TUNISNEWS
8 ème année, N° 3166 du 22 .01.2009
منظمات و جمعيات تونسية : بيان مشترك تضامنا مع غزة
حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: البحث عن مصير طالب تونسي لدى الأجهزة الأمنية السورية
السبيل أونلاين :شكاوي بقفصة..واعتداءات على بوخذير والغزلاني والمبروك
سليم بوخذير: بيان صحــــــــــــــــــــفي
مراسلون بلا حدود :المطالبة بوضع حد فوري للتنكيل الممارس ضد سليم بوخذير
حركة النهضة تهنئ الشعب الفلسطيني
أخبار عاجلة موقع الحزب الديمقراطي التقدمي : سيدي بوزيد : تعنيف كاتب عام الديمقراطي التقدمي
الحزب الديمقراطي التقدمي : جامعــــــة بنــــــزرت :دعــــــــــــــــــــــــوة
موقع « نـواة » ينشر نص المقال الممنوع في تونس عن راتب الرئيس التونسي
رويترز:صحفيون بالتلفزيون الحكومي في تونس يعتصمون للمطالبة بتحسين أوضاعهم
اللجنة الإعلامية الوطنيّة لمساندة أعوان مؤسّستي الإذاعة والتلفزة التونسيّة
محمد العيادي :بوادر أزمة عميقة تشق الاتحاد العام التونسي للشغل
البديـل عاجل:أخبـــــــــــــــار نقابية
الخبير الإقتصادي حسين الديماسي لـ « الموقف »: القبول بهدنة اجتماعية لتجميد الأجور أكبر كارثة على الإقتصاد
الشيخ راشد الغنوشي:ملحمة غزة :دروس وعبر؟
رويترز:ضحية لقذائف الفوسفور الإسرائيلية رأت « شُهبا تسقط »
رويترز:بعد حرب غزة .. القذافي يدعو مُجددا الى قيام دولة « إسراطين »
عبدالحميد العدّاسي :الحكم الغزّاوية، ح 2: ضرورة مراجعة كلّ الهياكل الدولية
صلاح الجورشي:شكراً لغزة التي وحّدت
احميدة النيفر:غزة الصامدة (2).. صوت الأحرار وصمت التماسيح
د. بشير موسى نافع : انكسار الهجمة لا يترك مجالا للشك فيمن أخفق
الأهرام:استدعاء المسيري لتفسير أحداث غزة
رغيد الصلح: فلسطينياً يجب أن تقتل إسرائيل كي تشعر بالأمن؟
هآرتس : دولة بــــــــــــــــــلا دعوة
معاريف : جرائم حــــــــرب في غزة
يديعوت أحرونوت: شهادة تثير القشعريرة
الأخضر الوسلاتي : النّـصـر الـمـبـيـن
رضا المشرقي : أوروبا و « حرية التعبير »
محمد العروسي الهاني :هذه إنطباعتنا في حفل تنصيب باراك حسين أوباما في حفل لأداء اليمين الدستورية
السبيل أونلاين:المعادلات الشرعية لملحمة الصمود الغزاوية
مختار العيدودي:لن أعترف بإسرائيل
مجموعة من التونسيين : من تونس لأطفال غزة: مُركّب طفولة
خالد الكريشي : عرق البرنوس » بين الجريمة المكتملة والعقاب المؤجل
عوض بن محمد سعد القرني:نشكركم على إسهامكم بالتوقيع على الخطاب الموجه للرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما ونفيدكم بالآتي
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:
بيان مشترك تضامنا مع غزة
تونس في 22 جانفي 2009
على امتداد 22 يوما كاملة كان الشعب الفلسطيني الأعزل و المحاصر في قطاع غزة ضحية حرب إبادة شنتها ضده قوات الاحتلال الصهيوني الهمجي مستعملا أسلحة محرمة دوليا كالقنابل العنقودية و القنابل الفسفورية و اليورانيوم المستنفذ مما خلف دمارا شاملا استهدف المنازل و المساجد و المدارس و الجامعات و المستشفيات و المؤسسات المدنية و من بينها مدارس و مخازن الأونروا و قد بلغت حصيلة حرب الإبادة هذه أكثر من 1300 شهيد ثلثهم من الأطفال و أكثر من 5000 جريح في ظل عجز عربي و صمت دولي. و في حين هبت الشعوب في مختلف أنحاء العالم للتنديد بهذا العدوان و التضامن مع الشعب الفلسطيني و تأكيد حقه في مقاومة الاحتلال فرضت السلطة في تونس حصارا أمنيا شديدا على التحركات السلمية للأحزاب و المنظمات و التلاميذ و الطلبة و النقابيين و المحامين و قمعتها في اعتداء سافر على حرية التظاهر السلمي . و المنظمات و الجمعيات التونسية الممضية أسفله: 1)– تحيي الشعب الفلسطيني الأعزل و المحاصر و الصامد في قطاع غزة و مقاومته الباسلة و تقف بإجلال و إكبار أمام الشهداء الأبرار و تتضامن مع الأسرى و المعتقلين في سجون الاحتلال. 2)-تدين بأشد العبارات جرائم الحرب و الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة و تدعو المنظمات الحقوقية الوطنية و العربية و الدولية للعمل على تقديم مجرمي الحرب الصهاينة للمحاكمة. 3) تدين قمع تحركات التونسيين و التونسيات تضامنا مع الشعب الفلسطيني و تطالب باحترام حقهم في التعبير و الاجتماع و التظاهر السلمي. 4)-تحيي كل التونسيين و التونسيات بمختلف انتماءاتهم الفكرية و السياسية الذين تحركوا للدفاع عن غزة و تدعو قوى المجتمع المدني إلى مواصلة التضامن مع الشعب الفلسطيني حتى فتح المعابر و رفع الحصار و ضمان الحقوق الإنسانية الأساسية لأبناء الشعب الفلسطيني و فرض احترام حقه في مقاومة الاحتلال و في تقرير المصير و اختيار من يمثله بكل حرية. الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان المجلس الوطني للحريات الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين الجمعية التونسية لمناهضة التعذيب منظمة حرية و إنصاف الودادية الوطنية لقدماء المقاومين
أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 25 محرم 1430 الموافق ل 22 جانفي 2009
أخبار الحريات في تونس
1) تواصل الاعتقالات بمنطقة سيدي حسين السيجومي: في إطار الحملة الأمنية للاعتقالات العشوائية التي يقوم بها أعوان البوليس السياسي بمنطقة سيدي حسين السيجومي تم اعتقال عدد آخر من الشبان صباح يوم الأربعاء 21/01/2009 نذكر من بينهم حاتم بن حمادي الجويني و معز بن علي خليفة و سليم بن علي البرهومي الذين تم اقتيادهم إلى جهة مجهولة، و لا تزال عائلاتهم تجهل مصيرهم إلى حد مساء اليوم الخميس 22/01/2009. 2)عائلة السجين ياسين الفرشيشي تتعرض للمضايقة: قام بعض أعوان البوليس السياسي بالاتصال بعائلة السجين ياسين الفرشيشي لاستجوابهم حول مكان تواجده علما بأن البوليس السياسي على علم بوجود الشاب ياسين الفرشيشي بأحد سجون مدينة باريس بفرنسا ، كما أنه محكمة الاستئناف بتونس أصدرت ضده في شهر ماس 2008 حكما بالسجن مدة ثلاث سنوات وفق فصول قانون 10/12/2003 اللادستوري. 3)محمود الغزلاني يتعرض للاعتداء بالعنف من جديد: تعرض السيد محمود الغزلاني عضو الحزب الديمقراطي التقدمي اليوم الخميس 22/01/2009 بمدينة جلمة بولاية سيدي بوزيد إلى الاعتداء بالعنف الشديد من قبل رئيس دائرة الحزب الحاكم بالمدينة المذكورة و ابن شقيقه بسبب مشاركته في فعاليات التضامن مع غزة و قد لحقا به عند ذهابه إلى المستشفى لاستخراج شهادة طبية و هدداه بانتظار الأسوأ في المستقبل، كما تم طرد السيدين سفيان السعيدي و لسعد البوعزيزي عضوي الحزب الديمقراطي التقدمي من عملهما بسوق الجملة بسيدي بوزيد بسبب مشاركتهما في المسيرات التضامنية مع غزة. 4)منع المواطن التونسي نصرالدين بلحاج مبروك من السفر: وقع اليوم الخميس 22/01/2009 على الساعة السادسة مساء منع السيد نصرالدين بلحاج مبروك من التوجه إلى الجزائر على متن الطائرة بتعلة عدم تطابق مهنته المسجلة بجواز سفره مع المهمة التي كلف بإنجازها لفائدة مصنع نجارة الاليمنيوم بنابل »Samir alu » الذي يشتغل به مع العلم أن هذا المواطن ملتح وأمضى في عديد المناسبات لدى المصالح الأمنية على التزام بحلق اللحية و على بطاقات إرشادات، وكان ينوي الالتحاق بشحنة البضاعة التي أرسلها صاحب المعمل إلى الجزائر لاستكمال الصفقة وقد فوجئ هذا الأخير بمنع أجيره من السفر وأرسل إلى مصالح الجمارك فاكسا يعلمهم فيه بأن هذا الشخص يعمل لديه ولكن دون جدوى. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
» الحرية للدكتور الصادق شورو » » الحرية لجميع المساجين السياسيين » الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 22 جانفي 2009
البحث عن مصير طالب تونسي لدى الأجهزة الأمنية السورية
لا تزال عائلة البوغانمي تجهل إلى اليوم مصير إبنها عثمان بعد أن قامت جهات أمنية سورية بإقتياده من محل إقامته بمدينة دمشق إلى جهة غير معلومة منذ 20 سبتمبر2008. والطالب عثمان بن بشير بن حميدة البوغانمي تونسي الجنسية من مواليد 1986.07.27 بمدينة ماطر-بالقطر التونسي، زاول تعليمه الإبتدائي والثانوي بسلطنة عُمان حيث يقيم والداه التونسيان و بها أيضاً تحصل على شهادة الثانوية العامة، ووافقت وزارة التعليم العالي التونسية سنة 2004 على إدراجه ضمن بعثة دراسية إلى الجمهورية العربية السورية مع تمكينه من منحة جامعية لمتابعة دراسته بكلية الآداب جامعة دمشق، شعبة علم النفس، وفي 20 سبتمبر 2008 ووفق مصادر الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين،قام أعوان للأمن السياسي السوري بإيقاف الطالب عثمان البوغانمي مع زميلين سوريين له ، و مع أنه اُطلاق لاحقاً سراح الطالبين السوريين فإن الطالب التونسي لم يُغادر مقرات الأمن السورية منذ ذلك التاريخ. ورغم استفسارات عائلة البوغانمي عن مصير ابنها لدى سفارة الجمهورية العربية السورية بسلطنة عُمان و لدى سفارة الجمهورية التونسية في دمشق فإن كلا السفارتين لم تتعاملا مع طلبها بالجدية المطلوبة ولم تبديا أي تفهم أو تعاون. والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين، إذ تستنكر هذا الإحتجاز التعسفي من قبل الأجهزة الأمنية السورية، فإنها تحمّلها المسؤولية كاملة عما يمكن أن يصيب الطالب التونسي من أذى أو ما قد يتعرّض له من انتهاك لحرمته الجسدية، وتدعو السلطات السورية العليا إلى التدخل للكشف عن مصير الطالب التونسي عثمان بن بشير البوغانمي وإطلاق سراحه فوراً. كما تدعو السلطات التونسية أن تتحمل مسؤولية ما يتعرض له مواطنها الطالب عثمان البوغانمي ، وتتدخل عبر الوسائل القانونية والدبلوماسية لدى السلطات السورية للكشف عن مصير مواطنها المختفي من خمسة شهور. عن الجمعيــــــــة الهيئة المديرة
شكاوي بقفصة..واعتداءات على بوخذير والغزلاني والمبروك
السبيل أونلاين – خاص – تونس (1) مواطنون بمدينة قفصة يشتكون من نقص الخبز يخوض عمال « مخبزة الصامت » (عددهم 20 عاملا) ، بمعتمدية « القصر » بمدينة قفصة ، إضرابا عن العمل منذ 19 جانفي 2009 ، بسبب عدم تمكين صاحب المخبزة من الكميات الكافية من الدقيق لتلبية إحتياجات سكان الجهة ، وقد شوهدت طوابير طويلة أمام المخابز في المعتمدية ، وقد اشتكى المواطنون من الإنتظار في الطوابير بحثا عن الخبز . (2) شكاوي من تقصير السلطات حيال الفيضانات من جهة أخرى عبر المواطنون بـ »حي عمر بن سليمان » شمال المدينة ، عن امتعاضهم من تقصير السلطات الجهوية عن القيام بدورها في افراغ المنازل والطرقات من مياه الفيضانات التى غمرت المساكن وشوارع الحي . (3) الغزلاني يتعرض للإعتداء ويتهم الحزب الحاكم تعرض اليوم 22 – 01 – 2009 ، الكاتب العام لجامعة سيدي بوزيد « للحزب الديمقراطي التقدمي » الغزلاني ، الى التعنيف والضرب في رأسه ، من قبل عناصر يقول أنها تنتمي للحزب الحاكم ، كما تلقى تهديدات عبر الهاتف من جهات مجهولة تحذره من تقديم شكوى في الإعتداء . (4) نصر الدين بن الحاج المبروك يمنع من السفر بسبب لحيته من جهة أخرى منع اليوم 22 – 1 – 2009 ، على الساعة السادسة مساء ، نصر الدين بن الحاج المبروك من السفر للجزائر للإتمام عمله بعد أن شحن المواد الأولية (أبواب ونوافذ مصنوعة من .الألمنيوم) ، وذلك بسبب إعفاء لحيته ، على الرغم من إقتطاع تذكرة السفر . (5) بوخذير وزوجته يتعرضون للمضايقات ما يزال الصحفي سليم بوخذير يتعرض للمراقبة اللصيقة والمضايقة ، كما تلقت زوجته مكالمات هاتفية من هاتف شخصي معلوم الجهة ، تخدش الحياء وتعتدي على الكرامة الإنسانية . من زهير مخلوف – تونس (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 22 جانفي 2009 )
بيان صحفي تونس في الإربعاء 21 جانفي – يناير 2009
أتعرّض منذ بعد ظهر الإثنين 19 جانفي- يناير 2009 إلى مراقبة أمنية لصيقة على بيتي وعلى كلّ تحرّكاتي من قبل أعوان بالزيّ المدني ذوي الوجوه المألوفة لدى نشطاء المجتمع المدني على متن سيارة وآخريْن على متن دراجة نارية . وقد تفطّنت إلى الرقابة مساء الإثنين عندما خرجت من مقهى أنترنت قريب من بيتي في ضاحية « السعيدية » حيث عثرت على سيارة من غير لوحة رصاصية للأرقام بها 3 أعوان تتبعوني في الطريق إلى البيت ومكثوا على مقربة منه طوال الليل ، ومن الغد تغيرت السيارة وأستبدلوها بدراجة نارية تابعتني في طريقي أنا والزميلين الصحفيين إسماعيل دبارة ومحمود الذوادي على متن سيارة أجرة إلى مقر محاميّ الأستاذ عبد الرؤوف العيادي ثمّ إلى مقر فرع تونس لمنظمة العفو الدولية ، ثمّ كنت محلّ مراقبة أيضا في الطريق إلى مقرّ المجلس الوطني للحريات ، وحين غادرت مع المناضلة زكية الضيفاوي لاحقنا عون مترجّل في الشارع ثمّ إمتطى سيارة مع زملاء له تابعتنا حين إمتطينا سيارة أجرة . وتتواصل المراقبة غير القانونية لبيتي ولتحركاتي إلى غاية تحرير هذه الأسطر، فيما تجرأت يد خسيسة مساء الإثنين 19 جانفي على إرسال إرسالية جنسية وضيعة إلى الهاتف المحول لزوجتي . وفيما لم تقدّم الحكومة أي تفسير لهذه المراقبة الأمنية اللصيقة التي لي شهود كثيرون عليها ، لاحظت أنّها إبتدأت ساعتين فقط بعد نشر منظمة « مراسلون بلا حدود » لبيان يندد بمصادرة السلطات التونسية مؤخرا للعدد الأخير من مجلة « شباب 20″ الإمارتية وذلك على خلفية تعرضها لما أسمته ب »ثروة الرئيس التونسي » . وتعرف الحكومة جيدا أنني المراسل القار لمنظمة « مراسلون بلا حدود » في تونس وأنني المصدر الذي إعتمدته المنظمة في كتابة البيان المندد بمصادرة المجلة التي تعرضت إلى موضوع محظور تماما في تونس هو الجانب المالي في حياة الرئيس التونسي . وأذكرّ الرأي العام المحلّي والدولي أنّني كنت كتبت سلسلة من التقارير المحايدة في عدد من وسائل الإعلام بالخارج بصفتي مراسلا لها بينها « القدس العربي » و »العربية نت » في سنة 2007 عن النواحي المالية للرئيس ولمحيطه ، وفي فجر 26 نوفمبر – تشرين الثاني 2008 ، كنت تعرضت للإعتقال وحكم علي بعام سجنا قضيت منها 8 أشهر في زنزانة إنفرادية إنعزالية مضيقة هي عبارة عن مرحاض تتوفر على مواصفات لا تليق بالحياة الحيوانية فما بالك بالحياة الآدمية بما جعل من فترة إعتقالي فترة تنكيل إضافي وتشفٍ في شخصي . وسبق أن تعرّضت إلى المراقبة الأمنية اللصيقة مرارا قبل إعتقالي وفيما كان يحضر الأعوان بالزي المدني لمراقبتي يحدث إعتداء علي بعد ذلك ، ومثال ذلك ما جرى يوم 15 ماي 2007 حينا تعرضت للمراقبة التي إنتهت بجلب بلطجي إعتدى علي بالضرب على مقربة من مقر المجلس الوطني للحريات بوسط العاصمة . وأذكر الرأي العام المحلي والدولي أيضا أنني كنت تلقيت قبل أسابيع قليلة رسالة تهديد عبر مراسل صحفي محلي ذكر لي أنه مرسل لي من طرف دوائر أمنية فحواها أن أغير أسلوبي في الكتابة وإلا يقع إعادتي إلى المعتقل ، وأحتفظ بكل الأدلة على رسالة التهديد هذه والشاهد عليها . إنّني : – أعتبر المضايقات الأمنية الأخيرة نيلا صريحا من حرمتي الشخصية ومن حرية التنقل ومحاولة للترهيب وأذكر أنها لن تنفع مع قلم حرّ يرفض أن يُكسر . – أعتبر تجرّأ الأحمرة ذات الآذان الطويلة على التحرّش بزوجتي شخصيا هو أمر يتجاوز النيل من حرمتي إلى النيل من حرمة كل شريف في تونس وكلّ حر في العالم . – أدعو كلّ المنظمات الوطنية والدولية إلى مساندتني في مواجهة هذه الحملة الرخيصة المضروبة عليّ وعلى عائلتي ، وأحمل الحكومة مسؤوليّة أي أذى ينالني . * القلم الحرّ سليم بوخذير .
تونس | 22.01.2009
المطالبة بوضع حد فوري للتنكيل الممارس ضد سليم بوخذير
تأسف مراسلون بلا حدود للرقابة المشددة التي تمارسها الشرطة على الصحافي المستقل سليم بوخذير منذ الإفراج عنه في 21 تموز/يوليو 2008. فمنذ عدة أيام، يعمد عناصر من الشرطة بلباس مدني إلى مراقبة تحرّكاته تماماً كما أفراد أسرته. إن المنظمة تطالب بوضع حد فوري لهذه الممارسات وتستنكر اضطرار الصحافيين المستقلين التونسيين للعيش في ظل ضغوطات مماثلة تلبية لأهواء المسؤولين في الشرطة. وقد أعلنت في هذا الإطار: « لا يجوز للحكومة التونسية أن تمضي في إعاقتها عمل الصحافيين على هذا النحو. فإن استقلاليتهم وحريتهم ضمانتان أساسيتان لمجتمع متوازن وسلمي ». في 19 كانون الثاني/يناير 2009، ترجل ثلاثة شرطيين بلباس مدني من سيارة لا تحمل رقم تسجيل وأخذوا يتبعون سليم بوخذير لدى خروجه من مقهى إلكتروني قريب من منزله (الضاحية الجنوبية لتونس العاصمة) إلى حين عودته عند الساعة الثامنة ليلاً. وعند وصول الأستاذ عبد الرؤوف الأيادي، محامي سليم بوخذير، توقف الشرطيون عن المراقبة قبل العودة إلى مهمتهم حوالى الساعة العاشرة ليلاً. وفي صباح 20 و21 كانون الثاني/يناير، كان شرطيان لا يزالان واقفين بالقرب من منزل الصحافي. وقد أكد محاميه وأصدقاء صحافيين له وفدوا لمساندته أن هذين الرجلين كانا يراقبان المنزل. تلقى سليم بوخذير تهديدات تفيد بإرجاعه إلى السجن أو التعرّض لسلامته الجسدية غير مرة إذا لم يتوقف عن نشاطاته الصحافية الموصوفة بـ « المعارضة ». ولم تفلت أسرته من هذا التنكيل. ففي 13 كانون الثاني/يناير، وضع منزل زوجته في صفاقس (على بعد 270 كلم من تونس العاصمة) تحت المراقبة. وفي 19 كانون الثاني/يناير، تلقت زوجته رسالة على هاتفها الجوال صادرة عن رقم مجهول تضمنت كماً من الإهانات. بناء عليه، يعتزم سليم بوخذير، بدعم من محاميه، رفع شكوى قضائية ضد مرسل الرسالة المجهولة وضد الرقابة الممارسة على منزله ونشاطاته بوجه عام. الجدير بالذكر أن الصحافي تعرّض في 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2007 للتوقيف وحكم عليه بالسجن لمدة عام بتهم « إهانة موظف خلال أدائه واجبه المهني »، و »الإساءة إلى الآداب العامة »، و »رفض إبراز أوراقه الثبوتية ». وتذكر مراسلون بلا حدود بأن تونس ترد في المرتبة 143 من 173 دولة في تصنيفها العالمي لحرية الصحافة. (المصدر:موقع منظمة مراسلون بلا حدود الإلكتروني بتاريخ 22 جانفي 2009)
بسم الله الرحمن الرحيم حركة النهضة تهنئ الشعب الفلسطيني
تابعنا مع أبناء امتنا وأنصار الحرية في العالم العدوان الجنوني على قطاع غزة الذي امتد أزيد من ثلاثة أسابيع، كانت وطأتها تعدل قرونا على أهل غزة وعلى كل ذي قلب يخفق بنبض إنساني، لم توفّر فيها الهمجية الصهيونية أداة من أدوات الدمار، لم تصبّ حممها على غزة، بشرا وشجرا وحجرا. غزة، السجن المحاصر المجوّع منذ سنوات، عقابا للشعب الفلسطيني على اختياره الديموقراطي الحر ومحاولة لفرض الخضوع والاستسلام عليه وانتزاع ثقافة المقاومة منه. لقد رأى الكيان الصهيوني في انحياز الشعب الفلسطيني الى قوى المقاومة عبر الاختيار الحر الديموقراطي كما رأى في صمود غزة تحديا وجوديا له، وبالخصوص بعد أن توالت هزائمه، وكان آخرها في لبنان 2006 ، حيث تمكنت عناصر الإرادة والتصميم وحسن التنظيم والإيمان والشوق إلى الاستشهاد والبعد الأخلاقي والدعم الشعبي، أن تصنع توازنا جديدا في مواجهة معادلة قوة الآلة الحديثة في يد مجموعة من مجرمي الحرب مفلسة ومدعومة دوليا وإقليميا. لقد تجلت عناصر المعادلة الأولى في كل حركات التحرير وتمثل المقاومة الفلسطينية في غزة بمختلف فصائلها نموذجها المثالي بينما تجلت عناصر المعادلة الثانية في كل جيوش الاحتلال، والصهيوني نموذجها المكثف.. مرة أخرى تنتصر معادلة الإنسان على الآلة والحق على القوة في غزة العزة. وكما توقف جيش العصابة عن إطلاق النار من طرف واحد وانسحب مدحورا من لبنان ها هو يكرر في غزة العزة، نفس الإعلان ويأخذ طريقه إلى الانسحاب يجر أذيال الخيبة دون أن يحقق أي هدف من أهدافه المعلنة: الإطاحة بحكومة حماس ووقف الصواريخ وتحرير جنديه الأسير. لم تحقق آلة الدمار الصهيونية من تلك الاهداف شيئا غير ارتكاب جرائم الحرب والابادة والدمار شاهدة على طبيعتها الوحشية الاستعمارية. وصدق الله وعده لعباده « ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا ». في غزة كانت ملحمة كبرى من الملاحم التاريخية لأمتنا، خاضها أهلنا: اللحم في مواجهة السكين، فما نال العدو شيئا من عزمهم ولا جاس خلال مواقعهم بل أجبر عن النكوص عنها خائبا مجللا بالعار، وخاضتها الأمة ومعها أحرار العالم بمجرد قلوب مقروحة ودموع مسكوبة وآهات حرى وانفجارات في الشوارع ، حتى في ظل الأنظمة البوليسية. أما النظام العربي فقد كان متثاقلا عن كل عمل جاد لوقف العدوان من مثل قطع العلاقات مع الكيان الغاصب أو توقيف امدادات الغاز والنفط او حتى مجرد التهديد بذلك. ولم يلتئم اجتماع للنظام العربي إلا بعد انتهاء العدوان، ليخرجوا بعد خطب ومجادلات عقيمة ببيان فضفاض أفرغ ما أطلقه خطاب خادم الحرمين من آمال، بما انحدر عن مطالب الحد الادنى التي انتهت اليها قمة غزة في الدوحة. وإزاء هذه الملحمة التاريخية التي خاضتها غزة العزة وانتهت رغم ما خلفته من دمار ومآسي بنجاح باهر للمقاومة وخيبة مريرة للعدو المتوحش، فإن حركة النهضة: 1- تهنئ شهداء غزة وجرحاها بموعودات الله سبحانه لمثلهم، وتهنئ بالنصر الشعب الفلسطيني وقياداته المقاومة وسلطته المنتخبة. 2- تحيّي شباب تونس ونقابييها وقواها السياسية الحية بما بذلته من أجل إعلاء صوت شعب تونس الأبي الذي حاولت السلطة كبته بالقمع المنهجي ولكنها استسلمت في النهاية أمام حالة الغضب الشعبي غير المسبوقة. 3- تحيّي كل القوى الشعبية التي وقفت مع المقاومة في الملحمة التي خاضتها وتدعوها إلى تحويل هذه الهبّة الشعبية إلى أعمال نضالية مؤسسية، على كل المستويات القطرية والعربية والاسلامية والدولية. 4- تشجب التخاذل الذي يبلغ حد التواطئ الذي انتهجته نظم عربية، سواء من خلال القمع الذي مارسته على الجماهير، أو من خلال حجب الدعم عن غزة والمساهمة في الحصار. 5- تحيي مبادرة أمير قطر إلى عقد قمة خاصة بغزة، وتثني خيرا على الذين لبوا الدعوة إلى تلك القمة وعلى ما اتخذ فيها من قرارات وتدعو إلى تفعيل تلك القرارات. 6- تدعو الجماهير إلى مواصلة الإحتجاج على كل الأصعدة حتى يتم فتح كل المعابر وبالخصوص معبر رفح ورفع الحصار عن أهلنا في غزة. 8- تدعو القانونيين الشرفاء إلى بذل الجهود لتقديم مجرمي الحرب وقاتلي الأطفال للمحاكم الدولية. قال تعالى: « قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين. ونحن نتربص بكم أن يصيبكم بالله بعذاب من عنده أو بايدينا فتربصوا إنا معكم متربصون » التوبة 52 26 محرم، 1430 الموافق 21 جانفي 2009 حركة النهضة بتونس الشيخ راشد الغنوشي
أخبار عاجلة موقع الحزب الديمقراطي التقدمي 22 كانون الثاني (يناير) 2009
سيدي بوزيد : تعنيف كاتب عام الديمقراطي التقدمي
ذكرت جامعة سيدي بوزيد للحزب الديمقراطي التقدمي أن كاتبها العام تعرض صباح اليوم إلى إعتداء بالعنف الشديد من قبل عناصر تنتمي للحزب الحاكم . و أضافت أن الإعتداء جاء تنفيذا لتهديد وجهه مسؤول تجمعي بالجهة للسيد « الغزلاني » إن واصل الأخير المشاركة و قيادة التحركات المحرجة للسلط الجهوية في ولاية سيدي بوزيد. و ذكر « الغزلاني » في تصريح لموقع الحزب أن الإعتداء تسبب له في إصابات بليغة خاصة على مستوى الرأس ، و أكد أنه مصمم على تتبع المعتدين قضائيا رغم تحذيره من ذلك في مكالمة هاتفية من شخص مجهول. معز الجماعي مراسلة خاصة بموقع الحزب الديمقراطي التقدمي
الحزب الديمقراطي التقدمي جامعــــــة بنــــــزرت 40 نهـــــج بلجيـــــــــكا دعــــــــــــــــــــــــوة
تتشرف جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي بدعوتكم لحضور الندوة التي تعقدها تحت عنوان : محكمة الجنايات الدولية والجرائم ضد الإنسانية والتي سيحاضر خلالها الأستاذ : بشير العباسي وذلك يوم السبت 24 جانفي 2009 على الساعة الثالثة والنصف بعد الزوال بمقرها. حضوركم إثراء للنقاش.
موقع « نـواة » ينشر نص المقال الممنوع في تونس عن راتب الرئيس التونسي
قالت منظمة مراسلون بلا حدود في بيان لها بتاريخ 19 جانفي 2009 أن السلطات التونسية كانت قد منعت توزيع العدد 37 من المجلة الشهرية « شباب 20» التي تصدر بالإمارات العربية المتحدة بسبب احتوائه مقالا تعرض لراتب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. ننشر هنا المقال الممنوع في تونس «رحلة الكشف عن أكبر أسرار الدولة»، الذي يروي صعوبة البحث عن مرتب رئيس الجمهورية الذي يعتبر من أسرار الدولة الكبرى موردا خبرا عن أن الرئيس الحالي يتقاضى 551 دينارا تونسيا في الدقيقة. رحلة الكشف عن أكبر أسرار الدولة مرتب الرئيس التونسي « ما فيش » غير بعيد عن الجزائر، و تحديدا في الجارة تونس يعد راتب الرئيس من الألغاز بل سرا من أسرار الدولة الكبرى في ظل غياب واضح لحدود الممنوع و المسموح به في الإعلام التونسي لأنه لا خطوط حمر معلومة للجميع. و إذا حاولا قد تجد نفسك داخل متاهة من الممنوعات و المحظورات لأنه «نبش» حول راتب أول مسؤول في البلاد. رحلة البحث عن الشفافية في محاولة بحثية منا على الشبكة العنكبوتية وجدنا مئات المقالات باللغة الفرنسية التي تنتقد غياب معلومات عن راتب الرئيس التونسي، وقتها تملكنا التحدي للكشف عن راتب الرئيس ومختلف الإمتيازات. بدأنا البحث في العديد من المصادر القانونية، و منتديات الانترنت وغيرها من المصادر الخاصة، و المقابلات من الشخصيات، فكان الجواب الأول البديهي…لا ترهقوا أنفسكم؛ ففي دول العام الثالث، و دولنا العربية يمكن الخوض في جميع المسائل عدا المسائل المالية، و خصوصا تلك التي تخص القيادات و الرموز، لأن الخوض فيها يتعدى المسموح، بينما يراه الخبراء من أبجديات الحكم الرشيد و مسائل الشفافية. بورقيبة و راتبه «ميزانية الدولة» كلها! البحث عن مرتب رئيس الجمهورية يعتبر من أسرار الدولة الكبرى و يرجع ذلك حسب تصريحات بعض المسؤولين في عهد الرئيس الحبيب بورقيبة إلى أن الرئيس السابق بورقيبة لم يأخذ شيئا خاصا لنفسه، حيث كان يعتبر ميزانية الدولة ميزانيته الخاصة. موازنة معلومة و راتب مجهول! الرئيس زين العابدين بن علي كان السباق إلى إرساء بند خاص في موازنة الدولة يخص امتيازات الرئيس المباشر لمهامه و بند آخر للرؤساء السابقين بما يحفظ كرامتهم و بقية حياتهم في أمن و رخاء عبر امتيازات مادية و عينية، غير أن التنصيص صراحة على مبلغ راتب الرئيس لم يحدد و ظل سرا من أسرار الدولة الكبرى و مسألة تتعلق بالأمن القومي، و لكن يمكن التعرف إلى موازنة مؤسسة الرئاسة عموما حيث قدرت نفقات رئاسة الجمهورية المدرجة بميزانية الدولة لسنة 2008 في حدود 61.395 مليون دينار تونسي نحو 184.365 مليون ريال سعودي مقابل 56.365 مليون دينار عام 2007. ثروة ب5 مليارات دولار هذا عن المصادر الرسمية، أما تلك غير الرسمية و التي تؤخذ غالبا بتحفظ فقد أشارت إلى أن الرئيس التونسي بن على، حسب المجلة الأمريكية « فوربز »Forbes تقدر ثروته انطلاقا من الحسابات الواضحة والممتلكات العينية والعلنية بنحو 5 مليارات دولار سنة 2007، غير أنه وفي أحد منتديات الحوار على شبكة الانترنت أورد أن الرئيس الحال يتقاضى 551 دينارا تونسيا في الدقيقة. 20 مليون دولار شهريا في السياق ذاته أوردت مجلة لكسبرس بتاريخ 22/06/2006 عدد 2867 أن الرئيس التونسي يتقاضى حوالي 20 مليون دولار شهريا. غير أن الواقع المنظم لأجور موظفي الدولة في تونس يفند هذه الإدعاءات وأنه أقل بكثير من ذالك. (المصدر: موقع « نواة » بتاريخ 21 جانفي 2009) الرابط: http://nawaat.org/portail/2009/01/21/ben-ali-salary-2/
صحفيون بالتلفزيون الحكومي في تونس يعتصمون للمطالبة بتحسين أوضاعهم
تونس (رويترز) – واصل أكثر من نحو 150 صحفيا وفنيا يعملون بالتلفزيون الحكومي في تونس اعتصاما بمقر المؤسسة يوم الخميس ولليوم الثالث على التوالي احتجاجا على عدم تسوية أوضاعهم ومطالبين السلطات بالاهتمام بمشاغلهم دون تأخير. وبدأ صحفيون وتقنيون يوم الثلاثاء الماضي اعتصاما بمقر مؤسسة التلفزيون مطالبين بتحسين أجورهم وتسوية أوضاعهم التي وصفوها بأنها « مزرية وسيئة للغاية ». وقال صحفيون معتصمون لرويترز انهم سيبدأون إضرابا عن الطعام ما لم تسوى أوضاعهم بعد ما قالوا انه طول انتظار ومماطلة امتدت لسنوات. ويشتكي الصحفيون من التلكؤ في سداد أجورهم التي يعتبرونها ضعيفة أصلا. وقالت صحفية تعمل في التلفزيون رفضت نشر اسمها لرويترز ان راتبها الشهري لا يتعدى 200 دينار (150 دولارا) وان وزير الاتصال وعد الصحفيين منذ مايو أيار الماضي بتخصيص راتب لا يقل عن 450 دولارا لكنها كانت « وعودا واهمة ». وقالت أخرى « تصوروا أني بعت بعضا مما أملك من ذهبي وهاتفي الجوال لأعيش وانتقل. كيف يمكن أن نشتغل ونبدع وكرامتنا تداس. » وطالب مسؤولو التلفزيون الصحفيين بإيقاف الاعتصام وتعهدوا بتكوين لجان لدراسة مطالبهم لكن المعتصمين رفضوا الاستجابة بل وهددوا بالإضراب عن الطعام. ويقول عدد من المسؤولين إن تحرك الصحفيين والفنيين « سياسي » ومدفوع من قبل « أطراف مشبوهة ». ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من مسؤولين في مؤسسة التلفزيون التي يعمل بها أكثر من ألف صحفي وتقني. وتعهدت أول نقابة للصحفيين عقب انتخابها العام الماضي بأولوية العمل على تحسين الأوضاع المادية والمهنية للصحفيين لضمان توفير المناخ اللازم لحرية التعبير في البلاد. لكن مراقبين يقول ان النقابة عجزت حتى الآن عن الوصول إلى أهدافها. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 21 جانفي 2009)
اللجنة الإعلامية الوطنيّة لمساندة أعوان مؤسّستي الإذاعة والتلفزة التونسيّة
لليوم الخامس على التوالي يستمرّ الاعتصام البطولي المفتوح الذي يخوضه زملائنا الصّحفيين والتقنيين في مؤسّستي الإذاعة والتلفزة التونسيّة في مقرّ المؤسّسة بشارع الحريّة بالعاصمة مطالبين بتسوية وضعيّاتهم المهنيّة والماديّة المترديّة، وقد اتّخذ أكثر من 160 عون من تقنيين وصحفيين مستودع حافلات المؤسّسة مقرّا دائما لاعتصامهم، ورغم حملات الترهيب والمساومة التي تعرّضوا لها من طرف جهات إدارية وحزبيّة من أجل حملعهم على تعليق الاعتصام فقد استمرّ الزّملاء في تحرّكهم مطالبين بحقّهم في الترسيم وصرف مستحقّاتهم الماليّة المتخلّدة بذمّة إدارة المؤسّسة والتي شملت لدى بعضهم مستحقات سنوات 2006 و2007 و2008، وبالرغم من تمتع أغلب المعتصمين بأكثر من عشر سنوات أقدميّة في العمل بالمؤسّسة فقد حرموا من أبسط حقوقهم الماديّة والمهنيّة كالحقّ في الترسيم والضّمان الاجتماعي واستمرّت الإدارة في تشغيلهم بصفة « متعاون خارجي ». وأمام التدهور المستمرّ في وضعيّات الزّملاء في مؤسّستي الإذاعة والتلفزة التّونسيّة وإمعان الإدارة في تسويفهم والالتفاف على مطالبهم التي رفعوها منذ أكثر من 10 سنوات فانّ اللجنة الاعلاميّة الوطنيّة لمساندة أعوان مؤسّستي الإذاعة والتلفزة التونسيّة تعلن إطلاقها لحملة تضامن واسعة مع الزملاء المعتصمين وتهيب بجميع الزملاء في قطاع الإعلام في تونس وفي الخارج إعلان دعمهم لزملائهم في مؤسّستي الإذاعة والتلفزة التونسيّة من أجل حقّوقهم الماديّة والمهنيّة التي يكفلها القانون. المنسّقان السيدة شلبيّة توفيق العيّاشي والقائمة مفتوحة لكلّ من أراد إعلان مساندته للاعتصام hamamis@gmail.com taw.hiwar@yahoo.fr
بوادر أزمة عميقة تشق الاتحاد العام التونسي للشغل
الاتحاد العام التونسي للشغل هو المنظمة النقابية الوحيدة في تونس , يفوق عدد منخرطيه المليون عامل ويكتسب أهميته من شرعيته التاريخية حيث أنه كان سندا قويا للقوى الوطنية المناضلة من اجل الاستقلال زمن الاستعمار الفرنسي وكذلك من شرعيته الاجتماعية حيث انه يعتبر الممثل الوحيد لكل عاملات وعمال تونس ورغم أن هذه المنظمة مرت بأزمات عديدة سابقا إلا إنها حافظت دوما على إشعاعها ودورها القيادي في كل حراك اجتماعي لكن الأزمة الأخيرة التي شقت صفوفها لها من الخصوصية ما يجعل تأثيراتها قد تمس من مستقبل العمل النقابي في تونس ومن خصوصية هذه المنظمة نفسها. اندلعت الأزمة الأخيرة في أواخر الشهر الفائت ( ديسمبر 2008 ) عندما عمدت المركزية النقابية إلى إيقاف النقابي توفيق التواتي عن النشاط النقابي علما وانه يشغل خطة كاتب عام للاتحاد الجهوي للشغل بتونس وذلك على خلفية تجاوزات مالية حسب ما تقول المركزية النقابية فرد هذا الأخير بعقد اجتماع عام بنقابيي جهة تونس وتحدث بإسهاب عن بعض تجاوزات القيادة النقابية سواء المتعلق منها بالجانب المالي (اتهم الأمين العام عبد السلام جراد بأنه استولى على مليار و200 مليون من المليمات التونسية ) او المتعلق منها باستغلال النفوذ وشراء الذمم . كما تقدم توفيق التواتي بشكوى استعجاليه إلى المحكمة لإبطال مفعول قرار تجميده عن النشاط النقابي, وتكتسي هذه الأزمة أبعادا خاصة باعتبار الوزن الذي يمثله الاتحاد الجهوي للشغل بتونس العاصمة حيث انه يضم ما بين 25 30 في المائة من مجموع منخرطي الاتحاد . كما اتخذت هذه الأزمة بعدا أخر مع تحرك أعداد هائلة من النقابيين المعارضين للقيادة الحالية للاتحاد وتكوينهم للجنة وطنية سميت لجنة إنقاذ الاتحاد العام التونسي للشغل وقد طالبت بتكوين لجنة وقتية تعهد إليها مهمة تسيير شؤون الاتحاد إلى حين انتخاب قيادة جديدة وفي سياق متصل تحرك المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية ( مجموعة نقابية مستقلة )وعبر عن إدانته لتجميد نقابيين وطالب ببعث لجنة مالية مستقلة عن المركزية النقابية للتثبت في مدى صحة الاتهامات المتبادلة بين الطرفين خاصة في ظل خطورتها وضخامة المبالغ المتحدث عنها . إضافة إلى ذلك تحاول مجموعة أخرى من النقابيين ومنذ مدة إنشاء منظمة نقابية جديدة أطلق عليها اسم الجامعة العامة التونسية للشغل وقد وفرت الأزمة الحالية الأرضية الخصبة لهاته المجموعة للنشاط والتعبير عن نفسها. إن الظرفية الحالية ليست كلها في صالح المركزية النقابية وقد تودي إلى الإطاحة بالهيمنة المطلقة لهذه المنظمة على الساحة النقابية كما قد تفرز معطيات جديدة تزيد من إضعاف العمل النقابي وتهمشيه . محمد العيادي نقابي مستقل
أخبار نقابية
تجمّع نقابي في نزل نظم المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل تجمعا نقابيا بنزل أميلكار (الضاحية الشمالية لتونس العاصمة) لإحياء الذكرى 63 لتأسيس المنظمة النقابية التونسية. وهذه هي المرة الثانية التي يقام فيها الاحتفال بهذه الذكرى في « شاليه » نزل أميلكار بدلا عن ساحة محمد علي بمقر الاتحاد في تونس العاصمة. ويبدو أن اللجوء لنزل صنف 4 نجوم واستقدام العمال بالحافلات من ولايات تونس الكبرى قد صار عادة جديدة تتجاوز الاحتفال بهذه الذكرى لتشمل كل المناسبات النقابية الأخرى مثل غرة ماي وذكرى اغتيال الزعيم فرحات حشاد… ويذهب الكثير من النقابيين إلى تفسير ذلك بإصرار القيادة على تلافي الظروف التي تساعد خصومها على الاحتجاج ضدها مثلما جرى في أكثر من مرة كلما نظمت تجمعا بساحة الاتحاد. جلسة المحكمة وجلسة لجنة النظام قررت المحكمة الابتدائية بتونس العاصمة في جلستها المنعقدة اليوم للنظر في الشكوى التي تقدم بها الكاتب العام المجمّد للاتحاد الجهوي للشغل بتونس تأجيل النظر القضية ليوم الجمعة القادم 23 جانفي 2009. والجدير بالملاحظة أن لجنة النظام الوطنية دعت السيد توفيق التواتي (حسب ما نشرته بعض الصحف التونسية) للمثول أمامها في الجلسة الختامية في ما يسمّى بالملف المالي قبل إحالة تقريرها الختامي على المكتب التنفيذي للاتحاد لإصدار قراره النهائي في ملف التواتي. لجنة النظام مرة أخرى (1) سيحال السيد الناصر الخريجي الكاتب العام للاتحاد المحلي للشغل بحي الخضراء التابع للاتحاد الجهوي للشغل بتونس العاصمة على لجنة النظام الوطنية في سياق الحملة التي تم شنها على كل ما له صلة بالكاتب العام توفيق التواتي. كما علمنا أن المكتب التنفيذي للاتحاد اتخذ قرارا بغلق الاتحادين المحليين بكل من منطقة باردو والعمران (غرب العاصمة تونس) بدعوى « عدم الجدوى » والحال أن بعث اتحاد محلي أو غلقه يخضع لشرط توفر 1500 منخرط أو عدمه، علما وان عدد منخرطي هذين الاتحادين يزيد عن ثلاثة آلاف منخرط. ويبدو أن السبب الحقيقي لذلك هو الموقف المتعاطف الذي يقفه الكاتب العام للاتحاد المحلي بالعمران السيد كمال حمدي ومنسق الاتحاد المحلي بباردو السيد الشاذلي الجندوبي مع توفيق التواتي. لجنة النظام مرة أخرى (2) دُعِيَ الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بتونس السيد توفيق التواتي للمثول أمام لجنة النظام الوطنية في الملف المالي المعروض عليها منذ مدة. كما تقرر أن يمثل أمامها بقية أعضاء الاتحاد الجهوي: روضة الحمروني وراضي بن حسين وجمال الفرجاني ولطفي اللطيفي يوم الأربعاء 28 جانفي الجاري.
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 21 جانفي 2009)
الخبير الإقتصادي حسين الديماسي لـ « الموقف »
القبول بهدنة اجتماعية لتجميد الأجور أكبر كارثة على الإقتصاد
أكّد الخبير الإقتصادي الأستاذ حسين الديماسي أنّ المدخل الوحيد للحدّ من آثار الأزمة الإقتصادية على تونس هو رفع المقدرة الشرائية للعمال. واعتبر بناء على ذلك انّ أكبر كارثة على الإقتصاد هي القبول بهدنة اجتماعية بمعنى تجميد الأجور أو حتى خفضها في بعض الأحيان. وأوضح في حديث خصّ به « الموقف » أنّ الإقتصاد الوطني يمرّ بتحديات كبرى أولها الصعوبات التي ستواجهها المالية العمومية إذ أنّ الدولة ستواجه مشكلة في تمويل ميزانيتها. وأشار إلى انّ أسعار المساكن والعقارات تضاعفت في ظرف خمس سنوات تقريبا. كما أفاد بأنّ الإسقاطات تشير إلى أنّه بحلول 2013 ستستنزف صناديق الضمان الإجتماعي كل مدخراتها. وتساءل في خاتمة الحديث « كيف يمكن أن نصلح أزمة بكارثة أكبر منها؟ » مؤكدا أنّه يجب الحد من تدهور القدرة الشرائية لأنّ الخطر الداهم سيكون في استمرار التدهور الحالي، وهذا نص الحوار: الموقف: تباينت التحليلات حول أسباب الأزمة المالية العالمية وتداعياتها، فما هو تقييمك لهذه التحليلات؟ الديماسي: بداية إنّ تكرار الحديث عن أزمة مالية فيه التباس كبير، إذ يوحي للمتلقي بأنّها مجرّد نكسة ظرفية نتيجة هفوات سوء تصّرف وتقدير قام بها المشرفون على الأجهزة المالية في البلدان الصناعية الكبرى (بنوك، بورصات، صناديق ادخار، صناديق التقاعد…). وغاية هذا الخطاب الملتبس هو صرف الأنظار عن الإختلالات الهيكلية التي تعيشها المنظومة الرأسمالية. في واقع الأمر فإنّ الأزمة المالية أو ما يعبّر عنها بالفقاقيع الماليةbulles financieres)) موقعها في المنظومة الرأسمالية مثل الدمل في جسم الإنسان، بمعنى أنّها تمثل علامة الأزمة وليس سببا لها. الموقف: ما هي حقيقة الأزمة حسب تقديرك؟ الديماسي: إنّ جذور الأزمة لا تعود إلى اللحظة الراهنة وإنما إلى أواسط الثمانينات تقريبا، وهي ناتجة في الأساس عن التباين بين العرض والطّلب. فقد عاش اقتصاد العالم في تلك الفترة تناقضا ما انفك يتصاعد بين القدرة على الإنتاج والقدرة على الإستهلاك بسبب تقزيم الأجور وإضعاف القدرة الشرائية، وتلازم ذلك مع هشهشة متعاظمة لأنظمة العمل. أمّا سبب هذا التراجع في القدرة الشرائية للشغالين فيعود إلى متغيّرات كثيرة أهمّها: دور الثورة التكنولوجية الربوتية وتأثراتها العميقة على سوق العمل، إذ تخّلت عديد المؤسسات الاقتصادية عن جزء كبير من العمال خاصّة من ذوي الكفاءة المعدومة آو المتدنيّة. وساهمت هذه الظاهرة في تضخم عدد البطالين في البلدان الصناعية (بلدان المركز)، بعد ان انضاف عدد المسرحين لأسباب تكنولوجية إلى المسرحين لأسباب اقتصادية الذين أفرزهم نزوح عدّة مؤسسات إلى بلدان العالم الثالث بحثا عن يد عاملة رخيصة. وعموما لم تعد هناك علاقة آلية بين التشغيل والإستثمار وبالتالي بين التشغيل والإنتاج مثلما كانت تعتقد جلّ النظريات الإقتصادية بما فيها النظرية الكينزية، بل أصبح الإستثمار في عديد القطاعات يفرز البطالة. وفي هذا المناخ من البطالة تضاءل ضغط العمال على الأعراف بعد أن جنح كل عامل إلى ربط علاقة مهنية فردية مع الأعراف حفاظا على وظائفهم. أمّا ثاني الأسباب فهو تراجع النقابات العمالية في كل أنحاء العالم عن القيام بدورها الذي لعبته في الثلاثينية الأولى أو ما أسميه بالثلاثينية المجيدة (بعد الحرب العالمية الثانية إلى أواسط السبعينات)، والمتمثلّ في الضغط على الأعراف لإجبارهم على توزيع الثروة بأكبر قدر من العدالة. وأثناء هذه الفترة تحققت مكاسب كبرى للعمال أهمها تنظيم وقت العمل والتمتع بأنظمة التقاعد والتغطية الاجتماعية وغيرها من المكاسب. لكن بداية من أواسط السبعينات استبدلت النقابات الإستراتيجية المطلبية باستراتيجية وفاقية انهزامية قوامها المحافظة على مواطن الشغل. وكان من إفرازات هذه الظاهرة نشأة بيروقراطية نقابية عقيمة عاجزة عن قلب موازين القوى لصالح العمال. أمّا ثالث الأسباب فهو سوء استغلال طاقات الإنتاج. الموقف: لكن كيف يمكن أن نفهم هذه الفكرة الأخيرة في ضوء كلامك السابق عن دور التكنولوجيات الجديدة في رفع الإنتاجية والإستغناء عن العمال؟ الديماسي: ليس في الأمر أيّ تناقض، ذلك أنّه في هذا المناخ المتسم بتفاقم البطالة وتردّي قدرة النقابات العمالية على التفاوض وتراجع طاقة الإستهلاك لشرائح عريضة من السكان، جنحت المؤسسات الاقتصادية إلى أنماط جديدة من التشغيل اتسمت أغلبها بالمرونة والهشاشة، مثل اعتماد عقود التشغيل لمدّة محدودة والمناولة والتشغيل بوقت جزئي. وترمي هذه المؤسسات بهذا التمشي إلى التقليص قدر الإمكان من كلفة الإنتاج والتأقلم بسرعة مع طلبات السوق من ناحية أخرى. كما أنّ التجهيزات الحديثة أصبحت تتطلّب استثمارات هائلة وهو ما يفرض مبدئيا استغلالها بالكامل على أحسن وجه واسترجاع كلفتها في أسرع وقت. غير أنّ الاستهلاك لم يستطع مواكبة قدرة هذه التجهيزات على الإنتاج بسبب استفحال البطالة، ممّا أدّى إلى نقص كبير في استغلالها وبالتالي إلى ركود بل تردّي مستوى الإنتاجية في أغلب الأحيان. وإزاء هذا الوضع لجأت المؤسسات إلى الضغط على كلفة اليد العاملة عن طريق تجميد الأجور والتراجع عن المكتسبات التي حققها العمال طيلة « الثلاثينية المجيدة ». وعموما فشلت الثورة التكنولوجية المعتمدة على الربوتية (الإنسان الآلي) فشلا ذريعا في إعطاء دفع جديد للإنتاجية. وترجع هذه المفارقة إلى النقص الفادح في استغلال تجهيزات الإنتاج بسبب اتساع الشقّة بين طاقة الإنتاج (العرض) وبين طاقة الاستهلاك (الطلب). وبعبارة أخرى صار الأعراف يحملون الشغالين المسؤولية عن الفشل في الاستغلال الأمثل لتجهيزات الإنتاج الحديثة وذلك بتقزيم الأجور أكثر فأكثر مع تدهور الإنتاج. الموقف: هذه أسباب تتعلّق بالبعد الداخلي في كلّ دولة، فهل هناك أسباب ترتبط بالعلاقات الإقتصادية على الصعيد العالمي؟ الديماسي: هذا ما وددت التطرّق إليه، إذ كان من نتائج التحولات التي تحدّثنا عنها وأساسا تدهور القدرة الشرائيّة ونقص الطلب الداخلي، أن ضاقت الأسواق المحلية بالمنتجات الهائلة. في هذه الظروف برز خطاب أواسط التسعينات يتحدّث عن عولمة الإقتصاد بكسر الحدود وفتح الأسواق، فتمّ إبرام معاهدة مرّاكش للتبادل الحرّ الهادفة إلى تقليص حماية الأسواق الداخلية إلى أقصى حدّ ممكن. وهو ما زاد سوق الشغل هشاشة في أغلب بلدان العالم باسم مقتضيات المنافسة لا فقط على مستوى الأسواق الخارجية وإنما أيضا على المستوى الداخلي. كما كان لانهيار المعسكر الشيوعي أثرا كبيرا على تدهور وضعيّة الشغالين لأنّ وجوده كان يمثّل عامل ضغط على دول وأعراف المنظومة الرأسمالية أجبرهم طيلة « الثلاثينية المجيدة » على التفاوض حول توزيع الثروة بين الأطراف الاجتماعية بقدر محترم من العدالة. كما أنّ من بين الأسباب أيضا إفلات الصين « المارد الأصفر » من قمقمه واندماجها بكل قوّة في لعبة الرأسمالية المتوحشة تساندها في ذلك دكتاتورية مطلقة. وأعطى هذا الدخول القوي للصين حججا لبقية الشركات الرأسمالية لتخفيض الأجور لمواجهة فيضان من السلع البخسة متأتية من بلد تفتقد فيه الطبقة الشغيلة إلى أبسط الحقوق السياسية والنقابية. دون أن ننسى خذلان الأحزاب اليسارية للطبقة الشغيلة بغاية الوصول للحكم والتمسّك به. ذلك انّه بعد انهيار المعسكر الإشتراكي أصبحت جلّ الأحزاب اليسارية عاجزة عن بلورة برامج اقتصادية واجتماعية ترفع من شأن الكادحين وتحمي حقوقهم المادية والمدنية. الموقف: إذا كانت الأزمة ليست وليدة اليوم، فما هي دواعي انفجارها فجأة في هذه الفترة؟ الديماسي: لتوضيح هذه المسألة وجب التفريق بين عشريتين. خلال العشرية الأولى (أواسط الثمانينات إلى أواسط التسعينات) اعتمد النمو الاقتصادي بالأساس على الطّلب المتأتي من الاستثمارات الهائلة التي حققتها المؤسسات بغاية تجديد التجهيزات، أي استبدال آلات إنتاج ميكانيكية بآلات روبوتية. أمّا خلال العشرية الثانية (أواسط التسعينات إلى أواسط العشرية الحالية) فاعتمد النمو أساسا على استهلاك الأسر المبني على التداين. لقد جنحت أغلب الأسر في البلدان المصنّعة بعد تدهور قدرتها الشرائية إلى الإقتراض من أجل شراء ليس فقط المسكن والسيارة والثلاجة وما شابه ذلك وإنما أيضا للتداوي وتعليم الأبناء وحتى للمضاربة في البورصة. ففي بريطانيا قفزت نسبة تداين الأسر بي 1996 و 2006 من 105 بالمائة إلى 164 بالمائة، أمّا في الولايات المتّحدة فارتفعت من 64 بالمائة إلى 138 بالمائة. وهذا يعني أنّ هذه الأسر أصبحت « تأكل قمحها حشيشا » مثلما يقول المثل الفرنسي، أي أنها تقتني جزء من حاجياتها لا بمواردها الذاتية وإنما بالموارد التي تطمح في تحقيقها في المستقبل. لكن رغم هذا التداين المجحف، فإن استهلاك الأسر لم يكن كافيا لدفع اقتصاديات المنظومة الرأسمالية وتحريكها نحو الأفضل بصورة منتظمة، خصوصا بعد حالة الإشباع الذي بلغه استهلاك عديد السلع مثل السيارات والتجهيزات المنزلية. وبسبب هذا التباطؤ في الإستهلاك العائلي اتجه استثمار المؤسسات نحو الانكماش. وبذلك تكدّست رؤوس الأموال في البنوك بنسق مذهل، ما دفعها إلى البحث عن تثميرها بأيّ شكل من الأشكال كي لا تتآكل هذه المدخرات بفعل التضخّم. فاختارت الجنوح إلى توظيفها لا فقط في المضاربة بمختلف أنماطه، وإنما أيضا في قروض استهلاكية دون ضمانات وذات أسعار فائدة مشطّة. وقد تهافتت جل الأسر على هذا النمط من القروض لكنها وجدت نفسها بعد مدّة قصيرة عاجزة عن تسديد ديونهم المتراكمة مما أضرّ بالتوازنات المالية لعدد كبير من البنوك وشركات التأمين، أدّى إلى إفلاس بعضها وإنقاذ البعض الآخر بأموال المواطنين. وأدّى هذا المسار إلى انقلاب التخمة في السيولة إلى شحّها وبالتالي إعراض جل المؤسسات البنكية عن إسداء قروض استهلاكية إضافية. وهو ما أثّر سلبا على الطلب خصوصا فيما يتعلّق بالسكن والسيارات. ومثّلت هذه الظاهرة بداية انخرام متصاعد للمنظومة الرأسمالية على مستوى دورة الإنتاج، وهو مسار لا يعرف أحد نهايته، إذ يتدرّج هذا المسار الكارثي كالآتي: تراجع الطلب… إفلاس أو اضطراب عدد متزايد من المؤسسات… تسريح العمال بالآلاف…. تراجع متزايد في الطلب…. إفلاس وبطالة. الموقف: كيف تقيّم الإجراءات التي اتخذت عالميا لمعالجة الأزمة؟ الديماسي: المشكل أنّ الإجراءات المتّخذة عالميا ومحليا فيما بعد، هي إجراءات عقيمة أو هي الحلّ بالمقلوب، لأنّ الأزمة ليست أزمة إنتاج وإنما أزمة استهلاك. وإنّ التركيز على إنقاذ المؤسسات المتهالكة من أموال دافعي الضرائب سيزيد الأمر سوءا. والملفت في هذا السياق أنّ الولايات المتحدة الأمريكية اشترطت على بعض المؤسسات المهدّدة بالإفلاس أن تقوم بعمليات تطهيرية تتمثل في تنقيص الأجور، وهو ما يعني أنّها اختارت معالجة المرّ (تراجع الطّلب) بما هو أمرّ منه (تقزيم القدرة الشرائية للعمال وهم أكبر فئة استهلاكية). وعموما انغمست جل دول العالم في متاهات متناقضة قصد التخفيف من وطأة الأزمة الكونية. وقد راود هذه الدول الحنين إلى عودة الدولة إلى التدخّل وإلى تأميم بعض المؤسسات وحماية السوق الداخلية. والحال أنّ نفس هذه الدول كانت إلى وقت قريب تستميت في الدعوة إلى تخلّي الدولة عن دورها التعديلي وتفويضه إلى السوق وخصخصة المؤسسات العمومية وفتح الأسواق على مصراعيها أمام السلع والخدمات الأجنبية. غير أنّها تراجعت في ما كانت تدعوا إليه واتجهت إلى تقزيم دور السوق في تعديل المنظومة الرأسمالية. وبذلك خسر السوق وظيفة هامّة كان يقوم بها وهي التخلّص من « الجيف » أيّ الشركات المفلسة والمتهالكة. وأصبحت الدول تبحث قدر الإمكان عن المحافظة على المؤسسات الخاصّة العليلة وإن كان ذلك على حساب المجموعة الوطنية وبشكل أدق على حساب العمال. وفي غياب بديل واضح للمنظومة الرأسمالية، فإني أعتقد أن الحل لا يمكن تكريسه إلا في صلب نفس المنظومة . غير أنّ ذلك لن يكون قريبا، فنحن مازلنا في بداية أزمة أرى أنّها ستدوم طويلا، وأنّها ستفرز صدامات عشوائية عنيفة بين الفئات الاجتماعية المتناحرة. كما يمكن أن تفرز الأزمة حروبا جانبية رهيبة لا تكمن غايتها في تبديل المنظومة الرأسمالية السائدة، وإنما اقتسام الثروات الموجودة بالعنف والتسلّط. الموقف: لو عدنا إلى النطاق الوطني ما هو حجم تأثّير هذه الأزمة على بلادنا؟ الديماسي: يجب التأكيد أوّلا على أنّ الأزمة المالية في مفهومها الضيّق أصابتنا منذ مدّة طويلة، على الأقل منذ 10 إلى 15 سنة. فقد عشنا منذ ذلك الوقت على وقع المضاربات العقارية تضاعف بسببها سعر العقارات والمساكن في ظرف 5 سنوات تقريبا. ولم نترقّب أزمة وول ستريت حتّى نتأثّر بتداعياتها. كما أنّ تداين الأسر تزايد بشكل كبير، ولعلّ ما وقع لـ « باطام » يمثل نسخة تونسية مصغّرة لما ضرب العالم فيما بعد. وإجمالا أعتقد أن الاقتصاد الوطني يمرّ بتحدّيات كبرى، أولها الصعوبات التي ستواجهها المالية العمومية. ذلك أنّ الدولة ستجد مشكلة في تمويل ميزانيتها. ولأنّ التداين الخارجي، وهو ضرورة لا مفرّ منها، لن يكون متيسّرا نظرا لشحّ السيولة على المستوى العالمي، فإنّها ستلجأ لا محالة إلى إثقال كاهل الطبقة الوسطى بالآداءات باعتباره المنفذ السريع. وهو ما سيزيد الأزمة استفحالا لأنّ هذه الطبقة ستفقد قدرتها على الإستهلاك، باعتباره المحرّك الأساسي للاقتصاد الوطني. أمّا الخطر الثاني فسيكون على صناديق الضمان الإجتماعي التي تعيش اختلالات في توازنها المالي قبل هذه الأزمة أصلا. كما أنّ الضغط عليها سيزداد بشكل أكبر خاصّة مخصّصات التقاعد نظرا إلى أنّ أغلب المحالين حاليا ستكون جراياتهم محترمة لأنّها ستبنى انطلاقا من سلّم أجور السبعينات المرتفع نسبيا. لذلك فإنّ الإسقاطات تشير إلى أنّه بحلول سنة 2013 ستنزف هذه الصناديق كلّ مدخّراتها. أمّا ثالث المخاطر فمردّه أنّ اقتصادنا موجّه في الغالب إلى التصدير، والقطاعات التصديرية هي أكبر مشغل لليد العاملة. وإذا علمنا أنّ جل معاملاتنا هي مع بلدان الإتحاد الأوروبي التي ستشهد اهتزازات اقتصادية كبرى. وتشير الإحصاءات إلى أنّ بريطانيا مثلا ستعرف نسبة نمو سلبية لا تقل عن 2.3 بالمائة، وهذا سينعكس بالضرورة على الاقتصاد الوطني. وستكون الصناعات الميكانيكية والألكترونية المتضرّر الأوّل من هذه الأزمة مما سيكون له انعكاسات اجتماعية نظرا إلى أنّه من أهم القطاعات تشغيلا، كما انّ مستوى الأجور فيها يعتبر محترما. كما ينتظر ان تنعكس الأزمة على القطاع السياحي فقد أكّدت تقارير المنظمة الدولية للسياحة أنّ نسبة النمو ستكون صفرا لأوّل مرّة منذ حرب الخليج سنة 1991. وقد بدأ هذا التأثّر يظهر شيئا فشيئا إذ انخفضت نسبة الليالي المقضّاة في تونس بنسبة 12 بالمائة. كما أنّ سياحتنا بات يغلب عليها صنف المتقاعدين وهذه الفئة ستكون أكبر المتضرّرين بالأزمة الحالية تبعا لأزمة الصناديق الإجتماعية في أوروبا. الموقف: إلى أيّ مدى ستضمن الإجراءات اتخذتها الحكومة تجاوز الأزمة؟ الديماسي: لو تأمّلنا في هذه الإجراءات فإنّنا لا تخرج عن نفس المنطق التي تعاملت به البلدان المصنّعة والذي سميناه « التعامل المقلوب ». فما دام يُنظر إلى هذه الأزمة على أنّها أزمة مالية ظرفية، فإنّ الإجراءات ستكون ضخّ الأموال في جثث المؤسسات المتآكلة أو الأجنبية. ولعلّ السؤال الأهم في هذا الصّدد هو لماذا يتحمّل دافع الضرائب التونسي مسؤولية إنقاذ المؤسسات الأجنبية؟ أمّا المدخل الوحيد للحدّ من آثار الأزمة فهو رفع المقدرة الشرائيّة للعمال. لذلك أعتبر أنّ أكبر كارثة على الاقتصاد هو القبول بهدنة اجتماعية بمعنى تجميد الأجور أو حتى خفضها في بعض الأحيان. فإذا كانت صادراتنا معرّضة للانخفاض فإنّ الأمر البديهي هو التوجّه إلى السوق الداخلية. فكيف يمكن أن نصلح أزمة بكارثة أكبر منها. لذلك يجب الحدّ من تدهور القدرة الشرائية لأنّ الخطر الداهم سيكون في استمرار التدهور الحالي. حاوره محسن المزليني (صدرت بالموقف عدد 481 بتاريخ 16 جانفي 2009)
بسم الله الرحمن الرحيم
ملحمة غزة :دروس وعبر؟
تابعنا مع أبناء أمتنا وأنصار الحرية في العالم العدوان الشيطاني الجنوني على قطاع غزة الذي امتد أزيد من ثلاثة أسابيع بأيامها ولياليها، كانت وطأتها تعدل قرونا على أهل غزة وعلى كل ذي ضمير حي وقلب يخفق بنبض إنساني ، لم توفّر فيها الهمجية الصهيونية أداة من أدوات الدمار مما وضعته تحت يدها الحداثة الأمريكية والغربية عامة، لم تصبّ حممها على غزة، بشرا وشجرا وحجرا ، غزة، السجن المحاصر المجوّع منذ سنوات، من أجل فرض الخضوع والاستسلام عليه وكسر إرادته وانتزاع ثقافة المقاومة منه ،وتجريده من كل سلاح للدفاع عن نفسه، على غرار ما فعلوا بأركان النظام العربي ومنه منظمة التحرير، بوضع الجميع في مربع الخضوع والاستسلام والمفاوضات التي لا تنتهي جريا وراء السراب. لقد مثلت غزة تحديا وجوديا لعصابة الإجرام الموكولة بترهيب المنطقة كلها وابتزازها، وبالخصوص بعد أن توالت هزائم العصابة، وكان آخرها في لبنان 2006 ، حيث فقد جيشها هالته الرادعة،بعد أن تمكنت عناصر الإرادة والتصميم وحسن التنظيم والإيمان والشوق إلى الاستشهاد والبعد الأخلاقي والدعم الشعبي،أن تصنع توازنا جديدا في مواجهة معادلة قوة الآلة الحديثة في يد عصابات متوحشة مفلسة خلقيا مدعومة دوليا وإقليميا . ولقد تجلت عناصر المعادلة الأولى في كل حركات التحرير وتمثل المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس نموذجها المثالي بينما تجلت عناصر المعادلة الثانية في كل جيوش الاحتلال، والصهيوني نموذجها المكثف.وفي هذا السياق يأتي استعصاء غزة الرائع في مواجهة معادلة قوة الآلة وتوحشها وإفلاسها الخلقي . مرة أخرى تنتصر معادلة الإنسان على الآلة والحق على القوة في غزة العزة . وكما توقف جيش العصابة عن إطلاق النار من طرف واحد وانسحب مدحورا من لبنان ها هو ا يكرر في غزة العزة ، نفس الإعلان ويأخذ طريقه إلى الانسحاب يجر أذيال الخيبة، تلاحقه صواريخ المقاومة التي أعلن أنه إنما جاء ليجتثها وصانعيها وحكومة حماس المنتخبة التي تدير القطاع،وتنصيب صنائعه مجددا، وليحرر جنديه الأسير ويكسر إرادة المقاومة وثقافة المقاومة ، ولكن العدو لم يحقق من تلك الأهداف شيئا غير ارتكاب جرائم الحرب والإبادة والدمار شاهدا على طبيعته الوحشية الاستعمارية. وصدق الله وعده لعباده »ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا ». في غزة كانت ملحمة كبرى من الملاحم التاريخية لأمتنا ، خاضها أهلنا : اللحم في مواجهة السكين، طيلة أزيد من ثلاثة أسابيع،صمدوا صمود الإبطال العظام، فما نال العدو شيئا من عزمهم ولا جاس خلال مواقعهم بل أجبر عن النكوص عنها خائبا مجللا بالعار، وخاضتها الأمة ومعها أحرار العالم بمجرد قلوب مقروحة ودموع مسكوبة وآهات حرى وانفجارات في الشوارع ، حتى في ظل الأنظمة البوليسية. أما النظام العربي فقد كان الشغل الشاغل لمعظمه قمع احتجاجات شعوبه متثاقلا عن كل عمل جاد لوقف العدوان من مثل قطع العلاقات مع العدو الصهيوني أو تجميد مشاريع المصالحات معه أو توقيف إمدادات الغاز أو البترول عنه وعن حلفائه أو حتى مجرد التهديد بذلك، بله إمداد غزة المجاهدة بالسلاح. ولم يلتئم اجتماع للنظام العربي إلا بعد انتهاء العدوان بعد أن تم إفشال مؤتمر الدوحة ، ليخرجوا بعد خطب ومجادلات عقيمة ببيان فضفاض لا يقول شيئا جادا عمليا في نصرة غزة المقاومة،تحت تأثير، أفرغ ما أطلقه خطاب خادم الحرمين من آمال، بما انحدر عن مطالب الحد الأدنى التي انتهت إليها قمة غزة في الدوحة. وإزاء هذه الملحمة التاريخية التي خاضتها غزة العزة وانتهت رغم ما خلفته من دمار ومآسي بنجاح باهر للمقاومة وخيبة مريرة للعدو المتوحش الذي رجع على عقبه دون أن يحقق هدفا من أهدافه، فإن حركة النهضة: 1- تهنئ شهداء غزة وجرحاها بموعودات الله سبحانه لمثلهم ، وتهنئ بالنصر قيادة المقاومة والسلطة المنتخبة في غزة وتخص بالذكر حركة حماس وحركة الجهاد وكل فصائل المقاومة، وتدعوها إلى تأسيس قيادة مشتركة لسلطة مقاومة، ففي بلد محتل لا لسلطة مشروعة إلا للمقاومة. 2– تحيّي شباب تونس ونقابييها وقواها السياسية الحية بما بذلته من مجاهدات من أجل إعلاء صوت شعب تونس الأبي تمردا على الصمت الذي فرضته السلطة بالقمع المنهجي 3- تحيّي كل القوى الشعبية التي وقفت مع المقاومة في الملحمة التي خاضتها وتدعوها إلى تحويل هذه الهبّة الشعبية إلى أعمال نضالية مؤسسية على كل المستويات القطرية والعربية والإسلامية والدولية 4- تحيّي كل القوى الرسمية والشعبية على الصعيد العربي والإسلامي والدولي الذين تحركوا لمؤازرة صمود غزة ، وتدعوها إلى مأسسة دعمها للمقاومة، على طريق تطوير مؤتمر الدوحة، دعما للمقاومة وتوحّدا حولها ، فلا خير لوحدة إلا على قاعدة المقاومة وليس على قاعدة الاستسلام كما هو خيار النظام العربي القائم. 5- تشجب التخاذل الذي يبلغ حد التواطئ الذي انتهجته معظم النظم العربية وجامعتهم، سواء من خلال القمع الذي مارسته على الجماهير، وكان النظام المتحكم في تونس من أشدها قمعا للمسيرات، أو من خلال حجب الدعم عن غزة المجاهدة والمساهمة في الحصار بقيادة نظام مبارك المتواطئ،. 6- تحيي مبادرة أمير قطر إلى عقد قمة خاصة بغزة، وتمكينه لممثلي المقاومة أن يتحدثوا باسمها ، وتشجب الأنظمة التي أعاقت هذا المسعى ومنها النظام المتحكم في بلادنا. تمكينا للجزار من الوقت الكافي للإجهاز على الضحية ، وتثني خيرا على الذين لبوا الدعوة إلى تلك القمة وعلى ما اتخذ فيها من قرارات وتدعو إلى تفعيل تلك القرارات بصرف النظر عما حصل من نكوص عنها . 7- تندد بالمكيدة التي حاكتها دولة الكيان الصهيوني مع حكومة بوش الهالكة والتي لقيت الدعم الأوروبي لتشديد الحصار القائم بمشاركة الحلف الأطلسي لحرمان أهل غزة من كل فرصة للتزود بأبسط الأسلحة للدفاع عن أنفسهم في مواجهة عدو مسلح بأسلحة الدمار الشامل . 8- تدعو الجماهير إلى مواصلة الاحتجاج في كل المستويات من مسيرات وغيرها حتى يتم رفع الحصار وفتح كل المعابر وبالخصوص معبر رفح لتقديم كل ضروب الدعم لأهلنا في غزة ولمقاومتهم الباسلة . 9-ملاحقة قطعان الاحتلال المتوحشة وبذل الجهود لتقديم قياداتها للمحاكم الدولية باعتبارهم مجرمي حرب.متورطين في حروب إبادة ضد الإنسانية. وإنها لمقاومة فنصر أو شهادة. قال تعالى »قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين. ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون »التوبة
لندن في 21 جانفي 2009 رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي
ضحية لقذائف الفوسفور الإسرائيلية رأت « شُهبا تسقط »
غزة (رويترز) – تعاني صباح أبو حليمة من حروق مضاعفة في ذراعها وساقها ويقول أطباء يعالجونها في مستشفى الشفاء بغزة ان الحروق نجمت عن قذائف الفوسفور الابيض الحارقة التي استخدمها الجيش الاسرائيلي. وعرض الاطباء عينات من مواد بنية داكنة جمعوها في حقائب بلاستيكية تنبعث منها رائحة كيماوية كريهة. وقال استشاري الجراحة صبحي سكيك « يخرج منها دخان اذا سمحت للهواء بالدخول اليها. » كما قدموا صورا لحروق مصابين التقطت مباشرة بعد نقلهم للمستشفى ومحاولات العلاج الاولى التي فشلت في منع امتداد الحروق الكيماوية الى العضلات. وقال الاطباء في مستشفى الشفاء ان هناك نحو عشر حالات لحروق شديدة ناجمة عن استخدام الفوسفور الابيض خلال الهجوم الذي شنته اسرائيل على غزة واستمر ثلاثة اسابيع. وقال سكيك « معظمهم نقل الى الحدود المصرية ثم الى مستشفيات في مصر والسعودية. لا نعرف بالفعل اين هم الان. » وقالت صحيفة هاارتس الاسرائيلية يوم الاربعاء ان تحقيقا يجريه الجيش بشأن استخدام الفوسفور ركز على واقعة اطلقت فيها 20 قذيفة من الفوسفور على منطقة مزدحمة بالسكان. واضافت ان الهجوم وقع في بلدة بيت لاهيا شمال غزة حيث اصيبت صباح يوم الرابع من يناير كانون الثاني خلال هجوم وقع بالنهار واسفر عن مقتل زوجها وابنها. وقالت صباح (45 عاما) وهي ترقد متألمة على سرير بالمستشفى وقد لفت حروقها في ضمادات كثيرة « كان الامر مثل شهب تسقط وضوء أبيض قوي. » وتنفجر ذخائر الفوسفور على ارتفاع في الجو ولا يستهدف منها القتل بالتفجير. وتطلق عن طريق مدفعية ثقيلة طويلة المدى وتفجر فوق ميدان المعركة بهدف نشر غلالة من الدخان تغطي تقدم المشاة أو لتحدد هدفا للقصف. وقال جراح التجميل جلال عبد الله « عندما نقلت هذه السيدة الى المستشفى كانت الجروح ملفوفة ومغطاة. وحين كشفناها بدأ ينطلق منها الدخان. كانت هناك رائحة كيماوية. » وأضاف « لم تكن لها نفس رائحة الحروق الناجمة عن النيران. كانت رائحتها مثل لحم متفحم.. لم نكن نعرف ما هذا في البداية. في النهاية اضطررنا الى التدخل الجراحي لاستئصال اللحم المحترق. » وذكر انه حتى بعد هذا العلاج توفي الكثير من المصابين لانهم » استمروا في نزف الدماء برغم نجاح الجراحة واصلاح الاوعية الدموية. » وقال سكيك انه ثبت من سجلات المستشفى ان الحروق ناتجة عن الفوسفور « لكننا بحاجة الى دراسة معملية لنكون موضوعيين. » وقالت هاارتس ان الجيش الاسرائيلي أطلق اجمالا 200 قذيفة فوسفور أبيض خلال عملياته في غزة. وأضافت ان 180 من هذه القذائف استهدفت نشطاء يطلقون الصواريخ عبر الحدود على اسرائيل من بساتين وحقول. وعرض فلسطيني جمع ما استطاع من متعلقاته من وسط حطام منزله في بلدة جباليا التي دمرت بالكامل جراء القصف الاسرائيلي على رويترز بعض فوارغ القذائف. ووصف المواد النارية التي سقطت بانها « مثل الشهب » وقال انه « حتى اذا وضعتها في الماء لن تنطفيء. » ومنعت اسرائيل الصحفيين الاجانب من دخول غزة خلال عملية » الرصاص المصبوب » التي قالت انها تهدف لمنع هجمات حماس الصاروخية ومعاقبة النشطاء الاسلاميين. وقتل نحو 1300 فلسطيني بينهم 700 مدني وفقا لاحصاءات جماعات حقوق الانسان. ومعظم الحالات التي ترقد في مستشفى الشفاء المزدحم هي حالات اصابة باسلحة تقليدية. وشاهد صحفيون كانوا يتابعون الهجوم الاسرائيلي من نقاط عبر الحدود قنابل حارقة تنفجر يوميا على ارتفاع نحو 300 او 400 متر فوق المدينة. وتنفجر هذه القنابل في دوائر واسعة من الدخان الابيض على شكل قنديل البحر وتنتشر على مساحات كبيرة. ويحرم القانون الدولي استخدام الفوسفور الابيض ضد أهداف عسكرية تقع وسط مناطق بها كثافة سكانية عالية الا اذا كانت الاهداف منفصلة بوضوح عنها ومع اتخاذ « كافة الاحتياطات الممكنة » للحيلولة دون وقوع اصابات بين المدنيين. وتحدث مسؤولون طبيون في غزة خلال العملية الاسرائيلية عن مقتل طفلين واصابة 14 شخصا بحروق شديدة يوم 17 يناير عندما قصفت اسرائيل مدرسة تديرها الامم المتحدة في بيت لاهيا. واتهمت منظمة العفو الدولية اسرائيل بارتكاب جرائم حرب لاستخدامها قذائف الفوسفور في مناطق مزدحمة بالسكان. ورفض متحدث باسم الجيش الاسرائيلي يوم الاربعاء الادلاء بمزيد من التفاصيل لكنه اكد ان ضابطا كبيرا عين للتحقيق في الامر. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 22 جانفي 2009)
بعد حرب غزة .. القذافي يدعو مُجددا الى قيام دولة « إسراطين »
نيويورك (رويترز) – قال الزعيم الليبي مُعمر القذافي في تصريحات نُشرت يوم الخميس ان حرب غزة ستخلف المزيد من أعمال العنف ما لم يقم الاسرائيليون والفلسطينيون دولة يطلق عليها اسم « إسراطين » يمكنهم العيش فيها سويا في سلام. وعَبَر القذافي -الذي دعا في يوم ما الى إلقاء اليهود في البحر- عن تأييده لحق اليهود في أن يكون لهم وطن على الرغم من الغضب الشديد في ليبيا وغيرها من الدول بسبب أحداث العنف في غزة. لكنه أضاف أن السبيل الوحيد لخروج الاسرائيليين من دائرة الكراهية هو أن يعيشوا مع الفلسطينيين في دولة واحدة. وكرر القذافي اقتراحا طرحه أول مرة قبل ست سنوات على الأقل لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي. ويقوم الاقتراح على ما يصفه الزعيم الليبي بأنه عدم جدوى حل الدولتين لفض النزاع. وكتب القذافي مقالا في صحيفة نيويورك تايمز قال فيه « بينما لا تزال غزة تستشيط فان الدعوات لحل الدولتين أو التقسيم لا تزال قائمة. غير أن أيا من الخيارين لن يكون مُجديا. » وأضاف أنه يجب التوصل لتسوية تتمثل في وجود « دولة واحدة للجميع.. إسراطين التي ستجعل كل من الشعبين يشعر بأنه يعيش في كل الأرض المتنازع عليها وأنه ليس محروما من أي جزء منها. » ويقول القذافي ان من المستحيل إقامة دولة فلسطينية مستقلة بجانب اسرائيل لان الاسرائيليين لن يقبلوا العيش في مرمى الاسلحة الفلسطينية. وجاءت النبرة المعتدلة لمقال القذافي الذي تزامن مع تولي الرئيس الامريكي باراك أوباما منصبه لتتعارض مع مطالبة وجهها الزعيم الليبي للقادة العرب هذا الشهر بالسماح للمتطوعين بالانضمام الى مقاتلي حماس للتصدي للهجوم الاسرائيلي الذي استمر 22 يوما في قطاع غزة وانتهى الأسبوع الحالي بعدما أعلنت كل من اسرائيل وحماس عن هدنة من جانبها. وفي السبعينيات والثمانينيات دعا القذافي مرارا الى إلقاء يهود اسرائيل في البحر. وقال القذافي في مقاله « من الضروري ألا نكتفي بكسر دائرة الدمار والظلم هذه بل وألا نعطي المتعصبين الدينيين الذين يتغذون على الصراع ذريعة تدعم قضاياهم » مرددا أصداء مخاوف لدى زعماء عرب من التهديد الذي قد تمثله حركات اسلامية أُصولية مثل حماس. وأضاف « من المُمكن تحقيق سلام عادل ودائم بين اسرائيل والفلسطينيين لكنه يكمن في تاريخ شعب هذه الأرض المتنازع عليها وليس في الخطابة المبتذلة التي تدعو الى التقسيم وحل الدولتين. » وحاول القذافي مرارا على مدى السنوات الست المنصرمة حشد الدعم العربي لاقتراحه إقامة دولة واحدة مشيرا الى أن نمو السكان الفلسطينيين سريعا سيقوض سيطرة اليهود على الدولة الجديدة. وعَبَر القذافي أيضا عن أمله في أن يكسب تأييد بعض اليهود في الغرب لرأيه. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 22 جانفي 2009)
الحكم الغزّاوية، ح 2: ضرورة مراجعة كلّ الهياكل الدولية
كتبت بتاريخ 14 يناير 2009 عن الحكم الغزّاوية وتوقّفت عند أولاها فأسميتها معرفة تحصينات العدوّ ودكّها، وبيّنت فيها بروز تحصينات جديدة تختلف عن باقي التحصينات التقليدية من حيث تكوينها، فهي ليست حجريّة غير أنّها أشدّ قسوة من الحجارة وهي ليست جامدة غير أنّها أكثر ثباتا في الخاصيات وأكثر قابلية للاستخدام من طرف العدوّ اليهودي الصهيوني الذي لم يقو إلاّ بتطويعها لنخر الجسم العربي بشكل ترتضيه المصلحة القومية أو الإقليمية… وأتوقّف اليوم عند ثاني هذه الحكم وهي ضرورة مراجعة كلّ الهياكل الدوليّة… ضرورة مراجعة كلّ الهياكل الدولية: وأولّ هذه الهياكل هي منظّمة الأمم المتّحدة، ونحن نراها قد انحرفت انحرافا مشينا عن مسارها أو هدفها المعلن الذي أنشئت من أجله في 1945 على أنقاض عصبة الأمم التي كانت قد فشلت بدورها في أداء مهامّها إلاّ ما كان من غض بصرها وسمعها وبصيرتها عن الوعد المشؤوم الذي حرّره الوزير الأوّل البريطاني المجرم، بلفور، والذي قضى بنشوء ذلك المولود المشوّه المسمّى عندهم « إسرائيل »… فقد كانت « منظّمة الأمم المتّحدة » فكرة التفّ حولها المنتصرون في الحرب العالميّة الثانية (الحلفاء)، وقد كان من أغراضها المعلنة، المحافظة على السلم العالمي والأمن والتعاون الاقتصادي والاجتماعي الدوليين، ما جعل أغلب الدول في العالم تساندها (كما هو ديدن العامّة في كلّ عصر ومصر) دون إطالة توقّف عند الامتيازات الكثيرة التي حاز عليها أصحاب الفكرة الأصليون، وهم – كما أسلفت – المنتصرون في الحرب، أي الولايات المتّحدة الأمريكية والاتّحاد السوفياتي (ولا أدري هنا، كيف ولماذا ترث روسيا تلك الامتيازات دون غيرها من بقية الدول المكوّنة للاتحاد السوفياتي سابقا) والمملكة المتّحدة والصين وفرنسا، وأهمّ تلك الامتيازات ديمومتهم فيما يعرف بمجلس الأمن الذي يعتبر أقوى وأهمّ مؤسّسات الأمم المتّحدة، فهم الأعضاء الخمسة الدّائمون فيه ولا أحد غيرهم يدوم، وهم الذين يملكون حقّ النقد (الفيتو)؛ ودون أن يدقّقوا في صدقيّة تلك الأغراض وحرص الأعضاء الدائمين على تنفيذها بأمانة وعدم انحياز يؤمّنان الضعفاء… أقول: ليس من العدل أن يستمرّ هذا الهيكل – المقام أصلا على أنقاض الحرب – مساعدا للمنتصرين منجيا للقطائهم مذلاّ « للمهزومين » أو المغلوبين على أمرهم… فما حصل في كثير من البلاد الإسلاميّة كفيل بالدفع باتّجاه التشكيك في حياد وعدل « المنظّمة الدولية »، وما حدث في غزّة كفيل بالحكم بعدم حيادها وعدلها، فقد كانت المنظمّة بأعضائها ظالمة لاإنسانية عابثة مستهترة بأرواح الأطفال والنساء دمويّة محابية للإجرام والمجرمين، وقد آن الأوان لتجاوزها أو إصلاحها من أجل المحافظة على السلم والأمن العالميين… فلا مجال مستقبلا لفيتو بأيدي أناس بيّنت الأيّام مدى حقدهم وكرههم للإسلام والمسلمين ومدى انحيازهم إلى أعداء الإنسانيّة من اليهود الصهاينة المجرمين وعدم كفاءتهم في ضبط النفس مع القوّة، بل لا بدّ أن يكون الجميع سواسية في المجلس على أن تؤخذ القرارات فيه بالأغلبية المطلقة من أصوات أعضاء منتخبين دوريا!… ولا مجال لأعضاء دائمين بل هم جميعا غير دائمين، ويقع انتخابهم دوريا (كلّ سنتين مثلا) من القارّات الخمس وبصورة متساوية في العدد ومن طرف بلدان تلك القارّات، دون إشراك الدول أو الكيانات التي لا تزال تمارس الاستعمار أو التمييز العنصري في مجالاتها!… كما أنّه لا بدّ – والحديث اليوم يتأكّد حول الدولة اليهودية والمسيحيّة – من حضور الدولة الإسلاميّة بقوّة في هذه المنظّمة، وهي هنا ليست الأنظمة التي تتّخذ الدين شعارا وإنّما هي الدول التي يعمل الحكّام فيها على الدّفاع عن الإسلام والمسلمين قولا وممارسة وتقدّما علميّا واقتصاديا، كتركيا اليوم وإيران وماليزيا والسودان وربّما قطر والإمارات؛ فلا بدّ من وجود هؤلاء كياناتٍ وليس أفرادا في مراكز البحث والتخطيط والقرار. وهو ما يعني كذلك تولّيهم السهر على اختيار الكفاءات المسلمة الصادقة العاملة في مختلف دواوين هذه المنظّمة كي نجتنب الاختراقات والخيانات التي أوقعتنا فيها شخصيات « مسلمة » اختاروها لتوقّع على تخريب العمران وقتل الإنسان وإبطال أو إعطال الدور الإسلامي في البناء الحضاري العالمي… هذا ويجب – في انتظار الإصلاح المطلوب – عدم الالتزام بأيّ قرار من قرارات الأمم المتّحدة حتّى يطبّق الكيان الصهيوني اللقيط كلّ القرارات التي صدرت بشأنه، وأوّلها قرار 242 الصادر إثر هزيمة العرب سنة 1967. كما يجب الكفّ عن التوجّه إليه بأيّ شكوى والاكتفاء بفعل ما تمليه علينا « الكرامة والسيادة والاستقلال والعروبة » وقبلها جميعا الإسلام!… على أنّ هذه التدابير لا تؤخذ أو قل لا تُقبل إلاّ بعد الفراغ من دكّ تلك التحصينات التي تكلّمت عنها في الجزء الأوّل من هذه الحكم الغزّاوية، إذ لا يمكن لمن قبل بالقاذورات تملأ بيته أن يفكّر أو يسعى إلى تطهير فضاء الجِوار!… فلن يتفطّن لظلم المنظّمة وعدم توازنها ومناصرتها للباطل على حساب الحقّ وللقويّ على حساب الضعيف من لم يتفطّن لذلك العميل الذليل الجبان المتمترس وراء قوانين ساغها لخدمة سطوته عليه!… لا بدّ من مواصلة التصرّف على ذات الطريقة التي تعلّمناها من غزّة ومن أهل غزّة الذين اختاروا الموت الرّفيع لمقاومة ساكن بمقاطعة في رام الله أو بالقصور الفخمة المنتشرة هنا وهناك في عربستان…. وما قيل عن المنظمة (منظّمة الأمم المتّحدة) يقال عن كلّ المؤسّسات الملحقة بها، فيلزم مراجعتها جميعا وفي مقدّمة تلك المؤسّسات المحاكم المتربّصة بالمسلمين وبرموزهم وبالضعفاء… كما ينبغي مراجعة كلّ المصطلحات السائدة وشرحها وإزالة الشبهات عنها، فالحديث عن حقوق الإنسان مثلا وعن محاربة الإرهاب يقود حتما إلى التعريف بالإنسان؛ أهو كما نفهمه نحن بنو الإنسان أم كما يفهمه حكّامنا الظلمة أم كما يفهمه ذلك القويّ الدّائم بمجلس الأمن وقد أمهل اليهود وأعطاهم الوقت اللازم لإفناء الإنسان؟! كما يقود إلى التعريف بالإرهاب وبالإرهابي أهو بعض ردود الأفعال اليائسة أم هو تلك القوانين المكبّلة المفقدة للحراك أم هو تلك القنابل العنقودية الفسفورية الثقيلة الذكية المحرقة الناسفة القاطعة؟! أهو ذلك المغلوب على أمره الممنوع من حرّيته المتمسّك بدينه أم هو ذلك المتاجر برؤوسنا وجماجمنا أم هو بلفور أم هو اليهود الصهاينة أم هو بوش وكلّ الدمويين بالعالم؟!… على أنّ ما يساعدنا على فهم هذا كلّه هو فهم كلمات صيغ منها شعار ردّده الكثير منّا يقول: »غزّة غزّة رمز العزّة »!… وقد ردّد وغزّة وقتها تحترق ونفوس أهلها تصقل وتصفو وتعلو وتسمو فتعلن بكبرياء لا يقوى عليه القاعدون أن لا حياة بدون عزّة ولا عزّة بلا ثمن وأنّ ثمنها باهظ باهظ باهظ!….السلام عليكم ورحمة الله… عبدالحميد العدّاسي
شكراً لغزة التي وحّدت
صلاح الجورشي (*) هناك غزة التي تحترق تحت القصف الهمجي، وهنا الجماهير العربية التي واكبت المجزرة لحظة بلحظة، وجهان ترابطا بشكل جدلي طيلة الأسابيع الثلاثة لهذه الحرب القذرة. ورغم ما يقوله البعض حول الجدوى من المسيرات التي تنظم هنا أو هناك -في محاولة لتسخيف هذا النوع من المساندة والتعبير عن التضامن- فإن ما حدث يشكل ظاهرة جديدة في الاجتماع السياسي العربي، ويمكن اعتباره خطوة لنهوض مدني غير مسبوق في كثير من الدول العربية. النزول إلى الشوارع بالآلاف أو بمئات الآلاف سلوك حضاري، يقطع حالة اللامبالاة، ويعطي الفرصة لملايين المواطنين المحرومين من ممارسة حقهم في التعبير عن آرائهم وعن وجودهم المدني والسياسي، وينمي الإحساس بالمسؤولية لديهم، ويرفع من شعورهم بالانتماء المشترك لأمة واحدة، ويوسع من دائرة الثقافة السياسية لأعداد ضخمة من الأفراد الذين همشتهم السياسات الرسمية، وأغرقتهم ثقافة الاستهلاك في بحر من الجزئيات والقصص الصغيرة والتافهة. إن التظاهر من أجل سكان غزة، هو بالنسبة للفرد خروج من دوامة المألوف، وانخراط ولو مؤقتا في هم كبير، وتدريب على نضال ولو محدودا من أجل قضية إنسانية ومصيرية، أي القطع مع الفردانية القاتلة والتدرب على بناء تقاليد النضال المشترك، وكل هذه قيم ضرورية لبناء مواطنة فعلية، وتأسيس رأي عام حقيقي ومؤثر. التعبير عن المشاعر العميقة ليس عيبا، حتى لو تم ذلك بلغة ضعيفة، المهم هو الصدق في التعبير الذي يشكل الشرط الأساسي للتأثير في الآخرين، فالإنسان هو جوهره الذي يتجلى في حالات الضعف والغضب والحب والألم والإحساس بالانتصار أو الهزيمة، بما في ذلك لحظات العجز عن الكلام وفتح المجال للغة الصمت وتقاسيم الوجه أو البكاء، المهم هو توفير الحد الأدنى من حرية الإفصاح عن المشاعر والأفكار والمواقف. هذا ما تمتعت به جماهير واسعة في بلاد كثيرة ومنها دول المغرب العربي، وقد تفوقت الساحة المغربية في هذا المجال، حيث استطاعت مختلف الاتجاهات السياسية والجمعوية أن تنجح في تنظيم مسيرات وصفت بالمليونية، دون أن يقع إخلال بالأمن، أو تورط في تنازع مذهبي أو إيديولوجي، حيث تمكن العلمانيون والإسلاميون أن يتجاوزوا خلافاتهم، وأن يتحدوا وراء قضية واحدة وشعار موحد هو «غزة رمز العزة». كذلك الشأن بالنسبة للموريتانيين، رغم المحنة التي لا تزال تمر بها تجربتهم الديمقراطية الهشة، مارسوا مختلف الضغوط لتوحيد كلمتهم حول مطلب واحد هو قطع علاقات بلادهم بإسرائيل وطرد سفيرها من العاصمة نواكشوط. أما في الجزائر، فقد أدى الضغط الشديد على الحكومة إلى أن تتراجع عن تمسكها بقانون حظر التظاهر وأن تسمح بتنظيم مسيرات شعبية واسعة النطاق، رغم حالة الطوارئ المعلنة في البلاد منذ مطلع التسعينيات في ظل مرحلة ما سمي بالحرب على الإرهاب، وقد التقت إرادة كل القوى السياسية حول تفعيل التضامن الجزائري الشعبي والرسمي مع فلسطين، واتخذ ذلك أشكالا متعددة، من بينها مقاطعة عدد واسع من البرلمانيين لجلسة مجلس الشعب، رفضت خلالها رئاسة المجلس مناقشة هذه المسألة. وفي تونس، التي ليس من تقاليد نظامها السياسي التساهل مع فكرة النزول إلى الشارع، نظمت في مختلف مدنها وحتى قراها العشرات من المسيرات العفوية، دون أن ينتظر أصحابها ترخيصا قانونيا من السلطات، صحيح أن بعضها قد منع واستعمل خلاله العنف لتفريق المتظاهرين، لكن أغلبها تم بدون مواجهات مع قوى الأمن. شارك في هذه المسيرات سياسيون ونقابيون ونشطاء منظمات المجتمع المدني، لكن أهمها تلك التي شاركت فيها أعداد ضخمة من الشبان وطلاب الجامعات وأبناء المدارس جميعهم صهرتهم أحداث غزة التي كشفت عمق الانتماء العربي لدى التونسيين، وذلك رغم ما يقال عنهم في المشرق العربي بالخصوص، فالشعب التونسي عريق في انتمائه العربي والإسلامي، وشبابه بالخصوص، قد يبدو على بعض شرائحه مظاهر التغرب والانعزالية الضيقة والسطحية الثقافية، لكن في لحظة المواجهة والصدام، يتكشف المعدن الحقيقي لهؤلاء، فإذا بكل الجهود التي بذلت من أجل تحويل وجهته تتهاوى أمام الاختبارات الحضارية الكبرى. نعم، فلسطين لا تزال توحد الجميع، سواء أكانوا شعوبا أو أفرادا، أو أحزابا، أو نشطاء مجتمع مدني، أو عشائر وطوائف وقبائل ومذاهب، إنها بمثابة القوة التي تصهر مكونات هذه الأمة التي لا يزال البعض يبحث عنها ويشكك في وجودها، رغم أنها تتحرك أمامهم، وتكشف للعالم عن جسمها الحي والمتواصل عبر الجغرافيا والتاريخ. ولعلها المرة الأولى التي وجدت فيها أنظمة عديدة نفسها مضطرة للتفاعل مع مجتمعاتها المدنية، ولو بطريقة جزئية، لكنها أدركت أن تجاهل الشارع في هذه الأزمة الطاحنة سيكون خطأ لا يغتفر. (*) كاتب تونسي (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 22 جانفي 2009)
غزة الصامدة (2).. صوت الأحرار وصمت التماسيح
احميدة النيفر (*) صمت المجتمع الدولي وعجز جامعة الدول العربية لا يقلاّن فتكاً وأذى عن الهول التدميري والإبادة الهمجية اللذين يواصلهما الجيش الصهيوني في غزة. كيف يمكن القبول بكل هذه الفظاعة التي تجري أمام أعين العالم دون أن يحرك المسؤولون في العالم الغربي ساكناً؟ لماذا لم يفتؤوا يقيمون الدنيا ويتحركون في كل صوب بادعاء حماية ضحايا إقليم دارفور السوداني بينما يبقون في صمت مفزع غريب لا يخرجون عنه إلاّ للتعبير عن تفهّمهم للحرب الوقائية التي «اضطر» إليها الكيان الصهيوني؟ كيف يسمح أبرز الساسة الأوروبيين بهذه المذابح تقترف أمامهم وتسيل يوميا منها دماء المدنيين الأبرياء في حين لا يتورعون عن الاعتراض على دخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي بحجة أنها لم تعترف بعد بتهجير الأرمن وإبادة جموع منهم فيما بين عامي 1915 و1916 أيام الإمبراطورية العثمانية؟ لماذا تقتصر كبريات الصحف الفرنسية في حديثها عن المجازر اليومية التي ترتكب في غزة على تقارير مقتضبة بعبارات مهذبة وكأن الأمر يتعلق بمناوشات عابرة في أقصى الأرض، تفعل هذا مع تضخيم مريع لحادث ارتطام سيارة ملتهبة دفع بها «إرهابيون» فأصابوا سور كنيس يهودي في مدينة تولوز الفرنسية أفزع جيران المعبد؟ هل من الموضوعية أن تخصص قناة «آرت» الألمانية-الفرنسية في الأسبوع الثالث للعدوان الصهيوني قسماً من نشرة أخبارها الرئيسة لـ «ريبورتاج» هو من صميم الدعاية الصهيونية عرض فيه مراسل القناة ما أصاب سكّان مستعمرة صهيونية قريبة من غزة من قلق جراء سقوط قذيفة على المعبد أثناء صلاتهم؟ كيف نفسر هذه السياسة الإعلامية التي ضاق بها ذرعا الفرنسي برنار لنجلوا مؤسس صحيفة «بوليتيس» (Politis) الأسبوعية فأدانها بأسلوب ساخر مرّ؟ كتب تحت عنوان «تلاعب إعلامي»: «إننا بحاجة إلى امتلاك القواعد الأساسية التي تمكّننا عند متابعتنا أحداث الشرق الأوسط من حسن فهم نشرة الأخبار الرئيسة المتلفزة وفي قراءتنا الصباحية للصحافة الفرنسية. هي عشر قواعد: الأولى، أن الفلسطينيين هم الذين يبادرون بالاعتداء بينما تكون إسرائيل مرغمة على الدفاع عن نفسها قصاصاً من المعتدين. الثانية، لا حقَّ للفلسطينيين واللبنانيين في قتل المدنيين من الجهة المقابلة لأن ذلك يعدّ عملاً إرهابياً. الثالثة، أن لإسرائيل الحق في قتل المدنيين العرب باعتبار ذلك دفاعاً عن النفس. الرابعة، عندما تبالغ إسرائيل في قتل المدنيين العرب تدعوها القوى الغربية إلى الاعتدال، ذلك يسمّى موقفَ المجتمع الدولي. الخامسة، لا يحقّ للبنانيين والفلسطينيين أسر عسكريين إسرائيليين حتى وإن بلغ عددهم ثلاثة أشخاص. السادسة، يجوز للإسرائيليين اختطاف أي عدد من الفلسطينيين وقد بلغ عدد المختطفين منهم 11 ألف سجين من بينهم 450 امرأة وطفلاً، لا مانع من ذلك ولا حاجة لإثبات جرم المختطف الفلسطيني ما دامت تهمة الإرهاب جاهزة. السابعة، حين نستعمل كلمة فلسطيني فلا بد من إضافة عبارة المدعوم من سوريا وإيران. الثامنة، ينبغي أن لا نضيف إلى كلمة إسرائيل عبارة المدعومة من قبل الولايات المتحدة وفرنسا وأوروبا لما في ذلك من إيحاء بأنه صراع غير متوازن. التاسعة، يجب أن لا نستعمل عبارات: الأراضي المحتلة وقرارات الأمم المتحدة وانتهاك القانون الدولي واتفاقيات جنيف لأنّها عبارات تشوّش ذهن المشاهد والقارئ. العاشرة، نظراً لكون الإسرائيليين يجيدون اللغة الفرنسية بينما معرفة الفلسطينيين بها عادية فإننا نخصص دائماً لهؤلاء وقتاً أقلّ من أولئك عند المشاركة في برامجنا. جميع هذه القواعد يسمى عندنا الحياد الإعلامي». هذا صوت لأحد الأحرار حاول أن يمزّق جدار الصمت المطبق على عموم الساسة ورجال الإعلام في الغرب. صوت آخر لا يقل قوة وصدقاً عن السابق لم تسمح له وسائل الإعلام الفرنسي بالنفاذ إلى الجمهور الغربي رغم إجادته اللغة الفرنسية، مع ذلك استطاع بفضل الشبكة الدولية (الإنترنت) أن يصل إلى أقاصي الأرض مؤكداً أن الحق لا يعدم أنصاراً تحيط به. أندري نوشي (André Nouschi) هو صاحب هذا الصوت المنصف، هو أستاذ جامعي فرنسي ولد في مدينة قسنطينة بالجزائر منذ 86 سنة وشارك أثناء الحرب العالمية الثانية مع مناضلي فرنسا الحرّة ضد الغزو الهتلري. لم يتردد في رسالته المفتوحة التي بعثها إلى سفير تل أبيب في باريس في وصف المجازر التي يقوم بها الصهاينة في غزة بأنها تكرار لفظائع هتلر إزاء بلدان أوروبا. بدأ رسالته بفضح مزاعم الصهاينة في ادعائهم التمسّك بالديانة اليهودية قائلاً: «بدأتم الحرب على غزة يوم سبت (27 ديسمبر 2008- السبت اليهودي هو يوم الربّ) وهو يوم كان ينبغي أن يكون للسلام، أما أنا فإني أنظر لما تقترفونه منذ سنوات بغيظ لأنه استعمار وسرقة لأراضي الفلسطينيين… لم يبق لي مجال للصمت لأنكم تتصرفون تماما كما فعل هتلر بأوروبا فصنيعكم ليس إلاّ استعمارا وسرقة، إنّه فاقد للشرعية ولأية صبغة قانونية». ثم يواصل قائلاً: «أنتم لا تعون أنكم تحفرون قبوركم بأيديكم لأنكم لم تدركوا أنه محكوم عليكم بالعيش سوياً مع الفلسطينيين والدول العربية، فإن افتقدتم لهذا الذكاء السياسي فلستم إذن أهل تدبير وعلى قادتكم أن يستقيلوا». يختم الأكاديمي الفرنسي رسالته المفتوحة بقوله: «إني شخصياً سوف أحاربكم بكل ما أملك من قوة، كما قمت بذلك بين عامي 1938 و1945، حتى تقضي عدالة البشر على الهتلرية التي هي في صميم بلدكم، بؤساً لإسرائيل، ولينزلنّ إلهكم على قادتها النقمة التي يستحقونها، فإني أخجل لكم، لعنكم ربكم إلى أبد الآبدين». هذا صوت آخر تجرأ في فرنسا أن يعلن رأيه بوضوح كامل قد يكون ساعده عليه أنّه من أصل يهودي وأنّه لولا ذلك لنُصبت له مشانق «معاداة السامية» التي يحاول أن يخرس بها المتنفذون وأصحاب المصالح الكبرى في الغرب كل صوت وطني حرّ. يمكن أن يطول بنا الحديث عن أصوات الأحرار والموضوعيين في العالم لكن الذي لا يمكن أن نغفل عنه هو موقف هام يساعد على فهم هذا الصمت الدولي وذاك العجز العربي كما يشير إلى تلك الدروب المهجورة في رؤيتنا لمستقبلنا العربي في العالم. الموقف الذي نقصده هو الذي أعلن عنه هذا الشهر الأستاذ إيف بيسّون (Yves Besson) مدرّس العلاقات الدولية في عدة مؤسسات جامعية بسويسرا والدبلوماسي الأسبق في حوار أجراه موقع إعلامي سويسري. كان الحوار على غاية من الأهمية لكن هناك ثلاث أفكار برزت في الحوار ذات صلة بما نحن بصدده: 1- سويسرا هي البلد المؤتمن والضامن لمعاهدات جنيف ولها علاقات قوية مع إسرائيل كما أنها لم تقطع علاقاتها مع حركة حماس ولم تقبل وضع حماس على قائمة الحركات الإرهابية، مع كل ذلك فإنّ جهود سويسرا لم تُجد نفعاً في الأزمة الحالية. 2- صمت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرها يعني أنهم مسرورون لرؤية إسرائيل تُخلّص عملية السلام من وجود حماس، يدفعنا ذلك إلى الاعتقاد بأن تحقيق إسرائيل لذلك يعني إعادة احتلال غزة وأنه عندئذ تُستأنف عملية السلام. 3- هناك أنظمة عربية ستسعد بتنحية حماس شرط أن يتم ذلك بسرعة وأن يفضي إلى نتائج إيجابية على مستوى عملية السلام، لأنه إذا ما لم تكن هنالك نتائج إيجابية، وإذا لم يُقدم شيء لمحمود عباس وفتح في رام الله، فإن الوضع سيصبح أكثر سوءاً. في كلمة تختزل مسألة الصمت الدولي و»عجز» الدول الهامة في المنطقة العربية عن مواجهة حرب الإبادة الصهيونية فالأرجح، حسب هذا الخبير، أننا أمام حرب بالوكالة يتولاها الجيش الصهيوني لفرض حل سلميّ يناسب أهمّ الأطراف الدولية والإقليمية كما يحقق الصهاينة منه مآرب دولية أخرى. قد يبدو للبعض أن هذه الفوضى العارمة على كل الصُعُد هي من نتائج عولمة مثيرة للاضطراب. ما أعرفه أن افتراق السياسة عن الأخلاق عاهة ضاربة في القدم. لقد ثار على أحد ملوك تونس ابن أخته وحاصره في قصره ثم تمكّن من اقتحامه ولمّا دخل عليه غرفته وهمّ بقتله ذكّره الملك المهزوم بأنه خاله وأنه ربّاه ورعاه صغيراً، أجاب الأمير المتمرد: «يا خالي إنّ المُلك عقيم»، ثم أجهز عليه. (*) كاتب تونسي (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 22 جانفي 2009)
انكسار الهجمة لا يترك مجالا للشك فيمن أخفق
د. بشير موسى نافع (*) قبل أقل من أربعة أسابيع، أشرت في هذا الموقع إلى أن نهاية الهجمة الإسرائيلية بتوفر الشروط التالية يعني إخفاقاً إسرائيلياً قاطعاً: 1- بقاء حكومة حماس في قطاع غزة، بصفتها حكومة منتخبة لا يجب أن تتغير بدون إرادة انتخابية فلسطينية أو توافق وطني. 2- بقاء قوى المقاومة، واحتفاظها بقدراتها على المقاومة. 3- انتهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، حصار المنافذ، والحصار السياسي على السواء. عند كتابة هذا المقال، كان الإسرائيليون قد أعلنوا وقف النار من طرف واحد، وبدأوا الانسحاب من المناطق السكانية في أطراف المدن، التي كانوا قد احتلوها بعد مقاومة باسلة، والتمركز في المحيط الزراعي للقطاع، وفي الممر الرملي الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه. بعد قصف فلسطيني بالصواريخ لأهداف إسرائيلية استمر إثنتي عشرة ساعة بعد الإعلان الإسرائيلي، أعلنت قوى المقاومة من جانبها عن وقف إطلاق نار لمدة إسبوع، انتظاراً للانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع. كافة الدلائل تشير إلى أن شروط إخفاق الهجمة الإسرائيلية الأخرى في طريقها إلى التحقق. كان الإسرائيليون، وبعد ثلاثة أسابيع من المفاوضات الشاقة التي قادها المصريون والأتراك، قد فاجأوا الجميع بالذهاب إلى واشنطن، وتوقيع بروتوكول تفاهم مع الجانب الأمريكي، يتعلق بالتعاون الاستخباراتي لمنع تهريب السلاح إلى قطاع غزة، والعمل في البحر وعلى الحدود بين مصر والقطاع لتحقيق الهدف ذاته. بالرغم من الضجيج الإعلامي الذي أحاط بهذا الاتفاق، فإن ما ضمه لا يخص الجانب الفلسطيني بأي حال من الأحوال؛ فالفلسطينيون ليسوا مسؤولين عن تأمين مصالح وشروط سيادة دول عربية وإسلامية مستقلة وذات سيادة، وهذه الدول هي المسؤولة عن مواجهة أية إجراءات قد يحاول الأمريكيون أو الإسرائيليون أو منظمة حلف الناتو فرضها في أعالي البحار أو داخل حدود دولة ما. في أحد جوانبه، كان التفاهم الإسرائيلي ـ الأمريكي هروباً من الساحة الحقيقية للصراع والحرب، وتعبيراً عن العجز عن فرض الشروط الإسرائيلية على الفلسطينيين. في جانب آخر منه، كان الاتفاق محاولة لانتهاك السيادة المصرية على وجه الخصوص؛ لأن حدود قطاع غزة البرية الوحيدة مع العالم هي الحدود مع مصر. ولذا، فقد جاء الاتفاق مفاجأة خاصة للقاهرة، وسرعان ما أطلق ردود فعل غاضبة من الرئيس المصري ووزير خارجيته، أكدت على رفض مصر لأي تواجد دولي على الجانب المصري من الحدود. بيد أن الإعلان الإسرائيلي عن وقف إطلاق النار، بدون اتفاق، كان مفاجأة أخرى للقاهرة، واستبطنت إدارة ظهر إسرائيلية للمبادرة المصرية، بالرغم من محاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي تلطيف المفاجأة بالادعاء أن قرار وقف إطلاق النار كان استجابة لدعوة القاهرة. ما إن أدرك المصريون أن الحكومة الإسرائيلية لم تعد تضع المبادرة المصرية في اعتبارها حتى سارعت إلى عقد مؤتمر قمة مصري ـ أوروبي، التحق به أيضاً كل من الرئيس التركي، الملك الأردني ورئيس سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني. كان المؤتمر في الأصل فكرة تركية، والمفترض عقده بعد نهاية الحرب وبعد تسلم أوباما مقاليد الرئاسة الأمريكية، لوضع أسس ترتيبات طويلة المدى وبدء عملية إعادة إعمار القطاع وإعادة إطلاق عملية السلام. ولكن المفاجأة الإسرائيلية فرضت على القاهرة المسارعة في عقد المؤتمر. وقد استهدفت قمة شرم الشيخ تحقيق هدفين: الأول، الضغط على الدولة العبرية لتنفيذ بنود المبادرة المصرية في خطوطها العامة، حتى بدون اتفاق رسمي مسبق؛ ومحاولة فتح نافذة لعودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، في إطار من مصالحة وطنية بالشروط السابقة على العدوان، لتجنب أن تكون حكومة حماس هي من يقود حركة إعادة بناء القطاع. ما يبدو أن الهدف الأول قد تحقق، بمعنى أن الإطار العام للمبادرة المصرية أعيد له الاعتبار، بدون أن يعني هذا أن قوى المقاومة ستقبل بالتفاصيل والشروط التي يطلبها الإسرائيليون وبعض الأوروبيين. ولكن الهدف الثاني لن يتحقق بسهولة، لأن الوقائع على الأرض تشير إلى تراجع ملموس في موقع ودور وشرعية سلطة رام الله. ستكون المفاوضات من أجل ترتيبات الإشراف على المعابر وانتهاء الحصار في شكل كلي وشامل ودائم والعودة إلى ما يسمى بالهدنة عسيرة، ليس فقط لأن القاهرة ترفض وجوداً أجنبياً على الأراضي المصرية من الحدود، ولكن أيضاً لأن الفلسطينيين في القطاع لن يقبلوا بأية قوات دولية في قطاع غزة. وقد بات واضحاً أن الإسرائيليين لن يحصلوا على تهدئة دائمة من الفلسطينيين، مهما بلغت الضغوط. ما قد يتبع ذلك من جهود لإطلاق مصالحة وطنية فلسطينية، لن يكون أقل تعقيداً. فالحوار الوطني لن ينجز الآن ضمن الشروط السابقة، التي أثبتت أصلاً أنها لم تكن كافية لبدء هذا الحوار في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. حماس قد لا تقبل بالحوار الآن بدون إفراج كامل عن مئات المعتقلين من تنظيمات المقاومة في سجون سلطة رام الله؛ كما أن من المستبعد أن يكون هناك حوار قبل تراجع السلطة عن إجراءات إغلاق عشرات المؤسسات الخيرية والاجتماعية في الضفة الغربية؛ إضافة إلى أن بقاء سلام فياض رئيساً للوزراء، وهو الذي عين في موقعه بطريقة غير دستورية، وتعهد برنامجاً أمنياً لتدجين الضفة الغربية، قبل وأثناء الحرب على قطاع غزة، سيكون عقبة في طريق الحوار. إحدى أهم أهداف محاولة الحوار الوطني في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، كان حصول عباس على تفويض وطني فلسطيني باستمرار التفاوض من أجل تسوية نهائية للصراع. هذا الهدف لن يمكن تحققه في حوار وطني قادم، بدون الاتفاق على وجود رقابة وطنية جادة على عملية التفاوض. في نهاية هذه الجولة من الصراع، وكما في نهاية حرب صيف 2006، سيشهد الجانبان العربي والإسرائيلي جدلاً حاداً حول من أخفق ومن كسب، وربما سيكون المشاركون في جانبي الجدل هم أنفسهم، وتكون مقولات الطرفين هي نفسها. ما يغيب عن الكثيرين من أطراف هذا الجدل أن الأمم لا تختار عدوها دائماً؛ وقد وجد العرب أنفسهم أمام عدو يرى نفسه فوق القوانين والأعراف الإنسانية. وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرف فيها العرب على ما يمكن أن يحدثه الصراع مع الدولة العبرية من موت ودمار، منذ حرب 1948 التي مسحت قرى ومدن فلسطينية من الوجود، وحرب الاستنزاف التي أوقعت دماراً شاملاً بكل مدن القناة المصرية، وحصار بيروت وحرب 2006 المدمرتين. كان ثمن صمود قطاع غزة باهظاً بلا شك، ولكن الخيار الآخر كان في الاستسلام والمزيد من تمادي الهيمنة والسيطرة الوحشية الإسرائيلية. والمؤكد أن آلة الدمار الإسرائيلية توجهت أساساً نحو المدنيين الفلسطينيين، بشراً وسكناً ومؤسسات. خسائر قوى المقاومة كانت ضئيلة إلى حد لا يمكن حتى وضعها في حسابات نتائج الحرب. من جهة أخرى، كانت المصالحة العربية في الكويت في الحقيقة ليست أكثر من تعبير عن مكر النظام العربي الرسمي على شعوبه، ومحاولة لامتصاص غضب الشارع. أشارت كلمات الرؤساء والملوك العرب في افتتاح القمة إلى حجم التحول الذي أحدثته الحرب الإسرائيلية على غزة، الصمود الهائل في مواجهة العدوان، وما صاحب الحرب من تطورات على صعيد المواقف العربية، ولكن بيان القمة أعاد التوكيد على الهوة الفاصلة بين النظام العربي الرسمي والشعوب. بالرغم من الآثار الفلسطينية والعربية والعالمية الكبيرة لهذه الحرب، فلن تكون الاخيرة في هذا الصراع. ثمة إدراك أوروبي متزايد (تعززه التحولات المطردة في الرأي العام الأوروبي تجاه الدولة العبرية)، بأن الصراع في الشرق الأوسط آن له أن ينتهي، وأن على القوى الغربية مسؤولية متعاظمة للعمل على حل نهائي لهذا الصراع. وربما ستظهر إدارة أوباما جدية أكبر في التعامل مع هذا الملف، وتبذل جهوداً سريعة في هذا الاتجاه. ولكن المسألة الفلسطينية، كما هي في أصولها التاريخية، أوسع بكثير من الدائرة الفلسطينية. وحتى في الدائرة الفلسطينية الصغيرة، فإن سقف ما تقدمه الدولة العبرية للفلسطينيين أقل بكثير من حد الفلسطينيين الأدنى، سيما بعد التحولات المتسارعة في خارطة القوة الفلسطينية. والتآكل في قوة الردع الإسرائيلية لم يبدأ في حرب صيف 2006، بل ومباشرة بعد الانتصار الإسرائيلي الهائل في حزيران/يونيو 1967. منذ ذلك الانتصار قبل أربعين عاماً لم تحقق الدولة العبرية انتصاراً واحداً، لا على الجيوش العربية النظامية، ولا على قوى المقاومة غير النظامية. ولأن هذه الدولة ولدت من رحم عنف دموي استيطاني، وعاشت على العنف، فستظل تطارد وهم الردع. وليس لأحد أن يستبعد حرباً اخرى في المستقبل القريب أو الوسيط، حرباً ضد إيران، أو ضد حزب الله، أو ضد الفلسطينيين. (*) كاتب وباحث عربي في التاريخ الحديث (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 22 جانفي 2009)
استدعاء المسيري لتفسير أحداث غزة
بقلم: خالد السيد وهدا، رئيس تحرير سلسلة « أدباء ماسبيرو » ظللت أتأمل ما يحدث في غزة علي مدي3 أسابيع, وأنا في حيرتي الشديدة تذكرت الراحل د. عبد الوهاب المسيري ـ الذي اختارني مع مجموعة من شباب الباحثين والباحثات في كافة المجالات قبل اكثر من عشر سنوات, لأخذ دورات فكرية في كافة المجالات, وقد درس لنا قسما كبيرا من موسوعته اليهود واليهودية والصهيونية ورأيت أن أحاول تفسير هذه الأزمة وفقا لرؤيته حول المسألة اليهودية وعلاقتها بالغرب, وكذلك قضية وجودهم في فلسطين المحتلة, واستخدام كل هذه النيران علي شعب محاصر, كأن إسرائيل ستسقط غدا, وكذلك موقف النخب العربية والجماهير. وتعتمد هذه الرؤية علي عملية تفكيكية لأصل عناصر الأزمة, بهدف اكتشاف العلاقة بين هذه العناصر والثغرات الموجودة في البناء الغربي الذي تمتد إليه إسرائيل عضويا وهي تتركز في هذه الملاحظات الفكرية. 1 ـ الضغط: أول درس تعلمته من الفيلسوف الراحل هو أن العقلية الصهيونية لا تقدم أي تنازلات إلا تحت الضغط, وهنا لابد أن يفهم صاحب القرار العربي هذا المفتاح جيدا. 2 ـ الدولة اليهودية: ظهرت دولة إسرائيل باعتبارها دولة استيطانية قتالية للدفاع عن المصالح الاقتصادية والاستراتيجية للعالم الغربي في المنطقة, ويقوم هو بالدفاع عنها بالمقابل. 3 ـ الترانسفير المعرفي: وهي تتجاوز عملية طرد عنصر سكاني من محل إقامته وإعادة توطينه في مكان آخر, مثلما حدث للفلسطينيين علي يد الصهاينة, وإنما هي في جوهرها تصدير لإحدي مشاكل اوروبا الاجتماعية حول المسألة اليهودية الي الشرق, فيهود اوروبا هم مجرد مادة, فائض بشري لا نفع له داخل اوروبا يمكن توظيفه في خدمتها في فلسطين, والعرب ايضا مادة, كتلة بشرية تقف ضد المصالح الغربية, وفلسطين كذلك مادة فهي ليست وطنا وإنما هي جزء لا يتجزأ من الطبيعة التي يطلق عليها كلمة ارض, فتم نقل العرب من فلسطين ونقل اليهود اليها. وهم بذلك ليسوا فقط مثل المستعمرين القدامي الذين يسلبون ثرواتنا, بل يقومون باستلاب الأرض ويريدون ان يعيشوا في راحة بال بلا مقاومة تستعيد حقوق الشعب الفلسطيني, بل يمتد الامر ان يسلبنا اسباب الحياة والاستمرار حتي نرحل من الارض ليحل محلنا فيها, وتمت اعادة صياغة كل شئ بما يتلاءم مع مصالح الإنسان الغربي, الذي تجذرت لديه قضية الترانسفير بأن الإنسان قادر علي تغيير منظومته القيمية بعد إشعار قصير, وأن الهدف من الحياة هو الترانسفير الدائم في ظل التقدم الدائم بلا نهاية معروفة. 4 ـ منهجة الابادة: منذ أن قام النظام العالمي باقتسام العالم, انغمس في عمليات ابادة منهجية لم يعرفها تاريخ البشر من قبل مثل ابادة سكان الامريكتين لتموت معهم حقوق التاريخ والارض ليستولوا عليها, وقام بعمليات ترانسفير مثل نقل السود من افريقيا الي الامريكتين لخدمة المشروع الرأسمالي دون ان يكون للسود حقوق او تاريخ, كما نقل العناصر البشرية غير المرغوب فيها اليهود إلي فلسطين والفائض البشر ـ كبار السن والمرضي ـ والثوريين والفاسدين اجتماعيا إلي جيوب استيطانية أخري. 5 ـ النخبة اليهودية: تدور في إطار مرجعية فكرية ترتكز علي العلمانية الشاملة, التي تري أن العالم مكون من مادة واحدة, تشكل كلا من الإنسان والطبيعة, مادة ليست لها أية قداسة أو أسرار, وفي حركة دائمة لا غاية له ولا هدف, ولا تكترث بالخصوصيات أو التفرد أو المطلقات أو الثوابت, وكذلك فصل كل القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية عن العالم, وهنا تتحول القضايا العربية ومقدرات الفلسطيني الي مادة استعمالية لا قداسة لها. 6 ـ الإنسان السوبرمان: وهو الإنسان المادي إنسان بلا حدود, يتمتع بكل السمات الأساسية للطبيعة والمادة, فهو مكتف بذاته, مرجعيته ذاته, ومعيارية ذاته, لا توجد عليه أية قيود أو حدود أو سدود, اجتماعية أو أخلاقية أو جمالية, ولا يعرف القيم والأعراف. فإن الإنسان اليهودي الذي يعيش في إطار العلمانية الغربية الشاملة, التي تعيد تركيب المجتمع علي اساس انه غاية مظلمة ظالمة يتصارع فيه الانسان مع الحيوان, والانسان مع الإنسان, فهي حرب يخوضها الجميع ضد الجميع. وهنا يتحول الانسان الي الانسان الذئب. فنجد الجندي السوبرمان في اليابان والعراق وغزة يلقي بقنابل ذرية واسلحة فوسفورية محرمة وكميات ضخمة من المتفجرات ليؤكد لنفسه أنه القوة المطلقة. 7 ـ نزع القداسة: عن العالم والإنسان الطبيعة, بحيث تصبح لا حرمة لها, ويتحول الي مادة استعمالية يمكن توظيفها والتحكم فيها وترشيدها وتسويتها, هذا يؤدي الي فرض الرؤية المادية علي الكون بحيث يسري قانون واحد علي كل الأشياء, وظهور نزعة امبريالية لدي الانسان, فهو ينظر إلي العالم مادة نافعة له يمكنه توظيفها لحسابه ويصبح الهدف من المعرفة هو زيادة التحكم بكافة الطرق خاصة القوة المفرطة, وحيث لا توجد قداسة او حرمات أو مرجعيات اخلاقية, فلا حدود او سقف لعملية تدمير غزة ومن عليها. 8 ـ وهم السلام: طمع المشروع الغربي في دول العالم الثالث, وأدرك فداحة تكلفة تلك المواجهة علي الجانبين في ظل جماهير أصبحت أكثر فهما لقواعد اللعبة الدولية, فعمل علي استيعاب نخب محلية مستوعبة تماما في المنظومة القيمية والمعرفية والاستهلاكية والاقتصادية الغربية يمكن ان يتعاون معها, وهي نخب يمكن ان تحقق له من خلال السلام والاتفاقيات الاقتصادية والتعليمية ما فشل في تحقيقه من خلال الغزو العسكري لذا قررت المنظومة الغربية الالتفاف بدلا من المواجهة, بهيمنة تغطيها ديباجات العدل والسلام والديمقراطية والتعاون الاقتصادي التي ينقلها البعض بسطحية مفرطة. وبذلك يتضح ان العملية الاسرائيلية في غزة, كانت ستحدث وفقا للرؤية المعرفية للنخبة الغربية في العالم, وفي إسرائيل, وبغض النظر عن الذرائع والمبررات المطروحة, مثلما حدث في العراق تحت وهم القضاء علي أسلحة الدمار الشامل, ويمكن ان تكرر هذه الاعتداءات مرات عديدة, علي الدول المجاورة, وفقا للحظة التي يحددها المشروع, لكسب مزيد من الامتيازات أو تجربة أسلحة جديدة, أو فرض مشروع معين علي المنطقة. (المصدر: صحيفة « الأهرام » (يومية – القاهرة) الصادرة يوم 22 جانفي 2009)
فلسطينياً يجب أن تقتل إسرائيل كي تشعر بالأمن؟
رغيد الصلح يقترن كل عدوان او حرب تخوضها اسرائيل ضد العرب بظاهرتين بارزتين: الاولى هي المبالغة في استخدام القوة من دون مسوغ عقلاني او ضرورات حربية يفرضها سير القتال. الثانية، هي ايقاع اعداد متفاقمة من الضحايا بين المدنيين العرب. كلا الامرين يتناقض مع مبادئ الحرب العادلة ومع قوانين جنيف للحروب. هاتان الظاهرتان باتتا موضع نقد دولي متزايد حتى بين اصدقاء اسرائيل اوالحريصين على أمنها مثل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والامين العام لهيئة الامم المتحدة بان كي مون. رداً على هذه الانتقادات، دأب الاسرائيليون على التعلل ببعض الحجج المعلبة والبليدة كالقول ان منظمات المقاومة العربية مثل «حماس» و «حزب الله» تنشر رجالها وسلاحها بين المدنيين، ومن ثم فإن القوات الاسرائيلية تنجر احياناً، خلافاً لما تزعمه من تقاليد عسكرية، الى انزال ضحايا بالمدنيين. وعندما يشير بعض المسؤولين الدوليين الى ان الاسرائيليين طالما قصفوا مقرات تابعة لهيئة الامم المتحدة كانت تخلو تماما من المقاومين العرب، يرد الزعماء الاسرائيليون بأن هذا القصف كان من قبيل «الخطأ» ويقدمون اعتذارهم عن حصوله. بهذا المعيار فإن الاسرائيليين لم يرتكبوا خطأ عندما مارسوا مثل هذا النوع من المجازر ولا ارتكبوا جرائم حرب عندما تسببوا في مقتل ألوف الضحايا العرب من دون مسوغ قتالي. وعندما اعتذر اولمرت، رئيس الحكومة الاسرائيلية، الى بان كي مون، لم يفعل ذلك لأن قواته قتلت العرب الفلسطينيين داخل مبنى «الاونروا»، ولكن لأن القوات الاسرائيلية اعتدت على مبنى المنظمة الدولية فحسب، أما قتل العرب المدنيين، فهم ضحايا المقاتلين الفلسطينيين انفسهم. الأهم من ذلك فإن هذه المسألة تبحث في اطار حاجات اسرائيل الامنية، وفي اطار توق الاسرائيليين الى الامان، وفي سياق المهمة التاريخية للحركة الصهيونية. لقد وعدت هذه الحركة اليهود بالامن والاستقرار والحرية والكرامة ووعدتهم بالخلاص من العذاب والآلام التي وصلت الى ذروتها في «الهولوكوست». من اجل تحقيق هذه الغاية، فإن الصهيونية ومؤيديها لم يأبهوا، كما قال اللورد بلفور، وزير خارجية بريطانيا عام 1917، وصاحب الوعد المشؤوم حول حق الحركة الصهيونية في فلسطين، بالرغبات الضيقة والمزعجة «لسبعمئة ألف فلاح فلسطيني» ولا بمصيرهم. واذا كان هذا موقف الوزير البريطاني تجاه الفلسطينيين والعرب، فانه من البديهي ان ينظر الزعماء الصهاينة بالعقلية نفسها. فما دامت الصهيونية تمثل خلاص اليهود، فإنها تستند الى أساس اخلاقي متين، وما تفعله، كما جزم فلاديمير جابوتنسكي احد اهم منظري الحركة الصهيونية وملهم حكام اسرائيل اليوم، هو حق وواجب، ولكن هل كان ممكنا وواقعيا؟ بالمعيار الديموغرافي، الذي بقي واحدا من أهم المعايير في تقرير مستقبل مشاريع الاستيطان والاستعمار الصهيوني في المنطقة العربية، فإن الصهيونية بدت في اعين مؤسسها يوم نشأت في اواخر القرن التاسع عشر مشروعاً قابلاً للحياة. لقد دعت الحركة الصهيونية في ذلك الوقت يهود الشتات البالغ عددهم في اوروبا وحدها حوالي تسعة ملايين يهودي الى «العودة» الى ارض الميعاد. وسواء كانت ارض الميعاد فلسطين او المشرق العربي، فإن المشروع الصهيوني اتسم، بالمعايير الديموغرافية، بشيء من الواقعية. فمجموع العرب في شرق المتوسط – اذا استثنينا مصر – كان اقل من مجموع يهود الشتات. وكانت غالبية العرب تقطن في الارياف والبوادي معزولة، في الرؤية الصهيونية، عن مواطن الحراك السياسي ودعوات تقرير المصير والكفاح من اجل الحقوق الانسانية والقومية بحيث لم يأخذها الصهاينة بعين الحسبان. في ظل هذه الاوضاع كان التفكير الصهيوني باستيطان واستعمار فلسطين والمشرق العربي مشروعا واقعيا بمقدار ما كان تطلع الامبرياليات الاوروبية الى تقاسم اراضي الامبراطورية العثمانية مشروعا واقعيا. لو استجاب يهود الشتات في مطلع القرن العشرين الى الدعوة الصهيونية لتمكنوا، كما قدر منظرو الحركة ومؤيدوها، من بسط نفوذهم على فلسطين وعلى اجزاء واسعة من مناطق المشرق العربي، بسهولة ومن دون مقاومة فعالة من قبل سكان البلاد الاصليين. ومن ثم لم تكن هناك مشكلة اسمها مصير «المدنيين الفلسطينيين والعرب». وحتى لو قاوم بعض العرب والفلسطينيين المشروع الصهيوني، فإن رواد الحركة الصهيونية كانوا يعتقدون ان ملايين اليهود الذين سوف يتدفقون على فلسطين ومنها الى مناطق اخرى في المشرق العربي، قادرون على اخماد هذه المقاومة بيسر ومن دون كلفة عالية وسط جهل عالمي مطبق بما يجري في فلسطين والمشرق العربي. ولم يكن لدى رواد الحركة الصهيونية شك كبير في انهم قادرون، سواء عبر الحراك السياسي او العمل العسكري او الاثنين معاً، على اخضاع السكان الاصليين من اهل البلاد وعلى تسخيرهم في «تنظيف الاراضي القاحلة من الافاعي وتجفيف المستنقعات» كما وعد هيرتزل، وعلى العيش في كنف المستوطنين والمستعمرين الصهاينة. هكذا كان حال الميزان الديموغرافي يوم نشأت الحركة الصهيونية، ولحظة انعقاد مؤتمرها الاول. فما هو حال هذا الميزان اليوم بعد 120 سنة من انعقاد ذلك المؤتمر؟ عدد العرب اليوم يصل الى ما يقارب المئتين والخمسين مليوناً مقابل خمسة ملايين يهودي يقطنون فلسطين. ان ميزان القوى الديموغرافي يميل بقوة ضد اسرائيل وضد المشروع الصهيوني. هذا الواقع سوف ينعكس آجلا ام عاجلا على موازين القوى العسكرية والاقتصادية والسياسية بين الطرفين. هذه التحولات المرتقبة تتم في ظل وقوف الاكثرية الساحقة من ابناء المنطقة ضد اسرائيل وضد المشروع الصهيوني. وكما اظهر العدوان الاسرائيلي على غزة، فان التعاطف الشعبي مع قضية فلسطين يفوق احيانا الاهتمام بالقضايا الداخلية في الدول العربية. ولا يشك محللون كثيرون انه لو ترك للعرب، في شتى الدول والبلاد العربية، ان يلتحقوا بالمقاومة الفلسطينية لتدفق عشرات الألوف من الشبان العرب للقيام بهذا العمل. هذه التطورات تظهر بقوة في اذهان قادة القرار والافكار الاسرائيليين كلما احتدم الصراع العربي- الاسرائيلي. فتحت دوي المدافع والصواريخ في غزة اعرب هؤلاء مرة اخرى عن تزايد الخطر «الوجودي» الذي تشكله المقاومة الفلسطينية على بلدهم. موشيه هالبرتال، احد ابرز الاكاديميين الاسرائيليين، وواضع مدونة سلوك القوات الاسرائيلية في الحروب، كتب في صحيفة «انترناشونال هيرالد تريبيون» ان الصواريخ التي تطلق من غزة على المناطق الجنوبية في اسرائيل سوف تطال سائر اراضيها اذا لم يتم اسكاتها الآن. واضاف قائلا ان المقاومتين الفلسطينية واللبنانية ليستا الا رأس الحربة للخطر غير المنظور الذي يهدد الاسرائيليين (13/1/2009). يضاعف هذا القلق الوجودي شعور الاسرائيليين بأن «الحائط الحديدي»، أي القوات الاسرائيلية، لم يعد قادراً على مواجهة هذه التحديات بكفاءة عالية. هذا ما اثبتته، على الاقل، حروب اسرائيل في غزة ولبنان وحرب عام 1973 وصيحات الاستنكار والتنديد العالمية التي تصدر ضد اسرائيل. في هذا السياق فإن حرب غزة لا تهدف الى اسكات صواريخ «حماس» فحسب، ولكنها ترمي الى ابعد من ذلك، أي الى استرجاع قوة الردع الاسرائيلية واسترداد الهيبة العسكرية التي فقدتها اسرائيل في جنوب لبنان. الطريق الأقرب الى تحقيق هذه الغاية هو تطبيق سياسة الارض المحروقة والمضي فيها الى ابعد ما تسمح به الاوضاع الدولية والاقليمية. ولكن هل ينفع كل ذلك؟ هل نفع هتلر والنازيين استخدام المحرقة ضد اليهود؟ القلق الوجودي الذي يسيطر اليوم على الاسرائيليين ليس مجرد ادعاء اعلامي يقصد به استدرار التعاطف الغربي والعالمي مع اسرائيل. انه حقيقة لها دلالاتها البعيدة المدى. انه دليل على أن الصهيونية لم توفر لليهود الامن والسلام. انه دليل على فشل تاريخي للمشروع الصهيوني. قد يجد بعض الاسرائيليين، مثل افيغدور ليبرمان، زعيم حزب «اسرائيل بيتنا» ووزير الاستراتيجية السابق، ان ضرب غزة بالقنابل النووية هو الحل، ولكن كم قنبلة نووية تحتاج اسرائيل كي تقضي على المدن العربية؟ وكم قنبلة نووية تحتاج كي تجبر الفلسطينيين والعرب على الرضوخ لمشروع يسلبهم كل ما ينشدونه من أمن واستقرار وحرية وعيش كريم؟ * كاتب لبناني (المصدر: جريدة الحياة (يومية – بريطانيا) بتاريخ 22 جانفي 2009)
آلوف بن الهدنة في غزة فرصة جيدة للنظر من جديد في الفكرة الرئيسية التي وراء المسيرة السياسية بين اسرائيل والفلسطينيين، فكرة يمكن ان يكون عنوانها ‘دولة بدعوة’، ‘دولة صائغين’. من اوسلو الى انابوليس، مرورا بالتسويات المرحلية وخريطة الطريق، وبتشجيع ‘بيلن ابو مازن’ ومبادرة جنيف، انحصرت جميع الاتفاقات، والتفاهمات والافكار في صوغ خطة مفصلة لاقامة دولة فلسطينية في المناطق، مع دستور ديمقراطي وتفصيلي دقيق للحقوق والمسؤوليات. لو حدثت مسابقة انشاء عالمية في القانون الدستوري لكان لهذه الوثائق احتمال جيد لان تفوز بالمراتب الاولى. لكن توجد مشكلة واحدة فقط وهي ان الورقة صعب عليها ان تواجه الواقع. لم تنشأ دولة الصائغين، والاعمال الرائعة لرجال القانون غرقت في وحل دعاوى متبادلة عن نقض الاتفاقات، والارهاب الفلسطيني، وتوسيع المستوطنات. قامت السلطة الفلسطينية وعملت بضع سنين بحسب الخطة على التقريب، الى ان انهارت الاتفاقات بضغط الظروف. في 2002 احتلت اسرائيل من جديد مدن الضفة واعادت الى نفسها المسؤولية الامنية. في 2006 بعد فوز حماس في الانتخابات طرحت في القمامة ايضا الترتيبات الدستورية. الاستنتاج المرحلي هو ان بناء الدولة ‘من اعلى الى اسفل’ الى فشل. المصالح المتناقضة وعلاقات القوى ستتغلب دائما على النيات الخيرة والصياغات الجميلة. لا يستطيع اي اتفاق ان يواجه تطورات مثل عشرات العمليات الانتحارية او فوز حماس بالسلطة. ان محاولة صياغة دولة جديدة بالتفصيل تترك عملا للدبلوماسيين ولرجال القانون، لكنها تزيد الخيبة عندما تذر الاتفاقات المفصلة في الريح. افضل من ذلك تخطيط اقل واجتهاد اكبر في التنفيذ. اسرائيل كانت كدولة غزة الآن عندما انهار الطراز المصوغ في الضفة، نشأ في غزة طراز بديل لبناء دولة ‘من اسفل الى اعلى’، بغير تفاوض واتفاق. ان الهدنة التي تضمن استمرار سلطة حماس في غزة، تثبت هنالك نوعا من الاستقلال الفلسطيني، وان يكن ذلك في ظروف صعبة من الخراب المادي والحصار الاقتصادي ومعاداة الجيران الشديدة. لم تنافس حماس في بطولة العالم للقانون الدستوري، لكنها تقدم خدمات للسكان، وتحافظ على النظام وتستعمل قوة امن فعالة. ليس هذا حسنا ومنظما كما في الرؤيا، لكن يحسن اعتياد ان تبدو فلسطين الصغيرة والمستقلة على هذا النحو. ليست ‘دولة حماس’ اول دولة في المنطقة نشأت بلا اتفاق، في اثر انسحاب من طرف واحد للحاكم السابق. فقد سبقتها اسرائيل، التي اقيمت بعد اعلان البريطانيين انصرافهم عن امتداد فلسطين. لم توقع بريطانيا اي اتفاق مع الحركة الصهيونية، ولم تنقل اليها ايضا صلاحيات السلطة نقلا منظما. فالمندوب السامي ورجاله حزموا متاعهم ببساطة وانصرفوا من هنا. عبر ايلان كينغهام في حديثه الوداعي لمرؤوسيه عن امل السلام بين اليهود والعرب، مثل ارييل شارون حقا بعد الانفصال عن غزة. وصف زئيف شيرف امين سر الحكومة الاول في كتابه ‘ثلاثة ايام’ كيف اقيمت الدولة من فوضى نهاية الانتداب. فبأمر من دافيد بن غوريون قدم فريق موظفين برئاسة شيرف الى القيادة السياسية وثيقة عنوانها ‘ادارة الحكومة في الدولة العبرية’، حددت توزيع الوظائف وبنية المكاتب الحكومية. تستعمل هذه الوثيقة، لا الدستور الذي لم يجز قط، الى اليوم اساس جهاز السلطة في اسرائيل. عانت اسرائيل كدولة غزة في ايامنا، منذ اقامتها قطيعة اقتصادية وحروبا مع الجيران. لكن اسرائيل بخلاف حماس اعتمدت على قرار الامم المتحدة واهتمت بالحصول على اعتراف القوى العظمى، الذي ارسخ وجودها ومكانتها الدولية برغم العداء حولها. ستحصل حماس ايضا على اعتراف دولي اذا وافقت على الاعتراف باسرائيل وبالاتفاقات معها بحسب ‘شروط الرباعية’، التي ادمجت في قرار مجلس الامن، لكن خالد مشعل واسماعيل هنية ما يزالان يفضلان ان يكونا ولدي الحي المشاغبين، اللذين يصرفان سياستهما الخارجية بالصواريخ بدل الدبلوماسية. قد تجعلهما حرب الاسابيع الاخيرة يدركان ان الطريق الى تثبيت الاستقلال الذي حصلا عليه في غزة تمر بمسار سياسي. (المصدر: جريدة هآرتس (يومية – الكيان الصهيوني) بتاريخ 21 جانفي 2009)
تسفي تامير قد تقيم عملية ‘الرصاص المصهور’ اسرائيل في مواجهة تحد معقد في مجال القانون الدولي. فقد اصبحت تسمع دعاوى ‘جرائم حرب’ ونقض لميثاق الامم المتحدة، وقد يؤتى بها الى المحكمة الدولية في لاهاي. يبين الفحص اللغوي لوثيقة الامم المتحدة انه لا سماح فيها لسلوك كالذي سلكته اسرائيل. وفوق ذلك تقرر في قرار حكم صادر عن المحكمة الدولية في لاهاي في سنة 2004 في شأن قانونية جدار الفصل، تقرر بصراحة ان اسرائيل لا تستطيع ان تسوغ بناء الجدار بدعوى ‘الدفاع عن النفس’، لان السلطة الفلسطينية ليست دولة. مع ذلك من المهم ان نذكر انه بعقب هجوم 11 ايلول (سبتمبر) 2001 على البرجين التوأمين اعترف مجلس الامن بحق الولايات المتحدة في ان تهاجم منظمة القاعدة في افغانستان، على ان ذلك عملية مشروعة للدفاع عن النفس في مواجهة منظمة ارهابية. في ضوء ذلك اذا طلب الى دولة اسرائيل ان تصوغ كتاب دفاع في وجه دعاوى قضائية عن ‘جرائم حرب’، فانني اوصي بتأكيد النقاط التالية: اولا الحاجة الملحة. كانت اسرائيل محتاجة احتياجا مباشرا الى العمل عملا ناجعا لمواجهة مشكلة صواريخ القسام التي اطلقت على مواطنيها ولم يترك لها اي امكان اخر. ثانيا التناسبية والنسبية. عملت اسرائيل على نحو تناسبي لان عملية ‘الرصاص المصهور’ كانت تدريجية ومكنت الطرف الاخر في كل واحدة من مراحلها من الكف عن اطلاق صواريخ القسام وصواريخ غراد. لم تختر حماس هذا الخيار، وتابعت اطلاق القذائف الصاروخية والصواريخ، واقتضت هذه الحقيقة زيادة العملية شدة. ثالثا الحديث عن نزاع هدفه قتل شعب، عن مواجهة الهدف الاستراتيجي المعلن لاحد الطرفين فيها هو ابادة الدولة التي تواجهه بتنسيق مواقف مع ايران. لهذا لم يكن الرد على صواريخ القسام فقط بل على التهديد الاستراتيجي في الاساس ايضا. من هذه الجهة واضح ان الدعاوى المثارة اليوم، والتي تقوم في ظاهر الامر ان اسرائيل هي التي عقدت العزم بعملية ‘الرصاص المصهور’ على قتل شعب ليس لها اي اساس، بل العكس: ان الطرف الثاني على الخصوص قد عقد العزم وما يزال يعقده بحسب جميع تصريحاته، على ان يقتل شعب اسرائيل وان يمحوها عن الخريطة. لا شك عندي في ان اسرائيل اذا صرفت عنايتها الى هذه النقاط وابرزتها فان الدولاب سينقلب والمحكمة الدولية مثل الجماعة الدولية كلها ستدرك ادراكا صحيحا من كان ها هنا الطرف المدافع عن نفسه ومن كان المعتدي. (*) محام ودكتور مختص بالقانون الدولي (المصدر: جريدة معاريف (يومية – الكيان الصهيوني) بتاريخ 21 جانفي 2009)
افيعاد كلاينبيرغ جلس الدكتور عز الدين ابو العيش في دهليز مشفى شيبا، الذي يعمل فيه، وحاول الحديث في السلام. قال ‘اريد ان تكون رسالة الطبيب من جباليا رسالة سلام للعالم كله’. ليس سهلا نقل رسالة سلام عندما تكون مطروحة امامك جثث ابنائك. فالدم يصرخ من الارض، والقلب يطلب الانتقام. نجح الدكتور ابو العيش في التغلب على صوت الدم، وان يتحدث الينا حديث الانسان الى الانسان. فبإزاء دم ابنائه المسفوح حافظ على صورة الانسان. يصعب ان نقول اشياء مشابهة في الاسرائيليين الذين اتوا الحفل الصحافي المرتجل في شيبا. يجب ان نناقش الاقوال التي قالوها في الواح قلوبنا، يجب ان نرددها والا ننساها. فهي شهادة تثير القشعريرة على الثمن الاخلاقي الذي تجبيه منا نشوة القوة وتبلد الاحساس، وتزكية النفس والعنصرية. اليكم الاقوال التي قالها يهود رحماء ابناء رحماء، للاب الذي ثكل من قريب ثلاثاً من بناته وحاول ان يقول اقوال مصالحة وسلام: ‘انت مخرب، قمامة، هذا انت’. واكبرت المرأة الصديقة ليفنا شتيرن الصنع وبكت الوالدة الدامعة بقولها ‘ابني في المظليين. من ذا يعلم ماذا كان يوجد عندك في البيت… من يعلم اي سلاح كان عندك في البيت. ماذا يعني انه طبيب؟ الجنود عرفوا بالضبط. كان عندهم سلاح داخل البيت، يجب ان تخجلوا. لي ثلاثة جنود، لماذا يطلقون النار عليهم؟ قالوا لك اخرج لماذا لم تخرج؟ الواضح لي شيء واحد هو ان انبوب الجيش الاسرائيلي لم يصب بيتك عبثا. من الخزي والعار ان يعطوك منبرا في مشفى ينام فيه جنود جرحى’. شتيرن مثال نموذجي للاخلاق التي تميزه. مهما نفعل فسيكون لذلك سبب حق. اذا كان انبوب الجيش الاسرائيلي الذي لا يعرف الخطأ قد قتل بنات الدكتور ابو العيش، فيجب ان يكن مذنبات. بماذا بالضبط؟ بأنهن واجهن انبوب الجيش الاسرائيلي. انتبهوا الى انزلاق شتيرن من الشك الى اليقين: ففي البدء ‘من ذا يعلم ماذا كان؟’، وبعد ذلك ‘من يعلم اي سلاح كان؟’، وبعد ذلك ‘الجنود عرفوا بالضبط’ وبعد ذلك ‘كان عندهم سلاح داخل البيت’. وفي النهاية الاعلان الغالب: ‘انبوب الجيش الاسرائيلي لم يصب بيتك عبثا’. او كما صاغ ذلك احد اتباعها: ‘اذا كانوا قصفوا بيتك، فقد كان لذلك سبب حق’. ليتني استطيع ان اقول ان الحديث عن شذاذ، ان شتيرن وجماعة متبلدي الحس الذين صحبوها شذاذ، وانه لا يوجد اسرائيليون كهؤلاء اخرون، وان شرا وقسوة كهذه لا تخطران في البال. اشفق من ان يكون اقل شذوذا مما يريحنا الاعتقاد. انظروا حولكم واستمعوا الى الاصوات. هكذا تسمع الحيوانية الاخلاقية، وهكذا تبدو. لأكثرنا بطبيعة الامر آداب افضل من آداب السيدة شتيرن. فقد كنا ندع العربي يقول قوله من غير ان نصرخ ‘مخرب، قمامة’، لا من الفور على اية حال، لكن اكثرنا، كالسيدة شتيرن لا يهمها كم يموت من الناس في الطرف الثاني ولماذا يموتون بالضبط، فهم برابرة ونحن مستنيرون، وهم مخطئون ونحن محقون. ولهذا يموتون ونعيش نحن. الجيش الاخلاقي يخاطر بنفسه كي لا يمس بالابرياء. التبجح عندنا موجود على الصعيد النظري فقط. وراء حدودنا لا يوجد ابرياء. لهذا لا حاجة الى الاعتذار (عن ماذا؟)، ويحسن ان نثير من الفور زعم ان البنات قتلن بشظايا صاروخ غراد فلسطيني (اذا لم ينفع فلن يضر). وعلى نحو عام ‘اذا قصفوا بيتهم فقد كان لذلك سبب حق’. قولوا منذ الان ان بنات المخرب من جباليا ابو العيش، قد قضي عليهن بعملية ناجحة للجيش الاسرائيلي. (المصدر: جريدة يديعوت أحرونوت (يومية – الكيان الصهيوني) بتاريخ 21 جانفي 2009)
النّـصـر الـمـبـيـن فتح من الدّيّــــــان بل نصر مبيــــــنْ فالحمد للرّحمــــــــــــان ربّ العالميـــنْ كبّـــرْ أخـــــي بالنّصـر هذا إنّــــــــــه وعد الإلــــه لقلّــــة من مخلصيـــــــنْ غلبت كثيــــرا بالسّــــلاح مدجّــــحـــا بالرّاجمــــات قنابـــلا في كلّ حيــــــنْ ظنّت بأنْ في يـــــومها ستـدكّــــــــهم فــإذا بها طـُــردت بإذلال مهيــــــــــنْ قتلت صغـارا بالقنابــل والمدافـــــــــع ثـــمّ قــــالت إنّــــه نصــر مبيــــــــــنْ قـــل أيّ نصــر قتْـــلُ أطفـــال صغـــار عُــــــــــزّل وعـجـائـــز ٍ لا يقـــــدرونْ هـدم المســاجد والمـدارس والمراكــز فــــــوق نــــاس أبـــريـــاء وآمنيـــنْ أبطــال جبــن جبـنهم رضعـــــوه مــذْ كــانــوا صغــارا عـند مهد بــاكريـــنْ والــغــدر شـيـمـتهم بسـلـم أو بـحـرب إنّهـم فــي عهــدهم لا يُــــؤمنــــــونْ فـلـربّ ضــرّ نـــــافـــع فــي حـــربكم حتـى يمـيز الغـثّ منـكم والسّمـــــينْ شكــرا بنــي صهيــون لـــولاكم لـمــا سقط القنـــاع عـن الذّئـاب الخائنـــينْ وتبيّن الأبطـــــال في زمـــن الــــرّدى وتسـاقط العمـلاء في الزّمن المهـــينْ حُـقّــت لـكـم أن تـفـرحـوا يـا إخـوتي إنّـــي أُؤكّــــد أنّـــــه نصــر مبــــــينْ كــلّ الّذيــن تـذوّقــوا كــأس المنـايــا إنّـهـم شـهـــداء ليــسوا ميّتــــــــــينْ كــــلّ الشّعــارات الّتـي نــادت بـسـلم تنتفـي تـحت القنــابـل والجنـــــــــونْ لـم يـبـق غـيـر الـبنـدقـيّـة شــــاهــدا أنّ انـتـصــارا بالتّخــاطب لـن يكــــونْ لـغـة الكــلام تـعـطـّلـت فـي ظــــــــلّ شرذمــة تماطـل عـنوة في كـلّ حيــنْ وتكلّم الرّشـــاش أنْ لا حـــلّ غـيـري إنّهم لا عـهـد عــرف الـخــائـنـيـــــــنْ نصر مبـين سطـّـرتـه يـد الرّجــــــال بصــدقهم واللّه يجـزي الصّـادقـــــــينْ هـم قـلّــــة كـثـُروا بإيمــــــان وكــم مـن قـلّـة بــاللّه حـقّــا يُـنـصــــــــرونْ وتـرى الـكـثـيـر بعـدّهـم وعـتـادهـم لـكنّـهم بـالظـّـلم رغـمـا يُـهــزمـــــونْ هـي سـنّـة الـرّحـمــان فـي أكـوانــه واللّه مـن فــوق لـحــامـي المـؤمنــينْ الأخضر الوسلاتي باريس جانفي 2009 الحرب على غزّة
أوروبا و « حرية التعبير »
عاش العالم الغربي في الفترة الأخيرة اختبارا صعبا حول « حرية التعبير » سقط خلاله قناعه النفاقي و اتضحت صورته الحقيقية و كشف لنا عما كان يصدع به طول حياته من أن هذا الأمر في أوروبا و في العالم الغربي بصفة عامة مقدس بل أكثر من مقدس حيث رأيناه يضع ديانته المقدسة للتشكيك في حين يرى أن « حرية التعبير » لا يمكن أن يقرب منها أحد فضلا على أن ينقدها.و عندما احتج المسلمون حول ما اعتبروه مسا من معتقداتهم – و هو كذلك – انبرى كل الغرب سياسيهم و مثقفيهم و حتى عامتهم ليعطوا الدروس و العبر بأن العجم قد يقبل أي نقد الا أن تمس « حرية التعبير » بل وصلت بهم الدناءة في بعض الأحيان الى أن يقيموا المؤتمرات و الندوات ليأصلوا لنا، نحن العالم الآخر، مفهوم « حرية التعبير » و التي لا تأتي حسب رأيهم الا اذا مست معتقدات غيرهــم و خاصة ان كان هذا الغير هو المسلم فيستفزونا بأعذار أقبح من ذنوب، ويصوروا لنا رسولنا نبي الرحمة (صلى الله عليه و سلم) على أنه ارهابي، كبرت كلمة تخرج من أفواههم، و أن الدين الاسلامي الذي جاء يحرر الانسان من عبادة الانسان الى عبادة رب العباد دين رجعي يأصل للدكتاتورية و و و…. و الويل و الثبور لنا ان احتججنا أو استنكرنا هذا العمل المشين فنصبح بذلك لا نقدر « حرية التعبير » و لا نفهم مصطلحات الديمقراطية …قلت اكتشف القناع و سقط هذا الغرب مدويا و ما كان له أن يصمد أمام التأثير الصهيوني و أمام الدولة العبرية التي كانت له بالمرصاد، فخلال الحرب الصهيونية على غزة و التي دامت أكثر من 22 يوما لم نسمع، لاعلام الغرب همسا، و لم نر له ركزا، بل امتثل أمام أوامر بني صهيون بأن لا يدخل غزة و لا ينقل من الحرب الا ما يناله من فتات القيادة العسكرية لهذا العدو و بالتالي ليس له من الحقيقة الا ما يخدم هذه الحرب العدوانية فامتثل كل اعلاميي الغرب و كل صحافييه، الا ما رحم ربك و قليل ما هو، صاغرين بل اجتهدوا في ستر عورات العدو و ما أكثرها. و كنا نأمل أن يخرج لنا الاعلاميون الغربيون و يكرروا لنا أغنيتهم المفضلة بأن « حرية التعبير » لا تمس و نقل الحقائق من صلب عملنا و لا نقبل بالفيدو الصهيوني لكن لم يحصل ذلك أبدا و كيف له أن يحصل و الآمر هو دولة بني صهيون و الضحية هو طفل صغير، أو بنت بريئة، أو عجوز شيخا، و لكنه مذنب لأنه مسلم من غزة….لقد أحدث الاعلام الغربي شرخا كبيرا في مصداقيته و في انحيازه يصعب ان لم نقل يستحيل مسحه من ذاكرة الشعوب الاسلامية لأنه كشف لنا بالتجربة أنه يدافع عن المبادئ و المُثل اذا كانت تخدمه هو أما ان كانت هذه المبادئ و المُثُل سيستفيد منها المسلم فلا مجال لها في حياته أو قاموسه. و انا نقول لهذا الغرب بأن ذاكرة الشعوب قوية و هي تعلم من خذلها و من دافع عنها لأنه عند كشف الحساب سنعلم من الدعوة الصادقة و الدعوة الكاذبة. رضا المشرقي / ايطاليا
تونس في 22 جانفي 2009 بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين بقلم محمد العروسي الهاني الرسالة عــــ539دد على موقع تونس نيوز مناضل –كاتب في الشأن الوطني و العربي و الإسلامي
هذه إنطباعتنا في حفل تنصيب باراك حسين أوباما في حفل لأداء اليمين الدستورية
– أمام حوالي ملوني مواطن أمريكي حضروا مراسم الحفل و تابعنا معهم هذا الحفل .
تابع الرأي العام العالمي على أمواج التأثير و على الفضائيات التلفزية في أنحاء العالم مراسم حفل أداء اليمين الدستورية للرئيس باراك حسين أوباما الرئيس الرابع و الأربعين للأمم المتحدة الرئيس الإفريقي الأصل و من اللون الأسود و من الشبان الأذكياء . و قد تابع ملايين من البشر من المعمورة خطاب الرئيس باراك حسين أوباما رئيس أكبر دولة في العالم و قد وجدنا في هذا الخطاب الهام و الصريح و المؤثر و الشامل و الواضح وجدنا ما يشفي الغليل نظرا لصراحة هذا الرجل الإفريقي الأصل الذي جاء فلي الوقت المناسب و برز في الوقت المناسب و جاء بعد فراغ سياسي لدور اكبر دولة في العالم , و بعد ظلم لا مثيل له و بعد إستغلال النفوذ و هيمنة و تسلط و تمزيق الصفوف و بعد مظالم و استفزازات و تحديات و تجاوزات خطيرة إرتكبها الرئيس السابق بوش و لم تعرف أمريكيا رئيسا مثله لتشوه صورتها و جعلها منبوذة و مكروهة من أغلب شعوب العالم شرقية و غربية . و تسبب في حروب و إحتلال العراق و إحتلال أفغانستان و ضرب الشرفاء و تهديد إيران و سوريا و السودان و إشعال نار الفتنة بين الإشقاء و تحريش إسرائيل لضرب فلسطين و تقتل الأطفال و الأبرياء في غزة . و إنجاز إلى الكيان الصهيوني و مزق وحدة الأمة العربية و حاول إشعال نار الفتنة بين العرب و المسلمين و السنة و الشيعة و ترك تركة ثقيلة للرئيس باراك حسين أوباما و مخلفات و مشاكل و تعقيدات و خسارة كبيرة و أزمة مالية و إقتصادية هذه التركة التي تركها بوش يوم 20-01-2009 و أشار الرئيس الجديد و بوضوح إلى كل هذه التركة الثقيلة و الخطيرة و الخلافات الكبيرة و الشلل الإقتصادي و الأزمة المالية الواضحة لأكبر دولة نتيجة سوء التصرف و التبذير و سوء التقدير و المظالم و حب الإنتقام و الكبرياء و التسلط و الإرهاب و العنف و الكراهية للإسلام و العروبة و البشرية و قد ترك تركة لن تمحى من ذاكرتنا الشعبية . و الرئيس الجديد الأسود المحنك والذكي و الحازم يدرك تمام الإدراك ما فعله سلفه في كل المجالات السياسية و الإقتصادية و الاجتماعية سواء داخل الأمم المتحدة أو في العالم أجمع و سوف يجد الرئيس باراك أوباما صعوبة كبيرة في البداية لإعادة البناء الداخلي و العناية بالوضع الإجتماعي و الصحي و التربوي و في مجال الشغل و السكن و التوازن المالي و الضرائب و غير ذلك من الأمور التي تهم المواطن الأمريكي الذي يريد تطور الحياة الاجتماعية و تحسين وضع الشعب المادي و الصحي و السكني و التعليمي و تخفيض الأداء هذا في الداخل أما في الخارج فقد أشار الرئيس الشاب باراك أوباما بأنه سيمد يده إلى كل من يمد يده إليه و يرغب في تلميع صورة أمريكيا سواء في العالم الإسلامي و العربي أو في كل أنحاء العالم وقد أكد الرئيس الجديد اليوم 22 -01-2009 مع أعضاده الجدد بأنه يحرص على تلميع صورة أمريكيا في الخارج. و يسعى إلى تحسين العلاقات مع العالم الإسلامي على أساس المصالح و الاحترام المتبادل بين الدول و الشعوب , و أكد عل ضرورة الإسراع حالا بالتخلي عن إحتلال العراق و ترك العراق لشعبها و جيشها و أهلها . كما أكد على غلق سجن غوانتنامو الذي بعثه بوش لقمع المقاومين والشرفاء و المدافعين عن كرامة شعوبهم وقد كان المبرر عند بوش هو القضاء على الإرهاب و لكن تجاهل بوش الراحل بأن الإرهاب الحقيقي كان مبعثه و مصدره و فاعله هو الرئيس بوش بظلمه و انحيازه و لإسرائيل و افتراءاته و كذبه و تدخلاته لأضعاف المسلمين و إحتلال أراضي عربية أخرى , و جاء الرئيس الجديد باراك أوباما و قرر غلق السجن حسب وعده في الحملة الانتخابية و صدق الرجل في وعده و عهده و إن من خصال الرجال العظام و الحرص على المصداقية و الشفافية . وأن هذا مؤشر إيجابي لتجميد المحاكمات في سجن غوانتنامو . و إن الرجل يحترم وعده و يلتزم بعهده و ليس رجل يقول و لا يفعل مثل من سبقه و خماصة بوش وإن خطابه في حفل التنصيب و أداء اليمين الدستورية يؤكد على أن الرجل حريص على إعطاء حق الرئاسة و ما تستحقه من مصداقية و شفافية و وضوح لأكبر دولة و بهذا الأسلوب يمكن أن يعيد الاعتبار لدور أمريكيا التي لعبة دور هاما في بداية الخمسينات للوقوف إلى جانب الشعوب المظلومة و المستعمرة و المحتلة من طرف بعض الدول الاستعمارية و هذه حقيقة واضحة وقد لعبت أمريكيا أدوار هامة مع تونس و ساعدتها أيام المحن و المعارك و الحركة التحريرية و النضال من أجل الاستقلال و وجدت الدعم وكذلك عدة شعوب في إفريقيا الدعم و المساندة و التفهم و هذا أقوله للتاريخ و لكن و بعد ذلك توالت الأحداث و بعدت أمريكيا على دورها و ثوابتها الدولية و تراجعت و ربما هذا يعود إلى اللوبي الصهيوني و المصالح و الرجال لهم دور حاسم في التاريخ … و أملنا اليوم أن تعود أمريكيا إلى دورها و حيادها و مواقفها العادلة مثلما كانت في عهد كندي و من سبقه و أن لا تعود إلى عصري بوش الأكبر و بوش الإبن الأصغر اللذان يعتبران من أكبر الرؤساء الذين شوهوا صورة أمريكيا في الداخل و الخارج. و في اعتقادي أن نبرات و لهجة و مواقف الرئيس الشاب باراك أوباما سوف تكون على غاية من الوضوح و الشفافية لإعادة الاعتبار لصورة أمريكيا و دورها التاريخي و كما قال باراك حسين أوباما قبل 60عاما والدي لم يجد شغل في مطعم بسيط و اليوم نجله يقف أمام الملايين من الأمريكيين ليؤدي اليمين و القسم العظيم و صدق الرئيس الجديد لم يقل نقف أمامكم رئيسا لأكبر دولة بل قال ليؤدي اليمين العظيم أي عظم القسم لأنه هو الأعظم و الأسمى و الأقدس و كل رئيس في العالم يحترم القسم فهو رجل دولة عظيم يستحق الاحترام نرجو أن يفهم كل رؤساء العالم هذه المعاني الخالدة و الكلمات العظيمة حتى يدركوا أن الرسالة عظيمة و المسؤولية جسيمة و القسم أعظم و إحترام المواطنين أكبر و إحترام مواعيد الانتخابات أعمق و التداول على المسؤولية أسلم و العدل بين الناس أنبل والتواضع أعظم و السلوك الطيب أسمى و الممارسة السليمة أحسن و الإبتعاد عن الظلم أفضل و عدم إستغلال النفوذ في أموال المجموعة أقوى و إحترام المواطنين و محبتهم أنفع و أجدر . و إن نجاح الرئيس الجديد يتوقف على إحترامه للمعاهدات الدولية و مقررات الامم المتحدة و قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين حسب قرا ر 1948 الذي نادى به الزعيم الحبيب بورقيبة في خطابه يوم 03 مارس 1965 بأريحا وهو قرار الشرعية الدولية و إحترام حق المصير للشعب الفلسطيني و ليس هناك قرار آخر أو مبادرة أخرى أسلم و أعمق من مبادرة الزعيم الحبيب بورقيبة و على أمريكيا دعم الشرعية الدولية أذا كانت جادة في إنهاء الصراع الذي دام 61 سنة بين الشعب الفلسطيني صاحب الحق و بين الكيان المحتل الذي إحتل الارض بالقوة و وجد المساندة و الدعم من طرف بعض الدول و هذه مظلمة القرن 20 و إن العدل يقتضي من الرئيس الجديد أن يقف إلى جانب الحق و الشرعية الدولية . و إني بوصفي مناضل بورقيبي أتمسك بهذه المبادرة و إلا فخيار المقاومة هو الأجدر و الأفضل هذه صراحتنا و نحن ندشن عهدا جديدا و سياسة عالمية على يد الرجل الذي سمعناه و تأثرنا بخطابه الأخير يوم التنصيب في 20 جانفي 2009 . و أمالنا عريضة في الرئيس الجديد عسى أن يحسم كل الخلافات و يتمسك بالشرعية الدولية وهذا هو المنطق و يحترم الحكومة الشرعية لحركة حماس التي وقع إنتخابها بصفة ديمقراطية و أمريكيا تناشد الدول العربية لإحترام الديمقراطية و من يناشد إحترام الديمقراطية عليه أن يتعامل مع الحكومة المنتخبة . » و لمثل هذا فليعمل العاملون » صدق الله العظيم ملاحظة هامة إبن بوش اليوم في مزبلة التاريخ و أين تشيني نائبه على كرسي مقعد و مشلول سبحان الله الذي يمهل و لا يهمل و الظلم له جزاء من الله سبحانه و تعالى . و الــــســــــــلام محمد العروسي الهاني نهج الوفاء عــ03دد حمام الشط الهاتف: 22022354
المعادلات الشرعية لملحمة الصمود الغزاوية
السبيل أونلاين – آراء وتحليلات إن ملحمة الصمود الأسطوري التي يعيشها أهلنا في غزة بمختلف فئاتهم ومواقعهم ، سواء كانوا ممن أيديهم على الزناد ــ شد الله أزرهم ــ هذه الأيدي المتوضئـة المباركة ، التي تكسرت على عتبات ثباتها نصال الغدر الصهيونية ونصال التخذيل والإرجاف من بعض ذوي القربى ، إن كانوا من ذوي القربى ، وأخلطت بفضل نورها ونارها كل السياسات والخطط التآمرية التي حيكت للقضية وللمنطقة وللأمة ، وأرجعت القضية إلى السكة بعد محاولات الإنحراف بها عن طبيعتها ووجهتها الصحيحة . أو كانوا من البقية الباقية من النساء والأطفال والرجال الذين يحتضنون المقاومة وجنودها وقادتها فهم كذلك لايقلون قيمة عن الصف الأول بصبرهم وجلدهم ومصابرتهم وتعاليهم عن الجراح والمآسي رغم المذابح والدمار الذي يتعرضون له في كل حين، فالملحمة يصنعها الجميع في غزة الإباء ، وقد إستطاعوا أن يحققوا مالم تحققه دول بجيوشها وعدتها وعتادها ، والمتابع لكل ذلك والمتأمل فيه بعمق يجد ان ملحمة الصمود الغزاوية هذه بكل عناصرها ومكوناتها لم تأت من فراغ أو كانت مجرد صدفة أو ضربة حظ ، إنما ولدت من رحم جملة من المعادلات الشرعية المهمة التي كانت حاضرة بقوة وواضحة وضوح الشمس لدى الجميع ولعل اهمها : 1)ــ رفعة المقام عند الله بقدر الثبات في الميدان الذي يحب : هذه المعادلة مفادها أن السعي إلى رفعة المقام والمكانة عند الله لاتكون بالإدعاء ولا بالأمنيات بقدر ماتكون بالتواجد في المقام الذي يحب سبحانه والثبات في الميدان الذي يريد ، تحقيقا لقاعدة إبن عطاء الله السكندري رحمه الله: (إذا اردت أن تعرف عند الله مقامك فأنظر فيما اقامك )، ولاأشرف من مقام الجهاد والرباط والشهادة عند المولى عز وجل. 2) ــ الحرص على التمسك بعبادة الوقت : فلقد فقهوا الزمان والمكان ، وعلموا أن العبادة التي تتناسب وكل ذلك ، وهي مقدمة على كل أنواع العبادات وفق هذا الميزان هي عبادة المقاومة والمواجهة والجهاد في سبيل الله والمرابطة على الثغور ، أما الإقتصار على مادون ذلك من العبادات في ساحتهم وفي ظروفهم فهو اللعب بعينه تطبيقا لقاعدة عبد الله بن المبارك رحمه الله في رسالته إلى الفضيل بن عياض رحمه الله : ياعابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك في العبادة تلعب من كان يخضب خده بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخـضـــب أو كان يتعب خيله في باطل فخيولنا يوم الصبيحة تتعب ريح العبير لكم ونحن عبيرنا رهج السنابك والغبار الأطيب فلما وصلت الرسالة إلى الفضيل ذرفت عيناه وقال : صدق أبو عبد الرحمن ونصحني. 3) ــ المرابطة على الثغور مقدم على ما سواه في الفضل : وهي معادلة حاضرة في أذهان كل أبناء غزة منذ البداية ، حتى قبل إنطلاق العدوان السافر ، وهي مجسدة في الميدان عمليا ويتسابق الجميع بما في ذلك القادة على نيل شرفها وفضلها منطلقهم قاعدة أبو هريرة رضي الله عنه :(لأن أرابط ليلة في سبيل الله ، أحب إلي من أن أقوم ليلة القدر عند الحجر الأسود)، وقاعدة شيخ الإسلام ابن تيميةرحمه الله :(المرابطة بالثغور أفضل من المجاورة في المساجد الثلاثة)، وقبل ذلك كله حديث النبي صلى الله عليه وسلم :(حرس ليلة في سبيل الله تعالى أفضل من ألف ليلة يقام ليلها ويصام نهارها)(رواه احمدوالترمذي والحاكم وصححه ). 4) ــ الصدر أو القبــــــــــــــــــــــر: فلسان حالهم ومقالهم جميعا يقول إما أن نعيش كراما غير أذلة ، وإما أن نموت شهداء أعزة ، فلا توسط لديهم في هذا الأمر على وجه الخصوص كما قال الشاعر العربي قديما : نحن قوم لاتوسط عندنا لنا الصدر دون العالمين أوالقبر إما أن نكون عظاما(من العظمة) على أرضنا نرفض الهوان ، وإما أن نكون عظاما(من العظم)تحت هذه الأرض الطيبة ، لامجال عندهم للإنحناء لأعدائهم لأنهم يستحضرون الحكمة القائلة :(لن يستطيع احد أن يركب ظهرك إلا إذا وجدك منحنيا)، تاصيلا لمعادلة الصمود ومن ثم التحرر إن شاء الله. 5) ــ من يحسن صناعة الموت توهب له الحياة : الموت في سبيل الله أسمى الأماني ليس شعارا يردد لديهم في المحافل والتجمعات والمسيرات ، وإنما يمارس فعليا في الميدان ويتزاحم الكل ويتسابق تنفيذا وتحقيقا له ، لأن من يحسن ويعرف كيف يموت الموتة الشريفة في سبيل الله يهب الله في مقابلها لدينه ولأمته ولفكرته الحياة والنصر والتوهج والإنتشار ، فيكون بذلك وقودا للتمكين، وهي المعادلة التي حفظوها عن إمامهم الشهيد حسن البنا رحمه الله :(أن الأمة التي تحسن صناعة الموت ، وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة يهب لها الله الحياة العزيزة في الدنيا والنعيم الخالد في الآخرة ، وماالوهن الذي أذلنا إلا حب الدنيا وكراهية الموت ، فأعدوا أنفسكم لعمل عظيم وأحرصوا على الموت توهب لكم الحياة ، وأعلموا أن الموت لابد منه وأنه لن يكون إلا مرة واحدة ، فإن جعلتموها في سبيل الله كان ذلك ربح الدنيا وثواب الآخرة ، ومايصيبكم إلا ماكتب الله لكم…). 6) ــ أن الدماء غالية في ميزان الله : وهي معادلة تطمئن اهلنا في غزة وهم يعلمونها اكثر منا ، أن هذه الدماء التي تنزف قيمتها لاتقدر بثمن عند الله عزوجل ، وهي عربون لجنة عرضها السموات والأرض ، وهي كارت أخضر لكل من سالت منه في سبيل الله ليلج بها إلى النعيم الدائم سواء كانت نتيجتها الشهادة أو كتب لصاحبها الحياة بعدها مصداقا للقاعدة التي سطرها المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :(مامن مكلوم يكلم(يجرح) في سبيل الله ، إلا جاء يوم القيامة وكلمه (جرحه) يدمى اللون لون دم والريح ريح مسك)(متفق عليه). وأن هذه الدماء الزكية الطاهرة مع طمي الدمار تشكل السماد الذي يغذي شجرة الحرية والنصر والإنعتاق بإذن الله. 7) ــ إدراك فضل الشهادة يدفع إلى التسابق لنيلها : إن نيل شرف الشهادة وسام يصطفي الله إليه به من يحب من عباده لذلك هم يتنافسون عليه لإدراكهم حسن عاقبتها كما جاء في البشرى النبوية :(إن للشهيد ست خصال ، أن يغفر له في أول دفعة من دمه ، ويرى مقعده من الجنة ويحلى حلة الإيمان ويزوج من الحور العين ، ويجار من عذاب القبر ، ويؤمن من الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا ومافيها ، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ، ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه)(رواه أحمدـ واللفظ له ـ وابن ماجة والترمذي وقال حسن غريب). 8) ــ أن القبول في الأرض نتيجة لحب الله لهم : وهي معادلة تصدقها الهبة الجماهيرية في كل أقطاب المعمورة بمسلميها وغير مسلميها دعما لهم ونقمة عن عدوهم وهتافا باسمهم وتضامنا مع ضحاياهم وفضحا للمتواطئين عليهم أبطلت كل اساليب الدعاية الصهيونية واخرست السنة كل المخذلين والمتآمرين ، هذا القبول الذي كتبه الله لأهل غزة في العالمين رغم قلة حيلتهم وضعف إمكانياتهم هو نتيجة فعلية لحب الله لهم وحب ملائكته كما جاء في الحديث :(إذا أحب الله عبدا نادى جبريل إن الله يحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل ، فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلآنا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في أهل الأرض)(البخاري). 9) ــ إحيـــاء الروح الأشعريــــة : وقد تواترت الأنباء عن تمثل هذه المعادلة في غزة بإنتشار صور التضامن والتكافل وتقاسم القوت والماوى بين أهلها محيين بذلك الروح الأشعرية التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:(إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ماكان عندهم في ثوب واحد ثم إقتسموه بينهم في غناء واحد بالسوية فهم مني وأنا منهم )(متفق عليه). 10) ــ مناصرتهم نجاة من إنتقام الله عز وجل : فليعلم كل من خذلهم أو تواطأ عليهم او سكت عن ماساتهم أو تقاعس عن مناصرتهم بأن الله سينتقم لهم منه آجلا أو عاجلا فقد جاء فيما يرويه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه قوله:(وعزتي وجلالي لأنتقمن من الظالم في عاجله أو آجله ، ولأنتقمن ممن رأى مظلوما فقدر أن ينصره فلم يفعل )(الطبراني في الأوسط والبزار)، وقال صلى الله عليه وسلم :(من خذل أخاه في موطن وهو يقدر على نصرته ، خذله الله على رؤوس الأشهاد يوم القيامة)(رواه أحمد). هذه عشارية من المعادلات المستنبطة من ملحمة الصمود التي يسطرها أبطال غزة الشموخ نيابة عن الأمة جمعاء ، هؤلاء الأشاوس الذين عرفوا طريقهم وحددوا هدفهم بوضوح ،وهم يضحون ويعملون جاهدين على الوصول إليه رغم كل المؤامرات ورغم ما يجدون من عنت في سبيل ذلك واثقين من تحقيق وعد الله لهم مؤمنين أن من عرف مايطلب هان عليه مايجد . الكاتب : جمال زواري أحمد
(موقع السبيل أونلاين: العـ85ــدد 22 جانفي 2009 )
لن أعترف بإسرائيل
الأستاذ مختار العيدودي تونس في 18/01/2009 يـــــا نبي الله يعقوب إليك و عليك السلام يـــــا أبا يوسف آمنا بك و بالرسل الكرام هـــــــذه عقيدتنا لن تتزحزح رغم الآلام لعلك تشاركنا أحزانا و دموعا و كــــــلام يا من شكوت بثك و حزنك لذي الجلال و الإكرام فاستجاب لك الحليم و علم القوم أنها ليست أوهام قرة عين لك يوسف الصديق و هو في أعلى مقام يــا نبي الله إسرائيل لك مني كل تقدير و احترام بــــــك أعترف و أقر و لك أهدي ألف سلام إنـــما استحضرتك لأنزّه اسمك عن تسمية اللئام هــــؤلاء شرذمة دنسوا نبوتك و رفعوا الأعلام مـــــن منبر الشر أعلنوا لدولة إسرائيل القيام اغتصبوا أرضنا و عرضنا و قطعوا الأرحـــــام مــــــــزقونا شتتونا و خلفوا وراءهم الأيتام بمجازر وحشية و بشعة تزدريها ذاكرة الأيــــام بـــــــــالدماء و الأشلاء أوجدوا كيان الآثام يــا قتلة الأنبياء يا من شعاركم الإرهاب على الدوام أقـــــول لكم امضوا إلى الأمام و واصلوا الأحلام فــــــو الله لن أعترف بكيانكم مهما طالت الأيام تـــقولون لنا جلالة ملك و سمو أمير و رئيس همام منكم و عليكم يتقاسمون معي مبادرة ســـــــلام و أقول إنكم جميعا بالدرك الأسفل حين يجمع الأنـــام يـــــا إلهي لست أتأله عليك و لكنك عزيز ذو انتقام فمن غيرك يقتص لدماء المصلين و الإمــــــــام و من سواك يثار لمساجد أصبحت حطـــــــــام يــــــــــــا من بعثت الرسل ليزيلوا الأصنام و أرسلت الأنبياء نورا مزيحا للظـــــــــــلام عليك بالصهاينة و أعوانهم على الحــــــــــرام خذهم يا إلهي بالنواصي و الأقــــــــدام ابعث في قلوبهم الرعب بعينك التي لا تنــــام عذبهم و مزقهم بأيدي مجاهد مقـــــــدام أرسل عليهم ريحا ترفع عنهم الخيـــــــام و تعصف بهم عصفا و تتركهم أكـــــــوام تدمر عتادهم و سلاحهم و تنزع عنهم السنـــام يا رب يا مغيث استجب لدعاء مضــــــــام مُلئ قلبه من كيد الأعداء بالسهـــــــــام ترنحت روحه باغتيال سعيد صيـــــــــام و من قبله نزار ريان و ذويه و هم نيــــــام و هذه طفلة رضيعة بنت بضعة أيــــــــام و أخرى ينفذ فيهما حكم الإعــــــــــدام عائلات قصفت بالقنابل و الألغــــــــــام أجساد سويت بالتراب و الرخــــــــــام بعد هذا ترجون رحمة و ســـــــــــلام و تظنون بإرهابكم نلتم منا الاستســـــــلام فو الله لن تروا من أمتنا إلا سوء الختـــــام هذه ليست كلمات و مجرد أفــــــــــلام فنحن موعودون بنصر من العزيز العــــــلام سورة الإسراء حجتنا و إن مرت الأعــــــوام فلنا بالأقصى صلوات و رباط و اعتصــــــام قبلتنا الأولى و معراج الرسول الإمــــــــام أفضل خلق الله عليه أزكى الســـــــــلام و على آله و صحبه ذوي الأفهــــــــــام هذا الوعد الحق سننشره بوسائل الإعــــــلام أحـــــب من أحب و كره من كره و لام من لام و كما قال الحبيب رفعت الصحف و جفّت الأقـــلام.
من تونس لأطفال غزة: مُركّب طفولة
تعتزم مجموعة من التونسيين دراسة مشروع بناء مركب طفولة لفائدة الأيتام من اطفال غزة صالح لإيواء و تعليم 100 طفل، وتعلن عن إجراء مسابقة لإجراء تماثيل هندسية لهذا المشروع. لذلك ندعو مكاتب الدراسات و المهندسين المعماريين و الطلبة الدارسيين في شعبة الهندسة المعمارية للمشاركة في هذا المشروع الحضاري بانجاز رسومات هندسية ذات بعدين و ثلاث أبعاد إعتمادا على كراس الشروط الآتي ذكرها: – مساحة الأرض 5000 م مربع – المبنى سيكون مكونا من طابقين : طابق ارضي و طابق علوي – يظم الطابق الأرضي 1- ادارة 2- 4 قاعات درس 3- مطعم 4- محل تمريض 5- مبيت لحوالي 30طفلا معاقا 6- منزلا لحارس المركب ويظم الطابق العلوي: 1- مبيت يتسع ل 70 طفلا 2- 6 منازل: لعائلات المدير و 5 معلمين 3- ثلاث قاعات درس الساحة ستكون وسط المركب و تظم ملعبا للرياضة و حديقة أشجار الرسومات يجب ان تكون صورا (جيباق) و سيقع عرضها على موقع الواب للمشروع ليقع التصويت علي أحسن انجاز آخر اجل لبعث الرسومات هو 10 فيفري2009 علما بان المجموعة ترحب بكل من يريد الإنظمام إليها وترحب باقتراحاتكم عنوان البريد الإلكتروني gazaelezza@gmail.com هذا المشروع لفائدة اطفال غزة فلا تبخلوا عليهم من وقتكم وابعثوا هذا الإعلان ال كل من تعرفونه و اليبلغ الحاضر الغائب
عرق البرنوس » بين الجريمة المكتملة والعقاب المؤجل
بقلم خالد الكريشي
« إنّي على يقين تام من أنه لو دوّت جبال الحوض المنجمي بدواميسها العميقة والمتعددة في صرخة غضب واحدة لأرتعدت فرائص الجلادين من أصحاب الأسهم وأوساط المال والسلطة ». بول فينياي دوكتون في سنة 1911 صدر عن « مطابع الحرب الإجتماعية » بباريس الطبعة الأولى لكتاب » جرائم الإستعمار الفرنسي في عهد الجمهورية الثالثة عرق البرنوس » للكاتب والنائب الفرنسي بول فينياي دوكتون و بعد قرابة القرن أي في سنة 2001 صدرت منه الطبعة الثانية عن دار »الليالي الحمراء » و مؤخرا صدرت بتونس طبعته باللغة العربية عن المطبعة المغاربية للطباعة و الإشهار،بفضل مجهود التعريب الجبار الذّي قام به الأستاذ الجامعي بكلية منوبة بتونس الأزهر الماجري ،في طبعة أنيقة زينتها صورة لشيخ تونسي مرتديا للبرنوس معطيا ظهره لمجال شاسع أصفر كأنه الصحراء. يقع الكتاب في 280 صفحة من الحجم المتوسط تتوزع بين فهرس الموضوعات و الملاحق و الكشافات أعدّها المترجم بنفسه لان الكتاب لا يحتوي على فهرس للموضوعات التي بلغت 54 موضوعا بعد حذفنا المقدمة العامة للترجمة التي كتبها المترجم عالجت كلها مظاهــرو صور جرائم الإستعمار الفرنسي في حق شعبنا بتونس منذ الإحتلال إلى حدود سنة 1909 و الكتاب في شكل تقرير عام عنوانه » جرائم الإستعمار الفرنسي في عهد الجمهورية الثالثة » أعده بول فينباي دوكتون بعد زيارة ميدانية لتونس و تحديدا للجنوب التونسي ودامت أربعة عشر شهرا تنفيذا للمهمة التي وقع تكليفه بها من البرلمان الفرنسي للقيام بتحقيق رسمي في الأقطار العربية بشمال إفريقيا و كان التقرير يضم ثلاثة أجزاء كبرى كل جزء مخصص لقطر عربي (تونس، الجزائر، المغرب الأقصى) لم ير منه النور إلا الجزء المخصص لتونس بعنوان » جرائم الإستعمار الفرنسي في عهد الجمهورية الثالثة عرق البرنوس » عثر عليه المترجم صدفة بإحدى مكتبات مدينة المتلوي بالحوض المنجمي أواسط الثمانينات من القرن الماضي » عرق البرنوس » عنوان ذو دلالة و رمزية ممتلأ بالدروس و العبر، فالبرنوس هو لباس تقليدي عرف به أهالي شمال إفريقيا لا يفارقهم أبدا، في قظّ الصيف أو في قرّ الشتاء و هو يرمز للأصالة و البساطة و التواضع ،و العرق هو ضريبة العمل و الجهد و الصراع ،هو سائل من السوائل المكونة للتاريخ إلى جانب الدم و المني : يعصر الإستعمار الفرنسي(المقيم العام والقياد والباش آغوات من جهة و المراقبون المدنيون والمشايخ من جهة أخرى)البرنس و هو على ظهر شعبنا الفقير مستخرجين منه عرقهم و من ثمة دمهم ،يمصونه هؤلاء المجرمين مص دارقولا للدماء رافعين شعار » لقد جعل البرنوس للإعتصار ». إنه نوع آخر من الجريمة ضد الإنسانية جريمة ذات طابع جبائي لا تسقط بالتقادم فبعد التوزيع العادل للجوع و الفقر والقمع بينهم يجبر الأهالي على دفع و الضريبة و هم لا يملكون مصدرا أصلا للدخل فيصرخ بول فينياي في وجه الحكومة الإستعمارية و النواب » كلكم مجرمون وما يقع بتونس وصمة عار على جبين حكومة الجمهورية الثالثة… » . يسلط الكاتب الضوء على ثلاث قضايا أو موضوعات رئيسية في كتابه إرتقت لمرتبة الجريمة بأتم معنى الكلمة : قضية الضرائب أو النظام الجبائي ،قضية الخماسة بالأرياف وقضية عمال الحوض المنجمي مقترحا وضع حبال المشانق حول رقاب الجناة مقترفي هذه الجرائم عوضا عن الأوسمة والنياشين التي تزين صدورهم وأكتافهم . يؤكد « دوكتون » في كتابه /التقرير أن النظام الجبائي الذي كان سائدا بتونس إبّان الحقبة الإستعمارية هو من أشد الأنظمة المدمرة لقوى الإنتاج والقوى المنتجة وهو من أشد الأنظمة الجبائية ظلما وجورا لم تعرفه الإنسانية لا في عصور الإنحطاط ولا في المجتمعات الحديثة التي تدعي باطلا إحترامها لحقوق الإنسان ،وأن هذا النظام – يقصد النظام الضريبي – وصمة عار في جبين البايات المجرمين ولا يزال يسئ إلى حكومة الجمهورية الثالثة التي إستمرت في تطبيقه والعمل به على إمتداد ثلاثين سنة من الإحتلال ،لقد كانت الجمهورية الثالثة أشد ظلما وجورا تجاه التونسيين من أسياد القرون الوسطى تجاه أقنانهم . ويعود جور وظلم النظام الضريبي بتونس إلى درجة إرتقاءه لمرتبة الجريمة إلى: 1/ تعدد الضرائب وتنوعها فهي تنقسم إلى:(ضريبة المجبى،ضريبة القانون التي تهم الزياتين والنخيل ،ضريبة العشر التي تفرض على الحبوب ،ضريبة الزكاة التي تفرض على المواشي ،ضريبة المحصولات ،ضريبة « التفخيض « …) 2/ طرق إستخلاص هذه الضرائب ،حيث يقوم القياد بمساعدة »جيش المخزن » – ويسمى جيش السلطان معدود من الجوائح تماما مثل الجراد والجفاف والوباء – بعملية إستخلاص الضرائب المذكورة في شكل عمليات نهب بالقوة والبطش وإستعمال جميع الأساليب بما فيها إغتصاب النساء والصبايا . 3/ جزاء التخلف عن أداء الضريبة وهو الرمي في سجون موبوؤة مظلمة أبدية ،حضائر تربية الخنازير أفضل منها وهم مقيدين إلى سلاسل تحيط بهم القاذورات من كل جانب على حد وصف الكاتب نفسه. لقد أبقى الإستعمار الفرنسي على قانون الخمّاسة الذي أصدره الوزير خيرالدين باشا بتاريخ 13 أفريل 1874 (مازال هذا القانون ساري المفعول بتونس ومعمولا به من خلال الفصول 1369 إلى 1394 من مجلة الإلتزامت والعقود!!! ولم يقم التنقيح المؤرخ في 9 أوت 2005 إلا بتغيير كلمة الخماسة بكلمة المزارعة ) وشكّل ذلك إنتهاكا صارخا لحقوق الإنسان وجريمة بشعة من جرائم الإستعمار الفرنسي ولعل من أبشع صوره خضوع زوجة الخمّاس وبناته إلى قانون التخفيض مثلما كان معمولا به في ظل النظام الإقطاعي فتم تعويضه بالمال لفائدة الفلاح الذي أصبح من حقه إقتطاع جزء من مهر بنت الخماس التي ستتزوج لفائدة الفلاح إضافة إلى خضوعهم لأداء الضرائب السابق ذكرها !وكان المعمرين يتصرفون في الضياع التي إستولوا عليها كما يتصرف الروسي مع عماله العبيد من الموجيق . ولم تكن وضعية عمال الحوض المنجمي أحسن حالا من هؤلاء الخماسة الفقراء المعدمين ،فبعد أن أبرمت السلط الإستعمارية بتاريخ 15/08/1896 إتفاقية إمتياز إستغلال فسفاط قفصة مع إحدى شركات النهب الكبرى « شركة فسفاط قفصة » بإمتيازات خيالية ( الإعفاء من الضرائب بمختلف أنواعها ، حق التصرف المطلق في مجال يمسح 500.000 هكتار ،حظر العمل النقابي داخل المناجم ،حرية تحديد العلاقة الشغلية مدة وأجرا وإنهاءا …) حولت هذه الأخيرة الحوض المنجمي إلى « أرخبيل سجني » والعمال إلى « سجناء المنجم » ويجب على الداخلين إلى هذا المعتقل ترك أمالهم وأحلامهم خارج الباب » يا داخل القنارية ما لك ديّة » ولن تتوقف « شركة فسفاط قفصة »عن مصادرة أراضي الأهالي وخاصة قبائل أولاد بويحي من الهمامة وأولاد سيدي عبيد بدعوى البحث عن الفسفاط حسبما خولته لها إتفاقية الإمتياز المشؤومة. وحولت الشركة أبناء تونس إلى أكثر السكان في العالم « إعتصارا جبائيا » ولو طبقت القانون والتراتيب الجاري بها العمل لكان أهالي تونس في غنى عن الديون ولكانوا من أقل الشعوب دفعا للضرائب!إنه الشجع والطمع وسيطرة العقلية الإستعمارية على أولئك المجرمين حولت أصحاب الأرض إلى عبيد إلى حد جعلت مكتشف الحوض المنجمي فيليب توماس يقول قبل وفاته : » لوكنت أعلم أن الأمور ستؤول إلى ما آلت إليه لحملت سري معي إلى القبر ».. لقد إستعان المستعمر الفرنسي في تنفيذ جرائمه النكراء في حق شعبنا بتونس بمؤسستين على غاية من الخطورة وهما مؤسسة القضاء ومؤسسة الصحافة ،فقد كان القضاء على تخلفه وعدم مواكبته للتطورات تابعا بالكامل للإدارة الإستعمارية تنخره الرشوة والمحسوبية والوصولية، بل أنشأ المستعمر « المحكمة المختلطة « لإضفاء الشرعية على عمليات النهب المنظم ومصادرة الأراضي ،أما الصحافة فلم تكن غير أداة تبرير جرائم المستعمر وإيجاد الحجج والبراهين على صحة ما أقدم عليه فتكتب هذه الصحافة : » أن العرب هو الجنس الأكثر فسادا في الأرض …وعليه فإن الطفل العربي يرث كل أنواع الإنحرافات كالخداع والسرقة والكذب « ،ليصل الكاتب في النهاية إلى نتيجة مؤداها أنه لو أخضع الألمان مقاطعتي الألزاس واللوران المحتلتين لنفس النظام التعسفي الذي تطبقه فرنسا بالبلاد التونسية لتحدت لهم كامل أوروبا المتحضرة. إختار الأستاذ الأزهر الماجري ترجمة الكتاب /التقرير »عرق البرنوس » في لحظة تاريخية مناسبة ولا أدري إن كان إختار هذا التوقيت أم فرضته الصدفة ؟،جاءت الترجمة طبق العنوان الصح في الزمن الصح قطريا وقوميا ،فعلى المستوى القطري لامس الكتاب وبدون إسقاط تاريخي إعتباطي أوضاع أهالي الحوض المنجمي وما يتعرضون له من حيف وظلم وجور نتيجة إنخرام التوزيع العادل للثرزة الوطنية والحال أنهم ينامون على حقول من الذهب الأبيض وكأن بالزمن توقف عند حدود بداية القرن العشرين ،وكانت هذه الوضعية سببا في إندلاع شرارة حركة إجتماعية إحتجاجية منذ جانفي 2008 أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى ومئات المطاردين بالجبال والمحالين على محاكمات صورية لم تتوفر فيها شروط المحاكمة العادلة ،أما قوميا فقد تزامنت ترجمة الكتاب مع إعتذار الحكومة الإيطالية عن جرائمها في حق شعبنا العربي بليبيا ودفعها مقابل ذلك تعويضات فاقت الخمسين مليون دولار . كان منظرا عجيبا وغريبا ذلك الذي حصل بشارع الحبيب بورقيبة بتونس بداية ماي 2008 ، حين إحتشد الأهالي الواقع جلبهم بأسلوب الترهيب والترغيب في حافلات صفراء على جنبات الشارع الرئيسي بالعاصمة و هم يرشون الورد على الرئيس الفرنسي ساركوزي و هاتفين بحياته ،من الصعب تفسير ما وقع أو كيف يصفق الضحية لجلاده ؟،وقبلها بشهور كادت زيارته للجزائر أن تنتهي بأزمة دبلوماسية بين البلدين بعد أن طالبت وزارة المجاهدين وأغلب مؤسسات المجتمع المدني الجزائري بضرورة إعتذار ساركوزي عن جرائم فرنسا الإستعمارية الذي رفض ذلك بل أصدرت فرنسا قانونا سنة 2005 تمجد فيه الحقبة الإستعمارية والمتعاونين معها والعمل على إبراز محاسنه و »الرسالة التمدينية « التي إضطلعت بها ،وأمام هذا الوضع الكاريكاتوري تساءل عضو مجلس النواب عن أحد « أحزاب المخزن » في العدد49 من جريدته الصادرة بتاريخ 05 سبتمبر 2008 : »متى ستعتذر فرنسا علن جرائم الإحتلال من شعب الجزائر و ما وراء الجزائر؟ » ولم يجرؤ هو و لا الحكومة التونسية التي ينتمي إليها على مطالبة فرنسا بالإعتذار عن جرائمها في حق شعبنا بالقطر وكأني بفرنسا لم ترتكب أي جريمة بتونس ، أما عن الجزائر فلها رجالها ،وسيحصلون على ما يريدون لأنهم أصحاب حق ،أما إذا نفى وجود جرائم أصلا وأن فرنسا كانت بتونس حملا وديعا حاملة لرسالة « حضارية تمدينية » لفائدة شعب تونس فذلك طامة كبرى و قد جارى الاستعمار الفرنسي في خطابه وإستبطن مشروعه ،نعم نقولها بصوت عال: على فرنسا الإعتذار على كل جرائمها في حق شعبنا المتعددة والمختلفة (إغتيال ،تهجير ،مصادرة أراضي ،إغتصاب،حرق،….) والموثقة بالمراجع و لدى أجهزة الدولة الفرنسية ذاتها ودفع تعويضات لأبناء وأحفاد الخمّاسة وعمال الحوض المنجمي وكل من تضرر من جرائمها النكراء ولعل أخطر جريمة تعرض لها شعبنا العربي على يد فرنسا كانت جريمة تجزئة الوطن العربي عبر معاهدة سايكس /بيكو سيئة الذكر ،فجرائم فرنسا الإستعمارية في حق شعبنا معروفة وموثقة ومكتملة الأركان القانونية أما العقاب فيظل مؤجلا.
(المصدر : صحيفة مواطنون العدد89 بتاريخ 21 جانفي 2009)
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة وبعد :
نشكركم على إسهامكم بالتوقيع على الخطاب الموجه للرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما ونفيدكم بالآتي
1. بعد استكمال صياغة الخطاب وجميع الأسماء تأخر إرسال الخطاب بسبب اندلاع أحداث غزة المؤلمة وأخيرا تم إرساله باللغتين العربية والإنجليزية في 8/يناير 2009م من خلال أربع طرق إلى الرئيس الأمريكي . 2. تم فتح بريد إلكتروني خاص للخطاب باسم علماء الأمة الإسلامية وهو olamaa5@gmail.com 3. تلقينا إجابة من فريق الرئيس الأمريكي تفيد بوصول الخطاب إليه وتعد بالتواصل حول الأفكار والرؤى التي وردت بالخطاب . 4. كان إحدى وسائل إرسال الخطاب عن طريق بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي المقربين من الرئيس والمتفهمين للقضايا الإسلامية وقد أثنوا على الخطاب وأشادوا بتشكيل فريق يتبنى تقديم الخطاب للرئيس الأمريكي ومتابعة مستواه معه . 5. تم نشر الخطاب في وسائل الإعلام العالمية اليوم الأربعاء الموافق 24/1/1430هـ الموافق 21/1/2009م باللغتين العربية والإنجليزية . نأمل أن يكون ما تم قد نال استحسانكم وأن يتم التواصل معكم لخدمة أمتنا ونرجو منكم لاستكمال تحقيق الهدف من الخطاب القيام بالآتي : 1. نشر الخطاب مع الأسماء الموقعة عليه في وسائل الإعلام في بلدكم وغيره من البلدان . 2. إرسال أو تسليم الخطاب مع الأسماء الموقعة عليه للسفارة الأمريكية في بلدكم وطلب إيصاله للرئيس الأمريكي . وتقبلوا تحياتي …
فخامة الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما
فخامة الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما إننا نحن الموقعين على هذا الخطاب من علماء ، ومفكرين ، ومثقفين ، وناشطين سياسيين ، وحقوقيين ، وأكاديميين من أبناء الأمة الإسلامية ننتهز فرصة انتخابكم رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية لنخاطبك بصفتك الإنسانية ، ونخاطب الشعب الأمريكي من خلالكم باعتباركم رئيساً له وأهلا لثقته ، مؤملين أن يجد خطابنا هذا من فخامتكم أذناً صاغية ، ووقفة عادلة منصفة لمصلحة البشرية كلها في ظننا. يا فخامة الرئيس دعنا نبسط بين يديك وجهة نظرنا في العديد من القضايا التي هي محل اهتمام مشترك وذات تأثير واسع في العالم كله ، وقبل أن نتحدث عن هذه القضايا فإننا نهنئ الشعب الأمريكي بهذا الانجاز التاريخي الذي حققه بانتخابكم رئيساً له مع أن الكثير من القوى العنصرية بذلت كل ما تستطيع للحيلولة دون انتخاب رجل من أصول افريقية مسلمة ، ومع أن هذا انجاز بلا شك يدرك حقيقته كل مطلع على تاريخ أمريكا وما مرت به من تطورات ، وتحولات لكنه في الوقت نفسه يحملكم مسئوليات جسيمة استثنائية أمام من وضعوا أملهم في وصولك للبيت الأبيض من الأمريكيين ، وأمام العالم الذي أصبحت أمريكا الفاعل الأبرز في شئونه ثم أمام التاريخ الذي يمكن أن تسجل في سفره الواسع صفحات ناصعة، ويمكن كذلك أن تسجل فيه صفحات قاتمة موحشة كما فعل الرئيس بوش قبلكم. يا فخامة الرئيس دعنا نشير إلى العديد من القضايا باختصار وإيجاز في النقاط الآتية:- 1- إننا ندعوك وندعو الشعب الأمريكي من وراءك ونطالبكم بضرورة التعاون مع جميع أمم العالم في تحقيق المصالح المشتركة ، ودفع المخاطر المشتركة مثل قضايا البيئة ، والسلام ، وحفظ القيم ، والأخلاق ، وحقوق الإنسان والطاقة والتنمية ومواجهة الأوبئة والكوارث من غير تمييز ولا فرض رؤية ، أو أيدلوجية ، أو مصلحة شعب على الشعوب الأخرى ، وإننا نؤكد لفخامتكم أن التعاون لتحقيق كل ما فيه مصلحة للإنسان من صميم ديننا قال تعالى في القرآن الكريم: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ). وإننا نؤكد لكم أن الأمة الإسلامية تمتلك من الإمكانات المعنوية والمادية وعناصر القوة الظاهرة والخفية ما يؤهلها لتكون شريكاً أساسياً في صنع مستقبل العالم وإننا نؤكد لكم أن تجاهل أمتنا أو محاولة النيابة عنها في تقرير مصيرها ومستقبلها أو التآمر للاعتداء على مصالحها واحتلال أوطانها وسلب حريتها لا يمكن أن يتحقق ، وأن أمتنا وإن كانت تدعو من وحي دينها وقيمها للتعاون المتكافئ القائم على قدم المساواة بين جميع الأطراف فإنها في الوقت نفسه ستقاوم بكل الوسائل الممكنة المشروعة أي محاولة لشطب وجودها أو مسخ شخصيتها وهويتها ، أو الاستيلاء على مقدراتها أو سلب حقوقها. 2- إننا من موقع مسئوليتنا المستمدة من مبادئنا الإسلامية – ونحن كمسلمين لا نرجو إلا الله ولا نخشى أحداً سواه – نعلن لفخامتكم وللشعب الأمريكي أننا نؤكد على حق جميع الأديان، والثقافات ، والحضارات ، والمجتمعات في التنوّع وحرية الاختيار قال الله تعالى في القرآن الكريم: ( لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) وفي الوقت نفسه نطالبكم بأن تقرّوا للعالم بمثل هذا الحق ، وأن تقتنعوا أن فرض النموذج الأمريكي على العالم بالقوة والضغط ، والتخويف لن يزيد العالم إلا أزمات ، وصراعات ، وأن أول المتضررين من هذا الأسلوب أمريكا نفسها ، ونذكرك أن منطق التاريخ وسنن الحياة لا تسمح باستمرار هذا النهج ، ولا بانتصاره مهما كانت القوة المادية التي يتسلح بها أو الشعارات البراقة التي يرفعها، ولعل ما وصلت إليه العولمة عموماً ، والحالة الأمريكية الداخلية خاصة دليل حيّ على ما نقول لمن يريد الوقوف عند الحقائق والرجوع للحق بعيداً عن الأوهام وخداع النفس. 3- إننا نذكِّر فخامتكم من منطلق ديننا وثقافتنا بأن الحضارة لا يمكن أن تزدهر وأن السلام والأمن لا يمكن أن ينعم بهما العالم ما لم يعم العدل الأرض ويهيمن على العلاقات الدولية ، وإننا نعتقد أن كل إنسان عاقل يستيقن في قرارة نفسه أن الظلم الذي تعرض له الشعب الفلسطيني لم يتعرض له شعب آخر في التاريخ حتى وإن تم تجاهل ذلك أمريكياً استجابة لضغوط مالية أو سياسية أو إعلامية أو استجابة لأوهام أيديولوجية ، أو أساطير خرافية ، أو طموحات انتخابية. يا صاحب الفخامة لا تنتظروا من العرب والمسلمين وكل من يناصر الحق والعدل من شعوب العالم علاقات طبيعية ما لم يرفع الظلم ـ الذي تتحمل أمريكا وزره بالدرجة الأولى ـ عن الشعب الفلسطيني وتعاد له حقوقه وأرضه، وما لم تعد للشعب العراقي والشعب الأفغاني سيادتهما ، ويعوضا عما أصابهما من خسائر ، وتجلى عنهما قوات الاحتلال الصليبي المعاصر التي أعادت لنا ذكرى حروب القرون الوسطى الصليبية ،والحروب الاستعمارية وأشعلت نار العداوة بين شعوب العالم المختلفة. يا صاحب الفخامة إن كل مطّلع على حقائق التاريخ يعلم أن شعوبنا وفية لأصدقائها كريمة مع من يحترمها تحترم عهودها ولكنها أيضاً لا ترضخ لمحتل ، ولا تستسلم لعدوان ، ولا تقبل بذل ولا هوان ، وأنها تنتزع حريتها ، ولا تستجديها ولعل فيما آل إليه حال الشعوب الإسلامية في مواجهة المحتلين في فلسطين ، والعراق ، وأفغانستان وغيرها دليلا كافيا لأن تعيد أمريكا النظر بصدق وعمق في أسلوب تعاملها مع شعوب العالم كافة والشعوب الإسلامية بصفة خاصة. إن أمريكا من موقع مسئوليتها العالمية كقوة عظمى يجب عليها أن تتحرر من إملاءات اللوبي الصهيوني في علاقاتها مع الشعوب الإسلامية، وأن تدرك أن مصالح الشعب الأمريكي الحقيقية هي في التعاون مع مليار ونصف المليار مسلم، ومع الحق والعدل ، ولكن هذا يحتاج إلى شجاعة تتحلى بها القيادة الأمريكية تتسامى فوق المصالح الشخصية والحزبية. يا فخامة الرئيس إذا لم تستطيعوا في أمريكا أن تكونوا مع الحق والعدل فلن يقبل منكم اقل من الحياد، أما أن تدعموا الظلم والاحتلال فلن تكون نتائج ذلك إلا المقاومة وتصبحون ومن تدعمونه في نظر شعوبنا سواء. 4- لا شك يا فخامة الرئيس أنك وأنت نتاج الثقافات المتعددة وابن الأعراق المختلفة والقادم من غمار الشعب الأسود المكتوي بنار الظلم والاستغلال والتمييز العنصري وأنت الدارس للقانون والمتطلّع إلى إقرار العدل ، لا شك أنك تعلم أن العدل على مستوى الأرض أو على مستوى أفراد أي مجتمع لا يتحقق ما لم يكن هناك عدالة في توزيع الثروات ومساواة في الفرص ومنع للاستغلال ونهب ثروات الشعوب ، ولعل فخامتكم يوافقنا أن دول العالم الثالث لم تعان شعوبها في نهب ثرواتها واستغلال مقدّراتها والاعتداء على سيادتها كما عانت من الشركات الأمريكية الكبرى التي احتلت دولاً وأسقطت أنظمة ودبرت انقلابات من أجل إسقاط أي ممانعة وطنية لحماية ثروات تلك الشعوب فهل نطمع ويطمع العالم كله في أن تبدأو مرحلة جديدة تعبر عن العدالة في توزيع الثروات والمشاركة في التنمية على مستوى العالم وعدم توظيف المؤسسات المالية الدولية مخالب وأنياب افتراس أمريكية كمنظمة التجارة العالمية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي وغيرها من المؤسسات التي لم تقم إلا لتمكين الدول الكبرى وبخاصة أمريكا من الهيمنة على ثروات دول العالم المتخلف. إن فخامتكم يعلم بلا شك أن استغلال الشعوب ونهب ثرواتها كان سبباً رئيساً للحروب الكبرى والأزمات العاصفة الظالمة التي كانت ومازالت أمريكا المشعل الأول لوقودها. يا فخامة الرئيس إننا ندعو أمريكا وهي تعيش أزمة مالية طاحنة أن تبحث ولو جدلاً عند الأمم الأخرى عن بعض الحلول في تشريعاتها المالية ومناهجها الاقتصادية التي قد تسهم في تجنيب أمريكا أزماتها المالية وكوارثها الاقتصادية التي تجر العالم وراءها بعد كل عدة عقود من السنين إلى الهاوية. ونحن هنا نشير إلى النظام المصرفي الإسلامي والمنهج الاقتصادي الإسلامي الذي شهد بالتميز لهما المنصفون من كبار علماء الاقتصاد الغربيين. 5- يا فخامة الرئيس إن الحرية مطلب فطري لجميع الناس وهي من القيم المشتركة بين جميع الأمم وإن اختلفت الثقافات في مفهوم الحرية وحدودها. ومع أن أمريكا من أكثر دول العالم مناداة بالحرية واحترام حقوق الإنسان ورفع شعاراتها إلا إننا نعتقد أن حكومات أمريكا هي أكثر حكومات العالم من الناحية العملية انتهاكاً لحقوق الإنسان ، ومصادرة لحريته فهي أكثر دول العالم شناً للحروب، وإبادة للشعوب واعتقالاً للناس خارج إطار القانون، وممارسة للتعذيب ، وهي الأكثر دعماً للأنظمة الاستبدادية ، والأكثر تآمراً على التجارب الديمقراطية الناشئة ، والأكثر تدبيراً للانقلابات العسكرية ، والأكثر استخفافاً بالمنظمات الدولية وابتزازاً لها وإن شعوب العالم التي عانت كثيراً من هذه السياسة الأمريكية تضع مصداقيتكم على المحكّ من خلال انتظارها لما ستفعله في هذا المجال ، هل ستكون رجل الأخلاق والمبادئ والأحلام كما وعدت شعبك والعالم أم ستكون منفّذاً لرغبات رجال المال وخاضعاً لضغوطات اللوبيات الصهيونية والمنظمات السرّية. يا فخامة الرئيس إنك بلا شك تعلم أن تسجيل موقع إيجابي متميز في التاريخ لا يكفي فيه رفع الشعارات البراقة ما لم تترجم إلى حقائق في أرض الواقع وإن أي زعيم ستتأثر صورته وتاريخه إلى حد كبير بنوعية الفريق العامل معه . 6- إننا ننادي بالحوار بين الثقافات والأديان والحضارات انطلاقاً من ديننا ومبادئنا ، قال الله تعالى في القرآن الكريم (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) ونحترم العلم ونقبل الحق من أي مصدر كان قال الله تعالى في القرآن الكريم : (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) وقال الله تعالى في القرآن الكريم: (قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) ، ونرفض بقوة فكرة صراع الحضارات، ونستهجن أسطورة نهاية التاريخ وكلتاهما من إنتاج الثقافة الأمريكية قال الله تعالى في القرآن الكريم (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ. إنّ الحوار لا يكون مجدياً ومنتجاً إلا إذا كان وسيلة معتمدة من الطرفين للتفاهم أمّا إذا كان أحد الطرفين يقوم بالاحتلال والاجتياح فليس أمام الطرف الآخر حينئذٍ إلا المقاومة والجهاد وطلب الحرية بكل ما يستطيع ، إن المقاومة في بعض البلدان الإسلامية إنما كانت نتيجة للعدوان ، والظلم والاستبداد الذي تمارسه أو ترعاه أمريكا ، وليست تلك المقاومة سبباً للعنف والإرهاب كما يحلو لبعض الدوائر في أمريكا أن تزعم ، فإذا أزعجتكم المقاومة ورغبتم في أن يعم السلام فأزيلوا الاحتلال وأعيدوا للشعوب حقوقها وسيادتها . يا فخامة الرئيس إن شعوبنا تحلم بالوحدة والحرية والاستقلال وحفظ حقوق الإنسان والأمن والتقدم والازدهار وإنّ الكثير من أبناء هذه الشعوب يعتقدون أنّ أمريكا هي المانع الرئيسي لتحقيق تلك الأحلام ، وإننا لنرجو وندعوك صادقين أن يكون عهدك فاتحة لنمط جديد من التعامل والعلاقات بين أمريكا وشعوب العالم الإسلامي. 7 – يا فخامة الرئيس إن قضية الإرهاب التي جعلتها أمريكا شغل العالم الشاغل لا يمكن الحديث عن العلاقات الأمريكية العربية الإسلامية اليوم دون التطرق إليها، ومن هذا المنطلق وفي هذا السياق نود لفت نظركم إلى الأمور الآتية:- أ) أننا من منطلق ديننا ومبادئنا الإسلامية نؤكد رفضنا القاطع ترويع الأبرياء والآمنين فضلاً عن إيذائهم أو قتلهم ونعتبر ذلك من الإفساد في الأرض الذي هو من أكبر الجرائم في ديننا. ب) نلفت الانتباه إلى أن نظرة الإسلام للحرب والقتال في حال الضرورة لخوضها دفاعاً عن الحق ومنعاً للظلم أنه يفرض عليها من الضوابط الأخلاقية، والقانونية ما يجعلها أرحم حرب عرفتها البشرية يحرّم الإسلام فيها التعرض لغير المحاربين ، ويحرّم فيها التدمير العشوائي والدمار الشامل ، والعدوان غير المبرر ، ويوجب فيها الوفاء بالمعاهدات واحترامها والإحسان إلى الأسرى ، وحماية حقوق المدنيين ، وإننا من هذا المنطلق نفرق بين الإرهاب المحرم والمقاومة المشروعة ، ونرفض بقوة اعتبار المقاومة المشروعة للاحتلال إرهاباً . ج) نذكّركم أنه مع رفض حكومات وعلماء وشعوب المسلمين لما حدث في سبتمبر 2001م فإن أمريكا جنّدت وراءها الكثير من دول العالم رغباً ورهباً وشنت حرباً على الإسلام كدين وعلى المسلمين كأفراد وجماعات وشعوب ومؤسسات وحضارة وتاريخ ، حرباً أُسقطت فيها حكومات واحتلت أوطان وسُحقت شعوب وانتهكت جميع المواثيق الأخلاقية والقانونية الدولية وقُتل وهجّر الملايين من المسلمين وأودع السجون والمعتقلات العلنية والسرّية مئات الآلاف من المسلمين في طول الأرض وعرضها وانتهكت في تلك السجون جميع حقوق الإنسان ، ودمرت المدن والمساجد ، وأُهين القرآن الكريم ، واستخدمت الأسلحة الممنوعة دولياً. إن أمريكا قد سقطت في هذه الحرب الإرهابية القذرة التي لم يعرف لها مثيل في التاريخ فهي حرب قامت على الأكاذيب والمغالطات من أول يوم حتى اضطر الرئيس بوش أخيرا إلى الاعتراف بأنه شنّ الحرب على العراق بناء على معلومات مضللة، وإننا نؤمن أن عدل الله سبحانه وتعالى لا يسمح أن يفلت المجرم بجرائمه فهل ننتظر من أمريكا محاكمة المجرمين لينالوا جزاء ما اقترفته أيديهم. د) إن معالجة ما يسمى بالإرهاب لا يمكن أن يخلّص العالم من شروره ما لم نتحل بالصدق والموضوعية والنزاهة والشفافية في دراسة أسبابه ثم نقوم بمعالجة تلك الأسباب. إن أي ظاهرة من الظواهر الاجتماعية والثقافية سيعاد إنتاجها ويستمر وجودها ما دامت أسبابها قائمة ، وإننا نجزم أن من أهم أسباب هذه النقمة العارمة على أمريكا في العالم الإسلامي بل في العالم كله هو إما عدوان أمريكا على العالم الإسلامي مباشرة أو دعمها بلا حدود لكل عدوان يتعرض له المسلمون ، وفي إمكان فخامتكم مثلاً مراجعة موقف أمريكا من قرارات مجلس الأمن الدولي فيما يخص العرب وإسرائيل ليتبيّن لك بوضوح بأي مكاييل تكيل أمريكا وتسأل نفسك بتجرد هل هذا ما كان يجب أن يكون. إن الكثير من الحكومات في العالم الإسلامي لا تذكر لكم الحقيقة خشية من بطش أمريكا أو رغبة في رعايتها ، لكننا نؤكد لفخامتكم من خلال اطلاعنا متجردين من كل هوى وباذلين النصيحة لمصلحة البشرية إن أمريكا لا يمكن أن تكون علاقتها طبيعية بالشعوب الإسلامية ما لم ترفع ظلمها عن المسلمين ، وتتعامل معهم بعدل وإنصاف وإن ذلك لبيدك الآن وإنك إن خطوت هذه الخطوة فستحقق انجازاً غير مسبوق في الساحة الأمريكية. يا فخامة الرئيس ، إننا نعتقد أن الترسانة النووية الإسرائيلية والأسلحة الفتاكة التي تزود بها أمريكا إسرائيل أنها تشكل أكبر تهديد إرهابي لشعوبنا وللعالم أجمع وأن هذا الدعم اللامحدود لإسرائيل هو الذي يدفعها لانتهاك جميع القوانين الدولية والقيم الأخلاقية وارتكاب أفضع صور الإرهاب ضد الشعب الفلسطيني الأعزل وإننا نؤكد لك ناصحين أن استخدام القوة والبطش ودعم إسرائيل وتبني بعض المجموعات العلمانية غير الوطنية في العالم الإسلامي لن يحل المشكلة ولن يجدي نفعاً بل سيزيد الأزمة تعقيداً والمواجهة اشتعالاً ، إن العدل والإنصاف والموضوعية والابتعاد عن الظلم والتعسف هي أكبر الضمانات لحماية الأمن القومي الأمريكي وأمن العالم فهل تتجهون هذه الوجهة؟ هذا ما نرجوه. الموقعون:
يتقدمهم فضيلة الشيخ الإمام يوسف بن عبدالله القرضاوي
م
|
الاسم
|
الصفة
|
البلد
|
1
|
الدكتور أبو لبابة الطاهر حسين
|
عضو المجلس العالمي للمساجد
|
تونس
|
2
|
الدكتور أحمد البياتلي
|
|
تركيا
|
3
|
الدكتور أحمد الريسوني
|
رئيس حركة التوحيد والعدل سابقاً
|
المغرب
|
4
|
الدكتور أحمد القطان
|
داعية إسلامي
|
الكويت
|
5
|
الدكتور أليف الدين الترابي
|
داعية إسلامي
|
باكستان
|
6
|
الدكتور توفيق يوسف الواعي
|
داعية إسلامي
|
مصر
|
7
|
الدكتور جاسم مهلهل الياسين
|
أمين عام الحركة الدستورية الإسلامية الأسبق
|
الكويت
|
8
|
الدكتور راشد الغنوشي
|
الأمين العام لحركة النهضة بتونس
|
تونس
|
9
|
الدكتور عبد الإله بنكيران
|
الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بالمغرب
|
المغرب
|
10
|
المشير عبد الرحمن سوار الذهب
|
الرئيس السوداني الأسبق
|
السودان
|
11
|
عبد الغفار عزيز
|
مسئول العلاقات الخارجية في الجماعة الإسلامية
|
باكستان
|
12
|
الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني
|
رئيس جامعة الإيمان في اليمن
|
اليمن
|
13
|
الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح
|
أمين عام اتحاد الأطباء العرب
|
مصر
|
14
|
الدكتور عبد الوهاب الديلمي
|
وزير العدل والشئون الإسلامية الأسبق في اليمن
|
اليمن
|
15
|
الدكتور عصام احمد البشير
|
وزير الأوقاف والشئون الإسلامية الأسبق في السودان
|
السودان
|
16
|
الدكتور علي صدر الدين البيانوني
|
المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا
|
سوريا
|
17
|
الدكتور علي الحمادي
|
رئيس مركز التفكير الإبداعي في الإمارات
|
الإمارات
|
18
|
الدكتور عوض بن محمد القرني
|
محامي ومفكر إسلامي
|
السعودية
|
19
|
الدكتور فتحي يكن
|
رئيس جبهة العمل الإسلامي في لبنان
|
لبنان
|
20
|
الشيخ قاضي حسين احمد
|
أمير الجماعة الإسلامية في الباكستان
|
باكستان
|
21
|
الدكتور همام سعيد
|
المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن
|
الأردن
|
22
|
الدكتور محمد إبراهيم
|
عضو مجلس الشيوخ في الباكستان
|
باكستان
|
23
|
الدكتور محمد الحبيب النجكاتي
|
رئيس جماعة التوعية والإحسان في المغرب
|
المغرب
|
24
|
الشيخ محمد حسن ألددو
|
رئيس مركز تخريج العلماء في موريتانيا
|
موريتانيا
|
25
|
الدكتور محمد أكرم العدلوني
|
الأمين العام لمؤسسة القدس الدولية في الأردن
|
الأردن
|
26
|
الدكتور محمد عمارة
|
مفكر إسلامي
|
مصر
|
27
|
الدكتور محمد موسى الشريف
|
أستاذ جامعي
|
السعودية
|
28
|
الدكتور ياسر الزعاترة
|
إعلامي ومحلل سياسي
|
الأردن
|
29
|
الدكتور يوسف القرضاوي
|
رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
|
قطر
|
30
|
الدكتور يوسف محمد بوانا
|
وزير العدل والوظائف العمومية والشئون الإسلامية في جزر القمر
|
جزر القمر
|
Nairobi – Kenya
|
Supreme Council of Kenya Muslims
|
– Professor Abdul GhafoorEl-Busaidy
|
31
|
Nairobi – Kenya
|
Jamia Mosque Committee (Kenya
|
Sheikh Mohamed Osman Warfa
Chairman
|
32
|
Kampala-Uganda
|
Uganda Muslim Youth Assembly (Uganda
|
Brother Abass Kiyimba
Chairman
|
33
|
Mbale – Uganda
|
Islamic University Mbale
|
Dr. Ahmed Ssengendo
Rector
|
34
|
Morogorao-Tanzania
|
Morogaoro IslamicUniversity
|
– Dr. Tamim FarajTamim
|
35
|
Bujumbura-Burundi
|
Daawah Worker
|
– Brother Hussein SuleimanKahinga
|
36
|
أخوكم الدكتور عوض بن محمد سعد القرني 00966505752091