TUNISNEWS
7 ème année, N° 2289 du 28.08.2006
الجزيرة نت: مناشدات للسلطات التونسية للإفراج عن معتقل لظروفه الصحية الصباح الاسبوعي: من المنتظر أن يبدأ العمل بها مطلع سبتمبر: إلـغـاء كلّ الـرسـوم الجمركية والرسوم ذات الأثر المماثل على المنتجات الوطنية المصدّرة بين تونس وليبيا الصباح الاسبوعي: أغـنـية وراء طـرد العريس لعروسه من المنصة والقيام بإجراءات الطلاق صباح الغد
الحياة: تونس استقبلت أكثر من مليوني سائح مغاربي
بوكثير بن عمر: مشهد من مأساة المساجين السياسيين بتونس
تونسي ونصف: الى المناضل صلاح الدين العلوي: تـونـس لـيسـت للـبـيـع
صلاح الدين الجورشي: سابقة عربية في « جبر الضرر الجماعي » لضحايا القمع
الحبيب أبو وليد المكني: حول برنامج تلفازي عن تونس في قناة الديمقراطية ..
محمد العروسي الهاني: رسالة مفتوحة للتاريخ لعناية سيادة الرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة ذكرى ميلاده تحمل إقتراحات جريئة
مجلة الزيتونة: جامع الزيتونة حصن للتنوير والتحرير
رويترز: إذاعة: بوتفليقة يقرر قريبا إن كان سيمدد مهلة العفو
رويترز: القذافي يوبخ الليبيين لاعتمادهم على النفط
رويترز: عشرات السجناء الاسلاميين الاردنيين ينهون اضرابا عن الطعام
الجزيرة.نت : البرلمان الأردني يقر قانون منع الإرهاب المثير للجدل
رويترز: رجال دين سعوديون يريدون منع صلاة النساء في صحن الكعبة
د. مضاوي الرشيد : السعودية: ممنوعون من السفر حتي مع محرم
د خالد شوكات: في المقاومة الإسلامية..أو الشيوعية سابقا
سليم دولة: كيف ننتصر بوضوح عسكري ونسقط بنذالة دبلوماسية؟
هويدا طه: يصوغه المثقفون والمفكرون في كل البلدان العربية: مشروع الوطن العربي الجديد بدلا من الشرق الأوسط الجديد
ماريانا بيلينكايا: الشرق الأوسط الجديد» غداة الحرب على لبنان
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين »
حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:
مناشدات للسلطات التونسية للإفراج عن معتقل لظروفه الصحية
لطفي حجي-تونس ناشدت عائلة السجين التونسي طارق الحجام السلطات التونسية الإفراج عن ابنها المعتقل في سجن 9 أبريل بتونس العاصمة، رغم كونه يعاني من إعاقة دائمة ويعيش وضعا صحيا خطيرا.
وكانت وفود من الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، والحزب الديمقراطي التقدمي قد زارت في اليومين الأخيرين عائلة الحجام ونبهت إلى خطورة الوضع الصحي الذي يعيشه والذي بات يهدد حياته.
وقد وصف أحد القياديين بالجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين في تصريح للجزيرة نت حالة الحجام بأنها من أخطر الحالات بالسجون التونسية.
وقالت زوجته منيرة الهمامي للجزيرة نت إن زوجها يحتاج إلى مرافق دائم لمدة 24 ساعة، وإنه يعيش وضعا صعبا في السجن باعتباره غير قادر على القيام بشؤونه الخاصة بمفرده، مشيرة إلى أنه سقط أكثر من مرة في دورة المياه وبقي مغشيا عليه مدة ساعات طوال دون أن يجد من يسعفه.
وأكدت الهمامي أن زوجها محروم من الأدوية التي أوصى بها الأطباء الإيطاليون، مما يزيد استفحال مرضه، مشيرة إلى أنه يستخدم أسنانه في خلع ملابسه بسبب إعاقته البدنية.
وكان الحجام قد سافر قبل بلوغه العشرين عاما إلى إيطاليا بحثا عن فرص حياة أفضل، وبعد استقراره هناك تطوع في صفوف الجيش البوسني إثر الحرب التي شنها الصرب على المسلمين البوسنيين في مطلع التسعينيات، لكنه أصيب سنة 1995 بشظية في رأسه خلفت له أضرارا صحية بليغة.
وإثر الإصابة عاد إلى إيطاليا وأثبتت الفحوص الطبية التي أجراها هناك أنه يعاني من « سقوط بدني بنسبة 100% تتمثل أعراضه في شلل نصفي واختلال عقلي، وحالات صرع تنتابه من حين إلى آخر ».
وقد طالب محامو الدفاع بالإفراج الفوري عن موكلهم خلال عرضه على المحكمة في السابع من يوليو/تموز الماضي.
ورغم وضعه الصحي قامت السلطات الإيطالية بإعادته إلى تونس في شهر مارس/آذار الماضي، بعد أن حكمت عليه السلطات التونسية غيابيا عام 1999 بالسجن عشر سنوات بتهمة الانتماء إلى « منظمة إرهابية خارج الوطن ».
وقد أبدى حقوقيون استغرابهم للحكم الذي أصدرته السلطات التونسية على الحجام، مؤكدين أنه لم يرتكب جريمة يعاقب عليها القانون التونسي، « لأن الجيش البوسني ليس منظمة إرهابية ». ____________ مراسل الجزيرة نت (المصدر: الجزيرة بتاريخ 28 أوت 2006)
بسم الله الرحمان الرحيم إنا لله وإنا إليه راجعون
ببالغ الأسى واللوعة وبقلوب حزينة ولكنها راضية بقضاء الله وصابرة على قدره ومحتسبة، بلغنا وفاة الأم الحنون المرحومة صلوحة الكوكي حرم المرحوم الطيب الرياحي والدة أخي وصديقي العزيز المناضل الدكتور يوسف الرياحي. إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن، وإنا لفراقها لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، ولله ما أخذ، ولله ما أعطى، وكل شيء عنده بمقدار… لقد كانت آخر كلمات المرحومة وهي على فراش المرض الذي أقعدها لمدة سنين طوال، « يا يوسف إيجاني، يا يوسف إيجاني »… كانت أخر أمانيها أن ترى الإبن البار قبل ساعة الفراق، أملت أن تراه وحلم أن يراها، سنوات طويلة حرمت الإبن من أمه والأم المقعدة عن ابنها..ذهبت الأم صلوحة إلى باريها تشكو ظلم العباد دون أن تلقي نظرة الوداع، طلبها الأخير أن ترافقها صورة ابنها في الجنازة… وقد حصل! أسأل الله أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته وجليل عفوه وأن يتقبلها القبول الحسن وأن يسكنها الجنة ويحشرها مع عباده الصالحين، وأن يرزق أهلها وذويها جميل الصبر والسلوان، وأن يجمعها وأخي الفاضل الدكتور يوسف في جوار الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وإنا لله وإنا إليه راجعون. « يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي «
عن اللقاء الإصلاحي الديمقراطي خالد الطراولي
الاحبة فريق تونس نيوز
علمت بعملية القرصنة الدنيئة الي تعرض لها موقعكم الموقر وهي شهادة شرف لكم وحقارة غير مستغربة ولا مستبعدة من خصومكم خصوم الكلمة الحرة والمسؤولة والمناضلة أشد على أياديكم ولطف التضامن وصدقه مع أخوتكم نور الدين ختروشي
القبض على حارس أمير عربي وحجـــز مسدسيـن
جندوبة – الاسبوعي: علمت «الاسبوعي» أن أعوان فرقة الشرطة العدلية بمنطقة الامن الوطني بجندوبة أوقفوا شابا (25 سنة) مقيما بالخارج (من أم تونسية وأب جزائري) بتهمة حمل سلاح ناري دون إشعار السلطات التونسية. ويستفاد من المعطيات المتوفرة أن المشبوه فيه يعمل حارسا شخصيا لأمير عربي وقد جاء لتونس لقضاء العطلة وبالتوازي سافر إلى الجزائر لزيارة أقارب والده ولكن بعودته مجددا إلى جندوبة تفطن المحققون لأمره وأوقفوه وحجزوا لديه مسدسين ناريين. وبالتحري معه ذكر أنه حارس شخصي لاحد الامراء وأن المسدسين اللذين حجزا لديه مرخص فيهما غير أنه لم يعلم السلطات التونسية بأمرهما فسجلت أقواله وأحيل خلال الاسبوع الفارط على أنظار السلط القضائية بجندوبة لاتخاذ ما تراه صالحا في شأنه.
أبو معز (المصدر: جريدة الصباح الاسبوعي التونسية الصادرة يوم 28 أوت 2006 )
غريب:يحدث في إحدى مصحات العاصمة
الـنـمــل يهــــجم عـــلى المــــرضــى!
في الوقت الذي يتحدث فيه البعض عن ارتقاء الخدمات الصحية في تونس الى مستوى مرموق نشاهد بين الفينة والاخرى نشازا يؤسف له.. ولئن اعتدنا ذلك على مستوى الخدمات والتسعيرة فإن ما لم نعتده هو ان يتم التلاعب بابسط قواعد حفظ الصحة.. لكن ما يحدث مؤخرا وكنت شاهدا عليه بأم عيني والتقطت له صورا هو هجوم النمل على غرف المرضى وتمركزه حتى بالاسرة بعد أن استقر بالخزائن ..ذات المصحة لا يحلو تنظيف أرضية الغرف فيها الا عند منتصف الليل عندما يخلد المرضى للنوم..للإشارة فإن هذه المصحة تصدّر خدماتها للخارج في مجال دقيق ومردوده المالي هام.. فهل من تفسير لما يحدث؟
(المصدر: جريدة الصباح الاسبوعي التونسية الصادرة يوم 28 أوت 2006 )
خاص من المنتظر أن يبدأ العمل بها مطلع سبتمبر
إلـغـاء كلّ الـــرســـوم الجمـركية والــرسـوم ذات الأثر المماثل على المنتجات الوطنية المصدّرة بين تونس وليبيا
إجراءات خاصة لتسهيل العبور بالمنفذ الجمركي برأس جدير ارتفاع حجم التبادل التجاري إلى 1070 م.د خلال الـ7 أشهر الأولى من السنـة الجـارية مقابل 570 م.د خـلال نفس الفترة من السنة المنقضيــة مبـــدأ المعامـــــلة الوطنية بين تونس ولـيبــــيا سيكـــون أنمـــوذجا للتعاون جنــوب – جـــنوب فــرق عــمل فنيــــة مشـــتركة لمعـــالجة المواصـــفات والمــقاييــــس تونس – الاسبوعي
علمت «الاسبوعي» ان اجراءات اقتصادية هامة جديدة تخص التعاون التونسي – الليبي قد تدخل حيز التطبيق مطلع الشهر القادم متزامنة مع الاحتفال بذكرى الفاتح من سبتمبر.. وتأتي هذه الاجراءات التي تنكب على اعداد تفاصيل تطبيقها فرق عمل فنية مشتركة تجسيما لتوصيات اللجنة العليا التونسية الليبية المنعقدة بتونس في شهر جويلية المنقضي. الغاء الرسوم الجمركية كانت اللجـنة العليـا أوصت في جملة ما أوصت بتطبيق مبدأ المعاملة الوطنية ومزيد تثمين اتفاقية التبادل الحر ومزيد تسهيل تنقل البضائع والمسافرين.. ففي مجال تطبيق مبدأ المعاملة الوطنية تقرر الغاء كل الرسوم الجمركية والرسوم ذات الاثر المماثل (كالمعلوم على الاستهلاك مثلا) على المنتوجات الوطنية المصدرة بين البلدين بحيث ستعامل المنتوجات التونسية من مطلع الشهر القادم فصاعدا عند تصديرها الى ليبيا كمنتوج وطني ليبي يخضع لما تخضع له المنتوجات الوطنية الليبية المماثلة من اداءات ويمتاز بما تمتاز به المنتوجات الوطنية الليبية من امتيازات ..ونفس الامر بالنسبة للمنتوجات الوطنية الليبية المصدرة لتونس. فرق عمل ونظرا لاهمية المسائل الفنية في هذا المجال وتجنبا لاية اشكاليات محتملة تم تشكيل فرق عمل فنية مشتركة لمعالجة كل هذه المسائل.. وأوليت لاهم فريق عمل مشترك مسألة المواصفات والمقاييس علما وأن هناك اتفاقا تونسيا ليبيا سابقا للاعتراف المتبادل بالشهادات المطابقة للمواصفات. كما تقرر توجيه عناية خاصة لمنتوجات مواد البناء والصناعات الغذائية على أساس ان هذه البضائع تشكل جزءا هاما من المبادلات وعلى اعتبار طابع المنتوجات الغذائية القابلة للتعفن والتي يستوجب سرعة عبورها للحدود في ظروف طيبة. تسهيل العبور النقطة الثانية التي أوصت بها اللجنة العليا المشتركة والتي يتم حاليا تجسيمها تتعلق بمزيد تحسين تنقل البضائع والمسافرين.. وفي هذا الاطار تقرر ايلاء عناية خاصة للمنفذ الجمركي المشترك برأس جدير بحيث ينتظر خلال المدة القادمة الانتهاء من عمليات التهيئة التي تهدف لعزل تنقل البضائع عن تنقل المسافرين حتى لا تتعطل مصالح الطرفين لطول الانتظار.. وفي مجال تنقل البضائع واستعدادا لتطبيق مبدأ المعاملة الوطنية ينتظر بعث إدارات للمصالح الصحية والبيطرية على عين المكان في حين ينتظر في مجال تنقل الاشخاص تخصيص رواق خاص بالمرضى وآخر برجال الاعمال وقد بدأت بعد الغرفة التونسية الليبية بضبط قائمات خاصة وتمكينهم من «بادجات» لتسهيل عبورهم. مزيد تثمين التبادل الحر هذا ويعتبر التعاون التونسي – الليبي أنموذجا مثاليا للتعاون جنوب – جنوب على اعتبار ما توصل اليه البلدان من تطوير على نسق التعاون الاقتصادي على امتداد السنوات المنقضية على عدة مراحل آخرها كان اتفاقية التبادل الحر التي دخلت حيز التنفيذ في سنة 2002 والتي دعت اللجنة العليا التونسية الليبية المشتركة المنعقدة في جويلية المنقضي لمزيد تثمين تطويرها اعدادا للدخول لمرحلة الاندماج الاقتصادي بين البلدين.. وهو ما يعتبره العديد من الخبراء امرا ممكنا أمام ما يشهده نسق التبادل التجاري من تطور محسوس اذ ارتفع من 960 مليون دينار سنة 2004 الى 1260 مليون دينار سنة ..2005 وبلغ خلال السبعة اشهر الاولى من السنة الجارية 1070 مليون دينار في حين كان خلال نفس الفترة من السنة المنقضية في حدود 570 مليون دينار بما يبشر بتجاوز عتبة المليار دولار خلال السنة الجارية خصوصا وقد تنوعت الصادرات بين البلدين وتوجه اهتمام الجهات المعنية الى اقتحام مجالات جديدة لم تكن محل تفكير فيما مضى اهمها قطاع الخدمات الذي انتظم له صالون مشترك في ديسمبر المنقضي وتقرر العمل على توحيد الجهود لتصدير الخدمات الى أسواق اجنبية اهمها الاسواق الافريقية التي تربطها بليبيا علاقات تقارب جد وثيقة. حرص خاص يذكر أن حرص قائدي البلدين على مزيد تطوير التعاون الثنائي بين البلدين ترجمته الاجتماعات المتعددة لوزراء من البلدين آخرها تم الاربعاء المنقضي بمدينة زوارة «الليبية» بين السيد منذر الزنايدي وزير التجارة والصناعات التقليدية ونظيره الليبي أمين عام اللجنة الشعبية للاقتصاد والتجارة والاستثمار السيد الطيب الصالحي الذي تم خلاله بحث الاجراءات العملية لتنفيذ ما كانت أوصت به اللجنة العليا التونسية الليبية المشتركة خلال اجتماعها الاخير والذي سيدخل حيز التطبيق خلال الايام القريبة القادمة. حافظ الغريبي (المصدر: جريدة الصباح الاسبوعي التونسية الصادرة يوم 28 أوت 2006 )
مؤسف :حـــصـل في حفـــل عـــرس
أغـنـــيـــة وراء طـــرد العــريس لـــعروســـــه من المنصة والقيام بإجراءات الطلاق صباح الغد
وأنت تواكب حفل زفاف.. يقول المنطق بانه لا يمكن ان تعاين الا السعادة ترفرف في الفضاء والفرح والحبور والانشراح تعم الاجواء.. لكن حفلاتنا لا يمكن أن تكون كلها فرح فعادة ما تحضر الخلافات و«النبزيات» التي تعود بالاساس الى أمور بروتوكولية يراها البعض مسّا من حقوقه.. غير أن سحب الخلافات سرعان ما تنقشع ويعود الصفاء للعلاقات .. اما ان تكون أغنية وراء حدوث أبغض الحلال فذاك ما لم نعتد سماعه. أغنية أشعلت النار العادة تقول انه لا يمكن أن يمر حفل دون أن تواكبه فرقة موسيقية وترية كانت أم شعبية وحتى إن تعذر ذلك فبعض الحاضرين والحاضرات اضافة لتجهيزات «ستريو» تقوم بذلك.. وفي موضوع الحال الذي حدثت اطواره بريف القيروان فإن بنات الجيران حللن بـ«الدربوكة» و«الطار» محل الفرقة وطفقن يرددن اغاني شعبية في حين كان العريس وعروسه يجلسان في منصة هيئت للغرض وعندما أفرغت الفتيات ما في جعبتهن من غناء عنّ لهن ان يطربن الحاضرين باغنية شعبية تقول كلماتها ما عيني فيك يالعمة ناخذ ولدك ونوريك يا وجه الفار يالعمة ولدك باهي وأنت نار.. نهاية مأسوية هذه الكلمات الجارحة اغضبت أم العريس التي رفضت الصعود للمنصة كي تلتقط لها صور تذكارية بالمناسبة.. ورغم المحاولات اليائسة فإنها ظلت على رفضها الشيء الذي جعل العروس تتلفظ بكلمات رآها زوجها جارحة في حق أمه اذ قالت «ايه حتى انا ما نحبش وجهها معايا»هذه الجملة جعلت التوتر يرتفع الى حده الاقصى وتعالى الصياح والسب والشتم وقرر العريس وهو في حالة الغضب التي كان عليها ان يطرد العروس التي عادت بلباس الزفاف الى بيت والدها في حين باشر من الغد اجراءات الطلاق.. وهكذا كتب للزواج ألا يتم بسبب اغنية لكن يبدو أن الاغنية لم تكن غير القطرة التي افاضت الكأس ويبدو أن «المغنيات» ساهمن في اشعال النار.. ونحن لا نقدر الا أن نقول لا حول ولا قوة الا بالله.
(المصدر: جريدة الصباح الاسبوعي التونسية الصادرة يوم 28 أوت 2006 )
إقبال بريطاني على سوسة وفرنسي على الحمامات:
تونس استقبلت أكثر من مليوني سائح مغاربي
تونس – سميرة الصدفي أتى البريطانيون في مقدم السياح الذين زاروا منتجع سوسة السياحي فيما حاز الفرنسيون على المرتبة الأولى بين زوار منتجع الحمامات في الشمال التونسي. إلا أن المغاربيين تقدموا على السياح الأوروبيين إذ قُدرت أعداد الجزائريين والليبيين الذين زاروا المحطات السياحية التونسية بأكثر من مليوني سائح. وفيما أمضى البريطانيون أكثر من 700 ألف ليلة في فنادق سوسة أتى الألمان في المرتبة الثانية بأكثر من 620 ألف ليلة، لكن لوحظ إقبال كبير من السياح الروس والبولنديين والإسكندينافيين على المناطق السياحية التونسية وبخاصة سوسة، وهي جنسيات حديثة العهد بالمنتجعات المتوسطية إلا أنها أظهرت إقبالاً شديداً في السنوات الأخيرة على سواحل تونس المُشمسة في فصل الصيف. أما منتجع الحمامات الذي يبعد عن سوسة نحو 90 كيلومتراً إلى الشمال فزاره أكثر من 500 ألف سائح أوروبي خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، وأتى الفرنسيون في المرتبة الأولى فيما حاز الألمان على المرتبة الثانية والبولنديون على الثالثة. غير أن الإحصاءات الرسمية لا تعكس حجم السياح المغاربيين الذين تتزايد أعدادهم في البلد من سنة إلى أخرى والذين يفضلون استئجار بيوت وشقق أو الإقامة في فنادق صغيرة لتمضية إجازاتهم السنوية في المنتجعات السياحية التونسية على الإقامة في الفنادق الفخمة. وفيما يهتم الأوروبي بالألعاب البحرية والرحلات الجماعية إلى المعالم الأثرية والنشاطات الترفيهية المنظمة داخل الفنادق خصوصاً سهرات الموسيقى والرقص في المساء في محيط المسابح، يفضل السائح المغاربي أن يكون طليقاً ومتحرراً من قيود النشاطات المبرمجة، ولذلك لا يختار السكن في الفنادق الكبيرة، وهو يمضي اليوم خارج الفندق أو الشقة التي لا يعود اليها إلا في المساء ويوزع يومه بين ساحل البحر والمطاعم والأسواق ويعيش مع الناس. جربة لليبيين وطبرقة للجزائريين وتستقطب جربة القريبة من الحدود الليبية أعداداً قياسية من السياح الليبيين في فصل الصيف ويأتي بعضهم بالسيارات من طرابلس التي لا تبعد عن جربة أكثر من 250 كيلومتراً ومن المدن القريبة الأخرى لتمضية إجازات نهاية الأسبوع مع أسرهم في الشواطئ المُهيأة أو الفنادق. لكن أكثرية السياح يأتون لقضاء إجازات طويلة تزيد عن الأسبوع وينطلق بعضهم نحو الشمال لزيارة صفاقس والمنستير وسوسة والحمامات. بالمقابل يُقبل الجزائريون على محطة طبرقة السياحية في شمال تونس القريبة من الحدود المشتركة مع الجزائر، وتأتي أكثريتهم من عنابة وقسنطينة أو حتى من الجزائر العاصمة مُستخدمة الطريق السريعة التي تربط شرق البلد بغربه. وخلافاً للأوروبيين الذين يأتون عبر المطارات يفضل الجزائريون والليبيون المجيء على متن سياراتهم مرفوقين بأفراد الأسرة، وكثيراً ما تتفق أسرتان أو أكثر على السفر إلى تونس لتمضية إجازة الصيف معاً، إلى درجة أن كثيراً من الأسر الجزائرية المقيمة في أوروبا صار يتفق مع أفراد الأسرة المقيمين في الجزائر على اللقاء في تونس لقضاء الإجازة سوية. ولا تظهر هذه الفئة من السياح في الإحصاءات الرسمية إلا أن من يجول في المنتجعات التونسية يلحظ أعداداً كبيرة من الجزائريين والليبيين في المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية وبين المصطافين في الشواطئ. وفي شوارع سوسة والحمامات وجزيرة جربة يتفوق عدد السيارات الجزائرية والليبية على السيارات التونسية في شهري تموز (يوليو) وآب (أغسطس) في شكل لافت. بُخل أوروبي وإنفاق عربي ويتميز السياح المغاربيون بكونهم يُنفقون أكثر من الأوروبيين الذين ينتمون عادة لفئات محدودة الدخل ويتحاشون الأكل أو السهر خارج فنادقهم ويعتمدون على ما تُؤمنه لهم مكاتب السفريات من خدمات مشمولة في بطاقة السفر. ويتندر التونسيون بحكايات السياح الأوروبيين الذين يمتنعون عن شراء قنينة ماء معدني من فنادقهم ويخرجون لشرائها من المحلات التجارية القريبة توفيراً للفارق في السعر. ومن هذه الزاوية يشكل السياح المغاربيون مصدراً أساسياً للإيرادات من العملة الصعبة إذ يستخدم الجزائريون اليورو والليبيون الدولار، وهم يتميزون بإنفاقهم الجيد وهذا ما ساعد تونس على الإستفادة من موقعها الجغرافي بوصفها بلداً يعتمد اقتصاده على الخدمات ويتوسط بلدين نفطيين. وتشكل صعوبة الحصول على تأشيرات للسفر إلى أوروبا أهم عقبة تحول دون تمضية السياح الجزائريين والليبيين إجازاتهم السنوية في المنتجعات الأوروبية، لذلك يفضلون تونس لقرب المسافات والسمعة السياحية وتشابه اللهجة والعادات. ويُرجح بعد مباشرة إقامة وحدات فندقية ومحطات سياحية جديدة أن يتعزز إقبال السياح المغاربيين على المنتجعات التونسية، خصوصاً عندما يُستكمل مد الطريق السريعة بين العاصمة تونس والحدود الجزائرية، والتي تم مدَ 67 كيلومتراً فقط منها حتى الآن وكذلك الطريق السريعة المتجهة إلى الحدود الليبية والتي سيتم توصيلها قريباً إلى مدينة صفاقس عاصمة الجنوب التونسي. (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 27 أوت 2006)
تونس في: 25 أوت 2006 منبر نقاش للذاكرة الوطنية حول:
بدايات ونفاعات التيار القومي العروبي بالبلاد التونسية (الحلقة الثانية)
يوم السبت 02 سبتمبر 2006 ، على الساعة التاسعة صباحا
كنا قد نظمنا يوم السبت 19 أوت 2006 منبر نقاش حول التوجه الوحدوي العروبي بتونس وقام كل من السادة: مسعود الشابي ومحمد البصيري العكرمي والمنصف الشابي, بمدنا بعدد من المعلومات الجوهرية حول التيار القومي وتفاعلاته محليا ومغاربيا وعربيا, ولم يتمكن ضيوف منبر الذاكرة الوطنية يومئذ، من استيفاء كل ذكرياتهم حول هذا الملف المعقد والذي له امتدادات عميقة جدا في بلادنا. وحرصا منا على الاستفادة من ذكريات عدد من الفاعلين في هذا التوجه العروبي, دعونا السيد الصادق العبيدي, أحد الشخصيات الفاعلة، ليحدثنا عن مختلف المحطات التي عاشها شخصيا وتمحورت حول بدايات التيار القومي العروبي بالبلاد التونسية. كما أن السيدين مسعود الشابي والمنصف الشابي, سوف ينضمان إلينا لاستكمال ذكريات مسيرتهما القومية. ولدينا أسماء شخصيات أخرى أمثال الأستاذ عبد الرحمان الهاني ومحمد صالح الحراث ومحمد الفقيه, إلا أننا لم نتمكن من دعوتهم لمنبر نقاش يوم السبت 02 سبتمبر 2006، وسنعمل في منبر نقاش لاحق دعوتهم لاستكمال البحث حول هذا الملف الهام. والدعوة مفتوحة للجميع ابتداء من الساعة التاسعة صباحا في المقر الجديد بالمؤسسة المذكور أسفله الأستاذ عبد الجليل التميمي
مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات العنوان : المنطقة العمرانية الشمالية – عمارة الامتياز – 1003 تونس الهاتف : 0021671231444 / 0021671751164. – الفاكس 0021671236677 البريد الإلكتروني temimi.fond@gnet.tn
مشهد من مأساة المساجين السياسيين بتونس
بوكثير بن عمر – سويسرا
كنت قد كتبت عدة مقالات نشرها لي الأخ الحبيب مباركي – مشكورا- رويت فيها بعض ما تعرضت له خلال عقد ونيف من قبل جلاوزة المدرسة الأمنية التي أرسى دعائمها نظام السابع من نوفمبر. واليوم أورد مشهدا اخرمن هذه الفصول التي طالت ويطال إذاها الآلاف المؤلفة من أحرار هذا البلد السليب للأمن والحرية.
ذات يوم من صيف 1995 اصطحبت أخي الذي عاد من الخارج لقضاء عطلته الصيفية وتوجهنا بمعية أطفالنا إلى شاطئ هادئ غير ذي صخب أغلب رواده من العائلات يقع بين دولة المنستير ودولة سوسة (الولايات في عهد – تونس للجميع– صارت للإسلاميين دولا لا يجوز الدخول إليها ولا الخروج منها إلا بإذن السلط الأمنية).
أرسينا ركبنا في مكان جميل وانطلق الأطفال إلى البحر يضمونه إلى صدورهم بعد غياب طويل.استلقيت أنا وأخي على أريكتين نرقبهم وهم يلهون ويمرحون. وما هي إلا ساعة زمن حتى لفنا ثلاثة رجال مرتدين (تبانا ومريولا) كتب عليه من الخلف – شرطة- تقدم أحدهم من أخي قائلا: تراه بطاقة تعرف يا سيد!!!. انتبهت إلى أن البلاء حل بنا. أعادها عليه مرة أخرى، فاستنهضت أخي الذي غلبه النعاس ليكررها عليه بنبرة لا تنم إلا عن قلة أدب صاحبها. لم يستوعب أخي المشهد فراح يسألهم من أنتم وماذا تريدون؟ لم يخطر على باله أن يطلب منه الاستظهار ببطاقة التعريف في مكان استرخاء واستجمام لذلك انتفض ورفض واستهجن طلبهم ورأى في ذلك تجاوزا صارخا لكرامته وهو الذي جاء من وراء البحار ليقضي عطلة آمنة ويشعر بالأمن والأمان وراحة البال.
ولما احتد الكلام وأدركت خطورة ما يمكن أن يؤول إليه الأمر خاصة وأنهم المُحـلـّـفـُـون الـمُـصَـدقـُـون رجوت منهم أن يتفهموا نفسية إنسان عاش بالغربة أكثر مما عاش في الوطن. كان لزاما على أخي أن لا يستعصي ويعلم أن عليه أن يترك معاني حرمة الفرد ورداء الحرية والكرامة وحقوق الإنسان على الضفة الأخرى من البحر ويتجرد من كل هذه المعاني ويسلم بأن في تونس: كل شيء بالمقلوب.هدأت من انفعاله وأقنعته بتسليمهم البطاقة درءا لما كنت أخشاه. بعد حوالي نصف ساعة أرجعوها له وظننا أن الأمر قد مر بسلام لكنهم رجعوا بعدها بقليل وطلبوا بطاقتي،ثم في فترة وجيزة أرست قريبا منا سيارة أمن، اقتادوني إليها بثياب البحر(مريول وتبان) حافي القدمين، لم يمهلوني حتى أوصي أبنائي أو أعلمهم.
اتجهوا بي صوب دولة المنستير وإلى مركز شرطة أدخلوني وقاموا باستجوابي وأخذ الإرشادات،مكثت هناك قرابة الساعتين،ثم أركبوني سيارة أخرى وظننت أنهم أنهوا معي وسيرجعونني إلى حيث تركت أخي وأبنائي لكن كما يقال في مثلنا الشعبي(اللي يحسب وحدو يفضلو) فكيف بمن يكون حسابه مع هؤلاء النوع من البشر.
نقلوني إلى منطقة الشرطة وأدخلوني مكتبا واسعا فيه جلبة كبيرة، من واحد إلى اثنين إلى ثلاثة إلى ستة أحيانا، يمر الواحد منهم فيدفعني من أمامه ويأتي آخر فينتهرني أن أقف هنا أو هكذا ويأتي اخر وكأنه ألف وجهي منذ عقود فيقول: صآر أنت هو…هذا هو السيد…شوف اش لابس…شورط طويل وماشي للبحر!!!.
حركات استفزازية ومصطلحات هابطة لا يتورعون من إبدائها للنيل من همة الإنسان حتى يتيقن أنه مواطن من درجة ثالثة أو رابعة، يعادون الإنسان من خلال مظهره. ألم يتعلموا من أسيادهم أن اللباس المحتشم للمرأة زي طائفي، وأن إطلاق اللحية ولو قليلا ، وظهور سمة السجود على الجبين، واثر الصلاة في الركبتين أو الكعبين، والسباحة بتبان طويل و…، كلها دلائل على خونجة صاحبها بل دلائل دامغة لإثبات التهمة عليه ومحاكمته.
لازلت أذكر ملامح الشخص الذي أجرى التحقيق معي، عربد في وجهي وسب الجلالة وقال كلاما بذيئا من أول سؤال له – وهذا يعتبر من أدبيات و(ماعون الصنعة) عند كل من يتخرج من مدرسة بن علي – أهانني بشكل غريب واستهجن علي كيف تطأ قدماي تراب دولة المنستير بدون أن أعلمهم. أخذوا عني سيرة حياتي من يوم أن زاولت المدرسة الإبتدائية ويا لكثرة ما تكرر سرد هذه السيرة في عديد المراكز الأمنية. وبعد قرابة ثلاث ساعات أخلوا سبيلي وتوعدوني بالويل والثبور إن عدت يوما إلى دولة المنستير.
كنت أظنهم سيرجعونني إلى الشاطئ حيث تركت أطفالي وأخي لكن أحدهم سخر مني ودفعني باستهزاء إلى خارج المكتب. كيف لي أن أعود من حيث اختطفوني مسافة 10 كلم تقريبا حافي القدمين لا أملك فلسا واحدا. بعد رجاء وإلحاح قبل صاحب سيارة تاكسي أن يوصلني حيث وجدت أخي وأطفالي في حيرة ينتظرونني . رحت أضم أطفالي- الذين لم ينتبهوا عند مغادرتي- إلى صدري لأني شعرت أني أعود إليهم من غياهب السجن ودهاليز الظلم والجبروت وأنا أردد: الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين. كانت الشمس تميل إلى الإصفرار وتعلن أفول يوم استمتع فيه الصغار وتجلت فيه مظاهر الحسرة والأسف على وجوه الكبار.
قفلنا راجعين إلى حيث نقيم بدولة سوسة نحتسب أمرنا عند الله تعالى لعل الله يجعل بعد العسر يسرا وبعد هذا الهم والغم فرجا وبعد هذا الظلم عدلا ونورا وبعد هذا الضيق سعة ورحمة والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
وصدق الله العظيم القائل وقوله الحق:…سيجعل الله بعد عسر يسرا. الطلاق 7
الى المناضل صلاح الدين العلوي تـونـس لـيسـت للـبـيـع
أه يا دنيا الرجال الصناديد يبيعوا في اولادهم… وحشاكم » القوادة » إلي ما يصلحوش بفرنك يتمتعوا بخيرات البلاد. صدقوني كرهت الحياة لولا انها فرصة للطاعة والتعبد… اي حياة هذه يعرض فيها تونسي مسلم أولاده للبيع!!! ونحن في رغد من العيش..( راقـدة وتـمَـنـْجِـي ) أين هم أصحاب » البيانات الرنانة » من سميتهم سابقا ولا زلت :النطيحة والمتردية …! أين هم أصحاب الضمائر الحية ان بقيت لهم ضمائر أصلا؟ أين هم أصحاب المواقع التي تتشدق بفارغ الكلام والنرجسية العفنة؟ أين هم أصحاب الفضائيات المطبلين المزمرين صباحا مساء؟ أين هم من باعوا » القضية » ضعفا او « خيانة » وذهبوا ليصرفوا ما غنموه من » السوسيال » متاع اوروبا على شواطىء قابس وسوسة وبنزرت اين هم من بقي لهم ذرة من حياء وقطره من ماء الوجه ؟إن بقي لهم ذلك ! اين المدافعون عن حقوق الإنسان؟ إن بقيت أصلا؟! أين هن النساء اللواتي أقمن الدنيا ولم يقعدنها طلبا للنزهة في تونسنا الخضراء » ربطا لأبنائنا بواقعهم التونسي » ألا فليخسأ الخاسؤن …!!! كلمة قالها صدام أقذف بها اليوم في وجوه كل المتخاذلين الراكنين الى الدنيا …الذين اثقلهم الوهن وما الوهن يا رسول الله قال : حب الدنيا وكراهية الموت… تبّـا لكم يا من تدوسون بأحذيتكم النجسة المستوردة من اسرائيل على رقاب شعبنا. تبا لكم جميعا…تبّا والف تب لكل من ساهم في إطالة المأساة.. فداك روحي يا وطني لك الله يا صلاح الدين العلوي لك الله يا بن سالم لك الله يا محمد عبو لك الله يا الشيخ العكروت لك الله يا أم زياد ويا الزواري أشهد الله العظيم وما اشهدته يوما على باطل انني لم انسكم يوما ولن انساكم… وانني لم أتاجر بقضيتكم وأنني لم احصل على اللجوء في أوروبا على ظهوركم (وحين » تفرهدت » أوموري وليت وجهي شطر السوسيال او التجارة واللهفة على الأورو) (بئس العبد عبد الدرهم والدينار) اشهد الله أني لم أخنكم ولم أخذلكم وأني لا أكاد أنساكم في كل صلاة بالدعاء..ولا أكاد أجلس مجلسا إلا وذكرتكم فيه بخير أعلم أنه أضعف الإيمان الذي ليس دونه إلا الكفر … أعرف أن هذا لن يمنعك من بيع ابنائك ايها العزيز الغالي… أعرف أن قولي هذا لن يطعمك مساء اليوم ولا صباح الغد ولكني على الأقل أشهدكم بعد الله : انني لم أتاجر…ولم أناور…ولم أقلب الفيستة ولا الطاولة…ولم أطبل ولم أزمـّر.. لا تبع أولادك بل نبيع أولاد » أصحاب الكروش المنتفخة والحسابات المنتفخة ايضا من » المتمعشين والإنتهازيين » داخل الوطن وخارجه.. نبيع كل خوان للوطن والقضية..ولا تبع أنت أولادك. نبيع أبن السيد الرئيس فبالأكيد سعر سيادته مرتفع خاصة لدى أمريكا وإسرائيل فهم سيدفعون فيه ملايين الدولارات تحل بها مشكلتك ومشاكل كل ابناء وزوجات وعائلات المساجين التونسيين الإسلاميين واليساريين وحتى جماعة الحق العام… ونصرف بها على مشروع العفو التشريعي العام و نعيد بها مستحقاتكم وأموالكم التي اغتصبت منكم ظلما وعدوانا… وإن كنت أشك أن سعر » سيادته » الحقيقي لديهم لا يساوي « بزقة » فهو عميل يستعمل وعند انتهاء صلاحيته يرمى في المزبلة… نبيع أبناء » النطيحة والمتردية » المنادين بالـخـوار اقصد الحوار الوطني…والذين يرون في سيادته أمل هذا الوطن وراهنوا على ذلك…؟!؟!؟ وكأنهم نسوا أن الرهان حرام شرعا إلا إذا أفتي » علماء الزيتونة » الذين نشروا بيانا أنكروا فيه ما هو معلوم من الدين بالضرورة ودافعوا فيه عن صاحب التغيير… لا تبع أولادك فهم ليسوا للبيع بعنا نحن كلنا معارضة إسلامية ويسارية لأننا نتمعش على مأساتكم… وبدونكم تسقط ورقة التوت التي تستر عوراتنا المكشوفة أصلا… بع كل الذين يسعون إلى إطالة عمر مأساة القرنين الـ 20 والـ21… بع « المْطـُورْنـِـيـنْ » المتنكرين لوطنيتهم الزاهدين فيها … ولا تبع أبناء الخضراء فهم الحاضر والمستقبل أما نحن فقد صرنا أوروبيين ونمضي بـ: مواطنين أوربيين غير أنك بقيت تونسيا وحرّا … وأنت تعرف الفرق بين الزيتون الحرّ وزيت » الصانقو !!! » (!!! sango ) وشتان بين الإثنين… لا تبع أولادك ايها العزيز الغالي… لأنك كنت الصامد المناضل المدافع عن الحق خارج السجن و حتى داخله أنت وأمثالك تستحقون الحياة أما نحن فأموات ونحن أحياء.. ولكننا لا نعلم. أنت تملك القدرة على أن تقول كلمتك بكل جرأة وشجاعة لأنك لن تفقد ولن تخسر أكثر مما خسرته لأنه وببساطة ليس لديك ما تخشى عليه … أما نحن و »هم » عندنا علاش نخافوا الخدمة والشهرية والكرهبة والفيلا والحواسة والتشخليع في شواطىء العالم العربي والغربي أشكون فينا يقدر يدين في أوروبا جرائم اسرائيل مثلا سيصبح ولا يمسي بعنا أو بعهم في سوق النخاسة إذا وجدت من يشترينا أو يشتريهم أخيرا لا أملك إلا نفسي فأنا طوع يديك إن أردت بيعي ولعل البعض تأخذه الحمية فليلتحق بي ويعرض نفسه أو أطفاله للبيع بدلا عن أطفالك ولكن لا تبع أولادك… فهم مستقبل تونس و تـونـس لـيسـت للـبـيـع ! ! ! الإمضاء بقايا تونسي ونصف لأنك أنت التونسي ونصف (المصدر: منتدى الحوار الكتابي بموقع « الحوار.نت » بتاريخ 27 أوت 2006) الرابط: http://www.alhiwar.net/vb/showthread.php?t=5910
سابقة عربية في « جبر الضرر الجماعي » لضحايا القمع
swissinfo 28 آب/أغسطس 2006 – آخر تحديث 8:01
صلاح الدين الجورشي – تونس لأول مرة تقبل بلاد عربية وإسلامية هي المغرب بتنفيذ مشروع يتعلق بجبر الضرر الجماعي الذي ترتب عن سياسات القمع المفرط للدولة في مراحل تاريخية سابقة. ولأول مرة أيضا يلتزم الاتحاد الأوروبي بدعم وتمويل خطة تهدف إلى مساعدة شعب على تجاوز الآثار النفسية والسياسية والاجتماعية لما يسميه المغاربة بـ « سنوات الرصاص« . في هذا السياق، تتنزل « بعثة الدعم الأوروبي لمواكبة ظروف تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة ». وقد قام السيد خميس الشماري، الوجه الحقوقي التونسي والدولي المعروف بالتعاون مع مع خبير آخر (إيطالي من أصل أرجنتيني)، بزيارتين إلى المغرب، لمعاينة المناطق التي تضررت من سياسات القمع، وعانت منذ الستينات والسبعينات من تهميش مقصود وممنهج. قبل التعرف على هذه المناطق السبع التي لا يزال أهلها يئنون من وطأة ماض ثقيل ومسكون بذكريات الرعب والخوف، لابد من التوقف عند مسار طويل أدى إلى كشف الحقيقة كاملة أو تكاد. في سنة 1991، أدرك الملك الحسن الثاني بأنه لم يعد بالإمكـان التغـــاضي عن ملــف « المعتقلات السرية »، ولهذا قرر أن يعالجه بطريقته الخاصة. فقام في البداية بإطلاق سراح المساجين السياسيين، الذين كانوا ينتمون إلى مجموعات أقصى اليسار، وكذلك الذين اعتقلوا على إثر أحداث الصخيرات والقنيطرة. وقبل نهاية عهده، وتمهيدا لانتقال هادئ للعرش، قام بتعيين لجنة عمل داخل المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، التي كلفت بدراسة مصير الأشخاص الذين تم إطلاق سراحهم وشملهم العفو الذي صدر عام 1994. الملك محمد السادس من جهته، قرر بعد توليه الملك أن ينهي هذا الموضوع، وهكذا تبلور اقتراح تشكيل « هيئة التحكيم المستقلة من أجل التعويض » التي تأسست بتاريخ 16 أغسطس 1999. مع الملاحظ أنه لم يستعمل إلى ذلك التاريخ مصطلح « جبر الضرر ». وبعد دراسة 3700 ملف، قدمت تعويضات لعدد واسع من العائلات قدرت بحوالي 100 مليون أورو. لكن ذلك لم يرتق إلى المستوى الذي تطالب به الحركة الحقوقية المغربية، وهو ما أدى في نفس السنة (1999) إلى تكوين « المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف »، وفي ذلك استعادة لصيغة « لجان الحقيقة والإنصاف » التي عرفتها 29 تجربة في أنحاء متفرقة من العالم. جبر الضرر الفردي .. والجماعي! وفي هذا السياق بدأ يكتشف الحقوقيون المغاربة الفوارق التي تميز مفهوم « جبر الضرر » عن مفهوم « التعويض ». وفي خط مواز، لاحظوا أن الفكر الحقوقي العالمي تجاوز مفهوم العفو خشية أن يؤدي إلى « الإفلات من العقاب » بالنسبة للجلادين، نظرا لكون العفو قد يشمل الضحية والجلاد. وهنا يشكل جبر الضرر صيغة يمكن الاعتماد عليها في المرحلة الانتقالية التي يمر بها شعب من حكم استبدادي إلى وضع تحرري. ومن دون معالجة هذه القضية الشائكة، فإن المرحلة الانتقالية تكون عرضة للعرقلة وربما الانتكاس. وإذا كان هناك من يرى بأن النسيان من أجل البناء هو الكفيل وحده بتجاوز الماضي، فإن هناك في المقابل من يعتبر بأن النسيان ليس كفيلا ولا ممكنا لتجاوز جرائم الماضي. هذا المخاض السياسي والحقوقي أدى إلى تأسيس « هيئة الحقيقة والإنصاف » (في يوم 7 يناير 2004). هذه الهيئة التي كانت سابقة هامة في تاريخ المنطقة العربية، قدمت مع أواخر شهر نوفمبر من عام 2005 تقريرا إلى الملك محمد السادس يضم 700 صفحة، وينقسم إلى أربعة محاور، وخصص لكل محور توصيات ومقترحات. تعلق المحور الأول بالتعويض وجبر الضرر الفردي، الذي سيشمل 9778 حالة، ومن المفترض أن يكون أصحابها قد بدأوا هذه الأيام في تلقي التعويضات التي حددت لهم.أما المحور الثاني فيخص « تقصي الحقائق »، ويشمل ذلك جانبين: تحقيقات ميدانية خاصة بالمفقودين، وثانيا إعادة كتابة وقراءة التاريخ الحديث للمغرب. وستتجسد هذه الخطوة قريبا مع تأسيس » المعهد المغربي حـول التــاريخ المعــاصر « . ويشمل المحور الثالث عددا من الإصلاحات القانونية والسياسية والهيكلية التي اقترحتها الهيئة حتى لا تعود الأوضاع إلى ما كنت عليه. أخيرا، خصصت الهيئة محورا عن « جبر الضرر الجماعي ». وهي فكرة لا تزال جديدة على الصعيد الدولي. فالتجارب التي اعتمدت هذا المبدأ محدودة جدا، مثل تجربة جنوب إفريقيا والبيرو. مناطق خارج استراتيجيات التنمية.. تعرضت أعمال « هيئة الإنصاف والمصالحة »، رغم الجهود الجبارة التي قامت بها، إلى نقد من قبل الأوساط التي تعتقد بأن هذه المعركة خاضها المجتمع المدني، فلماذا القبول بتدخل الدولة، التي ستعمل بالضرورة على توظيف هذا المسار. واعتبرت هذه الأوساط أيضا بأن ما تم إنجازه يستند على مراوغة خطيرة، وذلك بإقناع الضحايا بالتخلي عن المسار القضائي وتقديم قضايا ضد الجلادين. كما اعتبروا بأنه لا توجد إرادة سياسية لمعاقبة المسؤولين على « سنوات الرصاص »، إلى جانب أن الفترة الزمنية التي غطتها اللجنة تبدأ من عام 1956 وتقف عند حدود عام 1999، أي أنها لا تشمل العهد الحالي، الذي يعتقد المعارضون بأنه شهد أيضا مخالفات خطيرة بعد الأحداث الإرهابية التي شهدتها الدار البيضاء في 16 مايو 2004. لقد تصدى أعضاء اللجنة ومن يساندهم لتلك الاعتراضات، لكن هذا المناخ الحيوي والمتحرك للمجتمع المدني المغربي، ينجح باستمرار في تحقيق تقدم نسبي والحيلولة دون تجميد القضايا الأساسية أو تهميشها. فهذا الجدل المتواصل، والانتقال إلى مرحلة تحديد الإمكانات لتنفيذ التوصيات الواردة بتقرير اللجنة، لفتا الانتباه إلى حجم الضرر الجماعي الذي حصل، وربطه بالتوجه الإنمائي. حسب التقرير الذي أعده الشماري مع زميله هناك سبع مناطق بقيت خارج « استراتيجيات التنمية » في المملكة. فبعض أهالي هذه المناطق حصل لهم ضرر كبير بسبب إقامة المعتقلات السرية قرب منازلهم، فحرموا بسبب ذلك من أبسط الخدمات مثل الطرقات والمراكز الصحية والمدارس والمياه الصالحة للشرب، وتعرضوا لمختلف المضايقات التعسفية. ومن جهة أخرى، هناك مناطق اتهمتها السلطة بدعم معارضين، وتسهيل تنقلاتهم، والتستر عليهم، مما ترتب عنه إصدار عقاب جماعي، أدى إلى خلق فجوة أصبحت عبر السنين تفصلهم عن بقية المناطق المغربية الأخرى. وللتأكد من ذلك، تمت العودة إلى نسب النمو وتوزيع ميزانيات الدولة على الولايات (المحافظات)، وعلاقة ذلك بالأحداث الكبرى التي شهدها المغرب مثل حرب الرمال، والانتفاضات الشعبية أو بالريف، وكذا محاولات قلب نظام الحكم في بداية السبعينات. ومن هذه المناطق إقليم الحسيمة بالريف، وإقليم زاقورا وورززات بالجنوب الشرقي، وإقليم فقيق على الحدود الجزائرية، وإقليم الراشدية وخنيفرة في الأطلس المتوسط. الحكومة والإتحاد الأوروبي لم يكن بالإمكان أن يتحقق هذا المشروع بدون سند من الحكومة وتعاون معها. فالدولة التزمت بدفع القسط الأكبر من ميزانية جبر الضرر الجماعي. لكن الخطة الهيكلية التي وضعت، أعطت مكانة بارزة وأساسية لممثلي أربعين جمعية غير حكومية موزعة على تلك المناطق بما فيها جمعيات موجود بالمهجر وتتشكل من أبناء الجهات المنكوبة. وتعمل كل هذه الجمعيات في مجال التنمية، ولها صلة مباشرة بالمواطنين سكان تلك المناطق، وذلك حفظا على المصداقية، ودعما للشفافية. كما أن من بين الضمانات التي توفرت لإنجاح هذه الخطة تفويض السيد إدريس اليازمي، الوجه الحقوقي المعروف مغربيا وعالميا من قبل المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان لمتابعة هذا الملف. ويشير الشماري إلى أن « اللجنة الوطنية لمتابعة جبر الضرر الجماعي » التي تشكلت مؤخرا، قد انقسمت بدورها إلى أربع مجموعات عمل. وستتناول كل مجموعة مسألة جبر الضرر حسب الجوانب التالية: من وجهة النظر الإنمائية، ومقاربة النوع (أي وضع النساء)، والذاكرة والتاريخ والأرشيف، والهجرة (حيث أن عددا من المهاجرين دفعوا لمغاردة البلاد نتيجة القمع). أخيرا، يعتبر خميس الشماري أن قيمة الدعم الأوروبي لهذا الموضوع لا تزال محدودة، فهي لم تتجاوز ثلاثة ملايين أورو، لكنه شدد على أهمية المبادرة، وبالأخص قبول الحكومة المغربية لتكون طرفا أساسيا في إنجاز هذه التجربة النوعية والهامة على أكثر من صعيد. صلاح الدين الجورشي – تونس (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 28 أوت 2006 )
حول برنامج تلفازي عن تونس في قناة الديمقراطية ..
الحبيب أبو وليد المكني أعلنت قناة الديمقراطية أنها تعتزم إنشاء برنامج عن » تونس الديمقراطية » ضمن ما أقرته من تعديلات في برامجها لشهر سبتمبر القادم ، و لا بد أن التونسيين قد استبشروا خيرا عند سماعهم بقرب انطلاق هذا البرنامج الأسبوعي الذي سيتناول مختلف أوجه الحياة السياسية في بلدهم و يغطي حقيقة التحولات التي يشهدها في إطار التنافس بين مختلف الأطراف الفاعلة . علما بأن التونسيين يملكون تجربة مع هذه القناة عندما كانت تبث برنامجا عن المغرب العربي كل يوم أحد يفتح المجال أمام بعض رموز المعارضة ليخاطبوا الرأي العام الوطني بما يرونه مناسبا للتصدي لرياح الدكتاتورية و العمل من أجل أن يترسخ الوعي الديمقراطي لدى أفراد شعبهم و يقطع الطريق أمام محاولات التسلط و التدجين والاحتواء … لا ندري اليوم على وجه الدقة هل سيرى مثل هذا البرنامج النور أم تنجح الممارسات القديمة في فرض منطقها الغريب فيما يخص الإعلام عن تونس ، والذي يتلخص في دعوة الفضائيات العربية إلى نقل أخبار هذا البلد عن المصادر الرسمية و إن لم ترغب في ذلك فمن الأفضل أن تتجاهل ما يحدث في تونس بخيره و شره . و قد تناولت الوسط التونسية هذا الموضوع في شخص الأخ مرسل الكسيبي الذي حرص على الترحيب بهذا البرنامج المقترح و الدعاية الإيجابية له باعتباره سيفتح نافذة مغلقة ، ويقدم للمشاهدين إعلاما عن تونس يدخلها مجال المساهمة في صنع الغد العربي المشترك و يعيد للنخبة التونسية إشعاعها في محيطها العربي و الإسلامي ،و تعرض حينئذ إلى الصعوبات التي ستعترض مثل هذا لبرنامج معلقا أمله على صاحب المشروع الإعلامي الدكتور محمد الهاشمي الحامي بما له من أهلية وحرفية ، في تجاوز تلك العقبات و القدرة على سلوك طريق ثالث يقرّب بين الفرقاء فلا يسقط في الدعاية الرخيصة و لا يتبنى الخطاب العدمي الذي لا يجد مدخلا للحديث عن تونس إلا باب الحريات السياسية و آثار المواجهة بين السلطة و حركة النهضة في بداية التسعينات . 1 ــ الخيار الصعب نحن في الوسط التونسية ندرك أنه ليس من السهل على قناة الديمقراطية أن تقرر تناول الأحداث في تونس ضمن برنامج أسبوعي على النحو الذي تفعله مع بلدان عربية أخرى قريبة أو بعيدة لأن الحديث عن تونس لازال خاضعا لمعادلة داخلية مختلة ـ تعطي السلطة حرية التصرف في الممتلكات و الأرواح و تسمح للتجمع الدستوري بأن ينفرد بالساحة الوطنية و الترويج لخطابه دون حسيب أو رقيب غير قلة من الناس لا يملكون من وسائل الانتشار إلا هامشا ضيقا مرتبطا بحرص رسمي على المحافظة على ما يبرر رفع شعارات الديمقراطية و دولة القانون و المؤسسات . فعندما يختل التوازن السياسي في بلد ما بين السلطة والمعارضة بما يسمح لفريق أن يتسلط على الآخر فإن الحوار بين الطرفين ـ إن وجد ـ فلا بد أن يخضع لهذه المعادلة و يصبح حوار طرشان لا فائدة ترجى منه ، وبالتالي فنحن نتفهم توجه القائمين على البرنامج المقترح بالبحث عن شخصيات تمثل الطرفين و تكون قادرة على الحد الأدنى من التواصل و الاستعداد للتحاور ، و تملك القناة تجربة مع أسماء مثل السادة برهان بسيس و سمير عبدالله و بوبكر الصغير … وهؤلاء كانوا قد برهنوا عن مرونة في تناول الملف التونسي تشكل تميزهم عن الخطاب الرسمي وتؤهلهم للقيام بدور حلقة الوصل بين الفرقاء ، لكنه لوحظ في الفترة الأخيرة أن تطورا قد طرأ على الاتجاه الذي تتبناه هذه الأسماء يجعلهم أقرب إلى تبني خطاب السلطة بالجملة من كونهم محاورين معتدلين يتفهمون هموم المعارضة و يبحثون لأنفسهم عن دور للتوسط بينهم وبين السلطة ، بل أن أحدهم قد عبر في مشاركة أخيرة جمعته بالأستاذ مرسل الكسيبي إلى الإعلان بوضوح عن تبنيه للتصور الذي تقدمه السلطة عن تونس ولم يتورع حتى عن المطالبة بغلق قناة الديمقراطية في وجوه المعارضة .؟؟ كما أن النموذج الآخر من هذه الشخصيات التي ظهرت في هذه القناة للحديث عن تونس وهو الأستاذ برهان بسيس قد عرفناه في المدة الأخيرة مدافعا صلبا عن خيارات السلطة في استئصال الحركة الإسلامية ذات الرؤية الوسطية و داعية لتواصل الحصار في حقها مرددا « لأغاني ومسلسلات » كان ينتظر أن يتم التخلي عنها نهائيا مع ما تشهده الأمة العربية من هجمة شرسة تجلت في لبنان و فلسطين والعراق و أظهرت تقاربا يعتد به بين الوطنيين العرب من تيار الاعتدال و الوسطية الإسلامي وفصائل التيار اليساري المناضل . و نشك أن يكون برهان بسيس و أمثاله يعبرون بما يكتبون عن مشاريع سياسية أصيلة تنبع من قراءتهم للواقع من حولهم و نرجح أن تكون إملاءات تصدر من محلات وزارة الداخلية أو تعبر عن انتهازية سياسية يراد بها المحافظة على مواقع تدر على أصحابها مالا وفيرا أو توفر لهم حظوظا للوصول إلى مناصب مغرية . و مثل هؤلاء لا يمكن لهم أن يلعبوا دورا إيجابيا في التقريب بين المعارضة و السلطة وهو الدور الذي يمثل الشرط الأساسي لنجاح أي حوار ديمقراطي عن تونس … و الملخص أن هذه الأسماء من الصعب عليها أن تشارك في مثل هذه الملفات و إن شاركت فلن تكون قادرة على بلورة الخطاب الذي سيتقدم بتونس نحو تحقيق الأمل المنشود في خلق حوار جدير بالمتابعة عن تونس . أما من ناحية المعارضة فهي قد تعودت على انسداد الوسائل الإعلامية ذات الانتشار الواسع في وجهها مما جعلها تنساق كلما سنحت لها الفرصة للتعبير عن رؤاها الى اثارة كم هائل من المظالم والتجاوزات و الجرائم التي تسلط عليها و بالتالي يضيق المجال أمامها للتعريف ببرامجها و تصوراتها و أفكارها وتسقط في ممارسة خطاب عدمي لم يعد يثير المشاهد و لا يسمح لها بالتأثير عليه وكسبه لصفها … ليس معنى هذا أن ليس هناك أسماء معارضة مؤهلة للمشاركة في حوار من النوع الذي يحتاجه المجتمع التونسي فنحن نظن أن هؤلاء كثيرون ولكن المعضلة في الوصول إلى محاورين قريبين من السلطة و يتمتعون بقدر كاف من حرية التعبير و الحركة و المبادرة . وليس مثل هذا فقط يشكل عوائق أمام إنجاح برنامج من هذا النوع بل هناك صعوبات أخرى لا تقل أهمية لعل في مقدمتها ما يلاحظ من سيطرة أطراف غير سياسية على الملف السياسي في تونس من مثل الشخصيات المقربة التي تملك نفوذا واسعا وهى مدفوعة بهواجس مختلفة ومحكومة بالرغبة في تحقيق مصالحها الضيقة حتى و إن تعارضت مع مصالح البلاد و مستقبلها ، إضافة للدور الحاسم الذي تلعبه الأجهزة الأمنية في صنع القرار التونسي وهي دوائر ليست مؤهلة لتغيير مواقفها إلا بعد تغيير حقيقي في موازين القوى السياسية . في الأخير هناك حساسية السلطة بمختلف مستوياتها تجاه الملف الإسلامي و الذي يشكل أحد المفاصل الرئيسية الذي يحتاج إلى مبادرات سياسية حاسمة من شأنها أن تحقق الانفتاح الحقيقي و ليس هناك مؤشرات تونسية في هذا الاتجاه في الوقت الحاضر … هذا إلى جانب مسائل أخرى تطرق إليها بعض كتاب الوسط في مناسبات سابقة نذكر من بينهم الدكتور سليم بن حميدان و الأستاذ مرسل الكسيبي … 2 ــ ملفات حيوية يمكن التحاور حولها إذا كان نجاح البرنامج المرتقب في فتح حوار صريح بين الفرقاء غير وارد بسبب الضغوط الكبيرة التي تلوح في الأفق و بسبب ما شرحناه فيما تقدم فلا أقل من إقرار برنامج حواري عن تونس يتناول ملفات في الفكر السياسي ، تحلل طبيعة المجتمع التونسي و تكشف عن مواطن القوة و الضعف فيه ، وتاريخ الدولة التونسية الحديثة التي أنشأها بورقيبة باخفاقاتها و نجاحاتها بما يوفر مجالا رحبا للتحاور بين النخب التونسية و يحقق هدفا كبيرا في الوصول إلى تواصل و تعارف بين نخب الخارج ونخب الداخل و يسمح للمشاهدين بالاطلاع على المشاريع المختلفة التي يطرحها المثقفون التونسيون و قد يتحقق بها هدف التقريب بين وجهات النظر التي سوف تنعكس إيجابيا على الحياة السياسية و قد تؤدي إلى نضج الشروط التي في ظلها يمكن فتح حوار صريح في المستقبل … (المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » بتاريخ 27 أوت 2006)
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين تونس في 28/08/2006 بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري كاتب عام جمعية الوفاء و رئيس لشعبة الصحافة الحزبية سابقا
الرسالة العاشرة و الخاتمة
رسالة مفتوحة للتاريخ لعناية سيادة الرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة ذكرى ميلاده تحمل إقتراحات جريئة
15 مقترح
إنّ هذه الرسالة الجريئة الشجاعة هي الرسالة رقم 10 منذ يوم 26/12/2005 إلى اليوم عبر موقع الأنترنات تونس نيوز
و التي عالجت من خلالها كل المواضيع الهامة الحساسة بأخلاق عالية و آداب و رفعة و بشجاعة و جرئة و مسؤولية و شرحت في كل الرسائل بصراحة المناضل الدستوري الوطني الغيور و المرابط في ساحة العمل التطوعي منذ أكثر من نصف قرن … و على وجه التحديد منذ يوم 27 أفريل 1954 أول تاريخ إنخراطي مبكر في صفوف الشبيبة الدستورية التابعة للحزب الحر الدستوري التونسي حزب التحرير والبناء و قد عاهدت الله و عاهدت الوطن العزيز على العمل التطوعي الهادف و الوفاء للوطن و خدمة شعبي ووطني بصدق و إخلاص ووفاء و نذرت حياتي لخدمة مبادء الحزب و قضايا وطني و خدمة أبناء شعبي العزيز بما أوتيت من قوة و تضحية وصبر و عزيمة و شجاعة و تجلد و كان مثلي و قدوتي في الحياة نضال و سلوك الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله
الذي تاثرت به منذ الصغر و عملت في صلب الحزب الذي بناه و دعمه و طوره في 2 مارس 1934 و مما زاد في إعجابي بهذا الرمز الخالد هو تضحياته الجسام من أجل كرامة هذا الشعب و حرية هذا الوطن … و هو في عنفوان شبابه عام 1934 لم يبلغ سنّ الواحد و الثلاثين 31 و اقدم على المنافي و السجون و هو يحمل الشهادة العليا للحقوق عام 1927 و هو إبن الرابع و العشرين و زجّ به في السجن في 3 سبتمبر 1934 بالجنوب التونسي التراب العسكري بقبلي صحبة رفيقه المرحوم الطاهر صفر رحمه الله هذه الذكرى الخالدة التي كانت الإمتحان الأول و المحنة الأولى للزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله و ضحى و صبر على المنفى و السجن و التعذيب و الغربة و بقي سنتين في برج البوف مع بقية أعضاء الديوان السياسي للحزب الحر الدستوري التونسي الجديد ولم يستسلم و يرضخ للعدو الفرنسي. رغم إستسلام الجماعة … و محضر الجلسة التاريخي يروي إلينا القصة للتاريخ و الأبيات الشعرية التي كتبها الشاعر الكبير الاستاذ أحمد اللغماني أكبر دليل يا برج …
تذكرت هذه المحنة الأولى يوم 3 سبتمبر 1934 نظرا لإقترانها و إرتباطها بذكرى
ميلاد الرئيس زين العابدين بن علي 3 سبتمبر 1936
أي بعد عامين على إعتقال المجاهد الأكبر الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله الذي ضحى بأكثر من ستون عاما من أجل الوطن من 1927 مناضل و محاميا و زعيما و قائدا و رئيسا و بعدها 13 سنة مفكرا رمزا شامخا و عملاقا صابرا… و إنّ يوم 3 سبتمبر 1987 كلف الرئيس الحبيب بورقيبة إبنه زين العابدين بن على وزير الداخلية آنذاك و الأمين العام المساعد للحزب الحر الدستوري التونسي بإلقاء محاضرة بعنوان أبعاد و ذكرى 3 سبتمبر 1934 و نتائجها و ثمرتها و فوائد هذه الذكرى التاريخية و كنت ضمن الحاضرين بالمنستير يوم 3 سبتمبر 1987 و كان الجو رائع و حماسي للغاية و كان بودي بقاء هذه الذكرى لأنّ تكليف الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله في سنة التغيير 1987 لإبنه البار وزير الداخلية بإلقاء محاضرة تأكيدا على الإستمرار
و سامح الله من كان سببا في إلغاء الأعياد الوطنية الذي لها إرتباط بالذاكرة الوطنية مثل يوم 3 سبتمبر 1934 المنعرج التاريخي الحاسم و شائت الاقدار الإلاهية أن يكون يوم 3 سبتمبر يوم ذكرى ميلادكم 1936
و بهذه المناسبة السعيدة التي يحتفل بها رئيسنا بالعيد السبعين 3 سبتمبر 36 – 3 سبتمبر 2006 و بالذكرى 19 للتحول ..
و في رقم سبعين إشارة إلى الوقار والحكمة و سنّ التأمل و في كل مراحل الحياة
و كذلك الذكرى التاسعة عشرة للتحول و مراحلها … و في القرآن الكريم ذكر الله العلي القدير في محكم التنزيل الآية القرآنية عليها تسعة عشر صدق الله العظيم و لرقم 19 أكثر من معنى و أكثر من إشارة و أكثر من حكمة إلاهية وعسى أن نقف متأملين في أسرار الله و خلقه و كونه و عجائبه و أياته و قدرته
و عسى أن تكون الذكرى السبعين للميلاد تحمل بشرى للشعب
و أعتقد أنّ الرسالة رقم 10 في 8 اشهر حسبما ذكرته في الرسائل السابقة و التي و جهتها مباشرة و شخصية بعنوان
رسائل مفتوحة للرئيس للتاريخ
أعتقد انها تشكل بوضوح و صراحة هموم و طموحات أغلبية السواد الأعظم من ابناء شعبنا الكريم و إني اشكر من اعماق القلب موقع الأنترنات تونس نيوز العالمي
على الدعم المتواصل و التشجيع الكبير و هو في الحقيقة الإعلام المنشود و المطلوب و المرغوب و المحبوب و المقبول عند الشعب لأنه يساعد على نشر الحقائق و يلبي الطموحات و الرغائب و في هذا الإطار و في هذا الموقع الممتاز الرائع أبعث لرمز البلاد
و رئيسها بالمقترحات التالية بمناسبة عيد ميلاده السبعين
بأمانة نضالية و شجاعة وطنية و حسّ راقي و بأسلوب حضاري رائع و إحساس و مشاعر نبيلة و بوفاء للوطن و تمسك بالثوابت و المبادىء و القيم …
أتقدم إلى سيادتكم بالمقترحات و الخواطر التالية عسى ان تدعم أركان المصالحة الوطنية المنشودة في بلادنا
أولا
: و قبل كل شىء تكوين لجنة وطنية عاليا يعهد إليها مستقبلا بالإطلاع الدقيق على كل الرسائل و المقترحات و الملاحظات و الآراء التي ترد إلى رئاسة الجمهورية للبحث و التدقيق و التمحيص و التحليل و الاستنتاج
و إعداد مذكرات في شأنها إلى سيادتكم
ثانيا
التركيز على ضرورة أن تتألف اللجنة الوطنية العليا من خمسة عناصر على النحو التالي قاض متمسك بالقانون و عالم في الفقه الإسلامي و مناضل دستوري وطني … و حكيم مختص في علم النفس و مستشار في الرئاسة له علاقة واسعة و خبرة
ثالثا
: إعداد مشروع أمر رئاسي يتزامن مع الإحتفالات بالذكرى التاسعة عشرة 19 للتحول ينص على العفو التشريعي العام في 7 نوفمبر 2006 الشامل لكسب رهان المرحلة الحاسمة و سحب البساط من تحت أقدام المتاجرين و المتشبثين بالوضع الراهن … لمصالحهم الشخصية
رابعا
: التأكيد على دعم الحوار بأسلوب حضاري و تطوير وسائل الإعلام و إفساح المجال لكل العائلات الفكرية و السياسية بالمشاركة في الحوار الإعلامي الهادف و حرية الراي و التعبير بأكثر حرية و شمولية
خامسا
: إفساح المجال للممارسة الديمقراطية بأكثر شفافية و ممارسة فعلية سواء داخل هياكل التجمع حزب الأغلبية الساحقة و إفساح المجال لأحزاب المعارضة بدون استثناء لممارسة حقها الانتخابي كاملا بتعديل و تطوير المجلة الإنتخابية و تطوير مفهوم المشاركة بالنسبية المعمول بها في جل بلدان العالم
سادسا
: ضرورة تكوين مجلس أعلى للإعلام يحدّد أهداف و مضمون رسالة الإعلام مستقبلا و دعم مشاركة كل العائلات الفكرية دون إقصاء مع إعطاء حرية أكثر لدور المجلس الأعلى للإعلام
سابعا
: إستحسان طريقة العودة بصفة عملية و فعلية و شفافة لا صورية دون مفعول … لطريقة إفساح المجال لأصحاب الكفاءات و الإشعاع الوطني و الرصيد النضالي للترشح مستقبلا لرئاسة الجمهورية دون الاقتصار على المسؤولين في الاحزاب المعترف بها فقط و هذا يتطلب تحويرا في الدستور لمزيد ضمان حرية الترشح
ثامنا
: الإسراع بتكوين مجلس موسع ممثلا من كل الأحزاب و المنظمات يضع تصورات عملية فعلية لقضية تشغيل حاملي الشهائد العليا
تاسعا
: السعي لحذف كل أشكال البحث الإداري المسبق المتعلق بحاملي الشهائد العليا و الراغبين في الشغل أو الإنتصاب و بعث المشاريع وإعاقة بعضهم في غربال البحث
عاشرا
: إنهاء العمل بالرخصة المسبقة لإصدار كتاب أو مذكرات وطنية هامة و صالحة للتاريخ أو حلقات في الصحف حول التاريخ و العمل على إرساء قواعد تعامل حضارية و توفير ركن حسن الظن و مطالبة المعني بالأمر بالتعهد بميثاق شرف أو إلتزام أخلاقي قال الله تعالى : ومن عفا وأصلح فأجره على الله صدق الله العظيم
إحدى عشر
: التأكيد على إطلاق سراح المساجين و بمناسبة حلول شهر الرحمة شهر رمضان المعظم في أقرب فرصة ريثما يصدر العفو التشريعي العام في الذكرى التاسعة عشرة كما أشرت و اقترحت و هذا هو المخرج
أعتقد أنّ هذا هو المخرج المشرف المفيد و الصالح لكل الاطراف المتواجدة على الساحة و المستفيد الأول هو الوطن ثم النظام ثم المجتمع التونسي
و هذه مناسبة سعيدة و حدث يمكن إستغلاله يكون مفيدا للجميع و يعطي فرصة و أمل للتونسيين و حياة جديدة و نظرة عميقة سليمة تخوّل لكل التونسيين المشاركة الفاعلة بأكثر حماس و مسؤولية و صاحب المبادرة
سيادة الرئيس و اصحاب النفوس الطيبة قال الله تعالى و لا تستوي الحسنة و لا السيئة أدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه و لي حميم و ما يلقاها إلا الذين صبروا و ما يلقاها إلا ذو حظ عظيم سورة فصلت صدق الله العظيم
و قال أيضا و يسئلونك ماذا ينفقون قل العفو سورة البقرة صدق الله العظيم
سيادة الرئيس المحترم إنّ أكبر هدية تزفها شعبكم الوفي هي العفو التشريعي العام
و عسى أن يكون يوم 3 سبتمبر 2006 الذي يحمل أحياء ذكرتان ذكرى أبعاد المجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة عام 1934 إلى الجنوب و كان ثمن المحنة الكبرى
الاستقلال و السيادة و الثانية ذكرى ميلادكم السبعين و في هذا الحدث أكثر من معنى عسى أن تتحقق المقترحات الآنفة الذكر و يحصل الانفراج الكامل و ما هذا بعزيز عليكم اللهم إشهد إني قد بلغت و الله و لي التوفيق
قال الله تعالى: الذين ينفقون في السراء و الضراء و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب لامحسنين سورة آل عمران
إثني عشر
: إتخاذ إجراء هام و قرار شجاع يعيد للأخلاق بريقها و دعمها و صيانها و صورتها من كل مظاهر الإنحلال و التدهور و الإنحراف و شتى مظاهر التفسّخ الأخلاقي الخطير …
ثلاثة عشر
: التأكيد على سنّ قانون ثوري شامل يعطي الحق للمجموعة الوطنية و للدولة و بمسح شامل لإستقلال النفوذ و التلاعب بأموال المجموعة و البحث من اين لك هذا …
و بهذا الإجراء الهام نضع حدا لكل من التجاوزات على الأقل مستقبلا … هذه أهم المقترحات و الخواطر التي هي من حق كل مواطن تونسي يؤمن بالجوار و بحرية الرأي و التعبير و متمسك بقيم الجمهورية و خيارات دولة الاستقلال و البناء دولة القانون و المؤسسات دولة الجميع بدون استثناء و دون خيانة أحد و الله ولي التوفيق
قال الله تعالى فستذكرون ما أقول لكم وأفوّض أمري إلى الله إنّ الله بصير بالعباد
دعاء : غفر الله ذنوبنا إنه سميع مجيب صدق الله العظيم سورة غافر
أربعة عشر
: التركيز على ضرورة إختيار الرجل المناسب في المكان المناسب دون عواطف أو تدخلات و علاقات ربما تخل بهذا المفهوم السامي النبيل الذي هو فوق كل إعتبار شخصي و ما حصل أحيانا كان عكس هذا المبدأ النبيل نتيجة التدخلات و أحيانا الوشايات كما اشرت في مقالي السابق يوم 22/08/2006 بموقع تونس نيوز
خمسة عشر
: ضرورة فتح ملفات دقيقة حصلت و أضرت بسمعة و مستقبل و مصلحة بعض الاشخاص و قد ذكرت ذلك بامانة و صدق في مقالي المشار إليه ذكرى 23 اوت 1990 و الحرص على إعادة الإعتبار لكل المعضلات التي تسبب فيها أشخاص و للتأكيد لا علم لكم بها يا سيادة الرئيس و اقول هذا للتاريخ و لن نسكت على التجاوزات حتى تجد طريقها إلى الحل
بفضل عدالتكم و حرصكم على إعادة الحقوق لأصحابها بمناسبة الذكرى التاسعة عشر للتحول و أعتقد أنّ اللجنة العليا تساعدكم على ذلك بصدق و شفافية و هذا من حقنا في النظام الجمهوري العتيد و قد قلتم لا ظلم بعد اليوم
و الله ولي التوفيق
قال الله تعالى : و اوفوا بالعهد إنّ العهد كان مسؤولا صدق الله العظيم
و قال أيضا يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله و قولوا قولا سديدا صدق الله العظيم
ملاحظة هامة:
هذه خاتمة الرسائل الجريئة الموجهة إلى رمز البلاد رئيس الدولة سوف أحفظها في كتاب للتاريخ و للأبناء و الاحفاد و احفادهم و أصدقائي إخواني بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري كاتب عام جمعية الوفاء و رئيس لشعبة الصحافة الحزبية سابقا
جامع الزيتونة:
حصن للتنوير والتحرير
لقرون عديدة لم تكن تونس المدينة إلا مجرد قرية صغيرة, في محيط عاصمة الحضارة قرطاج عليسة وأميلكار وحنبعل.. ولم تتحول تونس إلي مركز ومدينة إلا بعد الفتح الإسلامي وإعلاء صرح جامع الزيتونة. ولكن ظلت القيروان عاصمة الفتح والإسلام إلي أن كان حكم الموحدين وتبوأت تونس المركز الأول وعوضت القيروان نهائيا.
وقبل نشوء الأرباض ( أي الأحياء الجديدة) مثل ربض باب سويقة شمالا وباب الجزيرة جنوبا ظلت المدينة الأصلية قرونا طويلة علي حدود النواة الأولي أي جامع الزيتونة… والي اليوم ما زالت المدينة العتيقة بمثابة قلب للذاكرة يستمد بنبضة من إيقاع مطارق ناقشي النحاس, وتستمد بريق حضورها من بريق معروضاتها… ومن عبق التاريخ فيها.
ويكفي أن يستنفر الزائر حاسة الشم فيه حتى تقوده خطاه إلى أسواق النحاس والقماش والعطور لتصل إلى جامع الزيتونة المعمور المحاذي لسوق العطارين.. فهو معلم بل صرح ديني وحضاري شامخ تلفه روائح البخور والحناء تتعانق في فضائه عصور الورد والياسمين والعنبر لتمنح قداسة المكان معاني وحدة نظافة الروح والأجساد ونشوة الإيمان وطهارة الإنسان…
فككل المدن العربية الإسلامية العتيقة يشكل الجامع محور الحياة الاقتصادية والتجارية والثقافية.. فهو المعصم وكل أسباب الحياة الأخرى أسورة حوله… ولم يشذ جامع الزيتونة عن هذه القاعدة فهو المركز الذي تحيط به الأسواق وتلتقي أمام أبوابه الرئيسية محاور المواصلات الكبرى التي تخترق المدينة, وقد أحكم الجامع الكبير مواقع الأسواق… فالأسواق النظيفة (العطارين والصاغة والشاشية) تحيط به أما الأسواق الأخرى (النحاس, والصباغين والدباغين…) فهي بعيدة عنه وخلف أبوابه.
تعددت الروايات.. والجامع واحد
لقد اختلفت الروايات حول تحديد من قام ببناء هذا الجامع الذي بات ذكر تونس مقترنا به, ومكن افريقية من سبق تأسيس أول جامعة علمية إسلامية، فالبكري في كتابه المسالك والممالك وابن خلدون في كتابه العبر وكذلك السراج صاحب الحلل السندسية في تاريخ البلاد التونسية وحسن حسني عبد الوهاب في كتابه خلاصة تاريخ تونس يرون أن باني الجامع هو عبيد الله ابن الحبحاب سنة(114هـ أو 116هـ/731م).
أما المؤرخ التونسي أحمد بن أبي الضياف في كتابه إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهد الأمان فإنه يري أن بانيه هو حسان بن النعمان سنة(84هـ) وللتوفيق بين الروايتين ذهب ابن أبي دينار في كتابه المؤنس في تاريخ افريقية وتونس أن مبدأ التأسيس كان علي يد حسان بن النعمان وزاد في فخامته عبدالله بن الحبحاب. وهناك من يرى أن حسان بن النعمان قد بني مسجدا صغيرا بالقرب من جامع الزيتونة ومن ثم فإن فكرة تأسيس المسجد يمكن أنها كانت لحسان لكن البناء لم يبدأ إلا في عهد عبيد الله.
واختلف المؤرخون أيضا في تحديد سنة بناء الجامع, فمنهم من قال أن ذلك كان سنة (114هـ) إلا أن البعض وبالرجوع إلى تاريخ دخول ابن الحبحاب إلى افريقية واليا عليه (116 ـ123هـ/736 ـ742م) رجح أن يكون تاريخ بناء جامع الزيتونة هو سنة (116هـ) وقد رجح ابن أبي الضياف في كتابه الإتحاف هذا الرأي الذي تؤكده جل المؤلفات المشرقية منها كتاب الكامل لابن الأثير. لكن الثابت والأكيد أن أمراء الدولة الأغلبية في القرن الثالث الهجري قد قاموا بتوسيعه وتحسين هندسته وزخرفته ومرافقه.
يقول عنه السراج في كتابه الحلل السندسية: جامع الزيتونة مسجد إذا بدا لك تبلج نوره اللامع أيقنت أنه الجامع والمفرد الجامع.. ما سرح ناظر المؤمن في أثنائه إلا امتلأ علما من بادرات ثنائه يحاكي بجماله أجمل عروس صيغ لها من معادن الطروس قائد حلق الدروس, لا عيب فيه غير أنه غدا بين أقرانه بمرتبة الصدر واختص بأن يشرح لوارديه الصدر فما ضاق صدر مهموم ودخله إلا انفرج وانفتحت له بلطيف عنايته أبواب الفرج.
من جهته ذكر العالم المصري محمد بن مصطفي الأزهري اثر زيارته إلى تونس وقد أورده ابن دينار في كتابه المؤنس: لو سئلت عن ثلاث لأجبت بلا ولو قطع رأسي، لو قيل لي هل رأيت أسر من جامع الزيتونة لقلت لا، وهل رأيت أصلح من الشيخ ابراهيم اللقاني لقلت لا، وهل رأيت أكرم من حمودة باشا المرادي لقلت لا.
رائعة حضارية ومعمارية
كان جامع الزيتونة محور عناية الخلفاء والأمراء الذين تعاقبوا علي افريقية, إلا أن الغلبة كانت للبصمات الأغلبية ولمنحى محاكاته بجامع القيروان. وقد منحته تلك البصمات عناصر يتميز بها إلى اليوم. وتتمثل أهم هذه العناصر في بيت صلاة علي شكل مربع غير منتظم معمدة تحتوي علي 15 مسكبة وسبع بلاطات عريضة. وتمسح بيت الصلاة 1344 مترا مربعا وهي مغطاة بسقوف منبسطة. ويوجد أمام بيت الصلاة صحن بدون أروقة مسيج بجدران مدعمة في الركنين ببرجين وقد اعتمد أساسا علي الحجارة في بناء جامع الزيتونة مع استعمال الطوب في بعض الأماكن.
وتتميز قبة محرابه بزخرفة كامل المساحة الظاهرة في الطوابق الثلاثة بزخارف بالغة في الدقة تعتبر الأنموذج الفريد الموجود من نوعه في العمارة الإسلامية في عصورها الأولي.
ومثلما اختلف المؤرخون حول باني المسجد الجامع, فقد اختلف الرواة حول جذر تسميته, فمنهم من ذكر أن الفاتحين وجدوا في مكان الجامع شجرة زيتون منفردة فاستأنسوا بها وقالوا: إنها لتؤنس هذه الخضراء وأطلقوا علي الجامع الذي بنوه هناك اسم جامع الزيتونة, ومنهم من ذهب إلى نحت شبه أسطورة تقول: إنه لما قدم الفاتحون الأوائل إلى موقع تونس وجدوا كنيسة قديمة تنسب للقديسة زيتونة (سانت أوليف) فأقيم الجامع وورث من موقعها اسمها.
وتذكر رواية أخرى أنه كانت توجد قرب المكان الذي بني فيه المسجد صومعة راهب كان يري نورا يلج من ذلك الموقع فتنبأ بأنه سيكون له شأن فحوطه بالشوك لحفظه وهو المكان الذي وضع فيه المسلمون محراب مسجدهم. وفي هذا السياق ذكر ابن الشماع هذه الرواية قائلا: وسميت تونس لأن المسلمين لما فتحوا افريقية كانوا ينزلون إزاء صومعة ترشيش (اسم تونس القديم) ويتأنسون براهب هناك فيقولون هذه الصومعة تؤنس فلزمها هذا الاسم.
في حين تورد بعض الروايات الأخرى أن الجامع أقيم في مكان اعتاد التونسيون الالتقاء فيه لتبادل السلع أو لمناقشة القضايا التي تشغل بالهم. وفي كل الحالات استمرت تسميته بجامع الزيتونة الي يومنا هذا وإن كان يذكره بعضهم بالجامع الأعظم.
عشرون بابا
وقد ورد وصف هذا الجامع وإبراز مكانته المتميزة والتعبير عن الانبهار بمعماره ودوره الحضاري في عديد كتب التاريخ. فهذا السراج يعجب بتلوين حجارة البناء ووضعها بالاختلاف بعضها إلى جانب بعض وما تحتوي عليه قبة المحراب من نقيشة بخط كوفي تدل علي الأمر ببنائها وتاريخها واسم صانعها.
وتعتبر القبة رائعة من روائع الفن التونسي بل ان جامع الزيتونة يعد متحفا للفنون القديمة فقد تم إحصاء ما لا يقل عن 400 قطعة رومانية وبيزنطية أعيد استعمالها في المعلم وقد أتي بها من أثار قرطاج. فالأقواس والأعمدة وتيجان المرمر المتعددة في الجامع تعود أغلبها إلى العهد الروماني, إلى جانب عدد من البلاطات التي عثر عليها في صحن الجامع الأعظم.
وقد كشفت الحفريات سنة 1989م محرابا, مختفيا وراء المحراب الحالي أكثر ارتفاعا واتساعا ومبنيا بكل إتقان, ولا يشكو من أي خلل مما يؤكد أن المحراب الحالي ليس هو المحراب الأصلي الأغلبي. كما يتمتع جامع الزيتونة بعشرين مدخلا وتفتح كل هذه الأبواب علي الصحن ما عد باب الإمام الذي يفتح علي بيت الصلاة علي يسار المحراب.
ومن العناصر الجمالية التي تبهر زائر جامع الزيتونة المئذنة وفخامتها وارتفاعها الذي يصل إلى ما يقرب من 42 مترا في حين يبلغ عرض قاعدتها 9 أمتار وهي علي أربعة طوابق. ويعد منبرا الجامع من روائع الفن الإسلامي وتحفه الثمينة النادرة.
وثيقة تاريخية نادرة
إن جامع الزيتونة كتاب مفتوح ووثيقة إسلامية وعربية, وثيقة جمالية ومعمارية وتاريخية قائمة الذات.. ألم يقل المؤرخ التونسي حسن حسني عبد الوهاب في كتابه الورقات: وليس في هذا الأثر الفريد في العالم, تاريخ الديار التونسية في مختلف العصور فحسب, بل فيه أيضا تاريخ الخط العربي ونماذج تطوره مجموعة في أثر واحد.. أما أحمد فكري في كتابة مسجد الزيتونة الجامع في تونس فقد اعتبر أن: هذا المسجد يسجل تاريخه بنفسه أو كتابه في حجارته.. وهو من هذه الناحية أثر فريد في العالم… وهو فوق هذا أثر معماري فائق في إنشائه وتشييده.
أول جامعة إسلامية
لم يكن المعمار وجماليته الاستثناء الوحيد الذي تتمتع به جامع الزيتونة.. بل شكل دوره الحضاري والعلمي الريادة في العالم العربي والإسلامي, إذ اتخذ مفهوم الجامعة الإسلامية منذ تأسيسه وتثبيت مكانته كمركز للتدريس. وقد لعب الجامع دورا طليعيا في نشر الثقافة العربية الإسلامية في بلاد المغرب. وفي رحابه تأسست أول مدرسة بإفريقيا أشاعت روحا علمية صارمة ومنهجا حديثا في تتبع المسائل نقدا وتمحيصا ومن أبرز رموز هذه المدرسة علي بن زياد مؤسسها وأسد بن الفرات والإمام سحنون صاحب المدونة التي تعد من أصول الفقه المالكي.
وكذلك اشتهرت الجامعة الزيتونية في العهد الحفصي بالفقيه المفسر والمحدث محمد بن عرفة التونسي صاحب المصنفات العديدة.
ابن خلدون مر من هنا
وقد تخرج في الزيتونة طوال مسيرتها آلاف العلماء والمصلحين الذين عملوا على إصلاح أمة الإسلام والنهوض بها وتخليصها من أدران التكلس والتحجر والتخلف. إذ لم تكتف جامعة الزيتونة بأن تكون منارة تشع بعلمها وفكرها في العالم وتسهم في مسيرة الإبداع والتقدم وتقوم علي العلم الصحيح والمعرفة الحقة والقيم الإسلامية السمحة, بل بمؤازرة ذلك كانت قاعدة للتحرر والتحرير من خلال إعداد الزعامات الوطنية وترسيخ الوعي بالهوية العربية الإسلامية القادرة علي المشاركة في الحضارات الإنسانية. ففيها تخرج المؤرخ ابن خلدون صاحب المقدمة والعلماء محمد النيفر وسالم بوحاجب والشيخ إبراهيم الرياحي والشيخ محمد الطاهر بن عاشور صاحب تفسير التحرير والتنوير والشيخ محمد الخضر حسن شيخ الأزهر والصحفي اللامع والشيخ محمد العزيز جعيط صاحب إرشاد الأمة ومنهج الأيمة...
لقد تجاوز إشعاع جامعة الزيتونة حدود تونس ليصل إلى سائر الأقطار الإسلامية ولعل المفكر العربي الكبير شكيب أرسلان يوجز دور الزيتونة عندما اعتبره إلى جانب الأزهر والأموي والقرويين أكبر حصن للغة العربية والشريعة الإسلامية في القرون الأخيرة.
(المصدر: موقع « مجلة الزيتونة » نقلا عن « الأهرام »، عدد 124، 23 من رمضان 1420هـ، بتصرف)
الرابط: http://www.azeytouna.net/
القذافي يوبخ الليبيين لاعتمادهم على النفط
الجزائر (رويترز) – وبخ الزعيم الليبي معمر القذافي أمته لاعتمادها الزائد على النفط والاجانب والواردات وقال ان عليها أن تبدأ في انتاج أشياء يحتاجها الناس. وأثارت الانتقادات التي جاءت ضمن سلسلة من الخطب غير المعتادة في شهري يوليو تموز واغسطس اب اهتمام الناس بالخطاب السنوي المرتقب الذي يلقيه الزعيم الليبي في الاول من سبتمبر ايلول في ذكرى الانقلاب الذي صعد به الى السلطة. وقال القذافي ان ليبيا البالغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة لا تنتج أي شيء وانها لا تبيع الا النفط وتستهلك كل شيء مدينا ما وصفه بمجتمع استهلاكي ينتظره مستقبل بائس حين ينفد النفط في نهاية المطاف. ونقلت وكالة الانباء الليبية عن القذافي قوله ان نوعية التجارة غير المنتجة التي تستورد السلع مقابل النفط هي كارثة. وأضاف أن ليبيا كان يمكن أن تكون قوة اقتصادية مثل اليابان لو لم تكن متأخرة اجتماعيا. والخطاب الاصلاحي ليس غريبا على القذافي لكن الليبيين يقولون ان من غير المعتاد القاء كل هذه الخطب بهذا المعدل وامام نوعيات مختلفة من الجماهير من الجماعات المهنية ومخططي سياسات الدولة الى المدرسين وطلبة المعاهد الدينية. ويشير تزايد تعليقاته القوية الى أنه قد يكشف في خطاب الاول من سبتمبر الذي سيلقيه عن مزيد من الاصلاحات لتحديث البلاد. ويقول خبراء ان هناك أملا حقيقيا في أن القطاع غير النفطي من الاقتصاد قد يكون أخيرا في طريقه الى التحسن في بلاد أضعفتها العقوبات الدولية التي فرضت عليها لفترة طويلة والتي تعاني من أزمة بطالة خطيرة. ويقول خبراء ان هناك عاملين أحدهما خارجي والاخر داخلي قد يعطيان ليبيا فرصة لتنويع اقتصادها العتيق الذي طالما كان مكبلا بسبب القطاع المصرفي البدائي والروتين الحكومي. والعامل الخارجي هو اعادة احياء العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن. وفي 15 مايو ايار قالت ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش انها ستعيد العلاقات الرسمية مع طرابلس كمكافأة على تخلي ليبيا عن برنامجها لاسلحة الدمار الشامل. وفي الوقت الذي رفعت فيه معظم العقوبات الامريكية عام 2004 فان احياء العلاقات الرسمية يخفف من القيود الاقتصادية المتبقية والتي فرضت على الاستثمارات الامريكية الليبية خلال عقود العزلة حين اتهم الغرب ليبيا بدعم الارهاب. وقد يزيد تحسن العلاقات مع الشركات الامريكية الثقة بين مستثمري الدول الاخرى المترددين حتى الان في الانخراط في تحديث الاقتصاد. العامل الثاني هو أن صراحة القذافي بشأن الاقتصاد يرددها الان علنا وبانتظام ابنه سيف الاسلام ابرز ابنائه الذي تركزت تصريحاته المعلنة حتى الان على السياسة الاجتماعية والشؤون الخارجية. وقال سيف الاسلام لتجمع شبابي هذا الشهر ان ليبيا ليست لديها صحافة حرة ونظامها السياسي ليس ديمقراطيا بالدرجة التي يحب أن يكون عليها. وأضاف أن الليبيين يقولون ان ليبيا جنة على الارض وتساءل قائلا « اي جنة » هذه وليس لديها بنية تحتية وبها مدن بلا مياه. كانت كلمات القذافي الاب موجهة لعدد من الاهداف من بينها الاصوليون الاسلاميون والموظفون الحكوميون الذين يعملون في وظائف اضافية والروتين الحكومي والتسول والحالة الرثة لكثير من البلدات. لكن الفكرة الرئيسية كانت تدور حول الاعتماد على النفس اقتصاديا والاصلاحات اللازمة لمكافحة معدلات البطالة التي بلغت 13 في المئة على الاقل. وأضاف أن العمل المستقبلي في مشروع النهر العظيم وعمره 20 عاما لاستخراج المياه الجوفية في الصحراء وتوصيلها الى مدن الشمال يجب ان يقوم به الليبيون. وحذر القذافي الليبيين بشدة من محاكاة ما وصفه باعتماد دول الخليج العربي على محطات تحلية المياه. وقال ان شبه الجزيرة العربية تعيش على تحلية مياه البحر لان لديها النفط ولديها الاموال لكن متى ينفد النفط لن تكون هناك اموال ولا تحلية للمياه وسيموت الناس. من وليام ماكلين (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 28 أوت 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
إذاعة: بوتفليقة يقرر قريبا إن كان سيمدد مهلة العفو
الجزائر – (رويترز) – قالت الاذاعة الرسمية ان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة سيقرر قريبا ما اذا كان سيمدد اجل العفو عن المتمردين الاسلاميين الذين حاربوا طوال سنوات للاطاحة بالحكومة الذي استمر ستة اشهر وينتهي يوم الاثنين. وسيتخذ بوتفليقة قرارا في هذا الشأن بعد دراسة تقرير عن نتائج العفو الذي أُعلن ضمن خطة أوسع نطاقا للمصالحة الوطنية تهدف لوقف إراقة الدماء التي استمرت أكثر من عشر سنوات في ثاني أكبر دول افريقيا من حيث المساحة. وسلم ما يصل الى 300 من المتشددين انفسهم منذ دخلت اجراءات العفو حيز التنفيذ في 28 فبراير شباط الماضي. ويقول خبراء ان مئات آخرين ما زالوا يحاربون في جيوب معزولة شرقي العاصمة وفي مناطق صحراوية بالجنوب. وقالت الاذاعة ان اللجنة المسؤولة عن متابعة تنفيذ ميثاق السلم والمصالحة الوطنية ستجتمع خلال الايام القليلة المقبلة لتقديم تقرير مفصل عن عدد المسلحين الذين سلموا أنفسهم للسلطات. واضافت ان التقرير سيرفع الى الرئيس الجزائري ليتخذ القرار المناسب سواء بتمديد أو عدم تمديد الموعد النهائي. وبدأ التمرد المسلح عام 1992 عندما ألغت السلطات آنذاك بدعم من الجيش انتخابات برلمانية أوشكت الجبهة الاسلامية للانقاذ على الفوز بها. وكانت السلطات تخشى حدوث ثورة على النمط الايراني. وأمهل العفو المسلحين ستة أشهر للاستسلام ونيل حصانة من الملاحقة القانونية شريطة ألا يكونوا قد اقترفوا مجازر أو جرائم اغتصاب أو تفجيرات لأماكن عامة. وكان رئيس الوزراء عبد العزيز بلخادم ذو التوجه الاسلامي قد لمَح الاسبوع الماضي الى احتمال تمديد أجل برنامج المصالحة الوطنية وقال ان أهميته تتجاوز أي حد زمني. وفي إطار خطة المصالحة اطلقت الحكومة سراح 2200 من الاسلاميين المتشددين الذين قضوا فترات عقوبة في السجن على ما ارتكبوه خلال الصراع. وتشمل خطة المصالحة ايضا تعويضات مالية لضحايا العنف ومن فقدوا ذويهم ومساعدة بعض المقاتلين السابقين في العثور على عمل. (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 28 أوت 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
عشرات السجناء الاسلاميين الاردنيين ينهون اضرابا عن الطعام
عمان (رويترز) – قالت السلطات الاردنية واقارب السجناء يوم الاثنين ان 41 سجينا مشتبه بصلاتهم مع تنظيم القاعدة انهوا اضرابا عن الطعام استمر ليومين للاحتجاج على الظروف السيئة بعد وعود من مسؤولي السجن بتوفير ظروف اعتقال افضل. واكد متحدث باسم الامن العام انهاء السجناء اضرابهم في سجن سواقة وهو احد ثمانية سجون فيها 8000 سجين أدينوا في قضايا سياسية وجنائية بعد لقائهم مع مسؤولي الامن العام ومراكز الاصلاح والتأهيل. ورفض السجناء في سجن السواقة الذي يضم عناصر من القاعدة متهمين في مؤامرات فاشلة لمهاجمة اهداف امريكية واسرائيلية الاكل من يوم السبت الماضي للاحتجاج على ما يقولون انه سوء معاملة وحبس انفرادي. وقال ناشطون في الحقوق المدنية على اتصال بأهالي المعتقلين ان الاضراب عن الطعام توقف بعد مبادرة من مسؤولي السجن بتوفير بعض مطالبهم بمعاملة افضل في المستقبل. وقال ميسرة ملص ناشط سياسي معارض نقلا عن اهالي السجناء ان السلطات « استجابت للحد الادنى من المطالب…لقد وعد السجناء بظروف احسن. » واضاف ملص انه تم السماح لهم بفتح ابواب الزنزانات وزيادة ساعات التشميس بالاضافة الى تسهيلات اكبر في موضوع الزيارة. وبين ابرز السجناء في سواقة عزمي الجيوسي وهو مساعد اردني لزعيم القاعدة الذي قتل في العراق ابو مصعب الزرقاوي والواعظ المتشدد محمد شلبي الملقب بابو سياف. وجاء بعض السجناء من جماعات الاصولية تم اكتشافها في السنوات الاخيرة وكان قد تم اعتقالهم للتخطيط بالقيام بهجمات ضد اسرائيليين وامريكيين وغربيين اخرين. وفي مارس اذار الماضي وقعت اعمال شغب في ثلاثة سجون بعد ان دخلت قوات الامن احدها لنقل سجينيين اسلاميين ينتظران تنفيذ حكم الاعدام بتهمة قتل دبلوماسي امريكي في عمان في عام 2002 . وفي الشهر التالي اندلعت اعمال شغب اخرى قتل فيها سجين واصيب 35 سجينا وشرطيا على الاقل بجروح. وكانت الحادثتين الاكثر خطورة في السنوات الاخيرة من قبل سجناء امنيين في الاردن والذي يشهد نشاط متزايد من قبل الاسلاميين. ويشكو نشطاء حقوق الانسان من ان السلطات جعلت في اعقاب الشغب ظروف السجن اشد قسوة بما في ذلك السجن الانفرادي للمعتقلين البارزين. ويسعى الاردن لتحسين صورته في مجال الحقوق المدنية الا ان منظمات حقوق الانسان الدولية بما فيها منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومان رايتس ووتش ومقرها الولايات المتحدة تتهمه بانتهاك واسع النطاق لحقوق السجناء وهو ما ينفيه الاردن.
(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 28 أوت 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
البرلمان الأردني يقر قانون منع الإرهاب المثير للجدل
محمد النجار-عمان أقر مجلس النواب الأردني قانون منع الإرهاب المثير للجدل، وسط انتقادات من ناشطي حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني وأحزاب المعارضة والنقابات المهنية. وجاء إقرار القانون بسرعة غير معهودة، حيث تم إقراره بعد جلستين فقط من البحث والنقاش ودون إحداث تعديلات جوهرية عليه، باستثناء تحديد مدة التوقيف للمشتبه فيه بموجب مواد القانون بشهر واحد فقط وعدم إعطاء محكمة أمن الدولة الحق بتمديدها. ووضعت الحكومة التفجيرات التي شهدتها العاصمة عمان عام 2005 كأحد أهم مبررات إصدار القانون، وتمنح مواده مدعي عام محكمة أمن الدولة الحق بتوقيف أي شخص وقع الاشتباه عليه بعلاقته بأي نشاط إرهابي، وفرض الرقابة على محل إقامته وتحركاته ووسائل اتصالاته، ومنعه من السفر وتفتيش مكان وجوده، وإلقاء الحجز التحفظي على أي أموال يشتبه في علاقتها بنشاط إرهابي. وأعطى القانون الحق للأجهزة الأمنية توقيف أي مشتبه فيه لأسبوعين، قابلة للتمديد بموجب قرار من المدعي العام. كما يسمح للمشتبه فيه التظلم أمام محكمة أمن الدولة، وفي حال الرفض يحق له التظلم لمحكمة التمييز وهي أعلى جهة قضائية بالأردن. كما يُعاقب بمقتضى ذلك القانون كل من علم بأمر عمل إرهابي ولم يبلغ عنه أو قدم معلومات مضللة، بالسجن ما بين ثلاثة أشهر وستة أعوام. وعبر معارضون للقانون عن أسفهم لإقراره من قبل مجلس النواب، وقال رئيس لجنة الحريات بالنقابات المهنية المحامي فتحي أبو نصار إن القانون هو الأخطر من حيث تهديده للأمن الشخصي لكافة المواطنين بالمملكة. وأضاف أبو نصار للجزيرة نت أن « القانون في غاية الخطورة كونه يحاسب على النية والأفعال التحضيرية، وهو أمر غير موجود في أي قانون في العالم، كما أن القانون رفع الحصانة عن فئات كانت محصنة كالمحامين الذين باتوا ملزمين الكشف عن أسرار موكليهم وإلا تعرضوا للسجن ». ووصف المحامي الأردني القانون بأنه كرس مبدأ « الإخبار الإلزامي » وهو معاقبة الشخص إذا قدم معلومات وتبين أنها غير صحيحة، ومعاقبته كذلك إن لم يبلغ عن المعلومات إذا تبين أنها صحيحة فيما بعد. أخطر ما تضمنه القانون -بحسب الناشط الحقوقي- أنه لا يفرق بين المقاومة المشروعة والإرهاب، وهو ما يجرم التضامن مع المقاومة ضد الاحتلال، لافتا إلى أن القانون بات مهددا للذمة المالية وحرية الصحافة والإعلام. وقال إن « القانون باختصار بمثابة السيف الذي قتل ما تبقى من الحريات في الأردن ». (*) مراسل الجزيرة نت (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 27 أوت 2006)
رجال دين سعوديون يريدون منع صلاة النساء في صحن الكعبة
الرياض (رويترز) – يرغب رجال دين سعوديون في فرض قيود على أداء النساء الصلاة في صحن الكعبة حيث يختلط النساء بالرجال. لكن ناشطات مدافعات عن حقوق المرأة في المملكة المحافظة قلن ان الفكرة تنطوي على تمييز وتعهدن بمعارضتها. وفي الوقت الحالي تستطيع النساء أداء الصلاة في صحن الكعبة. وتنطوي الخطة التي وضعتها اللجنة المشرفة على المواقع الدينية وجميع أعضائها من الرجال على تخصيص أماكن تؤدي فيها النساء الصلاة في مكان بعيد عن الصحن فيما يستطيع الرجال أداء الصلاة فيه. وقال أسامة البار عميد معهد أبحاث الحج ان المنطقة صغيرة جدا ومزدحمة للغاية لهذا قرر القائمون على الأمر نقل صلاة النساء خارج الصحن الى مكان أفضل حيث يستطعن رؤية الكعبة والتمتع بمساحة أوسع. وأضاف أن بعض النساء اعتقدن أن هذا ليس جيدا لكن من وجهة نظر السلطات الدينية سيكون هذا أفضل لهن وتابع أنه يمكن أن يجلس المسؤولون معهن ليشرحوا لهن القرار. واستطرد ان القرار ليس نهائيا ويمكن الرجوع عنه. ومن المتوقع أيضا ان تثير الخطة غضب النساء المسلمات في دول أخرى أكثر تحررا من المملكة العربية السعودية. وقالت سهيلة حمد وهي سعودية عضو في هيئة لعلماء المسلمين على مستوى العالم ان للرجال والنساء الحق « في الصلاة في بيت الله الحرام » وليس من حق الرجال انتزاع هذا الحق من النساء. وأضافت أن الرجال والنساء يختلطون أيضا أثناء الطواف حول الكعبة وتساءلت في استياء ان كان المسؤولون يريدون من النساء الطواف في مكان اخر ايضا. وتابعت أن هذا تمييز ضد المرأة. وقالت المؤرخة هاتون الفاسي ان خطوة منع النساء من أداء الصلاة في صحن الكعبة ستكون الاولى في التاريخ الاسلامي. وتابعت قائلة ان المسؤولين ربما يريدون اختفاء النساء من اي منطقة عامة لاداء الصلاة وحين يأتي الامر الى الصلاة في الاماكن المقدسة فهذا سيكون هدفهم في النهاية مضيفة أن السلطات الدينية فرضت في الآونة الأخيرة قيودا على زيارة النساء لقبر الرسول محمد في المدينة. من اندرو هاموند (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 27 أوت 2006)
السعودية: ممنوعون من السفر حتي مع محرم
د. مضاوي الرشيد (*) لم يكترث أحد حتي هذه اللحظة بمأساة نخبة سعودية من المفكرين والمحامين والناشطين في مجال المحاماة وحقوق الانسان الممنوعين من السفر والمصادرة جوازات سفرهم. فبينما ينشغل البعض بقضية المرأة الممنوعة من السفر بدون محرم نجد ان هذه النخبة المذكرة ممنوعة من السفر حتي مع محرم. معظم هؤلاء من زوار السجون السعودية المنتشرة في عرض البلاد وطولها خرجوا من السجن في السنوات الاخيرة ليجدوا انفسهم في سجن اكبر حيث يحرم عليهم التنقل والسفر الي خارج البلاد حتي خلال عطلة صيفية يقضونها مع محارمهم. نذكر علي سبيل المثال محمد سعيد الطيب ومتروك الفالح وعلي الديميني واللاحم وكلهم قد منّ عليهم باقامة طويلة في سجون النظام السعودي لا لسبب الا لانهم تجاوزوا الحظر المفروض علي التعاطي مع ما يسمي الشأن العام. فالنظام السعودي يعتبرهم متطاولين علي القيادة خاصة عندما يحلم هؤلاء بمشروع اصلاحي ينتشل البلاد من حالة التخلف السياسي والفساد الاداري والمالي وانعدام العدالة الاجتماعية واستقلالية القضاء. فبعد ان حلمت هذه المجموعة وبلورت حلمها عن طريق الاعلان عن سلسلة من المطالب تم اعتقالهم وحكم عليهم بالسجن. وعندما نصب الملك الجديد في موقعه العام المنصرم خرج هؤلاء واصدقاؤهم من السجن الصغير بمكرمة ملكية وعفو من القيادة وكأنهم مجموعة مجرمة خرجت عن ثوابت العقيـــدة. ولكنهم اليوم يعيشون مأساة الحرية في الجزيرة العربية وسجنها الكبير. عندما اندلعت الحرب الصهيونية علي لبنان نلاحظ ان ابناء المنطقة الشرقية ذات الأكثرية الشيعية نظمت مظاهرات لنصرة لبنان ومقاومته وبينما خرجت هذه المظاهرات دون اذن مسبق حسب مصادر محلية نجد ان بعض النخب السعودية توجهت الي القيادة في محاولة انتزاع موافقة بتنظيم مسيرة من أجل الاحتجاج علي العدوان الصهيوني. قوبلت هذه المطالب بنفس النمط المعهود اي بنوع من الغطرسة والتعالي ولم يسمح لها بتنظيم اي عمل احتجاجي في مرحلة عصيبة فصمتت كما صمتت الاكثرية الساحقة من ابناء الجزيرة. وقوبلت بالرد الذي عود النظام شعبه عليه ملخصه ان الشأن العام ليس من اختصاص احد سوي تلك المجموعة من الامراء وهم ادري بالمصلحة العامة وطلب من المتقدمين لطلب الاحتجاج صرف اهتمامهم بالشأن الخاص فقط. يختزل النظام السعودي شعبه بل هو يفعّل فقط الجانب الحيواني في الانسان. هو لا يريد فكرا او ثقافة سوي تلك التي تكرس هيمنته وتمجد انجازاته علي مرّ العصور. يريد النظام انسانا يأكل ويشرب وينام وينكح فقط لا غير. لا يريد تعاطفا مع اي زعامة خارجة عن جوقة الامراء او فكر ينهض بالمجتمع. لا يريد اعلاميا يحلل ويفكر بل يريد من يردد المنظومة الرسمية وكأنه ببغاء ينفش ريشه بين الحين والحين. لا يريد صقورا تحلق بثقافة جديدة قد تعري خطابه المبتذل ومواقفه المخزية. لقد غيب النظام السعودي محاولات تجديد الخطاب السياسي والديني معا بينما فسح المجال لروايات المراهقة وخاصة تلك التي اصدرها كتاب النظام والتي تنبش المخزون الجنسي لشباب وبنات الجزيرة نجد انه يحارب دوماً اي محاولة لانتشـــال البلاد من ركودها الفكري ومشكلتها الأمنية التي ما تزال المدن السعودية مسرحا لها وآخرها احداث المصادمة مع مسلحين في مدينة جدة هذا الشهر. كتاب النظام وقصاصوه يشرحون من خلال الروايات نظرتهم او بالاصح نظرة النظام وتحليله لاسباب العنف فيروجون منظومة الكبت الجنسي كسبب جوهري خلف هذا العنف وقد اثبت هؤلاء القصاصون انهم اكثر هوسا بحور العين من الجهاديين انفسهم. وبينما تتداول وسائل الاعلام السعودية مثل هذه القصص علي صفحات الجرائد المحلية والفضائيات العربية نجد ان الفكر الذي يحلل بواقعية ويطرح حلولا معقولة قد غيب كليا عن الساحة الاعلامية. اصحاب هذا الفكر يمنعون من الظهور علي شاشات الفضائيات ليشرحوا رؤيتهم لمستقبل البلاد ونظرتهم لمأساتها الحالية وحلولهم المستقبلية. فلماذا لا يستضيف الاعلام السعودي امثال عبد الله الحامد مثلا ليشرح لنا معني العدالة في الاسلام وتبعيات فقه السلاطين ومعني المجتمع المدني ومغزي الشوري في الاسلام، وكلها موضوعات قد كتب عنها هذا المفكر ولماذا لا يقدم لنا التلفزيون السعودي في دبي مثلا اطروحات متروك الحامد بخصوص التنمية المبتورة والتي لم تصل الي منطقته الشمالية؟ لماذا لا يستضاف هذا المفكر؟ ليحدثنا عن تبعيات هذه التنمية ومخاطرها القادمة كما فعل علي صفحات كتب لم تنشر الا خارج الوطن ولماذا لا نتمتع بأمسية شعرية تستضيف الشاعر علي الدميني ليطرب مسامعنا بكلمات خرجت من وراء القضبان وقوافي امتزجت بالعزة في زمن الانبطاح؟ يغيب كل هؤلاء لأن عندهم الفكر الذي يعري الخطاب الرسمي امام ملايين المشاهدين العرب ولا يبقي لهم سوي الفضاء الالكتروني ومعظمه يتم حجبه عن طريق المجهود الجبار الذي تقوم به مدنية الحجب في عصر العولمة والانفتاح، مدنية الملك عبد العزيز للتكنولوجيا. لماذا يبقي هؤلاء محرومين من مخاطبة المشاهدين للتلفزيونات العربية بينما يتصدر المجلس من هو غير قادر الا علي المديح والاطراء والتبجيل والتقديس.. لماذا يسمح لشعراء الغزل والحكواتية السفر الي خارج البلاد ويبقي هؤلاء محاصرين في بلادهم دون جوازات سفر؟ لا يوجد اي سبب لمنع هؤلاء من السفر فهم ليسوا مجرمين ولا مختلسين للاموال العامة او الخاصة وليسوا هم مفسدين في الارض. جريمتهم الوحيدة انهم نطقوا وحلموا احلاما ربما تتحول في المستقبل الي كوابيس تقلق النظام. وبينما يسمـــح للشباب الصايع السفر الي الخارج ينشرون غسيلا سعوديا قذرا في شوارع العواصم العربية حتي المجاورة والعواصم العالمية البعيدة نجد ان النخب الفكرية الجريئة مصادرة حقوقها في التنقل والكلام. بعضهم يهرب فكره الي الخارج من أجل نشره في دور نشر لم تخضع بعد لسلطة النظام السعودي وكأنهم يهربون مـــادة ممنوعة. لا يمكن تصور مدي الضغط النفسي الذي يعيشه كل من في عقله ذرة فكر وفي وجدانه نخوة وفي عاطفته صدق مع قضايا العرب والمسلمين. هناك مأساة حقيقية يعيشها هؤلاء بعيدا عن الاضواء وخلف الكواليس. والاسماء التي نذكرها هنا ليست الا لمجموعة صغيرة محيدة حاليا ولكن هناك العشرات بل المئات يعانون من نفس المشكلة والجور. ليس لهؤلاء ملجأ كجهاز قضائي مستقل يحسم امرهم ويطلق سراحهم. قضاياهم تبقي عالقة ومعلقة علي اهواء الامراء. وما دامت الجزيرة العربية فاقدة لقيادة واحدة تحسم الصراعات الداخلية ستظل قضايا المجتمع ونخبة معلقة بين اهواء هذا الأمير او ذاك. تبعات هذا الضغط النفسي الذي تعاني منه النخب متعددة منها الشعور بالغربة في الوطن، هذا الوطن الذي تحول الي ولاية مهمشة عربيا واقليميا وعالميا. خذ من هذا الوطن نفطه ولن تجد عندها اي اهتمام عالمي به. سيظل المسلمون يحجون اليه ويحنون الي عزته التي فقدت بسبب تسلط النظام السعودي علي موارده ومصادرة ابنائه والترويج لخطاب سياسي اقرب لخطاب اعداء العرب وليس اصدقاءهم. ليس لهذه النخب الاّ الحلم خاصة وان النظام السعودي ما زال مصادرا من الخارج. هذا الخارج يعتقد ان اطلاق الحريات في الداخل السعودي قد يؤثر علي مصالحه وعلي تصدير الطاقة. وهو اليوم يصمت علي التعديات علي حقوق الانسان وعلي حرمانه من الكثير من حقوقه التي ضمنتها الشرائع السماوية والقوانين العالمية. ولم تكن هذه النخب الممنوعة من السفر تعول علي الضغط الخارجي لانها واقعية وتعلم علم اليقين مدي اهمية المصالح المتبادلة بين القيادة السعودية ونظيرتها في العواصم العالمية التي تدعي مناصرة حقوق الانسان ولكنها علي ارض الواقع تتبع مبدأ النفعية وتضحي بمفاهيمها وقناعاتها مقابل صفقة اسلحة او برميل نفط. تظل هذه النخب صامتة ممنوعة حتي من الاحتجاج او التضامن مع اخوة لهم في لبنان قد يطول صمتهم وحرمانهم من التنقل والسفر خارج البلاد لكن عندما توجد الارادة ستسقط كل الحواجز وتنهار كل الصروح وربما معاناتهم الحالية تجعلهم يعيدون النظر في طروحاتهم السابقة والتي طرحوها علي استحياء وكلما طال سجنهم كلما اقتنع هؤلاء بانعدام الرؤية الاصلاحية علي مستوي القيادة سوي حكم القبيلة وغطرستها. ربما يعيد هؤلاء النظر بالاصلاح الحذر ودور القيادة في تدشينه وما علي هذه النخب سوي حسم خيارها الآن قبل فوات الأوان. (*) كاتبة وأكاديمية سعودية مقيمة في لندن (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 28 أوت 2006)
في المقاومة الإسلامية..أو الشيوعية سابقا
د خالد شوكات يحاول كثر في العالم العربي والإسلامي تصوير المقاومة التي قادها حزب الله ضد إسرائيل مؤخرا، على أنها جزء من حركة مقاومة إسلامية ذات بعد عالمي، تتوخى مواجهة المشروع الإمبريالي الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة، ولا تتطلع فقط إلى تحرير العرب والمسلمين من الهيمنة الغربية، إنما أيضا تحرير المستضعفين أينما كانوا، فقد وردت هذه الكلمة على لسان أكثر من زعيم إسلامي مؤخرا.
ويأمل الذين رأوا في صمود رجال حزب الله أمام الآلة العسكرية الرهيبة لإسرائيل انتصارا كبيرا على الغرب الصليبي والصهيوني، في أن تمتد هذه المقاومة لتشمل الأمة جمعاء، فتعصف بالعروش وتحرر الأرض وتستعيد القدس وتعيد بناء الخلافة وتحقق الكرامة وتوقف الأعداء عند حدهم وتكسر شوكتهم في كل مكان، وكخلاصة، فقد أصبحت المقاومة كلمة سحرية شاملة، تكرم مؤيدها وتلقي بمعارضها في غياهب المهانة الشعبية، ولا يعلم أحد على وجه الدقة بعد ماهية هذه المقاومة أو حدودها أو برامجها محليا وعالميا، والمهم أن لا أحد بمقدوره أن يتجرأ على طلب تعريفها، ناهيك عن الاعتراض عليها.
الذي يحاول النظر في بؤر التوتر في العالم العربي و الإسلامي، ابتداء من أفغانستان وباكستان، مرورا بإيران والعراق، وانتهاء بفلسطين ولبنان، سيفهم إلى حد ما مرجعية الآمال العريضة التي يعلقها البعض على المقاومة الإسلامية التي تكافح على أكثر من جبهة لدحر الهجمة الأمريكية الصهيونية المفترضة على الأمة، غير أنه لا دليل على وجود رابط بين هذه الجبهات جميعها، غير وجود الولايات المتحدة الأمريكية وراء هذه القضايا كافة.
ما يثير بعض الاستغراب أيضا، بعض الصور المتكررة من الماضي، و المقارنات التي حاول كثيرون إجراءها، بين آية الله الخميني قائد الثورة الإسلامية في إيران وفيدل كاسترو قائد الثورة الاشتراكية في كوبا، وبين تشي غيفارا المناضل الثوري اليساري المعروف في غابات وجبال أمريكا اللاتينية و أسامة بن لادن أو حسن نصر الله المناضلين الإسلاميين اللذان يتحركان أيضا في غابات وجبال أفغانستان ولبنان، تماما كما كان غيفارا، غايتهم جميعا مقاومة الامبريالية وتطهير النفس بمجاهدتها.
يظهر الإسلاميون الثوريون المقاومون للامبريالية الأمريكية إذا، وكأنهم يأخذون مواقع اليساريين الثوريين الذين قاوموا ذات الامبريالية طيلة عقود بالأمس، على الرغم من التباعد الصارخ بين مرجعية الأوائل الدينية ومرجعية الأواخر العلمانية، فاللحى هي ذاتها تقريبا والملامح الملهمة للشباب الحالم بالتغيير والثورة في أحياء الفقراء والمهمشين في الدول العالمثالثية تكاد تكون نفسها، ولهذا لا غرابة في أن تجد إيران المقاومة وحزب الله المقاوم النصرة لدى كاسترو المريض، ولدى نسخته المطورة شافيز، كما لا غرابة أيضا في أن يجعل الرئيس جورج بوش من الدول الثلاثة ايران وكوبا وكوريا الشمالية، محورا جعله ضمن سياق تبسيطي، أصلا للشر وموردا للخراب.
الثابت أن الغرب، وفي مقدمته الولايات المتحدة، ليس متضررا من هذه الجبهات العنيفة التي يفتحها الإسلاميون هناك وهناك في العالم العربي والإسلامي، وربما في مناطق أخرى، تماما كما لم يتضرر طيلة سبعة عقود من الجبهات التي فتحها المعسكر الشيوعي، فهذه السيرة ضرورة لنماء الحضارة الغربية وانتصارها وانتشارها، إن لم تكن حتمية تنبأ بحصولها العديد من الفلاسفة والمفكرين الغربيين، وآخرهم صموئيل همتنجتون القائل بصراع الحضارات، فهل ثمة أنسب من ابن لادن والزرقاوي والظواهري ومن سار على دربهم للتدليل على صحة هذا القول ومصداقيته.
لقد انتهت الحرب في لبنان، وستنتهي في أفغانستان والعراق، كما ستنتهي أيضا أزمة المفاعلات النووية في يوم قريب ما، فما الذي سيبقى؟ الشباب اللبنانيون لن يقلعوا عن التفكير في مستقبلهم على الطريقة الأمريكية، وكذلك الشباب الأفغان والعراقيون، والإيرانيون، جميعهم يرغب في العيش، سواء في بلاده أو في خارجها، على الطريقة الأمريكية، بمعنى أن تصميم الشقق والبيوت واللباس والأثاث والسيارات والملاعب والملاهي والطرقات والمدن والمنتزهات، لن يكون إلا غربيا، ولفترة طويلة أمريكيا على وجه التحديد.
لا يبالغ قارئ التاريخ إذا قال أن الغرب هو أكبر المستفيدين من مقاومة كالتي يقودها بن لادن والزرقاوي حيا وميتا، ومن سار على دربهما، إذ هل ثمة خير منهما لإيجاد القرائن والإثباتات على وجود « خطر أخضر » بعد اندحار الخطر الأحمر، وهل يمكن تصور مشروع امبراطوري عالمي دون حروب صغيرة هنا وهناك، ودون فزاعات وصور مخيفة تقدمها الأمهات والجدات في قرى أوربا والولايات المتحدة الباردة للأطفال حتى يخلدوا إلى النوم خائفين مرتعدين.
يشتكي العرب والمسلمون عادة من صورهم المشوهة في الإعلام الغربي، لكن بالمقابل يجدون بعض المتعة في تعليق صور الجنود الأمريكيين المسحولين في العراق، كما يفتخرون جدا برجال من ذوي اللحى الطويلة والوجوه المكفهرة، لا يترددون في صعود الفضائيات لنشر الخوف والموت والفزع في القلوب، ولإعطاء الأوامر عبر الشيفرات السرية، لتفجير الأبرياء في قطارات الأنفاق والباصات والأبراج المدنية العالية العامرة بالناس، فماذا لو كانت قوافل العرب والمسلمين إلى الغرب قوافل أندلسية رشدية مليئة بالفنون والموسيقى والآداب والفلسفة والجبر وتراجم اليونان العظيمة.
لقد حارب الشيوعيون الغرب طيلة عقود لكنهم انتهوا إلى الانحلال والانكسار والهزيمة، فقد كانت حروبهم ثورية عسكرية، أكثر مما هي ثقافية وحضارية، والذي استمر من اليسار هو ذلك الذي أعاد بناء نفسه وفقا لنمط الحياة الغربي الليبرالي، والتقدير أن الإسلاميين سينتهون إلى النتيجة ذاتها، ولن يبقى منهم إلا الذي قبل بنمط الحياة الأفضل الذي أدركه إلى حد الآن التاريخ البشري، ذلك أن الحروب والمواجهات الصغيرة المتناثرة، ولو رفعت شعارات عالمية كبيرة، ليس بمقدورها تشكيل انقلاب كوني على التاريخ الإنساني أو قطيعة في المسيرة البشرية.
من منظور تاريخي، فإن المقاومة الإسلامية المسلحة الحالية، على افتراض وجودها موحدة، باعتبار أنه لا رابط بين القاعدة وحزب الله مثلا، ليست سوى امتدادا لسلسلة مقاومات يسارية وقومية وغيرها، تحتاجها الحضارة الغربية احتياجها للأعداء والأخطار الدائمين، ولهذا فإن سقوط العالم العربي والإسلامي في أجواء هذه المقاومة، لن يكون عمليا سوى هدرا جديدا لنصف قرن من الوقت، يكرر ما أهدر من وقت في حقب الشعارات الثورية اليسارية والقومية، و قد كان من باب أولى لو استفيد من دروس التجربة الأولى، والوعي بأن العلاقة مع الغرب تحكمها شروط أعمق من ردود فعل محدودة النظر بسيطة الفكر تبسيطية الطرح.
لقد بلور الإسلام ابتداء من القرن السابع الميلادي وعلى امتداد عشرة قرون حضارة عالمية، هيمنت على التاريخ الإنساني، لأنها قدمت « قيمة مضافة » لهذا التاريخ، قياسا على ما سبقها من حضارات غربية وشرقية، قدمت بدورها « قيما مضافة »، وكذلك قامت الحضارة الغربية السيدة حاليا بتقديم « قيمة مضافة »، كما استندت إلى من سبقها من الحضارات، فاليونان والرومان والمسلمون ثم الغربيون الحاليون، ليسوا عمليا سوى حلقات متشابكة متواصلة في تاريخ الإنسانية المتجه نحو الأفضل.
و إن تطلع العرب والمسلمين للعودة إلى ساحة الفعل الحضاري العالمي لن يتأتى لهم بغير الأخذ من الغرب، كما أخذ الغرب من حضارتهم السابقة، ومن ثم البحث عن قيمة مضافة يستحقون بها الريادة العالمية ووراثة السيادة الكونية.
إن أشخاصا مثل ابن لادن أو الزرقاوي أو الملا عمر أو نجاد أو سواهم من الثوريين الإسلاميين، ليسوا مؤهلين بأي شكل لقيادة العالم العربي والإسلامي نحو المستقبل، لأن السلاح لم يصنع يوما نصرا حضاريا عالميا، ولو كان الغرب مجرد قوة عسكرية ضخمة لانتهى مثلما انتهى جنكيز خان الذي جعل شعبه يسود نصف العالم المأهول والمعروف آنذاك في عشرين عاما، تماما كما أن الإسلام لم يسد لأنه كان قوة عسكرية، بل لأنه كان قوة حضارية تقدم للعالم في حينها الأرقى في الفنون واللباس والمأكل والعمارة والعلوم والطب والآداب، وكذلك ساد اليونانيون من قبلهم بالفلسفة والديمقراطية، وساد الرومان الذين خلفوا الإغريق، بحسن التنظيم والقانون والمؤسسات والإدارة والهندسة، وكذا يتفوق الغرب اليوم، لا بأساطيله التي تجوب العالم، إنما بنمط الحياة الأكثر جاذبية، وبالإنتاج العلمي والفني والأدبي الذي لا ينافس.
لقد أدرك اليابانيون والكوريون والماليزيون والصينيون والجنوب أفريقيون هذه الحقيقة، فقرروا التعلم من الغرب دون فقدان الهوية القومية، وساروا في طريق السلام بدل طريق الحرب، وفهموا جيدا أن المقاومة الحضارية هي أرقى أنواع المقاومة، وهي المقاومة التي دعا إليها العالم العربي المصري صاحب جائزة نوبل أحمد زويل..لكنني أشك في أن يستفيد العرب قريبا من الموعظة اليابانية، فالموعظة الطالبانية والزرقاوية أكثر جاذبية وأيسر على الفهم وأسهل في التطبيق، كما الهدم والبناء (المصدر: موقع إيلاف بتاريخ 28 أوت 2006)
كيف ننتصر بوضوح عسكري ونسقط بنذالة دبلوماسية؟
2006/08/28 سليم دولة
1 ـ يكاد الحزن يكون سُلاَلِيا والألم أيضا، اذ يقترن المعني في حياتنا بالمحنة اقتران الشفــــــاه بالأسنان. هي الحرب اذن وضروس. الحرب امتحان للقوة بين طرفـــــين أو أكثر.. وهي تعاقد سري أو ضمني يفترض أساسا وفي كل الحالات والأحوال منتصرا ومنكسرا، صامدا ومتخاذلا، مقبلا أو هاربا، خائفا أو متخاوفا، صديقا في الظاهر وعدوا في الباطن، رفيقا حقيقيا أو حليفا مكذوبا. ولا معني للسلام الحقيقي في حالة اللاسلم واللاحرب.
الانسان كائن تحارب وتجارب ومقالب ومحن. في الحرب لاَ حياد اذن، ولست محايدا.
2 ـ خلافا للتصورات السائدة ثمة من الشعوب والمنتظمات الحضارية في شكلها الرأسمالي الأقصي ـ وهو الوجه الآخر الما بعد حداثي للحرب ـ شعوب يرعبها السلام، حتي سلام المقابر يُرْعِبُهَا، أكثر مما تُرعبها الحروب الفاشلة، كما هو الشأن مع أمريكا واسرائيل في العراق ولبنان هنا والآن. واذ هي تلك الأمريكا، واذ هي تلك الاسرائيل تخاف السلام لأنه اللحظة الفاضحة التي يتم فيها انهاك جميع القوي التي تتوعدنا بالسلم كما تتوعدنا بالحرب تماما. لا تمييز عندئذ بين المنتصر والمنكسر. فكيف ننتصر بوضوح عسكري ونسقط بنذالة دبلوماسية؟
فالي متي نملك القدرات الخلاقة (الثروات الطبيعية والطاقات البشرية) وتعوزنا المقدرة (ارادة الحرية والحياة).
3 ـ أنا مع جميع أشكال المقاومة للدفاع عن الوطن والأمة ذلك ألا معني للحب وللحرب وللكرامة وللوطنية وكل متواليات الصفات الانسانية وحتي الحيوانية ونحن تحت الاحتلال ومشتقات الاحتلال.. مقامنا مقام الزوائل أو دون..
4 ـ في فعل الحرب، توأم فعل السياسة كل الطرق تؤدي الي روما ، حتي تلك التي لا تؤدي يجب قسرا أن تؤدي، وهنا أصل فائض العنف والعنف المضاد، وأصل الفارق الضوئي بين حروب المقاولات الامبريالية القصووية و حروب المقاومات الوطنية . الحرب تموقع لغوي أيضا..
أليس ذلك هو المصرح به امبرياليا من قبل أمريكا، اذ تتوسل بكل التعلات وتخلط بين الأسباب والمسببات والوسائل والغايات من أجل تجريد اللاـأمريكيين كونيا وغير المتصهينين سلوكيا من تواريخهم ومن جغرافياتهم ومن قياداتهم الوطنية ومن حصون قيمهم الثقافية (بيروت حاضنة التنوير) والحضارية، تسهيلا لاختراقهم وسوقهم في اتجاه البَمْرَكَةُ المعممة (ديانة الايمان بالمطلق الأمريكي الوحيد الأوحد) تسويغا لتشتيتهم، للتفرد بهم واحدا.. واحدا بعجرفة نسقية.
5 ـ قال قائل ان هذه المقاومة تتم باسم الدين . وأقول أليس الدين زفرة المخلوق المضطهد ؟
أليس الدين روح عالم لا روح له ؟
قال قائل هو قابل لشتي التأويلات و التوظيفات للتزوير و التخدير .
وأقول كما للتحرير والتنوير. هي الحرب اذن عسكرة لكل الجبهات والجهات.
لا أري في هذا الموقف غير حماقة تنبع عن غفلة معرفية أو تحامق سياسي، اذ أن أمريكا في صيغتها الامبريالية ذاتها لا تزيد عن كونها ديانة دنيوية مشوهة، حاضنة لجميع أشكال الأصولية والوصولية والتطرف الأحمق كما نتبين ذلك من موقف حكيم هارفارد فيلسوف صراع الحضارات هنتنغتون في كتابه الجديد: من نحن ؟
6 ـ أنا مع المقاومة في تلويناتها المتعددة اذا تعرض الوطن أو الأمة للخطر، وهي وقائع واقعة. أنا مع المقاومة كيف ما كانت دينية العنوان، أو بعثية المذهب، أو ناصرية الأفق، أو جيفارية المدي؟ أو بورقيبية الهاجس، أو غاندية الروح. المهم عندي أن لا انصياع ولا استسلام لأعداء الأمة والوطن والحرية والسلام الحق.
7 ـ وما المجازر المكرورة الاسرائيلية ـ والمغفورة أمريكيا ـ بل المطبوخة أمريكيا، الا دليلا واضحا علي مدي عفن وعنفية العقل الحربي الامبريالي الغزووي وتبذيره المفرط للعنف باسم أنبل القيم (العدل، الحرية، الديمقراطية وحقوق الانسان) محاربة مزعومة للاستبداد الشرقي .. الي غير ذلك من المتواليات التبريرية والفزاعات الايديولوجية والبكاء المر علي البيان العالمي لحقوق الحيوان. ألم يطالب الاعلان العالمي لحقوق الحيوان بضرورة صون كرامة الحيوان العامل مثلا، وان كان ولا بد من قتله أو ذبحه فليكن ذلك برفق ولين. ألم يصرح جورج بوش وفق عبارة موحية تصدر عن ذهنية أصولية متأصلة ومتنصلة من قيم الأصالة التنويرية الكونية وفق نبرة دينية تدعو الي الرثاء بعد السخرية. اذ يصرح حرفيا لأول مرة أشعر بأن الله في البيت الأبيض فهل أن الله لاجئ أمريكي من الاستبداد الشرقي؟ لنتخيل لو أن بن لادن قال: ان الله في قندهار .
أو قال: حسن نصر الله ان الله مع آل الجنوب في لبنان . سيتهم للتو بالجنون.
8 ـ سبق أن وصفت أمريكا بالكُسْمُوفاجية (أكلة الكون) منذ سنوات واسرائيل بالانترُوبوفاجية (أكلة الانسان)، بتواطؤ سري وعلني مع سلالة العربان من الحكام الرسميين رؤساء وملوكا وأمراء متآمرين. وليس صدفة أن تسمي اللغة العربية الأمراء بالآكلين والرعية بالمأكولين فان كان موت لا أموت بغصتي، وان أقررت قبل الموت أنك قاتلي . كما قال الشاعر العربي في لحظة وعي محني.
9 ـ لكن أليس من الممكن أن نحول الهزائم التاريخية لدينا الي غنائم وذلك بفعل الاعتبار؟
ان أمة الاعتبار بالمعني الخلدوني الذي يتحدث عن الحرب باعتبارها الضامن للأقوات زمن النوازل. فاذا كان المحارب القديم جعل قوته عند سن رمحه، فان المحارب اليوم جعل قوته عند الصواعق النووية وخراطيم الدبابات في استعمالاتها الامبريالية. مع المقاومة اذن كيف ما كانت.
10 ـ المطلوب منا امبرياليا، صهيونيا وأمريكيا ليس سلام الشجعان وانما استسلام الخرفان. ہ كاتب من تونس (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 28 أوت 2006)
يصوغه المثقفون والمفكرون في كل البلدان العربية:
مشروع الوطن العربي الجديد بدلا من الشرق الأوسط الجديد
هويدا طه (*) ضجت رؤوسنا بهذا الشرق الأوسط الجديد! لكن المسألة هي أبعد وأخطر من مجرد (ضجيج)، فالشرق الأوسط (القديم) ليس هو ما يستحق الدفاع عنه باستماتة علي كل حال!.. إنما هو ـ الإنسان العربي ـ الذي يجد نفسه الآن أمام عدة أسئلة ليس مطروحا بشأنها رفاهية التغاضي عن البحث علي إجابات لها، ليس أول تلك الأسئلة ما هو ذلك الشرق الأوسط الجديد؟ وما هي خطورته ولماذا يأتينا من الخارج.. ولماذا يعارضه هؤلاء المفكرون والمثقفون من بيننا.. وما هو البديل وكيف نفرضه؟ بل.. ولماذا أصلا يجب أن يتغير ذلك القديم بذاك الجديد؟! وأخيرا.. هل باستطاعتنا ذلك أم أننا لم نعد نملك إلا الاستسلام.. وهل (الوقت) في صالحنا أم أننا حتي لو (أردنا) وحتي لو (أمكننا) فرض بديلنا فإن الوقت لن ينتظرنا.. أسئلة ربما ليس علينا فقط ـ في عالمنا العربي ـ البحث عن إجاباتها.. وإنما البحث حتي عن أدوات الإجابة الجديدة، بل والبحث عمن يضطلع بمهمة طرح الإجابة ومن يضطلع بمهمة تنفيذها.. إذا كان ذلك ممكنا.. الشرق الأوسط الجديد هناك مقال دال بعنوان (الشرق الأوسط الجديد.. الحقيقي) نشر يوم 20 أغسطس في الواشنطن بوست وكاتبه يدعي آفشن مولافي وهو من مؤسسة أميركا الجديدة (نيو أميركا فاونديشن)، قال مولافي في مقاله: إن شرقا أوسط جديدا بالفعل يولد كما قالت كونداليزا رايس.. ولكنه بعيد عن أجندة بوش الديمقراطية (بحسب ما يقول الكاتب) إنه انفجار استثماري بمئات المليارات من الدولارات علي يد جيل جديد من مستثمرين عرب في منطقة الخليج ومصر والمغرب ، وقبل ذلك استهل الكاتب مقاله بتساؤل ساخر قائلا: في الوقت الذي كانت تزداد فيه الحرب شراسة في لبنان.. ماذا كان يفعل عشرة ملايين سعودي؟ هل كانوا يتظاهرون للاحتجاج؟ لا.. هل كانوا يوقعون عريضة تطالب بوقف الحرب؟ لا.. هل كانوا يتجمعون لمقاطعة البضائع الأمريكية؟ لا أيضا.. إذن ماذا كانوا يفعلون.. كانوا يشترون الأسهم ! ثم راح يستعرض في مقاله بالأرقام عدة مشاريع اقتصادية تنشأ في دول الخليج ثم في مصر والمغرب والجزائر.. تؤسسها الحكومات الغنية في الخليج أو الأفراد الأغنياء هنا وهناك.. مئات المليارات من الدولارات العربية زحفت أيضا إلي باكستان والهند وماليزيا وإندونيسيا.. ثم اختتم الكاتب مقاله متسائلا: هل ما نشهده هناك (في الشرق الأوسط) هو نوع من النمو الاقتصادي أم مولد (صفوة) تصنع المزيد من المال؟ حتي هنا كان مقال مولافي وتساؤلاته.. أما تساؤلاتنا نحن هنا (في شرق أوسطنا!) فتختلف.. بل هي بالضرورة ستختلف..
هو الاقتصاد إذن.. هو المال، الذي يربط الغرب بالشرق.. ويربط الماضي الاستعماري بحاضر هو الآخر استعماري ومستقبل يبدو أكثر استعمارية وأشرس، هي الرأسمالية إذن.. التي تزداد توحشا وفتكا بملايين البشر.. من أجل أن يثري ثم يثري بها هؤلاء الذين وصفهم مولافي بقوله (صفوة) تصنع المزيد ثم المزيد من المال.. هذا هو الشرق الأوسط الجديد.. سوق كبيرة تملكها وتتحكم بها قلة هنا تابعة لقلة أخري هناك! ولا هدف لها إلا تحويل تلك السوق إلي ماكينة تصنع لها المال، بينما أكثر من ثلاثمئة مليون إنسان (سكان العالم العربي) ليس عليهم إلا أن يكونوا وقودا لتلك الماكينة المخيفة.. الشرق الأوسط الجديد، وفي خدمة ذلك الهدف الأسمي (بالنسبة لهم) يتم تسخير السياسة والثقافة بل والعلم، إسرائيل أداة من أدوات السياسة.. الدعوة إلي دمقرطة الشعوب العربية وأنظمة حكمها أداة سياسية كذلك.. والإعلام وهز الثقة في الذات الحضارية للشعوب أدوات ثقافية.. تديين الصراع علي الأرض والموارد أداة ثقافية كذلك.. والتكنولوجيا بكل صورها أداة علمية.. بدء بالقنابل والصواريخ وحتي وسائل الاتصال كذلك.. كلها أدوات تكثف قدراتها الفاعلة ـ باختصار ـ من أجل هذه السوق.. (بالطبع نفس اللعبة تجري في مناطق أخري.. آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا.. كل حسب ما يناسبه من فعل، لكننا نهتم هنا جزئيا وإلي حين بمنطقتنا.. المنطقة العربية)، ولأن هذه السوق ستسحق حتما شعوب المنطقة.. فهي لا تصنع (تنمية من أجل الإنسان) وإنما (تبيع ذلك الإنسان وهما بل تبيعه هو ذاته) ولأن هذه السوق كي تنتعش تتطلب تشويه تلك الذات الحضارية لأبناء المنطقة العربية.. فإن هؤلاء المتقدين انتماءً.. للإنسانية عموما وشعوبهم خصوصا.. الذين ندعوهم (مثقفينا ومفكرينا) يعترضون علي هذا الشرق الأوسط الجديد أو لنقل (تلك السوق الجديدة التي تبيع الناس وهما وتبيعهم هم ذاتهم).. لكنه اعتراض عاجز بغير أدوات إلا من الحدس أو (الإحساس بالخطر).. وبلا بديل إلا من نقد الهجوم والتغاضي في الوقت ذاته عن لاعقلانية أدوات الدفاع.. وبلا نصير قوي.. فالعالم كله مأخوذ ـ كل في مكانه ـ باندفاع الرغبة المحمومة والهجوم المالي بقيادة الشركات المتحدة الأمريكية والشركات الأخري العابرة للقارات وأتباعهم المحليين.. بل هذا الاعتراض ـ المحق طبعا في رأي الكثيرين ـ لا يبدو (الوقت) في صالحه بالمرة.. فأمام هذا السيل المالي الذي تخدمه وسائل كلها فعالة.. لا يبدو أن (الانتظار) في صف هؤلاء المعترضين ومن خلفهم من شعوب لا حول لها ولا قوة.. إلا ربما التخبط والاقتتال فيما بينها علي أرصفة تلك السوق.. فما الحل؟ هل انتهي التاريخ؟ هل قضي الأمر؟ هل نترك أنفسنا لنباع في تلك السوق؟! أم.. أم ندافع عن أنفسنا.. الوطن العربي الجديد في كتابه (بين الثقافة والسياسة) قال الكاتب الجميل الراحل عبد الرحمن منيف (مؤلف روائية مدن الملح): لقد انقضي قرن كامل ولا نزال ندور في دوامة خلقناها لأنفسنا، وجاء العدو الذي كان أوروبيا أول مرة ثم أمريكيا إسرائيليا بعد ذلك، لكي يدفعنا أكثر فأكثر للدوران الفارغ الأبله، دون أن نستطيع وضع العربة علي السكة كما يقال ، كذلك لاحظ سعد الله ونوس الراحل أيضا في (هوامش ثقافية): أولئك الرواد لو أطلوا من فوق حافة الزمن ونظروا إلينا لشعروا بالحزن مرتين، أولا لأن النهضة لا تزال تحتاج إلي نهضة، فنهضة علي امتداد قرن كان الانكفاء فيها أكثر من محاولات النهوض، وثانيا لأن أحفادهم فقدوا المبادرة وتكوموا علي هامش ثانوي كثير الضوضاء زهيد الفعالية ، مثقفونا إذن (يشعرون) بأن علة ما فينا وفي ثقافتنا وفي ذاتنا الحضارية ليست فقط تضعفنا أمام أعدائنا.. بل بسببها نفقد الطريق، وهذه (العلة) التي طالما بحثت عنها.. هاجسي الذي طالما دفعني للبحث عن مكمن (مصيبتنا).. ربما يكون أقرب تحديد لها أو له يجدر بنا تأمله هو ما وصف به المفكر الأمريكي غوندر فرانك (آلية الثقافة) في بعض المجتمعات عندما قال إن هناك ما يسمي (تطور التخلف)، لعله هو هذا.. تطور التخلف.. في ثقافتنا العربية، ضعفنا السياسي والاقتصادي والعلمي ربما يكون مرده أن (تخلفنا يطور نفسه!) يطور أدواته لإنجاز المزيد من التخلف! والمخرج من هذه الأزمة الحضارية هي أن نوقف تخلفنا عن تطوير نفسه، أما السؤال الأصعب دائما فهو: كيف؟! هذا ما قاربه الدكتور هشام غصيب في كتابه (تجديد العقل النهضوي) عندما طرح بجرأة الإجابة أو محاولة أولية للإجابة علي هذه الكيف.. لا يتسع المجال هنا لسردها كاملة وإنما هي باختصار شديد: أن نكف عن التطلع إلي (حصد) نتائج الثورة العلمية التي حدثت في الغرب.. وجعلتهم إلي هذه الدرجة قادرين علي إذلالنا بعلم وعقل منحهم القوة والقدرة وغذي فيهم طموح السيطرة، بل.. بل نتطلع إلي صنع ثورة علمية هنا في أوطاننا.. أن نمر في الطريق الشاقة التي مرت فيها أوروبا لا أن نقفز ـ إن نجحنا أصلا في القفز وهذا لن يحدث ـ إلي المحطة الأخيرة التي وصلوا إليها.. هذا يعني باختصار أنه حتي نتصدي لهذه السوق المسماة (الشرق الأوسط الجديد) ونطرح بدلا منها (مشروع الوطن العربي الجديد) لابد أن نبدأ من هنا.. من نقد ذاتنا الثقافية والحضارية بقسوة.. من التصدي لتخلفنا وقدرته الفريدة علي تطوير نفسه.. مشروع الوطن العربي الجديد لابد أن يبدأ (ثقافيا) ثم ـ إن أسعفه الوقت ـ يعكس نفسه علي السياسة والاقتصاد والنظم الاجتماعية..
أولا علي المستوي السياسي: ليس ممكنا طرح مشروع نهضوي جديد في بلد وحده هنا، العالم كله ينظر إلينا باعتبارنا (كتلة العرب) وبالتالي أحد أركان مشروع الوطن العربي الجديد هو تجديد مفهوم (القومية العربية) لا من منطلق عاطفي أو رومانسي أو عرقي فهذا سخف تجاوزه الزمن، وإنما لأن الهجوم الرأسمالي يعتبرنا (سوقا واحدة) ونحن يجب أن نتصدي لبيعنا في تلك السوق.. بالجملة! وكذلك لأن تخلفنا الذي يطور نفسه باستمرار هو تخلف مترابطة أطرافه في كامل هذه المنطقة العربية.. وتفـــــكيكه يحتاج إلي تصدي ثقافي بكامل منطقته.. والأدلة التاريخية واضحة.. فبينما كانت هناك (بوادر) مشروع نهضة عقلانية في مصر.
نشأت مملكة علي الضفة الأخري من البحر الأحمر ترعي وتنثر التخلف بكل أبعاده هنا وهناك حولها.. لن تنجح عقلنة للثقافة في مصر مثلا طالما هناك هذا المنبع الفياض للتخلف في الجوار، المشروع الذي يتصدي للتخلف الذي يطور نفسه لابد أن يشمل الجميع، مثال آخر.. لم تفلح جهود التصدي لإسرائيل في بلدان عربية أخري لأن في الجوار المصري كان الاستسلام الذليل لإسرائيل ينثر مذلته هنا وهناك علي الجميع، لابد إذن من مشروع (شامل) يعمل في كل المنطقة العربية.. أي لابد من تجديد مفهوم القومية العربية.. ولكن بأسس عقلانية جديدة
ثانيا علي المستوي الاقتصادي: هذا هو جوهر اللعبة.. لعبة الشرق الأوسط الجديد.. لابد من مجابهته بمشروع الوطن العربي الجديد والذي يأتي (التصدي للرأسمالية) ركنا أساسيا فيه، هذه ربما من أصعب المهام.. لكن هناك قوي أخري في العالم تتصدي أو تحاول أن تتصدي لهذه الرأسمالية الشرسة.. التي طورت أدوات العولمة لتنقذها من مأزقها النهم علي حساب الشعوب.
لا يصح أن نستسلم لهذه الشراسة الرأسمالية التي تمنعنا بما لديها من أدوات علمية من محاولة النهوض والاعتماد علي أنفسنا.. الحقيقة أنه حتي رفاهية الاستسلام ليست بأيدينا.. إلا إذا قررنا بيع مستقبل الأبناء والأحفاد والأوطان.. وهذه (عدمية) لا قبل لنا بها.. أما كيف التصدي للرأسمالية.. فإن مشروع (الوطن العربي الجديد) إذا ما تبلور فهو يعني أن (ثقافة الإنتاج والتعاون الحقيقي والاكتفاء الذاتي والحد من شره الاستهلاك) هي كلها أركان أساسية فيه..
ثالثا علي مستوي النظم الاجتماعية: والتي تشمل نظم الحكم والعلاقات البينية بين الأقطار العربية المختلفة والعلاقة بين الأفراد في مجتمعاتها.. فإن هذه هي ربما البداية الحقيقية لمشروع الوطن العربي الجديد.. أن (نبتكر) في مشروعنا صياغة جديدة لمفهوم الديمقراطية.. ذلك المفهوم الذي جاء من أوروبا إلي بلادنا الغارقة في تخلف (يطور نفسه) فاستطاع في أعلي مراحل تطوره أن يشوه ذلك المفهوم الغريب علينا! نحن بحاجة أولا إلي خلق بيئة ثقافية جديدة (تنبع منها الحاجة) إلي الديمقراطية.. وليس استيرادها بمغلفات أنيقة لاستهلاكها في مجتمعات (طاعة أولي الأمر)! ونجن بحاجة إلي التخلص في مشروع الوطن العربي الجديد من (ثقافة الخرافة) والاتكال علي غيب مبهم وصبغ الحاجات الدنيوية بالدين وتديين الصراعات الفردية والجماعية.
باختصار نحن في مشروع الوطن العربي الجديد بحاجة إلي علمنة وعقلنة طرائق التفكير وتحريرها من أفخاخ المطلقات والثوابت.. وفك أسرها من الارتهان إلي الأشياء المفارقة لعالمنا الموضوعي الذي نعيش فيه.. وهذا من شأنه أن يجعلنا (نفيق) إلي أن التخلص من النظم الديكتاتورية لن يكون بالبحث عن (ولي أمر آخر أجدر بالطاعة!) بل البحث عن (بناء مجتمع جديد) له رئيس يلتزم بقانون يصاغ هو الآخر من جديد ومؤسسات تخلق أو يعاد بناءها من جديد.. و(إنسان مواطن) يخلق من جديد.. هذه بالتأكيد مهمة ثقافية.. هذا مشروع للمستقبل، يحتاج إلي وقت؟
نعم، يحتاج إلي تجنيد ثقافي واسع .. نعم، لكنه ضروري.. وكل مثقفي ومفكري المنطقة العربية من أقصـــاها إلي أقصاها لابد أن يعملون عليه لبدء قرن جديد في النهضة العربية.. لا تكون فيه (مرات الانكفاء أكثر من محاولات النــــهوض) ولا يكون فيه أحفاد رواد النهضة الأوائل.. متهمـــــين بغياب روح المبادرة في نفوسهم وحضور القدرة فقط علي صنع الضوضاء زهــــيدة الفعالية.. كما لاحظ يائسا سعد الله ونوس، وبدون صياغة جديدة لمفاهيم القومية العربية والتصدي للرأسمالية وتفكيك التخلف.. سيكون مصيرنا لا محالة شرقا أوسط جديد!.. أو سوق.. تباع فيها شعوب بأكملها.. بالجملة! (*) كاتبة من مصر howayda5@hotmail.com (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 28 أوت 2006)