زرهوني (وزير الداخلية الجزائري) لدى إشرافه على تكوين المنتخبين المحليين بسطيف:
اختطاف النمساويين تم في تونس ويتواجدان في مالي
قال زرهوني، خلال لقاء مع الصحافيين بولاية سطيف، التي أشرف فيها على افتتاح الدورة التكوينية لرؤساء المجالس البلدية التابعة لـ15 ولاية في شرق البلاد بجامعة عباس فرحات، »نحن نتأسف لحادثة اختطاف السائحين النمساويين، والتي لم تتم على الأراضي الجزائرية، بل حسب ما يعلمه الجميع، فإن الاختطاف وقع فوق التراب التونسي وأن الرهينتين متواجدتين في مالي ». من جهة ثانية، وبخصوص مطلب المغرب بفتح الحدود البرية المغلقة من جانب الجزائر منذ 14 سنة، قال زرهوني: »من وجهة نظر شخصية، القضية سهلة وبسيطة ولكن أتساءل عن الغاية من وراء اتخاذ إجراء مثل هذا والذي لم تتخذ بعد الدولة الجزائرية بشأنه أي موقف رسمي بعد ». واعتبر وزير الداخلية والجماعات المحلية أنه ينبغي أولا »معرفة آثار أو تداعيات إعادة فتح الحدود »، مشيرا ضمنيا إلى العمل الذي يتوجب على المغرب القيام به أولا قبل دعوة الجزائر إلى فتح الحدود، ومن ذلك ضبط وتشديد الرقابة عليها. وأشار نور الدين يزيد زرهوني إلى أنه »كان في سنة 1958 عضوا في الوفد الجزائري »، الذي شارك في مؤتمر طنجة الذي استهدف إنشاء »المغرب العربي الكبير » أو الاتحاد المغاربي حاليا، حيث قال بأنه »من أشد المساندين لقيام اتحاد مغاربي ». (المصدر: صحيفة « الخبر » (يومية – الجزائر) الصادرة يوم 25 مارس 2008)
تراجع قيمة صادرات زيت الزيتون التونسية في 2007
تونس (رويترز) – أظهرت احصائيات رسمية يوم الثلاثاء أن صادرات زيت الزيتون التونسية ارتفعت بنسبة اثنين بالمئة الى 172600 طن العام الماضي غير أن قيمتها انخفضت حيث أثر تباطؤ الطلب العالمي على الاسعار. ويمثل زيت الزيتون نصف المبيعات الزراعية التونسية التي تمثل بدورها أكثر من عشرة بالمئة من اجمالي الصادرات. وانخفضت قيمة مبيعات زيت الزيتون 18 بالمئة الى 696 مليون دينار (604.69 مليون دولار). وقال رشيد سالمي المسؤول باتحاد الفلاحين في تونس « سجلنا العام الماضي زيادة طفيفة في صادرات زيت الزيتون بسبب ضعف الطلب بالاسواق الخارجية … القيمة تتوقف على الاسعار العالمية ولا يمكننا التحكم فيها. » وأضاف أن 90 بالمئة من صادرات زيت الزيتون التونسية اتجهت الى أسبانيا وايطاليا. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 25 مارس 2008)
منصف المزابي يدرج أكبر شركة في سوق تونس منذ عشر سنوات
إيهاب الشاوش من تونس شهدت السوق المالية التونسية خلال الأسبوع الماضي أكبر عملية تداول منذ عشر سنوات بعد إدراج الشركة التونسية للسيارات والخدمات »أرتاس » الذي يقف خلفه منصف مزابي،رجل الأعمال التونسي،ورئيس مجلس إدارة الشركة, والذي تتنوع شركاته ما بين التجارة والصناعة والمصارف والخدمات المالية والسياحة والعقار والخدمات . مزابي سليل أسرة التجارة في تونس يترأس مجلس إدارة آرتاس ويديرها، كما يتولى في نفس الوقت مناصب مختلفة للعديد الشركات٬ كما أن له مساهمات متميزة في عدد من المصارف والمؤسسات المالية.،وهو عضو مجلس إدارة الاتحاد الدولي للبنوك – الشركة العامة. وقد تولى إنشاء عدد من غرف التجارة والصناعة المشتركة مع دول أجنبية، ويساهم في عدد من الجمعيات الخيرية وذات النفع العام٬ كما كان لفترات متعددة عضوا بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي،وهو يضطلع بخطة قنصل فخري لايرلندا بتونس. وقبل إدراج الشركة استحوذت مؤسسات مالية من مستثمرون سعوديون وكويتيون وإماراتيون وبحرينيون على 27 في المئة من أسهم شركة « ارتاس »،في حين سيتم توزيع 30.18في المئة من رأس مال الشركة ،البالغ قيمتها 240 مليون دولار للسهم،بين العموم بنحو 9 دولارات للسهم الواحد. و قال » المزابي » في تصريحات صحفية عقب الانتهاء من عملية الإدراج أن « هذه الخطوة تأتي تعبيرا عن درجة الشفافية التي بلغتها المؤسسة، و انسجاما مع توجهات القيادة التونسية بتشجيع الشركات الوطنية على الانخراط في البورصة (بمعدل عشرين شركة سنويا) بهدف تحويل السوق المالية التونسية الى مركز مالي اقليمي ».وأضاف أن « البورصة النشيطة هي التعبير الحقيقي على صحة اداء الاقتصاد في كل البلدان ». وقد ارتفع رقم معاملات الشركة إلى 153 مليون دينار خلال الفترة المتراوحة ما بين عامي 2004 و2006. وفق التحليل المالي لشركة «التمويل والاستثمار لشمال إفريقيا «فيناكورب» (الوسيط المالي المكلف بعملية الإدراج ».كما تعتبر الوضعيّة المالية للشركة متينة باعتبارها وفيرة العوائد كما لها ودائع سائلة بقيمة 59.8 مليون دينار (أواخر 2006). وخلال الفترة الممتدة بين 2004 و2006 لم تسجل أي ديون متوسطة المدى أو طويلة المدى وبقيت في حدود الصفر. وتسيطر «أرتاس» وكيلة مجموعتي «نيسان» و «رينو» في تونس، على 31 في المئة من سوق السيارات المحلية, وهي أكبر شركة مسجلة في السوق المالية. وباسم مجموعة المزابي، تولى منصف مزابي شركة رينو تونس في سنة 1997 . وقد كانت آنذاك في وضعية دقيقة وعكف على تطويرها وتحسين أدائها ليجعل منها في بضع سنوات فقط رائدة السوق التونسية للسيارات الخاصة، وعززها بملاءة مالية متينة نموذجية. وقد انشأ في مختلف أرجاء تونس شبكة عصرية لخدمات ما بعد البيع من خلال 26 نقطة توزيع و3 ورشات صيانة وإصلاح لرينو و6 نقاط بيع لنيسان. كما تولى تطوير الشركة وهيكلتها عبر إنشاء 3 فروع مختصّة. (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 25 مارس 2008) الرابط: http://www.elaph.com/ElaphWeb/Economics/2008/3/315597.htm
محافظ غزة ينظم حفل استقبال للجالية التونسية بمناسبة عيد استقلال تونس
غزة – معا- أشاد محافظ غزة محمد القدوة, بعمق العلاقة التاريخية التي تربط الشعبين والقيادتين التونسية والفلسطينية, والتي ظهرت جلية في احتضان تونس للقيادة الفلسطينية بعد الخروج من بيروت. جاء ذلك, خلال كلمة ألقاها في حفل الاستقبال الذي أقامه بمناسبة أعياد الاستقلال التونسية، وكانت على النحو التالي: « إننا اليوم نحتفل بتونس شعبا وقيادة, تونس قاسمتنا خبزها وأرضها وسماءها واحتضنت حلمنا حتى عودة القيادة الفلسطينية إلى ارض الوطن, في تونس قدمنا اعز ما نملك ونالت رموزا من قيادتنا الشهادة على أرضها وارتقت إلى علياء المجد والخلود, وهي تحمل هم الوطن وحلم الشعب في الحرية والعودة والاستقلال, ولا ننسى ذلك المشهد الرائع الذي ملأنا دفئا وحنينا حين خرج آلاف التونسيين مودعين بالدموع, لقيادتنا الفلسطينية وهي تعود لارض الوطن الحبيب ». وبعث المحافظ, تحيات الرئيس أبو مازن وتهانيه للقيادة التونسية, وللشعب العربي التونسي الأصيل صاحب المواقف التي كتبت في صفحات التاريخ بمداد من عز وكرامة بمناسبة ذكرى الاستقلال, معتبرا أن العهد مع تونس قيادة وشعبا ما زال هو العهد بل يزداد قوة وتأصلا في ظل قيادتنا الحكيمة ممثلة بالرئيس أبو مازن. وأضاف المحافظ : « إن البعض قد يظن أن تونس أغلقت سفارتها بغزة, ونحن نقول إن تونس بجاليتها في غزة تعيش بقلوبنا, فنحن أهلا لهم فهذا وطنهم الثاني, وها نحن نحتفل معهم ولهم ». من جانبها شكرت المتحدثة باسم الجالية التونسية, المحافظ على اللفتة الكريمة, مشيرة إلى الحفل الذي يقيمه بمناسبة عيد الاستقلال التونسي, وتكريما للجالية التونسية في قطاع غزة. وقالت المتحدثة : « لقد أدخلت السرور على قلوبنا جميعا وشعرنا أننا بالفعل في وطننا وبين أهلنا وأحبائنا », مؤكدة أن القيادة والشعب التونسي يقفون صفا واحدا إلى جانب الحق الفلسطيني, داعمين للقيادة الفلسطينية الشرعية, وعلى رأسها الرئيس أبو مازن, مضيفة : »نحن معكم حتى نرفع سويا علم فلسطين على مآذن القدس وكنائسها وأسوارها », معتبرة أن هذا الاحتفال يأتي تكريما من المحافظ ممثلا عن الرئيس أبو مازن للجالية التونسية في قطاع غزة. وتجدر الإشارة, إلى أن حفل الاستقبال, حضره العديد من الشخصيات الوطنية وأعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة, وأعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح وجمع من الجالية التونسية بغزة وممثلين عن القوى الوطنية الفلسطينية. (المصدر: وكالة « مـعـا » الإخبارية (فلسطين – خاصة)بتاريخ 25 مارس 2008) الرابط: http://www.maannews.net/ar/index.php?opr=ShowDetails&ID=105834
مفهـــوم؟! مفهوم الإرهاب مازال إلى اليوم محل أخذ وردّ.. ولا أعتقد ان المنظرين سيحدّدونه من الغد. لا أظنّ أن الملتقى الدولي حول مكافحة الإرهاب..، سيخرج بعد مناقشاته بحل يرضي الأعداء والأحباب. الشيء الوحيد الثابت حاليا في المفهوم الغامض للإرهابي.. أن الشكوك تنمو إذا كان الإنسان مسلما أو من أصل عربي. محمد قلبي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25 مارس 2008)
حفل زواج جماعي ل 40 شابا وشابة في تونس
قالت الجمعية التونسية للإدماج الاجتماعي والعائلي إنها ستنظم غد الأربعاء حفل زواج جماعي لأربعين شابا وشابة،وذلك في ضاحية » المنزه » شمال تونس العاصمة. وأوضحت أن هؤلاء الشبان والشابات ينتمون لمناطق تونسية مختلفة ،وقد ظلوا لعدة أعوام مخطوبين بسبب عدم قدرتهم المادية علي دخول » القفص الذهبي « . وأضافت أنها تمكنت من توفير مستلزمات بيت الزوجية من أثاث وتجهيزات لهؤلاء الشبان والشابات الذين من ضمنهم أربعة من خريجي التعليم العالي. ويعتبر حفل الزواج الجماعي المرتقب سابع حفل من نوعه تنظمه هذه الجمعية منذ أول حفل نظمته عام 2000 لصالح العشرات من الشبان والشابات التونسيين. (المصدر: صحيفة « الراية » (يومية – قطر) الصادرة يوم 25 مارس 2008)
بعد تزوير البطاقات البنكية: نقديات تونس تؤكد بأنه لا خوف على أموال الحرفاء
الإعلان: راجت مؤخرا عديد المعلومات عن تمكن عصابة دولية من تزوير مجموعة هامة من البطاقات البنكية واستخدامها في بلادنا وقد تمكنت هذه العصابة وفي ظرف وجيز من سحب مبالغ مالية هامة من موزعاتنا الآلية خاصة وأن هذه البطاقات المغناطيسية الأجنبية تحمل أرقام يمكن قراءتها في موزعاتنا وقد تم تجنيد مجموعة من الشباب والفتيات من تونس للقيام بعمليات السحب المذكورة، ولئن تم إحباط مخطط هذه العصابة الخطيرة التي يرجح أن تكون عناصرها متعددة الجنسيات ومن أقطار مختلفة إلى أن السؤال الذي يبقى مطروحا هو كيفية اختراق المنظومة الإعلامية في بلادنا وكيف تم قراءة هذه البطاقات بسهولة؟ هل توجد فعلا أرقام سرية مزيفة أم أن الحكاية أخطر من ذلك؟ ماذا عن إجراءات السلامة وهل توجد احتياطات في المستقبل لتجاوز مثل هذه العمليات الخطيرة؟ ماذا عن المبالغ المسحوبة وهل تضررت فعلا بعض البنوك والحرفاء من هذه العملية؟ الإعلان، اتصلت بمصادر مطلعة من نقديات تونس لتوضيح بعض النقاط وللإجابة عن مختلف هذه التساؤلات؟ يقول السيد خالد زرق العيون المدير التقني بنقديات تونس أن الأرقام المستعملة في مختلف عمليات السحب صحيحة لكن البطاقات البنكية قد تكون مسروقة أو مزيفة وتتمثل العملية في لجوء مثل هذه العصابات الدولية إلى وضع آلات صغيرة وكاميرا لا ترى بالعين المجردة في الموزعات الآلية ومباشرة فوق لوحة الأرقام بعديد الموزعات الآلية بالخارج وعندما يقوم الحريف بسحب أمواله تسجل هذه الكاميرا الصغيرة رقمه السري ويتم فيما بعد تزييف البطاقة البنكية وإضافة الرقم السري المسروق ثم تستعمل هذه البطاقات المزورة داخل بلدان أخرى أجنبية أو عربية ولا يمكن لأي منظومة إعلامية رفضها لأن الأرقام صحيحة والحساب موجود فعلا. ولكن لم نسجل حالات لسرقة أرقام سرية للحرفاء من تونس لأن العملية اقتصرت فقط على السحب وهو ما حصل في عدة دول عربية وأغلب عمليات السرقة للأرقام السرية للحرفاء والتزوير الحاصل للبطاقات عادة ما يتم بالخارج ويمكن تفادي هذا الإشكال بوضع كاميرا مراقبة بالموزعات الآلية لضبط المخالفين أثناء وضعهم للآلات. ويوضح السيد خالد بأن البطاقات المغناطيسية وبعد الحصول على الرقم السري يمكن تزويرها بسهولة خاصة إذا ما توفرت المعدات والتقنيات لكن ما لا يمكن تزويره هو البطاقة الذكية والتي تحمل puce فلا يمكن اختراقها وتعمل بلادنا حاليا على تعميم هذه البطاقات التي تعد أكثر أمانا وضمانا وحتى في صورة ضياعها لا يمكن مثلا التبضع بها كما هو الشأن بالنسبة للبطاقات المغناطيسية العادية. وداعا للبطاقات المغناطيسية ومن المنتظر أن تعمم مثل هذه البطاقات قبل سنة 2011 لأن البطاقات المغناطيسية العادية ستختفي تماما من الأسواق ويذكر أنه لدينا حاليا 1.300.000 بطاقة في تونس منها 35 بالمائة من البطاقات الذكية ويقدر عدد الموزعات الآلية بنحو 1102 موزعا آليا ولكن وبداية من الشهر القادم سيتم الانطلاق في تزويد الموزعات الآلية اللازمة والتعديلات المطلوبة لتتمكن من قراءة هذه البطاقات الذكية والتي ستدخل حيز التجربة الشهر القادم على أن ينطلق رسميا العمل بها في شهر سبتمبر القادم. خاصة وأن الموزعات الموجودة حاليا لا يمكنها قراءة البطاقة الذكية ولئن تمكنت بعض البنوك في الفترة الأخيرة من تعديل موزعاتها الآلية لتستجيب ونوعية هذه البطاقات إلا أنه وفي المستقبل ستصبح جميع الموزعات ببلادنا قادرة على تقبل البطاقات الذكية التي لديها تقريبا نفس شكل وحجم البطاقة المغناطيسية ولكن بإضافة puce يمكن من خلالها تخزين عديد الوثائق ولا يمكن اختراقها أو تزويرها. قريبا تغيير البطاقات وحسب المعلومات التي تحصلنا عليها فإن البنوك ببلادنا ستتولى وبصفة آلية وعندما تنتهي مدة صلوحية البطاقة المغناطيسية المتداولة حاليا من تغييرها بالبطاقة الذكية وهكذا ستنقرض البطاقات المغناطيسية العادية تماما من الأسواق. وتجدر الإشارة إلى أن هذه البطاقات تعتبر أغلى من البطاقات العادية وأكثر كلفة نظرا للخدمات التي توفرها ونظرا لعناصر السلامة المتوفرة بها وبالإمكان أن ينزل بها الشخص عديد الوثائق وحتى ملفه الطبي وعندما يتوجه إلى المستشفى يطلع الطبيب المشرف عليه على ملفه مباشرة على الحاسوب من خلال البطاقة الذكية ويمكن أيضا تنزيل وثائق أخرى هامة. البنوك التونسية والأموال المسحوبة؟ وإجابة عن سؤال طرحته الإعلان للسيد خالد عن المبالغ التي تم سحبها مؤخرا من موزعاتنا الآلية وهل تضررت بعض البنوك أو الحرفاء من عملية الاختلاس الحاصلة فقد أكد محدثنا أن التكاليف ستتحملها بصفة آلية البنوك الأجنبية لأن بنوكنا وبمجرد سحب الأموال تكون قد سحبت مستحقاتها من البنك الأجنبي وبالتالي لا وجود لأضرار مالية سيتحملها الحرفاء أو البنك في مثل هذه التجاوزات الناجمة عن تزوير البطاقات البنكية والتي ستقل كثيرا بوجود البطاقات الذكية. (المصدر: صحيفة « الإعلان » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 24 مارس 2008)
المغاربة والتونسيون يرفضون دعوة بن لادن للعنف
المغاربة والتونسيون يعبرون عن آرائهم إزاء تسجيلين صوتيين يُعتقد أنهما لزعيم القاعدة الهارب أسامة بن لادن.
أسهم في التقرير جمال العرفاوي من تونس العاصمة وسارة الطواهري من الرباط
رفض المغاربة والتونسيون دعوة زعيم تنظيم القاعدة الهارب أسامة بن لادن للعنف في تسجيلين صوتيين تم بثهما الأسبوع الماضي. اتهم زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن في تسجيل أول تم بثه الأربعاء 19 مارس عبر موقع السحاب التابع للتنظيم، اتهم البابا بينيديكت السادس عشر بلعب دور في « حرب صليبية » جديدة ضد الإسلام وحذر من « رد عنيف » على الرسوم المُسيئة للرسول محمد عليه السلام في صحف دنماركية في فبراير. وفي الرسالة الثانية التي تم بثها الخميس، رفض بن لادن التفاوض والحوار ودعا المسلمين « لتحرير فلسطين » بـ »النار والحديد ». وحث على الجهاد في العراق التي زعم أنها طريق لتحرير فلسطين. الطالب التونسي مكرم الحمايدي قال لمغاربية إنه شاهد ما بثته قناة الجزيرة ولكنه لم يعر أي اهتمام لما يقوله. وقال « بإمكانك أن تتخيل ما يمكن أن يقوله هذا الرجل ولن تحتاج إلى مواصلة الاستماع إليه فما يقوله سمعناه في أكثر من مناسبة ولم يتغير أي شيء فالأوضاع في العالم العربي تزداد كل يوم سوءا ». وشككت الطالبة إلهام الدريدي في أن يكون المتحدث هو بن لادن « في زمن التكنولوجيا كل شيء ممكن وأنا أعتقد أن بن لادن قد مات منذ زمان ولم تبق إلا صوره يركبون عليها ما يحتاجونه من كلمات ». وفي تصريح لمغاربية شدد صلاح الدين الجورشي، الخبير في الجماعات الإسلامية التونسية، على توقيت بث الرسالة الجديدة التي تزامنت مع الذكرى الخامسة للحرب في العراق. وقال الجورشي إن بن لادن يحاول حشد الدعم من أتباعه الذين يعانون « حالة تراجع وضعف » خاصة في العراق التي قال إن التنظيم الإرهابي يواجه فيها انتكاسة بعد ازدياد مشاعر مناهضة القاعدة. ويعلق الموظف التونسي مراد بن نصير على دعوة بن لادن بكل سخرية خاصة وأن التهديدات التي أطلقت تحت غطاء الدفاع على الرسول « جاءت عشية احتفال المسلمين بذكرى مولد الرسول الذي يستغله المسلمون للتأكيد على المناقب المشرفة في حياة نبيهم وليس تهديد الأبرياء بالقتل ». أما رفيقه حاتم بن ميلاد فقد اعتبر أن الإصرار على إعادة نشر الرسومات المسيئة لمشاعر المسلمين ليس الهدف منها حرية التعبير وإنما فيها الكثير من الإصرار على إهانة المسلمين. أما عن بن لادن يضيف منير « فإنه بالتهديدات التي أطلقها قد أصبح حليفا للصحف الدنمركية شاء ذلك أم أبى ». وبالرغم من شجب غالبية المغاربة لدعوة بن لادن للعنف فإن رسالتي الزعيم الإرهابي أثارت ردود فعل متباينة. أستاذ العلاقات الدولية محمد مهيدي قال لمغاربية إن الرسالة الأخيرة لبن لادن هي محاولة لاستغلال حساسية القضية الفلسطينية وشحذ همم المسلمين في كل أقطار العالم خلفه. وأوضح « بن لادن يستغل الفرصة لنشر رسالته لجمهور مستعد لسماعها واختار هذه اللحظة للدعوة للجهاد. ولذا فتسجيلاته قد يكون لها الوقع المرجو منها ». أما عضو الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية ذي التوجه الإسلامي لحسن الداودي فيختلف عن هذا الموقف بحيث قال « لا أعتقد أن المجتمعات الإسلامية ستُعير اهتماما لما قاله بن لادن ولو أن المسلمين يتابعون الأخبار والمعلومات بشكل متواصل. ومع ذلك فجميع قادة العالم مطالبون باتخاذ التدابير الوقائية الضرورية لمنع أي رد فعل من الأقلية المتأثرة بفكر التطرف. التدابير الوقائية ضرورية للتعامل مع التطرف والإرهاب ». العديد من المغاربة قالوا إن استراتيجية الزعيم الإرهابي لا تساعد المسلمين. فبالنسبة لخالد الجوهري، وهو موظف في قطاع تكنولوجيا المعلومات، فإن بن لادن ارتكب خطأ كبيرا يوم 11 سبتمبر 2001 « لأن بسببه يُعامل المسلمون بشكل من الارتياب ويعانون كثيرا من الضغط بدل السماح لهم بالتمتع بحياة آمنة ». وقالت كريمة الراجي الأستاذة بالتعليم الابتدائي لمغاربية « إن نشر رسومات النبي محمد كانت بمثابة إهانة وجريمة مثلما يقول بن لادن. ولكن لا أوافق معه في الانتقام بالشكل العنيف الذي دعا له. ما نحتاجه هو الحوار بقيادة مسؤولينا ومثقفينا لحل المسألة ليس العنف ». (المصدر: موقع « مغاربية » (ممول من طرف وزارة الدفاع الأمريكية) بتاريخ 24 مارس 2008) الرابط: http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/ar/features/awi/features/2008/03/24/feature-01
الشّباب التّونسي والسّلفية الجهاديّة وباء جديد… سريع الانتقال والتأثير
إسماعيل دبارة – تونس ismaildbara@yahoo.fr شكّلت الأحداث التي جدّت بتونس أواخر سنة 2006 منعرجا خطيرا للغاية خصوصا في ما يهم العلاقة بين كل من السلطة القائمة في البلاد والتيار السلفي الذي ظلّ طوال عقود طويلة بعيدا عن السلاح والعنف. و يسدل الستار هذه السنة في تونس على واحدة من أخطر القضايا التي وصلت إلى أروقة القضاء خلال حكم الرئيس بن علي إلا أن الملفات التي فتحت اثر انتهاء المرافعات وصدور الأحكام -والتي من بينها حكم واحد بالإعدام –قد تكون أهمّ بكثير من القضية نفسها و التي باتت تعرف بـ »قضية مجموعة سليمان ». إذ أن الجدل يثار الآن عن إمكانية تحول البلاد التونسية -التي عرفت طوال تاريخها فكرا دينيا وسياسيا معتدلا لم يُثبت لجوءه إلى العنف إلا لماما- إلى بلد مصدّر للإرهابيين. ومن الإشكاليات التي وجب البحث فيها ومحاولة إيجاد إجابات شافية لها: هل من الممكن لبلد كتونس أن يتحول إلى مصدر لتفريخ أجيال من « السلفيين الجهاديين »؟ إلى أي مدى ستكون المقاربة الأمنية التي انتهجها النظام في المرحلة الأولى من المواجهات مع الجهاديين ذات مردود ايجابي وكاف؟ وكيف ستكون العلاقة بين كل من السلطة والشباب الذي يعتبر عماد الغد و احد رهانات هذا البلد المغاربي الصّغير ورأسماله الحالي والمستقبلي؟ من الواضح أن البحث في أسباب تحول تونس إلى هدف للجماعات الأصولية وفي هذا الوقت بالذات يتطلب قدرا معينا من المعطيات والمعلومات وهو ما لم تفرج عنه السلطات إلى حد اللحظة على اعتبار أنها الجهة الوحيدة التي تحتكر قدرا هاما من الحقائق والتفاصيل التي لم يتمكن محامو الدفاع والإعلاميين والمتابعين الوصول إليها إلى حد اللحظة. لالكن يوجد في هذه القضية عناصر ثابتة ومتوفرة قد تساعد من يرتكز عليها في البحث عن الأسباب التي عجّلت بجعل القطر التونسي هدفا لهكذا تنظيمات تختار العنف طريقا وسبيلا للتغيير. فـ »قضية سليمان » التي بدأت ميدانيا في العاصمة تونس بمواجهات دامية عند الليلة الفاصلة بين 23 و 24 ديسمبر من سنة 2006، تعود وفق مصادر رسمية إلى أفريل ( نيسان ) 2006.حيث تلقت الجهات الأمنية التونسية معلومات مفادها أن 6 مسلحين دخلوا التراب التونسي عبر الحدود الجزائرية بعد مقتل مرافقهم السابع في اشتباك مع حرس الحدود. ويعتبر قائد المجموعة لسعد ساسي الذي قتل في المواجهات التي حصلت في 3 يناير 2007 شخصية مطلوبة للأمن التونسي، خصوصا وان بعض التقارير تحدّثت عن صدور حكم غيابي بسجنه 20 سنة بتهمة انتمائه إلى جماعة مسلحة.و تشير بعض التقارير الأخرى إلى أن « ساسي » كان عنصرا سابقا في الحرس الوطني وسافر إلى كل من أفغانستان والبوسنة والجزائر للتدرب على حمل السلاح والقتال. ومن بين المرافقين لأسعد ساسي لدى عبوره إلى تونس قادما من الجزائر نذكر كلا من زهير الزيابي ومحمد الهادي بن خليفة والموريتاني محمد قمام المعروف باسم شكري. وكان لهذه الجماعة التي أثبتت الوثائق التي عُثر عليها أنها تتبنى الفكر السلفي -منهجا وممارسة- هدفا واضحا، وهو تكوين تنظيم مسلّح ضخم العدد يهدف للإطاحة بحكم الرئيس بن علي بالقوة، إذ كان أفراد تلك الخلية مزودين بعدد من القنابل اليدوية بدائية الصنع بالإضافة إلى عدد من بنادق الكلاشنكوف وذخيرة ضخمة من الرصاص الحيّ. وخلال فصلي الصيف والخريف انتقلت المجموعة التي ازداد عددها ليصل إلى الـ20 شخصا عبر عدّة مخابئ دون الابتعاد عن الضواحي الجنوبية للعاصمة تونس وبالتحديد في مناطق حمام الأنف والزهراء وحمام الشط. وبالتوازي كثفت الجماعة المسلّحة جهودها من أجل التخطيط لضرب منشآت حيوية ومصالح أجنبية واستهداف شخصيات تونسية وأجنبية ومحاولة قلب النظام القائم وفق الرواية الرسمية طبعا، إلا أن مصادر في هيئة الدفاع تقول أن خطط « مجموعة سليمان » لم تكن قد حققت أشواط كبيرة قبل مقتل أبرز عناصرها وهو ما يجعل الجزم بنواياها الحقيقية أمرا في غاية الصعوبة. و تشير عدة مصادر إلى أن عملية الكشف على التنظيم جاءت بسبب بائع للخبز شكّ في أمر عدد من الشباب كانوا يشترون الخبز من محله بكميات هائلة،فقام بإبلاغ الجهات المعنية بشكوكه وهو ما أدى إلى القبض على أولى الخيوط التي أدت إلى تفكيك الجماعة شيئا فشيئا ومن ثمة القضاء عليها. إلا أن بعض التقارير تفيد بأن السبب الحقيقي وراء عملية المداهمة الأولى التي تمت في ليلة 23 ديسمبر2006 هو إيقاف أحد أعضاء المجموعة في مدينة سوسة الساحلية (200 كلم جنوب العاصمة) ويدعى أسامة حاجي،والذي قام بدلّ الشرطة على مكان إحدى المجموعات المرابطة بالقرب من العاصمة.الأمر الذي أدى إلى تطويق منزلهم وحدوث الاشتباكات التي أعلم بها التلفزيون الرسمي وتناقلتها وسائل الإعلام في الإبّان. وتوالت المواجهات والمحاصرات لمراكز الخلايا المتفرقة في الأيام الموالية وقتل رجلا أمن في تلك المواجهات إلى أن سقط لسعد ساسي أمير التنظيم الإرهابي يوم 3 يناير بعد مواجهة دامية في مدينة سليمان استمرت لساعات طويلة. إذن لأول مرة في تاريخ تونس المستقلة (منذ 1956) تشهد البلاد التونسية مواجهات مسلحة من هذا القبيل بين رجال الأمن من جهة ومجموعة من الشباب السلفي المسلّح. إلا أن الحديث عن السلفية المعروفة أو التقليدية والسلفية الجهادية التي نعالجها ها هنا قد يتطلب بعض التوضيحات و فك بعض الغموض بين سلفيّتيًَن لو صحّ التعبير. فالسلفية القديمة كانت تقوم بالأساس على مقارعة كلّ البدع التي ظهرت وانتشرت بشكل مكثف اثر وفاة الرسول الأكرم (صلعم) و كانت تنادي بضرورة الرجوع إلى النصوص الدِّينية مُـباشرة، دون اجتهادات وتعقيدات تحيل إلى الابتداع من جديد. في حين أن السلفية الجهادية في صيغتها الحالية « المعولومة » والتي لا تعترف البتة بالحدود والحواجز بين البلدان والشعوب، لا تتّـخذ من الجانب العقائِـدي نهجها الرئيسي والثابت، بقدر ما تحرّض على ضرورة تغيير الأوضاع القائمة، ونقصد الأوضاع القائمة كل من العلاقات الاجتماعية والنظام السياسي القائم في البلد مركز عملها،والعلاقات الدولية السائدة والنظم الاقتصادية وذلك وِفق تصوّرها الخاص، ومن المثير للانتباه في تصورها هو طعنها في شرعية القائم استنادا إلى منظور ديني ولاشيء غيره.وتصل في درجات مقدمة إلى تكفير المجتمع برمّته في حالة مخالفته لتصوراتها. ولا يمكن الحديث هنا عن السلفية الجهادية الحديثة دون التطرق إلى وسائل الإعلام والاتصال الحديثة التي سرّعت من انتشارها كايدولوجيا أصولية تستهدف الشباب المسلم المتدين وغير المتدين في آن. فانتشار الفضائيات والمواقع الالكترونية التي تنظّر وتدعو بشكل أو بآخر إلى هذا الفكر يعتبر عاملا هاما جعل من السلفية الجهادية « سيّالة عصبية حسية » سريعة الانتقال والتأثير، وذات مفعول آني في حالات عدّة. وهنا من المشروع السؤال، كيف تسمح تونس – بلد الخطاب الديني المعتدل- لهذا الخطاب الأصولي بالوصول إلى شبابها دون مقاومته بكل الطرق؟ محاولات الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة في تحديث البلاد جاء وفق عدد من المراقبين على حساب الخطاب الديني الذي لم يوليه الاهتمام الكافي مما أدى إلى خطاب (ديني) هزيل لا يقنع الشباب الذي بدأ في التعرض شيئا فشيئا إلى « هزّات » إعلامية خارجية جعلته يدرك الفرق العلني بين ما يعيشه « الإسلام » في القطر التونسي وما يعيشه « الإسلام « في بقية الأقطار خصوصا في كلّ من آسيا والجزيرة العربية. ولو أضفنا الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي مرّ ويمرّ بها القطر التونسي منذ الضربة الموجعة التي تلقتها حركة النهضة في تسعينات القرن الماضي يمكن الإقرار أن البلد سائر في طريق وعر للغاية. فالإحصائيات الرسمية والمستقلة تشير إلى أن الشاب التونسي يعيش حالة من الفراغ المطلق، خصوصا مع فقدان قيم أساسية نشأ عليها هذا الشباب-خلال مراحل تعليمه الابتدائية والجامعية – كالعمل والمساواة والحرية والكرامة نتيجة غياب الحُـريات والديمقراطية والمشاركة، إلى جانب الأوضاع الاقتصادية الصّـعبة التي تواجهه فور التخرج من الكليات والمعاهد الجامعية. و إذ سلمنا بان العوامل الفكرية والسياسية والاقتصادية والسياسية كانت ملائمة لانتقال الفكر السلفي الجهادي إلى تونس تبقى نقطة غامضة لكنها ذات أهمية ملحة وهي أين السلطة ونخبها من كل المتغيرات التي يتعرض لها الشباب والتي تمهد لانتقاله إلى طور آخر يقوم على العنف وسيلة ومنهاجا. و هنا نعود إلى المربع الأول وهو أن السلطة التي خاضت معركتها بنجاح مع حركة النهضة الإسلامية- التي لجئت هي الأخرى في بعض مراحل تطورها داخل المجتمع التونسي إلى العنف-قد كرست قطيعة تامة بين نخبها وأجهزتها وبين الشباب المتعطش إلى التدين والبحث فيما هو فقهي وعقائدي. فقد شهدت الفضاءات العمومية والنوادي الفكرية والثقافية و وسائل الإعلام الرسمية والمستقلة حصارا خانقا ومنعا قاسيا لكل أشكال الحديث والنقاش في المسائل الإسلامية الحساسة والتي يمكن أن تعيد كابوس النهضة والحركة الإسلامية إلى الواجهة. ولا نبرّئ المعارضة في تونس مما حدث للشباب في تلك الفترة على اعتبار أنها لم تضع قضية الشباب على عاتقها البتة إلا بعد استفحال الظاهرة بشكل مريع. ومع انسداد أفق الحوار في مواضيع معينة على رأسها عدد من القضايا الإسلامية والتي تعتبر ضرورية في تكوين كل شاب يعيش في بيئة عربية مسلمة. لجأ الشباب التونسي أو عدد كبير منه إلى « عزلة « فكرية و « قوقعة » ملحوظة بحثا عن المحظور في بلد بدأ يتأكد شيئا فشيئا انه يحارب التدين بشراسة على اعتبار أن الحكم يعتبره عائقا من عوائق التحديث المنشود في تونس. وقد وفرت وسائل الاتصال المرئي والالكتروني أرضية جيدة لتلك « العزلة » ساعدت على إثارتها أحداث كبيرة هزت العالم الإسلامي كانتفاضة الأقصى في 2001 واحتلال كل من البلدين الإسلاميين أفغانستان والعراق على التوالي. وقد كانت الرسالة الكونية الشاملة التي حملها منظرو السلفية الجهادية الجدد دافعا من دوافع تطرف الشباب التونسي الذي ظل لوقت قريب غارقا في المحليات والقضايا القطرية، إلى أن استقبل رسائل « أئمة الجهاد » في الخارج. ونذكر هنا أن أحداث سليمان الإرهابية قد خُطط لها خارج القطر ونفذت بأيادي تونسية شابة. مواجهات سليمان انتهت بانتصار « أجهزة الأمن اليقظة » انتصارا مدويا. إلا أن المسألة تظل أعقد بكثير من أن يكون الحسم الأمني الميداني كفيلا بتحقيق الغاية في تجفيف المنابع التي يشرب منها هذا الفكر الأصولي حتى الارتواء. فالشباب التونسي الذي يفتقد إلى التكوين والتأطير ومنابر النقاش الحرة البعيدة عن الضغوط السياسية والثقافية الزاجرة،يوجه صرخة نداء -من خلال الأحداث الدموية التي شهدتها الضاحية الجنوبية لتونس العاصمة- إلى أولي الأمر بان البطالة والفقر وانسداد أفق التشغيل والعيش الكريم بالإضافة إلى الإحباط السياسي وغياب الديمقراطية المقترن بهجمة غربية شرسة على الإسلام و أهله وبلدانه ورموزه لا يمكن أن ينتج شبابا يعتمد عليه لنيل التحديث المنشود. الحكم في تونس أقر 2008 سنة للحوار مع الشباب، إلا أن الواضح الآن بعد مضي 3 أشهر من العام الجديد أن الشباب السلفي التونسي مقصى من دائرة الحوار والنقاش. و لا يمكن أن تكون السجون وهي مصير » الجهادي » عادة مكانا للتوبة عن أفكاره أو فرصة ليراجعها ويحسم فيها بشكل نهائي.إذ أن قيمة المشاركة الفعلية والجلوس إلى حوار صريح وهادئ مع هذه الفئة العمرية التي تأتي دوما بالجديد والخطير أضحى من أوكد الأمور، ليس في تونس فحسب بل في كل الدول العربية التي يكون عادة معظم مواطنيها من الشباب. وتتطلب المساعي التي ستتّبع لإقناع الشباب الذي تبنى الأصولية في مرحلة ما من مراحل حياته نخبة تدرك جيدا المهام المناطة بعهدتها و أهمية الدور الذي ستضطلع به في إقناع » الشباب المتطرّف » بفكر معتدل يركز على معارك مدنية من نوع آخر، كقضايا التنمية والديمقراطية وحقوق الإنسان ومقارعة الجهل والأمية والاستبداد وهي قيم من جوهر الإسلام وليست من خارجه. (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 24 مارس 2008) الرابط:
http://www.elaph.com/ElaphWeb/AsdaElaph/2008/3/315374.htm
التقرير الصحفي الأسبوعي الحادي عشر – الجزء الأول
السبيل أونلاين – التقرير الصحفي
تونس : الرقابة التى لا تنقطع في إحدى المقابلات الصحفية مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية قال الرئيس التونسي بن علي :” نحن لا نرفض النقد » وقد يكون نسي أن يضيف » النقد الذى يروق لنا » . بهذه العبارات بدأ الصحفي Aragorn بموقع Come 4 news مقاله الذي نشر بتاريخ 18 مارس 2008 . ويضيف الصحفي أن كل شيء يقع التعتيم عليه من قبل السلطات في تونس ذاكرا ما يحدث من تحركات إحتجاجية في منطقة الحوض المنجمي بقفصة حيث تبلغ نسبة البطالة بين الخريجين 70 % وهي نسبة تمثل أربعة أضعاف المعدل الوطني . والرئيس هو الذي يقرر مواضيع البرامج التى تطرح فيها القضايا التى تستحق الحوار ومع من سيقع وفي أية وسيلة إعلامية يكون ذلك , ومن يديره وهو في العادة يكون شخصا عضوا في التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم ومَن مِن المعارضة الشكلية سيكون طرفا فيه . وتخضع أحزاب معارضة حقيقية كالحزب الديمقراطي التقدمي والتكتل الديمقراطي للعمل والحريات للرقابة الصارمة بالرغم من أن الحزبين المذكورين معترف بهما من طرف السلطة . هناك مسألة أخرى خطيرة وهي أن الرقيب يغض الطرف عن ممارسات غير قانونية تقوم بها بعض الصحف في تونس التى تشهّر ببعض أقطاب المعارضة كجريدة الحدث مثلا والتى عطلت السلطة كل التتبعات القضائية ضدها التى كان وراءها معارضين متضررين من مقالات إحتوت على إفتراءات وأكاذيب روجتها هذه الصحف ضدهم . ويختتم الصحفي مقاله بالتأكيد على أن الرقابة لا تزيد إلا من بروز » السلفية » و »الظلامية » الدينية بحسب تعبيره في بلد « الشمس » , وأنه تحت ظلال الرقابة ورفض الحوار ينتشر التطرف . إشارة أخيرة وهي أن هذا الموقع تعرض الى الحجب من طرف الرقابة في تونس منذ يومين .
عريضة وطنيّة ضد الفساد المالي والسياسي في تونس قالت وكالة قدس برس الإخبارية أن سياسيون وحقوقيون تونسيون طالبوا الدولة التونسية في عريضة وطنية بوضع حدّ للفساد المالي والسياسي وإرجاع الحقوق إلى أصحابها وضمان احترام الدستور والقوانين وتغليب مصلحة الوطن , وقصد القائمون علي العريضة الإعلان عنها بمناسبة عيد الإستقلال قبل طرحها للعموم . وأكدت الرسالة أن بعض الأشخاص يستغلون نفوذهم المستمد من القرابة العائلية لرئيس الدولة , في إشارة إلى » عائلة الطرابلسية » أصهار الرئيس بن علي , لتكديس الثروات على حساب الأموال العامة ومصلحة الاقتصاد الوطني ومصلحة المواطنين , ونبهت إلى تنامي ظاهرة الرشوة في عديد المجالات وغياب مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص والشفافية في الصفقات العمومية , كما مُنحت امتيازات غير قانونية للموالين للنظام مما جعل الولاء يحلّ محلّ الكفاءة المهنية والإدارية , و انتشرت الأحقاد والفوضى داخل الكثير من القطاعات والمؤسسات , وأستعملت مؤسسات الدولة لتجويع المعارضين وقطع موارد عيشهم للضغط عليهم . وجاء في نص الخبر أن الموقعون على العريضة عبّروا عن انشغالهم من « تخلّي القضاء عن القيام بواجبه في حماية حقوق المواطنين وعدم وجود سلطة تضمن احترام القوانين وتشعر المواطنين بالأمان على أنفسهم وأملاكهم « . يذكر أن تونس تراجعت إلى المرتبة 61 بعد أن كانت في المرتبة 52 في قائمة منظمة الشفافية العالمية – الاتحاد العالمي لمكافحة الفساد الإداري . وقال الموقعون أن تلك الأوضاع » لم يعد من المقبول السكوت عليها » , وحذّروا من الإضطرابات التي قد تحصل في البلاد جراء الاستبداد الذى تمارسة السلطات وغياب سلطة مضادة تكبحه بما قد يؤدي بشباب تونس إلى الوقوع في اليأس من النضال السلمي والتوجه نحو الحلول المتطرفة . وقد حملت « العريضة الوطنية ضد الفساد » 73 توقيعا أوّليا قبل عرضها للعموم , ومن أبرز الموقعين عليها الأمين العام السابق للحزب الديمقراطي التقدمي أحمد نجيب الشابي والناطق باسم حزب العمال الشيوعي التونسي حمة الهمامي ورئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي والصحفية سهام بن سدرين الناطقة باسم المجلس الوطني للحريات وكمال الجندوبي رئيس الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان وعالم الرياضيات منصف بن سالم , إضافة إلى عدد آخر من الصحافيين والمحامين والجامعيين والمدافعين عن حقوق الإنسان. وأكّد الموقعون على العريضة إصرارهم على التصدي لظواهر الفساد المالي والسياسي في تونس .
أجراس التنصير تدق في تونس تحت هذا العنوان كتب أسامة بن عبد السلام بموقع نسيج الألكتروني عن ظاهرة التنصير في تونس . وبالرغم من منع القانون التونسي للتنصير فإن المنظمات التنصيرية إستطاعت التواصل تحت لافتات مختلفة مستعملة وسائل حديثة كالأنترنت وغيرها . والنشاط التنصيري الذي يستهدف التونسيين مدروس بدقة ومخطط له بعناية اذ يقع الإعتماد على تونسيين تنصروا حتى وان كانوا في بداية طريقهم . وتؤكد بعض المصادر الواردة من الفاتيكان أنه تم رصد أكثر من 50 مليون دولار كمرحلة أولى لإختراق الأراضي التونسية بحملات التنصير. ويزيد نشاط المنظمات التنصيرية فعالية قرار الحكومة التونسية منذ سنوات عدة والقاضي برفع الحظر الذى كانت تفرضه الدولة على التنصير في تونس رغبة في الحصول على دعم اقتصادي من الفاتيكان وعدد من الدول الأوروبية وهو ما يطرح السؤال حول دور السلطات التونسية الرسمية في “ الإختراق التبشيري “ الذى يحصل في تونس .
جمع صحيفة الموقف من الأكشاك حسب بيان صادر بتاريخ 14 مارس 2008 عن هيئة تحرير صحيفة الموقف لسان الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض فقد عمدت السلطة إلى مصادرة العدد 443 من الصحيفة دون الإستناد إلى قرار قضائي أو اداري رسمي في هذا الشأن . ويرجح مسؤول التحرير رشيد خشانة أسباب المصادرة إلى المانشيت الذى يتحدث عن احتمال الزيادة في سعر الخبز . وقد عبّرت هيئة تحرير الموقف عن إحتجاجها الشديد على قرار المصادرة خاصة وأن الصحيفة كانت عرضة لهذه الممارسات الغير قانونية ثلاث مرات في اقل من سنة , وناشد البيان كافة مكونات المجتمع المدني التعبيرعن رفضه المصادرة المقنعة للصحف التى تلجأ إليها سلطة لا تحتكم إلى القضاء .
الإسلام أول ديانة في بروكسل بعد 20 عاما حسب دراسة أعدتها صحيفة لايير البلجيكية نشرت بموقع الجزيرة نت بتاريخ 21 مارس 2008 فإن الإسلام سيصبح الديانة الأولى في العاصمة البلجيكية بعد 20 سنة من الآن , كما أن إسم محمد يتصدر أسماء المواليد الجدد في بروكسل منذ 2001 . وحسب أوليفي سرفي أستاذ علم الإجتماع في الجامعة الكاثوليكية بلوفين فإن ثلث سكان بروكسل في الوقت الحاضر مسلمين . وإستنتجت الصحيفة البلجيكية أنه عكس الجيل الأول من الآباء الذين لم يكونوا متدينين رغبة منهم في الإندماج , فإن شباب المسلمين في بلجيكا يسجلون عودة ملحوظة للدين ويعتبر ما يناهز 75 % من المسلمين في هذا البلد مطبقون لتعاليم دينهم .
الدنماركيون ينتقدون إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم حسب وكالة الصحافة الفرنسية التى نقلت الخبر عن صحيفة Jylands Posten الدنماركية التى أول من نشر الرسوم المسيئة للإسلام , والصادرة بتاريخ 13 مارس 2008 فإن 58 % من الأشخاص المستجوبين في الدنمارك يعتبرون ان اعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم خطأ غير مقبول في حين كانت نسبة المؤيدين لنشر الرسوم سنة 2005 تتعدى ثلثي المستجوبين . وقد شارك في الإستبيان 1049 دنماركي في الفترة الممتدة بين 10 و 13 مارس عن طريق الإتصال الهاتفي .
هبوط في المخزون المائي بتونس حسب الموقع الألكتروني للمجلة الإقتصادية والأفريقية Lafriques.com فإن مجموع إحتياطيات تونس المائية قد سجلت إنخفاضا بـ 245 مليون متر مكعب وذلك خلال الشهرين الماضيين وذلك حسب ما أوردته الإذاعة التونسية الرسمية . ويبلغ مجموع الإحصائيات المائية في كل البلاد 1355 مليون متر مكعب مقابل 1600 مليون متر مكعب كمعدل إحتياط تعودت البلاد بلوغه كل سنة . وحسب إحصائيات وزارة الفلاحة فإن كمية الأمطار المسجلة خلال الأسبوع الماضي جعلت الإحتياطي المائي يبلغ 465 مليون متر مكعب منذ بداية الموسم الفلاحي مقابل 343 مليون متر مكعب خلال موسم السنة الماضية .
المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 25 مارس 2008
خواطر
ما كنت أحسب يا تونس الخضراء أن تصير أرضك الطيبة سجنا كبيرا لأبنائك و كم رددنا بصوت عال : فلا عاش في تونس من خانها, حين كان غيرنا يقول ياللسخافة و السذاجة بل فلا عاش في تونس من ضحى من أجلها وعمل على رفعتها و عزتها واستقلالها نعم أقول هذا وأنا أتذكر الاستاذ الفاضل صادق شورو ورفاقه المجاهدين القابعين وراء القضبان منذ ما يقارب العقدين وأتحدى أيا كان إذا وجد في تاريخنا أطول من هذا السجن أقول هذا و أنا أرى بأم عيني سيارات » الهامر » ومن فيها وسيارات فخمة تحمل لوحة » ولد شلبية » وأحسب أن هذا الرقم لا وجود له في قاموس ادارة النقل البري , أقول هذا وأنا أرى قصور حي النصر ومن يسكنها وأتذكر حالتي و حالة إخوان لي كانوا رفاقي في الجامعة وصاروا عمالا في دكاكين تجارة أو بدون عمل مثلي, لا أجر ولا تأمين على المرض ولا حرية تنقل داخل الوطن فضلا عن جواز السفر ولا حرية مراسلات فضلا عن البحث العلمي, أشاهد فضائيات تونس X وملايين الدنانير المهدرة فيها ومن ينشطها فلا يستطيع عقلي الا أن يقرأ » فلا عاش في تونس من خانها » بالمقلوب , وأما « و لا عاش من ليس من جندها » فأنا اسال الخضراء وبكل بساطة هل نوافل تونس كانوا من جنودك البواسل أم من بيدهم الحل والعقد في المال والقرار والسياسة كانوا من أبطالك المجاهدين وكنا, نحن المحرومون, من الخونة والمعادين لأصالتك يا خضراء؟ وما تقولين يا خضراء في من رسموا أسماءهم في زمرة النخبة المثقفة والواقع أن ثقافتهم أسفار على ظهر حمير, ليس لهم من الكفاءة والبراعة سوى تبييض الأسود وتسويد الأبيض, تصدوا بكل بسالة لأي نقد أو لوم أو نصيحة لجلالة السلطة وقد مكنتهم ثقافتهم من معرفة كل شيء والجواب عن كل شيء حتى صارت الشمس تحسدهم لسعة إطلاعهم على كل حصى في تراب الخضراء وكانت « براهينهم » حاضرة جاهزة كسرعة صواريخ الحرب الباردة التي عدلت لتسابق الثواني في الوقت. في السبعينات كان لي زميل فرنسي يدعى قارنياي, كان يكبرني سنا وله خبرة طويلة, درس في عدة جامعات فرنسية وعربية وإفريقية, لاحظ أنني أفتح مكتبي في غالب الأحيان قبل السادسة صباحا ولا أعود إلى البيت إلا بعد التاسعة مساء, فقد كنت أعمل أكثر من 10 أضعاف واجبي في الكلية وكنت أدرس في معهد الترقية الإجتماعية بين 6و9 مساء, ذات يوم أصر زميلي هذا على أن يقول لي « أنا أكبر منك وأكثر منك تجربة ولأنني حقيقة أحبك, أنصحك عليك بصحتك وبعائلتك, فاعلم أنك في عالم ثالث وسيأتيك يوم تصبح فيه نكرة ودولتك لا تعترف لك بهذه التضحيات » أخذت نصيحته مأخذ الجد دون التأثر بها وبعد بضع سنوات وبالتحديد سنة 1983 حدث شغور في منصب مدير « د1 » للعلوم والتقنية للعالم العربي والشرق الأوسط بمنظمة اليونسكو فنصحني عدد من الرموز العلمية الدولية للترشح لهذا المنصب ووعدوني بتزكية ملفي, نصيحة زميلي قارنياي ساهمت في دفعي لتقديم ترشحي ولما وصل الملف إلى نقطة ما جاءني العميد وقال لي بالحرف الواحد « السيد الوزير يرجوك سحب ملفك وإلا فاغلق الكلية وأتني بالمفتاح » في الكلام المنقول عن الوزير 3 أمور. 1 حظي في الفوز كان وافرا 2خدماتي في الجامعة لا يمكن الإستغناء عنها 3شعور الوزير بصدق وطنيتي إلى حد التضحية بهذا المنصب المرموق عالميا لصالح الجامعة سحبت ملف ترشحي وواصلت عملي حتى صارحتنا السلطة بعدائها لكل صوت حر وكل فكر أصيل فوقع ما هو معلوم لدى الجميع وأوقف مرتبي في صائفة 1987 وواصلت عملي رغم ذلك ضمن لجنة الإنتداب مع الإختفاء عن البوليس السياسي الذي كان يبحث عني لتقديمي لعدالة بورقيبة في أخر حياته, لم تغلق الكلية وتم إنتداب 14 أستاذا بولونيا وواصلت الكلية عملها وواصلت أنا في محنتي حتى هذه الساعة. ودرءا لكل شبهة وإيمانا مني بوجود قضاة نزهاء وأصحاب ضمير, قمت بتقديم عريضة لدى المحكمة الإدارية بتاريخ 31 10 1989 لتمكيني من إستئناف عملي طبقا للقانون وخاصة الفصل56 من قانون الوظيفة العمومية, المحكمة عقدت أول جلسة لها في 24 10 2002 وقررت تأجيل التصريح بالحكم ليوم 28 11 2002 ولم يتم ذلك, وعقدت جلسة ثانية بتا ريخ 25 10 2007 وقررت تأجيل التصريح ليوم 22 11 2007 –مع إلحاق قضية الجوازات المقدمة سنة 2006- ولم يصرح بأي حكم فلم يبق لي سوى أن أفوز بترسيم قضيتي في كتاب « قينس » للأرقام القياسية بعدما مضى على تقديم شكايتي 18سنة ونصف دون حكم, ومن المنطق السليم أنني صاحب ومعي الحق ويوم يعلى صوت الحق فيك ياخضراء سأقاضي من يريد قتل الحق , وإلى ذاك الزمان المنظور سأصارع البؤس والحرمان والظلم مع إخواني وزملائي صادق شورو وعباس شورو ومحمود الدقي ومحمد غرائبة ومنصف مرزوقي ومع كثير من أبناء تونس الخضراء. منصف بن سالم 21697856447
مــاذا يحــدث في تــونس ؟
د.خــالد الطــراولي
لما هاتفت أمي هذا الصباح كعادتي، طمعا في بركتها واطمئنانا على رضاها وتحقيقا لحنين للأوطان غالب، أجابتني ببراءتها المعهودة وهي تحكي عن حال المناخ » الطقس بارد والدنيا مغيّمة »، غلبتني ابتسامة، واستحضرت وضع البلاد هذه الأيام وكأن لسان الحال يقول « حتى المناخ لم يكن في الموعد وأصرّ على معاكسة أمي والالتحاق بصف المكدّرات التي تهز الواقع التونسي هذه الأيام » فازداد المنظر كآبة والآفاق غشاوة، وأضحى المشهد العام عابسا رغم بعض الديكورات المزيفة، ومفتوحا على كل الخيارات…
لن يكون حديثي في الحقيقة معمقا لأن الكثير مما سأورده أضحى إجماع الملاحظين والمواطنين والقراء على السواء، ولذلك سوف أكثر الإيجاز ورؤوس الأقلام، ليبقى همّي الوحيد هو استثارة الوعي واستنهاض الذاكرة، حتى لا نموت وحتى لا ننسى وحتى لا نُستغفَل!!!
1- الخطاب الرئاسي وتأكيد المتأكَّد
تتعدد الخطابات الرئاسية ولا تخرج غالبا من محددات وتصورات ثابتة تحوم حولها كل القرارات، فلم يحمل الخطاب الأخير في طياته جديدا يذكر في مستوى فلسفة الحكم ومنهجية السلطة في التعامل مع المشهد السياسي، تعبيرات قديمة تؤكدها قرارات جديدة، تبقي على الإقصاء والاستفراد واستبعاد الخصوم وتنحية المنافسين « المشاكسين » بلغة « القانون والمؤسسات« !
لغة المنّ والتفضل لا تزال غالبة في خطابات الرئاسة والسلطة عموما، وكأن مطالب الحرية والكرامة والعيش الكريم والتعددية السياسية وحق الترشح لخدمة البلاد، تبدو مكرمة أميرية وعطاء ملكيا تشد إليه الرحال، ويوقف له في الطوابير الطويلة حتى يأذن الحاجب بدخول خيمة السلطان.
هذا الروتين القاتل الذي يسعى بكل جهده إلى تجميد المشهد العام وإماتته، لا يمكن إلا أن يؤدي إلى الإحباط والانسحاب والبحث عن مناطق للتواجد وفرض الذات، من انحراف ومغالاة وتطرف وعيش على الهامش، أو اللواذ بعالم النكتة والضحك، ثم يأتي من يتحسر على أن أكثر من 72% من الشباب التونسي يعزفون عن المشاركة السياسية والاجتماعية. إن الاستبداد السياسي يبقى كالكرة الثلجية التي بانحدارها تزيد تضخما وسرعة وإيذاء ولا تبقي في طريقها أحدا ولا تذر.
2- القدرة الشرائية: عندما انتهى دور « الدورو«
لم يعد مخفيا على الملاحظين ولا على ربات البيوت اهتزاز المقدرة الشرائية منذ حين من الزمن، ولم يكن المواطن العادي كاذبا أو مفتريا وهو يؤكد إفلاسه قبل نهاية الشهر، حتى قيل أن المواطن التونسي يقسم مرتبه إلى جزأين، جزء لدفع دينه الذي تحصل عليه في الشهر الفارط لاستكمال أيامه، وجزء لمعاشه، وهو يقسم أيامه إلى ثلاث : الثلث الأول من الشهر تعلوه بعض الراحة فالمحفظة مازالت مليئة ثم ثلث الثاني يبدو فيه متحفظا وخائفا، ثم الثلث الأخير مهموما مفلسا يسعى إلى الاستدانة… هذه الحقيقة التي يعيشها المواطن التونسي ويلمسها من قريب في جيبه الفارغ الذي يذكره إن نسي بإفلاسه، كانت منسية ومتجاهلة من قبل السلطة إلى حين، حيث خطابات التزكية والمعجزة والنجاحات لا تكاد تفارق محَيّا أصحاب القرار وإعلامهم المفدى والبعض من معارضة الديكور، غير أن سلسلة الارتفاعات المتواصلة للسلع والمحروقات لم تعد تسمح بتغطية « الشمس بعين الغربال » وأضحى المشهد واضحا عاريا، ورغم ذلك فإن التعنت وهيمنة منهجية « عنز ولو طاروا » جعل أصحاب الشأن يجدون في الأزمة العالمية ملاذا لتفسير هذه الارتفاعات، وقد تجاهلوا أن الظاهرة كانت موجودة ومتفاقمة، ولم تكن الأزمة الخارجية إلا تذكيرا بها وزيادة في تضخمها وتعرية لها وافتضاحا لأمرها.
3- التطرف مــرّ من هناك..
من كان يتوقع يوما أن تونس الياسمين، تونس الخضرة والابتسام، تونس الطيبة والسلام، ستدخل يوما ميدان التطرف والإرهاب؟ من كان يعقل أن تونس الصغيرة بحجمها، الكبيرة بتاريخها ورجالها، سيطأ أرضها الطيبة ويلتحف سمائها الصافية المغالاة والسواد ويسقط على ترابها أرواح بريئة؟
القصة لم تبدأ البارحة ولكنها خِيطت أوصالها على وقع مشهد عام محتقن وخانق علاه الجور والاستبداد والإقصاء…
بُني التطرف يوم زُجّ بالوسطية في السجون، يوم ضُرب الاعتدال وكُمّمت أفواه السلم والسلام، يوم رُفض القبول بالتعدد السليم والشفافية…
بُني التطرف يوم وقع الخلط بين تدافع سياسي يبنى مدنيا، ومواجهة مع الشعيرة والطقوس فدخلت الحلبة منهجيات استئصال منابع التدين…
بُني التطرف يوم رفضت المصالحة بين أطراف المجتمع، والتغافر والعفو بين أفراده، فرفضت الضفاف الالتقاء وعلا صوت الاستفراد والرفض…
نعم ليست منابع التطرف وحيدة، ولكن الإقصاء والتهميش وإغلاق منافذ الحرية والتعدد ساهم في بروز قراءات ومواقف وأفعال نندد بها ونعتبرها انحرافا عن المنهج السلمي والسليم للإسلام كدين ومنهج حياة.
إن هذه الظاهرة الجديدة في تونس لا يحب الاستهانة بها أو التقليل من أهميتها واعتبارها لحظة جنون منتهية، ولكن يجب مواجهتها بالانفتاح السياسي الحقيقي وتحرير المشهد العام من أغلال الاستفراد بالكلمة والفكرة والرأي.
4- السقوط الأخلاقي وتفشي الجريمة
لم تعد الحالة الخطيرة التي أصبحت عليها سلوكيات أطراف عديدة من المجتمع محل تعجب أو استغراب، حيث تهيمن في الكثير من المواقع الرشاوى والمحسوبية، وأضحى التعامل بين الأفراد رهين قوانين لم تقوقن تحمل صيغ الفساد والإفساد والانحراف، فطغت في سماء العلاقات الاجتماعية أسماء ومسميات عجيبة، دخلت قاموس المعاملات وغدت إحدى سماته « الطبيعية » والمقبولة. بل إن رفضها أو العمل بدونها يُعتبر مضيعة للوقت ومجلبة للسخرية والاستهزاء ومعطلا للأعمال!
وهذه الحالة السلبية المستشرية في الجسم الاجتماعي التونسي تفسَّر ولا تُبرَّر باستفحال الحاجة والعوز المادي والروحي، وهيمنة النخر والمرض في عديد المراكز، وسقوط المثال والنموذج، فضرب الفساد بقوة المنازل المرتفعة والهضاب الوسيطة « حتى إذا رأيت رب البيت بالطبل ضاربا فلا تلومنّ الصبية على الرقص »، مع انهيار منظومة القيم التي غاب عنها المنهج والمؤسسة والفاعلون…
كما أصبحت بعض القضايا التي لم تسمع بها تونس ولا يراها أهلها إلا على التلفاز، ترى النور داخل الوطن، من اختطاف طفل وطلب فدية من أهله، وكان المختطفان معلمان مربيان للأجيال! ومن هجومات على القطارات وسلب راكبيها على طريقة الوستارن في بلاد رعاة البقر، ومن اعتداء على الوالدين وقتل وحرق ومخدرات والقائمة تطول!
هذا السقوط الأخلاقي والانحراف السلوكي ليس إلا تعبيرة من تعابير الاستبداد يقول الكواكبي: « قد قبل الناسمن الاستبداد ما ساقهم إليه من اعتقاد أنَّ طالبالحقِّ فاجر، وتارك حقه مطيع، والمشتكي المتظلم مفسد، والنبيه المدققملحد، والخاملالمسكين صالح أمين . وقد اتبع الناس الاستبداد فيتسميته النصح فضولًا، والغيرة عداوةً، والشهامة عتوًّا، والحمية حماقة،والرحمة مرضًا؛ كما جاروهعلى اعتبار أن النفاق سياسة، والتحيُّل كياسة،والدناءة لطف، والنذالة دماثة . »
5- القهر السياسي والاجتماعي
عندما تطالعك صباحا ومساء وتقرع بريدك وتزاحم همومك ومشاغلك كل هذه البيانات التي تطفح بها الانترنت، تذكّرك إن كنت ناسيا، وتنبّهك إن كنت غافلا، وتعلمك إن كنت جاهلا…
بأن تونس بلاد لا يزال فيها الكثير من أبناءها ملقون ظلما وعدوانا وراء القضبان منذ أكثر من عقد ونصف من الزمن…
بأن تونس تحفل سجونها بعديد الشباب الذين رُفعت في وجوههم قوانين الإرهاب وأنهم نالوا من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر ما نالهم حيث لا حقوق ولا رحمة ولا رأفة…
بأن تونس يجتمع فيها أناس، يطلق عليهم « مواطنون » داخل سجن كبير نسميه « الوطن »، بعدما قضوا أحلى سنوات العمر وراء السجون بعد تدافع سياسي مدني، ثم لما خرجوا تواصلت محنهم ومحنة أسرهم ومحنة وطن، في قصص يشيب لها الولدان…منهم من مات شهيدا مرميا على الفراش بعدما لفظه السجن بأخبث الأمراض، ومنهم لا يزال يغالب أسقامه في رحلة تشفي وشماتة حيث لا بطاقات علاج ولا عون ولا مساعدة إلا من رحم ربك، وقلوب تنفطر لحالهم واليد قصيرة ولم يبق لهم إلا الله!!!
ختــامــا
هذه هي تونس اليوم…سماء تحمل غيوما، وأرض تحمل هموما وآفاق مفتوحة على كل الخيارات…
ما يحدث في تونس هي إرهاصات لمستقبل لا ينبئ بخير وتواصل لمشهد عام مهزوز، وحالة سياسية محتقنة، وظروف اجتماعية سيئة، وواقع اقتصادي هش وخطير ومهتز على أكثر من باب… وهذا ما لا نريده ولا نتمناه، فتونس تبقى عزيزة علينا رغم جور بعض أهلنا علينا، ولقد كان باب المصالحة الذي طرحناه ونشد عليه بالنواجذ الحل المنشود للبلاد والعباد حيث لا إقصاء ولا استفراد ولا تهميش…
خوفي أن ربيع تونس قد يطول انتظاره، خوفي أن ربيع تونس الذي نحلم به صباحا ومساء، داخل الأسوار وخارجها، من وراء الحدود ومن قبلها، قد أصبح شتاء زمهريرا دائما ينبئ بالأعاصير!!!
25 مارس 2008
نعم لتعدد الزعامات لا للزعامة الواحدة المتفردة
*هل أصبحت تونس بلد يأكل أبناءه؟ *
هل الزعامة مرض نفسي يخفي عقدة تضخم الأنا على حساب الاخرين؟
*هل إرادة الزعامة هي بالضرورة وفي كل الأحوال إرادة للتسلط؟ *هل أنّ مجتمعا بدون زعامات ممكن اجتماعيا؟
*هل الزعامة جريمة تهدد الاستقرار والأمن العام؟ سنحاول عبر هذه المقالة المساهمة في النقاش الدائر هذه الأيام بمناسبة ترشح السيد نجيب الشابي لرئاسيات 2009 ،حول الزعامة في تونس من خلال إبداء الملاحظات التالية: 1- إن السعي للزعامة والتأثير على الآخرين والقيادة والريادة والبروز وحتى أحيانا التسلط هو من الناحية االنفسية الاجتماعية خاصية كامنة في كل فرد. فالانسان مسكون بطبعه بهاجس المركزية الذاتية، أي اعتبار نفسه مركزا للمحيط الدائر به ولذلك تراه يسعى بكل جهده للبروز والتأثير على الآخرين وجلب انتباههم وجعلهم يتحدثون عنه وعن أفعاله باستمرار وذلك بشتى الوسائل والسبل. ومن هنا فطلب الزعامة ليس دائما ظاهرة مرضية وسلبية. -2 إن التوجس من بروز زعامات جديدة وقامات مهمة في شتى الميادين بخفي في نظري عقلية عملت الدولة الوطنية منذ الاستقلال إلى اليوم على تكريسها ورعايتها. وهي عقلية جبلت على مقولات الزعيم الأوحد فريد عصره والمجاهد الأكبر منقذ الأمة التي كانت من قبله مجرد غبار من الأشخاص une poussière d,individus . ولقد قال الوزير الأول السابق السيد محمد المزالي في الرئيس الحبيب بورقيبة أنه آكل رجال بامتياز c,est un grand mangeur d,hommes. ومن هنا فكل زعامة جديدة يجب أت تحارب لأنها بالضرورة مندسة ومتآمرة ومشوشة على الزعامة الرسمية. 3- إن رفض وجود زعامات في شتى الميادين قد يعكس أحيانا نمط تفكير سلبي مصاب بما يسمى في علم النفس بعقدة الخصاء le complexe de castration وعدم الثقة في الذات والوطن. ولذلك انتشرت فكرة أن « تونس كقنديل باب منارة ما تضوي إلا على البراني ». وأصبح « التمقيص والحشّان والتشليك والتهميش » واحباط العزائم والاتهام بالغرور والزعامة… ثقافة كاملة لها مفاهيمها ومبدعوها. ولذلك نجد لدينا قامات فكرية وحقوقية وسياسية معروفة في الخارج أكثر مما هي معروفة في وطنها مثل هشام جعيط وأبويعرب المرزوقي والطاهر لبيب وسهير بلحسن وسهام بن سدرين ومنصف المرزوقي والمنصف بن سالم… وكأنه يصدق عليها المثل التونسي الشهير « إما نافق وإلا وافق وإلا اخرج من البلاد » 4- إن اعتبار الزعامة دائما مرض وهوس بالسلطة والقيادة وحب البروز… ينم عن سوء فهم لحركة التاريخ التي لها منطق انتقائي انتخابي. فهناك دائما من يبرز أكثر من غيره لأسباب مختلفة في شتى الميادين. هذا فضلا على أن الانسانية تحركها مقولة القدوة والمثال الحي ومن يأخذ زمام المبادرة. فالقيم –كما يقول دوركايم « لا معنى لها في ذاتها أو مثاليتها إلا حينما يجسدها الناس في المعيش اليومي عبر تصرفاتهم وتمثلاتهم ». فالجماهير لا تحركها الأفكار والنظريات وإنما القيادات والزعامات الكارزمية التي تعرف كيف تتمثل مشاكلها وانتظاراتها. ولذلك يشدد إيفان إليتش لينين على أهمية القيادة الثورية إلى جانب الواقع الثوري والاديولوجيا الثورية لحصول التغيير المنشود. 5- إن مجتمع بدون زعامات وبدون رموز حية وقامات مشعة في مختلف المجالات هو مجتمع مصاب بالعقم ويعيش بالضرورة وضعية تخلف وغيبوبة تاريخية وحضارية. فالعجز عن انتاج قيادات جديدة تبعث الدم والحياة في الجسد الاجتماعي وتخلق قيم جديدة وثقافة جديدة وأحلام جديدة ، هو حتما أمر مدروس ومخطط له من قبل من له مصلحة في الحفاظ على الوضع السائد والتصدي للتغيير والتطور والنهوض. ولذلك نرى مؤسسات عديدة بيروقراطية وسياسية وتشريعية واقتصادية وتربوية… مبدعة في لجم الطاقات ومتصدية لكل ما من شأنه ان يحدث ديناميكية تاريخية واجتماعية تحرر القوى المتعطلة وتنشط كل الطاقات حول أهداف وقواسم مشتركة جديدة. إن المتفحص في المشهد الرسمي التونسي من الخارج لا يرى أثرا لأي زعامة أو نجم أو شخصية مبدعة في أي مجال من المجالات (ماعدا الرياضة)، ولكن من ينظر إلى تونس من الداخل، تونس الأخرى التي لا نراها و لا نسمع عنها في الاعلام الرسمي يمكنه أن يرى طاقات وشخصيات لو توفر لها المناخ المناسب من حرية واعلام وفضاءات وتواصل مع الناس… لكان لها اشعاع وتأثير يتجاوز حدود بلادنا ومنطقتنا سواء في المجال السياسي أو الحقوقي أو التربوي أو العلمي أو الاقتصادي أو الفني… فلقد كانت تونس من أول البلدان العربية والافريقية والعالم ثالثية التي أنتجت حركة طلابية وحركة حقوقية وحركة يسارية وحركة اسلامية معتدلة وحركة نسوية وحركة مسرحية وحركة نقابية وإعلام حر ومتعدد وجريء… ولو كان المجال يسمح لذكر الأسماء لقدمت أكثر من مائة إسم على الأقل في شتى هذه المجالات هي جديرة فعلا بالتعريف والتقدير والقيادة حتى تنير سبيل الأجيال الصاعدة التي أصبحت تحس باليتم فترتمي مستسلمة في احضان الارهاب والعنف أو الميوعة والأنانية والمخدرات. لآ بد أن نعترف أن شبابنا اليوم يفتقر إلى شخصيات نموذجية وطنية تشكل مثله الأعلى des idoles nationales يحدد من خلالها فلسفته وطموحاته. ولذلك أستغرب كيف أنه بعد 60 سنة من الاستقلال لم تتجاسر تونس على أن تقدم ولو مرشحا يتيما في أي مجال من المجالات لجائزة نوبل للسلام؟ إن الدفاع عن وجود زعامات لا يجب أن يعني الدعوة إلى قبول الاستبداد والانسياق الأعمى وراء الأسماء والذوبان في شخص القائد الملهم الكريزمي وإذكاء قطاع البطولة والنرجسية في الذات المتزعمة – حسب تعبير عالم النفس اللبناني علي زيعور. بل بالعكس إن الدفاع عن الحق في الزعامة والقيادة وبالتالي عن التعدد والاختلاف في هذا المجال هو الكفيل بتحريرنا من التسلط وهيمنة الزعيم الفرد الذي لا منافس له على الاطلاق. فالتنافس بين الزعامات هو ظاهرة صحية تمكن من مزيد العمل والذكاء والتفاني لبلوغ النجاح، ومن التداول على القيادة ومن تجنب الوقوع في الفراغ في حالة الشغور. فإذا كان التاريخ البشري وحتى الطبيعي يقوم على التعدد والتنوع والتداول والانتقاء والبقاء للأفضل، فلماذا نريد أن نعاكس منطق الأشياء ونحدث اشياء جديدة في المنطق؟ حسب التعبير الهيغلي. ختاما إن القيادات الكاريزمية الفذة والاستثنائية والمبدعة هي أمر مطلوب ومحمود ويجب أن تتكاثر وتتعدد في جميع المجالات وفي كل الجهات لتثري الواقع التونسي وتخلق ديناميكيات جديدة تحررية وتقدمية. فالآحادية والانفرادية والاقصاء هي دائما ظواهر رديفة للتسلط والغرور والتزلف والنفاق. نحن في أمس الحاجة إلى قيادات جديدة لها تاريخ نضالي وتواضع انساني وطموح ساسي ومؤهلات علمية مرموقة وقدرة على التواصل مع الناس وعلى قبول الاختلاف… حتى تكتسب مكانة في نفوسنا تبوؤها مرتية فوق الصراعات التقليدية والاختلافات الحزبية وتمنحها سلطة رمزية ونفوذا معنويا يؤهلها لكي تصبح معيارا من معايير السلوك الفردي والاجتماعي يضيء المستقبل للأجيل اللاحقة ويمنح الأمل والقدرة على الفعل للأجيال الحاضرة. وهذا أمر ممكن ومتيسر في كل الأحزاب بدون استثناء وفي كل الجهات وفي كل المجالات وفي كل الأوقات، وهو لعمري سبيل مهم من سبل الاصلاح المرتجى حتى لا يكون المستقبل يساوي الفراغ والمجهول. جابر القفصي
اعتذار
د.منصف المرزوقي
نشرت في مقعي الاسبوع الفارط مقالة بعنوان المدرستانK اعتبره البعض هجوما على الشيخ القرضاوي. وفي الواقع كان دافع المقال الحرص على تواصل برنامج الاتجاه المعاكس الذي بدا لي وكأن الشيخ يطلب رأسه . كانت قناعتي ولا تزال، كعروبي ديمقراطي علماني ومؤمن بحقوق الإنسان، أن هذا البرنامج لعب دورا هائلا في تربية الأمة من الناحية المنهجية بتعويدها على الحوارالساخن كمتنفس وبديل للعنف ، ومن الناحية المعرفية بعرض كل المشاكل التي تعاني منها بعيدا عن اللغة الخشبية. لا أخفي ايضا أنني أرى أن هذا البرنامج و صاحبه يخدمان خدمة جليلة القيم التي أؤمن بها والأحلام التي تحركني . للأسف الشديد ، انطلقت بمقالتي هذه من أخبار تناقلتها مواقع عديدة تقول أن الشيخ القرضاوي اتهم الدكتور فيصل القاسم بأنه جاهل واعتبرت أنها كلمة خطيرة تضع الجهل عند أصحاب السؤال أي الفكر الحر، والعلم عند أصحاب القناعات. وعلى هذه المعلومة بنيت مقالتي. بعض الأخوة مشكورين نبهوني أن الشيخ القرضاوي لم يتهم الدكتور القاسم بأنه جاهل وان المعلومة التي انطلقت منها غالطة فعدت للشريط واكتشفت فعلا أن الرجل لم ينطق بالكلمة. ومن ثمة فإنني أعبر عن عميق أسفي للهفوة الخطيرة التي وقعت فيها وأنه كان عليّ ألا أصدق ما أقرأ وأن أعود للشريط قبل الكتابة.ومن ثم أقدم اعتذاري الكامل لقرائي الذين تعودوا مني الصدق في القول، وبغض النظر عن تقييمي لأفكار الشيخ القرضاوي نتيجة الاختلاف في المرجعية الفكرية والمشاريع فإنني أقدم أيضا خالص اعتذاري للشيخ القرضاوي لأنني نسبت له ما لم يقله . كما أسحب المقالة من موقعي واعتبرها من الآن لا تعبر عن رأيي إذا وجدت من الآن في موقع آخر. وفي كل الحالات فالقاعدة أن الإنسان معرض للخطأ والمهم أن نتعلم منه . كل ما آمله أن تنتهي الأزمة التي أثارتها أقوال امرأة غير مسئولة وأن تبقى الجزيرة دوما منبر الرأي والرأي الآخر، وان تواصل دورها العظيم في توعية الأمة في الاتجاه الدائم الذي نهجت عليه وأن ترسخ الخيار الذي جعلها مقبولة من الأغلبية الساحقة للأمة أي دعمها- في إطار مهنيتها الصحفية العالية ـ للخطاب العروبي الديمقراطي والخطاب الإسلامي الديمقراطي ، وهما اليوم القوتان المعاديتان للاحتلال الخارجي والاحتلال الداخلي وتوحدهما يبقى في آخر الأمر الأمل الوحيد لأمتنا في الخروج من عار الاستبداد والتخلف والتبعية.
سؤال إلى السيد وزير التعليم العالي لماذا الكيل بمكيالين
منذ سنوات عديدة يعاني قطاع المحاماة من صعوبات جمّة لا تخفى حتى على عامة الشعب ومنذ قانون 1989 المنظم لمهنة المحاماة وعدد المحامين في تزايد مطّرد رغم أن القانون السّالف الذكر قد نظّم الدخول إلى مهنة المحاماة وقد أشار صراحة إلى عدم الجمع بين المحاماة ومهنة أخرى وقد استبشرنا خيرا عندما حرص السيد وزير التعليم العالي على تطبيق عدم الجمع بين مهنة المحاماة ومهنة أخرى بالنسبة إلى مهنة الأساتذة المساعدين رغم أن البعض لايزال إلى حدّ اليوم يتحايل على القانون وأحيانا هناك من لاتزال تنوب باِسمها رغم أنها لم تعد محامية وفي ذلك قمة الاستهتار بأبسط أبجديات مهنة المحاماة وهي أن يؤدي المحامي مهمته بكامل الشرف والأمانة وهنا يتعيّن على الهيئة الوطنيّة للمحامين العمل على حماية القطاع والحرص على تطبيق القانون بالتعاون مع الهياكل القضائيّة فلا مجال لاستثناءات فوق القانون او يتم التغاضي عنها مجاملة او سهوا ورغم ذلك فإن حرص السيد الوزير يحسب له لا عليه إلا أن مايدعو إلى التساؤل حقا هو لماذا حرص السيد وزير التعليم العالي على تطبيق قانون عدم الجمع بالنسبة إلى الأساتذة المساعدين في الجامعات وتغاضى عن الأساتذة في المعاهد العليا التكنولوجية أي في فيما يسمّى (إزات ) رغم أن عدد هؤلاء في تزايد مستمر كما أن وضعيّتهم المادية أفضل من الأساتذة المساعدين في الجامعات التونسية وهم مرسّمون واجتازوا بنجاح المناظرة وليسوا وقتيّين ولهم مكاتب محاماة مفتوحة بأسمائهم ويمثلون شريحة لايستهان بها وهم بذلك في وضعيّة قانونية مخالفة لقانون 1989 السالف الذكر سيدي الوزير آمل أن تولوا هذا النداء حقّه وأن تعملوا على تطبيق القانون وخاصة المساواة بين الجميع أمام القانون حتى لا تكون هناك استثناءات فوق القانون مع الشكر سلفا الإمضاء محامي مهني