الأحد، 19 مارس 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
6 ème année, N° 2127 du 19.03.2006

 archives : www.tunisnews.net


تهديدات لتونس نيوز المؤتمر من أجل الجمهورية: كفى خمسون سنة من الديكتاتورية اللجنة العربية لحقوق الإنسان – باريس: حملات تشهير جديدة في تونس رويترز:  معارضون ومثقفون تونسيون يدينون « الاستقواء بالاجنبي » وات: بيان مثقفين تونسيين بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال مضحكات مبكيات كاشف الغطاء المعري (9) علي بن غذاهم: هذه مشاغل التونسيين يا سي زكريا بن مصطفي مسعود الرمضاني: القيروان : ندوة حول المرأة ابراهيم عبد الصمد: سؤا ل  عابر… محمد العروسي الهاني: رجال بررة في الذاكرة محمد العروسي الهاني: تعقيبا على حديث الدكتور عبد الجليل التميمي حول الاستقلال ودولة الزعيم بورقيبة ندوة «الصباح» حول خمسينية الاستقلال: شهـادات حيّـة.. تقييمـات وقـراءات  جـابر القفـصي: في سوسيولوجيا أسباب – انتشار ظاهرة الكلام البذيء إسلام أون لاين: استطلاع يكشف تزايد شعبية إسلاميي المغرب إسلام أون لاين: النمسا تسمح للأئمة بالعمل داخل الجيش إسلام أون لاين: إندبندنت: 3 أعوام مرت وما زالوا يكذبون


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 

تهديدات لتونس نيوز

 

نعلم السادة القراء الكرام والرأي العام أننا تلقينا يوم الأحد 19 مارس 2006 على الساعة  10:22:38 GMT التهديد التالي من السيد نوفل المعاوي المقيم في أوسلو بالنرويج:

 

إلى فريق تونس نيوز

 

لقد صبرنا عليكم  وتجازونا عنكم كثيرا، ولكنكم تجاوزتم كل الحدود بعد ما كتبتموه مؤخرا عن الشيخ خميس الماجري الذي أعذرتمونا فيه عن كل ما سوف نقوم به لتأديبكم..

 

والواقع أن الشيخ الماجري واهـمٌ إذ يظن أن مثلكم يقبل التذكير بالله لأنه لا يعلم ماذا أحدث تيار الغنوشي في الجامعة من غسيل للعقول، فصار أتباعه مجرد سياسيين لا يعبأون بشرع الله..

 

لقد خبرتُ الساحة الجامعية كثيرا، وخبرتُ أتباع الغنوشي في تونس وخارجها، وأعرف أنه يسود بينكم إضاعة الصلوات ومخالطة البنات … والفضائح تطول..

 

ولذلك فأنا أعرف حقيقتكم أكثر من الشيخ خميس الماجري نفسه، وعلى كل حال فلا حل إلا في تصفية حركة النهضة بعد أن انحرفت بالشباب والعودة إلى البناء من جديد على منهج الكتاب والسنة.

 

والأيام بيننا ونحن لا نلعب.

 

تعليق فريق تونس نيوز:

حسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير. وشر البلية ما يُضحك!

 


 

المؤتمر من أجل الجمهورية حتى تتحقق السيادة للشعب والشرعية للدولة والكرامة للمواطن 33 نهج الجزيرة-تونس http://www.cprtunisie.net

تونس في 20 مارس 2006

 كفى خمسون سنة من الديكتاتورية

يحيي  الشعب التونسي الذكرى الخمسين لمعاهدة الاستقلال والوضع بالبلاد يسير نحو  المزيد من التأزم نتيجة تمسك السلطة القائمة بالسياسة الأمنية خيارا  ومنهجا والتي يعد ضحاياها بالآلاف، مازال المئات منهم يقبعون بالسجون منذ  ما يزيد عن خمسة عشرة سنة في حين تنتظر أفواجا من الشباب التي يجرى تتبعهم  بموجب قانون مكافحة الإرهاب اللادستوري أن تلقى نفس المصير ضمن حملة قمعية  متواصلة لا تنقطع، أما على مستوى الحياة الجمعياتية والحزبية فالأمور بلغت  حد منع المنتمين إلى بعضهم والحاصل على التأشيرة القانونية من حق الاجتماع  (الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ، التكتل من أجل العمل  والحريات، الحزب الديمقراطي التقدمي)،  بل إن الأمر  طال حتى حرية التنقل عبر البلاد، بما جعل الناشطين والمناضلين الحقوقيين  والنقابيين والسياسيين خاضعين لنظام الحصار غير المعلن، و إمعانا منها في  نهج القمع والاعتداء على العمل الجمعياتي تمنع السلطة البوليسية نقابة  الصحفيين من عقد مؤتمرها التأسيسي كما أنها عمدت إلى تنفيذ  انقلاب على جمعية القضاة التونسيين أزاحت بواسطته القيادة الشرعية ووضعت  قيادة بديلة تابعة بتدخل سافر من وزارة العمل ثم حل دور الجمعية التونسية  للمحامين الشبان للانقلاب عليها . كل ذلك يتم على خلفية أوضاع اقتصادية  واجتماعية متأزمة وما انفكت تتدهور من يوم إلى آخر إذ يعاني النظام  المصرفي من أزم خانقة تشهد بها الأوساط المحلية التي تعودت على تسليم  شهادات الاستحسان نتيجة استشراء الفساد والنهب الذي توسعت دائرته بشكل  واسع وتراجع الاستثمار لفقدان الثقة و الأمان، في حين تتفاقم ظاهرة  البطالة من سنة إلى أخرى نتيجة التسريح الجماعي للعمال وانسداد آفاق  التشغيل خاصة لدى حاملي الشهائد العليا، وهو ما دفع بآلاف الشباب إما إلى  ركوب قوارب الموت بحثا عن مورد رزق عبر الهجرة السرية أو سلوكه نهج  الانحراف و الإجرام.        ولا يخفى أن السبب في أزمة النظام واستفحالها يعود إلى طبيعة العلاقة التي أسس لها منذ قيام سلطة الاستقلال، إذ لما كان الشعب التونسي يتطلع إلى تغيير في بنية العلاقة بينه وبين السلطة الجديدة، بعد نضال طويل ضد سلطة الوصاية و الإخضاع  الاستعمارية  بوسائل القمع الرهيب من جيش محتل وجندرمة وبوليس وغيرها ، خابت آماله بعد  أن أسس بورقيبة لنظام وصاية جديد ادعى لنفسه التفوق والريادة كمسوغ لفرض  الرأي الواحد والحزب الواحد، أصبح ما أقامه من مؤسسات حديثة في مظهرها فقط  ليس لها من وظيفة سوى فرض تصورات ورؤى قليلة في شأن قضايا مصيرية مثل  التنمية والخيارات الأساسية المتعلقة بنظام الحكم وطبيعة الدولة، فتصدى  للرأي المخالف بالقمع والتنكيل وجرم العمل السياسي في الواقع عبر تنظيم  المحاكمات السياسية والحملات الإعلامية التي تستهدف الترهيب وتشويه كل  معارضه، وألقى بالآلاف في السجون بعد النيل من حريتهم الجسدية بالتعذيب  والإذلال، وحول الانتخابات إلى مهرجان لتزكية رموز السلطة ومناسبة طقوسية  لتثبيت سلطته رافعا الشعار الممجوج  » لا إمساك ولا تشطيب  » مما افرغ  العملية الانتخابية من أي روح تنافسية وجردها من أي مظهر تعددي حقيقي، كما  همشوا دور المواطن الذي اصبح يقوم بدور المشارك السلبي في فرض استمرار رموز السلطة بدقة الحكم.        أما  التحركات الجماهيرية فقد تم التعامل معها بأساليب القمع الوحشي الذي يذكر  بما حصل زمن الاستعمار من قمع وارتكاب مجازر، اذ سقط المئات بين قتيل  وجريح في أحداث الإضراب العام يوم 26 جانفي 1978 واحداث انتفاضة الخبز في  4 جانفي 1984. ومع تقدم بورقيبة في السن واستفحال مرضه فتح باب التنافس من  أجل الخلافة بين رموز السلطة وهو ما فاقم أوضاع الأزمة السياسية  والاقتصادية والاجتماعية التي كانت تعيشها البلاد، مما يجعله يعتمد أكثر فأكثر على أجهزة القمع التي بعد شعورها بدورها المركزي في ادارة شؤون  النظام وبقائه تحين أحد رموزها الفرصة لتدبير انقلاب 7-11-1987 وتنفيذه .  ولم تكن الطغمة المنقلبة بحكم ماضيها وتجربتها القمعية الطويلة بقادرة على  الوفاء بالوعود الديمقراطية التي اثبتت التجربة زيفها و انها استغرقت فقط  الوقت للتمكن، ثم عاد القمع المنهجي ليطال كافة العائلات السياسية، وكرست  هذا القمع  بنيويا عبر ترسيم حضور أخطبوط البوليس السياسي داخل الأجهزة وكما كان  يفترض ان يكون مؤسسات وحتى داخل التنظيمات والأحزاب قصد ترهيب الشعب  وإخضاع إرادته لمخططاتها في الاستمرار بالسلطة، وأعادت على نحو مبتذل  سيناريوهات الانتخابات المزورة وافتعال محاكمات الرأي، وعطلت ظهور آليات  المراقبة والمحاسبة بتلجيم الصحافة ووضع القضاء تحت الوصاية و إطلاق أيدي  الميليشيات من البوليس السياسي لتمارس التعذيب والاعتداءات، ومارست إلى  جانب ذلك شراء الذمم وتوزيع الرشاوي حتى إذا أحكمت سيطرتها على المجتمع  وشل قدرته على المقاومة أطلت أيديها و أيدي بطانتها والمقربين إليها في  المال العام للنهب وتكوين الثروات بوسائل غير مشروعة، فاقترن القمع  بالفساد واصبح استمرار القمع واشتداده نهجا وسياسة للإفلات من المحاسبة.   ان  إحياءنا اليوم هذه الذكرى التي فقد بمر السنين قيمتها الرمزية و أثرها  المعنوي في وجدان التونسيين ، يجب أن يكون مناسبة للنخب السياسية  والنقابية والحقوقية والثقافية، للعبرة والتقويم والعمل من اجل استكمال  المسار التحرري. فلا بد من الاعتبار بما كلف الأجيال السالفة نضالهم من اجل الاستقلال من التضحيات وتقديم ما بذلوه من أرواح ودماء وأحوال فداء للوطن. كما  انه لابد من تقويم السلطة الجديدة من زاوية علاقتها بالمواطن من حيث  الشرعية واحترام الحقوق والحريات إذ يتأكد الاعتقاد على مر السنين انه لا  معنى للاستقلال دون وجود مواطنة حقيقية يكون فيها المواطن مصدر الشرعية  لها ويتمتع بحقوقه وحرياته دون تضييق أو مصادرة مثلما هو الحال الآن في  تونس. لذلك فانه مطروح على النخب أولا ثم على الشعب استكمال مساره  التحريري ولن يكون ذلك إلا عبر تعديل العلاقة مع السلطة عبر إنهاء الوصاية  والهيمنة والاستبداد و إقامة البديل الديمقراطي على أنقاض الديكتاتورية  القائمة وان المؤتمر من اجل الجمهورية الذي هو طرف مشارك وفاعل في هيئة 18   اكتوبر 2005  إذ  يثمن الروح الجديدة التي حكمت مكونات الطيف السياسي والمدني في العمل  المشترك من اجل الحد الأدنى من الحقوق والحريات و إطلاق سراح المساجين  السياسيين، فانه يدعو إلى دعم أسس هذا العمل سياسيا وذلك عبر إنجاز  المؤتمر الوطني الديمقراطي الذي سيعطي ملامح للبديل الديمقراطي بتونس ويعد  شروط العمل الجبهوي المنشود والذي نعتبره أساس متطلبات المرحلة الراهنة . عن المؤتمر من أجل الجمهورية نائب الرئيس الأستاذ عبد الرؤوف العيادي

 


 

اللجنة العربية لحقوق الإنسان – باريس

 

حملات تشهير جديدة في تونس

 

تسجل اللجنة العربية ببالغ القلق استمرار تصاعد وتيرة قمع السلطات التونسية ضد الديمقراطيين ونشطاء حقوق الإنسان، وهذه المرة بصيغة قديمة جديدة ومحاولة وضيعة ويائسة للمساس بشرف المناضلين والمناضلات وتشويه سمعتهم والنيل من معنوياتهم.

ففي أقل من شهر تعرض السادة: أحمد القديدي، نائب دستوري سابق وأحمد بنور، مسؤول سياسي سابق والصحافي سليم بقة إلى حملات صحفية بالغة البذاءة ليس بإمكانهم الرد عليها في نفس الصحف أو مقاضاة أصحابها. كذلك تعرضت الصحافية المعروفة نزيهة رجيبة لحملة جديدة من خلال التشهير بزوجها وتوزيع صور خليعة مفتعلة.

يجري ذلك في وقت كان قد تم فيه إطلاق سراح العشرات من مساجين الرأي، بحيث لم يترك مجال للتفاؤل بوضع حد للنهج القمعي الذي ضاق به ذرعا منذ سنين طويلة أبناء هذا البلد.

إن اللجنة العربية لحقوق الإنسان، إذ تدين بشدة مثل هذه الأساليب في التعامل مع المعارضين، تدعو السلطات التونسية للعمل على وضع حد لسياسات القمع والانتقام والانغلاق، والتحول لحوار جاد وانتهاج إصلاح شامل مع سن عفو تشريعي عام وإطلاق سراح مساجين الرأي والسماح بعودة المنفيين السياسيين.

 

باريس في 16-03-2006

 

إنّا لله وإنّا إليه راجعون

انتقل إلى رحمة الله تعالى مساء يوم السبت 18 مارس الجاري بفرنسا، محمد بوراوي، الشقيق الأكبر للأخ علي بوراوي، الصحفي التونسي المقيم بباريس، إثر نوبة قلبية

.

نسأل الله تعالى أن يتغمّد الفقيد برحمته الواسعة، وأن يرزق أهله جميل الصّبر، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون

.

يمكن تعزية الأخ علي بوراوي على الرقم التالي:  0033627193175

 


البلاد….

مجلة إلكترونية تونسية جديدة على الإنترنت

www.albiled.net

 

للتواصل الرجاء بعث المقترحات والإسهامات على العنوان التالي:

tunisonline2006@yahoo.fr

 

أو على العنوان التالي أيضا:

edit@albiled.net

 

أما بالنسبة للاشتراك في بريدنا الإلكتروني فيكفي بعث رسالة على العنوان التالي:

subscribe@albiled.net

 

ترقبونا.. العدد الأول بعد أيام قليلة

 


 

معارضون ومثقفون تونسيون يدينون « الاستقواء بالاجنبي« 

 

تونس (رويترز) – هاجم عشرات المثقفين واحزاب تونسية معارضة يوم الاحد ائتلافا حقوقيا يجمع بين اسلامين ومعارضين من اقصى اليسار مطالبين اياه بالكف عن الاستقواء بجهات اجنبية تحت راية الدفاع عن الحريات وحقوق الانسان.

 

وكانت تيارات سياسية متباعدة مثل التيار الاسلامي والشيوعي والقومي والليبرالي ومستقلين قد أسست نهاية العام الماضي هيئة للحقوق والحريات تحمل اسم ائتلاف 18 اكتوبر للحقوق والحريات في خطوة نادرة الحدوث في البلاد. وطالبت السلطات باطلاق حريات التعبير والتنظيم واطلاق سراح سجناء الرأي.

 

واجمعت ثلاثة احزاب معارضة ينظر اليها على انها مقربة من الحكومة ونحو اربعين مثقفا تونسيا في بيانات مختلفة صدرت بمناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية الخمسين لاستقلال تونس على « الدعوة للحفاظ على استقلال تونس وتغليب المصلحة العليا للبلاد وعدم الاساءة للوطن من خلال الاستقواء بالاجنبي. »

 

ويواجه ائتلاف 18 اكتوبر للحقوق والحريات اتهامات من السلطات التونسية بالخيانة بسبب ما تقول انه استقواء بحكومات غربية على حساب المصلحة العليا للبلاد بداعي الدفاع عن الحريات.

 

وسعى هذا الائتلاف الذي انشيء بعد اضراب ثمانية معارضين عن الطعام العام الماضي لحشد تأييد واسع من منظمات حقوقية وعواصم غربية للدفاع عن مطالبهم باطلاق الحريات في تونس.

 

وحثت عواصم غربية في مقدمتها واشنطن حليفها الوثيق تونس على ضرورة الانفتاح بدرجة اكبر على المعارضة وتسريع الاصلاح السياسي وتوسيع الحريات والسماح بالتجمهر السلمي.

 

لكن حزب الوحدة الشعبية اعرب في بيانه عن « رفضه عن كل اشكال التقاطع مع المشاريع الاستعمارية المشبوهة » معتبرا ان السيادة الوطنية تمثل مكسبا وطنيا لا يمكن مقايضته او التخلي عنه.

 

وحذر حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي « الاطراف المرتمية في احضان الاجنبي تحت عناوين الدفاع عن حقوق الانسان من عواقب هذا التمشي. »

 

ومن جانبه اعرب حزب الخضر للتقدم الذي لم يمض على تأسيسه سوى اسبوعين عن امله في « ان يتم تغليب المصلحة العليا للبلاد وان تكف بعض الاطراف التي وضعت نفسها في خدمة جهات اجنبية عن المزايدات السياسية. »

 

لكن عياشي الهمامي احد ابرز اعضاء ائتلاف 18 اكتوبر للحقوق والحريات قال لرويترز ان « هذه الحملة المدفوعة دليل على اننا على الطريق الصحيح وان هناك حالة من الارتباك خلقها هذا التجمع الحقوقي. »

 

واضاف « ليست احزاب الديكور هي من تعطي صفة الوطنية ونحن لا نعيرها اهتماما لان رهاننا الحقيقي هو الحرية والديمقراطية« 

 

(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 19 مارس 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

 


 

بيان مثقفين تونسيين بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال

 

تونس 18 مارس 2006 (وات) – أصدرت مجموعة هامة من المثقفين التونسيين بيانا بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين للاستقلال ضمنته رفضها كل محاولات العودة بتونس الى الوراء وعزمها التصدى لكل الغوغائيين والمنظرين الذين ينادون بالاستقواء بالاجنبي والاساءة الى وطنهم خاصة اولئك المنضوين تحت لواء التحالف الانعزالى الهجين المشبوه بين اقصى اليسار واقصى اليمين.

 

واكد المثقفون من اعلاميين ومحامين واطباء وجامعيين وباحثين ومستثمرين وخبراء في مجالات مختلفة تمسكهم بخيارات الدولة الوطنية في تمشيها الصحيح والسليم نحو ديمقراطية تونسية تتعدد فيها الاحزاب وصحافة الراى وتتكرس داخلها حقوق الانسان في انبل تجلياتها

 

كما ضمن المثقفون التونسيون البيان اكبارهم اقدام الرئيس زين العابدين بن على بشجاعة على تصحيح مسار التاريخ التونسي الحديث في 7 نوفمبر 1987 وفضله في تعزيز مقومات السيادة الوطنية ودعم اركان الجمهورية وتحقيق انجازات مكنت تونس من انتعاشة اقتصادية ورخاء اجتماعي وتطور سياسي غير مسبوق مثمنين في هذا الصدد مبادرات رئيس الدولة لاعطاء المثقف التونسي ما يستحقه من عناية واحترام وتقدير داخل المجتمع

 

وجدد المثقفون عزمهم على المشاركة في بناء صرح تونس الحديثة وحماية مكاسبها معلنين انخراطهم في برنامج رئيس الدولة لتونس الغد وعملهم على انجاح كل النقاط الواردة به

 

(المصدر: موقع وكالة إفريقيا تونس للأنباء بتاريخ 18 مارس 2006)


مضحكات مبكيات كاشف الغطاء المعري (9)

 

1- أسرار كهنوتية حول برنامج دليلك ملك: كشف أحد المشاركين في برنامج دليلك ملك وهو مواطن من مدينة قبلي ويسمى مبروك الكار ومعروف بمنطقته  بإدمانه على مسكــّر اللاقمي والذي فتح له باب الحظ عندما تقدم بطلب المشاركة في البرنامج وأتوا به إلى تونس العاصمة ليعرض على لجنة تقوم بفحص المرشحين وتزكية من تراه أهلا للمشاركة في برنامج سامي الفهري،  وبالرغم من ذهابه إلى الامتحان مخمورا فإن سامي ومنذ أن وقع نظره على مبروك حتى استهواه وأقره للمشاركة في برنامجه حتى قبل أن يمر عبر مراحل التقييم…وفي المجموعة النهائية التي تم اختيارها خطب فيهم سامي الفهري بأحد النزل مؤكدا لهم  أنهم سيبقون على ذمة البرنامج وملكا كاملا له لمدة ستة أشهر وأنهم سيعيشون حياة في النزل الفاخر من سلسلة المُرادي بمنطقة قمرت لم يحلموا بها ولا تضاهي حتى الحياة في الجنـّة، وأنه سيتوفر لديهم مال كثير يدفعون جزء كبير منه للإقامة في النزل وللملابس الخاصة الباهظة التي ستفرض عليهم، كما تم عرض فتاتين على كل مشارك على أن تكن في خدمته والاستجابة لكل رغباته في  كل وقت، مع الإشارة إلى أن المشاركين يمكثوا على ملك البرنامج أربع أيام في الأسبوع ويُـسـرّحون لأهاليهم بقية الأيام لكل المدة المطلوبة لإعداد وإنجاز البرنامج، حتى أنه وعندما تعرض منزل مبروك الكار في قبلي إلى حريق لم يسمح له بزيارة أهله وطمأنه سامي الفهري بأن الوالي سيتولى بنفسه متابعة الأمر والقيام بكل ما هو ضروري،  ومن المفارقات العجيبة أن مبروك الكار فوجئ بعد ذلك وهو في غرفته بالنزل بزيارة الوالي نفسه له – كما أكد هو بنفسه-  لطمأنته حول الموضوع. وللتذكير فإن مبروك الكار هذا كان من الفائزين في البرنامج بـ25  ألف دينار،  وأما لفهم بقية ألغاز المسرحية الجريمة فيكفي الإشارة إلى أن صاحب البرنامج هي الشركة الأوروبية إيدمول وهي شركة يهودية لحما ودما كما أن مشاركة التوانسة المساكين في البرنامج عبر الإس آم آس SMS  يوفر لشركة الاتصالات حوالي 500 ألف دينار يوميا تعود  50 في المائة منها إلى الجهات المختصة في الدولة في شكل ضرائب على الألعاب،  وأما التيليكوم فهي معروضة للبيع والخوصصة ولو جزئيا وقد يكون لليهود نصيب.

 

2- ذكرت مصادر مطلعة أن بلحسن الطرابلسي شقيق الرئيسة بالوكالة ليلى أقدم على تطليق زوجته السابقة وهي إبنة الهادي الجيلاني والتي لم تكن راغبة أصلا في الزواج منه  للفارق الكبير في السن بينهما والتي رضخت لحرص والدها الذي رأى وغلـّب المصلحة الوطنية على المصلحة العائلية

،   وبالرغم من إنجابهما لطفلين فإن بلحسن الطرابلسي قرر تغليب المصلحة القومية على المصلحة الوطنية وأقدم على تطليق زوجته بنت الجيلاني لكي  يتزوج أخت سهى عرفات أرملة المرحوم ياسر-التي كان تربطه بها علاقة حميمية- المقيمة معها في تونس وذلك انسجاما مع قناعته ورغبته النفسية التي يعلم أنها هي أساس الراحة والاستقرار في الحياة الزوجية،  وهكذا تعامل المرأة في بلاد حرية المرأة،، وهكذا يُطعن سي الجيلاني في شرفه من أحد أفراد العصابة التي ينتمي إليها.

 

3- الهادي الجيلاني يعيش وضعا حرجا في منظمته اتحاد الصناعة والتجارة التي بدأت  تتآكل من الداخل بعد أن فقد رجال الأعمال أي ثقة في المنظمة وافتضح دور قيادتها وتورطها في نسف الثروة الوطنية منذ أن أصبحت جزءا من الدائرة الضيقة والعائلة الموسعة التي تطوق بالاقتصاد الوطني وتتقاسم ثرواته وممتلكاته العينية والعقارية فيما بينها،  وقد ذكر مسؤول رفيع في فرع المنظمة في قابس أن الاجتماعات الرسمية أصبحت تتم بحضور عدد قليل لا يتجاوز الأربعة أنفار إلا أن التقارير التي ترسل للمنظمة لا تزال تعكس نفس الأرقام السابقة كما يريد ذلك معتمد المنطقة الذي يحضر هذه الاجتماعات مبررا هذا الكذب والتهويل بأن ذلك ما لا ترضى بغيره الجهات المعنية في السلطة وفي المنظمة. ويأتي في خضم هذه الأزمة الإقالة التي دفع إليها رئيس فرع المنظمة في صفاقس رجل الأعمال منصف خماخم بعد تعرضه للإهانة والضغط من قبل القيادة الوطنية إثر إمضائه على وثيقة جهوية تدعو إلى إعطاء مدينة صفاقس حظها من التنمية كما هو الحال في مناطق الساحل.

 

4- لاحظ العديد من الأهالي في منطقة الحامة حركة غير عادية تتمثل في إقدام جهات أجنبية على دفن نفايات سامة في المناطق الصحراوية المحاذية للمدينة، وقد خلفت هذه الأعمال استياء عميقا لدي المتساكنين. وتأتي هذه التحركات في ظل الأشغال الحثيثة المتعلقة بإنشاء الثكنة الضخمة على مشارف مدينة الحامة والتي ستنتقل إليها ثكنة بوفيشة بعد أن أتخذ قرار بإغلاقها وتحويلها إلى أراض عقارية مهيأة للإسثمار السياحي وعرضها للبيع للعموم، عفوا للخصوص!!

 

 

كاشف الغطاء المعري

20 مارس 2006 مسبقا بـ7 أيام

 

هذه مشاغل التونسيين يا سي زكريا بن مصطفي

علي بن غذاهم – تونس

 

بمناسبة الذكري الخمسين للاستقلال، أود أن أذكّـر سي زكريا بن مصطفي المكلّف رسميا من طرف الرئيس بن علي بنقل انشغالات « الرعيّة » ونخبها وقواها الحيّة من أحزاب وجمعيات وأطر مجتمع

مدني ومواطنين.

 

وسأحاول التطرّق إلى هذه الانشغالات بكلّ تجّرد  وأمانة وصدق رغم أنني كنت احد ضحايا العهد الجديد ودفعت ضريبة  كبيرة أنا وعائلتي  دون ادني مبرّر، اسأل الله أن تكون حلقة في سلسلة ضريبة الحريّة  التي ينشدها  هذا الشعب الذي يستحق أن يستنشق نسائم الحريّة  بعد كل الضيم والظلم الذي لحقه .كما نسأل المولي عز وجل أن تكون هذه المناسبة  بداية  لانفراج الكرب وتجاوز حالة الإحتقان.

 

1- على المستوى السياسي

 

– ضرورة فصل  الحزب « التجمّع الدستوري » عن الدولة أي أن تصير الدولة ومؤسساتها ملك لجميع التونسيين وفي خدمتهم جميعا، والحزب أي التجمع إطار سياسي منفصل عن هياكل الدولة ويقتنع بحجمه الحقيقي  الذي تحدّده منافسة حقيقية لا مكان فيها للإرهاب والتزييف وشراء الذمم

 

– ضرورة استقالة رئيس الدولة من رئاسة الحزب حتى يكون بالفعل رئيس لكل التونسيين ويكون ضمانة لنزاهة أي انتخابات وكذلك لاختبار القوّة الحقيقية للحزب.

 

– ضرورة إفساح المجال  لحريّة العمل السياسي والجمعياتي والإعلامي عبر منح التأشيرة لكل من يقبل بشروط  اللعبة الديمقراطية المتعارف عليها دوليا

 

– وقف التضييق والهرسلة بحق النشطاء السياسيين  والحقوقيين  والقيادات الطلابية.

 

– تكريس مبدأ استقلالية السلطات  بما يعني بالخصوص استقلالية السلطة القضائية ووقف استخدام القضاء وسيلة لتصفية الخصوم السياسيين وهرسلتهم.

 

– تصحيح دور الأجهزة  الأمنية  لتتحوّل إلى أجهزة  تعمل من اجل خدمة المواطن وحمايته  في إطار القانون ووقف استخدامها  لتصفية الخصومات السياسية وترهييب وهرسلة الناشطين السياسيين

والحقوقيين.

 

– ضرورة تجاوز حالة الاحتقان السياسي عبر الإفراج عن المساجين السياسيين وإصدار عفو تشريعي عام يعيد الحقوق ويرفع الظلم.

 

– وضع ميثاق وطني تتفق بموجبه جميع الأطراف علي أسس ومبادئ للعمل السياسي يحترمها الجميع

 

– وقف احتكار الدولة للفضاءات الإعلامية واستغلالها للدّين من اجل مصالح

سياسية ضيّقة.

 

2- على المستوى الإقتصادي

 

– وضع خطط اقتصادية يتم بموجبها حماية الطبقات الضعيفة في المجتمع في ظل

نظام اقتصادي عماده الرأسمالية المتوحشة.

 

– إيقاف حالة الفساد والرشوة والمحسوبية التي تنخر جميع القطاعات

الاقتصادية والهياكل الإدارية  بشكل لم يسبق له مثيل.

 

– معالجة جذرية وسريعة  لتفشي ظاهرة البطالة عموما والخريجين بصفة خاصة.

 

– مراجعة الاتفاقيات الاقتصادية التي تتعلق بموضوع التجارة الحرة والتي

تهدد  بتعميق أزمة البطالة وما يترتب عليها من ارتدادت اجتماعية خطيرة.

 

سؤا ل  عابر…

تابعنا اخبار وتحركات مناضلي 18 اكتوبر وقرانا جميع البيانات الصادرة عن الحركة.ورغم اختلافي مع الحركة في قراءتها لقوى التحالف التي تشكلت منها واعتمادها ضبابية الرؤيا وترك الحبل على الغارب في خصوص الخلافات الجوهرية التي تشق اطرافها والمهام المطروحة اليوم على الحركة الديمقراطية في البلد الا انى اتابع ما يصدر عنها وا تواصل مع بعض قاد تها لعلنى افهم شيئا مما يفعلون. لكني صدمت مرتين لحد الان..

المرة الاولى في التجمع الذي نادت اليه حركة 18 اكتوبر في ساحة برشلونة للتطاهر السلمي والمطالبة بالديمقراطية وحرية الاعلام والتنطم والعفو العام..

ليس  مقياس التفييم عدد الحاضرين..ولكن نوعيتهم ولو ان العدد يدل كذلك على حجم الحركة وتاثيرها في الشارع..لم اكن حاضرا اطلاقا لبعد المسافة على الاقل..ولكن مصادر محايدة من داخل الحاضرين في برشلونة ومن الذين طالتهم هراوات الداخلية اكدوا باصرار ان العدد لم يكن منتظرا في القلة وان الملاحظة الاهم كانت تخص الغياب المطلق والممنهج لعناصر النهضة السلفية .

في المرة الثانية وامام نصب ابن خلدون كان المشهد يكاد يشبه المرة الاولى تماما..مجموعة صغيرة من المناضلين تصل المائة في احسن الاحوال لا نهضوي يتيم فيهم ولا اسلاموي ديمقراطي قليلا …رغم ان الموعد كان يوم جمعة في المناسبتين وهذا دليل اخر على ان منظمي ا لتجمعين كانوا يمنون النفس بنزول جحافل الاخوان من الجوامع بالالاف للتعبير عن ايمانهم بالديمقراطية وبالنضال السلمي من اجل الحرية واثبات الوهم الذي طا ل الرفا ق حول تاهيل نهضة الغنوشي والبحيري والدولا تي وغيرهم..

سؤا ل  عابر…اذا كان المناضلون الذين تواجدوا في برشلونة اولا وعلى نصب ابن خلدون ثانيا وقدموا انفسهم لعصا البوليس وضربوا واوقفوا واهينوا..  اذا كان هؤلاء بنسبة 90 في المائة من من شباب اليسار الماركسي المناضل فلماذا مواصلة الهراء  وتغذية الوهم حول اطراف سياسية فاقدة للمصداقية او للتواجد اصلا…او رافضة العمل السياسي الميداني والسلمي من اجل انجاز شعارات المرحلة..

ابراهيم عبد الصمد  


 

بسم الله الرحمان الرحيم

و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين                                                    تونس 16/03/2006

                                                                                             بقلم محمد العروسي الهاني

                                                                 مناضل دستوري

                                                                 تونس 

 

 

 

رجال بررة في الذاكرة نستحضرهم في ذكرى خمسينية

 الاستقلال المجيدة 20 مارس 1956 و نعتز بهم

 

الحلقة الرابعة

 

إن ذاكرة الشعوب لا تمحى.. و أن تاريخ الأمم هو القاعدة الذهبية لمستقبل المجتمعات.. و أن تونس العربية المسلمة لها تاريخ و جذور.. و أن كفاح الشعب التونسي طيلة ربع قرن بقيادة الحزب الحر الدستوري التونسي الجديد لا ينكره إلا متكبر أو حقود على وطنه.. و أن تضحيات الزعماء الأفذاذ و الأبطال في طليعتهم الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله لا تمحيها الأيام و السنين.. و كلما مرت ذكرى وطنية إلا و زاد الشعب التونسي تعلقا و تمسكا بزعمائه.. و أبطال تونس الأفذاذ الذين صنعوا مجد الشعب التونسي و حققوا حلم الأجيال المتعاقبة و التي قاومت الاستعمار الفرنسي البغيض من عام 1881 تاريخ الاحتلال في كل جهة..

 

و ما ثورة علي بن غذاهم و محمد الدغباجي و محمد علي الحامي و صوت الشباب وقادة الحزب القديم و الشيخ عبد العزيز الثعالبي وصولا إلى الحركة الإصلاحية الجديدة المنبثقة على ميلاد الحزب الحر الدستوري التونسي الجديد يوم 2 مارس 1934 بقصر هلال المؤتمر الخارق للعادة و المنعرج الحاسم في تاريخ تونس المعاصر و الذي وضع الأمور في نصابها و أرسى قواعد العمل السياسي المنظم بفضل قيادة شابة و مثقفة ثقافة عالية و تملك طاقات و مواهب و حماسا و اسعدادا لتطوير العمل الوطني بفضل ما وهبه الله تعالى في هذه النخبة من إيمان و عزم و صبر و قدرة على التضحية و نضال مرير.. وهذه النخبة هم:

 

الدكتور محمود الماطري، الزعيم الحبيب بورقيبة، الطاهر صفر، البحري قيقة  و محمد بورقيبة رحمهم الله.

 

و قد أسلفت في ذكر كل المراحل و الانتصارات البارزة بفضل هذه القيادة الحكيمة التي واصلها الزعيم بورقيبة. و حول هذه النخبة المباركة ألهم الله مجموعة أخرى من الزعماء الأفذاذ فانضموا إلى القيادة السياسية و انخرطوا في بوتقة العمل السياسي المبكر و هم في سن الشباب و ضحوا و ناضلوا و بدون حسابات شخصية انضموا إلى حزب التحرير بقيادة المجاهد الأكبر الزعيم الحبيب بورقيبة و ناصروه و أيدوه في مؤتمر صفاقس عام 1955.

 

المؤتمر الفاصل الحاسم

 

و هؤلاء الرجال لا بد من ذكرهم و هم رجال بررة صنعوا مجد تونس و حققوا الاستقلال و الكرامة و السيادة. و هم الزعماء:

 

الباهي الادغم، الهادي نويرة، المنجي سليم، الطيب المهيري، جلول فارس، أحمد التليلي، رشيد إدريس، عبد المجيد شاكر، محمود المصمودي، علالة البلهوان و أحمد المستيري.

 

و انضم إليهم في مؤتمر سوسة المناضلون:

 

الطيب سليم و الحبيب عاشور و عبد الله فرحات.. في مؤتمر سوسة 2 مارس 1959.

 

هؤلاء الرجال في قيادة الديوان السياسي للحزب الحر الدستوري الجديد بقيادة و زعامة الحبيب بورقيبة هم الذين صنعوا معجزة الاستقلال و السيادة.. و هم الذين كانوا في طليعة المتحمسين لبناء الدولة العصرية الحديثة و وضع التشريعات الاجتماعية الرائدة.. و حققوا الجلاء العسكري و الزراعي.. و خلصوا البلاد من كل القيود الاستعمارية لتجسيم الاستقلال.. و صنعوا حلم الجمهورية يوم 25 جويلية 1957 بعد إلغاء نظام البايات.. و طهروا البلاد التونسية من العناصر الأجنبية.. و كانوا مع الزعيم الأوحد في تونسية كل الإدارات كما أسلفت في الحلقة الاولى ..

 

هؤلاء الرجال أغلبهم التحق بالرفيق الأعلى رحمهم الله. و بقي على قيد الحياة أربعة فقط هم السادة:

 

أحمد المستيري، محمد المصمودي، عبد المجيد شاكر و رشيد إدريس شفاه الله.

 

التكريم واجب وطني

 

 ان الواجب الوطني يفرض علينا تكريم الزعماء الذين صنعوا  ملحمة الاستقلال الوطني و دعائم أركان الدولة و في طليعتهم الزعيم الحبيب بورقيبة.

 

و بهذه المناسبة أتقدم بالمقترحات التالية:

 

أولا:

تكريم نجل الزعيم الحبيب بورقيبة و أحفاده في أعلى مستوى هرم الدولة بمسقط رأس الزعيم يوم 20 مارس 2006 في حفل شعبي كبير تنقله التلفزة مباشرة للشعب التونسي.

 

ثانيا:

تكريم أنجال الزعماء: الباهي الأدغم والهادي نويرة و الهادي شاكر و فرحات حشاد و أحمد التليلي و العفو على نجله و إطلاق سراحه من السجن تكريما لنضالات والده بمناسبة هذه الذكرى و نجل الفرجاني حاج عمار و نجل الحبيب عاشور و نجلة المناضل الطيب المهيري و حرمه.

 

ثالثا :

تكريم رفاق النضال و أصحاب الشدة الأوفياء: محمد المصمودي- أحمد المستيري- عبد المجيد شاكر و رشيد ادريس.

 

رابعا:

استضافتهم مساء يوم 20 مارس 2006  بمقر التلفزة للإدلاء بشهادتهم التاريخية على الهواء دون مكياج أو مقص الرقابة الذاتية التي أراحنا الله منها عندما أهدى الله إلينا و هدانا  إلى مواقع الأنترنات.

 

و أن الشعب لمتعطش بشدة و لهفة إلى حديث وطني صافي يعطي الذكرى حقها دون توظيف سياسي أو إعلامي. و اجعلوا الذكرى لمن عاشها و صنعها و نحتها بصفاء.

 

و الشعب في شوق للاستماع و الإصغاء إلى ملحمة الكفاح الوطني و التتويج المبارك: الاستقلال الوطني.. و ذكر خصال رجال بررة بشرط الا تكون بصوت المدير العام السابق للإذاعة  و التلفزة الذي مر مر الكرام على الملحمة..

 

رجال بررة نذروا حياتهم للوطن

 

و هم:

الزعيم الحبيب بورقيبة: بعد كفاح دام 56 عاما مات فقيرا و عاش لغيره و لم يملك حجرة و لا شجرة و لا دينار الباهي الأدغم مات فقيرا و رفض متاع الدنيا و عاش عزيزا كريما متواضعا نظيفا.

 

الطيب المهيري: مات في مسكن متواضع و صاحب متجر لبيع المواد الغذائية الذي يتعامل معه شهريا بقى متخلدا بذمته دينا دفعته زوجته بعده و هو وزير للداخلية طيلة 9 اعوام..

 

المنجي سليم: مات متواضعا فقيرا و لم يتزوج نتيجة النضال الوطني و تعذيب الاستعمار الفرنسي.

 

-المناضل أحمد المستيري: غادر الحكم دون أن يملك مسكنا وهو قد تقلد وزارتي العدل و الداخلية..

 

هؤلاء الرجال البررة هم قدوتنا في الحياة و في العمل السياسي و الوطني.. هؤلاء الصقور هم قدوتنا و ضميرنا الوطني..

 

و الأحياء منهم -الفرسان الاربعة- هم أولى و أقدر المناضلين على الإدلاء بشهادتهم بالبرهان الساطع و الحقائق الدامغة قال تعالى : « من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا » صدق الله العظيم.

 

وحتى من غضب عليه الزعيم في وقت من الأوقات بقي وفيا للثوابت و القيم و المبادئ.

وتصح فيهم كلمة « الصقور الحرة ».. أمثال محمد المصمودي و أحمد المستيري.

 

هؤلاء هم أهل العطاء و الوفاء و السخاء.. لا من مواليد 1966 بعد الجلاء العسكري.. و شتان بين مواليد 1926 و مواليد 1966 .. الصنف الثاني أرادوا البروز عاجلا و حرفوا التاريخ و قالوا نحن أصحاب البرهان في عام 2006 و تجاهلوا مخزون نصف قرن.. قال الله تعالى : »قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين ». صدق الله العظيم .

 

 

                                   و السلام

 

محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري تونسي


 

بسم الله الرحمان الرحيم

و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين                                                    تونس 17/03/2006

                                                                                             بقلم محمد العروسي الهاني

                                                                 مناضل دستوري

                                                                 تونس 

 

تعقيبا على حديث الدكتور عبد الجليل التميمي الذي نشرته مجلة حقائق يوم 16/03/2006 حول الاستقلال ودولة الزعيم بورقيبة

 

الحلقة الخامسة و الاخيرة

 

بمناسبة الاحتفالات بذكرى خمسينية الاستقلال المجيد  20 مارس 1956 – 20 مارس 2006 استضافت مجلة حقائق الدكتور عبد الجليل التميمي مدير مؤسسة البحث و المعلومات الذي شرع في البحث عام 2000 بزغوان.. ثم تحسنت الأحوال المادية و انتقل إلى الشرقية بالعاصمة…

 

و أريد أن أتوقف في البداية حول دعوة مجلة حقائق للدكتور التميمي و ما علاقته بالاستقلال و تاريخ و مراحل دولة الاستقلال.. فهل الرجل تحمل مسؤوليات حكومية و سياسية و حزبية في عهد الزعيم الراحل.. و هل الرجل محايد للاطمئنان إلى وصفه و حديثه.. و هل البلاد فرغت و شحت من الصقور و الرجال من كبار القوم الذين واكبوا الحركة التحريرية الوطنية و ساهموا في استقلال البلاد و بناء الدولة العصرية..

 

أعتقد أن البلاد تعج  بالرجال و الإطارات الوطنية و أعضاء الحكومة في فترة حكم الرئيس بورقيبة رحمه الله. و لو أرادت مجلة حقائق أن تبادر بدعوة الوجوه المناضلة و الأوفياء للوطن و للعهد و للأمانة و للتاريخ لوجدت العديد من العمالقة الأوفياء للعهد و للاستقلال و للوطن الغالي.

 

و أن السادة الاتي ذكرهم هم أقدر و أجدر الناس و أولى لإجراء الحديث معهم في مثل هذه المناسبة. رجال عاشوا الحدث و شاركوا في صنعه. و هم السادة: محمد المصمودي و أحمد المستيري و عبد المجيد شاكر و الباجي قائد السبسي و عز الدين العباسي و محمد كريم و محمد الناصر و محمد الصياح و مصطفى الفيلالي و محمد بن عمارة و الحبيب بورقيبة الابن.. هم كانوا أعضاء الديوان السياسي و الحكومة.. و هم أولى بالادلاء بشهادتهم لو كانت النية الصادقة.. هذا فيما يخص أمانة الصحافة و رسالة الاعلام و دور مجلة حقائق..

 

أما اختيار الدكتور عبد الجليل التميمي للادلاء بشهادته أو حديثه أو استجوابه فأن الأمر لا يخلو من نوايا واضحة. لأن الرجل معروف منذ أن أسس مؤسسته للبحث و المعلومات.. كانت النوايا واضحة للغاية و تزامنت هذه المؤسسة مع وفاة الزعيم الراحل و رحيل عدد من الزعماء أمثال الهادي نويرة و الباهي الأدغم و الصادق المقدم رحمهم الله.. و غياب عدد اخر في الخارج.. و تجاهل عدد اخر..

 

و لا يخفى على أحد دور مؤسسة التميمي و الملفات التي فتحتها و الأشخاص المشاركين.. أغلبهم من لهم حسابات مع الزعيم لا يمكن الخوض فيها الان.

 

و قد أشرت في الرد الذي نشرته مجلة « حقائق » في جوان 2003 تعقيبا على اساءة السيد الشاذلي العياري الوزير و عضو الديوان السياسي الذي راهن عليه الرئيس بورقيبة في فترة طويلة و أخيرا أساء للزعيم و نعت سياسة المراحل بالمغشوشة كما جاء في شهادته بمؤسسة التميمي و نشرتها مجلة حقائق و جريدة الشروق.

 

و بعد محاولات مع مدير المجلة أذن بنشر التعقيب في جوان 2003 . و أن الدكتور التميمي له حسابات مع الرئيس بورقيبة و قد أبرز ذلك في عديد الملفات و ظهر عليه الانحياز الكامل. كان الدكتور يبرز و يتوقف على كل نقطة سلبية للإساءة إلى بورقيبة و لايسعى الا لذكر السلبي حتى أصبح معروفا عند الوطنيين. و لست أدري لماذا هذا التحامل و الحقد الدفين ربما لم يجد مبتغاه في سلم مدارج الحكومة أو الطموح المفرط…

 

حديث يوم 16/03/2006 يصب في ذكر السلبي و نبش الفتنة

 

و قد قال الرسول الأكرم  صلى الله عليه و سلم الفتنة نائمة و لعن الله من أيقظها. لماذا الحديث أو الحوار الصحفي و الأسئلة و الإجابة حول أخطاء الزعيم بورقيبة.. لماذا ذكر صباط الظلام.. لماذا ذكر السلبي فقط الذي له مبررت و ظروف و ملابسات.. لماذا لم يحل للدكتور إلا ذكر ذلك بأسلوب لا يخلو من الاساءة و التقليل من أهمية و شخصية رمز الأمة و صانع  الاستقلال و بطل الحرية و الجلاء و باني الدولة العصرية و محرر المرأة و مهندس التشريعات الاجتماعية و التعليم و مجانيته و تعميم الصحة و الخدمات الصحية..

 

بورقيبة عملاق التاريخ

 

ان التاريخ المعاصر لتونس اقترن في النصف الأول من القرن العشرين ببروز الحركة الوطنية و ميلاد الحزب الحر الدستوري الجديد عام 1934 . و شاء القدر الإلاهي أن يكون الزعيم الشاب بورقيبة هو صانع هذا الحدث مع رفاقه الدكتور محمود الماطري و الطاهر صفر و البحري قيقة و محمد بورقيبة و توج بالنصر المبين و الاستقلال.

 

بورقيبة و بناء الدولة

 

و شاءت الأقدار أيضا أن يسجل التاريخ -أحب التميمي أم أبى- ان بورقيبة هو الذي صنع معجزة الاستقلال و معجزة بناء الدولة العصرية و نحت المجتمع المدني و خوض معركة التخلف و البناء و التشييد و اعلان الجمهورية و تطوير المؤسسات و بناء النسيج الاقتصادي و توحيد المحاكم و تونسة الادارة و بناء الديبلوماسية و انخراط تونس في المنتظم الدولي.. و في عهده تبوأت تونس مكانة مرموقة في المحافل الدولية و في الجامعة العربية أيضا حيث تحولت من مصر إلى تونس و هي تحية من المشرق إلى المغرب.

 

 

و لا أريد الخوض في كل التفاصيل حيث شرحتها في المقال الأول يوم 5 مارس 2006 و ابرزت انجازات عهد الاستقلال … و الحلقة الثانية يوم 7/03/2006 و يكفي أن أشير إلى أهم البصمات الخالدة التي لا يمحيها حديث التميمي و أمثاله و لا تحامل بعض اليساريين و الشيوعيين من اليسار المتطرف أو غيرهم…

 

بورقيبة و النظافة الشاملة

 

أتحدى التميمي و غيره من الأقلام الجديدة التي هرولت مؤخرا و شاركت في بوتقة الحملة المسعورة للإساءة للزعيم بعد وفاته.. نعم بعد وفاته.. أين كانوا هؤلاء قبل عام 2000 .. قلت أتحدى كل من تحدثه نفسه بالاساءة و التحامل و الحقد الدفين.. قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين صدق الله العظيم.

 

فبورقيبة عاش لغيره 56 سنة كاملة و مات و رحل على هذه الدار الفانية و لم يترك حجرة و لا شجرة و لا دينارا بعده و نجله مثله و أحفاده.

 

و هناك أسأل فرسان التحامل و ذكر السلبي الذي لا يتعدى 15 % و الايجابي 85 % .. و هذا يذكرني  بوشاية وزير على زميله قال للرئيس بورقيبة « صحيح الوزير بتعليماتكم أنجز السد الفلاني و لكن ماتوا 3 رؤوس بقر »… الغاية التقليل من شأن الانجاز قال بورقيبة للوزير بذكاء « نعم ضريبة الانجاز بالمليارات تجلب خسارة بألف دينار » …

 

قلت بودي لو يؤكد لنا كل من أراد ابراز أخطاء بورقيبة أن يعرفنا في ورقة تحدد ملامح مسيرته الذاتية هل قاسى 1 % من ألوان السجون و الا بعاد و المنافي التي تحملها الرمز الخالد..

 

و كما قال ذات مرة لمسؤول كبير يعتبر العضد الأيمن له « أريد أن أعرفك بصفاة و خصال الزعيم و شروط الزعامة: أن يكون نظيفا و لا يخاف الموت والقدوة في المعارك و السجون و لا يجري وراء النساء والخمر و ذاق السجن ».

 

هذه الصفاة بودي استحضارها اليوم عندما يحلو لنا تقييم الزعيم الراحل و فهم شخصيته. مع العلم أن العمالقة في التاريخ و العظماء لا يمكن تقييمهم الا من طرف عمالقة في حجمهم.

 

و صدق الزعيم عندما قال: « لا أخاف على تونس الا من أبنائها ».. و قال أيضا: « هناك أناس صبعين الحق الطين ».. و قال: « الكر و الفر من صفاة القيادة »..  و قال: « المرحلية البورقيبية اتت اكلها أما المرحلية المغشوشة لم تحقق الا الخيبة » .. و قال: « القائد و الزعيم معرض للنقد و الانتقاد ولكن الدوام ينقب الرخام و النتائج حصلت لبورقيبة »..

 

الطموح و المادة لها حدود و شروط

 

نعم هناك من يركب مركب الغرور و الطموح و حب المال و التعلق بمتعة الدنيا و يجري وراء بناء النزل و شراء المطابع العصرية و العمارات و الضيعات و العقارات و يجري بسرعة مذهلة للكسب و مقابل ذلك يسعى للاساءة و التحامل من جهة و التزلف و الشكر -الشفاهي فقط- و المدح لغاية في نفس يعقوب.. و التاريخ لا يرحم..

 

و سمعنا حتى مواليد 1966 يبرزون و يجرون وراء الشتم و الاساءة.. لعلها البضاعة الرابحة.. قال الله تعالى : »فأما الزبد فيذهب جفاءا و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض » صدق الله العظيم.

 

الوفاء بالعهد من شيم الكرام

 

في الختام أسوق 3 ملاحظات هامة على هامش الذكرى:

 

1-    في كامل الوزارات و المؤسسات الادارية و الاقتصادية و البنكية التي علقت الاعلام و اشرطة الصور و اللافتات لم أشاهد صورة واحدة للزعيم الحبيب بورقيبة في كامل البلاد

 

2-     صورة غائبة حاضرة

داخل بهو المعرض الذي أقيم بقاعة وزارة الأخبار سابقا بشارع الحبيب بورقيبة   بالعاصمة نجد جناحا خاصا للحركة الوطنية و للزعماء و الشهداء و كل المراحل  المجسمة للاستقلال و بناء الدولة في عهد بورقيبة و جناحا اخر مخصص للتحول و انجازاته..

 

 صورة كبرى  غائبة

 

 لكن أمام القاعة و في الساحة تشاهد صورتين كبيرتين للرئيس زين العابدين بن علي.. و غابت صورة الزعيم بورقيبة « الرئيس الأول للجمهورية » كما قالها بنفسه عندما زاره الرئيس بن علي للمنستير قال له « أنا الرئيس الأول و أنت الرئيس الثاني »…

 

3-    تجاهل ملحوظ لماذا؟

 

اما  الملاحظة الثالثة ففي الاجتماعات الشعبية التي أشرف عليها اعضاء الديوان السياسي و الحكومة في أنحاء البلاد و أوردت التلفزة موجزا عنها لم يحض الزعيم بورقيبة لما فيه الكفاية من الذكر و تعداد خصاله و بصماته رفقة الزعماء و الوطنيين الأحرار و الشعب الأبي البطل قال تعالى : »و أوفوا بالعهد ان العهد كان مسؤولا » صدق الله العظيم.

 

كانت جولتي صباح يوم الجمعة 17/03/2006 للتأكد و التحري في المعلومة.. و بخروجي من قاعة المعرض بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة  التقيت امام سفارة فرنسا بمناضلين من الأوفياء للوطن و للزعيم الراحل بورقيبة و لحزب التحرير الوطني الذان كان من رواده و مناضليه. قلت لهم بعد التحية الصباحية المعرض هام من خلال الصور الا ان اكبر ملاحظة هي غياب الصورة الكبرى للزعيم الرئيس الاول للجمهورية التونسية حتى يكون للتواصل معنى و قيمة مع ضرورة الوفاء للعهد..

 

ابتسم صديقاي عمر و صلاح ابتسامة المناضل الدستوري العريق.. و بذكاء الوطني الوفي.. و فهمنا ان الاصلاح مازال طويلا.. و تغيير العقليات في المقدمة.. و تطهير النفوس و القلوب من النفاق ضرورة حتمية لضمان المستقبل.. و نشر مدرسة الحب و الوفاء للأجيال الصاعدة.. قال تعالى: »و هل جزاء الإحسان إلا الإحسان » صدق الله العظيم.

 

استغراب و  دهشة

 

 عندما تصفحت يوم السبت  18/03/2006 جريدة الحرية -لسان التجمع  الدستوري- التي نشرت في الصفحة الأولى خبر جلسة عامة بمجلس المستشارين بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال.. و المتتبع لم يجد كلمة واحدة تشير لصانع الاستقلال باسمه و « بالفم المليان » الزعيم الحبيب بورقيبة.. نعم الحبيب بورقيبة..

 

و كذلك السيد عبد الرحيم الزواري وزير النقل … حول الذكرى لم يذكر اسم الزعيم بورقيبة.. و هذا الرجل عينه بورقيبة واليا و هو في سن الثلاثين من عمره. .أ

 

ما النائب عبد الله العبعاب.. الشيخ المناضل فقد ذكر كلمة واحدة أشار فيها للزعيم بورقيبة و الصحيفة كتبتها بحروف صغيرة..

 

هذه الجريدة كانت تسمى « العمل » سابقا. أسسها بورقيبة عام 1934 ..

 

و كذلك حديث المنصف بن فرج على الدور الفاعل للديبلوماسية التونسية فهو أيضا خال من ذكر اسم الزعيم..

 

أعتقد ان للجريدة دور في طمس مؤسس الأمس..

 

و يكفي الدلالة بقول الفنان الشاذلي الحاجي: « ميحي مع الارياح وين تميحي » ، و قول سيدنا علي كرم الله وجهه -قال في هذا المعنى- « لا خير في امرىإ يميل حين تميل الريح » …

 

و علينا الاقتداء بفرنسا مع رموزها ديغول و جورج بومبيدو.. و شاهدت بعيني صورة هذا الاخير في كل مكان في ذكرى وفاته عندما زرت فرنسا عام 2004 قال تعالى : »يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا سديدا »صدق الله العظيم.

 

الخاتمة: عطر و طيب و استبشار و هداية لمن زلت بهم الأقدام

 

يسعدني كمناضل دستوري أصيل و متشبع بالروح الوطنية النضالية و حب العمل التطوعي لوجه الله و للوطن الغالي أن أتقدم بمناسبة خمسينية عيد الاستقلال الوطني المجيد 20 مارس 1956 – 20 مارس 2006 ..

و أغتنم هذه الفرصة الثمينة الغالية التي قد لا أعيش مثيلتها في العشرية القادمة … و الاعمار بيد الله  السميع العليم الجبار..

 

أتقدم بأحر ايات الوفاء و العرفان بالجميل لكل من ساهم و شارك في صنع هذا الحدث الوطني الهام و الحاسم من الزعماء الأفذاذ..

 

و في طليعتهم الزعيم الراحل  الحبيب بورقيبة و رفاقه الذين عبدوا لنا طريق الحرية و الاستقلال و السيادة..

 

و الى ارواح الشهداء الابرار الذين سقوا شجرة الحرية و الاستقلال.. 

 

و الى المناضلين و المقاومين الذين ضحوا بكل عزيز و غال من أجل وطنهم العزيز الغالي..

 

و الى الرجال الصادقين و المناضلين الاحرار الذين ساهموا في التحرير و الاستقلال..

 

و الى اعضاء الحكومة الوطنية من عهد الاستقلال و رجالات الحزب الابرار من بداية الحركة الى بناء الدولة و تصفية بقايا الاستعمار..

 

و الى جيشنا الوطني و الحرس الوطني و رجال الامن و الابرار الذين ناضلوا و ضحوا من أجل تجسيم و دعم أركان دولة الاستقلال..

 

و الى مناضلي الحزب و شباب الوطن و الطلبة الابرار..

 

و الى شعبنا صاحب الانفة و الكرامة و العزة و الوقار..

 

و الى أمهاتنا و جداتنا و اخواتنا اللأي ناضلن بقسط هام و جبار..

 

و الى رجال العلم و طلبة جامع الزيتونة الابرار و الى رجال التعليم ابائنا اصحاب بذرة العلم و غرس الروح الوطنية في الاجيال..

 

و الى صحافتنا و اذاعتنا و فرسان القلم لدعم التوعية و تلميع صورة الاعلام وروادها المسدي و الدبابي و العموري.. هم الاوائل الاخيار نذكرهم للجيل الصاعد للاعتبار..

 

و الى الاطباء و الممرضين  الذين ساعدوا رجال الحركة  من الابطال..

 

و الى الشعب الذي هب كالرجل الواحد وراء الزعيم المغوار..

 

لكل هؤلاء الشكر و المجد و التنويه و التقدير و الاكبار..

 

و في نفس المعنى و السياق أدعو الله الجليل الغفار.. أن يسامح و يهدي كل من اراد تعطيل القطار.. أو خدش و شكك في في مواصلة المشوار.. أو من أساء و ذم و شتم أهل الوفاء و العرفان.. و صاح اليوم بصوت مزعج ينادي بمزيد احياء الفتنة و شر الوان التنكيل و النكران…

 

و مع الاسف فقد وجدوا بعض الاذان الصاغية أو السكوت و الصمت على نبش الماضي بكل انواع العار بقلة حياء و استهزاء. و مقابل ذلك مازال في الديار من الاحرار من قلبه ينبض بالعرفان لاهل الدار و الوفاء لمن صنع المركب للنجاة من الغرق و الابحار في بحر متلاطم من كل الاصقاع.

 

و جزى الله من تحدث يوم الجمعة الماضي في جريدة الموقف باستغراب و تجاهل فضل الزعماء الاحرار، و ذكر أن  والده  قال له أن المجاعة جاءت في عهد الاحرار و نسى أن المجاعة كانت في عهد الاستعمارو ان عين جلولة أحسن شاهد لرواية الاخبار و قال هذا الاستاذ الجامعي كلام لا يصدر من عاقل احتضنته جامعة الاستقلال، و عيب عليه و عار قال الله تعالى : » و أما بنعمة ربك فحدث » صدق الله العظيم.

 

و قبل الختام أقول انني أرى -أو أود ان أرى- رئيسنا اليوم واقفا على ضريح البطل المغوار.. متأملا و متدبرا بخشوع و اكبار.. و هو يعلم ان الموت لكل عمل جبار و للصغار و الكبار.. و في فكره شريط مر بسلام بعزيمة الابطال.. و امامه لوحة تذكر بانجازات عهد الاستقلال.. و ورائه متحف ثري بالاثار.. و لباس متواضع و ادوات تدل على الدوام لثقب الرخام.. و لسعادة اهل الديار.. و رخامة تبرز شعر محمد الصغير المغوار.. و تذكر بجهود الاحرار.. و متحف تم تدشينه يوم الثامن عشر بمقر التجمع فيه لوحة تبرز صورة صانع الاستقلال و تداركت « الحرية » ما فات في العدد السابق الذي ذكرته  بصدق الاحرار.. قال تعالى : » ان الذين امنوا و عملوا الصالحات لهم اجر غير ممنون  » صدق الله العظيم.

 

رحم الله الزعيم المغوار و جزاه الله خيرا لما قدمه لفائدة البلاد و العباد و اهل الدار. قال تعالى :  » كل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الاكرام » صدق الله العظيم.

 

 

محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري تونسي

 

 

في ذكرى الاستقلال

علي التليلي

 

تحتفل تونس هذه الايام بالذكرى الخمسين للاستقلال.. وهي مناسبة يتعمق فيها الادراك بثقل الامانة للمحافظة على هذا الاستقلال وصيانته وتعزيز مقوماته.

 

لقد دفع الاجداد والآباء من دمائهم الكثير ابان الاستعمار من أجل تحرير تونس وممارسة الشعب سيادته بكل حرية.. وهذه الدماء الزكية الطاهرة تستلهم منها الأجيال المتعاقبة انبل قيم التضحية والفداء والوفاء لمن دفعوا حياتهم من اجل كرامة الشعب وانعتاقه.

 

وكان بناء الدولة الحديثة لا يقل اهمية عن الاستقلال ذاته بعد ان سعى الاستعمار على امتداد عشرات السنين الى تكبيل الشعب وترسيخ كل اشكال التخلف والامية لمزيد ترويضه وتطويعه حسب ما تمليه مصالحه الاستعمارية..

 

وبفضل اجيال من الوطنيين والمصلحين والشهداء والمقاومين امكن دحر قوات الاستعمار وبناء الدولة الوطنية.

 

وكان تغيير السابع من نوفمبر منعطفا جديدا في تاريخ تونس الحديث حيث جاء لصيانة هذا الاستقلال وحماية مقومات النظام الجمهوري وتعزيز المكاسب الوطنية، فتحققت المصالحة بين ابناء الوطن وترسّخت مقومات الديموقراطية والتعددية السياسية وصيانة حقوق الانسان في ظل دولة القانون والمؤسسات وتعددت الاصلاحات العميقة في مختلف مجالات الحياة بما في ذلك الارتقاء بدور المرأة الى مستوى الشراكة الفعلية والاحاطة بالشباب والاستجابة لتطلعاتهم والانصات لمشاغلهم.. ومزيد العناية بالاسرة كنواة للمجتمع المتطور والمتحضّر بالاضافة الى تدعيم مقومات الاقتصاد السليم وتعزيز مناخ الوفاق والسلم الاجتماعية.

 

وهذه المكانة التي اصبحت عليها تونس بفضل الاصلاحات المتتالية بوأتها مرتبة بارزة ضمن الدول الصاعدة وساهمت في اشعاعها اقليميا ودوليا. ومهدت لانخراطها في مجتمع المعرفة بعد ان حققت خطوات عملاقة في هذا المجال.

 

ان الشعب التونسي الذي يحتفل  بخمسين سنة من الاستقلال لفخور بالرصيد النضالي الكبير، ولمعتزّ بتراكم المكاسب العديدة في مختلف مجالات الحياة.. وهو واع كذلك بجسامة صيانة هذه الانجازات والحفاظ عليها واثرائها بالعمل والمثابرة والولاء للوطن والاعتزاز بهويته وانتمائه.

 

(المصدر: افتتاحية جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 19 مارس 2006)

 


رهانات الاستقلال.. ودروس المستقبل

بقلم: صالح عطية

 

يوم غد الاثنين، الموافق للـ20 من مارس 2006، تكون البلاد قد طوت نصف قرن كامل من الاستقلال.

خمسون عاما، عرفت خلالها تونس جهدا مضنيا بدأ ببناء الدولة الوطنية، على انقاض الاستعمار الفرنسي ومخلفاته، ومر لاحقا بعملية تحديث شجاعة، اي في وقت كان الرهان على التحديث ضربا من ضروب الخروج عن الصف العربي، ونكوصا عن الوازع القومي والعروبي برمته..

 

راهن جيل الاستقلال بزعامة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، على ثلاث قنوات رئيسية مثلت النموذج التونسي الذي اصبح يشار اليه بالبنان، ليس فقط لدى الباحثين والمحللين والمراقبين، وانما كذلك من قبل المجتمع الدولي.

 

فقد حرص بورقيبة على كسر شوكة القبلية و«العروشات» التي انتبه اليها بصورة مبكرة، الامر الذي جنّب البلاد بذور صراع الاقليات الذي ما تزاغل دول عربية عديدة مبتلاة به في المشرق كما في المغرب.

 

وعزمت القيادة السياسية ابان الاستقلال على ان تخاطب مجتمعا مثقفا ومتعلما، فكان ان اتخذت من التعليم القاطرة الاساسية لرفع الامية التي كانت تنحر جسد المجتمع الناشئ، الخارج للتو من احتلال ذاق من مرارته الويلات.

 

ولم يكن ممكنا ان ينهض المجتمع ونصفه معطل بقيود اجتماعية وثقافية ودينية مختلفة، فكان لا بد من سياق جديد، تلعب فيه المرأة (التي تمثل نصف المجتمع)، دورها وتمارس حقوقها جنبا الى جنب مع الرجل، وهو ما جعل تونس، احد البلدان الاساسية، ان لم نقل الاولى، التي وضعت لبنات وعي سنوي مبكر من خلال مجلة الاحوال الشخصية، على الرغم من الجدل الذي دار حولها، ولعله ما يزال مستمرا الى الآن.

 

كانت هذه «المعايير» و«المؤشرات» المدخل الرئيسي لحالة سياسية جديدة وناشئة في منطقة شمال افريقيا والعالم العربي.. حالة اثارت الكثير من ردود الفعل من صناع القرار العربي ومن المعارضات العربية السائدة في تلك الفترة.. الجميع كان ينتقد ويتحفظ، فيما كانت القيادة التونسية، تمارس أجندتها «الخاصة» غير مبالية بهذه الاصوات التي غلب عليها «الحس القومي»، واختلطت لديها الاولويات، وتشابكت في ذهنها المقاربات..

 

اخْتُزلَ الاستقلال الذي ضحت من اجله اجيال واسماء بارزة، في هذه المعارك الثلاثة: وحدة الصف المجتمعي، والتعليم، والدفع بالمرأة ضمن الفعل الاجتماعي، والمحصّلة النهائية نموذج تحديثي بدت عليه علامات التأثر بالمثال التركي الذي كان كمال اتاتورك وضع لبناته في انقرة على انقاض الخلافة العثمانية.

 

لكن جهد التحديث هذا، واجه تعقيدات مختلفة بعضها خارجي، ومعظمها داخلي.. وفيما كانت الظرفية الاقليمية والدولية تقتضي، تغييرا في الأجندا، وتعديلا في الاولويات، تمسكت القيادة السياسية انذاك بذات النهج على الرغم من التحولات التي بدأت تعرفها البلاد اجتماعيا وسياسيا رثقافيا.. واتضح ان «ثقافة الاستقلال» لم تعد كافية لوحدها لكي تواصل مسيرة التحديث، وان الامر بات يحتاج الى وعد جديد، يلبي طموحات نخب صاعدة، نهلت من العملية التحديثية، بل اصبحت هي رمزها وعنوانها.

 

من هنا، ولد السابع من نوفمبر في سياق محلي ضاغط، واصلت القيادة الجديدة برئاسة الرئيس زين العابدين بن علي ذات النهج، لكن بآليات جديدة وضمن افق مغاير وبأدوات ومقاربات مختلفة عن المرحلة السابقة.

 

واليوم اذ يحيي التونسيون الذكرى الخمسين لاستقلال البلاد، فانهم يحيون مسيرة نصف قرن من «البناء الذاتي» الذي لا يبدو انه اكتمل، فالطريق ما تزال طويلة والاجندا معقدة، والاولويات متداخلة، والوضع الاقليمي والدولي تغير بشكل لافت، وحاجات المجتمع والنخب تبدلت، في عالم معولم، وفي ظل اختراق للحدود والاقتصاديات والثقافات.

 

ان ذكرى الاستقلال، مناسبة لا بد ان نقرأ فيها دروس المستقبل، ولعل احد اهم هذه الدروس، ان الاستقلال الذي وضعت لبنته اجيال وكفاءات وطاقات، بحاجة اليوم الى جميع مكونات المجتمع واطرافه من اجل استكمال هذا البناء.. فذلك هو الطريق للحفاظ على استقلال البلاد، في ظل عالم ينتهك يوميا استقلال القرار السياسي للدول ويضرب بها عرض الحائط.

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 19 مارس 2006)

 

 

ندوة «الصباح» حول خمسينية الاستقلال

شهـــادات حيّــــة.. تقييمــات وقـــراءات (2/2)

الأولوية أعطيت للتنمية الاقتصادية والاجتماعية

 

تونس ـ الصباح

ماهي أهم المحطات التي ينبغي التوقف عندها على هامش الاحتفالات بالذكرى الخمسين لاستقلال تونس عن فرنسا؟

وما هي اهم الملاحظات التي يمكن تقديمها حول مسيرة تونس بعد الاستقلال من مرحلة بناء الدولة الحديثة إلى مرحلة التحول؟

 

لمحاولة الاجابة عن هذين التساؤلين الكبيرين كانت هذه الندوة التي نظمتها «الصباح» و«لوطون» بمشاركة عدد من المناضلين الوطنيين والمؤرخين المختصين في تاريخ الحركة الوطنية.. والتي نوافيكم اليوم بجزئها الثاني بعد أن خصصنا حلقة أمس لمرحلة الكفاح الوطني من أجل التحررمن هيمنة الاستعمار..

 

من الجبهة الوطنية الى الحزب الواحد

 

* الصباح: بعد الشهادات والتقييمات التي سمعناها عن مرحلة الكفاح والتضحيات الجسام من أجل التحررالوطني نستسمحكم في الانتقال للتعليق على مرحلة بناء دولة الاستقلال.. مرحلة محاولات تجسيم وعود قيادة الحركة الوطنية للشعب بتحقيق المساواة في الحقوق والواجبات.. وبناء دولة مستقلة تضمن للشعب الكرامة الوطنية والحريات وبناء برلمان تونسي ومؤسسات منتخبة.. هل سارت الامور في الاتجاه المتوقع؟ أم حصلت خيبة أمل نسبية بسبب صعوبة التوفيق بين شرعية الزعامة والشرعية الشعبية.. بين الاعتزاز بمكسب تحقيق الاستقلال وواجب احترام ارادة الشعب بعد انسحاب القوات الاجنبية؟

 

خليفة شاطر: ـ ان الاستقلال لم يحققه الحزب الدستوري وحده بل حققته جبهة.. والشعب التونسي هو الذي كان وراء الاستقلال.. فمن أخذ الحكم ليس حزبا سياسيا وانما جبهة وطنية.. أصبح القرار السياسي بيد الحزب الواحد.. وكان هذا النظام موجودا لدى أغلب الدول التي حصلت على الاستقلال آنذاك وليس وضعا خاصا بتونس فقط..

 

اذن يمكن الاشارة الى أنه هناك جبهة وزعامات لها تقاليدها فمن لم يكن في الجبهة اعتبرخصما وأحيانا عدوا… ولم تكن هناك شراكة بين الأحزاب في هذه الفترة وربما أحدث ذلك صدمة نفسية وسياسية..بعد اعلان الاستقلال.. لكن المشاكل الاقتصادية كانت في تلك المرحلة مهمة جدا.. والاولويات الاقتصادية اعتبرت أساسية على الساحة.. لذلك تم ابراز مفهوم الدولة الوطنية مع منح الأولوية للقضايا الاقتصادية..

 

مراحل من تداخل مهام الحزب والادارة

 

* الصباح: لكن هناك من يعتبرأن أخطاء فادحــــة ارتكبــــت منهــــا الخلط بين مهمات الادارة والحــزب الدستـــــــوري من ذلك أن مؤتمــــر الحزب في بنزرت 1964 (في عهد احمــد بن صالح) اسنــــد مهمة الاشراف على لجنــة التنســيــــق الحزبـــــي الى الوالي؟

 

ـ عبد السلام بن حميدة:  سأتحدث عن نظرة بورقيبة التحد يثية والسياسية.. التي كانت «مرنة» وقابلة للتغيير أو التطور.. لأن الحديث مثلا عن الحجاب من قبل بورقيبة قبل الاستقلال كان جزءا من معركة الهوية الثقافية الوطنية..لكن بعد الاستقلال تغير الأمر وأصبحت أولوية بورقيبة الحداثة.. كما أن هناك جانبا آخر لم نتحدث عنه.. وهو أن فرنسا بقيت في تونس مدة طويلة ومن سلبيات الخلاف البورقيبي اليوسفي وجود عناصر انتهازية دخلت بقوة للحزب ولشريكه ويعني اتحاد الشغل بعد 1954 لما برزت مؤشرات حصول تونس على الاستقلال.. وهذه العناصر انتهزت الفرصة وساهمت في الدمج بين السلطة والحكومة والحزب والدولة..

 

اذن نحن في فترة فيها خلاف بين بورقيبة وبن يوسف لذلك رأى بورقيبة أنه من الأفضل المسك بزمام الأمور بحزم وقوة.. وفي هذا الاطار نلاحظ أنه خلال مؤتمر بنزرت 1964 كان الوالي هو رئيـــــس لجنة التنسيق أي حصل تداخل بين مؤسسات الدولة والحزب.

 

بالنسبة لي أبرزت ذلك في أطروحاتي وفي البحوث التي أطرتها لفائدة طلبتي بالجامعة أن انجاح تجربة الحداثة يستوجب تقوية السلطة المركزية.. لكن هذا لا ينفي الاقرار بالدور الذي لعبه في تلك الفترة الحزب الشيوعي ورموزمن بقية القوى والتيارات..

 

مآخذ سياسية

 

* الصباح: الدكتور سعيد بحيرة.. ماهي رؤيتك كباحث تاريخ في ما يثيره البعض عن المآخذ السياسية التي وجهت الى الفريق الاول الذي حكم تونس بعد الاستقلال؟

 

ـ سعيد بحيرة:  كانت الدولة الوطنية بعد 1956 وفية لما ناضلت من أجله من قيم ومن تصورات لتونس المستقلة لكن هناك بعض المآخذ.. فمن ناحية نجدها نجحت في بناء ذاتها وتونسة الأجهزة والمؤسسات باقتدار وكفاءة.. كما نجحت بسرعة في اصدار مجلة الأحوال الشخصية التي تعد من أهم المكاسب فهي التي حررت نصف المجتمع وأقحمته في العملية الاقتصادية والسياسية اضافة الى المكاسب الأخرى لتحديث المجتمع وتعميم التعليم وتطويره..

 

لكن من ناحية أخرى نجد جملة من المآخذ في المسالة الديمقراطية وهنا نشير الى أن وزن بورقيبة كان ثقيلا جدا في هذه الدولة الناشئة فقد غطّى على التمشّي الديمقراطي وسير المؤسسات.. لكن في نفس الوقت نشير الى أن التعددية الحزبية بقيت مكرسة حتى زمن «المؤامرة»..أي المحاولة الانقلابية الفاشلة التي قامت المجموعة التي عرفت بمجموعة الازهر الشرايطي أوائل الستينات..

 

صحيح ان تلك التعددية كانت صورية لكنها موجودة.. وبعد المؤامرة الفاشلة تم التشدد في المسألة الديمقراطية وجاء مؤتمر بنزرت الذي كرس هذا الأمر.. ما يمكن استنتاجه هو أن الدولة التونسية كانت مرنة وترغب في تحقيق أهدافها التنموية مع تطور الاولويات من مرحلة الى اخرى.

 

حرية.. نظام.. عدالة

 

ـ عز الدين الفوراتي: في يوم من الأيام رأى الباهي الأدغم في قصر الباي طغراء (شعار وطني) فيها تاج وصور لعلم تركيا ونخلة وميزان وأسد وبلطاجيّ على اليمين وآخر على اليسار وباخرة وكان قد رسمها أحد الفرنسيين فطلب مني أن أرسم مثلها ـ شعارا للبلاد ـ فاجتهدت وعوضت علم تركيا بعلم تونس وتركت السفينة والميزان فلما شاهدها بورقيبة قال لي «قلبتها»… وقال وقد احترنا في تسميها بعد أن نظر أليها جيدا «حرية في نظام وعدالة».. وهذا الأمر يدلل على عمق ايمان الزعيم بورقيبة بالتوازن بين الحريات والعدل والنظام.. أي الانضباط والامن…

 

الديبلوماسية التونسية

 

* الصباح: سيد أحمد بن عرفة انخرطت في مؤسسات دولة الاستقلال قاضيا فسفيرا ثم عضوا في الحكومة مسؤولا عن الديبلوماسية.. ماهي ملاحظاتك على الانتقادات التي وجهت الى التجربة الاولى من نظام الحكم في عهد الاستقلال؟

 

ـ أحمد بن عرفة:  بعد أن تجسم الاستقلال ظهرت ملامح السياسة الخارجية لتونس..

 

لا ننسى أحداث الساقية أومعركة بنزرت ومؤتمر عدم الانحياز والنجاح في جمعية الأمم المتحدة وانتخاب المنجي سليم كأول عربي رئيسا للأمم المتحدة.. كما لا ننسى أن المشاكل التي كانت مطروحة استوجبت وجود قائد سفينة واحد وقوي… هناك نجاحات كبيرة وهناك نقائص كان لها ما يبررها..

 

وأعتقد بصفة خاصة أن الديبلوماسية التونسية في عهد الزعيم بورقيبة ثم في عهد الرئيس بن علي مفخرة لكل التونسيين.. ونشاط الديبلوماسية التونسية كان ولا يزال من مؤشرات نجاح تونس في علاقاتها الخارجية.. وبلورتها لمواقف معتدلة وعقلانية..

 

ـ حبيبة بن عمارة المصعبي: يظهر أن تقييم عمل الزعماء يتم بالمسار والنتيجة.. فالزعيم الحبيب بورقيبة لا يحتاج لأحد لكي يبرز مكانته.. ولكننا في السياسة لا نتحدث عن فرد بل عن شعب.. وكان للقيادة الوطنية في 20 مارس وقبل ذلك برنامج سياسي.. هو الذي فسر تضحيات المناضلين بالنفس والمال من اجله.. واستماتتهم في بناء تونس المستقلة..

 

لا ينبغي أن ننسى أنه في مناطق نائية..مثل قرية ميدون بجزيرة بادر مجموعة من الوطنيين في جويلية 1922 بتأسيس شعبة للحزب الدستوري (الذي سمي فيما بعد قديما).. وبعد الاستقلال التأمت أول انتخابات تعددية وظهر النموذج الاجتماعي التحرري المراد ابرازه في مجلة الأحوال الشخصية..وقد اعتمد الزعيم بورقيبة على شجاعته الفكرية وعلى رصيده لدى الشعب ليمرراصلاحات سابقة لعصره.. وكلنا مبتهجون اليوم بأن وجد رجل سياسة كانت له الشجاعة الكافية لكي يسن مجلة الأحوال الشخصية منذ 1956..

 

كما لا ننسى أن الزعيم بورقيبة بادر باصلاح التعليم وتعميمه.. وأشهد أنني كتونسية مررت بتلك المرحلة والثابت أن رصيدي في اللغات الثلاث العربية والفرنسية والانقليزية جيد والحمد لله..بفضل النظام التربوي التونسي.. ولكن أقول لو توفي بورقيبة بعد الجلطة التي أصابته في 1970 أو غادر الحكم منذ السبعينات لتغيرحال البلاد.. ربما كانت الحالة الصحية لبورقيبة هي التي تفسرعدة أخطاء ارتكبت باسمه فيما بعد.. لذلك فاننا في كل مرة نقول ان التحول أنقذ بورقيبة من نفسه وانقذ الحزب الدستوري على يدي احد ابنائه البررة..

 

ولكن ما يسعدني الآن وأنا أذكره هو مواقفه الرائدة..ومنها موقفه من الصراع العربي مع اسرائيل في أريحا عام 1965 ـ رغم أن ذلك الموقف لم يعجب أحد.. حتى أن أحمد بن عرفة الذي كان وقتها سفيرافي لبنان سمي بـ«أحمد بن عرفه سفير الدولة المنحرفة»..

 

 لقد عرف بورقيبة كيف يخرج تونس من أزمة كبيرة بعد تجربة التعاضد.. ومن أزمات عديدة.. كما أنه كان يتمتع بكاريزم كبير ويكفي القول انه بعد أحداث الخبز ألقى خطابا لمدّة سبع دقائق فأثر على الساحة وامتص غضب الشعب..

 

وهنا يمكن الملاحظة أن كل عمل بشري مبني على النقصان.. وأن الشعب التونسي يتحمل مسؤولية اللاديموقراطية.. فشعب 1984 لم يطالب بالديمقراطية بل طالب بالخبز وكفاه أن يتكلم رمز السلطة سبع دقائق لكي يصمت فالكل ساهم في بناء تونس ما بعد الاستقلال.. وان كنت أحيي بالمناسبة نخبة الديوقراطيين الذين ناضلوا من أجل الاصلاحات السياسية..

 

المشاركون في الندوة

 

 * د.حبيبة بن عمارة المصعبي:

 

– عضو اللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديموقراطي والنائبة الثانية لرئيس مجلس النواب وابنة المناضل محمد بن عمارة مدير الحزب الدستوري سابقا.

 

* د.خليفة شاطر:

 

– أستاذ التاريخ بكلية الآداب بتونس، ومؤرخ لتاريخ الحركة الوطنية وعميد سابق.

 

* عز الدين الفوراتي:

 

– مناضل في صفوف الحركة الوطنية والحزب منذ سنة 1942 وأحد القادة الميدانيين في النضال.

 

* أحمد بن عرفة:

 

قاض وسفير وكاتب دولة للخارجية سابقا باحث ومناضل داخل الحزب منذ سنة 1948.

 

* د.عبد السلام بن حميدة:

 

– دكتور في التاريخ ومدرس بالجامعة التونسية وباحث في تاريخ الحركة الوطنية والنقابية.

 

* د.سعيد بحيرة:

 

– باحث بالمعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنية وصاحب أطروحة بعنوان «الأمّة التونسية بين الحربين» وعضو اللجنة المركزية للتجمع.

 

محاور الندوة

 

* الحركة الوطنية قبل 1956 وأبرز ملامحها وتطوراتها الاجتماعية والسياسية.

 

* 1954-1956: الاستقلال الداخلي والتام ووقعه على الشعب التونسي والقيادات السياسية في البلاد.

 

* دور القوى والمنظمات الاجتماعية في الحركة الوطنية ومفهوم المسار الكامل لكل الفئات في المسار التحرّري.

 

* الأبعاد الثقافيّة والاجتماعيّة في نحت الهويّة التونسية لمجابهة الاستعمار.

 

* الاستقلال.. وبناء الدولة والتحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية قبل التحوّل.

 

* التحوّل… وتعزيز المسار والتراكمات على واجهة الحداثة وكافة المجالات.

 

قالوا في الندوة

 

د. خليفة شاطر

 

ان الاستقلال لم يحققه الحزب الدستوري وحده بل خققته جبهة.. والشعب التونسي هو الذي حقق الاستقلال.. فمن اخذ الحكم ليس حزبا سياسيا وانما جبهة وطنية

 

د.عبد السلام بن حميدة

 

ان الحديث عن الحجاب من طرف بورقيبة كانت في اطار نظرة تحديثية ومرنة.. فقبل الاستقلال كان التمسك بالحجاب جزءا من معركة الهوية الثقافية الوطنية.. لكن بعد الاستقلال تغير الامر واصبحت اولوية بورقيبة الحداثة.

 

سعيد بحيرة

 

الدولة الوطنية بعد 1956 كانت وفية لما ناضلت من اجله من قيم لكن هناك بعض المآخذ فمن ناحية نجدها نجحت في بناء ذاتهاوهنا نشير الى ان وزن بورقيبة كان ثقيلا في هذه الدولة الناشئة فقد غطى على التمشي الديموقراطي وسير المؤسسات.

 

عز الدين الفوراتي

 

في يوم من الايام راى الباهي الادغم طغراء «شعار وطني « بقصر الباي فيها تاج وصور لعلم تركيا ونحلة وميزان واسد وبلطاجي وقد رسمه احد الفرنسيين فطلب مني ان ارسم شعارا للبلاد ففعلت وغيرت علم تركيا بعلم تونس وتركت السفينة والميزان. فلما شاهدها بورقيبة قال لي «قلبتها« ثم قال «حرية في نظام في عدالة»..

 

احمد بن عرفة

 

بعد ان تجسم الاستقلال ظهرت ملامح السياسة الخارجية لتونس فكانت احداث الساقية ومعركة بنزرت ومؤتمر عدم الانحياز وانتخاب المنجي سليم على راس منظمة الامم المتحدة.. وهذا التوجه ابرز ملامح السياسة الخارجية التونسية في تلك المرحلة.

 

حبيبة بن عمارة المصعبي

 

ان تقييم عمل الزعماء يتم بالمسار والنتيجة…وبورقيبة لا يحتاج لاي احد ان يبرز زعامته مكانته… ولكننا في السياسة لا نتحدث عن فرد بل عن شعب.. وكان للقيادة الوطنية في 20 مارس 1956 وقبل ذلك برنامج سياسي.. هو الذي فسر تضخيات المناضلين بالنفس والمال من اجله.

 

د. خليفة شاطر

 

 لقد انفردت تونس بنجاح هام.. ويجب اعادة القراءة التاريخية لفهم ذلك.. لقد كانت مع بورقيبة مجموعات سياسية تشتغل وتؤثر.. واقول ان نظام الحكم لم تقع دراسته كما ينبغي

 

 وبعد التحول تم التفكير في اعادة بناءالتوازنات الدولية وتوسيع القاعدة السياسية ودعم مسيرة الحداثة

 

سعيد بحيرة

 

 جاءالتحول بعد فترة شهدت نوعا من الشطخات الارتجالية.. وجاء التغيير لينقذ الزعيم بورقيبة من الزعيم بورقيبة..فاذن الرئيس بن علي ببعث معهد اعلى للحركة الوطنية لذلك يجب ان نذكر كل من ناضل من اجل تونس… كما تم ترسيخ المسار التعددي ودولة القانون واحداث مؤسسات دستورية… وكانت هناك اصلاحات متتالية في المجالات الاجتماعية والصحية والتربوية.

 

د. عبد السلام بن حميدة

 

يجب ان لا ننسى اثار الاستعمار علينا انفا وحاليا.. اذ هناك غياب للتراث الديموقراطي في تاريحنا ولم يكن بورقيبة يرى الديموقراطية ضرورية.

 

احمد بن عرفة

 

بعد 20 كارس 1956 تم بناء دولة ناجحة وعصرية على حساب الديموقراطية والتعددية.. وبعد التحول تم دعم المكاسب واصلاح النقائص بترسيخ مبدا التعددية والديموقراطية.. كما جاء البعد التضامني ليمثل العمود الفقري لسياسة التحول.

 

حبيبة بن عمارة المصعبي

 

ان ما تجسم خلال الـ18 سنة الاخيرة هو التنمية الشاملة بابعادها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.. ولكني ارى ان الصحافة يجب ان تتطور رغم ما يوجد من جراة لدى بعض الصحافيين وفي بعض المقالات.. لكن هل لنا الرصيد البشري لرجال ونساء الصحافة للاصداع بالرأي واعطاء البديل.

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 19 مارس 2006)


في سوسيولوجيا أسباب

انتشار

ظاهرة الكلام البذيء(1/5)

جــــابر القفــــــــــــــــــــصي

 

(الجزء الأول)

 

هذه دراسة سوسيولوجية حول ظاهرة متفشية في تونس  و قد زادت اليوم استفحالا مع تهميش الشباب و ميوعته و تسطيح وعيه نقدمها في خمس حلقات)

 

مــقـــد مــــة

 

      انّ القول المشهور  » بان المجتمع يشتغل دائما على هامش القانون »  أي على هامش كل ما هو مسطّر و مهيكل و رسمي ،هو قول ذو دلالة علمية سوسيولوجية بالغة و من هنا يأتي اهتمام الدراسات الاجتماعية بالمعيش و الشعبي و المألوف. Le banal.

 

     و ينطبق هذا القول تماما على مسائل الدين و الفن و الطب و اللغة…فالمجتمع يبتدع دائما دينه الشعبي [الزاوية ]   و فنه [المزود]  و طبه [الحروزات…] و لغته [اللهجات و الازدواجية و الكلام البذيء] .[1]

فإلى جانب وظيفة اللغة الاولى ألا و هي التواصل و التبليغ و التعبير عمّا نحتاجه و نشعر به، فلها أيضا وظيفة رمزية مؤكدة ، فهذا  فوكو [2] يعتبر  أن كل  جملة تحمل في أحشائها كذالك ما لم تقله، أي أنها حبلى بمضمون ممكن أو كامن يضاعف معناها و يفسح المجال للتأويل ، مشكلا بذلك « خطابا متواريا »  أي ثروة حقيقية ممكنة

    و يعتبر بودريارد[3] اللغة مثل السلع التي لها قيمة رمزية أساسية الى جانب قيمتها الاستهلاكية.فاللـغة هي تبادل للمعنى و للـرموز وفق قواعد معينة  code       ومحددة حسب القيم و الفئات و الفضاءات الاجتماعية .وهنا تتخذ الكلمات بعدا ميتافيزيقيا خياليا تنفصل به عن الواقع المباشر لتصبح مثل الوحي قابلة للتأويل و التفسير بصور مختلفة و ربما متضاربة.

     فكل انسان يتمثل صور و أبعاد الكلام حسب ثقافته و مخياله و مقاصده. و كل جملة لها معنى أولي مباشر و بسيط و بدائي و سطحي …و لها أيضا معنى ثاني رمزي و ادبي  و اسطوري و خيالي و متعالي…حسب السياق و طبيعة القراءة . و هو ما نسميه القراءة بين السطورحتى أن هنالك من الفلاسفة من يقول « جعل الكلام لنخفي ما نريد » و كأن الكلام وسيلة للتعمية و التخفي وراء الالفاظ بدل الافصاح  و التعبير و الايضاح.

 

    و يعرّف بورديو[4] سوسيولوجيا اللغة من زاوية أنها تهتم  بعلاقة اللغة سواء كانت مكتوبة أو شفوية بمختلف فضاءات المجتمع  مثل المدرسة و الاسرة و الشارع    و يقول أن هناك امكانية لندرج ضمن التقابل الكلاسيكي المعهود في اللغة بين ما هو مكتوب  و ما هو شفوي ، تقابلا جديدا بين الخطاب المتميز المحكم و المسؤول وبين الخطاب اليومي العادي والعفوي والدارج ، أي بين اللغة العالمة المبدعة التي تدرّس في المدرسة و بين اللغة الشعبية البسيطة التي تدرّس في الشارع .

 

     و يؤكد بورديو على أن كل وضعية لغوية تشتغل وفق قواعد السوق حيث يضع المتكلم أو الملقي بضاعته لتسويقها و ترويجها  وفق الثمن و القيمة التي يفترض مسبقا أن تنالها هذه البضاعة عند المستهلكين أو المتلقين.و في كل وضعية تخاطبية لغوية هنالك دائما ربح أ و خسارة ،رضى و استحسان أوتهميش و ازدراء. فلا بد لكل متكلم من حدس أو حسّ مسبق يتعلق بمعرفة مدى قبولية الآخرين لكلامهle sens de l acceptabilité  .فنحن لا نتعلم اللغة بدون أن نتعلم في نفـس الوقت ظروف و شروط قبولها و استصاغتها عند الاخرين،أي بمعنى آخر: متى يكون هذا الكلام مقبولا و متى يكون مرفوضا.  فنحن نتعلم من المجتمع  اذن كيف نتكلم  و كيف نقيّم قبليا ثمن و قيمة كلامنا  عند مختلف أصناف المتلقين و المستهلكين له.

     هذا كما أنه في كل وضعية لغوية  ـ كما يقول فوكو[5] ـ هناك علاقة سلطة و نفوذ و يجب أن نبحث دائما على من يتحكم و يهيمن في كل وضعية  تواصل،أي من يحتكر الكلمة  و يوزع الادوار و يوبّخ و يتهكم و ينهر و يعلّق على ما يقال و ما لا يقال، أي  من يفرض معناه الخاص لتعريف شروط  قبولية الحديث؟ أو قل من يتحكم في قوانين السوق اللغوي في تلك اللحظة و يحدد قيمة و ثمن و مكانة أصناف الحديث و العبارت التي يجب أن تقال أو لا تقال2. و هـذا ما يجعل نفس المتكلم يغير لهجته و مفرداته و عباراته ـ و لو تكلم في نفس الموضوع  ـ حسب أنواع  المتلقين  و ظروف  الحديث و شروطه. و هذا ينطبق تماما « لغة الكلام البذيء » التي تتمتع بجميع وظائف و خصائص التبادل اللغوي التواصلية و الرمزية و السلطوية.إلى درجة أنها تصبح أحيانا  عند بعض الفئات الاجتماعية  هي اللغة الاساسية التي لا يمكن التعبير الأفصح عمّا بداخله بدونها.

 

الاشكــــــا لــية

 

      ان ما يبرر طرح هذا الموضوع هو أولا: نـدرة الكتابات التي تناولته بالدراسة من زاوية اجتماعية علمية 3 رغم أنه حاضرحضورا مكثـفا  في الحياة اليومية و مستفز للمــلاحظ    و المراقب السوسيولوجي ، ثانيا: هو طابعه الاشكالي الذي يبرز على الاقل ظاهريا  تناقضا صارخا بين ما هو موجود و ما يجب أن يوجد. فلماذا  تتفشّي و تتنامي ظاهرة الكلام البذيء و سـبّ الجلالة اليوم عند مختلف الفاعلين الإجتماعيين في مجتمع تجذرت فيه قيم الدين الاسلامي و تحرص فيه الدولة على تطبيق القانون و احترام السلوك الحضاري [6] بالاضافة الىوجود نوع من  التحرّر الجنسي

التدريجي  منذ الاستقلال و قبول للاختلاط وللعلاقات العاطفية و الجنسية خارج إطارالزواج و ليس هنالك رفض بيّن لمبدا تحرير المرأة على الطريقة الغربية مثلما هو  الحا ل في  مجتمعات الخليج العربي .

 

أهـــــدا ف الـبــحـــث

 

     ترمي هذه الدراسـة الى محاولة فهم  تفشـّي الكلام البذيء في المجتمع التونسي اليوم  رغم وجود رموز ثقافية اسلامية تنهى على ذلك و رغم كل مظاهر الاهتمام  بالسلوك الحضاري و قيم الحداثة . سنحاول اذن تفهم  طبيعة العوامل  التي ساهـمـت في تنامي هذه الظاهرة  و نفشيها عوض تقلصها و تراجعها في البيئة الاجتماعية التونسية الحالية من خلال التركيز على علاقتها بعوامل إجتماعية مختلفة مثل الاستعمار و « الكبت الجنسي » و الرموز الثقافية التقليدية و غياب الديمقراطية و التخلّف الثقافي . كما تهدف هذه الدراسة الى المساهمة في اقتراح الحلول و البدائل الايجابية  لحل هذه القضية  و الحد من انتشارها .  فالكلام البذيء هو لغة شفوية 1 مترسّخة في المخيال الجمعي منذ   

    القديم[7]و موجودة في كل المجتمعات و اللغات البشرية[8] و لكن الذي يجلب الانتباه و يسترعي الدراسة هـو تفشيها و انتشارها عند جميع الشرائح الاجتماعية  رغم متغيرات السن  و المهنة  و المستوى التعليمي  و الانتماء الجغرافي… 

 

. تعــريف الكـــلام البــــــذيء

 

    و نقصد بالكلام البذيء :1/استعمال كلمات و ألفاظ ذات دلالة جنسية هابطة و مبتذلة أثناء الحديث في مواقف مختلفة  {السب ،التهديد ،الوصف ، السرد ،المدح ،الاعجاب…} و بصيغ نحوية مختلفة و متنوعة {فعل ،إسم، نعت ،حال،فاعل، مفعول به،مفعول مطلقْ}.و هو ما يعرف في اللغة التونسية الدارجة باسم « السفاهة » .ف »تسفه »  أي قال كلاما بذيئا هابطا على مراى و مسمع  الجميع فيه دلالات جنسية سافرة مباشرة يستحيي منها المرء.2/لغة « الغشة »  أي استعمال كلمات عادية نظيفة و لكن بنية غير بريئة و في سياق جنسي  مخادع لا سيما مع أفعال أعطى و أخذ و حـط …وهي تحمل معاني مزدوجة إما قبيحة أو عادية حسب نية الملقي و تأويل المتلقي،و تستعمل أيضا مع الاناث للمزاح والهزل و ربما لتحطيم جدار الاحترام والحياء. 3/ « الكفر: أو سب الجلالة و لعن الدين مع إضافة كلمة أمك أو أبيك أو والديك…و هو جزء من الكلام المنكر و اللاأخلاقي. و لكنه تعبير دارج و لا شعوري و غير إباحي لذلك هنالك من « يكفر »على أمّه أو أخته أو زوجته  و لكن لا يسمح لنفسه أن » يتسفه « عليها لأن ذلك « عيب كبير و قلة تربية ».

فالكفر لا علاقة له بالجنس والإباحية و إنما هو تعبير اجتماعي عن الرجولة والقوة والجدية في الغضب .  و لكنه أصبح عند الكثير من الناس مثل اللغو في الإيمان أو العادة اللغوية اللاشعورية لا يقصدون به الكفر و تحدي الدين و الزندقة ، و إنما للتعبير عن شدة الغضب الجدي لا المائع [9]1 ،أو للوصف و التعليق على ما يشاهدوه مثل « يا دين الرب »[10] للتعبير عن الاندهاش و الاستغراب. فضلا على كون كلمة « رب » لا تعني دائما الله 1 جل جلاله و إنما تستعمل للتضخيم و إعطاء شحنة معنوية  قوية للكلام و صدى مثير في أذن المتلقي،تماما مثلما يستعمل  adverbe, superlatif et le complément de manière في اللغة الفرنسية.

    و على  كل حال فان الكلام البذيء مستهجنا و منكرا على مستوى الشعور الجمعي و حتى في أعين مستعمليه و لذلك هنالك من  يقول لك « ما تكفرنيش ـ أو ما تجهلنيش ـ او خلّينا مسلمين… »و حتى لو كفر  فهو يستغفر و يلعن الشيطان مباشرة أو بعد حين ،و لا يجرءون على استعماله أمام أوليائهم و ذويهم و هذا يعبر عن نوع من الانفصام حسب مفاهيم الانتروبولوجيا الحضارية عند الشعب التونسي حيث نجد في الشخصية القاعدية  إزدواجية بين الشعور و التعبير و بين الشعور و القول و بين الشعور و العمل.[11]

 

المنهـجـــيـة

 

     ان المنهجية التي سيقع توخيها في هذا البحث هي المنهجية الكيفية التفهمية التي تعتمد الملاحظة[12] و البحث في الشروط العامة لوجود الظاهرة لفهم سلوك الفاعل الاجتماعي  و خلفياته مع الحرص على  ضرورة  الابتعاد عن الذاتية و التعميم المجاني و التزام الموضوعية دون السقوط في تشيئة الظاهرة الاجتماعية و إخضاعها إلى حتمية عمياء تفرغها من دلالاتها الانسانية الرمزية المعقدة و المتعددة.

    هذا بالاضافة الى ان المنهجية الكيفية تعيننا كثيرا على تحليل طبيعة العوامل المؤثرة في نمو هذه الظاهرة و الغوص أو الحفر في لاشعور السلوك الجمعي الذي ربما لا يمكن لنا أن نتفهمه باستخدام المناهج الكمية خاصة  و أن الدراسة تتعلق بموضوع   محفوف بالممنوعات و المحرّمات و المراوغات و التفاسير الاخلاقوية المغلوطة1[13]. فمعطـيات البحث سيقع استقاؤها من الميدان مباشرة عبر الملاحظة اليومية و المعايشة بالمشاركة و الحوار المفتوح مع فئات إجتماعية مختلفة من ناحية السن و المهنة و الحالة المدنية و المستوى التعليمي..[ ـ.تماما مثلما فعل دوفنيو في دراسته لقرية شبيكة في الجنوب التونسي][14] من أجل رسم نموذج مثالي ـ حسب تعبير ماكس فيبر  ـ يشمل العوامل المهمة التي تساعد على فهم أو تفهّـم هذه الظاهرة و اقتراح الحلول للحدّ منها.

انها منهجية واعية بحدودها لا تزعم الاحاطة بكل الفئات الاجتماعية و لا بكل جوانب الموضوع و انما هي مجرد مساهمة للتفكير في هذه الظاهرة من زاوية سوسيولوجية مفتوحة و ممحدودة في الزمان و المكان

  


[1] ] لقد كتبت أطروحات  و دراسات عديدة عن الزوايا  و  الطب الشعبي و اللغة الشعبية  و  الفن الشعبي   و لكن لم نعثر  ـ أثناء مراجعة فهرس الاطروحات الجامعية  في  مكتبة كلية العلوم الاجتماعية و الانسانية بتونس على رسائل أو اطروحات تناولت مشكلة الكلام البذيء.

[2]  ]جيل دولوز « المعرفة و السلطة ـ  مدخل لقراءة فوكو » ترجمة سالم يفوت .المركز الثقافي العربي 1984

[3] Jean  BOUDRILLARD »Pour une critique de l économie politique CERES Edition  Tunis 1995   p.185

 CERES  Ed. 1993 .Dans article  Ce que parler  veut dire[4] Pierre  BOURDIEU « Questions  de Sociologie

[5] Michel FOUCAULT   La volonté du  savoir  – Histoire  de la sexualité. I. Gallimar 1976

[6]  و  هي عبارات تتردد كثيرا في الخطاب الرسمي و  صحافة الحزب  الحاكم

[7]  إن الكلام البذيء هو أيضا لغة مكتوبة نجدها  حتى في الكتب القيمة مثل « ألف ليلة وليلة »   و شعر أبو نواس وكتلب « الروض  العاطر  في نزهة الخاطر »  للشيخ  محمد النفزاوي و في  الأدب  الحديث  في قصة  « الدقاـة في عراجينها  » للبشير خريف  و موسم الهجرة الى الشمال »  للطيب صالح  و  » الياطر »  لحنا مينا…

[8]   كل لغة  تحمل عبارات  « بذيئة » تدخل  ضمن المحذورات الاجتماعية و من  هنا  جاء التلطيف و المراوغة . و يشير الاستاذ  عبد الرزاق بنور في محاضرة له  بعنوان  » المحذور من الكلام  » بتاريخ 2003. 02. 28 بدار السليمانية بالعطارين بتونس أن عدد كبير من الكلمات البذيئة  هو مستعار من لغات أجنبية  أي « أعرني  لغتك اوسخ بها الكلام » فكلمة « نكاح »  هي تلطيف لكلمة « ناك » التي هي مأخوذة من  اللغة   الأكادية  التي عمرها 6000 سنة. هذا فضلا على أن كتاب الشيخ النفزاوي سالف  الذكر  ترجم الى الانقليزية  منذ عام 1862 على يد الاديب الانقليزي ريتشارد بارتن  و بيع منه في المملكة المتحدة  وحدها  الى غاية  سنة 1979 أكثر من خمسة   ملايين نسخة .[راجع الروض العاطر في نزهة الخاطر ـ شهادات  و مختارات » دار الجيل للنشر و الطبع و التحقيق ديمشق  بدون تاريخ.

[9] وهو سلوك لا  يخلو من مفارقة عجيبة ،إذ بقدر ما يبدو إباحي تصرفاته و كلامه في الشارع بقدر ما يكون محافظ و متشدد في البيت

[10] هذه العبارة نجدها في الشمال الغربي و خاصة في جندوبة .و تجدر الملاحظة الى أن صيغة الكفر تختلف حسب المناطق و المدن، و نفس الشيء بالنسبة لل »سفاهة ».فما هو بذيء هنا قد يكون عاديا هناكمثل كلمة « بعبوص » فهي عادية في الشمال و بذيئة في الجنوب

[11] د.حسن حنفي « قضايا معاصرة  في فكرنا المعاصر »الجزء.1 باب مظاهر الازدواجية في الشخصية.ص.120

[12] Madeleine GRAVITZ  Méthodes des sciences socials ed.Dalloz 1996 p.356 حيث تحدثت عن الصعوبة القصوى التي تواجهها الملاحظة في العلوم الاجتماعية ، نطرا لعدم وجود آلة قياس مثل المحرار أو الميزان…و انما وسيلة القياس الوحيدة هي الباحث نفسه الذي هو كائن بشري يؤثر و يتأثر و هذا يطرح مشكلة موضوعية الباحث.

[13]  مثل التفاسير الدينية المبسطة  و السطحية  المعهودة  أو المقالات الصحفية الانطباعية المتحمسة و المستعجلة

[14] Jean DUVIGNAUD «Tunis Mars 1994 Chébika  éd.Ceres ..


 

استطلاع يكشف تزايد شعبية إسلاميي المغرب

الرباط- أ ف ب

 

 كشف استطلاع للرأي نشرته صحيفة « لو جورنال إبدومادير » المغربية السبت 18-3-2006، عن تنامي شعبية « حزب العدالة والتنمية » الذي يعد أكبر الأحزاب الإسلامية بالمغرب، بعدما أظهر أنه سيحقق « فوزا كاسحا » بنسبة 47% من الأصوات في الانتخابات التشريعية المغربية المقبلة إذا أجريت غدا.

 

وطرح المعهد الجمهوري الدولي وهو الهيئة الأمريكية التي أجرت الاستطلاع السؤال التالي على عينة تمثيلية شملت نحو 1500 مغربي: « إذا جرت انتخابات غدا فأي حزب سياسي تفضلون؟ ».

 

وأفادت الصحيفة المستقلة أن 47% من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع اختاروا حزب « العدالة والتنمية »، في حين احتل « الاتحاد الاشتراكي للقوى الشعبية » المركز الثاني بنسبة 17% من الأصوات، واحتل حزب الاستقلال (القومي) المركز الثالث بنحو 12% من الأصوات، فيما اختار آخرون أحزابا أخرى أو لم يحسموا أمرهم.

 

ويشارك كل من الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال في الائتلاف الحكومي الحالي الذي يضم 7 أحزاب من عدة تيارات سياسية.

 

وفي معرض تعليقها على الاستطلاع قالت الصحيفة المغربية: « صحيح أن 47% من الناخبين اختاروا حزب العدالة والتنمية، لكن 78% منهم أبدوا في بداية الأمر ترددا قبل اختيار هذا الحزب لو كانوا سينتخبون غدا ».

 

ورأت الصحيفة أن « حزب العدالة والتنمية يستفيد بالخصوص من وضعه كحزب معارض »، واعتبرت أن « النظرة السلبية لأداء الحكومة تعني أن نوايا الناخبين اختيار حزب العدالة والتنمية تكشف أيضا عن رغبة في معاقبة الأحزاب المشاركة في تسيير شئون الدولة ».

 

البديل الوحيد

 

من جانبه، اعتبر عبد القادر أعامورة النائب عن حزب العدالة والتنمية في حديث للصحيفة أن حزبه « هو البديل الوحيد في نظر المواطنين ».

 

وقال: « حتى إن كان البعض لا يوافق على طريقنا وبرنامجنا فإنهم سيصوتون مع ذلك لنا؛ لأننا الحزب الوحيد الذي لم يحكم أبدا ».

 

وحقق حزب العدالة والتنمية نتائج جيدة اعتبرها المراقبون « اختراقا كبيرا » خلال الانتخابات التشريعية في سبتمبر 2002، عندما أصبح ثاني قوة برلمانية معارضة في المملكة المغربية بفوزه بـ 43 مقعدا من أصل 325، أي ما يزيد عن 13% من المقاعد، وهي أكبر نسبة يحصل عليها حزب معارض بمفرده في المغرب.

 

نتائج كبيرة للإسلاميين

 

وجاءت نتائج هذا الاستطلاع بعدما حقق إسلاميون نتائج كبيرة في الانتخابات البرلمانية في عدد من الدول العربية خلال الانتخابات التي جرت في عامي 2005 و2006.

 

وكان أبرز تلك النتائج الفوز الكاسح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأغلبية المجلس التشريعي الفلسطيني في الانتخابات التي جرت في 25 يناير 2006، بعد حصولها على 74 مقعدا من بين 132 مقعدا بالمجلس، مقابل 45 لحركة فتح منافستها الرئيسية.

 

وتستعد حماس لإعلان تشكيلة الحكومة الفلسطينية الجديدة الأحد 19-3-2006.

 

وفي مصر حقق مرشحو الإخوان المسلمين نتائج غير مسبوقة في انتخابات مجلس الشعب التي جرت في نوفمبر وديسمبر 2005، حيث فازوا بـ88 مقعدا من إجمالي 145 مقعدا نافسوا عليه، فيما فاز الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم بـ157 مقعدا من إجمالي 444 مقعدا نافس عليها أي بنسبة 35% من المقاعد، لكنه ضم إليه عددا من المرشحين المستقلين، حتى وصلت نسبته إلى 70% من إجمالي مقاعد المجلس.

 

وبحصول الإخوان على 88 مقعدا، أصبح رصيدهم حوالي 20% من إجمالي مقاعد البرلمان، وهو رقم لم يسبق أن حققته أي قوة معارضة منذ قيام النظام الجمهوري في مصر قبل أكثر من نصف قرن لتصبح الجماعة ثاني أكبر قوة سياسية بعد الحزب الوطني الحاكم.

 

وكان حزب جبهة العمل الإسلامي -الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين بالأردن- قد حصل في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في منتصف 2003، على 17 مقعدا في مجلس النواب من بين إجمالي مقاعده البالغة 110 مقاعد، وأصبح بذلك أكبر كتلة برلمانية معارضة.

 

(المصدر: موقع إسلام أون لاين.نت بتاريخ 18-3-2006)

 


النمسا تسمح للأئمة بالعمل داخل الجيش

 فيينا – أحمد المتبولي

 

كشف ناشط مسلم بالنمسا أن مسئولين مسلمين ونمساويين يناقشون حاليا إدخال تعديلات على قانون الإسلام المطبق في البلاد منذ 94 عاما، وأن من أبرزها تأسيس كلية لتأهيل الأئمة، وتوسيع عملهم ليغطي الجيش والسجون والمستشفيات، فضلا عن احترام زي المرأة المسلمة، وتجريم التعدي عليها بالفعل أو اللفظ.

 

وفي تصريحات خاصة لـ »إسلام أون لاين.نت » اليوم الأحد 19-3-2006 قال « مضر خوجه »، الممثل الشخصي لرئيس الهيئة الدينية الإسلامية بالنمسا: « إن قانون الإسلام المطبق منذ عام 1912 كان موجها للبوسنيين لكونهم من المسلمين الأحناف، وكان في مضمونه نوعا من بداية التعرف على المسلمين؛ ولذلك كان متحفظا بشكل كبير ».

 

وقال: « الآن نطلب تعديل القانون ليسمح لنا من خلاله بتأسيس كلية لتخريج الأئمة تكون تابعة لجامعة فيينا، على أن تشرف الهيئة الإسلامية عليها، مثلها في ذلك مثل الكليات الدينية البروتستانتية والكاثوليكية بالنمسا، ونحن نحظى في هذا الصدد بدعم مادي كبير من وزارة التعليم ومن الجامعة على حد سواء ».

 

الأئمة بالجيش

 

وحول أبرز تعديلات قانون الإسلام قال خوجه: إن التعديلات المقترحة ستسمح بالإرشاد الديني الإسلامي داخل الجيش وإقامة الصلوات جماعة؛ حيث يوجد بالفعل مصلى في إحدى الثكنات العسكرية بالعاصمة فيينا، وسيتم استقدام إمام لإلقاء خطبة الجمعة به.

 

وفي عددها الصادر السبت 18-3-2006 نقلت صحيفة « كوريير » النمساوية قول وزير الدفاع النمساوي جونتر بلاتر: إنه سيصبح بإمكان الأئمة مستقبلا ممارسة عملهم داخل الجيش؛ وذلك لارتفاع عدد المجندين المسلمين؛ إذ تبلغ نسبتهم 3.5%، ما يقارب نسبة الجنود المسيحيين البروتستانت، وإن الوزارة تجري مشاورات بهذا الغرض مع الهيئة الدينية الإسلامية.

 

غير أن هذا الاقتراح لاقى انتقادا شديدا من قبل حزب الأحرار اليميني النمساوي؛ حيث علق أمينه العام هارالد فيليمسكي على وجود أئمة مسلمين بالجيش قائلا: « لو كان اليوم هو الأول من إبريل لاعتقدت أن الأمر صحيح ». واعتبر أن الجيش النمساوي ليس بحاجة إلى أئمة مسلمين، ولكن بحاجة إلى تسليح منتظم، واعتراف ثابت بالجمهورية النمساوية.

 

السجون والمستشفيات

 

ولفت الممثل الشخصي لرئيس الهيئة الدينية الإسلامية إلى أن التعديلات المقترحة ستسمح أيضا بالتوسع في مجال الإرشاد الديني بالسجون والمستشفيات.

 

وقال: إن السجون النمساوية تضم نحو 1100 سجين مسلم بحاجة إلى جلسات إرشاد ثابتة. وأوضح أنه « منذ 6 سنوات يقوم بهذا الجهد أحد الإخوة المسلمين على نفقته الخاصة إلى أن اعترفت به وزارة الداخلية كمرشد ديني، كما قبلته الهيئة الدينية رسميا ».

 

وشدد على أن أهم المزايا التي ستحصل عليها الأقلية المسلمة جراء هذه التعديلات هو احترام الزي الإسلامي للمرأة، وتجريم التعدي عليه قولا أو فعلا إما بالغرامة أو السجن.

 

وعن موعد العمل بالتعديلات الجديدة قال خوجه: « نحن في أوج المحاولات.. قمنا بكتابة نص التعديلات وطرحناه على الحكومة ».

 

وقال: « نبحث حاليا مع المسئولين رفع القانون إلى البرلمان للمصادقة عليه، ونرجو أن يتم ذلك خلال فترة الحكومة التي ينتهي عملها في أكتوبر القادم ».

 

تدريس الدين الإسلامي

 

وعلى صعيد آخر، قررت الكنيسة الكاثوليكية السماح لإحدى مدارسها في إقليم النمسا العليا بتدريس الدين الإسلامي لتلاميذها من المسلمين.

 

وتعد هذه هي المدرسة الأولى بالإقليم من بين 55 مدرسة كاثوليكية التي تشرع في تخصيص حصص تربية إسلامية، ومن المتوقع أن تتبعها مدارس كاثوليكية أخرى نظرا للارتفاع المتوقع في أعداد التلاميذ المسلمين بهذه المدارس.

 

وينص قانون التربية الدينية بالمدارس على أن المدرسة ملزمة بتخصيص حصة تربية دينية لمدة ساعة أسبوعيا لأي جماعة دينية معترف بها إذا وصل عدد التلاميذ المعتنقين لهذا المعتقد إلى 3، أما إذا وصل عددهم إلى 10 فيرتفع عدد الساعات إلى ساعتين أسبوعيا.

 

الإسلام في النمسا

 

يشار إلى أنه في عام 1912 اعترفت النمسا رسميا بالإسلام، وشددت على تمتع معتنقيه بنفس الحقوق التي يتمتع بها جميع مواطنيها، وعرف ذلك بقانون الإسلام.

 

وكانت النمسا قد بدأت التعرف على الإسلام مع تنازل الدولة العثمانية عام 1878 عن إقليم البوسنة والهرسك لصالح إمبراطورية النمسا والمجر؛ حيث أصبح مسلمو الإقليم مواطنين معترفا بهم داخل الإمبراطورية، وبلغ عددهم حينها حوالي 600 ألف.

 

وكدعم منه، خصص القيصر فرانس يوسف مكانا للصلاة للجنود المسلمين بجيش الإمبراطورية، كما أمر بتخصيص 25 ألف قطعة ذهبية لبناء مسجد لهم، إلا أن اندلاع الحرب العالمية الأولى في عام 1914 حال دون تنفيذ هذا المشروع.

 

وفى سبتمبر 1919، تم توقيع اتفاقية « سان جيرمان »، والتي تعرف باسم اتفاقية الدولة، وهى الاتفاقية التي أكدت على حرية العقيدة وممارسة الشعائر الدينية للمسلمين.

 

وبقي وضع المسلمين دون تغيير حتى نهاية الحرب العالمية الثانية 1945، حيث بدأت إعادة إعمار أوربا، وتوجهت مجموعات من المسلمين الأتراك إلى النمسا كعمال أجانب، أو كما كان يطلق عليهم « العمال الضيوف »، وكان ذلك في بداية خمسينيات القرن الماضي، وقد تضاعفت موجة الهجرات في الستينيات من نفس القرن، مع توافد مجموعات أخرى من الدول الإسلامية المختلفة بحثا عن عمل.

 

ومع التزايد المستمر في تعداد الأقلية بدأ التفكير في بداية سبعينيات القرن العشرين في تنظيم شئون الأقلية، وجاءت المبادرة من البوسنيين الذين شكلوا هيئة صغيرة باسم « الهيئة الاجتماعية » بمشاركة بعض العرب والأتراك، وكان رئيسها حينئذ البوسني إسماعيل باليش، وأصبح اسمها الآن « الهيئة الدينية الإسلامية » ويترأسها أنس شقفة. ويعيش في النمسا نحو 400 ألف مسلم أي 4% من تعداد السكان الذي يبلغ 8 ملايين نسمة.

 

(المصدر: موقع إسلام أون لاين.نت بتاريخ 19 مارس 2006)

 


إندبندنت: 3 أعوام مرت وما زالوا يكذبون

أمير شبانة

 

مع حلول الذكرى الثالثة لغزو العراق من قبل قوات الولايات المتحدة وحليفاتها، ركزت وسائل إعلام غربية على استمرار ما وصفته بـ »الأكاذيب » أو « الانتهاكات » الممارَسة من قبل تلك القوات بحق العراقيين، كما لفتت إلى « الانعكاس السلبي » للحرب على قوات الاحتلال نفسها.

 

ونشرت صحيفة « إندبندنت أون صنداي » البريطانية اليوم الأحد 19-3-2006 تقريرا تحت عنوان « ثلاثة أعوام مرت وما زالوا يكذبون علينا »، مدللة على هذا بأحدث عمليات الجيش الأمريكي في مدينة سامراء (شمال بغداد)، والتي يشارك فيها حاليا المئات من القوات الأمريكية والعراقية، ووصفتها بأنها مجرد « مناورة دعائية ».

 

وتشارك تلك القوات في هجوم سمي بعملية « الحشد »، وتعتبر تلك العملية أكبر هجوم جوي منذ الإطاحة بنظام صدام حسين. وأضافت الصحيفة أنه بعد نحو ثلاثة أيام من بدء العملية ضد « المتمردين » لم ترد أنباء عن وقوع اشتباكات أو إصابات بين صفوف القوات الأمريكية أو العراقية، في حين أفادت التقارير الرسمية الصادرة عن القوات الأمريكية باكتشاف نحو 15 مخبأ للأسلحة والمتفجرات، إلا أن اللقطات التلفزيونية أظهرت أعدادا أقل مما ذكرته تلك التقارير، ومعظمها كان من الأسلحة التي عادة ما يحتفظ بها القرويون بالعراق لحماية منازلهم، على حد قول الصحيفة.

 

وفي وقت سابق، قال المحلل العسكري « معتز السامرائي »، وهو مقدم بالجيش العراقي السابق، لـ »لإسلام أون لاين.نت »: « لكون المنطقة التي تُجرى فيها العملية (الحشد) منبسطة وصحراوية وقليلة الكثافة السكانية وعبارة عن بيوت لمزارعين، والعمليات العسكرية فيها قد لا تلحق أي خسائر للقوات، فقد جاء الإعلان عن هذه العملية شبه الوهمية كمناورة عسكرية، وقد تكون تدريبية إعلامية لرفع معنويات القطاعات العراقية والأمريكية ».

 

« الغرفة السوداء »

 

أما أحدث تقرير عن عمليات التعذيب المتهمة بارتكابها في العراق القوات الأمريكية، فقد نشرتها صحيفة « نيويورك تايمز » الأمريكية في تقرير لها اليوم الأحد قالت فيه: هناك عمليات تعذيب مارستها فرقة عسكرية أمريكية خاصة قبل وبعد اكتشاف فضيحة « أبو غريب » في ربيع 2004.

 

وأوضحت الصحيفة أن هذه الفرقة حولت إحدى القواعد العسكرية العراقية السابقة بالقرب من بغداد إلى معتقل سري، واستخدمت إحدى الغرف كزنزانة للتحقيق، وأطلقت عليها اسم « الغرفة السوداء ».

 

ونسبت لأشخاص بوزارة الدفاع الأمريكية عملوا في تلك الوحدة أو أخبروا عنها قولهم: إن الجنود عمدوا في تلك الزنزانة إلى ضرب المعتقلين بأعقاب البنادق والبصق على وجوههم لانتزاع معلومات قد تساعد في اكتشاف مكان وجود أبو مصعب الزرقاوي زعيم جماعة قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين.

 

وأوضحت « نيويورك تايمز » أن هذه الغرفة السوداء كانت جزءا من معتقل مؤقت أقيم في معسكر ناما الواقع في مطار بغداد؛ حيث كان المقاتلون يستجوبون قبل توجههم إلى معتقل أبو غريب.

 

ونقلت عن مسئول مطلع قوله: إن سجناء « الغرفة السوداء » لا يزورهم أي محام ولا أي قريب لهم، ويمكن احتجازهم لأسابيع دون تهم، مشيرا إلى أن الحقيقة هناك هي « غياب أية قواعد ». وذكرت الصحيفة أنه لا يمكن الاطلاع على حقيقة الأوضاع هناك؛ بسبب السرية الكبيرة المحيطة بهذا المعتقل.

 

زيادة أعداد الهاربين

 

على صعيد آخر، كشفت « إندبندنت أون صنداي » أن عدد الجنود البريطانيين الذين يهربون من الخدمة العسكرية تضاعف بنحو ثلاث مرات منذ غزو العراق عام 2003؛ وهو ما أثار المخاوف من أن الجيش البريطاني يعاني من أزمة معنويات. ولفتت إلى أن العام الماضي شهد هروب أكثر من 380 جنديا لم يعد أي واحد منهم للخدمة.

 

ونقلت الصحيفة البريطانية على لسان محامين عسكريين أن هذه النسبة تعد مؤشرا بالغ الأهمية على وجود استياء في الجيش بسبب عدم اقتناع أفراده بشرعية هذه الحرب، وتنامي عدم الرضا بسبب فشل قوات التحالف في هزيمة « التمرد » بالعراق.

 

ورفض « بين جريفن »، الجندي بالقوات الجوية الخاصة البريطانية، مواصلة القتال في العراق، وقدم استقالته خلال الشهر الجاري بسبب ما أسماه « ممارسات القوات الأمريكية غير الآدمية بحق الشعب العراقي ».

 

وقال: إنه لا يستطيع المشاركة في حرب يعتبرها غير قانونية، وإنه يعتقد الآن أن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وحكومته كذبت عدة مرات بشأن الممارسات في تلك الحرب.

 

العودة للنازية

 

من جانبه، واصل وزير الدفاع الأمريكي « دونالد رامسفيلد » تحذيره من انسحاب مبكر للقوات الأمريكية من العراق، مبررا بأن ذلك سيؤدي إلى « تولي الإرهابيين لزمام الأمور »، وسيشبه الأمر حينئذ « إعادة ألمانيا لعصر النازية »، كما ذكر في مقال له نشرته صحيفة « واشنطن بوست » الأمريكية اليوم الأحد.

 

ويأتي هذا المقال عقب وصف الرئيس الأمريكي جورج بوش قرار شن الحرب على العراق بأنه كان « صائبا »، وتعهده بالقضاء على أعمال العنف الدموية التي أودت بحياة نحو 2300 جندي أمريكي منذ بداية احتلال العراق في إبريل 2003.

 

وقال الرئيس بوش، في حديثه الإذاعي الأسبوعي السبت 18-3-2006: « سننتهي من المهمة.. وبهزيمة الإرهابيين في العراق فإننا سنحقق قدرا أكبر من الأمن لبلدنا ».

 

واعتبر « أن أمريكا والعالم أصبحا أكثر أمنا اليوم بدون وجود صدام حسين في السلطة. فلم يعد (صدام) يضطهد الشعب العراقي ويرعى الإرهاب ويهدد العالم ». إلا أنه لم يتطرق للجدل الذي أثاره عدم العثور على أسلحة دمار شامل، وهو المبرر الذي استند إليه لشن الحرب على العراق.

 

(المصدر: موقع إسلام أون لاين.نت بتاريخ 19 مارس 2006)

 


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.