TUNISNEWS
10ème année,N°3631 du 02 .05 . 2010
archives : www.tunisnews.net
الحرية لسجين
العشريتين الدكتور الصادق شورو
ولضحايا قانون الإرهاب
الذكرىالعاشرة لانطلاق« تونس نيوز »
عشرة أعوام من الإخبار اليومي عن وطن يعيش فينا ونعيش به وله… من أجل تونس أرقى وأفضل وأعدل.. يتسع صدرها للجميع…
مساهمات قراء وأحباب النشرية في الذكرى العاشرة لانطلاق « تونس نيوز » نوردها حسب تارخ وصولها إلينا
دفعة اخرى من رسائل التهنئة لتونس نيوز بمناسبة العشرية الأولى
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:البوليس السياسي يعتدي على السجين السياسي السابق:عبد الغفار قيزة .. !
حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس
الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة نابل:بيان
كلمة:سجينان سابقان من الحوض المنجمي يدخلان في إضراب بيوم عن الطعام
كلمة:قيود على تحرك المواطنين في جرجيس واعتداء على سجين سياسي سابق
المنظّمة الدّوليّة للمهجّـريـن التّـونـسيّـيـن:بطاقة تعريف مهجرية:الدكتور نجيب العاشوري
قناة الحوار التونسي:حوار حول الحملة الاخيرة لحجب المواقع واغلاق المدونات وما خلفته من ردات فعل
وزارة الاتصال تعزل محمد الميساوي ر م ع وكالة تونس إفريقيا للأنباء
حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي:بيان المكتب السياسي
القدس العربي:إنطلاق الحملة الدعائية للإنتخابات البلدية في تونس بمشاركة ستة أحزاب
الصباح:الانتخابات البلدية:أربعمائة و3 قائمات حزبية.. وأخرى مستقلة تبدأ اليوم حملاتها الانتخابية
عادل القادري:في منتدى التقدم : لقاء مع محمد علي الحلواني حول العلم والايديولوجيا
الصباح:من الذاكرة الوطنية:بن يوسف يتزعم تيار المقاومة المسلحة مع ثوار الجزائر
المرصد التونسي:مسيرة لمدرسي التربية البدنية في سيدي بوزيد
المرصد التونسي:في المهدية …والكيل بمكيالين
منزل بوزيان : اعتصام احتجاجي أمام مقر المعتمدية
طـه البعزاوي:مطلب العودة بين الجحود والتطرف
سيد الفرجاني :الشيخ راشد الغنوشي وسياسة استهدافه المستمرّة
الرؤية:الكاتب والصحفي فهمي هويدي يعقب على تسلم رئيس تونس درع اتحاد الصحافيين العرب
عبدالحميد العدّاسي: »ماما »… ما معنى « فاسْلُكُوهُ »؟؟…
إسماعيل دبارة:معرض تونس الدوليّ للكتاب : عزوف الجمهور ورقابة صارمة
الدكتور محمد بن نصر:نقاب يحجب البصر ونقاب يحجب البصيرة
على خلفية الفضائح الجنسية الفاتيكان بصدد إصلاح نظامه الكهنوتي
الجزيرة.نت:غالبية يهود أميركا يدعمون أوباما
الجزيرة.نت:في حواره مع مركز الجزيرة للدراسات:جان زيغلر: الأنظمة الغربية تخلق من الإسلام عدوا وهميا
(Pourafficher lescaractèresarabes suivre la démarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)To read arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
أفريل 2010
https://www.tunisnews.net/15Avril10a.htm
دفعة اخرى من رسائل التهنئة لتونس نيوز بمناسبة العشرية الأولى
كما تجدون على هذا الرابط آراء القراء وتهانيهم ومقترحاتهم
https://www.tunisnews.net/01Mai10a.htm
الهادي بريك
تونس نيوز ذلك الجندي المجهول….تونس نيوز مدرسة للرباط….دين تونس نيوز علينا ثقيل.
هنيئا لتونس نيوز في عيدها العاشر لكم يطيب لي بمناسبة الذكرى العاشرة لإنبعاث ( تونس نيوز ) في مثل هذا اليوم غرة مايو أيار من عام 2000 أن أزف إلى القائمين عليها بأطيب التهاني سائلا المولى الكريم ولي النعمة العظمى سبحانه أن يمدهم بموفور العافية. تونس نيوز أو مقاومة الإستبداد في تونس. تونس نيوز هي أعرق موقع إلكتروني تونسي حر وكفاها بذلك فخرا في عقد متلألئ من أوسمة الحرية التي ما فتئت تحصدها تونس نيوز على إمتداد عشرية كاملة. من مفاخر تونس نيوز أنها محجوبة في تونس بل تعرضت لمحاولات قصف شديدة وكثيرة والمعتدي دوما هي عصابة النهب والسلب التي إبتنت مشروعها عام 1987 على تكميم الأفواه وإلجام الأقلام وسجن الصحافة والصحافيين .. أن يكون منبر إعلامي محجوب في تونس أو معتدى عليه فهي شهادة له بأنه على درب الكلمة الحرة إلا منبرا يطاله الحجب أياما ثم يفرج عنه يوما من مثل الموقف وغيرها ( لسان الحزب الديمقراطي التقدمي ).. لقد شهد التونسيون الأحرار جميعا لفريق تونس نيوز بالحيادية والموضوعية والجهادية على درب الكلمة الحرة في مواجهة الإستبداد الأعمى الذي يبكت الألسنة في تونس ويغمد الأقلام ويجفف المداد ويفرض الخوف والرعب والهلع. إلا حيادية حيال قضية الحريات في تونس. ليست تونس نيوز حيادية حيال قضية الحريات في تونس وأكرم به من إنحياز لصف المقهورين الذين ألجمت أفواهم بلجام من نيران البوليس ( لتونس ـ وربما ليس لغيرها في الأرض ـ شرطة خاصة بالإعلام الإلكتروني ).. من وقف على الربوة في المعركة الطاحنة بين القلم وبين عصا البوليس في تونس بدعوى الحيادية فهو المغرر به حقا أو هو الأحمق صدقا.. فريق تونس نيوز أو المثل الأعلى في الإخلاص. سؤال : هل يعرف واحد منا أو من غيرنا رجلا واحدا من رجال فريق تونس نيوز؟
جواب : طبعا لا. سؤال : هل يعرف واحد منا أو من غيرنا كم هو عدد ذلك الجيش الللجب الجرار الذي يشتغل في تونس نيوز؟ جواب : طبعا لا. سؤال : هل يعرف واحد منا أو من غيرنا كم يتقاضى كل جندي من جنود ذلك الجيش الجرار العرمرم الذي يسهر على تونس نيوز؟ جواب : طبعا لا. سؤال : هل يعرف واحد منا أو من غيرنا مدة العطلة الأسبوعية أو الشهرية أو السنوية التي يستجم فيها ذلك الجيش الجرار اللجب العرمرم الذي ينام ملء جفونه ويأكل ملء بطونه حتى تتهيأ النشرة الإخبارية اليومية لكل قارئ قبل بزوغ فجر يوم جديد؟ جواب : طبعا لا. تونس نيوز مدرسة للرباط. الرباط في التاريخ الإسلامي ( من مثل مدينة الرباط المغربية ) ضرب من الجهاد يقوم على حبس الجند في مكان ما من ثغور الإسلام أن يغزوها المحتل وهو نوع من الجهاد الدفاعي أو جهاد المقاومة بالتعبير المعاصر.. ثم تمدد اللفظ ليشمل كل ضروب الإنحباس في مكان ما أو في مجال ما من لدن المقاومين في كل حقل مدني وعسكري إشاعة لروح الجهاد في الأمة حتى سمي إنتظار الصلاة من بعد الصلاة رباطا.. فالحياة إذن بالنتيجة رباط ومن لم يرتبط بقضية في حياته فهو الغافل السادر في غفلته.. أجل. تونس نيوز مدرسة للرباط الإعلامي. رباط عمره اليوم عشر سنوات كاملات لم تتخلف فيها تونس نيوز عنا يوما واحدا.. لولا بركة الإخلاص ولولا الإيمان بقضية المقهورين في تونس .. لولا ذاك وذلك .. هل تصدق أن يرابط رجل واحد ـ بل هو بعض رجل إذ بعضه الآخر لأهله وعيشه وولده ـ عشر سنوات كاملات ليجهز لك نشرية باللغتين من الأخبار الممنوعة في جمهورية الرعب التونسية .. كل خبر من عشرات الأخبار التي تفد إليك مع الهزيع الأخير من كل ليلة على إمتداد عشر سنوات كاملات .. كل خبر ثمنه في تونس : ثلاث سنوات سجنا نافذا بتهمة نشر أخبار زائفة .. بل كل خبر من تلك الأخبار ثمنه في تونس : خمس سنوات سجنا نافذا بتهمة ثلب رئيس الدولة .. دين تونس نيوز علينا ثقيل. لتونس نيوز علينا ـ نحن معاشر التونسيين ـ دين ثقيل.هو دين رجل ـ بل بعض رجل ـ يبيت مرابطا بسلاحه ( وما أدراك ما سلاحه : حاسوب عتيق ) يصل أصائل الليل بعتمات الفجر ليختار لنا ما به نزداد أملا في الحرية المديسة في تونس أن تنفجر بها غداة صبح فتولد من رحم الكفاح الدائب كما يولد الرضيع من بطن أمه يملأ المكان من حولها بالصياح وتنكفئ عليها زغاريد النساء من الشمال والجنوب.. تونس نيوز ذلك الجندي المجهول. تونس نيوز مدرسة علمتنا الصبر والحلم. بل هي مدرسة علمتنا الديمقراطية الإعلامية. كيف لا وهي تنشر الرأي والرأي الآخر. بل كيف لا وهي ملجأ الإسلامي والشيوعي والقومي وكل من بطشت بقلمه عصابة الفساد في الأرض.. علمتنا تونس نيوز أن الديمقراطية الإعلامية لا تكون بالجعجعات الفارغة والأبهات الزائلة والنفاقات الكاذبة ولكن الديمقراطية الإعلامية إخلاص وصبر وثبات وإيمان بمفردة من أدنى مفردات العقيدة إلى العقيدة : مفردة كرامة الإنسان التي هي آية من آيات كتاب الرحمان إلى كل إنسان في كل زمان وفي كل مكان.. طوبى لذلك الجيش العرمرم اللجب الذي يحرر تونس نيوز كل ليلة.. طوبى لذلك الرجل ـ بل بعض رجل ـ الذي يقوم بعمل جيش جرار.. طوبى لرباط سلاحه الكلمة الحرة تخترق جدار الصمت المفروض في تونس.. طوبى لشعب ينتظر مع فجر كل يوم جديد عددا جديدا من تونس نيوز.. طوبى لمدرسة ديمقراطية تعايش فيها الإسلامي مع الشيوعي مع القومي مع كل مقهور.. طوبى لنا بتونس نيوز.. طوبى لنا بالمقاومة الإعلامية.. طوبى لنا بعشر سنوات فضحت فيها تونس نيوز إعلام النفاق في تونس.. طوبى لنا بعشر سنوات عجزت فيها عصابة الفساد في تونس على وأد تونس نيوز.. طوبى لنا بحقيقة سطرها الكون وتردد صداها في الآفاق وفي الأعماق.. طوبى لنا بحقيقة مفادها : بالإخلاص والصبر والإيمان بقضية كرامة الإنسان يمكن لرجل واحد أن يقهر ـ بإذنه سبحانه ـ جيشا عرمرما لجبا من إعلام النفاق.. طوبى لنا بحقيقة مفادها : ليس الضعيف من يستخدم لسانه وقلمه إنتصارا لكرامة الإنسان ولكن الضعيف من يستخدم بطشه وسجنه وعصاه ودولته لإكراه مظلوم على الصمت حتى صمت البطش ونطق القلم .. لكن الضعيف من يستخدم المال والنساء والدنيا لشراء ذمة مقهور حتى خجل المال وتعففت النساء وخشعت الدنيا وبقي المكافح بقلمه واقفا .. واقفا .. واقفا.. الهادي بريك ـ ألمانيا
بعد عشر سنوات علي إنطلاقتها » تعدّ النشرية الإخبارية تونس نيوز صوتا للكلمة الحرة وكسرا للحصار و ثناء شعبي علي الأثرالإيجابي للموقع
الإخوة الأعزاء ،أسرة تحرير نشرية تـــونس نيـــوز للأخبار
بمناسبة إحتفال الأسرة الموسعة لتونس نيوز بمرور عشر سنوات علي إنطلاق وافتتاح النشرية الإخبارية الإلكترونية موقع تونس نيوز… أحد أهم المواقع الإخبارية للشأن التونسي في الساحات الإعلامية الدولية ، ذلك المنبر و الواجهة الإعلامية الذي أصبح يحظي بالمصداقية الكاملة من قبل التونسيين و غيرهم من المتابعين ، و ذلك لما قدمه خلال مشوار طويل من مساحة نضالية إعلامية حرة لقضايا وطنية إهتمت به نشرتكم ، فقد إستضافت ، وحاورت ، وتابعت ، و اهتمت بعديد المساائل و المشاغل التي تمسّ المواطن التونسي ، شكلت و صارت للمتتبع ركيزة أساسية تعدّ الأهم علي الساحة الوطنية من حيث المادة الخبرية عمّا يدور في أرجاء الوطن العزيز ، صفحة وطنية عملت علي إمتداد سنوات من أجل حصول التونسي علي المعلومة الصحيحة المتعلقة بوطنه مكسرة بذلك كل المسافات و الموانع . إنّ تونس نيوز ، صوت إعلامي حرّ للتواصل مع جميع الشرائح ودون إستثناء و علي إختلاف تنوعاتهم الفكرية و السياسية و الإجتماعية و الثقافية وحتي خارج الحدود مثل المسائل القومية والإسلامية للأمة ، حيث نجحت الشبكة الإعلامية لتونس نيوز ، في لعب دورا فاعلا بارزا لا سيما كسر حواجزالوصول لمصادر الخبرالخاص بالشأن العام الوطني والإهتمام بكل ما يطرأ في الساحة من أحداث و مستجدات محل إهتمام التونسيين – بالرغم من عملها في أوضاع صعبة و غياب الظروف الجيدة و حالة التعتيم الكبير منذ زمن بعيد المعترض علي الخط الذي تنتهجه من قبل أعداء الكلمة الحرة و المسؤولة و هي تعاني أيّ النشرية من كمّ هائل من الظغوطات و التي بدت بارزة للعيان في عديد المناسبات نتيحة الحملة الشرسة والعنيفة علي الفريق العامل في الموقع و ما دوافع اللجوء من المهتمين بالنشرة الخاصة بتونس نيوز لمثل تلك المواقع إلا لغياب الكلمة الحرة وأيضا مردّه كذلك فشل السياسة الإعلامية لدينا والتي بات يشعر بها كل التونسيين للأسف الشديد بشتي مشاربهم وتنويعاتهم علي مدي عقد كامل ،إستطاع الإخوة أعضاء أسرة تحريرالنشرية الإعلامية كسب الفوز و ثقة المتابعين والمهتمين التونسيين بالمشهد السياسي و الحقوقي و النقابي وبقية المجالات و القضايا و الهموم الأخري في الوطن لتعاطيها التعامل مع كل الملفات ، تلك المسيرة في تاريخ النشرية عززت به الأسرة الكريمة تونس نيوز موقعها الريادي وسط جوّ من الإرتياح جماهيريا و الأمل بكسب معركة الإعلام ولو بعد حين أمام إعلام بائس و متردّي . ما بنبغي الإقرار به هو تفاعل الرأي العام بكل مكوناته الإجتماعية مع تونس نيوز لماذا ؟ ببساطة لما أحدتته من تحولات تعد جديدة التواصل الموضوعي مع كل التونسيين و تقديم خدمة مجانية حرفية رائعة إلي جانب نجاحها في كسر ما يعدّ محظورات ، رأي فيها التونسي العادي و المهتم والمتخصص مصدرا من مصادر الإعلام الوطني المسؤول ، وأنعتاقا من سيطرة الإعلام المحنط عبر كل مسيرتنا الإعلامية وفقدان المصداقية لتلك الأجهزة الإعلامية المسلطة علي رقابنا منذ زمن بعيد للعلم و بعيدا علي كل ما هو إطراء ، تونس نيوز – تبقي مكسب متقدم للتونسيين جميعا ومفخرة من مفاخرهم وكما يفخرون القطريين بقناتهم المشرفة فضائية الجزيرة . نخن أيضا نفخر مثلهم بمستوي إنجازاتنا و بابناء تونس المشعين كذلك في ميدان الإعلام ولكم في الفضائيات العربية عبرة — يا أولي الألباب عمّا يمثله التونسيون و التونسيات في تلك الفضائيات في الختام ، وللتفاعل مع الحدث و المناسبة يسعدنا مجددا أن نتقدم بالتهاني لجميع الفريق العامل – وإلي الأمام و النضال الصحفي مستمر ومزيدا من النجاحات علي درب الكلمة الحرة ومن أجل مجتمع في تونس حرّ تعددي في كل المجالات و من أجل إنتشار أوسع و نجاحات أخري .
الكنفدرالية الديمقراطية للشغل بتونس خليفة مبارك
بمناسبة لاتحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة الموافق للثالث من ماي، أتوجه لكم بخالص التهنئة
مع التعبير لكم عن تقديري الكبير للجهود القيمة التي تبذلونها من أجل إنارة الرأي العام وتقديم مادة إعلامية تحترم الحق في الاختلاف وتبيّـن دون لبس بأن تونس قدر كل أبنائها، ولا مجال فيها للإقصاء أو الاستثناء. مع فائق الود والتقدير
زياد الهاني
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 18 الأولى 1431 الموافق ل 02 ماي 2010 تونس نيوز..مصباح في ظلمة ليل حالك استفادة من الماضي + أمل في المستقبل = صمود وثبات في الحاضر
لمن لا يعرف »تونس نيوز » نقول: هي الرئة التي تنفست بها تونس قبل نحو 10 أعوام ولا زالت، هي الوجهة التي يقصدها كل غيور على وطنه بعد أن يستيقظ كل صباح، هي مرجع كل خبر عن تونس طيلة السنوات الخوالي، ورغم ما يعتريها في بعض الأحيان مما يعتري كل عمل بشري إلا أنها مثلت طيلة مشوارها الإعلامي دليلا على حياة الوطن في قلوب أبنائه، ورغم الأخبار اليومية غير السارة عن تونس التي تنشر في هذا الموقع، ورغم أن الوضع الحقوقي في تونس لم يخرج بعد من عنق الزجاجة، إلا أن نشر هذا الموقع لكل ما يتحرك في رحم المجتمع التونسي والذي تسعى جهات معروفة إلى طمسه وحجبه ومنع المواطنين من الإطلاع عليه فإن »تونس نيوز » مثلت مع غيرها من المواقع الفاعلة في هذا المجال ضوءا يبدد الظلام ويكشف ما يحاك باستمرار في مناطق الظل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والفكرية والثقافية. فمتى تحتضن تونس مقر »تونس نيوز »؟
منظمة حرية وإنصاف
أنتم تملكون كنزا عظيما متمثلا في أرشيف عقد كامل
الإخوة في تونس نيوز: السلام عليكم أريد أن أنبه بأنه ليس هناك فيما أكتبة أدنى انتقاص لقيمة الخدمات التي قدمتها تونس نيوز لكن سؤالكم دقيق ويتطلب جوابا دقيقا: عندما بدأتم نشاطكم، لم يكن المشهد الإعلامي التونسي المعارض في الخارج، صحراء قاحلة أو أرضا بكرا. فقد عرف العقد السابق لميلادكم ظهور الكثير من المنابر الإعلامية في شكل نشريات ورقية ، دورية و محدودة الانتشار، أو في شكل مواقع انترنيت، مع بداية انتشار استعمال هذه الوسيلة. لذلك لم تمثل تونس نيوز بالنسبة إلي أكثر من مصدر معلومات إضافي و أذكر أني كنت حريصا على تصفحها فجرا و قبل الذهاب إلى العمل. غير أني علقت عليها أمالا كبيرة في أن تتحول إلى منبر للحوار السياسي المسئول و المستقل و ما زاد في ذلك الامل ، أنها فتحت المجال واسعا لمشاركة تيار لا يكتب أصحابة إلا بالعربية، في حين أن أغلب المواقع التونسية كانت تنشر بالفرنسية ..و أحسب أنها بلغت فعلا مرتبة المنبر الحواري في مرحلة ما، غير أنها تراجعت عنه، و كان ذلك في تقديري فيما بين سنتي 2005 و 2006 بعد أن سيطر عليها تيار واحد و فرض عليها خطة و أسلوبه. أنا لا أؤاخذكم على ذلك، فأنتم لا تصوغون مادتكم و إنما أنتم جمعون لها، تنشرون ما يصلكم أو في بعض الأحيان ما تختارونه من مصادر أخرى. لا أتحدث هنا عما تنشرونه من أخبار الانتهاكات الحقوقية و تقارير المنظمات و النداءات و العرائض… و إنما عن المادة السياسية و الرؤى و الأفكار التي تنقلها تونس نيوز لقرائها. و تقديري أن هيمنة النصوص المرصعة بالآيات القرءانية و المطرزة بالأحاديث النبوية و التي كثيرا ما يبث فيها أصحابها خطاب التكفير و التخوين و الكراهية، حالت دون تحول تونس نيوز إلى منبر سياسي يتحاور فيه التونسيون في شؤون بلادهم بالهدوء المطلوب. أنا الآن في تونس منذ حوالي السنة و النصف أعيش على أرض الواقع… و لا أخفي عليكم أني لم أتصفح نشرتكم إلا في مناسبات نادرة، كيوم اتصل بي أحد الأصدقاء من باريس ليطمئن على سلامتي و يعلمني بأنه كتب نصا سريعا لتأبيني على إثر ما قرأه من خبر الاعتداء علي. استغربت كثيرا نشركم لخبر كهذا جاءكم من سفيه و لكني استغربت أكثر أن تعيدوا نشره دون التأكد من صحته لدى من يهمه الأمر،و لم يكن ذلك بالأمر الصعب. أنتم تملكون كنزا عظيما متمثلا في أرشيف عقد كامل (علما أن الكثير من المواقع تنظف أرشيفها بانتظام). هذا الأرشيف سيكون مرجعا للتونسيين في مستقبل الأيام للوقوف على أسباب الفشل الذريع لحقبة نضالية كاملة و لعديد النشطاء السياسيين و الحقوقيين و لخططهم) ;و بالنسبة للبعض، على الإفلاس الاحتيالي، على معنى الرئيس سليم الحص في توصيفه للحالة اللبنانية(( راجع مقاله في صحيفة السفير بتاريخ 27/02/2006). و عسى أن يتعلم اللاحقون من أخطاء السابقين. الوردانين في 30 أفريل 2010 أحمد المناعي فلاح
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تونس في 02 ماي 2010 يوميات المراقبة الإدارية: البوليس السياسي يعتدي على السجين السياسي السابق: عبد الغفار قيزة .. !
أفادت عائلة السجين السياسي السابق عبد الغفار قيزة أنه تعرض وهو في طريق عودته من الشغل إلى التعنيف من قبل أعوان بوليس بلباس مدني ( من بينهم شخص يدعى صبري ) ، و قد تم تحويل وجهته إلى مركز أمن جرجيس المدينة حيث تعرض للإحتجاز و الإعتداء الجسدي و اللفظي عقاباً له على تجرئه على طلبه من الأشخاص المستقلين لسيارة مدنية التعريف بأنفسهم قبل أن يستجيب لطلبهم بالاستظهار بهويته. علما بأنه قد سبقت محاكمة عبد الغفار قيزة ضمن مجموعة تم إتهام عناصرها بالإبحار على الشبكة العنكبوتية ( مجموعة جرجيس) وهو يخضع لحكم بالمراقبة الإدارية لمدة 5 سنوات، و قد خلفت له الاعتداءات أضرارا بدنية شخصتها شهادة طبية سلمت له بعد عرضه على الفحص الطبي ، وإذ تندد الجمعية بهذا الإعتداء الجديد على أحد المساجين السياسيين المسرحين بمناسبة المراقبة الإدارية الظالمة ، فإنها تطالب بوقف إخضاعه للإمضاء اليومي التعسفي و فتح تحقيق في ملابسات الإعتداء الذي تعرض له و محاسبة المجرمين المتورطين في ذلك .
عن لجنة متابعة أوضاع المساجين المسرحين رئيس الجمعية الأستاذ سمير ديلو
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 18 جمادى الأولى 1431 الموافق ل 02 ماي 2010 أخبار الحريات في تونس
1) اعتقال 3 شبان بالمعرض الدولي للكتاب: قام عدد من أعوان البوليس السياسي بمنطقة الكرم صباح اليوم الأحد 02 ماي 2010 باعتقال الشبان قابيل الناصري وجهاد ونضال أصيلي مدينة منزل بورقيبة عند زيارتهم للمعرض الدولي للكتاب بالكرم، واقتيادهم إلى مركز شرطة الكرم أين تعرضوا للاستجواب والبحث قبل ان يطلق سراحهم، وعند عودتهم إلى معرض الكتاب أعيد اعتقالهم من جديد واقتيادهم لنفس مركز الشرطة واستجوابهم من جديد قبل أن يطلق سراحهم للمرة الثانية. 2) الاعتداء على سجين الرأي السابق عبد الغفار قيزة: تعرض الشاب عبد الغفار قيــزة أصيل مدينة جرجيس يوم السبت غرة ماي 2010 للاعتقال والاقتياد إلى مركز شرطة مدينة جرجيس والاعتداء عليه بالعنف اللفظي والمادي، وبعد إطلاق سراحه قام الشاب عبد الغفار قيزة باستخراج شهادة طبية تؤكد ما تعرض إليه من اعتداء وتعذيب، ولم يكتف العونان باعتقاله بل حاولا دهسه بالسيارة عند خروجه من المسجد إثر صلاة العشاء. علما بأن الشاب عبد الفغار بن محمد قيزة هو سجين رأي سابق سُجن سنة 2003 ضمن قضية مجموعة شبان جرجيس من أجل تهمة الإبحار على شبكة الانترنت، وقضى ما يزيد عن 3 سنوات ، وهو يخضع حاليا ومنذ خروجه من السجن إلى حكم تكميلي بالمراقبة الإدارية لمدة 5 سنوات. 3) منع رياضيات محجبات من المشاركة في البطولة الوطنية للكاراتي: منع مدير جامعة الكاراتي المدعو بشير الشريف اليوم السبت غرة ماي 2010 عدد من الرياضيات المحجبات من المشاركة في البطولة الوطنية للكاراتي مشترطا عليهن نزع خمرهن للمشاركة في المنازلات، علما بان البعض منهن متحصلات على بطولات وطنية ودولية، وعند تمسك إدارة الجامعة بهذا الشرط التعسفي للمشاركة رفضت عدة فتيات المشاركة بينما نزعت الباقيات وشاركن في التصفيات وعند بلوغهن النهائيات رفضن خوض المنازلات النهائية احتجاجا منهن على هذا القرار التعسفي المخالف للقانون. وحرية وإنصاف تستنكر هذا الاعتداء السافر على حرية اللباس وتدعو إلى وضع حد لهذه التصرفات المخالفة للقانون والدستور وتطالب برد الاعتبار للفتيات اللاتي تعرضن لهذه الانتهاكات. 4) حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة نابل في 01-05-2010 بيان
مرة أخرى تعود السلط الأمنية في نابل إلى هرسلة السيد لطفي المناعي السجين السياسي سابقا والعضو بالحزب الديمقراطي التقدمي منذ أكثر من سنتين، حيث عاودت شرطة واد سحيل بنابل الشمالية يوم 30-04-2010 مطالبته عبر الهاتف بالحضور لديها بنبرة كلها تهديد باستعمال القوة إن لم يستجب ويمتثل لطلبهم وجامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي:
– ترفض قطعا مثل هذا النوع من التعامل مع السيد لطفي المناعي ومع كل مناضلي الحزب – تخشى أن تكون هذه المتابعة والتحيين بعلاقة بزيارة اليهود لجربة ونابل في مثل هذا الوقت من كل سنة وعليه فهي ترفض عين الريبة التي ينظر بها الأمن إلى مناضليها. – تذكر بأن عملية ادماج مساجين الرأي في المجتمع التي اقتنع بها ويمارسها الحزب الديمقراطي التقدمي تنتظر خطوات جريئة من السلطة نحو المواطنة الكاملة لكل التونسيين وليس للمتابعة الأمنية اللصيقة للملفات والأفراد جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي المسؤول عن الاعلام الحبيب ستهم
سجينان سابقان من الحوض المنجمي يدخلان في إضراب بيوم عن الطعام
حرر من قبل قصي في السبت, 01. ماي 2010 خاض سجينان سابقان في قضية الحوض المنجمي إضرابا إحتجاجيا عن الطعام بيوم، وذلك يوم أمس 1 ماي 2010 بمناسبة عيد الشغل العالمي. وطالب المضربان غانم شرايطي و بوبكر بن بوبكر، في بيان تلقت كلمة نسخة منه بطيّ الملف القضائي لقضية الحوض المنجمي، وذلك بايقاف التتبعات بحق الفاهم بوكدوس و اطلاق سراح حسن بن عبدالله و العيد رحّالي، وإسترداد حقوقهم المدنية. وفي سياق متصل عبر الشرايطي و بن بو بكر عن حقهما و حق الجهة في حل جدي لأزمة التشغيل، كما تمسكا بمحاسبة كلّ من تورّط في تعذيبهما أثناء فترة إعتقالهما، علي حد تعبيرهما. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 01 ماي 2010)
قيود على تحرك المواطنين في جرجيس واعتداء على سجين سياسي سابق
حرر من قبل التحرير في السبت, 01. ماي 2010 قال السجين السياسي السابق الشاب عبد الغفار ڤيزة إنّه تعرض يوم السبت 1 ماي الجاري إلى الضرب داخل مركز الشرطة بمدينة جرجيس بعد تحويل وجهته من قبل أحد الأعوان بالزي المدني. وذكر عبد الغفار في تصريح لراديو كلمة إنّه تم احتجازه لدى الشرطة لمدة ساعتين دون مبرر واعتدي عليه لفظيا وماديا، مشيرا إلى أنّ هذا الإجراء التعسفي يتكرر في عدة مناسبات وبالخصوص بالتزامن مع فترة زيارة اليهود من مختلف أنحاء العالم لكنيس الغريبة بجزيرة جربة المجاورة لمدينة جرجيس. وفي نفس السياق أفاد الناشط أحمد الماڤوري أنّه احتجز لمدة أربع ساعات يوم السبت عند عودته من مدينة بن ڤردان إلى مقر سكناه بجرجيس وتم استجوابه لدى حاجز أمنيّ عن الغرض الذي غادر من أجله المدينة والأماكن التي قصدها والأشخاص الذين التقاهم، وقد طلب منه كتابة أقواله والتوقيع عليها، وهو ما رفضه. وأشار الماڤوري إلى أنّ السيارات العائدة إلى جرجيس تمرّ بعدّة حواجز أمنيّة قبل وصولها وتخضع للتفتيش وفحص الهويات واستجواب الركاب. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 01 ماي 2010)
المنظّمـــة الـــدّولــيّـة للمــهجّــريـن الــتّـونـسيّـيـن « معا لإنهاء محنة المهجّرين، نحبّك يا تونس وطنا للجميع » بطاقة تعريف مهجرية الدكتور نجيب العاشوري
الدكتور نجيب العاشوري طبيب تونسي متخصص في مجال التشخيص بالأشعة يقيم مهجّرا في فرنسا منذ بداية سنة 1991. تبلغ مدة تهجير الدكتور نجيب إلى حد تاريخ إصدار هذه البطاقة 19 عشر سنة و3 أشهر كاملة اضطر فيها لفراق أهله ووطنه تجنبا للملاحقة والمحاكمة بسبب أنشطته السياسية والنقابية والحقوقية. توفي العديد من أهل الدكتور وذويه (كان أبلغها أثرا وفاة والده المغفور له الحاج عمر سنة 2005) فلم يتلق فيهم عزاء إلا عبر الهاتف، كما تزوج العديد منهم وأنجبوا دون أن يقدر على غير إرسال بعض الهدايا لمشاركتهم الفرح المكدر. يذكر أن الدكتور نجيب من مواليد سنة 1960، وهو أصيل منطقة « أولاد عاشور » التابعة لمعتمدية جلمة من ولاية سيدي بوزيد، زاول تعليمه الابتدائي والثانوي بمدينة القصرين ثم التحق بكلية الطب بتونس حيث تخرج سنة 1984. حصل على الدكتوراه في أكتوبر 1989 وسافر إلى فرنسا لاستكمال تخصصه في مجال التشخيص بالأشعة، وكانت آخر زيارة قام بها إلى تونس بمناسبة عطلة رأس السنة الميلادية ديسمبر-جانفي 1991 وامتنع عن العودة بعدها للأسباب المذكورة أعلاه وظل يجدد جواز سفره بانتظام إلى حدود سنة 2000 حيث رفض طلبه. ورغم محاولات متعددة مع القنصلية العامة باريس ومراسلات متكررة إلى الوزارات المعنية وإلى رئاسة الجمهورية لم يتلق الدكتور نجيب أي رد، علما بأنه لم يتعرض لأي ملاحقة قضائية ولم تصدر في حقه أية أحكام منذ سنة 1987. والدكتور نجيب العاشوري عضو نشيط في الجمعيات والمؤسسات التالية: * عمادة الأطباء بباريس * الجمعية الفرنسية للتشخيص بالأشعة * الجمعية الأوروبية للتشخيص بالأشعة * مارس مهام أستاذ زائر في المستشفيات الجامعية بباريس ومونتبلييه * الجمعية الفرنسية « صوت حر » تطالب المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين السلطات التونسية بتمكين الدكتور نجيب العاشوري من جواز سفره وبتيسير عودته إلى بلاده عودة آمنة وكريمة. المكتب التنفيذي http://alaouda.net
المنظّمـــة الـــدّولــيّـة للمــهجّــريـن الــتّـونـسيّـيـن « معا لإنهاء محنة المهجّرين، نحبّك يا تونس وطنا للجميع
بطاقة تعريف مهجرية في انتظار جلاء محنتهم والتمتع بحقهم المدني في “بطاقة التعريف القومية”، تقوم المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين بإصدار بطاقات تعريف مهجرية “رمزية” لأعضائها من المهجرين الموزعين على حوالي خمسين دولة في العالم. الغاية من نشر هذه البطاقات المهجرية هو التعريف بمن تعتبرهم سلطات بلادنا “فارين من العدالة” وتلاحقهم بتهم كيدية وأحكام جائرة ونعوت كاذبة لأجل تشويه سمعتهم لدى أبناء شعبهم. سيدرك المتابع لهذه البطاقات قسوة محنة التهجير وفداحة الضريبة التي يواصلون دفعها بسبب تمسكهم بأفكارهم وانتماءاتهم وأنشطتهم الحقوقية والسياسية الهادفة لرسم ألوان أخرى على خارطة الوطن. كما سيدرك، في المقابل، أصالة معدنهم وعمق انتمائهم الوطني المتجذر في مدن البلاد وأريافها. أما ذكر النجاحات والإنجازات فلا رياء فيه ولا تفاخر بل إثبات لقوة العزائم وإعلان لإرادة الحياة ورفض الانحناء والقدرة على العطاء والنفع متى اتسعت رحاب العدل و فضاءات الحرية. المكتب التنفيذي، http://alaouda.net/
قناة الحوار التونسي الكلمة الحرة قوام الوطن الحر يمكنكم متابعة حوار حول الحملة الاخيرة لحجب المواقع الالكترونية واغلاق المدونات بطريقة عشوائية وما خلفته من ردات فعل على الرابط التالي http://www.wideo.fr/video/iLyROoafvNRG.html مشاهدة طيبة أيمن الرزقي
وزارة الاتصال تعزل محمد الميساوي ر م ع وكالة تونس إفريقيا للأنباء
عزلت وزارة الاتصال يوم السبت 1 ماي 2010 محمد الميساوي الرئيس المدير العام لوكالة تونس إفريقيا للأنباء ولم تعيّن إلى حد الساعة خليفة له في هذا المنصب. ورفضت الإدارة التمديد للميساوي (الذي بلغ يوم 09 مارس الماضي سن التقاعد باعتباره من مواليد 1950) بعد أن تقدّم بطلب لإبقائه رئيسا مديرا عاما للوكالة لمدة سنة إضافية. ويعتقد على نطاق واسع أن سبب عزل الميساوي مرتبط بإشرافه (قبل شهرين) على إجراء مناظرة « مغشوشة » لانتداب صحافيين جدد، هي الأولى من نوعها في الوكالة منذ أكثر من 20 عاما. وكانت بعض امتحانات هذه المناظرة تسربت إلى عدد من المترشّحين الذين استعملوا الغش. وقد فتحت وزارة الاتصال تحقيقا في الحادثة ولم تعلن حتى الآن عن نتائج المناظرة المطعون في شرعيتها. وقد تنفّس صحافيو وموظفو وكالة تونس إفريقيا للأنباء الصعداء بعد عزل هذا المسؤول الثقيل الظل الذي عيّنه (في أوت 2007) وزير الاتصال السابق المعزول من مهامه رافع دخيل. وأجمع صحافيون يعملون في (وات) منذ أكثر من 30 عاما على أن الميساوي « أسوأ » رئيس مدير عام يمرّ على الوكالة خلال العقود الثلاثة الأخيرة وأكدوا أن تعيينه على رأس هذه المؤسسة الاعلامية العريقة كان « مهزلة كبرى ». ولم يحقّق الميساوي،الدخيل على قطاع الإعلام (إذ يحمل أستاذية في التاريخ) أيّ إضافة تذكر لوكالة الأنباء التونسية التي عرفت في عهده تراجعا مهنيا كبيرا وغير مسبوق. وسادت في عهد الميساوي حالة من الاكتئاب والقرف العام في صفوف الصحافيين الذين هاجرت أعداد منهم الوكالة نحو مصالح حكومية أخرى هربا من الوضع « المأساوي » الذي تردّت فيه المؤسسة منذ قدوم هذا المسؤول الدخيل على القطاع.
مراسلة خاصة
حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي بيان المكتب السياسي
عقد المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الوحدوي مساء الجمعة 30 افريل 2010 اجتماعا بالمقر المركزي للحزب وتناول بالدرس النقاط المدرجة في جدول أعماله وهي : 1. إنجاح الحملة الانتخابية للحزب في الاستحقاق البلدي. 2. الإعداد للمجلس الوطني في دورته العادية. وقد أكد المكتب السياسي للحزب على أهمية هذه المناسبة الانتخابية في تكريس حق المشاركة العملية والفعلية في إدارة شؤون الوطن والمواطن من المحلي والجهوي إلى الوطني وفي تعميق المسار الديمقراطي والتعددية السياسية الفاعلة صلب المجالس البلدية. كما دعا مناضليه إلى الانخراط بمسؤولية عالية في هذه المحطة دعما لقائماته في كل مواقع تواجدها وتكريسا للخيار التعددي. واتخذ المكتب السياسي القرارات التالية: 1. افتتاح الحملة الانتخابية للحزب بمدينة صفاقس يوم الثلاثاء 04 ماي 2010 على الساعة الخامسة مساء. 2. اختتام الحملة الانتخابية للحزب بمدينة أريانة يوم الجمعة 07 ماي 2010 على الساعة الخامسة مساء. 3. تكليف الإخوة أعضاء المكتب السياسي للحزب بالإشراف على الاجتماعات العامة لقائمات الحزب في مختلف مواقع ترشحها. 4. دعوة المجلس الوطني للانعقاد في دورته العادية يومي 22 و23 ماي 2010. الأمين العام احمد الاينوبلي
انطلاق استباقي للحملات الانتخابية في هياكل المحاماة
حرر من قبل المولدي الزوابي في السبت, 01. ماي 2010 كشف عدد من المحامين عن نيتهم الترشح لانتخابات هياكل المحاماة المقررة بعد نحو شهرين. وخلال ندوة علمية حول مشاغل المحامي الشاب عقدتها الهيئة الوطنية للمحامين بطبرقة يومي 30 أفريل وفاتح ماي، كان الحضور المكثف مناسبة لتحرك عدد من المرشحين عبر توزيع مطويات تعرّف بهم. ويرى متابعون أنّ المحامين المتمرنين والشبان يمثلون محور الاستقطاب في حملات المرشحين وهو ما يفسر حجم الحضور إضافة إلى نوعية المداخلات. وكشفت الندوة عن الصعوبات التي يجدها المتمرّنون في علاقتهم بالمُؤطرين والإدارة، كما تطرق متدخلون إلى افتقاد المحامي للحصانة وتردي وضعه المعنويّ والمادّي، خاصّة في ظلّ ما اعتبره البعض تصاعد حملة السلطة ومحاولاتها احتواء المحامين وإضعاف استقلاليتهم. وفي قائمة أوّلية حصلت عليها كلمة سجّل إعلان كل من عبد الرزاق الكيلاني والبشير الصيد وعبد الجليل بوراوي وشرف الدين الظريف وإبراهيم بودربالة والهادي التريكي للتنافس على منصب العمادة. أمّا رئاسة الفرع الجهوي للمحامين بتونس فمن الأسماء المرشحة الأولى له، محمد نجيب بن يوسف ومحمد هادي ومحمد الهادفي ورشاد الفـْرَي ومنصور الحربي. كما أعلن أحمد صدّيق وشوقي الطبيب وسعيدة العكرمي وسميرة كراولي وعمر الصفراوي ورضا بلحاج وعلي الرياحي ومبروك كورشيد وفيصل جدلاوي ترشحهم لعضوية الهيئة الوطنية. يشار إلى أنّ عددا من العمداء السابقين كانوا حاضرين بهذه الندوة التي نظمت على هامشها دورة كرة القدم لمنتخبات المحامين مهداة إلى روح المحامية نزيهة جُمعة، التي توفيت قبل أشهر. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 01 ماي 2010)
إنطلاق الحملة الدعائية للإنتخابات البلدية في تونس بمشاركة ستة أحزاب
تونس- بدأت الأحد بتونس فعاليات الحملة الدعائية للانتخابات البلدية المقرر تنظيمها في التاسع من الشهر الجاري، على أن تتواصل على مدى أسبوع في مختلف مناطق البلاد. ويشارك في هذه الحملة الانتخابية ستة أحزاب سياسية من أصل تسعة، إلى جانب عدد من المستقلين، سبق لها أن ترشحت لهذه الانتخابات التي سيتم خلالها إنتخاب 4626 عضوا في 264 مجلسا بلديا. والأحزاب المشاركة في هذا الاستحقاق الجديد هي: التجمع الدستوري الديمقراطي (الحاكم)، وخمسة أحزاب معارضة هي: حركة الديمقراطيين الاشتراكيين، وحزب الوحدة الشعبية، والإتحاد الديمقراطي الوحدوي، والحزب الاجتماعي التحرري، وحزب الخضر للتقدم. ولن تشارك في هذه الانتخابات حركة التجديد التونسية (الحزب الشيوعي سابقا)، والتكتل الديمقراطي من أجل الحرية والعمل، حيث إختارا دعم قائمتين لمرشحين مستقلين من أصل ثماني قائمات مستقلة ترشحت لخوض هذه الانتخابات. وفي المقابل، قرر الحزب الديمقراطي التقدمي مقاطعة هذا الاستحقاق الانتخابي لافتقاره إلى الشفافية والنزاهة، على حد قوله، وذلك رغم تأكيدات الرئيس التونسي زين العابدين بن علي حرصه على أن تتم الانتخابات المرتقبة في كنف الشفافية وحياد الإدارة واحترام القانون. وتبدو موازين القوى في هذه الانتخابات متفاوتة جدا، حيث تقدم الحزب الحاكم بمرشحين في كل الدوائر الانتخابية البالغ عددها 264 دائرة أي 4626 مرشحا، بينما لم تتمكن أحزاب المعارضة مجتمعة في الترشح على مستوى كافة الدوائر رغم إستنجادها بأشخاص من خارج صفوفها. وبحسب البيانات الرسمية، فإن حركة الديمقراطيين الاشتراكيين تقدمت بمرشحين في 43 دائرة فقط، يليها حزب الوحدة الشعبية الذي تقدم في 39 دائرة، ثم حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي الذي تقدم بمرشحين في 23 دائرة، فيما اكتفى الحزب الاجتماعي التحرري وحزب الخضر اللذان يخوضان هذا الاستحقاق الإنتخابي لأول مرة بتقديم مرشحين لهما في 14 دائرة لكل منهما. وتبدو موازين القوى السياسية والمادية متفاوتة جدا في هذه الانتخابات، لا سيما وأن الحزب الحاكم سيخوضها بدون أي منافس له في 125 دائرة انتخابية، باعتبار أن أحزاب المعارضة الخمسة مجتمعة ستشارك في 139 دائرة فقط من أصل 264 دائرة انتخابية، ما يعني اكتساحه للمجالس البلدية. وستكتفي أحزاب المعارضة بنسبة 25% من عضوية إجمالي المجالس البلدية، باعتبار أن القانون التونسي للانتخابات البلدية، يمكن أحزاب المعارضة من 25% من مقاعد المجالس البلدية مهما كان عدد الأصوات التي يتم الحصول عليها، وذلك عملا بالتعديل الذي أُدخل عليه في 13 إبريل/ نيسان 2009. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 1 ماي 2010)
الانتخابات البلدية أربعمائة و3 قائمات حزبية.. وأخرى مستقلة تبدأ اليوم حملاتها الانتخابية
تنطلق اليوم الحملة الانتخابية للاستحقاق الانتخابي البلدي المنتظر يوم 9 ماي الجاري. وحسب الأمر عدد 103 الصادر بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد9 الصادر في 26 جانفي 2010 فان الحملة الانتخابية تفتتح يوم 2 ماي لتنتهي يوم 7 من نفس الشهر ليفتح الباب فيما بعد للاقتراع المنتظر يوم 9 ماي تتنافس خلاله الاحزاب السياسية والمستقلون على 4626 مقعدا بلديا موزعة على 264 بلدية في كامل تراب الجمهورية. وخلافا للحملة الدعائية للانتخابات الرئاسية والتشريعية التي تتواصل على مدى أسبوعين فإن الحملة الانتخابية للانتخابات البلدية تقتصر على أسبوع واحد . ويخوض هذه الحملة ستة أحزاب سياسية من بين تسعة حاصلة على الترخيص القانوني وهي: التجمع الدستوري الديمقراطي، حركة الديمقراطيين الاشتراكيين ،حزب الوحدة الشعبية ،الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ،الحزب الاجتماعي التحرري وحزب الخضر للتقدم الى جانب قائمات مستقلة بينها المدعومة من قبل تحالف حركة التجديد والتكتل الديمقراطي من أجل الحرية . وسيتقدم التجمع الدستوري الديمقراطي لانتخابات الاحد القادم في كل الدوائر الانتخابية البالغ عددها 264 دائرة أي أنه قدم 4626 مرشحا في حين ستتنافس حركة الديمقراطيين الاشتراكيين في 43 دائرة فقط يليها حزب الوحدة الشعبية في 39 دائرة ثم الاتحاد الديمقراطي الوحدوي في 23 دائرة وتقدم الحزب الاجتماعي التحرري وحزب الخضر بمرشحين لهما في 14 دائرة لكل منهما في حين بلغ عدد قائمات «المواطنية» المستقلة المحسوبة على تحالف التجديد والتكتل 6 قائمات. وبالتالي يكون عدد القائمات الحزبية التي تبدا اليوم حملتها الانتخابية 403 قائمة الى جانب ترشح عدد من القائمات المستقلة الاخرى. وتخصص السلطة الإدارية طيلة الحملة الانتخابية أماكن معينة لوضع الإعلانات الانتخابية. وفي هذه الأماكن تخصص مساحات متساوية لكل قائمة من قائمات المترشحين. ويحجر كل تعليق خاص بالانتخابات خارج هذه الأماكن وفي المساحات المخصصة للمترشحين الآخرين. ويمكن للسلطة الإدارية المعنية أن تأمر بإزالة كل تعليق لا يراعي الضوابط القانونية. وعلى عكس الانتخابات الرئاسية والتشريعية فـــان الحملة الدعائية للانتخابات البلدية تقتصر على المعلقات فقط دون حصص الاذاعة والتلفزيون. سفيان رجب (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 02 ماي 2010)
في منتدى التقدم : لقاء مع محمد علي الحلواني حول العلم والايديولوجيا
انتظم في إطار منتدى االتقدم لحزب الوحدة الشعبية بإشراف الأمين العام السيد محمد بوشيحة لقاء فكري حول « العلم والايديولوجيا » مع الدكتور محمد علي الحلواني، وذلك يوم 23 أفريل 2010 بمقر جريدة الوحدة. وقد أكد السيد محمد بوشيحة في كلمته ما يوليه حزب الوحدة الشعبية من اهتمام متواصل بالجانب الفكري والايديولوجي باعتبار مرجعيته الاشتراكية التي لم يتخلّ عنها كما فعل البعض بدعوى انهيار الايديولوجيات، وهو ما برز في برنامجه الانتخابي الأخير الذي جمع بين الخلفية الايديولوجية التقدمية المنحازة للفئات الشعبية والعدالة الاجتماعية ولقيم الحداثة والعقلانية وبين المقترحات والبدائل العملية المؤسسة على الدراسات العلمية والاستشرافية التي تفاعل خلالها مع بعض النخب العلمية التونسية القريبة من توجهاته. كما لم يمنعه عن مواصلة الاهتمام بتنظيم مثل هذه الندوات الفكرية، انشغاله بالإعداد للانتخابات البلدية التي أعرب عن أمله في أن تسير وفق ما أكد عليه رئيس الجمهورية من نزاهة وشفافية في إطار مناخ سياسي يتطور في اعتقاده إيجابيا. وأشار إلى أهمية التحدي العلمي والثقافي الذي لا يقل شأنا عن التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية مؤكدا أنه لا تقدم في عالم اليوم دون جامعة متقدمة تزدهر فيها العقول والحريات الأكاديمية من أجل تنمية المعارف وتطوير البحث العلمي وتثمين المعرفة لفائدة مجتمعها بعيدا عن ظاهرة استقالة المثقفين والجامعيين عن الحراك المجتمعي. و اعتبر أن الدكتور محمد علي الحلواني يمثل أحد النماذج التونسية المتميزة لرجل العلم من خلال مكانته الجامعية وإسهاماته الفكرية ومسيرته الأكاديمية طيلة عقود في اختصاص الفلسفة وكذلك لمساهمته النضالية المتواصلة في الحياة المدنية والسياسية من أجل الارتقاء بالمسار الديمقراطي في بلادنا، مذكرا بمشاركته في الانتخابات الرئاسية سنة 2004 كأحد مرشحي أحزاب المعارضة كل حسب مرجعياته وخطابه. إثر ذلك تولى الدكتور محمد علي الحلواني تقديم محاضرة استهلها بالتوضيح أنه لن يتناول مسألة سياسية من حيث أن السياسة هي اصطلاحا معالجة ميدانية لأوضاع الحكم وتسيير شؤون المجتمع، إلا أنه مضطر إلى طرق مسألة « السياسيّ » في علاقته « بالإيديولوجيّ » من منطلقات فلسفية ونظرية، وإذا كان سيذكر بعض الأحداث السياسية التي حصلت بالفعل فلن يكون ذلك إلا لتقريب المعنى و توضيح المقصد. وفي هذا السياق استحضر حدثا عاشه شخصيا، عندما همّ بالخوض في موضوع مشابه للإشكالية المطروحة حول العلم والايديولوجيا، حين تم تكليفه في إطار حركة التجديد إبان انبعاثها، بتحرير افتتاحية السلسلة المستحدثة من مجلة الطريق الجديد، حتى يتمكن من التعبير عن الرغبة التي حركته مع عدد من رفاقه الذين انضموا مثله إلى الحركة باتجاه ضرورة الحسم السياسي مع الأرضية الفلسفية و السياسية التي طبعت الحزب الشيوعي التونسي منذ نشأته مثل غيره من الأحزاب الشيوعية في العالم، والتمهيد بعد ذلك لتصور سياسي جديد. وكان عنوان المقال الذي شكل بالنسبة إليه مهمة صعبة » فك الارتباط بين السياسي و الفلسفي ». و لكن ما كتبه حينها لم يحز رضا رفاقه الذين كان يعتقد أنهم مقتنعون بدواعي التغيير الحزبي الحاصل. و الأرجح في نظره اليوم أن سبب ذلك التحفظ إنما هو إصراره و تجرؤه على نعت النظرية الماركسية بالإيديولوجيا بعد أن اتضحت طبيعة العلاقة بين الفكر العلمي و النظريات السياسية في ضوء الثورات العلمية و الإبستمولوجية المعاصرة، علاوة على ما خلفته في النفوس التبعات السياسية و المذهبية التي واكبت انهيار المعسكر الشرقي، واعتبر أن مقالته أحرجت أصدقاءه لأنه أقدم على التعبير عن مشروع زعزعة الإحداثيات السياسية النظرية للفكر اليساري في تونس و الدفاع عن ضرورة تخلّص الأحزاب السياسية اليسارية في بلادنا من هيمنة الفلسفة على السياسة، و بالتحديد الدعوة للتخلص من سطوة الفكر العلماوي الماركسي والقطع مع مسحة الفكر الوضعاني الذي ميّز النصف الثاني من القرن التاسع عشر و أيضا من سلطة دغمائية الفكر الاقتصادوي الرأسمالي والليبرالية الجديدة المجحفة، المبنية هي أيضا على افتراض « علمية » النظريات الاقتصادية الجديدة، على قرار التحرك في المجال السياسي. و ألمح إلى رسوخ الفهم الماركسي لمقولة الأيديولوجيا، فبموجب التعريف الشائع اليوم للإيديولوجيا و المنحدر عن التنظيرات الماركسية، بعد أن كان »ديستوت دي تراسي » قد نحت مصطلحه بمحتوى آخر، أصبح المفهوم يشير إلى جملة الأنماط التمثّلية التي تمكّن مجموعة بشرية معينة من تقوية و تحصين استمساك نسيجها الجمعي و توحيد جهودها لأغراض محددة، و لكن على أساس أنها أنماط تمثلية مموّهة و مزيّفة للواقع الحقيقي، على خلاف التصورات و التّمثلات العلمية الصميمة التي تتطابق تماما حسب قولهم مع الموضوعات التي تُعنى بالتعبير عنها، وهذا ما جعل الماركسيين يعتقدون أن السياسة التي ينتهجونها سياسة « صحيحة » لأنها ناتجة عن استنتاجات علمية صميمة، و ليست حينئذ ذات أبعاد إيديولوجية طالما أن الأيديولوجيا على غرار الأنساق الميتافيزيقية و الدينية لا يمكن أن تكون عندهم إلا انعكاسا تبريريا خادعا للواقع الاستغلالي المعيش. وهو يرى من الضروري اعتراف الأحزاب السياسية و قياداتها الفكرية بأن السياسة مجال العمل الميداني (الإجرائي) بالأساس، باعتبار السياسة فن الممكن و ليست مجرد مجال تطبيق للنظريات السياسية، لأن مجال » البراكسيس »، بقدر ما يستعين و يستفيد من العلوم النظرية فهو يبقى حكمة عملية، تبتدع و تخلق الحلول عن غير مثال، و ليست السياسة أبدا مجال التفلسف المتعالي كما كان يرى القدامى، و أنه طبقا لذلك، لا يمكن « للسياسيّ » أن يتماهى تماما مع « النظريّ » (العلمي) البحت، وإن كانت العلاقة بين الطرفين في ترابط متين، مثل ما يلاحظ، من جهة أن العلوم الصحيحة تبقى دائما في خدمة السياسة و غيرها من الفنون و التقنيات، لا العكس. و مثال ذلك ما يحصل عادة للعلوم الصحيحة كالفيزياء و الكيمياء و البيولوجيا التي تخدم بالضرورة التقنيات و الفنون، على غرار علاقة الاستخدام الموجودة بين هذه العلوم النظرية والطب. وهذا، في رأيه، نقد آخر للأحزاب النخبوية والمثقفاتية التي كثيرا ما عوّضت عندنا الأحزاب الشعبية، بفعل الخلط الذي استشرى بين العمل السياسي الميداني والجماهيري، والنشاط السياسي النظري أو الصوري، المقصور على القصور العاجية، الحزبية و المنظماتية و الجامعية. ثم تطرق المحاضر إلى العوامل الإبستمولوجية التي حددت في الفترة المعاصرة نمط التغيرات الحاصلة لمفهومي العلم و العلمية، إلى الحد الذي قوّض ركائز الرؤى القديمة، الفلسفية منها و السياسية. مشيرا إلى أن الثورة النظرية التي عاشتها الرياضيات في بداية القرن التاسع عشر مع ما يسمى بأزمة الأسس عبر ظهور الهندسات اللا إقليدسية و نشوء مفهومي الزمرة و المجموعات وهي ثورة انقادت لها كل العلوم الصحيحة الأخرى، إلى جانب زعزعة عرش المنطق الصوري الأرسطي القديم، من منطلق أعمال فريجه وهيربرت وكانتور…، إنما كانت ثورة هائلة عمقت الفجوة بين التصورات (الفلسفات) القديمة و التصورات الإبستمولوجية الحديثة إذ حرّرت مفهوم الحقيقة من التبعات الميتافيزيقية الإطلاقية البالية، فلم تعد حقيقة أحادية الجانب. وبعد أن كان الخطاب العلمي النظري لدى القدامى خطابا له بعد أنطولوجي لا يقبل بتعدد أوجه الحقيقة، بمعنى أن شرعيته المعرفية تكمن في صلاحيته لسبر أسرار الطبيعة و كشف حقيقة الواقع الموجود داخل منظومة نظرية قطعية، أصبح العلم اليوم بعد تلك الثورة خطابا لا يدعي تلك الشرعية، بل صار مجرد لغة توقيفية (اصطلاحية) صحتها ممكنة لا غير، لأنها رهن نجاحها التجريبي، بما يجعلها قابلة للتغير الدائم مثلما يقول « كارل بوبر »عندما جعل من « الدحضانية » (la falsifiabilité) معيارا للعلمية الحديثة خلافا للنظم الفلسفية و الإيديولوجية التي لا يمكن دحضها، لا سيما أن الحقيقة أضحت في العلم الطبيعي أيضا، إلى جانب الرياضيات، حقيقة نسبية، والنسبية هنا لا تكتسي معنى الذاتية السيكولوجية بل فقط معنى الاختلاف وفق المنظومات الفيزيائية المعتمدة، مثلما هو الشأن في الرياضيات الحديثة: إن لكل مجال زمكاني معين فيزياء معينة مثلما أن لكل مجال توبولوجي هندسته، و لكل سياق استنتاجي منطق مخصوص… وتساءل الأستاذ محمد علي الحلواني حول ما يمكن أن يستفيد منه المستهلكون للعلوم و لفلسفات العلوم، و لا سيما منهم العاملين في الحقل السياسي و أيضا الناشطين في مجالات العمل الجمعياتي المختلفة. معتبرا أنه طالما أننا نعيش في الحداثة أو في ما بعدها، أحببنا ذلك أم كرهنا، رغم وجودنا في بلد نام و غير مركزي داخل المنظومة الرأسمالية العالمية، فإنه لم يعد ممكنا بالنسبة إلينا في نظره، ممارسة حقنا في العيش كمواطنين أحرار في بلداننا دون أن نتمثل و نتمعّن التحولات العميقة التي جدّت، ليس فقط على المستوى السياسي و الاجتماعي، بل وبالأساس على المستوى الإبستمولوجي. أي أنه بقدر ما نحرص عموما على الأخذ بناصية العلوم والتقنيات حتى تتقدم مجتمعاتنا، علينا أيضا أن نعدّل أوتارنا في مجالات ما يسمى اليوم « بالعلوم الإنسانية »، مثل علم الاجتماع و علم النفس و علم الاقتصاد السياسي و علم التأريخ ، خصوصا بالنسبة إلى ما تثيره هذه العلوم من إشكالات ومعضلات و استتباعات بالنظر إلى وجاهة أو صلابة أسسها داخل دائرة المناهج العلمية و كذلك باعتبار تأثير منزلتها الإبستمولوجية على فن السياسة. وأكد أن التنظير الذي استهدف دراسة و تقييم الشروط الإبستمولوجية التي تؤسس للعلوم الإنسانية أدى في الغالب إلى الارتياب الشديد في « علمية » هذه العلوم شكلا ومضمونا مما استوجب ابتكار مقاربات منهجية جديدة و استخدام أدوات رياضية مستحدثة للنمذجة و الشكلنة بغية الإيفاء إلى حد ما بمواضيعها المتمنّعة غالبا عن ضبط القوانين، دون أن يكون ذلك كافيا لكسر هوس الارتياب في شأنها. مشيرا على سبيل المثال إلى أعمال ميشال فوكو و أبحاث جيل غاستون غرانجي فضلا عن زخم الأعمال الأنجلوسكسونية في شأن هذه العلوم و فروعها (خاصة بالنسبة إلى ما يسمى بعلم الاقتصاد)، بحيث تكون منزلة هذه العلوم أقرب إلى النماذج العلمية الوصفية ذات المجال التطبيقي المحدود، منها إلى النظريات العلمية التجريبية على شاكلتها المعهودة في العلوم الصحيحة التقليدية مثل الفيزياء أو الكيمياء. و كل ذلك يضفي على هذه العلوم صبغة أداتية واضحة مما يؤهلها في اعتقاده للعب دور العلوم/الوسائل أو الوسائط، خدمة لفن السياسة الذي يعتمد على معطياتها مثلما يعتمد على غيرها من العلوم، و لكن دون أن يرضخ لها، لأن السياسة كما كان يرى أرسطو هي الفن الأميري الأرقى الذي يحدد الأهداف و الاختيارات بحسب نظم قيمة و معيارية خارجة في الحقيقة عن سلطة الضرورة، طبيعية كانت أم متعالية إذ السياسة هي من طينة ثقافية و عقلية و وجدانية و أخلاقية لا تتحكم فيها بالضرورة الضرورة. ومع كل ذلك، أكد المحاضر أنه إذا استوحينا نُظم سياساتنا مما تلهمنا إياه المرجعيات الإبستمولوجية الحديثة، فإنه لم يعد لزاما علينا طرد كل الإيديولوجيات من أفق تصوراتنا و أعمالنا طالما أن هذه الإيديولوجيات ستظل شبه ملازمة لأفكارنا مهما حاولنا، بل رجح أن يكون لها بعض الأدوار التي يمكن الاستفادة منها من قبيل التحفيز النفسي و الاجتماعي إضافة إلى تحديد الهويات و مجالات العمل المفيد نسبة إلى قيم ما. غير أنه نبه إلى أنها ستظل بمثابة إيديولوجيات خام، إن كنا لا نُقبل كمواطنين حداثيين على ترويضها و تثقيف كعوبها بإزالة مُكبلات الفكر الفلسفي القديم فيها و إزاحة معوّقات و ترسبات أحقاب كاملة من طغيان الفكر القبلي الإقطاعي على سيادة الفرد/المواطن الجديد.. حتى لا تبقى هذه الإيديولوجيات بالنسبة إلينا منظومات قيمية (من جهة أن من بعض أدوار الإيديولوجيا منح معايير للفكر و العمل) إطلاقية، متعالية و مسقطة، تؤسس للأخلاق و السياسة و الاقتصاد و الشرائع كما كان الأمر في العهود السابقة، بل ستكون منظومات معيارية من نمط جديد، لا ينقص من شأنها أن تكون إيديولوجيات، شريطة أن نعكف نحن بالذات، على إنشائها و تطويرها و تعديلها، عبر المؤسسات السياسية و الثقافية و التربوية الشعبية السيادية، المقامة على مبدأ الخلافية و الجدالية، مؤكدا أن النظم الديمقراطية الحقيقية هي الوحيدة التي تضمن على المستوى السياسي و المجتمعي هذا النمط الإبداعي للسياسة عبر مؤسساتها المختصة، تماما على شاكلة ما توفره الذهنية التجريبية المخبرية في مجالها، أي على مستوى بناء الحقائق العلمية غيرالمطلقة و القابلة حينئذ للمجادلة و الإزاحة و التطوير و التعديل، داخل المؤسسات العلمية و المخابر، على خلاف الصورة النمطية القديمة المتهافتة للمعرفة و للعلم. ملاحظة: نواصل في العدد القادم تقديم النقاش الذي تلا هذه المحاضرة وقد شارك فيه كل من الأساتذة الحبيب الجنحاني و صالح الزغيدي و الطاهر بن قيزة و هشام الحاجي و نوفل الزيادي و بلقاسم حسن و محمد فاتح الكافي و علي عبد الله و فتيحة السعيدي وسامي ابراهم و سليم الزواوي، مع تعقيب الأستاذ محمد علي الحلواني.
عادل القادري ـ جريدة الوحدة
من الذاكرة الوطنية بن يوسف يتزعم تيار المقاومة المسلحة مع ثوار الجزائر
استقر الزعيم صالح بن يوسف في مرحلة اولى في ليبيا ثم في مصر حيث بقي على اتصال بانصاره من عناصر المقاومة التي كانت ملتحمة مع الثورة الجزائرية. ولم تقبل الحكومة التونسية الفتية ان تتواصل تلك الزعامة وكانت ترى في نضال الزعيم بن يوسف تطاولا على دولة الاستقلال الفتية وترى في احتضان القاهرة له موقفا سلبيا تجاه حكومة تونس. في 8 افريل 1956 انعقدت اول جلسة للمجلس القومي التأسيسي وانتخب الزعيم الحبيب بورقيبة رئيسا للمجلس. وفي 11 افريل 1956 عين الحبيب بورقيبة رئيسا لاول حكومة في عهد الاستقلال. وبمقتضى امر مؤرخ في 19 افريل 1956 تأسست محكمة القضاء العليا لمحاكمة «الذين يقومون بأعمال شغب بعد تاريخ اعلان الاستقلال» وذلك لصيانة استقلال البلاد من «عبث العابثين» وتمكين المعارضين للاتفاقيات التونسية الفرنسية من «العودة الى الحضيرة القومية». وكان الزعيم صالح بن يوسف مستقرا في تلك الفترة بالتراب الليبي بعدما غادر البلاد خفية لكن الحكومة التونسية احتجت لدى الحكومة الليبية التي قررت يوم 2 جانفي 1957 ترحيل بن يوسف عن اراضيها. استقر الزعيم صالح بن يوسف بمصر «فأسرعت الحكومة التونسية الى لفت نظر الحكومة المصرية الى حقيقة الامر» وتقابل الدكتور الصادق المقدم مع الرئيس جمال عبد الناصر ضمن مهمة قادته الى كافة الاقطار العربية «لاطلاعها على حقيقة الوضع في تونس». وفي جويلة 1956 استدعت الحكومة المصرية وفدا تونسيا لحضور عيد الجلاء فأوفدت تونس الى القاهرة الباهي الادغم وكيل رئيس الحكومة في ذلك الوقت والامين العام للحزب الحر الدستوري التونسي. وتقابل الادغم مع الرئيس جمال عبد الناصر «وشرح له حقيقة الوضع في تونس واظهر الرئيس المصري كل التفهم» وبناء على ذلك ربطت تونس علاقات ديبلوماسية مع مصر وانتصبت سفارة مصرية بتونس واخرى تونسية بالقاهرة وعين المقدم سفيرا لتونس لدى جمهورية مصر. ولما فتحت تونس سفارتها بالقاهرة «كان صالح بن يوسف يقوم بنشاطه المعادي للحكومة التونسية بواسطة مكتب تونس المتفرع عن لجنة تحرير المغرب العربي، وكانت الصحافة المصرية واذاعة صوت العرب تفسحان المجال واسعا لدعايته فلفت الدكتور الصادق المقدم انظار الحكومة المصرية الى: ـ وجوب غلق مكتب تونس المتفرع عن لجنة تحرير المغرب العربي حيث اسس هذا المكتب في عهد الاستعمار الفرنسي ليقوم مقام سفارة، ونظرا الى ان تونس اصبحت دولة مستقلة لها سفارتها بالقاهرة فانه لم يبق موجب للابقاء على ذلك المكتب خصوصا وان المغرب اغلق مكتبه وان الجزائريين عوضوه بجبهة التحرير الوطني الجزائري. ـ لا يجوز شن الحملات الصحفية والاذاعية على النظام القائم في تونس الامر الذي يتنافى مع علاقات الاخوة التي تربط البلدين علاوة عن العلاقات الديبلوماسية. وقد وعد المسؤولون المصريون وفي طليعتهم الرئيس جمال عبد الناصر بغلق مكتب تونس وايقاف نشاط صالح بن يوسف وكذلك، ايقاف الحملات الصحفية والاذاعية». وفي افريل 1957 زار القاهرة علي البلهوان بدعوة من جامعة الدول العربية لالقاء محاضرات، فاغتنم فرصة وجوده بمصر وقابل الرئيس جمال عبد الناصر صحبة الدكتور الصادق المقدم سفير تونس ودارت محادثات هامة بينهم اكد اثناءها الرئيس المصري تفهمه لحقيقة الوضع في تونس. ويوم 20 مارس 1957 في العيد الاول لاستقلال تونس حضر الاحتفالات وفد من مصر ضمّ بالخصوص انور السادات وحسين الشافعي، وخطب الرئيس بورقيبة فحيّا الجمهورية المصرية ووفدها ورئيسها جمال عبد الناصر وقلد الشافعي والسادات وسام الاستقرار بينما قلد الوفد المصري الرئيس بورقيبة وسام قلادة النيل والادغم الوسام الاكبر من وسام الجمهورية المصرية «وكان التونسيون يعتقدون بعد هذه الزيارة التي مكنت مسؤولين من ابرز رجال الجمهورية المصرية من الاطلاع على حقيقة الوضع بتونس وما يتمتع به هذا القطر من استقلال حقيقي وما شرع في انجازه من تأسيس جيش وطني وتمثيل ديبلوماسي وانجازات في ميادين الاقتصاد والاجتماع وان ما شهده الوفد المصري وما سمعه سيقنع الحكومة المصرية بوجوب التخلي عن حركة صالح بن يوسف وتمتين الصلة بالجمهورية التونسية وتوثيق التعاون معها. ولكن شيئا من ذلك لم يتم، اذ بعد عودة الوفد المصري الى القاهرة استمر صالح بن يوسف في نشاطه كالعادة». وفي اوت 1957عينت تونس الطيب السحباني سفيرا لها بالقاهرة بعد الاعلان عن الجمهورية التونسية التي كانت مصر اول من اعترف بها الامر الذي اعتبر في تونس بادرة طيبة «لتصفية مشكلة بن يوسف» وواصل السحباني العمل الذي قام به سلفه المقدم بلفت نظر الحكومة المصرية الى وجوب غلق مكتب تونس ووضع حدّ للحملات الصحفية ضد تونس والرئيس بورقيبة ولنشاط بن يوسف. واوضحت الحكومة التونسية آنذاك انها لم تطلب من الحكومة المصرية «خلافا لما تدعيه الدعاية المصرية» ان تسلم لها صالح بن يوسف لتنفذ فيه حكم الاعدام ولا ان تطرده من القاهرة، بل كانت تقتصر على لفت نظر المسؤولين المصريين الى وجوب ايقاف «نشاطه المعادي لها». يتبــع محمد علي الحباشي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 02 ماي 2010)
مسيرة لمدرسي التربية البدنية في سيدي بوزيد
اعلام نقابي نظمت النقابة الجهوية للتعليم الثانوي والتربية البدنية اجتماعا يوم 01/5/2010 بدار الاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد بمدرسي التربية البدنية لتدارس مشاغلهم وللنظر في رفض وزارة الاشراف تطبيق الاتفاقية الممضاة مع الطرف النقابي سنة 2005 وقد تحول الاجتماع الى مسيرة صامتة انطلقت من دار الاتحاد في اتجاه وسط المدينة الكاتب العام علي الزارعي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertéssyndicaux
في المهدية …والكيل بمكيالين
أحيل الأخ رضوان العباسي عضو النقابة الجهوية بالمهدية والكاتب العام للنقابة الأساسية للتعليم الثانوي بأولاد الشامخ على اللجنة الجهوية للنظام الداخلي بالمهدية بدعوى الشكوى ببعض النقابيين و الحال أنهم أبعد ما يكونوا عن هذه الصفة إذ عمدوا طوال شهر إلى عرقلة الإعلام النقابي داخل قاعة الأساتذة بمعهد أولاد الشامخ خشية افتضاح أمرهم أمام الأساتذة لرفضهم الإدلاء بشهادتهم حول الاعتداء الذي تعرضت له زميلتهم بالمعهد من عنف لفضي أثناء درس شاهد بإحدى معاهد الجم. بل تعدى الأمر إلى اعتدائهم على الأخ رضوان بالعنف اللفظي واستعراض العضلات فضلا على تقدمهم بشكاوى في حقّه إلى الإدارة الجهوية للتربية بالمهدية لكن الدعم الذي يلقونه من بعض القوى المتنفذة في الإتحاد الجهوي حال دون إحالتهم على لجنة النظام. ولنا أن نتساءل: أين هذه الحماسة والإسراع في الإحالة على لجنة النظام لمّا تقدّم كاتب عام إحدى النقابات الأساسية بشكوى إدارية ضدّ الكاتب العام المساعد لنفس النقابة الأساسية دون أن تتحرك هذه الأطراف أم أنّ الولاء للجهة المتنفذة في الجهة يحميه من كل مساءلة. إنه الكيل بمكيالين في التعامل مع النقابيين في جهة المهدية.
أستاذ من معتمدية أولاد الشامخ — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertéssyndicaux
منزل بوزيان : اعتصام احتجاجي أمام مقر المعتمدية
نظم الاتحاد المحلي للشغل بمنزل بوزيان اعتصاما احتجاجيا يوم غرة ماي 2010 انطلقت فعالياته على الساعة العاشرة صباحا من مقر الاتحاد برفع اللافتات اتجاها إلى مقر المعتمدية في حشد نقابي عبّر عن تكاتف جميع القطاعات، و قد عبّر النقابيون في بيان مفصّل عن مطالبهم المتمثلة في ضرورة الإسراع ببناء مدرسة الربايعية الآيلة للسقوط و ضرورة تسييج المعهد الثانوي الحسين بوزيان و التسريع من أشغال تسييج المدرسة الإعدادية بهنشير القلال و التفويت في قطعة أرض لعمال الضيعة المثالية الاعتزاز و إدماج العملة الوقتيين في جميع القطاعات . و قد رفع المعتصمون شعار » لا للتسويف … » لإجبار السلط لتلقي لائحة الاعتصام و قد لبّى معتمد الجهة النداء الاحتجاجي و تسلّم البيان واعدا بالإسراع في تلبية المطالب أمام إصرار النقابيين على النضال من أجل تحقيقها. نقابي – سيدي بوزيد — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertéssyndicaux
حديث الجمعة بقلم بسام بونني
توقفت كثيرا خلال زيارتي الأخيرة للنيجر عند مشهد غاية في الأمانة تجاه الوطن يرقى بامتياز إلى درس للتحلي بروح المسؤولية. كنت أتجوّل في كواليس البرلمان الذي يحتضن حاليا اجتماعات مختلف لجان المجلس الاستشاري المكلف بإعداد الفترة الانتقالية وما سيليها، بعد انقلاب الثامن عشر من فيفري الماضي. وقد فوجئت بأنّ المجلس العسكري الحاكم لم يُقص الحزب الحاكم السابق من المجلس. وكان النقاش حادّا في الكواليس بشأن جدوى الانقلابات وخاصة الانقسامات. وكلّ كان يقول رأيه بصراحة، مع وعي تامّ بخطورة اللحظة التاريخية التي تمرّ بها أشدّ بلدان العالم فقرا. فكّرت كثيرا في هذا المشهد وأردت تطبيقه على المشهد السياسي التونسي – مع استبعاد عنصر الانقلاب بطبيعة الحال – لكنّي لم أُفلح. فالجوّ العامّ بلغ من العنف والصدام مبلغا لا يمكن أن تطيقه البلاد، في ظلّ تغيرات محلية وإقليمية ودولية غاية في الحساسية. فلا الحكومة تكترث لمطالب المعارضة أو تسمح بتشريكها في اتخاذ القرار أو حتى تعترف بها كخصم في إطار القانون، ولا المعارضة تسعى لفرض الحوار والإلحاح عليه من خلال برامج واضحة ورؤى تقطع مع التشنّج. كلّ هذا رغم أنّ التاريخ علّمنا أنّ النظام الحاكم يتنهي به الأمر دائما بالجلوس مع خصومه المعارضين سرّا وعلانية لتقرير مصير البلاد والعباد وأنّ باستطاعة الطرفين وضع خلافاتهما جانبا حين يتعلّق الأمر بمصلحة الوطن العليا. بعبارة أخرى، لا يمكن أن يتواصل الرفض والتنافر المتبادَلَين، فالتحديات جسام. لكن، لسائل أن يسأل كيف يمكن أن نتجاوز حالة الطلاق بين السلطة والمعارضة ؟ في هذا المنعرج الحاسم من تاريخ البلاد، وجب الإقرار بأنّ هنالك مرحلة ما قد استوفت أغراضها، إذ أثبتت قوى سياسية برمّتها أنّها لم تعد قادرة على التجدّد أو حتى مجرّد الوقوف عند المتغيرات العميقة التي يشهدها المجتمع التونسي، والمتمثلة بالخصوص في استقرار نسبة التمدرس – وإن تراجعت محورية المؤسسة التربوية – وبالتالي تزايد الوعي العامّ بضرورة الانفتاح وارتفاع نسبة البطالة وما يجرّه من مشاكل جمّة ليس أقلّها ارتفاع معدّل سنّ الزواج، إضافة إلى إعادة تشكّل المشهد الديني وما يحمله من صدام وآثار العولمة التي تلقى بظلالها على أكثر من صعيد، من الاقتصاد إلى قضية الهوية مرورا بالتقدّم العلمي. بعبارة أخرى، لا يمكن التعامل مع الشأن العامّ عام 2010 بنفس الطريقة التي كان يتعامل بها الفاعلون السياسيون عام 1987 وحتى قبل ذلك التاريخ. لكن، كيف يمكن لنا تغيير أُطر الخوض في الشأن العامّ في ظلّ كلّ هذه المتغيرات والحال أنّ الفرقاء السياسيين لم يتغيّروا منذ أكثر من عقدين من الزمن ؟ ألم تتحوّل الخلافات في أغلب الأحيان إلى خصومات شخصية ؟ ألم تحتكر طبقة ما صنع القرار واتّخاذه في النخبة الحاكمة كما داخل المعارضة ؟ هناك جيل جديد ستؤول له الكلمة إن عاجلا أم آجلا، جيل سيكون ثمرة الثلاثين عاما السابقة. ولد في صميم الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها البلاد دون أن يعيشها وبالتالي دون أن يعي عمقها وأسبابها ومسبباتها. هو جيل يتلمّس طريقه في مجالات الحياة المختلفة، باحثا عن قراءة تاريخية هادئة لما حصل منذ ثلاثين عاما، تاريخ أوّل انتخابات تعددية في البلاد – وإن شابها تزوير واسع -. هو جيل لم يشهد أيّام كانت فيها الجامعة صرحا ثقافيا ومسرحا سياسيا بامتياز. ومن حقّه أن يسأل اليوم بل وأن يحاسب جميع الأطراف بتوجيه أسئلة ملحّة للمعنيين بالأمر من قبيل : لماذا آلت الأمور إلى الصدام ؟ لماذا أضحى سيناريو النيجر الذي لا يُقصى فيه الحزب الحاكم المخلوع من عملية سياسية يديرها الانقلابيون بعيد المنال في بلادنا التي يرفض شعبها منطق الانقلابات ؟ إلى متى سيتواصل رفض الآخر، رغم أنّه ليس إلاّ الشريك في الوطن ؟ إنّ ضخّ دماء جديدة في المشهد السياسي والقطع مع الماضي دون إلغاءه أو التنكّر لفصوله، إيجابية كانت أو سلبية، لهي ضرورة لإعداد العدّة للمرحلة القادمة. فلا مكان للإقصاء أو الاستئصال أو الشيطنة. تلك أولى الخطوات نحو التأسيس لمستقبل عجز السابقون عن تأمينه. واللاحقون لا ينتظرون سوى الرحمة ! إذ ما ذنبهم وهم يعدّون اليوم بالملايين حتّى يكتوون بنار لم يضرموها ؟ كفى شخصنة فالوطن أكبر وأوسع من ذلك بكثير !
مطلب العودة بين الجحود والتطرف
كلمة البدء:
منذ أن انطلقت حوارات المصالحة الوطنية والعودة الآمنة تفشت ظاهرة من تفريغ شحنات من الخلافات الشخصية والرغبات الذاتية حتى تحوّل الأمر في مجمله إلى مستنقعات آسنة تلطخ من ينغمس فيها ولا يسلم من ريحها العفن من يحاذيها، ووجدت فيها الطحالب المؤذية بيئة ملائمة للانتعاش والتكاثر. ذلك أن كثيرا من المتحاورين يجانبون الصواب وهم يناقشون مسألة الغربة عن الوطن والحنين والشوق إليه، فيستسهلون السباب وتقاذف الاتهامات، متناسين ما كان بينهم من فضل وما قاسوا من عناء طريق بعدت شقتها عليهم وفعلت فعلها في معنوياتهم ومبادئهم! أين الجحود وأين التطرف؟
طول الغربة وكثرة الفواجع في الأهل والأحبة ورفاق الدّرب السابقين سبب لدى كثير منا ـ وما أبرئ نفسي ـ نوعا من القسوة التي تجعلنا ندوس على قلوبنا أحيانا فلا نعترف بشيء اسمه حنين إلى الوطن أو إلى مراتع الصبى. يحمل ذلك بعضا منّا على التشهير بمن يبوح بتلك المشاعر، أو من تحمله مشاعره تلك على الضعف والنزول عند شروط الجلاّد اطفاء لظمئه وإنهاء لمحنة اغترابه الذي طال ولو في شكل جرعات تحفظ العقل ولا تعيد التوازن! صمود تشظّي فكان منه لدى بعضنا، انكار ما فطر الله الناس عليه من شوق وحنين. صورة من جحود الفطرة يقابلها تطرف وسقوط مدوّ من بعض الذين اختاروا الحلول الفردية والتسويات الأمنية ليتمكنوا من زيارات آنية وخاطفة تحت الحراب. قدّموا لأجلها كل التنازلات ابتداء من تبرئة الجلادين واصدار حكم نهائي لصالحهم بعدم « سماع الدعوى » إلى جلد الذات ولعن الماضي والتبرؤ منه. وبين فريقي الجحود والتطرف، طائفة تأبى أن تعطي الدنية من كرامتها وترفض أن تطأطئ للجلاد وأعوانه رؤوسها، وتبدو عصية الدمع عند ملاقاة الرجال، وحين يضنيها الليل تبسط يدى الهوى ـ كما يقول أبو فراس ـ وترسل أدمعا من خلائقها الكبر! …عبر عنها الشيخ الهادي بريك بمنتدى الحوار نت أنقله بتصرف غير مخل » رأيي الشخصي يقول لي ألاّ أدخل إلى البلاد والله وحده يعلم شوقي إلى أبي وقبر أمي ورحمي وجاري وصديقي وذكريات صباي وطفولتي وشبابي ….. رأيي الشخصي يقول لي ألاّ أعطى الدنية في ديني وكرامتي، فإما أن أدخل عزيزا مكرّما لا يطلب مني ما لا أريده مما تجوز لي فيه دينيّا ومدنيا حرية الاختيار، وإما أن أموت مهجّرا وأرض الله واسعة .. أقول ذلك وأقسم بالله العلي العظيم أني كلما ذكرت البلاد وما يمتّ إليها بأي صلة وأنا منفرد أبكي بكاء مرا » آلام الغربة آلام مشروعة ومفهومة لا ينكرها إلا جاحد أو من حمله الشنآن على شنآن مثله أو أشدّ، فقد كانت ولازالت من أعظم ما يقاسيه الإنسان، ولذلك كتبت فيها الكتب والدواين بلغات العالم وظلت من الأمور الملهمة لقرائح الشعراء والفانين. وإذا كانت الغربة الاختيارية ثقيل وطؤهاعلى الإنسان فإن الاضطرارية منها أشد وطأ لفقدان حق الاختيار وحق التقرير. أين المشكة؟
الموضوع معقد وشائك بسبب شموليته وتداخل الشق السياسي منه مع المسألة الحقوقية التي هي تبعة من تبعاته ونتيجة من نتائجه… إضافة إلى تلازم مسار المصالحة الوطنية ـ ولو في حدها الأدنى ـ وإمكانية العودة الكريمة والآمنة وجودا وعدما. زاد دخول المزايدين من هذا الشق أو ذاك الأمر تعقيدا، وبرز ذوو الأحقاد الشخصية، واندسّ المتآمرون الذين لا هدف لهم غير نفخ كير العداوة والبغضاء بين إخوة، كان يسعهم أن يختلفوا دون أن يتخالفوا مراعاة لتاريخهم وصبرهم ومعاناتهم. وكان يجدر بالفريقين المذكورين آنفا أن يحافظا على أقدار من الأخوة والعلاقات الاجتماعية الطيبة بدل التنافر والتلاسن، فإذا كانت أمور الفقه تحتمل أن يكون رأي هذا صحيحا يحتمل الخطأ ورأي غيره خطأ يحتمل الصواب كما قرّر فقهاؤنا، فما بالك بأمور السياسة التي يقولون عنها بأنها لا تعرف صداقات دائمة ولا عداوات مستمرة. ولنا أن نسأل هذا الفريق أو ذاك عن صاحب المصلحة في المواجهات الداخلية التى لن تقطع بأصحابها أرضا ولن تبقي لهم ظهرا … وإنما تيسّر لأنصار الخيار الأمني كي يحققوا خطوات عملاقة في تمزيق صفنا وضرب وحدتنا الاجتماعية قبل السياسية بما وجدوه فينا من قابلية واستعداد، وهم اليوم يقدّمون تقارير نجاحاتهم لسيدهم الذي علمهم القمع وعلى ذلك ينالون عنده الحظوة والمكانة. وقفات في صلب الموضوع:
1 ـ من حق أي شخص أن يراجع خياراته وولاءاته وانتماءاته كما أنه من حق غيره أن يعارضه إذا أراد لخياره الشخصي أن يصبح مسارا جماعيا، وهنا أشير تحديدا إلى أن بعض من اختار الحلول الفردية قد حاول أن يصور الأمر على أنه مكسب جماعيّ وأن السياسة الرسمية تنحو منحى تدريجيّا لحلّ جماعيّ للمشكلة، في حين أن الواقع والشواهد تكذّب ذلك ولا تصدّقه. ذلك أننا لو قارنا بين عدد المهجّرين وعدد قدماء المساجين ثم قارنا عدد الذين حصلوا على جوازاتهم من هؤلاء وأولئك ليتبين لنا بوضوح عدم صدق السلطة في التعامل مع الملف بغير العصا الأمنية في الداخل والمؤامرات المخابراتية في الخارج. ودليل ذلك أن كثيرا من مواطني الداخل محرومون من الوثائق الثبوتية فضلا عن جوازات السفر. كما أن عددا غير قليل ممن لم يكن له ناقة أو جمل في الصراع الذي دار بين النهضة والسلطة بداية التسعينات لا يزالون محرومين من حقهم في الجواز، وأما إن ذكرنا رجالا من أمثال الشيخ مورو والأستاذ بن عيسى الدمني والأخ الفاضل البلدي فإن السلطة لم ترض على أحد منهم رغم تباينهم مع المسار العام منذ بداية المواجهة. 2 ـ لماذا تصر السلطة على استمرار سياسة التنكيل ومحاصرة إخوان الداخل في حياتهم الخاصة وأرزاقهم لو كانت تريد فعلا نزع الفتيل وإزالة الاحتقان؟ … ألا يدل ذلك على أنها تنقاد للأحقاد والعداوات الشخصية بدل المسؤولية التي تقتضي أخلاقا وقانونا أنه من حق أي مواطن عوقب من أجل « ارتكابه لجرم » أن يتمتع بحقوقه كاملة بعد انقضاء عقوبته؟ … هل هذه سياسة « الإصلاح » الذي يزعمون أم هو التدمير والتنكيل الممنهج؟ 3 ـ إذا كان العمل الجماعي غير مجد وانتظار الحلول الجماعية ضرب من ضروب الطوباوية والخيال، هل سأل أصحاب الحلول الفردية أنفسهم لماذا يصرّ الملحق الأمني في كل سفارة وقنصلية على توقيع « بيان فلان » وإعلان الاستقالة من النهضة ولو كانوا مستقيلين منها منذ سنين، أو لم يكونوا يوما لها منتمين؟ … لو كان العمل الجماعي غير مُؤلِم أومُرغِم للسلطة، لماذا يُطالَب جلّ أصحاب الحلول الفردية بشطب أسمائهم من قائمة المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين كشرط أولي للنظر في مطلبهم؟ 4 ـ ألم يكن جديرا بإخوة نجلّهم ونحترمهم أن يُدقّ بين أعينهم ناقوس الخطر وتشتعل في وجوههم الأضواء الحمراء المنبهة حين صرّحت لهم مخابرات الجلاّد بكلّ وقاحة أنهم كانوا يحبذون من الإخوة الذين يختلفون مع رئاسة حركة النهضة أن يعلنوا عن مبادرة مستقلة ولا يكتفوا برسالة داخلية »؟ والمقصود هنا ورقة المناصحة التي وقّعها مجموعة من الإخوة الأفاضل حتى يصبح إعلانها على النت إعلانا عن انقسام النهضة، وجميعنا يعلم أنهم لا يريدون لهذا الفريق أو ذاك خيرا. وكيف لا ينتبه الذين يصرحون بأنهم عادوا دون أن يتخلوا عن قناعاتهم ومسؤولياتهم داخل النهضة « المحظورة » في الوقت الذي يقبع فيه الدكتور الصادق من أجل « تهمة » الاحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها! والمنطق يقتضي أن يطلق شورو لزوال مبررات التهمة أو أن يحاكم غيره ممن لم ينفها عن نفسه! إنه التدبير الأمني « الحكيم » الذي يحسن الموازنة والترجيح ويعرف كيف يستغني عن جزرة ليقطع بها أذرعا من جسم خصم عنيد رغم كثرة جراحه! 5 ـ وهنا يجدر التوضيح أن من تربى على العقلية العسكرية التي مفادها « أن الرحمة خاصة والسخطة عامة » لا يتوقع منه أن يقدم على حلول جماعية غير مكلفة ويسيرة لو وجدت الإرادة! … من نشأ في ثقافة « استكفى بروحك » … « اتكلم على روحك وحدك » … « آش كون وكّلك باش تِتْكلّم باسمو؟ » لا يتوقع منه أن يأخذ قرارات عامّة لصالح عام! وسيبقى كل همّه كسر نون الجماعة ـ القابلة للكسر ـ وليّ أعناق « الأنا » حتى تنحني. لمصلحة من هذا الاصرار على المعالجة الأمنية واستثناء الحل السياسي؟ … هل سيكون الأمر مكلفا للنظام أم مربحا له لو أنه اتخذ قرارا شجاعا يسمح للمهجرين بالعودة إلى وطنهم أو زيارته ولو في شكل سياحة دون تعقيدات وتحقيقات بوليسية ظاهرها الاحترام الكاذب وحقيقتها الإهانة والمذلة؟! 6 ـ « مواطنو الداخل تحت الحصار » هذا ما تشهد به المنظمات الحقوقية ـ تونسية كانت أم أجنبية ـ وهو ما نراه يوميّا وتتناقله وسائل الإعلام. لقد كان المهجرون على رغم معاناتهم وألمهم يُؤلِمون الاستبداد ويرغِمونه أحيانا على تقديم التنازلات التي ترقى أحيانا لتكون حلاّ جماعيا، مثل ما كان الحال مع زوجات المهجّرين وأبنائهم الذين كانوا بمثابة رهائن نهاية التسعينات من القرن الماضي … عندما توفّرت الإرادة الجماعية من أصحاب الحقّ جاء التفاعل المطلوب ممن « بيده الأمر » فسلمت الجوازات في جنح الظلام. وصدق الله العظيم إذ يقول: « ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما » (100 النساء). المطلوب أمنيّا الآن هو تفتيت ذلك الكم البشري الذي كان يمارس ضغطا حقوقيا ويتنقل للاعتصام والاحتجاج أمام مقرات السلطة التونسية في الخارج، وهي كلها تحركات سلمية وديمقراطية وفق قانون البلاد المضيفة! … ولكنها تعد جريمة « حق عامّ » لدى البوليس التونسي الذي يحرص كل الحرص على توثيق صور تلك الجموع ليعرضها على »القافة » فيما بعد كي يحدّدوا أسماء المشاركين لينموا حساباتهم الجارية بمقرّ الداخلية أو يفتحون حسابا لمن ليس له حساب! … والسؤال هنا: هل يتسع صدر « ديمقراطيتنا » فتسمح لمن عاد ضمن تسوية فردية أن يقف وقوفا احتجاجيا سلميا ليعبر عن تقاعس السلطة في إغاثة منكوبي الفيضانات مثلا، فضلا عن المطالبة بإطلاق سراح سجين رأي؟؟
كلمة الختام
كلنا تونسيون نشتاق إلى تراب وطننا ومائه وهوائه ولنا فيه أهل وأحبة نود أن نراهم ونلقاهم اليوم قبل الغد، ولكن ذلك لن يحملنا ـ بحول الله ـ على مدح الجلاّد بما ليس فيه وتبرئته من جرمه في حقنا وحق وطننا. لن نجلد ذواتنا ولن نجلد إخواننا وإن أخطأوا في حقنا أو قصروا. ذلك أمر لن نقرّ به عين من شرّدنا ونكّل بأهلنا من غير وجه حق، وحالنا كما يقول الأستاذ عصام العطار: في مخلب الظلم من أكبادنا مزق *** وفي النيوب بقايا من أمانينا لأن نناضل من أجل استعادة حقنا في وطننا مع إخواننا في جمعية المهجرين أو غيرها خير من أن نتسلل لواذا ونُسلخ من كراماتنا فرادى على أعتاب الملحقين الأمنيين والسماسرة أو مراكز الداخلية بعد أول زيارة. نسأل الله حسن الختام للجميع. طـه البعزاوي 30 أفريل 2010
الشيخ راشد الغنوشي وسياسة استهدافه المستمرّة
السبيل أونلاين – خاص لندن / كتب سيد الفرجاني تابع الرأي العام الوطني حملة التشويه الممنهج والتي استهدفت رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي وهي حملة قديمة جديدة ينخفض مؤشرها ويصعد بحسب تأثر علاقة الحركة بالسلطة والمناخات العامة بالبلاد ،وسنحاول في هذه المقاربة المتواضعة ان نقف على الخلفيات السياسية وراء استهداف رمزية الشيخ راشد ، فماهي خلفيات الاستهداف الجديد ولماذا الان . وهناك بعض الحقائق التي يجب أن أُكّد عليها في بداية حديثي هذا ، وهي أنني رغم انتقادي الشديد للسلوك السياسي الأخير أو غير ذلك من مواقف بعض الإخوة ، فإنني أثمّن عاليا الدور التاريخي للدكتور عبد المجيد النجار من خلال اسهامه في تنقية منظومة الاعتقاد والقيم من كل لوثات فكر اليسار الاسلامي أو الخرافة داخل حركة النهضة وحتى خارجها (انظر حركة الاتجاه الاسلامي والمنهج الاصولي اضافة لكتاباته العديدة) . كما لا يفوتني التنويه بالإسهام الإيجابي في الصمود خصوصا خلال بداية التسعينات لكل من الإخوة عبد الرؤوف الماجري ورضا ادريس والحبيب المكني و محمد النوري وإخوة آخرين . وهذه شهادتي أقولها أمام الله سبحانه و تعالى وأمام ابناء الحركة والناس قبل أن أمضي في حديثي الذي سيتضمن انتقادا لمواقف بعضهم الأخيرة . ان السلطة التونسية التي توخت سياسة الاستئصال ضد حركة النهضة ، منذ أواخر 1989 ، وأمعنت في تلك السياسة لحوالي عقد من الزمن بتشويه الحركة عبر ربطها بالإرهاب والظلامية ، ولعلها أوّل سلطة في محيطنا العربي والاسلامي وحتى في العالم تستغل وتوظّف نظام الانتربول المختص أساسا في مطاردة ومتابعة المجرمين لملاحقة معارضيها حتى خارج البلاد ، حيث قامت بانتهاكه من خلال استغلاله ضد العشرات من قيادات النهضة والاسلاميين عموما في تونس . لقد كان هدف السلطة استئصال حركة النهضة سياسيا وتنظيميا وكذا جميع رموزها في الداخل والخارج . ثم تحولت بعدها الى تركيز الاستهداف وتكثيفه على القياديين الذين تعتبرهم العمود الفقري في استمرار الحركة وتسييرها والحفاظ على طبيعة مشروعها التغييري وصفتها المناضلة في مقارعة الاستبداد . ولقد لعب الشيخ راشد الغنوشي دورا محوريا في معركة اثبات الذات والحفاظ على مشروع النهضة وهويتها طيلة ترؤسه لها من الخارج وسيكتب التاريخ لأن الشيخ راشد وإخوانه من قيادات المرحلة قد حافظوا على كيان الحركة ووجودها طيلة سنوات الجمر التي استهدفتها وهو ما أفشل السياسة الاستئصالية والتشويه السياسي والاخلاقي التي سهرت عليها السلطة بأجهزتها وأبواقها في الداخل والخرج ، وظلت السلطة تستهدف الشيخ راشد الغنوشي باستمرار ودون هوادة ، وما إطلاق أبواق السلطة في بداية التسعينات لشعار « الف موشي ولا غنوشي » إلا انعكاسا دقيقا لمدى الحقد والاستهداف الذى اتسمت به سلطة 7/11 في حربها ضد النهضة وضد الرجل الاول فيها ، ولقد بلغ بها الهوس حدّ قطع علاقاتها الدبلوماسية مع بعض الدول وتصرفت بطرق وأساليب غير معهود في الاعراف الدولية والدبلوماسية كلما زار الغنوشي بلدا عربيا أو اسلاميا ، بل تعكرت العلاقات الدبلوماسية مع بعض الدول الاوروبية لذات الأسباب . وما استمرار عدم السماح لدخول الغنوشي الى فرنسا منذ حوالي عقدين تقريبا ثم ادراج اسمه في قائمة المنع لدخول دول منطقة (شنغان) من قبل السلطات الايطالية لسنوات الا شاهدا جليا على سياسة الاستهداف . و لم تتوانى السلطة في محاولات الاختراق الامني للحركة في البلاد سواء في السجن أو خارجه وكذلك الأمر في المهجر ، وفي تطوّرت خطير تحوّل الاختراق الأمني الى اختراق سياسي ممنهج تديره الأذرع الأمنية للسلطة بالخارج عبر القنصليات والسفارات التي أصبحت تعج وتدار من قبل رجال الاستخبارات لهدف تضييق الخناق على حركة النهضة وبقية التونسيين في المهجر عموما . لقد حاولت السلطة استهداف بعض القيادات وخاصة الشيخ راشد الغنوشي من أجل تصفيته جسديا ، مما دعا الأمن البريطاني الى أدرج اسمه على القائمة الخاصة بالشخصيات المستهدفة والمهددة بخطر الاغتيال . ولعله لن يجنح بنا التأويل بعيدا عن الحقيقة اذا قررنا أن الحادث الذى أودى بحياة المرحوم ماهر عبد الله مقدم برنامج الشريعة والحياة في قناة الجزيرة كان يستهدف حياة الشيخ راشد الغنوشي . ذلك أن المرحوم ماهر عبد الله ومعه الدكتور بشير نافع الذي نجى بأعجوبة من الموت المحقق في الحادث تحولا معا من فندق اقامة الشيخ راشد بالدوحة لجلب شخصية تونسية معارضة كان الشيخ راشد على موعد معها وكان من المفروض ان يستقل الشيخ راشد معهما السيارة للالتحاق بموعده ولكن من الطاف الله وبصورة مفاجئة طلبت (قناة إقرأ) الفضائية الشيخ راشد للحديث معه على الهواء مباشرة . حينها اقترح المرحوم ماهر عبد الله على الدكتور بشير نافع مصاحبته لجلب المعارض التونسي لمقابلة الشيخ راشد في الفندق بما أنه تعذر عليه الذهاب اليه . ولقد عاينت بنفسي مكان الحادث والطريق الرابطة بين الفندق ووجهة السيارة وتأكد عندي أن سبب الحادث لا يمكن ان يكون الافراط في السرعة بل تعطيل الفرامل بفعل فاعل قبل انطلاق السيارة كما ذهب الى ذلك شقيق المرحوم ماهر عبد الله الذي يرى ان الحادث كان مدبّرا . وقبيل الحادث بأيام حرص سفير تونس بسويسرا على الالتقاء بقيادة حركة النهضة وقد تمت فعلا تلك المقابلة الشهيرة مع القيادة التنفيذية للحركة التي نوّه بها السيد السفير وذكّر الحاضرين بحرص الرئيس بن علي نفسه على ذلك اللقاء ومتابعة الحوار مع الحركة ، وأبلغهم السفير بعد ذلك أن الرئيس نفسه مرتاح للروح الايجابية التي عبّرت عنها قيادة الحركة ، ولكن تفاجأ المتابعون لذلك الملف بإحجام غير مفهوم حينها من السلطة عن متابعة الحوار الذي توقف من جانب واحد . فهل يفسّر التوقف الفجئي والنهائي من السلطة لمتابعة ذلك الحوار ، أن اللقاء لم يكن يهدف لأصل الحوار بين السلطة والنهضة ولكنه كان عملية استباق ومحاولة لتهيئة الأجواء لإبعاد الشبهة في حال نجاح ما كانوا يخططون له ضد الغنوشي ، ثم هل كانت السلطة جدية فعلا وصادقة في حرصها على الحوار مع النهضة أم أنها كانت تناور للتغطية على ما كانت تدبّره بالدوحة ضد الغنوشي ، وهذا ما يعنى أن تلك المقابلة اليتيمة مع حركة النهضة مجرّد تحايل للتغطية على محاولة الاغتيال ، وهو ما يؤكد بجلاء عدم جدية السلطة في أي حوار الا ضمن منطق المناورة باتجاه تحقيق أهداف لا علاقة لها بالحوار أو المصالحة الوطنية من اجل الوطن . ان حركة النهضة تعيش أزمة مثل بقية الحركات والاحزاب الوطنية في ظل سلطة الاستبداد والقمع القائمة ، ولكنها حتما ليست في مازق ، والحال أن السلطة لم تتوانى في توظيف اللوبي الصهيوني الدولي لمحاصرة النهضة في كثير من البلدان الغربية ومعظم البلدان العربية . كما أن ابناء النهضة في تونس في السجون وخارجها أو في المنافي ظلوا ضحية سلطة غاشمة تحاربهم وتحارب ذويهم في قوت عيشهم أو في أعمالهم وتمنعهم من الشغل ومن العلاج ومن التنقل بل تسعى الى تدميرهم عائلاتهم بالطلاق أو بالإفساد لأكثر من عشرين سنة مستمرة ، وهي اشد مواجهة وأطولها في تاريخ تونس الحديث اذ لم يصمد أي كيان معارض في مواجهة السلطة منذ الاستقلال الى اليوم مثلما صمدت حركة النهضة وابناءها . وقد أصبحت السلطة تستهدف المشروع وتركز على عناصر قيادية دون أخرى وتستعمل حق الحصول على الوثائق الشخصية وبقية الحقوق الفردية الأخرى كعملة صعبة للتأثير على مواقف البعض ودفعهم واستدراجهم لتغيير مرمى الاستهداف والتهجم ، فعوض تحميل سلطة القمع مسؤولية جرائمها على النهضة والشعب ، تحوّل الامر الى تحميل قيادتهم وخصوصا الشيخ راشد الغنوشي مسؤولية الانسداد السياسي وتصلّب السلطة ، وهو ما يتقاطع موضوعيا مع سلوك وسياسة أزلام السلطة والامن الرئاسي والبوليس عموما . نعم لا شك أن الشيخ راشد وكثير من القياديين ارتكبوا أخطاء ، سواء اجرائية أو اجتهادية في مجالات الادارة والسياسة ، انطلاقا من ان كل من يعمل في ظل ظروف عصيبة استثنائية تحيط باستمرار بنشاطات النهضة سيخطيء ويصيب . ومهما كانت أحجام تلك الاخطاء لا بد من تجاوزها عبر التعجيل بإصلاحها . لكن الذي لا شك فيه هو أن الشيخ راشد الغنوشي ظل يمثل العمود الفقري في القيادة للصمود في وجه السلطة واستبدادها . وهو ما زال يمثّل أهم شخصية وطنية مناضلة ضد الاستبداد في تونس وخارجها ، وما جلب عليه جام الغضب والاستهداف المستمر من قبل السلطة هو اعتدال فكره السياسي وسمعته العالية في الشرق والغرب على حدّ السواء . نعم يحق لحركة النهضة لأسباب داخلية وحسابات استراتيجية تستدعي أن تتماهى مع رغبة الشيخ راشد في التنحي عن قيادتها ، ولكن على أبناء وقيادات النهضة سواء كانوا متفقين أو مختلفين مع الشيخ راشد الغنوشي في رآه أن يدركوا أنه يمثل مكسبا عظيما لحركة النهضة وللوطن وللعالم الاسلامي ، لذا لا يجوز لمن كان يسعي نيل شرف التقرب منه للحصول على التسهيلات المتنوعة – رغم مشروعيتها – من خلال توظيف جاهه ، أن يتنكر ويقلب له ظهر المجنّ فيتهجم عليه ليلا ونهارا في الوقت الذي يتفنن هؤلاء في تفهم قمع المستبد وتبريره ، بل يتلقفون ابتسامة جلاد باهتة ومنافقة فيتغنون بها في الاعلام ويسوقونها كأنها كسب استراتيجي للبلاد والعباد ، وما يدعو للتساؤل والانزعاج هو اصطفاف أبواق السلطة وبوليسها في نفس الطابور مع بعض الاخوة الذين كانوا أو مازالوا في حركة النهضة ضد الشيخ راشد الغنوشي . ملاحظة : أرجو لمن يريد النقد أو الرد على المقال أن يكتب تحت اسم معلوم وواضح وأن لا يتخفّى وراء اسم وهمي لأنني لا ارد على البوليس أو على من يتخفى وراء اسم مستعار . (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 01 ماي 2010 )
الكاتب والصحفي فهمي هويدي يعقب على تسلم رئيس تونس درع اتحاد الصحافيين العرب في الأحد, 02. ماي 2010
الأحد, 02. ماي 2010 فهمي هويدي ـ ليس باسمنا:آخر ما يمكن أن يخطر على بال أي صحافي في أي مكان بالكرة الأرضية. أن يسلم درع اتحاد الصحافيين العرب إلى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. ليس ذلك فحسب، وإنما أن يمتدح الرجل بحسبانه مدافعا عن الصحافة في الوطن العربي وصديقا للصحافيين العرب والإعلام في العالم. بل ومنحازا إلى الكلمة والحرية والديموقراطية.. هكذا مرة واحدة! لولا أنني قرأت الخبر منشورا صبيحة الأربعاء الماضي (28/4)، وإلى جانبه صورة للرئيس التونسي وهو يتسلم الدرع من رئيس اتحاد الصحافيين العرب، وفي ثنايا الخبر ذكر لتقريظه ومديحه بتلك الأوصاف التي ذكرت، لما صدقت ولشككت في صحته. إنني أفهم أن يقدم درع وزراء الداخلية العرب إلى الرئيس التونسي. بعدما أقامت لهم حكومته مقرا دائما في عاصمة بلاده، يستضيف اجتماعاتهم الدورية المنتظمة.. وهو «الإنجاز» الذي أبقى على التعاون الأمني نشيطا وفاعلا، باعتباره المظهر الوحيد الباقي للعمل العربي المشترك. قد أفهم أيضا أن تكرمه الولايات المتحدة تقديرا لتعاونه معها في مكافحة الإرهاب، واستقباله لأعداد كبيرة من الشبان المسلمين المحتجزين، لتعذيبهم واستنطاقهم ثم إعادتهم مرة أخرى، بعد الحصول منهم على المطلوب وزيادة، وهذا إنجاز من نوع آخر لم يتفرد به النظام التونسي، ولكن نافسته فيه أنظمة أخرى عربية تحدثت عنها الصحافة الأميركية. المفارقة أنه في ذات الأسبوع الذي قدم فيه درع اتحاد الصحافيين العرب إلى الرئيس بن علي، أطلق سراح الصحافي التونسي المعارض توفيق بن بريك بعدما أمضى ستة أشهر في السجن. وكانت الأجهزة الأمنية قد لفقت له تهمة الاعتداء بالضرب على أحد الأشخاص، وساقته إلى المحكمة لكي «تؤدبه» جراء انتقاداته للنظام. ثم ألقت به في أحد أكثر السجون بشاعة وقسوة، كما قال هو بعد انتهاء محكوميته. وفي حين سكت اتحاد الصحافيين العرب على مظلوميته، فإن الصحافة الفرنسية هي التي وقفت إلى جانبه. ولم تكف عن التنديد بعمليات القمع والملاحقة والتهديد التي يتعرض لها المثقفون التونسيون، والصحافيون والسياسيون والنقابيون والأكاديميون في المقدمة منهم. من هذه الزاوية فإن تونس لا تختلف كثيرا عن سجن «غوانتانامو» في القسوة التي يتعرض لها المثقفون والسياسيون والضغوط الأمنية الرهيبة التي يتعرض لها المواطنون، الذين يعرفون جيدا أنهم جميعا مراقبون طول الوقت، هواتفهم وكتاباتهم وأبحاثهم العلمية وحساباتهم البنكية. مع فرق أساسي هو أن نزلاء سجن غوانتانامو الشهير في الجزيرة الكوبية هم أناس تم اختطافهم من بلدانهم، وهم يجاهدون الآن للخلاص من الأسر واسترداد إنسانيتهم. أما في غوانتانامو الكبرى والأخرى التي نتحدث عنها، فضحية الاختطاف فيها شعب بأكمله، لا سبيل إلى إطلاق سراحه إلا بتغيير نظامه المتحكم في مقدرات البلد منذ نحو ربع قرن. وذلك شأن تونسي في كل الأحوال، لكن حين يذهب ممثلو اتحاد الصحافيين العرب إلى هناك ويقدمون درع الاتحاد إلى الرئيس التونسي، ثم يمتدحون موقفه إزاء حرية الصحافة والديموقراطية، فإنهم بذلك لا يؤيدون بصورة مباشرة سياسته القمعية بحق الاثنين فحسب، ولكنهم أيضا يفقدون شرعية تمثيلهم للضمير الصحافي، ويتحولون عمليا إلى جهاز رسمي منسوب إلى الأنظمة العربية، وليس اتحادا مهنيا يمثل جماهير الصحافيين العرب. لو كان بيدي من الأمر شيء لأعددت بيانا ضمنته قائمة انتهاكات النظام التونسي بحق الحريات العامة عموما والصحافة خصوصا، التي تحفل بها تقارير منظمات حقوق الإنسان، واستنكرت فيه تقديم درع اتحاد الصحافيين العرب للرئيس التونسي وأمثاله من رموز الاستبداد والقمع. ولجعلت عنوانه: ليس باسمنا، ودعوت أكبر عدد من الصحافيين إلى التوقيع عليه. إن الصحافة لا تستطيع أن توقف القمع، لكنها تستطيع أن تفضحه بوسائل متعددة. أما إذا ضاقت عليها الأمور وسدت الأبواب فينبغي في كل الأحوال ألا تلجأ إلى تسويفه وامتداحه، من هذه الزاوية فإن ما أقدم عليه ممثلو اتحاد الصحافيين العرب في تونس يعد فضيحة بكل المقاييس مهنية وسياسية وأخلاقية.
(المصدر:موقع جريدة الرؤية الإلكتروني(الكويت) بتاريخ 2 ماي 2010)
« ماما »… ما معنى « فاسْلُكُوهُ »؟؟…
خطر على قلبي وبالي أنّه إذا أراد أحدنا التوقّف عند معاني القرآن الكريم فليُقرئه أبناءه… جاء ذلك بعد أن سمعت الولد يكاد يسأل أمّه عن كلّ مفردة يقرؤها للحفظ… ما معنى « ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا »؟… ماما: ما معنى: « فَاسْلُكُوه »؟.. ما معنى ماما: « فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ »، أيّ يوم؟!… إلى غير ذلك من الوقفات النّافعة التي لو اتبعها الكبار لعلموا من كتاب ربّهم الكثير ولتفقّهوا في دينهم، بل ولترقّوا في لغتهم العربيّة… وإنّي اليوم أتوقّف مع الآيات التي استوقفت ابني بالاستعانة بما قال أهل التفسير رحمهم الله وذلك إشاعة للفائدة: قال سبحانه وتعالى في سورة الحاقّة: [وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35) وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (36) لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ (37)] فبعد أن بيّن الله سبحانه وتعالى أنّ مآلَ المؤمنين العاملين الصالحين المتّقين أصحاب اليمين، أيّامٌ باقيةٌ هانئةٌ ونعيمٌ مقيمٌ دائمٌ، خلص إلى الحديث عن أصحاب الشمال وعن دركاتهم وحسراتهم وصنوف العذاب التي تنتظرهم كي لا يبقى عذر لمدّعي جهل أو لمحتجّ بعدم وضوح رؤيا، فمن عمل مثقال ذرّة خيرا يره ومن عمل مثقال ذرّة شرّا يره، وههنا في آيات الحاقّة بعض تفصيل ذلك. فليعمل كلّ منّا على معرفة ما ينتظره وفهمه وفقهه كي يُحسن اختيار الطريق في هذه الدنيا، إذ الوصول إلى الهدف لا يكون إلاّ عبر طريق تُتّبع والطريق المتّبعة لا تكون إلاّ بعد اختيار!… ورحم الله أهل القرون الأولى، فقد كان منهم من يرى كفايته لمعرفة الدّين في سورة الزلزلة… وبالعود إلى الطفل السائل، فإنّنا نلجأ إلى أهل التفسير الذين توقّفوا جزاهم الله خيرا عند المفردات والجمل والنصّ يفسّرون – بما آتاهم الله من علم – ما أشكل على العوام أمثالنا… فقد روي عن قتادة قوله: قوله:(يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ): أنّ الكافر أو الذي هو من أهل الشمال – عافانا الله وإيّاكم – يتمنى الموت، ولم يكن في الدنيا شيء أكره عنده من الموت…. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنّه رأى في معنى (هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ): ضلت عني كلّ بينة فلم تغن عني شيئا. وفسّر عكرِمة ومجاهد السلطان في (هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ) بالحجّة، أي لم تعد حجّتي خادمة لي بل صارت واهية.. وقال الضحّاك قولا قريبا من ذلك فسمّاه البيّنة، أي ضلّت عنه بيّنته… في حين فسّره آخرون بالملك… قلت: والثلاثة – والله أعلم – لا تتباعد إذ الحجّة والبيّنة والملك وكذلك المال إمّا أن يكونوا مساعد سعادة يُثبّت يوم القيامة وإمّا أن يكونوا مساعد شقاء يُضلّ ويُهلك يوم القيامة، يوم تتغيّر الموازين وتتوحّد الملكية وتجتمع لله سبحانه وتعالى وحده… لمن الملك اليوم لله الواحد القهّار… فيأمر سبحانه وتعالى خُزّان جهنّم بصاحب الشمال: (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ): أي أوردوه نار جهنّم التي كان قد كذّب بها وبخالقها في الدنيا ليصلى فيها سعيرا، مغلولا مسلوكا في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا، بذراعٍ اللهُ أعلم بقدر طولها… قال بعض المفسّرين: كلّ ذراع سبعون باعا، كلّ باع أبعد مما بين مسجد الكوفة وبين مكة عياذا بالله تعالى… وأمّا كيف يسلكوه فقد قال المفسّرون ومنهم ابن عبّاس رضي الله عنهما: تسلك في دُبره حتى تخرج من منخريه، حتى لا يقوم على رجليه… لا إله إلاّ الله ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله ونعوذ بالله من حال أهل النّار!.. أرأيتم إلى أكلة الدّجاج المشوي أو الخرفان المشويّة أو الخنازير المشوية – حاشا القرّاء والسامعين – كيف يُعدّها لهم الشوّاؤون! إنّهم يدخلون السفافيد من الفم أو الحنجرة ليخرجوها من الدبر أو من بين السيقان!… أيمكننا بعد هذه المقارنة – ولله المثل الأعلى – أن نتخيّل المشهد: مكتوف الأيدي مكبّل، داخله سلسلة طولها سبعون ذراعا لا يستطيع بعدها القيام على رجليه، يصلى نارا حامية، لا يُجاب إذا استصرخ إلاّ بعد ألف سنة ليلقى الجواب: « فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلا فِي ضَلالٍ »… نسأل الله سبحانه وتعالى حسن الخاتمة… ولا نكتفي بالدّعاء وإنّما نرقّيه بالعمل الصالح… ولنحرص على تعليم أبنائنا الخير فبتعليمهم نتعلّم منهم، وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم وفي أبنائكم أجمعين… عبدالحميد العدّاسي الدّانمارك في 2 مايو 2010 المرجع: تفسير الطبري…
معرض تونس الدوليّ للكتاب : عزوف الجمهور ورقابة صارمة
إذاعة هولندا العالميّة / من تونس إسماعيل دبارة : تتواصل في تونس فعاليات المعرض الدوليّ للكتاب الذي انطلق منذ الـ23 من نيسان /أبريل الجاري ويستمرّ إلى غاية الثاني من مايو المقبل. وشهد « معرض تونس الدوليّ للكتاب » خلال الأيام الأولى لدورته الثامنة والعشرون إقبالا ضعيفا بالرغم من الإمكانات الضخمة التي رصدتها السلطات التونسيّة له. وكان المعرض فرصة لإعادة إحياء الجدل حول معضلة الرقابة التي طالت عددا ضخما من العناوين والمؤلفين علاوة على ظاهرة تنامي العزوف عن الكتاب والمطالعة، وهو ما بيّنته إحصاءات رسمية نشرت مؤخرا. دورة تقليديّة الدورة الثامنة والعشرون من معرض تونس الدوليّ للكتاب هذا العام تبدو « تقليدية » ، وذكر مدير المعرض السيّد أبو بكر بن فرج، خلال مؤتمر صحفيّ عقد مع افتتاح فعاليات المعرض الذي يقام بقصر المعارض بضاحية « الكرم » بالعاصمة ، أنه « من المنتظر أن يتجاوز عدد الزوّار الـ200 ألف زائر » مؤكدا على أنّ المعرض « سيحافظ على تقاليده التي درج عليها منذ سبع وعشرين دورة وأهمها انفتاحها على سائر ثقافات العالم وذلك من خلال حضور عشرات الآلاف من العناوين ». ويشارك في المعرض 34 بلدا وأكثر من ألف ناشر و328 عارضا من كبرى دور النشر العربية والعالمية، من بينهم 280 ناشرا و52 عارضا يشاركون للمرة الأولى؛ وتتصدر فرنسا طليعة قائمة الناشرين بحضور 447 ناشرا. الكتاب لنشر المعرفة أطلق معرض تونس الدوليّ للكتاب سنة 1982، وكان مخصّصا للكتاب العربي فحسب في دورته الأولى، قبل أن يكتسي فيما بعد بعدا طابعا دوليّا تدعّم خاصّة إثر تحرير توريد الكتاب في تونس سنة 1989. ويقول المشرفون على المعرض إنه « إحدى المحطّات المضيئة والمهمة في المشهد الثقافي التونسيّ لما يتميّز به من تنوّع وثراء في المحتويات المقدّمة وإحكام في التنظيم ، كما تمثّل كلّ دورة من دوراته مناسبة لإقامة الفعاليّات الفكريّة والأدبيّة، يلتقي خلالها المبدعون والجمهور للحوار حول شتّى المواضيع الّتي تندرج ضمن اهتماماتهم ومشاغلهم ». ومن أهداف هذا المعرض الذي تشرف عليه « وزارة الثقافة والمحافظة على التراث » التونسيّة « الاسهام في النّهوض بالكتاب بوصفه أداة رئيسية لنشر المعرفة » و »إتاحة الفرصة للجمهور الواسع للتعرّف على مستجدّات الإنتاج الفكريّ والأدبيّ والعلميّ والفنّي تونسيّا وعالميّا » بالإضافة إلى « العمل على إشاعة الرغبة في القراءة والمطالعة وتنشيط الحوار حول قضايا الفكر والأدب والثقافة انطلاقا من الكتاب ». نتائج عكسيّة ! كشفت الدراسة التي أعدتها السلطات في تونس عن حال الكتاب والمطالعة عن نتائج مخالفة للأهداف التي أطلق من أجلها معرض الكتاب ، فبحسب « اللجنة الوطنية للاستشارة حول الكتاب والمطالعة » فإنّ ثلاثة أرباع التونسيين لم تطأ أقدامهم مكتبة عمومية, وأكثر من 22.74 بالمائة منهم لم يطالعوا طيلة حياتهم كتابا مهما كان نوعه ». وكشفت ذات الأرقام أن ربع التونسيين لم يقرؤوا كتابا واحدا في حياتهم, وقرابة العشرين بالمائة لا يحبون الكتاب أصلا. فلسفة تنويريّة لم تقض على الشعوذة يحرص المُشرفون على معرض تونس الدوليّ للكتاب على التأكيد في كل دورة من دوراته على انّه يحمل فلسفة تنويرية حداثية لا تفسح المجال أمام ترويج »الكتب والمؤلفات الأصوليّة » والمنافية لروح العصر. لكنّ متابعين يضعون هذه « الفلسفة » محلّ تساؤل ، إذ أنّ الإقبال المكثف تمّ تسجيله في الأجنحة التي تبيع كتبا دينيّة وكتب (الطالع) والأبراج والطبخ وهو ما دفع أحد الزوار إلى القول ساخرا: »وما الذي نتوقعه من معرض يقام في بلد تُخصّص جرائده الرسميّة صفحات بأكملها للدعاية والإشهار للمشعوذين وقارئي الكفّ والفنجان؟ » ويقول الشاعر والروائيّ سمير ساسي في تصريحات للقسم العربيّ لإذاعة هولندا العالميّة: » من اللافت أنّ الحديث عن تراجع مستمرّ يشهده معرض تونس الدوليّ للكتاب بات محلّ إجماع ،ولا يمكن أن نعزل هذا التراجع عن السياسة الثقافية العامة في البلاد ، وهي سياسة نبعت من خيارات غلبت عليها الحرب الوقائية مما قد يُشكل خطرا على المشروع المجتمعي الذي ينسب للحداثة ». ويرى سمير ساسي أنّ « السياسة الثقافية في تونس تحولت إلى « ثقافة سياسية » لا تسمح للإبداع إلا بمقدار ما يراه أهل القرار السياسي وهي رؤية تضيق بالإبداع والمبدعين ». ويضيف: »البديل لم يكن تنويريا كما أراد المسؤولون بل كان أسوأ ، إذ فتح الباب أمام كتب الطالع والتنجيم والشعوذة ». « مقصّ الرقيب » حاضر بقوّة معرض تونس الدوليّ للكتاب ليس مفتوحا أمام كلّ الكتاب والمفكرين والناشرين ، هذا ما يتأكد عاما بعد عام ، إذ أنّ السلطات تحظر قائمة لمجموعة من الكتاب والكتب ،وواصل الرقيب خلال الدورة الحالية منع الكتب السياسية وغير السياسية خصوصا تلك التي تتناول موضوع الديمقراطية والحريات العامة بالإضافة إلى منع العديد من المؤلفات في علم الاجتماع والتاريخ والإعلام وغيرها من المجالات. يقول الطالب الجامعيّ طيّب هنشيري الذي زار المعرض لمراسل القسم العربيّ إنه » لم يجد ما كان يبحث عنه ومعظم العناوين تبدو مستهلكة وكلاسيكية ومتوفّرة خارج المعرض، كما أنّ الأسعار لا تناسب ميزانية الطلاب بالرغم مما يُروج عن وجود تخفيضات في الأثمان « . وكشف عدد من الناشرين والعارضين عن « تكبّدهم لخسائر فادحة بسبب العزوف والرقابة وترويج طبعات قديمة لا تناسب القارئ التونسيّ الذي يعزف أصلا عن القراءة ويتزايد إقباله على الانترنت ووسائل الاتصال الحديثة ». ويؤكد الروائيّ سمير ساسي أنّه « عاين التأفف والضجر من دور النشر والعارضين خصوصا وأن معظم الإصدارات الجديدة لم تدخل لتونس بسبب التضييق والرقابة التي حرمت القراء من عناوين جديدة كان بإمكانها تنوير الشباب التونسيّ والمثقفين ». الانترنت تنافس الكتاب العزوف الشبابيّ والطالبيّ بدا واضحا للعيان خلال الدورات الأخيرة من « معرض تونس الدوليّ للكتاب » ، وتقول الطالبة الفلسطينية أميرة مبارك التي زارت المعرض إنّها لاحظت اهتماما بـ »الكمّ على حساب النوع » وتضيف: » تحميل الكتب والإصدارات الجديدة عبر الانترنت والمكتبات الافتراضية يعتبر أقلّ تكلفة بالنسبة لي ، مقارنة بهذه الأسعار الباهضة التي لا يعقل أن تصرف من أجل طبعات قديمة نسبيّا ، على المشرفين أن يأخذوا بعين الاعتبار الثورة التكنولوجية وعزوف الجمهور عن المطالعة حتى لا يندثر هذا المعرض ». ويُرجع الكاتب سمير ساسي عزوف الشباب الطالبي عن زيارة المعرض بـ »التفقير المتعمّد للمعرض ، خصوصا و أن الشباب يتميّز بمتابعة الحركة الثقافية عبر العالم من خلال شبكة الانترنت الزاخرة بالكتب والمعلومات ».
(المصدر:موقع إذاعة هولندا العالميّة بتاريخ 2 ماي 2010)
نقاب يحجب البصر ونقاب يحجب البصيرة
بقلم الدكتور محمد بن نصر، المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية الحجاب، المآذن، الرجل الطبيب، النقاب، المطعم الحلال، تعدد الزوجات وغيرها من المحطات المثيرة شكّلت في السنوات الأخيرة مادة إعلامية مثيرة قد يصعب على المتابع من الخارج فهم أبعادها وأبعاد الضجيج من حولها، بل قد يستغرب البعض هذا الهوس العلماني وكانوا يحسبون أن الهوس لا يكون إلاّ دينيا بالضرورة. ما سرّ هذا الاهتمام المبالغ فيه بالدين الإسلامي وهو بمنطق التاريخ الوضعي أمر زائل لا محالة؟ نعتقد أنّه من الضروري فهم الإطار العام والخيط الناظم لكل هذه المحطات. النخب الفكرية عامة والتربوية تحديدا، منزعجة أشدّ الانزعاج من الحالة التي آل إليها الإسلام في الغرب، والمتمثلة في هذا الانبعاث الجديد. لقد كان من المتوقع في نظرهم أن يشيخ الإسلام كما شاخت الأديان الأخرى ويتحول إلى مجرد طقوس موسمية لا حياة فيها، ولذلك لم يتفاعلوا بتشنج مع ذات المظاهر الإسلامية التي صاحبت تواجد العمّال المهاجرين بكثافة منذ بداية النصف الثاني من القرن الماضي. ذلك لأنّهم كانوا ينظرون لها بوصفها مخلّفات العهد البائد أو مجرد خطوط خلفية من أشكال الصمود الواهي سيجرفها تيار الحداثة. ولكن عندما أصبحت عند البعض من أبناء الجيل الثاني والثالث ومعظمهم من الفرنسيين ولادة، أصبحت مثار جدل لا يتوقف. هذا الجدل الساخن الذي بدأ منذ ربع قرن لم يفلح في إيقاف هذه الحيوية المتجدّدة للإسلام في الغرب فسلّموا بوجوده واقعا ولكنهم عقدوا العزم على أن يأخذ سمتا أوروبيا وفق قالب يُعدُّ له سلفا بحيث يتم تحجيم كل مظاهره الخارجية البارزة ما استقام منها وما اعوج. بدأت هذه الفزّاعة في العمل ولا تمر فترة من الزمن إلا ويقع النفخ الإعلامي المرئي و المسموع والمكتوب في مسألة جدّ هامشية وما إن تهدأ العاصفة حتى تنطلق من جديد محذرة من المسلمين الذين يتربّصون بالعلمانية ويهددون الجمهورية. لا يحضر الإسلام والمسلمون في وسائل الإعلام إلا في قفص الاتهام ولعل المرّة الوحيدة التي حضر فيها الإسلام حضورا إيجابيا كان إبّان الأزمة المالية الأخيرة حيث جرت على ألسنة بعض المسئولين كلمات توحي بأن المالية الإسلامية التي جُرّدت من إطارها الاقتصادي الإسلامي من الممكن أن تسهم في عافية مأمولة للاقتصاد الرأسمالي. في هذا الإطار يجب أن تُفهم مسألة النقاب المثارة حاليا في فرنسا وفي عدد من الدول الأوروبية. لا يتسع المجال هنا للحديث عن الحكم الشرعي للنقاب، اختلف العلماء فيه قديما كما اختلفوا فيه حديثا ومهما كانت قناعتنا بوجهة نظرمعينة فإنّه من العبث فرضها بالقوة أو بالقانون. تستطيع الجمهورية أن تمنع تكوين حزب ملكي ولكنّها لن تستطيع أن تمنع القناعة الفردية بذلك كما استطاعت الديمقراطية الأمريكية أن تمنع تكوين حزب شيوعي ولكنها لن تُفلح في نزع بذرة الفكر اليساري من الذين اقتنعوا بجدواه. وحده الجدال بالتي هي أحسن والتحليل المقنع يمكن أن يغيّر قناعات الأفراد. ولذلك ستركّز هذه المقالة على الجانب الحقوقي لهذه المسألة. دعونا أولا نستعرض الوقائع كما عاشتها الساحة الفرنسية. مجموعة من النساء المسلمات محدودة العدد، لا يتجاوز الألفين بحسب التقديرات التي قدّمها وزير الداخلية، وإن كان ذلك لا يغيّر شيئا من طبيعة المشكلة، اختارت النقاب باعتباره الزي الشرعي الأتم في تصورهنّ. انطلقت المسألة بالتلويح بتقديم مشروع قانون لمنع النقاب بدعوى أنّه مهين للمرأة وأنّه مفروض عليها من الإطار العائلي المتمثل في الأب أو الزوج أو الأخ الأكبر وبدعوى أن تغطية الوجه لا تساعد القوة الأمنية على حماية المواطنين من الإرهابيين الذين بإمكانهم استخدامه لأعمال إرهابية. هدأت عاصفة النقاب أثناء حملة الانتخابات الجهوية وحل محلّها النقاش حول الهوية الوطنية وكان الغرض من ذلك كسب أصوات أقصى اليمين، جاءت النتيجة مخيّبة للحكومة على جبهتين: انتصار كاسح للمعارضة اليسارية المتمثلة أساسا في الحزب الاشتراكي وعودة قوية لحزب أقصى اليمين نسبة لعدد أصوات الناخبين. و في استطلاعات الرأي التي أعقبت الانتخابات عبّر ثلثا الفرنسيين عن عدم رغبتهم في ترشح ساركوزي لفترة ثانية للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 2012، فكان لابدّ إذا من تفعيل ورقة البعبع الإسلامي. بالرغم من موقف مجلس الدولة الذي منع استصدار قانون منع النقاب فقد أمر الرئيس ساركوزي بمناقشة مشروع قرار المنع في مجلس النواب بل وسّع من دائرة تطبيقه ليشمل كل الفضاء العام بعدما كان مقتصرا على المؤسسات الحكومية مع العلم أن مؤيدي المنع الشامل للنقاب لا يتجاوز ثلثي الفرنسيين. في أثناء هذا الجدل الدائر حول النقاب الإسلامي يقع تغريم امرأة منقبة ب22 يورو بسبب مخالفة مرورية تمثلت في قيادة سيارتها منقبة الوجه ولكنها مكشوفة العينين وهو ما اُعتبر خطر على حياتها وحياة من يشاركها الطريق ولا ندري لماذا لجأت المرأة إلى الصحافة لتدافع عن نفسها. وفجأة يتبين أن زوجها « متطرف » بالرغم من أنه ينتمي لحركة التبليغ وهي حركة مصنّفة سلمية بمعايير وزارة الداخلية ومتزوج بأربع زوجات، خلّف منهنّ 12 ولدا ويتمتع بمنح اجتماعية بصورة غير قانونية بحسب مزاعم الداخلية. وبمجرّد إثارة موضوع تعدد الزوجات سارع وزير الداخلية في خطوة غير مدروسة إلى مطالبة وزير الهجرة بالنظر في امكانية نزع الجنسية عن الزوج. وهكذا في بلد سارتر الذي كان يردد بصوت عال عقيدته الثلاثية المتمثلة في: تعدد الزوجات والوضوح والسياحة والذي نحت مصطلح « الحب الضروري » الذي خصّ به صديقته سيمون دي بوفوار و »حب الأطراف » الذي وزّعه على العديد من عشيقاته. تتحول حالات تعدد الزوجات إلى جرم جنائي عندما تنشأ خارج الفضاء العلماني. لسنا من مؤيدي تعدد الزوجات ولكن نكره اللعب على الألفاظ وإبداء دهشة واستغراب مفتعلين من ظاهرة جد معلومة من السلطات الفرنسية ومنذ زمن طويل. ولذلك لم يتردد الزعيم الاشتراكي جوليان دراي في اتهام الحكومة « بتركيب سيناريو لتهييج الإعلام ». يبدو أن كل الحجج التي تقدمها الحكومة لا تستقيم واقعا حيث لم يستخدم النقاب إطلاقا في عمل إرهابي ولم يثبت قضائيا أن هناك حالات فرض للنقاب على المنقّبات ولم يسبق أن اشتكى فرنسيون من النقاب باعتباره مستفز لشعورهم. مثل هذه القوانين الزاجرة لحرية الأفراد لا تستطيع أن تعالج هذه القضايا ذات البعد التعبّدي ولا تساعد عقلاء المسلمين على إقناع المتشدّدين بضرورة اختيار الأيسر عندما يُخيرون بين أمرين. ومن الضروري أن يعمل عقلاء الجمهورية على إيقاف هذه النزعة الانقلابية التي أعمى بصيرتها أوهام الخوف من الإسلام فنالت من الأسس التي قامت عليها الجمهورية نفسها. (المصدر:صحيفة الشرق الأوسط، بتاريخ 01 ماي 2010)
على خلفية الفضائح الجنسية الفاتيكان بصدد إصلاح نظامه الكهنوتي
قال الفاتيكان إن البابا بنديكت السادس عشر سيعين مبعوثا خاصا لإدارة أخوية « فيلق المسيح » التي يتهم مؤسسها بأنه ضالع في اعتداءات جنسية على أطفال، وذلك في إطار عملية إصلاحات على النظام الكهنوتي في الكنيسة الكاثوليكية. ووفقا للمتحدث باسم الفاتيكان فيديريكو لومباردي فإن البابا سيعين لجنة لمراجعة مبادئ التأسيس للأخوية الكنسية التي عاش فيها مؤسسها -القس المكسيكي مارسيال ماسيل ديجولادو- حياة مزدوجة لعشرات السنين. وجاء الإعلان في نهاية تحقيق استمر سنة كاملة وتضمن زيارات قام بها مفتشون بابويون إلى أكثر من 120 معهدا لاهوتيا ومائتي مدرسة وستمائة مركز كاثوليكي في العالم. وقال بعض المنتقدين إن الفضيحة أضرت بالنظام بما لا يسمح بإصلاحه ودعوا إلى حله، لكن البابا قرر الاحتفاظ به واتخاذ خطوات بإعادة هيكلته. وكانت اتهامات قد وجهت لمؤسس الأخوية باقتراف العديد من جرائم الانتهاك الجنسي بحق عدد كبير من القصر من طلبة اللاهوت. وقالت الأخوية مؤخرا في اعتذار رسمي إن مؤسسها أب لثلاثة أطفال أنجبهم من سيدتين سرا. وظهرت تلك الاتهامات بحق ديجولادو للمرة الأولى عام 1997، وبرغم نفيه لها بقوة فإنه أعلن تنحيه عن رئاسة الأخوية في 2005 كما أقيل من الهيئة الكهنوتية بعد ذلك بعام واحد. وتوفي ماسيل ديجولادو بالولايات المتحدة الأميركية في يناير/كانون الثاني 2008. وقال بيان الفاتيكان الذي صدر أمس السبت إن البابا يريد طمأنة أعضاء أخوية فيلق المسيح بأنهم « لن يكونوا وحدهم » وبأن الكنيسة ستكون معهم وستؤازرهم على « طريق التطهر الذي ينتظرهم ». (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 02 ماي 2010)
غالبية يهود أميركا يدعمون أوباما
أظهر آخر استطلاع للرأي يجرى سنويا في مارس/آذار من كل عام، أن اليهود الأميركيين ما زالوا يؤيدون الرئيس الأميركي باراك أوباما في نهجه تجاه الشرق الأوسط، مما يتيح له مساحة للمناورة السياسية في قضية السلام بالشرق الأوسط. وقالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز إن الاستطلاع الذي أجرته اللجنة اليهودية الأميركية وجد أن 55% من اليهود الأميركيين يدعمون النهج الذي تتعاطي فيه الإدارة مع العلاقات الأميركية الإسرائيلية، مقابل 37%. وأشارت إلى أن نتائج الاستطلاع تأتي في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين البلدين توترا بسبب ما جلبته الانتقادات الأميركية لسياسة الاستيطان الإسرائيلية، من استياء في أوساط الجماعات الأميركية المؤيدة لإسرائيل. وكان أوباما قد وجه انتقادا لحكومة إسرائيل وقال إن استمرارها في بناء المستوطنات بالقدس الشرقية يهدد جهود إعادة محادثات السلام، ويسهم في زعزعة الاستقرار ويعرض المصالح الأميركية في المنطقة للخطر. وقد أعربت الجماعات الموالية لإسرائيل في أميركا عن انزعاجها من جهود أوباما لانتزاع تنازلات من حكومة بنيامين نتنياهو. غير أن محللين يقولون إن المجتمع اليهودي الأميركي ما زال منفتحا على القضايا التي يطرحها أوباما. وقالت الصحيفة إن العديد من القادة الديمقراطيين اليهود البارزين يؤيدون الإدارة، أو على أقل تقدير يحجمون عن انتقادها. يذكر أن اليهود الأميركيين يمثلون فقط 2% من الناخبين الأميركيين، ولكن نشاطهم وتبرعاتهم السياسية تمنحهم أهمية استثنائية لدى الديمقراطيين، حسب تعبير الصحيفة، ولا سيما أن نصف متبرعي المبالغ الكبيرة للحزب بعد انتخابات 2004، هم من اليهود. حملة تحسين العلاقات ونقلت لوس أنجلوس تايمز عن مطلعين قولهم إن الإدارة أطلقت حملة لتحسين العلاقات مع إسرائيل بعد أن وجدت من خلال مراجعة داخلية أن التوتر بين البلدين بلغ مستوى مرتفعا. وأشارت إلى أن مسؤولين كبارا في الإدارة أكدوا للجماعات اليهودية -ضمن سلسلة من اللقاءات العامة والخاصة- أن التزامات أميركا نحو أمن إسرائيل ثابتة وغير قابلة للمساس. ولكن الصحيفة تقول إن أوباما –رغم ذلك- لن يتراجع عن رؤيته بأن عملية السلام في الشرق الأوسط هي قضية أمنية أميركية، وأن على الحكومة الأميركية أن تلعب دورا فاعلا في إبرام اتفاقية سلام. لوس أنجلوس تايمز (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 02 ماي 2010)
في حواره مع مركز الجزيرة للدراسات جان زيغلر: الأنظمة الغربية تخلق من الإسلام عدوا وهميا
حوار: رياض الصيداوي جان زيغلر باحث وسياسي وعالم اجتماع وأستاذ بجامعتي جنيف والسربون بباريس وقد لد سنة 1934. عمل ثماني سنوات مقررا خاصا لبرنامج الغذاء في الأمم المتحدة. وله العديد من الكتب ترجم بعضها إلى اللغة العربية ومنها: ضد النظام العالم (1983)، أمراء الجريمة (1998)، كتاب الرأسمالية الأسود (1998)، سادة العالم الجدد (2002)، إمبراطورية العار (2005)، كراهية الغرب (2008). وغير ذلك من الكتب والمقالات. الغرب والإسلام الغرب والعالم الثالث التطرف في العالم الإسلامي أمريكا وصراعات الشرق الأوسط الدول الصاعدة والنموذج الصيني من الملاحظ ونحن نحاور جان زيغلر حول رؤيته لعلاقات الغرب بالإسلام والمسلمين أن دولا مثل ألمانيا أو فرنسا أو بريطانيا هي ديمقراطيات حقيقية عندما يتعلق الأمر بما يحدث داخل ترابها الوطني، لكن حماية حقوق الإنسان تتوقف عند حدودها وليس أكثر. عندما يحرق الأطفال العرب تتغافل الدول الغربية عن ذلك، بينما تسارع للدعوة بعقد اجتماع لإدانة النظام في السودان، وعليه فإن أسلوب الكيل بمكيالين يؤدي بالنتيجة إلى إنهاء كلي لمصداقية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة. جذور فكرة حقوق الإنسان هي جذور أوروبية وتحولت إلى فكرة كونية فيما بعد، لكن تتم خيانتها باستمرار من أصحابها أنفسهم أي الغرب وأوروبا قبل غيرهم. منذ حوالي خمسة قرون يمارس الغرب سياسة وحشية في إطار ازدواجية الخطاب بين ما هو معلن وبين ما يتم تنفيذه في أرض الواقع. استخدم الغرب أسلوب القتل ضد كل من رآه خطيرا على مصالحه. وفي هذا السياق رأينا أن نحاور المفكر جان زيغلر حول بعض القضايا التي تناولها في العديد من كتبه وبحوثه.
الغرب والإسلام
آخر كتبك جاء تحت عنوان « كراهية الغرب »، لماذا هذا الكتاب اليوم؟ جان زيغلر: صحيح، إن العنوان يصدم. أولا أود أن أنبه إلى وجود الكراهية تجاه بلدان الجنوب بتعلة الإرهاب، أو القاعدة، هذه هي الجريمة المنظمة مهما كانت الأعذار الأيديولوجية أو الدينية أو الثقافية، فلا يوجد أي عذر لأشخاص يلقون بالقنابل على حافلات مدرسية. والقرآن هو كتاب تسامح وحب. ثمة ثلاثة منابع للكراهية المكشوفة: أولا، الذاكرة المجروحة والتي لا يستطيع أحدا أن يسيطر عليها تحليليا. أما الجيل الثاني فأيضا لا يستطيع، فقط مع الجيل الثالث أو الجيل الرابع تتحول هذه الذاكرة المجروحة إلى وعي سياسي ومطالبة بالتعويض المادي والمعنوي… بالنسبة لشعوب الجنوب فإن الاستعباد والمجازر الاستعمارية هي الذاكرة المجروحة عندهم وتعود دائما في شكل وعي سياسي. وذلك غريب فعلا، فمنع العبودية حدث في التاريخ البشري منذ القرن الماضي فالبرازيل منعته سنة 1888 وفي سنوات الستين أصبحت أغلب البلدان الإفريقية وبلدان جنوب آسيا مستقلة وتوقفت المجازر الغربية. وهنا فقط بعد ثلاثة أجيال تحولت الذاكرة المجروحة إلى وعي سياسي. أعطيك مثالا: في شهر ديسمبر/ كانون الأول 2007 ، ذهب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى الجزائر ليتفاوض حول اتفاقيات بترول وغاز وتبادل البضائع بين الجزائر وفرنسا. وقبل أن يبدأ الطرفان في التفاوض قام الرئيس بوتفليقة وقال أريد اعتذار فرنسا على مجازر سطيف سنة 1945 حيث قتل الجنود الفرنسيون حوالي 40 ألف مواطن جزائري عزلا بمن فيهم النساء والشيوخ والأطفال. وأجابه الرئيس الفرنسي ساركوزي حرفيا: « لم آت إلى هنا من أجل الحنين إلى الماضي ». فأجابه بوتفليقة: « الذاكرة قبل الاتفاقيات التجارية ». وقد ألغى بوتفليقة زيارة الدولة المقررة لفرنسا في شهر يونيو/ حزيران الماضي 2009 بسبب عدم اعتذار فرنسا. وهذا شيء جديد وراديكالي. وقد تحولت الذاكرة المجروحة في العديد من بلدان أمريكا اللاتينية إلى وعي سياسي ومن ثمة انتصارات انتخابية رائعة مثل ما حدث في بوليفيا أو في فينيزويلا أو في الإيكواتور. وما هو المنبع الثاني لكراهية الغرب؟ – يكمن المنبع الثاني للكراهية في ازدواجية اللغة لدى الغربيين وبخاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان. وأعطي هنا مثالين: إن مجلس حقوق الإنسان يتكون من 47 دولة منتخبة من كل القارات وعليه أن يراقب تطبيق الثلاثين مادة التي تشكل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من قبل الدول المختلفة المنظمة لهيأة الأمم المتحدة. إن الغرب يطبق ما يطلق عليه عالم السياسة الفرنسي موريس دو فرجيه « الفاشية الخارجية » حيث إن دولا مثل ألمانيا أو فرنسا أو بريطانيا هي ديمقراطيات حقيقية عندما يتعلق الأمر بما يحدث داخل ترابها لكن حماية حقوق الإنسان تتوقف عند حدودها. أعطيك مثالين: من 28 ديسمبر/ كانون الأول 2008 إلى يوم 20 يناير/ كانون الثاني 2009 ارتكب الجيش الإسرائيلي وطيرانه مجازر بشعة ضد الفلسطينيين في غزة. وسكانها المحشورين في غيتو وعددهم مليون ونصف يقيمون على 365 كلم مربع. وهو على الأرجح الغيتو الأكثر كثافة سكانية في العالم. وقتل ألفا وأربعمائة فلسطيني أغلبهم نساء وأطفال وشيوخ. ودعا مجلس حقوق الإنسان بطلب من المجموعة العربية إلى عقد جلسة طارئة تم فيها إصدار قرار بإدانة المجازر الإسرائيلية المرتكبة في حق الفلسطينيين في غزة ولكن أيضا أدان استخدام حركة حماس للصواريخ ضد المدنيين الإسرائيليين. وقد رفض السفراء الغربيون التصويت على القرار. وبعد شهرين، دعت مجموعة الدول الغربية إلى انعقاد جلسة طارئة ضد عمليات التطهير العرقي في دارفور وطالبت في القرار النهائي الذي صدر، بإرسال 22 ألف جندي من القبعات الزرق وإنشاء خمسة ممرات إنسانية انطلاقا من التشاد ومنع الطيران فوق الجنوب السوداني ودارفور دون ترخيص من الأمم المتحدة. هنا سفراء دول الجنوب صوتوا ضد القرار. فعندما يحرق البيض الأطفال العرب يوافق الغربيون على ذلك ولكنهم يسارعون للدعوة بعقد اجتماع لإدانة النظام في السودان، وهو نظام فظيع، والأفارقة يرفضون هذا السلوك المزدوج للغرب حيث يستخدم أسلوب الكيل بمكيالين ما يؤدي إلى نتيجة إنهاء كلي لمصداقية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.
الغرب والعالم الثالث أين تكمن جذور حقوق الإنسان إذن في الغرب؟ – نعم المشكل يزداد حينما نعرف أن جذور فكرة حقوق الإنسان الثلاثة القائمة في العالم اليوم هي بخاصة جذور غربية. الأول ظهر في فيلادلفيا في 4 يوليو /تموز 1776 في الولايات المتحدة الأمريكية. أما الثاني فظهر في فرنسا في شهر أغسطس 1789 عبر إعلان حقوق الإنسان والمواطنة. والجذر الثالث ظهر في المزج بين الجذرين السابقين عبر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي تبنته هيأة الأمم المتحدة في 10 ديسمبر/ كانون الأول 1948. إذن جذور فكرة حقوق الإنسان هي جذور أوروبية وتحولت إلى فكرة كونية. لكن يتم خيانتها باستمرار من أصحابها أنفسهم أي الغرب وأوروبا. ومثال نيجيريا، الذي أوردته في الفصل السابع من كتابي، وهي المنتج الثامن في العالم للبترول. وتحكمها شراذم عسكرية تتوالى على السلطة منذ سنة 1966، مرة يحكمها الجنرالات المسيحيون المنحدرون من الجنوب ومرة أخرى يحكمها جنرالات الشمال المسلمون. وهم ضباط عسكريون شباب مرتشون كلية من قبل شركات الاحتكار النفطي الكبرى « شال » و »تكساكون » وغيرهما… وهي شركات تستغل ثروات البلاد استغلالا فاحشا. في آخر انتخابات تمت في شهر فبراير/شباط 2007، طالبت منظمات المجتمع المدني من كنائس وجمعيات وغيرها الاتحاد الأوروبي بمراقبة الانتخابات. وهذا الأخير أرسل مراقبيه مجهزين بطائرات الهليكوبتر وأجهزة الكمبيوتر اللازمة. وفي يوم 8 مايو/ أيار 2007، يعقد فامبار، ممثل الاتحاد الأوروبي، ندوة صحفية في بروكسل ويعلن أن الانتخابات تم تزويرها بشكل كامل. وأن الجنرال عمرو يور أدوا، حاكم الشمال الذي أعلن عن انتخابه رئيسا للبلاد، هو في الواقع لا يمتلك أية شرعية ديموقراطية. وقد ترأست الجمهورية الفدرالية الألمانية الاتحاد الأوروبي في السداسي الأول من سنة 2007. وبعد ثلاثة أشهر دعت المستشارة ميركل عمرو يور أدوا إلى ألمانيا وكذلك فعل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وغيره… وتدعوه مجموعة الثمانية ضيف شرف واحد ممثلا عن كل قارة. وقامت ميركل بدعوة الرئيس النيجيري غير المنتخب ديموقراطيا… ليمثل قارة إفريقيا. كيف نفهم علاقة الغرب بالعالم الثالث؟ مسلسل احتقار وازدراء الغرب للشعوب الأخرى مسلسل متواصل. مثل ساركوزي في مواجهة الذاكرة المجروحة لشعوب إفريقيا، حيث قام في العاصمة السنغالية داكار بإلقاء خطاب في شهر يونيو / حزيران 2007 كله إهانة وتجريح للأفارقة قائلا أن مشكلتهم تكمن في أنهم لم يدخلوا التاريخ وفي عدم انتفاعهم كما يجب من الاستعمار… ففي مواجهة ذاكرة الجنوب المجروحة نجد ذاكرة الغرب الحجرية المتعجرفة المهينة. وأعطي مثالا آخر وهو هايتي. في سنة 1789 حدثت فيها ثورة العبيد. وفي سنة 1802 أرسل نابليون بونابرت حملة عسكرية لإعادة احتلال البلاد. وفي سنة 1804 أصبحت أول جمهورية سوداء تابعة للمجال الغربي. وبعد سقوط نابليون قامت فرنسا فورا مع بريطانيا بمحاصرة هايتي بحريا. واضطر رئيسها في ذلك الوقت إلى قبول شروط فرنسا التي تطالب بتعويض قدره 150 مليون فرنك ذهبي مقابل تحرير العبيد. ووجب على هايتي، إحدى الدول الأكثر فقرا في العالم، التوقيع على الاتفاقية ودفع التعويض إلى آخر مليم إلى حد سنة 1883. وبالتالي فإن هذا البلد لا يمكنه القيام بأية عملية تنمية بسبب ما دفعه من تعويضات. وهو ما تبين مؤخرا على إثر الزلزال الذي أصابها حيث عجزت الحكومة على توفير الغذاء أو الدواء لمواطنيها. وقد قام رئيسها أرستيد بالمطالبة بإعادة مبلغ 150 مليون فرنك ذهبي إلى بلاده أثناء قمة دوربن في شهر أغسطس/ آب 2001. وطبعا رفضت فرنسا مطلبه. وقامت عبر أجهزة استخباراتها بانقلاب ضده سنة 2004. ما هي آليات ما تسمونه الهيمنة الغربية على العالم؟ منذ حوالي خمسة قرون مارس البيض سياسة وحشية في إطار ازدواجية الخطاب بين ما هو معلن وبين ما يتم تنفيذه في أرض الواقع. ويمثل اليوم البيض نسبة 12.8% من السكان في العالم، أية أقلية، لكنهم يهيمنون على العالم، ومارسوا في الماضي الإبادة العرقية في أمريكا ضد الهنود الحمر ثم مارسوا تجارة العبيد لمدة 350 سنة واستعمروا أراضي غيرهم لمدة 150 سنة في إفريقيا وآسيا. واليوم يكمن أبشع نظام استغلال في دكتاتورية الرأسمال المالي المعولم. ففي السنة الماضية وحسب البنك العالمي، فإن أكبر خمسمائة شركة خاصة عابرة للقارات سيطرت على أكثر من 52% من الناتج الإجمالي الخام العالمي. وتمتلك سلطة لم يمتلكها أحد سابقا لا إمبراطور ولا ملك في تاريخ البشرية. وقد أدمجت هذه الأولغارشيات العالمية كل من الهند والصين في نفس النظام الاستغلالي. وقد أدى ذلك إلى جنيها جبالا من الذهب وفي الآن نفسه إلى جبال من الجثث والشهداء. والآن على سبيل المثال، يموت في كل خمس ثواني على الكرة الأرضية طفل عمره أقل من عشر سنوات بسبب الجوع. ويموت 47 ألف شخصا كل يوم بنفس السبب أي الجوع. ويعاني أكثر من مليار في العالم من سوء التغذية. رغم أن منظمة الزراعة العالمية تقول أن الأرض يمكن أن تطعم 12 مليار نسمة أي ضعف عدد سكان المعمورة الحالي. الاستنتاج هو أن النظام الكولنيالي يقتل البشر دون حاجة للقتل وهو نظام عبثي.
أنت تنتقد الغرب بحدة وتضعه محل اتهام دائم، لكن ما هو دور قادة العالم الثالث الفاسدين في تخريب بلدانهم بأنفسهم حيث شهدنا فشلا كاملا وذريعا لأنظمة الاستقلال؟ لعب الغرب دورا بارزا في تصفية القادة الثوريين المخلصين، حيث حدثت تصفية جسدية لكل من يستطيع فعلا أن يبني دولة جدية ناجحة. حيث تم اغتيال باتريس لوممبا في 17 يناير/ كانون الثاني 1961، وتم قتل أميرال كابرال في 20 يناير/ كانون الثاني 1973، وبارتيمي في أوغندا سنة 1960 بتفجير طائرته في الجو، وتم إغراق حركة الاستقلال المسلحة في الكاميرون في مستنقع من الدماء من قبل الجيش الفرنسي وتم اغتيال الزعيم المغربي المهدي بن بركة في فرنسا وفرحات حشاد، الزعيم النقابي، في تونس، وكذلك عبد الناصر الذي حوصر وأفشل مشروعه وتوفي بسكتة قلبية، والرئيس توماس سانكارا في بوركينا فاسو. يجب أولا التأكيد على هذه الأحداث المتعاقبة التي استهدفت القادة الوطنيين المخلصين. فالغرب قد استخدم أسلوب القتل ضد كل من رآه خطيرا على مصالحه. وثانيا، يأتي الفساد والاستغلال حيث يتم نهب ثروات البلاد، فموبوتو وضع ثروته هنا في سويسرا… وبخاصة أن الفساد والرشوة يدمر علاقة الثقة بين المواطن والسلطة. فالدولة حينما تكون فاسدة لا ينتمي المواطن لمشروعها ولا يتحمس له. وعندي فصل في كتابي كراهية الغرب عن الفساد. فهو وسيلة للهيمنة الأجنبية وهذا ما بينته في معالجتي لحالة نيجيريا بالوثائق والأرقام… ونفس المشكل يتكرر في كل مكان في إفريقيا: الكونغو والنيجر ونيجيريا… فشركات النفط تدفع أموالا لهؤلاء الحكام وتفسدهم وتدعمهم… ولو حدثت انتخابات نزيهة شفافة لأوصلت إلى السلطة حكاما وطنيين مخلصين يدافعون عن مصالح بلدانهم بدل مصالحهم الخاصة. واعتبر مسؤولية الغرب مزدوجة فهو يساعد هؤلاء الحكام الفاسدين في بلدانهم ضد معارضيهم وفي الآن نفسه يستقبل أموالهم المهربة في بنوكه.
تفسير التطرف في العالم الإسلامي
منذ انهيار الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي شهد العالم الغربي ما يمكن أن نسميه بشيطنة الإسلام والمسلمين وازدادت حدة هذه الظاهرة منذ أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001. فكيف تفسر هذا الاستهداف؟ بالنسبة لاستهداف الإسلام والمسلمين من قبل الغرب أعتقد أنني امتلك تفسيرا لذلك بسيطا ولكنه صحيح من الناحية السوسيولوجية. إن الرأسمالية تعيش أزمة كبيرة وغايتها هو تجزئة الطبقات الشعبية. أعطى مثالا الرأسمالية الأمريكية التي نجحت في تكسير الطبقة العاملة. حيث كانت طبقة انتفاضات دائمة طيلة القرن التاسع عشر تقوم بالإضراب عن العمل وأشهر إضراب هو الذي حدث في غرة مايو/ أيار في سنة 1886 في شيكاغو حيث أصبح عيدا عالميا للشغل. لقد نجحت الرأسمالية في تكسير الإضراب بلعب ورقة العمال البيض ضد العمال السود. وأوهمت البيض بأن السود يزاحمونهم في العمل وفي معيشتهم وبأنهم أعداء لهم. يفعل الأوروبيون اليوم نفس الشيء مع المسلمين. فهم يوجهون الطبقات الشعبية نحو عدو وهمي اختلقوه لهم أي الإسلام. فالإرهاب رغم أذيته للبشر وشروره فهو من اختصاص الشرطة والأمن وليس مشكلة طائفية أو اجتماعية أو ثقافية. ولا يشكل خطرا فعليا على دول مثل بريطانيا أو فرنسا أو إسبانيا… فهو حالات فردية قليلة العدد تخص بضعة مجانين. وقد نجحت الرأسمالية في نشر صورة أسامة بن لادن كعدو للبشرية وكرجل يختزل في شخصه كافة المسلمين. ففي فرنسا يوجد 4.5 مليون مسلم مهمش في المجتمع وتنتشر فيها البطالة بنسبة كبيرة حيث تصل إلى 12% بشكل عام و18% عند الجالية المسلمة. وما فعلته الرأسمالية هو توجيه أنظار الطبقة العاملة نحو المسلمين واعتبارهم العدو الحقيقي والرئيسي لهم. ووصل الأمر إلى منع الحجاب في المدارس ثم تتم اليوم مناقشة منع البرقع في الشارع ولماذا لا يناقشون مثلا منع وضع القبعة اليهودية على الرأس أو حمل الصليب. هذا شيء فظيع وهستيري ومعاداة الإسلام توظف اجتماعيا مثلما فعل هتلر ضد اليهود أيام النازية، أو ما فعل الرأسماليون الأمريكيون ضد العمال السود… واليوم الطبقات الغربية الحاكمة تستخدم معاداة الإسلام كسلاح تكسر به التضامن الداخلي لدى الطبقات الكادحة. إن أحداث 11 سبتمبر هي عمل إجرامي مثل أي جرائم أخرى قد تحدث. وهي لا علاقة لها بما يدعيه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من أن فرنسا مهددة من قبل الإسلام. إن معاداة الإسلام هي نوع من العنصرية اليومية. وفي فلسطين تم قصف وضرب المدارس والمستشفيات في غزة لمدة ثلاثة أسابيع ونصف. وهو ما صورته قناة الجزيرة وبثته للعالم أجمع وما قالته الأمم المتحدة. والاتحاد الأوروبي الذي وقع مع إسرائيل اتفاقية تبادل تجاري حر، حيث نجد أن الفصل الثاني من اتفاقية يونيو / حزيران 2000 يقول بأن احترام حقوق الإنسان من قبل الطرفين الموقعين هو ما يمنح صلاحية للاتفاقية. ولكن إسرائيل تخترق هذه الاتفاقية، فهي تعذب في سجونها الفلسطينيين وتقتل الأطفال والنساء والشيوخ منهم… والاتحاد الأوروبي لا يحرك ساكنا فكل ما فعله هو تجميد تصدير السلاح لمدة ثلاثة أسابيع لإسرائيل وهو موقف مرتزق وغير مفهوم ومرفوض.
أمريكا وصراعات الشرق الأوسط
كيف تفسر الموقف الأمريكي من الصراع في الشرق الأوسط؟ الولايات المتحدة الأمريكية وضعها مختلف. فهي تنتج 25% من الإنتاج الصناعي العالمي وهي أقوى بلد صناعي في العالم رغم أن عدد سكانها لا يتجاوز ثلاثمائة مليون نسمة. وهي تستهلك يوميا حوالي عشرين مليون برميل نفط تنتج منها فقط ثمانية ملايين وتستورد اثني عشر مليون الباقية وأغلبها يأتي من منطقة الشرق الأوسط. لذلك هي تحتاج إسرائيل كشرطي في المنطقة يحمي مصالحها النفطية ويمكنها الاعتماد عليه دائما على عكس بقية الحكومات الأخرى. إذ يمكن في أي دولة عربية أن يحدث تغيير في رأس الحكم ويظهر نظام يصعد الوضع هنا إسرائيل تتدخل وتهاجم. إذن السياسة الأمريكية عندها أسباب إستراتيجية لكن السياسة الأوروبية تجاه فلسطين اعتبرها سياسة جبانة. من غير المفهوم أن يحصل الرئيس أبوما على جائزة نوبل للسلام فقط بعد أربعة أيام من قوله إنه يريد أن يرسل ثلاثين ألف جندي أمريكي إضافي إلى أفغانستان والأفظع أنه أعلن أن منطقة وزيرستان في باكستان هي منطقة قابلة للضرب والقصف الحر في أي وقت. وهو ما يعني قتل مئات من النساء والأطفال والفلاحين.
بعد احتلال العراق سنة 2003، هل تعتقد اليوم بوجود مخطط لمهاجمة إيران وضربها أو احتلالها؟
طبعا. إن الأمريكيين قد فهموا أن إسرائيل تلعب دورا محوريا لحماية مصالحهم واليهود رغم قلتهم على المستوى العددي إلا أنهم مؤثرين جدا في واشنطن . نعوم تشومسكي يقول « إن السياسة الخارجية الأمريكية تصنع في تل أبيب ». وبما أن الإسرائيليين لا يريدون أن تكون إيران بلدا قويا ذو سيادة ويمتلك السلاح النووي، وأنا لا أرى مشكلا في أن تمتلك إيران السلاح النووي، رغم رفضي لهذا السلاح بشكل عام، بما أن دول كثيرة أخرى تمتلكه. فبأي حق تمنع إيران من امتلاك السلاح النووي ويسمح للآخرين وبمن فيهم إسرائيل امتلاكه. ولكن هل تعتقد بأن إيران ستضرب عسكريا؟ ألا تجد أمريكا حرجا في ضربها مع وجود الشيعة المقربين لإيران في الحكم في بغداد؟ لا أعرف بالضبط، لكن عندك حق من أن أمريكا ستواجه رفض الشيعة الذين يحكمون في العراق وإمكانية إغلاق مضيق هرمز وهو ما سيؤدي إلى كارثة كبرى للأمريكيين. ورغم استبعادي لذلك، فإنهم بسبب تحكم الإسرائيليين فيهم فإن كل شيء ممكن الحدوث.
الدول الصاعدة والنموذج الصيني
هل تعتبر أن صعود الصين على الساحة الدولية بشكل مدهش صناعيا واقتصاديا يمثل أملا للعالم الثالث في التصدي للهيمنة الغربية؟ كلا. إن وضعها هو الأسوأ. فهي تعيش تحالفا بين أسوأ الشيوعيين مع أسوأ الرأسماليين. فمن جهة هي تعد 1.4 مليار ساكن وهي دولة شمولية حيث يوجد نظام الحزب الواحد ودكتاتورية بوليسية. وبخاصة أن الشركات الاقتصادية فيها يديرها أبناء وبنات النومنكلاتورا (النخبة الحاكمة صاحبة الامتيازات). وفي الصين يوجد فقر مريع يعيشه مئات الملايين من العاملين والنازحين من الريف وحيث يعد فيها الإضراب عن العمل جريمة اقتصادية وكذلك تعاني الأقليات الإثنية فيها من الاضطهاد مثل المسلمين الإيغور والبوذيين التيبيت والمنغول من قبل القوات المسلحة. فهي بالتأكيد واحدة من أبشع الدكتاتوريات إلى جانب كوريا الشمالية. وفي نفس الوقت معك الحق حينما تقول إن نظام رأسمالية الدولة في الصين في حالة ازدهار كبيرة جدا بنسبة مئوية قوية تتجاوز العشرة في المائة سنويا. ولكنها في إفريقيا تقوم بالنهب الاستعماري، إن 11% من البترول الصيني يأتي من السودان. إضافة إلى أن الأوليغارشية المالية الصينية مثلها مثل نظيرتها الهندية هي مندمجة بشكل كامل في النظام الرأسمالي الغربي. فهي تقرض المال للأمريكيين وهؤلاء يستثمرون فيها… رغم أن الحضارة الصينية رائعة وثرية وغنية وهي عريقة. ألا تعتقد أن الصين ستهيمن على العالم مستقبلا بما أنها في حالة نمو اقتصادي قوي جدا يتجاوز العشرة بالمائة سنويا في حين أن الاقتصاديات الغربية ومنها الأمريكية تعاني من ضعف في النمو أو حتى من الانكماش؟ في سنة 2008، تجاوز شراء الأسلحة لأول مرة ألف مليار دولار وسيطرت الولايات المتحدة الأمريكية على 41% من هذا المبلغ الهائل. بينما كان نصيب الصين 11%. والنمو الاقتصادي لا يعني شيئا كبيرا حينما يتعرض المجتمع إلى التفكك. والصين تتعرض إلى هذا التفكك حيث إن العمال يتم استغلالهم بشكل فضيع… في المناطق الصناعية في الجنوب. ولا اعتقد أنه سيحدث فيها نفس الشيء مثلما حدث في الاتحاد السوفيتي… لقد وضع الرئيس الصيني الأسبق دينغ كسياو بنغ بلاده رهينة للرأسمالية وقضى على الامتيازات الاجتماعية للطبقات العاملة والفلاحين. _______________ باحث تونسي مركز الجزيرة للدراسات (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 24 أفريل 2010)
Home – Accueil – الرئيسية