Home – Accueil – الرئيسية
TUNISNEWS
8 ème année, N° 2685 du 29.09.2007
عبدالله الــزواري: « إن غاب ولدك أو غيبوه فكلنا أولادك » حركة النهضة تنعي والد المهندس عبد الحميد الجلاصي القيادي السجين في حركة النهضة توفيق العياشي: شابان من الديمقراطي التقدمي » رهائن » لدى السلطات الأمنية، وصحة « مي الجريبي » تنذر بالخطر إفتتاحية « الموقف »: معركة المقرّات: جولة في حرب الحرّيات من أجل كسر احتكار الفضاء العام الموقف: تضامن واسع في الداخل و الخارج مع إضراب الجريبي و الشابي وكالة رويترز للأنباء:معارضان تونسيان يرفضان إنهاء إضراب عن الطعام قبل تحقيق مطالبهما موقع الجزيرة.نت :السفير الأميركي بتونس يزور معارضين مضربين عن الطعام صحيفة « الشروق » :المُعارضة و «النبش في النوايا» يو بي أي: تونس تدعو إلى وضع آليات جديدة لتعزيز الأمن والإستقرار في العالم موقع « أخبار تونس »:مواكب دينية بمختلف الجهات لإحياء ذكرى غزوة بدر الكبرى موقع « أخبار تونس »:عرض الربايبية بالنجمة الزهراء:مدائح وأذكار على نغمات المزود جريدة « الشعب »:وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تواصل اقصاء «الشعب» عن اللقاءات الصحفية وكالة الأنباء الكويتية كُـونا:رمضان في تونس تتجسد فيه معاني الرحمة وتمتد خلاله أكف الخير بالمساعدة موقع « مغاربية » :التونسيون يتهافتون على الحلويات في رمضان جريدة « الشعب »:الهيمنة الثقافية مقدمة ورديف للمهيمنة السياسية والاحتلال العسكري نصر الدين بن حديد:إلى الصّديق العزيز والزميل الفاضل الهاشمي نويرة محمد العروسي الهاني:الحلقة الثالثة : المجالس الوزارية للتنمية ومشاغل الناس التشغيل ينبغي أن يكون على غاية من الشفافية والنزاهة د. أحمد القديدي: التأسيس لعالم أعـدل! عبد اللطيف الفراتي: الشرعية الانتخابية موقع الجزيرة.نت :استمر نحو أسبوع:عمال « المحلة للغزل » المصرية ينهون إضرابهم بعد تلبية معظم مطالبهم صحيفة « القدس العربي »:الازهر يطالب بانشاء قناة فضائية مخصصة للفتاوي ختاما.. كلمة من هيئة التحرير
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows (
المأساة الوطنية لضحايا عشريتي القمع تتفاقم يوما بعد يوم …
عشرات الآلاف من التونسيين والتونسيات من الرجال والنساء والأطفال… يستصرخون الضمائر الحية. فهل من مجيب؟؟
وصلتنا الرسالة التالية من جمعية « تكـافل للإغاثة والتضامن بباريس » www.takaful.fr بســــم الله الرحمــــن الرحيــــــــم
نداء عاجل إلى كل ضمير حـيّ (*)
إخوتنا في الدين والعقيدة في كل بقاع الأرض،
إلى كل ضمير حي فيه قدر من الإنسانية،
إننا في أرض الزيتونة والقيروان، ازداد علينا الكرب و البلاء و ضاقت علينا ذات اليد وضاقت علينا الدنيا بما رحبت، معاناة إخوانكم كبرت و عظمت و لم يبق لنا بصيص أمل إلا في الله ثم فيكم لنشكوَ مآسينا.
إخوتنا الكرام، إن إخوتكم بعد خروجهم من السجن وجدوا أنفسهم في سجن كبير. اصطدموا بواقع لم يكن في خلدهم حتى في المنام. وجدوا أنفسهم بعد طول مدة السجن أمام تحديات مادية ومعنوية تجاوزت حسبانهم خاصة على المستوى العائلي. طرقوا كل الأبواب للارتزاق، يبحثون عن عمل بدون أن يسأل أحدهم عن الراتب، فهو راض مسبقا بأي عمل مهما كان الراتب. القليل منهم كفّى حاله، والكثير منهم تحت عتبة الفقر، وهم الذين وعدوا أسَرَهم بالرفاهة واليسر، ورسموا لهم في ذاكرتهم صورا وردية وحالة من العيش الرغيد. فقد تقدمت سن أبنائهم وتضاعفت حاجياتهم و كثرت مطالبهم.
تبخرت كل الأحلام و الآمال، شحّ العمل، تنكّر الأهل و العشيرة و تمردت بعض العائلات (الزوجة و الأبناء) على الأخ الغلبان التائه الحيران، فهناك من هجر البيت و هناك من هجرته زوجته. و الله إن هناك إخوة كالذين قال الله فيهم « لا يسألون النّاس إلحافا » نحن نشعر و نحس بهم، و هناك من حبسته عفّته في البيت فيتحاشى أن يتقابل مع إخوته حتى لا يظنوا فيه الظنون. و هناك و الله من يستخير الله قبل أن يتقدم إلى إخوته قائلا لهم :أطعموني إني جائع، والمَشاهد كثيرة و القصص مثيرة لو نحكي عنها.
إخوتنا الكرام، إن من مخلّفات هذه الأزمة الطويلة وضعيات تعيسة كثيرة، والإخوة المسرّحين بعد أكثر من 14 سنة سجنا وضعياتهم تزداد سوءا: تأخر في الزواج حيث وصل بعضهم إلى الخمسينات من عمره ومازال أعزبا، إضافة إلى تفشي الأمراض لدى أغلبهم، مثل أمراض المعدة، وأمراض المفاصل، وغسل الكلي وحالات فشل تام، وظاهرة العجز الجنسي، وحالات سرطان بعضها ميئوس منه و حالات وفيات. والإشكال أن أغلب الإخوة المسرّحين ليس لهم بطاقات علاج. ومن بينهم عدد كبير من العاطلين عن العمل أو العاجزين عن العمل بسبب المرض.
ولم يختصر الأمر على الكبار، فالصغار من أبناء المساجين حدّث و لا حرج أيضا. فعدد منهم يعاني من الأمراض النفسية نتيجة الضغوطات المستمرة بدون توقف والتي ظهرت أعراضها الآن بشكل مخيف، وهناك حالات كثيرة تتطلب الرعاية والمتابعة الدائمة و كما تعلمون فهي مكلّفة.
هذا غيض من فيض، ونكتفي بهذا القدر المر.
إخواني الكرام »ارحموا عزيز قوم ذل » مقولة تتطلب منكم التوقف عندها و التمعن في كل حرف فيها
ومن كل دلالاتها. و نحن على يقين أنه لا يرضيكم أن تسمعوا المزيد لأنه يدمي القلوب، و اللبيب من الإشارة يفهم.
أملنا في الله كبير و في سخائكم في مثل هذه الحالات التي تظهر فيها الرجال.
إننا ندعو لكم بالستر و العافية و لا نتمنى أن تشاككم شوكة تؤذيكم. إننا لا نريد أن نرهق كاهلكم بمعاناتنا ولكن اشتدت المعاناة وعظمت. التجأنا إليكم بعد الله فأغيثونا. التجأنا إليكم نشكو مآسينا، نطلب العون والدعم و السند حفاظا على كرامة إخوانكم و على علو همتهم و حفاظا على مشاعرهم.. فبجهدكم المبارك والسخي تستطيعوا أن تمنعوا اليأس في نفوس إخوة لكم ذنبهم أنهم قالوا إننا نريد الإسلام حلا لبلدنا.
أملنا في الله قريب أن يجمع شمل إخواننا على نهج الله و على محبة الله ولله رب العالمين عليها نحيى وعليها نموت و بها نلقى الله. » من فرّج عن مؤمن كربة فرّج الله عليه كربة من كرب يوم القيامة » حديث
كان الله في عونكم جميعا، و هو خير حافظ و هو أرحم الراحمين.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
* رسالة وصلت أخيرا من تونس إلى جمعية تكـــــافل للإغاثة و التضامن بباريس، و نحن نبلّغها كما هي إلى الرأي العام للتحسيس بما آلت إليه أوضاع الكثيرين من أبناء تونس ماديا و اجتماعيا و نفسيا بسبب سياسات القمع و التجويع و المحاصرة التي شملتهم طوال العقدين الماضيين.
و بحكم اتساع دائرة المتضررين و المحتاجين و المعدمين، فإننا في جمعية تكـــــافل نهيب بأهل الخير في كل مكان أن يهبّوا معنا لنجدة إخوانهم و لإعانتهم على حفظ دينهم و أعراضهم و حمايتهم من الجوع و الخصاصة و الحرمان، فالله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
قال تعالى ( و ما أنفقتم من شئ فهو يخلفه و هو خير الرازقين ) سورة سبأ 39
و قال تعالى ( من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة و الله يقبض و يبسط و إليه ترجعون ) سورة البقرة
وجزاكم الله خيرا
* من أجل المساهمة والدعم المادي، الرجاء الاتصال بالجمعية القانونية في باريس تكــــافل بإحدى الطرق التالية:
· تسليم المساهمات مباشرة لمن تعرفهم من مسؤولي الجمعية
· إرسال صك بريدي أو حوالة بريدية لفائدة TAKAFUL على العنوان التالي:
TAKAFUL – 16 Cité Verte
94370 Susy en Brie
FRANCE
· تحويل مباشر على الحساب الخاص للجمعية التالي:
· La banque postale
30041 00001 5173100R020 42
France
رقم الحساب الدولي
Iban
FR54 30041 1000 0151 7310 0R02 042
· أو عبر شبكة الإنترنت www.takaful.fr
· أو عبر البريد الالكتروني
Email : contact@takaful.fr
بسم الله الرحمان الرحيم « إنا لله و إنا إليه راجعون »
يوم الجمعة السادس عشر من رمضان انتقل إلى رحمة الله السيد عبدالقادر بلحاج بوبكر ( الجلاصي) مساء اليوم الجمعة 16 رمضان 1428 الموافق ل الثامن و العشرين من سبتمبر 2007 بعد الساعة التاسعة ليلا بقليل بمنزله بقرية بوحبيب من معتمدية منزل تميم ولاية نابل عن عمر بلغ الرابعة و السبعين.. عمنا عبدالقادر رحمه الله تعالى عامل فلاحي بسيط لكنه كان حافظا لكتاب ربه، أحسن تربية أبنائه فعرف ثلاثة منهم السجون دفاعا عن حريتهم و عن دينهم و رابع عرف مرارة الغربة قضى بها الآن 17 سنة أي مثل ما قضى عبدالحميد وراء القضبان.. للتعزية يمكن الاتصال ب عبد المجيد أخ عبدالحميد: 0021620638725 منية زوجة عبدالحميـــــد: 0021622933600 يكون الدفن بمقبرة بوحبيب على الساعة الثالثة ظهرا عبدالله الـزواري
إنا لله و إنا إليه راجعون وجهت عائلة السجين السيد عيبدالحميد الجلاصي برقية إلى كل من رئاسة الجمهورية وزارة العدل و حقوق الإنسان الإدارة العمة للسجون و الإصلاح السيد قاضي تنفيذ العقوبات بابتدائية سوسة
هذا نصها:
إن عائلة عبدالقادر الحاج بوبكر الجلاصي تناشدك تمكين ابنها عبدالحميد الجلاصي السجين صبغة خاصة عدد 18683 بالسجن المدني بالمسعدين حضور مراسم دفن والده عبدالقادر بمقبرة بوحبيب منزل تميم.. و لكم الشكر.
الأمر المؤرخ في 4 نوفمبر 1988 المتعلق بالنظام الخاص بالسجون.
الفصل 78: عند وفاة أحد الأقارب المنصوص عليهم بالفصل 48 من هذا الأمر يمكن للقاضي المتعهد بالقضية الترخيص للموقوفين تحفظيا في الخروج من السجن لحضور موكب الجنازة و بالنسبة إلى المحكوم عليهم يمكن منح هذا الترخيص من طرف المدير العام للسجون و الإصلاح و ذلك في نطاق الولاية الموجود بها السجن أو الولاية المجاورة فقط. و يكون السجين مرفوقا بعونين من أعوان الحراسة في زي مدني و تتعهد عائلة السجين بإحضار وسيلة النقل اللازمة وإرجاعه إلى السجن بمعية مرافقيه عند انتهاء الرخصة و يترتب عن عدم العودة إجراء التتبعات العدلية الضرورية.
قانون عدد 52 لسنة 2001 مؤرخ في 14 ماي 2001 يتعلق بنظام السجون
الفصل 18: للسجين الحق في المحافظة على الروابط العائلية و الاجتماعية و ذلك بالخروج لزيارة الأقارب عند المرض الشديد أو حضور موكب جنازة أحدهم وفقا للأحكام القانونية المنظمة لمؤسسة قاضي تنفيذ العقوبات والتراتيب الجاري بها العمل .
بسم الله الرحمان الرحيم
« إن غاب ولدك أو غيبوه فكلنا أولادك »
و كما كان متوقعا منهم لم يسمحوا لعبد الحميد بحضور مراسم دفن والده، لا لأن ليس من حق عبد الحميد أن يحضر موكب الجنازة، بل هذا حقه بصريح العبارة التي إختاروها هم في القانون الذي وضعوه، لكن حرموه من هذا الحق حقدا و تشفيا و إنتقاما.. و مع ذلك إن لم يحضر عبد الحميد جنازة والده فقد حضرها إخوانه الذين تداعوا من مختلف المدن و القرى ليقوموا مقام أخيهم ويؤدوا أحد حقوقه عليهم و لسان حالهم يقول إن غيّبوا ولديك عبدالحميد بسجنه و عبد العزيز بتغريبه و حرموهما توديعك فكلنا أولادك يا عم عبد القادر… قرية بوحبيب القرية الفلاحية الوديعة لم تشهد مثل هذا الإقبال من الشباب إلا في مناسبتين: الأولى كانت في صائفة 1990 في يوم 18 أوت 1990 تحديدا و كانت المناسبة زفاف عبدالحميد… و الثانية كانت اليوم السبت 17 رمضان 1228ـالموافق ل29 سبتمبر 2007 و المناسبة تشييع جنازة والد أخينا عبد الحميد.. و الثالثة إن شاء الله تكون يوم خروج عبد الحميد معززا مكرما و ما ذلك على الله بعزيز… لا يكون المرء مبالغا إن قال قليل من أهل القرية من تخلف عن الجنازة رغم الإرهاب الذي بثّ في القرية بحضور جحافل من الأعوان.. و كانت صلاة الجنازة و قدمت العائلة الشيخ الصحبي عتيق ليؤم الحاضرين(الحمد لله كانت الصلاة قرب المقبرة و لم تكن في المسجد و لو لا ذلك لتدخلوا ليعينوا من يؤم المصلين أو لأحالوا الصحبي بتهمة انتحال صفة)… و بعد الصلاة كان دعاء خاشعا جادت به قريحة الإمام ذكر فيه شيئا من مناقب الراحل العزيز و من أبرزها حفظه لكتاب ربه و العمل به و تنشئة أجيال على محبة الله و رسوله و كتابه… و بعد قبول التعازي غادر القادمون من بعيد قرية بوحبيب لكن هذه المرة كانت » العيون التي لا تنام » توقف السيارات للتثبت في هوية هؤلاء الذين هزوا رتابة القرية و كلفوهم عناء هذه الرحلة في قيظ يوم صائف… كان الأسعد الجوهري في الموعد و كذلك العجمي الوريمي و……….اكتفي بذكر هذين لأن وجودهما لا يمكن أن يمر دون أن يلاحظ و أترك لهم التثبت في هوية الآخرين… نعم حرمتهم عبد الحميد حقه لكن لن تطمعوا أن تلين لعبد الحميد قناة في مهادنة الباطل و لا أن تنكسر له إرادة في مقارعة الظلم و الاستبداد، فهو من الرجال الذين لم تعرفوا بعد…و لن تفلح سياطكم و ناركم و حديدكم في زحزحة عبدالحميد عما آمن به من أن للإسلام سنام لا يستقيم دين الله إلا به و إن الصبر شطر الإيمان… و ان الحق و الباطل و العدل و الظلم و الخير و الشر في مواجهة دائمة قد ينتصر الشر في جولة منها لكن الخير و العدل هما المنتصران في خاتمة المطاف… لم يزد حرمان عبد الحميد في عيون إخوانه و أحبابه و العاملين من أجل العزة و الكرامة و أنصار الحرية و مقاومي الاستبداد إلا رفعة و سموا و شموخا كما زاد هذا الاعتداء على حق عبدالحميد أصحابه قبحا و ضعة و هيهات ان يستوي من يدفع من دمه و جسده من أجل سمعة بلده و من لا يترك فرصة تمر دون أن يلوث صورة بلده بالحماقات التي ما انفك يرتكبها… و شتان بين من يقاوم الاستبداد و الظلم و من يكرسهما و يزينهما في أعين الناس… أي شتان بين عبدالحميد و الآخرين من هؤلاء و اولائك….عيأ « و قل اعملوا…. » عبدالله الــزواري abzouari@hotmail.com قانون عدد 52 لسنة 2001 مؤرخ في 14 ماي 2001 يتعلق بنظام السجون الفصل 18: للسجين الحق في المحافظة على الروابط العائلية و الاجتماعية و ذلك 1- بالخروج لزيارة الأقارب عند المرض الشديد أو حضور موكب جنازة أحدهم وفقا للأحكام القانونية المنظمة لمؤسسة قاضي تنفيذ العقوبات والتراتيب الجاري بها العمل .
تعزية من حركة النهضة
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين حركة النهضة تنعي والد المهندس عبد الحميد الجلاصي القيادي السجين في حركة النهضة إنا لله وإنا إليه راجعون ، وسبحان الحي الذي لا يموت بقلوب يملؤها الحزن تنعي حركة النهضة والد الأخ عبد الحميد الجلاصي السيد عبد القادر الحاج بوبكر الجلاصي الذي وافته المنيّة مساء الجمعة السادس عشر من شهر رمضان المعظم 1428 والموافق لـ28 سبتمبر 2007 وحركة النهضة تتقدم بأصدق التعازي إلى كل أفراد عائلة الفقيد وتسأل الله أن يدخل السيد عبد القادر الحاج بوبكر الجلاصي فراديس الجنان وأن يجعله في هذا الشهر العظيم من المعتقين من النار ومن المقبولين وأن يلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان خاصة ابنه البار القيادي والسجين الأخ عبد الحميد الجلاصي « ولنبلونّكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون » صدق الله العظيم لندن 17 رمضان 1428 2007-09-29 الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة
والد السجين السياسي المهندس عبد الحميد الجلاصي في ذمة الله
إنا لله وإنا إليه راجعون.
علمنا للتو بأن والد السجين السياسي المهندس عبد الحميد الجلاصي قد لبى داعي ربه سبحانه في مساء هذا اليوم الجمعة السادس عشر من شهر رمضان المعظم 1428 الموافق للثامن والعشرين من سبتمبر ( أيلول ) 2004 وذلك بعد معاناة مريرة مع المرض. ومعلوم أن السجين السياسي عبد الحميد الجلاصي يقبع في السجن منذ عام 1991 ( حاليا في سجن المسعدين ) وذلك بتهمة مسؤوليته في قيادة حركة النهضة التونسية. وبهذه المناسبة الأليمة فإن أسرة » الحوار.نت » تبرق بأخلص تعازيها إلى السجين الجلاصي وإلى كل أفراد عائلة الفقيد وأصدقائه سائلة المولى الكريم ولي النعمة الأكبر سبحانه أن يشفع فيه رمضان المعظم الذي توفاه فيه ربه سبحانه فهو شفيع إلى جانب القرآن الكريم في أهل الإيمان والقبلة. والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه فله ما أعطى وله ما أخذ وكل شيء عنده بمقدار وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وسبحان الحي الذي لا يموت. (المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ 28 سبتمبر 2007)
إنا لله وإنا إليه راجعون
« إن العين لتدمع وأن القلب ليحزن ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا اليه راجعون »
انتقل إلى جوار ربه مساء الجمعة السادس عشر من رمضان 1428 الثامن والعشرون من سبتمبر 2007 المغفور له السيد عبد القادر ابن محمد الجلاصي عن 76 سنة والد الإخوة الأشقاء عبد الحميد القيادي بحركة النهضة المتواصل سجنه منذ سبعة عشر عاما وعبد العزيز اللاجئ السياسي بكندا والسجناء السياسيون السابقون منير, عبد المجيد و عبد الرحمن وكانت صحة المرحوم قد تدهورت في المدة الأخيرة حيث ادخل الأسبوع الماضي مستشفى صالح عزيز بالعاصمة تونس .
ونحن في حركة النهضة إذ نتقدم إلى إخوتنا ووالدتهما وشقيقتاهما والى كل العائلة بتعازينا الحارة نبتهل إلى المولى عز وجل أن يتقبل الفقيد بواسع رحمته وجزيل غفرانه وان يسكنه فراديس جنانه وان يجازيه على ما ترك من هؤلاء الأبناء البررة المجاهدون خير الجزاء. كما نتمنى على الجهات والسلطات المختصة السماح للأخ عبد الحميد بحضور جنازة والده.
يتم دفن الفقيد اليوم السبت 29 سبتمبر 2007 عصرا بمقبرة قرية بوحبيب من معتمدية منزل تميم.
وكان الأسبوع الجاري قد شهد وفاة والد أخينا بلقاسم العبيدي ( 0033660920235 ) وذلك يوم السبت 22 سبتمبر 2007 عن سن 94 عاما وكذلك والدة الأخت كلثوم العسكري
( 0033146681460 ) زوجة الأخ رياض الحجلاوي وذلك يوم الاربعاء 26 سبتمبر عن سن 65 عاما عقب حادث سير مريع أصيب فيه أيضا شقيقها وشقيقتها بأضرار بليغة ندعو لهما الله بالشفاء وندعو للفقيدين بالرحمة والمغفرة ونتقدم لأخوينا ولكل عائلتيهما بخالص التعازي.
هذا وقد منع الأخوان من العودة من مهجرهما بفرنسا لحضور جنازة والديهما الذين لم يرياهما منذ أكثر من سبعة عشر عاما. فاللهم إليك الشكوى ومنك الصبر.
(المصدر: موقع نهضة إنفو (أوروبا) بتاريخ 29 سبتمبر 2007)
حزب الوحدة الشعبية
منتدى التقدم دعــوة
يستضيف منتدى التقدم لحزب الوحدة الشعبية الأستاذة سلوى الشرفي في لقاء فكري تحت عنوان:
كيف نواجه عقلية التكفير؟
وذلك يوم الجمعة 5 أكتوبر 2007 على الساعة التاسعة والنصف ليلا بمقر جريدة الوحدة (7 نهج النمسا ـ تونس). الدعوة للحضور مفتوحة للجميع . عن منتدى التقدم عادل القادري
تغطية قناة « الحوار التونسي » لإضراب الجوع الذي يشنه قياديا الحزب الديمقراطي التقدمي
يبث في حصتها رقم 73 ليوم 30 سبتمبر 2007
http://www.nawaat.org/forums/index.php?showtopic=15013
(المصدر: منتدى « تحت السور » بموقع نواة بتاريخ 29 سبتمبر 2007)
هدوء ما قبل العاصفة:
شابان من الديمقراطي التقدمي » رهائن » لدى السلطات الأمنية، وصحة « مي الجريبي » تنذر بالخطر
توفيق العياشي / تونس
رفعت أجهزة الشرطة السياسية مساء اليوم من حالة استنفارها إلى الدرجة القصوي في محيط المقر المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي في شارع » ايف نوال » وسط العاصمة أين يواصل قياديا الحزب مية الجريبي والأستاذ أحمد نجيب الشابي إضرابا عن الطعام يخوضانه منذ يوم 20سبتمبر 2007
وقد عززت الأجهزة الأمنية طوقها الخانق حول المقر بعد رواج احتمال إقدام الحزب الديمقراطي التقدمي على خوض تحرك وسط العاصمة هذه الليلة لم يتوضح شكله إلى حد كتابة هذه الأسطر، ويأتي هذا التصعيد بعد اختطاف أجهزة الأمن لعضوين من الشباب الديمقراطي التقدمي واقدياد أحدهما إلى جهة مجهولة ، في بادرة خطيرة منذ انطلاق الإضراب اعتبرها الحزب محاولة مفضوحة » للضغط على شبابه وإثنائه على الوقوف في وجه الهجمة الشرسة التي تستهدف إخماد صوت المعارضة الديمقراطية« .
وكانت أجهزة أمن الدولة قد أقدمت منذ يومين على اختطاف الشاب محمد يسين الجلاصي ثم اقتحمت في اليوم الموالي مقر سكناه بجهة بن عروس واستولت على جهاز الحاسوب الخاص به وأخبرت عائلته بأنها تحتفظ بابنهم وسوف تطلق سراحه في غضون نصف ساعة، الأمر الذي لم يحدث إلى حين كتابة هذا كتابة هذا التقرير،ولم يتسنى بعد معرفة المكان الذي يحتجز فيه الرهينة »
وفي جهة قابس اعتقلت الأجهزة الأمنية منسق مكتب الشباب بجامعة الحزب الديمقراطي « عبد السلام العريض » في انتظار إحالته على المحكمة بتهمة « عقد اجتماع عام غير مرخص فيه.. » ، هذا وقد تعرض العديد من الشباب الديمقراطي التقدمي وبعض من ساند تحراتهم من مناضلي الأحزاب السياسية ومنظمات » المجتمع المدني » في جهتي قابس وقفصة إلى التعنيف الشديد من عناصر الأمن.
ويرجح البعض أن حملة الايقافات التي طالت بعض شباب الحزب تهدف الى تحويل وجهة التحرك الذين يخوضه الحزب والتشويش على مطلب الحريات والحق في النشاط ليزج بقيادة الحزب في معركة جديدة تحيد عما رسمته من أهداف لتحركها ،كما ذهب البعض إلى اعتبار هذه الاختطافات تهدف إلى ترهيب الشباب الديمقراطي التقدمي لينفضوا من حول قيادتهم ..
وتزامنا مع هذه التطورات الخطيرة تعكرت صحة الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي مي الجريبي بعد مرور عشرة أيام على انطلاق حيث فقد فقدت- حسب ماورد في التقريرالطبي- 2 كلغ من وزنها ،
– منحرفي حق عام وتعليمات » مسطولة »
هذا وتعمد عناصر الشرطة السياسية وبعض الوجوه المشبوهة من منحرفي الحق العام وبعض فتواة الأحياء الشعبية المنكوبة على محاصرة مقر الحزب الديمقراطي التقدمي ليلا نهارا ومنع كل من صدرت في شأنه التعليمات( التي تعوض القانون في تونس*) من دخول المقر .هذا وقد تتغير التعليمات بخصوص نفس الشخص من يوم لآخر فيمنع اليوم من الدخول ويسمح له في اليوم الموالي على غرار ما وحدث للصحفي لطفي حجي والناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي » حمة الهمامي »الأمر الذي خلف حيرة لدى عديد الملاحظين وشكوك حول سلامة مصادر » التعليمات »
إفتتاحية « الموقف »:
معركة المقرّات: جولة في حرب الحرّيات من أجل كسر احتكار الفضاء العام
بقلم: عبد الجبار الرقيقي
دخلت الأخت مية الجريبي والأخ أحمد نجيب الشابي في إضراب مفتوح عن الطعام دفاعا عن المقر المركزي للحزب الديموقراطي التقدمي ومقر جريدة « الموقف ». والجميع يعلم أن هذه المعركة ليست وليدة اليوم ولم يختص بها الديموقراطي التقدمي إنما هي ممارسة منهجية تدخل في مسار الاستبداد ورغبته الجامحة في اجتياح كل مربع من الفضاء العمومي بمختلف أشكاله وبالعودة إلى الوراء عقدين من التاريخ نرى الاتحاد العام التونسي للشغل يخوض معركة الاحتفاظ بمقراته دفاعا عن قراره المستقل إزاء السلطة وقد تجند لهذه المعركة آلاف العمّال والعاملات. كلنا يذكر ما عانته حركة الديموقراطيين الاشتراكيين للاحتفاظ بمقراتها إلى درجة جعلت السلطة ترتكب حماقة فريدة في التاريخ السياسي وهي بناء جدار عند مدخل مقر الحركة في جرجيس .
وهاهي الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ما تزال تصارع منذ مؤتمرها الأخير من أجل استخدام مقرها المركزي دون حصار أو منع وتسعى إلى استرداد مقراتها الجهوية المطوقة على مدار الساعة. لعل ما حدث لجمعية القضاة التونسيين الشرعية تجاوز كل الحدود إذ عمدت السلطة إلى افتكاك المقر الواقع داخل حرم المحكمة واستبدال أقفاله لتحل به جماعة منصبة لم يعترف بها إلا من نصبها بعد تشريد أعضاء الهيئة الشرعية. لم يقتصر الأمر على المقر ات الرسمية بل تجاوز الحصار والمنع الفضاءات العامة إلى الخاصة كالمنازل والمقاهي والنزل وطال المساجد باعتبارها فضاء عام كانت حركة « النهضة » تتهم باستخدامه فإذا السلطة تستولي عليه كلّيا وتسخره لدعايتها الممجوجة عبر تعيين الأيمة والخطباء واملاء خطب الجمعة عليهم واقصاء كل من تحدّثه نفسه بالخروج عن الطاعة .
لكن الفضاء العمومي الأخطر هو الشارع والساحات العامة التي تفقد السلطة صوابها إذا تجرأت حركة المعارضة والمجتمع على الاقتراب منها في المناسبات الوطنية أوالقومية ولذلك فإنها تكشف عن وجهها الحقيقي وتتجه إلى كسر العظام مباشرة بترسانتها الردعية .
هذا عن الفضاء المادي إلا أن الفضاء العمومي اللامادي ممثلا في وسائل الإعلام لا يقل معاناة من الاحتكار والتسلط وكل فضاء إعلامي شذ عن قاعدة الطاعة والولاء مثل جريدة « الموقف » أو مواقع الانترنت المستقلة فمصيرها المنع أو التعطيل أو القصف. إن معركتنا اليوم من أجل مقرنا هي في الحقيقة معركة ضدّ احتكار السلطة للفضاء العام باعتباره شكلا من أشكال الهيمنة على الحياة العامة في بلادنا وعلى تغول السلطة وإلغائها للمجتمع ، إنها جولة في معركة أشمل ضد الاستبداد و مظاهره المختلفة لإرساء الانتقال الديموقراطي وتأسيس مجتمع الحرية و التعدّد.
ونحن نخوض هذه المعركة ولايفوتنا أن نذكّر أننا على وعي تام وادراك عميق بما تسعى إليه السلطة من وراء فرض هذه المعارك علينا فهي تسعى إلى إنهاء الشرط المادي الأساسي لوجودنا طمعا في محاصرتنا وعزلنا عن محيطنا الطبيعى وهو نخب الحركة الديموقراطية ونشطاء الحركة الحقوقية ومكونات المعارضة المستقلة وكوادر الحركة النقابية فضلا عن عامة الشعب التونسي. كما تريد من وراء ذلك منعنا من أداء وظيفتنا كحزب معارض يهدف إلى تأطير المواطنين وعرض برامجه والتقدم كقوة تطمح إلى التداول على السلطة.
لكن هذه المعارك التي اعتقدت السلطة أنها هامشية لإلهائنا بها معتقدة أنها تمتلك بها زمام المبادرة وتدفعنا إلى رقعة رد الفعل إلأ أننا حولناها إلى جولة جديدة في معركة الحريات والإصلاح السياسي دفعت بالسلطة إلى زاوية التبرير وتزوير الحقائق.
نحن ندرك أن الآلاف من خيرة التونسيات والتونسيين معنا بقلوبهم وسواعدهم وأقلامهم وأن الآلاف من الأحرار في المغرب العربي ومشرقه وفي أوروبا سيبلغون صوت هذه المعركة المباركة من أجل حق الوجود. أنهما شاهدان صادقان على وقفة الحق بجسديهما المترعين بالإيمان والتفاؤل ونحن درعهما الأمين وشهود على الفداء فإما حياة و إما فداء.
(المصدر: موقع
pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 420 بتاريخ 28 سبتمبر 2007)
تضامن واسع في الداخل و الخارج مع إضراب الجريبي و الشابي
استقطب الإضراب عن الطعام الذي يشنه منذ يوم الخميس 20 سبتمبر السيدة مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي ومدير « الموقف » الأستاذ أحمد نجيب الشابي اهتماما واسعا في الداخل والخارج رغم التعنيم المطلق في وسائل الإعلام العمومية والخاصة. وشنت 180 شخصية سياسية ونقابية ونشطاء في مؤسسات المجتمع المدني إضرابات تضامنية لمدة 24 ساعة يوم الأحد الماضي في 15 ولاية .
كما أضربت 50 شخصية تونسية في ستة بلدان هي كندا وفرنسا وبريطانيا والسويد وسويسرا وألمانيا تضامنا مع مطالب المضربين ، ومن بين هؤلاء الدكتور منصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمرمن أجل الجمهورية والشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة والطاهر بن حسين مدير قناة « الحوار التونسي » وخميس قسيلة الكاتب العام لرابطة حقوق الإنسان والأخضر اللالة عضو المكتب السياسي لحركة التجديد كما حظي الإضراب بتغطية واسعة من وسائل الإعلام العربية والدولية منها وكالات رويترز ويونايتد برس و وكالة الأنباء الفرنسية وأسوشيتد برس وصحيفة لوموند والقدس العربي والخليج والشرق وغيرها.
وتتوافد على مقرالإضراب يوميا عشرات الشخصيات السياسية والنقابية والجمعياتية التي عبرت عن مؤازرتها لمطالب المضربين .كما زارهما ممثلو بعثات دبلوماسية عديدة معتمدة في بلادنا للإستفسار عن صحتهما واستطلاع الأسباب التي حملتهما على اللجوء للإضراب .
ومن بين الزوار ممثل بعثة الإتحاد الأوروبي جان أندريا فيلا وممثلة السفارة الألمانيّة السيدة ليزا غيميناز وممثّل السفارة البريطانيّه السيد أندرو بدفورد و وفد من السفارة الهولنديه برئاسة نائب السفيرة السيد كلاس هويسمان ووفد من السفارة الأمريكية ضم ألسيدتين سوزانا كوبروكرينا ساها.
(المصدر: صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 420 بتاريخ 28 سبتمبر 2007)
معارضان تونسيان يرفضان إنهاء إضراب عن الطعام قبل تحقيق مطالبهما
تونس (رويترز) – قال معارضان بارزان في تونس يوم الجمعة انهما لن يوقفا اضرابا مفتوحا عن الطعام بدءا فيه منذ تسعة ايام احتجاجا على ما قالا انه استهداف لحزبهما من قبل الحكومة ما لم يتمتع الحزب بحرية العمل السياسي. وبدأت مية الجريبي الامينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي المعارض ونجيب الشابي مدير صحيفة الموقف والامين العام السابق للحزب يوم الخميس الماضي اضرابا مفتوحا عن الطعام للتصدي « لمحاولة طرد حزبهما من مقره بالعاصمة تونس ». وقالت الجريبي الذي اشار تقرير طبي ان وزنها نقص 3 كيلوجرامات ليصل الى 45 كيلوجراما لمراسل رويترز في مقر اضرابها « نحن متمسكون بعدم ايقاف الاضراب الا بتحقيق مطالبنا ومهما كانت عواقبه الصحية علينا. » وجاء تأكيد الجريبي والشابي عدم ايقاف اضرابهما عقب زيارة روبار كوداج السفير الامريكي في تونس لهما في مقر اضرابهما والتي استمرت قرابة 40 دقيقة. وقالت الجريبي « ابلغنا السفير الامريكي باننا لن نوقف الاضراب وان هذا الاضراب ليس حركة انتحارية بل هو حركة امل أخيرة تهدف للدفاع عن اخر مربع للحرية تبقى لنا. » واشار التقرير الطبي الى ان وزن الشابي انخفض بستة كيلوجرامات لكن حالته مستقرة. ويتهم الحزب الديمقراطي التقدمي السلطات التونسية بمحاولة طرده من مقره المركزي بالعاصمة من خلال الضغط على مالك المقر. لكن السلطات نفت هذه الاتهامات معتبرة ان هذا النزاع المتعلق بمقر صحيفة الحزب هو نزاع مدني عقاري بين مالك ومستأجر. وقالت ان « محاولات توظيف هذا النزاع توظيفا سياسيا هي تصرفات غير مسؤولة. » وقال مالك المقر ان عقد الايجار ينص على ان المقر مخصص لصحيفة « الموقف » الناطقة بلسان الحزب الديمقراطي التقدمي غير انه فوجيء بانه اصبح مركزا للاجتماعات السياسية. ويحظى الحزب الديمقراطي التقدمي باعتراف حكومي لكنه غير ممثل في البرلمان الذي يسيطر عليه الحزب الحاكم. وتقول الحكومة ان الاحزاب السياسية تعمل في كنف الحرية. وفي تونس تسعة احزاب سياسية معترف بها. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 28 سبتمبر 2007)
السفير الأميركي بتونس يزور معارضين مضربين عن الطعام
زار السفير الأميركي في تونس روبرت غوديك أمس قياديين في الحزب التقدمي الديمقراطي ينفذان إضرابا عن الطعام منذ تسعة أيام، احتجاجا على الضغوط التي قالا إن الحزب يتعرض لها. وتهدف زيارة الدبلوماسي الأميركي إلى التعبير عن « الاهتمام الذي توليه الولايات المتحدة لمسألة الحريات والديمقراطية في تونس »، وذلك حسب ما نقلت رئيسة الحزب مية الجريبي عن السفير الأميركي. ويعتبر غوديك أبرز دبلوماسي يزور مية الجريبي رئيسة الحزب وأحمد نجيب الشابي مؤسسه والمدير الحالي لصحيفة الموقف الناطقة باسمه، بعد أن كان قد زارهما في السابق دبلوماسيون يمثلون ألمانيا وبريطانيا وهولندا والمفوضية الأوروبية. ويطالب المضربان عن الطعام « بوضع حد لكل الإجراءات الجائرة التي يتعرض لها الحزب وإيقاف كل الدعاوى المثارة ضده، التي لا تعدو أن تكون استعمالا مهينا للقضاء والزج به في متاهات »، حسب الجريبي التي بدت مرهقة. وقالت إن الإضراب يهدف إلى خلق إجماع حول مطلب « شديد البساطة لكنه ضروري للغاية في تونس، إلا وهو الحق في الفضاءات والمشاركة السياسية في الحياة العامة ». وأكد المضربان « عزمهما على مواصلة الإضراب والمقاومة مهما كلفهما ذلك »، وقد لزم كل منهما غرفة في شقة في قلب العاصمة تونس مساحتها 80 مترا مربعا. وأشار تقرير طبي إلى أن الشابي يعاني مشاكل في القلب، فيما انخفض وزن الجريبي إلى 46 كيلوغراما. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 29 سبتمبر 2007 نقلا عن وكالة الصحافة الفرنسية)
المُعارضة و «النبش في النوايا»
بقلم: خالد الحداد أسابيع قليلة تفصل البلاد عن حدث مهمّ ألا وهو الاحتفال بالذكرى العشرين لتحوّل السابع من نوفمبر 1987 ، ووسط التطلّعات والانتظارات للانتقال بالحياة الوطنيّة إلى آفاق جديدة يذهب البعض إلى الترويج لرؤى تشكّك في حقيقة الإصلاحات الّتي عرفتها البلاد على مدار العشرين سنة الفارطة ، رؤى أحاديّة تغلُب عليها المصلحة الشخصيّة والحزبيّة الضيّقة ولا تبحث عن غير بثّ الأقاويل والإشاعات. * تعهّدات وانتظارات ولأنّ الانتظار مرتبط بتعهّدات أخذها رئيس الدولة على عاتقه انسجاما مع تيّار التغيير والإصلاح الّذي بدأه منذ سنة 1987، وهو التيار الّذي حاز ولا يزال ـ إجماعا وطنيّا كبيرا لأنّه أنقذ البلاد وأخرجها من دائرة المجهول والنفق المظلم، فإنّ التفاؤل سيبقى قائما. وفي الخطاب الرئاسي بمناسبة الذكرى 19 للتحوّل جاء ما يدعم كلّ تلك التطلّعات فقد قال حينها رئيس الدولة أنّ الذكرى العشرين للتحوّل ستكون فرصة للانتقال بالحياة السياسيّة في البلاد إلى مرحلة جديدة، كما ورد في نفس الخطاب تأكيد على دور ومنزلة المعارضة في العمليّة الديمقراطيّة: «إنّ المعارضة والحزب الحاكم طرفا المعادلة في العمليّة الديمقراطيّة التعدّديّة». قد يكون من باب التعالي والغلوّ السياسي والمغالطة والنظرة القاصرة القفزُ على جملة الخصائص الّتي تطبع الوضعين الإقليمي والدولي، إذ هناك دعوات استعماريّة جديدة وما وقع ويقع حاليّا في العراق وفلسطين ولبنان وما يتهدّد دولا عربيّة وإسلاميّة أخرى على غرار سوريا والسودان لأكبر دليل على المخاطر الّتي تستهدف كيانات شعوب ودول بأسرها. هناك كذلك تنام للتيارات السلفيّة والجهاديّة في العديد من الأماكن والأصقاع ، يُضاف إليها التغيّرات على مستوى سوق الشغل والتهاب أسعار النفط وجل المواد الأوليّة والّتي لها انعكاسات على مسارات التنمية والتقدّم. هذه تحديات ملموسة وواقعيّة لا يقدر أحد على حجبها أو نكرانها أو تجاهلها، والسؤال: ماذا نفعل وسط هذا الركام من التحديات والصعاب؟ وما الطريق الواجب سلكه لتجنب بلادنا المخاطر والانتكاسات؟ * واقعيّة سياسيّة التمشّي السياسي الواقعي يقرّ بضرورة وضع البرامج اللازمة للتوقي من كلّ التهديدات في إطار مشاركة من كلّ أطراف المجتمع، وهذا ما وعاه الخطاب السياسي الرسمي في تونس عندما دعا أعلى هرم في السلطة مختلف الأحزاب والحساسيّات السياسيّة والفكريّة إلى تقديم التصوّرات والمقترحات القادرة على مزيد تعميق مسار الإصلاح والتغيير في البلاد إلى جانب النداءات المتكرّرة والمتتالية للاستماع إلى مشاغل وهموم المواطنين والعمل عل الاقتراب من مختلف فئات المجتمع وخاصّة منها الفئة الشبابيّة لفهم تطلّعاتها ضمانا لحسن تأطيرها وإبعادها عن شبح الأفكار الهداّمة والمتطرّفة. ولكن ماذا فعلت الأحزاب السياسيّة في مواجهة هذه التحديات وكيف تفاعلت مع الدعوات الرئاسيّة لتقديم تشخيصات للواقع والتجربة ووضع تصوّرات للمستقبل؟ يبدو من المهمّ في هذا الباب الإقرار بأنّ التصوّرات والمقترحات القادرة على استجماع تطلعات مختلف التونسيّين تكاد تكون واضحة وتصبّ جلّها في تعزيز التمشّي التعدّدي وفتح الباب أمام مشاركة أوسع للمعارضة في الحياة السياسيّة والارتقاء بالأداء الإعلامي إلى مستوى ما يعرفه الإعلام والاتصال في العالم من تحوّل وانفتاح وجدل متعدّد الألوان . لكن المتابع لأطروحات مختلف الأحزاب يمكنه التمييز بين خطابين اثنين ، أحدهما طرق «أبواب المستقبل» برويّة واتزان واختار أن يطرح التصوّرات والمقترحات المشار إليها بشكل هادئ وأبلغها إلى المؤسّسة الرئاسيّة آملا تحقيق المزيد من الإصلاحات في الفترة المقبلة، والثاني واصل سياسات التشكيك والمغالطة وطلبات السقف الأعلى ، طلبات خالية من هموم المواطن اليوميّة وباحثة عن بثّ الإثارة السياسيّة والدعائيّة ، هذا تحرّك سياسوي مأزوم منذ بدايته لأنّه يندرج ضمن فضاءات «التشكيك» و»النبش في النوايا». * تحرّك سياسويّ ولأنّه أتيحت لي فرصة حضور الندوة الصحفيّة الّتي عقدها مؤخّرا الحزب الديمقراطي التقدّمي ولأنّه سبق لي التعاطي مع الملف السياسي الوطني خلال السنوات الأخيرة عبر مواكبة وتغطية وتحليل نشاطات ومواقف جلّ الأحزاب، أجزم بأنّ المطالب الّتي غلّف بها اثنان من الحاضرين دخولهما في إضراب عن الطعام هي نفسها الّتي وجدتها لدى سياسيّين آخرين سبق لي أن نشرت لهم تصريحات وحوارات مطوّلة على غرار السادة محمّد بوشيحة وإسماعيل بولحية ومنذر ثابت ومنجي الخماسي وأحمد الإينوبلي ومحمّد حرمل وغيرهم من الشخصيات السياسيّة المعارضة، فجميعهم يُطالبون بإصلاحات سياسيّة جديدة ويُقرّون بأنّ المرحلة تقتضي القطع نهائيّا مع رؤى الفكر الواحد والحزب الأوحد وتستلزم تجسيدا حقيقيّا للمشاركة الجماعيّة في مؤسّسات الحكم ، أي لكلّ الأطراف والألوان، بعيدا عن منطق الوصاية والتداخل بين أجهزة الدولة وهياكل الحزب الحاكم وصولا إلى حياد تامّ للإدارة مركزيّا وجهويّا ومحليّا وإلزامها بالتعامل مع كلّ الأحزاب على قدم المساواة ودون إقصاء أو تهميش مع ضرورة إحداث روح جديدة في الإعلام الوطني فيها الانفتاح وهوامش الجدل ومتخلّصة من الانغلاق والسطحيّة. لقد كشف الخطاب الّذي تمّ الترويج له خلال الندوة الصحفيّة الأخيرة حالة من الانكشاف والتجلّي ، وافتضح أمام كلّ من تابع الندوة أنّ مسألة النزاع القضائي الجاري حاليّا بين المالك العقاري لمقرّ جريدة «الموقف» ومدير الصحيفة قد وقع الزجّ به إلى أتون الصراع السياسي ، هذا خلاف بين مالك ومتسوّغ حول خرق لفصول واضحة في عقد الكراء: ما صلة هذه المسألة بالوضع السياسي في البلاد وآفاقه المستقبليّة وما علاقة ذلك بلغة التصعيد والتشكيك والدخول في تحرّك احتجاجي ضبابيّ وغير مفهوم؟. * عمل سياسي مُمسرح مسرحة العمل السياسي بحضور جماهيري مفضوح و»مغشوش» (ممثّلة عن السفارة الأمريكيّة بتونس!!!) لم يعد مجديّا وكان من الأجدى التعاطي العقلاني مع الملف العقاري القضائي، فمدير الصحيفة المذكورة ملزم قانونا باحترام فصول عقد الكراء، وهي اقتصار استغلال المحل على نشاط صحيفة «الموقف»، وبالتوازي مع ذلك البحث عن مخرج عقاريّ يلائم نشاطات الحزب الّذي ينتمي إليه. كما أنّ القطع مع القضاء ورفض التعامل معه في هذا الملف يتعارض مع تصرّفات سابقة ذهبت إلى هذا القضاء نفسه للتشكّي والتظلّم مثلما حدث ذلك في الانتخابات التشريعيّة لسنة 2004 أو على خلفيّة مقالات رأى فيها المعنيّون ثلبا وتجريحا يخالف بنود وفصول مجلّة الصحافة القانونيّة. إنّ فلسفة «النبش في النوايا» والتأكيد على أنّ مالك العقار تعرّض إلى ضغوطات من السلطة للقيام بالدعوى القضائيّة ومن ثمّ التضييق على نشاطات الحزب الديمقراطي التقدّمي وصحيفته ليس هناك ما يدعمها ، فمالك العقار رجل هادئ يُطالب باحترام بنود العقد بعيدا عن أيّة خلفيات سياسيّة أو ما شابهها (انظر نص الحوار المرافق)، هذا ما نراه واضحا ، أمّا النوايا فهي في علم اللّه هو يتولاها حين موت أصحابها؟ أليس القانون مبنيّ على الحجّة الماديّة والبرهان القاطع بعيدا عن الظنّ والتخمين والنوايا المنبوشة؟ * تعاملات مدروسة وأولويات سقف التطلّعات لدى الرأي العام الوطني ستزداد من يوم إلى آخر ومن المؤكّد أنّ المتابع لمنهجيّة الخطاب السياسي الرسمي في تونس يلاحظ تعاملات مدروسة مع مختلف الملفات والقضايا المطروحة ، تعاملات بحثت عن أولويات لتكريس اختيارات اجتماعيّة وتنمويّة عادلة وشاملة وأقرّت بأنّ تطوير العمليّة الديمقراطيّة والتعدّديّة جهد متواصل ومتدرّج لا ينتهي، وكلّ هذه التعاملات حازت إشادة دوليّة في العديد من المحافل والتقارير. وأحسب أنّ هذه القراءة موجودة صلب الحزب الديمقراطي التقدّمي نفسه، فهناك من أعضائه من جاهر في المؤتمر الأخير وما زال يجاهر إلى الآن بضرورة إيجاد موقع جديد للحزب بعيدا عن الاختيار الّذي طبع سلوكاته على مدار السنوات الأخيرة الّتي أعقبت خروجه عن مسار الوفاق الوطني والباحثة عن التصعيد والصدام مع السلطة ونكران المكاسب والانجازات، ومن الكواليس ما يدعم هذا الاختلاف من ذلك تأكيد الأمين العام السابق للحزب ومدير صحيفته في آخر اجتماع للمكتب السياسي للحزب قبل الندوة الصحفيّة الأخيرة صراحة على أنّه ذاهب في التصعيد بمن بقي معه من الحزب. (المصدر: صحيفة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 27 سبتمبر 2007)
تونس تدعو إلى وضع آليات جديدة لتعزيز الأمن والإستقرار في العالم
تونس / 29 سبتمبر-ايلول / يو بي أي: دعا وزير الخارجية التونسي عبد الوهاب عبدالله إلى ضرورة إرساء علاقات تعاون وشراكة تقوم على رؤية شمولية أساسها تحقيق تنمية متضامنة للجميع وتؤسس لعلاقات دولية بناءة . وقال عبدالله في كلمة ألقاها باسم بلاده أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثانية والستين، وزّع نصها اليوم السبت في تونس، إن ذلك « يستوجب وضع أطر وآليات عمل جديدة لتعزيز مقومات الأمن والسلم العالميين ». واعتبر أن من شأن آليات العمل الجديدة « إيجاد حلول جماعية للتحديات المشتركة أمام المجموعة الدولية في إطار رؤية تهدف إلى إرساء علاقات شراكة شاملة وفاعلة ومتضامنة بين مختلف مكونات المجتمع الدولي ». وأشار في هذا السياق إلى المبادرة التي أطلقتها بلاده عام 1989 المتعلقة باعتماد « ميثاق للسلم والتقدم » يضم دول الشمال والجنوب، ودعا إلى الإسراع لعقد مؤتمر دولي حول الإرهاب تحت رعاية الأمم المتحدة قصد وضع مدونة سلوك دولية لمكافحة الإرهاب تلتزم بها كافة الأطراف. ومن جهة أخرى، جدد الوزير التونسي التّأكيد على دعم بلاده الثابت والمبدئي للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل قضيته العادلة، وناشد المجموعة الدولية تكثف جهودها لإحياء عملية السلام استناداً للقرارات الأممية والمرجعيات العربية والدولية ذات الصلة. وكان وزير الخارجية التونسي الذي يرأس وفد بلاده إلى اجتماعات الدورة 62 للجمعية العامة للأمم المتحدة، اجتمع قبل ذلك إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وأكد له وقوف تونس إلى جانب القضية الفلسطينية في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها. كما تم خلال هذا الاجتماع استعراض التطورات التي تشهدها الساحة الفلسطينية على ضوء المبادرة الرامية إلى عقد مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط في الخريف المقبل والسبل الكفيلة بإنجاح هذا المؤتمر بما يحقق إنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
مواكب دينية بمختلف الجهات لإحياء ذكرى غزوة بدر الكبرى
أحيت مختلف جهات البلاد التونسية ليلة الجمعة ذكرى غزوة بدر الكبرى بإشراف أعضاء الديوان السياسي واللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي وأعضاء الحكومة . وانتظمت مواكب دينية بالمساجد والجوامع اشتملت على تلاوة للذكر الحكيم وعلى محاضرات حول ملابسات غزوة بدر والعبر المستخلصة منها . وقد أبرز المحاضرون بالمناسبة ما يوليه الرئيس زين العابدين بن علي من مكانة رفيعة للدين الإسلامي الحنيف وما يحيط به القائمين على شؤونه من موصول الرعاية مبينين ما يرمز إليه إحياء مثل هذه المناسبات الدينية الخالدة من حرص ثابت لدى رئيس الدولة على إعلاء مكانة الإسلام والتبصير بمعانيه السمحة وبقيمه الإنسانية النبيلة . كما جرى خلال هذه المواكب توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقات حفظ القرآن الكريم وتكريم عدد من الأئمة ومن سدنة بيوت الله . وفى هذا الإطار، أشرف السيد الهادي مهني الأمين للتجمع بجامع حي الصلاح في سليانة على موكب ديني قدمت أثناءه محاضرة عنوانها »معان من وحي غزوة بدر الكبرى » إلى جانب وصلات من الإنشاد الديني وتكريم حفظة القرآن الكريم . وتضمنت المحاضرة سردا للوقائع التي حفت بغزوة بدر الكبرى وما تحلى به المسلمون من قيم روحية سامية. وتعرض المحاضر إلى المبادئ التي أقام عليها الرئيس زين العابدين بن على المشروع الحضاري للتغيير والتي تستمد جذوتها من القيم الإسلامية الأصيلة ومن بينها الحوار والتضامن والتآزر ونكران الذات خدمة لمصلحة تونس العليا . كما أشرف السيد أحمد عياض الودرني عضو الديواني السياسي الوزير مدير الديوان الرئاسي بجامع الحمد بالوردية على موكب لإحياء هذه الذكرى تضمن محاضرة استعرض خلالها الإمام الأحداث التاريخية التي ارتبطت بها غزوة بدر مستخلصا العبر والمغازي العميقة لهذه الواقعة الفارقة في تاريخ الإسلام والمسلمين ومن أهمها التضحية والإيثار والفداء من أجل نصرة الحق وإشاعة العدل والإحسان. وأبرز المحاضر أن تونس بإحيائها هذه الذكرى العظيمة إنما ترسخ القيم النبيلة للدين الإسلامي الحنيف التي أذكى جذوتها الرئيس زين العابدين بن علي منذ التغيير مشيرا إلى ما حظيت به شعائر الإسلام من مكانة مرموقة تجلت في العناية ببيوت الله وبالقائمين عليها وبتكثيف الأنشطة الدينية و تجذير قيم التضامن والتكافل والتآزر بين كافة أفراد المجتمع . وانتظم بجامع قصر السعيد بباردو موكب ديني اشرف عليه السيد فؤاد المبزع عضو الديوان السياسي للتجمع رئيس مجلس النواب وألقى خلاله الإمام الخطيب محاضرة أبرز فيها أن إحياء هذه الذكرى كل سنة يعكس تجذر تونس في هويتها ويجسد العناية السامية التي يوليها رئيس الدولة للدين الإسلامي الحنيف وللقائمين على شؤونه . وبعد أن ذكر بما عكسته غزوة بدر من صورة رائعة في حسن معاملة الأسرى واعتبار طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ابرز المحاضر العناية التامة التي توليها تونس للعلم والمعرفة . (المصدر: موقع « أخبار تونس » (رسمي) بتاريخ 29 سبتمبر 2007)
عرض الربايبية بالنجمة الزهراء:
مدائح وأذكار على نغمات المزود
تتواصل عروض الدورة الثانية لتظاهرة « موسيقات » التي يحتضنها مركز الموسيقى العربية والمتوسطية »النجمة الزهراء » بسيدي بوسعيد حيث تابع الجمهور يوم الجمعة السهرة الثامنة التي أحيتها فرقة الربايبية بقيادة مصطفي بن رمضان . وعلى نغمات إيقاعية قدمت هذه الفرقة المتكونة من 10 عناصر من ضمنهم امرأتين باقة من الأذكار المادحة لخصال الرسول عليه السلام وكذلك لمناقب الأولياء والصالحين على غرار سيدي أبو سعيد الباجي وسيدي علي الحطاب والسيدة المنوبية وأم الزين الجمالية وغيرهم وتميز في هذه السهرة الرمضانية قائد الفرقة الشيخ مصطفي بن رمضان بعزفه على آلة »المزود »التي انسابت منها النغمات لتعبق أجواء فضاء النجمة الزهراء وتسكنه موسيقى إيقاعية تونسية أصيلة تفاعل معها الحاضرون الى حد الانتشاء . كما أعجبوا بما أدته المجموعة الصوتية لفرقة الربايبية على امتداد ساعتين من إنشاد وأغان تتماشى وإيقاعات التي « المزود » و »البندير « . ولم تقتصر القطع المغناة على المدائح والأذكار بل قدمت الفرقة باقة من الأغاني امتزج فيها « المالوف » بالأغاني التونسية العتيقة مثل « خوذ الدبلج طلقني » و »حار دليلي « . وهذا المزج مكن رواد النجمة الزهراء من الاستمتاع بأنغام الرشيدية على الطريقة الربايبية يذكر أن لفظة الربايبية أطلقت على الفرق الموسيقية النسائية التي كانت تمارس في الزوايا شكلا من أشكال الإنشاد الديني الشعبي . وكان هذا الإنشاد يصاحب بالتين إيقاعيتين وآلة نغمية هي « الرباب » ومن ثمة جاءت تسمية الربايبية . وقد عرفت هذه الممارسة الموسيقية تطورا مع مرور الزمن حيث استبدل الرباب بالكمنجة ثم بالمزود ولم تعد فرق الربايبية حكرا على النساء ويعتبر الفنان الشيخ مصطفي بن رمضان من بين آخر المحافظين على هذه التقاليد . وقد تتلمذ على يد نخبة من أبرز المختصين في هذا اللون في تونس على غرار على بوقرة واحمد ريدان وعمل خلال سنوات إقامته بالعاصمة الفرنسية على تسجيل سلسلة الربايبية على اسطوانة في بداية السبعينات بفرنسا ثم سجل هذه السلسلة على شريط كاسيت سنة 2000 بتونس . (المصدر: موقع « أخبار تونس » (رسمي) بتاريخ 29 سبتمبر 2007)
العودة الجامعية للسنة الجديدة:
اضطراب في الموعد «ارتفاع عدد الطلبة والاساتذة والباحثين» وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تواصل اقصاء «الشعب» عن اللقاءات الصحفية
لئن واصلت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي اقصاء «الشعب» من حضور اللقاءات الاعلامية الدورية التي يعقدها السيد الوزير، إلا أن بعض اطراف الوزارة لن تقدر حجب المعلومة عنا، حيث استنادا الى عديد المؤشرات تبدو السنة الجامعية الجديدة مقبلة على حالة من التوتر ستغذيها افرازات الواقع الجامعي الآخذ في التعقيد سواء على صعيد الاصلاح المتعثر أو على صعيد الاكتظاظ المسجل في عدد الطلبة ووصول آلاف منهم الى حالة S. D. F بحكم محدودية امكانيات المبيتات الجامعية غير القادرة على توفير أكثر من 60 ألف «اقامة» في حين ان العدد الجملي للطلبة ناهز 360 ألف طالب ينضاف الى ذلك اعادة توجيه اكثر من 10 آلاف طالب خسروا سنة جامعية او غيروا «مواقع» تعليمهم وخاصة الحالة التي يعيشها الاتحاد العام لطلبة تونس وتراكم مطالب الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي ومواصلة سلط الاشراف التعاطي مع مفهومها الخاص وغير الشرعي للشرعية النقابية، ووجود أكثر من 20 ألف طالب يرفضون الدراسات في الجامعة العمومية كما في الجامعة الخاصة تماما، مقابل مواصلة التباهي بنسب النجاح التي تفوق 74 وذلك على حساب نوعية التدريس إضافة الى نقص درجة التأطير ومحدودية التجهيزات وعدم تحيين عدد من مواقع المؤسسات … في سياق هذه المعطيات القابلة للتفاعل لافراز واقع من مساراته الطبيعية يستعد الجامعيون الى الدخول في تحركات باشكال تصاعدية وباساليب نضالية متنوعة، قد تؤكد درجة قوتها احداث الخامس من أكتوبر القادم الموافق لليوم العالمي للمربي. حث سيتم حمل الشارة الحمراء في كل مؤسسات التعليم في تونس. هذه الأوضاع والتعقيدات التي تشهدها الحياة الجامعية والتي خرجت من اسوار الكليات ومحيطها لتشمل مختلف فئات المجتمع القت بظلالها على تفاعلات العديد من الاطراف داخليا وخارجيا لعل ابرزها الدولية للتربية. سنة جامعية لئن كانت الرهانات الوطنية تستهدف الطالب والمؤسسة ومستقبل التعليم، فإنها غير قابلة في الآن نفسه وبأي شكل من الاشكال للتخلص من أي رقم من ارقام المعادلة، بقدر ما يستوجب تقويم العودة حتى يستوي الظل. لئن فتحت المعاهد العليا للدراسات االتكنولوجية أبوابها يوم الثالث من سبتمبر، فإن بقية الأجزاء الجامعية قد انطلقت دروسها يوم 12 من نفس الشهر تنطلق الدراسة الفعلية بالنسبة للمرحلة الثالثة (ماجيستير) في شهر أكتوبر القادم الى حدود يوم افتتاح السنة الجامعية 2007 / 2008 بلغ مجموع الطلبة 348.000 طالبا تم تسجيل 80 منهم عن بعد أي زهاء 275.000 طالبا. خلال الصائفة الماضية تلقت مصالح الوزارة نحو 13677 مطلب اعادة توجيه أو نقلة، حيث تمت الاستجابة الى نسبة 74.5 أي ما يعادل تقريبا 10196 مطلبا، وهذا ما يقيم الدليل على عدم توازن عملية التوجيه وتفويت الفرص على الطلبة في اختيار الشعب المناسبة لامكانياتهم ورغباتهم وظروفهم الاجتماعية وصل عدد مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي المنخرطة في الدفعتين الأولى والثانية من نظام إمد الى نحو 109 مؤسسة بما يمثل نحو ثلثي المؤسسات المعنية أقرّ وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن قطاع التعليم العالي الخاص لم يتمكن من بلوغ الاهداف المرجوة ، مقدما في الاطار نفسه بعض المقترحات سيما وان عدد المؤسسات الخاصة التي انخرطت في منظومة إمد لا يتجاوز العشر!! حاولت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تغيير أمر رئاسي بمجرد منشور وذلك بهدف تقديم موعد العودة الجامعية الى يوم 3 سبتمبر عوضا عن يوم 17 من نفس الشهر نفى الأخ سامي العوادي الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي وجود أي اثر لمنظومة إمد على المؤسسة الجامعية مستندا الى ان آخر تحيين تم في شهر جويلية 2006 اضافة الى ان مواقع الواب لجل المؤسسات يشتغل بالنظام القديم. بلغ عدد الجامعات الخاصة الى حدود هذه السنة الجامعية 23 مؤسسة تستوعب قرابة 5 ألاف طالب منهم2000 طالب اجنبي ، حيث كان من المتوقع ان يصل العدد الجملي للطلبة سنة 2006 نحو 30 ألف !! فلم تتحقق إلا نصف هذه النسبة!! تلك هي توقعات سلط الاشراف التي لا تصيب إلا نصف الاهداف . بلغت نسبة نفقات الاشهار والدعاية للمؤسسات الخاصة ما بين 100 و300 ألف دينار لكل جامعة في السنة الواحدة!! يتوجه سنويا نحو 30 الف طالب نحو الخارج ويدفع كل واحد منهم نحو 20 الف دينار سنويا !! رافضين الدراسة بالمؤسسات الخاصة في تونس والتي تتراوح كلفتها السنوية ما بين 3 و4 آلاف دينار سنويا. يبلغ عدد الجامعات التونسية 13 جامعة وعدد خريجي سنة 2007 نحو 60 ألفًا بما دعم نسبة النجاح التي وصلت الى 70.5 . وصل عدد الطلبة المقيمين بالمبيتات نحو 60 ألف ، في حين ان العدد الجملي للطلبة قد يناهز 360 ألف ، فهل يوجد نحو 300 الف طالب S. D. F أم تنوع الخارطة الجامعية قد قرب الطلبة الى محلات سكناهم ؟ يبلغ عدد الاساتذة حوالي 19 ألف وعدد الباحثين نحو 15 الف وعدد مراكز البحث 32 مركزا وعدد المخابر 139 وعدد وحدات البحث 638 وعدد محاضن المؤسسات 22. يبلغ عدد الطلبة الدارسين في شعبة الاعلامية والاتصالات وحدها نحو 45 ألف وفي شعبة الفنون والحرف حوالي 16 الف وشعبة اللغات والانسانيات التطبيقية اكثر من 30 الف. الحبيب الشابي (المصدر: جريدة « الشعب » (أسبوعية نقابية – تونس) الصادرة يوم 29 سبتمبر 2007)
المشيخة
مجلس الشيوخ الأمريكي أقر خطة لتقسيم العراق… بعد أن زرع البيت الأبيض في هذا البلد بذور الانشقاق. ويرتكز هذا التقسيم على أسس طائفية… هذا ما أكدته الأخبار الصحفية. بحيث ستكون السلطة التشريعية بيد الشيوخ الأمريكيين… وأما التنفيذ فسيكون دور الشيوخ العراقيين. محمد قلبي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 29 سبتمبر 2007)
رمضان في تونس تتجسد فيه معاني الرحمة وتمتد خلاله أكف الخير بالمساعدة
من جمال النويف – تونس – كونا — « سيدي رمضان » هذا ما يطلقه التونسيون على الشهر الكريم الذي تتجسد فيه هنا معاني الرحمة والتكافل وتمتد خلاله أكف الخير بالمساعدة والانفاق لتتكامل بذلك المبادرات الفردية والجماعية مع مجهودات الدولة. ومن أوسع أبواب الرحمة في هذا الشهر الفضيل اقامة موائد الافطار التي يتسابق أهل الخير فيها الى الثواب من خلال اطعام المعوزين والفقراء لما يعظمه ديننا الحنيف من ثواب افطار الصائم. وتعد تلك الموائد من أهم مظاهر الاحتفاء برمضان في الجمهورية التونسية باعتبارها صورة من صور التضامن الاجتماعي. وتعود تلك التظاهرة الايجابية الى عصور اسلامية سابقة اختلف المؤرخون حول تاريخ بدايتها والتي توفر للفقراء لقمة كريمة وتغني كثيرا من عابري السبيل عن طلب الحاجة. ولعل الموائد الرمضانية بصورتها الحالية بدأت بأوقاف خيرية كان الولاة يخصصونها لاطعام الفقراء في رمضان حتى لا تكاد تخلو مدينة اسلامية من هذه الموائد التي يتطوع بها القادرون تقربا الى المولى عز وجل في شهر الغفران. وفي تونس يمثل شهر رمضان مناسبة للتكافل الاجتماعي من خلال انتشار موائد الافطار وتنظيم القوافل التضامنية التي تقدم المساعدات العينية والنقدية للمحتاجين. وقال المتحدث باسم التجمع الدستوري الديمقراطي التونسي (الحزب الحاكم) السحبي بن منصور ان الجهود التضامنية رسمية واهلية وشعبية اذ ان عموم التونسيين ترسخت في عقليتهم هذه النزعة التكافلية من منطلق التضامن والتآزر الوطني. وأكد بن منصور في حديث لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان المد التضامني في تونس يتواصل على مدار العام الا ان الجهود والمساهمات تتكثف في مثل هذه المناسبات الدينية والاجتماعية مثل شهر رمضان واليوم الوطني للتضامن. وأوضح ان جهود التضامن التي جعل منها الرئيس زين العابدين بن علي احد ثوابت السياسة التنموية في « تونس التحول » تكرست على اوسع نطاق كقيمة حضارية واخلاقية ودستورية حيث غدت متأصلة بالنص والممارسة وعن موائد الافطار قال بن منصور ان رمضان 2007 شمل اقامة 80 مائدة رمضانية يؤمها نحو عشرة الاف شخص. وذكر ان المساعدات المقدمة هذا العام شملت 24 الف عائلة من مختلف انحاء الجمهورية وتتمثل في مساعدات عينية تقدر ب 500 طن من المواد الغذائية وزعت في شكل طرود بمعدل 20 كيلوغرام للطرد الواحد الى جانب مساعدات نقدية بقيمة 600 الف دينار تونسي. واضاف ان هناك جهودا اخرى تقوم بها مؤسسات معنية كالاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي معتبرا ان التجربة التونسية في العمل التضامني خطوة تحتذى. ومن مظاهر التغيير التي طالت هذه الفعالية الخيرية شكل الاعلان عنها وتنوع الوجبات وانحصار تحرج مرتاديها من العامة الى جانب تعدد مصادر التمويل اللازم لاقامة موائد الرحمن ما بين التمويل القائم على المساهمات الحكومية والتبرعات الأهلية. وقال بن منصور ان الاعلان عن اقامة موائد هذا العام شمل الاعلان عنها في وسائل الاعلام المرئية والمقروءة فضلا عن اقامة الموائد في الفضاءات (الميادين) الحيوية داخل كل مدينة. وعن دور التجمع الدستوري الديمقراطي أوضح ان ذلك يتمثل بعملية التنسيق والاشراف بين هياكل التجمع ومؤسسات المجتمع المدني وأهل البر والاحسان ضمن الجهود التطوعية والتضامنية على المستوى المحلي في كل ولاية (محافظة) من الولايات التونسية ال24. ومع تعاظم الفائدة الاجتماعية المرجوة من هذا العمل الجليل وهذه « السنة الحميدة » في السنوات الأخيرة فانها بحاجة الى استمرارية التنسيق بما يعزز التكافل الاجتماعي بين افراد المجتمع الواحد ويجسد العبرة الحقيقية لمعنى الصيام. (المصدر: وكالة الأنباء الكويتية كُـونا بتاريخ 29 سبتمبر 2007)
التونسيون يتهافتون على الحلويات في رمضان
رغم ارتفاع أسعار الحلويات خلال شهر رمضان، فإن التونسيين يقبلون عليها بكثافة. و تعتبر بعض الحلويات جزءا لا يتجزأ، من سهرات التونسي، حيث تقدم مع القهوة و الشاي أو في المقاهي الفاخرة. منى يحيى لمغاربية من تونس العاصمة تعرف محلات بيع الحلويات خلال شهر رمضان إقبالا مكثفا من التونسيين. حيث يصطف الكثيرون في طوابير طويلة لشراء الحلويات الخاصة بشهر رمضان مثل الزلابية و المخارق، و المقروض. و يشتد الازدحام على هذه المحلات قبل موعد الإفطار أو بعده. ورغم أن محلات كثيرة تقدم خدماتها، إلا أن الكثير منها يعجز عن تلبية حاجيات المستهلك التونسي لهذا النوع من الحلويات. و إلى جانب المحلات المختصة، فإن العديد من المطاعم الشعبية تغير من طبيعة نشاطها خلال شهر رمضان، لتتحول، الى محلات لبيع الحلويات، رغم أن القانون التونسي يحظر ذلك. يقول علي، و هو صاحب مطعم بمنطقة لافيات بتونس العاصمة « نحن في الأصل مطعم، لكن خلال شهر رمضان و نظرا لأهمية تجارة الحلويات، فإننا نجهز المحل لنبيع الحلويات. و هي صناعة ورثناها عن أجدادنا، و نحترفها، منذ أكثر من 30 سنة ». كما تتوافد على العاصمة التونسية خلال شهر رمضان شاحنات و سيارات، محملة بأنواع مختلفة من الحلويات، أصيلة، من مدن داخلية اشتهرت بها كالمقروض من مدينة القيروان و المخارق من باجة. و تشهد الحلويات التي تعرضها هذه الشاحنات، إقبالا منقطع النظير، بالنظر الى جودتها العالية. غير أن هناك من التونسيين من لا يثق بهؤلاء الباعة ويتهمونهم بالغش والتحايل. بشير،موظف ببنك يقول لمغاربية « أكل بعض الحلويات خلال السهرة أصبحت من عادات التونسيين. و أنا شخصيا أفضل التوجه بسيارتي الى باجة أو القيروان على شرائها من الشاحنات التي لا تخضع لأية مراقبة صحية ». التقينا عند أحد المحلات بباب الجديد، زينب، التي كانت بصدد شراء كميات من الزلابية و المخارق، و أكدت لمغاربية أنها تعتبر هذه الحلويات من الأطباق الرئيسية في الموائد التونسية خلال شهر رمضان مضيفة « بعد رمضان يكاد ينعدم الاهتمام بهذه الحلويات ليترك مكانه للحلويات الأخرى التي تشترى عادة، في العيد أو خلال الأيام العادية، كالغريبة و البقلاوة، والصمصة ». قرب جامع الزيتونة، بالسوق العتيق التقينا محمد، صاحب محل للحلويات، الذي قال « خلال شهر رمضان يتضاعف العمل، و نقوم باستقطاب أعداد وفيرة من الزبائن. كما أقوم بمضاعفة عدد العملة. و أقوم بتنويع المنتجات. مثل الزلابية ذات اللون الأحمر، و غيرها… » وعرفت أسعار بعض الحلويات ارتفاعا خلال شهر رمضان. إذ ارتفع سعر الزلابية و المخارق، الأكثر استهلاكا في رمضان، من 2500 مليم الى 2800 مليم. و علل التجار ذلك بارتفاع أسعار المواد الأولية. في حين عبر العديد من التونسيين عن امتعاضهم من ارتفاع الأسعار متهمين الباعة بالإستغلال. ولم تحد النصائح، التي تبثها القنوات الإذاعية و التلفزية التونسية، من تهافت التونسيين على الحلويات، و في اتصال هاتفي مع مغاربية يقول نورالدين عكاشة، مختص في الأمراض الباطنية « يسبب الإكثار من تناول الحلويات في أمراض السكري و السمنة. فخلال الليل، تقل حركة الإنسان مما يتسبب في تراكم الشحوم في البطن. و يكثف تواجد السكري في الدم. لذلك فمن الأحسن، التقليل من الحلويات ». (المصدر: موقع « مغاربية » (ممول من طرف وزارة الدفاع الأمريكية) بتاريخ 28 سبتمبر 2007)
الهيمنة الثقافية مقدمة ورديف للمهيمنة السياسية والاحتلال العسكري
د. الطاهر الهمامي عاد أحد الأصدقاء مؤخرا من زيارة قادته الى لبنان وبمجرد ان رآني صاح في وجهي صيحة فزع: بيروت ! بيروت!! قلت: مالك ومالها؟ قال: الأمريكان في كل مكان! قلت: تبالغ، بيروت عاصمة عربية حصينة! قال: الامريكان في ما ترى وتسمع وتأكل وتشرب وتتنفس! ثقافتهم، إيقاع حياتهم، عاداتهم، مسمياتهم، وحيثما وليت مطاعم ومقاه ونواد وبؤر بسلعهم وخدماتهم وأسمائهم وإغراءاتهم كأنك في نيويورك! تركت صاحبي ورحت وراء ذاكرتي التي عادت بي الى أوروبا الشرقية والاتحاد السوفياتي وكيف سقطا بفعل الاختراق الثقافي والاعلامي والمخابراتي، والدور الذي كان للكوكاكولا والهمبورغر في كل ذلك، وكيف لم تصمد حتى ألبانيا المعدودة لعقود من الزمن قلعة الاشتراكية بل الستالينية المنيعة، ولم تلبث ان تهاوت كالورق، وكيف التحقت تلك البلدان (التي قاومت النازية والحكم الاستبدادي خلال الحرب العالمية الثانية وانتصرت وأقامت ديمقراطيات شعبية ونصبت لأبطالها التماثيل والمعالم التذكارية التي تخلّد مآثرهم وتذكي لدى الأجيال حمية الحرية والاستقلال ورفض الاحتلال والاذلال) بزريبة الرأسمالية المتوحشة وآثرت «عسل» التبعية للامبريالية الامريكية وأضحت تربة خصبة للآفات والأمراض الاجتماعية والأخلاقية كافة، وضحية للميز الطبقي على اختلاف ألوانه. والثقافة بهذا المفهوم، أوسع من ان تنحصر في الآداب والفنون والعلوم والتراث والمعمار وما الى ذلك، فهي تشمل نمط الحياة والسلوك والعادات والتقاليد، حتى لتغدو تسريحة الشعر والمشية والجلسة والوقفة وطريقة الكلام ورد الفعل والأكل والشرب والنوم ونصب المائدة وغسل الاطراف وطراز اللباس والتعطر والزينة والتأثيث والسكنى وسياقة السيارة وواجهات المحال التجارية وسائر معروضات الشارع من صميم الثقافة التي اصطلحوا عليها اليوم بالاستهلاكية نظرا الى انخراطها في الدورة الاقتصادية ومنطق السوق والعرض والطلب والبيع والشراء، والاشهار والاغراء. وامام الطاقة الانتاجية الهائلة للبلدان المصنعة وقدرات التجويد والتجميل التي باتت تملكها ووسائل التسويق والترويج التي في حوزتها، من سبقها العلمي والتقني، صار كالقدر الأعمى الوقوع تحت طائلة الاختراق الذي وجد تبريره وتنظيره في «العولمة» و «العالم ـ القرية» وكأن الاذعان لآفتي الاستلاب والاغتراب ولمعرة فقدان الهوية صار هو الحل ولا حل سواه حتى يقال «متمدنون» و «عصريون» ويتم حوز رضا «وحيد القرن» الامريكي ومهندسي سياسته التوسعية والهيمنية في العالم. وبذلك وحده يتسنى فهم الترافق بين الغزو الروحي والغزو المادي، الغزو الثقافي والغزو العسكري، بل عادة ما يسبق الاول الثاني عن طريق القنوات السلمية التي تمهد السبيل وتخلق أرضية التقبل المناسبة بين ابناء البلد المراد غزوه، وتظل الغاية دائما هي صنع عالم على صورة الغازي، لأن ذلك من شأنه ان يضمن له تثبيت اقدامه وترويج أوهامه. والتاريخ شاهد على ان الحملات الاستعمارية التي تمّت خلال القرنين الماضيين على الاقل استخدمت سماد الثقافة سواء قبل تنفيذها او بعده، ومثال العراق يقدم شاهدا اخر بليغا على الدور المنوط بعهدة الثقافة في المنظور الاستعماري، والذي يفسر الدوافع التي جعلت المحتل الامريكي ـ وهو يدخل بغداد وباقي الحواضر العراقية ـ يبادر بالسعي الى محو الذاكرة الثقافية العربية (بأيديه أو يأيدي عملائه) فيحرق المكتبة الوطنية والمكتبة المركزية وينهب المتحف الوطني والمتحف الوطني للفن الحديث، ويعبث بالقطع الأثرية النادرة، ويلاحق العلماء ويخرّب مراكز البحث في الجامعات، ومقابل ذلك، ومنذ حل، عمل على الترويج لثقافته الهجينة، الثقافة الاستهلاكية الامريكية، ثقافة الكوبوي والماكدونالد، واثارة الغرائز، لانه فاقد الثقافة الأصيلة، ولا يمتلك حضارة، ولا تراثا، وقد يكون من الخطإ مساواته بالمحتل الفرنسي الذي شدّ الرحال الى مصر قبل قرنين، ومقاونة بوش بنابليون، وباخرة الثاني المحملة عساكر وعتادا ولكن ايضا فرقا مسرحية وموسيقية ومطابع ومجامع علمية بحاملة طائرات الثاني المحملة صواريخ وقنابل عنقودية ومشاريع أوكار دعارة وترويض على فقدان الكرامة. وما تم إغراق بغداد فيه من صور ثقافة الميوعة والانحطاط وتمجيد «فضائل» الاحتلال وطمس الذاكرة الوطنية والقومية وتلويث الوعي، يقدم دليلا اخر على دور الفلاحة الثقافية في تسهيل مهمة الاستعمار، وعلى الاهمية القصوى التي تكتسيها الثقافة المضادة، ثقافة المقاومة، التي لا نرى مستقبلا لحركة تحرر من دون إيلائها العناية الجدية بها، كما لا نرى مستقبلا لمشروع سياسي، ولدولة، اذا لم تكن الثقافة عندهما مسألة استراتيجية، ولم يقع معاملتها بمبدئية، فهي التي ستصوغ الانسان، وتبني صرح المجتمع وتعلي بنيان الحضارة، وتمنح معنى للحياة، وتحصن من الآفات، بل هل يجوز تسمية الثقافة ثقافة اذا لم تعل بالانسان على الطبيعة في بعدها الغريزي والمتوحش ولم ترق به الى مراقي البشر الأسوياء، المفعمين انسانية وعزة وطنية وقومية.
(المصدر: جريدة « الشعب » (أسبوعية نقابية – تونس) الصادرة يوم 29 سبتمبر 2007)
إلى الصّديق العزيز والزميل الفاضل الهاشمي نويرة
نصر الدين بن حديد nasrbenhadi@yahoo.fr رائعة هي الفكرة والتجسيد أروع، وأروع من ذلك كلّه التنفيذ، حين رأيتَ صحبة من رأى بتكوين « العهد الدولي لحماية الصحافيين » كما جاء في الحوار الذي أجراه معك زميلنا العزيز جمال العرفاوي، مراسل موقع «مغاربيّة» الممول من طرف وزارة الدفاع الأمريكية، كما جاء أسفل الحوار المنشور بتاريخ بتاريخ 26 سبتمبر 2007. مع التأكيد لمن شطح به الخيال داخل البلاد وخارجها أنّ هذه الجمعيّة تهدف « لتوفير الحماية القانونية للصحفيين في مناطق النزاع» [والكلام للهاشمي نويرة، كما ساقه جمال العرفاوي]… أيّ أنّ الحماية من الظلم والقهر والفقر والحاجة لا تعنيها البتّة!!! ما أروع أن ينقلب الصحفي «حيوانًا نادرًا» كمثل البندا يحبّ النوم ويعشق الكسل أو طائر الببغاء سواء من يردّد قول سيّده أو من يزيد عمّا يريد صاحب الأمر… ما أروع أن يصير الصحفي «حيوانًا في طريق الانقراض»، علّنا نهتمّ به سواء من ضاع في «بار الصحفي» أو من تناثر بين الدّائنين وقلّة المال… رائع أن نحلم بالسفر وقطع الجبال والبحور والسير إلى ساحات القتال، حين يفضّل أرباب الصحافة المكتوبة في تونس الاتّكال على وكالات الأنباء وبعضهم احترف «اللطش» من المواقع الالكترونيّة [في وقاحة نادرة، تحتاج إلى الحماية]… حين ينسدّ الواقع الصحفي أمام مثل هذه الرحلات، يبقى لنا الخيال خصبًا منفتحًا في كرم مفرط وحلاوة افتقدناها… حينها نكون كما نريد ونقوم كما نبغي، وقد انعدم الرقيب وخاب العسس وراح «البصّاصون» في إجازة مفتوحة بعد أن آمنوا بأنّ «من راقب الناس مات غمّا»… حينها تتحوّل جمعيّة الصحفيين التونسيين إلى وكالة أسفار بأتمّ معنى الكلمة، توفّر السفرات والخدمات وكلّ أشكال الدعم وأنماط المساعدة لهذا العدد المتزايد من الصحفيين، ممّن يرغبون في تغطية العدوان الفلسطيني الغاشم على دولة إسرائيل الصديقة أو ما تمارسه الجماعات المسلّحة في العراق من إرهاب مفضوح ضدّ جنود أمريكيين مدجّجين بالديمقراطيّة ومثقلين بحقوق الإنسان… حينها يكون لوجودك ـ يا هاشمي ـ في هذه الجمعيّة معاني رائعة ودلالات ثاقبة وقد بدأ يتساقط الصحفيون التونسيون في ساحات القتال، لتكون لك فرصة للكلام وأولويّة للقول في هذه الجمعيّة حين جاءت الموت رخيصًة والتباهي بها تجارة رائجة… حين تسابق الصحفيون التونسيون في تحصيل السبق الصحفي وتباروا في حمل الأخبار وإيصال «الإستفادات» إلى «من يهمّهم الأمر»، وحين تحدّوا بعضهم البعض ولا يزالون في علم النميمة الحلال وتقطيع الأعراض المباح، وحين صار الواحد منهم يكاد يطلق النار على خياله من الريبة والشكّ، فمن المعقول أن نحدّد قائمة «الاستشهاديين» في ساحات الوغى، أسوة بقائمة الحاصلين على جهاز الكمبيوتر وقائمة المشروع السكني في نسخته القادمة، حيث نأمل ويأمل زميلنا كمال الدّايخ [المسؤول عن هذه اللجنة] تبيّن الخيط الأبيض من الخطّ الأسود!!! أرى الجحافل قد اجتمعت أمام مقرّ الجمعيّة وقد تدافع الكلّ كمثل يوم الحشر، دون تقدير للحية خميّس الخيّاطي البيضاء [المتّهم بالتطبيع مع الفلسطنيين] أو وقار الرئيس السابق [وهو يبغي العودة على عهدة من روى] السيّد محمّد بن صالح… حينها يصيح السيّد الرئيس [الحالي طبعًا] فوزي بوزيان أنّ إمكانية الجمعيّة لا تسمح بهذا العدد من «الاستشهاديين»، فيجيبه جمال العرفاوي، بل يقاطعه في حدّته المعهودة مندّدا بمثل هذا التمييز، فيكون صوت حبيب الميساوي حاسمًا في الرفض ويأتي منجي الخضراوي رافعًا صوته :«يا زملاء… يا زملاء» [يردّدها فعلا مرّتين في كلّ الحالات]، يلتقط نفسًا ويدير رأسه شمالا ثمّ يمينًا [في محافظة على هذا الترتيب] ويقول:«نقطة نظام… نقطة نظام» [يردّدها فعلا مرّتين في كلّ الحالات]… ويتلو على مسامعنا سيلا من القوانين والفصول والتنقيحات وغيرها من المراجع القانونيّة… لا يمكن للسيّد فتحي الشروندي الصمت وقد تجاوز في بعض العنف إصرار رئيس الجمعيّة المعهود على احترام أولويات التدخّل، لينتصب ابن تطاوين واقفًا وفي صوته الجهوري المعهود يذكّرنا بماضيه القومي المستديم وعشقه الدائم لعبد النّاصر وحاضره النضالي ويرفض كعادته المزايدات الكلاميّة [في إشارة إلى تدخّلات الحبيب الميساوي أساسًا] ويصرّ على الواقعيّة في الخطاب والليونة في الفعل، ضمن سعيه لتسويق الرفض الرسمي لسفر الصحفيين إلى إسرائيل رغبة في الاطّلاع على جرائم الاحتلال الفلسطيني، حين يتّهم بعض «المتطرّفين» من جميع الجهات الدولة التونسيّة بالسعي للتطبيع مع الكيان الفلسطيني الغاشم، وقد جاءت البيانات العربيّة وقرارات الأمم المتّحدة مؤكدة على حقوق الشعبي الإسرائيلي المشروعة… أمام هذه الضجّة غير المعهودة، وكثرة اللغط وقد علا الصياح، ينتصب زياد الهاني واقفًا ويقول :«أيّها الزملاء… أيّها الزملاء… أيّها الزملاء» [الأولى تأتي في صوت هادئ، والثانية مرتفعة بعض الشيء لتكون الثالثة حاسمة]، ويطالب بضرورة تغليب المصلحة العامّة على المصالح الفرديّة وضرورة تغطية جميع مناطق النزاع في العالم وأيضًا التحلّي بالموضوعيّة وعدم قبول «الهدايا» [الحلال منها قبل الحرام]… ناجي البغور المكلّف بالنظام الدّاخلي يتدخّل وقد عجز كعادته عن حبس عواطفه مطالبًا أوّل الأمر باحترام القانون الأساسي والنظام الداخلي وثانيًا بوضع ضوابط جليّة وتكوين لجنة في الغرض… تتكوّن اللجنة في الغرض من بعض «قدماء المحاربين» ونفر من «أصحاب النوايا نصف الحسنة» برئاسة الزميل عبد الكريم الجوّادي… دون إطالة أو تمطيط، كمثل ما تفعل صحف «الحدث» و«الإعلان» و«الصريح»، تأتي قائمة الوفد الصحفي الأوّل مكوّنة من العبد الفقير إلى ربّه الغنيّ بحمده كاتب هذه الأسطر، ممثّلا عن الصحافة المكتوبة، إضافة إلى فريق تلفزي… دون إطالة مرّة أخرى، يسافر هذا الفريق إلى تل الربيع لتغطية الاجتياح الفلسطيني لمدينة يافا، وبمجرّد الوصول تطلق دبّابة فلسطينيّة قذيفة تصيب كاتب هذه الأسطر مقتلا، فترتفع روحه وقد راحت قنوات العالم تبحث عن صور هذه العمليّة الإرهابيّة الغاشمة… يعمّ هذه البلاد الصمت ويكسوها الحزن وتصير الصحافة التونسيّة إلى سواد حقيقي، وتكون عودة الرفات على متن طائرة خاصّة أذن بها سيادة رئيس الدولة… يا جماعة… ما أروع أن يشاهد المرء من مكانه في السماء هذا الحزن الرائع وهذا التضامن المتميّز، الذي جمع أصدقائي الخُلّص وأصدقائي العاديين وأنصاف الأصدقاء، والأعداء على بكرة أمّهاتهم… ما أروع أن يتساوى الجميع عند الدمع ويقفون عند المرتبة ذاتها… ما أسوأ حينها أن يصير دمي تجارة مَنْ صمت دهرًا ومن وارى وجهه عند الحاجة وتلاهى ـ حينها ـ بقضم أظافره ومصّ الإصبع أو أشياء أخرى… عليكم المجيء إلى جانبي، المشهد من السماء جميل والرؤية ـ خلاف لما تعلنه النشرة الجويّة ـ واضحة وضوح الضمائر كما نراها من هنا… ذاك صديقي حقّا، ورفيق درب… ذاك نصف صادق وربع منافق وربع من طينة لا يجوز ذكرها من باب الحياء… ذاك ممّن رفض الكلام حين جاء الصمت معرّة الرجال ذاك ممّن لا يحسنون القول أصلا حين وجب الصمت ذاك …………………….. [تمّ الحذف بطلب من الرقابة الذاتيّة]… يصل جثماني الطاهر إلى أرض الوطن، وتكاد تندلع معركة بين عائلتي وجمعيّة الصحفيين، حين يرفض ابني الأكبر أن يسير المنافقون وكتبة التقارير وأصحاب الوجوه المتلوّنة في جنازتي… من يتولّى التأبين؟؟؟ يرفض فوزي بوزيان لعدم قدرته فعلا على كبح الدمعة، ويلعن جمال العرفاوي في عنف شديد جنوني الذي أوصلني أمام الدبّابة الفلسطينيّة، ويقول فيّ مختار التليلي كلمات في فرنسيّة رائعة ابتدعها لحينها، في حين يركض البعض وراء زوجتي [عفوًا أرملتي] بحثًا عن نصّ لي لم يصدر بعد، يوردونه في ركن «صدّق أو لا تصدّق»!!!! يتقدّم معالي وزير الاتّصال السيّد رافع دخيل للتأبين ويقول ـ كما عهده الجميع ـ في لسان عربي فصيح، أنّ الفقيد كان مثالا لنبذ حبّ الذّات والتفاني في العمل ونقاوة الضمير وحسن الأخلاق…. أتردون أيّها الزملاء روعة المكان الذي أخاطبكم منه؟؟؟ مكان لا يملك فيه سيادة النائب الأوّل لمجلس النوّاب [على الأرض] محمّد عفيف شيبوب نفوذًا!!! تلك روعة والله!!! بعد الختم: أفاقت الزنبقة من غفوتها وتلمّست جرحها، لتجد حرّاس الهيكل هم الفجرة… لم يقتلوها… لم يعذّبوها… تركوها تتكلّم بكلّ حريّة وسط كرة بلوريّة…. بعد بعد الختم: ليس مطلوبًا من الزميل الهاشمي نويرة أن يردّ سواء تعلّق الأمر بجواز البقاء أو جواز السفر أو ما قد يراه… حين صرت ـ في هذه البلاد ـ بحمد الله ورعايته أتقن قراءة الصمت إتقانًا تامّا…
بسم الله الرحمان الرحيم تونس في والصلاة والسلام على أفضل المرسلين بقلم محمد العروسي الهاني الرسالة رقم 303 مناضل دستوري على موقع تونس نيوز رئيس شعبة سيدي حسن الجوفية بصفاقس سابقا
الحلقة الثالثة : المجالس الوزارية للتنمية ومشاغل الناس التشغيل ينبغي أن يكون على غاية من الشفافية والنزاهة
2007/09/29 تعرضت في الحلقتين الماضيتين حول مشاغل المواطنين وأعطيت عيّنة حية على منطقتي مسقط رأس الأباء والأجداد وهي عيّنة وصورة حية تنطبق على عديد الجهات خاصة فيما يتعلق بضعف الاتصال بالشعب وعدم الاهتمام برسائل المواطنين والردّ عنها وقد أطنبت مرارا وتكرارا في هذا المجال عسى أن تجد مقالاتي الاَذان الصاغية. وقال الله تعالى : »وتعيبها أذن واعية » صدق الله العظيم. واليوم أتحدث عن 3 مواضيع الاول يهم التشغيل والثاني يهم الصحة وما أدراك ما الصحة والثالث القروض. التغشيل هوعنوان كرامة الإنسان إن التشغيل هو الهاجس الاكثر حساسية وقد أعطاه رئيس الدولة مكانة خاصة وأكد مرارا بأن قضية التشغيل هي من أولوياتي أي أن الشغل الشاغل لرئيس الدولة تحقيق العدل في مجال التشغيل الذي هو عنوان الكرامة للإنسان وبدون شغل فالكرامة منقوصة وربما مفقودة. لا كرامة لطالب عاطل عن العمل بعد الإجازة ولا كرامة لشاب متحصل على شهادة الباكالوريا والمرحلة الاولى من التعليم العالي فني سامي ولا كرامة لشاب متحصل على الباكالوريا وهو عاطل عن العمل لمدة أعوام. رغم مساعي هؤلاء للحصول على الشغل حتى ظهر عليهم العياء والتعب وبعضهم حصل له إحباط والذي زاد مرارة وعقد عند بعضهم هي ظاهرة المعارف من الوزن الثقيل وكذلك الميل إلى الجهوية وقد أشرت في مقالي الصادر يوم 2007/09/27 إلى ظاهرة حظوة وتبجيل جهة على أخرى وقلت لا فرق في أصل تقاليد الحكومة بين جهة وأخرى ولا فرق عند رئيس الدولة بين منطقة في المدينة وأخرى في أعماق الريف بل الرئيس أعطى عناية أكثر بالجهات الداخلية الأقل حظا هذا في جوهر الامر ومبادئ وثوابت النظام لكن هناك عناصر تغلب عليهم النزعة الذاتية والأنانية وحبّ السلطة والأمر والنفوذ فيصبح تصرفهم بعيدا على أهداف وثوابت النظام وتحصل التجاوزات وفي مجال التشغيل تصبح القسمة غير عادلة مثل قسمة الذئب مع الشاة 9 للذئب و 1 للشاة نظرا لقوة شأن الذئب وضعف الشاة هذه القسمة حصلت مرارا وبعض المناطق أخذت حظها أكير من غيرها وأشرت إلى منظقة تبدأ بحرف خ لها حظوة أكثر من حرف ح الكبرى وح الصغرى الحنشة والحجارة…لماذا… وبدون تعليق ولنا عدة أمثلة يمكن الرجوع إليها عند الحاجة. أما موضوع الصحة فإن منطقة الحنشة تعد حوالي 50 ألف نسمة وتشمل على عدد 10 عمادات بمعدل خمسة ألاف نسمة بكل عمادة وليس هناك مستشفى محلي متطور كمعتمدية الجم مثلا التي عدد سكانها ربما أقل من معتمدية الحنشة ولكن المستشفى المحلي بالجم يؤدي كل الخدمات الصحية وفيه جل التجهيزات وقسم الولادة متطور في مدية الجم والإطار الطبي متواجد والحمد لله. أما الحنشة المعتمدية ذات الطابع الريفي والفلاحي وكثافة سكنية من ذوي الدخل المتواضع فهذه الجهة لا يوجد بها مستشفى محلي بالمعنى الكامل وهناك مستوصف متطور يقوم بتغطية 50 ألف نسمة على امتداد 50 كلم من جنوب المعتمدية الغرابة إلى منطقة الحجارة في الجهة الشمالية…والمرافق والتجهيزات غيرمتوفرة والأطباء عددهم أقل في حاجة المعتمدية والاختصاصات غير موجودة بالقدر الكافي وليس هناك سيارة اسعاف خاصة على ذمة الجهة أما المراكز الأساسية في العمادات فالطبيب يزورها مرة واحدة في الأسبوع مثلا منطقة الحجارة وأولاد عمر يزورها كل يوم جمعة الطبيب فقط أما الأدوية فهي مفقودة وأحيانا الدواء الموجود هو زاهد الثمن أما الأدوية التي يفوق ثمنها 4 دنانير أقل من معلوم دفتر العلاج للضمان الإجتماعي فهذه الأدوية غير متوفرة والمواطن المسكين الفقير يتداين لشراء الأدوية وبدون تعليق نرجو من السيد الوزير الجديد الناشط زيارة هذه المراكز حتى يقف على هذه الحقائق لأن الصحة رأس المال البشري وقد راهن النظام الجمهوري منذ البداية وراهن الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله على صحة الإنسان ضمن رهانات معروفة وواضحة في سياسة الحكومة في عهد الاستقلال وواصلها العهد الجديد وهذه النواحي لا بدّ أن تجد العناية والاهتمام التام حتى تأخذ جهة الحنشة نصيبها وقد أثرنا هذه المشاغل عام في 2001 في مؤتمر جامعة الحنشة الدستورية ولكن الكلام بقي في مقر الجامعة من 18 أوت 2001 إلى اليوم. أما القروض الصغرى فإن عدد من الشبان المتحمسين للمشاريع والفلاحة والتجارة يرغبون في التمتع بالقروض متوسطة الاَجال على 3 أعوام لكن هناك صعوبة كبيرة في الحصول على القروض حتى ولو استظهرت بوثائق الضمانات فإن الحصول على قرض بـ25 ألف دينار لتحسين ظروف الشبان وهو من أصعب المنال بينما هناك اَخرين محظوظين يتحصلون على المليارات وأحيانا البنك يتساهل معهم حتى في الضمانات وصاحب القرض الصغير ينوي الخلاص ويخاف وبدون تعليق ولنا عينة حصلت في الرواضي مؤخرا. قال الله تعالى: » وإذ قلتم فاعدلوا و لو كان ذا قربي » صدق الله العظيم. محمد العروسي الهاني هـ 22 022 354
التأسيس لعالم أعـدل!
د. أحمد القديدي (*)
خلال يومي السبت والأحد 15 و16 سبتمبر الجاري شاركت في المؤتمر العالمي الذي انتظم في مدينة كادريتش الألمانية على ضفاف نهر الراين والذي شاركت فيه ثلاثون دولة من القارات الخمس بخمسمائة مفكر ونقابي وصاحب قرار وانعقد بمبادرة المعهد الألماني للعلاقات الدولية (شيلر) وخصص لمحور واحد هو كيف يمكن للعالم أن يتأسس على قيم التضامن والتنمية المشتركة وعلى مبادىء العدل والمساواة والحرية والسلام؟ في زمن راهن يهدد بأخطار الحروب والفواجع.
وبالطبع فان المؤتمر الذي ضم شخصيات متميزة ومؤثرة من هذه الدول الكبرى والمتوسطة والنامية التأم في ظروف دولية منذرة بالمخاطر نسمع خلالها قرع أجراس الحرب ضد ايران ونرى فيها يوميا تعفن الحالة في فلسطين واعلان اسرائيل عن مزيد من خنق قطاع غزة ومعاقبة مواطنيه جماعيا أمام مساع أمريكية وفرنسية وأممية مختلفة الأهداف والمنطلقات لنزع فتيل الأزمات الكبرى التي تهدد بالانفجار.
ومثلما توقعت فان نوعية المشاركين الرفيعة وضعت أزمة العالم اليوم في اطارها الصحيح أي أنها ليست مجرد أزمة سياسة بل أزمة حضارة، وأن الحلول الضرورية والناجعة لن تكون حلولا سياسية بل حضارية، كما أن تفاقم المأساة في أقاليم عديدة من عالمنا لم يعد تنفع معه النوايا الحسنة والمبادىء الأممية وشعارات السلام والديمقراطية ومقاومة الارهاب.
فالذي نراه مهددا بالانهيار اليوم ليس العراق وليست فلسطين وليست أفغانستان وليس لبنان فقط بل الانسانية كلها وأولها الغرب الذي يعتقد بأنه بلغ أوج قوته وأنه في مأمن أمين من الهزات الكبرى التي ستعصف بالبشرية. وقد أحسن المتكلمون تشريح مفاصل الأزمة حين أعادوها الى الخيارات الامبريالية التي نشأت في أعقاب الحرب العالمية الثانية عندما تقاسمت القوى المنتصرة على النازية مناطق نفوذ على القارات الخمس وفرضت الولايات المتحدة على العالم نظام بريتن وودس النقدي الدولي وأخضعت منظمة الأمم المتحدة لخدمة مصالح شركاتها العملاقة بواسطة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبورصات الأسواق العالمية. فلم يكن أمام الأمم المهملة على هامش التاريخ سوى الانصياع لتقسيم (سايكس- بيكو) الجائر ودخول الامبراطوريتين الأمريكية والسوفييتية الى حلبة السباق والصراع والحرب الباردة من أجل اعادة تقسيم الغنائم بما يخدم مصالح هاتين القوتين على حساب الشعوب المغلوبة على أمرها. وانتشر الظلم العالمي يحمل في طياته الحروب الأهلية وعمليات الابادة الجماعية وانتشار المجاعات وانتقال الأوبئة وتفاقم ظاهرة الهجرات البشرية من الجنوب المحروم الى الشمال المتخم وتقنين سلب موارد الأمم المستضعفة وخيراتها وطاقاتها وعقول أبنائها وبذر بذور الفتنة بين دولها.
وقد تبنى المشاركون في المؤتمر المشروع الكبير الذي عرضه عالم الاقتصاد الأمريكي والمرشح الأسبق للبيت الأبيض ليندن لاروش والذي يخطط لانشاء معابر التنمية والتبادل التجاري العالمي من خلال شبكات عملاقة للسكك الحديد وبناء الجسور والطرق السريعة وحفر الأنفاق مابين القارات وهو مخطط ممكن الانجاز لأنه بكل بساطة كان موجودا تحت اسم طريق الحرير ما بين القارات الخمس وكان موجودا تحت اسم (ترانز أوروب اكسبريس)، عندما كانت البشرية أكثر حكمة وعقلا وقبل جنون القوة الذي تملك بعض الأمم المستكبرة.ان هذا المخطط الذي تبناه 500 من نخبة القارات الخمس ينادي بتحقيق السلام بأدوات التنمية المشتركة ولقد لخص أحد المفكرين الأمريكيين المشاركين معنا هذه المعادلة بقوله بأن ما تكبدته الولايات المتحدة في حربها على فيتنام في عهد الرئيسين كيندي وجونسون على مدى عشر سنوات كان كافيا للقضاء تماما على المجاعات والفقر في العالم الثالث كله، وأن ما خسره الغرب في الحرب على العراق منذ عام 2003 الى اليوم كان كفيلا بانشاء الشبكة العملاقة من المعابر والطرقات والأنفاق لتحقيق التنمية العادلة والتي وحدها تنقذ البشرية من الكوارث والحروب والمجازر، أي التأسيس لعالم أعدل بفضل السلام وتعاون الحضارات عوضا عن تصادمها. وهكذا رغم أن المؤتمر يظل يحلم في عالم يتصارع فإنه لا مناص من الحلم لأن الانجازات الكبرى التي حققها الانسان بدأت حلما وانتهت حقيقة.
(*) كاتب وسياسي من تونس
(المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر)، الصادرة يوم 26 سبتمبر 2007)
الشرعية الانتخابية
عبد اللطيف الفراتي (*)
منذ حقبتين قام مفهوم جديد في المجال السياسي اصطلح على تسميته بالحكم الصالح أو الرشيد، واعتبر هذا المفهوم أو هذا التعبير تدليلا على نوع من الحكم جديد لن ندخل هنا في تعريفه، باعتبار أنه أصبح محل مؤلفات كثيرة تكاثرت في المدة الأخيرة ولكن لنشر فقط إلى أن هذا التعبير باللغة العربية يترجم من اللغات الأوروبية كلمة (la gouvernance) التي أخذت مكان تعبير الحكم أو (le gouvernement).
وإذ يقوم الحكم الصالح على أسس جديدة للحكم والسلطة، فإنه في نظر الايديولوجيين اليساريين تعبير عن فرض النظريات الليبرالية نفسها، على أنقاض الفكر الماركسي والاشتراكي بصورة عامة، وهو في نظر المنظرين الجدد تطور أسس الحكم نحو تشريك مكونات المجتمع المدني بعد انهيار ما كان يسمى ( الدولة الجنة ) l’état providence الذي بشرت به حكومات ما بعد الحرب العالمية الثانية في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية أيام الوفرة واستغلال ثروات الشعوب بلا حساب من طرف البلدان الغربية، وبعد الصدمة البترولية الأولى في سنة 1973.
والحكم الصالح لا يشمل فقط الممارسة السياسية، بل أيضا سير المؤسسات الاقتصادية وغير الاقتصادية ومؤسسات النفع العام، وخاصة المؤسسات الدولية، التي باتت تبحث عن وسائل للمشاركة القاعدية، وعن ارتكاز التحرك على أخلاق لم تكن مفروضة قبلا، وعن المحاسبة على النتائج وفقا للتعريفات التي جاءت بها الموسوعات الإلكترونية باختلاف أنواعها.
وبالعودة إلى الحكم الصالح وحصره في المجال السياسي للحكم في بلد معين، وباعتماد مختلف المؤلفات فإنه يبدو أنه يقوم لا على ممارسة السلطة « الغاشمة » والمنفردة كما كان الأمرحتى في البلدان الديمقراطية، بل السلطة المنبثقة عن الديمقراطية عبر حرية التعبير والتعددية السياسية وانطلاق الصحافة والانتخابات النزيهة والشفافة وقيام مكونات قوية لمجتمع مدني منظم ومنطلق، وقدرة المحكومين على التدخل في كل وقت لإصلاح ما يرونه اعوجاجا، كل ذلك مع ضرورة الحرص على نتائج إيجابية تتمثل في النجاح في مجالات رفع المستوى الاقتصادي للمجموعات والأفراد ومختلف المستويات الحياتية الأخرى في ظل الانتشار الواسع للتعليم والارتفاع العام لمستويات الناس الفكرية واتساع مجالات التنظم في الجمعيات، ما أثر على حركة المجتمعات وأعطى القاعد أسبابا للتدخل في الحياة العامة لم تكن واردة قبل 20 أو 25 سنة.
ويطرح سؤال نفسه : هل إن هذا المفهوم يصح على كافة بلدان العالم وهل أن الحكم الصالح أو الرشيد قابل للتطبيق في البلدان كلها من كانت تمارس حياة ديمقراطية مندفعة وحقيقية فيها حريات صحفية وقضاء مستقل وبرلمانات ليست عبارة عن غرف تسجيل لإرادة الحكام وانتخابات نزيهة وشفافة ومجتمع مدني متميز بحياة جمعياتية متنوعة ومستقلة؟ أم إنه لا يحق الحديث عن الحكم الصالح في بلدان لا يوجد فيها شيء من ذلك أو يوجد بصورة مشوهة وغير فعلية أو فاعلة.
يبقى السؤال مطروحا ولكن يرتفع سؤال آخر حتى بالنسبة للبلدان الأكثر ممارسة ديمقراطية، وهو وإذا اعتبرنا أن الانتخابات الحرة النزيهة والشفافة هي المرتكز الرئيسي للحكم الصالح، فما يعني انصراف الناس أكثر فأكثر عن التصويت في الانتخابات المنظمة في بلدانهم، وهل تمثل البرلمانات المنتخبة بنسبة قليلة من الجسم الانتخابي الشعوب المفروض تمثيلها، وما هي أسباب الامتناع عن التصويت، وهل تنال من شرعية المجالس النيابية ومن شرعية الحكومات المنبثقة منها، وبالتالي هل توفر القواعد الفعلية للحكم الصالح كما حددها المنظرون.
فقبل أسبوعين أو ثلاثة جرت انتخابات عامة في المغرب بمشاركة 37 في المائة من الناخبين إضافة إلى عدد كبير من المصوتين بأوراق بيضاء.
غير أن المغرب ليس حالة منفردة، ففي البلدان الأوروبية مثلا يتم التشكي بصورة دائمة من التدهور المتواصل لعدد المصوتين في الانتخابات العامة أو استفتاءات مصيرية بالنسبة لبعض البلدان، ففي صربيا مثلا تكررت دعوة الناخبين عدة مرات في الانتخابات الرئاسية نتيجة انخفاض عدد المصوتين فيما القانون الانتخابي يشترط توافر نصاب النصف من المرسمين لصحة الانتخابات، وفي ما عدا بلدان معينة تعتمد إجبارية التصويت وتعاقب المتخلفين مثل بلجيكا فإن غالب بلدان العالم على الأقل الديمقراطي تشكو من تدني نسب المشاركة الانتخابية.
ومن خلال الأدبيات الانتخابية، فإن الامتناع عن التصويت له تسمية معينة وهو يقوم دليلا على رفض الحكم وعدم الاعتراف به، ففي تونس وفي فترة الاستعمار وفي سنة 1953 دعت الجهات الفرنسية المتسلطة على البلاد إلى انتخابات بلدية شارك في التصويت فيها 3 في المائة فقط من الجسم الانتخابي، واعتبر ذلك في حينه رفضا لفرنسا والانتخابات التي تنظمها فرنسا، وفعلا وبعد سنة على ذلك اضطرت الحكومة الفرنسية للاعتراف باستقلال تونس الداخلي، الذي مهد سنة 1956 لاستقلال تونس التام.
وبالطبع فإن تدني نسب المشاركة في الانتخابات لا يعني دائما الرفض للسلطة القائمة، وهي تعبير عن أسباب أخرى منها عدم الثقة بالطبقة السياسية القائمة، أو الغضب من سياسات يجري الشعور بأن الأطراف كلها ومهما كانت ليست لها الرغبة في تغييرها وعدة أسباب أخرى.
غير أن السبب الغالب يتمثل ولا شك بشعور سائد بأن الصوت لا يغير شيئا وهي ظاهرة أبرزتها استطلاعات الرأي في عدة بلدان غربية عريقة في الممارسة الديمقراطية، وأن الانخراط في جمعيات المجتمع المدني، وما باتت تتمتع به من تأثير وضغط واضحين هو الأجدى عبر تظاهرات الشارع أو التعبير القوي عن الموقف.
هل يعني هذا أن الانتخابات والتمثيل النيابي لم يعد له دور؟، لا أبدا فسيبقى هو أسمى تعبير عن الإرادة الشعبية، كما تبقى البرلمانات هي الوعاء الذي تتفاعل فيه مقومات السيادة الوطنية، بوصفها الممثل المؤسساتي والدستوري للشعب، والناطق الأول والأكبر باسمه.
ومن هنا ومهما كان تراجع الحكومة عن ممارسة سياسة حكم متسلط يستمد قوته من سلطة كانت تبدو غير محدودة حتى في البلدان الديمقراطية، فإن الجديد أن الحكم الصالح بات يستمد قوته لا من قوة الحكم كما كانت بل من منابع متعددة تبقى البرلمانات فيها هي مصدر الشرعية الأولى وبالتالي تبقى الانتخابات هي رافدها الأول فيما تضاف إليها وفقا للحكم الصالح روافد أخرى مهمة تحد من سلطة الحكم وتخضعه لرقابات متعددة وتدفعه إلى نجاعة أكبر بحكم خضوعه لمصادر نفوذ جديدة ومجدية.
(*) كاتب من تونس
(المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر)، الصادرة يوم 23 سبتمبر 2007)
استمر نحو أسبوع
عمال « المحلة للغزل » المصرية ينهون إضرابهم بعد تلبية معظم مطالبهم
أنهى عمال شركة المحلة للغزل والنسيج -الأكبر من نوعها في مصر- إضرابهم الذي استمر أسبوعا بعد حصولهم على معظم مطالبهم من إدارة الشركة، وعلى رأسها الموافقة على صرف أرباح للعمال توازي راتب خمسة شهور. وأوضح مراسل الجزيرة في القاهرة أن المطلب الرئيسي للعمال بصرف تلك الأرباح سينفذ على دفعتين: الأولى تنفذ فورا والثانية بعد انعقاد الجمعية العمومية للشركة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. وحذر رئيس النقابة العامة للعاملين بالغزل والنسيج سعيد الجوهري الخميس من أن استمرار الإضراب سيلحق أضرارا بالغة بالشركة. وقدر الآثار المترتبة بخسائر تبلغ أربعة ملايين جنيه يوميا, وناشد العمال العودة إلى العمل وعدم الالتفات لمن أسماهم بالعناصر المحرضة على الاعتصام. وبدأ العمال إضرابهم الأحد الماضي، وهو الثاني لهم خلال أقل من عام بعد الإضراب الواسع الذي قاموا به نهاية العام الماضي. وكان عمال الشركة وعددهم نحو 27 ألفا يطالبون بإقالة رئيس الشركة وبصرف أرباح لهم تعادل أجر 150 يوما تصرف دفعة واحدة، وكذلك ربط الأجر بإنتاجية العامل، والحصول على حصة أكبر من أرباح الشركة، وبتحسين الخدمات الغذائية والصحية التي تقدمها الشركة، وحل مشكلة نقل العمال من وإلى الشركة. وعلق العمال منذ يوم الاثنين لافتة كبيرة على مدخل الشركة كتب عليها عبارة « يا رئيس الجمهورية أين حقوق العمال؟ ». يشار إلى أن إضراب عمال المحلة للغزل يوم 7 ديسمبر/ كانون الأول 2006 كان بداية لأقوى وأوسع إضرابات عمالية شهدتها مصر منذ نصف قرن، وقد استمرت نحو ستة أشهر وبلغ عدد العمال المشاركين فيها ورفعوا مطالب واستطاعوا تنفيذ أغلبها، أكثر من مئتي ألف عامل.
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 29 سبتمبر 2007)
الازهر يطالب بانشاء قناة فضائية مخصصة للفتاوي
القاهرة ـ رويترز: قالت وسائل اعلام مصرية الجمعة 28 سبتمبر ان رئيس جامعة الازهر طالب بانشاء قناة فضائية تلفزيونية مخصصة للفتاوي في محاولة لانهاء فوضي الفتاوي . وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الازهر طالب بانشاء قناة فضائية خاصة بالازهر يعهد بها الي العلماء الحقيقيين الذين لا يبغون الشهرة والمال ليكونوا أمناء علي علم اصدار الفتاوي وطرح القضايا الاسلامية للتصدي لفوضي الفتاوي خاصة في الفضائيات والتي تسيء الي الاسلام وتحدث بلبلة في المجتمع . وقالت الوكالة ان رئيس جامعة الازهر شدد في تصريحاته علي ان تكون هناك جهة واحدة للافتاء الرسمي بالتعاون مع الازهر ودار الافتاء ويكون مجمع البحوث الاسلامية باعتباره أعلي هيئة دينية في مصر هو الرقيب عليها لضبط اصدار الفتاوي لما لها من اهمية كبيرة في تنظيم الحياة بالمجتمع .
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 29 سبتمبر 2007)
ختاما.. كلمة من هيئة التحرير
بعث إلينا السيد خميس الخياطي يوم 28 سبتمبر بنص العريضة التي سبق أن نشرناها في عددنا ليوم 11 سبتمبر 2007 مرفوقة هذه المرة بأسماء وألقاب ومهن الأشخاص الموقعين عليها والمرتبطة بالسجال مع الدكتورة سلوى الشرفي الذي دار في وقت سابق على صفحات نشريتنا وعلى مواقع تونسية أخرى. ونظرا لأننا نعتبر أن الموضوع أخذ ما يكفي من الوقت والجهد ولأننا نشرنا أيضا عددا لا بأس به من المقالات والتعليقات والردود حوله (من أهمها مقال للدكتور الهاشمي الحامدي بعنوان في « الإعادة إفادة » صدر في عددنا ليوم 18 سبتمبر 2007 أكد فيه بشكل قاطع رفضه الإساءة للدكتورة سلوى الشرفي وأنه يعتبرها كاتبة مسلمة محترمة كما أنه يدافع عن حريتها في التفكير والتعبير)، لا نرى أي فائدة من العودة إلى النبش فيه مجددا خصوصا وأن العديد من النصوص التي نشرها الدكتور الحامدي في موقعنا قد رد فيها على كل اتهام وأزال فيها كل سوء فهم، بل تضمن بعضها « تأكيدات الدكتورة سلوى الشرفي له في مراسلاتها الخاصة بأن هناك نوايا سيئة لدى البعض تجعلهم يتعمدون الإساءة له من دون رضاها »، لذلك نقرر التوقف نهائيا عن الخوض في هذا الموضوع على صفحات نشريتنا اليومية. شكرا لكم جميعا على تفهمكم. هيئة تحرير « تونس نيوز » 29 سبتمبر 2007
Home – Accueil – الرئيسية