقدت إلى مسألة العدالة الاقتصادية. أما الاستقرار السياسي، فقد تكشّـف على أنه استقرار وهْـمي، لأنه ارتكَـز على الخوف والتّـخويف وإرهاب الدولة، وليس على المقبولية وشرعية حقوق الإنسان. عوْدة الطبقات؟
بالطبع، من المبكّـر للغاية الآن التنبُّـؤ بما ستَـؤول إليه الأمور في تونس وما إذا ما كانت ستتحوّل إلى ثورة سياسية تُسفِـر عن قيام أول نظام ديمقراطي في الشرق الأوسط العربي، كما يأمل الخبير المغاربي الحسن عاشي. ومع ذلك، الأيام القليلة التي عاشها العالم العربي مع الانتفاضة التونسية، كانت كافية لطرح السؤال الكبير فيه: هل بدأت الصراعات الاجتماعية – الطبقية تحُـل مكان النزاعات الأديولوجية كأولوية في البلدان العربية؟ تونس، التي ربّـما شهدت للمرة الأولى في تاريخها قِـيام شاب من خرّيج الجامعات بإحراق نفسه، احتجاجاً على البطالة، أكّـدت أن هذا ما قد يحدُث بالفعل. والدليل، أن نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وجد نفسه للمرة الأولى مُـضطراً إلى القيام بسِـلسلة خُـطوات إصلاحية سريعة لوقف تظاهُـرات الاحتجاج العفوية، التي تنقّـلت من حيٍّ إلى حي كالهَـشيم في النار. في الجزائر، لم يكُـن المشهد مغايِـراً. فالتَّـظاهُـرات الشعبية التي تلوَّنت في الكثير من الأحيان بأعمال العُـنف الغاضبة، اجتاحت العديد من المُـدن من دون أي يبدو أن ثمّـة قِـوى حزبية منظّمة تقِـف وراءها، وهذا أمر أخطَـر، لأنه يعني أن أحداً (بما في ذلك الأجهزة الأمنية!) لم يعُـد يُسيطر على الشارع، حتى ولو تأكدت التسريبات التي تحدّثت عن صراعات بين أجنحة السلطة تمدّدت إلى الشارع. المغرب، ربّـما يكون حالة استثنائية بسبب المشروع الناجح الذي طبّـقته الحكومة خلال السنوات القليلة الماضية لاستِـئصال الفقر. بيْـد أن هذا لا يعني خاتمة الأحزان هناك. أما الدول العربية الأخرى، عدا دول الخليج، على غِـرار مصر وسوريا ولبنان والأردن، فالأرجُـح أن تصيبها العَـدوى التونسية قريباً، لأن الأزمات المشابهة تُولّـد محصّـلات مُشابهة. السبب المباشر للاضطرابات الشعبية المتوقّـعة في البلدان العربية، هو الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية، إذ أوضحت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، التي تُـراقب العديد من السِّـلع الزراعية في السوق العالمي، كالقمح والذرة والأرز والسكر واللحوم، أن أسعار هذه المنتوجات قفزت في الآونة الأخيرة إلى مُـستويات قياسية. وبما أن معظم البلدان العربية تستورِد كل حاجياتها من المواد الغذائية من السوق العالمي وبما أن روسيا وأوكرانيا، وهما المصدِّران الرئيسيان لهذه المواد، فرضتا قيُـوداً على التصدير بسبب الجَـفاف، فقد كان محتَّـماً أن تنشأ أزمة غِـذاء حقيقية في المنطقة العربية. بيْـد أن المشهد لا ينتهي عند هذا الحد. فعلى رغم الإنجازات التي حقّـقتها العديد من الدول، خاصة المغرب والجزائر ومصر، في مجال تقليص معدّلات البطالة من 20-30% إلى 10-15% الآن، إلا أن دخول ملايين الشبّـان إلى سوق العمل سنوياً، يُهدِّد بإطاحة هذه الإنجازات، ما لم تُـتّـخذ سريعاً إجراءات تتمثّـل في تطوير قِـطاعات الصناعة والزراعة وجعْـلها أكثر تنافُـسية في الأسواق العالمية، والانتقال من توفير الأعمال جديدة الكمِـية إلى الأعمال النوعية وانتهاج إستراتيجيات جديدة لخلْـق وظائف ذات قيمة مُـضافة وتطوير مناهِـج التعليم والتّـدريب المِـهني. خطوات ضرورية.. لكنها غير كافية
كل هذه الخطوات ضرورية ومطلوبة، لكنها مع ذلك، لن تكون كافية وحدَها لمُـواجهة ما حذّر منه تقرير التنمية البشرية العربي لعام 2009 حول تدفّـق عشرات ملايين الشبان (الرقم قد يصِـل إلى 50 مليوناً عام 2025) إلى سوق العمل. هنا، ستكون الحاجة ماسّـة إلى تضافُـر كل الجهود العربية لتطوير إستراتيجيات مُـشتركة للأمن الغذائي، ولخلْـق بيئة ملائمة لتشجيع الأموال العربية على الاستثمار في المنطقة، لا في الغرب، وأيضاً لإيجاد حلول منسّـقة لمسألة البطالة. بالطبع، كل ذلك يحتاج إلى قرارت سياسية شُـجاعة من جانب سائِـر الحكومات العربية. فهل هي في وارِد اتِّـخاذها؟ من الأفضل لها أن تفعَـل. فحين تصبح الأولوية للصِّـراعات الاجتماعية – الطبقية وحين يُصبح رغيف الخُـبز مغمّـساً بالدم، لا تعود الشجاعة مُجرّد صِـفة أخلاقية مطلوبة، بل تصبح مسألة بقاء أو لا بقاء، وانتفاضة تونس، المؤشر الأول على هذه الحقيقة. ماذا إذن؟ هل هو التّـرياق مجدّداً يأتي من المغرب العربي؟ كل العرب المشارِقة يصلّـون من أجل ذلك، وقلوبهم تخفِـق فخراً وتضامُـناً مع الشبان التونسيين الثّـائرين. سعد محيو – بيروت- swissinfo.ch
(المصدر: موقع « سويس انفو » (سويسرا) بتاريخ 12 جانفي 2011)
انتفاضة كرامة.. وليس خبزاً فقط
عبد الباري عطوان 2011-01-11 بدأت انتفاضة القاع التي انفجرت في الجناح المغاربي تؤتي ثمارها ليس في تونس والجزائر فقط، وانما في دول الجوار، وبعض الدول المشرقية ايضاً، مما يعني ان القبضة الحديدية للأنظمة العربية في طريقها للتآكل تحت مطرقة الاحتجاجات الشعبية الغاضبة. هذه ليست انتفاضة خبز، وان كان الجوع والبطالة عاملين رئيسيين في تفجيرها، وانما هي انتفاضة كرامة، وتمرد على الاذلال ومسلسل الاهانات الذي لحق، ومازال بالانسان العربي على مدى الثلاثين عاماً الماضية. فاذا كانت بعض الشعوب غير العربية، او غير المسلمة، تهرب من انظمة الظلم والفساد والقمع الى الانفصال وتقرير المصير بعد ان عجزت عن التعايش، او نتيجة لتحريض غربي، والأكثر من ذلك تلجأ الى اسرائيل للتتحالف معها، مثلما نرى في جنوب السودان، وبدرجة اقل في كردستان العراق، فأين تهرب الشعوب العربية المقهورة؟ أهم مؤشر يمكن استخلاصه من الاحتجاجات الاخيرة هذه هو ان ‘ثقافة الخوف’ التي فرضتها الانظمة على الشعوب طوال العقود الماضية، تصدعت ان لم تكن قد انهارت، وان الانظمة بدأت تراجع حساباتها بشكل جدي للمرة الاولى، وتحسب حساب الرأي العام العربي الذي طالما تجاهلته واحتقرته. فكان لافتاً اقدام الحكومة الجزائرية على تخفيض اسعار السلع الاساسية بمقدار النصف تقريباً في محاولة منها لاحتواء الموقف، وتخفيف حدة التوتر، بينما ذهبت نظيرتها التونسية الى ما هو ابعد من ذلك، عندما وعد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي برصد ستة مليارات دولار لخلق 300 الف وظيفة للخريجين العاطلين عن العمل في العامين المقبلين، واصدر قراراً باعفاء المشاريع الاستثمارية الجديدة من اي ضرائب لاستيعاب المزيد من العاطلين وتنشيط الاقتصاد الانتاجي. ولم يكن مفاجئاً ان تسارع السلطات الليبية للاقدام على اجراءات استباقية وقائية للحيلولة دون نزول العاطلين فيها الى الشوارع، وتحصينهم من ‘فيروس’ الانتفاضة التونسي ـ الجزائري ‘الحميد’، مثل اعفاء السلع التموينية كافة من الرسوم الجمركية مثل السكر والرز والزيت والمعكرونة والدقيق. فالبطالة في ليبيا التي يدخل خزينتها حوالي خمسين مليار دولار سنوياً من عوائد النفط، وتملك فائضاً مالياً يزيد عن مئتي مليار دولار لا تعرف سلطاتها كيف تستثمره، تصل معدلاتها الى اكثر من عشرين في المئة في اوساط الشباب حسب اكثر التقديرات محافظة. الحكومة الاردنية التي ادارت ظهرها لكل تحذيرات المعارضة، واصرت على رفع الدعم عن السلع الاساسية، وفرض ضرائب جديدة، والتجاوب بالكامل مع تعليمات صندوق النقد الدولي في تعويم الاسعار، استشعرت الخطر مقدماً، ونزلت من عليائها، وتخلت عن عنادها، واتخذت اجراءات عاجلة لخفض اسعار السلع الاساسية لتهدئة الشارع، وامتصاص غضبته واجهاض مسيرة احتجاجية ضخمة دعت اليها النقابات بعد صلاة الجمعة المقبلة. امران يجب ان يتوقف عندهما اي مراقب متابع للاحتجاجات، الاول هو صمت الدول الغربية، والاوروبية خاصة على الشاطئ الآخر من المتوسط، والثاني عدم اقدام دول اخرى تشهد احتقانا داخلياً مماثلاً مثل المغرب وسورية ومصر واليمن على اجراءات مماثلة لتخفيف معاناة المواطنين. *** نفهم صمت الدول الغربية، فهذه الدول التي ثارت لجلد امرأة في السودان، وقلبت الدنيا ولم تقعدها لحكم برجم زانية في ايران، لا تريد التغيير في المنطقة العربية، ودول الاتحاد المغاربي على وجه الخصوص، بعد ان عقدت صفقة معها تتلخص في مكافحة هذه الانظمة لأهم خطرين يواجهان اوروبا، الأول التطرف الاسلامي ومنظماته، والثاني مكافحة الهجرة غير الشرعية. في المقابل تعمل الدول الاوروبية على حماية الانظمة القائمة، وغض النظر عن انتهاكات لحقوق الانسان وغياب الديمقراطية والحريات في بلدانها. ولكن ما لا نفهمه هو عدم اقدام دول عربية اخرى على ما أقدم عليه الاردن وليبيا قبل ان تواجه ما واجهته كل من تونس والجزائر، وربما ما هو اكثر، رغم تسليمنا بان حتى هذه الاجراءات الاستباقية قد تكون مؤقتة ومحدودة التأثير، علاوة على كونها لا تشكل ضمانة بمنع الانفجار. السؤال الابرز الذي يطرح نفسه حاليا بقوة، وبعد متابعة التنازلات المتسارعة التي تقدمها انظمة عربية سواء لامتصاص الاحتجاجات، او لمنع وصول احتجاج مثيلاتها الى مرابعها، هو اسباب تجاهلها او بالاحرى عدم مبالاتها لمعاناة مواطنيها طوال كل هذه السنوات، وهي التي تملك الثروات والفوائض المالية، مثلما تملك اجهزة استخبارات ترصد كل صغيرة وكبيرة في الشارع، وتملأ السجون بالمعارضين او حتى الذين يفكرون بالمعارضة. فاذا كانت السلطات التونسية قادرة على خلق كل هذه الوظائف التي وعدت بها (300 الف وظيفة خلال عامين) واعترفت بشرعية الاحتجاجات ومنطقيتها، واكد وزير اعلامها ان الرسالة قد وصلت، فلماذا لم تفعل ذلك من قبل، وانتظرت حتى يحرق الشاب محمد البوعزيزي نفسه امام مقر الوالي، وهو بالمناسبة يستحق تمثالا يخلد ذكراه وتضحيته، لكي تتحرك لمعالجة الازمة؟ ثم لماذا سمحت السلطات الجزائرية بالارتفاع الجنوني لاسعار السلع الاساسية لمفاقمة معاناة الفقراء، وهي التي تجلس على احتياطي مقداره 150 مليار دولار ويدخل ميزانيتها 55 مليار دولار سنويا عوائد نفط وغاز؟ السلطات العربية بعيدة كليا عن قراءة المتغيرات العالمية والعربية قراءة صحيحة، فقد نسيت ان سنوات الحجب والمصادرة والتكميم للاعلام ووسائله قد انقرضت، وانتهت مدة صلاحيتها بفعل التطور الكبير في وسائل الاتصال وتكنولوجياته، فاذا كنا قد احتجنا الى اسبوعين لمعرفة انباء احداث حماة السورية، فاننا لم نحتج الا لدقائق لمتابعة احداث سيدي بوزيد التونسية بالصوت والصورة عبر الاعلام البديل واليوتيوب على وجه الخصوص. التشخيص الرسمي لامراض المجتمعات العربية كان خاطئا، ويبدو انه سيظل كذلك، لان رؤوس الانظمة لا تريد اخبارا سيئة تعكر عليها صفو انشغالها بامراضها الطبية المستعصية، او استمتاعها وبطانتها بثروات الشعب وعرقه، ولهذا من الطبيعي ان يأتي العلاج كارثيا ايضا، لانه علاج وان تم، فينصب على الاعراض الجانبية وليس على العلة الاساسية. فالسلطات في الجزائر وتونس لجأت لسياسات القليل من الجزر والكثير من العصي في علاجها لازمة الاحتجاجات، ولهذا جاءت النتائج عكسية، وحتى ان هدأت الاوضاع جزئيا في الجزائر مثلا، فانه قد يكون هدوءا مؤقتا قد لا يعمر طويلا اذا لم يتم التعاطي مع المرض الاساسي. اجراءات تخفيض اسعار السلع الاساسية هي اجراءات عشوائية وعبارة عن حقن مسكنة او تخديرية، وهي تنازلات تعكس ارتباكا ورد فعل وليس جزءاً من استراتيجية مدروسة بعناية. اما التغول في استخدام الاجهزة الامنية للتصدي للمحتجين الجائعين، فقد اطالت من امد الاحتجاجات بدلا من ان تسرع في اخمادها، فأعداد القتلى الضخم خلقت حالة من الثأر بين النظام والمواطنين، وزادت من الفجوة بينهما. فالمزيد من الضحايا يعني المزيد من الجنازات، والمزيد من الغضب والمسيرات الاحتجاجية، وتأجيجاً اكبر لمشاعر الحنق والغضب. اغلاق المدارس والجامعات، والغاء مباريات كرة القدم لحظر التجمعات، اجراء وقائي ظاهره براق، ومنطقي، ولكن غاب عن ذهن متخذيه ان هؤلاء اذا لم يذهبوا الى الجامعات والمدارس وملاعب كرة القدم سينزلون الى الشوارع للمشاركة في الاحتجاجات لانه ليس هناك ما يفعلونه. وقد يؤجلون مشاركتهم في الاحتجاجات الى ما بعد عودتهم الى مقاعد دراستهم لاحقا. * * * ما نريد ان نقوله ان مظاهرات الجوع هذه ما هي الا قمة جبل الجليد، وارتفاع الاسعار الذي ادى الى تفجيرها ما هو الا المفجر او عود الثقاب فقط، فالاحتقان كبير يتضخم منذ عقود، بسبب غياب الحريات وفساد البطانة ومعظم الحكام ايضا، والنهب المستمر للمال العام وتغول اعمال القتل والتعذيب والمحسوبية وانتهاك حقوق الانسان وغياب القضاء العادل وكل اشكال المحاسبة والرقابة. مليارديرات العالم، الذين جمعوا ثرواتهم من كد عرقهم، وبوسائل مشروعة، وفي مشاريع انتاجية، وبعد دفع مستحقاتهم من الضرائب كاملة لخزانة الدولة، يتخلون عن عشرات المليارات للاعمال الخيرية تطوعا منهم، وفي دول العالم الثالث لمكافحة البطالة والجوع والجهل، بينما مليارديراتنا الذين سرق معظمهم امواله عبر الفساد او كونه واجهة للحكام، او لسبب صلة قرابة او نسب معهم يواصلون النهب والسلب طلبا للمزيد، فماذا سيفعلون بكل هذه الاموال؟ في الماضي كانت الانظمة تدعي انها تضحي بمصالح شعوبها خدمة لقضايا الامة والعقيدة لمواجهة الاستعمار، الآن ما هي حجة هذه الانظمة بعد ان تخلت عن كل هذه القضايا، بل بدأت تبيع قضية فلسطين وكرامة الامة مقابل استقرارها ورضا اسرائيل وامريكا واوروبا عليها والصمت على دكتاتوريتها وقمعها. الشعوب العربية بدأت تستعيد الثقة بنفسها تدريجيا، وتدخل في مرحلة الصحوة في ظل غيبوبة الانظمة في المقابل، وبدأت هذه الشعوب تطالب بالحد الادنى من حقوقها المشروعة في الحرية والعيش الكريم. من الصعب التنبؤ بما يمكن ان تتمخض عنه هذه الاحتجاجات، او ما اذا كانت تتوقف او تستمر، فالشعوب تفاجئنا دائما، والانظمة كذلك، ولكن ما يمكن الجزم به هو ان هذه الاحتجاجات الجزائرية والتونسية ألقت حجرا كبيرا في بركة عربية آسنة متعفنة. فالمحتجون لا يبحثون عن رغيف خبز فقط، وانما رغيف خبز معجون بالكرامة، مثلما يتطلعون الى استعادة امة لدورها ومكانتها بين الامم والنهوض من حالة السبات التي تعيشها. من العيب ان تتصالح الامة مع اعدائها من اجل اضطهاد شعوبها، وبما يؤدي الى تفكيك اوطان، وضياع حقوق ومزيد من الاذلال. لعلها بداية دوران عجلة التغيير نحو الافضل، وما نأمله ان يكون الدوران سريعا لان حجم الضرر الحالي كبير بل كبير جدا. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 جانفي 2011)